نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 69 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 70 صبحی صالح

70- و من كتاب له ( عليه‏ السلام  ) إلى سهل بن حنيف الأنصاري و هو عامله على المدينة في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِمَّنْ قِبَلَكَ يَتَسَلَّلُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَلَا تَأْسَفْ عَلَى مَا يَفُوتُكَ مِنْ عَدَدِهِمْ وَ يَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ مَدَدِهِمْ فَكَفَى لَهُمْ غَيّاً وَ لَكَ مِنْهُمْ شَافِياً فِرَارُهُمْ مِنَ الْهُدَى وَ الْحَقِّ وَ إِيضَاعُهُمْ إِلَى الْعَمَى وَ الْجَهْلِ

فَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ دُنْيَا مُقْبِلُونَ عَلَيْهَا وَ مُهْطِعُونَ إِلَيْهَا وَ قَدْ عَرَفُوا الْعَدْلَ وَ رَأَوْهُ وَ سَمِعُوهُ وَ وَعَوْهُ وَ عَلِمُوا أَنَّ النَّاسَ عِنْدَنَا فِي الْحَقِّ أُسْوَةٌ فَهَرَبُوا إِلَى الْأَثَرَةِ فَبُعْداً لَهُمْ وَ سُحْقاً

إِنَّهُمْ وَ اللَّهِ لَمْ يَنْفِرُوا مِنْ جَوْرٍ وَ لَمْ يَلْحَقُوا بِعَدْلٍ وَ إِنَّا لَنَطْمَعُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَنْ يُذَلِّلَ اللَّهُ لَنَا صَعْبَهُ وَ يُسَهِّلَ لَنَا حَزْنَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار التاسع و الستون و من كتاب له عليه السلام الى سهل بن حنيف الانصارى‏ ، و هو عامله على المدينة في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية.

أما بعد، فقد بلغني أن رجالا ممن قبلك يتسللون إلى معاوية فلا تأسف على ما يفوتك من عددهم، و يذهب عنك من مددهم، فكفى لهم غيا و لك منهم شافيا، فرارهم من الهدى‏

و الحق، و إيضاعهم إلى العمى و الجهل، و إنما هم أهل دنيا مقبلون عليها، و مهطعون إليها، قد عرفوا العدل و رأوه و سمعوه و وعوه و علموا أن الناس عندنا في الحق أسوة، فهربوا إلى الأثرة، فبعدا لهم و سحقا!! إنهم- و الله- لم يفروا من جور، و لم يلحقوا بعدل، و إنا لنطمع في هذا الأمر أن يذلل الله لنا صعبه، و يسهل لنا حزنه، إن شاء الله، و السلام [عليك و رحمة الله و بركاته‏].

اللغة

(يتسللون): يخرجون إلى معاوية هاربين في خفية و استتار، (فلا تأسف):

لا تحزن، (الغي): الضلال، (الايضاع): الاسراع، (مهطعين): مسرعين، (الاسوة): مستوين، (الاثرة): الاستبداد.

الاعراب‏

ممن قبلك: الباء للتبعيض، غيا: تميز، فرارهم: مصدر مضاف إلى الفاعل، فبعدا و سحقا: منصوبان على المفعول المطلق لفعل محذوف أى فابعدوا بعدا و اسحقوا سحقا، يفيد الدعاء عليهم.

المعنى‏

هذا الكتاب لهيب من لهبات قلبه المقدس تشتعل من إصابات مخالفة رعاياه على قلبه الشريف حيث يرمونه بسهام نفاقهم و تخلفهم عنه ساعون وراء آمالهم الدنيوية الدنية، فقد قعد جمع من كبار الصحابة عن بيعته و تخلف عنه جم ممن بايعه بعد رحلته إلى البصرة لإخماد ثورة الجمل و إلى صفين لسد خلل خلاف معاوية.

فلما انتهى حرب صفين بأسوء العواقب من مقاومة أهل الضلال و قيام أهل النهروان على وجهه و هم جلة أصحابه المخلصين الأبطال، و شاع هذه الأخبار الهائلة و أحس المتقاعدون عن البيعة و النفر معه نصرة معاوية عليه بمكائده و بذل الأموال الطائلة لمن مال عنه عليه السلام إليه شرع المهاجرون و الأنصار المتخلفون عنه في التسلل إلى‏ معاوية مثنى و فرادى و كان ذلك فتا في عضد حكومته و ضربة شديدة على‏ عامله‏ في‏ المدينة.

فكأنه طلب منه عليه السلام معالجة هذا الداء العضال بما رآه عليه السلام.

فكتب إليه بعدم التعرض لهم و صرف النظر عنهم و تفويضهم إلى سوء عاقبتهم التي اختاروها لأنفسهم من الغي و الضلال و هلاك الأبد.

و إن كان من جزائهم عند الحكومات بسط العقوبة عليهم بالحبس و بمصادرة أموالهم و هدم دورهم.

و لكنه عليه السلام عزى عامله عن هذه المصيبة الهائلة بما نبه عليه من أنهم اناس يفرون من‏ العدل‏ إلى الظلم و من‏ الهدى‏ إلى الضلالة و من‏ الحق‏ إلى الباطل و من الجنة إلى النار بعد تمام الحجة و وضوح البيان «و ما ذا بعد الحق إلا الضلال».

الترجمة

از نامه‏اى كه آن حضرت به سهل بن حنيف أنصارى فرمانگزار خود در مدينه نگاشت در باره مردمى كه از اهل مدينه بمعاويه پيوستند:

أما بعد، بمن رسيده كه مردانى از قلمرو فرمانگزارى تو نهانى بمعاويه پيوستند و عهد ما را گسستند، بر شماره آنان كه از دست مى ‏دهى و از كمك آنان بى‏بهره مى‏شوى افسوس مخور، همين گمراهى و سرگردانى براى سزاى آنها و تشفي خاطر تو بس كه از شاهراه هدايت و حقيقت گريخته ‏اند و به كورى و نادانى شتافته‏اند (چه شكنجه از اين بدتر؟)

همانا كه آنان اهل دنيايند كه بدان روى آورده و بسوى آن مى‏ شتابند با اين كه بخوبى عدالت را شناخته و ديده و گزارش آنرا شنيده ‏اند و باور كرده ‏اند و دانسته‏ اند كه همه مردم نزد ما و در آئين حكومت ما حقوق برابر دارند و از اين برابرى و بردارى گريخته و بدنبال خود خواهى و امتياز طلبى رفته‏اند گم باشند، نابود باشند.

براستى كه- سوگند بخدا- اينان از ستم نگريخته ‏اند و بعدل و داد نپيوسته‏ اند و ما اميدواريم كه در اين كار خداوند دشوارى ‏ها را بر ما آسان سازد و سختى‏ ها را هموار كند انشاء الله. و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 68 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 69 صبحی صالح

69- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى الحارث الهمذاني‏

وَ تَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ وَ اسْتَنْصِحْهُ وَ أَحِلَّ حَلَالَهُ وَ حَرِّمْ حَرَامَهُ وَ صَدِّقْ بِمَا سَلَفَ مِنَ الْحَقِّ وَ اعْتَبِرْ بِمَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا لِمَا بَقِيَ مِنْهَا فَإِنَّ بَعْضَهَا يُشْبِهُ بَعْضاً وَ آخِرَهَا لَاحِقٌ بِأَوَّلِهَا وَ كُلُّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ

وَ عَظِّمِ اسْمَ اللَّهِ أَنْ تَذْكُرَهُ إِلَّا عَلَى حَقٍّ وَ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ وَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَ لَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ إِلَّا بِشَرْطٍ وَثِيقٍ وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يَرْضَاهُ صَاحِبُهُ لِنَفْسِهِ وَ يُكْرَهُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يُعْمَلُ بِهِ فِي السِّرِّ وَ يُسْتَحَى مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ

وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْهُ صَاحِبُهُ أَنْكَرَهُ أَوْ اعْتَذَرَ مِنْهُ وَ لَا تَجْعَلْ عِرْضَكَ غَرَضاً لِنِبَالِ الْقَوْلِ وَ لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِهِ فَكَفَى بِذَلِكَ كَذِباً وَ لَا تَرُدَّ عَلَى النَّاسِ كُلَّ مَا حَدَّثُوكَ بِهِ فَكَفَى بِذَلِكَ جَهْلًا

وَ اكْظِمِ الْغَيْظَ وَ تَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدَرَةِ وَ احْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ وَ اصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ وَ اسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَيْكَ

وَ لَا تُضَيِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عِنْدَكَ وَ لْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَةً مِنْ نَفْسِهِ وَ أَهْلِهِ وَ مَالِهِ فَإِنَّكَ مَا تُقَدِّمْ مِنْ خَيْرٍ يَبْقَ لَكَ ذُخْرُهُ وَ مَا تُؤَخِّرْهُ يَكُنْ لِغَيْرِكَ خَيْرُهُ وَ احْذَرْ صَحَابَةَ مَنْ يَفِيلُ رَأْيُهُ وَ يُنْكَرُ عَمَلُهُ فَإِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ

وَ اسْكُنِ الْأَمْصَارَ الْعِظَامَ فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ وَ احْذَرْ مَنَازِلَ الْغَفْلَةِ وَ الْجَفَاءِ وَ قِلَّةَ الْأَعْوَانِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ

وَ اقْصُرْ رَأْيَكَ عَلَى مَا يَعْنِيكَ وَ إِيَّاكَ وَ مَقَاعِدَ الْأَسْوَاقِ فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّيْطَانِ وَ مَعَارِيضُ الْفِتَنِ وَ أَكْثِرْ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى مَنْ فُضِّلْتَ عَلَيْهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الشُّكْرِ

وَ لَا تُسَافِرْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ حَتَّى تَشْهَدَ الصَّلَاةَ إِلَّا فَاصِلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ فِي أَمْرٍ تُعْذَرُ بِهِ

وَ أَطِعِ اللَّهَ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ فَاضِلَةٌ عَلَى مَا سِوَاهَا وَ خَادِعْ نَفْسَكَ فِي الْعِبَادَةِ وَ ارْفُقْ بِهَا وَ لَا تَقْهَرْهَا وَ خُذْ عَفْوَهَا وَ نَشَاطَهَا إِلَّا مَا كَانَ مَكْتُوباً عَلَيْكَ مِنَ الْفَرِيضَةِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَ تَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا

وَ إِيَّاكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ آبِقٌ مِنْ رَبِّكَ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا وَ إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ وَ وَقِّرِ اللَّهَ وَ أَحْبِبْ أَحِبَّاءَهُ وَ احْذَرِ الْغَضَبَ فَإِنَّهُ جُنْدٌ عَظِيمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الثامن و الستون و من كتاب له عليه السلام الى الحارث الهمدانى‏

و تمسك بحبل القرآن و انتصحه [و استنصحه‏]، و أحل حلاله و حرم حرامه، و صدق بما سلف من الحق، و اعتبر بما مضى من‏ الدنيا ما [لما] بقى منها، فإن بعضها يشبه بعضا، و آخرها لاحق بأولها، و كلها حائل مفارق، و عظم اسم الله أن تذكره إلا على حق و أكثر ذكر الموت، و ما بعد الموت، و لا تتمن الموت إلا بشرط وثيق، و احذر كل عمل يرضاه صاحبه لنفسه و يكره [يكرهه‏] لعامة المسلمين و احذر كل عمل يعمل به في السر و يستحى منه في العلانية، و احذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أو اعتذر منه، و لا تجعل عرضك غرضا لنبال القول [م‏]، و لا تحدث الناس بكل ما سمعت به فكفى بذلك كذبا، و لا ترد على الناس كل ما حدثوك به فكفى بذلك جهلا، و اكظم الغيظ و تجاوز عند المقدرة، و احلم عند الغضب، و اصفح مع الدولة تكن لك العاقبة، و استصلح كل نعمة أنعمها الله عليك، و لا تضيعن نعمة من نعم الله عندك، و لير عليك أثر ما أنعم الله به عليك. و اعلم أن أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه و أهله و ماله و أنك ما تقدم من خير يبق لك ذخره، و ما تؤخره يكن لغيرك خيره، و احذر صحابة من يفيل رأيه و ينكر عمله، فإن الصاحب معتبر بصاحبه، و اسكن الأمصار العظام فإنها جماع المسلمين،

و احذر منازل الغفلة و الجفاء و قلة الأعوان على طاعة الله، و اقصر رأيك على ما يعنيك، و إياك و مقاعد الأسواق فإنها محاضر الشيطان و معاريض الفتن، و أكثر أن تنظر إلى من فضلت عليه فإن ذلك من أبواب الشكر، و لا تسافر في يوم جمعة حتى تشهد الصلاة إلا فاصلا في سبيل الله، أو في أمر تعذر به، و أطع الله في جميع أمورك، فإن طاعة الله فاضلة على ما سواها، و خادع نفسك في العبادة، و ارفق بها و لا تقهرها، و خذ عفوك و نشاطها إلا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة، فإنه لا بد من قضائها و تعاهدها عند محلها، و إياك أن ينزل بك الموت و أنت آبق من ربك في طلب الدنيا و إياك و مصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق، و وقر الله و أحبب أحباءه، و احذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس، و السلام.

المعنى‏

قال الشارح المعتزلي «ص 42 ج 18 ط مصر»:

الحارث الهمدانى‏ و نسبه‏ 

هو الحارث الأعور صاحب أمير المؤمنين عليه السلام، و هو الحارث بن عبد الله بن كعب- سرد النسب إلى- صعب بن معاوية الهمداني، كان أحد الفقهاء، له قول في الفتيا، و كان صاحب علي عليه السلام، و إليه تنسب الشيعة الخطاب الذي خاطبه به‏

في قوله عليه السلام:

يا حار همدان من يمت يرني‏ من مؤمن أو منافق قبلا

و هى أبيات مشهورة قد ذكرناها فيما تقدم.

أقول: ظاهر حال المكتوب و الكتاب أن يكون من غائب إلى غائب لبيان المارب، و قد يصدر الكتاب من الأعاظم و الأنبياء و الأولياء إلى أخصائهم ليكون مثالا للإرشاد و منشورا للتعليم و استفادة العموم و هدايتهم إلى طريق الرشاد فالمخاطب به خاص و المقصود منه عام، و من هذا القبيل رسائل أصحاب عيسى إلى خواصهم و حواريهم المعدودة من الماخذ و المصادر الدينية عند المسيحيين و المضمونة في العهد الجديد من الكتاب المقدس عند أتباع الأناجيل، و هذا الكتاب‏ الذي صدر منه‏ عليه السلام إلى الحارث الهمداني‏ من هذا القبيل فانه مثال للهداية و الإرشاد لكافة العباد، و يدل على علو مقام الحارث الهمداني و حظوته بموقف عال عند أمير المؤمنين عليه السلام حيث خصه بهذا المنشور الإرشادي الغزير المواد و العميق المغزى بالنظر إلى التعاليم العالية الأخلاقية كمثل أعلى في طريق التزكية النفسانية واف في المرام لجميع الأنام، و قد انتخب السيد الرضي منه قطعة صالحة لما يرمي إليه في نهجه هذا من المقاصد الأدبية.

قال ابن ميثم: هذا الفصل من كتاب طويل إليه، و قد أمره فيه بأوامره، و زجره بزواجره، مدارها على تعليم مكارم الأخلاق و محاسن الاداب.

أقول: و قد جمع عليه السلام في هذا الفصل كلما يلزم لمسلم معتقد إلهي في الرابطة بينه و بين‏ الله‏ تعالى من‏ التمسك بالقرآن‏ و ملازمة أحكامه من الحلال و الحرام و في المواجهة مع‏ الدنيا و الاعتبار عن فنائها و عدم الركون عليها و الاتعاظ بما سلف‏ منها و في التوجه إلى‏ الموت‏ و التهيؤ لما بعده بادخار الأعمال الصالحة و الاجتناب عن الأعمال المهلكة.

ثم نظم. وصايا اجتماعية في الروابط بين المسلم و سائر إخوانه و أبناء نوعه و حذر عن الاستئثار بما يكره‏ سائر الناس‏ و يضرهم و عن النفاق، و أمر بصيانة

العرض و حفظ اللسان عن حكاية الكذب بأعم معانيها إلى أن بلغ الوصاية بالتضحية في سبيل الله، و الاجتناب عن المعاشرة و الصحابة مع‏ الفساق‏ و ضعفاء الرأى و السكونة في‏ الأمصار للإلحاق بجامعة المسلمين‏- إلى آخر ما أفاده عليه السلام.

الترجمة

از نامه ‏اى كه آن حضرت عليه السلام به حارث همداني نگاشته:

برشته قرآن بچسب و اندرزش بجو، حلالش را حلال شمر و حرامش را حرام، بدانچه از حق در گذشته مى ‏دانى باور كن، و آينده دنيا را با گذشته ‏اش بسنج كه بهم مانند و پايانش باغازش پيوسته شود همه دنيا گذرا و ناپايست.

نام خدا را بزرگتر شمار از آنكه جز براستى ياد كنى، مرگ و ما بعد مرگ را بسيار بياد آور، آرزوى مردن مكن مگر با وضعى مورد اعتماد، از كردارى كه پسند خود تو و ناپسند ديگر مسلمانها است بر حذر باش، از كردارى كه نهانى انجام شود و در آشكار شرم آور است بپرهيز، از هر كردارى كه چون از كننده آن باز پرسى شود منكر آن گردد يا از آن پوزش خواهد بر حذر باش، آبروى خود را عزيزدار و هدف تير گفتارش مساز، هر چه شنيدى براى مردم حكايت مكن كه همين براى آلودگى بدروغگوئى بس است، هر چه را مردم برايت حكايت كنند انكار مكن، زيرا اين انكار براى اثبات نادانى تو بس است، خشم خود را فرو خور و در هنگام غضب بردبار باش، و چون بر انتقام توانا شدى گذشت كن، و چون بختت يار و دولتت بيدار شد صرف نظر كن تا سرانجام با تو باشد، هر نعمتى كه خدايت داد نيكودار و هيچ نعمتى را كه از نعمتهاى خدا است فرومايه مشمار و از دستش مده، و بايد اثر نعمت خداوند كه بتو عطا كرده در تو ديدار شود.

و بدانكه برتر مؤمنان آن كس است كه خود و خاندانش و دارائيش را پيشكش درگاه خدا كند، زيرا هر چيزى كه پيش داشتى براى خودت مى‏ ماند، و هر چه بدنبال خود گذاشتى و در گذشتى خيرش بديگران مى ‏رسد.

از ياران سست نظر و كج انديشه و زشت كار بر حذر باش، زيرا يار را با يارش‏ بسنجند، در شهرهاى بزرگ نشيمن كن، زيرا مركز اجتماع مسلمانانند.

از منزلهاى دور افتاده و بينوا و كم ياور براى طاعت خداوند دور باش، توجه خود را بهمان چيزى معطوف دار كه مسئول آنى و از آن بهره مى ‏برى، از پاتوق بازارها بپرهيز كه محضرهاى شيطانند و انگيزشگاه آشوبها، بكسى كه بر او برترى دارى بسيار توجه كن، زيرا اين خود از راههاى شكر گزاريست.

در روز جمعه پيش از انجام نماز جمعه مسافرت مكن مگر براى جهاد در راه خدا يا عذر خدا پسند و مقبول، در هر كارى فرمانبر خدا باش و بدستور او كار كن زيرا فرمانبرى خدا از هر كارى بهتر است، در انجام عبادت خود را گول بزن تا بدان راغب شوى و با خود مدارا كن و بزورش بعبادت وادار مكن و نشاط و رغبت خود را منظور دار مگر نسبت بنماز واجب و كارهاى لازم و مفروض كه بناچار بايد انجام داد و بپاى آنها ايستاد و در موقع به آنها عمل كرد.

مبادا در حالى مرگ گريبانت بگيرد كه براى دنيا از پروردگار خود گريزانى و پشت بحضرت او دارى.

مبادا يار بزهكاران شوى كه بدى، بدى آرد، خدا را محترم شمار و دوستانش را دوست دار.

از خشم بر حذر باش كه لشكر بزرگى است از لشكرهاى شيطان.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 67 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 68 صبحی صالح

68- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى سلمان الفارسي رحمه الله قبل أيام خلافته‏

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا قَاتِلٌ سَمُّهَا فَأَعْرِضْ عَمَّا يُعْجِبُكَ فِيهَا لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكَ مِنْهَا وَ ضَعْ عَنْكَ هُمُومَهَا لِمَا أَيْقَنْتَ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا وَ تَصَرُّفِ حَالَاتِهَا

وَ كُنْ آنَسَ مَا تَكُونُ بِهَا أَحْذَرَ مَا تَكُونُ مِنْهَا فَإِنَّ صَاحِبَهَا كُلَّمَا اطْمَأَنَّ فِيهَا إِلَى سُرُورٍ أَشْخَصَتْهُ عَنْهُ إِلَى مَحْذُورٍ أَوْ إِلَى إِينَاسٍ أَزَالَتْهُ عَنْهُ إِلَى إِيحَاشٍ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار السابع و الستون و من كتاب له عليه السلام الى سلمان الفارسى رحمه الله قبل أيام خلافته‏

أما بعد، فإنما مثل الدنيا مثل الحية، لين مسها قاتل سمها، فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، و ضع عنك همومها، لما أيقنت به من فراقها، و تصرف حالاتها، و كن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها، فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور أشخصته عنه إلى محذور [أو إلى إيناس أزالته عنه إلى إيحاش، و السلام- شرح المعتزلي-].

اللغة

(أشخصته): أذهبته.

الاعراب‏

لين: خبر مقدم و مسها: مبتداء مؤخر و كذا ما بعدها و كلتا الجملتين بمنزلة عطف البيان لقوله عليه السلام «مثل الدنيا مثل الحية» فترك فيهما حرف العطف و وصل بينهما و بينها، كن آنس ما تكون- إلخ-: قال ابن ميثم: ما مصدرية و آنس ينصب على الحال و أحذر خبر كان.

أقول: و الأولى جعل آنس و أحذر خبرا واحدا لكان، فيكون من قبيل قولهم «الرمان حلو حامض».

المعنى‏

قال الشارح المعتزلي «ص 39 ج 18 ط مصر»: و كان‏ سلمان‏ من شيعة علي‏ عليه السلام‏ و خاصته و تزعم الامامية أنه أحد الأربعة الذين حلقوا رؤوسهم و أتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول.

و قد روى من حديث ابن بريده عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: أمرني ربي بحب أربعة، و أخبرني أنه يحبهم: علي و أبوذر و المقداد و سلمان.

الترجمة

از نامه‏اى كه آن حضرت عليه السلام پيش از دوران خلافتش به سلمان فارسى- رحمه الله- نگاشته:

أما بعد، همانا دنيا مارى را ماند نرم اندام و زهر آگين، از آنچه‏ اش كه خوشت آمد روى بر گردان و دورى گزين كه بسيار بى ‏وفا است و اندكى با تو همراه مى ‏شود، هيچ اندوه دنيا را مخور، چه بخوبى مى‏ دانى از تو جدا مى ‏شود و ديگر گونيها دارد، هر گاه بيشتر با او انس گرفتى و دل آرام تو شد بيشتر از او در حذر باش و بترس، زيرا يار دنيا هر چه بشادى آن دلبند و خاطر جمع باشد او را بمشكل و محذور پرتاب مى ‏كند، و هر گاه بارامش او مطمئن شود او را بهراس مى ‏افكند.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 66 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )حج واهل مکه

نامه 67 صبحی صالح

67- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى قثم بن العباس و هو عامله على مكة

أَمَّا بَعْدُ فَأَقِمْ لِلنَّاسِ الْحَجَّ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ‏وَ اجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَيْنِ فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِيَ وَ عَلِّمِ الْجَاهِلَ وَ ذَاكِرِ الْعَالِمَ

وَ لَا يَكُنْ لَكَ إِلَى النَّاسِ سَفِيرٌ إِلَّا لِسَانُكَ وَ لَا حَاجِبٌ إِلَّا وَجْهُكَ وَ لَا تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَنْ لِقَائِكَ بِهَا فَإِنَّهَا إِنْ ذِيدَتْ عَنْ أَبْوَابِكَ فِي أَوَّلِ وِرْدِهَا لَمْ تُحْمَدْ فِيمَا بَعْدُ عَلَى قَضَائِهَا

وَ انْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ مَالِ اللَّهِ فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَكَ‏ مِنْ ذَوِي الْعِيَالِ وَ الْمَجَاعَةِ مُصِيباً بِهِ مَوَاضِعَ الْفَاقَةِ وَ الْخَلَّاتِ وَ مَا فَضَلَ عَنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا

وَ مُرْ أَهْلَ مَكَّةَ أَلَّا يَأْخُذُوا مِنْ سَاكِنٍ أَجْراً فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِفَالْعَاكِفُ الْمُقِيمُ بِهِ وَ الْبَادِي الَّذِي يَحُجُّ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِمَحَابِّهِ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار السادس و الستون و من كتاب له عليه السلام الى قثم بن العباس، و هو عامله على مكة

أما بعد، فأقم للناس الحج، و ذكرهم بأيام الله، و اجلس لهم العصرين فأفت المستفتى، و علم الجاهل، و ذاكر العالم، و لا يكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك، و لا حاجب إلا وجهك، و لا تحجبن ذا حاجة عن لقائك بها، فإنها إن ذيدت عن أبوابك في أول وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها. و انظر إلى ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه إلى من قبلك من ذوى العيال و المجاعة، مصيبا به مواضع الفاقة [المفاقر] و الخلات، و ما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا. و مر أهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا، فإن الله سبحانه يقول: «سواء العاكف فيه و الباد» فالعاكف: المقيم به، و البادي الذي يحج إليه من غير أهله، وفقنا الله و إياكم لمحابه، و السلام.

اللغة

(ذيدت): منعت، (ورد): دخول الغنم و البعير على الماء للشرب، (المفاقر) الفقر جمع فقور و مفاقر: ضد الغنى و ذلك أن يصبح الإنسان محتاجا أو ليس له‏ ما يكفيه- المنجد- (الباد): مخفف البادي ساكن البادية.

الاعراب‏

بأيام الله: الباء للتعدية تأكيدا، فأفت: أمر من أفتى يفتي، لك: ظرف مستقر خبر لقوله «و لا يكن»، إلى الناس: ظرف متعلق بقوله «سفير» و هو اسم لا يكن، إلا لسانك: مستثنى في كلام تام منفي يجوز فيه النصب و الإتباع للمستثنى منه و هو قوله «سفير» فانه يفيد العموم لتقدم النفي عليه و يحتمل كون الاستثناء منقطعا بدعوى عدم دخول اللسان و الوجه في مفهوم السفير و الحاجب.

قال الشارح المعتزلي «ص 31 ج 18»: و روى «و لا يكن إلا لسانك سفيرا لك إلى الناس» بجعل «لسانك» اسم كان مثل قوله‏ (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا) و الرواية الاولى هى المشهورة، و هو أن يكون «سفيرا» اسم كان و «لك» خبرها، و لا يصح ما قاله الراوندي: إن خبرها «إلى الناس»، لأن «إلى» هاهنا متعلقة بنفس «سفير» فلا يجوز أن تكون الخبر عن «سفير» تقول: سفرت إلى بني فلان في الصلح، و إذا تعلق حرف الجر بالكلمة صار كالشي‏ء الواحد.

أقول: و أضعف مما ذكره الراوندي ما ذكره ابن ميثم «ص 217 ج 5» «و إلا للحصر و ما بعدها خبر كان» فانه إنما يستقيم على كون الاستثناء مفرغا و قد عرفت أنه تام على الرواية المشهورة و على ما ذكره الشارح المعتزلي من- الرواية الغير المشهورة فالاستثناء مفرغ و لكن «لسانك» اسم كان لا خبره.

و قال ابن ميثم في الصفحة التالية: و روى «مواضع المفاقر» و الاضافة لتغاير اللفظين.

أقول: قد جعل في «المنجد» المفاقر جمع الفقر فالإضافة معنوية تفيد التخصيص و الفرق المعنوي بين المضاف و المضاف إليه جلي.

المعنى‏

قد نهى عليه السلام في آخر كتابه‏ أهل مكه‏ عن أخذ الاجرة عن الحاج‏ الساكن‏ في مكه للحج مفسرا آية (سواء العاكف فيه و الباد- 25- الحج) و هل المقصود منه يعم أخذ الاجرة عن الساكنين في البيوت المملوكة أو المقصود خصوص الساكنين في المسجد الحرام كما هو ظاهر الاية و أرض الحرم الغير المملوكة بالخصوص؟ فيه بحث لا يسع المقام بسط الكلام فيه.

قال الشارح المعتزلي: و أصحاب أبي حنيفة يتمسكون بها- أى بهذه الاية- في امتناع بيع دور مكة و إجارتها و هذا بناء على أن المسجد الحرام، هو مكة كلها و الشافعي يرى خلاف ذلك، و يقول: إنه الكعبة، و لا يمنع من بيع دور مكة و لا إجارتها و يحتج بقوله تعالى «الذين اخرجوا من ديارهم».

أقول: في دلالة الاية على ما ذكره أصحاب أبي حنيفة ضعف ظاهر كما أن تفسير المسجد الحرام بخصوص الكعبة كما ذكر عن الشافعي أضعف، كاحتجاجه بالاية على مالكية دور مكة.

الترجمة

از نامه‏اى است كه آن حضرت بكار گزار خود در مكه قثم بن عباس نگاشته:

أما بعد، در انجام حج مردم را راهنما باش و آنها را بروزهاى خدا ياد آورى كن در بامداد و پسين براى پذيرائى از آنها بنشين، و بهر كس در مسائل دين از تو فتوى خواست فتوى بده و نادانها را دانش بياموز و با دانشمند از مردم هم گفتگو باش، و ميان تو و مردم كسى واسطه و ايلچى نباشد جز زبانت و دربانى نباشد جز رخسارت.

هيچ حاجتخواهى را از ديدار خودت پشت در نگذار، زيرا اگر از در خانه تو رانده شود در آغاز مراجعه كردن بر آوردن حاجتش بعد از آن هم تا آنجا مورد پسند نباشد كه جبران آنرا بنمايد.

آنچه از مال خداوند نزد تو گرد آمد بدان توجه كن، و بعيالداران و گرسنه‏ هاى محيط فرمان گزاريت مصرف كن و بمستمندان و بيچارگان برسان، و هر چه از آن بيش باشد براى ما بفرست تا ميان كسانى كه در اطراف ما هستند بخش كنيم.

بمردم مكه دستور بده از كسانى كه ساكن مكه شوند اجرت سكونت نگيرند زيرا خداى سبحان مى ‏فرمايد «عاكفين و بيابانگردان در آن برابرند» أما مقصود از عاكف كسانيند كه در مكه اقامت دارند و مقصود از بادي و بيابانى كسانيند كه جز از اهالي خود شهر مكه براى انجام وظيفه مقدس حج بمكه مى ‏آيند. خدا ما و شما را براى هر چه دوست دارد توفيق دهد، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 65 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 66 صبحی صالح

66- و من كتاب له ( عليه‏ السلام  ) إلى عبد الله بن العباس و قد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْمَرْءَ لَيَفْرَحُ بِالشَّيْ‏ءِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَهُ وَ يَحْزَنُ عَلَى الشَّيْ‏ءِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ

فَلَا يَكُنْ أَفْضَلَ مَا نِلْتَ فِي نَفْسِكَ مِنْ دُنْيَاكَ بُلُوغُ لَذَّةٍ أَوْ شِفَاءُ غَيْظٍ وَ لَكِنْ إِطْفَاءُ بَاطِلٍ أَوْ إِحْيَاءُ حَقٍّ

وَ لْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا قَدَّمْتَ وَ أَسَفُكَ عَلَى مَا خَلَّفْتَ وَ هَمُّكَ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الخامس و الستون الى عبد الله بن العباس،و قد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية

أما بعد، فإن المرء ليفرح بالشي‏ء الذي لم يكن ليفوته، و يحزن على الشي‏ء الذي لم يكن ليصيبه، فلا يكن أفضل ما نلت‏ في نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ، و لكن إطفاء باطل أو إحياء حق، و ليكن سرورك بما قدمت، و أسفك على ما خلفت و همك فيما بعد الموت.

اقول: و في قوله رضى الله عنه: و قد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية، إشارة إلى أن ما ذكره هنا و ما تقدم عليه بهذا المعنى مكتوب واحد نقل بروايتين.

فيحتمل أن تكون كلتا الروايتان مأثورتين عنه عليه السلام بناء على صدورهما معا عنه عليه السلام في مكتوب واحد، فتكون إحداهما نسخة بدل صدرت عن الكاتب فبعثت إحداهما و حفظت الاخرى فنقلت و رويت أيضا.

و يحتمل أن يكون الاختلاف ناشيا عن النساخ بتصرف و تصحيف و علل اخرى.

الترجمة

از نامه‏اى كه آن حضرت عليه السلام بعبد الله بن عباس نگاشته، اين نامه بروايت ديگرى كه با اين مضمون اختلاف داشت پيشتر نقل شد:

أما بعد، براستى كه مرد براى رسيدن به بهره‏اى كه از دست بدر نمى‏رود خشنود مى‏ شود (يعنى روزى مقدر) و بر آنچه نبايد بوى برسد و مقدر او نيست غمگين مى‏ گردد، نبايد پيش تو بهترين بهره دنيايت كاميابى جسماني يا تشفى خاطر از خشمگينى و انتقام از دشمنت باشد.

ولى بايد بهترين چيزى كه بحساب آرى اين باشد كه باطل را خاموش و نابود سازى و يا حقى را زنده و پايدار كنى، بايد شادى تو بمالى باشد كه براى ذخيره آخرتت پيش مى ‏فرستى، و افسوست از آنچه باشد كه بجاى خود براى ديگران مى‏ گذارى، و بايد هم تو معطوف بوضع تو پس از مردن باشد.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 64 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 65 صبحی صالح

65- و من كتاب له ( عليه‏ السلام  ) إليه أيضا

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ مِنْ عِيَانِ الْأُمُورِ فَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلَافِكَ بِادِّعَائِكَ الْأَبَاطِيلَ‏

وَ اقْتِحَامِكَ غُرُورَ الْمَيْنِ وَ الْأَكَاذِيبِ وَ بِانْتِحَالِكَ مَا قَدْ عَلَا عَنْكَ

وَ ابْتِزَازِكَ لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ دُونَكَ فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ وَ جُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ لَحْمِكَ وَ دَمِكَ مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُكَ وَ مُلِئَ بِهِ صَدْرُكَ فَمَا ذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الْمُبِينُ وَ بَعْدَ الْبَيَانِ إِلَّا اللَّبْسُ

فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ وَ اشْتِمَالَهَا عَلَى لُبْسَتِهَا فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلَابِيبَهَا وَ أَغْشَتِ الْأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا

وَ قَدْ أَتَانِي كِتَابٌ مِنْكَ ذُو أَفَانِينَ مِنَ الْقَوْلِ ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ وَ أَسَاطِيرَ لَمْ يَحُكْهَا مِنْكَ عِلْمٌ وَ لَا حِلْمٌ

أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائِضِ فِي الدَّهَاسِ وَ الْخَابِطِ فِي الدِّيمَاسِ وَ تَرَقَّيْتَ إِلَى مَرْقَبَةٍ بَعِيدَةِ الْمَرَامِ نَازِحَةِ الْأَعْلَامِ تَقْصُرُ دُونَهَا الْأَنُوقُ وَ يُحَاذَى بِهَا الْعَيُّوقُ

وَ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَلِيَ لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدِي صَدْراً أَوْ وِرْداً أَوْ أُجْرِيَ لَكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً

فَمِنَ الْآنَ فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ وَ انْظُرْ لَهَا فَإِنَّكَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّى يَنْهَدَ إِلَيْكَ عِبَادُ اللَّهِ أُرْتِجَتْ عَلَيْكَ الْأُمُورُ وَ مُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْكَ الْيَوْمَ مَقْبُولٌ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الرابع و الستون و من كتاب له عليه السلام اليه أيضا

أما بعد، فقد آن لك أن تنتفع باللمح الباصر من عيان [عين‏] الأمور فلقد سلكت مدارج أسلافك بادعائك الأباطيل، و إقحامك [اقتحامك‏] غرور المين و الأكاذيب، و بانتحالك ما قد علا عنك و ابتزازك لما اختزن دونك، فرارا من الحق، و جهودا لما هو ألزم لك من لحمك و دمك، مما قد وعاه سمعك، و ملى‏ء به صدرك، فما ذا بعد الحق إلا الضلال المبين، و بعد البيان إلا اللبس؟ فاحذر الشبهة و اشتمالها على لبستها، فإن الفتنة طالما أغدفت جلابيبها، و أعشت الأبصار ظلمتها. و قد أتاني كتاب منك ذو أفانين من القول ضعفت قواها عن السلم، و أساطير لم يحكها منك علم و لا حلم، أصبحت منها كالخائض في الدهاس، و الخابط في الديماس، و ترقيت إلى مرقبة بعيدة المرام، نازحة الأعلام، تقصر دونها الأنوق، و يحاذى بها العيوق. و حاش لله أن تلى للمسلمين بعدي صدرا أو وردا، أو أجرى‏

لك على أحد منهم عقدا أو عهدا، فمن الان فتدارك نفسك و انظر لها، فإنك إن فرطت حتى ينهد إليك عباد الله أرتجت عليك الأمور، و منعت أمرا هو منك اليوم مقبول، و السلام.

اللغة

(آن): قرب و حان، (اللمح الباصر): النظر بالعين الصحيحة، (الأباطيل) جمع الباطل على غير قياس، (المدارج): الطرائق، (الاقحام و الاقتحام): الدخول في الشي‏ء من غير روية، (المين): الكذب، (الغرور): بالضم مصدر و بفتح الأول صفة بمعنى الفاعل، (الانتحال): ادعاء ما ليس له، (الابتزاز): الاستلاب، (الجحود): إنكار ما يعلم.

(أغدفت) المرأة قناعها: أرسلته على وجهها، (الأفانين): الأساليب المختلفة، (الأساطير): الأباطيل واحدها اسطورة بالضم و إسطارة بالكسر، (الدهاس): المكان السهل دون الرمل، (الديماس) بالكسر: المكان المظلم و كالسراب و نحوه.

(المرقبة) موضع عال مشرف يرتفع إليه الراصد، (الأنوق) بالفتح:طائر و هو الرخمة أو كارها في رءوس الجبال و الأماكن الصعبة البعيدة، (العيوق):نجم فوق زحل، (تنهد): ترفع، (ارتجت): اغلقت.

الاعراب‏

مجاز الباصر: صفة لقوله باللمح مجازا، أى بلمح الانسان الباصر و الباء للاستعانة، بادعائك: الباء للسببية، مما قد وعاه: من للتعليل، فاحذر الشبهة و اشتمالها:

قال الشارح المعتزلي: و يجوز أن يكون اشتمال مصدر مضاف إلى معاوية أى احذر الشبهة و احذر اشتمالك إياها على اللبسة، أى ادراعك بها و تقمصك- إلى أن قال:

و يجوز أن يكون مصدرا مضافا إلى ضمير الشبهة فقط. ذو: صفة للكتاب، أساطير:عطف على أفانين، لم يحك: مضارع مجزوم من حاك يحوك و حوك الكلام صنعته‏ و نظمه، تقصر دونها: جملة حالية.

المعنى‏

تلويح قال الشارح المعتزلي «ص 27 ج 18 ط مصر»: و هذا الكتاب [… فقد آن لك …] هو جواب كتاب وصل من معاوية إليه عليه السلام بعد قتل علي عليه السلام الخوارج، و فيه تلويح بما كان يقوله من قبل: إن رسول الله صلى الله عليه و آله وعدني بقتال طائفة اخرى غير أصحاب الجمل صفين، و إنه سماهم المارقين.

أقول: و كان معاوية بعد قتل الخوارج و هم شجعان جيش الكوفة الصادقين للجهاد في صفين يرجو نيل الخلافة على كافة المسلمين لأن خلافهم مع علي عليه السلام و قتلهم في نهروان كافة إلا عدد يسير قد فت في عضد علي عليه السلام و شوش أمره إلى حيث انجر إلى الفتك به، فانتهز معاوية هذه الفرصة و طمع في قبول علي عليه السلام شروطا للصلح تؤيد مقصود معاوية في صعود عرش الخلافة الاسلامية برضا كافة المسلمين و تجويز علي خلافته باقراره على ولاية الشام و نصبه على أنه ولي عهد له من بعده.

قال الشارح المعتزلي «ص 26 ج 18 ط مصر»: و كان كتب إليه يطلب منه أن يفرده بالشام و أن يوليه العهد من بعده، و أن لا يكلفه الحضور عنده، و كان مقصوده بعد أخذ هذا الاعتراف عنه عليه السلام التدبير في الفتك به بأي وجه يمكنه، و قد أدرك عليه السلام غرضه من هذا الكتاب فأبلغ في ردعه و دحض مطامعه بما لا مزيد عليه، و بين له أنه بعيد عن مقام الخلافة بوجوه عديدة:

1- سلوكه مسالك أجداده الجاهليين‏ بادعاء الأباطيل و اقتحام غرور المين و الأكاذيب‏ فكأنه باق على كفره أخلاقا و معنا و إن كان مسلما ظاهرا، فلا أهلية له لزعامة المسلمين.

2- دعواه مقاما شامخا علا عنه، و استلابه ما قد اختزن‏ دونه، قال الشارح المعتزلي: يعني التسمى بأمير المؤمنين، و فسره ابن ميثم بمال المسلمين و بلادهم التي يغلب عليها.

3- فراره عن‏ الحق‏ و جحوده ما يعلمه حقا و ثبت عنده حتى‏ وعاه‏ سمعه‏ و ملي‏ء به‏ صدره.

و قد فسره المعتزلي بفرض طاعة علي عليه السلام لأنه قد وعاها سمعه، لا ريب في ذلك.

إما بالنص في أيام رسول الله صلى الله عليه و آله كما تذكره الشيعة، فقد كان معاوية حاضرا يوم الغدير لأنه حج معهم حجة الوداع، و قد كان أيضا حاضرا يوم تبوك حين قال له بمحضر من الناس كافة «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» و قد سمع غير ذلك.

و إما بالبيعة كما نذكره نحن فانه قد اتصل به خبرها، و تواتر عنده وقوعها، فصار وقوعها عنده معلوما بالضرورة كعلمه بأن في الدنيا بلدا اسمه مصر، و إن كان ما رآها.

4- و انتهى عليه السلام كتابه إلى التأكيد في منعه عن تصدي الخلافة، فقال عليه السلام‏ (و حاش لله أن تلي للمسلمين بعدي صدرا أو وردا، أو أجرى لك على أحد منهم عقدا أو عهدا).

و هذا تصريح ببعده عن الخلافة إلى حيث‏ دونها الأنوق و يحاذي بها العيوق‏.

و أنذره من سوء عاقبة إصراره على التمرد و الطغيان بقوله عليه السلام‏ (فانك إن فرطت حتى ينهد إليك عباد الله ارتجت إليك الامور- إلخ).

الترجمة

از نامه‏اى كه آن حضرت عليه السلام باز هم بمعاويه نگاشته است:

أما بعد، آن هنگامت فرا رسيده كه بخود آئى و از آنچه بچشم خود ديدى پند پذيرى، براستى كه تو باز هم براه نياكان بت پرست خود مى ‏روى براى آنكه بيهوده دعوى دارى و خود را در فريب و دروغ اندر مى ‏سازى و آنچه را برتر از مقام تو است بخود مى‏بندى و در آنچه از تو دريغ است دست اندازى مى ‏كنى تا از حق گريزان باشى و از پيروى آنچه از گوشت و خون تنت بتو آميخته ‏تر است سرباز زنى‏ و انكارش كنى، همان حقائقى كه بگوش خود فرا گرفتى و در دلت انباشته ‏اند و بخوبى مى‏ دانى.

پس از كشف حقيقت راه ديگرى جز گمراهى و ضلالت نيست، و پس از تمامى بيان و حجت جز شبهه سازى وجود ندارد، از شبهه سازى و فريب كارى و عوام فريبى بر كنار شو، زيرا كه دير زمانى است فتنه و آشوب پرده‏هاى سياه خود را گسترده و با تيرگى خود ديده‏هاى كوته بين را كور و نابينا كرده.

نامه‏اى از تو بمن رسيد كه سرتاسر سخن بافيها و دگرگونيها داشت، منطق درست و خير خواهى در آن سست بود و بمانند افسانه‏هائى بود كه از دانش و بردبارى در نگارش آن بهره‏اى نبود، بمانند مردى شدى كه از خاك تيره گوهر جويد و در تاريكى شب خار بر آرد، و گام فرا مقامى برداشتى كه بسيار از تو دور است، و نشانه‏اش ناجور، كركس را بدان ياراى پرواز نيست و با ستاره عيوق دمساز است.

پناه بر خدا كه تو فرمانروا بر مسلمانان گردى و پس از من در خرد و درشت كار آنها مداخله كنى يا من در اين باره براى تو بر يكتن از آنان قرار و تعهدى امضاء كنم.

از هم اكنون خود را درياب و براى خويش چاره انديش، زيرا اگر كوتاه آئى تا بندگان خدا بر سر تو آيند كارها بر تو دشوار گردد و درهاى نجات بروى تو بسته شوند و از آن مقامى كه امروزه از تو پذير است با زمانى، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 63 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 64 صبحی صالح

64- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى معاوية جوابا

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا كُنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ عَلَى مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْأُلْفَةِ وَ الْجَمَاعَةِ فَفَرَّقَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ أَمْسِ أَنَّا آمَنَّا وَ كَفَرْتُمْ وَ الْيَوْمَ أَنَّا اسْتَقَمْنَا وَ فُتِنْتُمْ

وَ مَا أَسْلَمَ مُسْلِمُكُمْ إِلَّا كَرْهاً وَ بَعْدَ أَنْ كَانَ أَنْفُ الْإِسْلَامِ كُلُّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى ‏الله ‏عليه‏ وآله ‏وسلم  )حِزْباً

وَ ذَكَرْتَ أَنِّي قَتَلْتُ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ شَرَّدْتُ بِعَائِشَةَ وَ نَزَلْتُ بَيْنَ الْمِصْرَيْنِ وَ ذَلِكَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْهُ فَلَا عَلَيْكَ وَ لَا الْعُذْرُ فِيهِ إِلَيْكَ

وَ ذَكَرْتَ أَنَّكَ زَائِرِي فِي الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ قَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ يَوْمَ أُسِرَ أَخُوكَ

فَإِنْ كَانَ فِيهِ عَجَلٌ فَاسْتَرْفِهْ فَإِنِّي إِنْ أَزُرْكَ فَذَلِكَ جَدِيرٌ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ إِنَّمَا بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِلنِّقْمَةِ مِنْكَ وَ إِنْ تَزُرْنِي فَكَمَا قَالَ أَخُو بَنِي أَسَدٍ

 مُسْتَقْبِلِينَ رِيَاحَ الصَّيْفِ تَضْرِبُهُمْ            بِحَاصِبٍ بَيْنَ أَغْوَارٍ وَ جُلْمُودِ

وَ عِنْدِي السَّيْفُ الَّذِي أَعْضَضْتُهُ بِجَدِّكَ وَ خَالِكَ وَ أَخِيكَ فِي‏ مَقَامٍ وَاحِدٍ وَ إِنَّكَ وَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ الْأَغْلَفُ الْقَلْبِ الْمُقَارِبُ الْعَقْلِ

وَ الْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ لَكَ إِنَّكَ رَقِيتَ سُلَّماً أَطْلَعَكَ مَطْلَعَ سُوءٍ عَلَيْكَ لَا لَكَ لِأَنَّكَ نَشَدْتَ غَيْرَ ضَالَّتِكَ وَ رَعَيْتَ غَيْرَ سَائِمَتِكَ وَ طَلَبْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ وَ لَا فِي مَعْدِنِهِ فَمَا أَبْعَدَ قَوْلَكَ مِنْ فِعْلِكَ وَ قَرِيبٌ مَا أَشْبَهْتَ مِنْ أَعْمَامٍ وَ أَخْوَالٍ حَمَلَتْهُمُ الشَّقَاوَةُ وَ تَمَنِّي الْبَاطِلِ عَلَى الْجُحُودِ بِمُحَمَّدٍ ( صلى‏ الله ‏عليه‏ وآله‏ وسلم  )فَصُرِعُوا مَصَارِعَهُمْ حَيْثُ عَلِمْتَ لَمْ يَدْفَعُوا عَظِيماً وَ لَمْ يَمْنَعُوا حَرِيماً بِوَقْعِ سُيُوفٍ مَا خَلَا مِنْهَا الْوَغَى وَ لَمْ تُمَاشِهَا الْهُوَيْنَى

وَ قَدْ أَكْثَرْتَ فِي قَتَلَةِ عُثْمَانَ فَادْخُلْ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ ثُمَّ حَاكِمِ الْقَوْمَ إِلَيَّ أَحْمِلْكَ وَ إِيَّاهُمْ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَمَّا تِلْكَ الَّتِي تُرِيدُ فَإِنَّهَا خُدْعَةُ الصَّبِيِّ عَنِ اللَّبَنِ فِي أَوَّلِ الْفِصَالِ وَ السَّلَامُ لِأَهْلِهِ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الثالث و الستون‏ و من كتاب له عليه السلام الى معاوية: جوابا

أما بعد، فإنا كنا نحن و أنتم على ما ذكرت من الالفة و الجماعة ففرق بيننا و بينكم أمس أنا آمنا و كفرتم، و اليوم أنا استقمنا و فتنتم، و ما أسلم مسلمكم إلا كرها، و بعد أن كان أنف الإسلام كله لرسول الله- صلى الله عليه و آله- حزبا. و ذكرت أني قتلت طلحة و الزبير، و شردت بعائشة و نزلت [بين‏] المصرين! و ذلك أمر غبت عنه فلا عليك، و لا العذر فيه إليك. و ذكرت أنك زائري في المهاجرين و الأنصار، و قد انقطعت الهجرة يوم أسر أخوك، فإن كان فيك عجل فاسترفه [فاسترقه‏]، فإني إن أزرك فذلك جدير أن يكون الله إنما بعثني إليك للنقمة منك، و إن تزرني فكما قال أخو بني أسد:

مستقبلين رياح الصيف تضربهم‏ بحاصب بين أغوار و جلمود

و عندي السيف الذي أعضضته بجدك و خالك و أخيك مقام واحد، و إنك- و الله- ما علمت الأغلف القلب، المقارب‏

العقل، و الأولى أن يقال لك: إنك رقيت سلما أطلعك مطلع سوء عليك لا لك، لأنك نشدت غير ضالتك، و رعيت غير سائمتك، و طلبت أمرا لست من أهله و لا في معدنه فما أبعد قولك من فعلك!! و قريب ما أشبهت من أعمام و أخوال حملتهم الشقاوة، و تمني الباطل على الجحود بمحمد- صلى الله عليه و آله- فصرعوا حيث علمت لم يدفعوا عظيما، و لم يمنعوا حريما بوقع سيوف ما خلا منها الوغى، و لم تماشها [تماسها] الهوينا. و قد أكثرت في قتلة عثمان، فادخل فيما دخل فيه الناس، ثم حاكم القوم إلى أحملك و إياهم على كتاب الله تعالى، و أما تلك التي تريد فإنها خدعة الصبي عن اللبن في أول الفصال، و السلام لأهله.

اللغة

(أنف) كل شي‏ء أوله و طرفه، (شرده): أهربه، (المصرين): الكوفة و البصرة، (و استرفه): نفس عنك من الرفاهية و هى السعة، (الأغوار):المنخفضة من الأرض، (الحاصب): ريح فيها حصباء و هى الرمل، (الجلمود):الأحجار الصلبة.

(أعضضت) بالضاد المعجمة: أى جعلت السيف يعضهم و يقتلهم، قال ابن ميثم: و أغصصت السيف بفلان أى جعلته يغص به فقرأه بالغين المعجمة و الصاد المهملة فجعله من المقلوب و فيه تعسف.

(أغلف): أى خلقة و جبلة مغشاة بأغطية فلا يفقه، (المقارب) بالكسر:الذي ليس بالتمام، (الضالة): المفقودة، (السائمة): الأنعام المجتمعة للرعي، (لم تماشها): صيغة جحد من ماشى يماشي أى لا يصاحبها الهوينا، و لا تماسها كما في نسخة اخرى.

الاعراب‏

و أنتم: عطف على اسم كنا، أنا آمنا: في تأويل المفرد فاعل فرق، أى إيماننا و كفركم، فذلك جدير: جملة اسمية جزاء الشرط و في محل خبر إني، تضربهم بحاصب: جملة حالية عن الرياح، و الله و ما علمت: جملتان معترضتان بين اسم إن و خبره و هو الأغلف القلب و ما في ما علمت مصدرية زمانية مفعول فيه لقوله علمت و الفعل ملغى عن مفعوليه و نزل منزلة اللازم لإفادة الإطلاق، المقارب: خبر ثان لان، قريب: عطف على الأغلف، ما أشبهت: فعل التعجب.

المعنى‏

قال الشارح المعتزلي «ص 251 ج 17 ط مصر»: أما الكتاب الذي كتبه إليه معاوية و هذا الكتاب جوابه، فهو: من معاوية بن أبي سفيان، إلى علي بن أبي طالب:

أما بعد، فإنا بني عبد مناف لم نزل ننزع من قليب واحد، و نجري في حلبة واحدة، ليس لبعضنا على بعض فضل، و لا لقائمنا على قاعدنا فخر، كلمتنا مؤتلفة، و الفتنا جامعة، و دارنا واحدة، يجمعنا كرم العرق، و يحوينا شرف النجاد، و يحنو قوينا على ضعيفنا، و يواسي غنينا فقيرنا، قد خلصت قلوبنا من دغل الحسد، و طهرت أنفسنا من خبث النية.

فلم نزل كذلك حتى كان منك ما كان من الإدهان في أمر ابن عمك، و الحسد له، و نصرة الناس عليه، حتى قتل بمشهد منك، لا تدفع عنه بلسان و لا يد، فليتك أظهرت نصره، حيث أسررت خبره، فكنت كالمتعلق بين الناس بعدو (بعذر خ) و إن ضعف، و المتبري من دمه بدفع و إن وهن.

و لكنك جلست في دارك تدس إليه الدواهي و ترسل إليه الأفاعى، حتى‏ إذا قضيت و طرك منه أظهرت شماتة، و أبديت طلاقة و حسرت للأمر عن ساعدك، و شمرت عن ساقك و دعوت الناس إلى نفسك، و أكرهت أعيان المسلمين على بيعتك.

ثم كان منك ما كان من قتلك شيخي المسلمين أبي محمد طلحة و أبي عبد الله الزبير و هما من الموعودين بالجنة، و المبشر قاتل أحدهما بالنار في الاخرة.

هذا إلى تشريدك بام المؤمنين عائشة، و إحلالها محل الهون، مبتذلة بين أيدي الأعراب و فسقة أهل الكوفة، فمن بين مشهر لها، و بين شامت بها، و بين ساخر منها، ترى ابن عمك كان بهذه لو رآه راضيا؟ أم كان يكون عليك ساخطا؟

و لك عنه زاجرا أن تؤذي أهله و تشرد بحليلته، و تسفك دماء أهل ملته.

ثم تركك دار الهجرة التي قال رسول الله صلى الله عليه و آله عنها «إن المدينة لتنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد» فلعمرى لقد صح وعده و صدق قوله، و لقد نفت خبثها و طردت عنها من ليس بأهل أن يستوطنها، فأقمت بين المصرين، و بعدت عن بركة الحرمين، و رضيت بالكوفة بدلا عن المدينة، و بمجاورة الخورنق و الحيرة عوضا عن مجاورة خاتم النبوة.

و من قبل ذلك ما عيبت خليفتي رسول الله أيام حياتهما، فقعدت عنهما، و ألبت عليهما، و امتنعت من بيعتهما، و رمت أمرا لم يرك الله له أهلا، و رقيت سلما وعرا، و حاولت مقاما دحضا، و ادعيت ما لم تجد عليه ناصرا، و لعمري لو وليتها حينئذ لما ازدادت إلا فسادا و اضطرابا، و لا أعقبت ولايتكها إلا انتشارا و ارتدادا، لأنك الشامخ بأنفه، الذاهب بنفسه، المستطيل على الناس بلسانه و يده.

و ها أنا سائر إليك في جمع من المهاجرين و الأنصار تحفهم سيوف شامية، و رماح قحطانية، حتى يحاكموك إلى الله، فانظر لنفسك و للمسلمين و ادفع إلى قتلة عثمان، فإنهم خاصتك و خلصاؤك و المحدقون بك.

فان أبيت إلا سلوك سبيل اللجاج، و الاصرار على الغي و الضلال فاعلم،أن هذه الاية إنما نزلت فيك و في أهل العراق معك «ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا يصنعون‏- 112- النحل».

أقول: و أنا أحكي ما ذكره في شرح الكتابين و نقد كتاب معاوية معلقا عليه بما سنح للخاطر على وجه الايجاز مزيدا للفائدة.

فقال: قال عليه السلام: لعمري‏ إنا كنا بيتا واحدا في الجاهلية لأنا بنو عبد- مناف.

أقول: لقد أحسن في تفسير الالفة و الجماعة بين بيت هاشم و بيت امية بأنهما بنو عبد مناف لأن بين البيتين فروق كثيرة حتى في الجاهلية- إلى أن قال:ثم قال عليه السلام: و ما أسلم‏ من أسلم منكم‏ إلا كرها، كأبي سفيان و أولاده يزيد و معاوية و غيرهم من بني عبد شمس.

قال عليه السلام: و بعد أن كان أنف الاسلام‏ محاربا لرسول الله صلى الله عليه و آله‏، أى في أول الاسلام، يقال: كان ذلك في أنف دولة بني فلان، أى في أولها، و أنف كل شي‏ء أوله و طرفه، و كان أبو سفيان و أهله من بني عبد شمس أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه و آله في أول الهجرة، إلى أن فتح مكة.

أقول: قد قرأ الشارح المعتزلي «حربا» بالراء المهملة بعد قوله‏ «و بعد أن كان أنف الاسلام كله لرسول الله» فنقله بهذه العبارة نقلا بالمعنى و الأولى قراءته بالزاء المعجمة «حزبا» لأنه لا يستقيم كون أنف الاسلام محاربا له صلى الله عليه و آله.

قال: ثم أجابه عن قوله‏ «قتلت طلحة و الزبير و شردت بعائشة، و نزلت بين المصرين» بكلام مختصر أعرض فيه عنه هوانا به، فقال (هذا أمر غبت عنه) فليس عليك به اثم العدوان الذي تزعم‏ و لا العذر إليك‏ لو وجب علي العذر عنه.

فأما الجواب المفصل فأن يقال: إن طلحة و الزبير قتلا أنفسهما ببغيهما و نكثهما و لو استقاما على الطريقة لسلما، و من قتله الحق فدمه هدر، و أما كونهما شيخين من شيوخ الاسلام فغير مدفوع، و لكن العيب يحدث، و أصحابنا يذهبون إلى انهما تابا، و فارقا الدنيا نادمين على ما صنعا، و كذلك نقول نحن فان الأخبار كثرت بذلك، فهما من أهل الجنة لتوبتهما.

أقول: في كلامه هذا تناقض ظاهر فانه حكم أولا بأنهما قاتلا أنفسهما، و دمهما هدر، و كيف يجتمع هذا مع القول بأنهما تابا و ندما و هما من أهل الجنة و لا بد أن يكون التوبة قبل الموت.

إلى أن قال: و أما الوعد لهما بالجنة فمشروط بسلامة العاقبة، و الكلام في سلامتهما، و إذا ثبتت توبتهما فقد صح الوعد لهما و تحقق.

أقول: الوعد بالجنة بشرط سلامة العاقبة يعم كل المسلمين فلا امتياز لهما بهذا الوعد مع أن حديث التوبة لم يثبت خصوصا في حق طلحة المقتول في معمعان القتال و لو تاب الزبير فلا بد أن يرجع إلى على عليه السلام لا أن يفر من ميدان الحرب و منه عليه السلام حتى يقتله ابن جرموز.

إلى أن قال: و أما ام المؤمنين عائشة فقد صحت توبتها و الأخبار الواردة في توبتها أكثر من الأخبار الواردة في توبة طلحة و الزبير لأنها عاشت زمانا طويلا و هما لم يبقيا، و الذي جرى لها كان خطأ منها، فأي ذنب لأمير المؤمنين عليه السلام في ذلك؟ و لو أقامت في منزلها لم تبتذل بين الأعراب و أهل الكوفة، على أن أمير المؤمنين عليه السلام أكرمها و صانها و عظم من شأنها، و من أحب أن يقف على ما فعله معها فليطالع كتب السيرة، و لو كانت فعلت بعمر ما فعلت به، و شقت عصا الامة عليه ثم ظفر بها، لقتلها و مزقها إربا إربا، و لكن عليا كان حليما كريما.

و أما قوله: لو عاش رسول الله صلى الله عليه و آله فبربك هل كان يرضى لك أن تؤذي حليلته، فلعلي عليه السلام أن يقلب الكلام عليه، فيقول: أ فتراه لو عاش أ كان يرضى لحليلته أن تؤذى أخاه و وصيه، و أيضا أ تراه لو عاش أ تراه يرضى لك يا ابن أبي سفيان أن تنازع عليا الخلافة و تفرق جماعة هذه الامة، و أيضا أ تراه لو عاش أ كان يرضى لطلحة و الزبير أن يبايعا ثم ينكثا لا لسبب، بل قالا: جئنا نطلب الدراهم فقد قيل لنا أن بالبصرة أموالا كثيرة، هذا كلام يقوله مثلهما.

فأما قوله: تركت دار الهجرة، فلا عيب عليه إذا انتقضت عليه أطراف الاسلام بالبغي و الفساد أن يخرج من المدينة إليها، و يهذب أهلها، و ليس كل من خرج من المدينة كان خبثا، فقد خرج عنها عمر مرارا إلى الشام، ثم لعلي عليه السلام أن يقلب عليه الكلام فيقول له: و أنت يا معاوية قد نفتك المدينة أيضا عنها، فأنت إذا خبث، و كذلك طلحة و الزبير و عائشة الذين تتعصب لهم و تحتج على الناس بهم، و قد خرج من المدينة الصالحون، كابن مسعود و أبي ذر و غيرهما و ماتوا في بلاد نائية عنها.

و أما قوله: بعدت عن حرمة الحرمين، و مجاورة قبر رسول الله صلى الله عليه و آله، فكلام إقناعي ضعيف، و الواجب على الامام أن يقدم الأهم فالأهم من مصالح الاسلام، و تقديم قتال أهل البغى على المقام بين الحرمين أولى.

و أما ما ذكره من خذلانه عثمان و شماتته به و دعائه الناس بعد قتله إلى نفسه و إكراهه طلحة و الزبير و غيرهما على بيعته، فكله دعوى و الأمر بخلافها و من نظر كتب السير عرف أنه بهته و ادعى عليه ما لم يقع منه.

و أما قوله: التويت على أبي بكر و عمر، و قعدت عنهما، و حاولت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله فان عليا عليه السلام لم يكن يجحد ذلك و لا ينكره، و لا ريب أنه كان يدعي الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه و آله لنفسه على الجملة، إما لنص كما تقوله الشيعة أو لأمر آخر كما يقوله أصحابنا.

أما قوله: لو وليتها حينئذ لفسد الأمر و اضطرب الاسلام، فهذا علم غيب لا يعلمه إلا الله، و لعله لو وليها حينئذ لاستقام الأمر و صلح الاسلام و تمهد.

أقول: لا وجه للتعبير هنا بلعله بل هو المحقق، فان الفساد و الاضطراب نشأ من نقض عهد ولايته عليه السلام حيث إن قبائل العرب الحاضرين في غدير خم السامعين لقول النبي صلى الله عليه و آله «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» و الواعين لقوله «يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى» لا يشكون في أن القائم بالأمر بعده هو علي عليه السلام.

و لكن لما رأوا و سمعوا أن أكثر أصحاب النبي من المهاجرين و الأنصار عدلوا عن وصيته و توليته شك بعضهم في أصل الاسلام و في أنه دين إلهي قائم بالوحي و بعضهم تردد في إنجاز أوامره و عهوده و وصاياه في سائر مشاعر الاسلام مثل الزكاة و غيرها فثاروا على الاسلام و ارتدوا.

و هذا هو فلسفة ارتداد العرب على الحكومة المركزية القائمة على خلافة أبي بكر الانتخابية، ففي السقيفة زرعت جراثيم الفساد و بذورها و نمت إلى أن أثمرت في خلافة عثمان، فقام الاختلاف على ساق و تلاشت وحدة المسلمين، حتى نقلت الخلافة و الزعامة الاسلامية إلى أمثال معاوية، و طمعت فيها أمثال طلحة و الزبير، فان ظهور مطامعهم و تكالبهم على الدنيا أثر في نفوس عامة الناس و أضعف عقائدهم بالنسبة إلى ما ورد في القرآن الشريف من الوعيد و الإنذار.

الترجمة

أما بعد، ما و شما چنانچه ياد كردى هم انس و گردهم بوديم ولى در گذشته از هم جدا شديم براى آنكه ما ايمان آورديم و شما بكفر باقى مانديد و امروز هم از هم جدائيم براى آنكه ما در راه راستى مى ‏رويم و بايمان خود پاى بنديم و شما پيرامون فتنه هستيد و از اسلام برگشتيد، شما هم از دل قبول اسلام نكرديد بلكه بنا خواه اظهار مسلمانى نموديد بعد از اين كه در صدر اسلام همه را با رسول خدا در نبرد بوديد «بعد از اين كه همه مسلمانان نخست حزب و طرفدار رسول خدا صلى الله عليه و آله شدند- خ».

ياد آورشدى كه من طلحه و زبير را كشتم و عايشه را راندم و در بصره و كوفه اقامت كردم، اينها همه در غيبت تو واقع شده و بر عهده تو نيست و بتو مربوط نيست و عذر خواهى از آن بتو ارتباطى ندارد.

ياد آور شدى كه در جمع مهاجر و انصار مرا ديدار خواهى كرد، با اين كه از روزى كه برادرت «يزيد بن أبي سفيان» اسير شد «يعنى روز فتح مكه» هجرت برداشته شد و قانون آن ملغى گرديد و مسلمانان پس از فتح مكه كه پيرامون تواند مهاجر نيستند، اگر در اين ديدار شتابى هست در آسايش باش (بر آن سوار شوخ)

زيرا اگر من بديدار تو آيم سزاوار است براى آنكه خداوندم بديدار تو فرستد تا از تو انتقام بگيرم، و اگر تو بديدار من آئى چنانست كه شاعر بنى أسد سروده:

به پيشواز بادهاى گرم تابستانى شتابند تا با خار و خاشاك و سنگريزه در پست و بلند روبرو گردند.

در بر من است همان شمشيرى كه با آن جد تو و دائى و برادرت را در يك ميدان (ميدان نبرد احد) كشتم، و راستى كه- تا من دانسته‏ام- تو مردى دل مرده و كم خرد بودى و بهتر است در باره تو گفت: بنردبانى بر آمدى كه ترا ببد پرتگاهى كشاند و بزيانت رساند و سودى نبرى، زيرا كسى را مانى كه جز گمشده خود را جويد و جز چراگاه خويش را بچراند، و بدنبال مقامى مى ‏گردى كه سزاوار آن نيستى و از خاندان آن دورى.

وه چه اندازه گفتار و كردار تو ارهم بدورند، و تا دانسته‏ام تو بأعمام و أخوال خودمانى كه بدبختى و آرزوهاى بيهوده آنان را با نكار رسالت محمد صلى الله عليه و آله واداشت و تا آنجا با او ستيزه كردند كه در قتلگاه خود بخاك و خون غلطيدند، همان جا كه تو خود مى ‏دانى، نتوانستند از خود دفاعى عظيم نمايند و حريم وجود خود را از زخم شمشيرهائى كه ميدان نبرد از آنها بر كنار نيست مصون دارند، آنجا كه سستى و مسامحه در آن روا نيست.

تو در باره كشندگان عثمان پرگفتى، بيا با مسلمانان هم آهنگ شو و آنچه را پذيرفتند بپذير و سپس آنانرا در محضر من محاكمه كن تا تو را و آنها را بقانون كتاب خدا وادارم.

و أما آنچه تو از دعوى خونخواهى عثمان مى‏ خواهى بدان ماند كه بخدعه بخواهند كودكى را در نخست دوران شيربرى از شير بازگيرند و پستان مادر را در پيش او نازيبا و بد جلوه دهند، درود بر هر كه شايسته او است.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 62 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 63 صبحی صالح

63- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى أبي موسى الأشعري و هو عامله على الكوفة، و قد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل‏

مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ قَوْلٌ هُوَ لَكَ وَ عَلَيْكَ فَإِذَا قَدِمَ رَسُولِي عَلَيْكَ فَارْفَعْ ذَيْلَكَ وَ اشْدُدْ مِئْزَرَكَ وَ اخْرُجْ مِنْ جُحْرِكَ وَ انْدُبْ مَنْ مَعَكَ فَإِنْ حَقَّقْتَ فَانْفُذْ وَ إِنْ تَفَشَّلْتَ فَابْعُدْ

وَ ايْمُ اللَّهِ لَتُؤْتَيَنَّ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ وَ لَا تُتْرَكُ حَتَّى يُخْلَطَ زُبْدُكَ بِخَاثِرِكَ وَ ذَائِبُكَ بِجَامِدِكَ وَ حَتَّى تُعْجَلُ عَنْ قِعْدَتِكَ وَ تَحْذَرَ مِنْ أَمَامِكَ كَحَذَرِكَ مِنْ خَلْفِكَ

وَ مَا هِيَ بِالْهُوَيْنَى الَّتِي تَرْجُو وَ لَكِنَّهَا الدَّاهِيَةُ الْكُبْرَى يُرْكَبُ جَمَلُهَا وَ يُذَلَّلُّ صَعْبُهَا وَ يُسَهَّلُ جَبَلُهَا

فَاعْقِلْ عَقْلَكَ وَ امْلِكْ أَمْرَكَ وَ خُذْ نَصِيبَكَ وَ حَظَّكَ فَإِنْ كَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلَى غَيْرِ رَحْبٍ وَ لَا فِي نَجَاةٍ فَبِالْحَرِيِّ لَتُكْفَيَنَّ وَ أَنْتَ نَائِمٌ حَتَّى لَا يُقَالَ أَيْنَ فُلَانٌ

وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مَعَ مُحِقٍّ وَ مَا أُبَالِي مَا صَنَعَ الْمُلْحِدُونَ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الثاني و الستون‏ و من كتاب له عليه السلام الى أبى موسى الاشعرى، و هو عامله على الكوفة و قد بلغه عنه تثبيطه الناس على الخروج اليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل‏

من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس:

أما بعد، فقد بلغني عنك قول هو لك و عليك، فإذا قدم رسولي عليك فارفع ذيلك، و اشدد مئزرك، و اخرج من جحرك و اندب من معك، فإن حققت فانفذ، و إن تفشلت فابعد و ايم الله لتؤتين من حيث أنت، و لا تترك حتى يخلط زبدك بخاثرك، و ذائبك بجامدك، و حتى تعجل في قعدتك، و تحذر من أمامك كحذرك من خلفك، و ما هى بالهوينا التي ترجو، و لكنها الداهية الكبرى يركب جملها، و يذل صعبها، و يسهل جبلها، فاعقل عقلك، و املك أمرك، و خذ نصيبك و حظك، فإن كرهت فتنح إلى غير رحب و لا في نجاة، فبالحري لتكفين و أنت نائم حتى لا يقال: أين فلان؟ و الله إنه لحق مع محق، و ما أبالي ما صنع الملحدون، و السلام.

اللغة

(فثبطهم): حبسهم بالجبن يقال: ثبطه عن الأمر أى أثقله و أقعده، (الجحر) بالضم: ثقب الحية و نحوها من الحشار، (الزبد) بالضم: ما يستخرج بالمخض من اللبن، (خثر) اللبن خثورة من باب قتل بمعنى ثخن و اشتد و رجل خاثر النفس أي ثقيل كسلان.

الاعراب‏

و هو عامله على الكوفة: جملة حالية و يحتمل الاستيناف و كذا ما بعده و يحتمل فيه العطف أيضا، هو لك: جملة اسمية صفة لقوله قول، و عليك: ظرف مستقر معطوف على لك و يمكن أن يكون عطفا على هو بتقديره بعده أى و هو عليك فتكون حالية و المعنى أنه قولك حالكونه يكون على ضررك، أيم الله:

قسم و هو مبتدأ لخبر محذوف و هو قسمى و ما بعده جواب القسم.

المعنى‏

قال الشارح المعتزلي «ص 246 ج 17 ط مصر»: المراد بقوله‏ (هو لك و عليك) أن أبا موسى كان يقول لأهل الكوفة: إن عليا إمام هدى، و بيعته صحيحة إلا أنه لا يجوز القتال معه لأهل القبلة، هذا القول بعضه حق و بعضه باطل.

أقول: الظاهر من كلامه أن البعض الحق منه تصديقه بامامته و صحة بيعته و البعض الباطل عدم تجويزه القتال معه لما قال عنه ابن ميثم «و يقول:

إنها فتنة فلا يجوز القيام فيها و يروى عن النبي صلى الله عليه و آله أخبارا يتضمن وجوب القعود عن الفتنة و الاعتزال فيها»- إلى أن قال: و هو عليه من وجوه:

1- كان معلوما من همه أنه لم يقصد بذلك إلا قعود الناس عنه، و فهم منه ذلك، و هو خذلان للدين في الحقيقة و هو عائد عليه بمضرة العقوبة منه عليه السلام و من الله تعالى في الاخرة.

أقول: و يؤيد ذلك ما قيل في حال أبي موسى من أنه من المعتقدين بعبد الله بن عمر و من الذين يميلون إلى انتخابه بالخلافة لظاهرة تقواه الجامد العاري عن تحقيق الحق كأكثر المتزهدين و قد اعتزل عن علي عليه السلام و لم يبايعه و تبعه جمع من كبار الصحابة كاسامة بن زيد و عمرو بن عاص و سعد بن أبي وقاص، و كان اعتزالهم عنه عليه السلام فت في عضد ولايته و نصر لعدوه و هو معاوية و قد لحقوا به بعد ذلك، و أظهر أبو موسى جوهره في قضية الحكمين فيما بعد، و قال ابن ميثم:

2- أنه لما كان على الحق في حربه كان تثبيط أبي موسى عنه جهلا بحاله و ما يجب من نصرته و القول بالجهل عائد على القائل بالمضرة.

3- أنه في ذلك القول مناقض لغرضه لأنه نهى عن الدخول مع الناس و مشاركتهم في زمن الفتنة و روى خبرا يقتضي أنه يجب القعود عنهم حينئذ مع أنه كان أميرا يتهافت على الولاية و ذلك متناقض، فكان عليه لا له.

أقول: و الأوضح أن يقال أن تصديه للولاية في هذه الحالة دخول في الفتنة لأنها سياسة للناس فلو اعتقد بما نقل لزم عليه الاستعفاء و العزلة عن العمل فورا مضافا إلى أن اعترافه بامامته و صحة بيعته يقتضي وجوب طاعته عليه فلا معنى للخلاف معه بأي استناد مع أنه اعتمد على النهي من القتال معه عليه بأن المخالفين من أهل القبلة و القتال مع أهل القبلة لقمع الفتنة مشروع في القرآن كما قال الله تعالى‏ و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي‏ء إلى أمر الله‏ 9- الحجرات و أى بغي أعظم من نكث طلحة و الزبير بيعتهما و جمعهما الجموع على خلاف علي عليه السلام؟! و قد شدد عليه الأمر بالخروج من الكوفة و من معه و اللحاق به بقوله:(فارفع ذيلك و اشدد مئزرك و اخرج من جحرك، و اندب من معك).

ثم نبه عليه السلام إلى ما في قلبه من الشك و النفاق بقوله: (فان تحققت فانفذ و إن تفشلت فابعد).ثم نبهه عليه السلام إلى ما يؤول إليه خلافه معه من سوء العاقبة بقوله: (و أيم الله‏لتؤتين من حيث أنت‏- إلخ).

قال الشارح المعتزلي: معناه إن أقمت على الشك و الاسترابة و تثبيط أهل الكوفة عن الخروج إلي و قولك لهم، لا يحل لكم سل السيف لا مع علي و لا مع طلحة، و ألزموا بيوتكم و اكسروا سيوفكم، لتأتينكم و أنتم في منازلكم أهل بالكوفة أهل البصرة مع طلحة و نأتينكم نحن بأهل المدينة و الحجاز فيجتمع عليكم سيفان من أمامكم و من خلفكم فتكون ذلك‏ الداهية الكبرى‏- إلخ-.

و قال في شرح قوله عليه السلام‏ (و لا تترك حتى يخلط زبدك بخاثرك): تقول للرجل إذا ضربته حتى أثخنته: لقد ضربته‏ حتى‏ خلطت زبده بخاثره، و كذلك حتى خلطت ذائبه بجامده، و الخاثر اللبن الغليظ، و الزبد خلاصة اللبن و صفوته فاذا أثخنت الانسان ضربا كنت كأنك خلطت ما دق و لطف من أخلاطه بما كثف و غلظ منها، و هذا مثل و معناه لتفسدن حالك و لتخلطن، و ليضطربن ما هو الان منتظم من‏ أمرك‏- إلخ.

أقول: و حيث أن الخطاب له شخصا يمكن أن يكون مراده عليه السلام الإخبار عن حاله فيما يأتي عليه من انتخابه حكما في صفين و المقصود أنه حيث يصدق ظاهرا إمامته و يمنع أهل الكوفة من نصرته بحجة الدفاع عن مصلحتهم سيأتي عليه الابتلاء بالحكومة في صفين فيظهر سوء عقيدته بالنسبة إليه عليه السلام و خيانته بأهل الكوفة في إظهار عزل الامام و تسليمهم إلى معاوية فيعجل في الفرار من كوفة و يحذر من دنياه و آخرته لما ارتكبه بخدعة عمرو بن عاص معه.

و قد يظهر من بعض التواريخ أن هذا الكتاب‏ ثالث الكتب الذي كتبها عليه السلام إلى أبي موسى الأشعري‏ و أصر و أبلغ في الاستعانة منه لدفع العدو الثائر، و لكن‏ أبو موسى الأشعري‏ أصر على الإنكار و المكابرة حتى عزله عليه السلام عن ولاية الكوفة و أجرى عزله بيد مالك الأشتر.

الترجمة

اين نامه ‏ايست كه بأبو موسى أشعري نگاشت كه كارگزار آن حضرت بود بر كوفه‏ در حالى كه به آن حضرت گزارش رسيد أبو موسى مردم كوفه را از اجابت دعوت آن حضرت باز مى ‏دارد چون آنها را براى جنگ با أصحاب جمل دعوت كرده بود:

از طرف بنده خدا على أمير مؤمنان بسوى عبد الله بن قيس.

أما بعد، راستى كه بمن از تو گفتارى رسيده است كه از آن تو است و بر زيان تو است، چون فرستاده و پيك من اينك بتو در رسد بى درنگ دامن بالا زن و كمرت را تنگ بربند و از سوراخت بدرآى و هر آنكه با خود دارى احضار كن اگر حق را دريافتى آنرا مجرى كن و اگر سستى شيوه خود ساختى و نرد شكاكى باختى از منصب خود در گذر و دور شو، بخدا سوگند هر چه باشى و هر كجا باشى دستخوش گرفتارى شوى و بدنبالت آيند و رها نشوى تا گوشت و استخوانت بهم در آميزند و تر و خشكت بهم آميزند و نهان و عيانت هويدا گردد و تا اين كه از كناره گيرى و بازنشست در شتاب اندر شوى و از آنكه در برابرت باشد بهراسى چونان كه از آنكه در پشت سرت باشد و پيگرد تو است بهراسى.

اين پيشامد براى تو چنانچه اميدوارى آسان نيست بلكه بزرگترين گرفتارى و دشوارى است كه بايد بر مركبش بر نشست و دشواريش را هموار كرد و گردنه و كوهش را صاف نمود.

خرد خويش را بكار گير و خود را داشته باش و بهره خود را درياب، و اگر نخواهى دور شو دور، بى خوش‏آمد و بى كاميابى و رستگارى، تو كه در خواب باشى محققا ديگران وظيفة ترا ايفاء كنند و كار ترا كفايت نمايند تا آنكه بدست فراموشى سپرده شوى و نگويند، فلانى كجاست؟ بخدا سوگند كه اين راه حق است و بدست حقدار است و باكى ندارد كه ملحدان خدا نشناس چه بازى كنند، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 61 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 62 صبحی صالح

62- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً ( صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله‏ وسلم  )نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ وَ مُهَيْمِناً عَلَى الْمُرْسَلِينَ فَلَمَّا مَضَى ( عليه‏السلام  )تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ

فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يُلْقَى فِي رُوعِي وَ لَا يَخْطُرُ بِبَالِي أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ ( صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلم  )عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ لَا أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنِّي مِنْ بَعْدِهِ

فَمَا رَاعَنِي إِلَّا انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ يُبَايِعُونَهُ فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلَامِ يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ ( صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم  )

فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ

فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الْأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَ زَهَقَ وَ اطْمَأَنَّ الدِّينُ وَ تَنَهْنَهَ

وَ مِنْهُ‏إِنِّي وَ اللَّهِ لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وَ هُمْ طِلَاعُ الْأَرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَيْتُ وَ لَا اسْتَوْحَشْتُ وَ إِنِّي مِنْ ضَلَالِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ وَ الْهُدَى الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ لَعَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ نَفْسِي وَ يَقِينٍ مِنْ رَبِّي وَ إِنِّي إِلَى لِقَاءِ اللَّهِ لَمُشْتَاقٌ وَ حُسْنِ ثَوَابِهِ لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ

وَ لَكِنَّنِي آسَى أَنْ يَلِيَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سُفَهَاؤُهَا وَ فُجَّارُهَا فَيَتَّخِذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلًا وَ عِبَادَهُ خَوَلًا وَ الصَّالِحِينَ حَرْباً وَ الْفَاسِقِينَ حِزْباً

فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذِي قَدْ شَرِبَ فِيكُمُ الْحَرَامَ وَ جُلِدَ حَدّاً فِي الْإِسْلَامِ وَ إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ حَتَّى رُضِخَتْ لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ الرَّضَائِخُ

فَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا أَكْثَرْتُ تَأْلِيبَكُمْ وَ تَأْنِيبَكُمْ وَ جَمْعَكُمْ وَ تَحْرِيضَكُمْ وَ لَتَرَكْتُكُمْ إِذْ أَبَيْتُمْ وَ وَنَيْتُمْ

أَ لَا تَرَوْنَ إِلَى أَطْرَافِكُمْ قَدِ انْتَقَصَتْ وَ إِلَى أَمْصَارِكُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ وَ إِلَى مَمَالِكِكُمْ تُزْوَى وَ إِلَى بِلَادِكُمْ تُغْزَى

انْفِرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ وَ لَا تَثَّاقَلُوا إِلَى الْأَرْضِ فَتُقِرُّوا بِالْخَسْفِ وَ تَبُوءُوا بِالذُّلِّ وَ يَكُونَ نَصِيبُكُمُ الْأَخَسَّ وَ إِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الْأَرِقُ وَ مَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عَنْهُ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الواحد و الستون‏ و من كتاب له عليه السلام الى أهل مصر مع مالك الاشتر لما ولاه امارتها

أما بعد، فإن الله- سبحانه- بعث محمدا- صلى الله عليه و آله- نذيرا للعالمين و مهيمنا على المرسلين، فلما مضى- صلى الله عليه و آله- تنازع المسلمون الأمر من بعده، فوالله ما كان يلقى في روعي، و لا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده- صلى الله عليه و آله- عن أهل بيته، و لا أنهم منحوه عني من بعده!! فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد- صلى الله عليه و آله- فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هى متاع أيام قلائل يزول منها ما كان كما يزول السراب، أو كما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل، و زهق، و اطمأن الدين و تنهنه.

و منه: إني و الله لو لقيتهم واحدا و هم طلاع الأرض كلها ما باليت و لا استوحشت، و إني من ضلالهم الذي هم فيه و الهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي و يقين من ربي، و إني إلى لقاء الله لمشتاق، و حسن ثوابه لمنتظر راج، و لكنني آسى أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها و فجارها فيتخذوا مال الله دولا و عباده خولا و الصالحين حربا، و الفاسقين حزبا، فإن منهم الذي قد شرب فيكم الحرام و جلد حدا في الإسلام، و إن منهم من لم يسلم حتى رضخت له على الاسلام الرضائخ، فلو لا ذلك ما أكثرت تأليبكم و تأنيبكم و جمعكم و تحريضكم، و لتركتكم إذ أبيتم و ونيتم.

أ لا ترون إلى أطرافكم قد انتقصت، و إلى أمصاركم قد افتتحت و إلى ممالككم تزوى، و إلى بلادكم تغزى؟! انفروا- رحمكم الله- إلى قتال عدوكم، و لا تثاقلوا إلى الأرض فتقروا بالخسف، و تبوءوا بالذل، و يكون نصيبكم الأخس، و إن أخا الحرب الأرق، و من نام لم ينم عنه، و السلام.

اللغة

(مهيمنا): أصل مهيمن مؤيمن فقلبت الهمزة هاءا كما قيل في أرقت الماء:هرقت، و قد صرف فقيل: هيمن الرجل إذا ارتقب و حفظ و شهد- مجمع البيان.

(الروع): القلب، (البال): الخاطر، (تزعج): ترد، (منحوه): مبعدوه (الانثيال): الانصباب، (محق): قيل: المحق ذهاب الشي‏ء كله حتى لا يرى له أثر، (ثلمة) كبرمة: الخلل الواقع في الحائط و غيره، (هدمت) البناء من باب ضرب: أسقطته، (زاح): ذهب، (زهق): زال و اضمحل، (تنهنه): سكن، و أصله الكف تقول: نهنهت السبع فتنهنه: أى كف عن حركته و إقدامه.

(طلاع الأرض): ملؤها، (آسى): أحزن، (الدولة) في المال بالضم:أن يكون مرة لهذا و مرة لذاك، (الخول): العبيد، (الرضيخة): شي‏ء قليل يعطاه الانسان يصانع به عن شي‏ء يطلب منه كالأجر، (التأليب): التحريض و الاغراء (التأنيب): أشد اللوم، (ونيتم): ضعفتم و فترتم، (تزوى): تقبض، (تثاقلوا):بالتشديد، أصله تتثاقلوا، (تقروا بالخسف): تعترفوا بالضيم و تصبروا له، (تبوءوا) بالذل: ترجعوا به، (الأرق): الذي لا ينام.

الاعراب‏

نذيرا: حال عن محمد صلى الله عليه و آله، أن العرب: جواب القسم، منحوه: اسم فاعل من نحى مضاف إلى مفعوله، إلا انثيال: مستثنى مفرغ و في موضع الفاعل لقوله راعني، رأيت: من رؤية البصر متعد إلى مفعول واحد، راجعة: مصدر مضاف إلى الناس أى ردة الناس، قد رجعت: جملة حالية عن قوله عليه السلام «الناس»، تكون المصيبة به: جملة وصفية لقوله ثلما، واحدا، حال عن فاعل لقيتهم.

و قوله «و هم طلاع» جملة اسمية حال عن مفعوله، و إني من ضلالهم:استيناف و تعليل لما سبق و يحتمل كونها حالية و كذلك قوله «و إني إلى لقاء الله»، لمشتاق: مبتدأ مؤخر لقوله إلى لقاء الله و هو ظرف مستقر و الجملة خبر قوله إني، و حسن: عطف على لقاء أى لحسن ثوابه و هو خبر مقدم لقوله لمنتظر، راج: صفة لمنتظر مرفوع تقديرا.

آسى: متكلم عن مضارع أسى، أن يلي: ناصبة مصدرية مع صلتها و هي مضارع ولى إى آسف على ولاية السفهاء و الفجار، رحمكم الله: جملة دعائية معترضة بين انفروا و متعلقه، فتقروا: منصوب بأن مضمرة و كذا ما عطف عليه من قوله عليه السلام و تبوءوا و يكون.

المعنى‏

قال الشارح المعتزلي «ص 152 ج 17 ط مصر»: و الروع‏: الخلد، و في الحديث «إن روح القدس نفث في‏ روعي» قال: ما يخطر لي‏ ببال أن العرب‏ تعدل بالأمر بعد وفاة محمد صلى الله عليه و آله عن نبي هاشم، ثم من بني هاشم عني: لأنه كان المتيقن بحكم الحال الحاضرة، و هذا الكلام يدل على بطلان دعوى الامامية النص و خصوصا الجلي منه.

أقول: قد فسر أهل البيت‏ في كلامه عليه السلام ببني هاشم و هو غير صحيح لأن‏ أهل بيت‏ النبي و عترته هم فاطمة و علي و الحسن و الحسين عليهم السلام، يدل على ذلك آية التطهير.

قال في مجمع البيان بعد تفسير كلمة البيت: و اتفقت الامة بأجمعها على أن المراد بأهل البيت في الاية أهل بيت نبينا ثم اختلفوا فقال عكرمة أراد أزواج النبي لأن أول الاية متوجه إليهن، و قال أبو سعيد الخدري و أنس بن مالك و واثلة بن الاسقع و عايشة و ام سلمة أن الاية مختصة برسول الله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام.

ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره: حدثني شهر بن حوشب عن ام سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه و آله حريرة لها، فقال: ادعي زوجك و ابنيك، فجاءت بهم فطعموا، ثم ألقى عليهم كساءا له خيبريا فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، فقلت: يا رسول الله و أنا منهم؟قال: أنت على خير- انتهى.

و قد روى في هذا المعنى أخبارا أخر عنها و عن عائشة و عن جابر و عن الحسن بن علي عليه السلام و قال: و الروايات في هذا كثيره من طريق العامة و الخاصة لو قصدنا إلى إيرادها لطال الكتاب- إلخ.

فالمقصود من الجملتين واحد و هو عدم احتمال تنحية العرب إياه عليه السلام عن الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله و المقصود أن استحقاقه لها و توصية النبي بكونه‏ بعده‏ صاحب الأمر واضحة جلية عندهم من إصرار النبي على ذلك و تكراره في كل موقف يقتضيه و إعلامه على رءوس الأشهاد في غدير خم و تنصيصه عليه في قوله صلى الله عليه و آله «يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» المتفق على صدوره عنه صلى الله عليه و آله غير مرة فدلالة كلامه عليه السلام على وجود دلائل واضحة و مبينة للعرب بخلافته كالنار على المنار.

و العجب من الشارح المعتزلي حيث اتهم كلامه بالدلالة على عدم وجود النص و لا أدرى أنها أى دلالة من أقسام الدلالات مطابقة أم تضمن أم التزام؟! و إنما أظهر عليه السلام‏ العجب من توافق أكثر العرب‏ من ترك إطاعة الكتاب و السنة و عدم تمكينهم له.

فان تصدى الامامة و التصرف في امور الامة يحتاج إلى أمرين: صدور النص بها و تمكين الامة لها، فاذا لم يتمكنو للامام بمقدار يتحقق جماعة الاسلام بحيث تقوى على إنفاذ الامور و الدفاع عن المخالف يقع الامام في المحذور لأنه إن نهض تجاههم بقوة بشرية يقتلونه و إن نهض بقوة إلهية تقهرهم فيسقط مصلحة التكليف القائمة على الاختيار و قد قال الله لنبيه صلى الله عليه و آله: «و ما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد 45- ق».

قال الشارح المعتزلي في هذه الصفحة: قوله‏ (فأمسكت بيدى) أى امتنعت عن بيعته‏ (حتى رأيت راجعة الناس) يعني أهل الردة كمسيلمة و سجاح و طليحة ابن خويلد و مانعي الزكاة و إن كان مانعوا الزكاة قد اختلف في أنهم أهل ردة أم لا، ثم عقب كلامه بما رواه عن ابن جرير الطبرى من اجتماع أسد و غطفان و طي‏ء على طليحة بن خويلد- إلى أن قال: «فخرج علي عليه السلام بنفسه و كان على نقب من أنقاب المدينة».

أقول: الظاهر أن المراد من إمساكه يده إمساكه عن بيعة موافقيه معه و قيامه بالامامة فانتظر أمر بيعة أبي بكر هل يفوز بالأكثرية الساحقة بحيث يسقط تكليفه بالجهاد و الدفاع لقلة أعوانه أم لا؟ فكان الأمر رجوع الناس و ارتدادهم عن وصية رسول الله و استخلافه فان المقصود من كلمة «الناس» في قوله‏ «رأيت راجعة الناس» المعرف باللام هو المقصود منه في قوله‏ «الناس» في جملة (فما راعني إلا انثيال الناس على فلان).

و قد فسره الشارح بأبي بكر و قال: أى انصبابهم من كل وجه كما ينثال التراب على أبي بكر، و هكذا لفظ الكتاب الذي كتبه للأشتر و إنما الناس يكتبونه الان «إلى‏ فلان» تذمما من ذكر الاسم.

أقول: مرحبا باعترافه بتذمم الناس من اسم أبي بكر.فمقصوده عليه السلام من‏ الناس‏ الذين رجعوا عن الاسلام يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه و آله‏ هم الذين بايعوا مع أبي بكر، و لما أيس عليه السلام من المبارزة معهم بقوة الامرة و الحكومة و تصدي زعامة الامة عدل إلى مبارزة مسلمية و بايع أبا بكر و نصر الاسلام‏ بارائه النيرة و هداهم إلى المصالح الاسلامية كاظما غيظه و صابرا على سلبهم حقه، فكم من مشكلة حلها و قضية صعبة لجئوا فيها إليه حتى قال عمر في عشرات من المواقف: «لو لا علي لهلك عمر» و هذا هو المعني بقوله عليه السلام:(فخشيت إن لم أنصر الاسلام و اهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به علي أعظم).

و هذه الصعوبات التي حلها علما و رأيا هي الأحداث التي‏ نهضت‏ لها حتى زاح الباطل و زهق‏، و المقصود منه توطئة خبيثة دبرها بنو امية لمحق الاسلام و الرجوع إلى آداب الجاهلية الاولى‏ (و اطمأن الدين و تنهنه) عن الزوال ببقاء ظواهر الاسلام و دفع الشبهات و عرفان جمع من العرب و الناس الحق و رجوعهم‏ إليه و استقرار طريقة الشيعة الامامية و تحزبهم علما و تدبيرا حتى تسلسل أئمة الحق كابرا عن كابر فأوضحوا الحقائق و هدوا إلى صراط علي جما غفيرا من الخلائق حتى قويت شوكتهم و ظهرت دولتهم في القرون الاسلامية الاولى و دامت و اتسعت طيلة القرون الاخرى تنتظرون أيام كلمتهم العليا و ظهور الحجة على أهل الأرض و السماء ليظهر الله دينه على الدين كله و لو كره المشركون.

و يؤيد ما ذكرنا قوله عليه السلام‏ (إني و الله لو لقيتهم واحدا و هم طلاع الأرض كلها ما باليت و لا استوحشت) فانه يرجع إلى جميع الأدوار التي مضت عليه و لا يجد ناصرا كافيا لأخذ حقه و سحق عدوه و كان يأسى على ولاية السفهاء و الفجار أمر هذه الامة- إلى أن قال: (و إن منهم من لم يسلم حتى رضخت له على الاسلام الرضائخ).

و قد اعترف الشارح المعتزلي بأن المقصود منهم المؤلفة قلوبهم الذين رغبوا في الاسلام و الطاعة بجمال و شاء دفعت إليهم و هم قوم معروفون كمعاوية و أخيه يزيد و أبيهما أبي سفيان و حكيم بن حزام و سهيل بن عمرو، و الحارث بن هشام بن المغيرة و حويطب بن عبد العزى، و الأخنس بن شريق و صفوان بن امية و عمير بن وهب الجمحي، و عيينة بن حصن، و الأقرع بن حابس، و عباس ابن مرداس و غيرهم و كان إسلام هؤلاء للطمع و الأغراض الدنيوية- انتهى.

و ليس مقصوده عليه السلام من‏ العرب‏ الذين كانت‏ تزعج هذا الأمر من بعده صلى الله عليه و آله و منحوه عنه بعده‏ إلا هؤلاء و أتباعهم و هم الذين انثالوا على‏ أبي بكر يبايعونه‏ و هم الذين رجعوا عن الاسلام يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه و آله‏، و هذا ظاهر لمن تدبر صدر كتابه و ذيله و فهم سياقه و مغزاه.

و أما تاريخ الردة و أهلها بمالها من الغوغاء في أيام أبي بكر فيحتاج تحليله و توضيح حقائقه إلى أبحاث طويلة لا يسع المقام خوضها و تحقيق الحق فيها.

و لا يخفى أن تعبيره عليه السلام عمن يشكو عنهم بالعرب و بالناس مع أن المقام يناسب التعبير عنهم بالمسلمين يشعر بما ذكرناه و كأنه براعة استهلال بما ذكره بعد ذلك من ارتدادهم و رجوعهم عن الاسلام.

ثم نسأل عن المقصود من قوله: (ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقصت‏- إلخ) هل المقصود منه إلا تجاوز معاوية و أتباعه على بلدان المسلمين و فتحها و الغزو معها للاستيلاء عليها فهم على جانب و المسلمون على جانب؟!

الترجمة

از نامه‏اى كه با مالك أشتر بمردم مصر نگاشت هنگامى كه او را بولايت مصر گماشت:

أما بعد، پس براستى كه خداوند سبحان محمد صلى الله عليه و آله را فرستاد تا بيم دهنده جهانيان باشد و گواه و أمين بر همه فرستادگان خداوند منان، چون از اين جهان در گذشت- و بر او درود باد- مسلمانان بر سر كار خلافت او نزاع كردند و بخدا سوگند كه در نهاد من نمى‏ گنجيد و در خاطرم نمى ‏گذشت كه عرب كار جانشينى و رهبرى پس از او را از خاندانش بگردانند و نه اين كه مرا از پس وفات وى از آن دور سازند و بكنار اندازند.

و مرا در هراس اندر نساخت مگر پيرامون گيرى مردم بر فلانى «ابي بكر» در بيعت با وى، من دست روى هم نهادم و بنظاره ايستادم تا برگشت مردم را از دين بچشم خود ديدم كه از اسلام برگشته ‏اند و براى نابود ساختن دين محمد صلى الله عليه و آله دعوت مى ‏كنند.

پس ترسيدم اگر اسلام و مسلمانان را يارى ندهم رخنه سخت و تباهي كلي در اسلام بينم كه مصيبت آن بر من بزرگتر باشد از فوت سرورى و حكمفرمائى بر شما مسلمانها كه خود بهره چند روز اندك است، و هر چه هم باشد چون سراب زائل گردد و چون ابر و سحاب از هم بپاشد، پس براى دفع و رفع اين پيشامدها بپا خواستم و كوشيدم تا باطل از ميان رفت و نابود شد و ديانت اسلام گسترده و پابرجا گرديد.

و قسمتى از آن نامه چنين است:

راستش اينست كه بخدا سوگند من يك تنه اگر با همه آنها كه روى زمين را يكجا پر كنند روبرو گردم باكى ندارم و هراسى بخود راه ندهم، من گمراهى آنان را كه در آن افتاده ‏اند و راست كردارى و رهيابى خودم را بچشم دل بينايم و در يقين بپروردگارم پاى برجا، و راستى كه من بملاقات پروردگارم بسيار شيفته ‏ام، و براستى كه بپاداش نيك او منتظر و اميدوارم، ولى پيوسته اندوه مى‏ خورم از اين كه سر كارى و پيشوائى اين امت اسلامى را كم خردان و هرزه‏هاى آنان در دست گيرند، و نتيجه اينست كه:

مال خدا را كه در بيت المال سپرده شود از آن خود دانند و بدست هم بدهند و بندگان خدا را بردگان خود شمارند و نيكان امت را به پيكار خونين گيرند و تبهكاران را ياران و همدستان خود سازند و از آنان بسود خود حزب درست كنند.

زيرا از همين سفيهانست كسى كه در ميان شما مسلمانها نوشابه حرام نوشيده و در محيط اسلام كيفر آنرا چشيده و حد شرعى بر او جارى گرديده.

و از هم آنها كسانى‏ اند كه اسلام را نپذيرفتند مگر اين كه براى اظهار مسلمانى رشوه ‏ها و عوضها بر ايشان مقرر گرديد، اگر اين چنين نبود من تا اينجا شما را تشويق بمقاومت و نهضت نمى ‏كردم و بسستى در كار سرزنش نمى ‏دادم و بجمع آورى و توحيد نيرو ترغيب نمى ‏نمودم، و چون سرباز مى ‏زديد و سستى مى ‏كرديد شما را وامى ‏گذاشتم، آيا نمى ‏بينيد مرزهاى شما رو بكاست است و شهرهاى شما را دشمن گشوده است و كشورهاى شما درهم فشرده و كوچك مى‏ شود و شهرستانهاى شما را بباد غارت مى ‏گيرند، كوچ كنيد- خدايتان رحمت كناد- براى پيكار با دشمن خود و تنبلى را از خود دور كنيد و زمين گير نشويد تا بكاستى و تباهى اندر شويد و بخوارى تن در دهيد و بهره شما از زندگى پست‏تر از همه باشد.

و راستى كه دلاور جنگجو بى‏ خواب است، و هر كس بخوابد و غفلت ورزد دشمن از او بخواب نيست و در كمين شبيخون باو است، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 60 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 61 صبحی صالح

61- و من كتاب له ( عليه‏السلام  ) إلى كميل بن زياد النخعي و هو عامله على هيت، ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا الغارة.

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ تَضْيِيعَ الْمَرْءِ مَا وُلِّيَ وَ تَكَلُّفَهُ مَا كُفِيَ لَعَجْزٌ حَاضِرٌ وَ رَأْيٌ مُتَبَّرٌ

وَ إِنَّ تَعَاطِيَكَ الْغَارَةَ عَلَى أَهْلِ قِرْقِيسِيَا وَ تَعْطِيلَكَ مَسَالِحَكَ الَّتِي وَلَّيْنَاكَ لَيْسَ بِهَا مَنْ يَمْنَعُهَا وَ لَا يَرُدُّ الْجَيْشَ عَنْهَا لَرَأْيٌ شَعَاعٌ

فَقَدْ صِرْتَ جِسْراً لِمَنْ أَرَادَ الْغَارَةَ مِنْ أَعْدَائِكَ عَلَى أَوْلِيَائِكَ غَيْرَ شَدِيدِ الْمَنْكِبِ وَ لَا مَهِيبِ الْجَانِبِ‏

 وَ لَا سَادٍّ ثُغْرَةً وَ لَا كَاسِرٍ لِعَدُوٍّ شَوْكَةً وَ لَا مُغْنٍ عَنْ أَهْلِ مِصْرِهِ وَ لَا مُجْزٍ عَنْ أَمِيرِهِ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الستون‏ و من كتاب له عليه السلام الى كميل بن زياد النخعي،و هو عامله على هيت: ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا الغارة

أما بعد، فإن تضييع المرء ما ولى، و تكلفه ما كفى، لعجز حاضر، و رأى متبر، و إن تعاطيك الغارة على أهل قرقيسا، و تعطيلك مسالحك التي وليناك ليس بها [لها] من يمنعها و لا يرد الجيش عنها، لرأى شعاع، فقد سرت جسرا لمن أراد الغارة من أعدائك‏ على أوليائك غير شديد المنكب، و لا مهيب الجانب، و لا ساد ثغرة، و لا كاسر لعدو شوكة، و لا مغن عن أهل مصره، و لا مجز عن أميره، و السلام.

اللغة

(المتبر): الهالك و الفاسد، قال تعالى: إن هؤلاء متبر ما هم فيه‏ 139- الاعراف»، (التعاطي): تفاعل من العطاء يفيد معنى التناول، (قرقيسا):

من القرى التي على الفرات ملحقة بالشام في ذلك الزمان، (المسالح) جمع مسلحة:الموضع الذي يقام فيه طائفة من الجند لحمايتها، (شعاع): المتفرق المبعثر، (الثغرة): الثلمة، (مجز): كاف و مغن و أصله مجزئ فخففت الهمزة فصار مجزي و اعل إعلال الناقص فصار مجز.

المعنى‏

قال الوحيد البهبهاني في حاشيته على الرجال الكبير: كميل‏ هذا هو المنسوب إليه الدعاء المشهور، قتله الحجاج و كان أمير المؤمنين عليه السلام قد أخبره بأنه سيقتله و هو من أعاظم خواصه، قال شيخنا البهائي في أربعينه و غيره: و العجب من الوجيزة أنه قال فيه: م ا و ح فتأمل، قال جدى رحمه الله: و في النهج ما يدل على أنه كان من ولاته على بعض نواحي العراق.

أقول: و مقصوده- رحمه الله- هذا الكتاب الذي كتبه إليه و هو عامل له‏ على هيت‏.

و قال الشارح المعتزلي في «ص 149 ج 17 ط مصر»: هو كميل بن زياد ابن سهيل، و سرد نسبه إلى مالك بن أدد، ثم قال: كان من أصحاب علي عليه السلام و شيعته و خاصته، قتله الحجاج على المذهب فيمن قتل من الشيعة، و كان‏ كميل ابن زياد عامل‏ علي عليه السلام‏ على هيت‏، و كان ضعيفا يمر عليه سرايا معاوية تنهب أطراف‏ العراق و لا يردها، و يحاول أن يجبر ما عنده من الضعف بأن يغير على أطراف أعمال معاوية مثل قرقيسيا و ما يجري مجراها من القرى التي على الفرات.

أقول: الظاهر أن هذا الكتاب التوبيخي الحاد صدر من ديوان علي‏ عليه السلام إلى كميل بن زياد- عليه الرحمة- بعد إغارة أعوان معاوية على الأنبار و قتل حسان ابن حسان البكرى فأصاب لهيب قلبه الشريف كميلا، و الهدف أمران:

1- التوصية على عماله عليه السلام خصوصا من كان منهم عاملا في الثغور المتأخمة لعدو حيال كمعاوية على شدة الانضباط و اليقظة تجاه تنقلات‏ العدو و مهاجمتهم على أعمال ولايتهم و من دونها من الولايات التي كانت يحميها علي عليه السلام.

2- إشعاره عليه السلام بأن مجاوبة الإغارة بالإغارة في البلاد الاسلامية لا يناسب شأن الحكومة العادلة الاسلامية لأن في كل بلد جمع من الأطفال و النساء و الضعفاء و من لا يد له على تغيير المظالم و لا يرضى بها و الإغارة تشمل الحيف على بعض هذه الجماعات التي لا يصح التعرض لهم، و ليس من دأبه عليه السلام الانتقام من الظلم بالظلم بل رد الظالم من ظلمه و إلزامه بالعدل مع أن أهل‏ قرقيسيا كأهل أنبار رعاياه مسلمهم و ذميهم و إن تسلط عليهم معاوية ظلما و عدوانا.

الترجمة

از نامه‏ اى كه بكميل بن زياد نخعي عامل خود در هيت نوشته و مسامحه او را در جلوگيرى از عبور لشكر دشمن بر قلمرو حكمرانى او براى غارت بر قلمرو حكومت علي عليه السلام و پرداختن بغارت در قلمرو دشمن را بر او زشت شمرده است:

أما بعد، براستى كه سستي مرد در نگهدارى آنچه بر او حكمفرما شده است و تكلف آنچه از او خواسته نشده و مسئول آن نيست يك ناتوانى روبرو است و يك نظريه باطل و گسيخته، و راستى كه دست اندازى تو براى چپاول بر مردم شهرستان قرقيسيا و بى ‏سرپرست گذاردن پاسگاه خود كه ما بتو واگذار كرديم در حالى كه نيروى دفاع نداشته و كسى نبوده تا لشكر دشمن را از آن براند و جلوگيرى كند محققا رأى بى ‏بنياديست.

راستى كه تو پلى شدى براى هر دشمنى كه مى‏ خواهد بر دوستانت چپاول كند و مال آنها را ببرد، نه بازوى نيرومندى براى دفع دشمن دارى و نه از تو حسابى برده مى ‏شود و نه هيبتى در قلمروت دارى و نه رازى را نگه ميدارى و نه شوكت دشمن را مى ‏شكنى، و نه از مردم شهر خود دفاع مى‏ كنى و نه از فرمانده و پيشواى خود كفايت مى ‏نمائى، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی