نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 39 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 39 صبحی صالح

39- و من كتاب له ( عليه‏ السلام  ) إلى عمرو بن العاص‏

فَإِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ دِينَكَ تَبَعاً لِدُنْيَا امْرِئٍ ظَاهِرٍ غَيُّهُ مَهْتُوكٍ سِتْرُهُ يَشِينُ الْكَرِيمَ بِمَجْلِسِهِ وَ يُسَفِّهُ الْحَلِيمَ بِخِلْطَتِهِ

فَاتَّبَعْتَ أَثَرَهُ وَ طَلَبْتَ فَضْلَهُ اتِّبَاعَ الْكَلْبِ لِلضِّرْغَامِ يَلُوذُ بِمَخَالِبِهِ وَ يَنْتَظِرُ مَا يُلْقَى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِ فَرِيسَتِهِ فَأَذْهَبْتَ دُنْيَاكَ وَ آخِرَتَكَ وَ لَوْ بِالْحَقِّ أَخَذْتَ أَدْرَكْتَ مَا طَلَبْتَ

فَإِنْ يُمَكِّنِّي اللَّهُ مِنْكَ وَ مِنِ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَجْزِكُمَا بِمَا قَدَّمْتُمَا وَ إِنْ تُعْجِزَا وَ تَبْقَيَا فَمَا أَمَامَكُمَا شَرٌّ لَكُمَا وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار التاسع و الثلاثون و من كتاب له عليه السلام الى عمرو بن العاص‏

فإنك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرى‏ء ظاهر غيه، مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، و يسفه الحليم بخلطته، فاتبعت أثره، و طلبت فضله اتباع الكلب للضرغام: يلوذ إلى مخالبه، و ينتظر ما يلقي إليه من فضل فريسته، فأذهبت دنياك و آخرتك! و لو بالحق أخذت أدركت ما طلبت، فإن يمكني الله منك و من ابن أبي سفيان أجزكما بما قدمتما، و إن تعجزاني و تبقيا فما أمامكما شر لكما، و السلام.

[المصدر]

قال الشارح المعتزلي «ص 163 ج 16 ط مصر»: و ذكر نصر بن مزاحم في كتاب «صفين» هذا الكتاب بزيادة لم يذكرها الرضي، قال: نصر، و كتب‏ علي عليه السلام إلى عمرو بن العاص:

من عبد الله أمير المؤمنين إلى الأبترين الأبتر عمرو بن العاص بن وائل، شانئ محمد و آل محمد في الجاهلية و الإسلام، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فانك تركتك مروءتك لامرء فاسق مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، و يسفه الحليم بخلطته فصار قلبك لقلبه تبعا، كما قيل: «وافق شن طبقة» فسلبك دينك و أمانتك و دنياك و آخرتك، و كان علم الله بالغا فيك، فصرت كالذئب يتبع الضرغام إذا ما الليل دجى، أو أتى الصبح يلتمس فاضل سؤره، و حوايا فريسته، و لكن لا نجاة من القدر، و لو بالحق أخذت لأدركت ما رجوت، و قد رشد من كان الحق قائده، و إن يمكن الله منك و من ابن آكلة الأكباد ألحقتكما بمن قتله الله من ظلمة قريش على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله، و إن تعجزا و تبقيا بعد فالله حسبكما، و كفى بانتقامه انتقاما، و بعقابه عقابا، و السلام.

اللغة

(الغى): الضلالة، (يشين): يصير قبيح الوجه مذموما، (الضرغام):

الأسد (المخالب): أظفار السبع من الحيوان، (الفريسة): ما يصيده السبع و يقتله (اجزكما): اعاقبكما، (وافق شن طبقه) أو طبقة: مثل سائر قال في فرائد الأدب: يضرب مثلا للشيئين يتفقان، قال الأسمعي: الشن وعاء من أدم كان قد تشن أى تقبض فجعل له طبقا أى غطاء فوافقه، و قيل أيضا: شن رجل من دهاة العرب و كان ألزم نفسه أن لا يتزوج إلا بامرأة تلائمه، فكان يجوب البلاد في ارتياد طلبته، فوافق في بعض أسفاره رجلا إلى بلاد ذلك الرجل و هما راكبان فقال له شن: أ تحملني أو أحملك؟ فاستجهله الرجل، و إنما أراد أتحدثني أو أحدثك لنميط عنا كلال السفر، و قال له و قد رأى زرعا مستحصدا: أكل هذا الزرع أم لا؟ و إنما أراد هل بيع و أكل ثمنه، ثم استقبلتهما جنازة فقال له شن:

أحى من على هذا النعش أم ميت؟ و إنما أراد هل له عقب يحيا به ذكره؟ فلما بلغ الرجل وطنه و عدل بشن إليه، سألته بنت له اسمهما طبقة عنه، فعرفها قصته‏ و جهله عندها، فقالت: يا أبت ما هذا إلا فطن داه، و فسرت له أغراض كلماته فخرج إلى شن و حكى له قولها، فخطبها فزوجاها إياه، و حملها إلى أهله، فلما رأوها و عرفوا ما حوته من الدهاء و الفطنة قالوا: وافق شن طبقة.

المعنى‏

بين‏ عليه السلام‏ حال‏ عمرو بن العاص‏ و معاوية بأبلغ بيان، و يشعر كلامه إلى أن معاوية لا دين له أصلا، و أن عمرا جعل دينه‏ تبعا لدنيا معاوية.

قال الشارح المعتزلي «ص 160 ج 16 ط مصر»: كل ما قاله فيهما هو الحق الصريح بعينه، لم يحمله بغضه لهما، و غيظه منهما إلى أن بالغ في ذمهما به، كما يبالغ الفصحاء عند سورة الغضب، و تدفق الألفاظ على الألسنة، و لا ريب عند أحد من العقلاء ذوي الانصاف أن عمرا جعل دينه‏ تبعا لدنيا معاوية، و أنه ما بايعه و تابعه إلا على جعالة له، و ضمان تكفل له بايصاله، و هي ولاية مصر مؤجلة و قطعة وافرة من المال معجلة، و لولديه و غلمانه مائلا أعينهم.

الترجمة

از نامه‏اى كه بعمرو بن عاص نوشت:

براستى كه تو دين خود را دنباله و پيرو دنياى معاويه ساختى آن مردى كه گمراهى و ضلالتش آشكار و بى‏پرده است، آبرويش بر باد رفته و پرده‏اش دريده مرد راد و ارجمند از همنشينى با او لكه دار و آلوده و زشت مى‏شود، و بردبار و با وقار از آميزش با او بنا بخردى و سفاهت كشيده مى ‏شود.

تو دنبال او رفتى و فضله او را خواستى چونان كه سگى بدنبال شيرى رود و بنيروى چنگال او پناهنده گردد، و در انتظار ته مانده شكار او باشد كه پيش او اندازند.

تو دنيا و آخرت خود را از ميان بردى، و اگر حق و راستى را پيشه مى ‏ساختى آنچه را خواستار بودى بدست مياوردى، اگر خدا مرا بر تو و بر زاده أبو سفيان قدرت عنايت كرد بسزاى كردار گذشته ‏تان مى ‏رسانم، و اگر مرا درمانده كرديد

و زنده مانديد آنچه در برابر شما است براى شما بدتر از سزائيست كه من بدهم، و السلام.

ترجمه نامه بروايت نصر بن مزاحم طبق نقل ابن أبى الحديد

از طرف بنده خدا علي أمير مؤمنان بسوى ابتر بن ابتر عمرو بن عاص بن وائل، دشمن محمد و خاندان محمد در جاهليت و اسلام، درود بر آنكه پيرو حق است.

أما بعد براستى تو مردانگى خود را زير پا كردى براى مردى فاسق و بى ‏آبرو كه راد مرد از نشستن با او لكه‏ دار مى ‏شود، و مرد بردبار از آميزش با او بى ‏خرد و ناهنجار مى ‏گردد، دلت پيرو دل او شد چنانكه گفته ‏اند (شن و طبقه با هم دمساز شدند) دين و أمانت را از تو ربود و دنيا و آخرتت را بر باد داد، و آنچه خدا مى‏ دانست در باره تو انجام گرديد.

چون گرگى شدى كه دنبال شيرى باشد، در تاريكى شب، يا بامدادان آيد در خواست ته مانده او را كند و درونيهاى شكار او را كه دور ريخته بخواهد، آرى از قدر نجاتى نيست، اگر حق و راستى را پيشه كرده بودى آنچه را اميد داشتي بدان مى ‏رسيدى، محققا براه راست رفته كسى كه حق پيشواى او باشد، اگر خداوند مرا بر تو و زاده هند جگر خوار فرمانگزار ساخت، شما هر دو را بستمكاران قريش عهد رسول خدا صلى الله عليه و آله كه خداوندشان كشت ملحق كنم، و اگر از دست من گريختيد و زنده مانديد، خداوند شما را بس است، و كافي است انتقام او و شكنجه و عذاب او در برابر هر انتقام و هر شكنجه و عذابى، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 38 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 38 صبحی صالح

38- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر

مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ غَضِبُوا لِلَّهِ حِينَ‏   عُصِيَ فِي أَرْضِهِ وَ ذُهِبَ بِحَقِّهِ فَضَرَبَ الْجَوْرُ سُرَادِقَهُ عَلَى الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ وَ الْمُقِيمِ وَ الظَّاعِنِ فَلَا مَعْرُوفٌ يُسْتَرَاحُ إِلَيْهِ وَ لَا مُنْكَرٌ يُتَنَاهَى عَنْهُ

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَا يَنَامُ أَيَّامَ الْخَوْفِ وَ لَا يَنْكُلُ عَنِ الْأَعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ أَشَدَّ عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَرِيقِ النَّارِ وَ هُوَ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو مَذْحِجٍ

فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِيعُوا أَمْرَهُ فِيمَا طَابَقَ الْحَقَّ فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ لَا كَلِيلُ الظُّبَةِ وَ لَا نَابِي الضَّرِيبَةِ فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فَانْفِرُوا وَ إِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُقِيمُوا فَأَقِيمُوا فَإِنَّهُ لَا يُقْدِمُ وَ لَا يُحْجِمُ وَ لَا يُؤَخِّرُ وَ لَا يُقَدِّمُ إِلَّا عَنْ أَمْرِي

وَ قَدْ آثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي لِنَصِيحَتِهِ لَكُمْ وَ شِدَّةِ شَكِيمَتِهِ عَلَى عَدُوِّكُمْ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الثامن و الثلاثون و من كتاب له عليه السلام الى أهل مصر، لما ولى عليهم الاشتر رحمه الله‏

من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى القوم الذين غضبوا لله حين‏ عصى في أرضه، و ذهب بحقه، فضرب الجور سرادقه، على البر و الفاجر، و المقيم و الظاعن، فلا معروف يستراح إليه، و لا منكر يتناهى عنه. أما بعد، فقد بعثت إليكم عبدا من عباد الله، لا ينام أيام الخوف، و لا ينكل عن الأعداء ساعات الروع، أشد على الفجار من حريق النار، و هو مالك ابن الحارث أخو مذحج، فاسمعوا له، و أطيعوا أمره فيما طابق الحق، فإنه سيف من سيوف الله، لا كليل الظبة، و لا نابى الضريبة، فإن أمركم أن تنفروا فانفروا، و إن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنه لا يقدم و لا يحجم، و لا يؤخر و لا يقدم، إلا عن أمري، و قد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم، و شدة شكيمته على عدوكم.

اللغة

(السرادق) جمع سرادقات: الفسطاط الذي يعد فوق صحن البيت، (الظاعن):

الراحل، (النكول): الرجوع، (الظبة) بالتخفيف: حد السيف، و (النابى) من السيوف: الذي لا يقطع، (الاحجام): ضد الإقدام، (شديد الشكيمة):

القوى الأبى، و أصل الشكيمة: الحديدة المعترضة في فم الفرس.

الاعراب‏

يستراح إليه: جملة فعلية خبر للاء المشبهة بليس و المقصود الاخبار عن سلب‏ اطمينان الناس على ما يتظاهر به عمال عثمان من إقامة الصلاة و نحوها، و كذا قوله: يتناهى عنه، خبر و المقصود عدم النهى عن المنكر، لا ينام: فعلية و صفة لقوله: «عبدا».

المعنى‏

وجه‏ عليه السلام كتابه‏ هذا إلى‏ الأخيار الوجهاء من‏ أهل مصر الذين‏ نقموا على المظالم الواقعة بيد عمال‏ عثمان‏ في‏ مصر و قاموا للنهى عنها و بعثوا وفدا إلى عثمان يطلبون عزل عاملهم و استبداله برجل صالح، و قد استظهر الشارح المعتزلي من هذا العنوان الوصفي رضاء علي عليه السلام‏ بقتل عثمان و قال في «ص 158 ج 16 ط مصر»: هذا الفصل يشكل علي تأويله، لأن‏ أهل مصر هم الذين قتلوا عثمان و إذا شهد أمير المؤمنين عليه السلام‏ أنهم‏ غضبوا لله حين عصي في الأرض‏، فهذه شهادة قاطعة على عثمان بالعصيان. ثم تعسف باعترافه في الجواب عنه في كلام طويل.

أقول: لا وجه لهذا الاستظهار فإن المخاطب بهذا الكلام من‏ أهل مصر هم الموصوفون بما ذكره عليه السلام منهم، و لا يلزم أن يكون قتلة عثمان داخلا فيهم.و العجب من ابن ميثم حيث يقول «ص 83 ج 5»، فإن قلت: فيلزم أن يكون عليه السلام راضيا بقتل‏ عثمان‏، إذ مدح قاتله على المسير بقتله.

أقول: قد عرفت أن الخطاب في الكتاب لم يوجه إلى عامة أهل مصر و لا إلى قتلة عثمان و لا وجه لهذا الاستنكار و التعرض للجواب من ابن ميثم.

و قد بالغ عليه السلام في كتابه هذا في مدح‏ الأشتر و تعريفه، و ذلك لتقريبه إلى أفكار أهل مصر، فإنهم ينظرون إلى كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله في أمر الحكومة و الولاية عليهم و يخضعون للصحابي و الأشتر من التابعين فيثقل عليهم الانقياد إلى طاعته و الخضوع لحكومته خصوصا بعد حكومة محمد بن أبي بكر المعظم عند أهل مصر بأبيه و نسبه القرشي، و لهذا وصف‏ الأشتر في خاتمة كتابه هذا بقوله: (فإنه لا يقدم و لا يحجم، و لا يؤخر و لا يقدم إلا عن أمري) ليقنع أهل مصر بأن الامر لهم‏ و الحاكم عليهم هو نفسه و أن‏ الأشتر آلة و واسطة لإيصال أوامره إليهم، فهو نفسه وال عليهم و حاكم بينهم.

قال الشارح المعتزلي «ص 159 ج 16 ط مصر»: و هذا إن كان قاله مع أنه قد سنح له أن يعمل برأيه في امور الحرب من غير مراجعته فهو عظيم جدا لأنه يكون قد أقامه مقام نفسه، و جاز أن يقول: إنه لا يفعل شيئا إلا عن أمري و إن كان لا يراجعه في الجزئيات على عادة العرب في مثل ذلك، لأنهم يقولون فيمن يثقون به نحو ذلك.

أقول: كان‏ الأشتر رحمه الله‏ بطيب طينته و حسن استعداده و كمال خلوصه له عليه السلام تأدب بادابه و لمس بقلبه الطاهر روحيته الشريفة فينعكس في نفسه إرادته و مشيته عليه السلام فكأنه كانت مرآة مجلوة محاذية لنفس علي عليه السلام أينما كان، فما أراد إلا ما أراده، و ما شاء إلا ما شاء كما أن نفس النبي صلى الله عليه و آله كانت مرآة مجلوة تجاه مشية الله تعالى فيطبع فيها ما يشاء الله، فكان صلى الله عليه و آله «ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏» فأنزل الله تعالى في حقه «ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا 7- الحشر».ثم نبه على علو مقام‏ الأشتر رأيا و إقداما بقوله: (و قد آثرتكم به على نفسي).

الترجمة

از نامه ‏اى كه در باره حكومت مالك اشتر بر مصر به أهل مصر نوشت:

از طرف بنده خدا علي أمير مؤمنان بسوى مردمى كه براى خداوند بخشم آمدند چون در سرزمين آنان نافرمانى حضرت او شد و حق اطاعت او را از ميان بردند و ستمكارى و نا روا خيمه سياه خود را بر فراز سر نيكوان و بدكاران و مقيمان و كوچ كنان آن شهرستان برافراشت و همه را فرو گرفت، و كار خيرى نماند كه وسيله آسايش باشد و كار زشتى نماند كه از آن جلوگيرى شود.

أما بعد، محققا من يكى از بندگان خدا را بسوى شما گسيل داشتم كه در روزگار نا أمن خواب ندارد، و در هنگام هراس از تعقيب دشمنان سر باز نمى‏ زند، بر جان نابكاران از زبانه آتش سخت‏تر در گيرد.

او مالك بن حارث از تيره مذحج است نسبت بأو شنوا باشيد، و در آنچه مطابق حق است از او فرمان بريد، زيرا كه او شمشيريست از شمشيرهاى خدا بر جان دشمنان دين نه دمش كند است و نه ضربتش بى أثر، اگر بشما فرمايد، بسيج شويد، بسيج شويد، و اگر فرمايد: در جاى خود بمانيد، بمانيد، زيرا كه او پيش نرود و عنان در نكشد و عقب ننشيند، و پيش نتازد مگر بفرمان خود من، من او را از خود باز گرفتم و بشما دادم، چون خير انديش شما و سخت گير و شكننده دشمن شما است.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 37 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 37 صبحی صالح

37- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى معاوية

فَسُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَشَدَّ لُزُومَكَ لِلْأَهْوَاءَ الْمُبْتَدَعَةِ وَ الْحَيْرَةِ الْمُتَّبَعَةِ مَعَ تَضْيِيعِ الْحَقَائِقِ وَ اطِّرَاحِ الْوَثَائِقِ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ طِلْبَةٌ وَ عَلَى عِبَادِهِ حجة

فَأَمَّا إِكْثَارُكَ الْحِجَاجَ عَلَى عُثْمَانَ وَ قَتَلَتِهِ فَإِنَّكَ إِنَّمَا نَصَرْتَ عُثْمَانَ حَيْثُ كَانَ النَّصْرُ لَكَ وَ خَذَلْتَهُ حَيْثُ كَانَ النَّصْرُ لَهُ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار السابع و الثلاثون و من كتاب له عليه السلام الى معاوية

فسبحان الله!! ما أشد لزومك للأهواء المبتدعة، و الحيرة المتبعة، مع تضييق [تضييع‏] الحقائق، و اطراح الوثائق، التي هى لله طلبة، و على عباده حجة، فأما إكثارك الحجاج في عثمان و قتلته فإنك إنما نصرت عثمان حيث كان النصر لك، و خذلته حيث كان النصر له، و السلام.

و لهذا الكتاب صدر ذكره الشراح هكذا:

أما بعد، فان الدنيا حلوة خضرة، ذات زينة و بهجة، لم يصب إليها أحد إلا و شغلته بزينتها عما هو أنفع له منها، و بالاخرة امرنا و عليها حثثنا، فدع يا معاوية ما يفنى، و اعمل لما يبقى، و احذر الموت الذي إليه مصيرك، و الحساب الذي إليه عاقبتك. و اعلم أن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا حال بينه و بين ما يكره، و وفقه لطاعته، و إذا أراد بعبد شرا أغراه بالدنيا و أنساه الاخرة، و بسط له أمله، و عاقه عما فيه صلاحه، و قد وصلني كتابك فوجدتك ترمي غير غرضك، و تنشد غير ضالتك، و تخبط في عماية، و تتيه في ضلالة، و تعتصم بغير حجة، و تلوذ بأضعف شبهة. فأما سؤالك إلى المشاركة و الإقرار لك على الشام، فلو كنت فاعلا لذلك اليوم لفعلته أمس. و أما قولك: إن عمر ولاكها فقد عزل عمر من كان ولى صاحبه، و عزل عثمان من كان عمر ولاه، و لم ينصب للناس إمام إلا ليرى من صلاح الامة ما قد كان ظهر لمن كان قبله، أو خفى عنهم عيبه، و الأمر يحدث بعده الأمر، و لكل وال رأى و اجتهاد، فسبحان الله ما أشد لزومك- إلى آخر الكتاب.

أقول: و قد اختلف متن المحذوف من كتابه عليه السلام في نسخة شرح ابن ميثم و ابن أبي الحديد في موارد أهمها في قوله: «و أما سؤالك إلى المشاركة» ففي نسخة ابن أبي الحديد «و أما سؤالك المتاركة» فالمقصود من المشاركة أن يكون شريكا في أمر الخلافة، و الغرض منه تجزية الحكومة الاسلامية و إفراز الشام منها لمعاوية، و المقصود من المتاركة ترك الحرب و إقرار معاوية عاملا على الشام، فالظاهر منه أن هذا الكتاب من الكتب التي ترادت بين علي عليه السلام و بينه أيام حرب صفين و تضييق الأمر على معاوية كما يشير إليه قوله عليه السلام: (مع تضييق الحقائق، و اطراح الوثائق) و قد اقترح معاوية في كتابه اقتراحا يشمل أمرين:

متاركة الحرب أو المشاركة في أمر الخلافة و إقراره على الشام، مستدلا بأن عمر ولاه على الشام، و رد عليه السلام اقتراحه بتصميمه على عزله من قبل لفقد صلاحيته في نظره للولاية على المسلمين، و رد استدلاله بأن من شأن الإمام الاستقلال في عزل العمال و الحكام و جرت عليه سيرة السلف، فعمر عزل من ولاه أبو بكر، و عثمان‏ عزل من ولاه عمر، فلا وجه لهذا التشبث، و ذكر أنه يلازم الأهواء المبتدعة بتقلب الأحوال و يتبع‏ الحيرة و الضلال في أشد الأحوال مع ظهور الحجة و الوثائق‏ لديه على بطلان دعواه.

ثم بين أنه هو الذي خذل‏ عثمان‏ حتى قتل و إنما يظهر الانتصار له و الانتقام لدمه بحساب نفسه و لانتصار مقاصده كما روي عن البلاذري أنه قال:

لما أرسل عثمان إلى معاوية يستمده، بعث يزيد بن أسد القسري، جد خالد ابن عبد الله القسري أمير العراق، و قال له: إذا أتيت ذا خشب فأقم بها، و لا تتجاوزها، و لا تقل: الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانني أنا الشاهد و أنت الغائب.

قال: فأقام بذي خشب حتى قتل عثمان، فاستقدمه حينئذ معاوية، فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان أرسل معه، و إنما صنع معاوية ذلك ليقتل عثمان فيدعو إلى نفسه.

و نقل عن مكتوب لابن عباس في جواب معاوية أنه قال: و أما قولك: إنى من الساعين على عثمان، و الخاذلين له، و السافكين دمه، و ما جرى بيني و بينك صلح فيمنعك مني، فاقسم بالله لأنت المتربص بقتله، و المحب لهلاكه، و الحابس الناس قبلك عنه على بصيرة من أمره- إلى أن قال- أنت تعلم أنهم لن يتركوه حتى يقتل، فقتل كما كنت أردت.

الترجمة

از نامه‏اى كه آن حضرت بمعاويه نوشت:

أما بعد، براستى دنيا شيرين و خوش نما است، زيور دار و بهجت افزا است هيچكس بدان دل نبازد جز آنكه بزيورش او را سرگرم سازد تا از آنچه وى را سودمندتر است وا اندازد، ما فرمان داريم بكار آخرت بپردازيم و به آن است كه ترغيب شده ‏ايم.

اى معاويه، آنچه را نيست مى ‏شود از دست بگذار و براى آنچه بجا مى ‏ماند كار كن، بترس از مرگى كه بسوى آن مى‏ روى و از حساب خداوند كه سرانجام تو است، و بدانكه راستى چون خداوند براى بنده‏اى خير و نيكوئى خواهد ميان او و هر آنچه بد دارد حايل گردد و او را براى طاعت خود موفق دارد، و هر گاه براى بنده ‏اى بدى خواهد او را بدنيا وادار كند و آخرت را از يادش ببرد و پهناى آرزو را در برابرش بگشايد و او را از آنچه صلاح او است دور كند.

نامه تو بمن رسيد و دريافتم كه بهدف خود تير نيندازى و جز گمشده خود را مى‏ جوئى، در تاريكى مى ‏پوئى، و در گمگاه مى ‏دوى، بچيزى كه حجت نتواند بود پناه مى‏ برى، و بسست‏ترين شبه‏اى دست مى ‏اندازى.

أما اين كه از من در خواست دارى شريك كار خلافت باشى و جنگ متاركه گردد و بر حكومت شام بمانى پاسخش اينست كه:

اگر من امروز چنين كارى مى‏ كردم همان ديروز كرده بودم، و أما اين كه مي گوئى عمرت فرمان ولايت و حكومت بر شام صادر كرده است محقق است كه عمر خودش واليان صاحب خود أبى بكر را از كار بر كنار كرد و عثمان هم كه بر سر كار آمد هر كه را عمر والى كرده بود از كار بر كنار كرد و عزل نمود، براى مردم امام و رهبرى منصوب نگردد جز براى اين كه صلاح امت را بنظر خود بسنجد و آنچه از پيش بر طبق آن بوده بكار بندد، و آن عيبى كه نهفته بوده منظور دارد و بر طرف سازد، بدنبال هر كارى كار تازه‏اى مى‏آيد و بايد تجديد نظر شود، هر پيشوائى رأى و اجتهادى دارد.

سبحان الله تا چند بدنبال هوسهاى نو ظهور چسبيده ‏اى و از سرگردانى پيروى ميكنى با اين كه حقيقت محدود است، و دلائلى كه مسئوليت إلهى بار مى ‏آورند و بربندگان خدا حجت تمام مي كنند در دست هستند و مشهود.

أما اين كه در باره عثمان و كشندگانش پرمي گوئى و راه احتجاج مى‏ پوئى راستى كه تو آنجا كه يارى عثمان يارى خودت باشد با نصرت او همداستانى، و آنجا كه يارى تو پيروزى او است او را ترك ميگوئى و وامى ‏گذارى.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 36 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 36 صبحی صالح

36- و من كتاب له ( عليه‏ السلام  ) إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء و هو جواب كتاب كتبه إليه عقيل‏

فَسَرَّحْتُ إِلَيْهِ جَيْشاً كَثِيفاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ شَمَّرَ هَارِباً وَ نَكَصَ نَادِماً فَلَحِقُوهُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَ قَدْ طَفَّلَتِ الشَّمْسُ لِلْإِيَابِ فَاقْتَتَلُوا شَيْئاً كَلَا وَ لَا

فَمَا كَانَ إِلَّا كَمَوْقِفِ سَاعَةٍ حَتَّى نَجَا جَرِيضاً بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْمُخَنَّقِ وَ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ غَيْرُ الرَّمَقِ فَلَأْياً بِلَأْيٍ مَا نَجَا

فَدَعْ عَنْكَ قُرَيْشاً وَ تَرْكَاضَهُمْ فِي الضَّلَالِ وَ تَجْوَالَهُمْ فِي الشِّقَاقِ وَ جِمَاحَهُمْ فِي التِّيهِ

فَإِنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِي كَإِجْمَاعِهِمْ عَلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى ‏الله‏ عليه ‏وآله ‏وسلم  )قَبْلِي فَجَزَتْ قُرَيْشاً عَنِّي الْجَوَازِي فَقَدْ قَطَعُوا رَحِمِي وَ سَلَبُونِي سُلْطَانَ ابْنِ أُمِّي

وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ رَأْيِي فِي الْقِتَالِ فَإِنَّ رَأْيِي قِتَالُ الْمُحِلِّينَ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ لَا يَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً وَ لَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً

وَ لَا تَحْسَبَنَّ ابْنَ أَبِيكَ وَ لَوْ أَسْلَمَهُ النَّاسُ مُتَضَرِّعاً مُتَخَشِّعاً وَ لَا مُقِرّاً لِلضَّيْمِ وَاهِناً وَ لَا سَلِسَ الزِّمَامِ‏ لِلْقَائِدِ وَ لَا وَطِي‏ءَ الظَّهْرِ لِلرَّاكِبِ الْمُتَقَعِّدِوَ لَكِنَّهُ كَمَا قَالَ أَخُو بَنِي سَلِيمٍ

  فَإِنْ تَسْأَلِينِي كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّنِي
صَبُورٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ صَلِيبُ‏

يَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ تُرَى بِي كَآبَةٌ
فَيَشْمَتَ عَادٍ أَوْ يُسَاءَ حَبِيبُ‏

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار السادس و الثلاثون من كتاب له عليه السلام الى عقيل بن ابى طالب فى ذكر جيش أنفذه الى بعض الاعداء، و هو جواب كتاب كتبه اليه‏

فسرحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين، فلما بلغه ذلك شمر هاربا، و نكص نادما، فلحقوه ببعض الطريق و قد طفلت الشمس للإياب، فاقتتلوا شيئا كلا و لا، فما كان إلا كموقف ساعة حتى نجا جريضا بعد ما أخذ منه بالمخنق، و لم يبق منه غير الرمق فلأيا بلأى ما نجا فدع عنك قريشا و تركاضهم في الضلال و تجوالهم في الشقاق و جماحهم في التيه، فإنهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله «صلى الله عليه و آله» قبلي، فجزت قريشا عني الجوازي،

فقد قطعوا رحمي، و سلبوني سلطان ابن أمي. و أما ما سألت عنه من رأيي في القتال، فإن رأيي قتال المحلين حتى ألقى الله، لا يزيدني كثرة الناس حولي عزة، و لا تفرقهم عني وحشة، و لا تحسبن ابن أبيك- و لو أسلمه الناس- متضرعا متخشعا، و لا مقرا للضيم واهنا، و لا سلس الزمام للقائد، و لا وطى‏ء الظهر للراكب المقتعد، و لكنه كما قال أخو بني سليم:

فإن تسأليني كيف أنت؟ فإنني‏ صبور على ريب الزمان صليب‏
يعز على أن ترى بي كابة فيشمت عاد أو يساء حبيب‏

اللغة

(سرحت): أرسلت، (كثيفا): متراكما كثيرا، (شمر): هيأ، (نكص): رجع إلى عقبه، (طفلت) الشمس بالتشديد: إذا مالت للمغيب، (الجريض): أى غص ريقه من شدة الجهد و الكرب، و حكى عن الاصمعي، و يقال: هو يجرض نفسه: أى يكاد يموت، (المخنق) بالتشديد: موضع الخنق في الحيوان من عنقه، (الرمق): بقية النفس و الروح، (اللأى): الشدة و العسر و قيل: البطء، (الاجماع): تصميم العزم، (الجوازى): جمع جازية كالجوارى جمع جارية و هى أنواع العقاب للنفوس السيئة، (المحلين): الناقضين للبيعة يقال لمن نقض عهده و بيعته: محل و لمن حفظه: محرم، (الضيم): الظلم (واهنا): ضعيفا، (المقتعد): الراكب على ظهر البعير.

الاعراب‏

هاربا: حال، كلا و لا: ظرف مستقر في محل النصب لأنه صفة لقوله «شيئا» و معناه قليلا و قليلا، كموقف ساعة: مستثنى مفرغ في محل الاسم لقوله‏ (كان) و هو فعل تام لا خبر له، جريضا: حال من فاعل نجا، لأيا: مصدر منصوب قائم مقام الحال، أى نجا مبطئا و العامل في المصدر محذوف اى أبطأ إبطاء و ما زائدة و بلأى: جار و مجرور متعلق بقوله لأيا أى لأيا مقرونا بلأى، تركاضهم عطف على قريشا و معناه شدة العدو و كذا تجوالهم، الجوازي: فاعل جزت.

قال الشارح المعتزلي في «ص 151 ج 16 ط مصر»: هذه كلمة تجرى مجرى المثل، تقول لمن يسي‏ء إليك و تدعو عليه: جزتك عنى الجوازي، أى أصابتك كل سوء و مجازاة تقدر لعملك.

المعنى‏

أشار السيد الرضى رحمه الله أن‏ كتابه عليه السلام‏ هذا جواب عن كتاب كتبه إليه عقيل‏، و الظاهر أنه‏ أخوه عقيل بن أبى طالب‏ و لم يذكر الشراح أن عقيلا من أي بلد كتب إليه كتابه هذا، و يشير جوابه عليه السلام إلى أن كتاب عقيل يتضمن بيان أحد من الغارات التي وجهها معاوية إلى أطراف حكومته في أيام الهدنة السنوية المقررة بعد صلح صفين، و أن عقيلا تعرض في كتابه لبيان اضطراب حكومته و إعراض عامة قريش عنه عليه السلام، فيريد استبطان رأيه في إدامة الحرب مع مخالفيه بعد قلة أنصاره و اضطراب أطراف حكومته في أثر غارات معاوية و قتل كثير من شيعته، و أجابه عليه السلام بتسريح‏ الجيش‏ في أثر المغير و الضغط عليه إلى أن نجا برمق من حياته.

فيحتمل أن يكون كلامه هذا ناظرا إلى إغارة بسر بن أرطاة على نواحى جزيرة العرب من الحجاز و اليمن و اليمامة فانها أشد الغارات و أنكاها و أكثرها قتلا لشيعة علي عليه السلام و أوقعها محلا في قلوب أنصاره، و قد أشار إلى ذلك الشارح المعتزلي «ص 148 ج 16 ط مصر» حيث يقول بعد ذكر المكتوب: قد تقدم ذكر هذا الكتاب في اقتصاصنا ذكر حال بسر بن أرطاة و غارته على اليمن في أول الكتاب.

و لكن لم نعثر في التواريخ على محاصرة جيش‏ علي عليه السلام بسرا على هذا الوجه الذي يشعر به هذا الكتاب‏، بل ذكروا أنه لما بلغ إليه عليه السلام إغارة بسر على المدينة و مكة المكرمة و قتله لشيعته و ذبحه لا بنى عبيد الله بن عباس عامله على اليمن، خطب أهل الكوفة و أكثر من ذمهم و تأبينهم، فأجابه حارثة بن قدامة السعدي فرحب عليه السلام به و سرحه في ألفى رجل من الفرسان، و لما سمع بسر في اليمن تسريح الجيش من الكوفة خاف و هرب إلى نجران و كان يستخير من جيش حارثة و يهرب من لقائهم هنا و هنا حتى رجع إلى الشام.

نعم حكى عن ابن أعثم الكوفي أنه لما بلغ بسر إلى أرض اليمامة زحف في عقبه عبيد الله بن عباس في ألف فارس حتى لقيه و حارب معه و قتله.

و قد تعرض عليه السلام في‏ جواب كتاب عقيل‏ لامور:

1- إظهار البسالة من قبل‏ المسلمين‏ في تعقيب المعتدي و ضعفه قبال‏ جيش المسلمين‏ بحيث صار موردا للحملة عند التلاقي مع القرب من غروب الشمس فلم يقدر على المقاومة ليلة واحدة، قال الشارح المعتزلي «ص 149 ج 16 طبع مصر»: و الطفل بالتحريك بعد العصر حين تطفل الشمس للغروب- إلى أن قال-: و قال الراوندي «عند الاياب» عند الزوال و هذا غير صحيح لأن هذا الوقت لا يسمى طفلا، ليقال إن الشمس قد طفلت فيه.

2- أنه لا يتوجه إلى نصرة قريش‏ له و لا يعبأ بمخالفتهم و أنهم كلا يركضون‏ في الضلال‏ و يجولون‏ في الشقاق‏ معه‏ في تيه‏ من الطريق‏ و أنهم أجمعوا على حربه كإجماعهم على حرب رسول الله صلى الله عليه و آله‏ و دعا عليهم بقوله: «جزت قريشا عنى الجوازي» و شكى منهم‏ أنهم قطعوا رحمه و سلبوه سلطان ابن امه، قال الشارح المعتزلي «ص 151 ج 16 ط مصر»: و سلطان ابن امي‏ يعني به الخلافة، و ابن امه هو رسول الله صلى الله عليه و آله‏، لأنهما ابنا فاطمة بنت عمرو بن عمران بن عائذ بن مخزوم ام عبد الله و أبى طالب، و لم يقل سلطان ابن أبي، لأن غير أبي طالب من الأعمام يشتركه في النسب إلى عبد المطلب.

3- أبدى رأيه صريحا في القتال‏ مع‏ المحلين‏ و هم الخارجون من الميثاق‏ و البيعة يعني البغاة و المخالفين مع الإمام المفترض الطاعة، و يقال لكل من خرج عن الإسلام أو حارب في الحرم أو في الأشهر الحرم: محل، و بين أنه لا ينقاد للعتاة و لا يقر بالضيم و لا يعرضه و هن و فتور مهما قل ناصره و كثر أعداؤه.

الترجمة

ترجمه از نامه ‏اى كه بعقيل در باره اعزام قشون به برخى دشمنان نوشته در پاسخ نامه وى:

من قشونى انبوه از مسلمانان را بسوى او گسيل داشتم، و چون اين قشون به وى رسيد براى گريختن كمر را تنگ بربست و با پشيمانى فراوان بدنبال برگشت، قشون به تعقيب او پرداخت و در نيمه راهش دريافت و خورشيد بدامن مغرب سرازير شده بود جنگى ناچيز در ميانه در گرفت و با نبردى اندك كه باندازه ايست ساعتى بود شكست خورده، نيمه جانى با رنج فراوان از معركه بدر برد، چون گلو گير شده بود و جز رمقى بر تن نداشت و بكندى و سختى خود را نجات داد.

ياد قريش را از نهاد بدر كن كه دو سپه بوادى گمراهى مى ‏تازند و در ميدان تفرقه اندازى جولان مى ‏زنند و خود را به گمگاه شقاوت پرتاب مى ‏نمايند، راستى كه همگى تصميم دارند با من پيكار كنند چنانچه همه تصميم داشتند تا با رسول خدا صلى الله عليه و آله پيش از من پيكار كردند، هر گونه كيفر و سزا بر قريش باد كه براستى با من قطع رحم كردند و از من بريدند و خلافت همزاد و پسر مادرم را از من باز گرفتند.

أما اين كه از نظر من در باره جنگ پرسيدى، راستى كه رأى من بر آنست كه با شكننده‏هاى عهد و ميثاق ديانت بجنگم تا بخدا برسم، فزونى مردم در دنبال من براى من عزتى نيفزايد، و جدا شدن آنها از من مايه هراس من نگردد گمان مبر پسر پدرت- و گر چه همه مردمش از دست بدهند و او را تنها بگذارند- زاري و زبوني پيشه سازد و بستم ستمكاران تن در دهد و سست گردد و مهارش را

آرام بدست پيشوائى سپارد و پشت خود را براى را كبى هموار گيرد و خم كند، ولى او چنانست كه شاعر بنى سليم سروده:

اگر پرسى كه چونى راست گويم‏ كه در ريب زمان سخت و شكيبا
نخواهم در رخ من غم ببينى‏ كه دشمن شاد گردد، دوست رسوا

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 35 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 35 صبحی صالح

35- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد بن أبي بكر

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مِصْرَ قَدِ افْتُتِحَتْ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَدِ اسْتُشْهِدَ فَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُهُ وَلَداً نَاصِحاً وَ عَامِلًا كَادِحاً وَ سَيْفاً قَاطِعاً وَ رُكْناً دَافِعاً

وَ قَدْ كُنْتُ حَثَثْتُ النَّاسَ عَلَى لَحَاقِهِ وَ أَمَرْتُهُمْ بِغِيَاثِهِ قَبْلَ الْوَقْعَةِ وَ دَعَوْتُهُمْ سِرّاً وَ جَهْراً وَ عَوْداً وَ بَدْءاً فَمِنْهُمُ الْآتِي كَارِهاً وَ مِنْهُمُ الْمُعْتَلُّ كَاذِباً وَ مِنْهُمُ الْقَاعِدُ خَاذِلًا

أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لِي مِنْهُمْ فَرَجاً عَاجِلًا فَوَاللَّهِ لَوْ لَا طَمَعِي عِنْدَ لِقَائِي عَدُوِّي فِي الشَّهَادَةِ وَ تَوْطِينِي نَفْسِي عَلَى الْمَنِيَّةِ لَأَحْبَبْتُ أَلَّا أَلْقَى مَعَ هَؤُلَاءِ يَوْماً وَاحِداً وَ لَا أَلْتَقِيَ بِهِمْ أَبَداً

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الخامس و الثلاثون و من كتاب له عليه السلام الى عبد الله بن العباس، بعد مقتل محمد بن أبى بكر.

أما بعد، فإن مصر قد افتتحت، و محمد ابن أبي بكر «رحمه الله» قد استشهد، فعند الله نحتسبه ولدا ناصحا، و عاملا كادحا، و سيفا قاطعا، و ركنا دافعا، و قد كنت حثثت الناس على لحاقه، و أمرتهم بغياثه قبل الوقعة، و دعوتهم سرا و جهرا، و عودا و بدءا، فمنهم الاتي كارها، و منهم المعتل كاذبا، و منهم القاعد خاذلا. أسأل الله أن يجعل لي منهم فرجا عاجلا، فوالله لو لا طمعي عند لقائي عدوي في الشهادة، و توطيني نفسي على المنية، لأحببت‏ أن لا أبقى مع هؤلاء يوما واحدا، و لا التقى بهم أبدا.

اللغة

(نحتسبه): يقال: احتسب ولده إذا مات كبيرا، و افترط ولده إذا مات صغيرا، و يقال: احتسبت كذا عند الله أى طلبت به الحسبة بكسر الحاء و هي الأجر (الشهادة): القتل في سبيل الله، و استشهد كأنه استحضر إلى الله (كادحا):مجدا في الأمر، (حنثت): أمرتهم أكيدا.

الاعراب‏

فعند الله: ظرف متعلق بقوله «نحتسبه»، ولدا: بدل من ضمير نحتسبه قال ابن ميثم: و ولدا و عاملا و سيفا و ركنا أحوال، و فيه غموض و الأظهر أن عاملا و ما بعده نعوت لقوله ولدا، الوقعة: اللام فيه للعهد: أي وقعة قتل محمد بن أبي بكر سرا: بدل من المفعول المطلق و هو دعاء و قد حذف.

المعنى‏

بعث‏ عليه السلام‏ بهذا المكتوب‏ إلى عبد الله بن العباس‏ و هو يومئذ عامله على البصرة و هي أيضا ثغر من الثغور الهامة و متاخم للشام من وجه يطمع معاوية في التسلط عليها لكونها ثالث ثلاثة من المعسكرات الإسلامية العظمى، و هى: مصر، و الكوفة، و البصرة.

و يعلم معاوية أن في البصرة اناس يكرهون عليا عليه السلام بعد وقعة الجمل لقتل كثير منهم في هذه الوقعة فلا يخلو صدورهم من حب الانتقام عن علي عليه السلام و قد ولى عليها ابن عباس‏ لشرفه و علمه و اعتماده عليه و كان أحد أركان حكومته و ينبغي إعلامه بما وقع في الحكومة من الامور الهامة و فتح‏ مصر.

و قتل‏ محمد بن أبي بكر من أهم ما وقع في حكومته عليه السلام لأن‏ مصر أحد الأركان الثلاثة في البلاد الإسلامية، و محمد بن أبي بكر من الرجال الأفذاذ و ابن أول الخلفاء في الحكومة الإسلامية، فكان قتله و هتك حرمته من أنكى الرزايا في المجتمع الإسلامي، هذا.

مع الايماء إلى‏ ابن عباس‏ بشدة صولة الأعداء و عدم رعايتهم أى حرمة و أي شخصية ليكون يقظا في حوزة حكومته مدبرا في رد كيد الأعداء، فإن حوزة حكومته و هي البصرة مطمح نظر معاوية و أعوانه الطغاة.

و يتلظى لهبات قلبه الكئيب من خلال سطور هذا الكتاب، فقد أصابه جراحات عميقة لا تندمل من موت الأشتر الذي كان يمينه القاطعة في دفع أعدائه و لم يتسلى عنه حتى ورد عليه خبر فتح‏ مصر و قتل‏ محمد بن أبى بكر الذى يكون قرة عينه في العالم الإسلامي و ناصره المخلص الوحيد من أبناء الخلفاء الماضين فكان إطاعته له عليه السلام حجة قاطعة له تجاه مخالفيه و لعله وصفه في كلامه‏ بالسيف القاطع‏ بهذا الاعتبار و من الوجهة السياسية كتوصيفه بأنه كان‏ ركنا دافعا.

و كان فوت‏ الأشتر و محمد بن أبي بكر نكاية من جهتين:

1- أن الأشتر اغتيل و مات بالسم المدسوس من قبل جواسيس معاوية فعظم فوته عليه حيث إنه لو كان قتل في الحرب كان مصيبته أخف.

2- حيث إن محمدا اخذ و قتل صبرا و احرق جثمانه بأشد الإحراق و أفظعه و لو كان قتل في الحرب و الضرب كان مصابه أخف.

و انضم إلى هذين المصيبتين الكبريين عصيان أصحابه، فصار عليه السلام آيسا من الحكومة على المسلمين و كارها من الحياة حتى‏ يسأل الله الفرج‏ و الخلاص من هذا الأناس، و هل أراد عليه السلام‏ بالفرج العاجل‏ إلا الموت؟؟ فيا لله من مصيبة ما أعظمها و أفجعها.

الترجمة

نامه‏ اى كه پس از كشته سدن محمد بن أبي بكر به عبدالله بن عباس نگاشته:

أما بعد، براستى كه مصر بدست دشمنان گشوده و تصرف شد و محمد بن أبي بكر- كه خدايش رحمت كناد- بدرجه شهادت رسيد، من او را بحساب خدا مى‏ گذارم بحساب فرزندى خير خواه و كارگزارى كوشا و رنج كش، و شمشيرى‏ برنده و گذرا و پشتيبانى در دفع أعداء، من محققا مردم را ترغيب و وادار نمودم كه وى را دريابند و به آنها فرمان دادم تا حادثه واقع نشده بفرياد او برسند، آشكارا و نهان و از آغاز تا انجام از آنها دعوت كردم.

يك دسته بنا خواه حاضر شدند و يك دسته آنها عذرهاى دروغين آوردند و يك دسته‏ شان تقاعد كردند و ترك يارى نمودند.

من از خدا خواهانم كه راه خلاص نزديكى از دست اين مردم برايم مقرر سازد، بخدا سوگند اگر اين آرزو نبودم كه در برخورد با دشمن سعادت شهادت يابم و عزم بر مرگ نداشتم دوست داشتم يك روز هم با اين مردم بسر نبرم و هرگز با آنها روى در رو نشوم.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 34 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 34 صبحی صالح

34- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر عن مصر، ثم توفي الأشتر في توجهه إلى هناك

قبل وصوله إليها

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي مَوْجِدَتُكَ مِنْ تَسْرِيحِ الْأَشْتَرِ إِلَى عَمَلِكَ وَ إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ اسْتِبْطَاءً لَكَ فِي الْجَهْدَ وَ لَا ازْدِيَاداً لَكَ فِي الْجِدِّ وَ لَوْ نَزَعْتُ مَا تَحْتَ يَدِكَ مِنْ سُلْطَانِكَ لَوَلَّيْتُكَ مَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكَ مَئُونَةً وَ أَعْجَبُ إِلَيْكَ وِلَايَةً

إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي كُنْتُ وَلَّيْتُهُ أَمْرَ مِصْرَ كَانَ رَجُلًا لَنَا نَاصِحاً وَ عَلَى عَدُوِّنَا شَدِيداً نَاقِماً فَرَحِمَهُ اللَّهُ فَلَقَدِ اسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ وَ لَاقَى‏ حِمَامَهُ وَ نَحْنُ عَنْهُ رَاضُونَ أَوْلَاهُ اللَّهُ رِضْوَانَهُ وَ ضَاعَفَ الثَّوَابَ لَهُ

فَأَصْحِرْ لِعَدُوِّكَ وَ امْضِ عَلَى بَصِيرَتِكَ وَ شَمِّرْ لِحَرْبِ مَنْ حَارَبَكَ وَ ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ وَ أَكْثِرِ الِاسْتِعَانَةَ بِاللَّهِ يَكْفِكَ مَا أَهَمَّكَ وَ يُعِنْكَ عَلَى مَا يُنْزِلُ بِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الرابع و الثلاثون و من كتاب له عليه السلام الى محمد بن أبى بكر لما بلغه توجده من عزله بالاشتر عن مصر، ثم توفى الاشتر في توجهه الى مصر قبل وصوله اليها

أما بعد، فقد بلغني موجدتك من تسريح الأشتر إلى عملك، و إني لم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهد، و لا ازديادا في الجد، و لو نزعت ما تحت يدك من سلطانك لوليتك ما هو أيسر عليك مئونة، و أعجب إليك ولاية. إن الرجل الذي كنت وليته أمر مصر كان رجلا لنا ناصحا، و على عدونا شديدا ناقما، فرحمه الله فلقد استكمل أيامه، و لاقى حمامه، و نحن عنه راضون، أولاه الله رضوانه، و ضاعف الثواب له، فأصحر لعدوك، و أمض على بصيرتك، و شمر لحرب من‏ حاربك، و ادع إلى سبيل ربك، و أكثر الاستعانة بالله يكفك ما أهمك، و يعنك على ما نزل بك، إن شاء الله.

اللغة

(الموجدة): الغضب و الحزن، وجدت على فلان موجدة، (التسريح):

الإرسال، (الجهد): الطاقة، و من رواها الجهد بالفتح فهو من قولهم أجهد جهدك في كذا أى أبلغ الغاية، (ناقما): من نقمت على فلان كذا إذا أنكرته عليه و كرهته منه، (الحمام): الموت، (أصحر له): أخرج له إلى الصحراء و أبرز له من أصحر الأسد من خيسه إذا خرج إلى الصحراء، (شمر) فلان للحرب: أخذ لها اهبتها.

الاعراب‏

من تسريح: للتعليل، استبطاء: مفعول له، لنا: ظرف مستقر أى ثابتا لنا و تعلقه بقوله «ناصحا» فيه غموض، أولاه الله: جملة دعائية، يكفك مجزوم في جواب الأمر.

المعنى‏

مصر بلدة عامرة ضمت إلى حكومة علي عليه السلام بعد تصديه للحكومة، و هى بلدة هامة من أعظم ثغور الإسلام كما أشار إليه‏ عليه السلام‏ في مكتوب‏ له إلى محمد بن أبى بكر بعد ما ولاه على‏ مصر: «ثم اعلم يا محمد إنى وليتك أعظم أجنادي أهل مصر و إذ وليتك ما وليتك من أمر الناس فإنك محقوق أن تخاف فيه على نفسك».

و لما كان مصر مجاورة للشام و يمد إليها الأعناق لكثرة خيراتها كانت أحد مراكز دعاة معاوية و جواسيسه و سكن فيه جمع من شيعة عثمان، و لما ورد محمد ابن أبى بكر فيها واليا تخلفوا عنها و لا يقدر على إخضاعهم فاختار علي عليه السلام‏ مالك‏ الأشتر و عهد له على‏ مصر لقوته و منعته، و لما اطلع‏ محمد بن أبي بكر على ذلك شق عليه تبديله‏ بالأشتر لمكانته من أبي بكر و قريش، و لكن الأشتر لم يصل‏ إلى مصر و اغتيل في الطريق فكتب‏ عليه السلام‏ هذا الكتاب إلى محمد بن أبي بكر كاعتذار مما بلغه‏ و إعلام لوفاة الأشتر و تثبيت ولايته على مصر مشيرا إلى أن الولاية على مصر شاق و معرض للخطر، و مؤكدا على التيقظ و الاستعداد لمقابلة ما يجرى في مصر من المكائد.

قال الشارح المعتزلي (ص 142 ج 16 ط مصر): ام محمد رحمه الله أسماء بنت عميس الخثعمية و هى اخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و آله و اخت لبابة ام الفضل و عبد الله زوج العباس بن عبد المطلب، و كانت من المهاجرات إلى أرض الحبشة، و هي إذ ذاك تحت جعفر بن أبي طالب عليه السلام، فولد له هناك محمد بن جعفر و عبد الله و عونا، ثم هاجرت معه إلى المدينة، فلما قتل جعفر يوم موتة تزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبى بكر هذا، ثم مات عنها فزوجها علي عليه السلام، و ولدت له يحيى بن علي، لا خلاف في ذلك- إلى أن قال-: و قد روى أن أسماء كانت تحت حمزة بن عبد المطلب، فولدت له بنتا تسمى أمة الله- و قيل أمامة- و محمد بن أبى بكر ممن ولد في عصر رسول الله صلى الله عليه و آله- إلى أن قال-: ثم كان في حجر علي عليه السلام و قتل بمصر، و كان علي عليه السلام يثني عليه و يقرظه و يفضله، و كان لمحمد رحمه الله عبادة و اجتهاد، و كان ممن حضر عثمان و دخل عليه.

الترجمة

نامه ‏اى كه بمحمد بن أبي بكر نوشت، چون به آن حضرت گزارش رسيد كه محمد از عزل خود بوسيله جاى گزينى مالك اشتر ناراحت و اندوهگين شده، سپس أشتر پيش از رسيدن به مصر در راه مصر وفات كرد.

أما بعد بمن رسيده كه از گسيل داشتن اشتر بكار گزارى در جاى تو غمنده و ناراحت شدى، من اين كار را براى آن نكردم كه تو در كوشش و تلاش در كار خود كندى و مسامحه دارى، و نه اين كه خواسته باشم تو را در كوشش بيشتر نسبت بكار گزاريت وادار كرده باشم، و اگر هم آن حكومت كه داشتى از دستت‏ مى‏ گرفتم تو را حكومتى مى ‏دادم كه اداره آن آسان‏تر باشد و در چشم تو خوش‏تر جلوه كند.

راستى آن مردى كه من كار حكومت مصر را بدو واگزار كردم، مردى بود كه از ما بود، خير خواه بود و نسبت بدشمنان ما سخت گير و دلير بود، و خرده گير و بدخواه، خدايش رحمت كند كه روزگار عمر خود را بسر آورد و در گذشت، ما از او خوشنوديم، خداوندش مشمول رضايت خود سازد و ثوابش را دو چندان كند.

بايدت از خانه بدرآئى و در بيابانها بدشمن بتازى، و با بينائى دنبال وظيفه خود بروى، و با هر كه بجنگ تو آيد مردانه بجنگى، و پر از خدا يارى جوئى تا مهم تو را كفايت كند و تو را در گرفتارى يارى نمايد، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 33 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 33 صبحی صالح

33- و من كتاب له ( عليه‏ السلام  ) إلى قثم بن العباس و هو عامله على مكة

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَيْنِي بِالْمَغْرِبِ كَتَبَ إِلَيَّ يُعْلِمُنِي أَنَّهُ‏ وُجِّهَ إِلَى الْمَوْسِمِ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ الْعُمْيِ الْقُلُوبِ الصُّمِّ الْأَسْمَاعِ الْكُمْهِ الْأَبْصَارِ

الَّذِينَ يَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ يُطِيعُونَ الْمَخْلُوقَ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ وَ يَحْتَلِبُونَ الدُّنْيَا دَرَّهَا بِالدِّينِ وَ يَشْتَرُونَ عَاجِلَهَا بِآجِلِ الْأَبْرَارِ الْمُتَّقِينَ وَ لَنْ يَفُوزَ بِالْخَيْرِ إِلَّا عَامِلُهُ وَ لَا يُجْزَى جَزَاءَ الشَّرِّ إِلَّا فَاعِلُهُ

فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ قِيَامَ الْحَازِمِ الصَّلِيبِ وَ النَّاصِحِ اللَّبِيبِ التَّابِعِ لِسُلْطَانِهِ الْمُطِيعِ لِإِمَامِهِ وَ إِيَّاكَ وَ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ وَ لَا تَكُنْ عِنْدَ النَّعْمَاءِ بَطِراً وَ لَا عِنْدَ الْبَأْسَاءِ فَشِلًا وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الثالث و الثلاثون و من كتاب له عليه السلام الى قثم بن العباس و هو عامله على مكة:

أما بعد، فإن عيني بالمغرب كتب إلى يعلمني أنه وجه إلى الموسم أناس من أهل الشام، العمى القلوب، الصم الأسماع، الكمه الأبصار، الذين يلتمسون الحق بالباطل، و يطيعون المخلوق في معصية الخالق، و يحتلبون الدنيا درها بالدين، و يشترون عاجلها باجل الابرار المتقين، و لن يفوز بالخير إلا عامله، و لا يجزى جزاء الشر إلا فاعله، فأقم على ما في يديك قيام الحازم الصليب، و الناصح اللبيب، التابع لسلطانه، المطيع لإمامه، و إياك و ما يعتذر منه، و لا تكن عند النعماء بطرا، و لا عند البأساء فشلا، و السلام.

اللغة

(العين): الجاسوس، (المغرب): الشام لأنه في مغرب كوفة و مكة، (الموسم): موقع أداء الحج و مجمع الحجاج في مكة المكرمة، (العمى) جمع أعمى: من لا يبصر، (الصم): جمع أصم، (الكمه): جمع الأكمه: الأعمى خلقة، (البطر): شدة الفرح و كثرة النشاط، (البأساء): الشدة و لا أفعل له لأنه اسم غير صفة، (الفشل): الجبن و الضعف.

الاعراب‏

بالمغرب: متعلق بالعين لما فيه من معنى الوصفية و جملة كتب إلى خبره العمى القلوب: من إضافة الصفة إلى معموله و الاضافة لفظية و لا مانع من دخول أل على المضاف و كذا ما بعده، درها: بدل اشتمال من الدنيا.

المع‏نى‏

قثم بن عباس‏ بن عبد المطلب من الموالين لعلى‏ عليه السلام‏ ولاه‏ على مكة المكرمة بعد عزل أبا قتادة الأنصاري عنها، و لم يزل واليا عليها حتى قتل علي عليه السلام، حكى عن ابن عبد البر أن‏ قثم‏ استشهد بسمرقند، كان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية فقتل بها، قيل: و كان‏ قثم‏ يشبه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

قال الشارح المعتزلي في (ص 138 ج 16 ط مصر): كان معاوية قد بعث إلى مكة دعاة فى السر يدعون إلى طاعته و يثبطون العرب عن نصرة أمير المؤمنين و يوقعون في أنفسهم أنه إما قاتل لعثمان أو خاذل، و إن الخلافة لا تصلح فيمن قتل أو خذل، و ينشرون عندهم محاسن معاوية بزعمهم و أخلاقه و سيرته، فكتب أمير المؤمنين‏ عليه السلام‏ هذا الكتاب إلى عامله بمكة ينبهه على ذلك ليعتمد فيه بما تقتضيه السياسة و لم يصرح في هذا الكتاب بماذا يأمره أن يفعل إذا ظفر بهم.

أقول: لعل ذلك قد كان و لكن لا يلائم ما ذكره ما يستفاد من هذا الكتاب فانه صادر باعتبار موسم الحج و اجتماع الحجاج في مكة من كل صقع من الأصقاع‏  الاسلامية، و الموقف يقتضى القيام بعمل جهري للملأ لا القيام بأمر سري و قد ورد في شأن صدور هذا الكتاب أن معاوية بعث يزيد بن شجرة أميرا على ثلاثة آلاف جندي مجرب و أمره بزحفه إلى مكة جهارا و إقامته الحج للناس من قبله و إخراجه و الي أمير المؤمنين من مكة و أخذه البيعة له عن الحاضرين في مكة المكرمة و لكن شرط عليه أن يكون كل ذلك من دون حرب و إراقة دم في الحرم، و لما ورد جيش يزيد بن شجرة الجحفة و اطلع قثم على ذلك عزم الهرب من مكة و الالتجاء بالجبال، فمنعه الصحابي الكبير أبو سعيد الخدري فورد يزيد بن شجرة مكة و نزل بمنى و طلب أبا سعيد و أخبره أنه لا يريد حربا و أن الأمير قثم لا يرضى بامامته للحاج و لا أرضاه و اقترح أن يختار الناس رجلا ثالثا يؤم الفريقين، فاستشاروا و توافقوا على إمامة شيبة بن عثمان العبدي، فأقام لهم الحج و صلى بالفريقين و لم يقع حرب بينهما، و خرج يزيد بعد الحج بجمعه عن مكة المكرمة.و هذا ألصق بما كتبه‏ عليه السلام إلى قثم بن العباس‏ في هذا المقام.

و قوله عليه السلام: (يحتلبون الدنيا درها بالدين) توصيف لأتباع معاوية و إشعار بعدم اعتقادهم بالدين و إنما يظهرون شعائر الدين ليحتلبون بها متاع الدنيا و يجعلونها وسيلة لأغراضهم المادية الخسيسة.

الترجمة

نامه آن حضرت بقثم بن عباس كه كارگزار او بود در مكه معظمه:

أما بعد براستى كه ديده بان من در مغرب بمن نامه ‏اى نوشته و بمن گزارش داده كه جمعى از مردم شام براى موسم انجام حج بمكه فرستاده شدند، مردمى كوردل كه نه گوش شنوا دارند و نه ديده بينا، مردمى كه حق را بباطل در آميزند و آنرا وسيله مقاصد پوچ خود سازند، مردمى كه در فرمانبردن از مخلوق نافرمانى آفريدگار را دارند، و پستان دنيا را بوسيله اظهار دين بدوشند، و دين را وسيله‏ دريافت آرمانهاى دنياى خود سازند، و سرانجام سعادت با نيكان پرهيزكار را بدنياى فانى بفروشند، هرگز بسرانجام نيك نرسد مگر نيكوكار، و سزاى بدكردارى را نكشد مگر بدكار و شرانگيز.

تو بر آنچه در دست دارى از كار گزارى مكه با كمال حزم و پايدارى ايستادگى كن و مردى باش خير انديش و خردمند كه پيرو حاكم خويش است و فرمانبر از پيشواى خود، مبادا مرتكب خلافى شوى كه نياز بپوزش داشته باشد و بر أثر دست يافتن بنعمتهاى خداوند خوشگذرانى پيشه مكن، و در موقع سختى و گرفتارى سستى از خود نشان مده.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 32 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 32 صبحی صالح

32- و من كتاب له ( عليه‏ السلام  ) إلى معاوية

وَ أَرْدَيْتَ جِيلًا مِنَ النَّاسِ كَثِيراً خَدَعْتَهُمْ بِغَيِّكَ وَ أَلْقَيْتَهُمْ فِي مَوْجِ بَحْرِكَ تَغْشَاهُمُ الظُّلُمَاتُ وَ تَتَلَاطَمُ بِهِمُ الشُّبُهَاتُ

فَجَازُوا عَنْ وِجْهَتِهِمْ وَ نَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ وَ تَوَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ وَ عَوَّلُوا عَلَى أَحْسَابِهِمْ إِلَّا مَنْ فَاءَ مِنْ أَهْلِ الْبَصَائِرِ

فَإِنَّهُمْ فَارَقُوكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِكَ وَ هَرَبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ مُوَازَرَتِكَ إِذْ حَمَلْتَهُمْ عَلَى الصَّعْبِ وَ عَدَلْتَ بِهِمْ عَنِ الْقَصْدِ

فَاتَّقِ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةُ فِي نَفْسِكَ وَ جَاذِبِ الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ فَإِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ عَنْكَ وَ الْآخِرَةَ قَرِيبَةٌ مِنْكَ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الثاني و الثلاثون من كتاب له عليه السلام الى معاوية

و أرديت جيلا من الناس كثيرا: خدعتهم بغيك، و ألقيتهم في موج بحرك، تغشاهم الظلمات، و تتلاطم بهم الشبهات، فجازوا عن وجهتهم، و نكصوا على أعقابهم، و تولوا على أدبارهم و عولوا على أحسابهم إلا من فاء من أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك، و هربوا إلى الله من موازرتك، إذ حملتهم على الصعب، و عدلت بهم عن القصد، فاتق الله يا معاوية في نفسك و جاذب الشيطان قيادك، فإن الدنيا منقطعة عنك، و الاخرة قريبة منك، و السلام.

و أول هذا الكتاب‏

من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد: فان الدنيا دار تجارة، و ربحها أو خسرها الاخرة، فالسعيد من كانت بضاعته فيها الأعمال الصالحة، و من رأى الدنيا بعينها، و قدرها بقدرها، و إني لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه، و لكن الله تعالى أخذ على العلماء أن يؤدوا الأمانة، و أن ينصحوا الغوي و الرشيد، فاتق الله، و لا تكن ممن لا يرجو الله وقارا، و من حقت عليه كلمة العذاب، فإن الله بالمرصاد، و إن دنياك مستدبر عنك، و ستعود حسرة عليك، فاقلع عما أنت عليه من الغي و الضلال، على كبر سنك، و فناء عمرك، فان حالك اليوم كحال الثوب المهيل الذي لا يصلح من جانب إلا فسد من آخر، و قد أرديت جيلا، إلخ.

اللغة

(أرديت): اوقعت في الهلاك و الضلالة، (جيلا): الجيل من الناس:

الصنف منهم فالترك جيل و الروم جيل و الهند جيل، (نكصوا): أى انقلبوا (قياد): حبل يقاد به البعير و نحوه، (المهيل) المتداعى في التمزق و منه رمل مهيل أى ينهال و يسيل (عول) على كذا، اعتمد عليه (فاء): رجع (المؤازرة): المعاونة.

الاعراب‏

كثيرا: صفة للجيل و يدل على متابعة شعوب كثيرة لمعاوية في حرب علي عليه السلام كاقباط الشام و يهود من القاطنين فيها و غيرهم و غرضهم اشعال الحرب بين المسلمين و تضعيف الدين ليحصلوا حريتهم في أديانهم، تغشاهم الظلمات: فعلية حالية، قيادك: مفعول ثان لقوله «جاذب» و لا يتعدى باب المفاعلة إلى مفعولين على الاصول و يمكن ان يكون منصوبا على التميز فتدبر.

المعنى‏

تعرض‏ عليه السلام‏ في‏ كتابه‏ هذا لوعظ معاوية اتماما للحجة عليه و وفاء بما في‏ ذمته من إرشاد الناس‏ و توضيح الحق لهم ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة.

و نبه‏ معاوية على أن ما ارتكبه من الخلاف أمر يرجع إلى إضلال‏ كثير من الناس‏ و لا تدارك له إلا برجوعه إلى الحق و إعلامه ضلالته ليرجع عنها من وقع فيه بغيه و تلبيسه مع إشارته إلى أنه لا يتعظ بمواعظه حيث يقول في صدر الكتاب «و إني لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه- إلخ» و مقصوده إعلام حاله على سائر المسلمين لئلا يقعوا في حبل ضلالته و خدعوا بالقاء شبهاته.

و قد نقل الشارح المعتزلي «ص 133 ج 16 ط مصر»: بعد نقل صدر كتابه عن أبي الحسن علي بن محمد المدائنى مكاتبات عدة بعد هذا الكتاب بين علي عليه السلام و معاوية تحتوى على جمل شديدة اللحن يبين فيها على عليه السلام ما عليه معاوية من الغي و الضلالة و الخدعة و الجهالة، فيرد عليه معاوية بما يفترى على علي عليه السلام من الأباطيل و الأضاليل مقرونا بالوعيد و التهديد، ثم يقول في «ص 136»:

قلت: و أعجب و أطرب ما جاء به الدهر … يفضى أمر علي عليه السلام إلى أن يصير معاوية ندا له و نظيرا مماثلا، يتعارضان الكتاب و الجواب- إلى أن قال: ثم أقول ثانيا لأمير المؤمنين عليه السلام: ليت شعرى لما ذا فتح باب الكتاب و الجواب بينه و بين معاوية؟ و إذا كانت الضرورة قد قادت إلى ذلك، فهلا اقتصر في الكتاب إليه على الموعظة من غير تعرض للمفاخرة و المنافرة، و إذا كانت لا بد منهما فهلا اكتفى بهما من غير تعرض لأمر آخر يوجب المقابلة و المعارضة بمثله، و بأشد منه «و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم» و هلا دفع هذا الرجل العظيم الجليل نفسه عن سباب هذا السفيه الأحمق» ثم جر الكلام إلى ابتداء علي عليه السلام بلعن معاوية في القنوت مع عمرو بن العاص و أبي موسى و غيرهم، فقابله معاوية بلعنه مع أولاده و مع جمع من أخصاء أصحابه.

أقول: ظاهر كلامه تأسف مع اعتراض شديد أو اعتراض مقرون بتأسف‏ عميق، و يشدد اعتراضه عليه استدلاله بالاية الشريفة، و فحوى كلامه أن عمله عليه السلام مخالف لمفاد الاية، و هذا جرئة عليه عليه السلام، و غرضه تنديده بمقام عصمته و امامته و الجواب أن لعن أعداء الله و الدعاء عليهم منصوص في القرآن في غير واحد من الايات.

كقوله عز من قائل: «تبت يدا أبي لهب و تب‏» و قوله عز من قائل: «لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون‏: 79- المائدة».

مضافا إلى أن ما يندرج في كتب علي عليه السلام بيان للحقيقة من أحوال معاوية و المقصود كشف الحقيقة لعموم الناس حتى لا يضلوا بتضليلاته و لا ينخدعوا بخدعه و تسويلاته.

و مفاد الاية التي استدل بها النهى عن سب الالهة و لعل وجهه أن الالهة غير مستحقين للسب لأنهم أجسام غير شاعرة يعبدون بغير إرادتهم و مستحق الملامة و السب عبادهم الذين يصنعونهم و يعبدونهم، مع أن الاية نزلت حين ضعف المسلمين و حين الهدنة لأنها مكية من سورة الأنعام.

قال في مجمع البيان: «لا تسبوا الذين يدعون من دون الله‏» أي لا تخرجوا من دعوة الكفار و محاجتهم إلى أن تسبوا ما يعبدونه من دون الله فان ذلك ليس من الحجاج في شي‏ء «فيسبوا الله عدوا بغير علم‏» و أنتم اليوم غير قادرين على معاقبتهم بما يستحقون لأن الدار دارهم و لم يؤذن لكم في القتال.

الترجمة

دسته‏ هاى بسيارى از مردم را بنابودى كشاندى، بگمراهى خود آنان را فريفتى و در امواج تاريك وجود خود افكندى، و پرده‏هاى تاريك وجود تو آنها را فرو گرفت، و شبهه‏ ها كه ساختى و پرداختى آنانرا درهم پيچيد، تا از پيشاهنگى خود در گذشتند و بروى پاشنه پاى خود سرنگون گشتند، و روى بر پشت دادند و از حق برگشتند، بخاندان و تبار خويش تكيه كردند و از دين خدا برگشتند،

جز آنانكه از مردمان بينا و هشيار روى از تو برتافتند و پس از اين كه تو را شناختند از تو جدا شدند و بسوى خدا گريزان باز گشتند و از يارى با تو سر باز زدند، چون كه آنان را بكوهستانى سخت مى ‏بردى و از راه هموار و درست بدر مى ‏كردى، أى معاويه براى خاطر خود از خداوند بپرهيز و مهار خود را كه بدست شيطان دادى و آنرا مى‏ كشد خود بدست گير و بسوى حق بكش زيرا كه دنيا بناخواه از تو بريده مى ‏شود و آخرت بتو نزديكست و بناخواه مى‏ رسد، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 31 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )وصیت

نامه 31 صبحی صالح

31- و من وصية له ( عليه ‏السلام  ) للحسن بن علي ( عليهماالسلام  ) كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين‏

مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ الْمُسْتَسْلِمِ لِلدُّنْيَا السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتَى وَ الظَّاعِنِ عَنْهَا غَداً إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لَا يُدْرِكُ السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ

غَرَضِ الْأَسْقَامِ وَ رَهِينَةِ الْأَيَّامِ وَ رَمِيَّةِ الْمَصَائِبِ وَ عَبْدِ الدُّنْيَا وَ تَاجِرِ الْغُرُورِ وَ غَرِيمِ الْمَنَايَا وَ أَسِيرِ الْمَوْتِ وَ حَلِيفِ الْهُمُومِ وَ قَرِينِ الْأَحْزَانِ وَ نُصُبِ الْآفَاتِ وَ صَرِيعِ الشَّهَوَاتِ وَ خَلِيفَةِ الْأَمْوَاتِ

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فِيمَا تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي وَ جُمُوحِ الدَّهْرِ عَلَيَّ وَ إِقْبَالِ الْآخِرَةِ إِلَيَّ مَا يَزَعُنِي عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ وَ الِاهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِي غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِي

فَصَدَفَنِي رَأْيِي وَ صَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ وَ صَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لَا يَكُونُ فِيهِ لَعِبٌ وَ صِدْقٍ لَا يَشُوبُهُ كَذِبٌ

وَ وَجَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي وَ كَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي فَعَنَانِي‏

مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي مُسْتَظْهِراً بِهِ إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ

فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ أَيْ بُنَيَّ وَ لُزُومِ أَمْرِهِ وَ عِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ وَ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ وَ أَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ

أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ وَ أَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ وَ قَوِّهِ بِالْيَقِينِ وَ نَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ وَ ذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَ قَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ وَ بَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا

وَ حَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَ فُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ وَ اعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ وَ ذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ

وَ سِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَ آثَارِهِمْ فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وَ عَمَّا انْتَقَلُوا وَ أَيْنَ حَلُّوا وَ نَزَلُوا فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأَحِبَّةِ وَ حَلُّوا دِيَارَ الْغُرْبَةِ وَ كَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ

فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ وَ لَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ وَ دَعِ الْقَوْلَ فِيمَا لَا تَعْرِفُ وَ الْخِطَابَ فِيمَا لَمْ تُكَلَّفْ وَ أَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَتَهُ فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلَالِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْأَهْوَالِ

وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ وَ أَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ وَ لِسَانِكَ وَ بَايِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ وَ جَاهِدْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ لَا تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ   لَوْمَةُ لَائِمٍ وَ خُضِ الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ

وَ تَفَقَّهْ فِي الدِّينِ وَ عَوِّدْ نَفْسَكَ التَّصَبُّرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ وَ نِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِي الْحَقِّ

وَ أَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ وَ مَانِعٍ عَزِيزٍ وَ أَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَ الْحِرْمَانَ وَ أَكْثِرِ الِاسْتِخَارَةَ وَ تَفَهَّمْ وَصِيَّتِي وَ لَا تَذْهَبَنَّ عَنْكَ صَفْحاً فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ

وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ

أَيْ بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً وَ رَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ وَ أَوْرَدْتُ خِصَالًا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بِي أَجَلِي دُونَ أَنْ أُفْضِيَ إِلَيْكَ بِمَا فِي نَفْسِي

أَوْ أَنْ أُنْقَصَ فِي رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ فِي جِسْمِي أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَى وَ فِتَنِ الدُّنْيَا فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ النَّفُورِ وَ إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالْأَرْضِ الْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْ‏ءٍ قَبِلَتْهُ

فَبَادَرْتُكَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ وَ يَشْتَغِلَ لُبُّكَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ مِنَ الْأَمْرِ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْيَتَهُ وَ تَجْرِبَتَهُ فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ وَ عُوفِيتَ مِنْ عِلَاجِ التَّجْرِبَةِ

فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيهِ وَ اسْتَبَانَ لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْهُ

أَيْ بُنَيَّ إِنِّي وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي فَقَدْ نَظَرْتُ‏ فِي أَعْمَالِهِمْ وَ فَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ وَ سِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ

فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِهِ وَ نَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ نَخِيلَهُ وَ تَوَخَّيْتُ لَكَ جَمِيلَهُ وَ صَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ

وَ رَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفِيقَ وَ أَجْمَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَبِكَ

أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَ أَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ وَ مُقْتَبَلُ الدَّهْرِ ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةٍ وَ نَفْسٍ صَافِيَةٍ وَ أَنْ أَبْتَدِئَكَ بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَأْوِيلِهِ وَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَ أَحْكَامِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ لَا أُجَاوِزُ ذَلِكَ بِكَ إِلَى غَيْرِهِ

ثُمَّ أَشْفَقْتُ أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ مِثْلَ الَّذِي الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ فَكَانَ إِحْكَامُ ذَلِكَ عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِيهِكَ لَهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلَامِكَ إِلَى أَمْرٍ لَا آمَنُ عَلَيْكَ بِهِ الْهَلَكَةَ

وَ رَجَوْتُ أَنْ يُوَفِّقَكَ اللَّهُ فِيهِ لِرُشْدِكَ وَ أَنْ يَهْدِيَكَ لِقَصْدِكَ فَعَهِدْتُ إِلَيْكَ وَصِيَّتِي هَذِهِ

وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللَّهِ وَ الِاقْتِصَارُ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ الْأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْهِ الْأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ وَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ

فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ وَ فَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِكَ إِلَى الْأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا وَ الْإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا

فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّمٍ وَ تَعَلُّمٍ لَا بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ وَ عُلَقِ الْخُصُومَاتِ

وَ ابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذَلِكَ بِالِاسْتِعَانَةِ بِإِلَهِكَ وَ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي تَوْفِيقِكَ وَ تَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍ أَوْلَجَتْكَ فِي شُبْهَةٍ أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَى ضَلَالَةٍ

فَإِنْ أَيْقَنْتَ أَنْ قَدْ صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ وَ تَمَّ رَأْيُكَ فَاجْتَمَعَ وَ كَانَ هَمُّكَ فِي ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً فَانْظُرْ فِيمَا فَسَّرْتُ لَكَ

وَ إِنْ لَمْ يَجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ وَ فَرَاغِ نَظَرِكَ وَ فِكْرِكَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ وَ تَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ وَ لَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ وَ الْإِمْسَاكُ عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ

فَتَفَهَّمْ يَا بُنَيَّ وَصِيَّتِي وَ اعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ وَ أَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِيتُ وَ أَنَّ الْمُفْنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ وَ أَنَّ الْمُبْتَلِيَ هُوَ الْمُعَافِي

وَ أَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلَّا عَلَى مَا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النَّعْمَاءِ وَ الِابْتِلَاءِ وَ الْجَزَاءِ فِي الْمَعَادِ أَوْ مَا شَاءَ مِمَّا لَا تَعْلَمُ

فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْ‏ءٌ مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ عَلَى جَهَالَتِكَ فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَا خُلِقْتَ بِهِ جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ وَ مَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الْأَمْرِ وَ يَتَحَيَّرُ فِيهِ رَأْيُكَ وَ يَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ

فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي‏ خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوَّاكَ وَ لْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ وَ إِلَيْهِ رَغْبَتُكَ وَ مِنْهُ شَفَقَتُكَ

وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ الرَّسُولُ ( صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله  )فَارْضَ بِهِ رَائِداً وَ إِلَى النَّجَاةِ قَائِداً فَإِنِّي لَمْ آلُكَ نَصِيحَةً وَ إِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي النَّظَرِ لِنَفْسِكَ وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ:

وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّهُ لَوْ كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لَأَتَتْكَ رُسُلُهُ وَ لَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِهِ وَ سُلْطَانِهِ وَ لَعَرَفْتَ أَفْعَالَهُ وَ صِفَاتِهِ وَ لَكِنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ لَا يُضَادُّهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ وَ لَا يَزُولُ أَبَداً وَ لَمْ يَزَلْ

أَوَّلٌ قَبْلَ الْأَشْيَاءِ بِلَا أَوَّلِيَّةٍ وَ آخِرٌ بَعْدَ الْأَشْيَاءِ بِلَا نِهَايَةٍ عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُهُ بِإِحَاطَةِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ

فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَافْعَلْ كَمَا يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَهُ فِي صِغَرِ خَطَرِهِ وَ قِلَّةِ مَقْدِرَتِهِ وَ كَثْرَةِ عَجْزِهِ و عَظِيمِ حَاجَتِهِ إِلَى رَبِّهِ فِي طَلَبِ طَاعَتِهِ وَ الْخَشْيَةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَ الشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْمُرْكَ إِلَّا بِحَسَنٍ وَ لَمْ يَنْهَكَ إِلَّا عَنْ قَبِيحٍ:

يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكَ عَنِ الدُّنْيَا وَ حَالِهَا وَ زَوَالِهَا وَ انْتِقَالِهَا وَ أَنْبَأْتُكَ عَنِ الْآخِرَةِ وَ مَا أُعِدَّ لِأَهْلِهَا فِيهَا وَ ضَرَبْتُ لَكَ فِيهِمَا الْأَمْثَالَ لِتَعْتَبِرَ بِهَا وَ تَحْذُوَ عَلَيْهَا

إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَبَا بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِيبٌ فَأَمُّوا مَنْزِلًا خَصِيباً وَ جَنَاباً مَرِيعاً فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ الطَّرِيقِ وَ فِرَاقَ الصَّدِيقِ وَ خُشُونَةَ السَّفَرِ وَ جُشُوبَةَ المَطْعَمِ لِيَأْتُوا سَعَةَ دَارِهِمْ وَ مَنْزِلَ قَرَارِهِمْ

فَلَيْسَ يَجِدُونَ لِشَيْ‏ءٍ مِنْ ذَلِكَ أَلَماً وَ لَا يَرَوْنَ نَفَقَةً فِيهِ مَغْرَماً وَ لَا شَيْ‏ءَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ وَ أَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلَّتِهِمْ

وَ مَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِيبٍ فَنَبَا بِهِمْ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِيبٍ فَلَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِمْ وَ لَا أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ مِنْ مُفَارَقَةِ مَا كَانُوا فِيهِ إِلَى مَا يَهْجُمُونَ عَلَيْهِ وَ يَصِيرُونَ إِلَيْهِ

يَا بُنَيَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ غَيْرِكَ فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا وَ لَا تَظْلِمْ كَمَا لَا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَ أَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَ اسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ

وَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ وَ إِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِعْجَابَ ضِدُّ الصَّوَابِ وَ آفَةُ الْأَلْبَابِ فَاسْعَ فِي كَدْحِكَ وَ لَا تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ وَ إِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ:

وَ اعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ طَرِيقاً ذَا مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ وَ مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ وَ أَنَّهُ لَا غِنَى بِكَ فِيهِ عَنْ حُسْنِ الِارْتِيَادِ وَ قَدْرِ بَلَاغِكَ مِنَ الزَّادِ مَعَ خِفَّةِ الظَّهْرِ فَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَى ظَهْرِكَ فَوْقَ طَاقَتِكَ فَيَكُونَ ثِقْلُ ذَلِكَ وَبَالًا عَلَيْكَ

وَ إِذَا وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ مَنْ يَحْمِلُ لَكَ زَادَكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيُوَافِيكَ بِهِ غَداً حَيْثُ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَاغْتَنِمْهُ وَ حَمِّلْهُ إِيَّاهُ وَ أَكْثِرْ مِنْ تَزْوِيدِهِ وَ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُهُ فَلَا تَجِدُهُ

وَ اغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَكَ فِي حَالِ غِنَاكَ لِيَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَكَ فِي يَوْمِ عُسْرَتِكَ

وَ اعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كَئُوداً الْمُخِفُّ فِيهَا أَحْسَنُ حَالًا مِنَ الْمُثْقِلِ وَ الْمُبْطِئُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ حَالًا مِنَ الْمُسْرِعِ وَ أَنَّ مَهْبِطَكَ بِهَا لَا مَحَالَةَ إِمَّا عَلَى جَنَّةٍ أَوْ عَلَى نَارٍ

فَارْتَدْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ نُزُولِكَ وَ وَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ فَلَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ وَ لَا إِلَى الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ

وَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلَ لَكَ بِالْإِجَابَةِ وَ أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ وَ تَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ‏

وَ لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ وَ لَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ

وَ لَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَمْ يُعَاجِلْكَ بِالنِّقْمَةِ وَ لَمْ يُعَيِّرْكَ بِالْإِنَابَةِ وَ لَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضِيحَةُ بِكَ أَوْلَى وَ لَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ فِي قَبُولِ الْإِنَابَةِ وَ لَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ وَ لَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ

بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً وَ حَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً وَ حَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً وَ فَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ وَ بَابَ الِاسْتِعْتَابِ

فَإِذَا نَادَيْتَهُ سَمِعَ نِدَاكَ وَ إِذَا نَاجَيْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ فَأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ وَ أَبْثَثْتَهُ ذَاتَ نَفْسِكَ وَ شَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَكَ وَ اسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ

وَ اسْتَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِكَ وَ سَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غَيْرُهُ مِنْ زِيَادَةِ الْأَعْمَارِ وَ صِحَّةِ الْأَبْدَانِ وَ سَعَةِ الْأَرْزَاقِ

ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهِ وَ اسْتَمْطَرْتَ شَآبِيبَ رَحْمَتِهِ فَلَا يُقَنِّطَنَّكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ

وَ رُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الْإِجَابَةُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ السَّائِلِ وَ أَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ وَ رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْ‏ءَ فَلَا تُؤْتَاهُ وَ أُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ

فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِيهِ هَلَاكُ دِينِكَ لَوْ أُوتِيتَهُ فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِيمَا يَبْقَى‏ لَكَ جَمَالُهُ وَ يُنْفَى عَنْكَ وَبَالُهُ فَالْمَالُ لَا يَبْقَى لَكَ وَ لَا تَبْقَى لَهُ

وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّكَ إِنَّمَا خُلِقْتَ لِلْآخِرَةِ لَا لِلدُّنْيَا وَ لِلْفَنَاءِ لَا لِلْبَقَاءِ وَ لِلْمَوْتِ لَا لِلْحَيَاةِ وَ أَنَّكَ فِي قُلْعَةٍ وَ دَارِ بُلْغَةٍ وَ طَرِيقٍ إِلَى الْآخِرَةِ وَ أَنَّكَ طَرِيدُ الْمَوْتِ الَّذِي لَا يَنْجُو مِنْهُ هَارِبُهُ وَ لَا يَفُوتُهُ طَالِبُهُ وَ لَا بُدَّ أَنَّهُ مُدْرِكُهُ

فَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرِ أَنْ يُدْرِكَكَ وَ أَنْتَ عَلَى حَالٍ سَيِّئَةٍ قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ فَيَحُولَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ ذَلِكَ فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ

ذكر الموت‏

يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَ ذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْهِ وَ تُفْضِي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَكَ وَ قَدْ أَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَكَ وَ شَدَدْتَ لَهُ أَزْرَكَ وَ لَا يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ

وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلَادِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا وَ تَكَالُبِهِمْ عَلَيْهَا فَقَدْ نَبَّأَكَ اللَّهُ عَنْهَا وَ نَعَتْ هِيَ لَكَ عَنْ نَفْسِهَا وَ تَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا

فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلَابٌ عَاوِيَةٌ وَ سِبَاعٌ ضَارِيَةٌ يَهِرُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وَ يَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا وَ يَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا

نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ وَ أُخْرَى مُهْمَلَةٌ قَدْ أَضَلَّتْ عُقُولَهَا وَ رَكِبَتْ مَجْهُولَهَا سُرُوحُ عَاهَةٍ بِوَادٍ وَعْثٍ‏ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا وَ لَا مُسِيمٌ يُسِيمُهَا

سَلَكَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى وَ أَخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى فَتَاهُوا فِي حَيْرَتِهَا وَ غَرِقُوا فِي نِعْمَتِهَا وَ اتَّخَذُوهَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَ لَعِبُوا بِهَا وَ نَسُوا مَا وَرَاءَهَا

الترفق في الطلب‏

رُوَيْداً يُسْفِرُ الظَّلَامُ كَأَنْ قَدْ وَرَدَتِ الْأَظْعَانُ يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ يَلْحَقَ

وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ مَنْ كَانَتْ مَطِيَّتُهُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ فَإِنَّهُ يُسَارُ بِهِ وَ إِنْ كَانَ وَاقِفاً وَ يَقْطَعُ الْمَسَافَةَ وَ إِنْ كَانَ مُقِيماً وَادِعاً

وَ اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ أَمَلَكَ وَ لَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ وَ أَنَّكَ فِي سَبِيلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ فَخَفِّضْ فِي الطَّلَبِ وَ أَجْمِلْ فِي الْمُكْتَسَبِ فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ وَ لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ وَ لَا كُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْرُومٍ

وَ أَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ وَ إِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً وَ لَا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَ قَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ حُرّاً وَ مَا خَيْرُ خَيْرٍ لَا يُنَالُ إِلَّا بِشَرٍّ وَ يُسْرٍ لَا يُنَالُ إِلَّا بِعُسْرٍ

وَ إِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَ بِكَ مَطَايَا الطَّمَعِ فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ‏  الْهَلَكَةِ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَكُونَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ ذُو نِعْمَةٍ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ قَسْمَكَ وَ آخِذٌ سَهْمَكَ

وَ إِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَعْظَمُ وَ أَكْرَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِهِ وَ إِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُ

وصايا شتى‏

وَ تَلَافِيكَ مَا فَرَطَ مِنْ صَمْتِكَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ مِنْ مَنْطِقِكَ وَ حِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ وَ حِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدَيْ غَيْرِكَ

وَ مَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ وَ الْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ وَ الْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ وَ رُبَّ سَاعٍ فِيمَا يَضُرُّهُ مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ وَ مَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ

قَارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ وَ بَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ وَ ظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ

إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً كَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَ الدَّاءُ دَوَاءً وَ رُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ وَ غَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ

وَ إِيَّاكَ وَ الِاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى وَ الْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ وَ خَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ بَادِرِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةً لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصِيبُ وَ لَا كُلُّ غَائِبٍ يَئُوبُ

وَ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ وَ مَفْسَدَةُ الْمَعَادِ وَ لِكُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَةٌ سَوْفَ يَأْتِيكَ مَا قُدِّرَ لَكَ التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ وَ رُبَّ يَسِيرٍ أَنْمَى مِنْ كَثِيرٍ

لَا خَيْرَ فِي‏ مُعِينٍ مَهِينٍ وَ لَا فِي صَدِيقٍ ظَنِينٍ سَاهِلِ الدَّهْرَ مَا ذَلَّ لَكَ قَعُودُهُ وَ لَا تُخَاطِرْ بِشَيْ‏ءٍ رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْهُ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ

احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَى الصِّلَةِ وَ عِنْدَ صُدُودِهِ عَلَى اللَّطَفِ وَ الْمُقَارَبَةِ وَ عِنْدَ جُمُودِهِ عَلَى الْبَذْلِ وَ عِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَى الدُّنُوِّ وَ عِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَى اللِّينِ وَ عِنْدَ جُرْمِهِ عَلَى الْعُذْرِ حَتَّى كَأَنَّكَ لَهُ عَبْدٌ

وَ كَأَنَّهُ ذُو نِعْمَةٍ عَلَيْكَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَيْرِ أَهْلِهِ

لَا تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقاً فَتُعَادِيَ صَدِيقَكَ وَ امْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ قَبِيحَةً وَ تَجَرَّعِ الْغَيْظَ فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَةً وَ لَا أَلَذَّ مَغَبَّةً

وَ لِنْ لِمَنْ غَالَظَكَ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَلِينَ لَكَ وَ خُذْ عَلَى عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ أَحْلَى الظَّفَرَيْنِ

وَ إِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيكَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذَلِكَ يَوْماً مَا

وَ مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ وَ لَا تُضِيعَنَّ حَقَّ أَخِيكَ اتِّكَالًا عَلَى مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّهُ وَ لَا يَكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَى الْخَلْقِ بِكَ

وَ لَا تَرْغَبَنَّ فِيمَنْ زَهِدَ عَنْكَ وَ لَا يَكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوَى عَلَى قَطِيعَتِكَ مِنْكَ عَلَى صِلَتِهِ وَ لَا تَكُونَنَّ عَلَى الْإِسَاءَةِ أَقْوَى مِنْكَ عَلَى الْإِحْسَانِ

وَ لَا يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ فَإِنَّهُ يَسْعَى فِي مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِكَ وَ لَيْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَهُ

وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ وَ رِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ

مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ وَ الْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَى إِنَّمَا لَكَ مِنْ دُنْيَاكَ مَا أَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ جَازِعاً عَلَى مَا تَفَلَّتَ مِنْ يَدَيْكَ فَاجْزَعْ عَلَى كُلِّ مَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ اسْتَدِلَّ عَلَى مَا لَمْ يَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ فَإِنَّ الْأُمُورَ أَشْبَاهٌ

وَ لَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ لَا تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلَّا إِذَا بَالَغْتَ فِي إِيلَامِهِ فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالْآدَابِ وَ الْبَهَائِمَ لَا تَتَّعِظُ إِلَّا بِالضَّرْبِ.

اطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَ حُسْنِ الْيَقِينِ مَنْ تَرَكَ الْقَصْدَ جَارَ وَ الصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ وَ الصَّدِيقُ مَنْ صَدَقَ غَيْبُهُ وَ الْهَوَى شَرِيكُ الْعَمَى

وَ رُبَّ بَعِيدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ وَ قَرِيبٍ أَبْعَدُ مِنْ بَعِيدٍ وَ الْغَرِيبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَبِيبٌ مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِهِ كَانَ أَبْقَى لَهُ وَ أَوْثَقُ سَبَبٍ أَخَذْتَ بِهِ سَبَبٌ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ مَنْ لَمْ يُبَالِكَ فَهُوَ عَدُوُّكَ

قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلَاكاً لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ تَظْهَرُ وَ لَا كُلُّ فُرْصَةٍ تُصَابُ وَ رُبَّمَا أَخْطَأَ الْبَصِيرُ قَصْدَهُ وَ أَصَابَ الْأَعْمَى رُشْدَهُ

أَخِّرِ الشَّرَّ فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ وَ قَطِيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ خَانَهُ وَ مَنْ أَعْظَمَهُ أَهَانَهُ لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمَى أَصَابَ إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ تَغَيَّرَ الزَّمَانُ

سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَكُونُ مُضْحِكاً وَ إِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ

الرأي في المرأة

وَ إِيَّاكَ وَ مُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إِلَى أَفْنٍ وَ عَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ

وَ اكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَى عَلَيْهِنَّ وَ لَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِهِ عَلَيْهِنَّ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ فَافْعَلْ

وَ لَا تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَ لَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ

وَ لَا تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا وَ لَا تُطْمِعْهَا فِي أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا وَ إِيَّاكَ وَ التَّغَايُرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى السَّقَمِ وَ الْبَرِيئَةَ إِلَى الرِّيَبِ

وَ اجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِكَ عَمَلًا تَأْخُذُهُ بِهِ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلَّا يَتَوَاكَلُوا فِي خِدْمَتِكَ وَ أَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ وَ أَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ وَ يَدُكَ الَّتِي بِهَا تَصُولُ

دعاء

اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِينَكَ وَ دُنْيَاكَ وَ اسْأَلْهُ خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلَةِ وَ الْآجِلَةِ وَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

الجزء العشرين‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

[تتمة باب المختار من كتب أمير المؤمنين ع و رسائله إلى أعدائه و أمرائه‏]

المختار الحادى و الثلاثون و من وصية له عليه السلام للحسن بن على، كتبها اليه بحاضرين منصرفا من صفين.

الفصل الاول من قوله‏:

من الوالد الفان، المقر للزمان، المدبر العمر، المستسلم للدهر، الذام للدنيا، الساكن مساكن الموتى، الظاعن عنها غدا إلى المولود المؤمل ما لا يدرك، السالك سبيل من قد هلك، غرض الأسقام، و رهينة الأيام، و رمية المصائب، و عبد الدنيا، و تاجر الغرور، و غريم المنايا، و أسير الموت، و حليف الهموم، و قرين الأحزان، و نصب الافات، و صريع الشهوات و خليفة الأموات. أما بعد، فإن فيما تبينت من إدبار الدنيا عني، و جموح الدهر علي، و إقبال الاخرة إلى، ما يزعني عن ذكر من سواى‏ و الاهتمام بما ورائي، غير أني حيث تفرد بي- دون هموم الناس- هم نفسي، فصدفني رأيي، و صرفني عن هواى، و صرح لي محض أمري، فأفضى بي إلى جد لا يكون فيه لعب، و صدق لا يشوبه كذب، وجدتك بعضي، بل وجدتك كلي، حتى كأن شيئا لو أصابك أصابني، و كأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي، فكتبت إليك كتابي مستظهرا به إن أنا بقيت لك أو فنيت.

اللغة

(حاضرين) بصيغة التثنية و قرء بصيغة الجمع مع اللام و بدونها: اسم موضع بالشام، (الفان) من الفناء حذف لامه للسجع، (الرمية): الهدف، (نصب):

المنصوب (يزعني): يكفني (المحض): الخالص (الشوب): المزج و الخلط.

الاعراب‏

من الوالد: متعلق بمحذوف بقرينة الحال و هو كتب و ما يساوقه، و إلى المولود متعلق به أيضا، غرض الأسقام: صفة ثالثة للمولود و مجموعها معرف مركب فترك فيها العطف، فيما تبينت ظرف مستقر اسم إن، و قوله: ما، لفظه موصول خبر لها، قوله: حيث تفرد بي، ظرف يتضمن معنى الشرط و قوله: فكتبت إليك بمنزلة الجزاء له.

المعنى‏

هذه‏ وصية عامة تامة أخرجها إلى ابنه‏ الحسن عليه السلام‏ و جمع فيها أنواع المواعظ و النصائح الكافية الشافية و صنوف الحكمة العملية الوافية، و كفى بها دستورا إرشاديا لكل مسلم بل لكل إنسان، فكأنه عليه السلام جرد من نفسه الزكية والدا للكل أو نموذجا لجميع الوالدين، و جرد من ابنه الحسن عليه السلام ولدا لكل الأولاد أو نموذجا لجميع الأبناء في أى بلاد، ثم سرد النصائح و نظم المواعظ لتكون وصيته هذا انجيلا لأمة الاسلام: و توجيه هذه الوصية إلى ابنه الحسن يشير إلى زعامته بعده و اهتضامه و اعتزاله فلا يكون إلا إماما مبشرا منذرا بلا سلاح و لا اقتدار.

الترجمة

سى و يكم از سفارشنامه‏ئى كه بحسن بن علي سپرد و آنرا در هنگام بازگشت از نبرد صفين در حاضرين نگارش فرمود:

از پدرى فنا پذير و زمان افكنده و از عمر گذشته و سر بروزگار سپرده، بدگوى دنيا و سكنى گزين منازل مرده‏ها كه فردا از آن كوچا است.

بسوى فرزندى آرزومند بدانچه در نيابد آنكه براه هالكان است و بيماريهايش نشانه گرفته ‏اند، گرو چند روز است و هدف مصائب و بنده دنيا غرور فروش است و بدهكار جان عزيز به مرگ‏ها و اسير مردنست و پيوند سپار با هموم و همگام با احزان، نشانه آفات است و كشته شهوات و جانشين أموات.

أما بعد- بمن از ملاحظه برگشت دنيا و هجوم روزگار و پيشامد آخرت باندازه‏اى در آويخت كه از ياد ديگران و از اهتمام باين و آنم باز داشت جز اين كه چون از همه بخود پرداختم و خود را شناختم و از هوسرانى گذشتم و كار خود را بخوبى فهميدم بكوششى خسته ناپذير و صداقتي بى دروغ برخاستم و تو را پاره از خويش يافتم نه بلكه همه خودم شناختم تا جائى كه گزندت گزند من است و اگر بميرى من مرده باشم و بكار تو تا آنجا توجه دارم كه بكار خود، و اين نامه را براى كمك بتو پرداختم كه در نظر بگيرى چه بمانم و چه بميرم.

الفصل الثاني قوله عليه السلام:

فإني أوصيك بتقوى الله- أى بني- و لزوم أمره، و عمارة قلبك بذكره، و الاعتصام بحبله، و أي سبب أوثق من سبب بينك و بين الله إن أنت أخذت به؟! أحي قلبك بالموعظة، و أمته بالزهادة، و قوه باليقين، و نوره بالحكمة، و ذلله بذكر الموت، و قرره بالفناء، و بصره فجائع الدنيا، و حذره صولة الدهر، و فحش تقلب الليالي و الأيام، و اعرض عليه أخبار الماضين، و ذكره بما أصاب من كان قبلك من الأولين، و سر في ديارهم و آثارهم، فانظر فيما فعلوا و عما انتقلوا، و أين حلوا و نزلوا، فإنك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبة، و حلوا دار الغربة، و كأنك عن قليل قد صرت كأحدهم فأصلح مثواك، و لا تبع آخرتك بدنياك، و دع القول فيما لا تعرف، و الخطاب فيما لم تكلف، و أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلالة خير من ركوب الأهوال و أمر بالمعروف تكن من أهله، و أنكر المنكر بيدك و لسانك و باين من فعله بجهدك، و جاهد في الله حق جهاده، و لا تأخذك‏ في الله لومة لائم، و خض الغمرات للحق حيث كان، و تفقه في الدين، و عود نفسك التصبر على المكروه، و نعم الخلق التصبر و ألجى‏ء نفسك في الأمور كلها إلى إلهك فإنك تلجئها إلى كهف حريز، و مانع عزيز، و أخلص في المسألة لربك فإن بيده العطاء و الحرمان، و أكثر الإستخارة، و تفهم وصيتي، و لا تذهبن عنها صفحا، فإن خير القول ما نفع، و اعلم أنه لا خير في علم لا ينفع و لا ينتفع بعلم لا يحق تعلمه.

اللغة

كنايه (الغمرات): جمع الغمرة و هي اللجة في البحر و كناية عن الشدائد، (المثوى): محل الاقامة.

المعنى‏

قد لخص عليه السلام في هذا الفصل جوامع وصاياه في أمور خمسة:

1- التوجه إلى الله تعالى برعاية تقواه، و لزوم أمره، و الاعتصام بحبله‏.

2- التوجه إلى‏ القلب‏ بتحليته بالفضائل، و إحيائه بالمواعظ، و تخليته عن الرذائل بالزهد و ذكر الموت‏.

3- التوجه إلى الخلق الغابر، و التدبر في أحوالهم و مال أمرهم.

4- التوجه إلى طريقه في الحيات و سيره في صراط السعادة بالحذر عن الارتباك فيما لا يعلم.

5- التوجه إلى الاجتماع بنشر الخير و المعروف‏، و دفع الشر و المنكر باليد و اللسان، و الجهاد للحق بملازمة الصبر و الالتجاء إلى الرب بالاخلاص‏ في مسألته و الاستخارة من حضرته.

الترجمة

براستى سفارشت مي كنم كه از خدا بپرهيز و بفرمانش بچسب و دلت را بيادش آباد كن و برشته وى در آويز، كدام وسيله محكمتر از آنست كه ميان تو و خدا باشد اگرش بدست گيرى؟؟.

دلت را با پند زنده دار و با زهدش بكش و با يقينش نيرو بخش و با حكمتش درخشان دار و بياد مرگش زبون ساز و بفناء تن مقرش كن و بنا گواريها دنيايش بينا نما و از پوزش روزگارش بر حذر دار و از بى باكى ديگر گونيهاى زمانه، اخبار گذشته گان را بر او عرض كن، و آنچه بر سرشان آمده بيادش آر، در خانمان و آثار آنان بگرد و ببين از كجا آمدند؟ كجا رفتند؟ كجا خفتند؟ تا در يابى كه از دوستان بريدند و بغربت رسيدند و توهم بزودى يكى از آنها شوى، آرامگاهت را درست كن و آخرتت را بدنيا مفروش آنچه را ندانى مگو و در آنچه را نبايستت ملاى، از راهى كه ندانى مرو، زيرا توقف هنگام گمراهى به است از دچارى بپرتگاه جانگاه.

بكارهاى خير وادار تا اهل خير باشي، و با دست و زبانت از زشتيها جلوگيرى كن و تا توانى از زشتكار بدور باش، در راه خدا تلاش و مبارزه كن و در راه خدا از سرزنش كسى نهراس، و براى حق هر جا باشد خود را در لجه‏ ها افكن و مسائل دين را بياموز، خود را ببردبارى ناخواه دل وادار و چه خوب روشى است بردبارى، و خود را در همه كارها بپناه خدا بسپار كه بدژ محكمى و مقام منيعى سپردى، از درگاه پروردگارت باخلاص در خواست كن كه عطاء و حرمان بدست او است، پر استخاره كن و سفارش مرا بفهم و از ان رو مگردان، راستى كه بهترين سخن آنست كه سود بخشد و بدانكه در دانش بى سود خيرى نيست و علمى كه نبايد آموخت سودى ندهد.

الفصل الثالث قوله عليه السلام:

أى بني إني لما رأيتني قد بلغت سنا، و رأيتني أزداد وهنا، بادرت بوصيتي إليك، و أوردت خصالا منها قبل أن يعجل بي أجلي دون أن أفضى إليك بما في نفسي، أو أن أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى، أو فتن الدنيا، فتكون كالصعب النفور، و إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقى فيها من شي‏ء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك و يشتغل لبك، ليستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته و تجربته، فتكون قد كفيت مئونة الطلب، و عوفيت من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه و استبان لك ما ربما أظلم علينا منه. أى بني، إني- و إن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي- فقد نظرت في أعمالهم، و فكرت في أخبارهم، و سرت في آثارهم، حتى عدت كأحدهم، بل كأني بما انتهى إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، و نفعه من ضرره، فاستخلصت لك من كل أمر نخيله و توخيت لك جميله،

و صرفت عنك مجهوله، و رأيت- حيث عناني من أمرك ما يعنى الوالد الشفيق، و أجمعت عليه من أدبك- أن يكون ذلك و أنت مقبل العمر، و مقتبل الدهر، ذو نية سليمة، و نفس صافية، و أن أبتدئك بتعليم كتاب الله و تأويله، و شرائع الإسلام و أحكامه، و حلاله و حرامه، [و] لا أجاوز ذلك بك إلى غيره، ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم و آرائهم مثل الذي التبس عليهم، فكان إحكام ذلك على ما كرهت من تنبيهك له أحب إلى من إسلامك إلى أمر لا آمن عليك به الهلكة، و رجوت أن يوفقك الله لرشدك، و أن يهديك لقصدك، فعهدت إليك وصيتي هذه. و اعلم يا بني، أن أحب ما أنت آخذ به إلى من وصيتي تقوى الله، و الاقتصار على ما فرضه الله عليك، و الأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك، و الصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، و فكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، و الإمساك عما لم يكلفوا، فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك‏ ذلك بتفهم و تعلم، لا بتورط الشبهات، و غلو الخصومات، و ابدأ قبل نظرك في ذلك، بالاستعانة بإلهك، و الرغبة إليه في توفيقك و ترك كل شائبة أولجتك في شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة، فإذا أيقنت أن قد صفا قلبك فخشع، و تم رأيك فاجتمع، و كان همك في ذلك هما واحدا، فانظر فيما فسرت لك، و إن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك و فراغ نظرك و فكرك،

فاعلم أنك إنما تخبط العشواء، و تتورط الظلماء، و ليس طالب الدين من خبط أو خلط، و الإمساك عن ذلك أمثل. فتفهم، يا بني، وصيتي، و اعلم أن مالك الموت هو مالك الحياة، و أن الخالق هو المميت، و أن المفني هو المعيد، و أن المبتلى هو المعافي، و أن الدنيا لم تكن لتستقر إلا على ما جعلها الله عليه من النعماء و الإبتلاء و الجزاء في المعاد، أو ما شاء مما لا نعلم، فإن أشكل عليك شي‏ء من ذلك فاحمله على جهالتك به، فإنك أول ما خلقت جاهلا ثم علمت، و ما أكثر ما تجهل من الأمر، و يتحير فيه رأيك، و يضل فيه بصرك، ثم تبصره بعد ذلك، فاعتصم بالذي خلقك، و رزقك و سواك، فليكن له تعبدك، و إليه‏ رغبتك، و منه شفقتك. و اعلم يا بني، أن أحدا لم ينبى‏ء عن الله كما أنبأ عنه الرسول، صلى الله عليه و آله، فارض به رائدا، و إلى النجاة قائدا، فإني لم آلك نصيحة، و إنك لن تبلغ في النظر لنفسك- و إن اجتهدت- مبلغ نظري لك.

اللغة

(الوهن): الضعف، (أفضى): أوصل، (الحدث): الشاب و الغلام، (الصفو):

الخالص، (النخيل): الدقيق الذي غربل و اخذ دخيله، (الشائبة): الوهم، (خبط العشواء): كناية عن ارتكاب الخطر.

الاعراب‏

فاعلم أنك انما تخبط إلخ- بمنزلة الجزاء لقوله عليه السلام: و إن أنت لم يجتمع إلخ-، لم آلك: صيغة المتكلم من فعل الجحد من ألى يألو، نصيحة: تميز من فعل لم آلك.

المعنى‏

قد أشار عليه السلام في هذا الفصل إلى بيان سبب اقدامه لكتابة هذه الوصية عاجلا في انصرافه من صفين مشوش البال منكسر الحال مبتلى بالأهوال من قبل الخوارج في المال فبين أن سببه الخوف من الأجل و نقص الرأى و فوت الوقت من قبل المولود و قبل أن يغرق في الفساد فلا ينفعه الموعظة.

قال الشارح المعتزلي في «ص 66 ج 16 ط مصر»: قوله عليه السلام‏ (أو انقص في رأيى) هذا يدل على بطلان قول من قال: إنه لا يجوز أن ينقص في رأيه، و أن الإمام معصوم عن أمثال ذلك و كذلك قوله للحسن: (أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى و فتن الدنيا) يدل على أن الإمام لا يجب أن يعصم عن‏ غلبات الهوى‏ و لا عن‏ فتن الدنيا.

أقول: مع اظهاره للاخلاص بعلي و غلوه في توصيفه في غير مورد من الشرح و في قصائده المشهورة كأنه غلب عليه النصب في هذا المقام فاستفاد من كلام له و للحسن عليهما السلام ما ليس بمقصود، لما قلنا من أن إخراج هذه الوصية ينظر إلى حال عامة الوالدين و أبنائهم مجردا عن الخصوصيات الشخصية ليكون مثالا نافعا للكل، و لا تنافي عصمته و عصمة ولده و مقام الامامة و القداسة فيهما، كيف؟! و عمر الحسن في هذا الوقت يزيد على ثلاثين و قد استأهل للخلافة عند عامة الناس و نص عليه بالامامة في غير مورد فلا يقصد عليه السلام أن يربيه بعد ذلك بهذا الكلام و إنما المقصود «إياك أعنى و اسمعي يا جارة».

الترجمة

اى پسر جانم چون بينى سالخورده ‏ام و هر روزه سست‏تر مي شوم در سفارشم بتو پيشدستى كردم و مواد آنرا پيش از آنكه مرگم برسد بر شمردم و خاطره خود را بر نهفتم تا مبادا دچار كاستى رأى شوم چونان كه تنم كاسته مى ‏شود يا آنكه مبادا هوس و دلبرى دنيا بر تو چيره شوند و چون شتر فرارى از پندم سرباز زنى، همانا دل جوان چون زمين بكر است و هر بذرى در آن افكنده شود بپذيرد، من پيشدستى كردم تا دلت سخت نشده و درونت مشغول باطل نگرديده تو را دريابم تا از صميم قلب بدان روشى كه آزموده شده رو آورى و از رنج جستجو راحت شوى و از صميم قلب بدان روشى كه آزموده شده رو آورى و از رنج جستجو راحت شوى و از آزمايش معاف گردى ما آنچه اندوختيم بتو داديم تا اگر تيرگى در آن باشد خود نقطه آنرا روشن سازى.

اى پسر جانم گر چه من عمر كسان پيش از خود را نگذراندم ولى در كردار آنان نگريستم و در اخبارشان انديشيدم و در آثارشان گرديدم تا يكى از آنان شمرده شدم بلكه چون هم كارهاشان بمن گزارش شده گويا از آغاز تا انجام با آنها عمر كردم و زلال و تيره و زيان و سود همه كارها را فهميدم و زبده و خوب آنها را برايت بر گزيدم و كارهاى جاهلانه را از تو دور كردم، و چون كارهاى تو مورد توجه پدرى مهربانست خواستم تو در آغاز عمر و نخست بر خورد با روزگار

نهادى پاك و خاطرى تابناك داشته باشي و خواستم آموزش را از قرآن خدا و تفسير آن و از دستورهاى اسلام و احكام حلال و حرامش آغاز كنى و از آن نگذرى و بر تو ترسيدم كه در مورد اختلافات چون مردم دچار اشتباه شوى و دنبال اهواء و آراء باطل بروى و با اين كه دلخواه نيست كه تو را تنبيه سازم ولى تحكيم اين مطلب نزد من دوست‏تر است از اين كه تو را تسليم بوصغى كنم كه برايت خطرناك باشد و اميدوارم خداوند توفيق رشدت دهد و براستى تو را هدايت فرمايد براى اينست كه سفارشنامه خود را بتو مى ‏سپارم.

اى پسر جانم بدانكه بهترين فصل وصيت من كه بكار بندى پرهيزكارى و عمل بفرائض إلهى است و پيروى از روش پدران شايسته خاندانست، زيرا آنها هيچ بى ‏اعتنا نبودند كه خود را منظور دارند چنانچه تو ناظر خودى و براى خود بينديشند چنانچه تو در انديشه‏ اى و در نتيجه آنچه را دانستند بكار بستند و از آنچه نبايست دست باز داشتند، اگر دلت نپذيرفت ندانسته پيرو آنان باشى تا خود بدانى بايد از روى فهم و آموزش حقيقت را بجوئى نه بوسيله پرت شدن در شبهه و از راه امتياز پرستى، و پيش از جستجوى حقيقت از معبودت يارى بجو و توفيق بخواه و از هر توهمى كه تو را در شبهه افكند و بگمراهى كشد دست بكش، و چون يقين كردى دلت پاك شده و خشوع دارد و رأيت تابناك است و تصميم دارد و تشويش خاطر ندارى در آنچه برايت شرح دادم نظر نما و گرنه بدانكه در رنج افتادى و در تاريكى پرتاب شدى و كسى كه دچار خبط و اشتباه باشد طالب دين حق نباشد و بهتر است دست نگه دارد.

پسر جانم وصيت مرا خوب بفهم و بدانكه مالك مرگ و زندگى و آفريننده و ميراننده يكى است و همان كه بفنا مى ‏برد بزندگى باز مى ‏آورد و آنكه درد مى ‏دهد عافيت بخشد، و راستى كه دنيا پايدار نباشد جز بر پايه نعمتهائى كه خداوند در آن مقرر داشته و بر بنياد ابتلا و جزاء در معاد يا هر آنچه او بخواهد و ما نمى‏ دانيم و اگر چيزى از اين بابت بر تو مشكل است بنادانى خود حمل كن زيرا تو در آغاز آفريدنت نادان بودى و سپس دانا شدى و چه بسيار است آنچه را نمى‏ دانى و در باره‏ آن سرگردانى و ديدرس تو نيست و پس از آن خواهى ديد، تو بايد خود را در پناه آن كسى بيندازى كه آفريدت و روزيت داد و درستت كرد، و بايد هم او را بپرستى و بدو روى آرى و از او بترسى.

و بدان- اى پسر جانم- هيچكس از سوى خدا خبرى درست‏تر نياورده از آنچه رسول صلى الله عليه و آله آورده او را بپيشوائى بپسند و براى نجات رهبر خود ساز، زيرا من هيچ اندرزى از تو دريغ نداشتم و تو هر چه هم تلاش براى خير خواهى خود نمائى باندازه من نتوانى بحقيقت رسيد.

الفصل الرابع من قوله عليه السلام:

و اعلم، يا بني، أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله، و لرأيت آثار ملكه و سلطانه، و لعرفت أفعاله و صفاته، و لكنه إله واحد كما وصف نفسه، لا يضاده في ملكه أحد، و لا يزول أبدا، و لم يزل، أول قبل الأشياء بلا أولية، و آخر بعد الأشياء بلا نهاية عظم عن أن تثبت ربوبيته بإحاطة قلب أو بصر، فإذا عرفت ذلك فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر خطره، و قلة مقدرته و كثرة عجزه، و عظيم حاجته إلى ربه، في طلب طاعته، و الخشية من عقوبته، و الشفقة من سخطه، فإنه لم يأمرك إلا بحسن، و لم ينهك إلا عن قبيح. يا بني، إني قد أنبأتك عن الدنيا و حالها، و زوالها و انتقالها و أنبأتك عن الاخرة و ما أعد لأهلها فيها، و ضربت لك فيهما الأمثال لتعتبر بها، و تحذو عليها! إنما مثل من خبر الدنيا كمثل قوم سفر نبا بهم منزل جديب فأموا منزلا خصيبا، و جنابا مريعا فاحتملوا وعثاء الطريق، و فراق الصديق، و خشونة السفر، و جشوبة المطعم، ليأتوا سعة دارهم، و منزل قرارهم، فليس يجدون لشي‏ء من ذلك ألما، و لا يرون نفقة فيه مغرما، و لا شي‏ء أحب إليهم مما قربهم من منزلهم، و أدناهم من محلهم، و مثل من اغتر بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب، فليس شي‏ء أكره إليهم و لا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما يهجمون عليه، و يصيرون إليه. يا بني، اجعل نفسك ميزانا فيما بينك و بين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، و أكره له ما تكره لها، و لا تظلم كما لا تحب أن تظلم، و أحسن كما تحب أن يحسن إليك، و استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، و ارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، و لا تقل ما لا تعلم، و إن قل ما تعلم، و لا تقل ما لا تحب أن يقال لك.

و اعلم أن الإعجاب ضد الصواب، و آفة الألباب، فاسع في كدحك، و لا تكن خازنا لغيرك، و إذا أنت هديت لقصدك، فكن أخشع ما تكون لربك.

اللغة

حذا (عليه): اقتدى به: (قوم سفر): بالتسكين اى مسافرون، (أموا): قصدوا (الجديب): ضد الخصيب (الجناب المريع): ذو الكلاء و العشب (و عثاء الطريق) مشقتها.

المعنى‏

قد استدل عليه السلام في إثبات التوحيد بما يقرب من الاستدلال في قوله تعالى «ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون- 91 المؤمنون» فان المقصود نفى‏ الشريك‏ بنفي آثاره التي لا بد من ترتبه على وجوده لو كان، و هذا أحد طرق إثبات التوحيد المأثورة المشهورة.

ثم انتقل عليه السلام بعد تنوير الفكر بنور التوحيد إلى بيان زوال الدنيا و ضرب المثل للفريقين من أهل السعادة و الشقاوة و كفى به واعظا.

الترجمة

پسر جانم بدانكه اگر پروردگارت را شريكى بود فرستاده‏ هايش نزد تو مى ‏آمدند و آثار ملك و سلطنتش را مى‏ ديدى و كردار و صفاتش را مى‏ شناختى، ولى همان معبود يكتا است چنانچه خود را بيگانگى ستوده در ملكش ديگرى نيست و هرگز زوال نپذيرد و تا هميشه بوده است بى نهايت آغاز هر چيز است و بى‏ نهايت در انجام هر چيز، بزرگتر از آنست كه ربوبيتش در دل و ديده گنجد، چون اين را دانستى چنان كن كه مانند تو بى ‏أهميت و بى‏ مقدار و پر عجز و حاجتمند بپروردگار خود بايست در طلب طاعت و ترس از كيفر و نگرانى از غضبش بكار بندد زيرا تو را فرمان نداده جز بكار نيك، و نهى نكرده جز از كار بد.

پسر جانم منت از دنيا و حالش آگاه ساختم و هم از زوال و انتقالش، و از آخرت و آنچه براى اهلش آماده شده آگاه كردم و مثلها آوردم تا پند گيرى و بروش آنها كار كنى، همانا مثل كسى كه دنيا را بررسى كرده است اهلش مانند مردمى مسافرند كه در منزل قحط و سختى گرفتارند و قصد دارند بمنزل پر نعمت و آستان با بركتى بروند و سختى راه و دورى از دوست و رنج سفر و خوراك ناهموار را بر خود هموار كردند تا بخانه وسيع و قرارگاه خود رسند از رنجهاى چنين سفرى دردى نگشند و هزينه آنرا زيانى ندانند و چيزى محبوبتر از آن نيست كه آنانرا بمنزل موعودشان نزديك سازد و بقرارگاهشان بكشاند، و مثل آنانكه فريب دنيا خورده ‏اند و دل بدان بسته ‏اند مثل مردمى است كه در منزل پر نعمت باشند و خواهند بمنزل قحطى و سختى سفر كنند و چيزى نزد آنها بدخواه ‏تر و دشوارتر از آن نيست كه از آنچه دارند جدا شوند و بدان آينده بد و سخت برسند.

پسرجانم خود را ترازوئى قرار ده و با آن خويش را با ديگران بسنج براى ديگران همان را بخواه كه براى خود مى ‏خواهى و همان را بد دار كه براى خود بدميدارى، ستم مكن چونان كه دوست ندارى ستم بشوى، احسان كن چنانچه دوست دارى بتو احسان شود، از خود زشت شمار آنچه را از ديگران زشت مى‏ شمارى از خود نسبت بمردم همان را پسند كه از مردم نسبت بخودت پسنده دارى آنچه را ندانى مگو و اگر چه كم است آنچه را مى‏ دانى، مگو با ديگران آنچه را دوست ندارى با تو بگويند.

و بدانكه خود بينى مخالف حق و صوابست و آفت خرد و عقل است، در رنج خود هموار باش و تلاش مكن كه گنجينه براى ديگران بسازى و چون بقصد خود كامياب شدى بايد بيشتر براى پروردگارت خاشع و شكر گزار باشى.

الفصل الخامس من قوله عليه السلام:

و اعلم أن أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة، و مشقة شديدة، و أنه لا غنى بك فيه عن حسن الارتياد، و قدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالا عليك، و إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه و حمله إياه، و أكثر من تزويده و أنت قادر عليه، فلعلك تطلبه فلا تجده، و اغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك. و اعلم أن أمامك عقبة كؤدا، المخف فيها أحسن حالا من المثقل و البطي‏ء عليها أقبح حالا من المسرع، و أن مهبطك بها لا محالة على جنة أو على نار، فارتد لنفسك قبل نزولك، و وطى‏ء المنزل قبل حلولك، فليس بعد الموت مستعتب، و لا إلى الدنيا منصرف. و اعلم أن الذي بيده خزائن السماوات و الأرض قد أذن لك في الدعاء و تكفل لك بالإجابة، و أمرك أن تسأله ليعطيك، و تسترحمه ليرحمك، و لم يجعل بينك و بينه من تحجبه عنك، و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، و لم يمنعك إن أسأت من التوبة، و لم يعيرك‏ بالانابة، و لم يعاجلك بالنقمة، و لم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى و لم يشدد عليك في قبول الإنابة، و لم يناقشك بالجريمة، و لم يؤيسك من الرحمة، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة، و حسب سيئتك واحدة و حسب حسنتك عشرا، و فتح لك باب المتاب و باب الاستعتاب، فإذا ناديته سمع نداءك، و إذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت إليه بحاجتك و أبثثته ذات نفسك، و شكوت إليه همومك، و استكشفته كروبك، و استعنته على أمورك، و سألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره: من زيادة الأعمار، و صحة الأبدان، و سعة الأرزاق، ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه، بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته، و استمطرت شابيب رحمته، فلا يقنطنك إبطاء إجابته، فإن العطية على قدر النية و ربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، و أجزل لعطاء الامل، و ربما سألت الشي‏ء فلا تؤتاه، و أوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله، و ينفى عنك وباله، فالمال لا يبقى لك، و لا تبقى له.

اللغة

(الارتياد): طلب المنزل الرحب، (الوبال): الهلكة، (كؤود):الشاق الصعود (الشابيب) الدفعات من المطر الغزير.

الاعراب‏

أمامك: ظرف مستقر خبر مقدم لقوله «أن» و ما بعده اسم له، من زيادة الأعمار: بيان للفظ ما في قوله: «ما لا يقدر».

المعنى‏

جعل عليه السلام الانسان مسافرا في‏ طريق‏ الحيات و اصلا إلى‏ الجنة أو النار بانتخابه السير المؤدي إلى هذه أو هذه، و في طريقه عقبة شاقة و هى المرور على شهواته و أهوائه و أخطائه فوصاه بحمل‏ الزاد الكافي للسير في هذا الطريق البعيد و الاجتهاد في تحصيل المعاون معه لحمل الزاد باعطاء الفقراء و المساكين مقدارا من أمواله ليكون ذخرا في مسعاه و معاده أو قرضا يرد عليه‏ في‏ أيام‏ عسرته‏ في آخرته.

ثم نبه عليه السلام على ملازمة الدعاء و التضرع إلى الله في كل حال من الأحوال و لجميع الحوائج سواء كان مذنبا أو مطيعا فان المذنب إذا تضرع إلى الله تعالى و سأل منه التوبة و المغفرة يخرج عن ذنبه، و المطيع إذا سأله أجابه و إن لم يظهر له الاجابة كما يريد، و بين أن الدعاء إلى الله لا يضيع بحال من الأحوال فان لم يوافق المسألة مع المصلحة أعطاه الله في إجابة دعائه‏ ما هو خير مما سأله‏ عاجلا أو آجلا.

الترجمة

بدانكه در برابر تو راه دور و رنج سختى است و راستى كه تو نيازمند يك بررسى عميقى هستى كه راه خود را هموار سازى و اندازه توشه خود را بسنجى و سبك بار باشى، مبادا بار گران و طاقت فرسائى بر دوش بگيرى و از سنگينى آن بنالى و هلاك شوى، و اگر از نيازمندان كسى را يافتى كه برايت توشه بقيامت برد و فردا كه بدان نياز دارى بتو برساند وجود او را غنيمت شمار و توشه خود را بدوش او گزار و هر چه مى ‏توانى بيشتر بأو بسپار شايد ديگر او را درنيابى و غنيمت بدان كه كسى از تو مالى بوام گيرد و در روز سختى بتو بپردازد.

بدانكه در برابر تو گردنه سخت و دشوارى است، هر كه در آن سبك بار باشد خوش حالتر است از كسى كه بارش سنگين است، و هر كه كند رو باشد بد حال تر است از آنگه شتابان مى‏ رود، فرودگاه تو در پشت اين گردنه بناچار بهشت است يا دوزخ، پيش از آنكه از اين گردنه فرود شوى جلو پاى خود را پاك كن و ببهشت برو نه بدوزخ، و پيش از مرگ براى خود منزل را هموار ساز كه پس از مردن نه عذرى پذيرفته شود و نه راه بازگشتى بدنيا مى ‏ماند.

و بدانكه آن خدائى كه همه گنجهاى آسمان و زمين را در دست دارد بتو اجازه داده تا بدرگاهش خواستار هر حاجتى شوى و از او بخواهى و دعاء كنى و ضامن شده كه دعايت را اجابت كند و بتو فرموده از او بخواهى تا بتو بدهد و از او رحمت طلبى تا بتو رحم كند، و ميان تو و خودش دربانى مقرر نداشته كه تو را از او باز دارد و تو را وادار بواسطه تراشى نكرده، و اگر بد كردارى جلو توبه و بازگشت تو را نگرفته، و در بازگشت تو را مورد سرزنش نساخته، و در كيفر تو شتاب ندارد و در آنجا كه شايد تو را رسوا نساخته و در پذيرش توبه و بازگشت تو سخت نگرفته و از تو جريمه نخواسته و از رحمتش تو را نا اميد نساخته، بلكه روگردانى تو را از گناه خوش كردارى مقرر كرده و بدكارى تو را يكى بشمار گرفته و كار خوبت ده برابر بحساب آورده است و در توبه را براى تو باز گذاشته و باب عذر خواهى را مفتوح داشته، هر آن گاهش بخوانى فريادت را مى ‏شنود و اگر رازش بگوئى رازت را ميداند، تو مى ‏توانى عرض حاجت خود را بى‏ واسطه بأو برسانى و هر چه در دل دارى با او در ميان گزارى و از گرفتاريهايت بوى شكايت كنى و از او چاره دردهايت را بخواهى و در هر كارت از او يارى بجوئى و از خزائن رحمتش درخواست كنى آنچه را جز او نتواند بتو عطا كند از فزونى عمر و تندرستى و وسعت روزى، سپس همه كليدهاى خزائن خودش را بتو سپرده كه‏ اجازه مطلق در خواست از وى را بتو داده است، هر وقت بخواهى مى ‏توانى بوسيله دعاء أبواب نعمت بيدريغش را بروى خود باز كنى و از ريزش سيل آساى رحمتش بر خود ببارانى و برخوردار باشى، نبايد تأخير اجابتش تو را نوميد سازد، زيرا بخشش باندازه صدق نيت است و بسا تأخير اجابت براى اينست كه اجر خواستار بزرگتر شود و عطيه بيشترى دريابد، و بسا كه چيزى درخواست كردى و بتو نداده و در عوض بهتر از آنرا در دنيا و يا آخرت بتو خواهد رسانيد، يا اين كه مسئول تو را دريغ داشته و پاداش بهترى مقرر نموده است چه بسا چيزى را خواستى كه سبب از دست رفتن دين تو شود اگرش بدست آرى، بايد هميشه درخواهت از درگاه خدا چيزى باشد كه بهره آن براى تو بماند و وبال و رنجى ببار نياورد، مال دنيا نه براى تو مى‏ ماند و نه تو براى آن مى‏ مانى.

الفصل السادس من قوله عليه السلام:

و اعلم أنك إنما خلقت للاخرة لا للدنيا، و للفناء لا للبقاء، و للموت لا للحياة، و أنك في منزل قلعة، و دار بلغة، و طريق إلى الاخرة، و أنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه، و لا يفوته طالبه، و لا بد أنه مدركه، فكن منه على حذر أن يدركك و أنت على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك منها بالتوبة فيحول بينك و بين ذلك، فإذا أنت قد أهلكت نفسك. يا بني، أكثر من ذكر الموت و ذكر ما تهجم عليه، و تفضي بعد الموت إليه، حتى يأتيك و قد أخذت منه حذرك، و شددت‏ له أزرك، و لا يأتيك بغتة فيبهرك، و إياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهل الدنيا إليها، و تكالبهم عليها، فقد نبأك الله عنها، و نعت [نعتت‏] لك نفسها، و تكشفت لك عن مساويها، فإنما أهلها كلاب عاوية، و سباع ضارية، يهر بعضها بعضا، و يأكل عزيزها ذليلها و يقهر كبيرها صغيرها، نعم معقلة، و أخرى مهملة، قد أضلت عقولها و ركبت مجهولها، سروح عاهة، بواد وعث! ليس لها راع يقيمها، و لا مسيم يسيمها، سلكت بهم الدنيا طريق العمى، و أخذت بأبصارهم عن منار الهدى، فتاهوا في حيرتها، و غرقوا في نعمتها، و اتخذوها ربا فلعبت بهم و لعبوا بها، و نسوا ما وراءها!! رويدا يسفر الظلام، كان قد وردت الأظعان، يوشك من أسرع أن يلحق.

اللغة

يقال: هذا منزل قلعة بضم القاف و سكون اللام: ليس بمستوطن، و يقال:

هم على قلعة أى على رحلة، (البلغة): قدر الكفاية من المعاش، (الأزر): الظهر و القوة، (فيبهرك) أى يجعلك مبهوتا مغلوبا لا تقدر على التدارك، (أخلد)، إلى كذا: اتخذه دار الخلد و الاقامة الدائمة، (التكالب): التنازع على التسلط كالكلاب يتنازعون للتسلط على الجيف، (المساوى): المعايب، (الضراوة)، الجرأة على الاصطياد، (المعقدة): المربوطة بالعقال، (المجهول) و المجهل: المفازة التى لا أعلام فيها، (واد وعث): (واد وعث): لا يثبت فيه خف و لا حافر لسهولته أو كونه مزلقا (سروح عاهة) جمع سرح و هى المواشى المبتلاة بالافة المعرضة للهلاك، (مسيم يسيمها): راع يرعاها، (رويدا) تصغير رود و أصل الحرف من رادت الريح ترود تحرك حركة خفيفة و المعنى لا تعجل (يسفر الظلام)، يقال أسفر وجهه إذا أضاء و أسفر الصبح إذا انكشف، (الأظعان): جمع ظعن، و هي الجماعات المتنقلة في البراري.

الاعراب‏

للاخرة: اللام للعاقبة، منزل قلعة و دار بلغة: الظاهر أن القلعة و البلغة بمعنى المصدر فالأولى إضافة ما قبلهما إليهما و يحتمل أن تكونا صفة لما قبلهما بالتأويل، نعم معقلة: خبر بعد خبر لقوله «أهلها»، سروح عاهة: خبر ثالث بأبصارهم: مفعول أخذت و الظاهر ان الباء زائدة للتأكيد، رويدا: منصوب بمقدر أى امهل رويدا، هذه الجملة و ما بعدها أمثال سائرة.

المعنى‏

بين عليه السلام في هذا الفصل الهدف من خلق الانسان و أوضح بأبين بيان أن‏ الدنيا طريق‏ و معبر له لا يستحق أن يطمئن إليه بل يجب أن يتزود منها لاخرته و يهيأ فيها لملاقات ربه، و يكون‏ على حذر من الاشتغال بها و ارتكاب سيئاتها حتى‏ يأتيه‏ الموت بغتة و لا يجد مهلة للتوبة و التدارك لما فاته.

ثم حذره أكيدا عن تقليد الناس في الافتنان‏ بالدنيا و الاشتغال بها كأنها دار خلود لهم و ليس لهم انتقال عنها إلى دار اخرى، و نبه على ذلك بوجوه:

1- إخبار الله‏ تعالى‏ عن‏ فنائها.

2- توصيف‏ الدنيا نفسها بالفناء و الزوال آناء الليل و النهار.

3- المغترون بها كلاب‏ و أنعام ضالة مبتلاة بالافات بلا مرشد و لا راع‏ و لا مناص لهم من الهلاكة و الدمار، فلا ينبغي الاقتداء بهم في أفعالهم و أحوالهم في حال من الأحوال.

الترجمة

بدان پسر جانم كه تو تنها براى آخرت آفريده شدى نه دنيا، و براى فنا از دنيا بوجود آمدى نه براى زيست در آن، و سرانجامت در دنيا مرگ است نه زندگى، و بدانكه تو امروز در منزل كوچ و خانه موقت هستى كه رهگذريست باخرت، و راستى كه مرگ در پى تو است و گريزان از مرگ را رهائى نيست و از دست جوينده خود بدر نمى ‏رود و بناچار او را مى ‏گيرد، تو بر حذر باشى كه مرگت فرا رسد و در حال گناه باشى و در دل داشته باشى كه از آن توبه كنى ولى مرگ بتو مهلت ندهد و بى ‏توبه بميرى و خود را هلاك سازى، پسر جانم بسيار در ياد مرگ باش و بياد دار كه بكجا افكنده مى‏ شوى و پس از مرگ بكجا و بچه وضعى مى‏ رسى تا آنكه چون مرگت رسد خود را آماده كرده باشى و پشتيبانت محكم باشد و ناگهانت نگيرد تا خيره و درمانده شوى.

مبادا فريب بخورى كه دنيا طلبان بدان دل داده و آنرا جاودانه گرفته‏ اند و بر سر آن با هم سگانه مبارزه مي كنند، زيرا خدا از فناء دنيا خبر داده و خود دنيا هم خود را به بيوفائى توصيف كرده و از بديهاى خود برايت پرده بر گرفته، همانا اهل دنيا سگهائى عوعو كننده و درنده‏هائى پوزش آور و زيان زننده ‏اند بروى يكديگر زوزه كشند، و عزيزانشان خوارهايشان را بخورند، و بزرگشان خوردشان را مقهور سازند، چار پايانى باشند بسته يا مهار گسيخته و آزاد، عقل خود را گمراه كرده و در بيابانى ناشناخته مى ‏تازند، رمه‏هائى بيمار و آفت زده در نمكزارى لغزان سرگردانند، نه شبانى دارند كه آنها را نگهدارى كند و نه چوپانى كه آنها را بچراند، دنيا آنها را بكوره راه ناهموارى كشانده و چشم آنها را از ديدار راه روشن هدايت بسته، در سرگردانى دنيا گم شداند و در نعمت بى ‏عافيت آن اندرند، دنيا را پروردگار خود شناخته و دودستى آنرا گرفته ‏اند و دنيايشان ببازى گرفته و آنها هم سرگرم بازى با دنيا شدند و فراموش كردند كه در دنبال دنيا چه عالمى است؟.

آرام باش، پرده تاريكى بكنار مى ‏رود، گويا كاروانهاى جهان ناپيدا وارد شوند، هركس شتاب كند بزودى بكاروانهاى پيش گذر مى‏ رسد.

الفصل السابع من قوله عليه السلام:

و اعلم [يا بني‏] أن من كانت مطيته الليل و النهار فإنه يسار به و إن كان واقفا، و يقطع المسافة و إن كان مقيما وادعا. و اعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك، و لن تعدو أجلك، و أنك في سبيل من كان قبلك فخفض في الطلب، و أجمل في المكتسب، فإنه رب طلب قد جر إلى حرب، و ليس كل طالب بمرزوق، و لا كل مجمل بمحروم، و أكرم نفسك عن كل دنية و إن ساقتك إلى الرغائب، فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا، و لا تكن عبد غيرك، و قد جعلك الله حرا، و ما خير خير لا ينال إلا بشر، و يسر لا ينال إلا بعسر! و إياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة، و إن استطعت أن لا يكون بينك و بين الله ذو نعمة فافعل، فإنك مدرك قسمك، و آخذ سهمك، و إن اليسير من الله- سبحانه- أعظم و أكرم من الكثير من خلقه، و إن كان كل منه.

و تلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من‏ منطقك، و حفظ ما في الوعاء بشد الوكاء، و حفظ ما في يديك أحب إلى من طلب ما في يد غيرك، و مرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس، و الحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور، و المرء أحفظ لسره، و رب ساع فيما يضره! من أكثر أهجر، و من تفكر أبصر، قارن أهل الخير تكن منهم، و باين أهل الشر تبن عنهم، بئس الطعام الحرام، و ظلم الضعيف أفحش الظلم، إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا، و ربما كان الدواء داء و الداء دواء، و ربما نصح غير الناصح و غش المستنصح، و إياك و الإتكال على المنى فإنها بضائع النوكى، و العقل حفظ التجارب، و خير ما جربت ما وعظك، بادر الفرصة قبل أن تكون غصة، ليس كل طالب يصيب، و لا كل غائب يؤب، و من الفساد إضاعة الزاد و مفسدة المعاد، و لكل أمر عاقبة، سوف يأتيك ما قدر لك، التاجر مخاطر، و رب يسير أنمى من كثير.

و لا خير في معين مهين، و لا في صديق ظنين، ساهل الدهر ما ذل لك قعوده، و لا تخاطر بشى‏ء رجاء أكثر منه، و إياك أن تجمح بك مطية اللجاج، أحمل نفسك من أخيك عند صرمه‏ على الصلة، و عند صدوده على اللطف و المقاربة، و عند جموده على البذل، و عند تباعده على الدنو، و عند شدته على اللين، و عند جرمه على العذر، حتى كأنك له عبد، و كأنه ذو نعمة عليك، و إياك أن تضع ذلك في غير موضعه، أو أن تفعله بغير أهله لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادى صديقك، و امحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة، و تجرع الغيظ فإني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة و لا ألذ مغبة، و لن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك، و خذ على عدوك بالفضل فإنه أحلى الظفرين، و إن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما، و من ظن بك خيرا فصدق ظنه، و لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك و بينه، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه، و لا يكن أهلك أشقى الخلق بك، و لا ترغبن فيمن زهد عنك و لا يكونن أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته، و لا يكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان، و لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته و نفعك، و ليس جزاء من سرك أن تسوءه.

اللغة

(المطية): ما يقطع به المسافة فاختلاف الليل و النهار يوحب طي مدة العمر، (تعدو): تجاوز (التخفيض و الاجمال): ترك الحرص في طلب الدنيا، (الحرب): سلب المال و فنائه، (أوجفت): أسرعت (التلافي): التدارك (الوكاء):حبل يشد به رأس القربة، (الحرفة): الاكتساب بالتعب، (أهجر الرجل): اذا أفحش في منطقه (الرفق): اللين و (الخرق): ضده، (النوكى): الحمقى (الصرم):القطع (الصدود): الاعراض، (الظنين): المتهم، (محضه النصيحة): أخلصها له (المغبة): العاقبة.

الاعراب‏

و قد جعلك الله حرا، جملة حالية، استفهام انكارى- نفى و ما خير خير: يحتمل أن يكون كلمة ما استفهامية للانكار فالخير الأول مضاف إلى الثاني و لو جعلت نافية ففي الاضافة غموض و في العبارة إبهام و الاعراب في قوله «و يسر لا ينال» أغمض فتدبر بشد الوكاء ظرف مستقر خبر لقوله «حفظ»، ما ذل، لفظة ما مصدرية زمانية رجاء أكثر منه: مفعول له لقوله «لا تخاطر»، ما في قوله «يوماما» نكرة تفيد القلة.

المعنى‏

قرر عليه السلام في هذا الفصل زوال‏ الدنيا و فناءها بحساب رياضى فقال: إن العمر عدد من الليالى و الأيام المارة على الدوام و يصل إلى النهاية و ينفد لا محالة و بعد ما أثبت بالبرهان الرياضى أن العمر منقض و أن الأجل محتوم فلا ينبغي الركون إلى الدنيا و الاعتماد عليها، ثم توجه إلى ابطال ما يفتتن به أهل الدنيا من الامال و بين‏ أن‏ الانسان في هذه الدنيا لا يبلغ إلى آماله لأن الأمل غير محدود، و الأجل محدود، و وصاه بترك الحرص و الكد في طلب الدنيا، فإن الرزق المقدر يصل بأدنى‏ طلب‏ و ما يطلب بجد و كد ربما يتلف و يضيع و يعرضه‏ الحرب‏.

قال ابن ميثم: و ذلك كما شوهد في وقتنا أن تاجرا كان رأس ماله سبعة عشر دينارا فسافر بها إلى الهند مرارا حتى بلغت سبعة عشر ألفا فعزم حينئذ على ترك السفر و الاكتفاء بما رزقه الله، فسولت له نفسه الأمادة بالسوء في العود و حببت إليه الزيادة فعاود السفر فلم يلبث أن خرجت عليه السراق في البحر فأخذوا جميع ما كان معه، فرجع و قد حرب ماله، و ذلك ثمرة الحرص المذموم.

ثم تعرض عليه السلام للوصية بحفظ كرامة النفس و الاحتفاظ بالشخصية التي هي شرف وجود الانسان و امتيازه عن سائر أنواع الحيوان فقال عليه السلام: (و أكرم نفسك عن كل دنية و إن ساقتك إلى الرغائب) و يندرج في وصيته هذه الأمر بحفظ الحرية و الاستقلال في عالم البشرية التي هي لب الديمو قراطية في الاجتماع الانسانى و أشار إلى أن‏ النفس‏ أعز و أعلى من كل شي‏ء فلا قيمة له بوجه من الوجوه و أكد ذلك بقوله عليه السلام‏ (و لا تكن عبد غيرك و قد جعلك الله حرا).

ثم أشار إلى أن آفة الحرية الطمع‏ فحذر منه أشد الحذر و في التشبث بالوسائط نوع من الضعف في الاستقلال و الحرية فقال عليه السلام‏ (و إن استطعت أن لا يكون بينك و بين الله ذو نعمة فافعل).

ثم سرد أنواعا من الفضائل و حث على اكتسابها، و أنواعا من الرذائل و وصى الاجتناب عنها، فمن الفضائل: الصمت، و حفظ المال، و تكلف‏ الحرفة و من الرذائل: إظهار الحاجة إلى الناس‏، و تحصيل‏ الغنى بالفجور و كثرة الكلام.

و من الفضائل: الفكر و مصاحبة أهل الخير، و من الرذائل مصاحبة أهل الشر و الظلم بالضعيف‏، و جر عليه السلام كلامه إلى الوصية بحفظ روابط الود مع الأحباء و الأقرباء فانه اس الاجتماع و التعاون المفيد في الحياة، فقال عليه السلام:(احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة) و بين كل ما يمكن أن يصير سببا لقطع رابطة الاخاء وفت عضد المحبة و الاجتماع و أراه دواءه الناجع النافع فدواء الإعراض الاقبال و المقارنة باللطف‏، و دواء المنع عن العطاء هو البذل عليه و دواء التباعد الناشي عنه هو التقارب و الدنو منه، و دواء شدته‏ و صولته هو اللين‏ و الرفق‏ معه، و دواء جرمه‏ و اجترائه هو الاعتذار منه و له، و قد لخص كل ذلك في قوله: (حتى كأنك له عبد).و قد ذيل وصايته هذه بأن تلك المعاملة الاخائية لا بد و أن تكون مع من يليق بها و هو المؤمن المعتقد.

الترجمة

اى پسر جانم بدانكه هر كس بر پاكش شب و روز سوار است هميشه بسوى مرگ در رفتار است گر چه در جاى خود ايستاده و استوار است، و بنا خواه طى راه مى ‏نمايد گر چه مقيم و آسوده مى ‏زيد، بطور يقين بدان كه بارزو و آرمان خود نمى‏ رسى و از عمر مقدر نمى ‏گذرى و براه همه كسانى كه پيش از تو بوده ‏اند مى‏ روى، در طلب دنيا آرام باش و در كسب مال هموار رفتار كن زيرا بسا طلب كه بسر انجام تلف مى ‏كشد، نه هر كس دنبال روزى دود بروزى مى ‏رسد و نه هر كس آرام و هموار كار مي كند از روزى وا مى‏ ماند، خود را از هر پستى در طلب دنيا گرامى دار و اگر چه آن كار پست تو را بارمانهايت برساند، زيرا اگر خود را بفروشى بهائى كه ارزش شخصيت را داشته باشد بدست نياورى، خود را بنده ديگرى مساز و بأو مفروش در صورتى كه خداوندت آزاد و مستقل آفريده است، چه خير و خوبى دارد آن خيرى كه جز بوسيله بدى بدست نيايد، و چه آسايشى است در آنچه جز بدشوارى فراهم نشود؟؟.

مبادا اختيار خود را بمركب سركش طمع بسپارى تا تو را در پرتگاه هلاك و نابودى كشاند، اگر توانى هيچ منعمى را ميان خود و خدا واسطه طلب روزى نسازى همين كار را بكن وزير بار نوكرى ديگران مرو، زيرا تو قسمت روزى خود را خواهى يافت و بهره‏ ات بتو خواهد رسيد همان روزى اندك از طرف خداوند سبحان بى منت ديگران بزرگتر و گرامى ‏تر است از بهره بيشتر از دست ديگران، و گر چه همه از طرف خداوند منانست.

هر كه نان از قبل خويش خورد منت از حاتم طائى نبرد

تدارك تقصيرى كه از خموشى بر آيد آسانتر است از تدارك آنچه از گفتار ناهنجار زايد، نگهدارى رازهاى درون ببستن زبانست چون بستن سر ظرف آنچه را در آنست حفظ مى ‏نمايد، نگهدارى آنچه در دست خود دارى نزد من محبوبتر است از جستن چيزى كه در دست ديگرانست، تلخى نوميدى به است از دست نياز بمردم دراز كردن، پيشه ورى و آبرومندى به است از بى ‏نيازى بوسيله هرزگى هر مردى بهتر، راز خود را نگه مى ‏دارد، بسا كسى كه در زيان بخود مى‏ كوشد هر كه پر گويد ژاژ خوايد، هر كه انديشه كند بينا گردد، با خيرمندان در آميز تا از ايشان باشى، از شر انگيزان جدا شو تا از آنها بر كنار باشى، چه بد خوراكى است مال حرام، ستم بر ناتوان فاحش‏ترين ستم است، در جائى كه از ملايمت كج خلقى بر آيد كج خلقى ملايمت زايد، چه بسا كه دارو درد گردد و درد دارو، چه بسا كه اندرز از بد خواه بر آيد و خير خواه بد غلى در اندرز خود گرايد،

مبادا بر آرزوهاى خود اعتماد كنى كه آرزومندى كالاى احمقان است، عقل و خرد تجربه اندوزيست، بهترين تجربه آنست كه تو را پند دهد تا غصه و افسوس نيامده وقت را غنيمت شمار و از دستش مده، هر كس جويد بمقصد رسد و نه هر غائبى بخانه ‏اش بر گردد، ضايع نمودن توشه راه ارتكاب تباه است و مفسد روز رستاخيز، هر كارى را دنباله ‏ايست و بسر انجامى گرايد، هر چه براى تو مقدر باشد بتو خواهد رسيد، بازرگان خود را بخطر مى ‏اندازد، چه بسا اندكى كه پر بركت تر از بسيار است، در ياور و همكار پست و زبون خيرى نباشد و نه در دوست دو دل و متهم بخيانت، تا روزگار با تو بسازد با او بساز، چيزى كه در دسترس است باميد بيش از آنش در خطر مي فكن، مبادا عنان خود را بدست مركب سركش لجبازى بسپارى، براى نگهدارى برادر و دوست خود اگر از تو بريد با او پيوست كن، و هنگام رو گردانى او با لطف و مهربانى بأو نزديك شو، و چون مشت خود را بست بأو ببخش، و چون دورى گزيد بأو نزديك شو، و هنگام سختگيرى او با او نرمش كن، و چون جرمى مرتكب شد بر او پوزش آور، تا آنجا در برابر او فروتن باش بمانند بنده‏اى در برابر آقاى خود و تا آنجا كه او را منعم خويش بحساب آورى، و مبادا اين معامله برادرانه را با نا اهل و ناشايست آن روا دارى.

با دشمن دوستت طرح دوستى مريز تا با دوستت دشمنى كرده باشى، با برادر خود پاك و صريح نصيحت كن و حق را بأو بگو چه خوش آيد او باشد چه او را بد آيد، خشم را فرو خور زيرا من نوششى را شيرين سرانجام تر و لذت بخش تر در دنبال از آن آن نديدم، با كسى كه درشتت بر آيد نرمش كن چه بسا كه نرم شود، بر دشمن خود بتفضل و احسان برترى جو، زيرا كه اين شيرين‏تر پيروزيها است اگر خواستى از دوستى ببرى يك رشته از حسن رابطه را بجاى گزار كه بوسيله آن بوى بر گردى اگر روزى پشيمان شدى، هر گاه كسى بتو گمان خوبى دارد بأو خوبى كن و گمانش را درست در آور باعتماد دوستى و يگانگى حق دوست را زير پا مكن زيرا كسى كه حقش را ضايع سازى با تو برادرى نكند.

مبادا خاندان تو بد بخترين مردم باشند نسبت بتو و از آنها رعايت ديگران را نكنى، كسى كه تو را ترك گويد و از تو رو گرداند دل بأو مبند، برادر و دوست تو در قطع رابطه بر تو از پيوند تو با او پيشدستى نكند و پيش از آنكه او قطع رابطه كند جلو آنرا بگير و مواظب باش كه او در بد رفتارى با تو از خوشرفتارى تو با او پيشدستى نكند و با خوشرفتارى جلو بد رفتاريش را ببند ستم ستمگر بر تو گران نيايد زيرا كه او در زيان خود و سود تو كوشش مى‏ نمايد پاداش كسى كه تو را شادمان مى ‏نمايد اين نيست كه تو بأو بدى كنى و دلش را آزرده سازى.

الفصل الثامن من قوله عليه السلام:

و اعلم، يا بني أن الرزق رزقان: رزق تطلبه، و رزق‏ يطلبك، فإن أنت لم تأته أتاك، ما أقبح الخضوع عند الحاجة، و الجفاء عند الغنى، إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك، و إن جزعت على ما تفلت من يديك فاجزع على كل ما لم يصل إليك، استدل على ما لم يكن بما قد كان فإن الأمور أشباه، و لا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا بالغت في إيلامه، فإن العاقل يتعظ بالأدب، و البهائم لا تتعظ إلا بالضرب، اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر و حسن اليقين، من ترك القصد جار، و الصاحب مناسب، و الصديق من صدق غيبه، و الهوى شريك العمى [العنا]، و رب قريب أبعد من بعيد، و بعيد أقرب من قريب، و الغريب من لم يكن له حبيب، من تعدى الحق ضاق مذهبه، و من اقتصر على قدره كان أبقى له، و أوثق سبب أخذت به سبب بينك و بين الله، و من لم يبالك فهو عدوك، قد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاكا، ليس كل عورة تظهر، و لا كل فرصة تصاب، و ربما أخطأ البصير قصده، و أصاب الأعمى رشده، أخر الشر فإنك إذا شئت تعجلته، و قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل، من أمن الزمان خانه، و من أعظمه أهانه، ليس كل من رمى أصاب،

إذا تغير السلطان تغير الزمان، سل عن الرفيق قبل الطريق، و عن الجار قبل الدار. إياك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكا و إن حكيت ذلك عن غيرك، و إياك و مشاورة النساء، فإن رأيهن إلى أفن، و عزمهن إلى وهن، و اكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن فإن شدة الحجاب أبقى عليهن، و ليس خروجهن بأشد من إدخالك من لا يوثق به عليهن، و إن استطعت إن لا يعرفن غيرك فافعل، و لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فإن المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة، و لا تعد بكرامتها نفسها، و لا تطمعها في أن تشفع لغيرها، و إياك و التغاير في غير موضع غيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم، و البريئة إلى الريب، و اجعل لكل إنسان من خدمك عملا تأخذه به، فإنه أحرى أن لا يتواكلوا في خدمتك، و أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، و أصلك الذي إليه تصير، و يدك التي بها تصول. أستودع الله دينك و دنياك، و أسأله خير القضاء لك في العاجلة و الاجلة، و الدنيا و الاخرة، و السلام.

اللغة

(مثوى): اسم مكان من ثوى بمعنى محل الاقامة، (تفلت): تخلص و في معناه الافلات و الانفلات (العظة): كالعدة مصدر وعظ يعظ، (عزائم الصبر): ما لزمته منها، (مناسب) مفعول من ناسب أى من ذوى القربى، (العورة): قال ابن ميثم: هنا الاسم من أعور الصيد إذا أمكنك من نفسه و أعور الفارس إذا بدامنه موضع خلل الضرب، (أفن): الأفن بسكون الفاء، النقص، و المتأفن، المتنقص و روى إلى أفن بالتحريك فهو ضعيف الرأى، أفن الرجل يأفن أفنا أى ضعف رأيه (الوهن): الضعف، (القهرمانة): فارسي معرب.

الاعراب‏

رزق تطلبه، عطف بيان لقوله «رزقان»، من دنياك متعلق بقوله «لك» و هي ظرف مستقر خبر مقدم لقوله «ان» و ماء الموصولة اسم له، و اكفف عليهن من أبصارهن قال الشارح المعتزلي «ص 124 ج 16 ط مصر»: من ها هنا زائدة و هو مذهب أبي الحسن الأخفش من زيادة من في الموجب، و يجوز أن يحمل على مذهب سيبويه فيعنى به: فاكفف عليهن بعض أبصارهن، بأشد خبر ليس، و الباء زائدة، لا تعد: نهى من عدا يعدو أى لا تجاوز، التغاير: تفاعل من الغيرة و هي الرقابة في النساء.

المعنى‏

قد قسم عليه السلام‏ الرزق‏ إلى‏ رزق‏ يحصل بلا طلب و إلى‏ رزق‏ يحصل بالطلب و قد ورد في غير واحد من الايات و الأخبار أن‏ الرزق‏ مضمون على الله تعالى و أصرح الايات قوله تعالى: «و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها و يعلم مستقرها و مستودعها كل في كتاب مبين: 6- هود» و قوله تعالى «إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين: 58- الذاريات».

فالايتان تدلان على أن الله تعالى تعهد رزق كل دابة كدين يجب الوفاء به و هو قادر على أداء هذا الدين فيصل رزق كل دابة إليها و أنه تعالى هو الرازق‏ على وجه الحصر و لا رازق غيره لأن ضمير الفصل في قوله: هو الرزاق، و تعريف المسند يفيدان الحصر فمعنى الاية أنه تعالى رازق و لا رازق غيره، و ينبغي البحث هنا في أمرين:

1- أن وصول الرزق إلى كل مرزوق مطلق أو له شرط معلق عليه فاذا لم يحصل الشرط يسقط الرزق المقدر، و ما هو هذا الشرط؟

يستفاد من بعض الأخبار أن الرزق مشروط بالطلب و الاكتساب بوجه ما فاذا ترك الطلب مطلقا يسقط الرزق المقدر، و ذلك كمن ترك تحصيل الرزق و اعتزل في زاوية منتظرا لمن يدخل عليه و يكفله، و يؤيد ذلك وجوب تحصيل النفقة لنفسه و لمن يجب عليه نفقته كالزوجة و الأقارب باتفاق الفقهاء، فلو كان الرزق واصلا مطلقا و حاصلا بتقدير من الله فلا معنى لوجوب تحصيله، و لكن لا إشكال في أن تأثير الطلب مختلف في الأشخاص، فربما يحصل بطلب قليل رزق واسع كثير، و ربما يحصل بالجد و الكد أدنى مئونة العيش و مقدار دفع الجوع و سد الرمق، و نظره عليه السلام في هذا المقام ترك الحرص و تحمل العناء في طلب الدنيا، كما أنه لا إشكال في حصول الرزق لبعض الأشخاص من حيث لا يحتسب قال الشارح المعتزلي «ص 114 ج 16 ط مصر»:دخل عماد الدولة أبو الحسن بن بويه شيراز بعد أن هزم ابن ياقوت عنها و هو فقير لا مال له فساخت إحدى قوائم فرسه في الصحراء في الأرض فزل عنها و ابتدرها غلمانه فخلصوها، فظهر لهم في ذلك الموضع نقب وسيع، فأمرهم بحفره فوجدوا فيه أموالا عظيمة و ذخائر لابن ياقوت.

ثم استلقى يوما آخر على ظهره في داره بشيراز التي كان ابن ياقوت يسكنها فرأى حية في السقف، فأمر غلمانه بالصعود إليها و قتلها، فهربت منهم، و دخلت في خشب الكنيسة فأمر أن يقلع الخشب و تستخرج و تقتل، فلما قلعوا الخشب وجدوا فيه أكثر من خمسين ألف دينار لابن ياقوت.

و احتاج لأن يفصل و يخيط ثيابا له و لأهله فقيل: ها هنا خياط حاذق كان‏ يخيط لابن ياقوت، و هو رجل منسوب إلى الدين و الخير، إلا أنه أصم لا يسمع شيئا أصلا فأمر باحضاره فأحضر و عنده رعب و هلع، فلما أدخله إليه كلمه و قال:اريد أن تخيط لنا كذا و كذا قطعة من الثياب، فارتعد الخياط و اضطرب كلامه و قال: و الله يا مولانا ماله عندى إلا أربعة صناديق ليس غيرها، فلا تسمع قول الأعداء في، فتعجب عماد الدولة و أمر باحضار الصناديق فوجدها كلها ذهبا و حليا و جواهر مملوءة وديعة لابن ياقوت.

2- أن من يأكل من الحرام كالسارق و الكاسب من الوجوه المحرمة فهل يأكل رزقه المقدر أم يأكل من غير رزقه؟ و هل الحرام رزق الله و يندرج في كلامه هذا أن الرزق رزقان‏ أم هو خارج عن مفهوم كلامه و رزق ثالث؟.ثم قبح عليه السلام خلقا معروفا عند الناس و هو الخضوع عند الحاجة و الجفاء عند الغنى‏.

و قد ارتكب الناس هذا الخلق حتى مع الله تعالى فعاتبهم به في كلامه قال عز و جل‏ حتى إذا كنتم في الفلك و جرين بهم بريح طيبة و فرحوا بها جاءتها ريح عاصف و جاءهم الموج من كل مكان و ظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق‏: 22- 23 يونس».

و قد أشار عليه السلام إلى أن ما يفيد للانسان من الدنيا هو يصلح به أمر آخرته فحسب، و أما غير ذلك فيذهب هدرا و يبقى تبعته.و أشار عليه السلام إلى تسلية مقنعة مستدلة لترك الأسف على ما فات بأنه إذ جزع على ما خرج من يده من المال و الجاه فلا بد أن يجزع على جميع ما في الدنيا مما لم‏ يصل إليه‏ لأنه لا فرق بين القسمين، و وصى أن يكون للانسان قلبا خاصغا فهما مستعدا للاتعاظ و هو دليل العقل و الفراسة.

العبد يقرع بالعصا و الحر تكفيه الملامة

و لا يخلو الانسان من‏ هموم‏ ترد على قلبه من حيث يشعر و لا يشعر فوصى‏

عليه السلام بطرد هذه‏ الهموم‏ بملازمة صبر ثابت و يقين‏ صادق و بملازمة طريقة عادلة في أعماله و أخلاقه و نبه على أن‏ الصاحب الصديق‏ كنسيب‏ قريب‏، و كان يقال:«الصديق نسيب الروح و الأخ نسيب البدن».

و قد بين عليه السلام موازين لامور هامة:

1- ميزان الصداقة، فقال: (و الصديق من صدق غيبه) يعنى أن الصداقة يعرف بحفظ الغيب‏ للصديق‏، فربما شخص يظهر الصداقة في الحضور و لم يكن إلا منافقا.

2- ميزان الغربة، فقال: (الغريب من لم يكن له حبيب) أى‏ من لم يكن له‏ مونس يطمئن إليه و يلمسه عن ظهر قلبه برابطة و دية صادقة فهر غريب‏ و إن كان في وطنه.

3- ميزان العداوة، فقال: (و من لم يبالك فهو عدوك) أى‏ من لم‏ يكترث بك و يراعيك‏ فهو عدو.

و قد استغرب الشارح المعتزلي هذه الميزانية للعداوة فقال «ص 119 ج 16 ط مصر»: و هذه الوصاة خاصة بالحسن عليه السلام و أمثاله من الولاة و أرباب الرعايا و ليست عامة للسوقة من أفناء الناس، و ذلك لأن الوالي إذا أنس من بعض رعيته أنه لا يباليه و لا يكترث به، فقد أبدى صفحته، و من أبدى لك صفحة فهو عدوك‏ و أما غير الوالي من أفناء الناس فليس أحدهم إذا لم يبال بالاخر بعدو له.

أقول: قد ذكرنا فى بدء شرح هذه الوصية أنها موجهة من نوع الوالد إلى نوع الولد من دون ملاحظة أية خصوصية في البين، و المقصود من عدم المبالات في كلامه عليه السلام هو عدم رعاية الحق بعد المعرفة و وجود الرابطة بين شخصين و كل من عرف غيره و لم يراع له حقه يكون عدوا له و ظالما، سواء من السوقة و أفناء الناس، أو من الولاة و الحكام، و الفرق أن المعرفة للوالي أعم، و حقوقه على الرعايا أتم و ألزم.

و قد اختلف في تفسير قوله عليه السلام: (ليس كل عورة تظهر) فقال الشارح المعتزلي «في ص 119 ج 16 ط مصر»: يقول: قد تكون‏ عورة العدو مستترة

عنك فلا تظهر، و قد تظهر لك و لا يمكنك إصابتها.

و قال ابن ميثم: نبه بقوله: ليس كل عورة- إلى قوله: رشده‏، على أن من الامور الممكنة و الفرض ما يغفل الطالب‏ البصير عن وجه طلبه فلا يصيبه و لا يهتدى له، و يظفر به‏ الأعمى‏- إلى أن قال: و غرض الكلمة التسلية عن الأسف و الجزع على ما يفوت من المطالب بعد إمكانها.

أقول: قد ارتبط ابن ميثم هذه الجمل الأربع إلى غرض واحد، و الظاهر أن كلا منها حكمة عامة تامة، و المقصود من‏ العورة العيب في عدو أو غيره المعرض للانكشاف، فيقول: ربما يبقي عيب معروض للانكشاف مستورا لغفلة الناس أو سبب آخر، كما أنه ربما لا يستفاد من‏ الفرصة و ربما يخطأ البصير عن‏ قصده‏ كما أنه‏ ربما يصيب‏ الأعمى رشده‏.

و هذه الحكم كلها من قبيل المثل السائر المشهور: رمية من غير رام و تنبيه على أن الأسباب المعمولة ليست عللا تامة للوصول إلى المقاصد و الأهداف.

و نبه بقوله عليه السلام‏ (من أمن الزمان خانه و من عظمه هانه) على أن‏ الزمان‏ إذا أقبل على الانسان لا يصح الاعتماد عليه، فانه دوار غدار كما قال أبو الطيب:و هي معشوقة على الغدر لا تحفظ عهدا و لا تتمم وصلا و قد أشار إلى السبب الأساسى في تغيير الزمان‏ على بني الانسان فقال: (إذا تغير السلطان تغير الزمان) ذكر الشارح المعتزلي «ص 121 ج 16 ط مصر» في شرح هذه الجملة:في كتب الفرس أن أنوشروان جمع عمال السواد و بيده درة يقلبها،

فقال:أي شي‏ء أضر بارتفاع السواد و أدعى إلى محقه؟ أيكم قال ما في نفسي جعلت هذه الدرة في فيه؟ فقال بعضهم: انقطاع الشرب، و قال بعضهم: احتباس المطر و قال بعضهم: استيلاء الجنوب و عدم الشمال، فقال لوزيره: قل أنت فإني أظن عقلك يعادل عقول الرعية كلها أو يزيد عليها، فقال: تغير رأى السلطان في رعيته، و إضمار الحيف لهم، و الجور عليهم، فقال: لله أبوك، بهذا العقل أهلك‏ آبائي و أجدادي لما أهلوك له، و دفع إليه الدرة فجعلها في فيه.

ثم توجه عليه السلام في آخر وصيته إلى المعاملة مع‏ النساء و الخدم و هم أهل البيت و الخاصة و وصى في‏ النساء بأمور:

1- ترك‏ المشاورة معهن لضعف‏ الرأى‏ و وهن العزم‏ و التصميم في الأمور.

2- كف‏ أبصارهن‏ عن الأجانب و زهرة الدنيا بواسطة الحجاب عليهن‏ فانه موجب لبقائهن و وفائهن للزوج.

3- عدم إدخال الرجال الأجانب‏ عليهن‏ في البيت إذا كانوا أهل‏ ريب‏ و فتنة.

4- عدم إحالة تدبير امور البيت من شراء الحوائج و الامور الخارجة عن تدبير أنفسهن‏ عليهن‏ لأن ذلك يؤذيهن و يذهب بجمالهن و بهائهن و ينقص من الاستمتاع بوجودهن.

5- عدم إجابتهن في الشفاعة و الوساطة للأغيار، فانه يوجب توجههم إليهن و يؤدي إلى فسادهن يوما ما.

6- عدم اظهار الغيرة عليهن‏ في غير موضعها، و المقصود المنع من سوء الظن بهن ضنا عليهن‏ و شغفا بحبهن فانه يوجب سوقهن إلى الفساد، و يلوث براءة ساحتهن‏ بالريب‏ و عدم الاعتماد.

و أما وصيته عليه السلام بالنسبة إلى الخدم فانه تنتظم أعمال خدمتهم بتقسيم اموره بينهم و إحالة كل أمر إلى من يناسبه منهم و جعله مسئولا عنه بخصوصه لئلا يكل بعضهم إلى بعض و يضيع الامور و تبقى بلا مسئول خاص.

ثم ختم عليه السلام وصاياه بقوله‏ (و أكرم عشيرتك) و المقصود منه صلة الرحم المأمور بها في الكتاب و السنة معللا بأن العشيرة كالجناح للطيران و كالأصل للبنيان و كاليد للصولة على ذوي العدوان.

و قد قرر ابن خلدون في مقدمته المعروفة في علم الاجتماع و العمران، العصبة و الاعتماد على العشيرة أصلا ثابتا في القبض على الحكومة و السلطان و تحصيل الزعامة على سائر أفراد الانسان، و قرر ذلك الأصل بشواهد كثيرة من التاريخ في شتى النواحي و البلدان.

قال في «ص 117 ج 1 من المقدمة ط مصر»: الفصل السابع عشر في أن الغاية التي تجرى إليه العصبية هي الملك.و ذلك لأنا قدمنا أن العصبية بها تكون الحماية و المدافعة و المطالبة و كل أمر يجتمع عليه و قدمنا أن الادميين الطبيعة الانسانية يحتاجون في كل اجتماع إلى وازع و حاكم يزع بعضهم عن بعض، فلا بد أن يكون متغلبا عليهم بتلك العصبية و إلا لم تتم قدرته على ذلك و هذا التغلب هو الملك.

الترجمة

اى پسر جانم بدانكه روزى بر دو قسم است، يك روزيست كه تو بدنبال آن مى ‏روى و روزى ديگرى كه دنبالت مى ‏آيد و اگر بدنبال آن نروى او بدنبال تو مى ‏آيد، وه چه زشت است كه هنگام نياز فروتن و زبون باشى و چون نياز ندارى جفا كنى و رو گردانى، تو از دنياى خود همانى را دارى كه با آن كار آخرت خود را درست كنى، اگر بدانچه از دستت رفته است بيتابى كنى بايد بر هر چه كه در جهانست و بتو نمى ‏رسد بيتابى كنى و غم آنرا بخورى، بدانچه نباشد از آنچه هست رهياب باش، زيرا همه امور بهم مانند و آنچه هست نمونه‏ ايست براى آنچه نيست.

از آن كسانى مباش كه پند نپذيرد مكر آنكه پندى جانگاه و ملامت بار باشد و دلش را بدرد آورد، زيرا خردمند بهمان ادب و پرورش پند پذيرد، جانورانند و چهار پايان كه جز با كتك فرمان پذير نباشند، آنچه هم و اندوه بر دلت وارد شود بوسيله شكيبائى پايدار و خوش باورى از قدرت پروردگار از خود دور كن هر كس از راه عدل و داد بگردد جائر و نابكار باشد، و رفيق موافق برادر باشد دوست آن كس است در پشت سر دوستى را رعايت كند، هوس همعنان رنج و غم است، بسا خويشى كه از بيگانه دورتر است و بسا بيگانه كه از خويش نزديكتر و مهربانتر، آواره كسى است كه دوستى ندارد.

هر كس از حق تجاوز كند به تنگناى گرفتار آيد، هر كه قدر خود را شناسد و بر آن بايستد براى او پاينده‏ تر است، محكمترين وسيله كه به آن بچسبى آنست كه ميان تو و خدا است، هر كسى بتو بى ‏اعتنا است دشمن تو است، گاهى شود كه نوميدى رسيدن بمقصود باشد در صورتى كه طمع ورزى مايه نابوديست، هر بدى فاش نگردد، و هر فرصتى مورد استفاده نباشد، بسا كه بينا و هشيار از مقصد خود خطا رود و نابينا و نادان بمقصد رسد.

بدى را تا توانى بتأخير انداز كه هر دم مى‏ توانى در آن بشتابى، بريدن نادان برابر پيوند با خردمندانست، هر كس از مكر زمانه آسوده زيد بخيانت او دچار گردد، و هر كس زمانه را بزرگ شمارد خوارى آنرا بيند، نه هر كس تير اندازد بهدف زند، وقتى سلطان ديگر گونه گردد زمانه هم ديگر گون شود نخست از رفيق پرسش كن آن گاه از راه، و از همسايه بررسى كن آن گاه از خانه مبادا سخنى بگوئى كه خنده آور باشد و اگر چه از ديگرى آنرا حكايت كنى.

مبادا با زنان خانه خود در كارهايت مشورت كنى زيرا رأى آنان سست است و تصميمشان نا پايدار است، با حجاب خود جلو ديده آنانرا بر گير زيرا هر چه در پرده باشند بهتر مى ‏مانند و سالم ترند، بيرون رفتن آنها از خانه و گردش آنان در كوى و بر زن از آن بدتر نيست كه بيگانه‏ اى كه مورد اطمينان نباشد نزد آنها آورى و با او معاشرت كنند، و اگر بتوانى آنها را چنان دارى كه جز تو را نشناسند همين كن.

زن را به بيش از آنچه راجع بخود او است بر كارها سر كار و صاحب اختيار مكن، زيرا زن چون گل است و جنس لطيف و قهرمان و كارگزار نيست، و نبايد از اندازه احترام و شايستگى خود تجاوز نمايد، زن را بطمع ميانداز كه پيش تو واسطه انجام كار ديگران شود، و مبادا بيجا غيرت ورزى كنى و بدنبال بدبينى باشى كه اين خود زن درست و پارسا را بيمار و ناهموار سازد و زن پاكدامن را بسوى آلودگى كشد.

براى هر كدام از خدمتكاران خود كارى مخصوص او مقرر دار كه مسئول او باشد، و در عهده او شناخته شود، زيرا اين تقسيم كارها خود سبب مى‏ شود كه كارها را بهم وانگذارند و خدمت را بى ‏سرانجام ننمايند.

عشيره و تيره و تبار خود را گرامى دار و محترم شمار زيرا كه آنان بجاى پرهاى تواند كه بوسيله آنها پران مى ‏شوى و پايه تواند كه بدانهاى مى ‏گردى، و چون دست تواند كه بوسيله آنها يورش و فعاليت دارى.

من تو را از نظر دين و دنيايت بخدا مى ‏سپارم، و از او براى تو فرمان خير و صلاح را در دنيا و آخرت خواستارم و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 30 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 30 صبحی صالح

30- و من كتاب له ( عليه ‏السلام  ) إلى معاوية

فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا لَدَيْكَ وَ انْظُرْ فِي حَقِّهِ عَلَيْكَ وَ ارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لَا تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ

فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلَاماً وَاضِحَةً وَ سُبُلًا نَيِّرَةً وَ مَحَجَّةً نَهْجَةً وَ غَايَةً مُطَّلَبَةً يَرِدُهَا الْأَكْيَاسُ وَ يُخَالِفُهَا الْأَنْكَاسُ مَنْ نَكَبَ عَنْهَا جَارَ عَنِ الْحَقِّ وَ خَبَطَ فِي التِّيهِ وَ غَيَّرَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ وَ أَحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ

فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ سَبِيلَكَ وَ حَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ فَقَدْ أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ وَ مَحَلَّةِ كُفْرٍ

فَإِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّاً وَ أَقْحَمَتْكَ غَيّاً وَ أَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ وَ أَوْعَرَتْ عَلَيْكَ الْمَسَالِكَ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج19  

و من كتاب له عليه السلام الى معاوية- و هو المختار الثلاثون من باب المختار من كتبه و رسائله‏

فاتق الله فيما لديك، و انظر في حقه عليك، و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته فإن للطاعة أعلاما واضحة، و سبلا نيرة، و مهجة نهجة [نهجة- معا]، و غاية مطلبة يردها الأكياس و يخالفها الأنكاس، من نكب عنها جار عن الحق، و خبط في التيه، و غير الله نعمته، و أحل به نقمته، فنفسك نفسك فقد

بين الله لك سبيلك، و حيث تناهت بك أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر، و محلة كفر، و إن نفسك قد أوحلتك شرا، و أقحمتك غيا، و أوردتك المهالك، و أوعرت عليك المسالك.

المصدر

هذا الفصل اختاره الشريف الرضي رضوان الله عليه على دأبه من كتاب له عليه السلام إلى معاوية و هذه صورته الكاملة:

أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر مشاغبتي، و تستقبح مواربتي، و تزعمني متجبرا، و عن حق الله مقصرا، فسبحان الله، كيف تستجيز الغيبة؟ و تستحسن العضيهة؟ و إني لم اشاغب إلا في أمر بمعروف، أو نهى عن منكر و لم أتجبر [و لم أضجر- نسخة] إلا على باغ مارق، أو ملحد منافق، و لم آخذ في ذلك إلا بقول الله سبحانه: لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم‏.

و أما التقصير في حق الله تعالى فمعاذ الله! و المقصر في حق الله جل ثناؤه من عطل الحقوق المؤكدة، و ركن إلى الأهواء المبتدعة، و أخلد إلى الضلالة المحيرة.

و من العجب أن تصف يا معاوية الإحسان، و تخالف البرهان، و تنكث الوثائق التي هي لله عز جل طلبة، و على عباده حجة، مع نبذ الإسلام، و تضييع الأحكام و طمس الأعلام، و الجرى في الهوى، و التهوس في الردى.

فاتق الله فيما لديك، و انظر في حقه عليك- إلى آخر الفصل المختار من النهج، و إن للناس جماعة يد الله عليها، و غضب الله على من خالفها، فنفسك نفسك قبل حلول رمسك، فإنك إلى الله راجع، و إلى حشره مهطع، و سيبهظك كربه و يحل بك غمه، يوم لا يغنى النادم ندمه، و لا يقبل من المعتذر عذره، يوم لا يغنى‏ مولى عن مولى شيئا و لا هم ينصرون.

قلت: إن كلامه عليه السلام أما بعد فقد بلغنى كتابك تذكر مشاغبتى، صريح في أن هذا الكتاب جواب عن كتاب كتبه معاوية إليه و لكن لم نظفر عليه مع كثرة الفحص و التتبع، و كتاب أمير المؤمنين علي عليه السلام هذا نقله الشارح المعتزلي و الشارح البحراني في المقام و علم الهدى ابن المولى المحسن الفيض في معادن الحكمة «ص 159 ج 1» و أحمد زكى صفوت في جمهرة رسائل العرب «ص 433 ج 1» و لم ينقلوا كتاب معاوية بل الأخيرين نقلا كتاب أمير المؤمنين عليه السلام هذا من الأولين و أتى به المجلسي في ثامن البحار «ص 540» ناقلا عن البحراني أيضا.

اللغة

(مشاغبتى) الشغب تهييج الشر كالتشغيب و شاغبه شاره، (مواربتى) المواربة:

المداهاة و المخاتلة كما في القاموس، و في غير واحد من النسخ موازرتى، (متجبرا) بالجيم و الباء الموحدة كما في عدة نسخ و في نسخ اخرى متحيرا بالحاء المهملة و الياء المثناة من تحت و الأول أنسب بما يأتي من قوله عليه السلام: و لم أتجبر إلا على باغ مارق، و منه يعلم رجحان أتجبر على أضجر أيضا.

(العضيهة): بالفتح البهية و هي الإفك و البهتان كما قاله الجوهرى في الصحاح قال المتوكل الليثي:

احذر وصال اللئيم إن له‏ عضها إذا حبل وصله انقطعا

و البيت من الحماسة (الحماسة 442) قال المرزوقي في شرحه عليها: العضه ذكر القبيح كذبا و زورا، و يقال عضهته إذا رميته بالزور، و أعضه الرجل أتى بالعضيهة و هي الإفك، و من كلامهم يا للعضيهة و يا للأفيكة.

(ركن) إليه من بابى علم و نصر أى مال إليه و سكن و وثق به.

(أخلد إلى الضلالة) قال الجوهرى: أخلدت إلى فلان أى ركنت إليه، و منه قوله تعالى: و لكنه أخلد إلى الأرض‏، (الطمس) ازالة الأثر بالمحو، قال تعالى:

فإذا النجوم طمست‏ ربنا اطمس على أموالهم‏ أى أزل صورتها و لو نشاء لطمسنا على أعينهم‏ أى أزلنا ضوأها و صورتها كما يطمس الأثر قاله الراغب في المفردات.

(التهوس في الردى) تهوس: مشى ثقيلا في أرض لينة كما عن اللسان، و قال الجوهري في الصحاح: الهوس السوق اللين، يقال: هست الإبل فهاست أى ترعى و تسير.

(المحجة) الطريق الواضحة، و (النهجة) الطريق الواضحة أيضا و أنهج الطريق أي استبان و صار نهجا واضحا بينا، أى جادة مستبينة.

(مطلبة) بتشديد اللام المفتوحة، كما في نسخة الرضي أى مطلوبة، و في غير واحدة من النسخ مطلوبة، و قال المجلسي في البحار: النسخ المصححة متفقة على تشديد الطاء، فالكلمة على هذا من اطلب كافتعل، يقال: اطلبه أى طلبه قال الجوهري في الصحاح: طلبت الشي‏ء طلبا و كذلك اطلبته على افتعلته، و قال الشارح البحراني: مطلبة بتشديد الطاء و فتح اللام، أى مطلوبة جدا منهم بناء على أن كثرة المباني تدل على كثرة المعاني، قال الرضي في شرح الشافية:اعلم أن المزيد فيه لغير الإلحاق لا بد لزيادته من معنى لأنها إذا لم يكن لغرض لفظي، كما كانت في الإلحاق، و لا لمعنى كانت عبثا. انتهى.

و قرأها الشارح المعتزلي على سكون الطاء و كسر اللام، حيث قال: قوله غاية مطلبة أى مساعفة لطالبها بما يطلبه، تقول: طلب فلان منى كذا فأطلبته أى اسعفته به، ثم خطأ الراوندي بقوله: قال الراوندي: مطلبة بمعنى متطلبة يقال: طلبت كذا و تطلبته و هذا ليس بشي‏ء يخرج الكلام أن يكون له معنى. انتهى.

قلت: التطلب طلب الشي‏ء مرة بعد اخرى مع تكلف، و يأبى سياق الكلام عن حمله على هذا المعنى، و لذا قال الشارح المذكور ردا على الراوندي:و هذا ليس بشي‏ء يخرج الكلام عن أن يكون له معنى.

ثم إن ما اختاره الشارح المعتزلي ليس بسديد أيضا لأن قول أمير المؤمنين عليه السلام: يردها الأكياس و ما بعده يبين لنا أن الكلمة بمعنى المطلوبة سواء كانت بتشديد اللام، كما في نسخة الرضي، أو بتشديد الطاء و فتح اللام كما في البحار.

و عاضد ما اختاره الشارح المذكور الفاضل أحمد زكي صفوت في جمهرة رسائل العرب بقوله: و يجوز أن تكون مطلبة بسكون الطاء و كسر اللام من أطلبه إذا أعطاه ما طلبه أى تؤتى أصحابها ما يطلبون من ثواب الله و رحمته و هذا أحسن. انتهى. و لقد علمت ما فيه.

(الأكياس) جمع كيس كجيد أى العاقل و يجمع على الكيسى أيضا إجراء له مجرى ضده أحمق و حمقى، قال إبراهيم النخعي لمنصور بن المعتمر:سل مسألة الحمقى، و احفظ حفظ الكيسى كما في البيان و التبيين (ج 1 ص 299).

تشبيه (الأنكاس) جمع النكس بكسر النون فالسكون قال رجل من بنى أسد:

و ما أنا بالنكس الدنى و لا الذي‏ إذا صدعني ذو المودة أحرب‏

و البيت من أبيات الحماسة (الحماسة 91) و قال المرزوقي في شرحه: النكس أصله في السهام و نقل إلى الضعيف من الرجال، يقال: نكسته نكسا ثم يسمى المنكوس نكسا، كما يقال: نقضته نقضا ثم يسمى المنقوض نقضا بكسر النون كأن السهم انكسر فوقه فنكس فسمى نكسا، فيقول: ما أنا بالمستضعف اللئيم و لا الذي إذا انحرف عنه من يواده دعا بالويل و الحرب فقال و احرباه.

و في الحماسة 397، قالت امرأة من بني الحارث:

فارس ما غادروه ملحما غير زميل و لا نكس و كل‏

و قال المرزوقى في شرحه: النكس المقصر عن غاية النجدة و الكرامة و أصله في السهام و هو الذي انكسر فجعل أسفله أعلاه فلا يزال ضعيفا.

و في الحماسة 714، قال عمرو بن الإطنابة.

ليسوا بأنكاس و لا ميل إذا ما الحرب شبت أشعلوا بالشاعل‏

و قال المرزوقي في شرحه: الأنكاس جمع النكس، و النكس أصله في السهام تنكسر فيجعل أسفلها أعلاها فتضعف، انتهى. قلت: و يقال للأحمق أنكس‏ شبيها بذلك السهم النكس، و في المفردات للراغب: النكس السهم الذي انكسر فوقه فجعل أعلاه أسفله فيكون رديئا و لرداءته يشبه به الرجل الدنى، (نكب عنها) من باب نصر و فرح أى عدل عنها، يقال: نكبت الريح إذا مالت عن مهاب الرياح، فالريح نكباء.

و الفعل في نسخة الرضى كان بتشديد الكاف و قد اخترناه، يقال: نكب عن الطريق بالتشديد إذا عدل و تنحى، و نكب الشي‏ء نحاه، لازم متعد، و يقال: نكبه الطريق، و نكب به الطريق، و نكب به عن الطريق أى عدله و نحاه، و في المقام بمعناه الأول.

(جار عن الحق) من الجور كما مضى في المختار المقدم قوله عليه السلام:و سفه الاراء الجائرة، قال الجوهرى: الجور الميل عن القصد يقال: جار عن الطريق، انتهى كلامه.

(خبط) مشى على غير هدى و استقامة، و (التيه): الضلال، (نقمته) بفتح النون و كسر القاف كما في نسخة الرضى، و فيها وجهان آخران بفتح النون و سكون القاف، و بكسر النون و سكون القاف أيضا و هي اسم من الانتقام و هي المكافأة بالعقوبة يقال: حلت به النقمة، تجمع على نقم و نقم و نقمات.

(تناهت) أى بلغت، قال الجوهري: الإنهاء الإبلاغ و أنهيت الخبر فانتهى و تناهى أى بلغ.

(أجريت) يقال: أجرى فلان إلى غاية كذا أى قصدها بفعله و أصله من إجراء الخيل للمسابقة، و المحلة: المنزلة.

(أوحلتك) بالواو فالحاء المهملة كما في نسخة الرضي رضوان الله عليه و في نسخ قد أولجتك، و في بعضها: قد أوجلتك، و المختار هو الأول، أى أورطتك في الوحل، قال الجوهري: الوحل بالتحريك الطين، و وحل الرجل بالكسر وقع في الوحل، و أوحله غيره.

(أقحمتك) أى أدخلتك، و الاقتحام الدخول في الأمر بشدة و عنف،و يقال: أقحم فرسه النهر، أى أوقعه و أدخله فيه بعنف.

(الغي): الضلال و الانهماك في الباطل، و قال الراغب في المفردات: الغي جهل من اعتقاد فاسد و ذلك أن الجهل قد يكون من كون الإنسان غير معتقد اعتقادا لا صالحا و لا فاسدا، و قد يكون من اعتقاد شي‏ء فاسد و هذا النحو الثاني يقال له غي، قال تعالى: ما ضل صاحبكم و ما غوى‏ … و إخوانهم يمدونهم في الغي‏، و قوله:فسوف يلقون غيا أى عذابا فسماه الغي لما كان الغي هو سببه و ذلك كتسمية الشي‏ء بما هو سببه كقولهم للنبات: ندى.

(اوعرت) من الوعر اى الصعب وزنا و معنى: يقال: مكان وعر و طريق وعر و مطلب وعر، و أوعرت عليك المسالك أى اخشنت و صعبت (رمسك) الرمس القبر، قال الفيومى في المصباح: رمست الميت رمسا من باب قتل و في لغة من باب ضرب دفنته، و الرمس: التراب تسمية بالمصدر ثم سمي القبر به و الجمع رموس مثل فلس و فلوس، قال مسور بن زيادة الحارثى:

أبعد الذي بالنعف نعف كويكب‏ رهينة رمس ذى تراب و جندل‏

و البيت من الحماسة (64) قال المرزوقي في الشرح: الرمس القبر، و الأصل في الرمس التغطية يقال: رمسته بالتراب و منه الرياح الروامس، و قال المتلمس:

أ لم تر أن المرأ رهن منية صريع لعافي الطير أو سوف يرمس‏

و البيت من الحماسة أيضا (الحماسة 220) و قال المرزوقي: و معنى يرمس يدفن و الرمس الدفن و الرياح الروامس منه و توسعوا في الدفن فقيل: ارمس هذا الحديث، كما يقال: ادفن.

(مهطع) قال ابن الأثير في النهاية: في حديث علي عليه السلام سراعا إلى أمره مهطعين إلى معادة: الإهطاع الاسراع في العدو، و قال الراغب: هطع الرجل ببصره إذا صوبه، و بعير مهطع إذا صوب عنقه، قال تعالى: مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم‏ …- مهطعين إلى الداع‏ انتهى، و الإهطاع لا يكون إلا مع خوف و ذل و خشوع يقال: أهطع في السير إذا أسرع و أقبل مسرعا خائفا كهطع كما يستفاد من قوله‏ تعالى: و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم‏ (إبراهيم: 44)، و قوله تعالى:يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر (القمر: 9)، و قوله تعالى: فما ل الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين و عن الشمال عزين‏ قال أحمد بن يحيى: المهطع الذي ينظر في ذل و خشوع لا يقلع بصره كما في مجمع البيان، و قال: قال الزجاج: المهطع المقبل ببصره على الشي‏ء لا يزايله و ذلك من نظر العدو.

و في القاموس هطع كمنع هطعا و هطوعا أسرع مقبلا خائفا أو أقبل ببصره على الشي‏ء لا يقلع عنه.(سيبهظك) قال الجوهرى في الصحاح: بهظه الحمل يبهظه بهظا أى أثقله و عجز عنه فهو مبهوظ و هذا أمر باهظ أى شاق، قال زياد بن حمل كما في الحماسة أو زياد بن منقذ كما في مادة قزم من صحاح اللغة في أبيات منها:

و كان عهدى بها و المشي يبهضها من القريب و منها النوم و السأم‏

قال المرزوقي: و معنى يبهضها يثقل عليها و يشق.

الاعراب‏

(معاذ الله) منصوب مفعول مطلق لفعله المحذوف العامل فيه كسبحان الله قال الجوهرى في الصحاح: قولهم: معاذ الله أى أعوذ بالله معاذا، تجعله بدلا من اللفظ بالفعل لأنه مصدر و إن كان غير مستعمل مثل سبحان الله و يقال أيضا معاذة الله و معاذة وجه الله و معاذ وجه الله و هو مثل المعنى و المعناة و المأتى و المأتاة، و يقال عوذ بالله منك أى أعوذ بالله منك.

(فان للطاعة) الفاء في مقام التعليل لقوله: لا تعذر بجهالته، و ضمير يردها و يخالفها و عنها راجع إلى السبل و المهجة، و أمكن أن يرجع إلى الطاعة

و الغاية أيضا على توسع.(فنفسك نفسك) منصوب من باب الإغراء و هو أن تحمل المخاطب على فعل شي‏ء محبوب نحو قول الشاعر:

أخاك أخاك إن من لا أخا له‏ كساع إلى الهيجا بغير سلاح‏

و الفعل يقدر في كل موضع بحسبه ففى الشعر يقتضى الزم مثلا و في الغزال الغزال يناسب ارم، و ههنا احفظ و ارحم و انقذ و نحوهما.

قوله: (و حيث تناهت بك امورك) أفاد الفاضل الشارح المعتزلي بقوله:

الأولى أن لا يكون هذا معطوفا و لا متصلا بقوله: فقد بين الله لك سبيلك، بل يكون كقولهم لمن يأمرونه بالوقوف: حيث أنت، أى قف حيث أنت فلا يذكرون الفعل، و مثله قولهم: مكانك، أى قف مكانك.

المعنى‏

قوله عليه السلام: (فاتق الله فيما لديك) ما كان لديه هو تولى امور المسلمين غصبا و طغيانا، فإن ما كان في يده هو حق الله و حق رسوله و حق اولي الأمر و حقه سبحانه مفوض إلى نبيه أو وصي نبيه و لا يتولى ذلك المنصب إلا نبي أو وصي أو شقى، و الشقي من غصب حق الإمام الحق أى حق الله و رسوله، و لذا أمره الأمير عليه السلام باتقائه الله في ذلك، و صرح باسم الله سبحانه لأنه عليه السلام كأنما يقول له: اتق الله في‏ تصرفك حقه سبحانه عدوانا، كما نقول نحن لمن خان زيدا مثلا: استح من زيد في خيانتك في عرضه و ماله.

قوله عليه السلام: (و انظر في حقه عليك) حقه تعالى عليه أن لا يعصيه فيما أمره، و مما أمره به هو قوله سبحانه: أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم‏ (النساء: 60) اللهم إلا أن يقال ان الاية مصدرة بقوله:يا أيها الذين آمنوا و مذيلة بقوله سبحانه: إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر فمعاوية و أترابه خارجة عن الخطاب رأسا.

و في رسالة إمامنا سيد الساجدين و زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما المعروفة برسالة الحقوق، قد نقلها كاملة المحدث الخبير ابن شعبة الحراني قدس سره في تحف العقول: اعلم رحمك الله أن لله عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة تحركتها، أو سكنة سكنتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، أو آلة تصرفت بها، بعضها أكبر من بعض، و أكبر حقوق الله عليك ما أوجبه لنفسه تبارك و تعالى من حقه الذي هو أصل الحقوق و منه تفرع.

فالويل ثم الويل لمن لم يطع الله سبحانه في حقه عليه، فضلا عن أن يغاصب حقه.

قوله عليه السلام: (و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته) أمره أن يرجع‏ إلى معرفة ما لا يقبل عذره‏ بجهالته‏ من وجوب طاعة الله سبحانه و رسوله و طاعة الإمام الحق، و لما أخرجته هوى النفس عن الطاعة إلى العصيان و الطغيان و عن نور المعرفة إلى ظلمة الجهالة و حيرة الضلالة، أمره بالرجوع إلى معرفة ما أى الحق الذي لا يسمع تجاهله فيه.

قوله عليه السلام‏ (فإن للطاعة أعلاما واضحة- إلخ) الأعلام‏ جمع العلم بفتحتين و هو شي‏ء منصوب في الطريق يهتدى به و غاية الطاعة القرب منه تعالى و الغاية ما إليه الحركة، و وصف عليه السلام‏ الأعلام بالواضحة و تالييها بالنيرة و النهجة لحسم العذر أصلا و سد طرق العذر من جميع الجوانب، فان السبل‏ إذا كانت‏ نيرة و المهجة نهجة و أعلامها واضحة و كانت غايتها مطلبة، فمن أين يعتذر المتمرد عن الطاعة، و ما مستمسكه في العذر، و بأي باب يدخل لذلك؟ و قد دريت من بحثنا عن الإمامة في المختار 237 من باب الخطب (ص 35- إلى ص 175 من ج 16) أن القرآن و رسول الله صلى الله عليه و آله و آله هم الأئمة الحق و الأعلام الواضحة و السبل النيرة و المهجة النهجة لا غير، فراجع إلى ذلك المبحث الشريف حتى يتبين لك بالعيان أن الال هم الذين اختارهم الله و اجتباهم و اصطفاهم أعلاما واضحة للطريقة التي هي أقوم، إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم.

قوله عليه السلام: (يردها الأكياس و يخالفها الأنكاس) قد دريت في اللغة أن‏ الأكياس‏ بمعنى العقلاء، و إنما يردها الأكياس‏ لأن العقل ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان، و أن‏ الأنكاس‏ جمع النكس و هو الرجل الدني المنكوس على ما بين في اللغة مشبعا، و إنما يخالفها الأنكاس‏ لأنهم لدناءة طبعهم، و قصور همتهم ألفوا بقاذورات الدنيا الدنية و أوساخ الامال النفسانية الشيطانية فهم ناكسوا رؤوسهم إلى اللذائذ الحيوانية الداثرة الفانية أقرب شي‏ء شبها بهم الأنعام السائمة، و في كتاب العقل و الجهل من الكافي: بإسناده عن محمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟

فقال:تلك النكراء تلك الشيطنة و هي شبيهة بالعقل و ليست بالعقل، و قد مضى بحثنا عن هذا الحديث و شرحه في المختار السابع باب الكتب و الرسائل فراجع إلى (ص 225 ج 17).

و قد تقدم في رسالتنا في لقاء الله تعالى أن حشر الخلائق حسب أعمالهم، و أن كل أحد إلى غاية سعيه و عمله و إلى ما يحبه و يهواه، فحيث إن‏ الأنكاس‏ أدبروا ههنا عن أمر الله تعالى و طاعته و لقائه و أقبلوا إلى الشهوات النفسانية و لم يرفعوا رؤوسهم عن معلفهم و مرعيهم فهم في النشأة الاخرة أيضا ناكسون لأن الدنيا مزرعة الاخرة قال عز من قائل: نحن قدرنا بينكم الموت و ما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم و ننشئكم في ما لا تعلمون و لقد علمتم النشأة الأولى فلو لا تذكرون‏ (الواقعة 61- 63)، و في الكافي كما في الصافي عن السجاد عليه السلام: العجب كل العجب لمن أنكر النشأة الاخرى و هو يرى النشأة الاولى.

و قال عز من قائل: و لو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا و سمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون‏ (الم السجدة: 13).

و روى ثقة الإسلام الكليني في باب ظلمة قلب المنافق و إن أعطى اللسان و نور قلب المؤمن و إن قصر بلسانه من كتاب الإيمان و الكفر (ص 309 ج 2 من المعرب) بإسناده عن المفضل عن سعد عن أبي جعفر عليه السلام: قال إن القلوب أربعة: قلب فيه‏ نفاق و ايمان، و قلب منكوس، و قلب مطبوع، و قلب أزهر أجرد فقلت: ما الأزهر؟

قال: فيه كهيئة السراج، فأما المطبوع فقلب المنافق، و أما الأزهر فقلب المؤمن إن أعطاه شكر و إن ابتلاه صبر، و أما المنكوس فقلب المشرك ثم قرأ هذه الاية: أ فمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم‏ (الملك: 22) فأما القلب الذي فيه إيمان و نفاق فهم قوم كانوا بالطائف فإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك و إن أدركه على إيمانه نجى.

و قال العلم الحجة المولى صالح المازندراني قدس سره في بيانه: (ص 130 ج 10) القلب المنكوس كالكوز المقلوب- إلى أن قال: و قيل: القلب المنكوس القلب الناظر إلى الدنيا و المتوجه إليها لأن الدنيا تحت الاخرة و الاخرة فوقها فالناظر إليها منكوس رأسه، و الاية من باب التمثيل بالأشياء المحسوسة تقريبا للفهم و الاستشهاد باعتبار أن المشرك يمشي مكبا على وجهه لكون قلبه مكبوبا، مقلوبا و المؤمن يمشى سويا لكون قلبه على وجه الفطرة مستقيما عارفا بالحق كما يرشد إليه قوله تعالى: على صراط مستقيم*.

قوله عليه السلام: (من نكب عنها- إلخ) أى‏ من‏ عدل و تتحى‏ عنها مال عن الوسط و العدل و القصد، و مشى على غير هداية و استقامة في الضلال.

قوله عليه السلام: (و غير الله نعمته و أحل به نقمته فنفسك نفسك) إنما أمره بحفظ نفسه و كرره تأكيدا و تشديدا لما قال سبحانه: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏ (الرعد: 12)، و قال تعالى: فما كان الله ليظلمهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون* (التوبة: 71).

في باب محاسبة العمل من كتاب الايمان و الكفر من الكافي (ص 329 ج 2 من المعرب): قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل: إنك قد جعلت طبيب نفسك، و بين لك الداء، و عرفت آية الصحة، و دللت على الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك.

و في ذلك الباب عنه عليه السلام أيضا: اقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك واسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك فإن نفسك رهينة بعملك.

و فيه عنه عليه السلام أيضا قال: كتب رجل إلى أبي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر أطرفنى بشي‏ء من العلم، فكتب إليه: أن العلم كثير و لكن إن قدرت أن لا تسيئ إلى من تحبه فافعل، قال: فقال له الرجل: و هل رأيت أحدا يسيئ إلى من يحبه؟

فقال له: نعم نفسك أحب الأنفس إليك فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها.

قوله عليه السلام: (و حيث تناهت بك امورك‏- إلخ) قال بعضهم: حيث‏ عطف على‏ سبيلك‏، أى‏ فقد بين الله لك‏ مالك و منقلبك، قال تعالى: و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‏، فهو عليه السلام يحذره عن عاقبته الوخيمة، و يخوفه عن جزاء أعماله الفاضحة، ثم كأنما قيل: و إلى ما تناهت به اموره و أى شي‏ء يترتب على أفعاله؟ فأجاب عليه السلام: فإنه‏ قد أجري إلى غاية خسر إلخ، فما تناهت به اموره جزاء أعماله السيئة.

هذا غاية ما يمكن أن يقرر معنى العبارة على قول هذا البعض، و لكن الإنصاف أن الصواب هو ما أفاده الفاضل الشارح المعتزلي كما تقدم في بيان الإعراب، أى قف‏ حيث‏ أنت لأنك‏ قد أجريت إلى غاية خسر فالفاء في‏ فقد في معرض التعليل للفعل المحذوف أعنى قف، و الكلام على هذا الوجه خال عن التكلف دون الأول.

و لا يخفى لطافة قوله عليه السلام: و إن نفسك قد أوحلتك شرا، و قد علمت أن معنى‏ أوحلتك‏ أو رطتك في الوحل، فالويل ثم الويل لمن أطاع نفسه و نسى حظه، فإن النفس لأمارة بالسوء ينسي مطيعه ذكر الله تعالى كما قال تعالى: استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله‏، و قال تعالى: و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى و قد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى و كذلك نجزي من أسرف و لم يؤمن بآيات ربه و لعذاب الآخرة أشد و أبقى‏ (طه: 125).

هذا آخر المجلد الخامس من تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة و به انتهى المنهاج إلى المجلد التاسع عشر، و لله الحمد على ما أولانا، و له الشكر بما تفضل علينا من إفاضة مننه، و إسبال نعمه علينا، و كيف أشكره تعالى حق شكره و ليس من شكر أشكره به إلا و هو نعمة جزيلة أنعم بها علي، اللهم ارزقنا قلبا ذاكرا و لسانا شاكرا، اللهم ثبت قلوبنا على دينك، اللهم ارزقنا نعمة الحضور عندك، اللهم يا عاصم قلوب المؤمنين خلصنا من شرور أنفسنا و وفقنا بالتنعم من مأدبتك القرآن الفرقان العظيم، و باتباع سنة نبيك الكريم، و اطاعتك و اطاعة رسولك و اولى الأمر الذين هم وسائط فيضك و أبواب رحمتك يا أرحم الراحمين.

و قد حصل الفراغ من تأليف هذا السفر الكريم بيد العبد الراجى لقاء ربه الرحيم: نجم الدين الحسن بن عبد الله الطبري الاملي في الامل، ليلة الأربعاء الثامنة عشر من ربيع المولود من شهور سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة بعد الألف من هجرة خاتم النبيين صلى الله عليه و على آله الطيبين الطاهرين، و الحمد لله، و آخر دعويهم أن الحمد لله رب العالمين.

الترجمة

اين نامه‏ ايست كه أمير عليه السلام بمعاوية نوشت:

در آنچه كه در دست دارى از خدا بترس، و حق خدا را بر خود بنگر و بشناختن آنچه كه عذرت در ندانستن آن پذيرفته نمى ‏شود باز گرد، زيرا براى بندگى و طاعت نشانها و پرچمهاى روشن، و راههاى هويدا، و جاده آشكار و نتيجه و غايت مطلوبست خردمندان بدان در آيند، و سفلگان از آن روى گردانند، هر كه از آنها بازگشت از حق برگشت، و در وادى گمراهى بسر برد، و خداى نعمتش را بر وى دگرگون كرد، و او را در عذابش افكند پس خويشتن را درياب و خود را باش كه خدا راه را برايت روشن كرد، و چون كارها بدست تو افتاد نهايت زيان را از دست خويش جارى كردى و در وادى كفر در آمدى، نفست تو را به شر كشانيد و از دست وى بگل درماندى و تو را بگمراهى در آورد و به نابودي ها رسانيد و راهها را بر تو دشوار كرد.

إلى هنا انتهى الجزء التاسع عشر من هذه الطبعة النفيسة القيمة و تم تصحيحه و ترتيبه بيد العبد- السيد ابراهيم الميانجى- عفى عنه و عن والديه فى اليوم السابع من شهر رجب الأصب- 1389- و يليه انشاء الله الجزء العشرون و أوله: المختار الحادى و الثلاثون و الحمد لله كما هو أهله.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی