
و من کلام له علیه السّلام قاله لأصحابه فی ساعه الحرب
وَ أَیُّ امْرِئٍ مِنْکُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ- رَبَاطَهَ جَأْشٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ- وَ رَأَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلًا- فَلْیَذُبَّ عَنْ أَخِیهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ- الَّتِی فُضِّلَ بِهَا عَلَیْهِ- کَمَا یَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ- فَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ- إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِیثٌ لَا یَفُوتُهُ الْمُقِیمُ- وَ لَا یُعْجِزُهُ الْهَارِبُ- إِنَّ أَکْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ- وَ الَّذِی نَفْسُ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ بِیَدِهِ- لَأَلْفُ ضَرْبَهٍ بِالسَّیْفِ أَهْوَنُ عَلَیَّ- مِنْ مِیتَهٍ عَلَى الْفِرَاشِ
اللغه
أقول: نجدته: شجاعته. و التذبیب: الدفع و المنع.
المعنى
و قد أمرهم فی هذا الفصل بمساعده بعض لبعض فی الحرب و منع بعضهم عن بعض منعا صادقا کما یمنع عن نفسه، و بذلک یکون انعقاد الاجتماع و تعاون الهمم حتّى یکون الجمیع کنفس واحده، و بذلک یکون الظفر و الغلبه و استمال ذوى النجده بذکر فضیله تخصّهم دون من یذبّون عنه استثاره لنجدتهم و تعطیفا لهم.
و قوله: إنّ الموت طالب حثیث. إلى قوله: إنّ أکرم الموت القتل: تسهیل للقتل و الموت بذکر أنّه لابدّ، و تسهیل للحرب علیهم. أمّا أنّ أکرم الموت القتل فأراد القتل فی سبیل اللّه، و ذلک لاستلزامه الذکر الجمیل فی الدنیا و الثواب الدائم فی الاخرى. ثمّ أکّد ذلک بالقسم لألف ضربه بالسیف أهون من میته على الفراش. و صدق ذلک فی حقّ من نظر إلى الدنیا بعین الاستحقار فی جنب نعیم الأبد فی الآخره و الذکر الجمیل فی الدنیا و حصلت له ملکه الشجاعه ظاهر. و باللّه التوفیق.
شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۳ ، صفحهى ۱۲۱
بازدیدها: ۲
دیدگاهها