نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 19 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 20 صبحی صالح

20-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلَّا وَ يَدُ اللَّهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

التاسعة عشرة من حكمه عليه السّلام

(19) و قال عليه السّلام: أقيلوا ذوى المروءات عثراتهم، فما يعثر منهم عاثر إلّا و يد اللَّه بيده [يده بيد اللَّه‏] يرفعه.

اللغة

(أقلته) البيع اقالة و هو فسخه-  صحاح-  أقال إقالة اللَّه عثرتك: أنهضك من سقوطك، و منه الاقالة في البيع-  المنجد.

(المروءة) كمال الرّجولية-  المنجد-  (العثرة) جمع عثرات: السقطة-  المنجد.

الاعراب

عثراتهم مفعول ثان لأقيلوا، عاثر فاعل يعثر و تنكيره لافادة العموم و يد اللَّه بيده، جملة مبتداء و خبر يفسّره قوله: يرفعه.

المعنى

أصحاب المروءة محبوبون عند اللَّه و النّاس لأنّ المروءة خلق حسن و سماح و عفّة و خدمة و إعانة للنّاس.

قيل للأحنف: ما المروءة قال: العفّة و الحرفة، تعفّ عما حرّم اللَّه و تحترف‏ فيما أحلّ اللَّه، و في حديث عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: إن كان لك خلق فلك مروءة.

الترجمة

از لغزش مردان بزرگ در گذريد، هر كدام بلغزند خدا دست در دست آنانرا بر فرازد.

چشم از لغزش مردان تو بپوشان كه خدا            دست بر دست بر آرد همه را تا به سها

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 18 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 19 صبحی صالح

19-وَ قَالَ ( عليه‏السلام )مَنْ جَرَى فِي عِنَان أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الثامنة عشرة من حكمه عليه السّلام

(18) و قال عليه السّلام: من جرى في عنان أمله، عثر بأجله.

اللغة

(الأمل) الرّجاء، أمل يأمل أملا و أمّل تأميلا: رجاه-  المنجد.

المعنى

فسّر اللّغويّون الأمل بالرّجاء، و لكن الأخبار مملوءة بذمّ الأمل و مدح الرّجاء، فيظهر أنه بينهما فرق بيّن من ناحية الأخلاق، و قد ذمّ عليه السّلام في هذه الجملة الأمل مطلقا و لم يقيّده بطول الأمل كما في بعض الأخبار، فالأمل توقّع ما لا ينبغي و لم يحسن مابه و لم يتهيّأ أسبابه، بخلاف الرّجاء فانه توقّع ما ينبغي‏ و يتيسّر، و شبّه عليه السّلام الأمل بفرس شموس لا بدّ من ضبط عنانه و صدّه عن الجرى إلى حيث يشاء، فمن ألقى عنانه و أرسله و جرى معه فحاله كحال من ركب فرسا شموسا فأرسل عنانه يركض حيث شاء، فلم يلبث أن يعثر أو يقع في بئر و يهلك راكبه.

الترجمة

هر كه با آرزو همعنان رود، بمرگ و نابودى رسد.

هر كه با آرزو رود سركش            مرگ گويدش اى فلان دركش‏

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 17 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 18 صبحی صالح

18-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )فِي الَّذِينَ اعْتَزَلُوا الْقِتَالَ مَعَهُ خَذَلُوا الْحَقَّ وَ لَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِل‏

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

السابعة عشرة من حكمه عليه السّلام

(17) و قال عليه السّلام في الّذين اعتزلوا القتال معه: خذلوا الحقّ و لم ينصروا الباطل.

اللغة

(خذله) خذلانا إذا ترك عونه و نصرته قال الاصمعى: إذا تخلّف الظّبى عن القطيع قيل: خذل-  صحاح.

الاعراب

جملة، و لم ينصروا الباطل، في محلّ الحال من فاعل خذلوا.

المعنى

في الشرح المعتزلي قد سبق ذكر هؤلاء فيما تقدّم، و هم: عبد اللَّه بن عمر ابن الخطاب، و سعد بن أبي وقّاص، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و اسامة بن زيد، و محمّد بن مسلمة، و أنس بن مالك، و جماعة غيرهم، و نقل عن شيخه أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لما دعاهم إلى القتال معه و اعتذروا بما اعتذروا قال لهم: أ تنكرون هذه البيعة قالوا: لا لكنّا لا نقاتل، فقال: إذا بايعتم فقد قاتلتم قال: فسلموا بذلك من الذمّ لأنّ إمامهم رضي عنهم انتهى.

و غرّ بذلك ابن ميثم فقال: و يشبه أن يكون هذا إشارة إلى توسّط درجتهم في الضّلال، و يجري مجرى العذر لهم-  إلخ.

أقول: هذه الجملة أبلغ تعبير في تعييرهم و تقبيحهم و حطّ درجتهم و مرجعها إلى أنّ هؤلاء ممّن لا مبدأ لهم في الحياة و لم يوفّقوا لاتّخاذ عقيدة يجاهدون لها، فانّ الحياة المعنويّة للانسان-  عقيدة و جهاد-  فمن لا عقيدة له بحقّ أو باطل كان مهملا و ملحقا بالكائنات غير ذات الشعور، فمن اعتقد و جاهد دونه و إن كان خطأ أفضل ممّن لا عقيدة له أصلا.

فظهور الفتن و نشوب الحروب بين المسلمين ناش عن اعتزال هؤلاء الخاذلين، حيث إنهم لو نصروا عليّا عليه السّلام يغلب على الباطل فيدمغه و لا يتجرّء أمثال معاوية على القيام في وجهه و الايذان بحربه، و لو نصروا الباطل ربما صار عذرا لعليّ عليه السّلام فتخلّى عن تصدّى الزعامة الّتي أكرهوه عليها كما في أيّام أبي بكر و عمر، فانه لم يتصدّ للزعامة إلّا بعد ضغط شديد من العامّة.

فاعتزال هؤلاء منقصة روحية و فقدان عقيدة و إيمان معنويّة لا عيب فوقه و سبب لبروز الحرب و نشوب القتال بين فئتي الحقّ و الباطل، فاعتقد أنّ تحت هذه الجملة لهيبا حرّاقا في قلبه اللطيف الربانى وجّهه على هولاء بهذه الجملة الموجزة.

الترجمة

در باره آنان كه از جهاد با وى كناره گرفتند فرمود: حق را واگزاردند و بباطل هم يارى ندادند.

نه دنبال حقّ و، نه جوياى باطل            تو انسان نه‏اى، پيكرى هستى از گل‏

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 16 (شرح میر حبیب الله خوئی)خضاب

حکمت 17 صبحی صالح

17-وَ سُئِلَ ( عليه‏ السلام  )عَنْ قَوْلِ الرَّسُولِ ( صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم  )غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَ لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ فَقَالَ ( عليه ‏السلام  )إِنَّمَا قَالَ ( صلى‏ الله ‏عليه‏ وآله ‏وسلم  )ذَلِكَ وَ الدِّينُ قُلٌّ فَأَمَّا الْآنَ وَ قَدِ اتَّسَعَ نِطَاقُهُ وَ ضَرَبَ بِجِرَانِهِ فَامْرُؤٌ وَ مَا اخْتَارَ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

السادسة عشرة من حكمه عليه السّلام

(16) و سئل عليه السّلام-  عن قول الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله: غيّروا الشّيب و لا تشبّهوا باليهود-  فقال عليه السّلام: إنّما قال صلّى اللَّه عليه و آله ذلك و الدّين قلّ، فأمّا الان و قد اتّسع نطاقه، و ضرب بجرانه، فامرؤ و ما اختار.

اللغة

(الشيب) بياض الشعر، (القلّ) و القلّة مثل الذّل و الذلّة-  صحاح.

(النطاق) شقّة تلبسها المرأة و تشدّ وسطها ثمّ ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة و الأسفل ينجرّ إلى الأرض و (جران) البعير مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره-  صحاح.

الاعراب

الشيب مفعول، و لا تشبّهوا أمر من التشبّه من باب التفعّل، و الدين قلّ جملة مبتداء و خبر في محلّ الحال، و الان ظرف متعلّق باختار، و جملة و قد اتّسع نطاقه، في محلّ الحال من الدين، امرؤ، مبتداء نكرة لعمومه أى كلّ امرء و لفظة ما، موصولة اختار جملة الصّلة و العائد محذوف و هي عطف على امرء، و الخبر محذوف و هو مقرونان أو ما يرادفه كقولهم: كلّ امرء و ضيعته.

المعنى

أمره صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم بتغيير الشيب بالسّواد أو الحناء، ظاهره الوجوب لحكمة ذكره عليه السّلام فقوله: فامرؤ و ما اختار، إعلام لنسخه فانه قد ينسخ السّنة كما ينسخ القرآن، و الظاهر أنه على وجه الاستحباب فقوله: فامرء و ما اختار، ترخيص لتركه فانّ الاستحباب مركب من الأمر و ترخيص الترك و لا ينافي بقاء الحكم الاستحبابي زوال الحكمة التشريعيّة كما في وجوب أو استحباب غسل الجمعة المشرّعة لازالة عفونة الابط من الأعراب، و يشمل البريئون منها، فقول ابن ميثم في الشرح: إنّه عليه السّلام جعله من المباح، مورد تأمّل فانّ الأخبار الواردة في فضل الخضاب و استحبابه مطلقا غير قابلة للردّ و الانكار.

الترجمة

از آن حضرت مقصود از قول رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله را پرسيدند كه فرموده «سپيدى موى پيري را بگردانيد و خود را مانند يهود نسازيد» فرمود: پيغمبر اين دستور را فرمود در حالى كه مسلمانان اندك و انگشت شمار بودند ولى اكنون كه دائره اسلام وسعت يافته و دين پابرجا شده است هر كسى اختيار خود را دارد.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 15 (شرح میر حبیب الله خوئی)قضا و قدر

حکمت 16 صبحی صالح

16-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )تَذِلُّ الْأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبِيرِ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الخامسة عشرة من حكمه عليه السّلام

(15) و قال عليه السّلام: تذلّ الامور للمقادير حتّى يكون الحتف في التّدبير.

اللغة

(ذلّ) ذلّا و ذلّا البعير: سهل انقياده (المقدار) جمع مقادير (الحتف) جمع حتوف: الموت-  المنجد.

المعنى

الانسان مختار في أعماله و أفعاله، فصار مكلّفا يثاب و يعاقب، و موظفا يستحسن و يعاتب، و لكن أحاط به امور كثيرة لا يقدر على تغييرها و لا يتمكن من تغيير مسيرها، و هو مع ذلك لا يحيط علما و خبرا بما يترتّب على أعماله من نتائج و لا يتيسّر له تدبير كلّ الحوائج، فربما يهرب من عدوّ و يقع في الحبالة، و ربما يتداوى بدواء فيزيده داء، فهو بماله من القدرة و المنعة كالعوبة في يد المقادير و كباحث حتفه بظلفه و إن كان حاذقا في التدبير.

الترجمة

بشر در برابر قضا و قدر چنان منقاد است، كه تدبير خود انسان باعث مرگ او مى ‏شود.

قضا و قدر بر امورند حاكم
كه تدبير با مرگ گردد ملازم‏

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 14 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 15 صبحی صالح

15-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )مَا كُلُّ مَفْتُونٍ يُعَاتَب‏

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الرابعة عشرة من حكمه عليه السّلام

(14) و قال عليه السّلام: ما كل مفتون يعاتب.

اللغة

(فتن) يفتن فتنة و مفتونا فلانا: أضلّه، و فتنا فلانا عن رأيه: صدّه، فتن في دينه: مال عنه-  المنجد. (عاتب) عتابا و معاتبة على كذا: لامه-  المنجد.

المعنى

قال في الشرح: هذه الكلمة قالها عليّ عليه السّلام لسعد بن أبي وقّاص و محمّد بن مسلمة و عبد اللَّه بن عمر لما امتنعوا من الخروج معه لحرب أصحاب الجمل-  إلخ.

أقول: المفتون في لسان القرآن و مصطلح هذا الزمان هو الّذي مال عن عقيدته و رجع إلى الضلالة و الكفر بعد إيمانه و إسلامه و يقال له: المرتدّ الملّي و حكمه أن يعاتب و يستتاب، فان تاب قبل توبته، و العتاب و الملامة يوجّه إلى من يحتمل أن يؤثّر فيه العتاب و يرجع عن غيّه، و لكن أمثال هؤلاء الأكابر الّذين رجعوا عن ولايته و فتنوا عن نصرته ممن لا يؤثّر فيهم عتاب و لا خطاب، فهو عليه السّلام آيس منهم، و جعلهم ممن ختم اللَّه على سمعه و بصره.

الترجمة

هر گمراهى را، سرزنش براه نياورد.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 13 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 14 صبحی صالح

14-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )مَنْ ضَيَّعَهُ الْأَقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الْأَبْعَد

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الثالثة عشرة من حكمه عليه السّلام

(13) و قال عليه السّلام: من ضيّعه الأقرب أتيح له الأبعد.

اللغة

(ضيّع) الشي‏ء: أهمله أهلكه فقده، (تاح) توحا له الشي‏ء: تهيّأ-  المنجد- .

الاعراب

اتيح مبنيّ للمفعول من أتاح يتيح، و الأبعد نائب الفاعل مرفوع.

المعنى

كلّ موجود له أثر و يترتّب عليه غرض في نظام التكوين، فالموجودات كلّها كلمات اللَّه و ليس في كلماته كلمة مهملة من الذرة إلى الدّرة، و كلّ فرد من أفراد الانسان عضو في عالم الكون و جزء مؤثّر في الاجتماع البشري أيّا من كان من عامل و زارع و تاجر و عالم و وصيّ و نبيّ، فنظام الخلقة يقتضى ظهور ماله من الأثر بماله من الاستعداد و الثمر، و ينبغي أن يثمر كلّ موجود في محيط وجوده و كلّ إنسان في عشيرته و أقربائه، و لكن يشترط أن يكون المحيط مستقبلا لذلك و الأقرباء مستعدّون للاستفادة من هذا الفرد، فان رفضوه و طردوه يهيّأ له مناخا يثمر فيه و يؤثّر أثره.

و في هذه الجملة إشارة و عتاب إلى قريش في مكّة حين ضيّعوا النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و طردوه و لم يستفيدوا من مقام نبوّته و لم ينصروه في بثّ دعوته، فاتيح له من قبائل أوس و الخزرج الأبعداء أن ينصروه و يأزروه حتى بثّ دعوته و استكمل رسالته.

و إلى قريش و أتباعهم في المدينة حيث رفضوا ولايته و إمامته بعد وفاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و تركوه فاتيح له أنصار من الموالى و سائر العرب حتى بثّ دعوته و أظهر إمامته في الجمل و صفّين، و بثّ تعاليمه العالية في الكوفة بين أظهر سائر الملل.

الترجمة

هر كه را نزديكانش بدور اندازند، بيگانگانش سر رسند و بنوازند.

هر كه خويشان را ز دست دهند            بر سر دست، ديگران ببرند

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 12 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 13 صبحی صالح

13-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الثانية عشرة من حكمه عليه السّلام

(12) و قال عليه السّلام: إذا وصلت إليكم أطراف النّعم فلا تنفّروا أقصاها بقلّة الشّكر.

اللغة

(الأطراف) جمع طريف و هو المكتسب من المال حديثا كما في-  المنجد-  أو جمع طرف و هو الشي‏ء و منتهى كلّ شي‏ء كما في-  المنجد-  و الأوّل أنسب بالمقام.

(النّعمة) جمع نعم و أنعم الحالة الّتي يستلذّها الانسان، و فلان واسع النعمة أي كثير المال-  المنجد- .

(نفر) ينفر نفورا الدّابة: جزعت و تباعدت، و نفر ينفر الظّبي: شرد و أبعد-  المنجد- .

المعنى

نال المسلمون في عصره نعما لم يسبقوها و لم يكونوا يطمعوا فيها من السيادة و العزّة و الأموال الكثيرة الّتي مادّتها غنائم الجهاد السريع الناجح و الفتوحات الواسعة التي ارسلت إلى المدينة سيلا من طرائف الغنائم من ناحية الفارس و الرّوم و قلّما يصل البائس و الفقير إلى نعمة وافرة إلّا بطر و طغى، و البطر و الطغيان كفران النعمة، و قد شاهد عليه السّلام كيف أثّر هذه الوضعية في روحية المسلمين و شرعت تفسدهم و تغررهم حتى كبار الصحابة أمثال طلحة و زبير و عمرو بن العاص، فخاف عليهم عواقب هذه الغرة و الطغيان الموجب للكفران و زوال النعم، فقد كان عليه السّلام يتوقّع للإسلام نفوذا عاما يشمل البشريّة بأجمعها و يجعلها تخضع لحكومة واحدة عادلة ملؤها الأخلاق الفاضلة و التوحيد و العدل و السلام و الاسلام، و هي النعمة القصوى الّتي ينظر إليها بعينه النافذة، و حذر المسلمون من تنفيرها، و لكن هيهات هيهات و يا أسفا أسفا من هذه الخلافات الّتي نفرت هذه النعم و أبعدتها إلى ظهور الحجّة عجّل اللَّه فرجه.

الترجمة

چون نعمتهاى نورستان در رسند، كم سپاسى نكنيد تا دنبالهايشان برمند.

سر نعمت چه در آيد زدرت
مى‏رسد از پس آن بيشترت‏

ناسپاسى مكن رم ندهش‏
بر رك خويش مزن نيشترت‏

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 11 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 12 صبحی صالح

12-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ وَ أَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

(11) و قال عليه السّلام: أعجز النّاس من عجز عن اكتساب الاخوان، و أعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم.

اللغة

(الاخوان) جمع الأخ قال في «المنجد»: الأخ و الأخّ و الأخو و الأخو… من جمعك و إيّاه صلب أو بطن-  إلى أن قال: و يقال: هؤلاء اخوة فلان، الصاحب و الصديق و قيل: الأخوان جمع أخ من الصداقة يقال: هؤلاء اخوان الصفا، يستعار لكلّ مشارك لغيره في القبيلة أو في الدّنيا أو في الصنعة أو في معاملة أو في غير ذلك من المناسبات.

أقول: و أليق المناسبات في لسان القرآن و الأخبار المشاركة في الاسلام كما قال عزّ من قائل: «103-  آل عمران-  «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ».

الاعراب

أعجز مضافا مبتدأ، و جملة من عجز-  إلخ-  موصولة خبره، و الرابط العموم المستفاد من الموصول.

المعنى

يشير الحديث إلى أنّ الانسان كما يتوجّه إلى المال و يصرف عمره في تحصيله فلا بدّ من توجّهه إلى أمر آخر و هو صرف الوقت في تحصيل الأخوان و الأصدقاء و كما أنّ الوصول إلى الأموال عادة لا يكون على وجه الصدفة و الاختيار و لا يعتمد الناس في تحصيل المال عليها، كذلك الأصدقاء و الأخوان لا يجتمعون حول الانسان على وجه التصادف، فلا بدّ من صرف الهمّة و بذل الثروة في تحصيلهم فانه أهون من تحصيل الأموال، حيث إنّ حسن المعاشرة و بذل المعاونة مما يكتسب به الأصدقاء و لا مؤنة فيه، و ربما يحصل الصديق بمسابقة السلام و التحية و بالزيارة و العيادة و سائر الروابط الحسنة الاجتماعيّة المعمولة بين الناس، فمن ترك كلّ ذلك في سبيل تحصيل الأصدقاء و الأخوان فهو من أعجز النّاس، و كما أنّ المال بعد تحصيله محتاج إلى الحفظ و التنمية حتى يبقى، كذلك الصداقة و الاخوة تحتاج إلى التودّد و حفظ الروابط حتى تبقى، فمن اكتسب صديقا ثمّ تركه و ضيّعه كان أعجز من الأعجز.

الترجمة

ناتوانتر مردم آنكه برادران بدست نيارد، و ناتوانتر از وى آنكه برادران را از خود براند.

ناتوانتر ز جمله مردم
آنكه تحصيل دوست نتواند

ناتوانتر از او كسى كه ز دوست‏
رشته دوستى ببرّاند

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 10 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 11 صبحی صالح

11-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

(10) و قال عليه السّلام: إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه.

اللغة

(قدر) قدرا… على الشي‏ء: قوي عليه (العداوة) الخصومة و المباعدة و العدوّ جمع الأعداء.

المعنى

القدرة من أفضل النعم و أمجد الكرم الّذي منّ اللَّه به على الكائنات، فالقدرة هي النشاط و الحركة التي بها يستكمل كلّ موجود سيره و يصعد على درجات الكمال، و بها تتصوّر المادة على أنواع شتّى الكائنات، فالقدرة حركة في ذاتها و دفاع عن مضاداتها و كلّ عائق عن الحركة عدوّ لدود لا بدّ من دفعه و المضيّ في سبيل الرقى و الكمال.

و أفضل الدفاع عن العدوّ تسخيره و تحويله إلى رفيق مساعد كما يشاهد في استكمال القوى الحيويّة فانها تعمل في مضاداتها و تجعل منها آلاتها و معدّاتها فاذا ظهر تجاه الانسان عدوّ يضادّه و يعانده و أنعم اللَّه على عبده بالقدرة على عدوّه فليحذر سلّ سيف الانتقام، بل يعفو عنه شكرا على هذه النعمة، و يجعله بمنّه من أصدقائه و معاونيه، فالشكر من موجبات مزيد النعم و وفور الكرم، و العفو عن المسي‏ء يوجب ذلك بتحوّل العدوّ صديقا، و السّاخط محبّا رفيقا.

و سير الأنبياء و الأكابر ملي‏ء بالعفو عند القدرة كيف و العفو من صفات اللَّه تعالى أقدر القادرين، و القاهر فوق المذنبين كلّ حين.

و نقل في السير انه لما دخل كورش الأكبر معبد بابل كمن له ارتب على شجرة في طريقه ليرميه بسهم قاتل، و لما رمى بسهمه كبا فرس كورش و هبط إلى الأرض فأخطأ السهم فأخذ ارتب و مثّل بين يدي كورش و لا يظنّ أحد أنه ينجو من القتل و لا طمع هو فيه، و لكن كورش عفا عنه فصار من أخلص أصدقائه و أوفى خدمه و جنده، و حضر معه كافة المعارك حتى إذا اصيب كورش بجرح و مات قتل ارتب نفسه فوق جنازته، و لم يحبّ الحياة دونه بعده، و هذا من أغرب آثار العفو عن العدوّ المذنب بعد القدرة عليه.

الترجمة

چون دشمنت در چنبر افتد، با گذشت از او شكر اين نعمت أدا كن.

چه قدرت بدشمن تو را داده شد
به بخشش تو را شكرش آماده شد

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 9 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 10 صبحی صالح

10-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ وَ إِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُم‏

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

(9) و قال عليه السّلام: خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم، و إن عشتم حنّوا إليكم.

اللغة

(خالطه) مخالطة و خلاطا: عاشره (حنّ) حنينا إليه: اشتاق-  المنجد.

المعنى

هذا بيان جامع لأدب المعاشرة و الخلطة مع الناس، و المقصود أن تكون المخالطة ودّيّة و على قصد الاعانة للناس و جلب قلوبهم و التفاني في مصالحهم بحيث يحسّوا من فقده فقد محبّ و معين فيبكوا من فقده و فراقه، و إذا كان حيّا يشتاقون إلى لقائه.

الترجمة

با مردم چنان دوستانه معاشرت كنيد كه اگر مرديد بر شما بگريند، و اگر زنده باشيد بملاقاتتان مشتاق باشند

بمردم درآميز با مهر و يارى
كه بر مرده ‏ات گريه آرند و زاري‏

و گر زنده ماني چه پروانه گردت‏
برآيند و سوزند از شرمساري‏

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 8 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 9 صبحی صالح

9-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ

شرح میر حبیب الله خوئی

الثامنة من حكمه عليه السّلام

(8) و قال عليه السّلام: إذا أقبلت الدّنيا على أحد أعارته محاسن غيره، و إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه. نظم نعمت خان عالي أحد أبطال الحكمة و الشعر من أهالى ايران فى الهند في مثنوية قصّة في معارضة الحظّ و العقل أيهما أنفع للإنسان، فقال الحظّ للعقل: نجرّب ذلك نختار أسوء النّاس حالا فاقارنه و اؤيّده و تفارقه مرّة، و تقارنه و تؤيّده و افارقه مرّة اخرى ليتبيّن الحقّ.

فوجدا يتيما عاريا بلا مال و لا مأوى يعمل لأحد الزارعين مشغول بحرس الأرض‏ مع الثيران فقال الحظّ: أنا له الان فلا تقربه، فأقبل عليه و صادف محراسه ثقبة كنز مملوء من الجواهرات الكريمة فاستخرجها و لا يعقل ما يعمل معها، فألقى مقدارا منها في معلف الثيران، و صنع منها قلائد و علّقها على عنقها و أذنابها و قرونها، فشرعت تتلالا فى الصحراء كأنها كوكب درّي، و خرج ملك البلاد للصيد و مرّ على هذه الناحية فاستجلبه بهاء هذه الجواهر و تلالؤها، فعكف عنانه نحوها فرأى اليتيم وراء الثيران و أعجب به حسنا و كياسة و قال لأصحابه: ما رأيت غلاما أحسن و لا أكيس منه قط، فاحملوه مع هذه الجواهر إلى القصر الملوكي، فحملوه و صار الملك لا يفكّر إلّا فيه فوقع في روعه أنه لا ولد له يرث ملكه و يحفظه و إنما له بنت واحدة فقال: ازوّجه بنتي و أجعله وارث ملكي فلا أجد أليق منه، فزوّجه بنته و أقام الحفلات و المادب و صار يفتخر به عند الأباعد و الأقارب حتّى زفّ مع بنت الملك و نام معها في فراشها.

فقال الحظّ للعقل: هذا عملي رفعت يتيما عاريا من وراء الثور إلى فراش بنت الملك و الان افارقه و اسلّمه إليك بما لك من التدبير و الازدهار.

فلمّا فارق حظّه و رجع اليه عقله ذهب النوم من رأسه و جعل يفكّر في عاقبة أمره فقال لنفسه: أنت ما تعلم فلو سألك الملك بالبارحة عن أبيك و اسرتك ما تقول له، و لو علم بلؤم نسبك و حسبك لقتلك في الساعة، فمن حكم العقل الهرب من هذا الضرر المهلك و دبّر العلاج في الهرب عاريا في ظلمة هذه الليلة، فخلع لباسه الملوكى و ألقى بنفسه من جدار القصر و راح يهرول فى البادية هاربا، فتوجّه الحظّ إلى العقل و قال: هذا من عملك.

و قد سمع في حديث أنه عليه السّلام يدعو بهذا الدّعاء: اللّهمّ ارزقني حظّا يخدمني به ذوو العقول، و لا ترزقني عقلا أخدم به ذوى الحظوظ.

الترجمة

چون دنيا بكسي رو آرد خوبيهاى ديگران را بوي بخشد، و چون بكسى پشت دهد زيباييهاى او را بغارت برد.

چون دنيا رو كند با كس دهد خوبيش از هر كس
چه برگردد برد زيبائى و سازد ورا چون خس‏

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 7 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 8 صبحی صالح

8-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )اعْجَبُوا لِهَذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ وَ يَتَكَلَّمُ بِلَحْمٍ وَ يَسْمَعُ بِعَظْمٍ وَ يَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْم‏

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

السابعة من حكمه عليه السّلام

(7) و قال عليه السّلام: اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم، و يتكلّم بلحم و يسمع بعظم، و يتنفّس في خرم (من خرم).

اللغة

(عجب) عجبا من الأمر أخذه العجب منه-  إلى أن قال: العجب جمع إعجاب انفعال نفساني يعترى الانسان عند استعظامه أو استظرافه أو إنكاره ما يرد عليه-  المنجد.

(الشحم) القطعة منه شحمة جمع شحوم ما ابيضّ و خفّ من لحم الحيوان كالذي يغشى الكرش و الأمعاء و نحوهما-  المنجد.

(الخرم) جمع خروم أنف الجبل-  المنجد و الصّحاح.

المعنى

من العلوم الهامّة للبشر و خصوصا في هذه القرون المعاصرة علم فوائد الأعضاء، و البحث عن حقائق الحواسّ و مالها من خواصّ، و لم يكن تلك العلوم معروفة في عصره عليه السّلام و سيّما للعرب العوام، و قد استلفت عليه السّلام نظر أبناء الاسلام إلى هذين العلمين باستفزاز العجب الّذي منشأه، كما ذكره-  المنجد- : انفعال النفس عن استعظام الأمر أو استظرافه.

و هذه الحواس و الخصائص الإنسانيّة عظيمة و ظريفة جدّا إلى غير النهاية و لكن لا يتوجّه إلى دقائقها أفكار اولئك الأعراب في هذا العصر، و لا يستعدّون لدرك ما أودع في هذه الحواسّ من دقائق الصنع و لطائف الخلقة الّتي ما زالت العلماء و البحاثة يتدارسونها و يبحثون عنها طيلة القرون الماضية و الحاضرة و يعترفون بعدم الوصول إلى غورها.

فمسألة الابصار من مسائل الحكمة الطبيعة من عهد فلاسفة يونان، و توجّه العلماء إليها إلى الان، و اكتشفوا الطبقات السبعة للعين و ما فيها من المواد و النسوج و الأوردة و الجلود، و لكن يتحيّرون في كيفيّة إدراك النّفس للصورة المنطبقة في عدسة العين.

كما أنّ تأثّر عضلات اللّسان من إرادة المتكلّم بسهولة و مران لا يتوجّه إليه المتكلّم سرّ لم ينكشف للعلماء الباحثين.

و هكذا نقل أثر الارتجاجات القارعة على الصماخ فى النّفس الانسانيّة أمر مجهول للعلماء الباحثين.

و هذا الثقب الخيشومي الذى وسيلة لدخول الهواء دائما إلى الرّية من عجائب صنع اللَّه.

و قد استلفت عليّ عليه السّلام نظر مستمعيه إلى ظاهرة هذه الحواسّ و الخواصّ و اختلاف مناحيها و آلاتها المودعة فيها، فالنظر بظاهره ينبعث من الشحم المودع في العين، و التكلّم يخرج من اللسان و الشفتين، و السمع يقع من عظمى الصماخين كما أنّ التنفس يتحقّق من ثقب الأنف الذى هو داخل الخرم.

و من ناحية اخرى ينبّه الانسان على ضعفه فى اصول حياته لينزله من مركب غروره و هناته، و يشير إلى أنّ أعظم أركان وجوده قائم على امور خفيفة و مبان ضعيفة فمبدأ نظره الذى هو نور وجوده و ضياء ديجوره الّذي لو سلب عنه اظلمت عليه الدّنيا و ما فيها، قطعة صغيرة من الشحم الّذي لو عرض على أحد لا يشتريه بفلس و كلامه الّذي هو قوام انسانيّته و مبدأ فخره على سائر أبناء جلدته الحيوانيّة قائم على قطعة صغيرة من اللّحم الّذى لو بقى يوما لتعفّن و فسد، و يتنفّر عنه كلّ أحد.

و سمعه الّذي يربطه بكلّ العالم و ينشد له بما شاء و يترنّم قائم على قطعة من العظم الفاقد للقيمة و البائد عند شروق الشمس و نفوذ البرد يوما بعد أمس.

و تنفّسه الذى به يحيي كلّ آن يخرج من خرم بلا بنيان.

الترجمة

در شگفت باشيد از اين بشر كه بقطعه پيهى بينا است، و بپاره گوشتى سخنور و بتيكه استخوانى شنوا، و از سوراخ بينى دم بر آرد.

شگفت آريد بر انسان كه از پيهى بود بينا
سخن گويد بلحمى، بشنود با استخواني نغمه دنيا

بر آرد دم زيك سوراخ مبهم بر سر بينى‏
كه گر بندد برآيد جان شيرينش ز سر تا پا

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 2-3-4-5-6 (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 2-3-4-5-6 صبحی صالح

2-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ

وَ رَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ عَنْ ضُرِّهِ

وَ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ

3-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )الْبُخْلُ عَارٌ

وَ الْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ

وَ الْفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ

وَ الْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ

4-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )الْعَجْزُ آفَةٌ

وَ الصَّبْرُ شَجَاعَةٌ

وَ الزُّهْدُ ثَرْوَةٌ

وَ الْوَرَعُ جُنَّةٌ

وَ نِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى

5-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ

وَ الْآدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ

وَ الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ

6-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ

وَ الْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ

وَ الِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ‏

وَ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً

الْمَسْأَلَةُ خِبَاءُ الْعُيُوبِ

وَ مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

الى السادسة من حكمه و آدابه و هى فى مكارم الاخلاق

(2) و قال عليه السّلام: أزرى بنفسه من استشعر الطّمع، و رضى بالذّلّ من كشف ضرّه (عن ضرّه-  خ)، و هانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه.

(3) و قال عليه السّلام: البخل عار، و الجبن منقصة، و الفقر يخرس الفطن عن حجّته، و المقلّ غريب في بلدته، و العجز آفة، و الصّبر شجاعة، و الزّهد ثروة، و الورع جنّة.

(4) و قال عليه السّلام: نعم القرين الرّضا، و العلم وراثة كريمة و الاداب حلل مجدّدة، و الفكر مرآة صافية.

(5) و قال عليه السّلام: صدر العاقل صندوق سرّه، و البشاشة حبالة المودّة، و الاحتمال قبر العيوب.

(و روى أنّه عليه السّلام قال في العبارة عن هذا المعنى أيضا:) المسالمة خباء العيوب.

(6) و قال عليه السّلام: من رضى عن نفسه كثر السّاخط عليه، و الصّدقة دواء منجح، و أعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم.

اللغة

في الصحاح يقال (أزريت به) إذا قصرت به و أزريته أي حقّرته و (استشعر) فلان خوفا أي أضمره (طمع) فيه طمعا و طماعة و طماعية مخفّف فهو طمع (الضرّ) بالضمّ الهزال و سوء الحال و (الخرس) بالتحريك مصدر الأخرس و قد خرس و أخرسه اللَّه و (المقلّ) الفقير الّذي لا مال له (الحبالة) الّتي يصاد بها.

الاعراب

أزرى بنفسه، الباء للتعدية بتضمين أزرى معنى قصر كما فسّره في الصّحاح.

المعنى

(الطمع) توقّع ما لا يستحقّ أو ما ليس بحقّ، فقد يكون مباحا كطمع الجائزة من الأمراء و الهبة من الأغنياء، و قد يكون أمرا محرّما كالطمع فيما لا يحلّ له من مال أو جمال، و هو مذموم و ممنوع أخلاقا و هو من الصّفات العامّة قلّما يخلو عنه إنسان إلّا من ارتاض نفسه و أزال أصل هذه الصّفة الذميمة عن نفسه، فانه من لهبات الشهوة الكامنة في الطبائع الإنسانيّة.

و قد اشتهر أشعب أحد التابعين بهذه الصفة و نسب إليه مطامع عجيبة إلى حدّ السخف و السفه.

فمنها: أنّه اجتمع عليه الصّبيان يؤذونه فأراد تفريقهم و طردهم، فأشار إليهم إلى بيت أنه يقسم فيه الحلوى، فشرعوا يركضون نحوه، و ركض معهم فقيل له في ذلك فأجاب أنه ربّما يكون صادقا.

و منها: أنّه إذا مشى تحت السّماء يبسط طرف ردائه، فسئل عن ذلك فقال: عسى أن يبيض طائر في الهواء فيقع بيضته في طرفي.

فالطمع بما في أيدي النّاس يستلزم الخضوع لهم و يجرّ الهوان و سقوط المنزلة عندهم و عند اللَّه، و قد ورد في ذمّ الطمع أخبار و أحاديث كثيرة.

ورد في الشرح المعتزلي: «و في الحديث المرفوع أنّ الصفا الزلزال الّذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع» و قد اشتهر أنّه عزّ من قنع و ذلّ من طمع‏ و في الكافي عن أبي جعفر عليه السّلام: بئس العبد عبد له طمع يقوده، و بئس العبد عبد له رغبة تذلّه (كشف الضرّ) للنّاس شكوى من اللَّه إلى عباده و هو خلاف رسم العبودية و هتك ستر الرّبوبيّة، و قد ورد فيه ذمّ كثير.

سمع الأحنف رجلا يقول: لم أنم الليلة من وجع ضرسي، فجعل يكثر فقال: يا هذا لم تكثر فو اللَّه ذهبت عيني منذ ثلاث سنين فما شكوت ذلك إلى أحد و لا أعلمت بها أحدا، و هو مع ذلك يوجب تنفير النّاس و مذلّة عندهم.

و أمّا حفظ اللّسان و التسلّط عليه فممّا حثّ عليه في غير واحد من الأخبار و كان يقال: ربّ كلمة سفكت دما و أورثت ندما، و في الحديث أنّ لسان ابن آدم يشرف صبيحة كلّ يوم على أعضائه و يقول لهم: كيف أنتم فقالوا: بخير إن تركتنا و في شرح ابن ميثم:

احفظ لسانك أيّها الانسان
لا يلدغنّك إنّه ثعبان‏

كم في المقابر من قتيل لسانه‏
كانت تهاب لقاءه الأقران‏

(و البخل) حبس ما يقدر على إنفاقه من مال أو معاونة بيد و لسان، فقد يصل إلى حدّ منع أداء الحقوق الواجبة كمنع النفقة على الأهل و الأقرباء الواجبة النفقة، أو منع حق الزكاة للفقراء و سائر مصارفه، أو الخمس عن أربابه فيوجب العقاب و المؤاخذة، و قد يكون سببا لمنع ذوي الحقوق العامّة فيبلغ إلى حدّ الوبال و النكال، و في الحديث أنّه لا يؤمن باللّه و اليوم الاخر من بات شبعانا و جاره جائع، فلذا قال عليه السّلام: انّه (عار).

(و الجبن منقصة) لمضادّته مع الشجاعة الّتي هي ركن من أركان الإيمان و حلية لنفس الانسان، فالجبون لا يقوم بالدّفاع عن عرضه و دينه، و يخاف في كلّ موطن على نفسه.

(و أمّا الفقر) قد ورد فيه الأخبار و كلمات الأخيار بالمدح تارة و الذّمّ اخرى، فقد ورد في الكافي في باب الكفر و الايمان «ج 3 ص 452» من المطبوع مع الشرح و الترجمة الفارسية بطهران عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النّوفلي، عن‏ السّكوني، عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: كاد الفقر أن يكون كفرا، و كاد الحسد أن يغلب القدر.

و قد وصف عليّ عليه السّلام الفقر في هذه العبارة بطبعه المؤثر في الفقير بالنظر إلى الاجتماع، فانّ النّاس عبيد الدينار و لا ينظرون إلى الفقير إلّا بعين الاحتقار و لا يتوجّهون إلى كلامه و حجته و إن كان حقّا و يؤثّر هذا الأمر في الفقير فلا نشاط له في إظهار حجّته عند المخاصمة حتّى كأنّه أخرس، و نعم ما قيل:

فصاحة سحبان و خطّ ابن مقلة
و حكمة لقمان و زهد ابن أدهم‏

لو اجتمعت في المرء و المرء مفلس‏
فليس له قدر بمقدار درهم‏

و قد بيّن عليه السّلام سوء أثر الفقر بأبلغ بيان في الفقرة التالية و هي قوله عليه السّلام: (و المقلّ غريب في بلدته) و إن يمكن التفريق بين الفقير و المقلّ حيث إنّ الفقير من أظهر حاجته للنّاس، و المقلّ ربّما يظهر الغناء و الاستغناء و لكنّ النّاس لا يفرّقون بينهما، فانّهم غالبا كالذباب يدورون حول الحلوى، فإذا كان الانسان مقلّا لا يقدر على جلبهم ببذل المال يعرضون عنه و لا يتقرّبون إليه و لا يسألون عن حاله و لا يتوجّهون إليه، و بهذا النّظر يصير غريبا و إن كان في بلدته و بين عشيرته، فانّ الغريب من لا يتوجّه إليه و لا يسأل عن حاله، و نعم ما قال:

لا تظن أنّ الغريب هو النائي
و لكن الغريب المقلّ‏

و تلحق الفقرة التالية و هو قوله عليه السّلام (و العجز آفة) بهاتين الفقرتين فانّ العجز في الانسان نوع من الفقر و الاقلال لأنّه عوز ما يحتاج إليه في العمل و إنفاد الامور الدّنيويّة أو الدّينية، فكما أنّ الفقر و عدم المال نوع من العجز حيث إنّ الفقير لا يقدر على إنفاد الأمر المحتاجة إلى بذل المال، فهو عاجز عن كثير من الأعمال أىّ عاجز، فكذا العاجز الجسمي مثل الأعمى و الزمنى و الأشل، و العاجز النّفساني كالسفيه و الكسلان لا يقدر على كثير من الأعمال، فهو كمن عراه مرض أو عاهة منعته عن العمل.

(الشجاعة) هي المقاومة تجاه العدوّ المهاجم و دفع هجومه بما تيسّر، أوالهجوم على العدوّ اللّدود لدفعه، و كلّما لا يلائم عدوّ كالبلاء و هجران الأصدقاء و مفارقة الأقرباء و ترك التمتّع بما اشتهاه الانسان (و الصبر) هو المقاومة تجاه عدوّ المكاره و البلايا، فحقيقة الشجاعة هو الصّبر، و هو من الصفات الممدوحة الّتي ورد في الحثّ عليها آيات الكتاب و مستفيض السنّة بغير حساب.

(و الثروة) المال و المتاع المصروفان في إنجاز الحوائج، و الزاهد هو الّذي ترك الحوائج العادية و رغب عنها و كرهها، فيتحصّل بالزهد للزاهد ما يحصّله غيره بصرف الثروة مضافا إلى أنّ الزاهد في راحة عن تحصيل الحاجة و عواقبها، فمن صرف الدّينار و الدرهم في تحصيل غذاء لذيذ تعب نفسه بتحصيله و تحمّل ألم ما يعقبه من البطنة و الكسل و الدّفع، و ربّما بعض الأمراض، و لكن الزاهد في راحة عن ذلك كلّه، فالزهد ثروة بلا تعب.

(و الورع) هو التحرّز عما يضرّ عاجلا أو آجلا فهو (جنّة) دون أيّ بلية و عاهة في الدّنيا، و دون أيّ عذاب و عقوبة في الاخرة.

(و الرّضا) هو حسن الاستقبال عمّا يعرض للانسان في كلّ حال من حيث لا يقدر على تغييره بتدبيره، فمن تلبّس بالرّضا تجاه ما قدر و قضى فقد قرن بما حسن حاله في كلّ حين، و جعل لنفسه من نفسه رفيقا يفيض السرور في قلبه.

(و العلم) فطري و هو موهبة إلهيّة الهم على قلب العالم بعناية اللَّه، أو اكتسابي اوحى إليه بعد تحصيل مقدّماته المفضية إليه، و التعبير عنه بأنّه (وراثة) تشير إلى أنّ العلم و هو النور الساطع من باطن العالم ينكشف به الأشياء المجهولة لديه، موهبة من اللَّه و إن تكلّف تحصيل مقدّماته في العلوم الاكتسابيّة، فهو كالرزق للأبدان بذله اللَّه لكلّ من يستحقّه مؤمنا كان أو غيره، إلّا ما كان من العلوم الإلهيّة و المعارف القدسيّة الّتي تختصّ بالمؤمن و من يرد اللَّه أن يهديه.

و الإرث ما يتحصّل للوارث بلا عوض، و بهذا الاعتبار عبّر عنه بالوراثة و ليس المقصود أنّ العلم ميراث من العلماء و الأساتذة، كما في الشرحين لابن ميثم و ابن أبي الحديد، فانّ العلم أعمّ، و المقصود أتمّ.

(و الاداب حلل مجدّدة) الأدب لفظة يشعر بالنظم و الترتيب، و منه مأدبة لسفرة الغذاء، لأنّه يراعى فيه النظم و الأدب رعاية القوانين المقرّرة في الشرع و تنظيم الوظائف الدّينيّة و رعاية القوانين المقرّرة في المعاشرة و المعاملة مع الناس فرعاية الأدب التحلّي بأعمال و أقوال تجاه الخالق أو الخلق.

و حيث إنّ الانسان دائما مسئول من فعله و قوله أمام الخالق و المخلوق و لا بدّ له من رعاية وظائفه حينا بعد حين فكأنه برعاية الاداب يجدّد حلية جماله المعنوي، و يلبس حللا و يبدلها باخرى، و هذا من أحسن التعبيرات و الاستعارات.

و قد ذكر صاحب الشرح في ذيل هذه الجملة قصّة لنا عليها نكتة و تعليق نذكرها بنصّها ثمّ نردفها بهذه النكتة و نعلّق عليها و هذا نصّها (في ص 96 ج 18 ط مصر-  عيسى البابي الحلبي). و أنشد منشد بحضرة الواثق هارون بن المعتصم:

أ ظلوم أنّ مصابكم رجلا
أهدى السلام تحيّة ظلم‏

فقال شخص: رجل هو خبر «انّ» و وافقه على ذلك قوم و خالفه آخرون فقال الواثق: من بقي من علماء النحويّين قالوا: أبو عثمان المازني بالبصرة فأمر باشخاصه إلى سرّ من رأى بعد ازاحة علّته، قال أبو عثمان: فاشخصت، فلمّا ادخلت عليه قال: ممّن الرّجل قلت: من مازن، قال: من مازن تميم، أم من مازن ربيعة، أم من مازن قيس، أم مازن اليمن قلت: من مازن ربيعة، قال: باسمك-  بالباء-  يريد «ما اسمك» لأنّ لغة مازن ربيعة هكذا يبدلون الميم باء و الباء ميما، فقلت: مكر أي «بكر» فضحك و قال: اجلس و اطمئنّ، فجلست فسألني عن البيت فأنشدته منصوبا، فقال: فأين خبر «انّ» فقلت «ظلم» قال: كيف هذا قلت: يا أمير المؤمنين، ألا ترى أنّ البيت إن لم يجعل «ظلم» خبر «انّ» يكون مقطوع المعنى معدوم الفائدة، فلما كرّرت القول عليه فهم، و قال: قبح اللَّه من لا أدب له ثمّ قال: ألك ولد قلت: بنيّة، قال: فما قالت لك حين ودّعتها قلت: ما قالت بنت الأعشى:

تقول ابنتي حين جدّ الرحيل
أرانا سواء و من قد يتم‏

أبانا فلا رمت من عندنا
فانا بخير إذا لم ترم‏

أبانا إذا اضمرتك البلاد
نخفى و تقطع منا الرّحم‏

قال: فما قلت لها قال: قلت: أنشدتها بيت جرير:

ثقي باللّه ليس له شريك
و من عند الخليفة بالنّجاح‏

فقال: ثق بالنجاح إن شاء اللَّه تعالى ثمّ أمر لي بألف دينار و كسوة، و ردّني إلى البصرة انتهى.

أقول: فيها نكتتان:

1-  صاحب الشرح حمل لفظة الاداب الواردة في كلام مولانا عليه السّلام على المعنى الاصطلاحي المحدث، و هو علم العربية و ما يلحق بها و ما يسمّونه بعلوم الأدب، و الأدبيّات، و مفهوم العلوم الأدبيّة ليس بواضح من وجهين: الأوّل: ما هي العلوم الأدبيّة الثاني: لما ذا سمّيت تلك العلوم بالأدبيّة و أدبيّات أمّا جواب السؤال الأوّل فليس بمحرّر من حيث إنّ علم اللّغة و الصرف و النحو و البلاغة و الشعر أدبيّات و لكن هل تشتمل اللفظة علم التاريخ و المنطق و نوضح أوّلا جواب السؤال الثاني فنقول: إنّ لفظة أدب كما ذكر يشعر بالنظم و الترتيب، و علوم اللغة و الصرف و النحو ينظّم الكلام فيقال لها: علوم الأدب أو الأدب العربي قال في «المنجد» آدب إيدابا السلطان البلاد ملأها قسطا و عدلا-  و العدل هو استقرار النظم الاجتماعي الصّحيح-  إلى أن قال: الاداب تطلق على العلوم و المعارف عموما، أو على المستظرف منها فقط و يطلقونها على ما يليق بالشي‏ء أو الشخص فيقال: آداب الدرس و آداب القاضي-  إلخ، و علم الأدب هو علم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا و كتابة انتهى.

و على كلّ حال حمل لفظة الاداب في كلام مولانا عليه السّلام على هذا الاصطلاح، كما يشعر به كلام الشارح المعتزلي بعيد جدّا، فانّ هذا الاصطلاح غير موجود في هذا العصر و ليس بمقصود في المقام، كما أوضحناه.

2-  يظهر من هذه القصّة انحطاط بلاط الخلافة في العلم و الأدب إلى حيث لا يفهم المعتصم هذا البيت العربي الصريح حتّى فهمه المازني و أوضح له المراد مع أنّه قريب العصر بالمأمون العبّاسي الشهير بالفضل و التوجّه إلى أهله.

و أما تعليقنا على هذه القصّة فقد نفلت نظر القرّاء الكرام إلى وضع هذه الشخصيّة الفذّة و هو أبو عثمان المازني أحد أعيان العلوم الأدبية و واضع علم الصرف و قد كان من أعيان الشّيعة الإماميّة في عصره الرّهيب.

قال في تنقيح المقال ج 1 ص 180: بكر بن محمّد بن حبيب بن بقية أبو عثمان المازني-  إلى أن قال: قال النجاشي: بكر بن محمّد بن حبيب بن بقية أبو عثمان المازني مازن بني شيبان كان سيّد أهل العلم بالنحو و الغريب و اللغة بالبصرة و مقدّمته مشهورة بذلك-  إلى أن قال: و لا إشكال في كون الرّجل إماميّا، و قد سمع من النجاشي أنّه من علماء الاماميّة إلخ.

أقول: و يشعر بعض مضامين القصّة المنقولة أنّه من الاماميّة حيث إنّ دعوته إلى سرّ من رأى بأمر الخليفة كانت رهيبة و معرض خطر، و بهذه المناسبة سأله المعتصم عن أولاده و عمّا قالت له ابنته حين سفره و أعطاه الأمان بقوله: اجلس، و اطمئنّ، فيظهر منها أنّه كان معروفا بالتشيّع و مبتلى بالضغط و ضيق المعاش، فطمع فيه ذمّي و أعطاه مائتي دينار ليعلّمه كتاب سيبويه، و كما نقل عن المبرّد امتنع عن ذلك بأنّ في الكتاب ثلاثمائة و كذا و كذا آية من كتاب اللَّه عزّ و جلّ، و لست أرى أن امكّن ذمّيا منها، غيرة و حميّة للإسلام، و يكشف ذلك عن غاية ورعه و تقواه.

و ذكر العلّامة الأوحد الاقا رضا الاصبهاني قدّس سرّه أحد أساتيدي و شيخ إجازتي أنّ حفظ حرمة كتاب اللَّه صار سببا لحدوث المناقشة بحضرة المعتصم و أدّى إلى إحضاره و إكرامه و بذل المال و الكسوة له و تعريفه بحضرة الخليفة استاذا منحصرا للأدب و اللغة في عصره، فنال تأييدا منه بمنّه تعالى و صار سببا لشهرته و رفع الضيق عنه ببركة حرمة القرآن الشريف، و من هنا يتوجّه هذا السّؤال: هل يجوز تعليم القرآن بغير المسلم أم لا ربما يستفاد من ظاهر الاية الشريفة «لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» 79-  سورة الواقعة» عدم الجواز، لأنّ أظهر أفراد مسّ القرآن درك صورته العلميّة و حفظه في القلب، و يستفاد من هذه الاية النهي عن مسّ غير المطهّر، و الكافر غير مطهّر.

كما أنّ خباب بن أرت امتنع عن تسليم جزء من القرآن كان يعلّمه فاطمة أخت عمر المسلمة حين طلبه عمر ليقرئه و قال أو قالت «لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ».

و يشعر امتناع المازني أحد شيوخ الإماميّة عن تعليم كتاب سيبويه المتضمّن لايات القرآن الذمّي الغير المسلم بذلك، و لعلّه يتفرّع على ذلك حرمة بيع المصحف بغير المسلم كما ذكره الفقهاء في مسائل المكاسب المحرّمة.

و لكن يضعف ذلك كلّه أنّ القرآن الشريف اوحي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ليقرأها على المشركين فيفهمونه و يصير سببا لاسلامهم، و كان تعليم القرآن لغير المسلم سيرة ثابتة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله.

(و الفكر مرآة صافية) الفكر أشعاع عقلي ينور القلب و ينكشف به الحقائق و هي حركة روحيّة من المبادي إلى المقاصد و من المقاصد إلى المبادي و عرّفه الشيخ البهائي قدّس سرّه في المبادي المنطقيّة لزبدة الأصول بأنّه تأمّل معقول لكسب مجهول.

و وصفها عليه السّلام بأنّها مرآة صافية ينعكس فيها الحقائق فيجب على كلّ استعمالها في شتّى اموره و يخلّصها من شوب الوهم و التخيّل ليرى الأشياء فيها، كما هي.

(و صدر العاقل صندوق سرّه) كتمان الأسرار دأب العقلاء الأخيار، و قد أمر في غير واحد من الأخبار بكتمان السرّ، و صدر الوصاية به عن غير واحد من الحكماء و ذوى البصيرة سواء كان سرّ نفسه أو السرّ المودع عنده من غيره.

و قد كان سرّ الشّيعة في دولة الخلفاء الجائرة ما أفاده إليهم أئمّة الحقّ من الأحكام و الاداب الخاصّة و أمروهم بحفظه و صيانته عن الأعداء، و وردت أخبار كثيرة في ذمّ من يذيع هذه الأسرار عند الأغيار.

(و البشاشة حبالة المودّة) البشر و حسن الخلق مما يجلب به و يحفظ مودّة النّاس، و كما يصاد بالحبالة الطيور النافرة يصاد بالبشاشة و حسن الخلق القلوب الوحشيّة، و قد وصّى عليه السّلام ابنه الحسن في حديث المعاشرة بقوله: و بشرك للعامّة يعني أنّ حسن الخلق أدب مع كلّ النّاس.

(و الاحتمال قبر العيوب) الاحتمال نوع من الحلم تجاه ما يكره من قول أو فعل يصدر عن المعاشر من صديق أو عدوّ، فاذا تحمّله الانسان و لم يظهر الضّجر يصير سببا لدفن العيوب من وجهين: 1-  أنّ كثيرا من العيوب يتولّد من عدم الاحتمال نفسه، فكم من شخص غاظ من قول مكروه أو فعل غير ملائم فارتكب الجرائم و المعاصي و الذّمائم و الماثم.

2-  أنّه إذا لم يتحمّل تلك المكاره و قام في وجه المرتكب بالانتقام و السّفه يبدون معايبه المكنونة و يفضحونه بما يعلمون من سرائر حاله، فتحمّل المكاره موجب لستر العيوب.

و قال في شرح ابن الميثم: و روي أنّه عليه السّلام قال في العبارة عن هذا المعنى أيضا: (المسالمة خباء العيوب) قال الجوهريّ: الخباء: واحد الأخبية بيت من وبر أو صوف و لا يكون من شعر و يكون على عمودين أو ثلاثة، و ما فوق ذلك فهو بيت و المسالمة فضيلة تحت العفّة انتهى.

و الأنسب أن يجعل المسالمة من فروع الشجاعة الأدبيّة فانّ مرجعها إلى المقاومة في قبال هجوم الغضب و الطمأنينة في موقع الاستفزاز. و في الشرح:

إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من إجابته السّكوت‏

سكتّ عن السّفيه فظنّ أنّي‏
عيبت عن الجواب و ما عييت‏

(من رضى عن نفسه كثر الساخط عليه) الرّضا عن النّفس من شعب العجب الّذي عدّ في غير واحد من الأخبار من المهلكات، ففي الحديث: ثلاث من المهلكات: شحّ مطاع، و هوى متّبع، و إعجاب المرء بنفسه.

و أثر هذه الخصلة توقّع الاحترام عن النّاس و تحميل الوظائف المربوطة به عليهم، فعند اللقاء يتوقّع منهم الابتداء بالسلام و التحيّة، و في الورود على المحافل و المجالس يتوقّع منهم التعظيم و القيام، و عند البحث و إبداء الرأى يتوقّع منهم قبول قوله و هكذا، و هذه التوقّعات ثقيلة على النّاس فيحصل الناقم عليه و الساخط و المنتقد.

(و الصّدقة دواء منجح) الصّدقة تمليك مال للمستحقّ مجّانا قربة إلى اللَّه تعالى و هي واجبة كالزكاة المقرّر في الشرع، و مندوبة و هي على مقدرة المتصدّق و سخائه، و كلّ منهما دواء منجح للالام الاجتماعيّة و الفرديّة.

فانّ من مصارف الزكاة الواجبة أداء الديون و تحرير الرقاب و الاعانة للفقراء و المساكين و الصرف في الامور العامّة من تسبيل السبل و تأمين الصحّة و إيجاد البيمارستانات و المساجد و الاعانة على الجهاد، و كلّ هذه الامور معالجة باتة نافعة لالام محسوسة و موجعة للجمع و الفرد، و يؤثر ذلك في رفع آلام المتصدّق و ينتفع به كغيره.

كما أنّ الصدقة المندوبة دواء منجح في معالجة ألم الجوع و الحاجة للمستحق فتوجّه بقلبه على المتصدّق و المنفق فيدفع آلامه و يقضي حوائجه باذن اللَّه و قال صلّى اللَّه عليه و آله: داووا مرضاكم بالصّدقة.

و في زكاة الجواهر: و يكفيك فيما ورد في فضل الصدقة الشاملة لها من أنّ اللَّه يربيها لصاحبها كما يربى الرّجل فصيله فيأتي بها يوم القيامة مثل احد، و أنها تدفع ميتة السوء و تفكّ من سبعمائة شيطان، و لا شي‏ء أثقل على الشيطان منها و صدقة الليل تطفئ غضب الربّ و تمحق الذّنب العظيم و تهوّن الحساب، و صدقة المال تنمي المال و تزيد في العمر.

(و أعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم) هذه الجملة تدلّ على تجسّم الأعمال و يستفاد منها أنّ كلّ عمل يتجسّم بصورة يناسبها من خير أو شرّ، و حسن أو قبح، و يراها العامل بعينه في آجله و هو حين حلول الموت الّذي يرفع الحجاب و يكشف الغطاء إلى القبر و البرزخ و القيامة.

و يؤيّدها ظاهر قوله تعالى «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» فانّ ظاهر الرؤية بمفعول واحد هي الرؤية بالبصر.

الترجمة

هر كه طمع در دل آرد خود را پست دارد-  و هر كه پرده از سختى و تنگدستى خويش برگيرد خود را بخوارى بسپارد-  و هر كه بگستاخى زبان خود سر نهد خويش را بزبونى دهد-  بخل ننگ است-  و ترس كاستى مرد است بينوائى هوشمند را از دليل حق خود گنگ سازد-  تنك سرمايه در وطنش آواره است-  و ناتوانى خود آفتى است جانى-  و شكيبائى دليريست-  و زهد توانگرى-  و پارسائى سپريست محكم-  و رضا به پيشامد چه خوب رفيقى است خوشامد-  و دانش بهره‏ايست ارجمند-  رعايت آداب جامه ‏ايست زيبا و تازه-  و انديشه آئينه ايست زلال-  سينه خردمند صندوق هر رازيست-  خوش‏خوئى دام مهر و دوستى است و حلم‏ ورزى گورستان عيبها است-  «سازش سرپوش عيبها است»-  هر كه از خود راضى است دشمنش فراوانست-  صدقه درماني است مؤثر-  و كارهاى بندگان خدا در ديگر سرا برابر چشمان آنها است.

هر آن كس كه چشم طمع باز كرد
بخود خوارى و پستى آغاز كرد

زبونى پسندد بخود هر كسى‏
شكايت ز سختى كند با كسى‏

زبان هر كه فرمانده خويش كرد
ز خوارى دل خويش را ريش كرد

بود بخل ننگ و، بود ترس نقص‏
چه درويشى از حجت خود مرقص‏

نداران غريبند اندر وطن
بدان عجز را آفت خويشتن‏

شكيبا دلير است و، زاهد غنى
بود پارسائى دژ پر فنى‏

رضا خوش قرين است از كف مده‏
چه دانش برى ارث ارجش بنه‏

ادب جامه فاخرى نوبنو
ز انديشه پاك آينه كن درو

خردمند را سينه صندوق راز
ز خوش‏خوئيت دام مهرى بساز

تحمل كن و عيب را خاك كن
بسازش ز خود عيب را پاك كن‏

ز خود راضيان راست دشمن بسى‏
ز صدقه بدرمان دردت رسى‏

بود بندگان را بديگر سراى
همه كار در پيش چشم دوتاى‏

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره ۱ (شرح میر حبیب الله خوئی)

حکمت 1 صبحی صالح

1-قَالَ ( عليه ‏السلام  )كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَ لَا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ

شرح میر حبیب الله خوئی ج21

(1) قال عليه السّلام: كن في الفتنة كابن اللّبون، لا ظهر فيركب و لا ضرع فيحلب.

اللغة

منقولة من صحاح الجوهري: (الفتنة) الامتحان و الاختبار-  إلى أن قال-  و قال الخليل: الفتن الاحراق.

(ابن اللّبون) وصف سني للبعير-  و في الصّحاح: و ابن اللّبون ولد الناقة إذا استكمل السّنة الثانية و دخل في الثالثة، و الانثى بنت لبون لأنّ أمّه وضعت غيره فصار لها لبن و هو نكرة و يعرّف بالألف و اللّام (الظّهر) خلاف البطن و (الضّرع) لكلّ ذات ظلف أو خفّ.

الاعراب

في الفتنة ظرف مستقرّ حال عن الضمير المستتر في كلمة كن، و كابن اللّبون ظرف مستقرّ أيضا، خبر لأمر كن، و كلمة «لا» مشبّهة بليس، و ظهر اسمها و خبرها محذوف و هو «له» و قيل: موجودا، و الفاء للتفريع، و يركب على صيغة المبنى للمفعول مرفوع على الأصل، و قال ابن أبي الحديد: منصوب في جواب النفي و هو ضعيف و كذا الكلام في: و لا ضرع فيحلب، بعينه و الجملة حاليّة لابن اللّبون، فيتعيّن أن يكون الخبر المحذوف «له» ليربطها به.

المعنى

فسّر الشراح كلمة الفتنة على مفهومها العرفي، و هو الاضطراب الواقع بين‏ جماعة أو أمّة لغرض، و الأكثر أن يكون سياسة أو وسيلة لكسب الأمرة و القوّة و حيازة مقام الامامة، و فسّروا الدستور بتكلّف الانزواء و العزلة و الخمول و عدم التدخل في الأمور، و خصّصها ابن أبي الحديد بالخصومة بين رئيسين ضالّين يدعوان كلاهما إلى ضلالة كفتنة عبد الملك و ابن الزبير، و فتنة مروان و الضحاك، و فتنة الحجاج و ابن الأشعث و نحو ذلك، قال: و أما إذا كان أحدهما صاحب حقّ فليست أيّام فتنة، كالجمل و صفّين و نحوهما، بل يجب الجهاد مع صاحب الحقّ.

أقول: المقصود من الفتنة أعمّ و المراد من الدستور أمر أتمّ، و ليس غرضه عليه السّلام الأمر بالانزواء و العزلة و الاستراحة إلى الخمول و التغافل و الغفلة بل المقصود الحذر عن التعاون مع دعاة الفتنة و شدّ أزرهم في مقاصدهم الفاسدة و محقّ الحق، سواء كان الفتنة لغرض سياسى كما مثّل، أو لغيره كما في فتنة خلق القرآن في أيّام المأمون، و سواء كانت لتخاصم بين ضالّين كما ذكر، أو تخاصم الحقّ و الباطل كفتنة السقيفة و الجمل و صفّين.

فالمقصود الحذر من إعانة المفتنين، و تأييد أغراض المبطلين و أمر عليه السّلام بالتمسك بالحقّ في كلّ حين على ما يجب على المسلمين، و لا عزلة في الإسلام و لا خمول للمسلم، بل يجب عليه القيام، كما قال عزّ من قائل (46: السباء) قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى‏ وَ فُرادى‏، و لا مندوحة عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، بل يجب الكفاح عن الحقّ بما تيسّر في كلّ زمان و مكان.

الترجمة

در هنگام فتنه و آشوب چون شتر دو ساله باش كه نه بار كشد، و نه شير دهد.

در فتنه چنان باش كه بارت ننهند
و ز دست و زبانت استعانت نبرند

زين آتش تند در حذر باش و بهوش‏
تا مدّعيان رند جانت نخرند

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره ۱ (شرح میر حبیب الله خوئی)

و من حكمه عليه السّلام و هى الحكمة الاولى

(1) قال عليه السّلام: كن في الفتنة كابن اللّبون، لا ظهر فيركب و لا ضرع فيحلب.

اللغة

منقولة من صحاح الجوهري: (الفتنة) الامتحان و الاختبار- إلى أن قال- و قال الخليل: الفتن الاحراق.
(ابن اللّبون) وصف سني للبعير- و في الصّحاح: و ابن اللّبون ولد الناقة إذا استكمل السّنة الثانية و دخل في الثالثة، و الانثى بنت لبون لأنّ أمّه وضعت غيره فصار لها لبن و هو نكرة و يعرّف بالألف و اللّام (الظّهر) خلاف البطن و (الضّرع) لكلّ ذات ظلف أو خفّ.

الاعراب

في الفتنة ظرف مستقرّ حال عن الضمير المستتر في كلمة كن، و كابن اللّبون ظرف مستقرّ أيضا، خبر لأمر كن، و كلمة «لا» مشبّهة بليس، و ظهر اسمها و خبرها محذوف و هو «له» و قيل: موجودا، و الفاء للتفريع، و يركب على صيغة المبنى للمفعول مرفوع على الأصل، و قال ابن أبي الحديد: منصوب في جواب النفي و هو ضعيف و كذا الكلام في: و لا ضرع فيحلب، بعينه و الجملة حاليّة لابن اللّبون، فيتعيّن أن يكون الخبر المحذوف «له» ليربطها به.

المعنى

فسّر الشراح كلمة الفتنة على مفهومها العرفي، و هو الاضطراب الواقع بين‏ جماعة أو أمّة لغرض، و الأكثر أن يكون سياسة أو وسيلة لكسب الأمرة و القوّة و حيازة مقام الامامة، و فسّروا الدستور بتكلّف الانزواء و العزلة و الخمول و عدم التدخل في الأمور، و خصّصها ابن أبي الحديد بالخصومة بين رئيسين ضالّين يدعوان كلاهما إلى ضلالة كفتنة عبد الملك و ابن الزبير، و فتنة مروان و الضحاك، و فتنة الحجاج و ابن الأشعث و نحو ذلك، قال: و أما إذا كان أحدهما صاحب حقّ فليست أيّام فتنة، كالجمل و صفّين و نحوهما، بل يجب الجهاد مع صاحب الحقّ.

أقول: المقصود من الفتنة أعمّ و المراد من الدستور أمر أتمّ، و ليس غرضه عليه السّلام الأمر بالانزواء و العزلة و الاستراحة إلى الخمول و التغافل و الغفلة بل المقصود الحذر عن التعاون مع دعاة الفتنة و شدّ أزرهم في مقاصدهم الفاسدة و محقّ الحق، سواء كان الفتنة لغرض سياسى كما مثّل، أو لغيره كما في فتنة خلق القرآن في أيّام المأمون، و سواء كانت لتخاصم بين ضالّين كما ذكر، أو تخاصم الحقّ و الباطل كفتنة السقيفة و الجمل و صفّين.

فالمقصود الحذر من إعانة المفتنين، و تأييد أغراض المبطلين و أمر عليه السّلام بالتمسك بالحقّ في كلّ حين على ما يجب على المسلمين، و لا عزلة في الإسلام و لا خمول للمسلم، بل يجب عليه القيام، كما قال عزّ من قائل (46: السباء) قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى‏ وَ فُرادى‏، و لا مندوحة عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، بل يجب الكفاح عن الحقّ بما تيسّر في كلّ زمان و مكان.

الترجمة

در هنگام فتنه و آشوب چون شتر دو ساله باش كه نه بار كشد، و نه شير دهد.

در فتنه چنان باش كه بارت ننهند
و ز دست و زبانت استعانت نبرند

زين آتش تند در حذر باش و بهوش‏
تا مدّعيان رند جانت نخرند

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی