نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 479 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 470 صبحی صالح

470- وَ سُئِلَ عَنِ التَّوْحِيدِ وَ الْعَدْلِ فَقَالَ ( عليه ‏السلام  )

التَّوْحِيدُ أَلَّا تَتَوَهَّمَهُ وَ الْعَدْلُ أَلَّا تَتَّهِمَهُ

حکمت 479 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

479: وَ سُئِلَ عَنِ التَّوْحِيدِ وَ الْعَدْلِ فَقَالَ-  التَّوْحِيدُ أَلَّا تَتَوَهَّمَهُ وَ الْعَدْلُ أَلَّا تَتَّهِمَهُ هذان الركنان هما ركنا علم الكلام-  و هما شعار أصحابنا المعتزلة-  لنفيهم المعاني القديمة التي يثبتها الأشعري و أصحابه-  و لتنزيههم البارئ سبحانه عن فعل القبيح- . و معنى قوله ألا تتوهمه-  أي ألا تتوهمه جسما أو صورة أو في جهة مخصوصة-  أو مالئا لكل الجهات كما ذهب إليه قوم-  أو نورا من الأنوار-  أو قوة سارية في جميع العالم كما قاله قوم-  أو من جنس الأعراض التي تحل الحال أو تحل المحل-  و ليس بعرض كما قاله النصارى و غلاة الشيعة-  أو تحله المعاني و الأعراض-  فمتى توهم على شي‏ء من هذا فقد خولف التوحيد-  و ذلك لأن كل جسم أو عرض-  أو حال في محل أو محل الحال أو مختص بجهة-  لا بد أن يكون منقسما في ذاته-  لا سيما على قول من نفى الجزاء مطلقا-  و كل منقسم فليس بواحد و قد ثبت أنه واحد-  و أضاف أصحابنا إلى التوحيد نفي المعاني القديمة-  و نفي ثان في الإلهية و نفي الرؤية-  و نفي كونه مشتهيا أو نافرا أو ملتذا-  أو آلما أو عالما بعلم محدث أو قادرا بقدرة محدثة-  أو حيا بحياة محدثة-  أو نفي كونه عالما بالمستقبلات أبدا-  أو نفي كونه عالما بكل معلوم أو قادرا على كل الأجناس-  و غير ذلك من مسائل علم الكلام-  التي يدخلها أصحابنا في الركن الأول و هو التوحيد- . و أما الركن الثاني فهو ألا تتهمه-  أي لا تتهمه في أنه أجبرك على القبيح-  و يعاقبك عليه حاشاه من ذلك-  و لا تتهمه في أنه مكن الكذابين من المعجزات-  فأضل بهم الناس-  و لا تتهمه في أنه كلفك ما لا تطيقه-  و غير ذلك من مسائل العدل-  التي يذكرها أصحابنا مفصلة في كتبهم-  كالعوض عن الألم فإنه لا بد منه-  و الثواب على فعل الواجب فإنه لا بد منه-  و صدق وعده و وعيده فإنه لا بد منه- . و جملة الأمر أن مذهب أصحابنا في العدل و التوحيد-  مأخوذ عن أمير المؤمنين-  و هذا المواضع من الموضع التي قد صرح فيها بمذهب أصحابنا بعينه-  و في فرش كلامه من هذا النمط ما لا يحصى

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (479)

و سئل عن التوحيد و العدل، فقال: التوحيد الّا تتوهّمه، و العدل الّا تتّهمه.

«درباره توحيد و عدل از او پرسيده شد، فرمود: توحيد آن است كه او را در وهم نياورى و عدل آن است كه او را-  به آنچه در او نيست متهم ندارى.»

اين دو ركن همان دو ركن اصلى علم كلام است و شعار ياران معتزلى ما هم همين است كه ايشان معانى قديمى را كه اشعرى و يارانش ثابت مى ‏كنند از ذات بارى تعالى نفى مى‏ كنند و ديگر آنكه خداوند متعال را از فعل قبيح منزه مى ‏دانند.

معنى سخن امير المؤمنين عليه السّلام كه فرموده است: «او را در وهم و گمان نياورى.» اين است كه او را جسم و صورتى در جهتى مخصوص گمان نبرى يا چنانچه قومى ديگر بر اين عقيده ‏اند او را چنان نپندارى كه همه جهات را شامل است يا آنكه نورى از انوار يا نيرويى روان در همه جهان است كه گروهى ديگر بر اين عقيده ‏اند يا از جنس اعراضى است كه در محلها يا يك محل حلول مى ‏كند و بديهى است كه آن چنان كه مسيحيان و غلو كنندگان شيعيان گفته ‏اند عرض نيست، يا آنكه گمان برى كه معانى و اعراض در او جايگزين است كه هرگاه با يكى از اين پندارها پندار شود، مخالف توحيد است و اين بدان سبب است كه هر جسم يا عرض يا چيزى كه در محلى حلول كند يا محل حلول حال باشد يا اختصاص به جهتى داشته باشد، ناچار بايد در ذات خود قسمت پذير باشد.

خاصه بنابر عقيده افرادى كه مطلقا جزء شدن را نفى كرده‏اند. و هر چيزى كه قسمت شود واحد نيست و حال آنكه ثابت شده است كه خداوند واحد است. ياران ما بر توحيد نفى معانى قديمى را هم افزوده ‏اند همچون وجود ثانى در الاهيت، و نيز روايت را نفى كرده ‏اند و اين موضوع را كه خداوند به چيزى مشتهى و از چيزى متنفر و از چيزى لذت برنده يا از چيزى متألم باشد با آنكه علم محدث را و قدرت محدث را و زندگى ‏محدث را داشته باشد يا عالم به همه مستقبل تا ابد و عالم بر هر معلوم و قادر به هر قدرتى نباشد نفى كرده ‏اند و ديگر از مسائل كلامى كه ياران ما در اين ركن نخست در آورده‏ اند، همگى مباحث توحيد است.

اما ركن دوم كه مى ‏فرمايد: «او را متهم ندارى.» يعنى بر او تهمت نزنى كه تو را به انجام دادن كار قبيح مجبور كرده است و در عين حال براى انجام دادن آن عقاب مى ‏فرمايد، كه خداوند متعال هرگز چنين نيست و نبايد او را متهم سازى كه دروغگويان را ياراى آوردن سحر و جادوهايى داده است و بدان گونه مردم را به گمراهى افكنده است و نبايد او را متهم دارى كه چيزى را برون از تاب و توان بر تو تكليف فرموده است و مسائل ديگر مربوط به عدل كه اصحاب ما آن را در كتابهاى خود به تفصيل آورده ‏اند، همچون پاداش در قبال رنج كه چاره‏اى از آن نيست و پاداش در قبال انجام دادن كارهاى واجب كه از آن هم چاره‏اى نيست و صدق و درستى وعد و وعيد كه از آن هم چاره نيست. و خلاصه آنكه عقيده و مذهب ياران ما در عدل و توحيد گرفته شده از امير المؤمنين است و اين موضع يكى از مواضعى است كه به مذهب اصحاب ما تصريح فرموده است و ضمن سخنان آن حضرت از اين گونه سخنان بيرون از شمار است.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 478 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)وصف حضرت امیرعلیه السلام

حکمت 469 صبحی صالح

469-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَ بَاهِتٌ مُفْتَرٍ

قال الرضي و هذا مثل قوله ( عليه ‏السلام  )

هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ وَ مُبْغِضٌ قَالٍ

حکمت 478 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

478 وَ قَالَ ع: يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَ بَاهِتٌ مُفْتَرٍ قال الرضي رحمه الله تعالى: و هذا مثل قوله ع يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ مُحِبٌّ غَالٍ وَ مُبْغِضٌ قَالٍ قد تقدم شرح مثل هذا الكلام-  و خلاصة هذا القول أن الهالك فيه المفرط و المفرط-  أما المفرط فالغلاة-  و من قال بتكفير أعيان الصحابة و نفاقهم أو فسقهم-  و أما المفرط فمن استنقص به ع-  أو أبغضه أو حاربه أو أضمر له غلا-  و لهذا كان أصحابنا أصحاب النجاة و الخلاص-  و الفوز في هذه المسألة-  لأنهم سلكوا طريقة مقتصدة-  قالوا هو أفضل الخلق في الآخرة-  و أعلاهم منزلة في الجنة و أفضل الخلق في الدنيا-  و أكثرهم خصائص و مزايا و مناقب-  و كل من عاداه أو حاربه أو أبغضه فإنه عدو لله سبحانه-  و خالد في النار مع الكفار و المنافقين-  إلا أن يكون ممن قد ثبتت توبته و مات على توليه و حبه- .

فأما الأفاضل من المهاجرين و الأنصار-  الذين ولوا الإمامة قبله-  فلو أنه أنكر إمامتهم‏ و غضب عليهم و سخط فعلهم-  فضلا عن أن يشهر عليهم السيف-  أو يدعو إلى نفسه-  لقلنا إنهم من الهالكين-  كما لو غضب عليهم رسول الله ص-  لأنه قد ثبت  أن رسول الله ص قال له حربك حربي و سلمك سلمي-  و أنه قال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و قال له لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق-  و لكنا رأينا رضي إمامتهم و بايعهم و صلى خلفهم-  و أنكحهم و أكل من فيئهم-  فلم يكن لنا أن نتعدى فعله-  و لا نتجاوز ما اشتهر عنه-  أ لا ترى أنه لما برئ من معاوية برئنا منه و لما لعنه لعناه-  و لما حكم بضلال أهل الشام-  و من كان فيهم من بقايا الصحابة كعمرو بن العاص-  و عبد الله ابنه و غيرهما حكمنا أيضا بضلالهم- . و الحاصل أنا لم نجعل بينه و بين النبي ص إلا رتبة النبوة-  و أعطيناه كل ما عدا ذلك من الفضل المشترك بينه و بينه-  و لم نطعن في أكابر الصحابة-  الذين لم يصح عندنا أنه طعن فيهم-  و عاملناهم بما عاملهم ع به

فصل فيما قيل في التفضيل بين الصحابة

و القول بالتفضيل قول قديم-  قد قال به كثير من الصحابة و التابعين-  فمن الصحابة عمار و المقداد و أبو ذر و سلمان-  و جابر بن عبد الله و أبي بن كعب و حذيفة-  و بريدة و أبو أيوب و سهل بن حنيف-  و عثمان بن حنيف و أبو الهيثم بن التيهان-  و خزيمة بن ثابت و أبو الطفيل عامر بن واثلة-  و العباس بن عبد المطلب و بنوه-  و بنو هاشم كافة و بنو المطلب كافة- .

و كان الزبير من القائلين به في بدء الأمر-  ثم رجع و كان من بني أمية قوم يقولون بذلك-  منهم خالد بن سعيد بن العاص و منهم عمر بن عبد العزيز- . و أنا أذكر هاهنا الخبر المروي المشهور عن عمر-  و هو من رواية ابن الكلبي-  قال بينا عمر بن عبد العزيز جالسا في مجلسه-  دخل حاجبه و معه امرأة أدماء طويلة-  حسنة الجسم و القامة-  و رجلان متعلقان بها-  و معهم كتاب من ميمون بن مهران إلى عمر-  فدفعوا إليه الكتاب-  ففضه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم-  إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز-  من ميمون بن مهران-  سلام عليك و رحمة الله و بركاته-  أما بعد فإنه ورد علينا أمر ضاقت به الصدور-  و عجزت عنه الأوساع و هربنا بأنفسنا عنه-  و وكلناه إلى عالمه لقول الله عز و جل-  وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ-  لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ-  و هذه المرأة و الرجلان أحدهما زوجها و الآخر أبوها-  و إن أباها يا أمير المؤمنين زعم أن زوجها حلف بطلاقها-  أن علي بن أبي طالب ع خير هذه الأمة-  و أولاها برسول الله ص-  و أنه يزعم أن ابنته طلقت منه-  و أنه لا يجوز له في دينه أن يتخذه صهرا-  و هو يعلم أنها حرام عليه كأمه-  و إن الزوج يقول له كذبت و أثمت-  لقد بر قسمي و صدقت مقالتي-  و إنها امرأتي على رغم أنفك و غيظ قلبك-  فاجتمعوا إلي يختصمون في ذلك-  فسألت الرجل عن يمينه فقال نعم قد كان ذلك-  و قد حلفت بطلاقها أن عليا خير هذه الأمة-  و أولاها برسول الله ص-  عرفه من عرفه و أنكره من أنكره-  فليغضب من‏ غضب و ليرض من رضي-  و تسامع الناس بذلك فاجتمعوا له-  و إن كانت الألسن مجتمعة فالقلوب شتى-  و قد علمت يا أمير المؤمنين اختلاف الناس في أهوائهم-  و تسرعهم إلى ما فيه الفتنة-  فاحجمنا عن الحكم لتحكم بما أراك الله-  و إنهما تعلقا بها-  و أقسم أبوها ألا يدعها معه-  و أقسم زوجها ألا يفارقها و لو ضربت عنقها-  إلا أن يحكم عليه بذلك حاكم-  لا يستطيع مخالفته و الامتناع منه-  فرفعناهم إليك يا أمير المؤمنين-  أحسن الله توفيقك و أرشدك- . و كتب في أسفل الكتاب-

إذا ما المشكلات وردن يوما
فحارت في تأملها العيون‏

و ضاق القوم ذرعا عن نباها
فأنت لها أبا حفص أمين‏

لأنك قد حويت العلم طرا
و أحكمك التجارب و الشئون‏

و خلفك الإله على الرعايا
فحظك فيهم الحظ الثمين‏

 قال فجمع عمر بن عبد العزيز-  بني هاشم و بني أمية و أفخاذ قريش-  ثم قال لأبي المرأة ما تقول أيها الشيخ-  قال يا أمير المؤمنين هذا الرجل زوجته ابنتي-  و جهزتها إليه بأحسن ما يجهز به مثلها-  حتى إذا أملت خيره و رجوت صلاحه-  حلف بطلاقها كاذبا ثم أراد الإقامة معها-  فقال له عمر يا شيخ لعله لم يطلق امرأته-  فكيف حلف قال الشيخ سبحان الله-  الذي حلف عليه لأبين حنثا و أوضح كذبا-  من أن يختلج في صدري منه شك-  مع سني و علمي لأنه زعم أن عليا خير هذه الأمة-  و إلا فامرأته طالق ثلاثا-  فقال للزوج ما تقول أ هكذا حلفت قال نعم-  فقيل إنه لما قال نعم كاد المجلس يرتج بأهله-  و بنو أمية ينظرون إليه شزرا-  إلا أنهم لم ينطقوا بشي‏ء كل ينظر إلى وجه عمر- .فأكب عمر مليا ينكت الأرض بيده-  و القوم صامتون ينظرون ما يقوله-  ثم رفع رأسه و قال-

إذا ولي الحكومة بين قوم
أصاب الحق و التمس السدادا

و ما خير الإمام إذا تعدى‏
خلاف الحق و اجتنب الرشادا

 ثم قال للقوم ما تقولون في يمين هذا الرجل-  فسكتوا فقال سبحان الله قولوا-  فقال رجل من بني أمية هذا حكم في فرج-  و لسنا نجترئ على القول فيه-  و أنت عالم بالقول مؤتمن لهم و عليهم-  قل ما عندك فإن القول ما لم يكن يحق باطلا و يبطل حقا-  جائز علي في مجلسي- . قال لا أقول شيئا-  فالتفت إلى رجل من بني هاشم-  من ولد عقيل بن أبي طالب-  فقال له ما تقول فيما حلف به هذا الرجل يا عقيلي-  فاغتنمها فقال يا أمير المؤمنين-  إن جعلت قولي حكما أو حكمي جائزا قلت-  و إن لم يكن ذلك فالسكوت أوسع لي و أبقى للمودة-  قال قل و قولك حكم و حكمك ماض- . فلما سمع ذلك بنو أمية قالوا-  ما أنصفتنا أمير المؤمنين إذ جعلت الحكم إلى غيرنا-  و نحن من لحمتك و أولى رحمك-  فقال عمر اسكتوا أ عجزا و لؤما-  عرضت ذلك عليكم آنفا فما انتدبتم له-  قالوا لأنك لم تعطنا ما أعطيت العقيلي-  و لا حكمتنا كما حكمته-  فقال عمر إن كان أصاب و أخطأتم-  و حزم و عجزتم و أبصر و عميتم فما ذنب عمر-  لا أبا لكم أ تدرون ما مثلكم-  قالوا لا ندري قال لكن العقيلي يدري-  ثم قال ما تقول يا رجل-  قال نعم يا أمير المؤمنين كما قال الأول-

دعيتم إلى أمر فلما عجزتم
تناوله من لا يداخله عجز

فلما رأيتم ذاك أبدت نفوسكم‏
نداما و هل يغني من القدر الحذر

 فقال عمر أحسنت و أصبت فقل ما سألتك عنه-  قال يا أمير المؤمنين‏ بر قسمه و لم تطلق امرأته-  قال و أنى علمت ذاك-  قال نشدتك الله يا أمير المؤمنين-  أ لم تعلم أن رسول الله ص قال لفاطمة ع-  و هو عندها في بيتها عائد لها-  يا بنية ما علتك قالت الوعك يا أبتاه-  و كان علي غائبا في بعض حوائج النبي ص-  فقال لها أ تشتهين شيئا قالت نعم أشتهي عنبا-  و أنا أعلم أنه عزيز و ليس وقت عنب-  فقال ص إن الله قادر على أن يجيئنا به-  ثم قال اللهم ائتنا به مع أفضل أمتي عندك منزلة-  فطرق علي الباب-  و دخل و معه مكتل قد ألقى عليه طرف ردائه-  فقال له النبي ص ما هذا يا علي-  قال عنب التمسته لفاطمة-  فقال الله أكبر الله أكبر-  اللهم كما سررتني بأن خصصت عليا بدعوتي-  فاجعل فيه شفاء بنيتي-  ثم قال كلي على اسم الله يا بنية فأكلت-  و ما خرج رسول الله ص حتى استقلت و برأت-  فقال عمر صدقت و بررت أشهد لقد سمعته و وعيته-  يا رجل خذ بيد امرأتك-  فإن عرض لك أبوها فاهشم أنفه-  ثم قال يا بني عبد مناف و الله ما نجهل ما يعلم غيرنا-  و لا بنا عمى في ديننا و لكنا كما قال الأول-

تصيدت الدنيا رجالا بفخها
فلم يدركوا خيرا بل استقبحوا الشرا

و أعماهم حب الغنى و أصمهم‏
فلم يدركوا إلا الخسارة و الوزرا

قيل فكأنما ألقم بني أمية حجرا-  و مضى الرجل بامرأته- . و كتب عمر إلى ميمون بن مهران-  عليك سلام-  فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو-  أما بعد فإني قد فهمت كتابك و ورد الرجلان و المرأة-  و قد صدق الله يمين الزوج و أبر قسمه-  و أثبته على نكاحه-  فاستيقن ذلك و اعمل عليه-  و السلام عليك و رحمة الله و بركاته- .

فأما من قال بتفضيله على الناس كافة من التابعين-  فخلق كثير-  كأويس القرني و زيد بن صوحان و صعصعة أخيه-  و جندب الخير و عبيدة السلماني-  و غيرهم ممن لا يحصى كثرة-  و لم تكن لفظة الشيعة تعرف في ذلك العصر-  إلا لمن قال بتفضيله-  و لم تكن مقالة الإمامية و من نحا نحوها-  من الطاعنين في إمامة السلف مشهورة حينئذ-  على هذا النحو من الاشتهار-  فكان القائلون بالتفضيل هم المسمون الشيعة-  و جميع ما ورد من الآثار و الأخبار في فضل الشيعة-  و أنهم موعودون بالجنة-  فهؤلاء هم المعنيون به دون غيرهم-  و لذلك قال أصحابنا المعتزلة في كتبهم و تصانيفهم-  نحن الشيعة حقا-  فهذا القول هو أقرب إلى السلامة و أشبه بالحق-  من القولين المقتسمين طرفي الإفراط و التفريط إن شاء الله

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (478)

و قال عليه السّلام: يهلك فىّ رجلان: محب مفرط و باهت مفتر. قال الرضى رحمة الله تعالى: و هذا مثل قوله عليه السّلام: هلك فىّ اثنان: محب غال، و مبغض قال.

«و آن حضرت فرمود دو تن در مورد من تباه گردند، دوستى كه زياده‏ روى كند و تهمت زننده ‏اى كه دروغ بندد.»

سيد رضى كه خداوند متعال او را رحمت فرمايد، گويد: و اين سخن مانند آن فرموده اوست كه فرموده است: دو تن درباره من تباه گردند، دوستى غلو كننده در دوستى و دشمنى مبالغه كننده در دشمنى.

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن چنين آورده است: پيش از اين سخن ديگرى نظير اين سخن شرح داده شد و خلاصه گفتار اين بود كه كسى در مورد على عليه السّلام به هلاكت مى‏افتد كه افراط و تفريط كند. افراط كنندگان همان غلو كنندگان هستند و كسانى كه معتقد به تكفير بزرگان صحابه و نفاق و تبهكارى ايشان باشند، تفريط كنندگان كسانى هستند كه در جستجوى منقصتى از على عليه السّلام باشند يا او را دشمن بدارند و كسانى كه با او جنگ كرده‏اند و كينه او را در دل دارند.

به همين سبب در اين باره ياران معتزلى‏ ما اهل نجات و رستگارى و كاميابى هستند كه ايشان راه ميانه را پيموده و معتقدند كه على عليه السّلام در آن جهان برترين مردم است و منزلت او در بهشت هم از همگان برتر است و در اين جهان هم از همه خلق فاضلتر و داراى خصايص پسنديده و مزايا و مناقب بيشتر است و هر كس با او جنگ كرده است يا او را دشمن و كينه‏اش را در سينه بدارد دشمن خداوند سبحان است و با كافران و منافقان جاودانه در آتش خواهد بود، مگر كسانى كه توبه آنان ثابت شده باشد و بر دوستى و محبت او در گذشته باشند.

در مورد افاضل مهاجران و انصار كه پيش از او عهده‏دار امامت شده‏اند، اگر امير المؤمنين امامت آنان را انكار فرموده و بر ايشان خشم گرفته بود و كارشان را ناپسند مى‏شمرد و بر آنان شمشير مى‏كشيد و به امامت خويش مردم را فرا مى‏خواند بدون ترديد معتقد بوديم كه آنان از هلاك شدگان هستند، همان‏گونه كه اگر پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بر آنان خشم مى ‏گرفت هلاك شده بودند زيرا اين مسأله ثابت شده است كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به امير المؤمنين فرموده است: «جنگ با تو جنگ با من است و آشتى با تو آشتى با من است.» و همان حضرت فرموده است: «پروردگار دوست بدار هر كس كه على را دوست مى ‏دارد و دشمن بدار هر كه را با او دشمنى مى ‏ورزد.» و هم به على عليه السّلام فرموده است: «تو را جز مؤمن دوست نمى‏دارد و جز منافق با تو دشمنى نمى‏ ورزد.» ولى ما مى ‏بينيم كه على عليه السّلام به امامت آن گروه رضايت داده و با ايشان بيعت فرموده است و پشت سر ايشان نماز گزارده و از غنايم و اموال عمومى آنان كه تقسيم مى ‏كرده ‏اند سهم خويش را گرفته و خورده است و بنابراين ما را نشايد كه از رفتار آن حضرت تعدى كنيم و از آنچه كه از او مشهور شده است درگذريم.

مگر نمى‏ بينى كه چون امير المؤمنين عليه السّلام از معاويه تبرى جسته است، ما هم از او تبرى مى‏جوييم و چون او را لعنت فرموده است، ما هم او را لعنت مى‏كنيم و چون به گمراهى اهل شام و بقاياى برخى از صحابه كه همراه آنان بوده‏اند نظير عمرو عاص و پسرش عبد الله فرموده است ما هم به گمراهى آنان حكم مى‏كنيم. و خلاصه آنكه ما ميان امير المؤمنين و رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم چيزى جز مرتبه نبوت را كم نمى‏دانيم و گرنه همه فضايل ديگر را ميان آن دو بزرگوار مشترك مى‏دانيم و البته در مورد بزرگان صحابه كه بر ما ثابت نشده‏ است كه على عليه السّلام بر آنان طعنه‏اى زده باشد، طعنه نمى‏زنيم و همان گونه عمل مى‏كنيم كه على عليه السّلام با آنان عمل كرده است.

آنچه درباره تفضيل ميان صحابه گفته شده است

اعتقاد به تفضيل اعتقادى كهن است كه بسيارى از اصحاب و تابعان بر آن بوده‏اند، از ميان اصحاب عمار و مقداد و ابوذر و سلمان و جابر بن عبد الله و ابىّ بن كعب و حذيفة و بريدة و ابو ايوب و سهل بن حنيف و عثمان بن حنيف و ابو الهيثم بن التيهّان، و خزيمة بن ثابت و ابو الطفيل عامر بن وائلة و عباس بن عبد المطلب و پسرانش و تمام بنى هاشم و بنى مطلب بر اين اعتقاد بوده ‏اند.

زبير بن عوام هم در آغاز كار از معتقدان به اين عقيده بوده و سپس برگشته است.

تنى چند از بنى اميه هم همين عقيده را داشته‏اند كه از جمله ايشان خالد بن سعيد بن عاص و عمر بن عبد العزيز بوده‏ اند.

من-  ابن ابى الحديد-  در اين جا خبر مشهورى را كه از عمر بن عبد العزيز روايت شده است و آن را ابن كلبى نقل كرده است مى ‏آورم.

ابن كلبى مى‏ گويد: روزى عمر بن عبد العزيز كه در جلسه عمومى خود نشسته بود پرده ‏دارش وارد شد و زنى بلند قامت و گندم گون و زيبا و خوش اندام را كه دو مرد همراهش بودند وارد مجلس كرد كه همراه ايشان نامه‏اى از ميمون بن مهران براى عمر بن عبد العزيز بود. نامه را به عمر بن عبد العزيز دادند كه آن را گشود و در آن چنين نوشته بود:

بسم الله الرحمن الرحيم، به امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز از ميمون بن مهران، سلام و رحمت و بركات خداوند بر تو باد، و سپس كارى براى ما پيش آمده است كه سينه‏ها از آن تنگى گرفته و بيرون از تاب و توان است و ما چنان مصلحت ديديم كه آن را به عالمى كه آن را نيكو بداند موكول كنيم كه خداى‏ عز و جل فرموده است: «اگر آن را به رسول و اولياى امر برمى‏ گرداندند كسانى از ايشان كه آن را استنباط مى‏ كنند آن را بدون ترديد مى‏ دانستند.»، اين زن و دو مردى كه همراه اويند يكى شوهر او و ديگرى پدر اوست. اى امير المؤمنين پدر اين زن چنين مى ‏پندارد كه چون شوهرش سوگند خورده است كه اگر على بن ابى طالب عليه السّلام برترين اين امت و سزاوارترين افراد به رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نباشد همسرش مطلقه است، بنابراين دختر او مطلقه است و در آيين و دين او سزاوار و جايز نيست كه آن مرد را داماد خويش بداند و مدعى است كه علم به حرمت دخترش بر آن مرد دارد و اين زن براى آن مرد همچون مادر اوست.

همسر اين زن هم به پدر همسرش مى‏ گويد دروغ مى‏ گويى و گناه مى‏ورزى كه سوگند من درست و عقيده ‏ام صادق و راست است و بر خلاف تو و به كورى چشم و كينه‏ توزى تو، اين زن همسر من است. آنان براى داورى پيش من آمدند، از مرد درباره سوگندش پرسيدم گفت: آرى چنين سوگندى خورده ‏ام و گفته‏ام اگر على بهترين اين امت و سزاوارترين ايشان به رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نباشد، همسرم مطلقه خواهد بود. با توجه به اينكه هر كه بايد على را بشناسد، شناخته است و هر كس خواهد انكار كند، هر كس مى‏خواهد از اين سخن به خشم آيد و هر كس مى‏ خواهد به آن خشنود گردد.

مردم هم كه اين سخن او را شنيدند گرد آمدند و هر چند زبانها هماهنگ است ولى دلها پراكنده است. وانگهى تو خود اى امير المؤمنان اختلاف هوسهاى مردم و شتاب آنان را در آنچه مايه فتنه است مى‏دانى، بدين سبب ما از حكم كردن در اين مورد خوددارى كرديم تا تو بدان چه خدايت ارائه مى‏فرمايد حكم كنى. اينك اين دو مرد از اين زن دست برنمى‏دارند، پدرش سوگند خورده است كه او را همراه شوهرش وانگذارد، و شوهرش هم سوگند خورده است كه اگر گردنش را هم بزنند از همسرش جدا نخواهد شد مگر آنكه در اين باره حاكمى حكم كند كه امكان مخالفت و سرپيچى از حكم او نباشد. اينكه اين گروه را پيش تو روانه كردم خداى توفيق تو را پسنديده و تو را هدايت فرمايد.

ميمون بن مهران پايين نامه اين اشعار را نوشته بود:

اى ابا حفص هرگاه مشكلاتى فرا رسد كه چشمها در تأمل آن سرگردان شوند و سينه مردم از روشن كردن حكم آن عاجز ماند تو در آن باره امين خواهى بود كه همه علم را فرا گرفته‏اى و تجربه‏ها و كارها تو را استوار ساخته است، خداوند تو را بر رعايا خليفه ساخته است و بهره تو در ايشان بهره گرانبهاست.

گويد: عمر بن عبد العزيز، بنى هاشم و بنى اميه و ديگر افراد شاخه‏هاى قبيله قريش را جمع كرد و به پدر آن زن گفت: اى پير چه مى‏گويى او گفت: اى امير المؤمنين من دختر خويش را به همسرى اين مرد درآوردم و او را با بهترين جهاز پيش او گسيل داشتم و آرزومند خير و اميدوار به صلاح او بودم تا آنكه سوگند به چيز دروغى در مورد طلاق او خورد و اينك هم مى‏خواهد با او زندگى كند.

عمر بن عبد العزيز گفت: اى پيرمرد، شايد همسرش مطلقه نباشد بگو چه سوگندى خورده است پيرمرد گفت: سبحان الله سوگندى كه او خورده است، دروغ و گناهش چنان روشن است كه با اين سن و سال و دانشى كه دارم هيچ گونه شكى در سينه‏ام خلجان نمى‏ كند زيرا او چنين پنداشته است كه اگر على بهترين اين امت نباشد همسرش سه طلاقه باشد. عمر بن عبد العزيز به همسر آن زن گفت: چه مى ‏گويى آيا تو چنين سوگندى خورده ‏اى گفت: آرى. گويند: همين كه گفت آرى، نزديك بود مجلس به لرزه درآيد و بنى اميه خشمگين به او مى ‏نگريستند ولى سخن نمى‏گفتند و همگان به چهره عمر بن عبد العزيز مى‏ نگريستند.

عمر بن عبد العزيز مدتى خاموش ماند و با دست خود آهسته بر زمين مى‏زد و آن قوم همچنان خاموش و منتظر بودند كه او چه خواهد گفت. عمر سر برداشت و اين دو بيت را خواند «چون عهده ‏دار حكومت ميان قومى شود به جستجوى حق و در طلب استوارى است و امامى كه از حق تعدى كند و از راه راست اجتناب ورزد امام نيكويى نيست.» سپس به بنى اميه گفت: در مورد سوگند اين مرد چه مى‏ گوييد خاموش ماندند. گفت: سبحان الله سخن بگوييد. مردى از بنى اميه گفت: اين حكم در مورد ناموس است و ما در باره آن گستاخى نمى‏كنيم و تو دانا به گفتارى و امين ايشان، عقيده خود را بگو، و هر سخن و عقيده‏اى، تا باطلى را حق و حقى را باطل نكرده است، در اين مجلس بر من جايز است.

عمر بن عبد العزيز گفت: من سخنى نمى ‏گويم و به مردى از بنى هاشم كه از فرزندزادگان عقيل بن ابى طالب بود روى كرد و به او گفت: اى عقيلى، در سوگندى كه اين مرد خورده است چه مى‏ گويى او اين فرصت را غنيمت شمرد و گفت: اى‏امير المؤمنين اگر سخن مرا حكم و حكم مرا جايز قرار مى‏دهى سخن مى‏گويم و گرنه خاموشى براى من بهتر و براى بقاى دوستى هم ارزنده‏ تر است. عمر بن عبد العزيز گفت: سخن بگو كه گفته تو حكم و حكم تو نافذ خواهد بود.

بنى اميه همين كه اين سخن را شنيدند گفتند: اى امير المؤمنين نسبت به ما انصاف ندادى و حكم كردن در اين باره را به غير ما واگذاشتى و حال آنكه ما همچون خون و گوشت تو و سزاوارترين خويشاوندان توايم. عمر بن عبد العزيز گفت: اى فرومايگان ناتوان خاموش باشيد كه هم اكنون آن را به شما عرضه داشتم و آماده پذيرش آن نشديد، گفتند: بدين سبب بود كه اين امتيازى را كه به اين مرد عقيلى دادى به ما ندادى و بدان گونه كه او را داور ساختى ما را داور نكردى.

عمر گفت: اگر شما خطا كرديد و او درست انديشيد و اگر شما ناتوانى كرديد و او دورانديشى كرد و اگر شما كور شديد و او بينا بود، گناه عمر بن عبد العزيز چيست اى بى‏پدران مى‏دانيد مثل شما مثل چيست گفتند: نمى‏دانيم. گفت: ولى اين مرد عقيلى مى‏داند و از او پرسيد اى مرد در اين مورد چه مى‏گويى آن مرد گفت: آرى اى امير المؤمنين چنان است كه آن شاعر پيشين سروده است: «شما را به كارى فرا خواندند و چون از آن ناتوان مانديد كسى به آن رسيد كه ناتوانى نداشت و چون چنين ديديد پشيمان شديد و آيا مهره براى برحذر بودن بسنده است» عمر بن عبد العزيز گفت: آفرين بر تو باد كه درست گفتى، اينك پاسخ حكمى را كه از تو پرسيدم بگو.

گفت: اى امير المؤمنين، سوگند او درست است و از عهده آن برون آمده است و همسرش هم مطلقه نيست. عمر بن عبد العزيز گفت: اين موضوع را از كجا دانستى گفت: اى امير المؤمنين تو را به خدا سوگند مى‏دهم آيا اين موضوع را نمى‏دانى كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم براى عيادت فاطمه عليها السّلام به خانه او رفت و فرمود: دخترم بيمارى تو چيست گفت: پدر جان تب دارم، در آن هنگام على عليه السّلام براى انجام دادن يكى از كارهاى پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم از خانه بيرون رفته بود.

پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به فاطمه فرمود: آيا اشتهاى به چيزى دارى گفت: آرى، انگور مى‏ خواهم و مى ‏دانم چون هنگام آن نيست كمياب و گران است. پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرمود: خداوند قادر است كه براى ما انگور بياورد و سپس عرضه داشت بار خدايا همراه برترين امت من در پيشگاه خودت براى ما انگور بياور. در اين هنگام على در زد و درون خانه آمد و سبدى كوچك همراه داشت كه جانب رداى خويش را بر آن كشيده بود، پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به او فرمود: اى على اين چيست گفت: انگور است كه براى فاطمه عليها السلام فراهم آورده‏ ام.

پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دوبار تكبير گفت‏ و سپس عرضه داشت: پروردگارا همان گونه كه با اختصاص دادن على به دعاى من مرا شاد فرمودى، اينك بهبودى دختر مرا در اين انگور قرار بده، آن گاه به فاطمه فرمود: دختركم به نام خدا بخور و فاطمه از آن انگور خورد و هنوز پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيرون نرفته بود كه شفا يافت.

عمر بن عبد العزيز گفت: راست گفتى و نيكى كردى، گواهى مى‏دهم كه اين موضوع را شنيده و درست به گوش گرفته بودم، و به آن مرد گفت: اى مرد دست همسرت را بگير و برو و اگر پدرش متعرض تو شد بينى او را درهم شكن. آن گاه به بنى عبد مناف گفت: به خدا سوگند چنان نيست كه ما چيزهايى را كه ديگران مى‏دانند ندانيم و ما را در دين خود كورى نيست اما چنانيم كه آن شاعر پيشين گفته است: دوستى ثروت و توانگرى چنان كور و كرشان ساخته است كه جز زيان و گناه به چيزى ديگرى نمى‏رسند.

گويد: چنان شد كه گويى سنگ بر دهان بنى اميه زده شد و آن مرد همسرش را با خود برد و عمر بن عبد العزيز براى ميمون بن مهران چنين نوشت: سلام بر تو، همراه تو پروردگارى را كه خدايى جز او نيست مى‏ستايم و سپس من مضمون نامه‏ات را فهميدم، آن دو مرد همراه آن زن پيش من آمدند. خداوند سوگند همسر آن زن را راست قرار داده است و سوگندش برآورده است و نكاح او پا بر جاى است. اين موضوع را يقين بدان و به آن عمل كن و سلام و رحمت و بركتهاى خداوند بر تو باد.

و اما كسانى از تابعان كه معتقد به فضيلت على عليه السّلام بر همه مردم بودند بسيارند همچون اويس قرنى و زيد بن صوحان و برادرش صعصعة و جندب الخير و عبيدة سلمانى و گروه بسيار ديگر كه برون از شمارند.

در آن روزگاران لفظ شيعه فقط در مورد كسانى به كار رفته است كه معتقد به تفضيل على عليه السّلام بوده ‏اند، و اين گفتگوهاى اماميه و كسانى كه بر آن عقيده ‏اند كه بر امامت خليفگان پيش از على عليه السّلام طعنه مى‏ زنند، در آن روزگار بدين گونه مشهور نبوده است، و همان كسانى كه معتقد به تفضيل بوده‏اند شيعه نام داشته‏ اند و هر آنچه در اخبار و آثار در فضيلت شيعه آمده است و آنان را به بهشت وعده داده‏ اند درباره همانهاست نه كس ديگرى جز ايشان و به همين سبب است كه ياران معتزلى ما در كتابها وتصنيفهاى خويش گفته‏اند كه شيعيان حقيقى ما هستيم، و اين اعتقاد ما به سلامت و حق نزديكتر از دو عقيده ديگرى است كه همراه افراط و تفريط باشد ان شاء الله تعالى

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 477 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)پیشگویی وپیش بینی

حکمت 468 صبحی صالح

468-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ يَعَضُّ الْمُوسِرُ فِيهِ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ وَ لَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ‏-سُبْحَانَهُ وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ‏تَنْهَدُ فِيهِ الْأَشْرَارُ وَ تُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ وَ يُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ- وَ قَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ( صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم  )عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ

حکمت 477 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

477 وَ قَالَ ع: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ-  يَعَضُّ الْمُوسِرُ فِيهِ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ-  وَ لَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ-  وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ-  يَنْهَدُ فِيهِ الْأَشْرَارُ وَ يُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ-  وَ يُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ-  وَ قَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ زمان عضوض أي كلب على الناس كأنه يعضهم-  و فعول للمبالغة كالنفور العقوق-  و يجوز أن يكون من قولهم بئر عضوض-  أي بعيدة القعر ضيقة و ما كانت البئر عضوضا-  فأعضت كقولهم ما كانت جرورا فأجرت-  و هي كالعضوض- . و عض فلان على ما في يده أي بخل و أمسك- . و ينهد فيه الأشرار-  ينهضون إلى الولايات و الرئاسات-  و ترتفع أقدارهم في الدنيا-  و يستذل فيه أهل الخير و الدين-  و يكون فيه بيع على وجه الاضطرار و الإلجاء-  كمن بيعت ضيعته و هو ذليل ضعيف-  من رب ضيعة مجاورة لها ذي ثروة و عز و جاه-  فيلجئه بمنعه الماء و استذلاله-  الأكرة و الوكيل إلى أن يبيعها عليه-  و ذلك منهي عنه لأنه حرام محض

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (477)

و قال عليه السّلام: يأتى على الناس زمان عضوض، يعضّ الموسر فيه على ما فى يديه، و لم يؤمر بذلك قال الله سبحانه:  «وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ». ينهد فيه الاشرار و يستذلّ الاخيار، و يبايع المضطرّون، و قد نهى رسول الله صلّى اللّه عليه و آله عن بيع المضطرّين.

«و آن حضرت فرمود: روزگارى سخت و گزنده بر مردم فرا خواهد رسيد كه توانگر در آن روزگار بر آنچه در دست دارد دندان مى ‏فشرد-  بخل مى ‏ورزد-  و حال آنكه او را به چنان كارى فرمان نداده ‏اند، خداوند سبحان فرموده است: فضل و احسان را ميان خود فراموش مكنيد، در آن روزگار بدكاران بلند مرتبه و نيكان زبون مى‏ شوند، و با درماندگان به زور معامله مى‏ شود و حال آنكه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم از معامله به زور با درماندگان نهى فرموده است.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 476 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 467 صبحی صالح

467-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )فِي كَلَامٍ لَهُ وَ وَلِيَهُمْ وَالٍ فَأَقَامَ وَ اسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ

حکمت 476 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

476 وَ قَالَ ع فِي كَلَامٍ لَهُ: وَ وَلِيَهُمْ وَالٍ فَأَقَامَ وَ اسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ الجران مقدم العنق و هذا الوالي هو عمر بن الخطاب- . و هذا الكلام من خطبة خطبها في أيام خلافته طويلة-  يذكر فيها قربه من النبي ص و اختصاصه له-  و إفضاءه بأسراره إليه حتى

قال فيها فاختار المسلمون بعده بآرائهم رجلا منهم-  فقارب و سدد حسب استطاعته على ضعف-  و حد كانا فيه وليهم بعده وال-  فأقام و استقام حتى ضرب الدين بجرانه-  على عسف و عجرفية كانا فيه-  ثم اختلفوا ثالثا لم يكن يملك من أمر نفسه شيئا-  غلب عليه أهله-  فقادوه إلى أهوائهم كما تقود الوليدة البعير المخطوم-  فلم يزل الأمر بينه و بين الناس-  يبعد تارة و يقرب أخرى حتى نزوا عليه فقتلوه-  ثم جاءوا بي مدب الدبا يريدون بيعتي- . و تمام الخطبة معروف-  فليطلب من الكتب الموضوعة لهذا الفن

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (476)

و قال عليه السّلام فى كلام له: و وليهم وال فاقام و استقام حتى ضرب الدين بجرانه.

«و آن حضرت ضمن گفتارى فرمود: و بر آنان فرمانروايى فرمانروا شد كه كار را برپا داشت و استقامت ورزيد تا آنكه دين برقرار گرديد.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن مى‏ گويد: كلمه جران به معنى جلو گلو است و اين فرمانروا عمر بن خطاب است، و اين سخن از خطبه بلندى است كه آن حضرت به روزگار خلافت خويش ايراد كرده و در آن به قرابت خود به پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و اختصاص خود به ايشان و اينكه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رازهاى خويش را به او فرموده‏ اند، اشاره فرموده است و ضمن آن مى‏ گويد: و مسلمانان پس از آن حضرت به رأى خويش مردى را برگزيدند كه با وجود ناتوانى و تندى كه در او بود به اندازه توان خويش كارها را استوار و نزديك به صلاح ساخت.

پس از او فرمانروايى بر ايشان فرمانروا شد كه كار را برپا داشت و استقامت ورزيد تا آنكه دين برقرار شد با بيراهى و خشونتى كه در او بود. سپس سومى را خليفه ساختند كه از خود هيچ اختيارى نداشت، بستگان او بر او چيره شدند و او را به سوى هوسهاى خود كشيدند همان گونه كه دختركى مى‏ تواند شتر لگام زده را از پى خود كشد و همواره كار ميان او و مردم چنان بود كه گاه نزديك و گاه دور مى‏شد تا سرانجام بر او شوريدند و او را كشتند همچون مور و ملخ آهنگ بيعت من كردند.

تمام اين خطبه معروف است و بايد از كتابهايى كه در اين باره تأليف شده است آن را طلب كرد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 475 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 466 صبحی صالح

466-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ‏

قال الرضي و هذه من الاستعارات العجيبة كأنه يشبه السه بالوعاء و العين بالوكاء فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء و هذا القول في الأشهر الأظهر من كلام النبي ( صلى‏ الله ‏عليه‏ وآله ‏وسلم  )

و قد رواه قوم لأمير المؤمنين ( عليه ‏السلام  ) و ذكر ذلك المبرد في كتاب المقتضب في باب اللفظ بالحروف و قد تكلمنا على هذه الاستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية

حکمت 475 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

475 وَ قَالَ ع: الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّتَهِ قال الرضي رحمه الله تعالى-  و هذه من الاستعارات العجيبة-  كأنه شبه السته بالوعاء و العين بالوكاء-  فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء-  و هذا القول في الأشهر الأظهر من كلام النبي ص-  و قد رواه قوم لأمير المؤمنين ع-  و ذكر ذلك المبرد في الكتاب المقتضب-  في باب اللفظ المعروف-  قال الرضي و قد تكلمنا على هذه الاستعارة-  في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية المعروف أن هذا من كلام رسول الله ص-  ذكره المحدثون في كتبهم و أصحاب غريب الحديث في تصانيفهم-  و أهل الأدب في تفسير هذه اللفظة في مجموعاتهم اللغوية-  و لعل المبرد اشتبه عليه فنسبه إلى أمير المؤمنين ع-  و الرواية بلفظ التثنية العينان وكاء السته-  و السته الاست- .

و قد جاء في تمام الخبر في بعض الروايات فإذا نامت العينان استطلق الوكاء-  و الوكاء رباط القربة فجعل العينين وكاء و المراد اليقظة-  للسته كالوكاء للقربة-  و منه الحديث في اللقطة احفظ عفاصها و وكاءها و عرفها سنة-  فإن جاء صاحبها و إلا فشأنك بها-  و العفاص السداد و الوكاء السداد-  و هذه من الكنايات اللطيفة

فصل في ألفاظ الكنايات و ذكر الشواهد عليها

و قد كنا قدمنا قطعة صالحة من الكنايات المستحسنة-  و وعدنا أن نعاود ذكر طرف منها و هذا الموضع موضعه-  فمن الكناية عن الحدث الخارج-  و هو الذي كنى عنه أمير المؤمنين ع أو رسول الله ص-  الكناية التي ذكرها يحيى بن زياد في شعره-  قيل إن يحيى بن زياد و مطيع بن إياس و حمادا الراوية-  جلسوا على شرب لهم و معهم رجل منهم-  فانحل وكاؤه فاستحيا و خرج و لم يعد إليهم-  فكتب إليه يحيى بن زياد-

أ من قلوص غدت لم يؤذها أحد
إلا تذكرها بالرمل أوطانا

خان العقال لها فانبت إذ نفرت‏
و إنما الذنب فيها للذي خانا

منحتنا منك هجرانا و مقلية
و لم تزرنا كما قد كنت تغشانا

خفض عليك فما في الناس ذو إبل‏
إلا و أينقه يشردن أحيانا

و ليس هذا الكتاب أهلا أن يضمن- حكاية سخيفة أو نادرة خليعة- فنذكر فيه ما جاء في هذا المعنى- و إنما جرأنا على ذكر هذه الحكاية خاصة- كناية أمير المؤمنين ع أو رسول الله ص عنها- و لكنا نذكر كنايات كثيرة في غير هذا المعنى مستحسنة- ينتفع القارئ بالوقوف عليها- .

يقال فلان من قوم موسى إذا كان ملولا- إشارة إلى قوله تعالى- وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى‏ لَنْ نَصْبِرَ عَلى‏ طَعامٍ واحِدٍ- .

قال الشاعر

فيا من ليس يكفيه صديق
و لا ألفا صديق كل عام‏

أظنك من بقايا قوم موسى‏
فهم لا يصبرون على طعام‏

و قال العباس بن الأحنف

كتبت تلوم و تستريث زيارتي
و تقول لست لنا كعهد العاهد

فأجبتها و دموع عيني سجم‏
تجري على الخدين غير جوامد

يا فوز لم أهجركم لملالة
عرضت و لا لمقال واش حاسد

لكنني جربتكم فوجدتكم‏
لا تصبرون على طعام واحد

و يقولون للجارية الحسناء قد أبقت من رضوان-

قال الشاعر

جست العود بالبنان الحسان
و تثنت كأنها غصن بان‏

فسجدنا لها جميعا و قلنا
إذ شجتنا بالحسن و الإحسان‏

حاش لله أن تكوني من الإنس
و لكن أبقت من رضوان‏

و يقولون للمكشوف الأمر الواضح الحال ابن جلا- و هو كناية عن الصبح و منه ما تمثل به الحجاج-

أنا ابن جلا و طلاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني‏

و منه قول القلاخ بن حزن-أنا القلاخ بن القلاخ ابن جلا- . و منه قولهم فلان قائد الجمل-  لأنه لا يخفى لعظم الجمل و كبر جثته-  و في المثل ما استتر من قاد جملا-  و قالوا كفى برغائها نداء-  و مثل هذا قولهم ما يوم حليمة بسر-  يقال ذلك في الأمر المشهور الذي لا يستر-  و يوم حليمة يوم التقى المنذر الأكبر-  و الحارث الغساني الأكبر-  و هو أشهر أيام العرب-  يقال إنه ارتفع من العجاج-  ما ظهرت معه الكواكب نهارا-  و حليمة اسم امرأة أضيف اليوم إليها-  لأنها أخرجت إلى المعركة مراكن الطيب-  فكانت تطيب بها الداخلين إلى القتال-  فقاتلوا حتى تفانوا- . و يقولون في الكناية عن الشيخ الضعيف قائد الحمار-  و إشارة إلى ما أنشده الأصمعي

آتي الندي فلا يقرب مجلسي
و أقود للشرف الرفيع حماري‏

أي أقوده من الكبر إلى موضع مرتفع لأركبه لضعفي- و مثل ذلك كنايتهم عن الشيخ الضعيف بالعاجن- لأنه إذا قام عجن في الأرض بكفيه-

قال الشاعر

فأصبحت كنتيا و أصبحت عاجنا
و شر خصال المرء كنت و عاجن‏

قالوا الكنتي الذي يقول كنت أفعل كذا- و كنت أركب الخيل يتذكر ما مضى من زمانه- و لا يكون ذلك إلا عند الهرم أو الفقر و العجز- . و مثله قولهم للشيخ راكع-

قال لبيد

أخبر أخبار القرون التي مضت
أدب كأني كلما قمت راكع‏

و الركوع هو التطأطؤ و الانحناء بعد الاعتدال و الاستواء- و يقال للإنسان إذا انتقل من الثروة إلى الفقر قد ركع- قال

لا تهين الفقير علك أن تركع
يوما و الدهر قد رفعه‏

و في هذا المعنى قال الشاعر-

ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه
يوما فتدركه الحوادث قد نما

يجزيك أو يثني عليك و إن من‏
يثني عليك بما فعلت فقد جزى‏

و مثله أيضا

و أكرم كريما إن أتاك لحاجة
لعاقبة إن العضاه تروح‏

تروح الشجر إذا انفطر بالنبت- يقول إن كان فقيرا فقد يستغنى- كما إن الشجر الذي لا ورق عليه سيكتسى ورقا- و يقال ركع الرجل أي سقط- .

و قال الشاعر

خرق إذا ركع المطي من الوجى
لم يطو دون رفيقه ذا المرود

حتى يئوب به قليلا فضله‏
حمد الرفيق نداك أو لم يحمد

و كما يشبهون الشيخ بالراكع فيكنون به عنه- كذلك يقولون يحجل في قيده لتقارب خطوه- قال أبو الطمحان القيني-

حنتني حانيات الدهر حتى
كأني خاتل أدنو لصيد

قريب الخطو يحسب من رآني‏
و لست مقيدا أني بقيد

و نحو هذا قولهم للكبير بدت له الأرنب- و ذلك أن من يختل الأرنب ليصيدها يتمايل في مشيته- و أنشد ابن الأعرابي في النوادر-

و طالت بي الأيام حتى كأنني
من الكبر العالي بدت لي أرنب‏

و نحوه يقولون للكبير قيد بفلان البعير- أي لا قوة ليده على أن يصرف البعير تحته على حسب إرادته- فيقوده قائد يحمله حيث يريد- .

و من أمثالهم لقد كنت و ما يقاد بي البعير- يضرب لمن كان ذا قوة و عزم ثم عجز و فتر- . و من الكنايا عن شيب العنفقة قولهم- قد عض على صوفه- . و يكنون عن المرأة التي كبر سنها فيقولون- امرأة قد جمعت الثياب أي تلبس القناع و الخمار و الإزار- و ليست كالفتاة التي تلبس ثوبا واحدا- . و يقولون لمن يخضب يسود وجه النذير- و قالوا في قوله تعالى وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ إنه الشيب- و قال الشاعر

و قائلة لي اخضب فالغواني
تطير من ملاحظة القتير

فقلت لها المشيب نذير موتي‏
و لست مسودا وجه النذير

و زاحم شاب شيخا في طريق فقال الشاب كم ثمن القوس- يعيره بانحناء الظهر- فقال الشيخ يا ابن أخي- إن طال بك عمر فسوف تشتريها بلا ثمن- . و أنشد لابن خلف-

تعيرني وخط المشيب بعارضي
و لو لا الحجول البلق لم تعرف الدهم‏

حنى الشيب ظهري فاستمرت مريرتي‏
و لو لا انحناء القوس لم ينفذ السهم‏

و يقولون لمن رشا القاضي أو غيره صب في قنديله زيتا- و أنشد

و عند قضاتنا خبث و مكر
و زرع حين تسقيه يسنبل‏

إذا ما صب في القنديل زيت‏
تحولت القضية للمقندل‏

و كان أبو صالح كاتب الرشيد ينسب إلى أخذ الرشا- و كان كاتب أم جعفر- .و هو سعدان بن يحيى كذلك- فقال لها الرشيد يوما أ ما سمعت ما قيل في كاتبك- قالت ما هو فأنشدها-

صب في قنديل سعدان
مع التسليم زيتا

و قناديل بنيه‏
قبل أن تخفى الكميتا

قالت فما قيل في كاتبك أشنع و أنشدته-

قنديل سعدان علا ضوءه
فرخ لقنديل أبي صالح‏

تراه في مجلسه أحوصا
من لمحه للدرهم اللائح‏

و يقولون لمن طلق ثلاثا قد نحرها بمثلثه- . و يقولون أيضا أعطاها نصف السنة- . و يقولون لمن يفخر بآبائه هو عظامي- و لمن يفخر بنفسه هو عصامي- إشارة إلى قول النابغة في عصام بن سهل حاجب النعمان

نفس عصام سودت عصاما
و علمته الكر و الإقداما
و جعلته ملكا هماما

و أشار بالعظامي إلى فخره بالأموات من آبائه و رهطه- و قال الشاعر

إذا ما الحي عاش بعظم ميت
فذاك العظم حي و هو ميت‏

و نحو هذا أن عبد الله بن زياد بن ظبيان التميمي- دخل على أبيه و هو يجود بنفسه فقال أ لا أوصي بك الأمير- فقال إذا لم يكن للحي إلا وصية الميت فالحي هو الميت- و يقال إن عطاء بن أبي سفيان قال ليزيد بن معاوية- أغنني عن غيرك قال‏ حسبك ما أغناك به معاوية- قال فهو إذن الحي و أنت الميت- و مثل قولهم عظامي قولهم خارجي- أي يفخر بغير أولية كانت له- قال كثير لعبد العزيز-

أبا مروان لست بخارجي
و ليس قديم مجدك بانتحال‏

و يكنون عن العزيز و عن الذليل أيضا فيقولون- بيضة البلد- فمن يقولها للمدح- يذهب إلى أن البيضة هي الحوزة و الحمى- يقولون فلان يحمي بيضته أي يحمي حوزته و جماعته- و من يقولها للذم- يعني أن الواحدة من بيض النعام إذا فسدت- تركها أبواها في البلد و ذهبا عنها- قال الشاعر في المدح-

لكن قائله من لا كفاء له
من كان يدعى أبوه بيضة البلد

– . و قال الآخر في الذم-

تأبى قضاعة لم تعرف لكم نسبا
و ابنا نزار فأنتم بيضة البلد

و يقولون للشي‏ء الذي يكون في الدهر مرة واحدة- هو بيضة الديك- قال بشار

يا أطيب الناس ريقا غير مختبر
إلا شهادة أطراف المساويك‏

قد زرتنا زورة في الدهر واحدة
ثني و لا تجعليها بيضة الديك‏

و يكنون عن الثقيل بالقذى في الشراب- قال الأخطل يذكر الخمر و الاجتماع عليها-

و ليس قذاها بالذي قد يضيرها
و لا بذباب نزعه أيسر الأمر

و لكن قذاها كل جلف مكلف‏
أتتنا به الأيام من حيث لا ندري‏

فذاك القذى و ابن القذى و أخو القذى
فإن له من زائر آخر الدهر

و يكنون أيضا عنه بقدح اللبلاب-
قال الشاعر

يا ثقيلا زاد في الثقل
على كل ثقيل‏

أنت عندي قدح اللبلاب‏
في كف العليل‏

و يكنون عنه أيضا بالقدح الأول- لأن القدح الأول من الخمر تكرهه الطبيعة- و ما بعده فدونه لاعتياده- قال الشاعر

و أثقل من حضين باديا
و أبغض من قدح أول‏

و يكنون عنه بالكانون قال الحطيئة يهجو أمه-

تنحي فاقعدي عني بعيدا
أراح الله منك العالمينا

أ غربالا إذا استودعت سرا
و كانونا على المتحدثينا

قالوا و أصله من كننت أي سترت- فكأنه إذا دخل على قوم و هم في حديث ستروه عنه- و قيل بل المراد شدة برده- . و يكنون عن الثقيل أيضا برحى البزر-

قال الشاعر

و أثقل من رحى بزر علينا
كأنك من بقايا قوم عاد

و يقولون لمن يحمدون جواره جاره جار أبي دواد- و هو كعب بن مامة الإيادي- كان إذا جاوره رجل فمات وداه- و إن هلك عليه شاة أو بعير أخلف عليه- فجاوره أبو دواد الإيادي فأحسن إليه فضرب به المثل- . و مثله قولهم هو جليس قعقاع بن شور- و كان قد قدم إلى معاوية فدخل عليه- و المجلس غاص بأهله ليس فيه مقعد- فقام له رجل من القوم و أجلسه مكانه- فلم‏ يبرح القعقاع من ذلك الموضع يكلم معاوية- و معاوية يخاطبه حتى أمر له بمائة ألف درهم- فأحضرت إليه فجعلت إلى جانبه- فلما قام قال للرجل القائم له من مكانه- ضمها إليك فهي لك بقيامك لنا عن مجلسك- فقيل فيه

و كنت جليس قعقاع بن شور
و لا يشقى بقعقاع جليس‏

ضحوك السن إن نطقوا بخير
و عند الشر مطراق عبوس‏

أخذ قوله و لا يشقى بقعقاع جليس- من قول النبي ص هم القوم لا يشقى بهم جليسهم- . و يكنون عن السمين من الرجال بقولهم- هو جار الأمير و ضيف الأمير- و أصله أن الغضبان بن القبعثرى- كان محبوسا في سجن الحجاج فدعا به يوما فكلمه- فقال له في جملة خطابه إنك لسمين يا غضبان- فقال القيد و الرتعة و الخفض و الدعة- و من يكن ضيف الأمير يسمن- . و يكني الفلاسفة عن السمين بأنه يعرض سور حبسه- و ذلك أن أفلاطون رأى رجلا سمينا فقال يا هذا- ما أكثر عنايتك بتعريض سور حبسك- . و نظر أعرابي إلى رجل جيد الكدنة- فقال أرى عليك قطيفة محكمة- قال نعم ذاك عنوان نعمة الله عندي- . و يقولون للكذاب هو قموص الحنجرة- و أيضا هو زلوق الكبد و أيضا لا يوثق بسيل بلقعه- و أيضا أسير الهند لأنه يدعي أنه ابن الملك- و إن كان من أولاد السفلة- . و يكنى عنه أيضا بالشيخ الغريب- لأنه يحب أن يتزوج في الغربة فيدعي أنه ابن خمسين سنة- و هو ابن خمس و سبعين- .

و يقولون هو فاختة البلد من قول الشاعر-

أكذب من فاختة
تصيح فوق الكرب‏

و الطلع لم يبد لها
هذا أوان الرطب‏

و قال آخر في المعنى-

حديث أبي حازم كله
كقول الفواخت جاء الرطب‏

و هن و إن كن يشبهنه‏
فلسن يدانينه في الكذب‏

و يكنون عن النمام بالزجاج لأنه يشف على ما تحته- قال الشاعر

أنم بما استودعته من زجاجة
يرى الشي‏ء فيها ظاهرا و هو باطن‏

و يكنون عنه بالنسيم من قول الآخر-

و إنك كلما استودعت سرا
أنم من النسيم على الرياض‏

و يقولون إنه لصبح و إنه لطيب كله في النمام- و يقولون ما زال يفتل له في الذروة و الغارب حتى أسمحت قرونته- و هي النفس- و الذروة أعلى السنام و الغارب مقدمه- . و يقولون في الكناية عن الجاهل- ما يدري أي طرفيه أطول- قالوا ذكره و لسانه- و قالوا هل نسب أبيه أفضل أم نسب أمه- . و مثله لا يعرف قطانه من لطانه- أي لا يعرف جبهته مما بين وركيه- . و قالوا الحدة كنية الجهل و الاقتصاد كنية البخل- و الاستقصاء كنية الظلم- .

و قالوا للجائع عضه الصفر و عضه شجاع البطن- . و قال الهذلي-

أرد شجاع البطن قد تعلمينه
و أوثر غرثى من عيالك بالطعم‏

مخافة أن أحيا برغم و ذلة
و للموت خير من حياة على رغم‏

و يقولون زوده زاد الضب أي لم يزوده شيئا- لأن الضب لا يشرب الماء- و إنما يتغذى بالريح و النسيم- و يأكل القليل من عشب الأرض- .

و قال ابن المعتز-

يقول أكلنا لحم جدي و بطة
و عشر دجاجات شواء بألبان‏

و قد كذب الملعون ما كان زاده‏
سوى زاد ضب يبلع الريح عطشان‏

و قال أبو الطيب-

لقد لعب البين المشت بها و بي
و زودني في السير ما زود الضبا

و يقولون للمختلفين من الناس- هم كنعم الصدقة و هم كبعر الكبش- قال عمرو بن لجأ-

و شعر كبعر الكبش ألف بينه
لسان دعي في القريض دخيل‏

و ذلك لأن بعر الكبش يقع متفرقا- . و قال بعض الشعراء لشاعر آخر- أنا أشعر منك لأني أقول البيت و أخاه- و تقول البيت و ابن عمه- فأما قول جرير في ذي الرمة- إن شعره

بعر ظباء و نقط عروس‏

فقد فسره الأصمعي فقال- يريد أن شعره حلو أول ما تسمعه- فإذا كرر إنشاده ضعف- لأن أبعار الظباء أول ما تشم توجد لها رائحة- ما أكلت من الجثجاث و الشيح‏ و القيصوم- فإذا أدمت شمها عدمت تلك الرائحة- و نقط العروس إذا غسلتها ذهبت- . و يقولون أيضا للمختلفين أخياف- و الخيف سواد إحدى العينين و زرق الأخرى- و يقولون فيهم أيضا- أولاد علات كالإخوة لأمهات شتى- و العلة الضرة- . و يقولون فيهم خبز كتاب لأنه يكون مختلفا- قال شاعر يهجو الحجاج بن يوسف-

أ ينسى كليب زمان الهزال
و تعليمه سورة الكوثر

رغيف له فلكة ما ترى‏
و آخر كالقمر الأزهر

و مثله-

أ ما رأيت بني سلم وجوههم
كأنها خبز كتاب و بقال‏

و يقال للمتساوين في الرداءة كأسنان الحمار- قال الشاعر-

سواء كأسنان الحمار فلا ترى
لذي شيبة منهم على ناشئ فضلا

و قال آخر-

شبابهم و شيبهم سواء
فهم في اللؤم أسنان الحمار

و أنشد المبرد في الكامل- لأعرابي يصف قوما من طيئ بالتساوي في الرداءة-

و لما أن رأيت بني جوين
جلوسا ليس بينهم جليس‏

يئست من الذي أقبلت أبغي‏
لديهم إنني رجل يئوس‏

إذا ما قلت أيهم لأي
تشابهت المناكب و الرءوس‏

قال فقوله ليس بينهم جليس هجاء قبيح- يقول لا ينتجع الناس معروفهم‏ فليس بينهم غيرهم- و يقولون في المتساويين في الرداءة أيضا- هما كحماري العبادي- قيل له أي حماريك شر قال هذا ثم هذا- و يقال في التساوي في الشر و الخير هم كأسنان المشط- و يقال وقعا كركبتي البعير و كرجلي النعامة- . و قال ابن الأعرابي- كل طائر إذا كسرت إحدى رجليه تحامل على الأخرى- إلا النعام فإنه متى كسرت إحدى رجليه جثم- فلذلك قال الشاعر يذكر أخاه-

و إني و إياه كرجلي نعامة
على ما بنا من ذي غنى و فقير

و قال أبو سفيان بن حرب لعامر بن الطفيل- و علقمة بن علاثة و قد تنافرا إليه- أنتما كركبتي البعير- فلم ينفر واحدا منهما- فقالا فأينا اليمنى فقال كل منكما يمنى- . و سأل الحجاج رجلا عن أولاد المهلب- أيهم أفضل فقال هم كالحلقة الواحدة- . و سئل ابن دريد عن المبرد و ثعلب فأثنى عليهما- فقيل فابن قتيبة قال ربوة بين جبلين- أي خمل ذكره بنباهتهما- . و يكنى عن الموت بالقطع عند المنجمين- و عن السعاية بالنصيحة عند العمال- و عن الجماع بالوطء عند الفقهاء- و عن السكر بطيب النفس عند الندماء- و عن السؤال بالزوار عند الأجواد- و عن الصدقة بما أفاء الله عند الصوفية- . و يقال للمتكلف بمصالح الناس- إنه وصي آدم على ولده- و قد قال شاعر في هذا الباب-

فكأن آدم عند قرب وفاته
أوصاك و هو يجود بالحوباء

ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم‏
و كفيت آدم عيلة الأبناء

و يقولون فلان خليفة الخضر إذا كان كثير السفر- قال أبو تمام-

خليفة الخضر من يربع على وطن
أو بلدة فظهور العيس أوطاني‏

بغداد أهلي و بالشام الهوى و أنا
بالرقتين و بالفسطاط إخواني‏

و ما أظن النوى ترضى بما صنعت
حتى تبلغ بي أقصى خراسان‏

و يقولون للشي‏ء المختار المنتخب- هو ثمرة الغراب لأنه ينتفي خير الثمر- . و يقولون سمن فلان في أديمه- كناية عمن لا ينتفع به- أي ما خرج منه يرجع إليه- و أصله أن نحيا من السمن انشق في ظرف من الدقيق- فقيل ذلك-

قال الشاعر-

ترحل فما بغداد دار إقامة
و لا عند من أضحى ببغداد طائل‏

محل ملوك سمنهم في أديمهم‏
و كلهم من حلية المجد عاطل‏

فلا غرو أن شلت يد المجد و العلى
و قل سماح من رجال و نائل‏

إذا غضغض البحر الغطامط ماءه‏
فليس عجيبا أن تغيض الجداول‏

و يقولون لمن لا يفي بالعهد- فلان لا يحفظ أول المائدة- لأن أولها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ- . و يقولون لمن كان حسن اللباس و لا طائل عنده هو مشجب- و المشجب خشبة القصار التي يطرح الثياب عليها- قال ابن الحجاج-

لي سادة طائر السرور بهم
يطرده اليأس بالمقاليع‏

مشاجب للثياب كلهم‏
و هذه عادة المشاقيع‏

جائزتي عندهم إذا سمعوا
شعري هذا كلام مطبوع‏

و إنهم يضحكون إن ضحكوا
مني و أبكي أنا من الجوع‏

و قال آخر

إذا لبسوا دكن الخزوز و خضرها
و راحوا فقد راحت عليك المشاجب‏

و روي أن كيسان غلام أبي عبيدة- وفد على بعض البرامكة فلم يعطه شيئا- فلما وافى البصرة قيل له كيف وجدته- قال وجدته مشجبا من حيث ما أتيته وجدته- . و يكنون عن الطفيلي فيقولون هو ذباب- لأنه يقع في القدور

قال الشاعر

أتيتك زائرا لقضاء حق
فحال الستر دونك و الحجاب‏

و لست بواقع في قدر قوم‏
و إن كرهوا كما يقع الذباب‏

و قال آخر-

و أنت أخو السلام و كيف أنتم
و لست أخا الملمات الشداد

و أطفل حين يجفى من ذباب‏
و ألزم حين يدعى من قراد

و يكنون عن الجرب بحب الشباب- قال الوزير المهلبي-

يا صروف الدهر حسبي
أي ذنب كان ذنبي‏

علة خصت و عمت‏
في حبيب و محب‏

دب في كفيه يا من
حبه دب بقلبي‏

فهو يشكو حر حب‏
و شكاتي حر حب‏

و يكنون عن القصير القامة بأبي زبيبة- و عن الطويل بخيط باطل- و كانت كنية مروان بن الحكم لأنه كان طويلا مضطربا- قال فيه الشاعر-

لحا الله قوما أمروا خيط باطل
على الناس يعطي من يشاء و يمنع‏

و في خيط باطل قولان- أحدهما أنه الهباء الذي يدخل من ضوء الشمس- في الكوة من البيت- و تسميه العامة غزل الشمس- و الثاني أنه الخيط الذي يخرج من في العنكبوت- و تسميه العامة مخاط الشيطان- . و تقول العرب للملقو لطيم الشيطان- . و كان لقب عمرو بن سعيد الأشدق لأنه كان ملقوا- . و قال بعضهم لآخر ما حدث- قال قتل عبد الملك عمرا- فقال قتل أبو الذبان لطيم الشيطان- وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ- . و يقولون للحزين المهموم يعد الحصى- و يخط في الأرض و يفت اليرمع- قال المجنون-

عشية ما لي حيلة غير أنني
بلقط الحصى و الخط في الدار مولع‏

أخط و أمحو كل ما قد خططته‏
بدمعي و الغربان حولي وقع‏

و هذا كالنادم يقرع السن- و البخيل ينكت الأرض ببنانه أو بعود عند الرد- قال الشاعر-

عبيد إخوانهم حتى إذا ركبوا
يوم الكريهة فالآساد في الأجم‏

يرضون في العسر و الإيسار سائلهم‏
لا يقرعون على الأسنان من ندم‏

و قال آخر في نكت الأرض بالعيدان-

قوم إذا نزل الغريب بدارهم
تركوه رب صواهل و قيان‏

لا ينكتون الأرض عند سؤالهم‏
لتطلب العلات بالعيدان‏

و يقولون للفارغ فؤاد أم موسى- .و يقولون للمثري من المال منقرس- و ذلك أن علة النقرس- أكثر ما تعتري أهل الثروة و التنعم- . حكى المبرد- قال كان الحرمازي في ناحية عمرو بن مسعدة- و كان يجري عليه- فخرج عمرو بن مسعدة إلى الشام- و تخلف الحرمازي ببغداد فأصابه النقرس فقال-

أقام بأرض الشام فاختل جانبي
و مطلبه بالشام غير قريب‏

و لا سيما من مفلس حلف نقرس‏
أ ما نقرس في مفلس بعجيب‏

و قال بعضهم يهجو ابن زيدان الكاتب-

تواضع النقرس حتى لقد
صار إلى رجل ابن زيدان‏

علة إنسان و لكنها
قد وجدت في غير إنسان‏

و يقولون للمترف رقيق النعل و أصله قول النابغة-

رقاق النعال طيب حجزاتهم
يحيون بالريحان يوم السباسب‏

يعني أنهم ملوك- و الملك لا يخصف نعله و إنما يخصف نعله من يمشي- و قوله طيب حجزاتهم أي هم أعفاء الفروج- أي يشدون حجزاتهم على عفة- و كذلك قولهم فلان مسمط النعال- أي نعله طبقة واحدة غير مخصوف- قال المرار بن سعيد الفقعسي-

وجدت بني خفاجة في عقيل
كرام الناس مسمطة النعال‏

و قريب من هذا قول النجاشي-

و لا يأكل الكلب السروق نعالنا
و لا ينتقي المخ الذي في الجماجم‏

يريد أن نعالهم سبت- و السبت جلود البقر المدبوغة بالقرظ- و لا تقربها الكلاب- و إنما تأكل الكلاب غير المدبوغ- لأنه إذا أصابه المطر دسمه فصار زهما- . و يقولون للسيد لا يطأ على قدم- أي هو يتقدم الناس و لا يتبع أحدا فيطأ على قدمه- . و يقولون قد اخضرت نعالهم- أي صاروا في خصب و سعة- قال الشاعر-

يتايهون إذا اخضرت نعالهم
و في الحفيظة أبرام مضاجير

و إذا دعوا على إنسان بالزمانة قالوا خلع الله نعليه- لأن المقعد لا يحتاج إلى نعل- . و يقولون أطفأ الله نوره- كناية عن العمى و عن الموت أيضا- لأن من يموت فقد طفئت ناره- . و يقولون سقاه الله دم جوفه- دعاء عليه بأن يقتل ولده- و يضطر إلى أخذ ديته إبلا فيشرب ألبانها- . و يقولون رماه الله بليلة لا أخت لها أي ليلة موته- لأن ليلة الموت لا أخت لها- . و يقولون وقعوا في سلا جمل أي في داهية لا يرى مثلها- لأن الجمل لا سلا له و إنما السلا للناقة- و هي الجليدة التي تكون ملفوفة على ولدها- . و يقولون صاروا في حولاء ناقة- إذ صاروا في خصب- . و كانوا إذا وصفوا الأرض بالخصب- قالوا كأنها حولاء ناقة- .

و يقولون لأبناء الملوك و الرؤساء- و من يجري مجراهم جفاة المحز-

قال الشاعر-

جفاة المحز لا يصيبون مفصلا
و لا يأكلون اللحم إلا تخذما

يقول هم ملوك- و أشباه الملوك لا حذق لهم بنحر الإبل و الغنم- و لا يعرفون التجليد و السلخ- و لهم من يتولى ذلك عنهم- و إذا لم يحضرهم من يجزر الجزور- تكلفوا هم ذلك بأنفسهم- فلم يحسنوا حز المفصل كما يفعله الجزار- و قوله-

و لا يأكلون اللحم إلا تخذما

أي ليس بهم شره- فإذا أكلوا اللحم تخذموا قليلا قليلا- و الخذم القطع- و أنشد الجاحظ في مثله-

و صلع الرءوس عظام البطون
جفاة المحز غلاظ القصر

لأن ذلك كله أمارات الملوك- و قريب من ذلك قوله-

ليس براعي إبل و لا غنم
و لا بجزار على ظهر وضم‏

و يقولون فلان أملس- يكنون عمن لا خير فيه و لا شر- أي لا يثبت فيه حمد و لا ذم- . و يقولون ملحه على ركبته- أي هو سيئ الخلق يغضبه أدنى شي‏ء- قال

لا تلمها إنها من عصبة
ملحها موضوعة فوق الركب‏

و يقولون كناية عن مجوسي- هو ممن يخط على النمل- و النمل جمع نملة و هي قرحة بالإنسان- كانت العرب تزعم أن المجوسي- إذا كان من أخته و خط عليها برأت-

قال الشاعر

و لا عيب فينا غير عرق لمعشر
كرام و أنا لا نخط على النمل‏

و يقولون للصبي قد قطفت ثمرته أي ختن- و قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير-

ما زال عصياننا لله يرذلنا
حتى دفعنا إلى يحيى و دينار

إلا عليجين لم تقطف ثمارها
قد طالما سجدا للشمس و النار

– . و يقولون قدر حليمة أي لا غليان فيها- . و يقولون لمن يصلي صلاة مختصرة هو راجز الصلاة- . و قال أعرابي لرجل رآه يصلي صلاة خفيفة- صلاتك هذه رجز- . و يقولون فلان عفيف الشفة أي قليل السؤال- و فلان خفيف الشفة كثير السؤال- . و تكني العرب عن المتيقظ بالقطامي و هو الصقر- . و يكنون عن الشدة و المشقة بعرق القربة- يقولون لقيت من فلان عرق القربة- أي العرق الذي يحدث بك من حملها و ثقلها- و ذلك لأن أشد العمل كان عندهم السقي- و ما ناسبه من معالجة الإبل- . و تكني العرب عن الحشرات- و هوام الأرض بجنود سعد- يعنون سعد الأخبية- و ذلك لأنه إذا طلع انتشرت في ظاهر الأرض- و خرج منها ما كان مستترا في باطنها- قال الشاعر-

قد جاء سعد منذرا بحره
موعدة جنوده بشره‏

و يكني قوم عن السائلين على الأبواب- بحفاظ سورة يوسف ع- لأنهم يعتنون بحفظها دون غيرها- و قال عمارة يهجو محمد بن وهيب-

تشبهت بالأعراب أهل التعجرف
فدل على ما قلت قبح التكلف‏

لسان عراقي إذا ما صرفته
إلى لغة الأعراب لم يتصرف‏

و لم تنس ما قد كان بالأمس حاكه‏
أبوك و عود الجف لم يتقصف‏

لئن كنت للأشعار و النحو حافظا
لقد كان من حفاظ سورة يوسف‏

و يكنون عن اللقيط بتربية القاضي- و عن الرقيب بثاني الحبيب لأنه يرى معه أبدا- قال ابن الرومي-

موقف للرقيب لا أنساه
لست أختاره و لا آباه‏

مرحبا بالرقيب من غير وعد
جاء يجلو علي من أهواه‏

لا أحب الرقيب إلا لأني
لا أرى من أحب حتى أراه‏

و يكنون عن الوجه المليح بحجة المذنب- إشارة إلى قول الشاعر-

قد وجدنا غفلة من رقيب
فسرقنا نظرة من حبيب‏

و رأينا ثم وجها مليحا
فوجدنا حجة للذنوب‏

و يكنون عن الجاهل ذي النعمة بحجة الزنادقة- قال ابن الرومي-

مهلا أبا الصقر فكم طائر
خر صريعا بعد تحليق‏

لا قدست نعمى تسربلتها
كم حجة فيها لزنديق‏

و قال ابن بسام في أبي الصقر أيضا-

يا حجة الله في الأرزاق و القسم
و عبرة لأولى الألباب و الفهم‏

تراك أصبحت في نعماء سابغة
إلا و ربك غضبان على النعم‏

فهذا ضد ذلك المقصد- لأن ذاك جعله حجة على الزندقة- و هذا جعله حجة على قدرة البارئ سبحانه- على عجائب الأمور و غرائبها- و أن النعم لا قدر لها عنده سبحانه- حيث جعلها عند أبي الصقر مع دناءة منزلته- و قال ابن الرومي-

و قينة أبرد من ثلجه
تبيت منها النفس في ضجه‏

كأنها من نتنها صخة
لكنها في اللون أترجه‏

تفاوتت خلقتها فاغتدت
لكل من عطل محتجه‏

و قد يشابه ذلك قول أبي علي البصير في ابن سعدان-

يا ابن سعدان أجلح الرزق في أمرك
و استحسن القبيح بمره‏

نلت ما لم تكن تمنى إذا ما
أسرفت غاية الأماني عشره‏

ليس فيما أظن إلا لكيلا
ينكر المنكرون لله قدره‏

و للمفجع في قريب منه-

إن كنت خنتكم المودة غادرا
أو حلت عن سنن المحب الوامق‏

فمسخت في قبح ابن طلحة إنه‏
ما دل قط على كمال الخالق‏

و يقولون عرض فلان على الحاجة عرضا سابريا- أي خفيفا من غير استقصاء- تشبيها له بالثوب السابري- و الدرع السابرية و هي الخفيفة- . و يحكى أن مرتدا مر على قوم يأكلون- و هو راكب حمارا- فقالوا انزل إلينا فقال هذا عرض سابري- فقالوا انزل يا ابن الفاعلة و هذا ظرف و لباقه- . و يقولون في ذلك وعد سابري- أي لا يقرن به وفاء- و أصل السابري اللطيف الرقق- . و قال المبرد سألت الجاحظ- من أشعر المولدين فقال القائل-

كأن ثيابه أطلعن
من أزراره قمرا

يزيدك وجهه حسنا
إذا ما زدته نظرا

بعين خالط التفتير
في أجفانها الحورا

و وجه سابري لو
تصوب ماؤه قطرا

يعني العباس بن الأحنف- . و تقول العرب في معنى قول المحدثين- عرض عليه كذا عرضا سابريا- عرض عليه عرض عالة- أي عرض الماء على النعم العالة التي قد شربت شربا بعد شرب- و هو العلل لأنها تعرض على الماء عرضا خفيفا لا تبالغ فيه- .

و من الكنايات الحسنة- قول أعرابية قالت لقيس بن سعد بن عبادة- أشكو إليك قلة الجرذان في بيتي- فاستحسن منها ذلك و قال لأكثرنها- املئوا لها بيتها خبزا و تمرا و سمنا و أقطا و دقيقا- . و شبيه بذلك ما روي- أن بعض الرؤساء سايره صاحب له على برذون مهزول- فقال له ما أشد هزال دابتك- فقال يدها مع أيدينا ففطن لذلك و وصله- .

و قريب منه ما حكي أن المنصور قال لإنسان- ما مالك قال ما أصون به وجهي و لا أعود به على صديقي- فقال لقد تلطفت في المسألة و أمر له بصلة- . و جاء أعرابي إلى أبي العباس ثعلب و عنده أصحابه- فقال له ما أراد القائل بقوله-

الحمد لله الوهوب المنان
صار الثريد في رءوس القضبان‏

فأقبل ثعلب على أهل المجلس فقال أجيبوه- فلم يكن عندهم جواب- و قال له نفطويه الجواب منك يا سيدي أحسن- فقال على أنكم لا تعلمونه قالوا لا نعلمه- فقال الأعرابي قد سمعت ما قال القوم- فقال و لا أنت أعزك الله تعلمه- فقال ثعلب أراد أن السنبل قد أفرك- قال صدقت فأين حق الفائدة- فأشار إليهم ثعلب‏ فبروه- فقام قائلا بوركت من ثعلب ما أعظم بركتك- . و يكنون عن الشيب بغبار العسكر و برغوة الشباب- قال الشاعر-

قالت أرى شيبا برأسك قلت لا
هذا غبار من غبار العسكر

و قالت آخر و سماه غبار وقائع الدهر-

غضبت ظلوم و أزمعت هجري
وصبت ضمائرها إلى الغدر

قالت أرى شيبا فقلت لها
هذا غبار وقائع الدهر

و يقولون للسحاب فحل الأرض- . و قالوا القلم أحد اللسانين- و رداءة الخط أحد الزمانتين- . قال و قال الجاحظ- رأيت رجلا أعمى يقول في الشوارع و هو يسأل- ارحموا ذا الزمانتين قلت و ما هما- قال أنا أعمى و صوتي قبيح- و قد أشار شاعر إلى هذا فقال-

اثنان إذا عدا
حقيق بهما الموت‏

فقير ما له زهد
و أعمى ما له صوت‏

و قال رسول الله ص إياكم و خضراء الدمن- فلما سئل عنها قال المرأة الحسناء في المنبت السوء و قال ع في صلح قوم من العرب- إن بيننا و بينهم عيبة مكفوفة- أي لا نكشف ما بيننا و بينهم من ضغن و حقد و دم و قال ع الأنصار كرشي و عيبتي- أي موضع سري و كرشي جماعتي- .

و يقال جاء فلان ربذ العنان أي منهزما- . و جاء ينفض مذرويه أي يتوعد من غير حقيقة- . و جاء ينظر عن شماله أي منهزما- . و تقول فلان عندي بالشمال أي منزلته خسيسة- و فلان عندي باليمين أي بالمنزلة العليا- قال أبو نواس-

أقول لناقتي إذ بلغتني
لقد أصبحت عندي باليمين‏

فلم أجعلك للغربان نهبا
و لم أقل اشرقي بدم الوتين‏

حرمت على الأزمة و الولايا
و أعلاق الرحالة و الوضين‏

و قال ابن ميادة-

أبيني أ في يمنى يديك جعلتني
فأفرح أم صيرتني في شمالك‏

و تقول العرب- التقى الثريان في الأمرين يأتلفان و يتفقان- أو الرجلين قال أبو عبيدة- و الثرى التراب الندي في بطن الوادي- فإذا جاء المطر و سح في بطن الوادي حتى يلتقي نداه- و الندى الذي في بطن الوادي يقال التقى الثريان- . و يقولون هم في خير لا يطير غرابه- يريدون أنهم في خير كثير و خصب عظيم- فيقع الغراب فلا ينفر لكثرة الخصب- . و كذلك أمر لا ينادى وليده- أي أمر عظيم ينادى فيه الكبار دون الصغار- . و قيل المراد أن المرأة تشتغل عن وليدها- فلا تناديه لعظم الخطب- و من هذا قول الشاعر يصف حربا عظيمة-

إذا خرس الفحل وسط الحجور
و صاح الكلاب و عق الولد

يريد أن الفحل إذا عاين الجيش و البارقة- لم يلتفت لفت الحجور و لم يصهل- و تنبح الكلاب أربابها- لأنها لا تعرفهم للبسهم الحديد- و تذهل المرأة عن ولدها رعبا فجعل ذلك عقوقا- . و يقولون أصبح فلان على قرن أعفر- و هو الظبي إذا أرادوا أصبح على خطر- و ذلك لأن قرن الظبي ليس يصلح مكانا- فمن كان عليه فهو على خطر- قال إمرؤ القيس-

و لا مثل يوم بالعظالى قطعته
كأني و أصحابي على قرن أعفرا

و قال أبو العلاء المعري-

كأنني فوق روق الظبي من حذر

و أنشد ابن دريد في هذا المعنى-

و ما خير عيش لا يزال كأنه
محلة يعسوب برأس سنان‏

يعني من القلق و أنه غير مطمئن- . و يقولون به داء الظبي أي لا داء به- لأن الظبي صحيح لا يزال و المرض قل أن يعتريه- و يقولون للمتلون المختلف الأحوال- ظل الذئب لأنه لا يزل مرة هكذا و مرة هكذا- و يقولون به داء الذئب أي الجوع- .

و عهد فلان عهد الغراب يعنون أنه غادر- قالوا لأن كل طائر يألف أنثاه إلا الغراب- فإنه إذا باضت الأنثى تركها و صار إلى غيرها- . و يقولون ذهب سمع الأرض و بصرها- أي حيث لا يدرى أين هو- . و تقولون ألقى عصاه إذا أقام و استقر-
قال الشاعر-

فألقت عصاها و استقر بها النوى
كما قر عينا بالإياب المسافر

و وقع القضيب من يد الحجاج و هو يخطب- فتطير بذلك حتى بان في وجهه- فقام إليه رجل فقال- إنه ليس ما سبق وهم الأمير إليه- و لكنه قول القائل و أنشده البيت فسري عنه- . و يقال للمختلفين طارت عصاهم شققا- . و يقال فلان منقطع القبال أي لا رأي له- . و فلان عريض البطان أي كثير الثروة- . و فلان رخي اللب أي في سعة- . و فلان واقع الطائر أي ساكن- . و فلان شديد الكاهل أي منيع الجانب- . و فلان ينظر في أعقاب نجم مغرب أي هو نادم آيس-

قال الشاعر

فأصبحت من ليلى الغداة كناظر
مع الصبح في أعقاب نجم مغرب‏

و سقط في يده أي أيقن بالهلكة- . و قد رددت يده إلى فيه أي منعته من الكلام- . و بنو فلان يد على بني فلان أي مجتمعون- .

و أعطاه كذا عن ظهر يد أي ابتداء لا عن مكافأة- . و يقولون جاء فلان ناشرا أذنيه أي جاء طامعا- . و يقال هذه فرس غير محلفة- أي لا تحوج صاحبها إلى أن يحلف أنها كريمة-

قال

كميت غير محلفة و لكن
كلون الصرف عل به الأديم‏

و تقول حلب فلان الدهر أشطره-  أي مرت عليه صروبه خيره و شره- . و قرع فلان لأمر ظنبوبه أي جد فيه و اجتهد- . و تقول أبدى الشر نواجذه أي ظهر- . و قد كشفت الحرب عن ساقها و كشرت عن نابها- . و تقول استنوق الجمل-  يقال ذلك للرجل يكون في حديث ينتقل إلى غيره-  يخلطه به- . و تقول لمن يهون بعد عز استأتن العير- . و تقول للضعيف يقوى استنسر البغاث- . و يقولون شراب بأنقع أي معاود للأمور-  و قال الحجاج يا أهل العراق إنكم شرابون بأنقع-  أي معتادون الخير و الشر-  و الأنقع جمع نقع و هو ما استنقع من الغدران-  و أصله في الطائر الحذر يرد المناقع في الفلوات-  حيث لا يبلغه قانص و لا ينصب له شرك

حديث عن إمرئ القيس

و نختم هذا الفصل في الكنايات-  بحكاية رواها أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني-  قال أبو الفرج أخبرني محمد بن القاسم الأنباري-  قال حدثني ابن عمي-  قال حدثنا أحمد بن عبد الله عن الهيثم بن عدي-  قال و حدثني عمي قال حدثنا محمد بن سعد الكراني-  قال حدثنا العمري عن الهيثم بن عدي-  عن مجالد بن سعيد عن عبد الملك بن عمير-  قال قدم علينا عمر بن هبيرة الكوفة أميرا على العراق-  فأرسل إلى عشرة من وجوه أهل الكوفة أنا أحدهم-  فسرنا عنده-  فقال ليحدثني كل رجل منكم أحدوثة-  و ابدأ أنت يا أبا عمرو-  فقلت أصلح الله الأمير أ حديث حق أم حديث باطل- 

قال بل حديث حق-  فقلت إن إمرأ القيس كان آلى ألية-  ألا يتزوج امرأة حتى يسألها عن ثمانية و أربعة و اثنتين-  فجعل يخطب النساء فإذا سألهن عن هذا قلن أربعة عشر-  فبينا هو يسير في جوف الليل-  إذا هو برجل يحمل ابنة صغيرة له كأنها البدر لتمه فأعجبته-  فقال لها يا جارية ما ثمانية و أربعة و اثنتان-  فقالت أما ثمانية فأطباء الكلبة-  و أما أربعة فأخلاف الناقة-  و أما اثنتان فثديا المرأة-  فخطبها إلى أبيها فزوجه إياها-  و شرطت عليه أن تسأله ليلة بنائها عن ثلاث خصال-  فجعل لها ذلك و على أن يسوق إليها مائة من الإبل-  و عشرة أعبد و عشر وصائف و ثلاثة أفراس-  ففعل ذلك ثم بعث عبدا إلى المرأة-  و أهدى إليها معه نحيا من سمن و نحيا من عسل و حلة من عصب-  فنزل العبد على بعض المياه-  و نشر الحلة فلبسها فتعلقت بسمرة فانشقت-  و فتح النحيين فأطعم أهل الماء منهما فنقصا-  ثم قدم على المرأة و أهلها خلوف-  فسألها عن أبيها و أمها و أخيها و دفع إليهاهديتها-  فقالت أعلم مولاك أن أبي ذهب يقرب بعيدا-  و يبعد قريبا و أن أمي ذهبت تشق النفس نفسين-  و أن أخي ذهب يراعي الشمس-  و أن سماءكم انشقت و أن وعاءيكم نضبا- .

فقدم الغلام على مولاه فأخبره-  فقال أما قولها أن أبي ذهب يقرب بعيدا و يبعد قريبا-  فإن أباها ذهب يحالف قوما على قومه-  و أما قولها إن أمي ذهبت تشق النفس نفسين-  فإن أمها ذهبت تقبل امرأة نفساء-  و أما قولها إن أخي ذهب يراعي الشمس-  فإن أخاها في سرح له يرعاه-  فهو ينتظر وجوب الشمس ليروح به-  و أما قولها إن سماءكم انشقت-  فإن البرد الذي بعثت به انشق-  و أما قولها إن وعاءيكم نضبا-  فإن النحيين اللذين بعثت بهما نقصا-  فاصدقني فقال يا مولاي إني نزلت بماء من مياه العرب-  فسألوني عن نسبي فأخبرتهم أني ابن عمك-  و نشرت الحلة و لبستها و تجملت بها-  فتعلقت بسمرة فانشقت-  و فتحت النحيين فأطعمت منهما أهل الماء-  فقال أولى لك ثم ساق مائة من الإبل-  و خرج نحوها و معه العبد يسقي الإبل-  فعجز فأعانه إمرؤ القيس فرمى به العبد في البئر-  و خرج حتى أتى إلى أهل الجارية بالإبل-  فأخبرهم أنه زوجها-  فقيل لها قد جاء زوجك-  فقالت و الله ما أدري أ زوجي هو أم لا-  و لكن انحروا له جزورا و أطعموه من كرشها و ذنبها-  ففعلوا فأكل ما أطعموه-  فقالت اسقوه لبنا حازرا و هو الحامض فسقوه فشرب-  فقالت افرشوا له عند الفرث و الدم ففرشوا له-  فنام فلما أصبحت أرسلت إليه أني أريد أن أسألك-  فقال لها سلي عما بدا لك-  فقالت مم تختلج شفتاك قال من تقبيلي إياك-  فقالت مم يختلج كشحاك قال لالتزامي إياك-  قالت فمم يختلج فخذاك‏ قال لتوركي إياك-  فقالت عليكم العبد فشدوا أيديكم به ففعلوا- .

قال و مر قوم فاستخرجوا إمرأ القيس من البئر-  فرجع إلى حيه و ساق مائة من الإبل-  و أقبل إلى امرأته فقيل لها قد جاء زوجك-  فقالت و الله ما أدري أ زوجي هو أم لا-  و لكن انحروا له جزورا و أطعموه من كرشها و ذنبها-  ففعلوا فلما أتوه بذلك قال و أين الكبد و السنام و الملحاء-  و أبى أن يأكل فقالت اسقوه لبنا حازرا-  فأتي به فأبى أن يشربه-  و قال فأين الضريب و الرثيئة-  فقالت افرشوا له عند الفرث و الدم-  ففرشوا له فأبى أن ينام-  و قال افرشوا لي عند التلعة الحمراء-  و اضربوا لي عليها خباء-  ثم أرسلت إليه هلم شريطتي عليك في المسائل الثلاث-  فأرسل إليها أن سلي عما شئت-  فقالت مم تختلج شفتاك فقال لشربي المشعشعات-  قالت فمم يختلج كشحاك قال للبسي الحبرات-  قالت فمم تختلج فخذاك قال لركضي المطهمات-  فقالت هذا زوجي لعمري فعليكم به-  فأهديت إليه الجارية- . فقال ابن هبيرة حسبكم-  فلا خير في الحديث سائر الليلة بعد حديث أبي عمرو-  و لن يأتينا أحد منكم بأعجب منه-  فانصرفنا و أمر لي بجائزة

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (475)

و قال عليه السّلام: العين وكاء السّتة. قال الرضى رحمه الله تعالى: و هذه من الاستعارات العجيبة كانه شبّه السّته بالوعاء و العين بالوكاء، فاذا اطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء، و هذا القول فى الاشهر الاظهر من كلام النبى صلّى اللّه عليه و آله، و قد رواه قوم لامير المؤمنين عليه السّلام، و ذكر ذلك المبرد فى الكتاب المقتضب فى باب اللفظ المعروف.

قال الرضى: و قد تكلمنا على هذه الاستعارة فى كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية.

«و آن حضرت فرمود: چشم سربند نشستنگاه است.»

سيد رضى كه خدايش رحمت كناد گويد اين از استعارات شگفت است كه گويى نشستنگاه را به ظرف و چشم را به سربند آن تشبيه فرموده است كه چون سربند گشوده شود ظرف آنچه را درون آن است نگه نمى‏ دارد. اين سخن بنابر شهرت و آنچه آشكار است از سخنان رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم است و قومى آن را از امير المؤمنين عليه السّلام دانسته ‏اند و مبرد در كتاب المقتضب در باب لفظ معروف آورده است، و ما در مورد اين استعاره در كتاب خودمان كه نامش مجازات آثار النبويه است سخن گفته ‏ايم.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن مى‏ گويد: معروف اين است كه اين سخن از سخنان رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم است كه محدثان و مؤلفان غريب الحديث در آثار خود و اهل ادب در مجموعه ‏هاى لغوى خود آن را آورده‏ اند و شايد موضوع بر مبرد مشتبه شده است كه آن را به امير المؤمنين عليه السّلام نسبت داده است و در اصل روايت كلمه «عين» به صورت تثنيه و چنين است كه «العينان وكاء السته»، و لغت سته به معنى نشيمنگاه است.

در دنباله خبر هم در پاره‏ اى از روايات آمده است «و چون دو چشم بخسبد سر بند گشوده مى‏ شود.» و كاء هم به معنى بند مشك است كه چشمها را چون بند مشك قرار داده است و مقصود بيدارى است. در حديثى هم كه در مورد لقطه نقل شده است همين كلمه وكاء آمده است كه فرموده‏ اند: «بند و بسته آن را بر آن باقى بدار و يك سال آن را معرفى كن اگر صاحب آن آمد كه چه بهتر و گرنه هر چه خواهى با آن انجام بده.» ابن ابى الحديد سپس بحثى مفصل در چهل صفحه در مورد كنايات مختلف و ارائه شواهدى براى آن اختصاص داده است كه از مباحث ارزنده صناعات ادبى است و از جمله درباره همين تركيب «بند گشوده شدن» كنايه از باد در رفتن، شاهدى از يحيى بن زياد در شعر آورده است. نكات جالب و خواندنى در اين بحث ابن ابى الحديد بسيار است و چون بيرون از مقوله كار اين بنده است به ترجمه چند موردى از آن بسنده مى‏ شود.

اگر بگويند فلان از قوم موسى عليه السّلام است كنايه از ناشكيبايى و دلتنگى و اشاره به آيه شصت و يكم سوره بقره است كه مى‏ فرمايد: «و هنگامى كه گفتيد اى موسى هرگز به يك خوراكى شكيبايى نمى ‏ورزيم.» به دوشيزه بسيار زيبا مى‏ گويند از بهشت گريخته است.

به كارى كه آشكار و روشن است و به شخصى كه چنان است، ابن جلا مى‏ گويند كه كنايه از صبح و بامداد هم هست و حجاج هم به آن تمثل جسته است.

جوانى در راه جلو پيرمرد خميده پشتى را گرفت و گفت: بهاى اين كمان چند است و او را به گوژپشتى ريشخند زد. پيرمرد گفت: اى برادرزاده اگر عمرت دراز شود به زودى بدون پرداخت بها آن را خواهى خريد.

در مورد كسى كه به قاضى يا غير قاضى رشوه دهد، مى‏ گويند: در چراغ او روغن ريخت.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 474 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 465 صبحی صالح

465-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )فِي مَدْحِ الْأَنْصَارِ هُمْ وَ اللَّهِ رَبَّوُا الْإِسْلَامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَ غَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وَ أَلْسِنَتِهِمُ السِّلَاطِ

حکمت 474 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

474: وَ قَالَ ع فِي مَدْحِ الْأَنْصَارِ-  هُمْ وَ اللَّهِ رَبَّوُا الْإِسْلَامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ-  مَعَ غَنَائِهِم بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وَ أَلْسِنَتِهِمُ السِّلَاطِ الفلو المهر-  و يروى بأيديهم البساط أي الباسطة-  و الأولى جمع سبط يعني السماح-  و قد يقال للحاذق بالطعن-  إنه لسبط اليدين يريد الثقافة-  و ألسنتهم السلاط يعني الفصيحة- .

و قد تقدم القول في مدح الأنصار-  و لو لم يكن إلاقول رسول الله ص فيهم إنكم لتكثرون عند الفزع و تقلون عند الطمع-  و لو لم يكن إلا ما قاله لعامر بن الطفيل فيهم لما قال له-  لأغزونك في كذا و كذا من الخيل يتوعده-فقال ع يكفي الله ذلك و أبناء قيلة-  لكان فخرا لهم و هذا عظيم جدا و فوق العظيم-  و لا ريب أنهم الذين أيد الله بهم الدين-  و أظهر بهم الإسلام بعد خفائه-  و لولاهم لعجز المهاجرون عن حرب قريش و العرب-  و عن حماية رسول الله ص-  و لو لا مدينتهم لم يكن للإسلام ظهر يلجئون عليه-  و يكفيهم فخرا يوم حمراء الأسد-يوم خرج بهم رسول الله ص إلى قريش-  بعد انكسار أصحابه و قتل من قتل منهم-  و خرجوا نحو القوم و الجراح فيهم فاشية و دماؤهم تسيل-  و إنهم مع ذلك كالأسد الغراث تتواثب على فرائسها-  و كم لهم من يوم أغر محجل-  و قالت الأنصار لو لا علي بن أبي طالب ع في المهاجرين-  لأبينا لأنفسنا أن يذكر المهاجرون معنا-  أو أن يقرنوا بنا-  و لكن رب واحد كألف بل كألوف- .

و قد تقدم ذكر الشعر المنسوب إلى الوزير المغربي-  و ما طعن به القادر بالله الخليفة العباسي في دينه بطريقه-  و كان الوزير المغربي يتبرأ منه و يجحده-  و قيل إنه وجدت مسودة بخطه فرفعت إلى القادر بالله- . و مما وجد بخطه أيضا-  و كان شديد العصبية للأنصار-  و لقحطان قاطبة على عدنان-  و كان ينتمي إلى الأزد أزد شنوءة قوله-

إن الذي أرسى دعائم أحمد
و علا بدعوته على كيوان‏

أبناء قيلة وارثو شرف العلا
و عراعر الأقيال من قحطان‏

بسيوفهم يوم الوغى و أكفهم
ضربت مصاعب ملكه بجران‏

لو لا مصارعهم و صدق قراعهم‏
خرت عروش الدين للأذقان‏

فليشكرن محمد أسياف من
لولاه كان كخالد بن سنان‏

و هذا إفراط قبيح و لفظ شنيع-  و الواجب أن يصان قدر النبوة عنه-  و خصوصا البيت الأخير-  فإنه قد أساء فيه الأدب و قال ما لا يجوز قوله-  و خالد بن سنان كان من بني عبس بن بغيض من قيس عيلان-  ادعى النبوة-  و قيل إنه كانت تظهر عليه آيات و معجزات-  ثم مات و انقرض دينه و دثرت دعوته-  و لم يبق إلا اسمه و ليس يعرفه كل الناس بل البعض منهم

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (474)

و قال عليه السّلام فى مدح الانصار: هم و اللّه ربّوا الاسلام كما يربّى الفلو مع غنائهم بايديهم السباط، و السنتهم السلاط.

«و آن حضرت در ستايش انصار فرموده است: به خدا سوگند كه آنان اسلام را پرورش دادند، آن چنان كه كره اسب را مى ‏پرورانند با توانگرى و دستهاى بخشنده و زبانهاى فصيح و گويا.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن چنين آورده است، پيش از اين سخن درباره ستايش انصار گفته شد و اگر چيزى جز اين سخن پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درباره ايشان نبود كه فرموده است: «شما به هنگام بيم افزون و به هنگام طمع كاسته مى‏شويد.»، و اگر چيزى جز اين سخن ديگر پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درباره ايشان نبود كه در پاسخ عامر بن طفيل كه به عنوان‏ تهديد گفته بود «بى‏ترديد با تو با اين شمار سوارگان جنگ خواهم كرد.» فرمود: «خداوند و فرزندان قيله-  انصار-  آن را بسنده خواهند بود.» براى فخر انصار كافى بود و اين منزلتى بزرگ و فراتر از بزرگ است.

ترديد نيست كه آنان هستند كه خداوند دين را به ايشان تأييد و اسلام را پس از پوشيدگى آشكار فرمود. اگر انصار نبودند همانا كه مهاجران از جنگ با قريش و اعراب و از حمايت رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عاجز مى‏ماندند و اگر مدينه ايشان نبود مسلمانان را پشتى نبود كه بر آن متكى شوند، و براى فخر ايشان تنها جنگ حمراء الاسد كفايت مى‏كند كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم پس از شكست ياران خود در جنگ احد و كشته شدن كسانى كه كشته شدند، همراه انصار به تعقيب قريش پرداخت و انصار در حالى كه بيشتر ايشان زخمى بودند و از زخمهاى ايشان خون مى‏ تراويد آهنگ قريش كردند و در همان حال چون شيران گرسنه به شكارهاى خود حمله مى‏كردند، و چه بسيار روزهاى روشن و رخشان كه ايشان راست.

انصار مى ‏گفته ‏اند: اگر على بن ابى طالب عليه السّلام ميان مهاجران نبود ما خود را فراتر از اين مى‏ دانستيم كه نام مهاجران را همراه نام ما بياورند و آنان همتاى ما باشند ولى چه بسا كه يك تن چون هزار بلكه چون هزارها شمرده مى‏ شود.

پيش از اين شعرى را كه منسوب به وزير مغربى است و خليفه القادر بالله به سبب همان شعر در دين وزير طعنه مى ‏زد آورده ‏ايم، البته وزير مغربى منكر سرودن آن شعر بود و از آن تبرى مى‏جست، هر چند گفته شده است پيش نويسى از آن ابيات را به خط وزير به خليفه القادر بالله عباسى ارائه داده ‏اند.

وزير مغربى كه نسبش به قبيله ازدشنوءة مى‏رسيد نسبت به انصار سخت تعصب داشت و به ويژه در مورد برترى قحطانيها به عدنانيها تعصب مى‏ورزيد، اين ابيات را هم سروده است: آنان كه پايه‏هاى آيين احمدى را استوار ساختند و دعوت او را به كيوان رساندند پسران قيله-  انصار-  و وارثان شرف و شيران بيشه‏ ها قحطان بودند، كه با پنجه ‏ها و شمشيرهاى خود آنان پادشاهى او استوار و گسترده و پابرجاى شد، اگر كشتارگاهها و ضربه‏هاى راستين آنان نبود سرير دين واژگون مى‏ شد، پس بايد محمد سپاسگزار شمشير كسانى باشد كه اگر نمى ‏بودند او هم مانند خالد بن سنان مى‏بود.

كه اين اشعار افراطى ناپسند و كلماتى ناستوده است و واجب است منزلت‏ پيامبرى از اين گونه سخنان مصون بماند به ويژه در آخرين بيت كه سخت بى‏ادبى كرده و آنچه جايز نبوده بر زبان آورده است. خالد بن سنان از عشيره بنى عبس بن بغيض و از شاخه‏هاى قبيله قيس عيلان است كه مدعى نبوت بوده و گفته شده است آيات و معجزاتى بر دست او آشكار شده است، و در گذشت و دين او منقرض و آيين او سپرى شد و از او چيزى جز نام بر جاى نماند و همه مردم او را نمى ‏شناسند بلكه پاره‏اى از مردم او را مى‏شناسند.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 473 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 464 صبحی صالح

464-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )إِنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيهِ وَ لَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ كَادَتْهُمُ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ‏

قال الرضي و المرود هنا مفعل من الإرواد و هو الإمهال و الإظهار و هذا من أفصح الكلام و أغربه فكأنه ( عليه ‏السلام  ) شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها

حکمت 473 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

473 وَ قَالَ ع: إِنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيهِ-  وَ لَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ-  ثُمَّ لَوْ كَادَتْهُمُ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ قال الرضي رحمه الله تعالى-  و هذا من أفصح الكلام و أغربه-  و المرود هاهنا مفعل من الإرواد و هو الإمهال و الإنظار-  فكأنه ع شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار-  الذي يجرون فيه إلى الغاية-  فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها هذا إخبار عن غيب صريح-  لأن بني أمية لم يزل ملكهم منتظما لما لم يكن بينهم اختلاف-  و إنما كانت حروبهم مع غيرهم كحرب معاوية في صفين-  و حرب يزيد أهل المدينة و ابن الزبير بمكة-  و حرب مروان الضحاك-  و حرب عبد الملك ابن الأشعث و ابن الزبير-  و حرب يزيد ابنه بني المهلب و حرب هشام زيد بن علي-  فلما ولي الوليد بن يزيد-  و خرج عليه ابن عمه يزيد بن الوليد و قتله-  اختلف بنو أمية فيما بينهما و جاء الوعد و صدق من وعد به-  فإنه منذ قتل الوليد دعت دعاة بني العباس بخراسان-  و أقبل‏ مروان بن محمد من الجزيرة يطلب الخلافة-  فخلع إبراهيم بن الوليد و قتل قوما من بني أمية-  و اضطرب أمر الملك و انتشر-  و أقبلت الدولة الهاشمية و نمت و زال ملك بني أمية-  و كان زوال ملكهم على يد أبي مسلم-  و كان في بدايته أضعف خلق الله-  و أعظمهم فقرا و مسكنة-  و في ذلك تصديق قوله ع ثم لو كادتهم الضباع‏

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (473)

انّ لبنى امية مرودا يجرون فيه، و لو قد اختلفوا فيما بينهم ثم لو كادتهم الضباع لغلبتهم. قال الرضى رحمة الله تعالى: و هذا من افصح الكلام و اغربه، و المرود هاهنا مفعل من الارواد، و هو الامهال و الانظار، فكانّه عليه السّلام شبّه المهلة الّتى هم فيها بالمضمار الذى يجرون فيه الى الغاية، فاذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها.

«همانا بنى اميه را روزگار و مهلتى است كه در آن مى‏ تازند و هرگاه ميان خود اختلاف كنند اگر كفتارها بر ايشان كيد و مكر كنند، بر آنان چيره خواهند شد.»

سيد رضى كه خدايش رحمت كند مى‏ گويد: اين از فصيح ‏ترين و غريب‏ترين سخنان است، كلمه مرود در اين جا از مصدر ارواد است به معنى مهلت و روزگار دادن، گويى امام عليه السّلام مهلتى را كه آنان دارند به جايگاه مسابقه تشبيه فرموده است كه تا پايان آن مى‏ تازند و چون به پايان آن برسند نظام ايشان گسيخته مى‏ شود.

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن مى‏گويد: اين كلمه خبر دادن صريح از امورغيبى است، زيرا بنى اميه تا هنگامى كه ميان ايشان اختلافى نبود پادشاهى ايشان منظم بود. جنگهاى ايشان هم با افراد ديگر بود چون جنگ معاويه در صفين و جنگهاى يزيد بن معاويه با اهل مدينه و با ابن زبير در مكه و جنگ مروان با ضحاك و جنگ عبد الملك با ابن اشعث و ابن زبير و جنگ يزيد بن عبد الملك با بنى مهلب و جنگ هشام با زيد بن على، و همين كه وليد بن يزيد به حكومت رسيد و پسر عمويش يزيد بن وليد بر او خروج كرد و او را كشت، ميان خود بنى اميه اختلاف افتاد و وعده فرا رسيد و آن كس كه به آن وعده داده بود راست گفته بود كه از هنگام كشته شدن وليد، داعيان بنى عباس در خراسان شروع به دعوت كردند. مروان بن محمد از جزيره به طلب خلافت آمد و ابراهيم بن وليد را خلع كرد و گروهى از بنى اميه را كشت، در نتيجه كار كشور و پادشاهى مضطرب شد و پراكنده گرديد و دولت هاشميان رو آمد و نمو يافت و پادشاهى بنى اميه زوال پذيرفت و زوال پادشاهى ايشان به دست ابو مسلم صورت گرفت كه خود در آغاز كار ناتوان‏تر و بينوا و درويش‏تر مردمان بود و در همين موضوع مصداق گفتار على عليه السّلام آشكار شد كه فرموده است: «اگر كفتارها با آنان مكر بورزند بر ايشان چيره مى ‏شوند.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 472 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 463 صبحی صالح

463-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا وَ لَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا

حکمت 472 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

472 وَ قَالَ ع: الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا وَ لَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا قال أبو العلاء المعري-  مع ما كان يرمى به في هذا المعنى-  ما يطابق إرادة أمير المؤمنين ع بلفظه هذا-

خلق الناس للبقاء فضلت
أمة يحسبونهم للنفاد

إنما ينقلون من دار أعمال‏
إلى دار شقوة أو رشاد

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (472)

و قال عليه السّلام: الدنيا خلقت لغيرها و لم تخلق لنفسها.

«و آن حضرت فرمود: دنيا براى غير خود-  جهان ديگر آفريده شده است و براى خود آفريده نشده است.»

ابو العلاء معرى با آنكه تير زندقه به او زده مى ‏شود در اين معنى دو بيتى سروده است كه مطابق با اراده و خواسته امير المؤمنين عليه السّلام در اين سخن است: مردم براى جاودانگى آفريده شده ‏اند، كسانى كه آنان را آفريده شده براى نيستى پنداشته‏ اند، گمراه شده ‏اند، اين است و جز اين نيست كه آنان از سراى كردار به سراى سعادت يا بدبختى منتقل مى‏ شوند.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 471 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 462 صبحی صالح

462-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )رُبَّ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ

حکمت 471 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

471 وَ قَالَ ع: رُبَّ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ طالما فتن الناس بثناء الناس عليهم-  فيقصر العالم في اكتساب العلم-  اتكالا على ثناء الناس عليه-  و يقصر العابد في العبادة اتكالا على ثناء الناس عليه-  و يقول كل واحد منهما-  إنما أردت ما اشتهرت به للصيت و قد حصل-  فلما ذا أتكلف الزيادة و أعاني التعب-  و أيضا فإن ثناء الناس على الإنسان-  يقتضي اعتراء العجب له-  و إعجاب المرء بنفسه مهلك- . و اعلم أن الرضي رحمه الله-  قطع كتاب نهج البلاغة على هذا الفصل-  و هكذا وجدت النسخة بخطه-  و قال هذا حين انتهاء الغاية بنا-  إلى قطع المنتزع من كلام أمير المؤمنين ع-  حامدين لله سبحانه على ما من به من توفيقنا-  لضم ما انتشر من أطرافه-  و تقريب ما بعد من أقطاره-  مقررين العزم كما شرطنا أولا-  على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب من الأبواب-  لتكون لاقتناص الشارد و استلحاق الوارد-  و ما عساه أن يظهر لنا بعد الغموض-  و يقع إلينا بعد الشذوذ-  و ما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا-  و هو حسبنا و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير- . ثم وجدنا نسخا كثيرة فيها زيادات بعد هذا الكلام-  قيل إنها وجدت في نسخة-  كتبت في حياة الرضي رحمه الله و قرئت عليه فأمضاها-  و أذن في إلحاقها بالكتاب نحن نذكرها

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (471)

و قال عليه السّلام: ربّ مفتون بحسن القول فيه.

«و فرمود: چه بسا شيفته و به فتنه افتاده به سبب سخن پسنديده درباره او.»

چه بسيار است كه مردم به سبب ستايش كردن ايشان شيفته و مفتون مى‏ شوند.دانشمند در كسب دانش بيشتر كوتاهى مى‏كند و بر ستايش مردم تكيه مى‏كند و عابد به همين سبب در عبادت كوتاهى مى‏كند و هر يك مى‏گويند مقصود من اين بود كه مشهور شوم و بلند آوازه گردم و اينك كه اين موضوع حاصل شده است چرا براى فزونى آن متحمل رنج گردم و زحمت كشم. وانگهى ستايش مردم از انسان موجب مى‏شود كه به خود شيفته گردد و شيفتگى آدمى به خود هلاك كننده است.

و بدان كه سيد رضى كه خدايش رحمت كند كتاب نهج البلاغه را به اين سخن پايان داده و من خود در نسخه‏اى كه به خط سيد رضى است چنين يافتم كه گفته است: اين جا پايان سخنان گزينه امير المؤمنين عليه السّلام است، حمد و ستايش خدا را به جا مى‏آوريم كه بر ما منت نهاد و توفيق جمع آورى اين كلمات پراكنده و گردآورى آن را از گوشه و كنار ارزانى فرمود و ما از آغاز اين كار در پايان هر فصل از فصلهاى كتاب اوراق سپيدى قرار داديم كه به آنچه بعدا دست مى ‏يابيم و ممكن است براى ما فراهم آيد، اختصاص داشته باشد. توفيق ما جز بر خدا نيست كه بر او توكل كرده‏ايم و او ما را بسنده و بهترين وكيل و نكوترين مولى و ارزنده‏ ترين ياور است.

پس از آن نسخه ‏هاى فراوانى يافتيم كه در آنها پس از اين سخن افزونيهاى ديگرى بود كه گفته مى‏شود در نسخه ‏هاى بوده است كه به روزگار سيد رضى نوشته شده و براى او آن را خوانده‏اند و تصويب كرده است و بدين سبب ما هم آن سخنان را مى‏ آوريم.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 470 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 461 صبحی صالح

461-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجِزِ

حکمت 470 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

470 وَ قَالَ ع: الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجِزِ قد تقدم كلامنا في الغيبة مستقصى- . و قيل للأحنف من أشرف الناس-  قال من إذا حضر هابوه و إذا غاب اغتابوه- .

و قال الشاعر-

و يغتابني من لو كفاني اغتيابه
لكنت له العين البصيرة و الأذنا

و عندي من الأشياء ما لو ذكرتها
إذا قرع المغتاب من ندم سنا

و قد نظمت أنا كلمة الأحنف فقلت-

أكل عرضي إن غبت ذما فإن أبت
فمدح و رهبة و سجود

هكذا يفعل الجبان شجاع‏
حين يخلو و في الوغى رعديد

لك مني حالان في عينك الجنة
حسنا و في الفؤاد وقود

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (470)

الغيبة جهد العاجز.

«غيبت كردن كوشش مرد عاجز است.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن مى‏ گويد: پيش از اين به تفصيل درباره غيبت سخن گفتيم و مى ‏افزايد كه به احنف گفته شد شريف‏ترين مردم كيست گفت: كسى كه چون حاضر باشد او را هيبت دارند و چون غايب شود از او غيبت كنند.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 469 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 460 صبحی صالح

460-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )الْحِلْمُ وَ الْأَنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ

حکمت 469 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

469 وَ قَالَ ع: الْحِلْمُ وَ الْأَنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ قد تقدم هذا المعنى و شرحه مرارا- . و قال ابن هانئ-

و كل أناة في المواطن سؤدد
و لا كأناة من تدبر محكم‏

و من يتبين أن للسيف موضعا
من الصفح يصفح عن كثير و يحلم‏

و قال أرباب المعاني- علمنا الله تعالى فضيلة الأناة بما حكاه عن سليمان- سَنَنْظُرُ أَ صَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ- . و كان يقال- الأناة حصن السلامة و العجلة مفتاح الندامة- . و كان يقال- التأني مع الخيبة خير من التهور مع النجاح- .

و قال الشاعر-

الرفق يمن و الأناة سعادة
فتأن في أمر تلاق نجاحا

و قال من كره الأناة و ذمها- لو كانت الأناة محمودة و العجلة مذمومة- لما قال موسى لربه وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى‏- .

و أنشدوا-

عيب الأناة و إن سرت عواقبها
أن لا خلود و أن ليس الفتى حجرا

و قال آخر-

كم من مضيع فرصة قد أمكنت
لغد و ليس له غد بمواتي‏

حتى إذا فاتت و فات طلابها
ذهبت عليها نفسه حسرات‏

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (469)

الحلم و الاناة توأمان ينتجهما علوّ الهمة.

«و آن حضرت فرمود: بردبارى و درنگ همزادند-  دو فرزند يك شكم‏اند-  و هر دو زاده همت بلندند.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 468 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 459 صبحی صالح

459-وَ قَالَ ( عليه السلام  )يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ عَلَى التَّقْدِيرِ حَتَّى تَكُونَ الْآفَةُ فِي التَّدْبِيرِ

قال الرضي و قد مضى هذا المعنى فيما تقدم برواية تخالف هذه الألفاظ

حکمت 468 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

468 وَ قَالَ ع: يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ عَلَى التَّقْدِيرِ حَتَّى تَكُونَ الآْفَةُ فِي التَّدْبِيرِ قال و قد مضى هذا المعنى فيما تقدم-  برواية تخالف بعض هذه الألفاظ قد تقدم هذا المعنى و هو كثير جدا-  و من جيده قول الشاعر-

لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه
و لكنه من يخذل الله يخذل‏

لجاهد حتى تبلغ النفس عذرها
و قلقل يبغي العز كل مقلقل‏

و قال أبو تمام-

و ركب كأطراف الأسنة عرسوا
على مثلها و الليل تسطو غياهبه‏

لأمر عليهم أن تتم صدوره‏
و ليس عليهم أن تتم عواقبه‏

و قال آخر-

فإن بين حيطانا عليه فإنما
أولئك عقالاته لا معاقله‏

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (468)

يغلب المقدار على التقدير، حتى تكون الآفة فى التدبير.

«و آن حضرت فرمود: سرنوشت بر تدبير چيره شود آن چنان كه آفت در تدبير باشد.»

سيد رضى گفته است: اين سخن در سخنان پيشين با روايتى كه الفاظ آن اندكى با اين الفاظ تفاوت داشت، گذشت.

ابن ابى الحديد گويد: در اين معنى پيش از اين سخن گفتيم و شاعران هم در اين باره به راستى فراوان سروده‏اند و چند بيتى شاهد آورده است.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 467 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 458 صبحی صالح

458-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ وَ أَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ وَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ

حکمت 467 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

467 وَ قَالَ ع: عَلَامَةُ الْإِيمَانِ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ-  عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ-  وَ أَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ-  وَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ قد أخذ المعنى الأول القائل-

عليك بالصدق و لو أنه
أحرقك الصدق بنار الوعيد

و ينبغي أن يكون هذا الحكم مقيدا لا مطلقا-  لأنه إذا أضر الصدق ضررا عظيما-  يؤدي إلى تلف النفس-  أو إلى قطع بعض الأعضاء لم يجز فعله صريحا-  و وجبت المعاريض حينئذ- . فإن قلت فالمعاريض صدق أيضا-  فالكلام على إطلاقه-  قلت هي صدق في ذاتها-  و لكن مستعملها لم يصدق فيما سئل عنه-  و لا كذب أيضا لأنه لم يخبر عنه-  و إنما أخبر عن شي‏ء آخر و هي المعاريض-  و التارك للخبر لا يكون صادقا و لا كاذبا-  فوجب أن يقيد إطلاق الخبر بما إذا كان الضرر غير عظيم-  و كانت نتيجة الصدق أعظم نفعا من تلك المضرة- . قال ع-  و ألا يكون في حديث فضل عن علمك-  متى زاد منطق الرجل على علمه فقد لغا و ظهر نقصه-  و الفاضل من كان علمه أكثر من منطقه-  قوله و إن تتقي الله في حديث غيرك-  أي في نقله و روايته فترويه كما سمعته من غير تحريف

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (467)

علامة الايمان ان توثر الصدق حيث يضرك. على الكذب حيث ينفعك، و الا يكون فى حديثك فضل عن علمك، و ان تتقى الله فى حديث غيرك.

«نشانه ايمان آن است كه راستى را كه بر زيان تو بود به دروغى كه تو را سودبخش است برگزينى و نبايد در سخن تو زيادتى از علم تو باشد و بايد كه در سخن گفتن از قول ديگرى از خداى بپرهيزى.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن مى‏ گويد: هرگاه سخن آدمى افزون از علم او باشد كاستى او آشكار مى ‏شود و به ياوه‏گويى مى ‏افتد و فاضل كسى است كه علم او افزون از سخن او باشد و بايد در نقل و روايت سخن ديگران از خداى بترسد و همان‏گونه كه شنيده است بدون هيچ گونه تحريفى نقل كند.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 466 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 457 صبحی صالح

457-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَ طَالِبُ دُنْيَا

حکمت 466 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

466 وَ قَالَ ع: مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَ طَالِبُ دُنْيَا تقول نهم فلان بكذا فهو منهوم أي مولع به-  و هذه الكلمة

مروية عن النبي ص منهومان لا يشبعان منهوم بالمال و منهوم بالعلم

–  و النهم بالفتح إفراط الشهوة في الطعام-  تقول منه-  نهمت إلى الطعام بكسر الهاء أنهم فأنا نهم-  و كان في القرآن آية أنزلت ثم رفعت-  لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا-  و لا يملأ عين ابن آدم إلا التراب-  و يتوب الله على من تاب- . فأما طالب العلم العاشق له فإنه لا يشبع منه أبدا-  و كلما استكثر منه زاد عشقه له و تهالكه عليه-  مات أبو عثمان الجاحظ و الكتاب على صدره- . و كان شيخنا أبو علي رحمه الله في النزع-  و هو يملي على ابنه أبي هاشم مسائل في علم الكلام-  و كان القاضي أحمد بن أبي دواد-  يأخذ الكتاب في خفه و هو راكب-  فإذا جلس في دار الخليفة-  اشتغل بالنظر فيه إلى أن يجلس الخليفة و يدخل إليه-  و قيل ما فارق ابن أبي دواد الكتاب قط إلا في الخلاء-  و أعرف أنا في زماننا من مكث نحو خمس سنين لا ينام-  إلا وقت السحر-  صيفا و شتاء مكبا على كتاب صنفه-  و كانت وسادته التي ينام عليها الكتاب

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (466)

منهومان لا يشبعان: طالب علم و طالب دنيا.

«دو آزمند سيرى نمى ‏پذيرند: دانش جوى و دنيا جوى.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن پس از توضيح درباره لغت منهوم می ‏گويد: اين سخن از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به اين صورت نقل شده است كه «دو آزمند سيرى نمى‏ پذيرند، آزمند مال و آزمند دانش.» و آيه‏اى در قرآن بوده كه سپس تلاوت آن منسوخ شده است كه چنين بوده است: «اگر آدمى‏ زاده را دو دره زر باشد در جستجوى دره سوم است و چشم آدمى‏زاده را چيزى جز خاك انباشته نمى‏ سازد و هر كس توبه كند خداى توبه او را مى ‏پذيرد.» سپس مى ‏گويد: كسى كه طالب علم و عاشق آن است هرگز از آن سير نمى‏شود و هر چه افزون فرا گيرد عشق او افزون مى‏شود و خود را در آن راه تا پاى جان مى ‏برد.

ابو عثمان جاحظ در حالى مرد كه كتاب روى سينه‏ اش بود.

شيخ ما ابو على كه خدايش رحمت كناد، در حال احتضار و جان كندن مسائلى از علم كلام را به پسرش ابو هاشم املا مى‏كرد. قاضى احمد بن ابى داود در حالى كه سوار مى‏ شد در كفش خود كتاب مى‏ نهاد و چون در دربار خليفه مى‏ نشست تا خليفه نيامده بود به مطالعه آن مى‏ پرداخت و گفته شده است كه ابن ابى داود از كتاب جز به هنگام قضاى حاجت جدايى نداشت. و من به روزگار خود كسى را مى‏ شناسم كه پنج سال متوالى در تابستان و زمستان جز اندكى به هنگام سحر نهفته است و همواره متوجه و افتاده بر روى كتاب بود تا كتابى را تصنيف كند و بالش او كه سر بر آن مى‏ نهاد كتاب بود.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 465 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 456 صبحی صالح

456-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )أَلَا حُرٌّ يَدَعُ هَذِهِ اللُّمَاظَةَ لِأَهْلِهَا إِنَّهُ لَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَلَا تَبِيعُوهَا إِلَّا بِهَا

حکمت 465 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

465 وَ قَالَ ع: أَلَا حُرٌّ يَدَعُ هَذِهِ اللُّمَاظَةَ لِأَهْلِهَا-  إِنَّهُ لَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَلَا تَبِيعُوهَا إِلَّا بِهَا اللماظة بفتح اللام ما تبقى في الفم من الطعام-  قال يصف الدنيا-

لماظة أيام كأحلام نائم‏

و لمظ الرجل يلمظ بالضم لمظا-  إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه-  و أخرج لسانه فمسح به شفتيه-  و كذلك التلمظ-  يقال تلمظت الحية إذا أخرجت لسانها كما يتلمظ الآكل- . و قال ألا حر مبتدأ-  و خبره محذوف أي في الوجود-  و ألا حرف- 

قال

ألا رجل جزاه الله خيرا
يدل على محصلة تبيت‏

 ثم قال إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة-  فلا تبيعوها إلا بها-  من الناس من يبيع نفسه بالدراهم و الدنانير-  و من الناس من يبيع نفسه بأحقر الأشياء و أهونها-  و يتبع هواه فيهلك-  و هؤلاء في الحقيقة أحمق الناس-  إلا أنه قد رين على القلوب فغطتها الذنوب-  و أظلمت الأنفس بالجهل و سوء العادة-  و طال الأمد أيضا على القلوب فقست-  و لو أفكر الإنسان حق الفكر لما باع نفسه إلا بالجنة لا غير

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (465)

الا حرّ يدع هذه اللّماظة لاهلها انّه ليس لانفسكم ثمن الّا الجنّة، فلا تبيعوها الّا بها.

«آيا آزاده ‏اى نيست كه اين خرده خوراك-  يعنى دنيا-  را براى اهل آن وانهد همانا كه براى جانهاى شما بهايى جز بهشت نيست، و آن را جز به آن مفروشيد.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 464 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 455 صبحی صالح

455- وَ سُئِلَ مَنْ أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ ( عليه ‏السلام  )

إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ‏

يريد إمرأ القيس

حکمت 464 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

464: وَ سُئِلَ عَنْ أَشْعَرِ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ ع-  إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ-  تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا-  فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ قال يريد إمرأ القيس

في مجلس علي بن أبي طالب

قرأت في أمالي ابن دريد قال أخبرنا الجرموزي عن ابن المهلبي عن ابن الكلبي عن شداد بن إبراهيم عن عبيد الله بن الحسن العنبري عن ابن عرادة قال كان علي بن أبي طالب ع-  يعشي الناس في شهر رمضان باللحم و لا يتعشى معهم-  فإذا فرغوا خطبهم و وعظهم-  فأفاضوا ليلة في الشعراء و هم على عشائهم-  فلما فرغوا خطبهم ع و قال في خطبته-  اعلموا أن ملاك أمركم الدين و عصمتكم التقوى-  و زينتكم الأدب و حصون أعراضكم الحلم-  ثم قال قل يا أبا الأسود-  فيم كنتم تفيضون فيه-  أي الشعراء أشعر فقال يا أمير المؤمنين الذي يقول-

و لقد أغتدي يدافع ركني
أعوجي ذو ميعة إضريج‏

مخلط مزيل معن مفن
منفح مطرح سبوح خروج‏

يعني أبا دواد الإيادي-  فقال ع ليس به-  قالوا فمن يا أمير المؤمنين-  فقال لو رفعت للقوم غاية-  فجروا إليها معا علمنا من السابق منهم-  و لكن إن يكن فالذي لم يقل عن رغبة و لا رهبة-  قيل من هو يا أمير المؤمنين-  قال هو الملك الضليل ذو القروح-  قيل إمرؤ القيس يا أمير المؤمنين-  قال هو قيل فأخبرنا عن ليلة القدر-  قال ما أخلو من أن أكون أعلمها فأستر علمها-  و لست أشك أن الله إنما يسترها عنكم نظرا لكم-  لأنه لو أعلمكموها عملتم فيها و تركتم غيرها-  و أرجو أن لا تخطئكم إن شاء الله انهضوا رحمكم الله- . و قال ابن دريد لما فرغ من الخبر-  إضريج ينبثق في عدوه-  و قيل واسع الصدر و منفح يخرج الصيد من مواضعه-  و مطرح يطرح ببصره-  و خروج سابق- . و الغاية بالغين المعجمة الراية

قال الشاعر

و إذا غاية مجد رفعت
نهض الصلت إليها فحواها

و يروى قول الشماخ

إذا ما راية رفعت لمجد
تلقاها غرابة باليمين‏

– . بالغين و الراء أكثر-  فأما البيت الأول فبالغين لا غير-  أنشده الخليل في عروضه-  و في حديث طويل في الصحيح فيأتونكم تحت ثمانين غاية-  تحت كل غاية اثنا عشر ألفا-  و الميعة أول جري الفرس-  و قيل الجري بعد الجري

اختلاف العلماء في تفضيل بعض الشعراء على بعض

و أنا أذكر في هذا الموضع ما اختلف فيه العلماء-  من تفضيل بعض الشعراء على بعض-  و أبتدئ في ذلك-  بما ذكره أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني-  في كتاب الأغاني-  قال أبو الفرج-  الثلاثة المقدمون على الشعراء-  إمرؤ القيس و زهير و النابغة-  لا اختلاف في أنهم مقدمون على الشعراء كلهم-  و إنما اختلف في تقديم بعض الثلاثة على بعض- . قال فأخبرني أبو خليفة-  عن محمد بن سلام عن أبي قبيس-  عن عكرمة بن جرير عن أبيه-  قال شاعر أهل الجاهلية زهير- .

قال و أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري-  قال حدثني عمر بن شبة-  عن هارون بن عمر عن أيوب بن سويد-  عن يحيى بن زياد عن عمر بن عبد الله الليثي قال-  قال عمر بن الخطاب ليلة في مسيره إلى الجابية-  أين عبد الله بن عباس فأتي به-  فشكا إليه تخلف علي بن أبي طالب ع عنه-  قال ابن عباس فقلت له أ و لم يعتذر إليك-  قال بلى قلت فهو ما اعتذر به-  قال ثم أنشأ يحدثني فقال-  إن أول من راثكم عن هذا الأمر أبو بكر-  إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة و النبوة-  قال أبو الفرج-  ثم ذكر قصة طويلة ليست من هذا الباب-  فكرهت ذكرها ثم قال-  يا ابن عباس هل تروي لشاعر الشعراء-  قلت و من هو قال ويحك شاعر الشعراء- 

الذي يقول

فلو أن حمدا يخلد الناس خلدوا
و لكن حمد الناس ليس بمخلد

فقلت ذاك زهير-  فقال ذاك شاعر الشعراء-  قلت و بم كان شاعر الشعراء-  قال إنه كان لا يعاظل الكلام-  و يتجنب وحشيه و لا يمدح أحدا إلا بما فيه- . قال أبو الفرج و أخبرني أبو خليفة-  قال ابن سلام و أخبرني عمر بن موسى الجمحي-  عن أخيه قدامة بن موسى و كان من أهل العلم-  أنه كان يقدم زهيرا قال فقلت له-  أي شعره كان أعجب إليه فقال-  الذي يقول فيه-

قد جعل المبتغون الخير في هرم
و السائلون إلى أبوابه طرقا

 قال ابن سلام-  و أخبرني أبو قيس العنبري-  و لم أر بدويا يفي به-  عن عكرمة بن جرير-  قال قلت لأبي يا أبت من أشعر الناس-  قال أ عن أهل الجاهلية تسألني أم عن أهل الإسلام-  قال قلت ما أردت إلا الإسلام-  فإذا كنت قد ذكرت الجاهلية فأخبرني عن أهلها-  فقال زهير أشعر أهلها-  قلت فالإسلام قال الفرزدق نبعة الشعر-  قلت فالأخطل قال يجيد مدح الملوك-  و يصيب وصف الخمر-  قلت فما تركت لنفسك-  قال إني نحرت الشعر نحرا- . قال و أخبرني الحسن بن علي قال-  أخبرنا الحارث بن محمد عن المدائني-  عن عيسى بن يزيد قال-  سأل معاوية الأحنف عن أشعر الشعراء-  فقال زهير قال و كيف ذاك-  قال ألقى على المادحين فضول الكلام-  و أخذ خالصه و صفوته-  قال مثل ما ذا قال مثل قوله-

و ما يك من خير أتوه فإنما
توارثه آباء آبائهم قبل‏

و هل ينبت الخطي إلا وشيجه‏
و تغرس إلا في منابتها النخل‏

 قال و أخبرني أحمد بن عبد العزيز-  قال حدثنا عمر بن شبة-  قال حدثنا عبد الله بن عمرو القيسي-  قال حدثنا خارجة بن عبد الله بن أبي سفيان-  عن أبيه عن ابن عباس-  قال خرجت مع عمر في أول غزاة غزاها-  فقال لي ليلة يا ابن عباس أنشدني لشاعر الشعراء-  قلت من هو قال ابن أبي سلمى-  قلت و لم صار كذلك-  قال لأنه لا يتبع حوشي الكلام-  و لا يعاظل في منطقه-  و لا يقول إلا ما يعرف و لا يمدح الرجل إلا بما فيه-  أ ليس هو الذي يقول-

إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية
إلى المجد من يسبق إليها يسود

سبقت إليها كل طلق مبرز
سبوق إلى الغايات غير مزند

قال أي لا يحتاج إلى أن يجلد الفرس بالسوط- .

كفعل جواد يسبق الخيل عفوه
السراع و إن يجهد و يجهدن يبعد

فلو كان حمدا يخلد الناس لم تمت‏
و لكن حمد الناس ليس بمخلد

 أنشدني له فأنشدته حتى برق الفجر-  فقال حسبك الآن اقرأ القرآن-  قلت ما أقرأ قال الواقعة فقرأتها-  و نزل فأذن و صلى- . و قال محمد بن سلام في كتاب طبقات الشعراء-  دخل الحطيئة على سعيد بن العاص متنكرا-  فلما قام الناس و بقي الخواص أراد الحاجب أن يقيمه-  فأبى أن يقوم-  فقال سعيد دعه-  و تذاكروا أيام العرب و أشعارها-  فلما أسهبوا قال الحطيئة ما صنعتم شيئا-  فقال سعيد فهل عندك علم من ذلك قال نعم-  قال فمن أشعر العرب قال الذي يقول-

قد جعل المبتغون الخير في هرم
و السائلون إلى أبوابه طرقا

قال ثم من قال الذي يقول

فإنك شمس و الملوك كواكب
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب‏

يعني زهيرا ثم النابغة-  ثم قال و حسبك بي إذا وضعت إحدى رجلي على الأخرى-  ثم عويت في أثر القوافي كما يعوي الفصيل في أثر أمه-  قال فمن أنت قال أنا الحطيئة-  فرحب به سعيد و أمر له بألف دينار- . قال و قال من احتج لزهير-  كان أحسنهم شعرا و أبعدهم من سخف-  و أجمعهم لكثير من المعنى في قليل من المنطق-  و أشدهم مبالغة في المدح و أبعدهم تكلفا و عجرفية-  و أكثرهم حكمة و مثلا سائرا في شعره- . وقد روى ابن عباس عن النبي ص أنه قال أفضل شعرائكم القائل و من منيعني زهيرا-  و ذلك في قصيدته التي أولها أ من أم أوفى يقول فيها-

و من يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومه يستغن عنه و يذمم‏

و من لم يذد عن حوضه بسلاحه‏
يهدم و من لا يظلم الناس يظلم‏

و من هاب أسباب المنايا ينلنه
و لو نال أسباب السماء بسلم‏

و من يجعل المعروف من دون عرضه‏
يفره و من لا يتق الشتم يشتم‏

فأما القول في النابغة الذبياني-  فإن أبا الفرج الأصفهاني قال في كتاب الأغاني-  كنية النابغة أبو أمامة-  و اسمه زياد بن معاوية و لقب بالنابغة لقوله-

فقد نبغت لهم منا شئون‏

و هو أحد الأشراف الذين غض الشعر منهم-  و هو من الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء- .أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري و حبيب بن نصر-  قالا حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أبو نعيم-  قال شريك عن مجالد عن الشعبي-  عن ربعي بن حراش-  قال قال لنا عمر يا معشر غطفان من الذي يقول-

أتيتك عاريا خلقا ثيابي
على خوف تظن بي الظنون‏

 قلنا النابغة قال ذاك أشعر شعرائكم- . قلت قوله أشعر شعرائكم-  لا يدل على أنه أشعر العرب-  لأنه جعله أشعر شعراء غطفان-  فليس كقوله في زهير شاعر الشعراء-  و لكن أبا الفرج قد روى بعد هذا خبرا آخر صريحا-  في أن النابغة عند عمر أشعر العرب-  قال حدثني أحمد و حبيب عن عمر بن شبة-  قال حدثنا عبيد بن جناد-  قال حدثنا معن بن عبد الرحمن-  عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن جده عن الشعبي-  قال قال عمر يوما من أشعر الشعراء-  فقيل له أنت أعلم يا أمير المؤمنين- 

قال من الذي يقول

إلا سليمان إذ قال المليك له
قم في البرية فاحددها عن الفند

و خيس الجن إني قد أذنت لهم‏
يبنون تدمر بالصفاح و العمد

– قالوا النابغة قال فمن الذي يقول-

أتيتك عاريا خلقا ثيابي
على خوف تظن بي الظنون‏

– قالوا النابغة قال فمن الذي يقول-

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة
و ليس وراء الله للمرء مذهب‏

لئن كنت قد بلغت عني خيانة
لمبلغك الواشي أغش و أكذب‏

قالوا النابغة قال فهو أشعر العرب- . قال و أخبرني أحمد قال حدثنا عمر- قال حدثني علي بن محمد المدائني- قال قام رجل إلى ابن عباس- فقال له أي الناس أشعر قال أخبره يا أبا الأسود- فقال أبو الأسود الذي يقول-

فإنك كالليل الذي هو مدركي
و إن خلت أن المنتأى عنك واسع‏

 يعني النابغة- .

قال أبو الفرج- و أخبرني أحمد و حبيب عن عمر عن أبي بكر العليمي- عن الأصمعي قال كان يضرب للنابغة قبة أدم بسوق عكاظ- فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها- فأنشده مرة الأعشى ثم حسان بن ثابت- ثم قوم من الشعراء ثم جاءت الخنساء فأنشدته-

و إن صخرا لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار

فقال لو لا أن أبا بصير يعني الأعشى- أنشدني آنفا لقلت إنك أشعر الإنس و الجن- فقام حسان بن ثابت- فقال أنا و الله أشعر منها و من أبيك- فقال له النابغة يا ابن أخي أنت لا تحسن أن تقول-

فإنك كالليل الذي هو مدركي
و إن خلت أن المنتأى عنك واسع‏

خطاطيف حجن في حبال متينة
تمد بها أيد إليك نوازع‏

قال فخنس حسان لقوله- . قال و أخبرني أحمد و حبيب عن عمر عن الأصمعي- عن أبي عمرو بن العلاء-قال حدثني رجل سماه أبو عمرو و أنسيته- قال بينما نحن نسير بين أنقاء من الأرض- فتذاكرنا الشعر فإذا راكب أطيلس- يقول أشعر الناس زياد بن معاوية- ثم تملس فلم نره- . قال و أخبرني أحمد بن عبد العزيز- عن عمر بن شبة عن الأصمعي- قال سمعت أبا عمرو بن العلاء- يقول ما ينبغي لزهير إلا أن يكون أجيرا للنابغة- . قال أبو الفرج- و أخبرنا أحمد عن عمر- قال قال عمرو بن المنتشر المرادي- وفدنا على عبد الملك بن مروان- فدخلنا عليه فقام رجل فاعتذر من أمر و حلف عليه- فقال له عبد الملك- ما كنت حريا أن تفعل و لا تعتذر- ثم أقبل على أهل الشام فقال- أيكم يروي اعتذار النابغة إلى النعمان في قوله-

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة
و ليس وراء الله للمرء مذهب‏

 فلم يجد فيهم من يرويه- فأقبل علي و قال أ ترويه قلت نعم- فأنشدته القصيدة كلها فقال هذا أشعر العرب- . قال و أخبرني أحمد و حبيب عن عمر- عن معاوية بن بكر الباهلي- قال قلت لحماد الراوية- لم قدمت النابغة قال لاكتفائك بالبيت الواحد من شعره- لا بل بنصف البيت لا بل بربع البيت- مثل قوله-

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة
و ليس وراء الله للمرء مذهب‏

و لست بمستبق أخا لا تلمه‏
على شعث أي الرجال المهذب‏

– ربع البيت يغنيك عن غيره- فلو تمثلت به لم تحتج إلى غيره- . قال و أخبرني أحمد بن عبد العزيز- عن عمر بن شبة عن هارون بن عبد الله‏ الزبيري- قال حدثني شيخ يكنى أبا داود عن الشعبي- قال دخلت على عبد الملك و عنده الأخطل و أنا لا أعرفه- و ذلك أول يوم وفدت فيه من العراق على عبد الملك- فقلت حين دخلت- عامر بن شراحيل الشعبي يا أمير المؤمنين- فقال على علم ما أذنا لك- فقلت هذه واحدة على وافد أهل العراق- يعني أنه أخطأ- قال ثم إن عبد الملك سأل الأخطل- من أشعر الناس فقال أنا- فعجلت و قلت لعبد الملك- من هذا يا أمير المؤمنين فتبسم و قال الأخطل- فقلت في نفسي اثنتان على وافد أهل العراق- فقلت له أشعر منك الذي يقول-

هذا غلام حسن وجهه
مستقبل الخير سريع التمام‏

للحارث الأكبر و الحارث‏
الأصغر فالأعرج خير الأنام‏

ثم لعمرو و لعمرو و قد
أسرع في الخيرات منه أمام‏

 قال هي أمامة أم عمرو الأصغر بن المنذر- بن إمرئ القيس بن النعمان بن الشقيقة-

خمسة آباء هم ما هم
أفضل من يشرب صوب الغمام‏

 و الشعر للنابغة-  فالتفت إلي الأخطل-  فقال إن أمير المؤمنين إنما سألني عن أشعر أهل زمانه-  و لو سألني عن أشعر أهل الجاهلية-  كنت حريا أن أقول كما قلت أو شبيها به-  فقلت في نفسي ثلاث على وافد أهل العراق- . قال أبو الفرج-  و قد وجدت هذا الخبر أتم من هذه الرواية-  ذكره أحمد بن الحارث الخراز في كتابه-  عن المدائني عن عبد الملك بن مسلم-  قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج-  أنه ليس شي‏ء من لذة الدنيا إلا و قد أصبت منه-  و لم يبق‏ عندي شي‏ء ألذ من مناقلة الإخوان الحديث-  و قبلك عامر الشعبي فابعث به إلي-  فدعا الحجاج الشعبي فجهزه و بعث به إليه-  و قرظه و أطراه في كتابه-  فخرج الشعبي حتى إذا كان بباب عبد الملك-  قال للحاجب استأذن لي-  قال من أنت قال أنا عامر الشعبي-  قال يرحمك الله-  قال ثم نهض فأجلسني على كرسيه-  فلم يلبث أن خرج إلي فقال ادخل يرحمك الله-  فدخلت فإذا عبد الملك جالس على كرسي-  و بين يديه رجل أبيض الرأس و اللحية-  جالس على كرسي فسلمت فرد علي السلام-  فأومأ إلي بقضيبه فجلست عن يساره-  ثم أقبل على ذلك الإنسان الذي بين يديه فقال له-  من أشعر الناس فقال أنا يا أمير المؤمنين-  قال الشعبي فأظلم ما بيني و بين عبد الملك-  فلم أصبر أن قلت-  و من هذا الذي يزعم أنه أشعر الناس يا أمير المؤمنين-  فعجب عبد الملك من عجلتي قبل أن يسألني عن حالي-  فقال هذا الأخطل-  فقلت يا أخطل أشعر و الله منك الذي يقول-

هذا غلام حسن وجهه
مستقبل الخير سريع التمام‏

–  الأبيات-  قال فاستحسنها عبد الملك ثم رددتها عليه حتى حفظها-  فقال الأخطل من هذا يا أمير المؤمنين-  قال هذا الشعبي-  فقال و الجيلون ما استعذت بالله من شر إلا من هذا-  أي و الإنجيل-  صدق و الله يا أمير المؤمنين النابغة أشعر مني-  قال الشعبي فأقبل عبد الملك حينئذ علي-  فقال كيف أنت يا شعبي-  قلت بخير يا أمير المؤمنين-  فلا زلت به ثم ذهبت لأصنع معاذير-  لما كان من خلافي مع ابن الأشعث على الحجاج-  فقال مه إنا لا نحتاج إلى هذا المنطق-  و لا تراه منا في قول و لا فعل حتى تفارقنا-  ثم أقبل علي فقال ما تقول في النابغة-  قلت يا أمير المؤمنين قد فضله عمر بن الخطاب- في غير موطن على جميع الشعراء-  ثم أنشدته الشعر الذي كان عمر يعجب به من شعره-  و قد تقدم ذكره-  قال فأقبل عبد الملك على الأخطل فقال له-  أ تحب أن لك قياضا بشعرك شعر أحد من العرب-  أم تحب أنك قلته-  قال لا و الله يا أمير المؤمنين-  إلا أني وددت أني كنت قلت أبياتا قالها رجل منا-  ثم أنشده قول القطامي-

إنا محيوك فاسلم أيها الطلل
و إن بليت و إن طالت بك الطيل‏

ليس الجديد به تبقى بشاشته‏
إلا قليلا و لا ذو خلة يصل‏

و العيش لا عيش إلا ما تقر به
عين و لا حال إلا سوف تنتقل‏

إن ترجعي من أبي عثمان منجحة
فقد يهون على المستنجح العمل‏

و الناس من يلق خيرا قائلون له
ما يشتهي و لأم المخطئ الهبل‏

قد يدرك المتأني بعض حاجته‏
و قد يكون مع المستعجل الزلل‏

قال الشعبي- فقلت قد قال القطامي أفضل من هذا- قال و ما قال قلت قال-

طرقت جنوب رحالنا من مطرق
ما كنت أحسبها قريب المعنق‏

إلى آخرها- فقال عبد الملك ثكلت القطامي أمه- هذا و الله الشعر- قال فالتفت إلى الأخطل- فقال يا شعبي إن لك فنونا في الأحاديث- و إنما لي فن واحد- فإن رأيت ألا تحملني على أكتاف قومك فأدعهم حرضا- فقلت لا أعرض لك في شي‏ء من الشعر أبدا- فأقلني هذه المرة- فقال من يتكفل بك قلت‏ أمير المؤمنين- فقال عبد الملك هو علي أنه لا يعرض لك أبدا- ثم قال عبد الملك يا شعبي أي نساء الجاهلية أشعر- قلت الخنساء قال و لم فضلتها على غيرها- قلت لقولها-

و قائلة و النعش قد فات خطوها
لتدركه يا لهف نفسي على صخر

ألا هبلت أم الذين غدوا به‏
إلى القبر ما ذا يحملون إلى القبر

فقال عبد الملك أشعر منها و الله التي تقول-

مهفهف أهضم الكشحين منخرق
عنه القميص بسير الليل محتقر

لا يأمن الدهر ممساه و مصبحه‏
من كل أوب و إن يغز ينتظر

قال ثم تبسم عبد الملك و قال لا يشقن عليك يا شعبي-  فإنما أعلمتك هذا-  لأنه بلغني أن أهل العراق يتطاولون على أهل الشام-  و يقولون إن كان غلبونا على الدولة-  فلم يغلبونا على العلم و الرواية-  و أهل الشام أعلم بعلم أهل العراق من أهل العراق-  ثم ردد علي أبيات ليلى حتى حفظتها-  ثم لم أزل عنده أول داخل و آخر خارج-  فكنت كذلك سنين و جعلني في ألفين من العطاء-  و جعل عشرين رجلا من ولدي و أهل بيتي في ألف ألف-  ثم بعثني إلى أخيه عبد العزيز بمصر-  و كتب إليه يا أخي قد بعثت إليك بالشعبي-  فانظر هل رأيت قط مثله- . قال أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أوس بن حجر-  إن أبا عبيدة قال كان أوس شاعر مضر حتى أسقطه النابغة-  قال و قد ذكر الأصمعي-  أنه سمع أبا عمرو بن العلاء يقول-  كان أوس بن حجر فحل العرب-  فلما نشأ النابغة طأطأ منه- .

و قال محمد بن سلام في كتاب طبقات الشعراء-  و قال من احتج للنابغة كان أحسنهم‏ ديباجة شعر-  و أكثرهم رونق كلام و أجزلهم بيتا-  كأن شعره كلام ليس بتكلف-  و المنطق على المتكلم أوسع منه على الشاعر-  لأن الشاعر يحتاج إلى البناء و العروض و القوافي-  و المتكلم مطلق يتخير الكلام كيف شاء-  قالوا و النابغة نبغ بالشعر بعد أن احتنك و هلك قبل أن يهتر- . قلت و كان أبو جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد-  العلوي البصري-  يفضل النابغة-  و استقرأني يوما و بيدي ديوان النابغة-  قصيدته التي يمدح بها النعمان بن المنذر-  و يذكر مرضه-  و يعتذر إليه مما كان اتهم به و قذفه به أعداؤه- 

و أولها-

كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا
و همين هما مستكنا و ظاهرا

أحاديث نفس تشتكي ما يريبها
و ورد هموم لو يجدن مصادرا

تكلفني أن يغفل الدهر همها
و هل وجدت قبلي على الدهر ناصرا

يقول هذه النفس تكلفني ألا يحدث لها الدهر هما و لا حزنا- و ذلك مما لم يستطعه أحد قبلي- .

أ لم تر خير الناس أصبح نعشه
على فتية قد جاوز الحي سائرا

كان الملك منهم إذا مرض حمل على نعش- و طيف به على أكتاف الرجال- بين الحيرة و الخورنق و النجف ينزهونه- .

و نحن لديه نسأل الله خلده
يرد لنا ملكا و للأرض عامرا

و نحن نرجي الخير إن فاز قدحنا
و نرهب قدح الدهر إن جاء قامرا

لك الخير إن وارت بك الأرض واحدا
و أصبح جد الناس بعدك عاثرا

و ردت مطايا الراغبين و عريت‏
جيادك لا يحفي لها الدهر حافرا

رأيتك ترعاني بعين بصيرة
و تبعث حراسا علي و ناظرا

و ذلك من قول أتاك أقوله‏
و من دس أعداء إليك المآبرا

فآليت لا آتيك إن كنت مجرما
و لا أبتغي جارا سواك مجاورا

– . أي لا آتيك حتى يثبت عندك أني غير مجرم- .

فأهلي فداء لامرئ إن أتيته
تقبل معروفي و سد المفاقرا

سأربط كلبي إن يريبك نبحه‏
و إن كنت أرعى مسحلان و حامرا

 أي سأمسك لساني عن هجائك- و إن كنت بالشام في هذين الواديين البعيدين عنك- .

و حلت بيوتي في يفاع ممنع
تخال به راعي الحمولة طائرا

تزل الوعول العصم عن قذفاته‏
و يضحي ذراه بالسحاب كوافرا

حذارا على ألا تنال مقادتي
و لا نسوتي حتى يمتن حرائرا

يقول أنا لا أهجرك- و إن كنت من المنعة و العصمة على هذه الصفة- .

أقول و قد شطت بي الدار عنكم
إذا ما لقيت من معد مسافرا

ألا أبلغ النعمان حيث لقيته‏
فأهدى له الله الغيوث البواكرا

و أصبحه فلجا و لا زال كعبه
على كل من عادى من الناس ظاهرا

و رب عليه الله أحسن صنعه‏
و كان على كل المعادين ناصرا

 فجعل أبو جعفر رحمه الله يهتز و يطرب-  ثم قال و الله لو مزجت هذه القصيدة بشعر البحتري-  لكادت تمتزج لسهولتها و سلامة ألفاظها-  و ما عليها من الديباجة و الرونق-  من يقول إن إمرأ القيس و زهيرا أشعر من هذا-  هلموا فليحاكموني- .

فأما إمرؤ القيس بن حجر-  فقال محمد بن سلام الجمحي في كتاب طبقات الشعراء-  أخبرني يونس بن حبيب-  أن علماء البصرة كانوا يقدمونه على الشعراء كلهم-  و أن أهل الكوفة كانوا يقدمون الأعشى-  و أن أهل الحجاز و البادية يقدمون زهيرا و النابغة- . قال ابن سلام-  فالطبقة الأولى إذن أربعة-  قال و أخبرني شعيب بن صخر عن هارون بن إبراهيم-  قال سمعت قائلا يقول للفرزدق-  من أشعر الناس يا أبا فراس-  فقال ذو القروح يعني إمرأ القيس-  قال حين يقول ما ذا قال حين يقول-

وقاهم جدهم ببني أبيهم
و بالأشقين ما كان العقاب‏

قال و أخبرني أبان بن عثمان البجلي-  قال مر لبيد بالكوفة في بني نهد-  فأتبعوه رسول يسأله من أشعر الناس-  فقال الملك الضليل فأعادوه إليه-  فقال ثم من فقال الغلام القتيل-  يعنى طرفة بن العبد-  و قال غير أبان قال ثم ابن العشرين-  قال ثم من قال الشيخ أبو عقيل يعني نفسه- . قال ابن سلام-  و احتج لإمرئ القيس من يقدمه-  فقال إنه ليس قال ما لم يقولوه-  و لكنه سبق العرب إلى أشياء-  ابتدعها استحسنتها العرب-  فاتبعه فيها الشعراء-  منها استيقاف صحبه و البكاء في الديار-  و رقة النسيب و قرب المأخذ-  و تشبيه النساء بالظباء و بالبيض-  و تشبيه الخيل بالعقبان و العصي-  و قيد الأوابد و أجاد في النسيب-  و فصل بين النسيب و بين المعنى-  و كان أحسن الطبقة تشبيها- . قال و حدثني معلم لبني داود بن علي-  قال بينا أنا أسير في البادية إذا أنا برجل على ظليم-  قد زمه و خطمة و هو يقول-

هل يبلغنيهم إلى الصباح
هقل كأن رأسه جماح‏

قال فما زال يذهب به ظليمه و يجي‏ء- حتى أنست به و علمت أنه ليس بإنسي- فقلت يا هذا من أشعر العرب- فقال الذي يقول-

أ غرك مني أن حبك قاتلي
و أنك مهما تأمري القلب يفعل‏

يعني إمرأ القيس- قلت ثم من قال الذي يقول-

و يبرد برد رداء العروس
بالصيف رقرقت فيه العبيرا

و يسخن ليلة لا يستطيع‏
نباحا بها الكلب إلا هريرا

ثم ذهب به ظليمه فلم أره- . قال و حدث عوانة عن الحسن-  أن رسول الله ص قال لحسان بن ثابت-  من أشعر العرب قال الزرق العيون من بني قيس-  قال لست أسألك عن القبيلة-  إنما أسألك عن رجل واحد-  فقال حسان يا رسول الله-  إن مثل الشعراء و الشعر كمثل ناقة نحرت-  فجاء إمرؤ القيس بن حجر فأخذ سنامها و أطائبها-  ثم جاء المتجاوران من الأوس و الخزرج-  فأخذا ما والى ذلك منها-  ثم جعلت العرب تمزعها-  حتى إذا بقي الفرث و الدم-  جاء عمرو بن تميم و النمر بن قاسط فأخذاه-  فقال رسول الله ص ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها خامل يوم القيامة-  معه لواء الشعراء إلى النار- .

فأما الأعشى-  فقد احتج أصحابه لتفضيله بأنه كان أكثرهم عروضا-  و أذهبهم في فنون الشعر-  و أكثرهم قصيدة طويلة جيدة-  و أكثرهم مدحا و هجاء-  و كان أول من سأل‏ بشعره-  و إن لم يكن له بيت نادر-  على أفواه الناس كأبيات أصحابه الثلاثة- .

و قد سئل خلف الأحمر من أشعر الناس-  فقال ما ينتهى إلى واحد يجمع عليه-  كما لا ينتهى إلى واحد هو أشجع الناس-  و لا أخطب الناس و لا أجمل الناس-  فقيل له يا أبا محرز فأيهم أعجب إليك-  فقال الأعشى كان أجمعهم- . قال ابن سلام-  و كان أبو الخطاب الأخفش مستهترا به يقدمه-  و كان أبو عمرو بن العلاء يقول-  مثله مثل البازي يضرب كبير الطير و صغيره-  و يقول نظيره في الإسلام جرير-  و نظير النابغة الأخطل و نظير زهير الفرزدق- . فأما قول أمير المؤمنين ع الملك الضليل-  فإنما سمي إمرؤ القيس ضليلا-  لما يعلن به في شعره من الفسق-  و الضليل الكثير الضلال-  كالشريب و الخمير و السكير و الفسيق-  للكثير الشرب و إدمان الخمر و السكر و الفسق- 

فمن ذلك قوله

فمثلك حبلى قد طرقت و مرضعا
فألهيتها عن ذي تمائم محول‏

إذا ما بكى من خلفها انصرفت له‏
بشق و تحتي شقها لم يحول‏

و قوله

سموت إليها بعد ما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال‏

فقالت لحاك الله إنك فاضحي‏
أ لست ترى السمار و الناس أحوالي‏

فقلت لها تالله أبرح قاعدا
و لو قطعوا رأسي لديك و أوصالي‏

فلما تنازعنا الحديث و أسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميال‏

فصرنا إلى الحسنى و رق كلامنا
و رضت فذلت صعبة أي إذلال‏

حلفت لها بالله حلفة فاجر
لناموا فما إن من حديث و لا صالي‏

فأصبحت معشوقا و أصبح بعلها
عليه القتام كاسف الوجه و البال‏

و قوله في اللامية الأولى-

و بيضة خدر لا يرام خباؤها
تمتعت من لهو بها غير معجل‏

تخطيت أبوابا إليها و معشرا
علي حراصا لو يسرون مقتلي‏

فجئت و قد نضت لنوم ثيابها
لدى الستر إلا لبسة المتفضل‏

فقالت يمين الله ما لك حيلة
و ما إن أرى عنك الغواية تنجلي‏

فقمت بها أمشي نجر وراءنا
على إثرنا أذيال مرط مرجل‏

فلما أجزنا ساحة الحي و انتحى‏
بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل‏

هصرت بفودي رأسها فتمايلت
علي هضيم الكشح ريا المخلخل‏

و قوله-

فبت أكابد ليل التمام
و القلب من خشية مقشعر

فلما دنوت تسديتها
فثوبا نسيت و ثوابا أجر

و لم يرنا كالئ كاشح
و لم يبد منا لدى البيت سر

و قد رابني قولها يا هناه‏
ويحك ألحقت شرا بشر

و قوله-

تقول و قد جردتها من ثيابها
كما رعت مكحول المدامع أتلعا

لعمرك لو شي‏ء أتانا رسوله‏
سواك و لكن لم نجد لك مدفعا

فبتنا نصد الوحش عنا كأننا
قتيلان لم يعلم لنا الناس مصرعا

تجافى عن المأثور بيني و بينها
و تدني علي السابري المضلعا

و في شعر إمرئ القيس من هذا الفن كثير-  فمن أراده فليطلبه من مجموع شعره

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (464)

و سئل عن اشعر الشعراء، فقال عليه السّلام: انّ القوم لم يجروا فى حلبة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان و لا بد فالملك‏ الضّلّيل. قال: يريد امرؤ القيس. «و از او درباره شاعرترين شاعران پرسيدند، آن حضرت عليه السّلام چنين فرمود: آنان در ميدانى كه آن را نهايتى بود نتاخته ‏اند تا خط پايانش شناخته شود و اگر به ناچار در اين باره بايد داورى كرد، پادشاه بسيار گمراه است.» گويد: مقصودش امرؤ القيس است.

ابن ابى الحديد در شرح اين سخن نخست مطلبى را از امالى ابن دريد نقل مى‏كند كه متضمن گفتگوى امير المؤمنين عليه السّلام با اصحابش در اين باره است و سپس بحثى در هيجده صفحه در مورد اختلاف دانشمندان در برترى دادن شاعرى به شاعر ديگر آورده است كه بحثى ادبى است، ابن ابى الحديد در ادامه گفتار ابو الفرج اصفهانى را در كتاب الاغانى نقل كرده است و سپس سخنانى از ابن سلّام و احنف را آورده است كه هر يك يكى از شاعران را بر ديگرى ترجيح داده‏اند، ضمن بحث خود رواياتى هم آورده است كه به ترجمه يكى بسنده مى‏شود.

عوانة از حسن بصرى نقل مى‏ كند كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به حسان بن ثابت فرمود: شاعرترين عرب كيست گفت: كمبود چشمان قبيله بنى قيس. فرمود: در مورد قبيله از تو نپرسيدم بلكه در مورد يك مرد از تو پرسيدم. گفت: اى رسول خدا، مثل شعر و شاعران مثل ناقه‏ اى است كه او را كشته باشند و امرؤ القيس بن حجر خود را رسانده و كوهان و همه گوشتهاى خوب آن را براى خود برداشته است پس از او افرادى از قبيله‏ هاى اوس و خزرج آمده ‏اند و ديگر قسمتهاى درخور آن را برداشته‏ اند و ديگر اعراب آمده‏ اند و لاشه آن را پاره پاره كرده و برگرفته‏اند تا آنجا كه فقط چرك و خون باقى ماند، آن‏گاه عمرو بن تميم و نمر بن قاسط آمدند و آن را برداشتند. پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرمود: «آن مرد-  امرؤ القيس-  در اين دنيا مردى نامور و به ظاهر شريف است ولى در قيامت سخت گمنام است و پرچم شاعران به سوى دوزخ بر دوش اوست.»

ابن ابى الحديد سپس مى‏ گويد: اينكه امير المؤمنين عليه السّلام درباره امرؤ القيس‏  «الملك الضلّيل» فرموده است به سبب آن است كه او در شعر خود انواع فسق و تباهى را آشكارا بيان كرده است و ضليل صيغه مبالغه است. آن‏گاه نمونه‏هايى از اشعار امرؤ القيس را كه در آن به تبهكارى و تجاوزهاى جنسى خود اقرار كرده است آورده است.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 463 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 452 صبحی صالح

452-و قال ( عليه ‏السلام  )الْغِنَى وَ الْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّه‏

حکمت 463 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

463: الْغِنَى وَ الْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أي لا يعد الغني غنيا في الحقيقة-  إلا من حصل له ثواب الآخرة الذي لا ينقطع أبدا-  و لا يعد الفقير فقيرا إلا من لم يحصل له ذلك-  فإنه لا يزال شقيا معذبا و ذاك هو الفقر بالحقيقة- . فأما غنى الدنيا و فقرها فأمران عرضيان-  زوالهما سريع و انقضاؤهما وشيك- . و إطلاق هاتين اللفظتين على مسماهما الدنيوي-  على سبيل المجاز عند أرباب الطريقة أعني العارفين

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (463)

الغنى و الفقر بعد العرض على الله تعالى.

«توانگرى و درويشى پس از عرضه شدن بر خداوند متعال-  در قيامت-  است.»

يعنى توانگر در حقيقت كسى است كه براى او پاداش آن جهانى كه هرگز قطع نمى‏ شود، فراهم آيد و درويش هم درويش شمرده نمى ‏شود مگر اينكه براى او اين سعادت حاصل نشود كه در آن صورت همواره بدبخت و معذب است و فقر و درويشى واقعى هم همين است.

اما توانگرى و فقر اين جهانى، دو چيزى است كه از ميان رفتن و نابودى آن دو سريع صورت مى‏ گيرد و اطلاق اين دو كلمه بر توانگران و درويشان اين جهانى در نظر ارباب طريقت يعنى عارفان بر سبيل مجاز است.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 462 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 454 صبحی صالح

454-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )مَا لِابْنِ آدَمَ وَ الْفَخْرِ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَ آخِرُهُ جِيفَةٌ وَ لَا يَرْزُقُ نَفْسَهُ وَ لَا يَدْفَعُ حَتْفَه‏

حکمت 462 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

462 وَ قَالَ ع: مَا لِابْنِ آدَمَ وَ الْفَخْرِ-  أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَ آخِرُهُ جِيفَةٌ-  لَا يَرْزُقُ نَفْسَهُ وَ لَا يَدْفَعُ حَتْفَهُ قد تقدم كلامنا في الفخر-  و ذكرنا الشعر الذي أخذ من هذا الكلام-

و هو قول القائل-

ما بال من أوله نطفة
و جيفة آخره يفخر

يصبح ما يملك تقديم ما
يرجو و لا تأخير ما يحذر

فصل في الفخر و ما قيل في النهي عنه

و قال بعض الحكماء-  الفخر هو المباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان-  و ذلك نهاية الحمق لمن نظر بعين عقله-  و انحسر عنه قناع جهله-  فأعراض الدنيا عارية مستردة-  لا يؤمن في كل ساعة أن ترتجع-  و المباهي بها مباه بما في غير ذاته- . و قد قال لبعض من فخر بثروته و وفره-  إن افتخرت بفرسك فالحسن و الفراهة له دونك-  و إن افتخرت بثيابك و آلاتك فالجمال لهما دونك-  و إن افتخرت بآبائك‏ و سلفك فالفضل فيهم لا فيك-  و لو تكلمت هذه الأشياء لقالت لك-  هذه محاسننا فما محاسنك- . و أيضا فإن الأعراض الدنيوية كما قيل-  سحابة صيف عن قليل تقشع-  و ظل زائل عن قريب يضمحل-

كما قال الشاعر-

إنما الدنيا كرؤيا فرحت
من رآها ساعة ثم انقضت‏

بل كما قال تعالى-  إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ-  فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَ الْأَنْعامُ-  حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ-  وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها-  أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً-  فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ- . و إذا كان لا بد من الفخر-  فليخفر الإنسان بعلمه و بشريف خلقه-  و إذا أعجبك من الدنيا شي‏ء فاذكر فناءك و بقاءه-  أو بقاءك و فناءه أو فناءكما جميعا-  و إذا راقك ما هو لك فانظر إلى قرب خروجه من يدك-  و بعد رجوعه إليك و طول حسابك عليه-  و قد ذم الله الفخور فقال-  وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (462)

ما لابن آدم و الفخر اوّله نطفة، و آخره جيفة. لا يرزق نفسه، و لا يدفع حتفه.

«آدمى زاده را با بزرگى جستن چه كار است كه آغازش نطفه و فرجامش مردار است،نه مى‏ تواند خود را روزى دهد و نه مى‏ تواند مرگ خود را باز دارد.»

سخن ما درباره فخر پيش از اين گذشت و شعرى را كه از اين كلام گرفته و سروده شده است آورديم كه مضمون آن چنين است: چرا آن كسى كه آغازش نطفه و فرجامش مردار است به خود ببالد، شب را به صبح مى ‏آورد در حالى كه نمى ‏تواند آنچه را آرزومند است مقدم بدارد و از آنچه مى‏ ترسد آن را به تأخير اندازد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 461 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)عبد الله بن الزبير

حکمت 453 صبحی صالح

453-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّهِ

حکمت 461 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

461 وَ قَالَ ع: مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ-  حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّهِ ذكر هذا الكلام أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب-  عن أمير المؤمنين ع في عبد الله بن الزبير-  إلا أنه لم يذكر لفظة المشئوم

عبد الله بن الزبير و ذكر طرف من أخباره

و نحن نذكر ما ذكره ابن عبد البر-  في ترجمة عبد الله بن الزبير-  فإن هذا المصنف يذكر جمل أحوال الرجل دون تفاصيلها-  ثم نذكر تفصيل أحواله من مواضع أخرى- .

قال أبو عمر رحمه الله-  يكنى عبد الله بن الزبير أبا بكر-  و قال بعضهم أبا بكير-  ذكر ذلك أبو أحمد الحاكم الحافظ في كتابه في الكنى-  و الجمهور من أهل السير و أهل الأثر على أن كنيته أبو بكر-  و له كنية أخرى أبو خبيب بابنه خبيب-و كان أسن ولده-  و خبيب هو صاحب عمر بن عبد العزيز-  الذي مات من ضربه إذ كان واليا على المدينة للوليد-  و كان الوليد أمره بضربه-  فمات من أذية ذلك فوداه عمر بعد- . قال أبو عمر و سماه رسول الله ص باسم جده-  و كناه بكنية جده عبد الله أبي بكر-  و هاجرت أمه أسماء من مكة إلى المدينة و هي حامل به-  فولدته في سنة اثنتين من الهجرة-  لعشرين شهرا من التاريخ-  و قيل ولد في السنة الأولى-  و هو أول مولود ولد في الإسلام من المهاجرين بعد الهجرة- .

و روى هشام بن عروة عن أسماء قالت-  حملت بعبد الله بمكة فخرجت و أنا متم-  فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء-  ثم أتيت رسول الله ص فوضعته في حجره-  فدعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه-  فكان أول شي‏ء دخل جوفه ريق رسول الله ص-  ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له و بارك عليه-  و هو أول مولود ولد في الإسلام للمهاجرين بالمدينة-  قال ففرحوا به فرحا شديدا و ذلك أنهم قد كان قيل لهم-  إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم- .

قال أبو عمر-  و شهد عبد الله الجمل مع أبيه و خالته-  و كان شهما ذكرا ذا أنفة و كان له لسن و فصاحة-  و كان أطلس لا لحية له و لا شعر في وجهه-  و كان كثير الصلاة كثير الصيام-  شديد البأس كريم الجدات و الأمهات و الخالات-  إلا أنه كان فيه خلال لا يصلح معها للخلافة-  فإنه كان بخيلا ضيق العطن سيئ الخلق حسودا-  كثير الخلاف-  أخرج محمد بن الحنفية من مكة و المدينة-  و نفى عبد الله بن عباس إلى الطائف- .

وقال علي ع في أمره ما زال الزبير يعد منا أهل البيت-  حتى نشأ ابنه عبد اللهقال أبو عمر و بويع له بالخلافة-  سنة أربع و ستين في قول أبي معشر- . و قال المدائني بويع له بالخلافة سنة خمس و ستين- . و كان قبل ذلك لا يدعى باسم الخلافة-  و كانت بيعته بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية-  على طاعته أهل الحجاز و اليمن و العراق و خراسان-  و حج بالناس ثماني حجج-  و قتل في أيام عبد الملك بن مروان-  يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى-  و قيل من جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين-  و هو ابن اثنتين و سبعين سنة-  و صلب بمكة بعد قتله-  و كان الحجاج قد ابتدأ بحصاره-  من أول ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين و سبعين-  و حج الحجاج بالناس في ذلك العام-  و وقف بعرفة و عليه درع و مغفر-  و لم يطوفوا بالبيت في تلك السنة-  فحاصره ستة أشهر و سبعة عشر يوما إلى أن قتله- .

قال أبو عمر فروى هشام بن عروة عن أبيه قال-  لما كان قبل قتل عبد الله بعشرة أيام-  دخل على أمه أسماء بنت أبي بكر و هي شاكية-  فقال كيف تجدينك يا أمه قالت ما أجدني إلا شاكية-  فقال لها إن في الموت لراحة فقالت لعلك تمنيته لي-  و ما أحب أن أموت حتى يأتي على إحدى حالتيك-  إما قتلت فأحتسبك-  و إما ظفرت بعدوك فقرت عيني- .

قال عروة فالتفت عبد الله إلي و ضحك-  فلما كان اليوم الذي قتل فيه دخل عليها في المسجد-  فقالت يا بني لا تقبل منهم خطة-  تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل-  فو الله لضربة سيف في عز خير من ضربة سوط في مذلة-  قال فخرج‏عبد الله و قد نصب له مصراع عند الكعبة-  فكان يكون تحته-  فأتاه رجل من قريش فقال له-  أ لا نفتح لك باب الكعبة فتدخلها-  فقال و الله لو وجدوكم تحت أستار الكعبة-  لقتلوكم عن آخركم-  و هل حرمة البيت إلا كحرمة الحرم-  ثم أنشد

و لست بمبتاع الحياة بسبة
و لا مرتق من خشية الموت سلما

ثم شد عليه أصحاب الحجاج-  فسأل عنهم فقيل هؤلاء أهل مصر-  فقال لأصحابه اكسروا أغماد سيوفكم-  و احملوا معي فإنني في الرعيل الأول-  ففعلوا ثم حمل عليهم و حملوا عليه-  فكان يضرب بسيفين-  فلحق رجلا فضربه فقطع يده-  و انهزموا و جعل يضربهم حتى أخرجهم من باب المسجد-  و جعل رجل منهم أسود يسبه فقال له-  اصبر يا ابن حام ثم حمل عليه فصرعه-  ثم دخل عليه أهل حمص من باب بني شيبة-  فسأل عنهم فقيل هؤلاء أهل حمص-  فشد عليهم و جعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد-  ثم انصرف و هو يقول-

لو كان قرني واحدا أرديته
أوردته الموت و قد ذكيته‏

ثم دخل عليه أهل الأردن من باب آخر-  فقال من هؤلاء قيل أهل الأردن-  فجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد-  ثم انصرف و هو يقول-

لا عهد لي بغارة مثل السيل
لا ينجلي قتامها حتى الليل‏

فأقبل عليه حجر من ناحية الصفا فأصابه بين عينيه-  فنكس رأسه و هو يقول-

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
و لكن على أقدامنا تقطر الدما

أنشده متمثلا و حماه موليان له-  فكان أحدهما يرتجز فيقول-

العبد يحمي ربه و يحتمي‏

قال ثم اجتمعوا عليه فلم يزالوا يضربونه و يضربهم-  حتى قتلوه-  و مولييه جميعا-  فلما قتل كبر أهل الشام-  فقال عبد الله بن عمر-  المكبرون يوم ولد خير من المكبرين يوم قتل- . قال أبو عمر و قال يعلى بن حرملة-  دخلت مكة بعد ما قتل عبد الله بن الزبير بثلاثة أيام-  فإذا هو مصلوب فجاءت أمه أسماء-  و كانت امرأة عجوزا طويلة مكفوفة البصر تقاد-  فقالت للحجاج أ ما آن لهذا الراكب أن ينزل-  فقال لها المنافق قالت و الله ما كان منافقا-  و لكنه كان صواما قواما برا-  قال انصرفي فإنك عجوز قد خرفت-  قالت لا و الله ما خرفت-  وإني سمعت رسول الله ص يقول يخرج من ثقيف كذاب و مبير-  أما الكذاب فقد رأيناه تعني المختار-  و أما المبير فأنت- .

قال أبو عمر و روى سعيد بن عامر الخراز-  عن ابن أبي مليكة قال-  كنت الآذن لمن بشر أسماء بنزول ابنها عبد الله من الخشبة-  فدعت بمركن و شب يمان فأمرتني بغسله-  فكنا لا نتناول منه عضوا إلا جاء معنا-  فكنا نغسل العضو و ندعه في أكفانه-  و نتناول العضو الذي يليه فنغسله-  ثم نضعه في أكفانه حتى فرغنا منه-  ثم قامت فصلت عليه و قد كانت تقول-  اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجثته-  فلما دفنته لم يأت عليها جمعة حتى ماتت- . قال أبو عمر-  و قد كان عروة بن الزبير رحل إلى عبد الملك-  فرغب إليه في إنزال عبد الله من الخشبة-  فأسعفه بذلك فأنزل- .

قال أبو عمر و قال علي بن مجاهد-  قتل مع ابن الزبير مائتان و أربعون رجلا-  إن منهم لمن سال دمه في جوف الكعبة- . قال أبو عمر و روى عيسى عن أبي القاسم-  عن مالك بن أنس قال-  كان ابن الزبير أفضل من مروان-  و أولى بالأمر منه و من أبيه-  قال و قد روى علي بن المدائني عن سفيان بن عيينة-  أن عامر بن عبد الله بن الزبير مكث بعد قتل أبيه حولا-  لا يسأل الله لنفسه شيئا إلا الدعاء لأبيه- . قال أبو عمر و روى إسماعيل بن علية-  عن أبي سفيان بن العلاء عن ابن أبي عتيق قال-  قالت عائشة إذا مر ابن عمر فأرونيه-  فلما مر قالوا هذا ابن عمر-  فقالت يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري-  قال رأيت رجلا قد غلب عليك-  و رأيتك لا تخالفينه يعني عبد الله بن الزبير-  فقالت أما إنك لو نهيتني ما خرجت- .

فأما الزبير بن بكار-  فإنه ذكر في كتاب أنساب قريش-  من أخبار عبد الله و أحواله جملة طويلة-  نحن نختصرها و نذكر اللباب منها-  مع أنه قد أذنب في ذكر فضائله و الثناء عليه-  و هو معذور في ذلك فإنه لا يلام الرجل على حب قومه-  و الزبير بن بكار أحد أولاد عبد الله بن الزبير-  فهو أحق بتقريظه و تأبينه- . قال الزبير بن بكار-  أمه أسماء ذات النطاقين ابنة أبي بكر الصديق-  و إنما سميت ذات النطاقين لأن رسول الله ص لما تجهز مهاجرا إلى المدينة-  و معه أبو بكر لم يكن لسفرتهما شناق-  فشقت أسماء نطاقها فشنقتها به-  فقال لها رسول الله‏ ص-  قد أبدلك الله تعالى بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فسميت ذات النطاقين-  قال و قد روى محمد بن الضحاك عن أبيه-  أن أهل الشام كانوا و هم يقاتلون عبد الله بمكة-  يصيحون يا ابن ذات النطاقين-  يظنونه عيبا فيقول ابنها و الإله-  ثم يقول إني و إياكم لكما

قال أبو ذؤيب

و عيرني الواشون أني أحبها
و تلك شكاة ظاهر عنك عارها

فإن أعتذر عنها فإني مكذب‏
و إن تعتذر يردد عليك اعتذارها

ثم يقبل على ابن أبي عتيق- و هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر- فيقول أ لا تسمع يا ابن أبي عتيق- .قال الزبير و زعموا أن عبد الله بن الزبير- لما ولد أتي به رسول الله ص فنظر في وجهه و قال- أ هو هو ليمنعن البيت أو ليموتن دونه

و قال العقيلي في ذلك

بر تبين ما قال الرسول له
و ذو صلاة بضاحي وجهه علم‏

حمامة من حمام البيت قاطنة
لا تتبع الناس إن جاروا و إن ظلموا

قال و قد روى نافع بن ثابت-  عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله ص دخل على أسماء حين ولد عبد الله-  فقال أ هو هو-  فتركت أسماء رضاعه فقيل لرسول الله ص-  إن أسماء تركت رضاع عبد الله لما سمعت كلمتك-  فقال لها أرضعيه و لو بماء عينيك-  كبش بين ذئاب عليها ثياب-  ليمنعن الحرم أو ليموتن دونه- . قال و حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال-  كان عبد الله بن الزبير يقول-  هاجرت بي أمي في بطنها-  فما أصابها شي‏ء من نصب أو مخمصة-  إلا و قد أصابني-قال و قالت عائشة يا رسول الله أ لا تكنيني-  فقال تكني باسم ابن أختك عبد الله-  فكانت تكنى أم عبد الله

قال و روى هند بن القاسم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال احتجم رسول الله ص ثم دفع إلي دمه-  فقال اذهب به فواره حيث لا يراه أحد-  فذهبت به فشربته فلما رجعت قال ما صنعت-  قلت جعلته في مكان أظن أنه أخفى مكان عن الناس-  فقال فلعلك شربته فقلت نعم- .

قال و قال وهب بن كيسان-  أول من صف رجليه في الصلاة عبد الله بن الزبير-  فاقتدى به كثير من العباد و كان مجتهدا- . قال و خطب الحجاج بعد قتله-  زجلة بنت منظور بن زبان بن سيار الفزارية-  و هي أم هاشم بن عبد الله بن الزبير-  فقلعت ثنيتها و ردته و قالت-  ما ذا يريد إلى ذلفاء ثكلى حرى-

و قالت

أ بعد عائذ بيت الله تخطبني
جهلا جهلت و غب الجهل مذموم‏

فاذهب إليك فإني غير ناكحة
بعد ابن أسماء ما استن الدياميم‏

من يجعل العير مصفرا جحافله
مثل الجواد و فضل الله مقسوم‏

قال و حدثني عبد الملك بن عبد العزيز-  عن خاله يوسف بن الماجشون قال-  قسم عبد الله بن الزبير الدهر على ثلاث ليال-  فليلة هو قائم حتى الصباح-  و ليلة هو راكع حتى الصباح-  و ليلة هو ساجد حتى الصباح- . قال و حدثنا سليمان بن حرب بإسناد-  ذكره و رفعه إلى مسلم المكي قال-  ركع عبد الله بن الزبير يوما ركعة-  فقرأت البقرة و آل عمران و النساء و المائدة-  و ما رفع رأسه- .

قال و قد حدث من لا أحصيه كثرة من أصحابنا-  أن عبد الله كان يواصل الصوم سبعا-  يصوم يوم الجمعة فلا يفطر إلا يوم الجمعة الآخر-  و يصوم بالمدينة فلا يفطر إلا بمكة-  و يصوم بمكة فلا يفطر إلا بالمدينة- . قال و قال عبد الملك بن عبد العزيز-  و كان أول ما يفطر عليه إذا أفطر لبن لقحة بسمن بقر-  قال الزبير و زاد غيره و صبر- .

قال و حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى-  بإسناد رفعه إلى عروة بن الزبير قال-  لم يكن أحد أحب إلى عائشة-  بعد رسول الله ص و بعد أبي بكر-  من عبد الله بن الزبير- . قال و حدثني يعقوب بن محمد-  بإسناد يرفعه إلى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال-  ما كان أحد أعلم بالمناسك من ابن الزبير- .

قال و حدثني مصعب بن عثمان قال-  أوصت عائشة إلى عبد الله بن الزبير-  و أوصى إليه حكيم بن حزام-  و عبد الله بن عامر بن كريز و الأسود بن أبي البختري-  و شيبة بن عثمان و الأسود بن عوف- . قال الزبير و حدث عمر بن قيس عن أمه قالت-  دخلت على عبد الله بن الزبير بيته فإذا هو قائم يصلي-  فسقطت حية من البيت على ابنه هاشم بن عبد الله-  فتطوقت على بطنه و هو نائم-  فصاح أهل البيت الحية الحية-  و لم يزالوا بها حتى قتلوها-  و عبد الله قائم يصلي ما التفت و لا عجل-  ثم فرغ من صلاته بعد ما قتلت الحية-  فقال ما بالكم فقالت أم هاشم إي رحمك الله-  أ رأيت إن كنا هنا عليك أ يهون عليك ابنك-  قال ويحك-  و ما كانت التفاتة لو التفتها مبقية من صلاتي- .

قال الزبير و عبد الله أول من كسا الكعبة الديباج-  و إن كان ليطيبها حتى يجد ريحها من دخل الحرم-  قال و لم تكن كسوة الكعبة من قبله إلا المسوح و الأنطاع-  فلما جرد المهدي بن المنصور الكعبة-  كان فيما نزع عنها كسوة من ديباج مكتوب عليها-  لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين-  قال و حدثني يحيى بن معين-  بإسناد رفعه إلى هشام بن عروة-  أن عبد الله بن الزبير أخذ من بين القتلى يوم الجمل-  و به بضع و أربعون طعنة و ضربة-  قال الزبير و اعتلت عائشة مرة-  فدخل عليها بنو أختها أسماء عبد الله و عروة و المنذر-  قال عروة فسألناها عن حالها-  فشكت إلينا نهكة من علتها-  فعزاها عبد الله عن ذلك فأجابته بنحو قولها-  فعاد لها بالكلام فعادت له بالجواب فصمت و بكى-  قال عروة فما رأينا متحاورين من خلق الله أبلغ منهما-  قال ثم رفعت رأسها تنظر إلى وجهه-  فأبهتت لبكائه فبكت ثم قالت-  ما أحقني منك يا بني ما أرى-  فلم أعلم بعد رسول الله ص و بعد أبوي-  أحدا أنزل عندي منزلتك-  قال عروة و ما سمعت عائشة و أمي أسماء-  تدعون لأحد من الخلق دعاءهما لعبد الله-  قال و قال موسى بن عقبة-  أقرأني عامر بن عبد الله بن الزبير-  وصية عبد الله بن مسعود إلى الزبير بن العوام-  و إلى عبد الله بن الزبير من بعده-  و إنهما في وصيتي في حل و بل- . قال و روى أبو الحسن المدائني عن أبي إسحاق التميمي-

أن معاوية سمع رجلا ينشد-

ابن رقاش ماجد سميدع
يأبى فيعطي عن يد أو يمنع‏

فقال ذلك عبد الله بن الزبير-  و كان عبد الله من جملة النفر-  الذين أمرهم عثمان بن عفان-  أن ينسخوا القرآن في المصاحف- . قال و حدثنا محمد بن حسن عن نوفل بن عمارة قال-  سئل سعيد بن المسيب عن خطباء قريش في الجاهلية-  فقال الأسود بن المطلب بن أسد و سهيل بن عمرو-  و سئل عن خطبائهم في الإسلام فقال-  معاوية و ابنه و سعيد بن العاص و ابنه-  و عبد الله بن الزبير- . قال و حدثنا إبراهيم بن المنذر عن عثمان بن طلحة قال-  كان عبد الله بن الزبير لا ينازع في ثلاث-  شجاعة و عبادة و بلاغة- .

قال الزبير و قال هشام بن عروة-  رأيت عبد الله أيام حصاره-  و الحجر من المنجنيق يهوي حتى أقول كاد يأخذ بلحيته-  فقال له أبي أيا ابن أم و الله إن كاد ليأخذ بلحيتك-  فقال عبد الله دعني يا ابن أم-  فو الله ما هي إلا هنة حتى كان الإنسان لم يكن-  فيقول أبي و هو يقبل علينا بوجهه-  و الله ما أخشى عليك إلا من تلك الهنة- .

قال الزبير فذكر هشام قال-  و الله لقد رأيته يرمى بالمنجنيق-  فلا يلتفت و لا يرعد صوته-  و ربما مرت الشظية منه قريبا من نحره- . و قال الزبير و حدثنا ابن الماجشون-  عن ابن أبي مليكة عن أبيه قال-  كنت أطوف بالبيت مع عمر بن عبد العزيز-  فلما بلغت الملتزم تخلفت عنده أدعو ثم لحقت عمر-  فقال لي ما خلفك-  قال كنت أدعو في موضع رأيت عبد الله بن الزبير فيه يدعو-  فقال ما تترك تحنناتك على ابن الزبير أبدا-  فقلت و الله ما رأيت أحدا أشد جلدا على لحم-  و لحما على عظم من ابن الزبير-  و لا رأيت أحدا أثبت قائما-  و لا أحسن مصليا من ابن الزبير-  و لقد رأيت حجرا من المنجنيق جاءه فأصاب شرفة من المسجد-  فمرت قذاذة منها بين لحيته و حلقه فلم يزل من مقامه-  و لا عرفنا ذلك في صوته-  فقال عمر لا إله إلا الله لجاد ما وصفت- .

قال الزبير و سمعت إسماعيل بن يعقوب التيمي يحدث-  قال قال عمر بن عبد العزيز لابن أبي مليكة-  صف لنا عبد الله بن الزبير-  فإنه ترمرم على أصحابنا فتغشمروا عليه-  فقال عن أي حاليه تسأل أ عن دينه أم عن دنياه-  فقال عن كل-  قال و الله ما رأيت جلدا قط ركب على لحم-  و لا لحما على عصب و لا عصبا على عظم-  مثل جلده على لحمه و لا مثل لحمه على عصبه-  و لا مثل عصبه على عظمه-  و لا رأيت نفسا ركبت بين جنبين-  مثل نفس له ركبت بين جنبين-  و لقد قام يوما إلى الصلاة-  فمر به حجر من حجارة المنجنيق-  بلبنة مطبوخة من شرفات المسجد-  فمرت بين لحييه و صدره-  فو الله ما خشع لها بصره و لا قطع لها قراءته-  و لا ركع دون الركوع الذي كان يركع-  و لقد كان إذا دخل في الصلاة خرج من كل شي‏ء إليها-  و لقد كان يركع في الصلاة-  فيقع الرخم على ظهره و يسجد فكأنه مطروح- . قال الزبير و حدث هشام بن عروة قال-  سمعت عمي يقول-  ما أبالي إذا وجدت ثلاثمائة يصبرون صبري-  لو أجلب علي أهل الأرض- .

قال الزبير و قسم عبد الله بن الزبير ثلث ماله و هو حي-  و كان أبوه الزبير قد أوصى أيضا بثلث ماله-  قال و ابن الزبير أحد الرهط الخمسة-  الذين وقع اتفاق أبي موسى الأشعري-  و عمرو بن العاص على إحضارهم-  و الاستشارة بهم في يوم التحكيم-و هم عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمرو-  و أبو الجهم بن حذيفة و جبير بن مطعم-  و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام- .

قال الزبير و عبد الله هو الذي صلى بالناس بالبصرة-  لما ظهر طلحة و الزبير على عثمان بن حنيف بأمر منهما له-  قال و أعطت عائشة-  من بشرها بأن عبد الله لم يقتل يوم الجمل-  عشرة آلاف درهم- . قلت الذي يغلب على ظني أن ذلك كان يوم إفريقية-  لأنها يوم الجمل كانت في شغل بنفسها عن عبد الله و غيره- . قال الزبير و حدثني علي بن صالح مرفوعا-  أن رسول الله ص كلم في صبية ترعرعوا-  منهم عبد الله بن جعفر و عبد الله بن الزبير-  و عمر بن أبي سلمة-  فقيل يا رسول الله-  لو بايعتهم فتصيبهم بركتك و يكون لهم ذكر-  فأتي بهم فكأنهم تكعكعوا حين جي‏ء بهم إليه-  و اقتحم ابن الزبير فتبسم رسول الله ص و قال إنه ابن أبيه و بايعهم- .

قال و سئل رأس الجالوت-  ما عندكم من الفراسة في الصبيان-  فقال ما عندنا فيهم شي‏ء-  لأنهم يخلقون خلقا من بعد خلق غير أنا نرمقهم-  فإن سمعناه منهم من يقول في لعبه من يكون معي-  رأيناها همة و خب‏ء صدق فيه-  و إن سمعناه يقول مع من أكون كرهناها منه-  قال فكان أول شي‏ء سمع من عبد الله بن الزبير-  أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان-  فمر رجل فصاح عليهم ففروا منه-  و مشى ابن الزبير القهقرى-  ثم قال يا صبيان اجعلوني أميركم و شدوا بنا عليه-  قال و مر به عمر بن الخطاب و هو مع الصبيان-  ففروا و وقف فقال لم لم تفر مع أصحابك-  فقال لم أجرم فأخافك و لم تكن الطريق ضيقة فأوسع عليك- .

و روى الزبير بن بكار-  أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح-  غزا إفريقية في خلافة عثمان-  فقتل عبد الله بن الزبير جرجير أمير جيش الروم-  فقال ابن أبي سرح إني موجه بشيرا إلى أمير المؤمنين بما فتح علينا-  و أنت أولى من هاهنا-  فانطلق إلى أمير المؤمنين فأخبره الخبر-  قال عبد الله فلما قدمت على عثمان-  أخبرته بفتح الله و صنعه و نصره-  و وصفت له أمرنا كيف كان-  فلما فرغت من كلامي قال-  هل تستطيع أن تؤدي هذا إلى الناس-  قلت و ما يمنعني من ذلك-  قال فاخرج إلى الناس فأخبرهم-  قال عبد الله فخرجت حتى جئت المنبر فاستقبلت الناس-  فتلقاني وجه أبي فدخلتني له هيبة عرفها أبي في وجهي-  فقبض قبضة من حصباء و جمع وجهه في وجهي-  و هم أن يحصبني فأحزمت فتكلمت- . فزعموا أن الزبير لما فرغ عبد الله من كلامه قال-  و الله لكأني أسمع كلام أبي بكر الصديق-  من أراد أن يتزوج امرأة-  فلينظر إلى أبيها و أخيها فإنها تأتيه بأحدهما- . قال الزبير-  و يلقب عبد الله بعائذ البيت لاستعاذته به- .

قال و حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال-  إن الذي دعا عبد الله إلى التعوذ بالبيت شي‏ء-  سمعه من أبيه حين سار من مكة إلى البصرة-  فإن الزبير التفت إلى الكعبة-  بعد أن ودع و وجه يريد الركوب-  فأقبل على ابنه عبد الله و قال-  تالله ما رأيت مثلها لطالب رغبة أو خائف رهبة- .

و روى الزبير بن بكار قال-  كان سبب تعوذ ابن الزبير بالكعبة-  أنه كان يمشي بعد عتمة في بعض شوارع المدينة-  إذ لقي عبد الله بن سعد بن أبي سرح متلثما-  لا يبدو منه إلا عيناه-  قال فأخذت بيده و قلت ابن أبي سرح-  كيف كنت بعدي-  و كيف تركت أمير المؤمنين يعني معاوية-  و قد كان ابن أبي سرح عنده بالشام-  فلم يكلمني فقلت ما لك أمات أمير المؤمنين-  فلم يكلمني فتركته و قد أثبت معرفته-  ثم خرجت حتى لقيت الحسين بن علي رضي الله عنه-  فأخبرته خبره و قلت ستأتيك رسل الوليد-  و كان الأمير على المدينة-  الوليد بن عتبة بن‏ أبي سفيان-  فانظر ما أنت صانع-  و اعلم أن رواحلي في الدار معدة-  و الموعد بيني و بينك أن تغفل عنا عيونهم-  ثم فارقته فلم ألبث أن أتاني رسول الوليد-  فجئته فوجدت الحسين عنده-  و وجدت عنده مروان بن الحكم فنعى إلي معاوية-  فاسترجعت فأقبل علي و قال هلم إلى بيعة يزيد-  فقد كتب إلينا يأمرنا أن نأخذها عليك-  فقلت إني قد علمت أن في نفسه علي شيئا-  لتركي بيعته في حياة أبيه-  و إن بايعت له على هذه الحال توهم أني مكره على البيعة-  فلم يقع منه ذلك بحيث أريد و لكن أصبح و يجتمع الناس-  و يكون ذلك علانية إن شاء الله-  فنظر الوليد إلى مروان-  فقال مروان هو الذي قلت لك إن يخرج لم تره-  فأحببت أن ألقي بيني و بين مروان شرا نتشاغل به-  فقلت له و ما أنت و ذاك يا ابن الزرقاء-  فقال لي و قلت له حتى تواثبنا فتناصيت أنا و هو-  و قام الوليد فحجز بيننا فقال مروان أ تحجز بيننا بنفسك و تدع أن تأمر أعوانك-  فقال قد أرى ما تريد و لكن لا أتولى ذلك منه و الله أبدا-  اذهب يا ابن الزبير حيث شئت-  قال فأخذت بيد الحسين و خرجنا من الباب-  حتى صرنا إلى المسجد و أنا أقول-

و لا تحسبني يا مسافر شحمة
تعجلها من جانب القدر جائع‏

فلما دخل المسجد افترق هو و الحسين-  و عمد كل واحد منهما إلى مصلاه يصلي فيه-  و جعلت الرسل تختلف إليهما-  يسمع وقع أقدامهم في الحصباء حتى هدأ عنهما الحس-  ثم انصرفا إلى منازلهما-  فأتى ابن الزبير رواحله فقعد عليها-  و خرج من أدبار داره و وافاه الحسين بن علي-  فخرجا جميعا من ليلتهم و سلكوا طريق الفرع حتى مروا بالجثجاثة-  و بها جعفر بن الزبير قد ازدرعها-  و غمز عليهم بعير من إبلهم فانتهوا إلى جعفر-  فلما رآهم قال مات معاوية فقال عبد الله نعم-  انطلق‏ معنا و أعطنا أحد جمليك-  و كان ينضح على جملين له-  فقال جعفر متمثلا-

إخوتي لا تبعدوا أبدا
و بلى و الله قد بعدوا

فقال عبد الله و تطير منها بفيك التراب-  فخرجوا جميعا حتى قدموا مكة-  قال الزبير فأما الحسين ع-  فإنه خرج من مكة يوم التروية-  يطلب الكوفة و العراق-  و قد كان قال لعبد الله بن الزبير-  قد أتتني بيعة أربعين ألفا-  يحلفون لي بالطلاق و العتاق من أهل العراق –  فقال أ تخرج إلى قوم قتلوا أباك و خذلوا أخاك-  قال و بعض الناس يزعم أن عبد الله بن عباس-  هو الذي قال للحسين ذلك-  قال الزبير و قال هشام بن عروة-  كان أول ما أفصح به عمي عبد الله و هو صغير السيف-  فكان لا يضعه من فيه-  و كان أبوه الزبير إذا سمع منه ذلك يقول-  أما و الله ليكونن لك منه يوم و يوم و أيام- .

فأما خبر مقتل عبد الله بن الزبير-  فنحن نورده من تاريخ أبي جعفر-  محمد بن جرير الطبري رحمه الله-  قال أبو جعفر-  حصر الحجاج عبد الله بن الزبير ثمانية أشهر-  فروى إسحاق بن يحيى عن يوسف بن ماهك قال-  رأيت منجنيق أهل الشام يرمى به-  فرعدت السماء و برقت-  و علا صوت الرعد على صوت المنجنيق-  فأعظم أهل الشام ما سمعوه فأمسكوا أيديهم-  فرفع الحجاج بركة قبائه فغرزها في منطقته-  و رفع حجر المنجنيق فوضعه فيه-  ثم قال ارموا و رمى معهم-  قال ثم أصبحوا فجاءت‏ صاعقة يتبعها أخرى-  فقتلت من أصحاب الحجاج أثنى عشر رجلا-  فأنكر أهل الشام-  فقال الحجاج يا أهل الشام لا تنكروا هذا-  فإني ابن تهامة هذه صواعق تهامة-  هذا الفتح قد حضر فأبشروا-  فإن القوم يصيبهم مثل ما أصابكم-  فصعقت من الغد-  فأصيب من أصحاب ابن الزبير عدة ما أصاب الحجاج-  فقال الحجاج أ لا ترون أنهم يصابون و أنتم على الطاعة-  و هم على خلاف الطاعة-  فلم تزل الحرب بين ابن الزبير و الحجاج-  حتى تفرق عامة أصحاب ابن الزبير عنه-  و خرج عامة أهل مكة إلى الحجاج في الأمان- .

قال و روى إسحاق بن عبيد الله-  عن المنذر بن الجهم الأسلمي قال-  رأيت ابن الزبير و قد خذله من معه خذلانا شديدا-  و جعلوا يخرجون إلى الحجاج-  خرج إليه منهم نحو عشرة آلاف-  و ذكر أنه كان ممن فارقه-  و خرج إلى الحجاج ابناه خبيب و حمزة-  فأخذا من الحجاج لأنفسهما أمانا- .

قال أبو جعفر فروى محمد بن عمر عن ابن أبي الزناد-  عن مخرمة بن سلمان الوالبي قال-  دخل عبد الله بن الزبير على أمه-  حين رأى من الناس ما رأى من خذلانه-  فقال يا أمه خذلني الناس حتى ولدي و أهلي-  و لم يبق معي إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع-  أكثر من صبر ساعة-  و القوم يعطونني ما أردت من الدنيا-  فما رأيك فقالت أنت يا بني أعلم بنفسك-  إن كنت تعلم أنك على حق و إليه تدعو فامض له-  فقد قتل عليه أصحابك-  و لا تمكن من رقبتك يتلعب بك غلمان بني أمية-  و إن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت-  أهلكت نفسك و أهلكت من قتل معك-  و إن قلت قد كنت على حق فلما وهن أصحابي وهنت و ضعفت-  فليس هذا فعل الأحرار و لا أهل‏ الدين-  و كم خلودك في الدنيا-  القتل أحسن فدنا ابن الزبير فقبل رأسها-  و قال هذا و الله رأيي-  الذي قمت به داعيا إلى يومي هذا-  و ما ركنت إلى الدنيا و لا أحببت الحياة فيها-  و لم يدعني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل محارمه-  و لكني أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة مع بصيرتي-  فانظري يا أمه فإني مقتول من يومي هذا-  فلا يشتد حزنك و سلمي لأمر الله-  فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر و لا عملا بفاحشة-  و لم يجر في حكم و لم يغدر في أمان-  و لم يتعمد ظلم مسلم و لا معاهد-  و لم يبلغني ظلم عن عمالي فرضيت به بل أنكرته-  و لم يكن شي‏ء آثر عندي من رضا ربي-

اللهم إني لا أقول هذا تزكية مني لنفسي أنت أعلم بي-  و لكنني أقوله تعزية لأمي لتسلو عني-  فقالت أمه-  إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن تقدمتني-  فلا أخرج من الدنيا حتى أنظر إلى ما يصير أمرك-  فقال جزاك الله يا أمه خيرا-  فلا تدعي الدعاء لي قبل و بعد قالت لا أدعه أبدا-  فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق-  ثم قالت اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل-  و ذلك النحيب و الظمأ في هواجر المدينة و مكة-  و بره بأبيه و بي-  اللهم إني قد سلمته لأمرك فيه و رضيت بما قضيت-  فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين- .

قال أبو جعفر و روى محمد بن عمر-  عن موسى بن يعقوب بن عبد الله عن عمه قال-  دخل ابن الزبير على أمه و عليه الدرع و المغفر-  فوقف فسلم ثم دنا فتناول يدها فقبلها-  فقالت هذا وداع فلا تبعد فقال نعم إني جئت مودعا-  إني لأرى أن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا يمر بي-  و اعلمي يا أمه-  إني إن قتلت فإنما أنا لحم لا يضره ما صنع به-  فقالت صدقت يا بني أتمم على بصيرتك-  و لا تمكن ابن‏ أبي عقيل منك-  و ادن مني أودعك فدنا منها فقبلها و عانقها-  فقالت حيث مست الدرع ما هذا صنيع من يريد ما تريد-  فقال ما لبستها إلا لأشد منك فقالت إنها لا تشد مني-  فنزعها ثم أخرج كميه و شد أسفل قميصه-  و عمد إلى جبة خز تحت القميص-  فأدخل أسفلها في المنطقة-  فقالت أمه شمر ثيابك فشمرها-  ثم انصرف و هو يقول-

إني إذا أعرف يومي أصبر
إذ بعضهم يعرف ثم ينكر

فسمعت العجوز قوله فقالت تصبر و الله-  و لم لا تصبر و أبوك أبو بكر و الزبير-  و أمك صفية بنت عبد المطلب- . قال و روى محمد بن عمر عن ثور بن يزيد-  عن رجل من أهل حمص قال-  شهدته و الله ذلك اليوم و نحن خمسمائة من أهل حمص-  فدخل من باب المسجد لا يدخل منه غيرنا-  و هو يشد علينا و نحن منهزمون و هو يرتجز-

إني إذا أعرف يومي اصبر
و إنما يعرف يوميه الحر
و بعضهم يعرف ثم ينكر

فأقول أنت و الله الحر الشريف-  فلقد رأيته يقف بالأبطح لا يدنو منه أحد-  حتى ظننا أنه لا يقتل- . قال و روى مصعب بن ثابت عن نافع مولى بني أسد قال-  رأيت الأبواب قد شحنت بأهل الشام-  و جعلوا على كل باب قائدا و رجالا و أهل بلد-  فكان لأهل حمص الباب الذي يواجه باب الكعبة-  و لأهل دمشق باب بني شيبة-  و لأهل الأردن باب الصفا-  و لأهل فلسطين باب بني جمح و لأهل قنسرين باب بني سهم-  و كان الحجاج و طارق بن عمرو في ناحية الأبطح إلى المروة-  فمرة يحمل ابن الزبيرفي هذه الناحية-  و لكأنه أسد في أجمة ما يقدم عليه الرجال-  فيعدو في أثر الرجال و هم على الباب حتى يخرجهم-  ثم يصيح إلى عبد الله بن صفوان يا أبا صفوان-  ويل أمه فتحا لو كان له رجال-

ثم يقول

لو كان قرني واحدا كفيته‏

فيقول عبد الله بن صفوان إي و الله و ألفا- . قال أبو جعفر فلما كان يوم الثلاثاء-  صبيحة سبع عشرة من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين-  و قد أخذ الحجاج على ابن الزبير بالأبواب-  بات ابن الزبير تلك الليلة يصلي عامة الليل-  ثم احتبى بحمائل سيفه فأغفى ثم انتبه بالفجر-  فقال أذن يا سعد فأذن عند المقام-  و توضأ ابن الزبير و ركع ركعتي الفجر-  ثم تقدم و أقام المؤذن-  فصلى ابن الزبير بأصحابه فقرأ ن و القلم حرفا حرفا-  ثم سلم ثم قام فحمد الله و أثنى عليه-  ثم قال اكشفوا وجوهكم حتى أنظر-  و عليها المغافر و العمائم فكشفوا وجوههم-  فقال يا آل الزبير لو طبتم لي نفسا عن أنفسكم-  كنا أهل بيت من العرب اصطلمنا لم تصبنا مذلة-  و لم نقر على ضيم-  أما بعد يا آل الزبير فلا يرعكم وقع السيوف-  فإني لم أحضر موطنا قط ارتثثت فيه بين القتلى-  و ما أجد من دواء جراحها أشد مما أجد من ألم وقعها-  صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم-  لا أعلم امرأ كسر سيفه و استبقى نفسه-  فإن الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل-  غضوا أبصاركم عن البارقة-  و ليشغل كل امرئ قرنه-  و لا يلهينكم السؤال عني و لا تقولن أين عبد الله بن الزبير-  ألا من كان سائلا عني فإني في الرعيل الأول-

ثم قال‏

أبى لابن سلمى أنه غير خالد
يلاقي المنايا أي وجه تيمما

فلست بمبتاع الحياة بسبة
و لا مرتق من خشية الموت سلما

ثم قال احملوا على بركة الله- ثم حمل حتى بلغ بهم إلى الحجون- فرمي بحجر فأصاب وجهه فأرعش و دمي وجهه- فلما وجد سخونة الدم تسيل على وجهه و لحيته قال-

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
و لكن على أقدامنا تقطر الدما

قال و تقاووا عليه و صاحت مولاة له مجنونة-  وا أمير المؤمنيناه و قد كان هوى-  و رأته حين هوى فأشارت لهم إليه-  فقتل و إن عليه لثياب خز-  و جاء الخبر إلى الحجاج-  فسجد و سار هو و طارق بن عمرو فوقفا عليه-  فقال طارق ما ولدت النساء أذكر من هذا-  فقال الحجاج أ تمدح من يخالف طاعة أمير المؤمنين-  فقال طارق هو أعذر لنا و لو لا هذا ما كان لنا عذر-  إنا محاصروه و هو في غير خندق و لا حصن و لا منعة-  منذ ثمانية أشهر ينتصف منا-  بل يفضل علينا في كل ما التقينا نحن و هو-  قال فبلغ كلامهما عبد الملك فصوب طارقا- .

قال و بعث الحجاج برأس ابن الزبير-  و رأس عبد بن صفوان-  و رأس عمارة بن عمرو بن حزم إلى المدينة-  فنصبت الثلاثة بها ثم حملت إلى عبد الملك- . و نحن الآن نذكر بقية أخبار عبد الله بن الزبير-  ملتقطة من مواضع متفرقة-  رئي عبد الله بن الزبير في أيام معاوية-  واقفا بباب مية مولاة معاوية-  فقيل له‏يا أبا بكر مثلك يقف بباب هذه-  فقال إذا أعيتكم الأمور من رءوسها فخذوها من أذنابها- .

ذكر معاوية لعبد الله بن الزبير يزيد ابنه-  و أراد منه البيعة له فقال ابن الزبير-  أنا أناديك و لا أناجيك إن أخاك من صدقك-  فانظر قبل أن تقدم و تفكر قبل أن تندم-  فإن النظر قبل التقدم و التفكر قبل التندم-  فضحك معاوية و قال-  تعلمت يا أبا بكر الشجاعة عند الكبر- . كان عبد الله بن الزبير شديد البخل-  كان يطعم جنده تمرا و يأمرهم بالحرب-  فإذا فروا من وقع السيوف لامهم و قال لهم-  أكلتم تمري و عصيتم أمري-

فقال بعضهم

أ لم تر عبد الله و الله غالب
على أمره يبغي الخلافة بالتمر

و كسر بعض جنده خمسة أرماح في صدور أصحاب الحجاج-  و كلما كسر رمحا أعطاه رمحا فشق عليه ذلك-  و قال خمسة أرماح لا يحتمل بيت مال المسلمين هذا- . قال و جاءه أعرابي سائل فرده فقال له-  لقد أحرقت الرمضاء قدمي-  فقال بل عليهما يبردان- . جمع عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية-  و عبد الله بن عباس في سبعة عشر رجلا من بني هاشم-  منهم الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع-  و حصرهم في شعب بمكة يعرف بشعب عارم-  و قال لا تمضي الجمعة حتى تبايعوا إلي-  أو أضرب أعناقكم أو أحرقكم بالنار-  ثم نهض إليهم قبل الجمعة يريد إحراقهم بالنار-  فالتزمه‏ابن مسور بن مخرمة الزهري-  و ناشده الله أن يؤخرهم إلى يوم الجمعة-  فلما كان يوم الجمعة-  دعا محمد بن الحنفية بغسول و ثياب بيض-  فاغتسل و تلبس و تحنط لا يشك في القتل-  و قد بعث المختار بن أبي عبيد من الكوفة-  أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف-  فلما نزلوا ذات عرق تعجل منهم سبعون على رواحلهم-  حتى وافوا مكة صبيحة الجمعة ينادون يا محمد يا محمد-  و قد شهروا السلاح حتى وافوا شعب عارم-  فاستخلصوا محمد بن الحنفية و من كان معه-  و بعث محمد بن الحنفية الحسن بن الحسن ينادي-  من كان يرى أن الله عليه حقا فليشم سيفه-  فلا حاجة لي بأمر الناس إن أعطيتها عفوا قبلتها-  و إن كرهوا لم نبتزهم أمرهم- . و في شعب عارم و حصار ابن الحنفية فيه-

يقول كثير بن عبد الرحمن

و من ير هذا الشيخ بالخيف من منى
من الناس يعلم أنه غير ظالم‏

سمي النبي المصطفى و ابن عمه‏
و حمال أثقال و فكاك غارم‏

تخبر من لاقيت أنك عائذ
بل العائذ المحبوس في سجن عارم‏

و روى المدائني قال-  لما أخرج ابن الزبير عبد الله بن عباس-  من مكة إلى الطائف مر بنعمان فنزل فصلى ركعتين-  ثم رفع يديه يدعو فقال اللهم إنك تعلم-  أنه لم يكن بلد أحب إلي من أن أعبدك فيه من البلد الحرام-  و إنني لا أحب أن تقبض روحي إلا فيه-  و أن ابن الزبير أخرجني منه ليكون الأقوى في سلطانه-  اللهم فأوهن كيده و اجعل دائرة السوء عليه-  فلما دنا من الطائف تلقاه أهلها فقالوا-  مرحبا بابن عم رسول الله ص-  أنت و الله أحب إلينا و أكرم علينا ممن أخرجك-  هذه منازلنا تخيرها فانزل منها حيث أحببت-  فنزل منزلا-  فكان‏ يجلس إليه أهل الطائف بعد الفجر و بعد العصر-  فيتكلم بينهم كان يحمد الله و يذكر النبي ص و الخلفاء بعده-  و يقول ذهبوا فلم يدعوا أمثالهم و لا أشباههم-  و لا من يدانيهم-  و لكن بقي أقوام يطلبون الدنيا بعمل الآخرة-  و يلبسون جلود الضأن تحتها قلوب الذئاب و النمور-  ليظن الناس أنهم من الزاهدين في الدنيا-  يراءون الناس بأعمالهم و يسخطون الله بسرائرهم-  فادعوا الله أن يقضي لهذه الأمة بالخير و الإحسان-  فيولي أمرها خيارها و أبرارها-  و يهلك فجارها و أشرارها-  ارفعوا أيديكم إلى ربكم و سلوه ذلك-  فيفعلون-  فبلغ ذلك ابن الزبير فكتب إليه-  أما بعد فقد بلغني أنك تجلس بالطائف العصرين-  فتفتيهم بالجهل تعيب أهل العقل و العلم-  و إن حلمي عليك و استدامتي فيئك جرأك علي-  فاكفف لا أبا لغيرك من غربك و اربع على ظلعك-  و اعقل إن كان لك معقول و أكرم نفسك-  فإنك إن تهنها تجدها على الناس أعظم هوانا-

أ لم تسمع قول الشاعر-

فنفسك أكرمها فإنك إن تهن
عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما

و إني أقسم بالله لئن لم تنته عما بلغني عنك-  لتجدن جانبي خشنا-  و لتجدنني إلى ما يردعك عني عجلا-  فر رأيك-  فإن أشفى بك شقاؤك على الردى فلا تلم إلا نفسك-  فكتب إليه ابن عباس-  أما بعد فقد بلغني كتابك-  قلت إني أفتي الناس بالجهل-  و إنما يفتي بالجهل من لم يعرف من العلم شيئا-  و قد آتاني الله من العلم ما لم يؤتك-  و ذكرت أن حلمك عني و استدامتك فيئي جرأني عليك-  ثم قلت اكفف من غربك و اربع على‏ ظلعك-  و ضربت لي الأمثال أحاديث الضبع-  متى رأيتني لعرامك هائبا و من حدك ناكلا-  و قلت لئن لم تكفف لتجدن جانبي خشنا-  فلا أبقى الله عليك إن أبقيت-  و لا أرعى عليك إن أرعيت-  فو الله أنتهي عن قول الحق و صفة أهل العدل و الفضل-  و ذم الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا-  و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا و السلام- .

قدم معاوية المدينة راجعا من حجة حجها-  فكثر الناس عليه في حوائجهم-  فقال لصاحب إبله-  قدم إبلك ليلا حتى أرتحل ففعل ذلك-  و سار و لم يعلم بأمره إلا عبد الله بن الزبير-  فإنه ركب فرسه و قفا أثره-  و معاوية نائم في هودجه فجعل يسير إلى جانبه-  فانتبه معاوية و قد سمع وقع حافر الفرس-  فقال من صاحب الفرس قال أنا أبو خبيب-  لو قد قتلتك منذ الليلة يمازحه-  فقال معاوية كلا لست من قتلة الملوك-  إنما يصيد كل طائر قدره-  فقال ابن الزبير إلي تقول هذا-  و قد وقفت في الصف بإزاء علي بن أبي طالب-  و هو من تعلم-  فقال معاوية لا جرم-  أنه قتلك و أباك بيسرى يديه-  و بقيت يده اليمنى فارغة يطلب من يقتله بها-  فقال ابن الزبير أما و الله ما كان ذاك-  إلا في نصر عثمان فلم نجز به-  فقال معاوية خل هذا عنك-  فو الله لو لا شدة بغضك ابن أبي طالب-  لجررت برجل عثمان مع الضبع-  فقال ابن الزبير أ فعلتها يا معاوية-  أما إنا قد أعطيناك عهدا و نحن وافون لك به ما دمت حيا-  و لكن ليعلمن من بعدك-  فقال معاوية أما و الله ما أخافك إلا على نفسك-  و لكأني بك و أنت مشدود مربوط في الأنشوطة-  و أنت تقول ليت أبا عبد الرحمن كان حيا-  و ليتني كنت حيا يومئذ فأحلك حلا رفيقا-  و لبئس المطلق و المعتق و المسنون عليه أنت يومئذ- دخل عبد الله بن الزبير على معاوية-  و عنده عمرو بن العاص فتكلم عمرو-  و أشار إلى ابن الزبير فقال-  هذا و الله يا أمير المؤمنين الذي غرته أناتك-  و أبطره حلمك-  فهو ينزو في نشطته نزو العير في حبالته-  كلما قمصته الغلواء و الشرة-  سكنت الأنشوطة منه النفرة-  و أحر به أن يئول إلى القلة أو الذلة-  فقال ابن الزبير أما و الله يا ابن العاص-  لو لا أن الإيمان ألزمنا بالوفاء و الطاعة للخلفاء-  فنحن لا نريد بذلك بدلا و لا عنه حولا-  لكان لنا و له و لك شأن-  و لو وكله القضاء إلى رأيك و مشورة نظرائك-  لدافعناه بمنكب لا تئوده المزاحمة-  و لقاذفناه بحجر لا تنكؤه المراجمة-  فقال معاوية أما و الله يا ابن الزبير لو لا إيثاري الأناة على العجل-  و الصفح على العقوبة و أني كما قال الأول-

أجامل أقواما حياء و قد أرى
قلوبهم تغلي علي مراضها

إذا لقرنتك إلى سارية من سواري الحرم-  تسكن بها غلواءك و ينقطع عندها طمعك-  و تنقص من أملك-  ما لعلك قد لويته فشزرته و فتلته فأبرمته-  و ايم الله إنك من ذلك لعلى شرف جرف بعيد الهوة-  فكن على نفسك ولها-  فما توبق و لا تنفذ غيرها فشأنك و إياها- .

قطع عبد الله بن الزبير في الخطبة-  ذكر رسول الله ص جمعا كثيرة-  فاستعظم الناس ذلك فقال-  إني لا أرغب عن ذكره-  و لكن له أهيل سوء إذا ذكرته أتلعوا أعناقهم-  فأنا أحب أن أكبتهم- . لما كاشف عبد الله بن الزبير بني هاشم-  و أظهر بغضهم و عابهم و هم بما هم به في‏أمرهم-  و لم يذكر رسول الله ص في خطبة-  لا يوم الجمعة و لا غيرها عاتبه على ذلك قوم من خاصته-  و تشاءموا بذلك منه و خافوا عاقبته-  فقال و الله ما تركت ذلك علانية-  إلا و أنا أقوله سرا و أكثر منه-  لكني رأيت بني هاشم إذا سمعوا ذكره-  اشرأبوا و احمرت ألوانهم و طالت رقابهم-  و الله ما كنت لآتي لهم سرورا و أنا أقدر عليه-  و الله لقد هممت أن أحظر لهم حظيرة-  ثم أضرمها عليهم نارا-  فإني لا أقتل منهم إلا آثما كفارا سحارا-  لا أنماهم الله و لا بارك عليهم-  بيت سوء لا أول لهم و لا آخر-  و الله ما ترك نبي الله فيهم خيرا-  استفرع نبي الله صدقهم فهم أكذب الناس- .

فقام إليه محمد بن سعد بن أبي وقاص فقال-  وفقك الله يا أمير المؤمنين-  أنا أول من أعانك في أمرهم-  فقام عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي فقال-  و الله ما قلت صوابا و لا هممت برشد-  أ رهط رسول الله ص تعيب-  و إياهم تقتل و العرب حولك-  و الله لو قتلت عدتهم أهل بيت من الترك مسلمين-  ما سوغه الله لك-  و الله لو لم ينصرهم الناس منك لنصرهم الله بنصره-  فقال اجلس أبا صفوان فلست بناموس- .

فبلغ الخبر عبد الله بن العباس-  فخرج مغضبا و معه ابنه حتى أتى المسجد-  فقصد قصد المنبر فحمد الله و أثنى عليه-  و صلى على رسول الله ص ثم قال-  أيها الناس إن ابن الزبير-  يزعم أن لا أول لرسول الله ص و لا آخر-  فيا عجبا كل العجب لافترائه و لكذبه-  و الله إن أول من أخذ الإيلاف و حمى عيرات-قريش لهاشم-  و إن أول من سقى بمكة عذبا-  و جعل باب الكعبة ذهبا لعبد المطلب-  و الله لقد نشأت ناشئتنا مع ناشئة قريش-  و إن كنا لقالتهم إذا قالوا و خطباءهم إذا خطبوا-  و ما عد مجد كمجد أولنا و لا كان في قريش مجد لغيرنا-  لأنها في كفر ماحق و دين فاسق-  و ضلة و ضلالة في عشواء عمياء-  حتى اختار الله تعالى لها نورا و بعث لها سراجا-  فانتجبه طيبا من طيبين لا يسبه بمسبة-  و لا يبغي عليه غائلة-  فكان أحدنا و ولدنا و عمنا و ابن عمنا-  ثم إن أسبق السابقين إليه منا و ابن عمنا-  ثم تلاه في السبق أهلنا و لحمتنا واحدا بعد واحد- .

ثم إنا لخير الناس بعده و أكرمهم أدبا-  و أشرفهم حسبا و أقربهم منه رحما- . وا عجبا كل العجب لابن الزبير يعيب بني هاشم-  و إنما شرف هو و أبوه و جده بمصاهرتهم-  أما و الله إنه لمسلوب قريش-  و متى كان العوام بن خويلد يطمع في صفية بنت عبد المطلب قيل للبغل من أبوك يا بغل فقال خالي الفرس-  ثم نزل- . خطب ابن الزبير بمكة على المنبر-  و ابن عباس جالس مع الناس تحت المنبر-  فقال إن هاهنا رجلا قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره-  يزعم أن متعة النساء حلال من الله و رسوله-  و يفتي في القملة و النملة-  و قد احتمل بيت مال البصرة بالأمس-  و ترك المسلمين بها يرتضخون النوى-  و كيف ألومه في ذلك-  و قد قاتل أم المؤمنين و حواري رسول الله ص-  و من وقاه بيده- .

فقال ابن عباس لقائده سعد بن جبير بن هشام-  مولى بني أسد بن خزيمة-  استقبل بي وجه ابن الزبير و ارفع من صدري-  و كان ابن عباس قد كف بصره-  فاستقبل به قائده وجه ابن الزبير-  و أقام قامته فحسر عن ذراعيه-  ثم قال يا ابن الزبير-

قد أنصف القارة من راماها
إنا إذا ما فئة نلقاها

نرد أولاها على أخراها
حتى تصير حرضا دعواها

يا ابن الزبير أما العمى فإن الله تعالى يقول-  فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ-  و أما فتياي في القملة و النملة-  فإن فيها حكمين لا تعلمها أنت و لا أصحابك-  و أما حملي المال فإنه كان مالا جبيناه-  فأعطينا كل ذي حق حقه-  و بقيت بقية هي دون حقنا في كتاب الله فأخذناها بحقنا-  و أما المتعة فسل أمك أسماء إذا نزلت عن بردي عوسجة-  و أما قتالنا أم المؤمنين-  فبنا سميت أم المؤمنين لا بك و لا بأبيك-  فانطلق أبوك و خالك إلى حجاب مده الله عليها-  فهتكاه عنها-  ثم اتخذاها فتنة يقاتلان دونها-  و صانا حلائلهما في بيوتهما-  فما أنصفا الله و لا محمدا من أنفسهما-  أن أبرزا زوجة نبيه و صانا حلائلهما-  و أما قتالنا إياكم فإنا لقينا زحفا-  فإن كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم منا-  و إن كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا-  و ايم الله لو لا مكان صفية فيكم و مكان خديجة فينا-  لما تركت لبني أسد بن عبد العزى عظما إلا كسرته- . فلما عاد ابن الزبير إلى أمه سألها عن بردي عوسجة-  فقالت أ لم أنهك عن ابن عباس و عن بني هاشم-  فإنهم كعم الجواب إذا بدهوا-  فقال بلى و عصيتك- .فقالت يا بني احذر هذا الأعمى-  الذي ما أطاقته الإنس و الجن-  و اعلم أن عنده فضائح قريش و مخازيها بأسرها-  فإياك و إياه آخر الدهر-  فقال أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي-

يا ابن الزبير لقد لاقيت بائقة
من البوائق فالطف لطف محتال‏

لاقيته هاشميا طاب منبته‏
في مغرسيه كريم العم و الخال‏

ما زال يقرع عنك العظم مقتدرا
على الجواب بصوت مسمع عال‏

حتى رأيتك مثل الكلب منجحرا
خلف الغبيط و كنت الباذخ العالي‏

إن ابن عباس المعروف حكمته
خير الأنام له حال من الحال‏

عيرته المتعة المتبوع سنتها
و بالقتال و قد عيرت بالمال‏

لما رماك على رسل بأسهمه
جرت عليك بسيف الحال و البال‏

فاحتز مقولك الأعلى بشفرته‏
حزا وحيا بلا قيل و لا قال‏

و اعلم بأنك إن عاودت غيبته
عادت عليك مخاز ذات أذيال‏

و روى عثمان بن طلحة العبدري قال-  شهدت من ابن عباس رحمه الله مشهدا-  ما سمعته من رجل من قريش-  كان يوضع إلى جانب سرير مروان بن الحكم-  و هو يومئذ أمير المدينة-  سرير آخر أصغر من سريره-  فيجلس عليه عبد الله بن عباس إذا دخل-  و توضع الوسائد فيما سوى ذلك-  فأذن مروان يوما للناس-  و إذا سرير آخر قد أحدث تجاه سرير مروان-  فأقبل ابن عباس فجلس على سريره-  و جاء عبد الله بن الزبير فجلس على السرير المحدث-  و سكت مروان و القوم-  فإذا يد ابن الزبيرتتحرك فعلم أنه يريد أن ينطق-  ثم نطق فقال إن ناسا يزعمون-  أن بيعة أبي بكر كانت غلطا و فلتة و مغالبة-  ألا إن شأن أبي بكر أعظم من أن يقال فيه هذا-  و يزعمون أنه لو لا ما وقع لكان الأمر لهم و فيهم-  و الله ما كان من أصحاب محمد ص أحد أثبت إيمانا-  و لا أعظم سابقة من أبي بكر-  فمن قال غير ذلك فعليه لعنة الله-  فأين هم حين عقد أبو بكر لعمر فلم يكن إلا ما قال-  ثم ألقى عمر حظهم في حظوظ و جدهم في جدود-  فقسمت تلك الحظوظ فأخر الله سهمهم و أدحض جدهم-  و ولي الأمر عليهم من كان أحق به منهم-  فخرجوا عليه خروج اللصوص على التاجر خارجا من القرية-  فأصابوا منه غرة فقتلوه ثم قتلهم الله به قتلة-  و صاروا مطرودين تحت بطون الكواكب- .

فقال ابن عباس-  على رسلك أيها القائل في أبي بكر و عمر و الخلافة-  أما و الله ما نالا و لا نال أحد منهما شيئا-  إلا و صاحبنا خير ممن نالا-  و ما أنكرنا تقدم من تقدم لعيب عبناه عليه-  و لو تقدم صاحبنا لكان أهلا و فوق الأهل-  و لو لا أنك إنما تذكر حظ غيرك-  و شرف امرئ سواك لكلمتك-  و لكن ما أنت و ما لا حظ لك فيه اقتصر على حظك-  و دع تيما لتيم و عديا لعدي و أمية لأمية-  و لو كلمني تيمي أو عدوي أو أموي-  لكلمته و أخبرته خبر حاضر عن حاضر-  لا خبر غائب عن غائب-  و لكن ما أنت و ما ليس عليك-  فإن يكن في أسد بن عبد العزى شي‏ء فهو لك-  أما و الله لنحن أقرب بك عهدا و أبيض عندك يدا-  و أوفر عندك نعمة ممن أمسيت-  تظن أنك تصول به علينا و ما أخلق ثوب صفية بعد-  و الله المستعان على ما تصفون- .

أوصى معاوية يزيد ابنه لما عقد له الخلافة بعده-  فقال إني لا أخاف عليك-  إلا ممن أوصيك بحفظ قرابته و رعاية حق رحمه-  من القلوب إليه مائلة و الأهواء نحوه جانحة-  و الأعين إليه طامحة-  و هو الحسين بن علي-  فاقسم له نصيبا من حلمك-  و اخصصه بقسط وافر من مالك-  و متعه بروح الحياة و أبلغ له كل ما أحب في أيامك-  فأما من عداه فثلاثة-  و هم عبد الله بن عمر رجل قد وقذته العبادة-  فليس يريد الدنيا إلا أن تجيئه طائعة-  لا تراق فيها محجمة دم-  و عبد الرحمن بن أبي بكر رجل هقل-  لا يحمل ثقلا و لا يستطيع نهوضا-  و ليس بذي همة و لا شرف و لا أعوان-  و عبد الله بن الزبير و هو الذئب الماكر-  و الثعلب الخاتر-  فوجه إليه جدك و عزمك و نكيرك و مكرك-  و اصرف إليه سطوتك و لا تثق إليه في حال-  فإنه كالثعلب راغ بالختل عند الإرهاق-  و الليث صال بالجراءة عند الإطلاق-  و أما ما بعد هؤلاء فإني قد وطئت لك الأمم-  و ذللت لك أعناق المنابر-  و كفيتك من قرب منك و من بعد عنك-  فكن للناس كما كان أبوك لهم-  يكونوا لك كما كانوا لأبيك- .

خطب عبد الله بن الزبير أيام يزيد بن معاوية-  فقال في خطبته يزيد القرود يزيد الفهود-  يزيد الخمور يزيد الفجور-  أما و الله لقد بلغني أنه لا يزال مخمورا يخطب الناس-  و هو طافح في سكره-  فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فما أمسى ليلته حتى جهز جيش الحرة-  و هو عشرون ألفا-  و جلس و الشموع بين يديه و عليه ثياب معصفرة-  و الجنود تعرض عليه ليلا-  فلما أصبح خرج فأبصر الجيش و رأى تعبيته فقال-

أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى
و أخذ القوم على وادي القرى‏

عشرين ألفا بين كهل و فتى
أ جمع سكران من القوم ترى‏

أم جمع ليث دونه ليث الشرى‏

لما خرج الحسين ع من مكة إلى العراق-  ضرب عبد الله بن عباس بيده على منكب ابن الزبير و قال-

يا لك من قبرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضي و اصفري‏

و نقري ما شئت أن تنقري‏
هذا الحسين سائر فأبشري‏

خلا الجو و الله لك يا ابن الزبير-  و سار الحسين إلى العراق-  فقال ابن الزبير يا ابن عباس-  و الله ما ترون هذا الأمر إلا لكم-  و لا ترون إلا أنكم أحق به من جميع الناس-  فقال ابن عباس إنما يرى من كان في شك-  و نحن من ذلك على يقين-  و لكن أخبرني عن نفسك بما ذا تروم هذا الأمر-  قال بشرفي قال و بما ذا شرفت إن كان لك شرف-  فإنما هو بنا فنحن أشرف منك لأن شرفك منا-  و علت أصواتهما فقال غلام من آل الزبير-  دعنا منك يا ابن عباس-  فو الله لا تحبوننا يا بني هاشم و لا نحبكم أبدا-  فلطمه عبد الله بن الزبير بيده-  و قال أ تتكلم و أنا حاضر-  فقال ابن عباس لم ضربت الغلام-  و الله أحق بالضرب منه من مزق و مرق-  قال و من هو قال أنت- . قال و اعترض بينهما رجال من قريش فأسكتوهما- .دخل عبد الله بن الزبير على معاوية فقال-  اسمع أبياتا قلتها عاتبتك فيها-

قال هات فأنشده-

لعمري ما أدري و إني لأوجل
على أينا تعدو المنية أول‏

و إني أخوك الدائم العهد لم أزل‏
إن أعياك خصم أو نبا بك منزل‏

أحارب من حاربت من ذي عداوة
و أحبس يوما إن حبست فأعقل‏

و إن سؤتني يوما صفحت إلى غد
ليعقب يوم منك آخر مقبل‏

ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني
يمينك فانظر أي كف تبدل‏

إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته‏
على طرف الهجران إن كان يعقل‏

و يركب حد السيف من أن تضيمه
إذا لم يكن عن شفرة السيف معدل‏

و كنت إذا ما صاحب مل صحبتي‏
و بدل شرا بالذي كنت أفعل‏

قلبت له ظهر المجن و لم أقم
على الضيم إلا ريثما أتحول‏

و في الناس إن رثت حبالك واصل‏
و في الأرض عن دار القلى متحول‏

إذا انصرفت نفسي عن الشي‏ء لم تكد
إليه بوجه آخر الدهر تقبل‏

فقال معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا خبيب-  و بينما هما في ذلك دخل معن بن أوس المزني-  فقال له معاوية إيه هل أحدثت بعدنا شيئا قال نعم-  قال قل فأنشد هذه الأبيات-  فعجب معاوية و قال لابن الزبير-  أ لم تنشدها لنفسك آنفا-  فقال أنا سويت المعاني و هو ألف الألفاظ و نظمها-  و هو بعد ظئري فما قال من شي‏ء فهو لي-  و كان ابن الزبير مسترضعا في مزينة-  فقال معاوية و كذبا يا أبا خبيب-  فقام عبد الله فخرج- .

و قال الشعبي فقد رأيت عجبا بفناء الكعبة-  أنا و عبد الله بن الزبير و عبد الملك بن مروان-  و مصعب بن الزبير-  فقام القوم بعد ما فرغوا من حديثهم-  فقالوا ليقم كل واحد منكم فليأخذ بالركن اليماني-  ثم يسأل الله تعالى حاجته-  فقام عبد الله بن الزبير فالتزم الركن و قال-  اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم-  أسألك بحرمة وجهك و حرمة عرشك و حرمة بيتك هذا-  ألا تخرجني من الدنيا حتى ألي الحجاز-  و يسلم علي بالخلافة و جاء فجلس- . فقام أخوه مصعب فالتزم الركن و قال-  اللهم رب كل شي‏ء و إليك مصير كل شي‏ء-  أسألك بقدرتك على كل شي‏ء ألا تميتني حتى ألي العراق-  و أتزوج سكينة بنت الحسين بن علي-  ثم جاء فجلس- .

فقام عبد الملك فالتزم الركن و قال-  اللهم رب السموات السبع و الأرض ذات النبت و القفر-  أسألك بما سألك به المطيعون لأمرك-  و أسألك بحق وجهك و بحقك على جميع خلقك-  ألا تميتني حتى ألي شرق الأرض و غربها-  لا ينازعني أحد إلا ظهرت عليه-  ثم جاء فجلس- . فقام عبد الله بن عمر فأخذ بالركن و قال-  يا رحمان يا رحيم أسألك برحمتك التي سبقت غضبك-  و بقدرتك على جميع خلقك-  ألا تميتني حتى توجب لي الرحمة- . قال الشعبي فو الله ما خرجت من الدنيا-  حتى بلغ كل من الثلاثة ما سأل-  و أخلق بعبد الله بن عمر أن تجاب دعوته-  و أن يكون من أهل الرحمة- .

قال الحجاج في خطبته يوم دخل الكوفة-  هذا أدب ابن نهية أما و الله لأؤدبنكم غير هذا الأدب- . قال ابن ماكولا في كتاب الإكمال-  يعني مصعب بن الزبير و عبد الله أخاه-  و هي نهية بنت سعيد بن سهم بن هصيص-  و هي أم ولد أسد بن عبد العزى بن قصي-  و هذا من المواضع الغامضة- . و روى الزبير بن بكار في كتاب أنساب قريش قال-  قدم وفد من العراق على عبد الله بن الزبير-  فأتوه في المسجد الحرام فسلموا عليه-  فسألهم عن مصعب أخيه و عن سيرته فيهم-  فأثنوا عليه و قالوا خيرا-  و ذلك في يوم جمعة فصلى عبد الله بالناس الجمعة-  ثم صعد المنبر فحمد الله ثم تمثل-

قد جربوني ثم جربوني
من غلوتين و من المئين‏

حتى إذا شابوا و شيبوني‏
خلوا عناني ثم سيبوني

أيها الناس إني قد سألت هذا الوفد من أهل العراق-  عن عاملهم مصعب بن الزبير فأحسنوا الثناء عليه-  و ذكروا عنه ما أحب-  ألا إن مصعبا اطبى القلوب حتى لا تعدل به-  و الأهواء حتى لا تحول عنه-  و استمال الألسن بثنائها و القلوب بنصائحها-  و الأنفس بمحبتها و هو المحبوب في خاصته-  المأمون في عامته-  بما أطلق الله به لسانه من الخير-  و بسط به يديه من البذل-  ثم نزل- .

و روى الزبير قال-  لما جاء عبد الله بن الزبير نعي المصعب-  صعد المنبر فقال-الحمد لله الذي له الخلق و الأمر-  يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء-  و يعز من يشاء و يذل من يشاء-  إلا و إنه لم يذلل الله من كان الحق معه و لو كان فردا-  و لم يعزز الله ولي الشيطان و حزبه-  و إن كان الأنام كلهم معه-  إلا و إنه قد أتانا من العراق خبر أحزننا و أفرحنا-  أتانا قتل المصعب رحمه الله-  فأما الذي أحزننا-  فإن لفراق الحميم لذعة يجدها حميمه عند المصيبة-  ثم يرعوي بعدها ذو الرأي إلى جميل الصبر و كرم العزاء-  و أما الذي أفرحنا فإن قتله كان عن شهادة-  و إن الله تعالى جعل ذلك لنا و له ذخيرة-  ألا إن أهل العراق أهل الغدر و النفاق-  أسلموه و باعوه بأقل الثمن-  فإن يقتل المصعب فإنا لله و إنا إليه راجعون-  ما نموت جبحا كما يموت بنو العاص-  ما نموت إلا قتلا قعصا بالرماح-  و موتا تحت ظلال السيوف-  ألا إنما الدنيا عارية من الملك الأعلى-  الذي لا يزول سلطانه و لا يبيد-  فإن تقبل الدنيا علي لا آخذها أخذ الأشر البطر-  و إن تدبر عني لا أبكي عليها بكاء الخرف المهتر-  و إن يهلك المصعب فإن في آل الزبير لخلفا-  ثم نزل- .

و روى الزبير بن بكار قال-  خطب عبد الله بن الزبير بعد أن جاءه مقتل المصعب-  فحمد الله و أثنى عليه ثم قال-  لئن أصبت بمصعب فلقد أصبت بإمامي عثمان-  فعظمت مصيبته ثم أحسن الله و أجمل-  و لئن أصبت بمصعب فلقد أصبت بأبي الزبير-  فعظمت مصيبته فظننت أني لا أجيزها-  ثم أحسن الله و سلم و استمرت مريرتي-  و هل كان مصعب إلا فتى من فتياني-  ثم غلبه البكاء فسالت دموعه و قال-  كان و الله سريا مريا-

ثم قال‏

هم دفعوا الدنيا على حين أعرضت
كراما و سنوا للكرام التأسيا

و روى أبو العباس في الكامل-  أن عروة لما صلب عبد الله-  جاء إلى عبد الملك فوقف ببابه و قال للحاجب-  أعلم أمير المؤمنين أن أبا عبد الله بالباب-  فدخل الحاجب فقال رجل يقول قولا عظيما-  قال و ما هو فتهيب فقال قل-  قال رجل يقول قل لأمير المؤمنين-  أبو عبد الله بالباب-  فقال عبد الملك قل لعروة يدخل فدخل فقال-  تأمر بإنزال جيفة أبي بكر فإن النساء يجزعن-  فأمر بإنزاله-  قال و قد كان كتب الحجاج إلى عبد الملك يقول-  إن خزائن عبد الله عند عروة فمره فليسلمها-  فدفع عبد الملك إلى عروة و ظن أنه يتغير-  فلم يحفل بذلك كأنه ما قرأه-  فكتب عبد الملك إلى الحجاج ألا يعرض لعروة- .

و من الكلام المشهور في بخل عبد الله بن الزبير-  الكلام الذي يحكى أن أعرابيا أتاه يستحمله-  فقال قد نقب خف راحلتي-  فاحملني إني قطعت الهواجر إليك عليها-  فقال له ارقعها بسبت و اخصفها بهلب-  و أنجد بها و سر بها البردين-  فقال إنما أتيتك مستحملا لم آتك مستوصفا-  لعن الله ناقة حملتني إليك-  قال إن و راكبها- .و هذا الأعرابي هو فضالة بن شريك-  فهجاه فقال

أرى الحاجات عند أبي خبيب
نكدن و لا أمية بالبلاد

من الأعياص أو من آل حرب‏
أغر كغرة الفرس الجواد

دخل عبد الله بن الزبير على معاوية فقال-  يا أمير المؤمنين لا تدعن مروان-  يرمي جماهير قريش بمشاقصه و يضرب صفاتهم بمعوله-  أما و الله إنه لو لا مكانك-  لكان أخف على رقابنا من فراشه-  و أقل في أنفسنا من خشاشة-  و ايم الله لئن ملك أعنة خيل تنقاد له-  لتركبن منه طبقا تخافه- . فقال معاوية إن يطلب مروان هذا الأمر-  فقد طمع فيه من هو دونه-  و إن يتركه يتركه لمن فوقه-  و ما أراكم بمنتهين-  حتى يبعث الله عليكم من لا يعطف عليكم بقرابة-  و لا يذكركم عند ملمة-  يسومكم خسفا و يسوقكم عسفا- . فقال ابن الزبير-  إذن و الله يطلق عقال الحرب بكتائب تمور-  كرجل الجراد تتبع غطريفا من قريش-  لم تكن أمه راعية ثلة- . فقال معاوية أنا ابن هند أطلقت عقال الحرب-  فأكلت ذروة السنام و شربت عنفوان المكرع-  و ليس للآكل بعدي إلا الفلذة-  و لا للشارب إلا الرنق- .

فسكت ابن الزبير- . قدم عبد الله بن الزبير على معاوية وافدا-  فرحب به و أدناه حتى أجلسه على سريره-  ثم قال حاجتك أبا خبيب فسأله أشياء-  ثم قال له سل غير ما سألت-  قال نعم المهاجرون و الأنصار ترد عليهم فيئهم-  و تحفظ وصية نبي الله فيهم-  تقبل من محسنهم و تتجاوز عن مسيئهم- . فقال معاوية هيهات هيهات-  لا و الله ما تأمن النعجة الذئب و قد أكل أليتها- . فقال ابن الزبير مهلا يا معاوية-  فإن الشاة لتدر للحالب و إن المدية في يده-  و إن الرجل الأريب ليصانع ولده الذي خرج من صلبه-  و ما تدور الرحى إلا بقطبها-  و لا تصلح القوس إلا بمعجسها- .

فقال يا أبا خبيب-  لقد أجررت الطروقة قبل هباب الفحل هيهات-  و هي لا تصطك لحبائها اصطكاك القروم السوامي-  فقال ابن الزبير العطن بعد العل و العل بعد النهل-  و لا بد للرحاء من الثفال-  ثم نهض ابن الزبير- . فلما كان العشاء أخذت قريش مجالسها-  و خرج معاوية على بني أمية فوجد عمروبن العاص فيهم-  فقال ويحكم يا بني أمية-  أ فيكم من يكفيني ابن الزبير-  فقال عمرو أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين-  قال ما أظنك تفعل-  قال بلى و الله لأربدن وجهه-  و لأخرسن لسانه و لأردنه ألين من خميلة- . فقال دونك فاعرض له إذا دخل-  فدخل ابن الزبير و كان قد بلغه كلام معاوية و عمرو-  فجلس نصب عيني عمرو-  فتحدثوا ساعة ثم قال عمرو-

و إني لنار ما يطاق اصطلاؤها
لدي كلام معضل متفاقم‏

فأطرق ابن الزبير ساعة ينكت في الأرض- ثم رفع رأسه و قال-

و إني لبحر ما يسامى عبابه
متى يلق بحري حر نارك يخمد

فقال عمرو و الله يا ابن الزبير-  إنك ما علمت لمتجلبب جلابيب الفتنة-  متأزر بوصائل التيه-  تتعاطى الذرى الشاهقة و المعالي الباسقة-  و ما أنت من قريش في لباب جوهرها-  و لا مؤنق حسبها- . فقال ابن الزبير أما ما ذكرت من تعاطي الذرى-  فإنه طال بي إليها وسما ما لا يطول بك مثله-  أنف حمي و قلب ذكي و صارم مشرفي-  في تليد فارع و طريف مانع-  إذ قعد بك انتفاخ سحرك و وجيب قلبك-  و أما ما ذكرت من أني لست من قريش في لباب جوهرها-  و مؤنق حسبها-  فقد حضرتني و إياك الأكفاء العالمون بي و بك-  فاجعلهم بيني و بينك- .

فقال القوم قد أنصفك يا عمرو قال قد فعلت- . فقال ابن الزبير أما إذ أمكنني الله منك-  فلأربدن وجهك و لأخرسن لسانك-  و لترجعن في هذه الليلة-  و كان الذي بين منكبيك مشدود إلى عروق أخدعيك-  ثم قال أقسمت عليكم يا معاشر قريش-  أنا أفضل في دين الإسلام أم عمرو-  فقالوا اللهم أنت قال فأبي أفضل أم أبوه-  قالوا أبوك حواري رسول الله ص و ابن عمته-  قال فأمي أفضل أم أمه-  قالوا أمك أسماء بنت أبي بكر الصديق و ذات النطاقين-  قال فعمتي أفضل أم عمته-  قالوا عمتك سلمى ابنة العوام صاحبة رسول الله ص-  أفضل من عمته-  قال فخالتي أفضل أم خالته-  قالوا خالتك عائشة أم المؤمنين-  قال فجدتي أفضل أم جدته-  فقال جدتك صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ص-  قال فجدي أفضل أم جده-  قالوا جدك أبو بكر الخليفة بعد رسول الله ص-  فقال

قضت الغطارف من قريش بيننا
فاصبر لفصل خصامها و قضائها

و إذا جريت فلا تجار مبرزا
بذ الجياد على احتفال جرائها

أما و الله يا ابن العاص-  لو أن الذي أمرك بهذا واجهني بمثله-  لقصرت إليه من سامي بصره-  و لتركته يتلجلج لسانه و تضطرم النار في جوفه-  و لقد استعان منك بغير واف و لجأ إلى غير كاف-  ثم قام فخرج- . و ذكر المسعودي في كتاب مروج الذهب-  أن الحجاج لما حاصر ابن الزبير لم يزل يزحف-  حتى ملك الجبل المعروف بأبي قبيس-  و قد كان بيد ابن الزبير-  فكتب‏ بذلك إلى عبد الملك-  فلما قرأ كتابه كبر و كبر من كان في داره-  حتى اتصل التكبير بأهل السوق فكبروا-  و سأل الناس ما الخبر-  فقيل لهم إن الحجاج حاصر ابن الزبير بمكة-  و ظفر بأبي قبيس-  فقال الناس لا نرضى حتى يحمل أبو خبيب إلينا-  مكبلا على رأسه برنس راكب جمل-  يطاف به في الأسواق تراه العيون- .

و ذكر المسعودي أن عمة عبد الملك-  كانت تحت عروة بن الزبير-  و أن عبد الملك كتب إلى الحجاج يأمره بالكف عن عروة-  و ذلك قبل أن يقتل عبد الله-  و ألا يسوءه إذا ظفر بأخيه في ماله و لا في نفسه-  قال فلما اشتد الحصار على عبد الله-  خرج عروة إلى الحجاج فأخذ لعبد الله أمانا و رجع إليه-  فقال هذا عمرو بن عثمان-  و خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد-  و هما فتيا بني أمية يعطيانك أمان عبد الملك-  ابن عمهما على ما أحدثت أنت و من معك-  و أن تنزل أي البلاد شئت و لك بذلك عهد الله و ميثاقه-  فأبى عبد الله قبول ذلك-  و نهته أمه و قالت لا تموتن إلا كريما-  فقال لها إني أخاف إن قتلت أن أصلب أو يمثل بي-  فقالت إن الشاة بعد الذبح لا تحس بالسلخ- .

و روى المسعودي-  أن عبد الله بن الزبير بعد موت يزيد بن معاوية-  طلب من يؤمره على الكوفة-  و قد كان أهلها أحبوا أن يليهم غير بني أمية-  فقال له المختار بن أبي عبيد-  اطلب رجلا له رفق و علم بما يأتي و تدبر قوله إياها-  يستخرج لك منها جندا تغلب به أهل الشام-  فقال أنت لها فبعثه إلى الكوفة-  فأتاها و أخرج ابن مطيع منها-  و ابتنى لنفسه دارا و أنفق عليها مالا جليلا-  و سأل عبد الله بن الزبير-  أن يحتسب له به من مال العراق فلم يفعل-  فخلعه و جحد بيعته و دعا إلى الطالبيين- .

قال المسعودي-  و أظهر عبد الله بن الزبير الزهد في الدنيا-  و ملازمة العبادة مع الحرص على الخلافة و شبر بطنه-  فقال إنما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك الشبر-  و ظهر عنه شح عظيم على سائر الناس-  ففي ذلك يقول أبو حمزة مولى آل الزبير-

إن الموالي أمست و هي عاتبة
على الخليفة تشكوا الجوع و الحربا

ما ذا علينا و ما ذا كان يرزؤنا
أي الملوك على ما حولنا غلبا

و قال فيه أيضا

لو كان بطنك شبرا قد شبعت و قد
أفضلت فضلا كثيرا للمساكين‏

ما زلت في سورة الأعراف تدرسها
حتى فؤادي مثل الخز في اللين‏

و قال فيه شاعر أيضا- لما كانت الحرب بينه و بين الحصين بن نمير- قبل أن يموت يزيد بن معاوية-

فيا راكبا إما عرضت فبلغن
كبير بني العوام إن قيل من تعني‏

تخبر من لاقيت أنك عائذ
و تكثر قتلى بين زمزم و الركن‏

و قال الضحاك بن فيروز الديلمي-

تخبرنا أن سوف تكفيك قبضة
و بطنك شبر أو أقل من الشبر

و أنت إذا ما نلت شيئا قضمته‏
كما قضمت نار الغضا حطب السدر

فلو كنت تجزي أو تثيب بنعمة
قريبا لردتك العطوف على عمرو

قال هو عمرو بن الزبير أخوه-  ضربه عبد الله حتى مات و كان مباينا له- .كان يزيد بن معاوية-  قد ولى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان المدينة-  فسرح الوليد منها جيشا إلى مكة-  لحرب عبد الله بن الزبير عليه عمرو بن الزبير-  فلما تصاف القوم انهزم رجال عمرو و أسلموه-  فظفر به عبد الله فأقامه للناس بباب المسجد مجردا-  و لم يزل يضربه بالسياط حتى مات- .

و قد رأيت في غير كتاب المسعودي-  أن عبد الله وجد عمرا عند بعض زوجاته-  و له في ذلك خبر لا أحب أن أذكره- . قال المسعودي ثم إن عبد الله بن الزبير-  حبس الحسن بن محمد بن الحنفية في حبس مظلم و أراد قتله-  فأعمل الحيلة حتى تخلص من السجن-  و تعسف الطريق على الجبال حتى أتى منى-  و بها أبوه محمد بن الحنفية- . ثم إن عبد الله جمع بني هاشم كلهم في سجن عارم-  و أراد أن يحرقهم بالنار-  و جعل في فم الشعب حطبا كثيرا-  فأرسل المختار أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف-  فقال أبو عبد الله لأصحابه ويحكم-  إن بلغ ابن الزبير الخبر-  عجل على بني هاشم فأتى عليهم-  فانتدب هو نفسه في ثمانمائة فارس جريدة-  فما شعر بهم ابن الزبير إلا و الرايات تخفق بمكة-  فقصد قصد الشعب فأخرج الهاشميين منه-  و نادى بشعار محمد بن الحنفية و سماه المهدي-  و هرب ابن الزبير فلاذ بأستار الكعبة-  فنهاهم محمد بن الحنفية عن طلبه‏ و عن الحرب-  و قال لا أريد الخلافة إلا إن طلبني الناس كلهم-  و اتفقوا علي كلهم و لا حاجة لي في الحرب- .

قال المسعودي-  و كان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله-  في حصر بني هاشم في الشعب-  و جمعه الحطب ليحرقهم-  و يقول إنما أراد بذلك ألا تنتشر الكلمة-  و لا يختلف المسلمون و أن يدخلوا في الطاعة-  فتكون الكلمة واحدة-  كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخروا عن بيعة أبي بكر-  فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار- . قال المسعودي-  و خطب ابن الزبير يوم قدم أبو عبد الله الجدلي-  قبل قدومه بساعتين-  فقال إن هذا الغلام محمد بن الحنفية قد أبى بيعتي-  و الموعد بيني و بينه أن تغرب الشمس-  ثم أضرم عليه مكانه نارا-  فجاء إنسان إلى محمد فأخبره بذلك-  فقال سيمنعه مني حجاب قوي-  فجعل ذلك الرجل ينظر إلى الشمس-  و يرقب غيبوبتها لينظر ما يصنع ابن الزبير-  فلما كادت تغرب-  حاست خيل أبي عبد الله الجدلي ديار مكة-  و جعلت تمعج بين الصفا و المروة-  و جاء أبو عبد الله الجدلي بنفسه-  فوقف على فم الشعب-  و استخرج محمدا و نادى بشعاره-  و استأذنه في قتل ابن الزبير فكره ذلك و لم يأذن فيه-  و خرج من مكة فأقام بشعب رضوى حتى مات- .

و روى المسعودي عن سعيد بن جبير-  أن ابن عباس دخل على ابن الزبير فقال له ابن الزبير-  إلام تؤنبني و تعنفني-قال ابن عباس إني سمعت رسول الله ص يقول بئس المرء المسلم يشبع و يجوع جاره-  و أنت ذلك الرجل فقال ابن الزبير-  و الله إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت-  منذ أربعين سنة-  و تشاجرا فخرج ابن عباس من مكة-  خوفا على نفسه فأقام بالطائف حتى مات- .

و روى أبو الفرج الأصفهاني قال-  أتى فضالة بن شريك الوالبي-  ثم الأسدي من بني أسد بن خزيمة-  عبد الله بن الزبير فقال-  نفدت نفقتي و نقبت ناقتي-  فقال أحضرنيها فأحضرها-  فقال أقبل بها أدبر بها ففعل-  فقال ارقعها بسبت و اخصفها بهلب-  و أنجد بها يبرد خفها-  و سر البردين تصح-  فقال فضالة إني أتيتك مستحملا-  و لم آتك مستوصفا-  فلعن الله ناقة حملتني إليك-  فقال إن و راكبها فقال فضالة-

أقول لغلمة شدوا ركابي
أجاوز بطن مكة في سواد

فما لي حين أقطع ذات عرق‏
إلى ابن الكاهلية من معاد

سيبعد بيننا نص المطايا
و تعليق الأداوي و المزاد

و كل معبد قد أعلمته‏
مناسمهن طلاع النجاد

أرى الحاجات عند أبي خبيب
نكدن و لا أمية بالبلاد

من الأعياص أو من آل حرب‏
أغر كغرة الفرس الجواد

قال ابن الكاهلية هو عبد الله بن الزبير-  و الكاهلية هذه هي أم خويلد بن أسد بن عبد العزى-  و اسمها زهرة بنت عمرو-  بن خنثر بن روينة بن هلال-  من بني كاهل بن أسد بن خزيمة-  قال فقال عبد الله بن الزبير لما بلغه الشعر-  علم أنها شر أمهاتي فعيرني بها و هي خير عماته- .

و روى أبو الفرج قال-  كانت صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي-  تحت عبد الله بن عمر بن الخطاب-  فمشى ابن الزبير إليها-  فذكر لها أن خروجه كان غضبا-  لله عز و جل-  و لرسوله ص و للمهاجرين و الأنصار-  من أثرة معاوية و ابنه بالفي‏ء-  و سألها مسألة زوجها عبد الله بن عمر أن يبايعه-  فلما قدمت له عشاءه-  ذكرت له أمر ابن الزبير و عبادته و اجتهاده-  و أثنت عليه و قالت إنه ليدعو إلى طاعة الله عز و جل-  و أكثرت القول في ذلك فقال لها-  ويحك أ ما رأيت البغلات الشهب التي كان يحج معاوية عليها-  و تقدم إلينا من الشام قالت بلى-  قال و الله ما يريد ابن الزبير بعبادته غيرهن

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (461)

ما زال الزبير رجلا منّا اهل البيت حتى نشأ ابنه المشئوم عبد الله.

«زبير همواره مردى از ما اهل بيت بود تا آنكه پسر نافرخنده ‏اش عبد الله به جوانى رسيد.»

اين سخن را ابو عمر بن عبد البر در كتاب الاستيعاب از قول امير المؤمنين عليه السّلام درباره عبد الله بن زبير آورده است با اين تفاوت كه كلمه مشئوم-  نافرخنده-  را نقل نكرده است.

عبد الله بن زبير و بيان بخشى از اخبار تازه او

ما-  ابن ابى الحديد-  اينك آنچه را كه ابن عبد البر در شرح حال عبد الله بن زبير آورده است مى‏ آوريم كه اين مصنف معمولا تلخيص بخشهاى مهم شرح حال هر كس را نقل مى‏ كند. سپس تفصيل احوال او را از آثار ديگر نقل خواهيم كرد.ابو عمر كه خدايش رحمت كناد مى‏ گويد: كنيه عبد الله بن زبير، ابو بكر بوده است.

برخى هم گفته ‏اند ابوبكير، و اين موضوع را ابو احمد حاكم حافظ در كتاب خود كه درباره كنيه ‏هاست گفته است ولى جمهور سيره نويسان و اهل آثار بر اين عقيده ‏اند كه كنيه او ابو بكر است. كنيه ديگرى هم داشته است كه ابو خبيب است به نام پسر بزرگش خبيب، و اين خبيب همان كسى است كه عمر بن عبد العزيز به هنگام فرمانروايى خود بر مدينه از سوى وليد به فرمان وليد او را تازيانه زد و خبيب از ضربه ‏هاى تازيانه كشته شد و عمر بن عبد العزيز بعدها خون بهاى او را پرداخت ابو عمر مى ‏گويد: پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم او را به نام و كنيه جد مادريش نام و كنيه نهاد. مادر عبد الله يعنى اسماء دختر ابو بكر در حالى كه از او حامله بود، از مكه به مدينه هجرت كرد و او را به سال دوّم هجرت و بيستمين ماه هجرت زاييد. و گفته شده است: عبد الله به سال نخست هجرت زاييده شده است و نخستين پسرى است كه پس از هجرت مهاجران به مدينه براى مهاجران متولد شده ‏است.

هشام بن عروة از قول اسماء روايت مى‏ كند كه گفته است من در مكه به عبد الله باردار شدم و هنگامى كه مدت باردارى من نزديك به پايان بود به مدينه آمدم و در منطقه قباء منزل كردم و همان جا او را زاييدم و سپس به حضور پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رفتم و عبد الله را در دامن آن حضرت نهادم. رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خرمايى خواست و آن را جويد و آب آن را از دهان خويش به دهان او ريخت و نخستين چيزى كه به شكم عبد الله وارد شد آب دهان پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بود، آن گاه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم با خرمايى كام او را برداشت و براى او دعا فرمود و فرخندگى خواست، و او نخستين فرزندى بود كه در مدينه براى مهاجران زاييده شد و سخت شاد شدند كه به آنان گفته شده بود يهوديان شما را جادو كرده‏اند و براى شما فرزندى متولد نخواهد شد.

ابو عمر مى ‏گويد: عبد الله بن زبير همراه پدر و خاله خود-  عايشه-  در جنگ جمل شركت كرد، او مردى چالاك، تيزهوش و با نام و ننگ و زبان‏آور و سخنور بود. عبد الله كوسه بود، نه ريش داشت و نه يك تار موى در چهره ‏اش. بسيار نماز مى‏ خواند و بسيار روزه مى ‏گرفت و سخت دلير و نيرومند بود و نژاده و مادران و نياكان مادرى و خاله ‏هايش همگان گرامى بودند، ولى خويهايى داشت كه با آنها شايستگى خلافت نداشت. او مردى بخيل و تنگ سينه و بدخوى و حسود و ستيزه‏گر بود و محمد بن حنفيه را از مكه و مدينه تبعيد كرد و عبد الله بن عباس را هم به طائف تبعيد كرد. على عليه السّلام درباره او فرموده است: همواره زبير در شمار خانواده ما شمرده مى ‏شد تا آن گاه كه پسرش عبد الله رشد و نمو كرد.

گويد: به گفته ابو معشر به سال شصت و چهار و به گفته مدائنى به سال شصت و پنج با او به خلافت بيعت شد، و پيش از آن او را خليفه نمى‏خواندند. بيعت با عبد الله بن زبير پس از مرگ معاوية بن يزيد بن معاويه بود. مردم حجاز و يمن و عراق و خراسان با او بيعت كردند و او با مردم هشت حج گزارد و به روزگار عبد الملك بن مروان روز سه‏شنبه سيزده روز باقى مانده از جمادى الاولى و گفته شده است جمادى الاخر سال هفتاد و سه، در سن هفتاد و دو سالگى كشته شد.

پيكرش پس از كشته شدن در مكه به دار آويخته شد. حجاج از شب اول ذيحجه سال هفتاد و دوم او را محاصره كرد و در آن سال حجاج به امارت حج بر مردم حج گزارد، و در عرفات در حالى كه مغفر و زره بر تن داشت وقوف كرد و آنان در آن حج‏ طواف انجام ندادند. حجاج، عبد الله بن زبير را شش ماه و هفده روز در محاصره داشت تا او را كشت. ابو عمر مى ‏گويد: هشام بن عروه از پدرش روايت مى‏ كند كه مى‏ گفته است: ده روز پيش از كشته شدن عبد الله بن زبير، عبد الله پيش مادرش اسماء كه بيمار بود رفت و گفت: مادر جان چگونه‏اى گفت: خود را بيمار مى ‏بينم. عبد الله گفت: همانا در مرگ راحت است. مادر گفت: شايد تو آرزوى آن را براى من دارى ولى من دوست نمى‏دارم بميرم مگر اينكه شاهد يكى از دو حال براى تو باشم، يا كشته شوى و تو را در راه خدا حساب كنم يا بر دشمنت پيروز شوى و چشم من روشن شود.

عروه مى‏گويد: عبد الله برگشت به من نگريست و خنديد. روز كشته شدن عبد الله بن زبير، مادرش در مسجد پيش او آمد و گفت: پسركم مبادا از بيم كشته شدن امانى از ايشان بپذيرى كه در آن بيم زبونى باشد كه به خدا سوگند ضربت شمشير خوردن در عزت بهتر است از تازيانه خوردن در خوارى. گويد: عبد الله برون آمد و براى او تخته درى كنار كعبه نصب كرده بودند كه زير آن توقف مى ‏كرد، مردى از قريش پيش او آمد و گفت: آيا در خانه كعبه را براى تو بگشايم كه داخل كعبه شوى گفت: به خدا سوگند كه اگر شما را زير پرده‏هاى كعبه پيدا كنند، همه‏تان را خواهند كشت مگر حرمت خانه كعبه غير از حرمت حرم است، و سپس اين بيت را خواند: من خريدار زندگانى به ننگ و دشنام نيستم و از بيم مرگ بر نردبان بالا نمى ‏روم.

در همين حال گروهى از سپاهيان حجاج بر او سخت حمله آوردند، پرسيد: آنان كيستند گفتند: مصريان‏اند. عبد الله بن زبير به ياران خود گفت: نيام شمشيرهاى خود را بشكنيد و همراه من حمله كنيد كه من در صف اوّل هستم، آنان چنان كردند، ابن زبير بر مصريان حمله كرد و آنان بر او حمله كردند. ابن زبير با دو شمشير-  كه در دو دست داشت-  ضربه مى‏زد، به مردى رسيد و چنان ضربتى به او زد كه دستش را قطع كرد و به هزيمت رفتند و شروع به ضربه زدن به ايشان كرد تا آنها را از در مسجد بيرون راند، مرد سياهى از آن ميان او را دشنام مى‏داد، ابن زبير به او گفت: اى پسر حام بايست و بر او حمله كرد و او را كشت.

در اين هنگام مردم حمص از در بنى شيبة هجوم آوردند، پرسيد: اينان كيستند گفتند: مردم حمص‏اند، بر آنان حمله برد و چندان با شمشير خود بر آنان ضربت زد كه از مسجد بيرونشان كرد و برگشت و اين شعر را مى‏خواند: «اگر هماوردم يكى بود، او را نابود مى‏كنم و در حالى كه سرش را مى‏برم به وادى مرگ در مى‏آورمش.» آن گاه مردم اردن از در ديگرى بر او حمله آوردند، پرسيد: اينان كيستند گفتند: مردم اردن هستند، شروع به ضربه زدن به آنان كرد و آنان را از مسجد بيرون راند و اين بيت را مى‏خواند: مرا چنين هجومى كه چون سيل است و گرد و خاك آن تا شام فرو نمى‏نشيند در خاطر نيست.

در اين هنگام سنگى از ناحيه صفا رسيد و ميان چشمان او خورد و سرش را زخم كرد و اين بيت را مى‏خواند: «زخمهاى ما بر پاشنه‏ هاى ما خون نمى ‏ريزد بلكه بر پشت پايمان خون فرو مى‏ چكد.» و به اين بيت تمثل جسته بود، دو تن از بردگانش به حمايت از او پرداختند و يكى از ايشان چنين رجز مى‏ خواند: «برده از خدايگان خود حمايت مى‏كند و پرهيز مى ‏دارد.» دشمنان بر او گرد آمدند و پيوسته بر او ضربت مى ‏زدند و او هم مى ‏زد و سرانجام او و آن دو برده را با هم كشتند، و چون كشته شد شاميان تكبير گفتند، و عبد الله بن عمر گفته است: تكبير گويندگان روز تولد عبد الله بن زبير بهتر از تكبير گويندگان روز كشته شدن او هستند.

ابو عمر مى‏ گويد: يعلى بن حرمله گفته است، سه روز پس از كشته شدن عبد الله بن زبير وارد مكه شدم. پيكر عبد الله بردار كشيده بود. مادرش اسماء كه پيرزنى فرتوت و بلند قامت و كور بود، و عصاكش داشت، آمد و به حجاج گفت: وقت آن نرسيده است كه اين سوار فرود آيد حجاج بدو گفت: همين منافق را مى‏ گويى اسماء گفت: به خدا سوگند منافق نبود، بلكه بسيار روزه گيرنده و نمازگزارنده و نيكوكار بود. حجاج گفت: برگرد كه تو پيرزنى و كودن شده‏ اى. اسماء گفت: نه به خدا سوگند خرف نشده ‏ام و خود از رسول خدا شنيدم مى‏ فرمود: «از ميان ثقيف يك دروغگو و يك هلاك كننده بيرون خواهد آمد.» دروغگو را ديديم-  و منظور اسماء مختار بود-  و هلاك كننده تويى.

ابو عمر مى‏گويد: سعيد بن عامر خراز، از ابن ابى مليكه نقل مى‏ كند كه مى ‏گفته است: من به كسى كه براى اسماء مژده آورده بود كه جسد پسرش عبد الله را از دار پايين‏ آورده ‏اند اجازه ورود دادم. اسماء ديگى آب و پارچه سپيد يمنى خواست و به من دستور داد پيكر عبد الله را غسل دهم، هر عضو از اعضاى او را كه مى‏ گرفتيم، جدا مى‏ شد و به دست ما مى‏ آمد، ناچار هر عضوى را مى‏ شستيم و در كفن مى‏ نهاديم و سپس عضو ديگر را مى ‏شستيم و در كفن مى ‏نهاديم تا از غسل فارغ شديم. اسماء برخاست و خود بر آن نماز گزارد، پيش از آن همواره مى ‏گفت: خدايا مرا مميران تا چشم مرا به جثه عبد الله روشن فرمايى، و چون پيكر عبد الله را به خاك سپردند، هنوز جمعه بعد نرسيده بود كه اسماء درگذشت.

ابو عمر مى‏گويد: عروة بن زبير پيش عبد الملك رفته و از او تقاضا كرده بود اجازه فرود آوردن جسد عبد الله را بدهد، عبد الملك پذيرفت و جسد از دار پايين آورده شد.

ابو عمر مى‏ گويد: على بن مجاهد گفته است همراه ابن زبير دويست و چهل مرد كشته شدند و خون برخى از آنان درون كعبه ريخته بود.

ابو عمر مى گويد: عيسى، از ابو القاسم، از مالك بن انس روايت مى‏ كند كه مى ‏گفته است ابن زبير از مروان بهتر و براى حكومت از او و پدرش شايسته ‏تر بود. و گويد: على بن مدائنى، از سفيان بن عيينه نقل مى‏كند كه عامر پسر عبد الله بن زبير تا يكسال پس از مرگ پدرش فقط براى پدرش دعا مى‏كرد و از خداوند براى خود چيزى مسألت نمى‏ فرمود.

ابو عمر گويد: اسماعيل بن عليّه، از ابو سفيان بن علاء، از ابن ابى عتيق روايت مى‏كند كه مى‏گفته است، عايشه گفته بوده است: هرگاه عبد الله بن عمر از اين جا گذشت او را نشانم دهيد، و چون ابن عمر از آن جا گذشت، گفتند كه اين عبد الله بن عمر است.

عايشه گفت: اى ابا عبد الرحمان چه چيزى تو را منع كرد كه مرا از اين مسير كه رفتم-  جنگ جمل-  نهى كنى گفت: من ديدم مردى بر تو چيره شده است و تو هم مخالفتى به او نمى‏كنى-  مقصودش عبد الله بن زبير بود- . عايشه گفت: ولى اگر تو مرا از آن كار نهى كرده بودى، بيرون نمى‏رفتم.

اما زبير بن بكار در كتاب انساب قريش فصلى مفصل درباره اخبار و احوال عبد الله آورده است كه ما آن را خلاصه مى‏كنيم و چكيده آن را مى‏آوريم. زبير بن بكار در بيان فضايل و ستايش عبد الله بن زبير بيش از اندازه سخن گفته است و البته در اين باره عذرش پذيرفته است و نبايد مرد را براى دوست داشتن خويشاوندش سرزنش كرد و چون زبير بن بكار يكى از فرزندزادگان عبد الله بن زبير است از ديگران سزاوارتر به مدح و ستايش اوست. زبير بن بكار گويد: مادر عبد الله بن زبير، اسماء ذات النطاقين دختر ابو بكر صديق است و از اين سبب به ذات النطاقين معروف شده است كه هنگام آماده شدن و حركت پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم براى هجرت به مدينه كه ابو بكر هم همراه آن حضرت بود براى سفره آنان بند و ريسمانى نبود كه آن را ببندند، اسماء برگردان دامن خويش را دريد و سفره را با آن بست. پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به او فرمود: خداوند متعال به عوض اين دامن، در بهشت دو دامن به تو ارزانى مى‏فرمايد و از آن هنگام به ذات النطاقين موسوم شد.

محمد بن ضحاك از قول پدرش روايت مى‏ كند كه مردم شام هنگامى كه در مكه با عبد الله بن زبير جنگ مى ‏كردند، فرياد مى‏ كشيدند كه اى پسر ذات النطاقين و اين را به خيال خود عيبى مى‏ پنداشتند. گويد: عمويم مصعب بن عبد الله نقل مى‏كرد كه عبد الله بن زبير مى ‏گفته است: مادرم در حالى كه من در شكم او بودم هجرت كرد و هر خستگى و رنج و گرسنگى كه به او رسيد به من هم رسيد.

گويد: عايشه گفت، اى رسول خدا آيا كنيه ‏اى براى من تعيين نمى‏فرمايى فرمود: به نام خواهرزاده‏ات عبد الله كنيه براى خود انتخاب كن و كنيه عايشه ام عبد الله بود.

گويد: هند بن قاسم، از عامر بن عبد الله بن زبير، از پدرش نقل مى‏ كند كه مى‏ گفته است، پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خون گرفت و ظرف خون را به من داد و فرمود: برو آن را جايى زير خاك پنهان كن كه كسى آن را نبيند. من رفتم و آن را آشاميدم و چون برگشتم پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلم پرسيد چه كردى گفتم: آن را جايى قرار دادم كه گمان مى‏ كنم پوشيده‏ ترين جا از مردم باشد. فرمود: شايد آن را نوشيده‏اى گفتم آرى زبير بن بكار مى‏گويد: گروه بسيار و برون از شمارى از ياران ما نقل كرده ‏اند كه عبد الله بن زبير هفت روز پياپى روزه مستحبى مى ‏گرفت و چنان بود كه از روز جمعه شروع به روزه گرفتن مى‏ كرد و تا جمعه بعد روزه نمى ‏گشاد و گاه در مدينه شروع به روزه گرفتن مى‏ كرد و در مكه روزه مى‏ گشود، و گاه در مكه شروع به روزه گرفتن مى‏ كرد و در مدينه افطار مى‏ كرد.

گويد: يعقوب بن محمد بن عيسى با اسنادى كه به عروة بن زبير مى‏رساند از قول‏ او نقل مى‏ كند كه مى‏ گفته است در نظر عايشه پس از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ابو بكر هيچ كس محبوبتر از عبد الله بن زبير نبود.

گويد: مصعب بن عثمان براى من نقل كرد كه عايشه و حكيم بن حزام و عبد الله بن عامر بن كريز و اسود بن ابى البخترى و شيبة بن عثمان و اسود بن عوف، عبد الله بن زبير را وصىّ خود قرار دادند. زبير بن بكار مى ‏گويد: عبد الله نخستين كسى است كه پرده كعبه را ديبا قرار داد و هر چند گاه چنان آن را عطرآگين مى ‏ساخت كه هر كس وارد حرم مى‏شد بوى آن را استشمام مى ‏كرد و پيش از آن پرده كعبه گليم هاى مويين يا چرم بود. گويد: هنگامى كه مهدى پسر منصور عباسى پرده كعبه را برداشت از جمله قطعه ‏هايى كه از آن كندند قطعه و پرده‏اى ديبا بود كه بر آن نوشته بود «براى عبد الله ابو بكر امير المؤمنين»-  يعنى ابن زبير.

گويد: يحيى بن معين با اسنادى كه به هشام بن عروه مى‏رساند نقل مى‏كرد كه مى‏گفته است: در جنگ جمل عبد الله بن زبير را كه ميان كشته‏شدگان افتاده بود برگرفتند در حالى كه چهل و اند زخم نيزه و شمشير بر بدنش بود.

گويد: عبد الله بن زبير از جمله آن چند تنى بود كه عثمان بن عفان به آنان دستور داده بود قرآن را در مصاحف بنويسند. محمد بن حسن، از نوفل بن عماره نقل مى‏كند كه مى‏گفته است: از سعيد بن مسيب درباره خطيبان قريش در دوره جاهلى پرسيدند، گفت: اسود بن مطلب بن اسد سهيل بن عمرو. درباره سخنوران مسلمانان پرسيدند، گفت: معاويه و پسرش و سعيد بن عاص و پدرش و عبد الله بن زبير.

گويد: ابراهيم بن منذر، از عثمان بن طلحه نقل مى‏كرد كه در سه مورد با عبد الله بن زبير ستيز نمى‏شد، شجاعت و بلاغت و عبادت. و گويد: عبد الله بن زبير يك سوم مال خود را در حال زندگانى خويش تقسيم كرد و پدرش زبير هم نسبت به ثلث مال خويش وصيت كرد. ابن زبير يكى از پنج تنى است كه ابو موسى اشعرى و عمرو عاص به اتفاق نظر آنان را براى مشورت به هنگام صدور رأى فراخواندند، آن پنج تن، عبد الله بن زبير و عبد الله بن عمرو، و ابو الجهم بن حذيفة و جبير بن مطعم و عبد الرحمان بن حارث بن هشام بودند.

زبير بن بكار مى‏ گويد: در جنگ جمل هنگامى كه طلحه و زبير بر عثمان بن حنيف پيروز شدند به فرمان آن دو عبد الله بن زبير با مردم نماز مى‏ گزارد. گويد عايشه به كسى كه در جنگ جمل براى او مژده آورد كه عبد الله بن زبير كشته نشده است، ده هزاردرهم مژدگانى داد.

مى‏ گويم-  ابن ابى الحديد-  آنچه بر گمان من غلبه دارد اين است كه موضوع اين مژدگانى در جنگ افريقيه بوده است كه در جنگ جمل عايشه گرفتار خود و از عبد الله بن زبير غافل بوده است.

زبير بن بكّار مى‏ گويد: على بن صالح به طريق مرفوع براى من نقل كرد كه با پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درباره نوجوانانى كه به حد بلوغ رسيده بودند مذاكره شد، عبد الله بن جعفر و عبد الله بن زبير و عمر بن ابى سلمه مخزومى از آن نوجوانان بودند و به پيامبر گفته شد اگر با آنان بيعت فرمايى بركتى از وجود شما به آنان مى‏رسد و مايه شهرت و شرف ايشان خواهد بود. چون آنان را براى بيعت كردن آوردند، گويى سست و كند شده بودند، ناگاه ابن زبير خود را جلو انداخت، پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لبخند زد و فرمود: آرى كه او پسر پدرش است و با آنان بيعت فرمود.

گويد: از راس الجالوت پرسيده شد: دلايل شناخت زيركى و آينده كودكان در نظر شما چيست گفت: چيزى در اين مورد نداريم كه آنان از پى يكديگر آفريده مى‏شوند جز اينكه مواظب آنان هستيم اگر از يكى از آنان بشنويم كه ضمن بازى خود مى ‏گويد: چه كسى با من خواهد بود، اين سخن را نشانه همت و راستى نهفته در او مى‏ دانيم و اگر بشنويم كه مى‏گويد: من همراه چه كسى بايد باشم آن را خوش نمى‏داريم.

و نخستين سخنى كه از عبد الله بن زبير شنيده شد اين بود كه روزى با كودكان بازى مى‏كرد، مردى عبور كرد و بر سرشان فرياد كشيد، كودكان گريختند، ابن زبير يك دو گام به عقب رفت و بانگ برداشت كه بچه ‏ها مرا امير خود قرار دهيد و همگى بر او حمله بريم. و گويد: در حالى كه عبد الله بن زبير همراه كودكان بود، عمر بن خطاب گذشت، كودكان همه گريختند و او ايستاد. عمر گفت: چرا تو نگريختى گفت: گناهى نكرده‏ام كه از تو بترسم. راه هم تنگ نبود كه براى تو آن را گشاده سازم.

زبير بن بكار روايت مى‏كند كه عبد الله بن سعد بن ابى سرح به روزگار خلافت عثمان به جنگ افريقيه رفت، در آن جنگ عبد الله بن زبير، جرجير فرمانده لشكر روم را كشت. ابن ابى سرح به او گفت: مى‏ خواهم مژده‏رسانى پيش امير مؤمنان فرستم تا مژده اين فتح را دهد و تو شايسته ‏ترين كسى، پيش امير مؤمنان-  عثمان-  برو و اين خبر را به او بده. عبد الله بن زبير گويد: چون پيش عثمان رفتم و خبر فتح و نصرت و لطف خدا را گفتم و براى او شرح دادم كه كار ما چگونه بود، همين كه سخنم تمام شد، گفت: آيامى‏توانى اين سخن را به مردم ابلاغ كنى گفتم: آرى و چه چيز مرا از آن باز مى‏ دارد.

گفت: پس برو و به مردم خبر بده. عبد الله مى‏گويد: همين كه كنار منبر رفتم و رو به روى مردم ايستادم، چهره پدرم رو به روى من قرار گرفت و هيبتى از او در دلم پديد آمد كه پدرم نشان آن را در چهره ‏ام ديد. مشتى سنگ ريزه برداشت و چشم بر چهره‏ ام دوخت و مى‏خواست سنگ‏ريزه به من بزند، من كمر خويش را استوار بستم و سخن گفتم.

آورده‏ اند كه پس از پايان سخنان عبد الله، زبير گفت: به خدا سوگند گويى سخن ابو بكر را مى‏ شنيدم، هر كس مى‏ خواهد با زنى ازدواج كند به پدر و برادر آن زن بنگرد كه آن زن فرزندى نظير آنان براى او خواهد آورد.

زبير بن بكار مى‏ گويد: و چون عبد الله بن زبير به كعبه پناه برد به عائذ البيت ملقب شد. گويد: عمويم مصعب بن عبد الله براى من نقل كرد كه آنچه سبب پناهندگى عبد الله بن زبير به كعبه شد اين بود كه چون پدرش زبير از مكه آهنگ بصره داشت، پس از اينكه بدرود كرد و مى‏ خواست سوار شود، نخست به كعبه نگريست و سپس به پسرش عبد الله رو كرد و گفت: به خدا سوگند براى كسى كه خواهان رسيدن به آرزويى است يا از چيزى بيمناك است، چيزى نظير كعبه نديده ‏ام. اما خبر كشته شدن عبد الله بن زبير را ما از تاريخ ابو جعفر محمد بن جرير طبرى كه خدايش رحمت كناد مى‏آوريم.

ابو جعفر مى‏ گويد: حجاج، عبد الله بن زبير را هشت ماه محاصره كرد. اسحاق بن يحيى از يوسف بن ماهك روايت مى‏ كند كه مى ‏گفته است خودم منجنيق مردم شام را ديدم كه چون با آن سنگ انداختند آسمان رعد و برق زد و صداى رعد بر صداى منجنيق پيشى گرفت. مردم شام آن را بزرگ پنداشتند و از سنگ انداختن دست نگه داشتند. حجاج دامن قباى خود را جمع كرد و به كمر بند خويش زد و سنگ منجنيق را برداشت و در آن نهاد و گفت بيندازيد و خودش هم همراه آنان سنگ مى ‏انداخت.

گويد: صبح كردند در حالى كه صاعقه پياپى فرود مى‏ آمد و دوازده تن از ياران حجاج را كشت، و مردم شام آن را كارى زشت دانستند. حجاج گفت: اى ‏مردم شام از اين كار شگفت مكنيد و آن را بزرگ مشماريد كه من فرزند تهامه ‏ام و اينها صاعقه ‏هاى تهامه است، بر شما مژده باد كه پيروزى نزديك شده است و بر سر آنان هم همين مصيبت مى‏رسد.

فرداى آن روز صاعقه ادامه داشت و از ياران ابن زبير هم به شمار ياران حجاج صاعقه زده شدند. حجاج گفت: آيا نمى‏ بينيد كه آنان هم همان‏گونه كشته مى‏ شوند و حال آنكه شما بر طاعت هستيد و ايشان بر نافرمانى، جنگ همچنان ميان حجاج و عبد الله بن زبير ادامه داشت تا آنكه عموم ياران او متفرق شدند و عموم مردم مكه با گرفتن امان به حجاج پيوستند.

طبرى گويد: اسحاق بن عبيد الله از منذر بن جهم اسلمى روايت مى‏كند كه گفته است ابن زبير را ديدم كه كسانى كه همراهش بودند، سخت از يارى دادنش خوددارى و شروع به پيوستن به حجاج كردند. حدود ده هزار تن از آنان به حجاج پيوستند و گفته شده است: منذر بن جهم اسلمى هم از كسانى بود كه از او جدا شد. دو پسر عبد الله بن زبير خبيب و حمزه هم پيش حجاج رفتند و از او براى خود امان گرفتند.

طبرى مى‏گويد: محمد بن عمر، از ابن ابى الزناد، از مخرمة بن سلمان والبى نقل مى‏كند كه مى‏ گفته است: عبد الله بن زبير همين كه خوددارى مردم را از يارى دادن خود بدين گونه ديد، پيش مادر خود رفت و گفت: مادر جان مردم مرا خوار و زبون ساختند، حتى پسران و خويشاوندانم رفته ‏اند، و جز شمارى اندك كه بيش از يك ساعت نمى ‏توانند دفاع كنند همراه من باقى نمانده اند، و آن قوم آنچه از دنيا كه بخواهم به من مى‏ دهند، عقيده تو چيست گفت: پسركم، تو به خود از من داناترى، اگر مى ‏دانى كارى كه كردى حق است و بر آنچه فرا مى‏خوانى حق است، به كار خود ادامه بده كه به هر حال ياران تو بر همان عقيده كشته شده‏اند و سر به فرمان آنان فرو مياور كه غلامان بنى اميه تو را بازيچه قرار دهند، و اگر دنيا را اراده كرده‏اى چه بد بنده‏اى تو هستى كه خويشتن و آنان را كه همراه تو كشته شده‏اند به هلاكت انداخته ‏اى، و اگر مى‏ گويى من بر حق هستم ولى چون يارانم سستى كردند، سست و ناتوان شدم كه اين كار، كار آزادگان و دين‏داران نيست و بقاى تو در دنيا چه اندازه است، كشته شدن نكوتر است.

ابن زبير نزديك رفت و سر مادرش را بوسيد و گفت: به خدا سوگند از هنگامى كه قيام كرده ‏ام تا امروز عقيده من همين است و به دنيا نگرويدم و زندگى در آن را دوست نمى‏ دارم و چيزى مرا وادار به قيام نكرد مگر خشم گرفتن براى خدا كه مى‏بينم حرام خدا را حلال مى‏ شمرند، ولى دوست داشتم عقيده تو را بدانم كه بينشى بر بينش من افزودى، اينك اى مادر بدان كه من امروز كشته مى‏ شوم، اندوه تو سخت مباد و تسليم فرمان خدا شو كه پسرت هرگز كار ناپسند و عملى نكوهيده انجام نداده است و در هيچ حكمى ستم روا نداشته و در هيچ امانى مكر نورزيده و به هيچ مسلمان و اهل ذمه‏اى ظلم نكرده است. و هيچ ظالمى را از كارگزارانم كه از آن آگاه شده‏ام نه تنها نپسنديده‏ام كه آن را زشت شمرده‏ام، و هيچ چيز در نظرم برتر و گزينه‏تر از رضاى پروردگارم نبوده است. بار خدايا اين سخنان را براى تزكيه خويش نمى ‏گويم تو به من داناترى و من اين سخنان را مى ‏گويم تا مادرم آرام گيرد.

مادرش گفت: از خداوند اميد دارم كه سوگ من در مورد تو پسنديده باشد اگر از من به مرگ پيشى گرفتى و آرزومندم از دنيا نروم تا ببينم سرانجام تو چه مى‏شود. عبد الله گفت: اى مادر خدايت پاداش نيكو دهاد و به هر حال پيش از مرگ من و پس از آن دعا را براى من رها مكن.

گفت: هرگز رها نمى‏كنم، وانگهى هر كس بر باطل كشته شده باشد تو بر حق كشته مى‏شوى. اسماء سپس گفت: پروردگارا بر آن شب‏زنده ‏داريها و نمازگزاردن در شبهاى بلند و بر آن تشنگى و ناله در نيمروزهاى سوزان مدينه و مكه و بر نيكوكارى او نسبت به پدر و مادرش رحمت آور، خدايا من او را تسليم فرمان تو درباره او كردم و به آنچه تقدير فرموده‏اى خشنودم، پروردگارا در مورد عبد الله به من پاداش شكيبايان سپاسگزار را ارزانى فرماى.

ابو جعفر طبرى مى‏گويد: محمد بن عمر، از موسى بن يعقوب بن عبد الله، از عمويش نقل مى‏كند كه مى‏گفته است: ابن زبير در حالى كه زره و مغفر پوشيده بود پيش مادرش رفت، سلام كرد و دست مادر را گرفت و بوسيد و مادرش گفت: هرگز از رحمت خدا دور نباشى ولى اين بدرود است، گفت: آرى براى بدرود آمده ‏ام كه امروز را آخر روز دنيا مى ‏بينم كه بر من مى‏ گذرد، و مادر جان بدان كه چون من كشته شوم، من گوشتى خواهم بود كه هر چه با آن كنند آن را زيان نمى‏رساند.

گفت: پسركم راست مى‏گويى همچنين بينش خود را باش و ابن ابى عقيل را بر خود مسلط مگردان اينك پيش من بيا تا تو را بدرود كنم. عبد الله جلو رفت و مادر را در آغوش كشيد و بوسيد. اسماء همين كه دستش زره عبد الله را لمس كرد گفت: اين كار، كار كسى كه قصدى چون تو دارد-  از دنيا بريده است-  نيست. گفت: فقط براى آن پوشيده‏ام كه تو را آسوده خاطر دارم.

گفت: زره مايه قرص شدن دل من نيست. عبد الله زره را از تن كند آن گاه آستينهاى خود را بالا زد و پايين پيراهن خود را استوار بست و دامن جبه خزى را كه زير پيراهن بر تن داشت زير كمربند خويش جا داد. مادرش گفت: دامن جامه‏ات را جمع كن و بر كمر زن،كه چنان كرد، او برگشت و اين شعر را مى‏ خواند: «من چون روز خويش را بشناسم شكيبايى مى ‏كنم كه بعضى مى‏ شناسند و سپس منكر آن مى ‏شوند.» پيرزن سخن او را شنيد و گفت: آرى به خدا سوگند بايد صبورى كنى و چرا صبورى نكنى كه نياكان تو ابو بكر و زبيراند و مادر بزرگت صفيه دختر عبد المطلب است.

گويد: و محمد بن عمر، از قول ثور بن يزيد، از قول مردى از اهل حمص نقل مى‏كند كه مى‏گفته است: در آن روز كه او را ديدم در حالى كه ما پانصد تن از مردم حمص بوديم و از درى كه مخصوص ما بود و كسى غير از ما از آن وارد نمى‏شد، وارد شديم و او به ما حمله كرد و ما منهزم شديم و او اين رجز را مى‏ خواند: «من هرگاه روز-  بخت-  خود را بشناسم شكيبايى مى‏ كنم و آزاده روزهاى خود را مى‏ شناسد و حال آنكه برخى آن را مى ‏شناسند و سپس منكر مى‏ شوند.» و من مى ‏گفتم: آرى به خدا سوگند كه تو آزاده شريفى، و خود او را ديدم كه در ابطح به تنهايى ايستاده بود و كسى به او نزديك نمى‏شد آن چنان كه گمان برديم كشته نخواهد شد.

گويد: مصعب بن ثابت، از نافع آزاد كرده بنى اسد نقل مى‏ كند كه مى‏ گفته است: من همه درهاى مسجد را ديدم كه از مردم شام آكنده بود، آنان كنار هر در سرهنگى و پيادگانى از مردم يك شهر را جا داده بودند. درى كه مقابل در كعبه قرار دارد و ويژه مردم حمص بود و در بنى شيبه از مردم دمشق و در صفا از مردم اردن و در بنى جمح از مردم فلسطين و در بنى سهم از مردم قنسّرين بود، حجاج و طارق بن عمرو ميان ابطح و مروه بودند.

ابن زبير يك باز از اين سو و بار ديگر از آن سو حمله مى‏كرد گويى شيرى در بيشه بود كه مردان جرأت نزديك شدن به او را نداشتند و او از پى ايشان مى ‏دويد و آنان را از در مسجد بيرون مى‏ راند و فرياد مى‏ كشيد و عبد الله بن صفوان را مخاطب قرار مى‏ داد و مى‏ گفت: اى ابا صفوان اگر مردانى مى‏داشت چه فتح و پيروزى مى‏ شد، و اين رجز را مى ‏خواند: «اگر هماوردم يكى بود از عهده‏اش برمى‏ آمدم.» و عبد الله بن صفوان مى‏ گفت: آرى به خدا سوگند و اگر هزار مى‏ بود.

ابو جعفر طبرى مى‏گويد: سحرگاه سه شنبه هفدهم جمادى الاولى سال هفتاد و سه هجرى حجاج همه درها را بر ابن زبير گرفته بود. آن شب ابن زبير بيشتر شب را نماز گزارده بود و سپس به شمشير خود تكيه داده و چرتى زده بود، هنگام سپيده ‏دم بيدار شد و گفت: سعد اذان بگو. سعد كنار مقام ابراهيم اذان گفت. ابن زبير وضو ساخت و دو ركعت نافله صبح را خواند و سپس جلو آمد و ايستاد و موذن اقامه گفت و ابن زبير نماز صبح را با ياران خود گزارد و سوره «ن و القلم» را كلمه به كلمه خواند و سلام داد و آن گاه برخاست و سپاس و ستايش خدا را بر زبان آورد و گفت: چهره‏هاى خود را بگشاييد كه بنگرم و آنان عمامه و مغفر بر سر و چهره داشتند، روهاى خود را گشودند.

ابن زبير گفت: اى خاندان زبير، اگر از سر رضا و محبت با من همدلى كرده‏ايد ما خاندانى از عرب بوديم كه گرفتار شديم اما ذلت نديديم و بر زبونى اقرار نياورديم، اما بعد، اى خاندان زبير برخورد شمشيرها شما را بر بيم نيفكند كه من هرگز در جنگى شركت نكرده‏ام كه در آن از ميان كشتگان زخمى برنخاسته باشم مگر آنكه زحمت مداواى زخمها را سخت‏تر از خود زخم شمشير خوردن ديده ‏ام. شمشيرهاى خود را همان‏گونه حفظ كنيد كه چهره‏ هاى خويش را حفظ مى‏ كنيد، كسى را نمى‏ شناسم كه شمشيرش شكسته باشد و جان خود را حفظ كرده باشد. وانگهى مرد هرگاه سلاح خود را از دست دهد همچون زن بى‏ دفاع خواهد بود. از برق شمشيرها چشم بپوشيد و هر كس به هماورد خود بپردازد و پرسش درباره من شما را از كار باز ندارد و مگوييد عبد الله كجاست، همانا هر كس از من مى ‏پرسد بداند كه من در صف مقدم هستم و اين شعر را خواند: «… من كسى نيستم كه خريدار زندگى در قبال يك دشنام باشم و يا از بيم مرگ بر نردبانى بالا روم.» و سپس گفت: در پناه بركت خدا حمله كنيد و خود حمله كرد و دشمنان را تا حجون عقب راند، در اين هنگام سنگى بر چهره‏اش خورد كه لرزيد و خون بر چهره ‏اش جارى شد. همين كه گرمى خون را بر چهره و ريش خود احساس كرد اين بيت را خواند.

«زخمهاى ما بر پاشنه ‏هايمان خون نمى ‏ريزد ولى بر پشت پايمان خون مى ‏ريزد.» و بر او هجوم آوردند. كنيزك ديوانه ‏اى داشت كه فرياد كشيد: اى واى بر امير مؤمنانم، عبد الله بن زبير بر زمين افتاد و هنگامى كه افتاد همان كنيزك او را ديد و با اشاره او را به ايشان نشان داد. عبد الله بن زبير به هنگامى كه كشته شد جامه خز بر تن داشت، و چون خبر به حجاج رسيد، نخست سجده كرد و همراه طارق بن عمرو رفت و بر سر او ايستاد.

طارق گفت: زنان مردتر از اين نزاده ‏اند. حجاج گفت: آيا كسى را كه با امير المؤمنين مخالف بود ستايش مى ‏كنى گفت: آرى، از همين روى معذوريم و اگر چنان نمى‏ بود براى ما عذرى باقى نمى‏ ماند كه هشت ماه او را بدون اينكه خندق و حصار و حفاظى داشته باشد محاصره كرديم و هر بار كه با او جنگ كرديم نه تنها داد خود را از ما ستاند كه بر ما برترى هم داشت، و چون گفتگوى آن دو به اطلاع عبد الملك رسيد، سخن طارق را تأييد كرد.

گويد: حجاج سرهاى ابن زبير و عبد الله بن صفوان و عمارة بن عمرو بن حزم را به مدينه فرستاد تا سه روز آنجا به نيزه نصب كنند و سپس پيش عبد الملك ببرند.

ما-  ابن ابى الحديد-  اينك بقيه اخبار عبد الله بن زبير را از كتابهاى ديگر نقل مى‏ كنيم. به روزگار حكومت معاويه، عبد الله بن زبير را ديدند كه بر در خانه ميّة كنيزك معاويه ايستاده است، او را گفتند: اى ابا بكر آيا كسى مثل تو بر در خانه اين زن مى‏ ايستد گفت: هرگاه نتوانستيد سر چيزى را به دست آوريد، دم آن را بگيريد.

معاويه پيش عبد الله بن زبير از پسر خود يزيد نام برد و از او خواست با يزيد بيعت كند. ابن زبير گفت: من با صداى بلند با تو سخن مى‏ گويم و آهسته و درگوشى نمى‏ گويم و برادر راستين تو كسى است كه به تو راست بگويد، پيش از آنكه گام پيش نهى بنگر و پيش از آنكه پشيمان شوى بينديش كه نگريستن پيش از گام برداشتن است و انديشيدن پيش از پشيمانى خوردن. معاويه خنديد و گفت: اى ابا بكر شجاعت را در پيرى مى ‏آموزى عبد الله بن زبير به شدت بخيل بود، به سپاهيان خود فقط خرما مى ‏خوراند و به ايشان فرمان جنگ مى‏ داد و چون از ضربات شمشير مى ‏گريختند، آنان را سرزنش مى‏كرد و مى‏گفت: خرماى مرا مى‏خوريد و از فرمان من سرپيچى مى‏كنيد. در اين باره يكى از شاعران چنين سروده است: «با آنكه خداوند به فرمان خود چيره است آيا عبد الله را مى ‏بينى كه با خرما در جستجوى خلافت است.» و يكى از سپاهيان او پنج نيزه را در سينه سپاهيان حجاج شكست و هر بار كه نيزه‏ اش مى‏ شكست، عبد الله بن زبير نيزه‏ اى به او مى ‏داد، بار پنجم بر عبد الله گران آمد و گفت: پنج نيزه نه بيت المال مسلمانان چنين چيزى را تحمل نمى‏ كند.

گدايى از اعراب باديه نشين پيش او آمد، عبد الله چيزى به او نداد. گدا گفت: ريگهاى سوزان پاهايم را سوزانده است. گفت: بر آنها ادرار كن تا خنك شود عبد الله بن زبير، محمد بن حنفيه و عبد الله بن عباس را همراه هفده تن از بنى هاشم كه حسن بن حسن بن على عليه السّلام هم از ايشان بود در يكى از دره‏هاى مكه كه معروف به دره عارم بود جمع و محاصره كرد و گفت: هنوز جمعه نگذشته بايد با من بيعت كنيد و گرنه گردنهايتان را خواهم زد يا شما را در آتش خواهم افكند. پيش از رسيدن جمعه آهنگ سوزاندن آنان را كرد، پسر مسور بن مخرمة زهرى خود را به او رساند و به خدا سوگندش داد كه تا روز جمعه ايشان را مهلت دهد. چون جمعه فرا رسيد، محمد بن حنفيه آب و جامه سپيد خواست، نخست غسل كرد و سپس جامه سپيد-  كفن-  پوشيد و بر خود حنوط زد و هيچ شكى در كشته شدن نداشت.

قضا را مختار بن ابى عبيد، ابا عبد الله بجلى را همراه چهار هزار سپاهى-  براى يارى ايشان-  گسيل داشته بود و چون آنان به ذات عرق فرود آمدند، هفتاد تن از ايشان با مركوبهاى خود شتابان جلو افتادند و بامداد جمعه به مكه رسيدند و در حالى كه شمشيرهاى خود را كشيده بودند بانگ برآوردند يا محمد يا محمد و خود را كنار دره عارم رساندند و محمد بن حنفيه و همراهانش را نجات دادند. محمد بن حنفيه، حسن بن حسن را مأمور كرد ندا دهد هر كس خدا را بر خود داراى حق مى‏ بيند، شمشيرش را در نيام كند كه مرا نيازى به حكومت بر مردم نيست اگر با آشتى و سلامت حكومت به من داده شود مى ‏پذيرم و اگر ناخوش بدارند هرگز با زور حكومت بر ايشان را به چنگ نمى ‏آورم.

در مورد دره عارم و محاصره كردن ابن حنفيه در آن، كثير بن عبد الرحمان چنين سروده است: هر كس از مردم اين پيرمرد را در مسجد خيف مى‏بيند مى‏داند كه او ستمگر نيست، او همنام پيامبر مصطفى و پسر عموى اوست، گرفتاريهاى سنگين مردم را بر دوش مى‏كشد و باز كننده گره وامداران است، تو هر كس را كه مى‏بينى مى‏گويى پناه برنده به خانه خدايى و حال آنكه پناه برنده راستى همان است كه در زندان عارم زندانى است.

مدائنى مى ‏گويد: چون عبد الله بن زبير، ابن عباس را از مكه به طائف تبعيد كرد، او در ناحيه نعمان فرود آمد و دو ركعت نماز گزارد و سپس دستهاى خود را برافراشت و بدين گونه دعا كرد: پروردگارا تو مى‏دانى هيچ سرزمينى كه تو را در آن پرستش كنم براى من خوشتر از مكه نيست و دوست نمى‏دارم كه جز در آن مرا قبض روح فرمايى، پروردگارا ابن زبير مرا از آن شهر بيرون كرد تا در حكومت خويش قويتر شود، خدايا مكر او را سست كن و گردش بد زمانه را براى او قرار بده، و چون نزديك طائف رسيد، مردمش به ديدار او آمدند و گفتند: خوشامد باد بر پسر عموى رسول خدا، به خدا سوگند كه تو در نظر ما محبوب‏تر و گرامى‏تر از آن كسى هستى كه تو را بيرون كرده است، اين خانه‏هاى ما در اختيار توست، هر كجا خوش مى‏دارى فرود آى.

ابن عباس در خانه‏ اى فرود آمد، و مردم طائف پس از نماز صبح و نماز عصر كنار او مى ‏نشستند و او خدا را ستايش مى‏ كرد و از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خلفاى پس از آن حضرت نام مى ‏برد و مى‏گفت: آنان رفتند و كسى نظير يا شبيه يا نزديك به خود باقى نگذاردند، بلكه اقوامى باقى مانده‏اند كه با عمل آخرت دنيا را مى‏ طلبند و در عين حال كه پوست بز مى‏ پوشند، زير آن دلهاى گرگان و پلنگان نهفته است، اين كار را بدان منظور انجام مى ‏دهند كه مردم آنان را از زاهدان دنيا گمان برند، با اعمال ظاهرى خود براى مردم رياكارى مى‏ كنند و با كارها و انديشه‏ هاى نهانى خود خدا را به خشم مى آورند، دعا مى‏ كنم و خدا را فرا مى‏ خوانم كه براى اين امت به خير و نيكى قلم سرنوشت زند و كار حكومتش را به نيكان و برگزيدگان ايشان بسپارد و تبهكاران و بدان اين امت را نابود فرمايد، شما هم دستهاى نياز خود را به پيشگاه پروردگارتان برآريد و همين موضوع را مسألت كنيد و مردم چنان مى ‏كردند.

چون اين خبر به عبد الله بن زبير رسيد، براى ابن عباس چنين نوشت: اما بعد، به من خبر رسيده است كه در طائف پس از نماز عصر براى مردم مى ‏نشينى و با نادانى براى آنان فتوى مى‏دهى و اهل خرد و دانش را عيب مى‏ گيرى، گويا بردبارى من بر تو و ادامه پرداخت حقوق تو، تو را بر من گستاخ ساخته است. كسى جز تو بى ‏پدر باد، تيز گفتارى خود را بس كن و اندازه نگهدار و اگر خردى دارى بينديش و خود خويشتن را گرامى بدار كه اگر خود خويش را زبون دارى، پيش مردم نفس خود را زبون‏تر خواهى يافت، مگر اين شعر شاعر را نشنيده ‏اى كه مى‏ گويد: «نفس خود را خويشتن گرامى دارد كه اگر خود آن را زبون دارى، هرگز روزگار را گرامى دارنده آن نخواهى يافت.» و من به خدا سوگند مى‏ خورم كه اگر از آنچه به من خبر رسيده است، باز نايستى مرا خشن خواهى يافت و در آنچه تو را از من باز دارد شتابان خواهى يافت، اينك درست بينديش كه اگر بدبختى تو دامن گيرت شد و بر لبه نابودى‏ قرارت داد كسى جز خود را سرزنش نكنى.

ابن عباس در پاسخ او نوشت: اما بعد، نامه‏ات به من رسيد، گفته بودى به نادانى فتوى مى‏دهم و حال آنكه كسى به نادانى فتوى مى‏دهد كه چيزى از علم نداند و حال آنكه خداوند آن اندازه از علم به من ارزانى فرموده است كه به تو عنايت نكرده است و يادآور شده بودى كه بردبارى تو و ادامه دادنت در پرداخت حقوق مرا بر تو گستاخ ساخته است و سپس گفته بودى «از تيز گفتارى خود خويشتن‏دارى كن و اندازه نگهدار.» و براى من مثلهايى زده بودى مثلهاى ياوه، تو چه هنگامى مرا از بدخويى و تندى ترسان و از تيزخشمى خود هراسان ديده‏اى. سپس گفته بودى «اگر بس نكنى مرا خشن خواهى يافت.»، خدايت باقى ندارد و رعايت نفرمايد، به خدا سوگند از گفتن سخن حق و توصيف اهل عدل و فضيلت باز نمى‏ايستم و هم از نكوهش آنان كه كارشان از همه زيان بخش تر است «آنان كه كوشش ايشان در زندگى اين جهانى گمراه شد و خود مى‏پندارند كه نيكو رفتار مى‏كنند.» و السلام.

معاويه هنگامى كه از يكى از سفرهاى حج خود به مدينه برگشت، مردم درباره نيازهاى خود با او بسيار سخن گفتند. او به شتردار خود گفت: همين امشب و شبانه شتران را آماده كن تا حركت كنيم، و چنان كرد. معاويه شبانه حركت كرد و كسى جز ابن زبير را از آن كار آگاه نكرد. ابن زبير اسب خود را سوار شد و از پى معاويه حركت كرد. معاويه در كجاوه خويش خواب بود و ابن زبير سوار بر اسب كنارش در حركت بود، معاويه كه صداى سم اسب را شنيده و بيدار شده بود پرسيد: اين سوار بر اسب كيست ابن زبير گفت: منم ابو خبيب، و در حالى كه با معاويه شوخى مى‏كرد، گفت: اگر امشب تو را كشته بودم چه مى‏شد معاويه گفت: هرگز كه تو از كشندگان پادشاهان نيستى، هر پرنده شكارى به قدر و منزلت خود شكار مى‏كند. ابن زبير گفت: با من اين چنين مى‏گويى و حال آنكه در صف جنگ برابر على بن ابى طالب ايستادم و او كسى است كه خود مى‏ دانى معاويه گفت: آرى ناچار تو و پدرت را با دست چپ خود كشت و دست راستش آسوده و در جستجوى كس ديگرى بود كه او را با آن بكشد. ابن زبير گفت: به‏ خدا سوگند آن كار ما جز براى يارى دادن عثمان نبود و در آن كار پاداش داده نشديم.

معاويه گفت: اين سخن را رها كن كه به خدا سوگند اگر شدت دشمنى و كينه تو نسبت به على بن ابى طالب نمى‏ بود، همراه كفتار پاى عثمان را مى‏ كشيدى. ابن زبير گفت: اى معاويه آيا چنين مى‏ كنى به هر حال ما با تو عهد و پيمانى بسته ‏ايم و تا هنگامى كه زنده باشى بر آن وفا مى‏ كنيم ولى آن كس كه پس از تو مى ‏آيد، خواهد دانست. معاويه گفت: به خدا سوگند كه در آن حال هم من فقط بر خود تو بيم دارم گويى هم اكنون تو را مى ‏بينم كه در ريسمانهاى گره خورده استوار بسته ‏اى و مى ‏گويى كاش ابو عبد الرحمان-  معاويه-  زنده مى ‏بود و اى كاش من آن روز زنده باشم كه تو را به نرمى بگشايم و تو در آن هنگام هم چه بد آزاد و رها شده‏اى خواهى بود.

عبد الله بن زبير پيش معاويه رفت عمرو عاص هم پيش او بود، عمرو در حالى كه اشاره به ابن زبير مى ‏كرد، گفت: اى امير المؤمنين به خدا سوگند اين كسى است كه تحمل تو او را مغرور كرده است و بردبارى تو او را سرمست كرده است و همچون گورخرى كه در بند خود مى‏ جهد در سرمستى خويش جهش مى‏ كند و هرگاه كه حرص و جوش او بسيار مى ‏شود بند و ريسمان رميدگى او را آرام مى‏ سازد و او سزاوار و شايسته است كه به زبونى و كاستى درافتد.

ابن زبير گفت: اى پسر عاص به خدا سوگند اگر ايمان و عهد و سوگندها نبود كه ما را در مورد خلفا ملزم به طاعت و وفا كرده است و اينكه ما نمى‏ خواهيم روش خويش را دگرگون سازيم و خواهان عوضى از آن نيستيم، هر آينه براى ما با او و تو كارها بود، و اگر سرنوشت او را به رأى تو و مشورت با افرادى نظير تو واگذارد او را با چنان بازويى دفع خواهيم داد كه چيزى با آن مزاحمت نداشته باشد و بر او سنگى خواهيم زد كه هيچ سنگ انداختنى از عهده ‏اش برنيايد.

معاويه گفت: اى پسر زبير به خدا سوگند اگر اين نبود كه من تحمل را بر شتاب و گذشت را بر عقوبت برگزيده ‏ام و چنانم كه آن شاعر پيشين سروده است: «از آزرم با اقوامى مدارا مى‏كنم كه مى‏بينم ديگ خشم دلهاى ايشان بر من مى‏جوشد.» تو را بر يكى از ستونهاى حرم مى‏بستم تا جوش و خروشت آرام بگيرد و آزمندى تو كنار آن بريده و آرزويت كاسته شود و هر چه را بافته‏اى از هم باز كنى و آنچه را تافته‏اى دوباره بتابى، و به خدا سوگند بر كناره مغاكى ژرف خواهى بود و فقط گرفتار خويشتن و آن خواهى بود و گريزپا نخواهى بود و چيزى جز آن براى تو نباشد و همچنان خود دانى و آن مغاك.

عبد الله بن زبير در بسيارى از نمازهاى جمعه پياپى نام پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را از خطبه انداخت، مردم اين كار را گناهى بزرگ دانستند، گفت: من از نام بردن رسول خدا روى گردان نيستم ولى او را خاندان كوچك و بدى است كه هرگاه از او نام مى ‏برم گردنهاى خود را افراشته مى‏ دارند و من دوست دارم آنان را زبون سازم.

هنگامى كه عبد الله بن زبير با بنى هاشم به ستيز پرداخت و بر آنان عيب گرفت و كينه را با آنان آشكار ساخت و تصميم بر سركوبى ايشان گرفت و در خطبه‏ هاى خود چه در جمعه و چه غير از آن نام پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را نبرد، گروهى از نزديكانش با او عتاب كردند و فال بد زدند و از فرجامش بيمناك شدند. ابن زبير گفت: به خدا سوگند اگر در ظاهر از بردن نام پيامبر خوددارى مى‏ كنم در نهان و درون خود فراوان او را ياد مى‏كنم ولى مى‏بينم هرگاه بنى هاشم نام پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را مى‏ شنوند چهره ‏هايشان از شادى گلگون و گردنهايشان برافراخته مى‏شود و به خدا سوگند نمى ‏خواهم در كارى كه توانايى آن را دارم هيچ شادى‏اى به آنان بدهم، به خدا تصميم گرفته ‏ام سايبانى چوبين فراهم آرم و ايشان را در آن آتش بزنم و من از ايشان جز گنهكار ناسپاس جادوگر را نخواهم كشت، خدا شمار ايشان را فزون نكند و فرخندگى بر آنان ندهد، خاندان بدى هستند كه نه آغازگر و نه فرجام‏گرى دارند. به خدا پيامبر خدا هيچ خيرى ميان ايشان باقى نگذاشته است، فقط پيامبر خدا همه راستى آنان را در ربوده است و ايشان دروغگوترين مردم‏اند.

در اين هنگام محمد بن سعد بن ابى وقاص برخاست و گفت: اى امير المؤمنين خدايت موفق بدارد. من نخستين كسى هستم كه تو را در مورد كار ايشان يارى مى‏دهم. عبد الله بن صفوان بن اميه جمحى برخاست و به ابن زبير گفت: سخن درست نگفتى و آهنگ كار پسنديده نكردى. آيا از خاندان رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عيب مى‏ گيرى و آنان را مى‏ خواهى بكشى، آن هم در حالى كه اعراب برگرد تو هستند، به خدا سوگند اگر بخواهى به شمار ايشان از يك خاندان مسلمان ترك بكشى خداوند آن را براى تو روا نمى‏دارد، وانگهى به خدا سوگند كه اگر مردم آنان را يارى ندهند، خداوند ايشان را با نصرت خود يارى خواهد داد. ابن زبير گفت: اى ابو صفوان بنشين كه تو داناى كار آزموده نيستى.

چون اين خبر به عبد الله بن عباس رسيد، همراه پسر خويش خشمگين بيرون آمد و چون به مسجد رسيد، آهنگ منبر كرد. نخست ستايش خدا را انجام داد و بر پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درود فرستاد و سپس چنين گفت: اى مردم ابن زبير به دروغ چنين مى ‏پندارد كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را اصلى و نسبى و انجام و فرجامى نبوده است، شگفتا تمام شگفتى از اين تهمت بستن و دروغ زدن او، به خدا سوگند نخستين كس كه كوچ و سفر را سنت نهاد و كاروانهاى خواربار قريش را حمايت كرد، هاشم بود و نخستين كس كه در مكه آب شيرين و گوارا به مردم نوشاند و در خانه كعبه را زرين ساخت، عبد المطلب بود، به خدا سوگند آغاز ما با آغاز قريش رشد و نمو كرده است، هرگاه سخن مى ‏گفتند ما سخنگويان ايشان بوديم و چون سخنرانى مى‏ كردند ما سخنرانان ايشان بوديم و هيچ مجدى چون مجد پيشينيان ما نبوده است، وانگهى در قريش اگر مجدى بوده جز به مجد ما نبوده است كه قريش در كفر مطلق و دين فاسد و گمراهى سخت و در كورى و شبكورى بودند تا آنكه خداوند متعال براى آن پرتوى برگزيد و چراغى براى آن برانگيخت و رسول خود را پاكيزه‏اى از ميان پاكيزگان قرار داد، هيچ غائله و دشنامى را بر او نشايد، او يكى از ما و از فرزندان ما و عمو و پسر عموى ماست، وانگهى پيشگام‏ترين پيشگامان به سوى او از ميان ما و پسر عموى ماست و سپس خويشان و نزديكان ما يكى پس از ديگرى در پيشگامى سبقت جستند.

به علاوه ما پس از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بهترين و گرامى‏ترين و نژاده‏ترين و نزديكترين افراد به اوييم. شگفتا تمام شگفتى از ابن زبير كه بر بنى هاشم خرده مى‏گيرد و حال آنكه شرف او و پدر و جدش همگى به سبب پيوند سببى آنان با بنى هاشم، همانا به خدا سوگند كه ابن زبير ديوانه قريش است، و كجا عوام بن خويلد مى‏پنداشت كه مى‏تواند اميد به همسرى صفيه دختر عبد المطلب داشته باشد، به استر گفتند: پدرت كيست گفت: دايى من اسب است، آن گاه از منبر فرود آمد.

ابن زبير در مكه خطبه مى‏خواند و ابن عباس همراه مردم پاى منبر نشسته بود، ابن زبير گفت: اين جا مردى است كه خداوند همان‏گونه كه چشمش را كور كرده است، چشم دلش را هم كور ساخته است، تصور مى‏كند كه متعه زنان به فرمان خدا و رسولش صحيح است و در مورد شپش و مورچه فتوى مى‏دهد، در گذشته بيت المال بصره را با خود برد و مسلمانان را در حالى كه از تنگدستى دانه‏هاى خرما را مى‏شكستند، رها كرد و چگونه او را در اين باره سرزنش كنم كه با ام المؤمنين و حوارى رسول خدا-  زبير-  و كسى كه دست خود را سپر بلاى رسول خدا قرار داد-  طلحه-  جنگ كرده است.

ابن عباس كه در آن هنگام كور شده بود به عصاكش خود سعد بن جبير بن هشام وابسته بنى اسد بن خزيمه گفت: چهره مرا برابر چهره او قرار بده و قامتم را برافراشته دار، كه چنان كرد. ابن عباس آستينهاى خود را بالا زد و نخست خطاب به ابن زبير شعرى را خواند كه مضمون آن چنين است: «بيار آنچه دارى زمردى و زور، بگرد تا بگرديم.»، سپس چنين افزود: اى پسر زبير اما در مورد كورى، خداوند متعال مى‏ فرمايد «همانا ديدگان كور نمى ‏شود بلكه دلهايى كه در سينه‏ هاست كور مى‏ شود.» اما فتواى من در مورد شپش و مورچه. در آن مورد دو حكم است كه نه تو آن را مى‏ دانى و نه يارانت مى‏ دانند، اما بردن اموال، آرى مالى بود كه خود جمع كرده و به خراج گرفته بوديم و حق هر كس را پرداختيم و از آن باقى مانده‏اى كه كمتر از حقى بود كه خداوند در قرآن براى ما مقرر فرموده است باقى ماند و ما طبق حق خود آن را گرفتيم.

درباره متعه از مادرت اسماء بپرس هنگامى كه از گرفتن دو برد عوسجه منصرف شد، چه بوده است، اما جنگ ما با ام المؤمنين، آن زن به احترام ما ام المؤمنين نام نهاده شد، نه به احترام تو يا پدرت، و انگهى پدرت و داييت پرده و حجابى را كه خداوند بر او كشيده بود از او برداشتند و او را فتنه ‏اى قرار دادند كه به پاس و براى او جنگ كنند، و زنهاى خود را در خانه ‏هاى خويش مصون داشتند. و به خدا سوگند كه در حق خدا و محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انصاف ندادند كه همسر پيامبر را به صحرا كشاندند و همسران خود را مصون و پوشيده داشتند. اما جنگ ما با شما چنان بود كه با لشكر گران به سوى شما آمديم اگر ما كافر بوديم، شما با گريز خود از جنگ ما كافر شده ‏ايد و اگر ما مؤمن بوديم شما با جنگ كردن با ما كافر شده‏ ايد و به خدا سوگند مى‏ خورم كه اگر منزلت صفيه ميان شما و منزلت خديجه ميان ما نبود، براى خاندان اسد بن عبد العزى هيچ استخوانى باقى نمى‏ گذاشتم و آن را مى‏ شكستم.

ابن زبير هنگامى كه پيش مادرش برگشت درباره دو برد عوسجه از او پرسيد، گفت: مگر تو را از بگو و مگو با ابن عباس و بنى هاشم نهى نكرده بودم و نگفته بودم كه چون با ايشان بى ‏انديشه سخن گفته شود حاضر جواب‏اند و پاسخهاى سخت مى ‏دهند گفت: آرى گفته بودى و من نافرمانى كردم.

اسماء گفت: پسر جان از اين‏ كورى كه انس و جن ياراى گفتگو با او را ندارند بپرهيز و بدان كه همه رسواييها و زبونيهاى قريش را مى‏داند، تا آخر روزگار از او پرهيز كن. ايمن بن خريم بن فاتك اسدى در اين مورد اشعار زير را سروده است: اى ابن زبير با بلايى از بلاها روياروى شده‏اى مهربانى كن مهربانى شخص چاره‏انديش به مردى هاشمى كه ريشه‏اش پاكيزه است و عموها و داييهايش گرامى‏اند هرگاه روياروى شوى همواره با قدرت و با صداى بلند در پاسخ تو استخوانت را در هم مى‏ شكند… عثمان بن طلحه عبدرى مى ‏گويد: از ابن عباس كه خدايش رحمت كناد مجلسى ديدم و سخنانى شنيدم كه از هيچ مرد قرشى نشنيده بودم، چنان بود كه كنار تخت مروان بن حكم به روزگارى كه امير مدينه بود تختى كوچكتر مى‏ نهادند و هرگاه ابن عباس مى ‏آمد بر آن تخت مى‏ نشست و براى ديگران تشكچه مى‏ نهادند. روزى مروان اجازه ورود براى مردم داد و تخت ديگرى هم كنار تخت مروان نهاده بودند، ابن عباس آمد و بر تخت-  كرسيچه-  خود نشست، عبد الله بن زبير هم آمد و بر آن كرسيچه ديگر كه در آن روز نهاده بودند نشست. مروان و مردم ساكت بودند، در اين هنگام ابن زبير حركتى كرد كه معلوم شد مى ‏خواهد سخن بگويد و شروع كرد و چنين گفت: گروهى از مردم مى‏ پندارند بيعت ابو بكر كارى نادرست و شتاب زده و با زور بوده است، در حالى كه شأن ابو بكر بزرگتر از اين است كه درباره‏اش چنين گفته شود، آنان گمان ياوه مى‏ برند كه اگر بيعت با ابو بكر اتفاق نمى ‏افتاد حكومت از آنان و ميان ايشان مى‏ بود، در صورتى كه به خدا سوگند ميان اصحاب محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هيچ كس با سابقه‏ تر و داراى ايمانى استوارتر از ابو بكر نبود و هر كس جز اين بگويد لعنت خدا بر او باد.

وانگهى آنان كجا بودند هنگامى كه ابو بكر عقد خلافت را براى عمر بست و همان شد كه او گفت، سپس عمر بهره و بخت ايشان را ميان بهره ‏ها و بختهاى ديگر افكند-  شورى را تعيين كرد-  و چون آن بختها تقسيم شد. خداوند بهره آنان را به تأخير انداخت و بخت ايشان را نگونسار فرمود و كسى كه به حكومت از ايشان سزاوارتر بود-  عثمان-  بر آنان حكومت يافت، و ايشان بر او خروج كردند چون حمله دزدان بر بازرگانى كه بيرون از شهر مانده باشد و او را غافلگير كردند و كشتند و سپس خداوند ايشان را از دم كشت و زير شكم ستارگان مطرود گرديدند.

ابن عباس گفت: اى كسى كه درباره ابو بكر و عمر و خلافت سخن مى‏گويى، آرام و بر جاى باش كه به خدا سوگند آن دو به هر چه رسيده باشند هيچ يك از آن دو به چيزى نرسيده است مگر آنكه سالار ما-  على عليه السّلام-  به بهتر از آن رسيده است. وانگهى ما تقدم كسانى را كه تقدم يافته‏اند به سبب عيبى كه بر آنان بگيريم انكار نمى‏ كنيم ولى اگر سالار ما تقدم مى ‏گرفت همانا شايسته و برتر از شايسته بود، و اگر نه اين است كه تو درباره حظ و شرف كس ديگرى جز خودت سخن مى‏ گويى پاسخت را مى‏ دادم تو را با چيزى كه در آن بهره ندارى چه كار، بر بهره خود بسنده كن و خاندانهاى تيم و عدى را براى خودشان رها كن و خاندان اميه را به خودشان واگذار، كه اگر كسى از خاندانهاى تيم و عدى و اميّه با من سخن بگويد با او سخن مى‏ گويم و پاسخ شخص آماده‏اى را كه حضور داشته است مى‏دهم نه پاسخ گفتن شخص غايب از غايب را، ولى تو را چه كار با چيزى كه بر عهده تو نيست البته اگر در خاندان اسد بن عبد العزى چيزى باشد از آن توست، و به خدا سوگند كه عهد ما به تو نزديكتر و دست ما بر تو رخشانتر و نعمت ما بر تو بيشتر از آن كسى است كه مى‏پندارى در پناه نامش مى‏ توانى به ما حمله كنى و حال آنكه هنوز جامه صفيه كهنه نشده است، «و خداست يارى خواسته بر آنچه وصف مى‏ كنيد.

» پس از اينكه معاويه براى يزيد عقد خلافت پس از خود را استوار ساخت او را چنين سفارش كرد: من بر تو از كسى بيم ندارم جز آن كس كه تو را به حفظ حرمت قرابت او و پاس داشتن حق خويشاونديش سفارش مى ‏كنم كسى كه دلها به او گرايش دارد و هواى مردم به سوى اوست و چشمها بر او نگران است و او حسين بن على است، بخش مهمى از بردبارى خود را ويژه او قرار بده و مقدار در خورى از مال خود را مخصوص او گردان و او را از روح زندگى بهره‏مند ساز و به روزگار خود هر چه را كه او خوش مى‏ دارد به او برسان. كسان ديگر جز او سه شخص‏اند و عبارت‏اند از عبد الله بن عمر، مردى كه عبادت بر او چيره است و خواهان دنيا نيست مگر آنكه دنيا آرام و فرمانبردار به سويش آيد و در آن باره به اندازه يك خون گرفتن هم خون به زمين نريزد، و عبد الرحمان بن ابى بكر كه چون شتر مرغ جوان است نه ياراى برداشتن بار سنگين دارد و نه امكان جهش. وانگهى شريف و با همت نيست و يارانى هم ندارد، و عبد الله بن زبير كه او گرگ حيله ‏گر و روباه فريبكار است، همه كوشش و عزم خود را و تمام حيله و مكر خويش را در مورد او به كار بند و خشم و هجوم خود را سوى او برگردان و در هيچ حال بر او اعتماد مكن كه چون روباه است به هنگام درماندگى براى فريب پويه مى‏دود و همچون شير است كه به هنگام آزاد بودن با گستاخى حمله مى ‏آورد.

اما كسان ديگر پس از اين گروه را چنان رفتار كرده‏ ام كه امتها را براى تو زير پا نهاده‏ ام و گردنهاى منابر را براى تو زبون ساخته‏ ام و همه آنان را كه به تو نزديك يا از تو دورند كفايت كرده‏ ام، براى مردم چنان باش كه پدرت براى آنان بود تا آنان هم با تو چنان باشند كه با پدرت بودند.

به روزگار حكومت يزيد بن معاويه، عبد الله بن زبير خطبه‏اى ايراد كرد و ضمن آن گفت: يزيد بوزينه‏باز، يزيد يوزباز، يزيد مستيها و خماريها و يزيد تبهكاريها همانا به خدا سوگند به من خبر رسيده است كه او همواره سرمست است و به حال مستى براى مردم خطبه مى‏خواند. چون اين خبر به يزيد رسيد، پيش از آنكه آن شب را به صبح رساند لشكرى را كه به حره گسيل داشته بود مجهز ساخت كه بيست هزار سپاهى بودند، او در حالى كه جامه زعفرانى پوشيده بود، نشست و شمعها روشن بود و شبانه سپاه را سان ديد و صبح دوباره لشكر و آرايش آن را ديد و اين ابيات را خواند: اينك كه لشكر آماده شد و راه وادى القرى را پيش گرفت به ابوبكر-  عبد الله بن زبير بگو همين گونه كه مى‏بينى شخص مست، بيست هزار مرد كه جوان يا كامل مرد هستند گرد آورده است يا همچون جمع كردن شيرى شيران ژيان را.

همين كه حسين عليه السّلام از مكه به سوى عراق بيرون رفت، عبد الله بن عباس با دست خود به دوش ابن زبير زد و اين ابيات را خواند: اى پرستوى خانه آباد، محيط براى تو خلوت شد، تخم بگذار و چهچهه زن و اگر مى‏خواهى همين جا آرام بگيرى، آرام بگير، اين حسين است كه مى‏رود مژده بر تو باد.

اى پسر زبير به خدا سوگند جوّ براى تو خلوت شد و حسين به عراق رفت، ابن زبير گفت: اى ابن عباس به خدا سوگند چنين مى‏انديشيد كه اين حكومت فقط براى‏ شماست و چنين تصور مى‏كنيد كه شما از همه مردم به آن سزاوارتريد. ابن عباس گفت: تصور و گمان براى كسى است كه در شك باشد و ما اين موضوع را يقين مى‏داريم ولى تو از خود به من خبر بده كه به چه چيزى آهنگ حكومت دارى گفت: به شرفم. گفت: بر فرض كه شرفى داشته باشى، به چه چيز شريف شده‏اى جز اين نيست كه آن شرف به سبب ماست و در اين صورت ما از تو شريف‏تريم كه شرف تو از ماست، و صداهايشان بلند شده در اين هنگام يكى از غلامان خاندان زبير گفت: اى ابن عباس دست از ما بدار كه به خدا سوگند نه شما ما را دوست مى‏داريد و نه ما شما را دوست مى‏داريم، عبد الله بن زبير بر او سيلى زد و گفت: در حالى كه من حاضرم تو سخن مى‏گويى ابن عباس گفت: چرا اين غلام را زدى، به خدا سوگند سزاوارتر از او براى زدن آن كسى است كه پرده‏درى كرد و از دين بيرون شد. ابن زبير گفت: آن چه كسى است ابن عباس گفت: تو.

گويد: در اين حال تنى چند از مردان قريش خود را در ميانه افكندند و آن دو را ساكت كردند.

عبد الله بن زبير پيش معاويه رفت و گفت اشعارى را كه سروده‏ام و تو را در آن مورد عتاب قرار داده‏ام بشنو. معاويه گفت بگو و ابن زبير اين اشعار را براى او خواند: «به جان خودم سوگند در حالى كه ترسان هستم، نمى‏دانم مرگ بر كدام يك از ما نخست مى ‏تازد…» معاويه گفت: اى ابو خبيب، پس از به حكومت رسيدن من شاعر هم شده‏اى در همين حال كه آن دو سرگرم گفتگو بودند معن بن اوس مزنى وارد شد، معاويه به معن گفت: ببينم تازگى شعرى سروده‏اى گفت: آرى. معاويه گفت: بخوان، و معن همين ابيات را كه سروده بود خواند. معاويه با شگفتى به ابن زبير گفت: مگر اين اشعار را هم اكنون تو به اسم خودت نخواندى ابن زبير گفت: معانى را من مرتب ساختم و الفاظ را او به نظم درآورد. وانگهى او برادر شيرى من است و هر آنچه بگويد از من است-  ابن زبير ميان قبيله مزينه شير خورده بود. معاويه گفت: اى ابا خبيب دروغ هم مى‏گويى عبد الله برخاست و بيرون رفت.

شعبى گويد: كنار خانه كعبه چيز شگفتى ديدم، من و عبد الله بن زبير و عبد الملك‏ بن مروان و مصعب بن زبير نشسته بوديم و سخن مى‏گفتيم چون سخن ايشان به پايان رسيد، برخاستند و گفتند: هر يك از ما كنار ركن يمانى رود و از خداوند متعال حاجت خود را مسألت كند. عبد الله بن زبير برخاست و كنار ركن رفت و عرضه داشت: بار خدايا تو بزرگى و از تو اميد برآوردن هر حاجت بزرگى مى‏رود، به حرمت عرش و حرمت وجه و حرمت اين خانه‏ات از تو مسألت مى‏ كنم كه مرا از دنيا نبرى تا والى حجاز شوم و بر من به خلافت سلام داده شود و آمد و نشست.

پس از او برادرش مصعب برخاست و كنار ركن رفت و گفت: بار خدايا تو پروردگار همه چيزى و بازگشت همه چيز به سوى توست. تو را به حق قدرت تو بر همه چيز سوگند مى‏دهم كه مرا نميرانى تا عهده‏دار ولايت عراق شوم و با سكينه دختر حسين بن على عليه السّلام ازدواج كنم، و آمد و نشست.

آن گاه عبد الملك برخاست و كنار ركن رفت و گفت بار خدايا اى پروردگار آسمانهاى هفتگانه و زمينهاى سرسبز و بيابان تو را مسألت مى‏ كنم به آنچه فرمانبرداران فرمان تو مسألت كرده‏اند و تو را به حق آبروى تو و حقوق تو بر همه آفريدگانت مسألت مى‏ كنم كه مرا نميرانى تا بر خاور و باختر زمين ولايت يابم و هيچ كس با من ستيز نكند مگر آنكه بر او پيروز شوم و آمد و نشست.

آن گاه عبد الله بن عمر برخاست و ركن را گرفت و گفت: اى خداى رحمان و رحيم از تو به حق رحمتت كه بر خشمت پيشى دارد و به حق قدرت تو بر همه آفريدگانت مسألت مى‏كنم كه مرا نمى‏رانى تا رحمت تو براى من فراهم آيد.

شعبى مى‏ گويد: به خدا سوگند كه نمردم تا آنكه آن سه تن به خواسته خود رسيدند و آرزو مى‏كنم كه دعاى عبد الله بن عمر هم پذيرفته شده و از اهل رحمت باشد.

حجاج روزى كه وارد كوفه شد، در خطبه خود به مردم گفت: اين ادب شما ادب ابن نهيه است و به خدا سوگند كه شما را به ادبى غير از اين ادب، ادب خواهم كرد.

ابن ماكولا در كتاب الاكمال مى‏گويد: مقصود حجاج، مصعب بن زبير و برادرش عبد الله بن زبير بوده‏اند و نهيه دختر سعيد بن سهم بن هصيص است كه كنيز اسد بن عبد العزى بن قصى بوده است، و اين سخن از مواضع پيچيده است.

زبير بن بكار در كتاب انساب قريش روايت كرده است كه نمايندگانى از مردم‏ عراق پيش عبد الله بن زبير آمدند و در مسجد الحرام روز جمعه به حضورش رفتند و بر او سلام دادند. او درباره مصعب و راه و روش او ميان ايشان پرسيد، آنان او را ستودند و پسنديده گفتند.

عبد الله بن زبير پس از آنكه با مردم نماز گزارد به منبر رفت و پس از ستايش خداوند متعال به اين ابيات تمثل جست: «همانا مرا آزمودند و باز آزمودند و به نهايت و صد بار آزمودند تا آنكه خود پير شدند و مرا پير كردند و آن گاه لگام مرا رها ساختند و مرا ترك كردند.» اى مردم من از اين نمايندگان مردم عراق در مورد كارگزارشان مصعب بن زبير پرسيدم كه او را ستودند و همان گونه كه دوست مى‏داشتم گفتند، آرى مصعب دلها را استمالت كرده است تا از او روى گردان نشود و خواسته‏ ها را برآورده است تا از او به چيز ديگرى بازنگردد و زبانها ستايشگر او و دلها خيرخواه اوست و نفس مردم را با محبت شيفته خود ساخته است. او ميان نزديكان خويش دوست داشتنى است و ميان عامه مردم مأمون است و اين بدان سبب است كه خداوند بر زبان او خير جارى ساخته و به دست او بذل و بخشش ارزانى فرموده است، و از منبر فرود آمد.

همچنين زبير بن بكار روايت كرده است كه چون خبر مرگ مصعب به عبد الله بن زبير رسيد به منبر رفت و چنين گفت: سپاس خداوندى را كه همه آفرينش و فرمان از آن اوست، به هر كه خواهد پادشاهى دهد و از هر كس خواهد آن را بازگيرد، هر كه را خواهد عزت بخشد و هر كه را خواهد زبون سازد و همانا كه خداوند آن كس را كه حق با اوست هر چند كه تنها باشد زبون نمى‏ فرمايد و دوستداران و حزب شيطان را هر چند كه همگان با آنان باشند عزت نمى‏ بخشد. اينك از عراق خبرى براى ما رسيده است كه هم ما را شاد ساخت و هم اندوهگين كرد، خبر مرگ مصعب كه خدايش رحمت كناد به ما رسيد، آنچه ما را اندوهگين ساخته است اين است كه فراق يار را سوزشى است كه يار به هنگام سوگ احساس مى‏ كند و خردمند پس از آن به صبر جميل و سوگوارى پسنديده روى مى‏آورد، و آنچه كه ما را شاد ساخته است، اين است كه قتل او شهادت است و خداوند اين شهادت را براى او و ما اندوخته قرار داده است. هان كه مردم عراق همگى اهل مكر و نفاق‏اند كه او را در قبال كمترين بها فروختند و تسليم كردند، اگر مصعب كشته شد ما همگان از خداييم و به سوى او باز مى‏ گرديم، ما به مرگ طبيعى و با ضربه چوبدستى نمى‏ميريم آن چنان كه پسران عاص مى‏ ميرند، بلكه مرگ ما به صورت كشته شدن آن هم با ضربه‏هاى سنگين نيزه يا زير سايه‏ هاى شمشيرهاست.

و اين است و جز اين نيست كه دنيا عاريه‏اى از پادشاه گرانقدرى است كه هرگز پادشاهى او زوال و نيستى نمى ‏پذيرد، اگر دنيا به من روى آورد آن را چنان نمى ‏گيرم كه آزمند سرمست مى‏گيرد و اگر بر من پشت كند بر آن گريه نمى‏كنم گريستن نابخرد خرف شده را، و اگر مصعب كشته و نابود شد همانا كه در خاندان زبير او را خلف است و از منبر فرود آمد.

همچنين زبير بن بكار روايت كرده است كه پس از رسيدن خبر كشته شدن مصعب، عبد الله بن زبير به منبر رفت، نخست حمد و ستايش خدا را بر زبان آورد و سپس گفت: اگر اينك سوگوار مصعب شدم همانا پيش از آن سوگوار امام خود عثمان شدم كه سوگى بزرگ بود ولى پس از آن خداوند چه احسان و پسنديدگى فرمود. و اگر اينك سوگوار مصعب شدم پيش از آن سوگوار مرگ پدرم زبير شدم، سوگ او چنان بزرگ بود كه پنداشتم تاب تحمل آن را ندارم و پس از آن خداوند احسان فرمود و ارجمندى من دوام يافت، مصعب هم جز جوانمردى از جوانمردان من نبود، در اين هنگام گريه بر او چيره و اشكهايش روان شد و گفت: به خدا سوگند كه مصعب گرانقدرى ارجمند بود و اين بيت را خواند: آنان دنيا را هنگامى كه پشت كرد با كرامت دفع كردند و براى اشخاص گرامى شيوه‏اى نهادند كه بايد بر آن تأسى كنند.

ابو العباس مبرد در كتاب الكامل روايت كرده است كه چون پيكر عبد الله بن زبير را بردار كشيدند و همچنان بردار بماند، عروه به شام آمد و بر در بارگاه عبد الملك ايستاد و به حاجب گفت: به امير المؤمنين بگو كه ابو عبد الله بر درگاه است. حاجب به درون رفت و گفت: مردى بر درگاه است و سخنى بزرگ مى ‏گويد. عبد الملك گفت: كيست و چه مى‏ گويد حاجب حرمت نگه داشت، عبد الملك گفت: بگو چه مى‏ گويد.

گفت: مردى است كه مى‏ گويد به امير المؤمنين بگو ابو عبد الله بر درگاه است. عبد الملك گفت: به عروه بگو داخل شود و چون عروه در آمد، عبد الملك گفت: مى ‏خواهى بگويى كه لاشه گنديده ابو بكر-  عبد الله بن زبير-  را از دار فرو آوريم كه زنان بى‏ تابى مى‏ كنند، ما اين فرمان را صادر كرديم.

گويد: حجاج نامه ‏اى به عبد الملك نوشته بود كه گنجينه‏ هاى عبد الله بن زبير پيش عروه است به او فرمان بده آنها را تسليم كند. عبد الملك آن نامه را به عروه داد وپنداشت كه او متغير خواهد شد، ولى عروه اعتنايى نكرد گويى آن نامه را نخوانده است، عبد الملك به حجاج نامه‏اى نوشت كه متعرض عروه نشود.

مسعودى در كتاب مروج الذهب گفته است كه چون حجاج، ابن زبير را محاصره كرد همواره پيش مى‏ رفت و حمله مى‏ كرد تا توانست كوه ابو قبيس را تصرف كند كه پيش از آن در تصرف ابن زبير بود. حجاج اين خبر را براى عبد الملك نوشت و چون عبد الملك نامه او را خواند تكبير گفت و هر كس كه در خانه او بود بانگ تكبير برداشت تا آنكه تكبير گفتن به مردم بازار سرايت كرد و ايشان هم تكبير گفتند و مردم پرسيدند: چه خبر است گفته شد: حجاج، ابن زبير را در مكه محاصره كرده و به كوه ابو قبيس دست يافته است. مردم گفتند: ما راضى نمى ‏شويم مگر آنكه ابو خبيب را در بند و با شب‏كلاه سوار بر شترى پيش ما آورند و او را در بازارها بگردانند و چشمها او را ببيند.

و مسعودى نقل مى‏كند كه عمه عبد الملك، همسر عروة بن زبير بود، عبد الملك پيش از آنكه عبد الله بن زبير كشته شود نامه‏اى به حجاج نوشت و فرمان داد از آزار عروه دست بدارد و هرگاه بر برادر او پيروز شود به جان و مال عروه دست نيازد.

گويد: چون محاصره شدت يافت، عروه پيش حجاج رفت و براى عبد الله امان گرفت و پيش او برگشت و گفت: عمرو بن عثمان و خالد بن عبد الله بن خالد بن اسيد كه دو جوانمرد بنى اميه هستند كه امان پسر عموى خود عبد الملك را با همه كارها كه تو و همراهانت كرده‏ايد به شما عرضه مى‏دارند و اينكه در هر سرزمين و شهرى كه مى‏خواهيد فرود آييد و در اين باره عهد و ميثاق خداوند هم براى تو خواهد بود. عبد الله آن را نپذيرفت، مادرش هم او را از آن كار منع كرد و گفت: نبايد جز با كرامت بميرى. عبد الله به مادر گفت: بيم دارم كه اگر كشته شوم پيكرم را بردار كشند يا مرا مثله كنند. مادر گفت: گوسپند پس از كشته شدن رنج پوست كندن را احساس نمى‏ كند.

مسعودى روايت مى‏كند كه عبد الله بن زبير پس از مرگ يزيد بن معاويه به جستجوى كسى برآمد كه او را امير كوفه سازد و كوفيان دوست مى‏داشتند كسى غير از بنى اميه والى ايشان باشد. مختار بن ابى عبيد به او گفت: در جستجوى مردى باش كه داراى علم و مدارا باشد و بداند چگونه با آنان سخن گويد و تدبير كند تا بتواند براى تو از آن شهر لشكرى فراهم آورد كه به يارى آن بر شام پيروز شوى.

عبد الله بن زبير گفت: تو خود اين كار را سزاوارى و او را به كوفه گسيل داشت. مختار به كوفه آمد و ابن مطيع را از آن شهر بيرون كرد. آن گاه براى خود خانه‏اى ساخت كه اموال فراوانى را در آن كار هزينه كرد. عبد الله بن زبير از او خواست حساب اموال عراق را پس دهد كه چنان نكرد، بلكه منكر بيعت با عبد الله بن زبير شد و او را از خلافت خلع كرد و شروع به دعوت براى طالبيان كرد.

مسعودى همچنين مى‏گويد: عبد الله بن زبير در همان حال كه زهد و پارسايى و عبادت را آشكار مى‏ساخت، حرص به خلافت داشت و مى‏گفت: شكم من مشتى بيش نيست هرگز مباد كه اين يك وجب مشت گسترش يابد و نسبت به مردم ديگر هم بخل و امساك شديدى ظاهر ساخت آن چنان كه ابو حمزه يكى از بردگان آزاد كرده خاندان زبير در اين باره چنين سروده است: بردگان وابسته روز را به شام مى‏رسانند در حالى كه از شدت گرسنگى و جنگ بر خليفه خشمگين هستند، در اين صورت ما را چه زيانى و چرا ناراحت شويم كه كداميك از پادشاهان مى‏ خواهد بر اطراف چيره شود… هنگامى كه جنگ ميان عبد الله بن زبير و حصين بن نمير پيش از مرگ يزيد بن معاويه ادامه داشت، شاعر ديگرى درباره عبد الله چنين سروده است: هان اى سوار اگر توانستى به سالار فرزندان عوام اين موضوع را ابلاغ كن كه تو با هر كس ملاقات مى‏ كنى مى ‏گويى پناهنده به خانه خدايى و حال آنكه چه بسيار كشتگان كه ميان زمزم و ركن مى‏ كشى.

ضحاك بن فيروز ديلمى هم خطاب به عبد الله بن زبير چنين سروده است: به ما خبر مى‏دهى كه به زودى مشتى خوراك تو را بسنده است و شكم تو يك وجب يا كمتر از يك وجب است و حال آنكه چون به چيزى دست مى ‏يابى چنان نابودش مى ‏سازى كه آتش برافروخته چوبهاى درخت سدر را مى ‏خورد و نابود مى‏ سازد، آرى اگر قرار بود كه با نعمتى پاداش دهى مى ‏بايست مهربانى تو را متوجه عمرو سازد.

گويد: مقصود عمرو بن زبير، برادر عبد الله است كه چون با او مخالف بود او را چندان تازيانه زد كه مرد. موضوع چنين بود كه يزيد بن معاويه، پسر عموى خود وليد بن عتبة بن ابى سفيان را به حكومت مدينه گماشت. وليد لشكرى به فرماندهى عمرو بن زبير براى جنگ با عبد الله بن زبير به مكه گسيل داشت و چون دو لشكر مصاف دادند، مردان عمرو بن زبير گريختند و او را رها كردند. عبد الله به او دست يافت و او را كنار در مسجد مقابل مردم برهنه كرد و چندان به او تازيانه زد كه مرد. من-  ابن ابى الحديد-  در جاى ديگرى غير از كتاب مسعودى ديدم كه عبد الله بن زبير، عمرو را پيش يكى از همسران خود ديده بود و در اين باره خبرى است كه آوردن آن را خوش نمى‏دارم.

مسعودى گويد: عبد الله بن زبير، حسن بن محمد بن حنفيه را در زندانى تاريك زندانى كرد و قصد كشتن او را داشت. حسن حيله‏گرى كرد و از زندان گريخت و از راههاى دشوار كوهستانى خود را به منى رساند كه پدرش محمد بن حنفيه آنجا مقيم بود.

پس از آن عبد الله بن زبير همه افراد بنى هاشم را در زندان عارم جمع كرد و بر دهانه آن فراوان هيزم گرد آورد و قصد كرد كه ايشان را در آتش بسوزاند. در اين هنگام مختار، ابو عبد الله جدلى را همراه چهار هزار مرد به يارى بنى هاشم گسيل داشت.

ابو عبد الله جدلى به سپاهيان خود گفت: توجه داشته باشيد كه اگر اين خبر به عبد الله بن زبير برسيد در مورد بنى هاشم شتاب خواهد كرد، و خودش همراه هشتصد سوار تيزرو حركت كرد و ابن زبير هنگامى متوجه شد كه پرچمهاى آنان در مكه به اهتزاز آمده بود.

ابو عبد الله به آن دره رفت و بنى هاشم را بيرون آورد و شعار محمد بن حنفيه را داد و او را مهدى نام نهاد و ابن زبير گريخت و به پرده‏هاى كعبه پناه برد. محمد بن حنفيه سپاهيان را از تعقيب ابن زبير و جنگ بازداشت و گفت: من طالب خلافت نيستم مگر آنكه همه مردم در طلب من برآيند و همگان بر من موافقت نمايند و مرا نيازى به جنگ نيست.

مسعودى گويد: عروة بن زبير، برادر خود عبد الله را در اين كار كه بنى هاشم را محاصره كرده و هيزم گرد آورده است تا آنان را آتش زند معذور مى ‏داشت و مى‏ گفت:مقصود او از اين كار اين بود كه اختلاف سخن و عقيده ميان مسلمانان پيش نيايد و همگى به اطاعت او درآيند و وحدت كلمه فراهم آيد، همچنان كه عمر بن خطاب اين كار را نسبت به بنى هاشم هنگامى كه از بيعت ابو بكر خوددارى كردند، انجام داد و هيمه فراهم آورد تا خانه را بر آنان آتش زند.

مسعودى گويد: دو ساعت پيش از آنكه ابو عبد الله جدلى وارد مكه شود عبد الله بن زبير سخنرانى كرد و گفت: اين پسرك محمد بن حنفيه از بيعت من خوددارى مى‏كند و مهلت ميان من و او تا غروب آفتاب امروز است و پس از آن جايگاهش را به آتش مى‏كشم. كسى آمد و اين خبر را به محمد بن حنفيه داد، محمد گفت: حجابى قوى او را از من به زودى باز خواهد داشت. آن مرد شروع به نگريستن به خورشيد كرد و مواظب بود چه هنگامى غروب مى‏كند تا ببيند ابن زبير چه خواهد كرد، همين كه آفتاب نزديك به غروب شد سوارگان ابو عبد الله جدلى از هر سو به مكه هجوم آوردند و ميان صفا و مروه به تاخت و تاز پرداختند و ابو عبد الله جدلى آمد و بر دهانه دره ايستاد و محمد بن حنفيه را بيرون آورد و شعار او را بر زبان آورد و از او درباره كشتن ابن زبير اجازه خواست.

محمد اين كار را خوش نداشت و اجازه نداد و از مكه بيرون رفت و در دره رضوى اقامت گزيد تا همان جا درگذشت.

مسعودى از سعيد بن جبير نقل مى‏كند كه ابن عباس پيش ابن زبير آمد، ابن زبير به او گفت: تا چه هنگام و به چه سبب مرا سرزنش مى‏كنى و نسبت به من خشونت مى‏ورزى ابن عباس گفت: من از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شنيدم مى‏ فرمود: «چه بد مسلمانى است كه خود سير باشد و همسايه‏اش گرسنه.» و تو همان مردى. ابن زبير گفت: به خدا سوگند چهل سال است كينه شما اهل بيت را در سينه نهان مى‏دارم، و بگو و مگو كردند و ابن عباس از بيم جان خويش از مكه بيرون رفت و تا هنگامى كه مرد در طائف اقامت كرد.

ابو الفرج اصفهانى در كتاب الاغانى نقل مى‏كند كه فضالة بن شريك والبى كه از عشيره بنى اسد بن خزيمة است، پيش عبد الله بن زبير آمد و گفت: خرجى من تمام شده است و پاهاى ناقه ‏ام ساييده شده است. گفت: ناقه‏ ات را بياور ببينم. او ناقه خود را آورد،ابن زبير گفت: پشتش را به من كن، رويش را به من كن و او چنين كرد. عبد الله بن زبير گفت: به كف دستها و پاهاى ناقه‏ات چرم و موى گراز بچسبان و فلاتها و سرزمينهاى بلند را با ناقه‏ ات طى كن تا كف دست و پايش سرد شود و در سردى صبحگاه و شامگاه حركت كن تا ناقه‏ات سلامت يابد، فضاله گفت: من پيش تو آمده ‏ام كه مرا سوار بر ناقه‏اى كنى نه اينكه چگونگى علاج آن را بيان كنى، خدا لعنت كند ناقه‏اى را كه مرا پيش تو آورد.

ابن زبير گفت: و سوارش را، و فضاله اشعارى در هجاى ابن زبير سرود كه چنين شروع مى‏شود: به غلامان مى‏گويم ركابهاى مرا استوار سازيد تا در سياهى شب از سرزمين مكه كوچ كنم… همچنين ابو الفرج روايت مى‏كند كه صفيه، دختر ابو عبيد بن مسعود ثقفى-  خواهر مختار-  همسر عبد الله بن عمر بود. ابن زبير پيش او رفت و گفت: قيام و خروج او به پاس خدا و رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و به احترام مهاجران و انصار است كه چرا معاويه و پسرش درآمدهاى عمومى مسلمانان را به خود اختصاص داده ‏اند و از او خواست از شوهرش بخواهد تا با او بيعت كند. به هنگام شب كه صفيه پيش عبد الله بن عمر رفت، موضوع ابن زبير و عبادت و كوشش او را گفت و او را ستود و گفت: به اطاعت از خداى عز و جل فرا مى‏ خواند. صفيه چون در اين باره بسيار سخن گفت، عبد الله بن عمر به او گفت: اى واى بر تو، آيا آن استران سرخ را كه معاويه بر آنها حج مى‏گزارد و از شام پيش ما مى ‏آمد ديده‏ اى و به خاطر دارى گفت: آرى. ابن عمر گفت: به خدا سوگند كه ابن زبير از عبادت خود چيزى جز همان استران را اراده نكرده است و نمى ‏خواهد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى