نهج البلاغه نامه ها نامه شماره ۵۲/۳ شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )نامه امیر المومنین علی علیه السلام به مالک اشتر نخعی

نامه ۵۳ صبحی صالح

۵۳- و من کتاب له ( علیه‏ السلام  ) کتبه للأشتر النخعی لما ولاه على مصر و أعمالها حین اضطرب أمر أمیرها محمد بن أبی بکر، و هو أطول عهد کتبه و أجمعه للمحاسن.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَالِکَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِی عَهْدِهِ إِلَیْهِ حِینَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَایَهَ خَرَاجِهَا وَ جِهَادَ عَدُوِّهَا وَ اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَ عِمَارَهَ بِلَادِهَا

أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ إِیْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِی کِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتِی لَا یَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا وَ لَا یَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَ إِضَاعَتِهَا

وَ أَنْ یَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِقَلْبِهِ وَ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَإِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَکَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ وَ إِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ

وَ أَمَرَهُ أَنْ یَکْسِرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ یَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَهٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ

ثُمَّ اعْلَمْ یَا مَالِکُ أَنِّی قَدْ وَجَّهْتُکَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَیْهَا دُوَلٌ قَبْلَکَ مِنْ عَدْلٍ وَ جَوْرٍ وَ أَنَّ النَّاسَ یَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِکَ فِی مِثْلِ مَا کُنْتَ تَنْظُرُ فِیهِ مِنْ أُمُورِ الْوُلَاهِ قَبْلَکَ وَ یَقُولُونَ فِیکَ مَا کُنْتَ تَقُولُ فِیهِمْ

وَ إِنَّمَا یُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِینَ بِمَا یُجْرِی اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْیَکُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَیْکَ ذَخِیرَهُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ

فَامْلِکْ هَوَاکَ وَ شُحَّ بِنَفْسِکَ عَمَّا لَا یَحِلُّ لَکَ فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الْإِنْصَافُ مِنْهَا فِیمَا أَحَبَّتْ أَوْ کَرِهَتْ وَ أَشْعِرْ قَلْبَکَ الرَّحْمَهَ لِلرَّعِیَّهِ وَ الْمَحَبَّهَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ

وَ لَا تَکُونَنَّ عَلَیْهِمْ سَبُعاً ضَارِیاً تَغْتَنِمُ أَکْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَکَ فِی الدِّینِ وَ إِمَّا نَظِیرٌ لَکَ فِی الْخَلْقِ یَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ وَ تَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ وَ یُؤْتَى عَلَى أَیْدِیهِمْ فِی الْعَمْدِ وَ الْخَطَإِ

فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِکَ وَ صَفْحِکَ مِثْلِ الَّذِی تُحِبُّ وَ تَرْضَى أَنْ یُعْطِیَکَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ فَإِنَّکَ فَوْقَهُمْ وَ وَالِی الْأَمْرِ عَلَیْکَ فَوْقَکَ وَ اللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاکَ وَ قَدِ اسْتَکْفَاکَ أَمْرَهُمْ وَ ابْتَلَاکَ بِهِمْ

وَ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَکَ لِحَرْبِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا یَدَ لَکَ بِنِقْمَتِهِ وَ لَا غِنَى بِکَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ وَ لَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ وَ لَا تَبْجَحَنَّ بِعُقُوبَهٍ

وَ لَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَهٍ وَجَدْتَ مِنْهَا مَنْدُوحَهً وَ لَا تَقُولَنَّ إِنِّی مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَأُطَاعُ فَإِنَّ ذَلِکَ إِدْغَالٌ فِی الْقَلْبِ وَ مَنْهَکَهٌ لِلدِّینِ وَ تَقَرُّبٌ مِنَ الْغِیَرِ

وَ إِذَا أَحْدَثَ لَکَ مَا أَنْتَ فِیهِ مِنْ سُلْطَانِکَ أُبَّهَهً أَوْ مَخِیلَهً فَانْظُرْ إِلَى عِظَمِ مُلْکِ اللَّهِ فَوْقَکَ وَ قُدْرَتِهِ مِنْکَ عَلَى مَا لَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ مِنْ نَفْسِکَ

فَإِنَّ ذَلِکَ یُطَامِنُ إِلَیْکَ مِنْ طِمَاحِکَ وَ یَکُفُّ عَنْکَ مِنْ غَرْبِکَ وَ یَفِی‏ءُ إِلَیْکَ بِمَا عَزَبَ عَنْکَ مِنْ عَقْلِکَ

إِیَّاکَ وَ مُسَامَاهَ اللَّهِ فِی عَظَمَتِهِ وَ التَّشَبُّهَ بِهِ فِی جَبَرُوتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ یُذِلُّ کُلَّ جَبَّارٍ وَ یُهِینُ کُلَّ مُخْتَالٍ

أَنْصِفِ اللَّهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِکَ وَ مِنْ خَاصَّهِ أَهْلِکَ وَ مَنْ لَکَ فِیهِ هَوًى مِنْ رَعِیَّتِکَ فَإِنَّکَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ

وَ مَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ کَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ‏

وَ کَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّى یَنْزِعَ أَوْ یَتُوبَ وَ لَیْسَ شَیْ‏ءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْیِیرِ نِعْمَهِ اللَّهِ وَ تَعْجِیلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَهٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ دَعْوَهَ الْمُضْطَهَدِینَ وَ هُوَ لِلظَّالِمِینَ بِالْمِرْصَادِ

وَ لْیَکُنْ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَیْکَ أَوْسَطُهَا فِی الْحَقِّ وَ أَعَمُّهَا فِی الْعَدْلِ وَ أَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِیَّهِ فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّهِ یُجْحِفُ بِرِضَى الْخَاصَّهِ وَ إِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّهِ یُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّهِ

وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِیَّهِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِی مَئُونَهً فِی الرَّخَاءِ وَ أَقَلَّ مَعُونَهً لَهُ فِی الْبَلَاءِ وَ أَکْرَهَ لِلْإِنْصَافِ وَ أَسْأَلَ بِالْإِلْحَافِ وَ أَقَلَّ شُکْراً عِنْدَ الْإِعْطَاءِ وَ أَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ وَ أَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّهِ

وَ إِنَّمَا عِمَادُ الدِّینِ وَ جِمَاعُ الْمُسْلِمِینَ وَ الْعُدَّهُ لِلْأَعْدَاءِ الْعَامَّهُ مِنَ الْأُمَّهِ فَلْیَکُنْ صِغْوُکَ لَهُمْ وَ مَیْلُکَ مَعَهُمْ

وَ لْیَکُنْ أَبْعَدَ رَعِیَّتِکَ مِنْکَ وَ أَشْنَأَهُمْ عِنْدَکَ أَطْلَبُهُمْ لِمَعَایِبِ النَّاسِ فَإِنَّ فِی النَّاسِ عُیُوباً الْوَالِی أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا فَلَا تَکْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْکَ مِنْهَا فَإِنَّمَا عَلَیْکَ تَطْهِیرُ مَا ظَهَرَ لَکَ

وَ اللَّهُ یَحْکُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْکَ فَاسْتُرِ الْعَوْرَهَ مَا اسْتَطَعْتَ یَسْتُرِ اللَّهُ مِنْکَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِیَّتِکَ

أَطْلِقْ عَنِ النَّاسِ عُقْدَهَ کُلِّ حِقْدٍ وَ اقْطَعْ عَنْکَ سَبَبَ کُلِّ وِتْرٍ وَ تَغَابَ عَنْ کُلِّ مَا لَا یَضِحُ لَکَ وَ لَا تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِیقِ سَاعٍ فَإِنَّ السَّاعِیَ غَاشٌّ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِینَ

وَ لَا تُدْخِلَنَّ فِی مَشُورَتِکَ بَخِیلًا یَعْدِلُ بِکَ عَنِ الْفَضْلِ وَ یَعِدُکَ الْفَقْرَ وَ لَا جَبَاناً یُضْعِفُکَ عَنِ الْأُمُورِ وَ لَا حَرِیصاً یُزَیِّنُ لَکَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ فَإِنَّ الْبُخْلَ وَ الْجُبْنَ وَ الْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى یَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ

إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِکَ مَنْ کَانَ لِلْأَشْرَارِ قَبْلَکَ وَزِیراً وَ مَنْ شَرِکَهُمْ فِی الْآثَامِ فَلَا یَکُونَنَّ لَکَ بِطَانَهً فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الْأَثَمَهِ وَ إِخْوَانُ الظَّلَمَهِ

وَ أَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَیْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَ نَفَاذِهِمْ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَ أَوْزَارِهِمْ وَ آثَامِهِمْ مِمَّنْ لَمْ یُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِهِ وَ لَا آثِماً عَلَى إِثْمِهِ

أُولَئِکَ أَخَفُّ عَلَیْکَ مَئُونَهً وَ أَحْسَنُ لَکَ مَعُونَهً وَ أَحْنَى عَلَیْکَ عَطْفاً وَ أَقَلُّ لِغَیْرِکَ إِلْفاً فَاتَّخِذْ أُولَئِکَ خَاصَّهً لِخَلَوَاتِکَ وَ حَفَلَاتِکَ

ثُمَّ لْیَکُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَکَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَکَ وَ أَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَهً فِیمَا یَکُونُ مِنْکَ مِمَّا کَرِهَ اللَّهُ لِأَوْلِیَائِهِ وَاقِعاً ذَلِکَ مِنْ هَوَاکَ حَیْثُ وَقَعَ

وَ الْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ وَ الصِّدْقِ ثُمَّ رُضْهُمْ عَلَى أَلَّا یُطْرُوکَ وَ لَا یَبْجَحُوکَ بِبَاطِلٍ لَمْ تَفْعَلْهُ فَإِنَّ کَثْرَهَ الْإِطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ وَ تُدْنِی مِنَ الْعِزَّهِ

وَ لَا یَکُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَ الْمُسِی‏ءُ عِنْدَکَ بِمَنْزِلَهٍ سَوَاءٍ فَإِنَّ فِی ذَلِکَ‏ تَزْهِیداً لِأَهْلِ الْإِحْسَانِ فِی الْإِحْسَانِ وَ تَدْرِیباً لِأَهْلِ الْإِسَاءَهِ عَلَى الْإِسَاءَهِ وَ أَلْزِمْ کُلًّا مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ

وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ‏ءٌ بِأَدْعَى إِلَى حُسْنِ ظَنِّ رَاعٍ بِرَعِیَّتِهِ مِنْ إِحْسَانِهِ إِلَیْهِمْ وَ تَخْفِیفِهِ الْمَئُونَاتِ عَلَیْهِمْ وَ تَرْکِ اسْتِکْرَاهِهِ إِیَّاهُمْ عَلَى مَا لَیْسَ لَهُ قِبَلَهُمْ

فَلْیَکُنْ مِنْکَ فِی ذَلِکَ أَمْرٌ یَجْتَمِعُ لَکَ بِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِرَعِیَّتِکَ فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ یَقْطَعُ عَنْکَ نَصَباً طَوِیلًا

وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّکَ بِهِ لَمَنْ حَسُنَ بَلَاؤُکَ عِنْدَهُ

وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّکَ بِهِ لَمَنْ سَاءَ بَلَاؤُکَ عِنْدَهُ وَ لَا تَنْقُضْ سُنَّهً صَالِحَهً عَمِلَ بِهَا صُدُورُ هَذِهِ الْأُمَّهِ وَ اجْتَمَعَتْ بِهَا الْأُلْفَهُ وَ صَلَحَتْ عَلَیْهَا الرَّعِیَّهُ وَ لَا تُحْدِثَنَّ سُنَّهً تَضُرُّ بِشَیْ‏ءٍ مِنْ مَاضِی تِلْکَ السُّنَنِ فَیَکُونَ الْأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا وَ الْوِزْرُ عَلَیْکَ بِمَا نَقَضْتَ مِنْهَا

وَ أَکْثِرْ مُدَارَسَهَ الْعُلَمَاءِ وَ مُنَاقَشَهَ الْحُکَمَاءِ فِی تَثْبِیتِ مَا صَلَحَ عَلَیْهِ أَمْرُ بِلَادِکَ وَ إِقَامَهِ مَا اسْتَقَامَ بِهِ النَّاسُ قَبْلَکَ

وَ اعْلَمْ أَنَّ الرَّعِیَّهَ طَبَقَاتٌ لَا یَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ وَ لَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّهِ وَ مِنْهَا کُتَّابُ الْعَامَّهِ وَ الْخَاصَّهِ وَ مِنْهَا قُضَاهُ الْعَدْلِ وَ مِنْهَا عُمَّالُ الْإِنْصَافِ وَ الرِّفْقِ

وَ مِنْهَا أَهْلُ الْجِزْیَهِ وَ الْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّهِ وَ مُسْلِمَهِ النَّاسِ وَ مِنْهَا التُّجَّارُ وَ أَهْلُ الصِّنَاعَاتِ                       

وَ مِنْهَا الطَّبَقَهُ السُّفْلَى مِنْ ذَوِی الْحَاجَهِ وَ الْمَسْکَنَهِ

وَ کُلٌّ قَدْ سَمَّى اللَّهُ لَهُ سَهْمَهُ وَ وَضَعَ عَلَى حَدِّهِ فَرِیضَهً فِی کِتَابِهِ أَوْ سُنَّهِ نَبِیِّهِ ( صلى‏الله‏علیه‏وآله‏وسلم  )عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنَا مَحْفُوظاً

فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِیَّهِ وَ زَیْنُ الْوُلَاهِ وَ عِزُّ الدِّینِ وَ سُبُلُ الْأَمْنِ وَ لَیْسَ تَقُومُ الرَّعِیَّهُ إِلَّا بِهِمْ

ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ إِلَّا بِمَا یُخْرِجُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ الَّذِی یَقْوَوْنَ بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِمْ وَ یَعْتَمِدُونَ عَلَیْهِ فِیمَا یُصْلِحُهُمْ وَ یَکُونُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ

ثُمَّ لَا قِوَامَ لِهَذَیْنِ الصِّنْفَیْنِ إِلَّا بِالصِّنْفِ الثَّالِثِ مِنَ الْقُضَاهِ وَ الْعُمَّالِ وَ الْکُتَّابِ لِمَا یُحْکِمُونَ مِنَ الْمَعَاقِدِ وَ یَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ وَ یُؤْتَمَنُونَ عَلَیْهِ مِنْ خَوَاصِّ الْأُمُورِ وَ عَوَامِّهَا

وَ لَا قِوَامَ لَهُمْ جَمِیعاً إِلَّا بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِی الصِّنَاعَاتِ فِیمَا یَجْتَمِعُونَ عَلَیْهِ مِنْ مَرَافِقِهِمْ وَ یُقِیمُونَهُ مِنْ أَسْوَاقِهِمْ وَ یَکْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِأَیْدِیهِمْ مَا لَا یَبْلُغُهُ رِفْقُ غَیْرِهِمْ

ثُمَّ الطَّبَقَهُ السُّفْلَى مِنْ أَهْلِ الْحَاجَهِ وَ الْمَسْکَنَهِ الَّذِینَ یَحِقُّ رِفْدُهُمْ وَ مَعُونَتُهُمْ

وَ فِی اللَّهِ لِکُلٍّ سَعَهٌ وَ لِکُلٍّ عَلَى الْوَالِی حَقٌّ بِقَدْرِ مَا یُصْلِحُهُ وَ لَیْسَ یَخْرُجُ الْوَالِی مِنْ حَقِیقَهِ مَا أَلْزَمَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِکَ إِلَّا بِالِاهْتِمَامِ وَ الِاسْتِعَانَهِ بِاللَّهِ وَ تَوْطِینِ نَفْسِهِ عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ وَ الصَّبْرِ عَلَیْهِ فِیمَا خَفَّ عَلَیْهِ أَوْ ثَقُلَ:

فَوَلِّ مِنْ جُنُودِکَ أَنْصَحَهُمْ فِی نَفْسِکَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِإِمَامِکَ وَ أَنْقَاهُمْ جَیْباً وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً

مِمَّنْ یُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ وَ یَسْتَرِیحُ إِلَى الْعُذْرِ وَ یَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَ یَنْبُو عَلَى الْأَقْوِیَاءِ وَ مِمَّنْ لَا یُثِیرُهُ الْعُنْفُ وَ لَا یَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ

ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِی الْمُرُوءَاتِ وَ الْأَحْسَابِ وَ أَهْلِ الْبُیُوتَاتِ الصَّالِحَهِ وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَهِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَهِ وَ الشَّجَاعَهِ وَ السَّخَاءِ وَ السَّمَاحَهِ فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ مِنَ الْکَرَمِ وَ شُعَبٌ مِنَ الْعُرْفِ

ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا یَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ وَلَدِهِمَا وَ لَا یَتَفَاقَمَنَّ فِی نَفْسِکَ شَیْ‏ءٌ قَوَّیْتَهُمْ بِهِ وَ لَا تَحْقِرَنَّ لُطْفاً تَعَاهَدْتَهُمْ بِهِ وَ إِنْ قَلَّ فَإِنَّهُ دَاعِیَهٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ النَّصِیحَهِ لَکَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ بِکَ

وَ لَا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِیفِ أُمُورِهِمُ اتِّکَالًا عَلَى جَسِیمِهَا فَإِنَّ لِلْیَسِیرِ مِنْ لُطْفِکَ مَوْضِعاً یَنْتَفِعُونَ بِهِ وَ لِلْجَسِیمِ مَوْقِعاً لَا یَسْتَغْنُونَ عَنْهُ

وَ لْیَکُنْ آثَرُ رُءُوسِ جُنْدِکَ عِنْدَکَ مَنْ وَاسَاهُمْ فِی مَعُونَتِهِ وَ أَفْضَلَ عَلَیْهِمْ مِنْ جِدَتِهِ بِمَا یَسَعُهُمْ وَ یَسَعُ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ أَهْلِیهِمْ حَتَّى یَکُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً وَاحِداً فِی جِهَادِ الْعَدُوِّ فَإِنَّ عَطْفَکَ عَلَیْهِمْ یَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَیْکَ

وَ إِنَّ أَفْضَلَ قُرَّهِ عَیْنِ الْوُلَاهِ اسْتِقَامَهُ الْعَدْلِ فِی الْبِلَادِ وَ ظُهُورُ مَوَدَّهِ الرَّعِیَّهِ

و إِنَّهُ لَا تَظْهَرُ مَوَدَّتُهُمْ إِلَّا بِسَلَامَهِ صُدُورِهِمْ وَ لَا تَصِحُّ نَصِیحَتُهُمْ إِلَّا بِحِیطَتِهِمْ عَلَى وُلَاهِ الْأُمُورِ وَ قِلَّهِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ وَ تَرْکِاسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ

فَافْسَحْ فِی آمَالِهِمْ وَ وَاصِلْ فِی حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَیْهِمْ وَ تَعْدِیدِ مَا أَبْلَى ذَوُو الْبَلَاءِ مِنْهُمْ فَإِنَّ کَثْرَهَ الذِّکْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَ تُحَرِّضُ النَّاکِلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

ثُمَّ اعْرِفْ لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا أَبْلَى وَ لَا تَضُمَّنَّ بَلَاءَ امْرِئٍ إِلَى غَیْرِهِ وَ لَا تُقَصِّرَنَّ بِهِ دُونَ غَایَهِ بَلَائِهِ وَ لَا یَدْعُوَنَّکَ شَرَفُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلَائِهِ مَا کَانَ صَغِیراً وَ لَا ضَعَهُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلَائِهِ مَا کَانَ عَظِیماً

وَ ارْدُدْ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَا یُضْلِعُکَ مِنَ الْخُطُوبِ وَ یَشْتَبِهُ عَلَیْکَ مِنَ الْأُمُورِ

فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِی شَیْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ‏

فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ الْأَخْذُ بِمُحْکَمِ کِتَابِهِ وَ الرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الْأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَهِ غَیْرِ الْمُفَرِّقَهِ:

ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُکْمِ بَیْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِیَّتِکَ فِی نَفْسِکَ مِمَّنْ لَا تَضِیقُ بِهِ الْأُمُورُ وَ لَا تُمَحِّکُهُ الْخُصُومُ وَ لَا یَتَمَادَى فِی الزَّلَّهِ وَ لَا یَحْصَرُ مِنَ الْفَیْ‏ءِ إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ وَ لَا تُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلَى طَمَعٍ وَ لَا یَکْتَفِی بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاهُ

وَ أَوْقَفَهُمْ فِی الشُّبُهَاتِ وَ آخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ وَ أَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَهِ الْخَصْمِ وَ أَصْبَرَهُمْ عَلَى تَکَشُّفِ الْأُمُورِ وَ أَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُکْمِ مِمَّنْ لَا یَزْدَهِیهِ إِطْرَاءٌ وَ لَا یَسْتَمِیلُهُ إِغْرَاءٌ وَ أُولَئِکَ قَلِیلٌ

ثُمَّ أَکْثِرْ تَعَاهُدَ قَضَائِهِ وَ افْسَحْ لَهُ فِی الْبَذْلِ مَا یُزِیلُ عِلَّتَهُ وَ تَقِلُّ مَعَهُ حَاجَتُهُ إِلَى النَّاسِ وَ أَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزِلَهِ لَدَیْکَ مَا لَا یَطْمَعُ فِیهِ غَیْرُهُ مِنْ خَاصَّتِکَ لِیَأْمَنَ بِذَلِکَ اغْتِیَالَ الرِّجَالِ لَهُ عِنْدَکَ

فَانْظُرْ فِی ذَلِکَ نَظَراً بَلِیغاً فَإِنَّ هَذَا الدِّینَ قَدْ کَانَ أَسِیراً فِی أَیْدِی الْأَشْرَارِ یُعْمَلُ فِیهِ بِالْهَوَى وَ تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْیَا:

ثُمَّ انْظُرْ فِی أُمُورِ عُمَّالِکَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً وَ لَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاهً وَ أَثَرَهً فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَ الْخِیَانَهِ

وَ تَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَهِ وَ الْحَیَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبُیُوتَاتِ الصَّالِحَهِ وَ الْقَدَمِ فِی الْإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَهِ فَإِنَّهُمْ أَکْرَمُ أَخْلَاقاً وَ أَصَحُّ أَعْرَاضاً وَ أَقَلُّ فِی الْمَطَامِعِ إِشْرَاقاً وَ أَبْلَغُ فِی عَوَاقِبِ الْأُمُورِ نَظَراً

ثُمَّ أَسْبِغْ عَلَیْهِمُ الْأَرْزَاقَ فَإِنَّ ذَلِکَ قُوَّهٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلَاحِ أَنْفُسِهِمْ وَ غِنًى لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَیْدِیهِمْ وَ حُجَّهٌ عَلَیْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَکَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَکَ

ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ وَ ابْعَثِ الْعُیُونَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَ الْوَفَاءِ عَلَیْهِمْ فَإِنَّ تَعَاهُدَکَ فِی السِّرِّ لِأُمُورِهِمْ حَدْوَهٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِعْمَالِ الْأَمَانَهِ وَ الرِّفْقِ بِالرَّعِیَّهِ

وَ تَحَفَّظْ مِنَ الْأَعْوَانِ فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ یَدَهُ إِلَى خِیَانَهٍ اجْتَمَعَتْ بِهَا عَلَیْهِ عِنْدَکَ أَخْبَارُ عُیُونِکَ اکْتَفَیْتَ بِذَلِکَ شَاهِداً

فَبَسَطْتَ عَلَیْهِ الْعُقُوبَهَ فِی بَدَنِهِ وَ أَخَذْتَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ عَمَلِهِ ثُمَّ نَصَبْتَهُ بِمَقَامِ الْمَذَلَّهِ وَ وَسَمْتَهُ بِالْخِیَانَهِ وَ قَلَّدْتَهُ عَارَ التُّهَمَهِ:

وَ تَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا یُصْلِحُ أَهْلَهُ فَإِنَّ فِی صَلَاحِهِ وَ صَلَاحِهِمْ صَلَاحاً لِمَنْ سِوَاهُمْ وَ لَا صَلَاحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلَّا بِهِمْ لِأَنَّ النَّاسَ کُلَّهُمْ عِیَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وَ أَهْلِهِ

وَ لْیَکُنْ نَظَرُکَ فِی عِمَارَهِ الْأَرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِکَ فِی اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ لِأَنَّ ذَلِکَ لَا یُدْرَکُ إِلَّا بِالْعِمَارَهِ وَ مَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَیْرِ عِمَارَهٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ وَ أَهْلَکَ الْعِبَادَ وَ لَمْ یَسْتَقِمْ أَمْرُهُ إِلَّا قَلِیلًا

فَإِنْ شَکَوْا ثِقَلًا أَوْ عِلَّهً أَوِ انْقِطَاعَ شِرْبٍ أَوْ بَالَّهٍ أَوْ إِحَالَهَ أَرْضٍ اغْتَمَرَهَا غَرَقٌ أَوْ أَجْحَفَ بِهَا عَطَشٌ خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِمَا تَرْجُو أَنْ یَصْلُحَ بِهِ أَمْرُهُمْ

وَ لَا یَثْقُلَنَّ عَلَیْکَ شَیْ‏ءٌ خَفَّفْتَ بِهِ الْمَئُونَهَ عَنْهُمْ فَإِنَّهُ ذُخْرٌ یَعُودُونَ بِهِ عَلَیْکَ فِی عِمَارَهِ بِلَادِکَ وَ تَزْیِینِ وِلَایَتِکَ

مَعَ اسْتِجْلَابِکَ حُسْنَ ثَنَائِهِمْ وَ تَبَجُّحِکَ بِاسْتِفَاضَهِ الْعَدْلِ فِیهِمْ مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ بِمَا ذَخَرْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ إِجْمَامِکَ لَهُمْ وَ الثِّقَهَ مِنْهُمْ بِمَا عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِکَ عَلَیْهِمْ وَ رِفْقِکَ بِهِمْ

فَرُبَّمَا حَدَثَ مِنَ الْأُمُورِ مَا إِذَا عَوَّلْتَ فِیهِ عَلَیْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوهُ طَیِّبَهً أَنْفُسُهُمْ بِهِ فَإِنَّ الْعُمْرَانَ مُحْتَمِلٌ مَا حَمَّلْتَهُ

وَ إِنَّمَا یُؤْتَى خَرَابُ الْأَرْضِ مِنْ إِعْوَازِ أَهْلِهَا وَ إِنَّمَا یُعْوِزُ أَهْلُهَا لِإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلَاهِ عَلَى الْجَمْعِ وَ سُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وَ قِلَّهِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ:

ثُمَّ انْظُرْ فِی حَالِ کُتَّابِکَ فَوَلِّ عَلَى أُمُورِکَ خَیْرَهُمْ وَ اخْصُصْ رَسَائِلَکَ الَّتِی تُدْخِلُ فِیهَا مَکَایِدَکَ وَ أَسْرَارَکَ بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُوهِ صَالِحِ الْأَخْلَاقِ مِمَّنْ لَا تُبْطِرُهُ الْکَرَامَهُ فَیَجْتَرِئَ بِهَا عَلَیْکَ فِی خِلَافٍ لَکَ بِحَضْرَهِ مَلَإٍ

وَ لَا تَقْصُرُ بِهِ الْغَفْلَهُ عَنْ إِیرَادِ مُکَاتَبَاتِ عُمِّالِکَ عَلَیْکَ وَ إِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَى الصَّوَابِ عَنْکَ فِیمَا یَأْخُذُ لَکَ وَ یُعْطِی مِنْکَ وَ لَا یُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَکَ وَ لَا یَعْجِزُ عَنْ إِطْلَاقِ مَا عُقِدَ عَلَیْکَ

وَ لَا یَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِهِ فِی الْأُمُورِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ یَکُونُ بِقَدْرِ غَیْرِهِ أَجْهَلَ

ثُمَّ لَا یَکُنِ اخْتِیَارُکَ إِیَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِکَ وَ اسْتِنَامَتِکَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ مِنْکَ فَإِنَّ الرِّجَالَ یَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ الْوُلَاهِ بِتَصَنُّعِهِمْ وَ حُسْنِ خِدْمَتِهِمْ وَ لَیْسَ وَرَاءَ ذَلِکَ مِنَ النَّصِیحَهِ وَ الْأَمَانَهِ شَیْ‏ءٌ

وَ لَکِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِینَ قَبْلَکَ فَاعْمِدْ لِأَحْسَنِهِمْ کَانَ فِی الْعَامَّهِ أَثَراً وَ أَعْرَفِهِمْ بِالْأَمَانَهِ وَجْهاً فَإِنَّ ذَلِکَ دَلِیلٌ عَلَى نَصِیحَتِکَ لِلَّهِ وَ لِمَنْ وُلِّیتَ أَمْرَهُ

وَ اجْعَلْ لِرَأْسِ کُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِکَ رَأْساً مِنْهُمْ لَا یَقْهَرُهُ کَبِیرُهَا وَ لَا یَتَشَتَّتُ عَلَیْهِ کَثِیرُهَا وَ مَهْمَا کَانَ فِی کُتَّابِکَ مِنْ عَیْبٍ فَتَغَابَیْتَ عَنْهُ أُلْزِمْتَهُ‏

ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِی الصِّنَاعَاتِ وَ أَوْصِ بِهِمْ خَیْراً الْمُقِیمِ مِنْهُمْ وَ الْمُضْطَرِبِ بِمَالِهِ وَ الْمُتَرَفِّقِ بِبَدَنِهِ

فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وَ أَسْبَابُ الْمَرَافِقِ وَ جُلَّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ وَ الْمَطَارِحِ فِی بَرِّکَ وَ بَحْرِکَ وَ سَهْلِکَ وَ جَبَلِکَ وَ حَیْثُ لَا یَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا وَ لَا یَجْتَرِءُونَ عَلَیْهَا فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ لَا تُخَافُ بَائِقَتُهُ وَ صُلْحٌ لَا تُخْشَى غَائِلَتُهُ

وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِکَ وَ فِی حَوَاشِی بِلَادِکَ وَ اعْلَمْ مَعَ ذَلِکَ أَنَّ فِی کَثِیرٍ مِنْهُمْ ضِیقاً فَاحِشاً وَ شُحّاً قَبِیحاً وَ احْتِکَاراً لِلْمَنَافِعِ وَ تَحَکُّماً فِی الْبِیَاعَاتِ وَ ذَلِکَ بَابُ مَضَرَّهٍ لِلْعَامَّهِ وَ عَیْبٌ عَلَى الْوُلَاهِ

فَامْنَعْ مِنَ الِاحْتِکَارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى‏الله‏علیه‏وآله‏وسلم  )مَنَعَ مِنْهُ وَ لْیَکُنِ الْبَیْعُ بَیْعاً سَمْحاً بِمَوَازِینِ عَدْلٍ وَ أَسْعَارٍ لَا تُجْحِفُ بِالْفَرِیقَیْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَ الْمُبْتَاعِ

فَمَنْ قَارَفَ حُکْرَهً بَعْدَ نَهْیِکَ إِیَّاهُ فَنَکِّلْ بِهِ وَ عَاقِبْهُ فِی غَیْرِ إِسْرَافٍ:

ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِی الطَّبَقَهِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِینَ لَا حِیلَهَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاکِینِ وَ الْمُحْتَاجِینَ وَ أَهْلِ الْبُؤْسَى وَ الزَّمْنَى فَإِنَّ فِی هَذِهِ الطَّبَقَهِ قَانِعاً وَ مُعْتَرّاً

وَ احْفَظِ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَکَ مِنْ حَقِّهِ فِیهِمْ وَ اجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَیْتِ مَالِکِ وَ قِسْماً مِنْ غَلَّاتِ صَوَافِی الْإِسْلَامِ فِی کُلِّ بَلَدٍ فَإِنَّ لِلْأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِی لِلْأَدْنَى

وَ کُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِیتَ حَقَّهُ وَ لَا یَشْغَلَنَّکَ عَنْهُمْ بَطَرٌ فَإِنَّکَ لَا تُعْذَرُ بِتَضْیِیعِکَ التَّافِهَ لِإِحْکَامِکَ الْکَثِیرَ الْمُهِمَّ فَلَا تُشْخِصْ هَمَّکَ عَنْهُمْ وَ لَا تُصَعِّرْ خَدَّکَ لَهُمْ

وَ تَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا یَصِلُ إِلَیْکَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُیُونُ وَ تَحْقِرُهُ الرِّجَالُ فَفَرِّغْ لِأُولَئِکَ ثِقَتَکَ مِنْ أَهْلِ الْخَشْیَهِ وَ التَّوَاضُعِ فَلْیَرْفَعْ إِلَیْکَ أُمُورَهُمْ

ثُمَّ اعْمَلْ فِیهِمْ بِالْإِعْذَارِ إِلَى اللَّهِ یَوْمَ تَلْقَاهُ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَیْنِ الرَّعِیَّهِ أَحْوَجُ إِلَى الْإِنْصَافِ مِنْ غَیْرِهِمْ وَ کُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّهِ فِی تَأْدِیَهِ حَقِّهِ إِلَیْهِ

وَ تَعَهَّدْ أَهْلَ الْیُتْمِ وَ ذَوِی الرِّقَّهِ فِی السِّنِّ مِمَّنْ لَا حِیلَهَ لَهُ وَ لَا یَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَهِ نَفْسَهُ وَ ذَلِکَ عَلَى الْوُلَاهِ ثَقِیلٌ وَ الْحَقُّ کُلُّهُ ثَقِیلٌ وَ قَدْ یُخَفِّفُهُ اللَّهُ عَلَى أَقْوَامٍ طَلَبُوا الْعَاقِبَهَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ وَثِقُوا بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللَّهِ لَهُمْ:

وَ اجْعَلْ لِذَوِی الْحَاجَاتِ مِنْکَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِیهِ شَخْصَکَ وَ تَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً فَتَتَوَاضَعُ فِیهِ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَکَ وَ تُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَکَ وَ أَعْوَانَکَ مِنْ أَحْرَاسِکَ وَ شُرَطِکَ حَتَّى یُکَلِّمَکَ مُتَکَلِّمُهُمْ غَیْرَ مُتَتَعْتِعٍ

فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى ‏الله‏ علیه‏ وآله ‏وسلم  )یَقُولُ فِی غَیْرِ مَوْطِنٍ لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّهٌ لَا یُؤْخَذُ لِلضَّعِیفِ فِیهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِیِّ غَیْرَ مُتَتَعْتِعٍ

ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ مِنْهُمْ وَ الْعِیَّ وَ نَحِّ عَنْهُمُ الضِّیقَ‏ وَ الْأَنَفَ یَبْسُطِ اللَّهُ عَلَیْکَ بِذَلِکَ أَکْنَافَ رَحْمَتِهِ وَ یُوجِبْ لَکَ ثَوَابَ طَاعَتِهِ وَ أَعْطِ مَا أَعْطَیْتَ هَنِیئاً وَ امْنَعْ فِی إِجْمَالٍ وَ إِعْذَارٍ

ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِکَ لَا بُدَّ لَکَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا مِنْهَا إِجَابَهُ عُمَّالِکَ بِمَا یَعْیَا عَنْهُ کُتَّابُکَ وَ مِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ یَوْمَ وُرُودِهَا عَلَیْکَ بِمَا تَحْرَجُ بِهِ صُدُورُ أَعْوَانِکَ

وَ أَمْضِ لِکُلِّ یَوْمٍ عَمَلَهُ فَإِنَّ لِکُلِّ یَوْمٍ مَا فِیهِ وَ اجْعَلْ لِنَفْسِکَ فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ أَفْضَلَ تِلْکَ الْمَوَاقِیتِ وَ أَجْزَلَ تِلْکَ الْأَقْسَامِ وَ إِنْ کَانَتْ کُلُّهَا لِلَّهِ إِذَا صَلَحَتْ فِیهَا النِّیَّهُ وَ سَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِیَّهُ

وَ لْیَکُنْ فِی خَاصَّهِ مَا تُخْلِصُ بِهِ لِلَّهِ دِینَکَ إِقَامَهُ فَرَائِضِهِ الَّتِی هوَ الْأَنَفَ یَبْسُطِ اللَّهُ عَلَیْکَ بِذَلِکَ أَکْنَافَ رَحْمَتِهِ وَ یُوجِبْ لَکَ ثَوَابَ طَاعَتِهِ وَ أَعْطِ مَا أَعْطَیْتَ هَنِیئاً وَ امْنَعْ فِی إِجْمَالٍ وَ إِعْذَارٍ

ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِکَ لَا بُدَّ لَکَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا مِنْهَا إِجَابَهُ عُمَّالِکَ بِمَا یَعْیَا عَنْهُ کُتَّابُکَ وَ مِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ یَوْمَ وُرُودِهَا عَلَیْکَ بِمَا تَحْرَجُ بِهِ صُدُورُ أَعْوَانِکَ

وَ أَمْضِ لِکُلِّ یَوْمٍ عَمَلَهُ فَإِنَّ لِکُلِّ یَوْمٍ مَا فِیهِ وَ اجْعَلْ لِنَفْسِکَ فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ أَفْضَلَ تِلْکَ الْمَوَاقِیتِ وَ أَجْزَلَ تِلْکَ الْأَقْسَامِ وَ إِنْ کَانَتْ کُلُّهَا لِلَّهِ إِذَا صَلَحَتْ فِیهَا النِّیَّهُ وَ سَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِیَّهُ

وَ لْیَکُنْ فِی خَاصَّهِ مَا تُخْلِصُ بِهِ لِلَّهِ دِینَکَ إِقَامَهُ فَرَائِضِهِ الَّتِی هِیَ لَهُ خَاصَّهً فَأَعْطِ اللَّهَ مِنْ بَدَنِکَ فِی لَیْلِکَ وَ نَهَارِکَ وَ وَفِّ مَا تَقَرَّبْتَ بِهِ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِکَ کَامِلًا غَیْرَ مَثْلُومٍ وَ لَا مَنْقُوصٍ بَالِغاً مِنْ بَدَنِکَ مَا بَلَغَ

وَ إِذَا قُمْتَ فِی صَلَاتِکَ لِلنَّاسِ فَلَا تَکُونَنَّ مُنَفِّراً وَ لَا مُضَیِّعاً فَإِنَّ فِی النَّاسِ مَنْ بِهِ الْعِلَّهُ وَ لَهُ الْحَاجَهُ

وَ قَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى‏ الله‏ علیه‏ وآله ‏وسلم  )حِینَ وَجَّهَنِی إِلَى الْیَمَنِ کَیْفَ أُصَلِّی بِهِمْ فَقَالَ صَلِّ بِهِمْ کَصَلَاهِ أَضْعَفِهِمْ وَ کُنْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً

 وَ أَمَّا بَعْدُ فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَکَ عَنْ رَعِیَّتِکَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاهِ عَنِ الرَّعِیَّهِ شُعْبَهٌ مِنَ الضِّیقِ وَ قِلَّهُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ

وَ الِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ یَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ فَیَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْکَبِیرُ وَ یَعْظُمُ الصَّغِیرُ وَ یَقْبُحُ الْحَسَنُ وَ یَحْسُنُ الْقَبِیحُ وَ یُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ

وَ إِنَّمَا الْوَالِی بَشَرٌ لَا یَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الْأُمُورِ وَ لَیْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْکَذِبِ

وَ إِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَیْنِ إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُکَ بِالْبَذْلِ فِی الْحَقِّ فَفِیمَ احْتِجَابُکَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِیهِ أَوْ فِعْلٍ کَرِیمٍ تُسْدِیهِ أَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ فَمَا أَسْرَعَ کَفَّ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِکَ إِذَا أَیِسُوا مِنْ بَذْلِکَ

مَعَ أَنَّ أَکْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَیْکَ مِمَّا لَا مَئُونَهَ فِیهِ عَلَیْکَ مِنْ شَکَاهِ مَظْلِمَهٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ فِی مُعَامَلَهٍ:

ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِی خَاصَّهً وَ بِطَانَهً فِیهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَ تَطَاوُلٌ وَ قِلَّهُ إِنْصَافٍ فِی مُعَامَلَهٍ فَاحْسِمْ مَادَّهَ أُولَئِکَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْکَ الْأَحْوَالِ

وَ لَا تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ مِنْ حَاشِیَتِکَ وَ حَامَّتِکَ قَطِیعَهً وَ لَا یَطْمَعَنَّ مِنْکَ فِی اعْتِقَادِ عُقْدَهٍ تَضُرُّ بِمَنْ یَلِیهَا مِنَ النَّاسِ فِی شِرْبٍ أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَکٍ یَحْمِلُونَ مَئُونَتَهُ عَلَى غَیْرِهِمْ فَیَکُونَ مَهْنَأُ ذَلِکَ لَهُمْ دُونَکَ وَ عَیْبُهُ عَلَیْکَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَهِ

وَ أَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَهُ مِنَ الْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ وَ کُنْ فِی ذَلِکَ صَابِراً مُحْتَسِباً وَاقِعاً ذَلِکَ مِنْ قَرَابَتِکَ وَ خَاصَّتِکَ حَیْثُ وَقَعَ وَ ابْتَغِ عَاقِبَتَهُ بِمَا یَثْقُلُ عَلَیْکَ مِنْهُ فَإِنَّ مَغَبَّهَ ذَلِکَ مَحْمُودَهٌ

وَ إِنْ ظَنَّتِ الرَّعِیَّهُ بِکَ حَیْفاً فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِکَ وَ اعْدِلْ عَنْکَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِکَ فَإِنَّ فِی ذَلِکَ رِیَاضَهً مِنْکَ لِنَفْسِکَ وَ رِفْقاً بِرَعِیَّتِکَ وَ إِعْذَاراً تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَکَ مِنْ تَقْوِیمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ:

وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاکَ إِلَیْهِ عَدُوُّکَ و لِلَّهِ فِیهِ رِضًا فَإِنَّ فِی الصُّلْحِ دَعَهً لِجُنُودِکَ وَ رَاحَهً مِنْ هُمُومِکَ وَ أَمْناً لِبِلَادِکَ

وَ لَکِنِ الْحَذَرَ کُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّکَ بَعْدَ صُلْحِهِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِیَتَغَفَّلَ فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ اتَّهِمْ فِی ذَلِکَ حُسْنَ الظَّنِّ

وَ إِنْ عَقَدْتَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ عَدُوِّکَ عُقْدَهً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْکَ ذِمَّهً فَحُطْ عَهْدَکَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَکَ بِالْأَمَانَهِ وَ اجْعَلْ نَفْسَکَ جُنَّهً دُونَ مَا أَعْطَیْتَ

فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ شَیْ‏ءٌ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَیْهِ اجْتِمَاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ وَ تَشَتُّتِ آرَائِهِمْ مِنْ تَعْظِیمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ وَ قَدْ لَزِمَ ذَلِکَ الْمُشْرِکُونَ فِیمَا بَیْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِینَ لِمَا اسْتَوْبَلُوا مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ

فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِکَ وَ لَا تَخِیسَنَّ بِعَهْدِکَ وَ لَا تَخْتِلَنَّ عَدُوَّکَ فَإِنَّهُ لَا یَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا جَاهِلٌ شَقِیٌّ

وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ بَیْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ وَ حَرِیماً یَسْکُنُونَ إِلَى‏ مَنَعَتِهِ وَ یَسْتَفِیضُونَ إِلَى جِوَارِهِ فَلَا إِدْغَالَ وَ لَا مُدَالَسَهَ وَ لَا خِدَاعَ فِیهِ

وَ لَا تَعْقِدْ عَقْداً تُجَوِّزُ فِیهِ الْعِلَلَ وَ لَا تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ قَوْلٍ بَعْدَ التَّأْکِیدِ وَ التَّوْثِقَهِ

وَ لَا یَدْعُوَنَّکَ ضِیقُ أَمْرٍ لَزِمَکَ فِیهِ عَهْدُ اللَّهِ إِلَى طَلَبِ انْفِسَاخِهِ بِغَیْرِ الْحَقِّ فَإِنَّ صَبْرَکَ عَلَى ضِیقِ أَمْرٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ وَ فَضْلَ عَاقِبَتِهِ خَیْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَهُ وَ أَنْ تُحِیطَ بِکَ مِنَ اللَّهِ فِیهِ طِلْبَهٌ لَا تَسْتَقْبِلُ فِیهَا دُنْیَاکَ وَ لَا آخِرَتَکَ:

إِیَّاکَ وَ الدِّمَاءَ وَ سَفْکَهَا بِغَیْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَیْسَ شَیْ‏ءٌ أَدْعَى لِنِقْمَهٍ وَ لَا أَعْظَمَ لِتَبِعَهٍ وَ لَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَهٍ وَ انْقِطَاعِ مُدَّهٍ مِنْ سَفْکِ الدِّمَاءِ بِغَیْرِ حَقِّهَا وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُکْمِ بَیْنَ الْعِبَادِ فِیمَا تَسَافَکُوا مِنَ الدِّمَاءِ یَوْمَ الْقِیَامَهِ

فَلَا تُقَوِّیَنَّ سُلْطَانَکَ بِسَفْکِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِکَ مِمَّا یُضْعِفُهُ وَ یُوهِنُهُ بَلْ یُزِیلُهُ وَ یَنْقُلُهُ وَ لَا عُذْرَ لَکَ عِنْدَ اللَّهِ وَ لَا عِنْدِی فِی قَتْلِ الْعَمْدِ لِأَنَّ فِیهِ قَوَدَ الْبَدَنِ

وَ إِنِ ابْتُلِیتَ بِخَطَإٍ وَ أَفْرَطَ عَلَیْکَ سَوْطُکَ أَوْ سَیْفُکَ أَوْ یَدُکَ بِالْعُقُوبَهِ فَإِنَّ فِی الْوَکْزَهِ فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَهً فَلَا تَطْمَحَنَّ بِکَ نَخْوَهُ سُلْطَانِکَ عَنْ أَنْ تُؤَدِّیَ إِلَى أَوْلِیَاءِ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ:

وَ إِیَّاکَ وَ الْإِعْجَابَ بِنَفْسِکَ وَ الثِّقَهَ بِمَا یُعْجِبُکَ مِنْهَا وَ حُبَ‏ الْإِطْرَاءِ فَإِنَّ ذَلِکَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّیْطَانِ فِی نَفْسِهِ لِیَمْحَقَ مَا یَکُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِینَ

وَ إِیَّاکَ وَ الْمَنَّ عَلَى رَعِیَّتِکَ بِإِحْسَانِکَ أَوِ التَّزَیُّدَ فِیمَا کَانَ مِنْ فِعْلِکَ أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَکَ بِخُلْفِکَ

فَإِنَّ الْمَنَّ یُبْطِلُ الْإِحْسَانَ وَ التَّزَیُّدَ یَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ وَ الْخُلْفَ یُوجِبُ الْمَقْتَ عِنْدَ اللَّهِ وَ النَّاسِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ‏

وَ إِیَّاکَ وَ الْعَجَلَهَ بِالْأُمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا أَوِ التَّسَقُّطَ فِیهَا عِنْدَ إِمْکَانِهَا أَوِ اللَّجَاجَهَ فِیهَا إِذَا تَنَکَّرَتْ أَوِ الْوَهْنَ عَنْهَا إِذَا اسْتَوْضَحَتْ فَضَعْ کُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَهُ وَ أَوْقِعْ کُلَّ أَمْرٍ مَوْقِعَهُ

وَ إِیَّاکَ وَ الِاسْتِئْثَارَ بِمَا النَّاسُ فِیهِ أُسْوَهٌ وَ التَّغَابِیَ عَمَّا تُعْنَى بِهِ مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُیُونِ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْکَ لِغَیْرِکَ وَ عَمَّا قَلِیلٍ تَنْکَشِفُ عَنْکَ أَغْطِیَهُ الْأُمُورِ وَ یُنْتَصَفُ مِنْکَ لِلْمَظْلُومِ

امْلِکْ حَمِیَّهَ أَنْفِکَ وَ سَوْرَهَ حَدِّکَ وَ سَطْوَهَ یَدِکَ وَ غَرْبَ لِسَانِکَ وَ احْتَرِسْ مِنْ کُلِّ ذَلِکَ بِکَفِّ الْبَادِرَهِ وَ تَأْخِیرِ السَّطْوَهِ حَتَّى یَسْکُنَ غَضَبُکَ فَتَمْلِکَ الِاخْتِیَارَ وَ لَنْ تَحْکُمَ ذَلِکَ مِنْ نَفْسِکَ حَتَّى تُکْثِرَ هُمُومَکَ بِذِکْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّکَ وَ الْوَاجِبُ عَلَیْکَ أَنْ تَتَذَکَّرَ مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَکَ مِنْ حُکُومَهٍ عَادِلَهٍ أَوْ سُنَّهٍ فَاضِلَهٍ أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِیِّنَا ( صلى‏الله‏علیه‏وآله‏وسلم  )أَوْ فَرِیضَهٍ فِی کِتَابِ اللَّهِ

فَتَقْتَدِیَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا عَمِلْنَا بِهِ فِیهَا وَ تَجْتَهِدَ لِنَفْسِکَ فِی اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ إِلَیْکَ فِی عَهْدِی هَذَا وَ اسْتَوْثَقْتُ بِهِ مِنَ الْحُجَّهِ لِنَفْسِی عَلَیْکَ لِکَیْلَا تَکُونَ لَکَ عِلَّهٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِکَ إِلَى هَوَاهَا:

وَ أَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ بِسَعَهِ رَحْمَتِهِ وَ عَظِیمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ کُلِّ رَغْبَهٍ أَنْ یُوَفِّقَنِی وَ إِیَّاکَ لِمَا فِیهِ رِضَاهُ مِنَ الْإِقَامَهِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَیْهِ وَ إِلَى خَلْقِهِ

مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِی الْعِبَادِ وَ جَمِیلِ الْأَثَرِ فِی الْبِلَادِ وَ تَمَامِ النِّعْمَهِ وَ تَضْعِیفِ الْکَرَامَهِ وَ أَنْ یَخْتِمَ لِی وَ لَکَ بِالسَّعَادَهِ وَ الشَّهَادَهِ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ‏

وَ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً کَثِیراً وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج۲۰

الفصل العاشر من عهده علیه السلام‏

ثم الله الله فی الطبقه السفلى من الذین لا حیله لهم من المساکین و المحتاجین و أهل البؤسى و الزمنى، فإن فی هذه الطبقه قانعا و معترا، و احفظ لله ما استحفظک من حقه فیهم، و اجعل لهم قسما من بیت مالک، و قسما من غلات صوافی الإسلام فی کل بلد، فإن للأقصى منهم مثل الذی للأدنى، و کل قد استرعیت حقه، فلا [و لا] یشغلنک عنهم بطر، فإنک لا تعذر بتضییعک [بتضییع‏]التافه لأحکامک الکثیر المهم، فلا تشخص همک عنهم، و لا تصعر خدک لهم، و تفقد أمور من لا یصل إلیک منهم ممن تقتحمه العیون، و تحقره الرجال، ففرغ لأولئک ثقتک من أهل الخشیه و التواضع، فلیرفع إلیک أمورهم، ثم اعمل فیهم بالإعذار إلى الله یوم تلقاه، فإن هؤلاء من بین الرعیه أحوج إلى الإنصاف من غیرهم، و کل فأعذر إلى الله فی تأدیه حقه إلیه و تعهد أهل الیتم و ذوى الرقه فی السن ممن لا حیله له، و لا ینصب للمسأله نفسه، و ذلک على الولاه ثقیل «و الحق کله ثقیل» و قد یخففه الله على أقوام طلبوا العاقبه فصبروا أنفسهم، و وثقوا بصدق موعود الله لهم.

اللغه

(البؤسى): هی البؤسى کالنعمى للنعیم بمعنى الشده، (و الزمنى): أولو الزمانه و الفلج، (القانع): الذی یسئل لحاجته (المعتر): الذی یتعرض للعطاء من غیر سؤال، (الصوافی) جمع صافیه: أرض الغنیمه، (التافه): الحقیر، (أشخص همه): رفعه، (تصعیر الخد): إمالته کبرا، (تقتحمه): تزدریه، (أعذر فی الأمر): صار ذا عذر فیه.

الاعراب‏

الله مکررا: منصوب على التحذیر، من الذین: من بیانیه، لله: اللام‏

للاختصاص و تفید الاخلاص، و کل: المضاف إلیه محذوف أی کلهم.

المعنى‏

قد عبر علیه السلام من الطبقه السابعه بالطبقه السفلى‏ نظرا إلى ظاهر حالهم عند الناس حیث إنهم عاجزون عن الحیله و الاکتساب و هم مساکین و محتاجون و المبتلون بالبؤس و الزمانه و لکن سواهم مع سائر الناس فی الحقوق و أظهر بهم أشد العنایه و الاهتمام و قسمهم إلى ثلاثه أقسام.

۱- القانع، و قد فسر بمن یسأل لرفع حاجته و یعرض حاجته على مظان قضائه.

۲- المعتر، و هو السیى‏ء الحال الذی لا یسأل الحاجه بلسانه و لکن یعرض نفسه فی مظان الترحم و التوجه إلیه فکان یسأل بلسان الحال.

۳- من اعتزل فی زاویه بیته لا یسأل بلسانه و لا یعرض نفسه على مظان قضاء حوائجه، إما لرسوخ العفاف و عزه النفس فیه، و إما لعدم قدرته على ذلک کالزمنى و هم الذین بین حالهم فی قوله علیه السلام‏ (و تفقد امور من لا یصل إلیک منهم، ممن تقتحمه العیون و تحقره الرجال) و قد وصى فیهم بامور:

۱- حفظ حقوقهم و العنایه بهم طلبا لمرضاه الله و حذرا من نقمته لأنهم لا یقدرون على الانتقام ممن یهضم حقوقهم.

۲- جعل لهم قسما من بیت المال العام الذی یجمع فیه الصدقات الواجبه و المستحبه و أموال الخراج الحاصل من الأراضی المفتوحه عنوه.

۳- جعل لهم قسما من صوافی الاسلام فی کل بلد، قال فی الشرح المعتزلی: و هی الأرضون التی لم یوجف علیها بخیل و لا رکاب و کانت صافیه رسول الله صلى الله علیه و آله، فلما قبض صارت لفقراء المسلمین، و لما یراه الامام من مصالح الاسلام.

۴- أن لا یصیر الزهو بمقام الولایه موجبا لصرف النظر عنهم و عدم التوجه إلیهم مغترا باشتغاله بامور هامه عامه، فقال علیه السلام: أحکام الامور الهامه الکثیره لا یصیر کفاره لصرف النظر عن الامور الواجبه القصیره.

۵- الاهتمام بهم و عدم العبوس فی وجوههم عند المحاضره و المصاحبه لاظهار الحاجه.

ثم أوصى بالتفقد عن القسم الثالث المعتزل بوسیله رجال موثق‏ من أهل الخشیه و التواضع‏ و خصص طائفتین من العجزه بمزید التوصیه و الاهتمام.

الف- الأیتام الذین فقدوا آبائهم و حرموا من محبه والدهم الذین یلمسونهم بالعطف و الحنان دائما.

ب- المعمرون إلى أرذل العمر الذین أنهکتهم الشیبه و اسقطت قواهم فلا یقدرون على انجاز حوائجهم بأنفسهم، و أشار إلى أن رعایه هذه الطبقه على الولاه ثقیل‏ بل‏ الحق کله ثقیل‏.

الترجمه

سپس خدا را باش خدا را باش در باره آن طبقه زیر دستى که بیچاره و مستمندند چون گدایان و نیازمندان و گرفتاران سختى در زندگى و مردم زمین گیر و از کار افتاده، زیرا در این طبقه حاجت خواهان و ترحم جویانند آنچه را از تو در باره حفظ حق آنان خواسته در نظر دار، و بهره‏اى از بیت المال براى آنها مقرر دار، و بهره‏اى هم از در آمد خالصجات اسلامى در هر شهرستانى باشند، حق بیگانه ‏ها و دوردستهاى این طبقه همانند حق نزدیکان آنها است، سر مستى مقام و جاه تو را از آنها باز ندارد، زیرا انجام کارهاى مهم و فراوان براى تقصیر تو در این کارهاى کوچک و لازم عذر پذیرفته نیست، دل از آنان بر مدار و چهره بر آنها گره مساز، از آن دسته این مستمندان که بحضور تو نمى‏رسند، و مردم بدیده تحقیر بدانها نگاه میکنند بازرسى و تفقد کن، و براى سرپرستى آنان کسان موثق و مورد اعتمادى که خدا ترس و فروتن باشند بگمار تا وضع آنانرا بتو گزارش دهند.

با اینها چنان رفتار کن که در پیشگاه خداوند سبحان هنگام ملاقاتش رو سفید و معذور باشى، زیرا اینان در میان رعیت از دیگران بیشتر نیازمند انصاف و عدلند و در باره هر کدام به درگاه خدا از نظر پرداخت حقش عذرخواه باش، یتیمان و پیران پشت خمیده را که بیچاره‏اند و نیروى سؤال و در خواست ندارند بازرسى کن این کاریست که براى حکمرانان سنگین است ولى چه باید کرد؟ هر حقى سنگین است، و خداوند آنرا بر مردمى سبک نماید که عاقبت خوش بخواهند و خود را بسیار شکیبا دارند، و براستى وعده‏هاى خداوند بر ایشان اطمینان و عقیده دارند.

الفصل الحادى عشر من عهده علیه السلام‏

و اجعل لذوى الحاجات منک قسما تفرغ لهم فیه شخصک، و تجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فیه لله الذی خلقک، و تقعد عنهم جندک و أعوانک من أحراسک و شرطک حتى یکلمک متکلمهم غیر متتعتع، فإنی سمعت رسول الله- صلى الله علیه و آله- یقول فی غیر موطن: (لن تقدس أمه لا یؤخذ للضعیف فیها حقه من القوی غیر متتعتع) ثم احتمل الخرق منهم و العی، و نح عنهم الضیق و الأنف، یبسط الله علیک بذلک أکناف رحمته، و یوجب لک ثواب طاعته، و أعط ما أعطیت هنیئا و امنع فی إجمال و إعذار. ثم أمور من أمورک لا بد لک من مباشرتها: منها إجابه

عمالک بما یعیا عنه کتابک، و منها إصدار حاجات الناس عند [یوم‏] ورودها علیک بما تحرج به صدور أعوانک، و أمض لکل یوم عمله، فإن لکل یوم ما فیه، و اجعل لنفسک فیما بینک و بین الله أفضل تلک المواقیت، و أجزل تلک الأقسام و إن کانت کلها لله إذا صلحت فیها النیه، و سلمت منها الرعیه. و لیکن فی خاصه ما تخلص به لله دینک إقامه فرائضه التی هى له خاصه، فأعط الله من بدنک فی لیلک و نهارک، و وف ما تقربت به إلى الله من ذلک کاملا غیر مثلوم و لا منقوص بالغا من بدنک ما بلغ، و إذا قمت فی صلاتک للناس فلا تکونن منفرا و لا مضیعا، فإن فی الناس من به العله و له الحاجه، و قد سألت رسول الله- صلى الله علیه و آله- حین وجهنی إلى الیمن کیف أصلی بهم؟ فقال: «: صل بهم کصلاه أضعفهم، و کن بالمؤمنین رحیما».

اللغه

(الحرس): حرس السلطان و هم الحراس الواحد حرسی و الحرس اسم مفرد بمعنى الحراس کالخدام و الخدم، (الشرط): قوم من أعوان الحکومه یعلمون أنفسهم بعلامات الخدمه یعرفون بها، (التعتعه) فی الکلام: التردد فیه‏ من حصر أو عى (الخرق): ضد الرفق، (عى): یقال: عیى من باب تعب عجز عنه و لم یهتد لوجه مراده، العی بکسر العین و تشدید الیاء: التحیر فی الکلام، (الأنف): الانفه و هی خصله تلازم الکبر، (الأکناف): الجوانب، (إجمال):

فی الرفق، (یعیا): یعجز (مثلوم): ما فیه خلل.

الاعراب‏

مجلسا: مصدر میمی فیکون مفعولا مطلقا أو اسم مکان فیکون مفعولا فیه، من أحراسک: لفظه من بیانیه، غیر متتعتع حال، یبسط الله: مجزوم فی جواب الأمر، ما اعطیت، لفظه ما مصدریه زمانیه أو موصوله و العائد محذوف، هنیئا: تمیز رافع للابهام عن النسبه، فی إجمال: لفظه فی للظرفیه المجازیه، امور من امورک مبتدأ لخبر مقدم محذوف أى هنا امور من امورک، و لذا صح الابتداء بالنکره ما فیه: فیه ظرف مستقر صفه أو صله لما، إقامه فرائضه: اسم و لیکن اخر عن الخبر، و هو جمله ظرفیه.

المعنى

بعد ما فرغ علیه السلام من تشریح النظام العام و تقریر القوانین لتشکیلات الدوله و تنظیم أمر طبقات الامه، توجه إلى بیان ما یرتبط بالوالی نفسه و بینه فی شعب ثلاث:

الاولى: ما یلزم على الوالی بالنسبه إلى عموم من یرجع إلیه فی حاجه و یشکو إلیه فی مظلمه و وصاه بأن یعین وقتا من أوقاته لإجابه المراجعین إلیه و شرط علیه:

۱- أن یجلس لهم فی مکان بلا مانع یصلون إلیه و یأذن للعموم من ذوى الحاجات فی الدخول علیه.

۲- أن یتلقاهم بتواضع و حسن خلق مستبشرا برجوعهم إلیه فی حوائجهم.

۳- أن یمنع جنده و أعوانه من التعرض لهم و ینحى الحرس و الشرط الذین یرعب الناس منهم عن هذه الجلسه لیقدر ذوو الحاجه من بیان مقاصدهم و شرح ماربهم و مظالمهم بلا رعب و خوف و حصر فی الکلام.

۴- أن یتحمل من السوقه و البدویین خشونه آدابهم و کلامهم العاری عن کل ملاحه و أدب.

۵- أن لا یضیق علیهم فی مجلسه و لا یفرض علیهم آدابا یصعب مراعاتها و لا یلقاهم بالکبر و أبهه الولایه و الریاسه.

۶- أنه إن کان حاجاتهم معقوله و مستجابه فاعطاهم ما طلبوا لم یقرن عطائه بالمن و الأذى و الخشونه و التأمر حتى یکون هنیئا و إن لم یقدر على إجابه ما طلبوا یردهم ردا رفیقا جمیلا و یعتذر عنهم فی عدم إمکان إجابه طلبتهم.

الثانی: ما یلزم علیه فیما بینه و بین أعوانه و عماله المخصوصین به من الکتاب و الخدمه کما یلی:

۱- یجیب عماله و کتابه فی حل ما عجزوا عنه من المشاکل الهامه.

۲- یتولى بنفسه‏ اصدار الحوائج التی عرضت على أعوانه و یصعب علیهم انفاذها لما یعرض علیهم من التردید فی تطبیق القوانین أو الخوف مما یترتب على انفاذها من نواح شتى.

۳- أن لا یتأخر أى عمل عن یومه المقرر و یتسامح فی إمضاء الامور فی أوقاتها المقرره.

الثالث: ما یلزم علیه فیما بینه و بین الله فوصاه بأن الولایه بما فیها من المشاغل و المشاکل لا تحول بینه و بین ربه و أداء ما یجب علیه من العباده و التوجه إلى الله فقال علیه السلام:

اجعل‏ أفضل‏ أوقاتک و أجزل أقسام عمرک بینک و بین الله فی التوجه إلیه و التضرع و الدعاء لدیه و إن کان کل عمل من أعمالک عباده لله مع النیه الصالحه و إصلاح حال الرعیه.

و أمره باقامه الفرائض المخصوصه، و إن کانت شاقه و متعبه لبدنه کالصوم فی الأیام الحاره و الصلاه بمالها من المقدمات فی شده البرد و فی الفیافی و الأسفار الطائله بحیث لا یقع خلل فیما یؤدیه من الأعمال و لا منقصه فیه من التسامح و الإهمال.

قال فی الشرح المعتزلی فی بیان قوله: (کاملا غیر مثلوم) أى لا یحملنک شغل السلطان على أن تختصر الصلاه اختصارا، بل صلها بفرائضها و سننها و شعائرها فی نهارک و لیلک و إن أتعبک ذلک و نال من بدنک و قوتک.

أقول: الظاهر أن المقصود من قوله‏ (غیر مثلوم) هو النهى عن الاخلال بواجب فی العباده من شرط أو جزء بحیث یوجب البطلان و المقصود من قوله‏ (غیر منقوص) النهی عن النقصان الغیر المبطل کالاختصار و التعجیل فی الأداء أو التأخیر من وقت الفضیله.

قال ابن میثم: الثامن أن یعطى الله من بدنه فی لیله و نهاره: أی طاعه و عباده فحذف المفعول الثانی للعلم به و القرینه کون اللیل و النهار محلین للأفعال و القرینه ذکر البدن.

أقول: لا یخلو کلامه من تکلف و الظاهر أن قوله علیه السلام کنایه [فاعط الله من بدنک‏] (من بدنک) ظرف مستقر مفعول ثان لقوله‏ (فأعط) کما تقول أعط زیدا من البر، و الجمله کنایه عن ریاضه بدنیه فی العباده بحیث یصرف فیها جزء من البدن و قواه.

ثم استدرک من ذلک صلاته بالناس فی الجماعه فأمره برعایه حال المأمومین و أدائها على وجه لا یشق على المعلولین و لا یضر بحوائج العمال و المحترفین فتصیر الصلاه فی الجماعه منفوره عندهم و لکن لا یؤدیها على وجه یخل بواجباتها و آدابها المرعیه بحیث یکون مضیعا لأعمالها أو وقتها.

و نختم شرح هذا الفصل بذکر قصتین مناسبتین للمقام:

الاولى: حکی أنه استأذن بعض أعوان فتح‏على‏ شاه من المحقق القمی المعاصر له و هو مرجع و مفت للشیعه فی أیامه و معتمد لدیه فی إفطار الشاه صومه لطول‏ النهار و شده الحر معللا بأن الصوم یؤثر فی حاله و یورث فیه الغضب الشدید و خصوصا فی أوان العصر فربما یحکم على المتهمین بالعقوبه قبل التحقیق عن إثباته جرمه، أو على المجرمین بتشدید العقوبه إلى أن یصل بالقتل و الفتک بما یخرج عن حد العداله، فأجاب رحمه الله تعالى: بأن الشاه یصوم و لا یغضب حتى یرتکب الخلاف و الظلم.

الثانیه: ما ذکره الشارح المعتزلی فی شرحه «ص ۸۷ ج ۱۷ ط مصر» قال: کان بعض الأکاسره یجلس للمظالم بنفسه، و لا یثق إلى غیره، و یقعد بحیث یسمع الصوت، فإذا سمعه أدخل المتظلم، فاصیب بصمم فی سمعه، فنادى منادیه: أن الملک یقول: أیها الرعیه إنی إن أصبت بصمم فی سمعی فلم أصب فی بصری، کل ذی ظلامه فلیلبس ثوبا أحمر، و جلس لهم فی مستشرف له.

الترجمه

براى مراجعان شخص خودت که بتو نیازى دارند وقتى مقرر دار که شخص خودت بدانها رسیدگى کنى و در مجلس عمومى همه را بار دهى، و در آن متواضع باشى براى خدائى که تو را آفریده بشرائط زیر:

لشکریان و یاوران خود را از قبیل گارد مخصوص پاسبانى و پاسبانان شهربانی خود را از مراجعان بر کنار سازى تا هر کس بى لکنت زبان با تو سخن خود را در میان گذارد، زیرا من از رسول خدا صلى الله علیه و آله شنیدم که در چند جا فرمود: «مقدس و پاک نباشند امتى که در میان آنها حق ناتوان از توانا بى لکنت زبان گرفته نشود».

سپس بد برخوردى و کند زبانى آنانرا بر خود هموار کن و فشار و تکبر فرمانروائى خود را از آنان دور دار تا خداوند بدین وسیله رحمت همه جانبه خود را بروى تو بگشاید و پاداش طاعتش را بتو ارزانى دارد هر چه بهر کس مى‏دهى بى‏منت باشد تا بر او گوارا بود و اگر از انجام درخواست کسى دریغ کردى با زبان خوش و معذرت او را روانه ساز.

سپس تو را کارهائیست که بناچار خوبست باید انجام دهى:

از آن جمله پذیرفتن مراجعه کارمندان تو است در آنچه دفتر داران تو از انجام آن درمانند.

از آن جمله پاسخ گوئى به نیازمندیهاى مردم است که بتو مراجعه مى‏شود در صورتى که یاوران تو از پاسخ بدانها دچار نگرانى شوند.

کار هر روزى را در همان روز انجام بده و به فردا میفکن، زیرا براى هر روزى است کارهاى مربوط بدان روز.

براى خود میان خود و خداى تعالى بهترین أوقات و شایان‏ترین قسمت عمر خود را مقرر دار و گر چه همه اوقات تو براى خدا مصرف مى‏ شود و عبادت محسوبست در صورتى که نیت پاک باشد و کار رعیت درست شود، و باید در خصوص آنچه با خلاصمندى در کار دین خود براى خدا انجام مى ‏دهى، انجام واجباتى که بر تو است و مخصوص خدا است منظور دارى، از تن خود بخدا بده، در شب خویش و در روز خویش آنچه براى تقرب بخداى سبحان میکنى (از نماز و روزه و غیره) کامل انجام بده بطورى که خللى در آن نباشد و کاستى نداشته باشد، بگزار هر چه بیشتر به تنت رنج عبادت رسد.

ولى هر گاه براى مردم نماز میخوانى و جماعت در پشت سر دارى نباید باندازه‏اى طول بدهى که مایه نفرت مردم از نماز جماعت شود و نه چنان کوتاه آئى که مایه تضییع نماز گردد، مردمى که پشت سر تو نماز مى‏خوانند برخى دچار بیمارى و گرفتارى و حاجت هستند.

من خود از رسول خدا صلى الله علیه و آله هنگامى که براى سرپرستى مسلمانان بسوى یمنم گسیل داشت پرسیدم که: چگونه براى مردم نماز جماعت بخوانم؟ در پاسخ فرمود: مانند نماز ناتوان‏ترین آنها و نسبت بمؤمنان مهربان باش.

الفصل الثانی عشر من عهده علیه السلام‏

[و] أما بعد [هذا] فلا تطولن احتجابک عن رعیتک، فإن احتجاب الولاه عن الرعیه شعبه من الضیق، و قله علم بالامور، و الاحتجاب منهم یقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فیصغر عندهم الکبیر، و یعظم الصغیر، و یقبح الحسن، و یحسن القبیح، و یشاب الحق بالباطل، و إنما الوالی بشر لا یعرف ما توارى عنه الناس به من الأمور، و لیست على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق من الکذب، و إنما أنت أحد رجلین: إما امرؤ سخت نفسک بالبذل فی الحق ففیم احتجابک من واجب حق تعطیه؟ أو فعل کریم تسدیه؟ أو مبتلى بالمنع؟ فما أسرع کف الناس عن مسألتک إذا أیسوا من بذلک، مع أن أکثر حاجات الناس إلیک مما لا مئونه فیه علیک، من شکاه مظلمه أو طلب إنصاف فی معامله.

اللغه

(الشوب) بالفتح: الخلط یقال: شابه شوبا من باب قال خلطه، (الوری):

ما توارى عنک و استتر، (سمات): جمع سمه کعده و أصلها و سم و هی العلامات، (ضروب): أنواع، (سخت) من سخا یسخو: جادت، (الأسداء): الاعطاء.

المعنى‏

قد یتخذ الوالی حاجبا على بابه یمنع عن ورود الناس إلیه إلا مع الاذن، و قد یحتجب عن الناس أى یکف نفسه عن الاختلاط بهم فیقطع عنه أخبارهم و أحوالهم، و قد سعى الاسلام فی رفع الحجاب بین الوالی و الرعیه إلى النهایه، فکان النبی صلى الله علیه و آله یختلط مع الناس کأحدهم فیجتمعون حوله للصلاه فی کل یوم خمس مرات و لاستماع آی القرآن و الوعظ و عرض الحوائج فی أی وقت حتى یهجمون على أبواب دور نسائه و یدخلونها من دون استیذان.

فنزلت الایه «یا أیها الذین آمنوا لا تدخلوا بیوت النبی إلا أن یؤذن لکم إلى طعام غیر ناظرین إناه و لکن إذا دعیتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا و لا مستأنسین لحدیث إن ذلکم کان یؤذی النبی فیستحیی منکم و الله لا یستحیی من الحق و إذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب‏» ۵۳- الأحزاب.

و قد کانوا یصیحون علیه من وراء الباب و یستحضرونه حتى نزلت الایه ۴ و ۵ الحجرات‏ إن الذین ینادونک من وراء الحجرات أکثرهم لا یعقلون و لو أنهم صبروا حتى تخرج إلیهم لکان خیرا لهم و الله غفور رحیم‏.

و لکن ورد الحجاب فی الحکومه الاسلامیه فی أیام عمر، قال الشارح المعتزلی «ص ۹۱ ج ۱۷ ط مصر» حضر باب عمر جماعه من الأشراف منهم سهیل بن عمرو و عیینه بن حصن و الأقرع بن حابس فحجبوا، ثم خرج الاذن فنادى، أین عمار أین سلمان، أین صهیب و أدخلهم فتمعرت وجوه القوم- تغیرت غیظا و حنقا- فقال سهیل ابن عمرو: لم تتمعر وجوهکم، دعوا و دعینا، فأسرعوا و أبطأنا و لئن حسدتموهم على باب عمر الیوم لأنتم غدا لهم أحسد.

و اشتد الحجاب فی أیام بنی امیه فکان المراجعون یحجبون وراء الباب شهورا و سنه، قال الشارح المعتزلی «ص ۹۳ ج ۱۷ ط مصر» أقام عبد العزیز بن زراره الکلابی على باب معاویه سنه فی شمله من صوف لا یؤذن له.

و الظاهر أن موضوع کلامه علیه السلام هذا لیس الحجاب بهذا المعنى، بل المقصود النهى عن غیبه الوالی من بین الناس و عدم الاختلاط معهم بحیث یعرف أحوالهم و أخبارهم فانتهز خواصه هذه الفرصه فیموهون علیه الحقائق، کما یریدون و یعرضون علیه الامور بخلاف ما هی علیه فیستصغر عنده‏ الکبیر و بالعکس‏ و یقبح‏ باضلالهم عنده‏ الحسن‏ و بالعکس و لا یتمیز عنده‏ الحق‏ من‏ الباطل‏ قال علیه السلام‏ «إنما الوالی بشر» لا یعلم الغیب و ما یخفیه عنه ذو و الأغراض و لیست للحق علائم محسوسه لیعلم‏ الصدق من الکذب‏.

ثم رد علیه السلام عذر الوالی‏ فی‏ الاحتجاب‏ من هجوم‏ الناس‏ علیه و طلب‏ الجوائز منه فقال: إن کان‏ الوالی‏ جوادا یبذل فی الحق فلا وجه لاحتجابه، و إن کان أهل المنع من العطاء فاذا لم یبذل للطالبین أیسوا منه فلا یطلبون.

و نختم شرح هذا الفصل بنقل ما حکاه الشارح المعتزلی من وصایا أبرویز لحاجبه قال:

و قال أبرویز لحاجبه: لا تضعن شریفا بصعوبه حجاب، و لا ترفعن وضیعا بسهولته ضع الرجال مواضع أخطارهم فمن کان قدیما شرفه ثم ازدرعه «اثبته» و لم یهدمه بعد آبائه فقدمه على شرفه الأول، و حسن رأیه الاخر، و من کان له شرف متقدم و لم یصن ذلک حیاطه له، و لم یزدرعه تثمیر المغارسه، فألحق بابائه من رفعه حاله ما یقتضیه سابق شرفهم، و ألحق به فی خاصته ما ألحق بنفسه، و لا تأذن له إلا دبریا و إلا سرارا، و لا تلحقه بطبقه الأولین، و إذا ورد کتاب عامل من عمالی فلا تحبسه عنى طرفه عین إلا أن أکون على حال لا تستطیع الوصول إلى فیها، و إذا أتاک من یدعى النصیحه لنا فاکتبها سرا، ثم أخدلها بعد أن تستأذن له، حتى إذا کان منى بحیث أراه فادفع إلى کتابه فان أحمدت قبلت و إن کرهت رفضت، و إن أتاک عالم مشتهر بالعلم و الفضل یستأذن، فأذن له، فإن العلم شریف و شریف صاحبه، و لا تحجبن عنی أحدا من أفناء الناس إذا أخذت مجلسی مجلس العامه، فإن الملک لا یحجب إلا عن ثلاث: عی یکره‏

أن یطلع علیه منه، أو بخل یکره أن یدخل علیه من یسأله، أو ریبه هو مصر علیها فیشفق من إبدائها و وقوف الناس علیها، و لا بد أن یحیطوا بها علما، و إن اجتهد فی سترها.

الترجمه

پس از همه اینها خود را مدتى طولانى از نظر رعیت محجوب بدار، زیرا پرده گیرى کار گزاران از رعایا یک نوع فشار بر آنها است و کم اطلاعى از کارها پرده گیرى از رعیت مانع از دانستن حقایق است و بزرگ را در نظر کار گزار خرد جلوه مى ‏دهد و خرد را بزرگ، و زیبا را زشت جلوه مى‏دهد، و زشت را زیبا، و حق و باطل را بهم مى ‏آمیزد، همانا کارگزار و حکمران یک آدمى است و آنچه را مردم از او نهان دارند نخواهد دانست، حق را نشانه‏هاى آشکار و دیدنى نیست تا درست و نادرست بوسیله آنها شناخته شوند، همانا تو که حکمرانى یکى از دو کس خواهى بود:

یا مردى دست باز و با سخاوتى در راه حق، چرا پشت پرده مى‏ روى براى پرداخت حقى که باید بدهى یا کار خوبى که باید بکنى.

یا مردى هستى گرفتار بخل و تنگ نظر در این صورت هم مردم چه زود از حاجت خواستن از تو صرف نظر کنند وقتى تو را بیازمایند از تو نومید گردند، با این که بیشتر حوائج مراجعان بتو خرجى ندارد، از قبیل شکایت از مظلمه‏اى یا در خواست انصاف و عدالت در معامله و داد ستدى.

الفصل الثالث عشر من عهده علیه السلام‏

ثم إن للوالی خاصه و بطانه فیهم استئثار و تطاول، و قله إنصاف فی معامله، فاحسم ماده أولئک بقطع أسباب تلک الأحوال‏ و لا تقطعن لأحد من حاشیتک و حامتک قطیعه، و لا یطمعن منک فی اعتقاد عقده تضر بمن یلیها من الناس فی شرب أو عمل مشترک، یحملون مئونته على غیرهم، فیکون مهنأ ذلک لهم دونک، و عیبه علیک فی الدنیا و الاخره.

و ألزم الحق من لزمه من القریب و البعید، و کن فی ذلک صابرا محتسبا، واقعا ذلک من قرابتک و خاصتک حیث وقع، و ابتغ عاقبته بما یثقل علیک منه، فإن مغبه ذلک محموده.

و إن ظنت الرعیه بک حیفا فأصحر لهم بعذرک، و اعدل عنک ظنونهم بإصحارک، فإن فی ذلک ریاضه منک لنفسک، و رفقا برعیتک، و إعذارا تبلغ به حاجتک من تقویمهم على الحق.

اللغه

(بطانه) الرجل: دخلاؤه و أهل سره ممن یسکن إلیهم و یثق بمودتهم، (الاستئثار): طلب المنافع لنفسه خاصه، (التطاول): و أطال الرجل على الشی‏ء مثل أشرف و زنا و معنى و تطاول علا و ارتفع، (الحسم): قطع الدم بالکی و حسمه حسما من باب ضرب: قطعه، (الحامه): القرابه، (القطیعه): محال ببغداد أقطعها المنصور أناسا من أعیان دولته لیعمروها و یسکنوها، و منه حدثنی شیخ من أهل قطیعه الربیع، و أقطعته قطیعه أی طائفه من أرض الخراج و الأقطاع إعطاء الإمام قطعه من الأرض و غیرها و یکون تملیکا و غیر تملیک- مجمع البحرین-.

(العقده): الضیعه، و العقده أیضا: المکان الکثیر الشجر و النخل اعتقد،الضیعه: اقتناها، (المهنا): مصدر هنأته کذا (المغبه): العاقبه، (الحیف):الظلم و الجور، (و أصحرت) بکذا أى کشفته، مأخوذ من الاصحار، و هو الخروج إلى الصحراء.

الاعراب‏

استئثار: مبتدأ لقوله فیهم و هو ظرف مستقر قدم على المبتدأ لکونه نکره، بقطع: الباء للسببیه، لا یطمعن: فاعله مستتر فیه راجع إلى قوله أحد، یحملون مئونته: جمله حالیه، واقعا حال من قوله ذلک، بما: الباء بمعنى مع، بک حیفا الجار و المجرور ظرف مستقر مفعول ثان لقوله: ظنت قدم على حیفا و هو المفعول الأول لکونه ظرفا، فأصحر: ضمن معنى صرح فعدى بالباء، من تقویمهم لفظه من للتعلیل.

المعنى

من أصعب نواحی العداله للولاه و الحکام و السلاطین و الزعماء العداله فی خصوص الأولیاء، و الأحباء و الأقرباء و الأرحام من حیث منعهم عن الظلم بالرعیه اعتمادا على تقربهم بالحاکم و من بیده الأمر و النهى، و قد اهتم النبی صلى الله علیه و آله فی ذلک فحرم الصدقات على ذوی قرباه لئلا یشترکوا مع الناس فی بیت المال فیأخذون أکثر من حقهم، و منع بنی عبد المطلب من تصدی العمل فی جمع الصدقات لئلا یختلسوا منها شیئا بتزلفهم إلى النبی صلى الله علیه و آله.

ففی الوسائل بسنده عن محمد بن یعقوب، عن أحمد بن إدریس، عن محمد بن عبد الجبار، و عن محمد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان جمیعا عن صفوان بن یحیى، عن عیص بن القاسم، عن أبی عبد الله علیه السلام قال: إن اناسا من بنی هاشم أتوا رسول الله صلى الله علیه و آله فسألوه أن یستعملهم على صدقات المواشی و قالوا یکون لنا هذا السهم الذی جعل الله عز و جل للعاملین علیها فنحن أولى به، فقال رسول الله صلى الله علیه و آله: یا بنی عبد المطلب [یا بنی هاشم- خ ب‏] إن الصدقه لا تحل لى و لا لکم‏ و لکنی قد وعدت الشفاعه- إلى أن قال: أ ترونی مؤثرا علیکم غیرکم؟

و قد حفظ على هذه السیره النبویه المقدسه فی صدر الأسلام شیئا ما حتى وصلت النوبه إلى عثمان فحکم ذوی قرابته من بنی امیه على رقاب المسلمین و سلطهم على أموالهم فکان یعطى العطایا الجزیله لهم من بیت مال المسلمین و یقطع الأقطاع لهم من أراضی المسلمین و هتک حجاب العدل فأقطع مروان بن الحکم من فدک التی أخذها أبو بکر من فاطمه علیها السلام بحجه مختلفه من أنه فی‏ء لجمیع المسلمین و صدقه مرجوعه إلیهم، ثم شاع أمر الأقطاع فی حکام الجور إلى أن المنصور العباسی أعطى جمعا من بطانته قطایع من أراضی بغداد أکثرهم حظا من ذلک الربیع الحاجب المتهالک فی خدمته و الفاتک بأعدائه و أهل ریبته کائنا من کان حتى بالنسبه إلى الأئمه المعصومین علیهم السلام.

و قد أکثر حکام بنی امیه أیام إمارتهم من أقطاع القطائع و غصب أراضی المسلمین إلى حیث ملاؤا صدور المسلمین غیظا و کرها على حکومتهم فخاف عمر ابن عبد العزیز من ثوره تدک عرشهم فعزم بحزمه الفائق على سد هذا الخلل و تصدى لرد المظالم بکل صرامه و صراحه.

قال الشارح المعتزلی «ص ۹۸ ج ۱۷ ط مصر»: رد عمر بن عبد العزیز المظالم التی احتقبها بنو مروان فابغضوه و ذموه، و قیل: إنهم سموه فمات و فی «ص ۹۹»:روى جویریه بن أسماء، عن إسماعیل بن أبی حکیم، قال: کنا عند عمر بن عبد العزیز، فلما تفرقنا نادى منادیه، الصلاه جامعه، فجئت إلى المسجد، فإذا عمر على المنبر، فحمد الله و أثنى علیه، ثم قال: أما بعد، فإن هؤلاء- یعنی خلفاء بنی امیه قبله- قد کانوا أعطوا عطایا ما کان ینبغی لنا أن نأخذها منهم، و ما کان ینبغی لهم أن یعطوناها، و إنی قد رأیت الان أنه لیس على فی ذلک دون الله حسیب، و قد بدأت بنفسی و الأقربین من أهل بیتی، إقرء یا مزاحم.

فجعل مزاحم یقرأ کتابا فیه الأقطاعات بالضیاع و النواحی، ثم یأخذه عمر فیقصه بالجلم «المقص» لم یزل کذلک حتى نودی بالظهر.

و روى الأوزاعى، أیضا، قال: قال عمر بن عبد العزیز یوما، و قد بلغه عن بنی امیه کلام أغضبه: إن لله فی بنی امیه یوما- أو قال: ذبحا- و أیم الله لئن کان ذلک الذبح- أو قال: ذلک الیوم- على یدی لأعذرن الله فیهم، قال: فلما بلغهم ذلک کفوا، و کانوا یعلمون صرامته، و أنه إذا وقع فی أمر مضى فیه.

أقول: و من هذه الروایه یعلم عمق سیاسه عمر بن عبد العزیز و حزمه و أنه تفرس أن مظالم بنی امیه تؤدی إلى ثوره عامه علیهم تستأصلهم، فصار بصدد العلاج من نواح کثیره:منها- یرد الظلامات و الأقطاع ما أمکنه.

منها- التحبب إلى أهل بیت النبی صلى الله علیه و آله حتى رد فدک إلیهم خلافا لسنه أبی بکر الغاصبه و إلغاء سب و لعن علی علیه السلام من خطبه صلاه الجمعه الذی سنها و أمر بها معاویه.

و روى عمر بن علی بن مقدم، قال: قال ابن صغیر لسلیمان بن عبد الملک لمزاحم: إن لی حاجه إلى أمیر المؤمنین عمر، قال: فاستأذنت له، فأدخله، فقال: یا أمیر المؤمنین لم أخذت قطیعتی؟ قال: معاذ الله أن آخذ قطیعه ثبتت فی الإسلام، قال: فهذا کتابی بها- و أخرج کتابا من کمه- فقرأه عمر و قال: لمن کانت هذه الأرض؟ قال: کانت للمسلمین، قال: فالمسلمون أولى بها، قال:

فاردد إلى کتابی، قال: إنک لو لم تأتنى به لم أسألکه، فاذا جئتنى به فلست أدعک تطلب به ما لیس لک بحق، فبکى ابن سلیمان، فقال مزاحم: یا أمیر المؤمنین، ابن سلیمان تصنع به هذا؟! قال: و ذلک لأن سلیمان عهد إلى عمر، و قدمه على إخوته فقال عمر: ویحک یا مزاحم، إنی لأجد له من اللوط- فی اللسان و قد لاط حبه بقلبی أى لصق- ما أجد لولدی، و لکنها نفسی اجادل عنها- انتهى.

أقول: هذا فی أقطاع الأراضی، و أما أقطاع المناصب، فقد ابتدع من عصر أبی بکر حیث اتخذ خالد بن الولید بطانه و أعطاه لقب سیف الله و فوض إلیه إماره جیوش الاسلام لما علم منه عداوه علی علیه السلام و فوض إماره الجیش الذی بعثه إلى‏ الشام إلى یزید بن أبی سفیان فاتخذ بنی امیه بطانه لما عرف فیهم من المعاداه مع بنی هاشم و أهل بیت النبی صلى الله علیه و آله مع وجود من هو أشجع و أرسخ قدما فی الاسلام من کبار الصحابه العظام کأمثال مقداد و الزبیر و عمار بن یاسر.

و قد عرف علیه السلام ما لحق من الاضرار بالاسلام من‏ استئثار خاصه الوالی و بطانته و أن‏ فیهم تطاول و قله انصاف‏، فأمر الوالی‏ بقطع ماده الفساد و نهاه مؤکدا عن أقطاع الأراضی لحاشیته و قرابته، و أضاف إلیه أن لا یسلطه على ما یمس بالرعیه بواسطه عقد إجاره أو تقبل زراعه الأراضی و نحوهما لئلا یظلمهم‏ فی الشرب‏ و یحملهم مئونه لانتفاعه عنهم بلا عوض و أشار إلى أن ذلک صعب فأمره بالصبر و انتظار العاقبه المحموده لإجراء هذه العداله الشاقه علیه.

ثم توجه علیه السلام إلى أنه قد ینقم‏ الرعیه على‏ الوالی‏ فی امور یرونها ظلما علیهم فیتهمونه بالمظالم و الجور فیتنفر عنه قلوبهم و یفکرون فی الخلاص منه، و ربما کان ذلک من جهلهم بالحقیقه، فلا بد للوالی من التماس معهم و کشف الحقیقه لهم و إقناعهم و تنبیههم على جهلهم و حل العقده التی تمکنت فی قلوبهم، و قد اتفق ذلک لرسول الله صلى الله علیه و آله فی مواقف:

منها- ما اتفق فی موقف تقسیم غنائم حنین حیث أسهم لرؤساء قریش کأبی سفیان مائه بعیر، و أسهم لرؤساء العشائر کعیینه بن حصن و أمثاله مائه بعیر، و أسهم للأنصار المجاهدین المخلصین مع سابقتهم و تفانیهم فی نصره الاسلام أربعه، فدخل فی صدورهم من الغیظ ما لا یخفى فنقموا على رسول الله صلى الله علیه و آله و اتهموه بالحیف فی تقسیم الغنیمه فلما عرض ذلک علیه صلى الله علیه و آله جمع الأنصار و أصحر لهم بعذره و أزال غیظهم و أقنعهم قال ابن هشام فی سیرته «ص ۳۲۰ ج ۲ ط مصر»: قال ابن إسحاق، و أعطى رسول الله صلى الله علیه و آله المؤلفه قلوبهم و کانوا أشرافا من أشراف الناس یتألفهم و یتألف بهم قومهم، فاعطى أبا سفیان بن حرب مائه بعیر، و أعطى ابنه معاویه مائه بعیر، و أعطى حکیم بن حزام مائه بعیر، و أعطى الحارث ابن کلده أخا بنی عبد الدار مائه بعیر- إلى أن قال: و أعطى العلاء بن جاریه الثقفی‏ مائه بعیر، و أعطى عیینه بن حصن بن حذیفه بن بدر مائه بعیر، و أعطى الأقرع بن حابس التمیمی مائه بعیر، و أعطى مالک بن عوف بن النصری مائه بعیر، و أعطى صفوان ابن امیه مائه بعیر- إلى أن قال: جاء رجل من تمیم یقال له: ذو الخویصره فوقف علیه و هو یعطى الناس، فقال: یا محمد قد رأیت ما صنعت فی هذا الیوم، فقال رسول الله صلى الله علیه و آله: أجل فکیف رأیت؟ قال: لم أرک عدلت- إلى أن قال: عن أبی سعید الخدرى قال: لما أعطى رسول الله صلى الله علیه و آله ما أعطى من تلک العطایا فی قریش و فی قبائل العرب و لم یکن للأنصار منها شی‏ء، وجد هذا الحی من الأنصار فی أنفسهم حتى کثرت منهم القاله حتى قال قائلهم لقى و الله رسول الله صلى الله علیه و آله قومه فدخل علیه سعد بن عباده، فقال یا رسول الله إن هذا الحی من الأنصار قد وجدوا علیک فی أنفسهم لما صنعت فی هذا الفی‏ء الذی أصبت قسمت فی قومک و أعطیت عطایا عظاما فی قبائل العرب و لم یک فی هذا الحی من الأنصار منها شی‏ء قال: فأین أنت من ذلک یا سعد؟ قال: یا رسول الله ما أنا إلا من قومی، قال: فاجمع لی قومک فی هذه الحظیره، قال: فخرج سعد فجمع الأنصار، فی تلک الحظیره- إلى أن قال: فلما اجتمعوا له أتاه سعد فقال: قد اجتمع هذا الحی من الأنصار فأتاهم رسول الله صلى الله علیه و آله فحمد الله و أثنى علیه بما هو أهله، ثم أصحر لهم عن عذره فی ضمن خطبه بلیغه قاطعه فبکى القوم حتى اخضلوا لحاهم و قالوا رضینا برسول الله قسما و حظا، ثم انصرف رسول الله و تفرقوا فمن أراد الاطلاع فلیرجع إلى محله.

و من أهمها ما وقع فی صلح الحدیبیه مع مشرکی مکه حیث قبل رسول الله صلى الله علیه و آله منهم الرجوع من حدیبیه و نقص العمره التی أحرم بها مع أصحابه و شرط لقریش شروطا یثقل قبولها على أصحابه.

قال ابن هشام فی سیرته «ص ۲۱۵ ج ۲ ط مصر» قال الزهری: ثم بعث قریش سهیل بن عمرو أخا بنی عامر بن لؤى إلى رسول الله صلى الله علیه و آله و قالوا له: ائت محمدا فصالحه و لا یکن فی صلحه إلا أن یرجع عنه عامه هذا فوالله لا تحدث العرب عنا أنه دخلها علینا عنوه أبدا، فأتاه سهیل بن عمرو، فلما رآه رسول الله صلى الله علیه و آله‏ مقبلا قال: قد أراد القوم الصلح حین بعثوا هذا الرجل، فلما انتهى سهیل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله علیه و آله تکلم فأطال الکلام و تراجعا، ثم جرى بینهما الصلح فلما التأم الأمر و لم یبق إلا الکتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بکر، فقال:

یا أبا بکر أ لیس برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمین؟ قال: بلى، قال: أو لیسوا بالمشرکین؟ قال: بلى، قال: فعلى م نعطى الدنیه فی دیننا؟! قال أبو بکر: یا عمر الزم غرزه- الغرز: العود المغروز بالأرض: أى الزم رایته- فإنی أشهد أنه رسول الله، قال عمر: و أنا أشهد أنه رسول الله، ثم أتى رسول الله، فقال: یا رسول الله أ لست برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمین؟ قال:بلى، قال: أو لیسوا بالمشرکین؟ قال: بلى، قال: فعلى م نعطى الدنیه فی دیننا؟! قال: أنا عبد الله و رسوله لن اخالف أمره و لن یضیعنی- انتهى.

و هذا الذی بینه عمر ما کان یختلج فی صدور أکثر المسلمین لما أحسوا من ثقل شروط الصلح و اضطهادها المسلمین حتى دخل الشک فی قلوب الناس، و روى عن عمر انه قال: ما شککت فی الإسلام قط کشکی یوم حدیبیه.

فأصحر رسول الله صلى الله علیه و آله عن عذره بأنه عبد الله و رسوله، و قد أمره الله تعالى بعقد هذا الصلح و لا یستطیع مخالفه أمر الله.

و یظهر شکهم مما روی عن ابن عباس قال: حلق رجال یوم حدیبیه و قصر آخرون، فقال رسول الله صلى الله علیه و آله: یرحم الله المحلقین، قالوا: و المقصرین یا رسول الله، قال: یرحم الله المحلقین، قالوا: و المقصرین- إلى أن قال: فقالوا:یا رسول الله فلم ظاهرت الترحیم للمحلقین؟ قال: لم یشکوا.

و منها- ما رواه فی الوسائل عن عنبسه بن مصعب، عن أبی عبد الله علیه السلام قال:سمعته یقول: اتى النبی صلى الله علیه و آله بشی‏ء یقسمه فلم یسع أهل الصفه جمیعا فخص به اناسا منهم فخاف رسول الله صلى الله علیه و آله أن یکون قد دخل قلوب الاخرین شی‏ء، فخرج إلیهم، فقال: معذره إلى الله عز و جل و إلیکم یا أهل الصفه إنا اوتینا بشی‏ء فأردنا أن نقسمه بینکم فلم یسعکم فخصصت به اناسا منکم خشینا جزعهم و هلعهم- ذکره‏ فی کتاب الزکاه فی باب عدم وجوب استیعاب المستحقین بالإعطاء-.

و لعمری أن هذه المرحله من أصعب ما یبتلی به الولاه و الامراء و رؤساء الشعوب و الملل الغیر الراقیه و الملل المتأخره، حیث إن أعدل القوانین مما لا یرضى به کثیر منهم لاستئثارهم بالمنافع و عدم التوجه إلى غیرهم من الأفراد فقلما وقع فی تاریخ الدول و الملل أن یکون الشعب راضیا من الحکومه غیر ناقم علیه فی کثیر من قوانینها و إجراء آتها.

الترجمه

سپس راستى که براى والى مخصوصان و یاران نزدیکى است که خود خواه و دست درازند و در معامله با دیگران کمتر رعایت انصاف را مى ‏نمایند، ریشه تجاوز و ستم آنانرا با قطع وسائل ستم از بن بر کن، و بهیچکدام از دوروریها و خویشان خود تیولى از اراضى مسلمانان وامگذار و هرگز در تو طمع نبندند که قراردادى بنفع آنها منعقد کنى که مایه زیان مردم دیگر باشد در حقابه آب یارى یا در عمل مشترکى که مخارج آنرا بر دیگران تحمیل کنند، تا سود آنرا ببرند و گوارا بخورند و عیب و نکوهشش در دنیا و آخرت بگردن تو بماند.

حق را در باره خویش و بیگانه بطور لزوم مراعات کن، و در این باره شکیبائى و خدا خواهى را منظور دار با هر چه فشار بر خویشان و یارانت وارد شود، گرانى این کار را در سرانجام خوب آن تحمل کن، زیرا سرانجامش پسندیده و دلنشین است.

و اگر رعیت تو را متهم به ستم و جورى کردند، عذر خود را در باره کارى که منشأ اتهام و بدبینى آنها شده فاش کن و با کمال صراحت مطلب را به آنها بفهمان و بدبینى آنها را بوسیله صراحت در بیان مطلب از خود بگردان، زیرا این خود براى نفس تو ریاضت و پرورشى است و نسبت برعیت ارفاق و ملاطفتى است، و در نتیجه عذر خواهى مؤثریست که گره کار تو را مى‏گشاید و رعیت را براه حق استوار مى ‏دارد.

الفصل الرابع عشر من عهده علیه السلام‏

و لا تدفعن صلحا دعاک إلیه عدوک و لله فیه رضا، فإن فی الصلح دعه لجنودک، و راحه من همومک، و أمنا لبلادک، و لکن الحذر کل الحذر من عدوک بعد صلحه، فإن العدو ربما قارب لیتغفل، فخذ بالحزم، و اتهم فی ذلک حسن الظن، و إن عقدت بینک و بین عدوک عقده أو ألبسته منک ذمه فحط عهدک بالوفاء، و ارع ذمتک بالأمانه، و اجعل نفسک جنه دون ما أعطیت، فإنه لیس من فرائض الله شی‏ء الناس أشد علیه اجتماعا مع تفرق أهوائهم و تشتت آرائهم من تعظیم الوفاء بالعهود، و قد لزم ذلک المشرکون فیما بینهم دون المسلمین لما استوبلوا من عواقب الغدر، فلا تغدرن بذمتک، و لا تخیسن بعهدک، و لا تختلن عدوک، فإنه لا یجترى‏ء على الله إلا جاهل شقی، و قد جعل الله عهده و ذمته أمنا أفضاه بین العباد برحمته، و حریما یسکنون إلى منعته، و یستفیضون إلى جواره، فلا إدغال و لا مدالسه و لا خداع فیه، و لا تعقد عقدا تجوز فیه العلل، و لا تعولن على لحن قول بعد التأکید و التوثقه، و لا یدعونک ضیق أمر لزمک فیه عهد الله إلى طلب انفساخه بغیر الحق، فإن صبرک على ضیق أمر ترجو انفراجه و فضل عاقبته خیر من غدر تخاف تبعته، و أن تحیط بک من الله فیه طلبه فلا تستقبل فیها دنیاک و لا آخرتک.

اللغه

(دعه): مصدر ودع: الراحه، (استوبلوا) استفعال من الوبال: أى ینتظرون و بال عاقبه الغدر و الوبال: الوخم، یقال: استوبلت البلد: استوخمت فلم توافق ساکنها، (خاس) بالعهد: نقضه، (الختل): الخداع و المکر (أفضاه): بسطه، استفاض الماء: سال، (الدغل): الفساد، (المدالسه): مفاعله من التدلیس فی البیع و غیره کالمخادعه و هی إرائه الشی‏ء و تعریفه بخلاف ما هو علیه، (لحن القول):کالتوریه و التعریض و هی أداء المقصود بلفظ یحتمل غیره من المعنى، (التوثقه):مصدر من وثق.

الاعراب‏

لله فیه رضا: رضا مبتدأ مؤخر مرفوع تقدیرا و لله جار و مجرور متعلق برضا و فیه ظرف مستقر خبر له، و الجمله حال عن قوله علیه السلام صلحا، الحذر: منصوب على التحذیر بفعل مقدر و کل الحذر تأکید، عقده مفعول عقدت و بینک ظرف متعلق بها، ما اعطیت، ما موصوله أو مصدریه و العائد محذوف.

فانه لیس من فرائض الله- إلى قوله: أشد علیه اجتماعا- إلخ، قال الشارح المعتزلی فی «ص ۱۰۷ طبع مصر»، قال الراوندی: الناس مبتدأ و أشد مبتدأ ثان و من تعظیم الوفاء خبره، و هذا المبتدأ الثانی مع خبره خبر المبتدأ الأول و محل الجمله نصب لأنها خبر لیس و محل لیس مع اسمه و خبره رفع لأنه خبر فانه، و شی‏ء اسم لیس و من فرائض الله حال و لو تأخر لکان صفه لشی‏ء و الصواب أن شی‏ء اسم لیس و جاز ذلک و إن کان نکره لاعتماده على النفی و لأن الجار و المجرور قبله فی موضع الحال کالصفه، فتخصص بذلک و قرب من المعرفه، و الناس مبتدأ و أشد خبره، و هذه الجمله المرکبه من مبتدأ و خبر فی موضع رفع لأنها صفه شی‏ء و أما خبر المبتدأ الذی هو «شی‏ء» فمحذوف و تقدیره «فی الوجود» کما حذف الخبر فی قولنا «لا إله إلا الله» أى فی الوجود.

و لیس یصح ما قال الراوندی من أن «أشد» مبتدأ ثان و «من تعظیم الوفاء» خبره لأن حرف الجر إذا کان خبرا لمبتدأ تعلق بمحذوف، و ها هنا هو متعلق بأشد نفسه، فکیف یکون خبرا عنه، و أیضا فانه لا یجوز أن یکون أشد من تعظیم الوفاء خبرا عن الناس، کما زعم الراوندی، لأن ذلک کلام غیر مفید ألا ترى أنک إذا أردت أن تخبر بهذا الکلام عن المبتدأ الذی هو «الناس» لم یقم من ذلک صوره محصله تفیدک شیئا، بل یکون کلاما مضطربا.

و یمکن أن یکون «من فرائض الله» فی موضع رفع لأنه خبر المبتدأ و قد قدم علیه، و یکون موضع «الناس» و ما بعده رفع لأنه خبرا لمبتدأ الذی هو شی‏ء، کما قلناه أولا، و لیس یمتنع أیضا أن یکون «من فرائض الله» منصوب الموضع لأنه حال و یکون موضع «الناس أشد» رفعا لا خبرا لمبتدأ الذی هو «شی‏ء».

أقول: الوجه الصحیح فی إعراب هذه الجمله أن: من فرائض الله ظرف مستقر خبر لیس و «شی‏ء» اسمه و کون الخبر ظرفا و مقدما من مصححات الابتداء بالنکره، و «الناس» مبتدأ و «أشد علیه اجتماعا» خبره و «من تعظیم الوفاء» مکمل قوله «أشد» فان أفعل التفضیل یکمل بالاضافه أو لفظه من، و الجمله فی محل حال أوصفه لقوله «شی‏ء» و ما ذکره الراوندی و الشارح المعتزلی من الوجوه تکلفات مستغنى عنها.

دون المسلمین: ظرف مستقر فی موضع الحال عن المشرکین، لا تختلن، نهى مؤکد من ختله یختله إذا خدعه و راوغه، فلا ادغال، لنفى الجنس و الاسم مبنی على الفتح کنایه [فلا ادغال و لا مدالسه و لا خداع فیه‏] و نفى جنس الادغال و ما بعده کنایه عن النهی المؤکد، و فضل عاقبته:عطف على قوله: انفراجه، و أن تحیط: فعل مضارع منصوب بأن المصدریه معطوف‏ على قوله علیه السلام غدر أی و من إحاطه لله بک فیه طلبه، فلا تستقبل: الفاء فصیحه تفید التفریع و هی الفاء الفصیحه.

المعنى‏

قد تعرض علیه السلام فی هذا الفصل فی الروابط الحکومیه الاسلامیه الخارجیه و حث على رعایه الصلح و قبول الدعوه إلیه، و هذا الدستور ناش من جوهر الاسلام الذی کان شریعه الصلح و السلام و الأمن، فانه نهض بشعارین ذهبیین و هو الإسلام و الإیمان، و الإسلام مأخوذ من السلم، و الإیمان مأخوذ من الأمن و هذان الشعاران اللذان نهض الإسلام بهما اعلام بأن هذا الدین داع إلى استقرار الصلح و الأمن بین کافه البشر، و قد نزلت فی القرآن الشریف آیات محکمات تدعو إلى الصلح و استتباب السلام.

۱- یا أیها الذین آمنوا إذا ضربتم فی سبیل الله فتبینوا و لا تقولوا لمن ألقى إلیکم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحیاه الدنیا فعند الله مغانم کثیره ۹۴- النساء.

قال فی مجمع البیان: و قرء فی بعض الروایات عن عاصم السلم بکسر السین و سکون اللام و قرء الباقون السلام بالألف، و روى عن أبی جعفر القارئ عن بعض الطرق «لست مؤمنا» بفتح المیم الثانیه، و حکى أبو القاسم البلخی أنه قراءه محمد بن علی الباقر علیه السلام- انتهى.

فجمع هذین القرائتین یصیر «و لا تقولوا لمن ألقى إلیکم السلم لست مؤمنا» فیکون صریحا فی المطلوب و موافقا لقوله علیه السلام‏ (و لا تدفعن صلحا دعاک إلیه عدوک).

۲- لا خیر فی کثیر من نجواهم إلا من أمر بصدقه أو معروف أو إصلاح بین الناس و من یفعل ذلک ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتیه أجرا عظیما ۱۱۴- النساء.

۳- و الصلح خیر و أحضرت الأنفس الشح و إن تحسنوا و تتقوا فإن الله کان بما تعملون خبیرا ۱۲۸- النساء.

فقوله تعالى «و الصلح خیر» جمله صارمه ذهبیه مال إلیها کل الشعوب فی هذه العصور و آمنوا بها من حیث یشعرون و من حیث لا یشعرون، فقد صار حفظ الصلح و السلام دینا للبشر کافه أسسوا لحفظه و الدعوه إلیه مؤسسه الامم المتحده.

۴- «یا أیها الذین آمنوا ادخلوا فی السلم کافه و لا تتبعوا خطوات الشیطان إنه لکم عدو مبین‏ ۲۰۹- البقره».و السبب فی ترغیب الإسلام فی الصلح و السلم أن الاسلام، دین برهان و تفکیر و شریعه تبیان و دلیل و الاستفاده منها یحتاج إلى محیط سالم و طمأنینه و الحرب المثیره للأحقاد و التعصبات منافیه للتوجه إلى البرهان و التعقل فی أی بیان، و قد نبه علیه السلام إلى ما فی الصلح من الفوائد القیمه فقال: (فان فی الصلح‏:

۱- دعه لجنودک) فالحرب متعبه للأبدان منهکه للقوى، فیحتاج الجند إلى دعه و استراحه لتجدید القوى و الاقتدار على مقاومه العدى.

۲- (و راحه من همومک) فالحرب تحتاج إلى ترسیم خطه صحیحه تؤدى إلى الظفر فاذا حمى الوطیس و احمر الموقف من دم الأبطال و ارتج الفضاء من العویل و الویل لا یقدر القائد من التفکیر و ترسیم خطط ناجحه و الصلح یریحه من الهموم و یفتح أمامه فرصه الفکر و ترسیم خطط للظفر بالعدو.

۳- (و أمنا لبلادک) فالحرب تثیر الضغائن و تحرض العدو على الاغاره فی البلاد و سلب الأمن و الراحه عن العباد.

ثم نهى علیه السلام و حذر عن الغفله بعد الصلح و وصى أن یکون المسلمون دائما على اهبه فطنا یقظا من کید الأعداء، لأن العدو إذا رأى التفوق لعدوه فی الحرب و أیس من الغلبه علیه یلتجأ باقتراح الصلح، ثم لم یلبث أن یفکر فی الخدیعه و طلب الظفر بالمکر و الدهاء من شتى النواحی و یقارب لیتمکن من درس نقاط الضعف و ینتهز الفرصه للهجوم على عدوه فی موقع مقتض.

فالحرب خطه محیطه بالأخطار من شتى النواحی، فلا بد من ملاحظه أی احتمال یؤدی إلى ظفر العدو و إن کان ضعیفا و الفکر فی معالجته و سده، کما أنه‏ لما اصطف المسلمون مع قریش فی احد فکر النبی صلى الله علیه و آله فی إمکان هجوم خیاله قریش من وراء عسکر الإسلام و محاصرتهم حتى بعد انهزامهم، فوکل عبد الله بن جبیر فی ستین نفرا من رماه الإسلام على جبل الرماه و وصاهم بالمقام هناک و حفظ خلف صفوف المسلمین و أکد لهم مزید التأکید و وعدهم بمزید من سهم الغنیمه.

و لما انهزم المشرکون فی الهجوم الأول لجیش الإسلام و شرعوا بالفرار غر أصحاب عبد الله و لم یطیعوه و أخلوا مقامهم، فانتهز خالد بن ولید قائد خیاله قریش هذه الفرصه و دار بالخیاله وراء صفوف المسلمین و حاصرهم فوقع الانهزام فی صفوف المسلمین و قتل أکثر من سبعین من أبطال الإسلام و اصیب النبی صلى الله علیه و آله بجراحات عظیمه کاد أن یقضى علیه لو لا نصر الله و تأییده.

و الصلح دوره ینضب شعله الحرب تحت الرماد فلا بد من‏ الحذر و الیقظه التامه من مکائد العدو الکاشر باسنانه الحاقد بقلبه.و قد تقدم الاسلام فی أیام بنی عثمان تقدما ظاهرا فی اروبا حتى حاصر جیش الأسلام بلده وینه و لکن لما وقع عقد الصلح بین زعماء أروبا و بنی عثمان کادوا و دبروا حتى استولوا على متصرفاته و ارجعوا سلطه الإسلام الرهیبه قهقرى و شرحوا فی ترسیم خطط لإغفال المسلمین و تنویمهم بشتى الوسائل حتى غلبوا فی القرن الثامن عشر و بعده على کافه نواحی الإسلام و فتحوا بلاد الإسلام فتحا اقتصادیا لا نظیر له من قبل و حازوا کل منابع ثروه المسلمین من المعادن، و حولوا بلادهم إلى أسواق تجاریه لهم و کبلوهم برءوس الأموال الهائله و سخروهم من حیث یشعرون و من حیث لا یشعرون و دام سلطتهم على أغلب المسلمین و أغلب بلادهم إلى عصرنا هذا، فیا لها من مصیبه سببت إغواء شباب الإسلام و انحرافهم عن الإسلام.

زعم العواذل أننی فی غمره صدقوا و لکن غمرتی لا تنجلی‏

فلا بد من الأخذ بالحزم‏ و طرد حسن الظن‏ تجاه‏ العدو سواء فی حاله الحرب أو الصلح، و الصلح مع العدو غالبا ینتهى إلى عقد قرار بشروط معینه فتوجه علیه السلام إلى ذلک و وصى فیه بأمرین:

۱- أمر بالوفاء بالعهد و الذمه وفاء کاملا یحوط به من کل ناحیه و رعایه الذمه إلى حیث یضحى بنفسه فی سبیل‏ الوفاء و رعایه الذمه مع أنها تنعقد مع غیر المسلم، و أشار إلى أن‏ الوفاء بالعهد فریضه إلهیه یجب رعایتها و الالتزام بها و ودیعه بشریه اتفقت الشعوب و الملل راقیها و متأخرها على الالتزام بها حتى المشرکین المنکرین للدین، حیث أنهم یخافون من عاقبه الغدر، فیقول علیه السلام: (فلا تغدرن بذمتک و لا تخیسن بعهدک، و لا تختلن عدوک) لأن‏ الغدر و نقض العهد و المخادعه بعد التعهد ظلم و لو کان الطرف کافرا و لا یرتکبه‏ إلا جاهل شقی‏.

و نبه على أن اتفاق بنی الإنسان على رعایه العهود و الذمم نظم إلهی و إلهام فطرى أوحى إلیهم من حیث لا یشعرون لحفظ الأمن و النظام و اللازم لبقاء البشر فهو رحمه الله التی فاضت فی کافه العباد کالرزق المقدر لهم لیسکنو إلى منعه حریمها و ینتشروا فی جوارها وراء ماربهم و مکاسبهم.

۲- أمره بالسعی فی صراحه ألفاظ المعاهده و وضوح النصوص المندرجه فیها بحیث لا تکون ألفاظها و جملها مبهمه و مجمله، قابله للتردید و التأویل، و نهى عن التمسک بخلاف ظاهر ألفاظ المعاهده بعد التأکید و التوثیق‏ لنقضها إذا طرء الصعوبه على إجرائها، و قال علیه السلام‏ (و لا یدعونک ضیق أمر لزمک فیه عهد الله إلى طلب انفساخه بغیر الحق) و علله علیه السلام بأن الصبر على الصعوبه الناشئه من الوفاء بالعهد متعقب بالفرج و حسن العاقبه و هو خیر من الغدر الذی‏ یخاف تبعته‏ بانتقام من نقض عهده فی الدنیا و بعقوبه الله‏ على نقض العهد المنهی عنه فی غیر آیه من القرآن فی الاخره.و مما ینبغی تذکره هنا ما وقع لرسول الله صلى الله علیه و آله فی معاهده حدیبیه مع قریش، قال ابن هشام فی سیرته «ص ۲۱۶ ج ۲ ط مصر».

فبینا رسول الله صلى الله علیه و آله یکتب الکتاب هو و سهیل بن عمرو إذا جاء أبو جندل ابن سهیل بن عمرو یوسف فی الحدید، قد انفلت إلى رسول الله صلى الله علیه و آله، و قد کان أصحاب رسول الله صلى الله علیه و آله حین خرجوا و هم لا یشکون فی الفتح لرؤیا رآها رسول الله‏ صلى الله علیه و سلم، فلما رأوا ما رأوا من الصلح و الرجوع و ما تحمل علیه رسول الله صلى الله علیه و آله فی نفسه دخل على الناس من ذلک أمر عظیم حتى کادوا یهلکون، فلما رأى سهیل أبا جندل قام إلیه فضرب وجهه و أخذ بتلبیبه، ثم قال: یا محمد قد لجت القضیه بینی و بینک قبل أن یأتیک هذا، قال: صدقت فجعل ینتره بتلبیبه و یجره لیرده إلى قریش، و جعل أبو جندل یصرخ بأعلى صوته: یا معشر المسلمین أ أرد إلى المشرکین یفتنوننی فی دینی فراد الناس إلى ما بهم، فقال رسول الله صلى الله علیه و آله یا أبا جندل أصبر و احتسب فإن الله عاجل لک و لمن معک من المستضعفین فرجا و مخرجا إنا قد عقدنا بیننا و بین القوم صلحا و أعطیناهم على ذلک و أعطونا عهد الله و إنا لا نغدر بهم، قال: فوثب عمر بن الخطاب، انتهى.

و أنت ترى ما وقع فیه رسول الله صلى الله علیه و آله من الحرج و المشقه فی الوفاء بالعهد الذی عقده مع قریش و لکن دام علیه حتى فرج الله عنه أحسن فرج.

الترجمه

محققا صلحى که از دشمن بدان دعوت شدى رد مکن در صورتى که خدا پسند باشد زیرا در صلح با دشمن آرامش خاطر لشکریان تو است و مایه آسایش تو از هم و هول است و وسیله آسایش شهرستانها است، ولى باید پس از صلح بسیار از دشمن در حذر باشى، زیرا بسا که دشمن نزدیک و دمخور مى‏شود تا دشمن را غافلگیر کند، دور اندیشى را پیشه کن و خوش بینى را کنار بگذار.

و اگر میان خود و دشمنت قرار دادى بستى یا او را در پناه خود گرفتى تعهد خود را از همه جهت وفا کن، و ذمه پناه بخشى خود را رعایت نما و جان خود را سپر آن عهدى ساز که سپردى، زیرا در میان واجبات خداوند چیزى نیست که همه مردم با تفرقه در اهواء و تشتت در آراء سخت‏تر در آن اتفاق داشته باشند از تعظیم و بزرگ داشت وفا بتعهدات.

تا آنجا که مشرکان و بت پرستان هم که مسلمانى ندارند آنرا بر خود لازم مى‏شمارند، براى آنکه عواقب نقض تعهد را نکبت بار مى‏دانند، بتعهد پناه بخشى‏

خود غدر مکن و عهد خود را مشکن و دشمن خود را گول مزن، زیرا دلیرى و گستاخى بر خدا را مرتکب نشود مگر نادان بدبخت.

خداوند تعهد و ذمه پناه بخشى را مایه آسایش ساخته که میان بندگان خود از هر کیش و ملت پراکنده و آنرا بست و دژ محکمى مقرر کرده که در سایه آن بیارامند و در پناه آن بدنبال انجام کارهاى خود بگرایند، دغلى و تدلیس و فریب و خدعه را در آن راهى نیست.

قرار دادى منعقد نکن که عبارات آن مبهم باشد و خلل در آن راه یابد و بکنایه و اشاره در عقد قرارداد مؤکد و مورد وثوق اعتماد مکن، و اگر براى اجراى برخى مواد قرارداد در فشار افتادى امر خدا تو را باجراى آن ملزم ساخته در مقام برنیا که بنا حق را فسخ آنرا جستجو کنى، زیرا شکیبائى تو بر تحمل فشار اجراى تعهد با امید باین که دنبالش گشایش است و سرانجامش خوبست بهتر است از عهد شکنى که بیم از عواقب ناهنجارش دارى و از این که از جانب خداوند در باره آن مورد مسئولیت قرار بگیری، و خدا از تو نگذرد نه در دنیا و نه در آخرت.

الفصل الخامس عشر من عهده علیه السلام‏

إیاک و الدماء و سفکها بغیر حلها، فإنه لیس شی‏ء أدعى لنقمه، و لا أعظم لتبعه، و لا أحرى بزوال نعمه، و انقطاع مده من سفک الدماء بغیر حقها، و الله سبحانه مبتدئ بالحکم بین العباد فیما تسافکوا من الدماء یوم القیامه، فلا تقوین سلطانک بسفک دم حرام، فإن ذلک مما یضعفه و یوهنه بل یزیله و ینقله، و لا عذر لک عند الله و لا عندی فی قتل العمد، لأن فیه قود البدن،

و إن ابتلیت بخطإ و أفرط علیک سوطک أو سیفک أو یدک بالعقوبه فإن فی الوکزه فما فوقها مقتله فلا تطمحن بک نخوه سلطانک عن أن تؤدى إلى أولیاء المقتول حقهم. و إیاک و الإعجاب بنفسک، و الثقه بما یعجبک منها، و حب الإطراء، فإن ذلک من أوثق فرص الشیطان فی نفسه لیمحق ما یکون من إحسان المحسنین. و إیاک و المن على رعیتک بإحسانک، أو التزید فیما کان من فعلک، أو أن تعدهم فتتبع موعدک بخلفک، فإن المن یبطل الإحسان، و التزید یذهب بنور الحق، و الخلف یوجب المقت عند الله و الناس، قال الله تعالى: «کبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون‏- ۳ الصف». و إیاک و العجله بالأمور قبل أوانها، أو التسقط [التساقط] فیها عند إمکانها، أو اللجاجه فیها إذا تنکرت، أو الوهن عنها إذا استوضحت، فضع کل أمر موضعه، و أوقع کل عمل موقعه. و إیاک و الاستئثار بما الناس فیه أسوه، و التغابى عما تعنى به مما قد وضح للعیون، فإنه مأخوذ منک لغیرک، و عما قلیل‏

تنکشف عنک أغطیه الأمور، و ینتصف منک للمظلوم املک حمیه أنفک، و سوره حدک، و سطوه یدک، و غرب لسانک و احترس من کل ذلک بکف البادره، و تأخیر السطوه، حتى یسکن غضبک فتملک الإختیار، و لن تحکم ذلک من نفسک حتى تکثر همومک بذکر المعاد إلى ربک. و الواجب علیک أن تتذکر ما مضى لمن تقدمک من حکومه عادله، أو سنه فاضله، أو أثر عن نبینا- صلى الله علیه و آله- أو فریضه فی کتاب الله، فتقتدى بما شاهدت مما عملنا به فیها، و تجتهد لنفسک فی اتباع ما عهدت إلیک فی عهدی هذا، و استوثقت به من الحجه لنفسی علیک لکیلا تکون لک عله عند تسرع نفسک إلى هواها [فلن یعصم من السوء و لا یوفق للخیر إلا الله تعالى و قد کان فیما عهد إلى رسول الله- صلى الله علیه و آله- فی وصایاه تحضیض على الصلاه و الزکاه و ما ملکته أیمانکم، فبذلک أختم لک بما عهدت، و لا حول و لا قوه إلا بالله العلی العظیم‏].

اللغه

(قود) القود بالتحریک: القصاص، یقال: أقدت القاتل بالقتیل: قتلته به‏ و بابه قال (الوکزه): و کزه: ضربه و دفعه، و یقال: و کزه أی ضربه بجمع یده على ذقنه، و أصابه بوکزه أى بطعنه و ضربه، (نخوه): فی الحدیث إن الله أذهب بالإسلام نخوه الجاهلیه بالفتح فالسکون أى افتخارها و تعظمها، (الفرصه):

النوبه، و الممکن من الأمر، (یمحق) یقال: محقه محقا من باب نفعه: نقصه و أذهب منه البرکه، و قیل: المحق ذهاب الشی‏ء کله حتى لا یرى له أثر، (التزید): تفعل من الزیاده أى احتساب العمل أزید مما یکون، (المقت):

البغض، (لج) فی الأمر لجاجه إذا لازم الشی‏ء و واظبه من باب ضرب، (الاسوه):المساواه، (التغابی): التغافل، (سوره) الرجل: سطوته وحده بأسه، (غرب) اللسان: حدته، (البادره): سرعه السطوه و العقوبه.

الاعراب‏

إیاک منصوب على التحذیر، و الدماء منصوب على التحذیر و التقدیر اتق نفسک و احذر الدماء و سفکها، مما یضعفه: من للتبعیض، لا عذر لنفى الجنس و الخبر محذوف، فی نفسه جار و مجرور متعلق بقوله: أوثق، مقتا: منصوب على التمیز، بما الناس، ما موصوله أو موصوفه، و الجمله بعدها صفه أو صله، و فیه متعلق بقوله أسوه، بکف البادره مصدر مضاف إلى المفعول من المبنى للمفعول.

المعنى‏

قد تعرض علیه السلام فی هذا الفصل للتوصیات الأخلاقیه بالنسبه إلى الوالی نفسه لیکون اسوه لعماله أولا و لکافه الرعیه نتیجتا، فتوجه إلى التعلیم الأخلاقی کطبیب روحانی ما أشده فی حذقه و مهارته فانه علیه السلام وضع إصبعه على أصعب الأمراض الأخلاقیه و الجنائیه التی ابتلت بها الامه العربیه فی الجاهلیه العمیاء التی ظلت علیها قرونا وسعت فی معالجتها و التحذیر عنها و بیان مضارها کدواء ناجع ناجح فی معالجتها فشرع فی ذلک الفصل بقوله علیه السلام.

(إیاک و الدماء و سفکها) کانت العرب فی الجاهلیه غریقه فی الحروب و المشاحنات، و عریقه فی سفک الدماء البریئات، فکانت تحمل سلاحها و تخرج‏ من کمینها للصید فیهدف أى دابه تلقاها وحشیه کانت أم أهلیه بهیمه کانت أم نسمه، تعیش بالصید و تشبع منها و تسد جوعتها، و إذا کان صیدها إنسانا یزیده شعفا و سرورا، لأنه ینال بسلبه و متاعه فانقلبت إلى امه سفاکه تلذ من قتل النفوس و یزیدها نشاطا إذا کان المقتول رجلا شریفا و بطلا فارسا فتفتخر بسفک دمه و تنظم علیه الأشعار الرائقه المهیجه و ترنمها و تغنی بها فی حفلاتها.

و جاء الإسلام مبشرا بشعار الإیمان و الأمن و لکن ما لبث أن ابتلى بالهجومات الحاده التی ألجأه إلى تشریع الجهاد، فاشتغل العرب المسلمون بقتل النفوس فی میادین الجهاد حقا فی الجهاد المشروع و باطلا فی شتى المناضلات التی أثارها المنافقون فیما بینهم بعض مع بعض أو مع الفئه الحقه حتى ظهر فی الإسلام حروب دمویه هائله تعد القتلى فیها بعشرات الالوف کحرب جمل و صفین.

فزاد المسلمون العرب الساده فی الجزیره و ما فتحوه من البلاد الواسعه الالفه بمص الدماء و سفکها حتى سقط حرمه الإنسان فی نظرهم و سهل علیهم أمر سفک الدماء لا یفرقون بین ذبح شاه و بین ذبح إنسان.

و هذا الداء العضال مهمه للتعلیمات الإسلامیه من الوجهه الأخلاقیه منذ بعثه النبی صلى الله علیه و آله.

فنزلت فی القرآن الشریف آیات محکمه صارمه فی تحریم سفک الدماء فبین الاعتراض علیه من لسان الملائکه العظام حین إعلام خلق آدم فقال عز من قائل‏ و إذ قال ربک للملائکه إنی جاعل فی الأرض خلیفه قالوا أ تجعل فیها من یفسد فیها و یسفک الدماء ۳۰- البقره و تلاها بنقل قصه ابنی آدم الذی قتل أحدهما الاخر فأبلغ فی تشنیع ارتکاب القتل إلى حد الاعجاز، ثم صرح بالمنع فی قوله تعالى «و ما کان لمؤمن أن یقتل مؤمنا إلا خطأ ۹۲- النساء».

و فرض فی ارتکاب قتل الخطاء کفاره عظیمه، فقال تعالى «و من قتل مؤمنا خطأ فتحریر رقبه مؤمنه و دیه مسلمه إلى أهله‏» ثم قرر عقوبه لا تتحمل فی قتل المؤمن‏ عمدا فقال تعالى‏ و من یقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فیها و غضب الله علیه و لعنه و أعد له عذابا عظیما ۹۴- النساء.

و أکد النبی فی المنع عن قتل الخطا باشتراک العاقله فی هذا الجریمه المعفوه عن العقوبه الاخرویه لکونها غیر اختیاریه من حیث النیه فحملهم الدیه و أعلن أن حرمه المؤمن کحرمه الکعبه باعتبار أن حرمه الکعبه راسخه فی قلوب العرب و عقیدتهم إلى النهایه.

و قد نبه علیه السلام إلى تبعات سفک الدم بما یلی:

۱- (فانه لیس شی‏ء أدعى لنقمه) فی نظر أولیاء المقتول و عامه الناس و عند الله.

۲- (و لا أعظم لتبعه) فی الدنیا بالانتقام من ذوی أرحام المقتول و أحبائه و بالقصاص المقرر فی الاسلام.

۳- (و لا أحرى بزوال نعمه) و أهمها زوال الطمأنینه عن وجدان القاتل و ابتلائه بالاضطراب الفکری و عذاب الوجدان.

۴- (و انقطاع مده) سواء کان‏ مده الشباب فیسرع المشیب إلى القاتل أو الرتبه الاجتماعیه و المدنیه فتسقط عند الناس و عند الامراء، أو العمر فیقصر عمر القاتل.

۵- أنه أول ما یقضی الله به‏ یوم القیامه، فتحل أول عقوبه الاخره بالقاتل.

۶- انتاجه عکس ما یروم القاتل من ارتکابه، فیضعف سلطنته و یوهنها إن قصد به تقویه سلطانه بل یزیلها و ینقلها.

۷- إنه لا یقبل الاعتذار و الخلاص من عقوبته إن کان عمدا.

۸- ادائه إلى‏ القود المفنی‏ للبدن‏ و المزیل للحیاه.

ثم بین علیه السلام أنه إن کان‏ خطأ فلا بد من الانقیاد لأولیاء المقتول‏ بأداء الدیه من دون مسامحه و اعتزاز بمقام الولایه، و نبه إلى الاحتیاط فی الضرب‏

و الایلام و إلى کظم الغیظ عند المکاره فانه ربما یصیر الوکزه بالید سببا للقتل.

قال فی الشرح المعتزلی: فی شرح قتل الخطأ «ص ۲۱۲ ج ۱۷ ط مصر»: و قد اختلف الفقهاء فی هذه المسأله، فقال أبو حنیفه و أصحابه: القتل على خمسه أوجه:عمد، و شبه عمد، و خطأ، و ما اجری مجرى الخطأ، و قتل بسبب:

فالعمد ما یتعمد به ضرب الانسان بسلاح، أو ما یجرى مجرى السلاح کالمحدد من الخشب و لیطه القصب «و هى قشر القصب اللازق به» و المروه «و هى الحجر الأبیض البراق» المحدده، و النار، و یوجب ذلک المأثم و القود إلا أن یعفو الأولیاء، و لا کفاره فیه.

و شبه العمد أن یتعمد الضرب بما لیس بسلاح و اجرى مجرى السلاح کالحجر العظیم و الخشبه العظیمه، و یوجب ذلک المأثم و الکفاره، و لا قود فیه، و فیه الدیه مغلظه على العاقله.

و الخطأ على وجهین: خطأ فی القصد، و هو أن یرمی شخصا یظنه صیدا، فاذا هو آدمی، و خطأ فی الفعل، و هو أن یرمی غرضا فیصیب آدمیا، و یوجب النوعان جمیعا الکفاره و الدیه على العاقله، و لا مأثم فیه.

و ما اجرى مجرى الخطأ، مثل النائم یتقلب على رجل فیقتله، فحکمه حکم الخطأ.

و أما القتل بسبب، فحافر البئر و واضع الحجر فی غیر ملکه، و موجبه إذا تلف فیه إنسان الدیه على العاقله، و لا کفاره فیه.

فهذا قول أبی حنیفه و من تابعه، و قد خالفه صاحباه أبو یوسف و محمد فی شبه العمد، و قالا: إذا ضربه بحجر عظیم، أو خشبه غلیظه فهو عمد، قال: و شبه العمد أن یتعمد ضربه بما لا یقتل به غالبا، کالعصا الصغیره، و السوط، و بهذا القول قال الشافعی.

و کلام أمیر المؤمنین علیه السلام یدل على أن المؤدب من الولاه إذا تلف تحت یده إنسان فی التأدیب فعلیه الدیه، و قال لی قوم من فقهاء الامامیه: إن مذهبنا أن لا دیه علیه، و هو خلاف ما یقتضیه کلام أمیر المؤمنین علیه السلام.

أقول: لیس فی کلامه علیه السلام أن الضرب کان للتأدیب کما قیده به فی کلامه بل الظاهر خلافه و أنه علیه السلام بین حکم العنوان الذاتی الأولی للضرب و لا ینافی ذلک سقوطه بعنوانه الثانوی کما إذا کان للتأدیب أو الدفاع.

و قال المحقق- رحمه الله- فی الشرائع: القتل إما عمد، و إما شبیه العمد و إما خطأ محض، فضابطه العمد أن یکون عامدا فی فعله و قصده، و شبه العمد أن یکون عامدا فی فعله مخطئا فی قصده، و الخطأ المحض أن یکون مخطئا فیهما انتهى.

قسم القتل إلى هذه الأقسام الثلاثه، ثم فرع بعد ذلک فروعا کثیره فی موجبات الضمان الملحق بقتل الخطأ أو شبه العمد، و مع ملاحظه الفروع التی تعرض فیها لأنواع الضمانات فی هذا الباب لا یظهر منها کثیر خلاف مع ما ذکره الشارح المعتزلی من فقهاء العامه، و لا یسع المقام تفصیل ذلک.

ثم حذر عن‏ الاعجاب‏ بالنفس و الاعتماد على ما یصدر منه من محاسن الأعمال فی نظره، و الاعجاب‏ بالنفس موجب للنخوه و الغرور التی کانت من أمراض العرب الجاهلی و أداه إلى الاعتقاد بالتبعیض العنصری و التمسک بأن عنصره و جرثومته القبلی أشرف العناصر، فالعرب مع ضیق معاشه و حرمانه عن أکثر شئون الحیاه السعیده و موجبات الرفاه فی المعیشه و تقلبه فی رمال الصحراء و حر الرمضاء یرى نفسه أشرف البشر و أفضل من سلف و غبر، فیأنف من الارتباط الأخوی مع بنی- نوعه و التبادل الانتفاعی بالزواج، و قد یأنف من أخذ العطاء مع حاجته و فقره المدقع.

و قد تمکن فی عقیدته هذا الامتیاز العنصری حتى بالنسبه إلى بنی قبائله العرب فضلا عن غیرها، کما حکى عن الأصمعی أنه مر على شاب عریان، فی رحلته بین القبائل العربیه لاستقصاء اللغه و الأقاصیص العربیه، فاستنطقه فأجابه بأبیات فصیحه أعجبه فأعطاه دنانیر، فسأل منه الشاب عن أی قبیله هو؟ فقال: من باهله،فامتنع من أخذ العطاء لخسه قبیله باهله عند العرب حتى قیل فی ذلک:

إذا باهلی تحته حنظلیه له ولد منها، فذاک المذرع‏

أراد الشاعر أنه إذا کانت الزوجه للزوج الباهلی حنظلیه یصیر الولد مذرعا أى شریفه الام و وضیع الأب.

و لما بعث الله نبیه محمدا صلى الله علیه و آله رحمه للعالمین، مهمه هدفین هامین فی دعوته الاصلاحیه:

۱- بث التوحید و هدایه البشر إلى عباده الله وحده تحت شعار «لا إله إلا الله» و ردعهم عن عباده الأصنام و الأنداد الذین لا ینفعون و لا یضرون.

۲- إلفات البشر إلى أخویه إنسانیه و رفع التبعیض العنصری بأدق معانیه و محو الامتیازات الموهومه بوجه جذری، فبث دعوه التوحید بکل جهد و جهود حتى لبى دعوته اناس مخلصون، و أیده الله بنصره قبائل عرب یثرب فهاجر إلى المدینه و أسس حکومه الاسلام النیره، فاتبعه قبائل العرب واحده بعد اخرى و فتح مکه المکرمه و أخضع قبائل قریش الأشداء فی العناد مع الاسلام، و هم ذروه العرب و أشرف القبائل فی عقیده سائر العرب و فی اعتقادهم، نشاوا بهذه العقیده منذ قرون حتى رسخ فی دماغهم و رسب فی دمائهم و مصوها من ضروع امهاتهم.

و لما فتح مکه على خطه نبویه أشبه بالإعجاز من دون سفک الدماء فی الحرم و إیقاد الحرب المؤلمه و تبین سیاده الاسلام على أنحاء الجزیره العربیه و أجوائها الواسعه قام على کعبه المکرمه، و نادى بهذین الهدفین الهامین بکل صراحه فی خطبه ذهبیه هاک نصها عن سیره ابن هشام:

قال ابن إسحاق: فحدثنی بعض أهل العلم أن رسول الله قام على باب الکعبه فقال: لا إله إلا الله وحده لا شریک له، صدق وعده، نصر عبده، و هزم الأحزاب وحده، ألا! کل مأثره أو دم أو مال یدعى فهو تحت قدمی هاتین إلا سدانه البیت، و سقایه الحاج، و قتل الخطأ شبه العمد بالسوط و العصا ففیه الدیه مغلظه: مائه من الابل أربعون منها أولادها فی بطونها، یا معشر قریش: إن الله قد أذهب‏ عنکم نخوه الجاهلیه و تعظمها بالاباء، الناس من آدم و آدم من تراب، ثم تلا هذه الایه «یا أیها الناس إنا خلقناکم من ذکر و أنثى و جعلناکم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله أتقاکم‏- الایه کلها ۱۳- الحجرات».

ثم قال: یا معشر قریش، ما ترون إنی عامل فیکم؟ قالوا: خیرا، أخ کریم و ابن أخ کریم، قال: فاذهبوا فأنتم الطلقاء.و فی بعض الروایات «وحده» ثلاث مرات کما أنه فی بعضها بعد قوله «و آدم من تراب» ورد أنه صلى الله علیه و آله قال: و لیس لعربی فضل على عجمى إلا بالتقوى.

و لکنه لم یدم هذه التربیه النبویه فی العرب و لم یعتقد بها المنافقون فسکتوا حتى توفی صلى الله علیه و آله و سلم فرجعوا قهقرى و أحیوا تفاخر العرب بالاباء و تفضیل عنصرهم على سائر الناس و جد فی ذلک عمر و اشتد فی ترویجه بنو امیه طول حکومتهم الجباره التی دامت ألف شهر و قد توجه صلى الله علیه و آله إلى حریه التناکح و نص علیها فی خطبه تاریخیه هامه ألقاها فی حجه الوداع.

و قد کان منشأ النخوه العربیه التی روى فیها أنها مهلکه للعرب هى العجب بالنفس و بما یأتی من الأعمال، فحذر علیه السلام من هذه الخصله المهلکه أشد تحذیر و بالتحذیر من حب الاطراء الناشی منه، و بین‏ أن ذلک من أوثق فرص الشیطان‏ لإغواء الانسان و محق ما یفعله‏ من الاحسان‏.

قال الشارح المعتزلی «ص ۱۱۴ ج ۱۷ ط مصر»: ناظر المأمون محمد بن القاسم النوشجانی المتکلم، فجعل «المتکلم» یصدقه و یطریه و یستحسن قوله، «فقال المأمون: یا محمد، أراک تنقاد إلى ما تظن أنه تسرنی قبل وجوب الحجه لی علیک، و تطرینی بما لست احب أن أطرى به، و تستخذى لی فی المقام الذی ینبغی أن تکون فیه مقاوما لی، و محتجا علی، و لو شئت أن أفسر الامور بفضل بیان، و طول لسان، و أغتصب الحجه بقوه الخلافه، و ابهه الریاسه لصدقت و إن کنت کاذبا، و عدلت و إن کنت جائرا، و صوبت و إن کنت مخطئا، لکنی لا أرضى إلا بغلبه الحجه، و دفع الشبهه، و إن أنقص الملوک عقلا، و أسخطهم‏ رأیا من رضی بقولهم: صدق الأمیر».

ثم نبه علیه السلام بالنهی عن ثلاثه امور: المن على‏ الرعیه بالاحسان و التزید فی‏ الأعمال و الخلف فی الوعد إلى التجنب عن الافراط فی حب النفس الذی یکون غریزه للانسان بالذات، فانه أول ما یحس و یشعر یحس حب‏ نفسه‏ و حب النفس مبدأ الرضا و الغضب المحرکین لأى حرکه فی الانسان، و الافراط فیه موجب لرذائل کثیره أشار علیه السلام إلى امهاتها فی هذه الجمل.

فمنها: المن‏ على من یحسن إلیه لأنه إشعار بالانانیه و تبجح بالشخصیه من فرط الحب بالذات، قال الله تعالى «یا أیها الذین آمنوا لا تبطلوا صدقاتکم بالمن و الأذى‏ ۲۶۴- البقره»، قال الشارح المعتزلی «ص ۱۱۵ ج ۱۷ ط مصر» و کان یقال: المن محبه للنفس، مفسده للصنع.

و منها، التزید فی الفعل الناشی عن تعظیم نفسه، فیرى حقیر عمله کبیرا و قلیله کثیرا فیذهب بنور الحق‏ لکونه کذبا و زورا، قال الشارح المعتزلی فی الصفحه الانفه الذکر: مثل أن یسدى ثلاثه أجزاء من الجمیل، فیدعی فی المجالس و المحافل أنه أسدى عشره.

و منها، نهیه عن‏ خلف‏ الوعد مع الرعایا، فهو أیضا ناش عن إکبار نفسه و تحقیر الرعایا حیث إنه لم یعتن بانتظارهم و لم یحترم تعهدهم و خلاف الوعد و إن کان قبیحا و مذموما على وجه العموم و لکنه من الامراء و الولاه بالنسبه إلى الرعیه أقبح و أشنع، لاشتماله على العجب و الکبر و تحقیر طرف التعهد، و قد عد الله خلف الوعد من المقت عنده البالغ فی النهی عنه حیث‏ قال تعالى «کبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون‏ ۳- الصف» فانه مشتمل على تکبیر خلف الوعد من وجوه، قال الشارح المعتزلی «ص ۱۱۵ ج ۱۷ ط مصر»: و أما أمیر المؤمنین علیه السلام قال: «إنه‏ یوجب المقت» و استشهد علیه بالایه، و المقت‏: البغض.

ثم حذره عن‏ العجله فی‏ الامور، فانه ناش عن الجهل و خفه العقل کما ترى فی الصبیان و غیر المثقفین من بنى الانسان، و قد روى «ان العجله من الشیطان» و العجله من الغرائز الکامنه فی البشر من ناحیه طبعه الحیوانی کما قال الله تعالى:«خلق الإنسان من عجل‏ ۲۷- الأنبیاء».

کما أنه علیه السلام حذر عن المسامحه و التساقط فی الامور إذا حان وقتها و تیسرت و عن الاصرار فی إنجاحها إذا صعبت و تنکرت و لم یتیسر، أو الاغماض عنها إذ کشفت حقیقتها و اتضحت.

قال الشارح المعتزلی «ص ۱۶ ج ۱۷ ط مصر»: و منها نهیه عن‏ التساقط فی الشی‏ء الممکن عند حضوره، و هذا عباره عن النهی عن الحرص و الجشع، و فی کلامه ما لا یخفى من النظر.

و من أسوء الأخلاق الحاکمه فی وجود الانسان خلق‏ الاستئثار، و أثره أن یجلب کل شی‏ء إلى نفسه و یخصص کل ما یناله بنفسه فیتجاوز على حقوق إخوانه و یمنع الحقوق المتعلقه بماله، و الاستئثار طبیعی للانسان المحب لذاته بلا نهایه و یؤیده الجهل و الحاجه السائدین على العرب طیله قرون الجاهلیه، فنهى علیه السلام عنه‏ فبما یشترک‏ فیه الناس‏.

و نهاه عن الغفله و التسامح فیما تهمه و ترتبط به من نظم الامور و بسط العدل حیث یقبح أمثاله فی عیون الناس، فان التسامح فی أخذ حق‏ المظلوم‏ عن الظالم‏ مأخوذ من‏ الوالى بنفع غیره و هو الظالم، قال الشارح المعتزلی فی الصفحه الانفه الذکر: و صوره ذلک أن الأمیر یؤمی إلیه أن فلانا من خاصته یفعل کذا و یفعل کذا من الامور المنکره، و یرتکبها سرا فیتغابى عنه و یتغافل، انتهى.

و نهاه عن الاستکبار و البطش اللذین من آثار الإماره و السلطان، فان السلطان بطبعه سریع الغضب و شدید الانتقام و الحکم على من أساء إلیه فوصاه بقوله علیه السلام‏ (و لن تحکم ذلک من نفسک حتى تکثر همومک بذکر المعاد إلى ربک).

قال الشارح المعتزلی فی «ص ۱۱۷ ج ۱۷ ط مصر»: و کان لکسرى أنوشروان صاحب قد رتبه و نصبه لهذا المعنى، یقف على رأس الملک یوم جلوسه، فاذا غضب‏ على إنسان و أمر به قرع سلسله تاجه بقضیب فی یده و قال له: إنما أنت بشر، فارحم من فی الأرض یرحمک من فی السماء.

ثم بین له المرجع القانونی الذی یجب علیه العمل به فی حکومته، کما یلی:

۱- السیره العملیه للحاکم العادل الذی کان قبله، فانها محترمه و مرضیه عند الله و عند الناس‏.

۲- السنه المأثوره الفاضله الصادره عن النبی صلى الله علیه و آله و سلم‏ بنقل الجماعات أو الثقات.

۳- الفرائض المقرره فی کتاب الله‏ فی محکم آیاته، و شرط علیه فی العمل بها بما شاهد من عمله و تطبیق القوانین على موضوعاتها لیأمن من الاشتباه فی التفسیر و فهم المقصود و من الخطأ فی التطبیق، و ها هنا بحثان:

۱- کیف جعل علیه السلام سیره الحکومه العادله أصلا فی مقابل السیره المأثوره عن النبی صلى الله علیه و آله و هو أشبه باصول العامه.

۲- کیف قدم سیره الحکومه العادله على السیره المأثوره عن النبی صلى الله علیه و آله و قدمهما على الفریضه المنصوصه فی کتاب الله و الخوض فیهما یحتاج إلى إطاله لا یسعها المقام.

الترجمه

از خون و خونریزى ناروا بپرهیز، زیرا خون ناحق از همه چیز زودتر مورد انتقام مى‏شود و گناهش بزرگتر است، و نعمت را زودتر از میان مى‏برد، و ریشه عمر را قطع مى‏کند، خداوند سبحان در روز قیامت محاکمه گنهکاران را در باره خونریزى‏ هاى میان بندگان آغاز مى‏ کند.

حکومت خود را بوسیله خون ناحق تقویت مکن، زیرا خونریزى ناروا آنرا سست و متزلزل مى‏سازد و سپس بنیادش را مى‏کند و بدست دیگرانش مى‏دهد، در نزد خدا و در نزد من در قتل عمد راه عذر و امید عفو ندارى، زیرا کیفر مقرر آن قصاص است.

و اگر گرفتار قتل خطا شدى، و تازیانه یا شمشیر و یا دستت بدون قصد قتل زیاده روى کردند و کسى را کشتى «چون ممکن است بیک مشت محکم و بالاتر قتلى واقع شود» مبادا غرور سلطنت ترا باز دارد از این که حق أولیاى مقتول را بپردازى و رضایت آنها را جلب کنى.

مبادا بخود ببالى، و بسرافرازیهاى خود اعتماد کنى.

مبادا تملق و ستایش را دوست بدارى، زیرا که آن در نزد شیطان مناسبترین فرصتى است براى پایمال کردن هر نتیجه‏ اى از نیکى نیکوکاران.

مبادا باحسان خود نسبت برعایا بر سر آنها منت بگذارى یا کار خود را بیش از آنچه که هست در حساب آنها آرى یا به آنها وعده‏اى بدهى و تخلف کنى، زیرا منت احسان را نابود مى‏کند، و بیشتر بحساب آوردن خدمتى نور حقیقت را مى‏برد، و خلف وعده نزد خداوند و مردم دشمنى ببار مى ‏آورد، خداوند متعال (در سوره صف آیه ۳) مى‏فرماید «دشمنى بزرگیست نزد خدا که بگوئید آنچه را عمل نمى ‏کنید».

مبادا در کارهاى خود بى وقت شتاب کنى، یا در وقت مناسب سستى و تنبلى کنى، یا اگر متعذر و دشوار شد در باره آن اصرار و لجبازى کنى، و در صورت روشنى زمینه کارى در آن مسامحه روا دارى، هر کارى را بجاى خود مقرر دار.

مبادا از آنچه همه مردم در آن برابر و شریکند براى خود امتیازى قائل شوى یا از آنچه در برابر چشم همه است صرف نظر کنى و در تخلف وظائف دستگاه خود را به نفهمى بزنى، زیرا مسئولیت بر تو است و سود را دیگران مى ‏برند، و بزودى پرده از کارها برداشته مى‏شود و انتقام مظلوم از ظالم گرفته مى‏شود.

باد بینى و شراره تندى و ضرب دست و تیزى زبان خود را مهار کن، و در جلوگیرى از زبان خود و پس زدن سطوت و تندى بکوش تا خشمت فرو نشیند و اختیار خود را بدست آرى و قضاوتى مکن تا بسیار متوجه معاد و قیامت و پروردگار خود نگردى و حق را رهنمون نسازى.

بر تو لازم است که روش حکومتهاى عدالت شعار پیش از خود را در نظر بگیرى، و روش نیک و أثرى که از پیغمبر صلى الله علیه و آله باقى مانده منظور سازی و فریضه‏اى که در قرآن خدا مقرر شده پیش چشم گذارى، و چنانچه بچشم خود دیدى ما آنرا مورد عمل و إجراء نموده‏ایم از آن پیروى کنى.

باید براى خود بکوشى در پیروى این فرمانى که من براى تو صادر کردم و حجت خود را در آن بتو تمام نمودم تا در صورتى که هواى نفس بر تو چیره شد عذرى نداشته باشى.

خاتمه عهده علیه السلام‏

و أنا أسأل الله بسعه رحمته، و عظیم قدرته على إعطاء کل رغبه [رغیبه] أن یوفقنی و إیاک لما فیه رضاه من الإقامه على العذر الواضح إلیه و إلى خلقه، مع حسن الثناء فی العباد، و جمیل الأثر فی البلاد، و تمام النعمه، و تضعیف الکرامه و أن یختم لی و لک بالسعاده و الشهاده، إنا إلیه راجعون [راغبون‏]، و السلام على رسول الله، صلى الله علیه و آله الطیبین الطاهرین [و سلم تسلیما کثیرا].

الاعراب‏

قال الشارح المعتزلی: فان قلت: فقوله «و تمام النعمه» على ما ذا تعطفه؟

قلت: هو معطوف على «ما» فی قوله «لما فیه» کأنه قال: أسأل الله توفیقی لذا و لتمام النعمه.

أقول: الأوضح عطفه على «الاقامه» فی قوله «من الاقامه» لأن تمام‏

النعمه و ما بعده مما فیه رضاه، و أن یختم لى: عطف على قوله «أن یوفقنی».

المعنى‏

قد نبه علیه السلام أن للوالی مسئولیه عند الله و مسئولیه عند الناس، و لا بد له من الاجتهاد فی الخروج عن کلتا المسئولیتین حتى یعذره الله و یعذره خلق الله، و علامته‏ حسن الثناء من‏ العباد و جمیل الأثر فی البلاد، من الجانب الخلقی، و تمام النعمه و تضعیف الکرامه من جانب الله، لأنه أثر شکر نعمه الولایه الذی أداه الوالی.

ثم‏ سأل الله‏ تعالى لنفسه و له نیل‏ السعاده و فوز الشهاده، و قد استجاب الله ذلک لهما.

الترجمه

من از خداوند خواستارم که برحمت واسعه و عظمت قدرتش بر بخشش هر خواست مرا و ترا توفیق عطا فرماید براى انجام آنچه رضاى او است از پایدارى بر معذرت خواهى روشن نزد خدا و خلق در بهمراه ستایش خوب در میان بندگان و أثر نیک در آبادى و عمران شهرستانها و تمامى نعمت و دو چندانى کرامت از حضرت یزدان، و از حضرتش خواستارم عمر من و تو را بپایان رساند با سعادت و توفیق جانبازى و شهادت، راستى که ما همه را بدرگاه او گرایش و رغبت است.

درود فراوان بر فرستاده خداوند، و صلوات بر او و خاندان پاک و پاکیزه‏اش درودى هر چه بیشتر.

و قد أدرج الشارح المعتزلی فی آخر شرح هذا العهد الشریف وصایا من العرب و أردفها بوصیه من أردشیر بن بابک ملیئه بحکم مفیده یؤید ما ذکره علیه السلام فی هذا العهد فألتقط منها قصعا، قال فی «ص ۱۲۴ ج ۱۷ ط مصر»:

و من کتاب أردشیر بن بابک إلى بنیه و الملوک من بعده:

رشاد الوالی خیر للرعیه من خصب الزمان، الملک و الدین توأمان، لا قوام لأحدهما إلا بصاحبه، فالدین اس الملک و عماده، ثم صار الملک حارس الدین‏

فلا بد للملک من أسه، و لا بد للدین من حارسه، فأما ما لا حارس له فضائع، و ما لا أس له فمهدوم …

و اعلموا أنه لیس ینبغی للملک أن یعرف للعباد و النساک بأن یکونوا أولى بالدین منه، و لا أحدب علیه، و لا أغضب له [و لا ینبغی له‏] أن یخلی النساک و العباد من الأمر و النهی فی نسکهم و دینهم فان خروج النساک و غیرهم من الأمر و النهی عیب على الملوک و على المملکه، و ثلمه بینه الضرر على الملک و على من بعده.

و اعلموا أنه قد مضى قبلنا من أسلافنا ملوک کان الملک منهم یتعهد الحمایه بالتفتیش و الجماعه بالتفضیل و الفراغ بالاشغال، کتعهده جسده بقص فضول الشعر و الظفر، و غسل الدرن و الغمر و مداواه ما ظهر من الأدواء و ما بطن، و قد کان من اولئک الملوک من صحه ملکه أحب إلیه من صحه جسده، فتتابعت تلک الاملاک بذلک کأنهم ملک واحد، و کأن أرواحهم روح واحده، یمکن أولهم لاخرهم، و یصدق آخرهم أولهم، یجتمع أبناء أسلافهم، و مواریث آرائهم، و عثرات عقولهم عند الباقی بعدهم، و کأنهم جلوس معه یحدثونه و یشاورونه.

حتى کان على رأس دارا بن دارا ما کان من غلبه الاسکندر الرومی على ما غلب علیه من ملکه، و کان إفساده أمرنا، و تفرقته جماعتنا، و تخریبه عمران مملکتنا أبلغ له فی ما أراد من سفک دمائنا، فلما أذن الله عز و جل فی جمع مملکتنا، و إعاده أمرنا کان من بعثه إیانا ما کان، و بالاعتبار یتقى العثار، و التجارب الماضیه دستور یرجع إلیه من الحوادث الاتیه ….

و عند حسن الظن بالأیام تحدث الغیر، و تزول النعم، و قد کان من أسلافنا و قدماء ملوکنا من یذکره عزه الذل، و أمنه الخوف، و سروره الکابه، و قدرته المعجزه، و ذلک هو الرجل الکامل قد جمع بهجه الملوک، و فکره السوقه، و لا کمال إلا فی جمعها …

و اعلموا أن بدء ذهاب الدوله ینشأ من قبل إهمال الرعیه بغیر أشغال‏ معروفه، و لا أعمال معلومه، فاذا تولد الفراغ تولد منه النظر فی الامور، و الفکر فی الفروع و الاصول، فاذا نظروا فی ذلک نظروا بطبائع مختلفه، فتختلف بهم المذاهب، فیتولد من اختلاف مذاهبهم تعادیهم و تضاغنهم، و هم مع اختلافهم هذا متفقون و مجتمعون على بغض الملوک، فکل صنف منهم إنما یجری إلى فجیعه الملک بملکه، و لکنهم لا یجدون سلما إلى ذلک أوثق من الدین و الناموس، ثم یتولد من تعادیهم أن الملک لا یستطیع جمعهم على هوى واحد، فان انفرد باختصاص بعضهم صار عدو بقیتهم.

و من طبائع العامه استثقال الولاه و ملالهم و النفاسه علیهم، و الحسد لهم، و فی الرعیه، المحروم و المضروب و المقام علیه الحدود، و یتولد من کثرتهم مع عداوتهم أن یجبن الملک من الاقدام علیهم، فان فی إقدام الملک على الرعیه کلها کافه تعزیرا بملکه- إلى أن قال- فمن أفضى إلیه الملک بعدی فلا یکونن باصلاح جسده أشد اهتماما منه بهذه الحال، و لا یکونن بشی‏ء من الأشیاء أکره و أنکر لرأس صار ذنبا أو ذنب صار رأسا، و ید مشغول صار فارغه، أو غنی صار فقیرا، أو عامل مصروف، أو أمیر معزول ….

و اعلموا أنکم لن تقدروا على أن تختموا أفواه الناس من الطعن و الازراء علیکم، و لا قدره لکم على أن تجعلوا القبیح من أفعالکم حسنا، فاجتهدوا فی أن تحسن أفعالکم کلها، و ألا تجعلوا للعامه إلى الطعن علیکم سبیلا …

و اعلموا أن لکل ملک بطانه، و لکل رجل من بطانته بطانه، ثم إن لکل امرى‏ء من بطانه البطانه بطانه، حتى یجتمع من ذلک أهل المملکه، فاذا أقام الملک بطانته على حال الصواب فیهم أقام کل امرى‏ء منهم بطانته على مثل ذلک حتى یجتمع على الصلاح عامه الرعیه ….

و اعلموا أن ابن الملک و أخاه و ابن عمه یقول: کدت أن أکون ملکا، و بالحری ألا أموت حتى أکون ملکا، فاذا قال ذلک قال ما لا یسر الملک، إن کتمه فالداء فی کل مکتوم، و إذا تمنى ذلک جعل الفساد سلما إلى الصلاح،و لم یکن الفساد سلما إلى صلاح قط، و قد رسمت لکم فی ذلک مثالا:

اجعلوا الملک لا ینبغی إلا لأبناء الملوک من بنات عمومتهم، و لا یصلح من أولاد بنات العم إلا کامل غیر سخیف العقل، و لا عازب الرأی، و لا ناقص الجوارح و لا مطعون علیه فی الدین، فإنکم إذا فعلتم ذلک قل طلاب الملک، و إذا قل طلابه استراح کل امرى‏ء إلى مایلیه، و نزع إلى حد یلیه، و عرف حاله، و رضی معیشته، و استطاب زمانه.

منهاج ‏البراعه فی ‏شرح ‏نهج ‏البلاغه(الخوئی)//میر حبیب الله خوئی

بازدیدها: ۲۳۶

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.