خطبه 134شرح ابن میثم بحرانی

و من كلام له عليه السّلام

قد وقعت مشاجرة بينه و بين عثمان فقال المغيرة ابن أخنس لعثمان: أنا أكفيكه. فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:

يَا ابْنَ اللَّعِينِ الْأَبْتَرِ- وَ الشَّجَرَةِ الَّتِي لَا أَصْلَ لَهَا وَ لَا فَرْعَ- أَنْتَ تَكْفِينِي- فَوَ اللَّهِ مَا أَعَزَّ اللَّهُ مَنْ أَنْتَ نَاصِرُهُ- وَ لَا قَامَ مَنْ أَنْتَ مُنْهِضُهُ- اخْرُجْ عَنَّا أَبْعَدَ اللَّهُ نَوَاكَ ثُمَّ ابْلُغْ جَهْدَكَ- فَلَا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ

أقول: هذه المشاجرة كانت في زمن ثوران الفتنة على عثمان في خلافته، و كان الناس يستسفرونه عليه السّلام إليه.

اللغة
و الأبتر: كلّ أمر انقطع من الخير أثره. و النوى: المقصد الّذي ينويه المسافر من قرب أو بعد. و النوى: لغة في النأى: و هو البعد.

المعنى
و قد ذمّ المغيرة بسقوط الأصل، و لعنه. و استعار لبيته لفظ الشجرة، و كنّى بنفى أصلها و فرعها عن سقوط بيته و دناءته و حقارته في الناس. ثمّ استفهمه عمّا ادّعى من الكفاية له استفهاما على سبيل الإنكار و الاستحقار له، و أقسم أنّ اللّه لا يعزّ من هو ناصره، و إنّما يعزّ اللّه من نصره أولياء اللّه و أهل عنايته، و من لم يعزّ اللّه لم يقم من نهضته كقوله تعالى «إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ»«». ثمّ دعا عليه بإبعاد اللّه مقصده. و قوله: أبلغ جهدك. أى في الأذى فلا أبقى اللّه عليك إن أبقيت، أى لارعاك و لا رحمك إن راعيتنى.
يقال: أبقيت على فلان إذا راعيته و رحميته.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 3 ، صفحه‏ى 164

 

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.