نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 456 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 480 صبحی صالح

480-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ‏

قال الرضي يقال حشمه و أحشمه إذا أغضبه و قيل أخجله أو احتشمه طلب ذلك له و هو مظنة مفارقته‏ و هذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كلام أمير المؤمنين ( عليه‏السلام  )، حامدين للّه سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضم ما انتشر من أطرافه، و تقريب ما بعد من أقطاره. و تقرر العزم كما شرطنا أولا على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب من الأبواب، ليكون لاقتناص الشارد، و استلحاق الوارد، و ما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض، و يقع إلينا بعد الشذوذ، و ما توفيقنا إلا باللّه عليه توكلنا، و هو حسبنا و نعم الوكيل. و ذلك في رجب سنة أربع مائة من الهجرة، و صلى اللّه على سيدنا محمد خاتم الرسل، و الهادي إلى خير السبل، و آله الطاهرين، و أصحابه نجوم اليقين.

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

السادسة و الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(456) و قال عليه السّلام: إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه.

المعنى

الحشمة هى التحفّظ على الانانية و التشخّص تجاه الغير طلبا للامتياز و إظهارا للكبر و الانحياز، فمنها حشمة الملوك و الامراء يضربون على نفوسهم الأستار و يقيمون على أبوابهم البوّابين و الحفاظ، فلا يقدر المراجعون من مواجهتهم و مكالمتهم إلّا نادرا و على شرائط ثقيلة خاصة، و يتنزل تلك الاداب إلى المراتب النازلة بحسب حال كلّ مرتبة، فالحشمة بأنواعها حجاب و فراق بين المحتشم و سائر الناس و من مزايا الدّين الاسلامى البليغة التساوي بين المسلمين و التاخى بينهم بأدقّ معانيه و أصرحها: فالاحتشام بنفسه مفارقة بين المحتشم و المحتشم له لا أنّه أمارة عليها أو علّة لها كما توهّمه الشارح المعتزلي فقال: ليس يعنى أنّ الاحتشام علّة الفرقة بل هو دلالة و أمارة على الفرقة.

و نختم الكلام في شرح حكم مولينا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بخبر المؤاخات بين المؤمنين و المسلمين و حدودها الّذي رواه في الكافي الشريف في باب حقّ المؤمن على أخيه عن عليّ بن الحكم، عن عبد اللَّه بن بكير الهجرى، عن معلّى بن خنيس عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: قلت له: ما حقّ المسلم على المسلم قال: له سبع حقوق واجبات ما منهنّ حقّ إلّا و هو عليه واجب إن ضيّع منها شيئا خرج من ولاية اللَّه و طاعته و لم يكن للَّه فيه نصيب، قلت له: جعلت فداك و ما هي قال: يا معلّى إنّي عليك شفيق أخاف أن تضيع و لا تحفظ و تعلم و لا تعمل قال: قلت له: لا قوّة إلّا باللّه.

قال: أيسر حقّ منها أن تحبّ له ما تحبّ لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك و الحقّ الثاني أن تجتنب سخطه و تتّبع مرضاته و تطيع أمره، و الحقّ الثالث أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك، و الحقّ الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته، و الحقّ الخامس أن لا تشبع و يجوع و لا تروى و يظمأ و لا تلبس و يعرى و الحقّ السادس أن يكون لك خادم و ليس لأخيك خادم فواجب أن تبعث خادمك فيغسل ثيابه و يصنع طعامه و يمهّد فراشه، و الحقّ السابع أن تبرّ قسمه و تجيب دعوته و تعود مريضه و تشهد جنازته و إذا علمت أنّ له حاجة تبادره إلى قضائها و لا تلجئه أن يسائلكها و لكن تبادره مبادرة، فاذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولايتك.

و قد شرحت هذا الحديث في شرح اصول الكافي الشريف و ترجمته بالفارسية «ج 2» من أراد الاطلاع فليرجع إليه، و يظهر منه أنّ المسلمين كاسرة واحدة يشدّ بعضهم بعضا. فلا مقام للاحتشام بينهم بوجه، و نقل في سيرة النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله أنه يجلس في حلقة المسلمين كأحدهم، و كذلك كان مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام.

الترجمة

چون مؤمن در برابر برادر دينى خود حشمتجو شد از او جدا شده است.

هذا آخر ما ضبطه السيّد الرّضيّ رحمه اللَّه من حكم مولينا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و قد وفّقنى اللَّه تعالى لاتمام شرحه فيما يقرب من ولادة أمير المؤمنين في شهر رجب سنة الثمانية و الثمانين بعد الألف و الثلاثمائة من الهجرة النبويّة، المطابق لعاشر مهر ماه من سنة ألف و ثلاثمائة و سبع و أربعين شمسيّة، و أنا العبد: محمد باقر ابن محمد من أهالي كمرة النزيل في جوار سيّدنا عبد العظيم الحسني عليه السّلام في شهر ري.

يقول مصحح الكتاب: لقد ختم هنا العالم الفاضل البحاثة: المحشّي‏ أيّده اللَّه و وفّقه شرحه و لم يتعرّض للخاتمة الّتي ختم بها السيّد أعلى اللَّه مقامه نهج البلاغة، و الأنسب الأولى النقل لئلّا يكون الكتاب أبتر، فنحن نذكرها بنصّها من دون تعرّض لشرحها، قال السيّد الرّضيّ رضي اللَّه عنه: «و هذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام حامدين للّه سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضمّ ما انتشر من أطرافه، و تقريب ما بعد من أقطاره، و مقرّرين العزم، كما شرطنا أوّلا على تفضيل أوراق من البياض في آخر كلّ باب من الأبواب ليكون لاقتناص الشّارد، و استلحاق الوارد، و ما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض، و يقع علينا بعد الشّذوذ، و ما توفيقنا إلّا باللّه، عليه توكّلنا، و هو حسبنا و نعم الوكيل، و ذلك في رجب سنة أربعمائة من الهجرة انتهى».

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 455 (شرح میر حبیب الله خوئی)بدترين برادرها

  حکمت 475 صبحی صالح

479-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )شَرُّ الْإِخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَهُ

قال الرضي لأن التكليف مستلزم للمشقة و هو شر لازم عن الأخ المتكلف له فهو شر الإخوان

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الخامسة و الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(455) و قال عليه السّلام: شرّ الأخوان من تكلّف له.

المعنى

الاخوان جمع لأخ على أصله و هو أخو و يطلق على الشقيق و الصديق و المعاشر و له موارد اخر فاذا كان الأخ صديقا وفيّا يحسب بيت أخيه كبيته و لا يتوقّع نزلا و تكلّفا، و إذا توقّع ذلك و أوقع الأخ في التكلّف و التعب فليس صديقا وفيّا قيل في حقّه: ابذل نفسك و مالك لصديقك، بل من اخوان المكاشرة و المضاحكة الّذين قال عليه السّلام في حقّهم: خذ حظك ممّا بذلوه لك من حلاوة اللسان و طلاقة الوجه.

و قد ذكر الشارح المعتزلي قصّة يتبيّن منها التكلّف و عدم التكلّف نلخّصها فيما يلي: أمر المأمون حسن بن سهل بتعلّم المروءة من عمرو بن مسعدة فدخل عليه و في داره بناء و هو قاعد على الاجر ينظرهم و طلب منه تعليم المروءة فدعا باجرة فأقعده‏ عليها فاغتاظ من ذلك ثمّ دعا بالطعام فقدّم غلامه طبقا فيه رغيفان و خلّ و مرى‏ء و ملح ثمّ جاء بالسّراج و قال له: إذا شئت فلمّا نهض دعاه لمثل هذا اليوم فلما جاءه استقبله و أجلسه على الدّست و تكلّف له أنواع النزل و الوسائل.

الترجمة

فرمود: بدترين برادرها صاحب توقّعى است كه پذيرائى رنج ‏آور دارد.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 454 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 478 صبحی صالح

478-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الرابعة و الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(454) و قال عليه السّلام: ما أخذ اللَّه على أهل الجهل أن يتعلّموا حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا.

المعنى

في حكمته عليه السّلام هذه مسائل:

1-  ظاهر كلامه وجوب تحصيل العلم على وجه أكيد أخذ اللَّه عليه الجاهل‏ بتعهّد شديد، و قد ورد أخبار كثيرة ناصّة على وجوب تحصيل العلم و طلبه، ففي الكافي في باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحثّ عليه بسنده عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ألا إنّ اللَّه يحبّ بغاة العلم-  و ذكر في معناه و لفظه أخبارا كثيرة.

و لا اشكال أنّ للعلم أنواع كثيرة متشعّبة لا يقدر الانسان على تحصيلها أجمع و لا يظنّ فرض طلبها كافّة على النّاس، فلا بدّ من حمل الألف و اللّام بقرينة المقام على العهد الخارجي، و هو العلم بالشّرع الاسلامي، و ينقسم إلى ما هو فرض عين كالعلم باصول الدّين الّذي لا بدّ فيها لكلّ أحد من اليقين، و لا يصحّ فيها تقليد السّائرين، و إلى ما هو فرض كفاية و له أنواع عديدة: منها العلم الاجتهادي بالفروع فانّه فرض كفاية على الكلّ لا يجوز تركه كلّا و لكن إذا اجتهد فيها عدّة كافية لرفع احتياج الباقين يجوز للجاهل حينئذ الاكتفاء بالتقليد في أداء ما يجب عليه من التكاليف.

و منها علم الصناعات و الطب الّذي لو ترك كلّا أدّى إلى اختلال نظام الامة و انحلال المدنية و انخلاع النّاس إلى التوحش و البربرية، فيجب على الكفاية فاذا تعلّمه عدّة كافية لحفظ النظام يجوز للباقين الاستفادة منهم و رفع الحاجة بعلمهم.

و منها ما يحتاج إليه في رفع شبه الملحدين و الدّفاع عن التهاجم بالدّين من الأعداء الكافرين، و ربّما يندرج فيه في زماننا هذا تعلّم بعض الصناعات المكانيكيّة و التدبيرات الحربيّة لصيانة بيضة الاسلام.

2-  ظاهر كلامه وجوب التعليم على العالم فيما يجب تعلّمه، و هل هو على الاطلاق كالصّلاة و الصّيام فيحرم أخذ الأجرة عليه، أو الأعمّ من ذلك و ظاهر الفقهاء وجوب تعليم مسائل الدّين على الجاهلين مجّانا، و أمّا تعليم الصناعات الواجبة على الكفاية ففي وجوبه مجّانا كلام.

3-  و عن معاذ بن جبل عن النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله قال: تعلّموا العلم فانّ تعلّمه خشية اللَّه و دراسته تسبيح، و البحث عنه جهاد، و طلبه عبادة، و تعليمه صدقة، و بذله لأهله‏ قربة، لأنّه معالم الحلال و الحرام، و بيان سبيل الجنّة، و المونس في الوحشة و المحدث في الخلوة، و الجليس في الوحدة، و الصاحب في الغربة، و الدّليل على السرّاء و المعين على الضرّاء، و الزّين عند الأخلّاء، و السّلاح على الأعداء.

أقول: و في قوله صلّى اللَّه عليه و آله: و السّلاح على الأعداء إشارة إلى وجوب علوم جمّة للدّفاع عن الدّين تجاه الأعداء فتدبّر.

4-  و يظهر من كلامه عليه السّلام الملازمة بين وجوب التعلّم و وجوب التعليم و يستفاد منه في مسائل كثيرة.

الترجمة

فرمود: خدا از نادانان تعهّد باموختن علم نگرفته تا از دانايان تعهّد آموزش آنرا گرفته است.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 453 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 477 صبحی صالح

477-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُه‏

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الثالثة و الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(453) و قال عليه السّلام: أشدّ الذنوب ما استخفّ به صاحبه.

المعنى

قد سبق من حكمه عليه السّلام ما يقرب من تلك و فسّرناه هنالك، و يشدّد الذّنب الاستخفاف به من وجوه:

1-  الاستخفاف بالذّنب هتك لحرمة المولى و توهين لأمره، و الهتك و التوهين بحضرة الحقّ عظيم و شديد.

2-  الاستخفاف تجرّي على ارتكاب الخلاف و التجرّي هو مخّ العصيان الموجب للعقاب و النكران.

3-  الاستخفاف على الذّنب موجب للاصرار عليه، و الاصرار على الصغيرة كبيرة موبقة فلا ينبغي لأحد أن يعصيه في أمره و إن كان قليلا في ظنّه.

الترجمة

فرمود: سخت ‏ترين گناهان آن گناهيست كه بنظر گنهكارش سبك و بى‏ مقدار آيد.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 452 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 476 صبحی صالح

476-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )لِزِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ وَ قَدِ اسْتَخْلَفَهُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَلَى فَارِسَ وَ أَعْمَالِهَا فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمَا نَهَاهُ فِيهِ عَنْ تَقَدُّمِ الْخَرَاجِ. اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ وَ احْذَرِ الْعَسْفَ وَ الْحَيْفَ فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلَاءِ وَ الْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الثانية و الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(452) و قال عليه السّلام لزياد بن أبيه-  و قد استخلفه لعبد اللَّه بن العبّاس على فارس و أعمالها، في كلام طويل كان بينهما نهاه فيه عن تقديم الخراج: استعمل العدل، و احذر العسف و الحيف، فإنّ العسف يعود بالجلاء و الحيف يدعو إلى السّيف.

اللغة

(العسف) الظلم و العسف في الأصل أن يأخذ المسافر على غير طريق و لا جادّة و لا علم، فنقل إلى الظلم و الجور (حاف) حيفا: جار عليه-  المنجد.

المعنى

زياد بن أبيه أحد دهاة عصره الفتاكين و من الّذين خمرت طينتهم بالظلم و الجور، و لعلّ استعماله من قبله عليه السّلام لتوقّع إصلاحه و تأديبه و تقييده باللّطف لعلّه يرجع عن غيّه، و يظهر من كلامه هذا معه عناية أمير المؤمنين عليه السّلام بارشاده و تعليمه و قد شاع العسف و الحيف على أهل فارس من زمن عثمان بوسيلة عمّاله الجائرين، قال في الشرح المعتزلي: و كانت عادة أهل فارس في أيّام عثمان أن يطلب الوالي منهم خراج أملاكهم قبل بيع الثمار على وجه الاستسلاف-  إلخ.

أقول: و يظهر من ذلك شدّة العسف و الجور، لأنّ هذا الاستسلاف يضيق المعاش على أهل فارس من وجوه، فانّ أخذ الخراج قبل بيع الثمرة معناه تقويم الثمرة عليهم بأغلى ثمن، ثمّ الضغط عليهم في تسليم الخراج من مالهم فيلجئون إلى بيع الثمرة سلفا بأرخص القيم، أو الاقتراض بالرّبح المجحف، و هذا الضغط يوجب جلائهم عن الأرياف و المزارع فينجرّ إلى الخراب و الدّمار، أو إلجائهم إلى المقاومة و الثورة فينجرّ إلى الحرب و إعمال السيف و القتل و التدمير و لا ينتج إلّا الخراب و نقصان الخراج و كان زياد أخذ أهل فارس على سنّة عمّال عثمان، فنهاه عليه السّلام عن طلب الخراج قبل بيع الثمار، و بيّن له أنّ هذا العسف و الحيف يوجب خراب البلاد و قطع الخراج رأسا للجوء أهلها إلى الجلاء عنها أو القيام بالسيف على وجه الحكومة و الدولة، و هو أكثر فسادا و أخيب مغبّة.

الترجمة

بزياد بن أبيه كه بجاى عبد اللَّه بن عباسش بر فارس و توابع آن حكمرانش كرده بود در ضمن سخن طولانى وى را از پيش گرفتن خراج نهي كرد و چنين فرمود: عدالت را بكار بند و از زورگوئي و خلاف حق حذر كن، زيرا زورگوئي مايه جلاء از وطن و كوچيدنست، و ستم و خلاف حق مايه بروز شورش و تيغ كشيدن.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 451 (شرح میر حبیب الله خوئی)

 حکمت 475 صبحی صالح

475-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )الْقَنَاعَةُ مَالٌ لَا يَنْفَدُ

قال الرضي و قد روى بعضهم هذا الكلام لرسول الله ( صلى الله‏ عليه ‏وآله ‏وسلم  )

 شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الحادية و الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(451) و قال عليه السّلام: القناعة مال لا ينفد. قال الرّضيّ: و قد روى بعضهم هذا الكلام لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله.

المعنى

المال ما يبذل بازائه الحوائج في كلّ حال، فهو رافع الحاجة، و القناعة ترك الحوائج الغير الضروريّة رأسا و تقليل الحوائج الضروريّة إلى أقلّ ما يدفعها و يرفعها كاكتفاء بالماء بدل الطيب كما قال عليه السّلام: كفى بالماء طيبا، فللقناعة طرق شتّى و مناح كثيرة فقال عليه السّلام: إنّها مال لا ينفد، باعتبار حصول أثر المال منها و باعتبار كثرة طرقها في شتّى مناحى الحياة.

الترجمة

فرمود: قناعت ثروتي است بى‏ پايان.

سيد رضى فرموده است: برخي از أهل حديث اين جمله را از سخنان رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله نقل كرده ‏اند.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 450 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 457 صبحی صالح

457-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام )مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَ طَالِبُ دُنْيَا

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(450) و قال عليه السّلام: منهومان لا يشبعان: طالب علم، و طالب دنيا.

اللغة

(المنهوم): مفعول ذو النهم: المولع بالشى‏ء يقال هو منهوم بالمال: أي مولع به لا يشبع منه- المنجد.

الاعراب

منهومان، مبتدأ و لا يشبعان جملة فعلية صفة له، و طالب علم و طالب دنيا خبر مركّب و يمكن أن يقال: لا يشبعان خبر و بعده بيان، و هل يصحّ الابتداء بالنكرة حينئذ.

المعنى

لا يشبع طالب العلم لأنّ العلم غذاء للرّوح لا يوجد ثقلا و لا كسلا و لا ينتهى إلى حدّ، لأنّ فتح كلّ باب من العلم يوجب الاطلاع على مجهولات اخر و يحرص طالب العلم على فهمها، و قد اشتهر أنّ غاية العلم هو الاعتراف بالجهل و نقل عن سقراط أنّه قال: تعبت في تحصيل العلم حتّى علمت أنّي لا أعلم.

و أمّا طالب دنيا فحاله كالمبتلى بمرض الاستسقاء كلّما شرب الماء زاد عطشا.

الترجمة

فرمود: دو گرسنه‏ اند كه سير نشوند: دانشجو، و دنياپرست.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 449 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 473 صبحی صالح

473-وَ قِيلَ لَهُ ( عليه ‏السلام  )لَوْ غَيَّرْتَ شَيْبَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ( عليه ‏السلام  )الْخِضَابُ زِينَةٌ وَ نَحْنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَةٍ

يُرِيدُ وَفَاةَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله‏ وسلم  )

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

التاسعة و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(449) و قيل له عليه السّلام: لو غيّرت شيبك يا أمير المؤمنين، فقال: الخضاب زينة و نحن قوم في مصيبة. يريد وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله.

المعنى

الخضاب سنّة ورد التأكيد بها في الأخبار و خصوصا مع الحناء كما يستفاد من إطلاق هذه اللفظة و توصيفه بأنها زينة، و قال أبو تمام:

         خضبت خدّها إلى لؤلؤ العقد            دما أن رأت شواتى خضيبا.

 و الشوات، جلدة الرأس فوصف لون الخضاب بالدّم و هو لون الخضاب بالحناء و مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و عمر عليّ عليه السّلام يقارب ثلاثين سنة و يبعد منه الشّيب حينئذ، و الظاهر أنّ هذا الكلام قيل له في أيّام حكومته، فجوا به بأنا في مصيبة يبعد أن يفسّر بالمصيبة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و لم يصرّح الشراح بمن فسّر المصيبة في كلامه، و لكن عبارة المتن في الشرح المعتزلي هكذا «و نحن قوم في مصيبة برسول اللَّه».

فالظاهر أنّ المراد من المصيبة مطلقا أو مسندا إليه صلّى اللَّه عليه و آله ليست مصيبة موته و فقدانه، بل المصيبة الّتي حلّت بشرعه الشريف من طغيان المغرضين و المفسدين في السقيفة و في بيعة عثمان و ما ترتّب عليهما من الاختلاف و الشقاق و النفاق الّذي جرّ إلى حرب الجمل و صفّين و سفك الدّماء العزيزة، و يقرب أن يكون هذا الكلام في أواخر أيّام عمره و كان عليه السّلام ينتظر بشيبته الخضاب من دمه الطاهر الزّكى كما أخبره به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و ذكره مرارا لأصحابه.

الترجمة

باو گفته شد: كاش موى سپيدت را با خضاب تغيير رنگ مى ‏دادى، در پاسخ فرمود: خضاب خود زيوريست و ما خاندانى هستيم كه در سوك و مصيبت گرفتاريم «مقصودش مصيبت داري بر پيغمبر صلّى اللَّه عليه و آله بوده است».

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 448 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 472 صبحی صالح

472- وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  ) فِي دُعَاءٍ اسْتَسْقَى بِهِ‏ اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا

قال الرضي و هذا من الكلام العجيب الفصاحة و ذلك أنه ( عليه‏السلام  ) شبه السحاب ذوات الرعود و البوارق و الرياح و الصواعق بالإبل الصعاب التي تقمص برحالها و تقص بركبانهاو شبه السحاب خالية من تلك الروائع بالإبل الذلل التي تحتلب طيعة و تقتعد مسمحة

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الثامنة و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(448) و قال عليه السّلام في دعاء استسقى به: أللهمّ اسقنا ذلل السّحاب دون صعابها. قال الرّضيّ رحمه اللَّه: و هذا من الكلام العجيب الفصاحة، و ذلك أنّه عليه السّلام شبّه السّحاب ذوات الرعود و البوارق و الرياح و الصواعق بالإبل الصعاب الّتي تقمص برحالها، و تتوقص بركبانها، و شبّه السحاب الخالية من تلك الزوابع بالإبل الذلل الّتي تحتلب طيّعة، و تقتعد مسمحة.

اللغة

(الذلول): المطيع للركب و الحلب، (الصعب): الممتنع عن الركوب أو الاحتلاب، (قمص) يقمص قماصا و قماصا و قمصا الفرس و غيره: رفع يديه معا و طرحهما معا و عجن برجليه، و قمص البعير: وثب و نفر (وقص) يقص وقصا به الدّابة: رمت به فكسّرت عنقه، (الزوبعة) جمع زوابع: هيجان الأرياح و تصاعدها إلى السّماء و يقال لها أيضا: امّ زوبعة-  المنجد.

المعنى

قال الشارح المعتزلي: قد كفانا الرّضيّ رحمه اللَّه بشرحه هذه الكلمة مؤنة الخوض في تفسيرها.

اقول: الظاهر أنّه عليه السّلام أراد بالسحاب الذّلول الماطر من السحاب لأنّ وجه الشبه المناسب للمقام هو الاستفادة، و المفيد من الدواب هو الذلول في الرّكوب و الحلب و غيره، فالمفيد من السّحاب هو الماطر كما أنّه أراد بالسحاب الصعب الجاف الّذي لا مطر فيه تشبيها بالدابّة الصعب الّتي لا فائدة فيها للركوب و اللبن‏ و غيرهما فتدبّر.

الترجمة

در ضمن دعاء طلب باران فرمود: بار خدايا از ابرى هموار ما را سيراب كن نه از ابر گريزان و خروشان.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 447 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 471 صبحی صالح

471-و قال ( عليه ‏السلام  )لَا خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

السابعة و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(447) و قال عليه السّلام: لا خير في الصّمت عن الحكم، كما أنّه لا خير في القول بالجهل. أقول: هذه الحكمة مكرّرة بعينها و قد سبق الكلام عليها و على تفسيرها سابقا فليرجع إليه، و لم يذكرها هنا في الشرح المعتزلي و لعلّ تكراره عن سهو النساخ.

الترجمة

در خاموشى از صدور حكم هيچ خيرى نيست، چنانچه در گفتار از روى نادانى هيچ خيرى نيست.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 446 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 470 صبحی صالح

470- وَ سُئِلَ عَنِ التَّوْحِيدِ وَ الْعَدْلِ فَقَالَ ( عليه ‏السلام  )التَّوْحِيدُ أَلَّا تَتَوَهَّمَهُ وَ الْعَدْلُ أَلَّا تَتَّهِمَهُ

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

السادسة و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(446) و سئل عليه السّلام عن التوحيد و العدل فقال: التّوحيد أن لاتتوهّمه، و العدل أن لا تتّهمه.

المعنى

حكمته هذه تتضمّن تحقيق أصلين هامّين من اصول الاسلام على وجازتها و عمقها العميق، فهنا بحثان:

1-  الوهم من الحواسّ الباطنة و من القوى الفعّالة في وجود الانسان يشكّل في باطنه فضاء غير متناه أعظم و أوسع من الفضاء اللّايتناهي الخارجي المحسوس فانّ الوهم يمثّل في باطن الانسان هذه الفضاء مرّات و ألف مرّة و لا يضيق بها و لا يتعب، فالأعداد اللّانهائي من الوهم و الأشكال الهندسي اللّانهائي من الوهم و خلاصة القول أنّه كلّ مدرك له كم و بعد في باطن الانسان إن كان صورة لوجود عينيّ دخل فيه بواسطة الحواسّ الظاهرة فهو خيال و حفظ، و إلّا فهو من الواهمة و حدّه أن يكون محدودا بالكم أو الكيف، و موصوفا بالبعد خطا أو سطحا أو جسما فالوهم في باطن وجود الانسان الصغير الجثّة أكبر العوالم المادّية، بل يصحّ أن يعبّر عنه بعالم اللّاتناهي في اللّاتناهي، و التعدّد من منشات الوهم و يبدأ من عدد الواحد الّذي بعده الاثنان، فالواحد العددي من عالم الوهم و لا يطلق على اللَّه كما لا يطلق عليه الاثنان و الثلاث و هذا هو المقصود من قوله عليه السّلام: واحد لا بالعدد، فاذا جاوزنا عن عالم الوهم فلا يبقى إلّا الوحدة الحقة الصّرفة، و يتبيّن سرّ قوله عليه السّلام: (التوحيد أن لا تتوهّمه).

فكلّ انحراف في التوحيد الذاتى من الثنوية و التثليث و غيرهما و الوثنيّة و ما يشاكلها، ناش عن الوهم، بل الانحراف في التوحيد الصفاتي كالقول بزيادة الصفات على الذات و وجود المعاني في الذات كما اعتقده الأشاعرة، ناش عن الوهم أيضا لأنه مبنيّ على تصوّر ذات معها صفة المستلزم للتعدّد الكمّي و هو من عالم الوهم أيضا.

فقوله عليه السّلام: «التوحيد أن لا تتوهّمه» حدّ جامع مانع فلا سبيل إلى الاعتقاد باللّه تعالى بما له من الوحدة الحقّة إلّا بتعقّل بسيط عبّر عنه في الأحاديث بأنه شي‏ء لا كالأشياء، فليس في المفاهيم التي تكون مرآتا للحقائق ما هو أبسط من مفهوم «الشي‏ء» المساوق لمفهوم «الوجود المطلق البسيط».

روى الكليني في باب اطلاق القول بأنه شي‏ء، يسنده إلى عبد الرّحمن بن أبى نجران قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن التوحيد فقلت: أتوهّم شيئا فقال: نعم غير معقول و لا محدود فما وقع و همك عليه من شي‏ء فهو خلافه، لا يشبهه شي‏ء و لا تدركه الأوهام، كيف تدركه و هو خلاف ما يعقل و خلاف ما يتصوّر في الأوهام، إنما يتوهّم شي‏ء غير معقول و لا محدود.

و بسنده عن الحسين بن سعيد قال: سئل أبو جعفر الثاني عليه السّلام يجوز أن يقال للّه إنّه شي‏ء قال: نعم يخرجه عن الحدّين: حدّ التعطيل و حدّ التشبيه.

و قد شرحنا أخبار هذا الباب في كتابنا شرح اصول الكافي مستوفى، فمن أراد مزيد الاطلاع فليرجع إليه (ج-  1).

2-  في العدل-  يظهر من كلامه عليه السّلام: أنّ العدل يعدّ أصلا إسلاميّا بعد التوحيد و مقررا في تعليمات الاسلامية الاصوليّة من زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و الصحابة حتّى ظهرت بدعة الأشاعرة فأنكروا هذا الأصل و أسقطوه من الاصول، و حقيقة العدل هو الاعتقاد بأنّ اللَّه خير مطلق و لا يصدر منه إلّا الخير و الاحسان، و كلّما يلقاه الانسان في الدّنيا مما يتصوّره شرّا و ظلما و نقصانا في نفسه أو غيره فلا يخلو من وجوه:

1-  الاشتباه في اعتقاده و احساسه لجهله بالحقيقة و الواقع، فربما يكون بعض الامور المكروهة في نظرنا عند اللَّه من قبيل حرش الأشجار بقطع فضول الأغصان للنموّ و الاستثمار، فالجاهل يراه نقصانا و تخريبا، أو كقطع الغرلة في الختان يؤلم الولد و يؤسف الناظر، و الجاهل يتصوّره ظلما و ليس كذلك.

2-  آلام و نواقص ينعكس في عالم المادّة و في وجود الانسان من العدم المحيط به و المختلط بوجوده، فانّ عالم المادّة المحسوس حدّ للوجود المطلق و مشوب‏ بالعدم من نواح شتّى، فهذه النواقص و الأعدام لا يستند إلى اللَّه تعالى، و هو معنى التسبيح و التنزيه الّذي يكون أحد الاداب التعليمات العامة في الاسلام، و قد بيّن اللَّه ذلك في قوله تعالى: «ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ»-  79-  النساء».

3-  من الشرور و الاحساسات المرّة ما لا واقع له أصلا و إنما هو سوء نظر و سوء تفاهم و توهّم في الامور، فهي آلام مجعولة و هميّة لا واقعيّة، و قد أكّد الاسلام بتصفية النفس و التزكية بالأخلاق الفاضلة لدفع هذه الالام، و هو الهدف الأساسي من الرّضا و التسليم الّذي جعل من وظائف الايمان القلبى في غير واحد من الأخبار، فكلّما يراه الانسان خلاف العدل و ينسبه إلى اللَّه بجهله فقد اتّهم اللَّه بما لا يكون منه حقيقة، فقال عليه السّلام: (العدل أن لا تتّهمه).

الترجمة

پرسش شد از توحيد و عدل در پاسخ فرمود: حقيقت توحيد اينست كه خدا را برتر از وهم بدانى، و حقيقت عدل اينست كه او را بهيچ بدى و ظلمى متّهم ندانى.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 445 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 469 صبحی صالح

469-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَ بَاهِتٌ مُفْتَرٍ

قال الرضي و هذا مثل قوله ( عليه ‏السلام  )هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ وَ مُبْغِضٌ قَال‏

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الخامسة و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(445) و قال عليه السّلام: يهلك فيّ رجلان: محبّ مفرط، و باهت مفتر. قال الرّضيّ رحمه اللَّه: و هذا مثل قوله عليه السّلام: هلك فيّ رجلان [اثنان‏]: محبّ غال و مبغض قال.

اللغة

(أطرى) إطراء فلانا: أحسن الثناء عليه و بالغ في مدحه فكأنه جعله غضّا-  المنجد- .

المعنى

الاطراء هو المبالغة في الثناء، و هي في حقّه القول بربوبيّته كما صدر عن الغالين، فانّ كلّ ثناء عليه دونه ليس مبالغة في مدحه، و الباهت المفترى من أنكر حقه اللّائق به و أقلّه إنكار وصايته عن النبي صلّى اللَّه عليه و آله و إنكار امامته بعده فيشمل غير الشيعة، لأنّ كلّهم بهتوا في أمره و تاهوا في منزلته الّتي نصّ عليها النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله بقوله: «يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي» و لا اشكال في أنّ كلّ هذه الفرق قد افترى عليه ما ليس من شأنه، و أضلّهم الخوارج الّذين افتروا عليه بالكفر.

الترجمة

فرمود: دو كس در باره من بهلاكت رسيدند: دوستى كه ستايش مرا از حد گزراند و مرا خدا خواند، و دشمنى كه در درك مقامم درماند و بمن ناروا گفت.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 444 (شرح میر حبیب الله خوئی)پیشگویی وپیش بینی

  حکمت 468 صبحی صالح

468-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ يَعَضُّ الْمُوسِرُ فِيهِ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ وَ لَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ‏ سُبْحَانَهُ وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ‏ تَنْهَدُ فِيهِ الْأَشْرَارُ وَ تُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ وَ يُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ وَ قَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ( صلى‏ الله‏ عليه‏ وآله ‏وسلم  )عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الرابعة و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(444) و قال عليه السّلام: يأتي على النّاس زمان عضوض يعضّ الموسر فيه على ما في يديه و لم يؤمر بذلك، قال اللَّه سبحانه: «وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ»-  237-  البقرة» تنهد فيه الأشرار، و تستذلّ فيه الأخيار، و يبايع المضطرّون، و قد نهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله عن بيع المضطرّين.

اللغة

(عضوض): كلب على الناس كأنه يعضّهم و فعول للمبالغة، عضّ فلان على مافي يديه أى بخل و أمسك (تهد) أى ترتفع و تعلو.

المعنى

هذه الحكمة من ملاحمه عليه السّلام و تنبأته عن المستقبل، و هي غير قليلة في خطبه و حكمه يخبر فيها عن زمان يقرب من زمانه إلى هذه العصور و يعلمه بخمس علامات:

1-  زمان الضيق و الشدّة على أهله من جهة ضيق المعاش و تنوّع الملاذّ و كثرة القوانين و الحدود الموضوعة من الظلمة و الجبّارين على الضّعفاء و المساكين و غير ذلك.

2-  إمساك الأثرياء على أموالهم و منع الحقوق الواجبة و الانفاق على ذوي الحاجة.

3-  نهوض الأشرار إلى تصدّي الولايات و الرئاسات و تسلّطهم على الامور و ارتفاع أقدارهم في الدّنيا.

4-  استذلال أهل الايمان و الأبرار و عدم الاعتناء بهم في الامور و مظانّ الاقتدار.

5-  الاضطرار على المعاملة من وجوه شتّى يبيع الناس نفوسهم للبيعة و الانتخاب و يضطرّون إلى بيع أموالهم من ذوى النفوذ و السلطة و الاقتدار.

الترجمة

فرمود: زمانى بر مردم رسد گزنده و آزار دهنده، توانگران بر آنچه دارند دندان نهند و از خود جدا نكنند با اين كه بدان دستور ندارند، و خداوند سبحان فرمايد: «احسان ميان خود را فراموش مكنيد-  237-  البقرة» بدمنشان در آن زمان سرورى يابند و نيكان بخوارى گرايند، و از روى ضرورت و بيچاره‏ گى خريد و فروش شود با اين كه رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله از فروش بيچاره‏ها غدقن فرموده.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 443 (شرح میر حبیب الله خوئی)

 حکمت 467 صبحی صالح

467-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )فِي كَلَامٍ لَهُ وَ وَلِيَهُمْ وَالٍ فَأَقَامَ وَ اسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِه‏

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الثالثة و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(443) و قال عليه السّلام في كلام له: و وليهم وال فأقام و استقام حتّى ضرب الدّين بجرانه.

اللغة

(الجران): مقدّم عنق البعير يجعله على الأرض إذا برك و استقرّ، و هو كناية عن الاستقرار و الثبات.

المعنى

هذه حكمة من خطبة طويلة له عليه السّلام في أيام خلافته يذكر فيها قربه من النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و اختصاصه له و إفضائه بأسراره إليه حتّى قال فيها: «فاختار المسلمون بعده بارائهم رجلا منهم، فقارب و سدّد حسب استطاعته على ضعف و عجز كانا فيه ثمّ وليهم بعده وال فأقام و استقام حتّى ضرب الدّين بجرانه على عسف و عجز كانا فيه ثمّ استخلفوا ثالثا لم يكن يملك أمر نفسه شيئا غلب عليه أهله فقادوه إلى أهوائهم كما يقود الوليدة البعير المحطوم».

 

أقول: قد بيّن عليه السّلام ضعف أمر الخلفاء و عدم صلاحيتهم بوجه بليغ نلخّصه فيما يلي: كان ولاية الأوّل باختيار المسلمين حسب، لا باذن من اللَّه و لا نصّ عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله، و لم يصب اختيارهم الحقّ و الرجل اللّائق لأنّ في مختارهم ضعف و الضعيف لا يحقّ الخلافة على المسلمين، و ثمرة ضعفه نفوذ بنى امية في أيامه و تسلّطهم على المناصب الهامة و تمكّنهم لما فعلوه بعد ذلك من المظالم و المفاسد في الاسلام إلى أن وهن العظم و صار المسلمون شيعا و فرقا يقاتل بعضهم بعضا و أما الثاني فوصفه بالعسف و العجز معا و كفى بهما دليلا على عدم لياقته، مع أنّ ولايته لم تكن باختيار المسلمين بل بالعهد من الأوّل رغما عليهم و أمّا الثالث فوصفه بما لا يحتاج إلى مزيد شرح و بيان.

الترجمة

فرمود: يك والى بر مسلمانان برآمد كه برپا شد و برجا ماند تا دين اسلام در معموره جهان مستقر گرديد.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 442 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 466 صبحی صالح

466-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ‏

قال الرضي و هذه من الاستعارات العجيبة كأنه يشبه السه بالوعاء و العين بالوكاء فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء و هذا القول في الأشهر الأظهر من كلام النبي ( صلى‏ الله‏ عليه ‏وآله‏ وسلم  ) و قد رواه قوم لأمير المؤمنين ( عليه ‏السلام  ) و ذكر ذلك المبرد في كتاب المقتضب في باب اللفظ بالحروف و قد تكلمنا على هذه الاستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية

 شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الثانية و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(442) و قال عليه السّلام: العين وكاء السّتة.

قال الرّضيّ رحمه اللَّه: و هذه من الاستعارات العجيبة كأنه شبّه السّتة بالوعاء و العين بالوكاء فاذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء، و هذا القول في الأشهر الأظهر من كلام النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله، و قد رواه قوم لأمير المؤمنين عليه السّلام و ذكر ذلك المبرّد في الكتاب «المقتضب» في باب اللّفظ بالحروف [المعروف‏]، و قد تكلّمنا على هذه الاستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات الاثار النّبويّة.

 

اللغة

السّته: الاست و يعبّر عنه بما تحت.

قال الشارح المعتزلي: و قد جاء في تمام الخبر في بعض الروايات: «فاذا نامت العينان استطلق الوكاء» و الوكاء رباط القربة فجعل العينين وكاء-  و المراد اليقظة للسّته كالوكاء للقربة انتهى.

أقول: يريد أنّ اليقظة توجب التوجّه إلى حفظ النفس و ضبط الأرياح عن الخروج، فاذا نام الانسان لا يقدر على ضبط نفسه و يعذر عمّا يخرج منه.

الترجمة

فرمود: چشم سر، بند ما تحت است.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 441 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 465 صبحی صالح

465-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )فِي مَدْحِ الْأَنْصَارِ هُمْ وَ اللَّهِ رَبَّوُا الْإِسْلَامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَ غَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وَ أَلْسِنَتِهِمُ السِّلَاطِ

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الحادية و الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(441) و قال عليه السّلام في مدح الأنصار: هم و اللَّه ربّوا الإسلام كما يربّى الفلوّ مع غنائهم بأيديهم السّباط و ألسنتهم السّلاط.

اللغة

(الفلو): المهر (السباط): السّماح و يقال للحاذق في الطعن: إنه لسبط اليدين يريد أنه ثقيف فيه (السلاط): الحديد الفصيح.

الاعراب

بأيديهم متعلّق بغنائهم و الباء سببيّة أو بقوله: ربّوا، و يجوز تعلّقه بهما على وجه التنازع و هو أكمل معنا.

المعنى

كلامه هذا بليغ في مدح الأنصار من وجوه:

 

1-  اخلاصهم في الدّين و ايمانهم باللّه و رسوله عن يقين و تفاديهم فيه، لأنّه شبّه حبّهم و تربيتهم للاسلام بحبّ الفلو و المهر الذي كان عزيزا عند العرب إلى الغاية.

2-  وصفهم بالشجاعة بقوله (أيديهم السباط) بل و السماحة، لدلالة اللّفظ على كلتا الصّفتين.

3-  وصفهم بالفصاحة و حسن البيان، و قد وصفهم رسول اللَّه بقوله صلّى اللَّه عليه و آله: «انكم لتكثرون عند الفزع و تقلّون عند الطمع» و كفى به فخرا.

الترجمة

در مدح أنصار فرمود: هم ايشان بخدا سوگند اسلام را بمانند كرّه اسب عزيزى پرورش دادند با اين كه طمعي و نيازى نداشتند، زيرا دستشان باز بود و زبانشان شيوا و دراز.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 440 (شرح میر حبیب الله خوئی)

  حکمت 464 صبحی صالح

464-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )إِنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيهِ وَ لَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ كَادَتْهُمُ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ‏

قال الرضي و المرود هنا مفعل من الإرواد و هو الإمهال و الإظهار و هذا من أفصح الكلام و أغربه فكأنه ( عليه‏السلام  ) شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها

  شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الاربعون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام

(440) و قال عليه السّلام: إنّ لبني أميّة مرودا يجرون فيه، و لو قد اختلفوا فيما بينهم ثمّ كادتهم الضّباع لغلبتهم. قال الرّضي: و المرود ههنا مفعل من الإرواد، و هو الإمهال و الإنظار، و هذا من أفصح الكلام و أغربه، فكأنه عليه السّلام شبّه المهلة الّتى هم فيها بالمضمار الّذي يجرون فيه إلى الغاية، فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها.

اللغة

(كأد) كأداء: كئب، كادتهم الضّباع أى اجتمعت عليهم الضّباع.

 

المعنى

قال الشارح المعتزلي: هذا إخبار عن غيب صريح، و قال ابن ميثم: فانّ دولتهم لم تزل على الاستقامة إلى حين اختلافهم، و ذلك حين ولي الوليد بن اليزيد فخرج عليه يزيد بن الوليد فخرج عليه إبراهيم بن الوليد و قامت حينئذ دعاة بني العباس بخراسان، و أقبل مروان بن محمّد من الجزيرة يطلب الخلافة فخلع إبراهيم بن الوليد و قتل قوما من بني اميّة، و اضطرب أمر دولتهم و كان زوالها على يد أبي مسلم و كان في بدو أمره أضعف خلق اللَّه و أشدّهم فقرا، و في ذلك تصديق قوله (ثمّ كادتهم الضّباع لغلبتهم) و لفظ الضباع قد يستعار للأراذل و الضعفاء، و هذا من كراماته عليه السّلام.

الترجمة

فرمود: بنى اميه را مى‏ دانست كه در آن دوانند و اگر باختلاف گرايند و دسته كفتار بر آنها فشار آرند از ميانشان بردارند.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی