خطبه ها خطبه شماره 83/3 منهاج ‏الولاية في ‏شرح‏ نهج‏ البلاغة به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)الخطبة الغرّاء

خطبه 83 صبحی صالح

و من خطبه له ع وَ تَسْمى الغراء وَ هِی الخُطْبَه العَجیبَه 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلاَ بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ کُلِّ غَنِیمَهٍ وَ فَضْلٍ وَ کَاشِفِ کُلِّ عَظِیمَهٍ وَ اءَزْلٍ اءَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ کَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَ اءُومِنُ بِهِ اءَوَّلاً بَادِیا وَ اءَسْتَهْدِیهِ قَرِیبا هَادِیا وَ اءَسْتَعِینُهُ قَاهِرا قَادِرا وَ اءَتَوَکَّلُ عَلَیْهِ کَافِیا نَاصِرا وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّداعَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اءَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ اءَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِیمِ نُذُرِهِ.

اءُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی ضَرَبَ لَکُمُ الْاءَمْثَالَ، وَ وَقَّتَ لَکُمُ الْآجَالَ وَ اءَلْبَسَکُمُ الرِّیَاشَ وَ اءَرْفَغَ لَکُمُ الْمَعَاشَ وَ اءَحَاطَ بِکُمُ الْإِحْصَاءَ وَ اءَرْصَدَ لَکُمُ الْجَزَاءَ وَ آثَرَکُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ وَ الرِّفَدِ الرَّوَافِغِ وَ اءَنْذَرَکُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ فَاءَحْصَاکُمْ عَدَدا وَ وَظَّفَ لَکُمْ مُدَدا فِی قَرَارِ خِبْرَهٍ وَ دَارِ عِبْرَهٍ اءَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِیهَا وَ مُحَاسَبُونَ عَلَیْهَا.

فَإِنَّ الدُّنْیَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا رَدِغٌ مَشْرَعُهَا یُونِقُ مَنْظَرُهَا وَ یُوبِقُ مَخْبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ وَ ضَوْءٌ آفِلٌ وَ ظِلُّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ حَتَّى إِذَا اءَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطْمَاءَنَّ نَاکِرُهَا قَمَصَتْ بِاءَرْجُلِهَا وَ قَنَصَتْ بِاءَحْبُلِهَا وَ اءَقْصَدَتْ بِاءَسْهُمِهَا وَ اءَعْلَقَتِ الْمَرْءَ اءَوْهَاقَ الْمَنِیَّهِ قَائِدَهً لَهُ إِلَى ضَنْکِ الْمَضْجَعِ وَ وَحْشَهِ الْمَرْجِعِ وَ مُعَایَنَهِ الْمَحَلِّ وَ ثَوَابِ الْعَمَلِ، وَ کَذَلِکَ الْخَلَفُ یِعَقْبِ السَّلَفِ.
لاَ تُقْلِعُ الْمَنِیَّهُ اخْتِرَاما وَ لاَ یَرْعَوِی الْبَاقُونَ اجْتِرَاما یَحْتَذُونَ مِثَالاً وَ یَمْضُونَ اءَرْسَالاً إِلَى غَایَهِ الاِنْتِهَاءِ وَ صَیُّورِ الْفَنَاءِ حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْاءُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ اءَزِفَ النُّشُورُ اءَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ اءَوْکَارِ الطُّیُورِ وَ اءَوْجِرَهِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِکِ سِرَاعا إِلَى اءَمْرِهِ مُهْطِعِینَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِیلاً صُمُوتا قِیَاما صُفُوفا یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ یُسْمِعُهُمُ الدَّاعِی عَلَیْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِکَانَهِ وَ ضَرَعُ الاِسْتِسْلاَمِ وَ الذِّلَّهِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِیَلُ وَ انْقَطَعَ الْاءَمَلُ وَ هَوَتِ الْاءَفْئِدَهُ کَاظِمَهً وَ خَشَعَتِ الْاءَصْوَاتُ مُهَیْنِمَهً وَ اءَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ اءُرْعِدَتِ الْاءَسْمَاعُ لِزَبْرَهِ الدَّاعِی إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَایَضَهِ الْجَزَاءِ وَ نَکَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ.

عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَارا وَ مَرْبُوبُونَ اقْتِسَارا وَ مَقْبُوضُونَ احْتِضَارا وَ مُضَمَّنُونَ اءَجْدَاثا وَ کَائِنُونَ رُفَاتا وَ مَبْعُوثُونَ اءَفْرَادا وَ مَدِینُونَ جَزَاءً وَ مُمَیَّزُونَ حِسَابا قَدْ اءُمْهِلُوا فِی طَلَبِ الْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِیلَ الْمَنْهَجِ وَ عُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ وَ کُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّیَبِ وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِیَادِ وَ رَوِیَّهِ الاِرْتِیَادِ وَ اءَنَاهِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ فِی مُدَّهِ الْاءَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
فَیَالَهَا اءَمْثَالاً صَائِبَهً وَ مَوَاعِظَ شَافِیَهً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوبا زَاکِیَهً وَ اءَسْمَاعا وَاعِیَهً وَ آرَاءً عَازِمَهً وَ اءَلْبَابا حَازِمَهً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّهَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ اءَیْقَنَ فَاءَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ اءَجَابَ فَاءَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ، وَ اقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ اءُرِیَ فَرَاءَى فَاءَسْرَعَ طَالِبا وَ نَجَا هَارِبا فَاءَفَادَ ذَخِیرَهً وَ اءَطَابَ سَرِیرَهً وَ عَمَرَ مَعَادا وَ اسْتَظْهَرَ زَادا لِیَوْمِ رَحِیلِهِ وَ وَجْهِ سَبِیلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ اءَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَهَ مَا خَلَقَکُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ کُنْهَ مَا حَذَّرَکُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا اءَعَدَّ لَکُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِیعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.

مِنْهَا:

جَعَلَ لَکُمْ اءَسْمَاعا لِتَعِیَ مَا عَنَاهَا وَ اءَبْصَارا لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ اءَشْلاَءً جَامِعَهً لِاءَعْضَائِهَا مُلاَئِمَهً لِاءَحْنَائِهَا فِی تَرْکِیبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِاءَبْدَانٍ قَائِمَهٍ بِاءَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَهٍ لِاءَرْزَاقِهَا فِی مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِیَتِهِ وَ قَدَّرَ لَکُمْ اءَعْمَارا سَتَرَهَا عَنْکُمْ وَ خَلَّفَ لَکُمْ عِبَرا مِنْ آثَارِ الْمَاضِینَ قَبْلَکُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ.

اءَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَایَا دُونَ الْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ لَمْ یَمْهَدُوا فِی سَلاَمَهِ الْاءَبْدَانِ وَ لَمْ یَعْتَبِرُوا فِی اءُنُفِ الْاءَوَانِ فَهَلْ یَنْتَظِرُ اءَهْلُ بَضَاضَهِ الشَّبَابِ إِلا حَوَانِیَ الْهَرَمِ وَ اءَهْلُ غَضَارَهِ الصِّحَّهِ إِلا نَوَازِلَ السَّقَمِ وَ اءَهْلُ مُدَّهِ الْبَقَاءِ إِلا آوِنَهَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّیَالِ وَ اءُزُوفِ الاِنْتِقَالِ وَ عَلَزِ الْقَلَقِ وَ اءَلَمِ الْمَضَضِ وَ غُصَصِ الْجَرَضِ وَ تَلَفُّتِ الاِسْتِغَاثَهِ بِنُصْرَهِ الْحَفَدَهِ وَ الْاءَقْرِبَاءِ وَ الْاءَعِزَّهِ وَ الْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الْاءَقَارِبُ اءَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ وَ قَدْ غُودِرَ فِی مَحَلَّهِ الْاءَمْوَاتِ رَهِینا وَ فِی ضِیقِ الْمَضْجَعِ وَحِیدا قَدْ هَتَکَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ وَ اءَبْلَتِ النَّوَاهِکُ جِدَّتَهُ وَ عَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ وَ صَارَتِ الْاءَجْسَادُ شَحِبَهً بَعْدَ بَضَّتِهَا وَ الْعِظَامُ نَخِرَهً بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ الْاءَرْوَاحُ مُرْتَهَنَهً بِثِقَلِ اءَعْبَائِهَا مُوقِنَهً بِغَیْبِ اءَنْبَائِهَا لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَیِّئِ زَلَلِهَا.

اءَوَلَسْتُمْ اءَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَ الْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ الْاءَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ اءَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْکَبُونَ قِدَّتَهُمْ وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِیَهٌ عَنْ حَظِّهَا لاَهِیَهٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِکَهٌ فِی غَیْرِ مِضْمَارِهَا کَاءَنَّ الْمَعْنِیَّ سِوَاهَا وَ کَاءَنَّ الرُّشْدَ فِی إِحْرَازِ دُنْیَاهَا.
وَ اعْلَمُوا اءَنَّ مَجَازَکُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ وَ اءَهَاوِیلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ اءَهْوَالِهِ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِیَّهَ ذِی لُبِّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلْبَهُ وَ اءَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ اءَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَ اءَظْمَاءَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ یَوْمِهِ وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ اءَوْجَفَ الذِّکْرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِاءَمَانِهِ وَ تَنَکَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِیلِ وَ سَلَکَ اءَقْصَدَ الْمَسَالِکِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ عَلَیْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْاءُمُورِ. ظَافِرا بِفَرْحَهِ الْبُشْرَى وَ رَاحَهِ النُّعْمَى فِی اءَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ یَوْمِهِ وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَهِ حَمِیدا وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَهِ سَعِیدا وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ وَ اءَکْمَشَ فِی مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِی طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُما اءَمَامَهُ فَکَفَى بِالْجَنَّهِ ثَوَابا وَ نَوَالاً وَ کَفَى بِالنَّارِ عِقَابا وَ وَبَالاً وَ کَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِما وَ نَصِیرا وَ کَفَى بِالْکِتَابِ حَجِیجا وَ خَصِیما.
اءُوصِیکُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی اءَعْذَرَ بِمَا اءَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَکُمْ عَدُوّا نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّا وَ نَفَثَ فِی الْآذَانِ نَجِیّا فَاءَضَلَّ وَ اءَرْدَى وَ وَعَدَ فَمَنَّى وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ.
وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِینَتَهُ وَ اسْتَغْلَقَ رَهِینَتَهُ اءَنْکَرَ مَا زَیَّنَ وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا اءَمَّنَ.

مِنْهَا فِی صِفَهِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ:

اءَمْ هَذَا الَّذِی اءَنْشَاءَهُ فِی ظُلُمَاتِ الْاءَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْاءَسْتَارِ نُطْفَهً دِهَاقا وَ عَلَقَهً مِحَاقا وَ جَنِینا وَ رَاضِعا وَ وَلِیدا وَ یَافِعا ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبا حَافِظا وَ لِسَانا لاَفِظا وَ بَصَرا لاَحِظا لِیَفْهَمَ مُعْتَبِرا وَ یُقَصِّرَ مُزْدَجِرا حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَى مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَکْبِرا وَ خَبَطَ سَادِرا.

مَاتِحا فِی غَرْبِ هَوَاهُ کَادِحا سَعْیا لِدُنْیَاهُ فِی لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ اءَرَبِهِ ثُمَّ لاَ یَحْتَسِبُ رَزِیَّهً وَ لاَ یَخْشَعُ تَقِیَّهً فَمَاتَ فِی فِتْنَتِهِ غَرِیرا وَ عَاشَ فِی هَفْوَتِهِ یَسِیرا لَمْ یُفِدْ عِوَضا وَ لَمْ یَقْضِ مُفْتَرَضا دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِیَّهِ فِی غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِرا وَ بَاتَ سَاهِرا فِی غَمَرَاتِ الْآلاَمِ وَ طَوَارِقِ الْاءَوْجَاعِ وَ الْاءَسْقَامِ بَیْنَ اءَخٍ شَقِیقٍ وَ وَالِدٍ شَفِیقٍ وَ دَاعِیَهٍ بِالْوَیْلِ جَزَعا وَ لاَدِمَهٍ لِلصَّدْرِ قَلَقا وَ الْمَرْءُ فِی سَکْرَهٍ مُلْهِثَهٍ وَ غَمْرَهٍ کَارِثَهٍ وَ اءَنَّهٍ مُوجِعَهٍ وَ جَذْبَهٍ مُکْرِبَهٍ وَ سَوْقَهٍ مُتْعِبَهٍ ثُمَّ اءُدْرِجَ فِی اءَکْفَانِهِ مُبْلِسا وَ جُذِبَ مُنْقَادا سَلِسا ثُمَّ اءُلْقِیَ عَلَى الْاءَعْوَادِ رَجِیعَ وَصَبٍ وَ نِضْوَ سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَهُ الْوِلْدَانِ وَ حَشَدَهُ الْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ وَ مُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَیِّعُ وَ رَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ اءُقْعِدَ فِی حُفْرَتِهِ نَجِیّا لِبَهْتَهِ السُّؤَالِ وَ عَثْرَهِ الاِمْتِحَانِ وَ اءَعْظَمُ مَا هُنَالِکَ بَلِیَّهً نُزُولُ الْحَمِیمِ وَ تَصْلِیَهُ الْجَحِیمِ وَ فَوْرَاتُ السَّعِیرِ وَ سَوْرَاتُ الزَّفِیرِ لاَ فَتْرَهٌ مُرِیحَهٌ وَ لاَ دَعَهٌ مُزِیحَهٌ وَ لاَ قُوَّهٌ حَاجِزَهٌ وَ لاَ مَوْتَهٌ نَاجِزَهٌ وَ لاَ سِنَهٌ مُسَلِّیَهٌ بَیْنَ اءَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ وَ عَذَابِ السَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ.

عِبَادَ اللَّهِ اءَیْنَ الَّذِینَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ اءُنْظِرُوا فَلَهَوْا وَ سُلِّمُوا فَنَسُوا اءُمْهِلُوا طَوِیلاً وَ مُنِحُوا جَمِیلاً وَ حُذِّرُوا اءَلِیما وَ وُعِدُوا جَسِیما احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَهَ وَ الْعُیُوبَ الْمُسْخِطَهَ.

اءُولِی الْاءَبْصَارِ وَ الْاءَسْمَاعِ وَ الْعَافِیَهِ وَ الْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ اءَوْ خَلاَصٍ اءَوْ مَعَاذٍ اءَوْ مَلاَذٍ اءَوْ فِرَارٍ اءَوْ مَحَارٍ اءَمْ لاَ فَاءَنّ ى تُؤْفَکُونَ اءَمْ اءَیْنَ تُصْرَفُونَ اءَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ اءَحَدِکُمْ مِنَ الْاءَرْضِ ذَاتِ الطُّوْلِ وَ الْعَرْضِ قِیدُ قَدِّهِ مُتَعَفِّرا عَلَى خَدِّهِ الْآنَ عِبَادَ اللَّهِ وَ الْخِنَاقُ مُهْمَلٌ وَ الرُّوحُ مُرْسَلٌ فِی فَیْنَهِ الْإِرْشَادِ وَ رَاحَهِ الْاءَجْسَادِ وَ بَاحَهِ الاِحْتِشَادِ وَ مَهَلِ الْبَقِیَّهِ وَ اءُنُفِ الْمَشِیَّهِ وَ إِنْظَارِ التَّوْبَهِ وَ انْفِسَاحِ الْحَوْبَهِ قَبْلَ الضَّنْکِ وَ الْمَضِیقِ وَ الرَّوْعِ وَ الزُّهُوقِ وَ قَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ وَ إِخْذَهِ الْعَزِیزِ الْمُقْتَدِرِ.

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه 83

خاتمة المقال در توضيح و تتميم كلام در بيان نسبت ميان روح منفوخ الهى و بدن منفوخ فيه انسانى به عون و تأييد ربّانى

اعلم-  أيّدك اللّه بروح منه-  كه آدمى را ظاهرى است و باطنى، و ملكى و ملكوتى. ظاهر آدمى مركّب است از نفس و بدن. نفس در اصطلاح قوم عبارت از بخارى لطيف است كه حامل قوّه حيات و حسّ و حركت ارادى است، و منشأ آن دل است، و حكيم آن را روح حيوانى خواند. و بدن غلاف آن روح است، و مورد آثار و محلّ مشاعر و حواسّ او، و اين هر دو از عالم ملك است و مركّب از طبايع اربع.

امّا باطن او روح انسانى كه بسيط است و از عالم امر است، همچنان چه روح حيوانى مركّب است و از عالم خلق: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.

عالم امر عبارت از عالمى است كه مقدار و كميّت و كيفيت و مساحت نپذيرد، بر ضدّ عالم خلق كما قالوا: «الخلق في الأشباح و الأمر في الأرواح»، و اسم امر بر عالم ارواح از آن حيثيت است كه به اشاره «كن» ظاهر شده بى‏واسطه مادّه و مدّت، و اگر چه عالم خلق هم به قول «كن» موجود شده امّا به واسطه موادّ و امتداد ايّام: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ، و قوله تعالى: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ«» يعنى از منشأ كاف و نون خطاب «كن» برخاسته، به بديع فطرت بى‏مادّه و هيولى.

چه حيات از «هو الحىّ» يافته بى ‏واسطه، و قائم به صفت قيّومى گشته بى ‏سببى حادث.

قال في الفتوحات«»: «فإن قلت: و ما عالم الخلق و الأمر، و اللّه يقول: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ«» قلنا: عالم الأمر ما وجد عن اللّه، لا عند سبب حادث، و عالم الخلق ما أوجده اللّه عند سبب حادث.» و قال في موضوع آخر: «عالم الأمر كلّ موجود لا يكون عند سبب كونى يتقدّمه، و لكلّ موجود مشرب، و هو الوجه الخاصّ الذى لكلّ موجود عن سبب و عن غير سبب».و همچنان چه حسّ و حيات بدن از روح حيوانى است، حسّ و حيات روح حيوانى از روح انسانى ربّانى است.

قاسم:

حيات تن ز جان آمد، حيات جان ز جان جان
زهى حكمت زهى قدرت، زهى معجز زهى برهان‏

قال الشيخ ابو محمّد روزبهان-  قدّس روحه العزيز- : «الروح أمر ربّانى قدسىّ جنانىّ، خلق من حياة أبدية، ربّاه اللّه-  تعالى-  في ظلّ جلاله، و ضوء بهائه، و عكس صفاته، لا يدخل تحت سكراة الموت. و ما ذكره اللّه-  تعالى-  انّ النفس تذوق الموت، فهى النفس الحيوانية البشرية المركّبة من الطبائع.» و قال في الباب الثاني من الفتوحات: «الحياة الأزلية ذاتية للحىّ، لا يصحّ لها انقضاء. الا ترى الارواح لمّا كانت حياتها ذاتية لها، لم يصحّ فيها موت البتّة. و لمّا كانت الحياة في الأجسام بالعرض، قام بها الموت و الفناء. فإنّ حياة الجسم الظاهرة من آثار حياة الروح، كنور الشمس الذى في الأرض من الشمس، فإذا مضت، تبعها نورها و بقيت الأرض مظلمة. كذلك الروح إذا رحل عن الجسم إلى عالمه الذى جاء منه، تبعثه الحياة المنتشرة منه في الجسم الحىّ، و بقى الجسم في صورة الجماد في رأى العين. فيقال: مات فلان، و تقول الحقيقة: ترجع إلى أصله: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى. كما رجع ايضا الروح إلى أصله حتّى يوم البعث و النشور، يكون من الروح تجلّى الجسم بطريق العشق، فتلتئم أجزاؤه، و تتركّب أعضاؤه بحياة لطيفة جدّا، تحرّك الأعضاء للتأليف، اكتسبته من التفات الروح.

فإذا استوت البنية، و قامت النشأة الترابية، تجلّى له الروح «بالرقيقة الإسرافيلية» في «الصور المحيط»، تسرى الحياة في أعضائه، فيقوم شخصا سويّا، كما كان في أوّل مرّة: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ، وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها،كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ، فإمّا شقى أو سعيد.» و قال في الباب السادس و الأربعين و ثلاثمائة: «لمّا سوّى اللّه جسم العالم، و هو الجسم الكلّ الصورى في جوهر الهباء المعقول، قبل فيض الروح الإلهى الذى لم يزل منتشرا غير معيّن. إذ لم يكن ثمّة من يعيّنه، فحيّى جسم العالم به. فكما تضمن جسم العالم شخصياته،«» كذلك ضمّن روحه شخصياته: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ.

عطّار فرمايد:

في الحقيقة هر چه پيدا و نهان است
جمله آثار جهان افروز جان است

‏اصل جان نور مجرّد دان و بس‏
يعنى آن نور محمّد دان و بس‏

روح كلّى محمّدى است- عليه الصلاة و السلام و التحيّة- كه در بدن جسم كلّ منفوخ شده، و تمام اجسام علويه و سفليه از سماوات و ارضين و عرش و كرسى زنده به آن نفخه‏اند.

عطّار:

الا اى مشك جان، بگشاى نافه
كه هستى نايب دار الخلافه‏تو

اى روح، امر ربّانى تو دارى‏
سرير ملك روحانى تو دارى‏

تو همچون آفتابى گر بتابى
كند هر ذرّه‏اى صد آفتابى

‏چو نور آفتابت در مزيد است‏
ز ذرّاتت يكى عرش مجيد است‏

بدان كه سير انسان در اين مراتب و مواطن نورانى و ظلمانى اگر چه در واقع سبب كمال اوست، و ترفّع شأن او به حسب مآل او، امّا بالفعل موجب احتجاب روح است به حجب نورانى و ظلمانى. قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ للّه سبعين‏ ألف حجاب من نور و ظلمة». پس روح قدسى-  كه چندين هزار سال در خلوت خاصّ بى ‏واسطه شرف قربت يافته بود و انس با حقّ گرفته بود-  از اعلى علّيين قربت و وصلت و لطافت روحانيت به اسفل سافلين طبيعت افتاد. قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ كه آن فطرت اصليه روحيه فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ است. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ كه آن مرتبه تنزّل روح است به حضيض نفس سفلى و طبع بشرى. پس بالضروره حجاب بشريه مسدول مى ‏گردد، و به محسوسات عالم محتجب مى ‏شود از مشهودات عالم غيب، و دو حالت متناقض در او پيدا مى‏شود. زيرا كه مقتضى فطرت اصليه روحيه الهيه، اخلاق و نعوت محموده است، و مقتضى حيلت نفس و طبيعت، ملكات و صفات مذمومه.

مولانا:

اهبطوا افکند جان را در بدن
تا به گل پنهان بود درّ عدن‏

جان پى کیفى شده محبوس کیف‏
آفتابى حبس عقده اینت حیف‏

زیر و بالا پیش و پس وصف تن است
بى‏جهتها ذات جان روشن است‏

پس بزرگان این نگفتند از گزاف‏
جسم پاکان عین جان افتاد صاف‏

گفتشان و نقلشان و نقششان
جمله جان مطلق آمد بى‏نشان‏

اقتضاى جان چو اى دل آگهى است‏
هر که آگه‏تر بود جانش قوى است‏

خود جهان جان سراسر آگهى است
هر که آگه نیست او از جان تهى است‏

‏بنا بر اين تناقض اقتضائين در آدمى دو حالت نقيض يكديگر پيدا مى ‏شود. يكى از اقتضاى فطرت اصليه روحيه، و يكى از تقاضاى حيلت نفسيه طبيعيه، و از تعانق و اجتماع امرين متناقضين، انسان صاحب حالتى متوسّطه ميانه روحانيت و نفسانيت مى ‏گردد كه برزخ است ميانه روح و نفس مسمّى به قلب، لتقلّبه بين احكام‏ الروح و النفس، و آن نفس ناطقه است كه تحقّق انسانيت به اوست.

عطّار:

جان، بلندى داشت، تن پستى خاک
مجتمع شد خاک پست و جان پاک‏

چون بلند و پست با هم یار شد
آدمى اعجوبه اسرار شد

زيرا كه به اين اجتماع حالتى كه حدّ فاصل است ميانه وحدت روحى و كثرت نفسى، و ميانه اجمال علوم كلّيه روحيه و تفصيل علوم جزئيه نفسيه، و ميانه لوازم و احكام تجرّد و تجسّم در او پيدا مى‏شود، و حامل اين برزخيت كه آدمى به اعجوبه اسرار است دل اوست، كه حكما آن را «نفس ناطقه» مى‏ گويند، و حكماى يثربى آن را «لطيفه انسانيه» مى‏ خوانند، و حكمت در تنزّل روح از موطن لطافت و صفاى روحى به موطن كثافت و ظلمت طبيعت، جهت تحصيل اين مرتبه قلبيّه است.

ما از هواى گنبد عالى حصار چرخ
در خانه‏ هاى گل بى‏ جان و دل آمديم‏

همچنان چه در كلام صدر المحقّقين گذشت كه «لولا المزاج المتحصّل من الأركان الأربعة، لم يظهر تعيّن الروح الإنساني، و لما أمكنه الجمع بين العلم بالكلّيات و الجزئيات الذى به توسّل إلى التحقيق بالمرتبة البرزخية المحيطة بأحكام الوجوب و الإمكان، و الظهور بصورة الحضرة و العالم تماما.» و قال-  رضى اللّه عنه-  في كتاب النفحات:«» «فالسير و السلوك و التوجّه بالرياضة و المجاهدة، و العلم و العمل المحقّقين المتأصّلين باصول الشرائع، و التصريفات الربّانية، يثمر بعناية اللّه و مشيّته انصباغ القوى المزاجية، بوصف الروح الحيوانى، في الجمع بين خاصية البساطة و التجريد، و بين التصرّفات المختلفة، بالقوى المتعدّدة في فنون الأفعال و التصريفات الظاهرة في بدن الإنسان، بالقوى و الآلات.

و الروح الحيوانى، كماله الأوّل انصباغه بأوصاف النفس الناطقة، و النفس الناطقة الجزئية، كمالها الأوّل تحقّقها بوصف خازن الفلك الأوّل، المسمّى في‏ الشرائع بإسماعيل، و عند أهل النظر بالفعّال. و كمالها المتوسّط ظهورها و تحقّقها بوصف النفس الكلّية، و اكتسابها أحكامها على وجه يوجب لها التعدّى منها إلى المرتبة العقلية و الروح الكلّى، ثمّ الإتّصال بجناب الحقّ، و الإستهلاك فيه بغلبة حكم الحقّية على الخلقية، و زوال الخواصّ الإمكانية و التقييدية بأحكام الوجوب، و بقهر حكم الحقّ الواحد القهّار كلّ حكم و وصف كان يضاف إلى سواه، و هذا القهر يرد على كلّ ما امتاز من مطلق الغيب الكلّى الربّانى، و تلبّس بواسطة الأحوال الإيجادية، بأحكام الإمكان و التقييدات الكونية المتحصّلة من الشروط و الوسائط.

فيستهلك الجزء في كلّه، و يعود الفرع إلى أصله، مستصحبا خواصّ ما مرّ عليه، و استقرّ فيه مدّة، و وصل إليه. كماء الورد كان أصله ماء، فسرى في مراتب التركيب و الموادّ، و اكتسب بسرايته ما صحبه بعد مفارقة التركيب، من طعم و رائحة و خواصّ آخر، و لا يقدح شي‏ء منها في وحدته و بساطته.» في كتاب اصطلاحات القوم: «اللطيفة الإنسانية، هى النفس الناطقة المسمّاة عندهم بالقلب. و هى في الحقيقة تنزيل للروح إلى رتبة قرينة من النفس، مناسبة لها بوجه، و مناسبة للروح بوجه. و يسمّى الوجه الأوّل الصدر، و الثاني الفؤاد.» چون قلب انسانى صاحب وجهين است، رويى به روح ربّانى دارد و از او استفاضه مى ‏كند، و رويى به روح حيوانى دارد، جهت افاضه حيات و شعور، جميع حواسّ خمس ظاهر و باطن و ساير كمالات بدنى اوست.

مولانا:

جسم از جان روز افزون مى ‏شود
چون رود جان، جسم بین چون مى ‏شود

حدّ جسمت یک دو گز خود بیش نیست‏
جان تو تا آسمان جولان که نیست‏

تا به بغداد و سمرقند اى همام
روح را اندر تصوّر نیم گام‏

دو درم سنگ است پیه چشمتان‏
نور روحش تا عنان آسمان‏

نور بى این چشم مى‏بیند به خواب
چشم بى این نور چبود جز خراب‏

جان ز ریش و سبلت تن فارغ است‏
لیک تن بى‏جان بود مردار و پست‏

باز نامه روح حیوانى است این
پیشتر رو روح انسانى ببین‏

بگذر از انسان هم و از قال و قیل‏
تا لب دریاى جان جبرئیل‏

بعد از آنت جان احمد لب گزد
جبرئیل از بیم تو واپس خزد

گوید ار آیم به قدر یک کمان‏
من به سوى تو بسوزم در زمان

و در عرائس است في تفسير قوله تعالى: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى‏«» كه «اشاره در آن به اجسام و هياكل است، از براى آنكه ارواح از عالم ملكوت است، و اگر نه آنكه مستور داشتى حقّ تعالى آن را به ستور قوالب ترابيّه، هر آينه پر شدى اكوان و حدثان از روحى واحد، و محترق شدى جميع آن از نور او، و بدرستى كه خداى تعالى ريخته است از اكسير ارض از براى ارواح، سنابك«» اشباح از براى معادن افراح، و تربيت مى‏ كند اين اشباح را به نظام تجلّيات جماليه و جلاليه بقوله تعالى: وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها. پس چون تمام شد تربيت آن اشباح از نور فعل حقّ تعالى، باز مى‏گردد هياكل و ارواح بر نعوت روحانيه، و مقاومت نمى‏تواند كرد ارض حمل او را، و موضع او عالم غيب است.

نعم التراب يا عاقل، هو معادن نور الفعل و مصدر خاصية القبضة الجبروتية. ما أشرف هذه الطينة حيث تخمّرت بقبضة الأزل و الأبد. كان معدننا«» معادن تلك الصفات، و رجوعنا من الصفات إلى عالم الذات. أ لا ترى كيف قال سبحانه في أصل خلقتنا: قالَ يا، فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ«». فصدرنا من الصفة لرؤية الذات، و صدرنا من الذات للعلم بالصفات. انظر كيف قال لحبيبه-  عليه الصلاة و السلام- : إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى‏ مَعادٍ.» امّا چون مركّب است اين روح حيوانى از اركان اربعه عالم سفلى، عناصر ميل‏ او به سفل است و كثافت، و بعد از حقّ تعالى، و رغبت و حرص در دنياويّات، و شهوت و غضب و غير ذلك كه از لوازم و نتايج اركان عالم طبيعت است، چنان كه ساير حيوانات.

عطّار:

در ميان چار خصم مختلف
كى توانى شد به وحدت متّصف‏

گرميت در خشم و شهوت مى‏كشد
خشكيت در كبر و نخوت مى‏كشد

سرديت افسرده دارد بر دوام
وز ترى رعنائيت آيد مدام‏

صاحب بحر الحقائق آورده است كه نفس را دو صفت است ذاتى كه از مادر آورده-  يعنى از عناصر اربعه-  و باقى صفات ذميمه از اين دو اصل تولّد كند، و آن هوا و غضب است، هوا ميل و قصد باشد به سوى سفل كه از خاصيت آب و خاك است، و غصب ترفّع و تكبّر و تغلّب و آن صفت باد و آتش است، و خمير مايه دوزخ اين صفت است، و بالضروره اين دو صفت در نفس مى ‏بايد تا به صفت هوا جذب منافع خويش كند، و به صفت غضب دفع مضرّات از خود نمايد، تا در عالم كون و فساد و جود او باقى ماند و پرورش يابد. امّا اين دو صفت را به حدّ اعتدال نگه مى ‏بايد داشت به ميزان شريعت در كلّ حال، تا هم نفس و بدن به سلامت ماند و هم عقل و ايمان در ترقى باشد.

عطّار:

همچنان كز چار خصم مختلف
شد تنت هم معتدل هم متّصف

‏جانت را عشقى ببايد گرم گرم‏
ذكر را رطب اللّسانى نرم نرم‏

زهد خشك بايد و تقواى دين
آه سردت بايد از برد اليقين

‏تا چو گرم و سرد و خشك و تر بود
اعتدال جانت نيكوتر بود

قال في الباب الثامن و الأربعين من الفتوحات«»: «اعلم أنّ لطيفة الإنسان المدبّرة جسده، لمّا كان لها وجه إلى النور المحض الذى هو أبوها، و وجه إلى الطبيعة-  و هى الظلمة المحضة-  التي هى امّها، كانت النفس الناطقة وسطا بين النور و الظلمة، و سبب توسّطها في المكانة لكونها مدبّرة، كالنفس الكلّية التي بين العقل و الهيولى الكلّ، و هو جوهر مظلم، و العقل نور خالص. فكانت هذه النفس الناطقة كالبرزخ بين النور و الظلمة، تعطى كلّ ذى حقّ حقّه. فمتى غلب أحد الطرفين كانت لما غلب عليها. و إن لم يكن لها ميل إلى أحد الجانبين، تلقّت الامور على اعتدال، و أنصفت و حكمت بالحقّ.»

دوانى:

آدميزاده طرفه معجونى است
كز فرشته سرشته وز حيوان‏

گر كند ميل اين شود كم از اين‏
ور كند ميل آن شود به از آن‏

قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ اللّه تعالى خلق الملائكة و ركّب فيهم العقل، و خلق البهائم و ركّب فيها الشّهوة، و خلق بنى آدم و ركّب فيهم العقل و الشّهوة. فمن غلب عقله شهوته فهو أعلى من الملائكة، و من غلب شهوته عقله فهو أدنى من البهائم». يعنى بدرستى كه خداى تعالى ملائكه آفريد و ايشان را عقل داد، و بهايم آفريد و در ايشان شهوت نهاد، و بنى آدم آفريد و تركيب كرد در ايشان عقل و شهوت هر دو، و لهذا آدمى صاحب مجاهده است و قابل ترقّى و تنزّل، به خلاف ملائك و بهائم.

مولانا:

آن دو قوم آسوده از جنگ و حراب
وین بشر با دو مخالف در عذاب‏

مجنون:

هوى ناقتى خلفى و قدامى الهوى
و إنّى و إیّاها لمختلفان‏

مولانا:

جان ز هجر عرش اندر فاقه‏اى
تن ز عشق خاربن«» چون ناقه‏اى‏

جان گشاید سوى بالا بالها
در زند تن در زمین چنگالها

هر سعادتمندى که در این کشاکش، عاقبه الامر مقتضى عقل او بر هواى نفس او غالب شد، پس او اعلاست از ملائکه

مولانا:

مرد، اوّل بسته خواب و خور است
آخر الامر از ملائک برتر است‏

آتشى کاوّل ز آهن مى‏جهد
او قدم پس سست بیرون مى‏نهد

دایه‏اش پنبه است اوّل لیک اخیر
مى‏ رساند شعله ‏ها را بر اثیر

در پناه پنبه و کبریتها
شعله و نورش برآید برسها

چون نشئات متخالفة الاقتضاءات در ملك مفقود است، صاحب مجاهده نيستند، و عبادت ايشان مقتضى طبيعت ايشان است، و علم و معرفت و جميع كمالات ايشان قابل ترقّى و تنزّل و اختلاف در احوال نيست. به خلاف انسان كه به واسطه جمعيت او نشئات متخالفه را، گاه عالم است و گاه جاهل، گاه عابد است و گاه ذاهل.

قال في الفتوحات:«» «فالإنسان من حيث مجموعيته-  و ما لجمعيّته من الحكم-  جاهل باللّه حتّى ينظر و يفكّر و يرجع إلى نفسه، فيعلم أنّ له صانعا صنعه و خالقا خلقه. فلو أسمعه اللّه نطق جلده أو يده أو لسانه أو رجله، يسمعه ناطقا بمعرفته بربّه، مسبّحا لجلاله و مقدّسا: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ«». وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا«». فالإنسان من حيث تفصيله عالم باللّه، و من حيث جملته جاهل باللّه حتّى يتعلّم، أى يعلم بما في تفصيله، فهو العالم الجاهل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ.

امّا آن خاسر خابث نامرد مخنث گوهر، كه شهوت نفس و خواهش طبع او غلبه كند بر تدبير عقل، پس او از بهايم كمتر است

مولانا:

قسم دیگر با خران ملحق شدند
خشم محض و شهوت مطلق شدند

وصف جبریلى در ایشان بود و رفت‏
تنگ بود آن خانه و آن وصف رفت‏

مرده گردد شخص چون بى‏جان شود
خر شود جان چون پى حیوان شود

قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً«». شيخ مجد الدين بغدادكى-  قدّس سرّه-  گفته است: «فسبحان من جمع بين أقرب الأقربين و أبعد الأبعدين بقدرته». حكمت در آنكه قالب انسان از اسفل سافلين باشد و روحش از اعلى علّيين، آن است كه چون انسان بار امانت خواهد كشيد، مى‏بايد كه قوّت هر دو عالم به كمال او را باشد.

مولانا:

تو به تن حيوان، به جانى از ملك
تا روى هم بر زمين هم بر فلك‏

مى‏ بايد كه در دو عالم هيچ چيز به قوّت او نباشد، تا به حمل بار امانت را بكشد، و آن قوّت از راه صفات مى ‏بايد نه از راه صورت. لاجرم، آن قوّت كه روح انسانى دارد چون از اعلى علّيين است، هيچ چيز ندارد در عالم ارواح از ملك و شيطان و غير آن، و آن قوّت كه نفس انسان را است چون از اسفل سافلين است، هيچ چيز را نيست در عالم نفوس نه بهايم را و نه سباع را و نه غير آن. سهل بن عبد اللّه گفته است: «للنفس سرّ، و ما ظهر ذلك السرّ على أحد إلّا على فرعون حيث قال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى . و لها سبع حجب سماوية، و سبع حجب أرضية. فكلّما يدفن العبد نفسه أرضا سما قلبه سماء. فإذا دفنت النفس تحت الثرى وصل القلب‏إلى العرش.»

مولانا:

صورت نفس ار بجويى اى پسر
قصّه دوزخ بخوان با هفت در

هر نفس نگرى و در هر مكر از آن
‏غرقه صد فرعون با فرعونيان‏

در خداى موسى و موسى گريز
آب ايمان را ز فرعونى مريز

دست را اندر احد و احمد بزن
‏اى برادر واره از بو جهل تن‏

قال علىّ-  عليه السّلام- : «و ما أنا و نفسى إلّا كراعى غنم، كلّما ضمّها من جانب انتشرت من جانب». چه صفت بوقلمون دارد، دم به دم رنگى نمايد، و لحظه فلحظه به شكلى ديگر برآيد، هر ساعت نقشى ديگر بر آب زند، و هر نفس نيرنگى دگر آغاز كند.

عطّار:

مرا بارى غمى کان پیش آمد
ز دست نفس کافر کیش آمد

سگ است این نفس کافر در نهادم‏
که من همخانه این سگ فتادم‏

ریاضت مى‏کشم جان مى‏دهم من
سگى را بو که روحانى کنم من‏

هرگاه كه سگ نفس روحانى شد، فايده تنزيل روح به مرتبه نفس ظاهر مى‏ گردد. زيرا كه آن زمان مى‏بايد كه هر صفتى ذميمه از صفات نفس، صدف گوهر صفتى از صفات الوهيت باشد. بلكه بر حسب: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ تمام آن سيّئات اخلاق و اوصاف با حسنات و قربات تبدّل مى ‏يابد.

مولانا:

صورت نفس ار بجویى اى پسر
قصّه دوزخ بخوان با هفت در

هر نفس نگرى و در هر مکر از آن‏
غرقه صد فرعون با فرعونیان‏

در خداى موسى و موسى گریز
آب ایمان را ز فرعونى مریز

دست را اندر احد و احمد بزن‏
اى برادر واره از بو جهل تن‏

قال علىّ- علیه السّلام- : «و ما أنا و نفسى إلّا کراعى غنم، کلّما ضمّها من جانب انتشرت من جانب». چه صفت بوقلمون دارد، دم به دم رنگى نماید، و لحظه فلحظه به شکلى دیگر برآید، هر ساعت نقشى دیگر بر آب زند، و هر نفس نیرنگى دگر آغاز کند.

عطّار:

مرا بارى غمى کان پیش آمد
ز دست نفس کافر کیش آمد

سگ است این نفس کافر در نهادم‏
که من همخانه این سگ فتادم‏

ریاضت مى ‏کشم جان مى‏دهم من
سگى را بو که روحانى کنم من‏

هرگاه که سگ نفس روحانى شد، فایده تنزیل روح به مرتبه نفس ظاهر مى ‏گردد. زیرا که آن زمان مى‏ باید که هر صفتى ذمیمه از صفات نفس، صدف گوهر صفتى از صفات الوهیت باشد. بلکه بر حسب: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ تمام آن سیّئات اخلاق و اوصاف با حسنات و قربات تبدّل مى ‏یابد.

مولانا:

اى خنک جانى که در عشق مآل
بذل گشتش خان و مان و ملک و مال‏

شاه جان مر جسم را ویران کند
بعد ویرانیش آبادان کند

کرد ویران خانه بهر گنج زر
وز همان گنجش کند معمورتر

صاحب بحر الحقائق گوید که هر وقت که به تصرّف اکسیر شرع و تقوا صفت هوا و غضب- که صفت ذاتیه اصلیه نفس است- به اعتدال باز آید، که او را به خود تصرّفى نماند الّا بر مقتضاى شریعت و طریقت، در نفس صفات حمیده پدید آید، و از مقام امّارگى به مطمئنّى رسد، ومطیّه روح پاک گردد، و در قطع منازل سفلى و علوى، براق صفت روح را به معارج اعلى علّیین و مدارج قاب قوسینى رساند، و مستحقّ خطاب: ارْجِعِی إِلى‏ رَبِّکِ راضِیَهً مَرْضِیَّهً شود.

مولانا:

وقت آن آمد که من عریان شوم
نفس بگذارم سراسر جان شوم‏

عطّار:

هر آن گاهى که در تو من نماند
دویى در راه جان و تن نماند

اگر جان و تنت روشن شود زود
تنت جان گردد و جان تن شود زود

چو پشت آیینه است از تیرگى تن
ولى جان روى آیینه است روشن‏

چو روى آیینه پشتش شود پاک‏
شود هر دو یکى چه پاک و چه خاک‏

اعلم-  علّمك اللّه حقائق الإنسانية-  كه ذات انسان حقيقتى است واحده بسيطه، و او را مراتب و اعتبارات است كه تعبير از آن به عقل و نفس و قلب و روح و سرّ و كلمه و غير ذلك مى ‏كند. چه روح انسانى ربّانى است كه به واسطه تنزّلات به مواطن و مدارك، در سير وجودى تا مرتبه جسميت، و به سير عروجى شعورى تا مرتبه عين ثابت كه وصفيه الهيه است، متسمّى مى‏ شود به اسمى كه مناسب آن مرتبه است.

عطّار:

يك آيينه جسم و جان دو رويش
به حكمت مى‏نمايد از دو سويش‏

از اين سو چون نمايد جسم باشد
وز آن سو جان پاكش اسم باشد

و شكّى نيست كه تعدّد اسماء قادح نيست در وحدت مسمّى كما في الاسماءالالهية.

و اذا تقرّر هذا، گوييم: آن حقيقت وحدانى انسانى را به حسب تدبير او بدن را «نفس» گويند، و همان حقيقت را به حسب دو قوّه-  كه كالوجهين است او را، وجهيش سوى مبدأ كه استفاضه انوار الهى مى ‏كند، و وجهيش سوى روح حيوانى كه افاضه مى ‏كند بر او آنچه از حقّ تعالى بر او مفاض شده بر حسب استعداد او-  مسمّى است به «قلب». چه اين لطيفه، گاه به واسطه مطالعه مراتب جسمانى معانى امور محسوسه را در باطن تشخيص كند، و بر نتايج عواقب و لوازم و عوارض آن حكم كند، و گاه مخدّرات اسرار الهامى و وارده غيبى را از خزانه سرّ اخراج كند، و به الطف عبارات و ادقّ اشارات بر مظاهر مناظر وجود جلوه دهد.

باز آن حقيقت را به اعتبار ذهول وى از آن وجه كه تلى نفس حيوانى است، و اقبال او سوى آن وجه كه معانى را از مبدأ كلّى اصلى خود استفاضه مى‏كند، «عقل» گويند، و به اعتبار آنكه حىّ است بذاتها، و سبب حيات بدن است و جميع قواى نفسانى، مسمّى است به «روح»، و آن حقيقت را به اعتبار خفاى وى در ذات حقّ و فناى كلّى حقّى «سرّ روحى» گويند، و همان حقيقت را به اعتبار ظهور او در نفس رحمانى همچون ظهور كلمه در نفس انسانى، مسمّى است به «كلمه»، و از آن حيثيت كه اصل ذات او وصفى است حقّ تعالى را قائم به ذات او، مسمّى است به «عين ثابت».

از صفاتش رسته‏اى روز نخست
با صفاتش باز رو چالاك و چست‏

گر در اين ره حال مردان بايدت‏
قرب وصل حال گردان بايدت

‏اوّل از حس بگذر آنگه از خيال
آنگه از دل آنگه از عقل اينت حال

‏حال حاصل در مقام جان شود
در مقام جانت كار آسان شود

و همچنين است حال در هر يك از مراتب كلّيه. مثلا در مرتبه نفسى، متسمّى مى‏شود به «امّاره» و «لوّامه» و «مطمئنّه». به حسب مراتب مختلفه و اوصاف متقابله در هر مرتبه، به سبب وصفى ديگر اسم ديگر دارد:در اوايل، تا هنوز ولايت وجود در تحت تصرّف و استيلا و غلبه او باشد، او را «نفس امّاره» گويند.

و در اواسط، چون تدبير ولايت وجود به تصرّف دل مفوّض گردد، و نفس به ربقه طاعت و انقياد او متقلّد شود، و هنوز از انواع صفات نفس و تمرّد و استعصاى او بقايا مانده باشد، و بدان جهت خود را پيوسته ملامت كند، آن را «نفس لوّامه» گويند.

و در اواخر، چون عروق نزاع و كراهت بكلّى از وى منتزع و مستأصل گردد، و از حركت منازعه با دل طمأنينه يابد، و در تحت جريان احكام او مطيع و رام گردد، و كراهيتش به رضا متبدّل شود، آن را «نفس مطمئنّه» خوانند.

قال الشيخ عبد الرحمن الأسفرائني في معنى قول ممشاد الدينورى-  روّح اللّه روحها- : «السماع يصلح لقوم حكموا على نفوسهم حتّى فنيت حظوظهم، فكنسوا بأرواحهم المزابل»، قال: معناه، السماع ليس لمن له بقيّة من بقايا نفسه، لأنّ المستمع عند استماع القول يفهم المعاني المتضمّنة في طىّ الكلام، فيرد بها على قلبه واردات غيبية، فيجد بها لذّة في القلب، و طيبة في النفس، و حضورا في السرّ.

فإن بقيت له في تلك الحالة بقيّة من بقايا نفسه، فعليه أن يلزم نفسه عن الدخول في السماع، عند نظر حظوظها من حيث لا يشعر بها صاحبها. فإنّ الشيطان يحكم على من بقى له بقيّة من الحظوظ النفسانية، و لو مثقال ذرّة. فإنّ العبد لا يدخل في مقام العبدية المختصّة باللّه تعالى بتلك البقيّة كما أشار به-  عزّ و جلّ- : إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ«». فلهذا قال: «السماع يصلح لقوم حكموا على نفوسهم حتّى فنيت حظوظهم»، لأنّ السالك لا يزال يحكم على العدوّ-  أعنى النفس-  لسبب القوّة الروحانية التي تنزل عليه من التأييد الربّانى الرحمانى، حتّى تطمئنّ، فإذا اطمأنّت اتّصفت بالصفة القلبية الروحانية. ألا ترى اللّه تعالى قد وصفها بالصفة القلبية حيث خاطبها: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ«»، و الاطمينان صفة القلب على‏ الحقيقة. قال تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، فإنّها كانت في الأوّل نفسا غير مطمئنّة، فإذا اطمأنّت انقلبت و أقبلت على اللّه تعالى راضية مرضية، فصارت قلبا.

تو نفست دل كن و دل را چو جان كن
پس آنگه جان سوى جانان روان كن‏

معلوم شد كه نفسيه و قلبيه و روحيه و سرّيه، جميع صفات و قواى انسان است، گاه مغلوب صفت و قوّه نفسيه است و گاه قلبيه، و همچنين ساير آن مراتب، حتّى جسميه و انواع عوارض جسميه.

قال في الفتوحات: «اعلم أنّ الأرواح لها اللطافة. فإذا تجسّدت و ظهرت بصورة الأجسام، كثفت في عين الناظر إليها، و تنوّع الصور عليها كما تتنوّع عليها الأعراض، كحمرة الخجل و صفرة الوجل».

عطّار:

عزيزا سرّ جان و تن شنيدى
ز مغز هر سخن روغن كشيدى

‏تن و جان را منوّر كن ز اسرار
و گر نه جان و تن گردد گرفتار

چو مى ‏بينى به هم يارىّ هر دو
به هم باشد گرفتارىّ هر دو

عن ابن عبّاس-  رضى اللّه عنهما-  قال: «ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتّى يخاصم الروح الجسد، فيقول الروح: يا ربّ، إنّما كنت روحا منك، جعلتنى في هذا الجسد فلا ذنب لى، و يقول الجسد: يا ربّ، كنت جسدا خلقتنى، و دخل فيّ هذا الروح ميل النار، فبه كنت أقوم و به أذهب و به أجى‏ء، لا ذنب لى فيه. قال المقعّد للأعمى: إنّى أرى ثمرا، فلو كانت لى رجلان لتناولت. فقال الأعمى: أنا احملك على رقبتى. قال: فتناول من الثمر فأكلا جميعا، فعلى من الذنب قالا: عليهما جميعا. فقال: قد قضيتما على أنفسكما.»

عطّار:

يكى مفلوج بودست و يكى كور
از آن هر دو يكى مفلس يكى عور

نمى ‏يارست شد مفلوج بى‏پاى
‏نه ره مى ‏ديد كور مانده بر جاى‏

مگر مفلوج شد بر گردن كور
كه اين يك چشم داشت آن دگر زور

به دزدى برگرفتند آن دو تن راه‏
به شب در دزديى كردند ناگاه‏

چو شد آن دزدى ايشان پديدار
شدند آن هر دو تن آخر گرفتار

از آن مفلوج بركندند ديده‏
شد آن كور سبك پى پى بريده‏

چو كار ايشان به هم برهم نهادند
در آن دام بلا با هم فتادند

چو جان رويى و تن رويى دورويند
اگر اندر عذابند از دو سويند

چو محجوبند ايشان در عذابند
ميان آتش سوزان كبابند

توضيح و تفصيل در بيان آنكه نسبت روح انسانى ربّانى با بدن از قبيل نسبت ذات حقّ تعالى است با عالم و لهذا قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «من عرف نفسه، فقد عرف ربّه».

پس گوييم: الروح ليس في البدن بوالج، و لا عنها بخارج، كما قال-  عليه السلام-  في حقّ اللّه: «ليس في الأشياء بوالج، و لا عنها بخارج».

قال في فصوص الحكم : «ربط النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  معرفة الحقّ بمعرفة النفس فقال: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه». و قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ و هو ما خرج عنك سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي و هو عينك، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ-  أى للناظرين-  أَنَّهُ الْحَقُّ من حيث إنّك صورته و هو روحك. فأنت له كالصورة الجسمية لك، و هو لك كالروح المدبّر لصورة جسدك.»

رباعى:

حق، جان جهان است و جهان همچو بدن
املاك، لطايف و حواسّ اين تن‏

افلاك و عناصر و مواليد، اعضا
توحيد همين است و دگرها همه فن‏

و همچنين گوييم: لم يحلل الروح في البدن فيقال: هو فيه كائن، و لم ينأ عنه فيقال: هو منه بائن كما قال-  عليه السلام-  في اللّه تعالى: «لم يحلل في الأشياء فيقال: هو فيها كائن، و لم ينأ عنها فيقال: هو منها بائن.» و همچنين گوييم كه همچنان چه حقّ تعالى لا يتجلّى في صورة شخص مرّتين، و لا في صورة اثنين، همچنين گوييم: الروح لا يتجلّى في بدن شخص مرّتين، و لا يتجلّى في بدن شخصين.

و همچنين كه حقّ تعالى يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ است، و واجب است دوام تنوّعات ظهورت الهى در شئون ذاتيه غير متناهيه، لا إلى أمد و لا غاية، واجب است به حكم «خلق اللّه آدم على صورته» دوام تنوّعات ظهور روح انسانى ربّانى در شئون ذاتيه غير متناهيه به صور غير متناهيه بدنيه او إلى الأبد، دنيا و آخرة، كلّ آن في شأن. قال تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ، طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ، مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ، الْخالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ، لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ.

مخفى نماند كه همان ذاتى كه سلاله طين بود، بعينه متّصف به نطفگى شد، و همان ذات بعينه، بعد از اعدام نطفگى متّصف شد به خلق علقگى، و همچنين همان ذات است كه بعد از علقگى متّصف شد به خلق مضغگى، و همچنين است كلام در خلق عظامى و انسانى به حيات دنيوى و موت و حيات اخروى.

و آنچه متلوّ شد از ايجاد و اعدام و خلق و بعث، بعضى از كلّيات خلق و بعث اوست. چه همين ذات بعينه، قبل از اين خلقها و بعثها، موجود بود به صورت‏ ذرّگى، و مخاطب به خطاب أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ، و مجيب به جواب «بلى».

و همچنين قبل از مواطن الست، مواطن بى‏ شمار او را بوده به صور مختلفه، در هر موطنى به صورتى كه مقتضى آن موطن است.

و بدان كه آنچه مذكور شد كلّيات خلق و بعث انسان است كه در صور اختلاف است و تشابه نيست، و الّا در هر مرتبه از آن مراتب، مثلا در مرتبه نطفگى، او را هر آن خلق و بعث است امّا به صورت متشابهه، و لهذا محسوس نمى ‏شود.

گلشن:

بود ايجاد و اعدام دو عالم
چو خلق و بعث نفس ابن آدم‏

هميشه خلق در خلق جديد است
‏و گر چه مدّت عمرش مديد است

‏هميشه فيض فضل حق تعالى
بود در شأن خود اندر تجلّى

‏از آن جانب بود ايجاد و تكميل‏
وز اين جانب بود هر لحظه تبديل‏

قال صدر المحقّقين في فكّ ختم الفصّ اليوسفى: «اعلم أنّ الحقّ هو النور، و النور لا يمكن أن يرى في النور، لأنّ كمال«» رؤية النور موقوف على مقابلة الظلمة، فمتعلّق حبّ الحقّ ايجاد العالم، إنّما موجبه حبّ كمال رؤية الحقّ نفسه جملة من حيث هويّته و وحدته، و تفصيلا من حيث ظهوره في شئونه. و لمّا كان من البيّن أنّ كلّ ما لا يحصل المطلوب إلّا به فهو مطلوب، لزم تعلّق الإرادة الإلهية بإيجاد العالم، لتوقّف حصول المطلوب الذى هو عبارة عن كمال الجلاء و الاستجلاء عليه.-  كمال جلا يعنى ظهور او به حسب شئون او، و كمال استجلا يعنى شهود او ذات خويش را به حسب شئون خويش-  و لمّا كان الشئون الإلهية ذاتية، و كان الإستجلاء التامّ للذات لا يحصل إلّا بالظهور في كلّ شأن منها بحسبه و رؤيته نفسه، من حيث ذلك الشأن و بمقدار ما يقبله من إطلاقه و تعيّنه و خصوصيته، فتوقّف كمال الرؤية على الظهور«» في جميع الشئون، و لمّا كانت الشئون مختلفة من حيث خصوصياته و غيرمنحصرة، وجب دوام تنوّعات ظهوراته سبحانه بحسبها لا إلى أمد و لا غاية، و هذا هو سرّ كون الحقّ خلّاقا على الدوام إلى أبد الآباد.»

مولانا:

از آن سوى پرده، چه شهر شگرف است
كه عالم از آن جاست يك ارمغانى‏

به نونو هلالى به نونو خيالى
‏رسد تا نماند حقايق نهانى‏

في الفصوص: «فما في الحضرة الإلهية لاتّساعها شي‏ء يتكرّر أصلا.»

قاسم:

كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏چه شان است چه شان
يعنى اوصاف كمال تو ندارد پايان‏

هر ظهورى كه كند عزّ تعالى يومى است
‏جمله ذرّات جهان مظهر آن شأن و نشان‏

فمعنى يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ«» أى كلّ آن هو في شأن. في الفتوحات: «الأيّام كثيرة، و منها كبير و صغير. فأصغرها الزمن الفرد، عليه يخرج يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ. فسمّى الزمان الفرد يوما لأنّ الشأن يحدث فيه أصغر الأزمان و أدقّها.» بدان كه وجود عالم متحقّق نمى ‏شود الّا به فيضان وجود حقّ تعالى بر او در هر آن، كه اگر منقطع شود اين افاضه در آنى واحد، هر آينه منعدم شود عالم برأسه. از براى آنكه عدم طالب هر ممكن است به حكم امكانيه. پس لابدّ است از حكم ترجيع جمعى احدى كه مقتضى بقا است در هر آن، و اين وجودات متجدّده در آنات اگر چه مكرّر مى‏نمايد در حسّ ما محجوبان به واسطه اتّحاد در نوع، امّا بتشخّصاتها مختلف است.

مولانا:

عالم چون آب جوست بسته نمايد و ليك
مى‏ دود و مى ‏رسد نونو اين از كجاست‏

في الفصّ الشعيبى«»: «و ما أحسن ما قال اللّه-  تعالى-  في حقّ العالم و تبدّله مع الأنفاس «في خلق جديد» في واحدة، فقال في حقّ طائفة بل أكثر العالم و هم المحجوبون: أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي.«» فلا يعرفون تجديد الأمر مع الأنفاس.»

مولانا:

هر نفس نو مى ‏شود دنيا و ما
بى‏ خبر از نو شدن وز ارتقا

عمر همچون جوى نونو مى ‏رسد
مستمرى مى‏نمايد در جسد

آن ز تيزى مستمر شكل آمد است
چون شرر كش تيز جنبانى به دست

‏شاخ آتش را بجنبانى به ساز
در نظر آتش نمايد بس دراز

اين درازى مدّت از تيزى صنع
مى ‏نمايد سرعت انگيزى صنع‏

«لكن عثرت عليه الأشاعرة في بعض الموجودات و هى الأعراض،» چه مذهب ايشان آن است كه العرض لا يبقى زمانين، «و عثرت عليه الحسبانية في العالم كلّه.» حسبانيه كه مشهورند به سوفسطايى، برآنند كه العالم لا يبقى زمانين. «و جهّلهم أهل النظر بأجمهم، لكن أخطأ الفريقان: أمّا خطأ الحسبانية فبكونهم ما عثروا، مع قولهم بالتبدّل في العالم بأسره على أحدية عين الجوهر المعقول الذى قبل هذه الصورة، و لا يوجد-  أى ذلك الجوهر-  إلّا بها-  أى بتلك الصورة-  كما لا يعقل أى تلك الصورة إلّا به-  أى بالجوهر- .» يعنى خطاى سوفسطائيه آن است كه با وجودى كه قائل شده‏اند به تبدّل در عالم باسره، امّا متنبّه نشده ‏اند به آنكه يك حقيقت است كه متلبّس مى ‏شود به صور و اعراض عالم، و موجودات متعيّنه متعدّده مى‏ نمايد، و ظهور نيست او را در مراتب كونى جز به اين صور و اعراض، چنان كه وجود نيست اينها را بدون او. «فلو قالوا بذلك» يعنى اگر قائل شوند كه جوهرى وحدانى است كه هميشه ثابت و باقى‏ است كه هر آن متجلّى مى‏ شود به صورتى از صور عالم بر حسب اقتضاى معانى و حقايق اسمائى، «فازوا بدرجة التحقيق».

مولانا:

قرنها بر قرنها رفت اى همام
وين معانى برقرار و بردوام‏

آب مبدل شد در اين جوى چند بار
عكس ماه و عكس اختر برقرار

عكس آخر چند بايد در نظر
اصل بينى پيشه كن اى كج نظر

«و أمّا الأشاعرة فما علموا أنّ العالم كلّه مجموع أعراض، فهو يتبدّل في كلّ زمان إذ العرض لا يبقى زمانين. و أمّا أهل الكشف فإنّهم يرون اللّه تعالى يتجلّى في كلّ نفس و لا يكرّر التجلّى.»

مهر حق هرگز مكرّر سر نزد
مرغ لاهوتى مقرّر پر نزد

«و يرون أيضا شهودا أنّ كلّ تجلّى يعطى خلقا جديدا و يذهب بخلق. فذهابه هو الفناء عند التجلّى و البفاء لما يعطيه التجلّى الآخر، فافهم.»يعنى امّا خطاى اشاعره آن است كه اثبات جواهر متعدّده كرده ‏اند وراى حقيقت وجود، و اعراض متبدّله متجدّده را به آنها قائم داشته، و ندانسته كه عالم بجميع اجزائه نيست مگر اعراض متجدّده متبدّله مع الانفاس كه در عين واحد جمع شده‏اند، و در هر آنى از اين عين زايل مى‏ شوند، و امثال آنها به وى متلبّس مى‏گردند. پس ناظر به واسطه تعاقب امثال در غلط مى ‏افتد، و مى ‏پندارد كه آن امرى است واحد مستمرّ.

مولانا:

صورت از بى صورتى آمد برون
باز شد كإنّا اليه راجعون‏

پس تو را هر لحظه مرگ و رجعتى است
‏مصطفى فرمود دنيا ساعتى است

‏و قال في الباب الثالث و العشرين و مائة:«

شعر:

و قد دلّ الدليل بغير شكّ
و لا ريب على نفى الإعادة

لأنّ الجوهر المعلوم باق‏
على ما كان في حكم الشهادة

فيخلع منه وقتا أو عليه
بمثل أو بضدّ للإفادة

اعلم-  وفّقك اللّه تعالى-  أنّى أردت بنفى الإعادة الذى يقول: «إنّه لا يتكرّر شي‏ء في الوجود للإتّساع الإلهىّ» و إنّما هى أعيان الأمثال لا يدرك لها الحسّ، إذ لا يدرك التفرقة بينها، اريد بين ما انعدم منها و ما تجدّد، و هو قول المتكلّمين: إنّ العرض لا يبقى زمانين.» اگر سائلى گويد: بنا بر اين لازم مى‏آيد بطلان امر تكليفى شرعى. زيرا كه مكلّف در هر حال و در هر آن ديگرى است، همچنين لازم مى‏آيد بطلان معاد و حشر، و كلاهما ثابت شرعا و تحقيقا.

جواب گوييم: لا نسلّم بطلان امرين مذكورين. از براى آنكه مبناى ثبوت امرين مذكورين اتّحاد ذات است، و منافات ندارد با اختلاف احوال و نشئات. چه عين شخص زيد مثلا من الأزل الى الأبد احوال و اعراض بر او وارد مى‏شود، از وجودات متعاقبه متوارده و لوازم وجود، و در هر آن متّصف مى‏شود به وجودى غير وجود اوّل، و همچنين به لوازم مخصوصه به هر وجود، و زيد بذاته متشخّص است و متعيّن به تشخّصى معنوى و تعيّنى أزلى در باطن حقّ. زيرا كه حقيقت هر موجودى عبارت است از نسبت تعيّن او در علم حقّ تعالى ازلا.

قال في مفتاح الغيب: «اعلم أنّ حقيقة الانسان و حقيقة كلّ موجود عبارة عن نسبة متميّزة في علم الحقّ من حيث إنّ علمه ذاته. فهو تعيّن في باطن الحق أزلى، و تشخّص معنوى. له لكلّ مرتبة ارتباط ذاتى و حالى و نسبى عارضى.» و في الفتوحات في الباب الرابع و العشرين: «إنّ اللّه تعالى لا يكرّر تجلّيا على‏ شخص واحد، و لا يشترك فيه شخصين: للتوسّع الإلهى. و إنّما الأمثال و الأشباه توهّم الرائى و السامع، للتشابه الذى يعسر فصله إلّا على أهل الكشف، و القائلين من المتكلّمين: إنّ العرض لا يبقى زمانين. من «الاتّساع الإلهى» أنّ اللّه أعطى كلّ شي‏ء خلقه، و ميّز كلّ شي‏ء في العالم بأمر ذلك الأمر هو الذى ميّزه عن غيره: و هو أحدية كلّ شي‏ء. فما اجتمع اثنان في مزاج واحد.

قال أبو العتاهية:

ففى كلّ شي‏ء له آية
تدلّ على أنّه واحد

و ليس سوى أحدية كلّ شي‏ء. فما اجتمع، قطّ، اثنان فيما يقع به الامتياز، و لو وقع الاشتراك فيه ما امتازت، و قد امتازت عقلا و كشفا.» و قال في الباب السابع و الثمانين و مأتين: «اعلم أنّ اللّه-  تعالى-  جعل لكلّ صورة في العالم أجلا ينتهى إليه في الدنيا و الآخرة، إلّا الأعيان القابلة للصورة. فإنّه لا أجل لها، بل لها منذ خلقها اللّه الدوام و البقاء، قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ و قال تعالى: ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ فجاء ب «كلّ» و هى تقتضى الإحاطة و العموم.

و قد قلنا: إنّ الأعيان القابلة للصورة لا أجل لها، فبما ذا خرجت من حكم كلّ قلنا: ما خرجت، و إنّما الأجل الذى للعين إنّما هو ارتباطها بصورة من الصور التي تقلبها، فهى ينتهى في القبول لها إلى أجل مسمّى، و هو انقضاء زمان تلك الصورة.

فإذا وصل الأجل المعلوم عند اللّه في هذا الارتباط انعدمت الصورة، و قبل العين صورة اخرى. فقد جرت الأعيان إلى أجل مسمّى في قبول صورة مّا، كما جرت الصورة إلى أجل مسمّى في ثبوتها لتلك العين الذى كان محلّ ظهورها، فقد عمّ الكلّ لأجل المسمّى. فقد قدر اللّه لكلّ شي‏ء أجلا في أمر ما ينتهى إليه، ثمّ ينتقل إلى حالة اخرى يجرى فيها أيضا إلى أجل مسمّى. فإنّ اللّه خلّاق على الدوام مع الأنفاس. فمن الأشياء ما يكون مدّة بقائه زمان وجوده، و ينتهى إلى أجله في الزمان الثاني من زمان وجوده، و هى أقصر مدّة في العالم.

و فعل اللّه ذلك ليصحّ الافتقار مع الأنفاس [و] مع الأعيان إلى اللّه تعالى. فلو بقيت زمانين فصاعدا، لا اتّصف بالغنى عن اللّه في تلك المدّة. و هذه مسئلة لا يقول بها أحد إلّا أهل الكشف المحقّق منّا، و الاشاعرة من المتكلّمين، و موضع إجماع الكلّ في هذه المسألة التي لا يقدرون على إنكارها الحركة.»

گلشن:

عرض شد هستیى کان اجتماعى است
عرض سوى عدم بالذات ساعى است‏

به هر جزوى ز کل کان نیست گردد
کل اندر دم ز امکان نیست گردد

جهان کلّ است و در هر طرفه العین
عدم گردد و لا یبقى زمانین‏

دگر باره شود پیدا جهانى‏
به هر لحظه زمین و آسمانى‏

به هر ساعت جوان این کهنه پیر است
به هر دم اندر او حشرى نشیر است‏

در او چیزى دو ساعت مى ‏نپاید
در آن لحظه که مى‏میرد بزاید

و لیکن طامّه الکبرى نه این است
که این یوم العمل و آن یوم دین است‏

از این تا آن بسى فرق است زینهار
به نادانى مکن خود را ز کفّار

قال في الباب الواحد و السبعين و ثلاثمائة من الفتوحات: «و يختلف الهيئات في الدارين مع الأنفاس باختلاف الخواطر هنا. فإنّ الإنسان في الدنيا هو الظاهر في الدار الآخرة. و قد كان غيبا هنا فيعود شهادة هناك، و يبقى العين عينا باطن هذه‏ الهيئات، و الصور لا تتبدّل و لا تتحوّل. فما ثمّ إلّا صور و هيئات، تخلع عنه و عليه دائما ابدا إلى غير نهاية، و لا انقضاء.»

عطّار:

ز حشرت نکته‏اى روشن بگویم
تو بشنو تا منت بى من بگویم‏

همه جسم تو هم مى‏دان که معنى است‏
که جسم اینجا نماید زان که دنیا است‏

ولى چون جسم بند جان گشاید
همه جسم تو آنجا جان نماید

همین جسمت بود امّا منوّر
و گر بى طاعتى جسمى مکدّر

شود معنى باطن جمله ظاهر
بلا شک این بود «تُبْلَى السَّرائِرُ»

رباعى:

یک یک نفست زمان تو خواهد بود
یک یک قدمت مکان تو خواهد بود

هر چیز که در فکرت تو مى‏آید
آن چیز همه جهان تو خواهد بود

چون غشاى دنيويه به منزله آيينه ظلمانى كثيف الجوهر است، حقيقت صورت روح در او منعكس نمى ‏شود، بلكه شبح و سايه ‏اى از آن صورت در او منعكس مى ‏شود كه آن معنى جسم است، و نشئه آخرت به واسطه صفا و لطافت مرآت حقيقت روح مى ‏شود، و جسم كه غلاف اوست به تبعيت مدرك مى ‏شود.

همچنانچه مولانا-  قدّس سرّه-  در سر داستانى از كتاب مثنوى فرموده است كه: كلام در بيان آنكه تن روح را لباس است، و اين دست آستين دست روح است، و اين پاى موزه پاى روح است.

مولانا:

تا بدانى كه تن آمد چون لباس
رو بجو لابس لباسى را مليس‏

روح را توحيد و اللّه خوش‏تر است‏
غير ظاهر دست و پايى ديگر است‏

دست و پا در خواب بينى و ائتلاف
آن حقيقت دان مدانش از گزاف

‏آن تويى كه بى ‏بدن دارى بدن
پس مترس از جسم جان بيرون شدن‏

باده از ما مست شد، نى ما از او
قالب از ما هست شد، نى ما از او

و لنعم ما قيل:

تو را دستى است كش دست آستين است
بلند است آن بسى، بست آستين است

‏چو دستت را شد است اين آستين بند
تو را آن دست اندر آستين چند

ز تن بگذر به كوى جان قدم نه
ز جان هم بگذر و رو در عدم نه‏

پس اين لباس جسم، پرده و حجاب است از ادراك واقع روح در اين نشئه دنيويه، پس روح غيب است و جسم شهادت. به خلاف موطن آخرت كه روح شهادت است و جسم غيب، آنچه مدرك مى ‏شود اوّلا و بالذات روح است و جسم ثانيا و بالتبع، و به واسطه صفا و لطافت كه روح را است، حاجب نمى ‏شود از ادراك جسميت كه عارضى از عوارض اوست.

عطّار:

چون آيينه پشت و رو بود يكسانت
هم اين ماند هم آن نه اين نه آنت‏

امروز چنان كه جانت در جسم گم است‏
فردا شده گم جسم چنين در جانت

‏موت عبارت از تبديل مشاعر است و حواسّ به الطف از اين مشاعر و حواسّ.
عطّار فرمايد:

پنج حسّى هست جز اين پنج حس
كان چو زر سرخ و اين حسها چو مس‏

چه مدركات و محسوسات آن پنج، عين محسوسات اين پنج است كه در دو آيينه متقابله موطن دنيا و آخرت نموده مى‏ شود، و اين دو آيينه مختلفند در جلا به واسطه لطافت و كثافت نشئات.

عطّار:

عمر اينجا عمر آنجا سراج است
بلال آبنوسى«» همچو عاج است‏

وضو اينجا وضو آنجا يكه نور
نماز اينجا نماز آنجا يكه حور

ببينى گر تو را آن چشم باز است‏
كه پيغمبر به قبر اندر نماز است

‏چو تو بيننده كور و زمينى
از آن نه روضه و نه حفره بينى‏

چه روح انسانى في حدّ ذاته مجرّد است، و حقّ تعالى او را خلعت جميع اسماء و صفات جماليه و جلاليه پوشانيده، خليفه خود ساخته، و همچنان چه حقّ تعالى منزّه است از صورت عالم، و در هر آن ظاهر است به صورتى از صور عالم، لا يتجلّى في صورة مرّتين و لا في صورة اثنين، همچنين ظاهر غير روح نيست به صورت و هيكل بدنى و پيكر هيولايى، و لا يظهر في بدن مرّتين و لا في بدن اثنين، دائما ابدا دنيا و آخرة. چه جميع اجزا و قوا و اعضاى انسان، صور معانى و شئون مندمجه در احديت روحى ‏اند.

عطّار:

ذات جان را معنى بسيار هست
ليك تا نقد تو گردد كار هست‏

نقود غير متناهيه دارد، و الى الابد در ظهورات لا يتجلّى في صورة مرّتين است، و تمام اين صور غير متناهيه ظهورات آن معانى مندمجه در ذات روح است. از اينجا متفطّن مى‏ توان شد به آنچه فريد المحقّقين-  قدّس سرّه-  اشاره به آن فرموده در بيت مذكور.

همه جسم تو هم مى ‏دان كه معناست
كه جسم اينجا نمايد ز ان كه دنياست

‏رباعيات:

چون اصل اصول هست در نقطه جان
نقش دو جهان ز جان توان ديد عيان

‏هر چيز كه ديده‏اى تو پيدا و نهان‏
در ديده توست عيان نه در عين جهان‏

كردم ورق وجود تو با تو بيان
تا كى باشد در ورق سود و زيان‏

هر چيز كه در هر دو جهان است عيان‏
در جان تو هست تو برون شو ز ميان‏

اين جهان و آن جهان، در جان توست
تن ز جان و جان ز تن، پنهان توست‏

قال في الباب الخامس عشر و مأتين في معرفة اللطيفة و أسرارها: «اعلم-  أيّدنا اللّه و إيّاك بروح القدس-  أنّ أهل اللّه يطلقون لفظ اللطيفة على معنيين: يطلقونه و يريدون به حقيقة الانسان، و هو المعنى الذى البدن مركبه و محلّ تدبيره، و آلات تحصيل معلوماته المعنوية و الحسّية، و يطلقونه أيضا و يريدون به كلّ إشارة دقيقة المعنى يلوح«» في الفهم، لا تسعها العبارة، و هى من علوم الأذواق و الأحوال.

فهى تعلم و لا تنقال. لا تأخذها الحدود و إن كانت محدودة في نفس الأمر، و لكن ما يلزم من له حدّ و حقيقة في نفس الأمر أن يعبّر عنه، و هذا معنى قول أهل الفهم: «إنّ الامور منها تحدّ و منها لا تحدّ» أى يتعذّر العبارة عن إيضاح حقيقته و حدّه للسامع حتّى يفهمه، و علوم الأذواق من هذا القسم. و من الأسماء الإلهية اسم اللطيف، و من حكم هذا الاسم الإلهى ايصال أرزاق العباد، المحسوسة و المعنوية المقطوعة الأسباب من حيث لا يشعر بها المرزوق، و هو قوله تعالى: وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ. و من الاسم اللطف قوله-  عليه الصلاة و السلام-  في نعيم الجنّة: «فيها ما لا عين رأت، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر». كما تعلم أنّ الرزّاق هو اللّه على الإجمال، و لكن ما تعرف كيف اتّصال الرزق للمرزوق على التفصيل و التعيين«» الذى يعلمه الحقّ من اسمه اللطيف.

فإن علم، فمن حكم اسم آخر إلهى لا من الاسم اللطيف، و ليس إذ ذلك لطيفة، فلا بدّ من الجهل بالإيصال. و لهذا المعنى سمّيت حقيقة الإنسان لطيفة، لأنّها ظهرت بالنفخ عند تسوية البدن للتدبير من الروح المضاف إلى اللّه في قوله: فَإِذا فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ، و هو النفس الإلهى، و قد مضى بابه. فهو سرّ إلهى لطيف بنسبة إلى اللّه على الإجمال من غير تكييف.

فلمّا ظهر عينه بالنفخ عند التسوية، و كان ظهوره عن وجود لا عن عدم، فما حدث إلّا اضافة التولية إليه بتدبير هذا البدن، مثل ظهور الحرف عن نفس المتكلّم، و أعطى في هذا المركب الآلات الروحانية و الحسّية، لإدراك علوم لا يعرفها إلّا بوساطة هذه الآلات، و هذا من كونه لطيفا ايضا.

فإنّه في الإمكان العقلى، فيما يظهر لبعض العقلاء من المتكلّمين، أن يعرف ذلك الأمر من وساطة هذه الآلات، و هذا ضعف في النظر. فإنّا ما نعنى بالآلات إلّا المعاني القائمة بالمحلّ. فنحن«» نريد«» السمع و البصر و الشمّ، لا الاذن و العين و الأنف، و هو لا يدرك المسموع إلّا من كونه صاحب سمع، لا صاحب اذن، و كذلك لا يدرك المبصر إلّا لكونه صاحب بصر، لا صاحب حدقة و أجفان. فإذا أضافت هذه الآلات لا يصحّ ارتفاعها.

و ما بقى إلّا لما ذا ترجع حقائقها، هل ترجع لامور زائدة على عين اللطيفة أو ليست ترجع إلّا إلى عين اللطيفة و يختلف الأحكام فيها باختلاف المدركات، و العين واحدة. و هو مذهب المحقّقين من أهل الكشف و النظر الصحيح العقلى. فلمّا ظهر عين هذه اللطيفة التي هى حقيقة الإنسان، كان هذا أيضا عين تدبيرها لهذا البدن من باب اللطائف. لأنّه لا يعرف كيف ارتباط الحياة لهذا البدن بوجود هذا-  الروح اللطيف، بمشاركة ما تقتضيه الطبيعة فيه من وجود الحياة التي هى-  الروح الحيوانى، فظهر نوع اشتراك. فلا يدرك على الحقيقة هذه الحياة البدنية، هل هى لهذه اللطيفة الظاهرة عن النفخ الإلهى المخاطبة المكلّفة أو للطبيعة أو للمجموع إلّا أهل الكشف و الوجود، فإنّهم عارفون بذلك ذوقا. إذ قد علموا أنّه ما في العالم إلّا حىّ ناطق بتسبيح ربّه بلسان فصيح ينسب اليه، بحسب ما يقتضيه حقيقته عند أهل الكشف.

فأمّا ما عدا أهل الكشف، فلا يعلمون ذلك أصلا. فهم أهل الجماد و النبات و الحيوان، و لا يعلمون أنّ الكلّ حىّ، و لكن لا يشعرون كما لا يشعرون بحياة الشهداء المقتولين في سبيل اللّه، قال تعالى: وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ، يرزقون فرحين ثمّ إنّ تدبير هذه اللطيفة هذا البدن لبقاء الصحبة، لما اقتنته من المعارف و العلوم بصحبة هذا الهيكل، و لا سيّما أهل الهياكل المنوّرة، و هنا ينقسم أهل اللّه إلى قسمين: قسم يقول بالتجريد عند مفارقة هذا البدن، و انّها مكتسب من خلقها و علومها و معارفها احوالا، و هيئات يعلمون بها في عالم التجريد من أخوانها، فيطلب درجة الكمال، و هذا الصنف و إن كان من أهل اللّه فليس من أهل الكشف، بل الفكر عليه غالبا، فالنظر العقلى عليه الحاكم، و القسم الآخر من أهل اللّه-  و هم أهل الحقّ-  لا يبالون بالمفارقة متى كانت، لأنّهم في مزيد علم أبدا دائما، و أنّهم ملوك أهل تدبير لموادّ طبيعية أو عنصرية، دنيا و برزخا و آخرة.فهم المؤمنون القائلون بحشر الأجساد، و هؤلاء لهم الكشف الصحيح.

فإنّ اللطيفة الإلهية لم تظهر إلّا عن تدبير و تفصيل و هيكل مدبّر، هو اصل وجودها مدبّرة، فلا تنفكّ عن هذه الحقيقة. و من تحقّق ما يرى نفسه عليه في حال النوم في الرؤيا، يعرف ما قلناه. فإنّ اللّه ضرب ما يراه النائم في نومه مثلا، و ضرب اليقظة من ذلك النوم مثلا آخر للحشر.

و الأوّل ما يؤول إليه الميّت بعد مفارقة عالم الدنيا، و لكن أكثر الناس‏ لا يعلمون، يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ. فنحن في ارتقاء دائم، و مزيد علم دنيا و آخرة و برزخا، و الآلات مصاحبة لا تنفكّ في هذه المنازل و المواطن و الحالات عن هذه اللطيفة الإنسانية.

ثمّ إنّ الشقاء لهذه اللطيفة أمر عارض، يعرض لها كما يعرض المرض في الدنيا لها، لفساد هذه الاخلاط بزيادة أو نقص. فإذا زيد في الناقص أو نقص من الزائد و حصل الاعتدال، زال المرض و ظهرت الصحّة.

كذلك ما يطرأ عليها في الآخرة من الشقاء، ثمّ المآل إلى السعادة، و هى استقامه النشأة في أىّ دار كان من جنّة أو نار. إذ قد ثبت أنّه لكلّ واحدة من الدارين ملؤها. فاللّه يجعلنا ممّن حفظت عليه صحّة مزاج معارفه و علومه و هذا طرف من حقيقة مسمّى اللطيفة الإنسانية، بل كلّ موجود من الأجسام له لطيفة روحانية إلهية تنظر إليه من حيث صورته لا بدّ من ذلك، و فساد الصورة و الهيئة موت حيث كان.» و قال في الفصل الثالث و الأربعين في الاعادة من الباب الثامن و التسعين و مائة في معرفة النفس-  بفتح الفاء- : «الإعادة تكرار الأمثال و العين«» في الوجود. و ذلك جائز، و ليس بواقع. أعنى تكرار العين للإتّساع الإلهى، و لكن الإنسان في لبس من خلق جديد، فهى أمثال يعسر الفصل فيها لقوّة الشبه. فالإعادة انّما هى في الحكم مثل السلطان يولّى واليا، ثمّ يعزله، ثمّ يولّيه بعد عزله، فالإعادة في الولاية، و الولاية نسبة لا عين وجودى. ألا ترى الإعادة يوم القيامة إنّما هى في التدبير.

فإنّ النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قد ميّز بين نشأة الدنيا و نشأة الآخرة، و الروح المدّبر لنشأة الدنيا عاد إلى تدبير النشأة الآخرة، فهى إعادة حكم و نسبة، لا إعادة عين فقدت ثمّ وجدت، و أين مزاج من يبول و يغوط«» و يتمخّط من مزاج من لا يبول و لا يغوط و لا يتمخّط.

و الأعيان التي هى الجواهر ما فقدت من الوجود حتّى يعاد إليه، بل لم يزل«» موجودة العين، و لا إعادة في الوجود لموجود، فإنّه موجود، و إنّما هيئات و امتزاجات نسبية.

و أمّا قولنا بالجواز في الإعادة في الهيئة و المزاج الذى ذهب، فلقوله: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ و ما شاء. فإنّ المخبر عن اللّه فرّق بين نشأة الدنيا و نشأة الاخرى، و فرّق بين نشأة الدنيا و نشأة الاخرى، و فرّق بين نشأة اهل السعادة و نشأة اهل الشقاء.» اعلم-  علّمك اللّه تعالى و إيّانا-  كه دار وجود واحد است، و انقسام او به دنيا و آخرت نسبت با تو است. از براى آنكه آن دو صفت است از صفات نشئه انسانيت.

عطّار:

دو عالم در تو پيدا كرد بنگر
وصالش يافتى از وصل برخور

سراسر در تو پيدا مى‏ندانى
‏كه بى شك اين جهان و آن جهانى‏

«و الّذى نفس محمّد بيده، إنّ الجنّة و النّار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله.»

شعر:

بهشت و دوزخت با توست در باطن نگر با تو
سقرها در جگر يابى جنانها در جنان بينى‏

چه حجب طبيعت و غشاوت هوى، ديده دل را از ادراك آن كور مى‏دارد وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ. چون به انقضاى شب عمر، صبح قيامت صغرى بدمد، هر چه نقد باطن او بود ظاهر گردد، و هر چه در دنيا از وى صادر شده باشد باز بيند: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.

شعر:

به وقت صبح شود همچو روز معلومت
كه با كه باخته‏اى عشق در شب ديجور

إن كان ريعك شوكا أنت زارعه
أو كان نسجك خزّا أنت عازله

‏اگر بار خار است خود كشته‏اى
و گر پرنيان است خود رشته‏اى‏

شيخ سعيد الدين فرغانى«» در شرح قصيده تائيه آورده، در بيان تحقّق تجسّد اعمال و اقوال در نشئه برزخى و جنانى و جحيمى: «بدان وفّقك كه همچنان كه افلاك و كواكب، صور و مظاهر حقايق و اسماى الهى‏اند، و تشكّلات و اتّصالات ايشان، مظاهر توجّهات و اجتماعات حقايق و اسماءاند، و از اين حيثيت در اين عالم مؤثّرند، و صور و نتايج آن تشكّلات و اتّصالات علويات در اين نشئه دنيويه به صور امزجه و اشخاص و اقوال و اعمال و احوال ايشان متشخّص و متجسّد مى ‏شوند، همچنين قوا و اعضاى صورت انسانى كه مجمل همه عالم است، مظاهر و صور حقايق و اسماى الهيه‏اند، و تشكّلات و اتّصالات صور انسانيه به بركت اقوال و اعمال عبارت از آن است، هم مظاهر و توجّهات حقايق و اسماء است. لا جرم همچنان كه صور و نتايج تشكّلات و اتّصالات فلكى اگر چه اعراضند، اينجا ظاهر و متجسّد مى ‏گردند، همچنين صور اقوال و اعمال انسانى هر چند اعراضند، امّا در افلاك و اطباق متجسّد مى ‏گردند. و جمله صور برزخيه و حشريه و جنانيه و غير آن هيئات متجسّده ‏اند كه نفوس ايشان در برزخ به آن صور متجسّده متعلّق مى ‏شود، و نعمت و نقمت ايشان در برزخ از حيثيت آن صور به ايشان مى ‏رسد. امّا هر فعلى و عملى و قولى كه به قصدى و نيّتى صحيح مقرون باشد، به حسب قوّت نسبت آن نيّت به وحدت و اخلاص، هر آينه تجسّد او در فلكى عالى ‏تر صورت مى ‏بندد، تا اگر حكم وحدت و اخلاص بر قولى و عملى غالب آيد به حكم: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ، آن به كلّى به عالم وحدت مرتفع شود، و در اين افلاك هيچ صورت نپذيرد.

و إليه الإشارة بقوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «ما قال عبد لا إله إلّا اللّه مخلصا من قلبه، إلّا فتحت له أبواب السّماوات حتّى يفضى إلى العرش». و امّا هر فعلى و قولى كه از نيّت صحيح خالى باشد، تا به يكبارگى هباء منثورا شود، يا از اين عالم خاك و آب و هوا تجاوز نكند، و در نشئات آخرت منضمّ با صورت جسمانيش مصوّر گردد، و در جسمش افزوده موجب شدّت عذاب گردد. أعاذنا اللّه من ذلك و الإشارة بقوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ غلظ جلد الكافر اثنين و أربعين ذراعا، و إنّ ضرسه مثل احد، و إنّ مجلسه في جهنّم ما بين مكّة إلى المدينة.» و امّا اقوال و اعمال كه مقرون به قصد و نيّت صحيح باشد، در بهشت تصوّر حدائق و اشجار و ثمار و انهار و حور و قصور متجسّد مى ‏شود، و الدليل عليه: قوله تعالى: وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏ ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى، و قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، و شكّى نيست كه سعى و عمل‏ عرضند، و العرض لا يبقى زمانين، پس چگونه مرئى مى ‏شود و نصّ صريح دلالت بر رؤيت عين سعى و عمل مى ‏كند پس اين رؤيت جز به طريق تجسّد نتواند بود، و قوله-  صلّى اللّه عليه و آله- : «لقيت ليلة اسرى بى إبراهيم-  عليه السلام-  فقال: يا محمّد اقرأ امّتك منّى السّلام، و أخبرهم أنّ الجنّة طيّبة التّربة، عذبة الماء، و أنّها قيعان، و أنّ غراسها سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر.»

عطّار:

بهشت از نور تو زينت پذيرد
كه بى اعمال تو زينت نگيرد

در و ديوار جنّت از حيات است
‏زمين و آسمان او نجات است

‏درختش صدق و اخلاص است تقوا
همه بار درخت اسرار معنا

وضو اينجا وضو آن جايگه نور
ثمار اينجا ثمار آن جايگه حور

و در حديث صحيح است كه «يأتي البقرة و آل عمران كأنّهما غمامتان أو غيابتان، يحاجّان عن صاحبهما»، الحديث.

اعلم-  أسعدك اللّه-  كه چون محقّق و مبيّن گشت در كلام سابق كه روح يكى است و نشئات و مظاهر او بسيار، ببايد دانست كه ارواح انسانى را بعد از موطن «الست» نشئات و مواطن بى‏ شمار است. بعضى ارواح سعدا مخصوص است، و بعضى هم سعدا و هم اشقيا در آن مشتركند.

اوّل: نشئه حسّى است كه آن را دنيا مى ‏خوانند، و هى التي نحن فيها الآن، و حكم اين نشئه از زمان ولادت بود تا وقت مرگ.

دوم: نشئه برزخى است، و حكم اين نشئه از زمان مفارقت بدن بود تا وقت‏ حشر. قال تعالى: وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ. و در احكام اين نشئه، عجايب بسيار است، انموذجى از آن صاحب فطنت سليم را از احكام منامات و علم تعبير معلوم گردد. چه خواب آيينه سرّ فنا و تجريد است، و محاكى احوال آخرت «كما تنامون تموتون، و كما تستيقظون تبعثون». چه به واسطه خواب اندك ما به تجرّدى از علايق عالم محسوس كه او را حاصل آيد، هر آينه معقولات را در كسوت ممثّلات مشاهده مى ‏كند.

پس چون به مرگ علاقه به تمام منقطع شود، همه احوال و اعمال و اخلاق خود را آنجا مشخّص باز بيند به صور مناسب، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً .

شعر:

باش تا روى بند بگشايند
باش تا با تو در حديث آيند

تا كيان را گرفته‏اى در بر
تا كيان را نشانده‏اى بر در

روى في شهاب الأخبار عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «من قتل عصفورا عبثا، جاء يوم القيامة و له صراخ عند العرش يقول: يا ربّ، سل هذا فبم قتلنى من غير منفعة». قال اللّه تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ. آن عالمى است كه در آنجا ظاهر باطن شود و باطن ظاهر. هر صفت كه در دنيا بر آدمى غالب بوده باشد، آن صفت در آن عالم به صورتى مناسب آن پيدا شود. مثلا اگر مخنّث جاه بود، به صورت پلنگى ظاهر گردد، و اگر قوّه شهوت غالب باشد، به صورت سگ، و اگر قوّه غضب، به صورت خوك‏

آنچش امروز زير پوش نمود
آن، زبر پوش حشر خواهد بود

يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى‏ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ.

گلشن:

هر آنچ آن هست بالقوّه در اين دار
به فعل آيد در آن عالم به يك بار

همه افعال و اقوال مدّخر
هويدا گردد اندر روز محشر

چو عريان گردى از پيراهن تن
شود عيب و هنر يكباره روشن‏

تنت باشد و ليكن بى ‏كدورت‏
كه بنمايد از او چون آب صورت‏

همه پيدا شود آنجا ضماير
فرو خوان آيه «تُبْلَى السَّرَائِر»

دگر باره به وفق عالم خاص‏
شود اخلاق تو اجسام و اشخاص‏

چنان كز قوّه عنصر در اينجا
مواليد سه گانه«» گشت پيدا

همه اخلاق تو در عالم جان‏
گهى انوار گردد گاه نيران«»

نماند مرگ تن در دار حيوان
به يكرنگى برآيد قالب و جان‏

قال الشيخ في نقش الفصوص: «كان الإنسان مختصرا من الحضرة الإلهية.» يعنى مجموعه‏اى است كه در اوست جميع حقايق اسماى الهيه. «و لذلك خصّه بالصورة، فقال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «خلق اللّه آدم على صورته»، و جعله اللّه العين المقصودة و الغاية المطلوبة من العالم كالنفس الناطقة من الشخص الإنساني.»

گلشن:

جهان چون توست يك شخص معيّن
تو او را گشته چون جان او تو را تن‏

«و لهذا يخرّب الدنيا بزواله،» يعنى از اين جهت كه انسان كامل نسبت با عالم‏ همچون نفس ناطقه است، از شخص انسانى خراب مى ‏گردد دنيا به انعدام انسان كامل در دنيا و انتقال او به آخرت، همچنان چه خراب مى ‏شود بدن به انقطاع تعلّق نفس ناطقه از او، تعلّق تدبير و تصرّف لايق به نشئه دنيويه. «و تنتقل العمارة إلى الآخرة من أجله.» و منتقل مى ‏شود عمارت به آخرت به سبب انتقال انسان كامل به آخرت، همچنان چه منتقل مى ‏شود عمارت به بدن مكتسب نفس ناطقه بعد از انقطاع تعلّق او از بدن عنصرى على رأى، يا آنكه تدبير و تصرّف بگرداند او را لايق حشر موعود.

«و هذه مسألة دقيقة كلّت عن دركها الأفهام، و حارت فيها العقول و الأوهام، فليس إلّا للكشف الصرف المحمّدى فيها قدم-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- ».

قال في فكّ فصّ الشعيبى:«» «لمّا كان القلب منبع التشعّب كما ذكرت لك، تنبعث منه الحياة الحيوانية و تسرى في جميع الأقطار. و أمّا قلب جملة الصورة الوجودية: فالإنسان الكامل الحقيقى برزخ الوجوب و الإمكان، و المرآة الجامعة بالذات و المرتبة من صفات القدم و أحكامه، و كذلك الحدثان، و لهذا جعل محلّ خلافته الأرض التي هى مركز الدائرة الوجودية، و لمقامها المعنوى المحجوب الآن بصورتها، رتبة البدنية في انبعاث النفس الرحمانى ليكون«» النشأة الكلّية الوجودية، فناسب من هذه الوجه الإنسان الحقيقى النازل فبها بالخلاقة، لأنّه الأوّل بالرتبة و المنزلة و إن كان آخرا بالصورة، فهو الواسطة بين الحقّ و الخلق، و به و من مرتبته يصل فيض الحقّ و المدد الذى هو سبب بقاء ما سوى الحقّ إلى العالم كلّه علوا و سفلا، و لولاه من حيث برزخية التي لا تغاير الطرفين، لم يقبل شي‏ء من العالم المدد الإلهى الوحدانى لعدم المناسبة و الارتباط و لم يصل إليه، فكان يفنى و أنّه عمد السماوات.

و لهذا السرّ برحلته من مركز الأرض التي هى صورة حضرة الجميع و أحديّته و منزل خلافة الإلهية إلى الكرسى الكريم و العرش المجيد المحيطين بالسماوات و الارض ينخرم نظامها، فتبدّل الأرض غير الارض و السماوات، و لهذا نبّه أيضا عليه على ما ذكرنا بقوله:«» «لا تقوم السّاعة و في الأرض من يقول: اللّه، اللّه.» و أكّده بالتكرار يريد: «و في الأرض من يقول: اللّه» قولا حقيقيا، إذ لو أراد «من يقول كلمة اللّه» لم يؤكّد بالتكرار، و لا شكّ أنّه لا يذكر اللّه ذكرا حقيقيا، و خصوصها بهذا الاسم الجامع الأعظم المنعوت بجميع الأسماء، إلّا الذى يعرف الحقّ المعرفة التامّة، و أتمّ الخلق معرفة باللّه في كلّ عصر خليفة اللّه، و هو كامل ذلك العصر، فكأنّه يقول-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : لا تقوم الساعة و في الأرض انسان كامل، و هو المشار إليه بأنّه العمد المعنوى الماسك، و إن شئت فقل: الممسوك لأجله. فإذا انتقل، إنشقّت السماء و كوّرت الشمس و انكدرت النجوم و انتشرت، و سيّرت الجبال و زلزلت الأرض و جاءت القيامة.

و لو لا ثبوته من حيث مظهريته في الجنّة التي محلّها الكرسى و العرش المجيد، لكان الحال فيهما كالحال في الأرض و السماوات.

و إنّما قيدت ثبوته من حيث مظهريته من أجل ما اطّلعنى اللّه عليه من أنّ الجنة لا يسع انسانا كاملا، و إنّما يكون منه في الجنّة ما تناسب الجنّة، و في كلّ عالم ما يناسب ذلك العالم، و ما يستدعيه ذلك العالم من الحقّ من حيث ما في ذلك العالم من الإنسان. بل أقول: و لو خليت«» جهنّم منه لم تبق، و به امتلأت و إليه الإشارة بقدم الجبّار المذكور في الحديث عند قوله-  عليه السلام- :«» «إنّ جهنّم لا يزال تقول: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ«» حتّى يضع الجبّار فيها قدمه، فإذا وضع الجبّار فيها قدمه ينزوي بعضها من بعض و تقول: قطّ قطّ» أى حسبى حسبى.

و اجتزت«» من جانب الحقّ أنّ القدم الموضوع في جهنّم هو الباقى في هذا العالم من صور الكمّل، ممّا لم يصحبهم في النشأة الجنانية، و كنّى عن ذلك الباقى بالقدم، للمناسبة الشريفة اللطيفة، فإنّ القدم من الإنسان آخر أعضاء صورته، فكذلك نفس صورته العنصرية آخر أعضاء مطلق الصورة الإنسانية، لأنّ صورة العالم بأجمعها كالأعضاء لمطلق صورة الحقيقة الإنسانية، و هذه النشأة آخر صورة ظهرت بها الحقيقة الإنسانية، و بها قامت الصور كلّها التي قلت إنّها كالأعضاء.» قال في شرح نقش الفصوص: «ما دام كه انسان كامل در دنيا بود، عالم محفوظ و خزاين الهى مضبوط باشد، و چون از اين عالم منتقل شود به آن عالم، و از دنيا مفارقت كند، و مقيم دار آخرت گردد، و در افراد انسانى كسى نباشد كه متّصف به كمالات الهيه شود، يا قائم مقام او گردد و خداى تعالى او را خزينه‏دار خزائن خود سازد، هر چه در خزائن دنيا باشد از كمالات و معانى با آن كامل از خزينه بيرون برند، و اين بعض دنيوى لاحق گردد به آنچه در خزاين اخروى است، و كار خزانه‏دارى و خلافت به آخرت افتد.» قال سعيد الدين الفرغانى: «التجلّيات الإلهية لأهل الآخرة إنّما هى بواسطة الكامل كما في الدنيا، و المعاني المفصّلة لأهلها متفرّعة من مرتبته و مقام جمعه أبدا كما تفرع منه أزلا، و ما للكامل من الكمالات في الآخرة لا يقاس على ما له من الكمالات في الدنيا، إذ لا قياس لنعم الآخرة على نعم الدنيا، و قد جاء في الخبر الصحيح: «إنّ الرّحمة مائة جزء: جزء منها لأهل الدّنيا، و تسعة و تسعون لأهل الآخرة.

»«» و اعلم أنّ دار الوجود واحدة، و انقسامها إلى الدنيا و الآخرة بالنسبة إليك، لأنّهما صفتان للنشأة الإنسانية. فأدنى نشأته الوجودية العينية النشأة العنصرية، فهى الدنيا لدناءتها بالنسبة إلى نشأته النورية الإلهية، أو لدنوّها عن فهم الإنسان الحيوان، و لمّا كانت النشأة الإنسانية الكلّية في الدنيا نشأتين: تفصيلية فرقانية و نشأة أحدية جمعية قرآنية، و هذه النشأة الدنيوية كثيفة، و صورتها مقيّدة سخيفة من مادّة جامعة بين النور و الظلمة، و النفس الناطقة المتعلّقة بها من بعض قواها القوّة العملية، و هى ذاتية لها، و بها يعمل اللّه سبحانه لأجلها في كلّ نشأة و موطن صورة هيكلية تنزل معانيها فيها، و يظهر قواها و خصائصها و حقائقها بها، و كانت هذه النشأة الجامعة بين النور و الظلمة لا تقتضى الدوام، بل لا بدّ لها من الانخرام و الانصرام لكونها حاصلة من عناصر مختلفة متباينة متضادّة يقضى بحقائقها الانفكاك. و كون قوى مزاجها العنصرى غير وافية بجميع ما في النفس من الحقائق و الدقائق. فإنّ في النفس ما لا يظهر بهذه النشأة العنصرية مثل ما يظهر بنشأتها الروحانية النورانية، و قد حصل لها بحمد اللّه-  سبحانه-  في مدّة عمرها التي كانت تعمر أرض جسدها من الأخلاق الفاضلة و الملكات الكاملة و العلوم و الأعمال الصالحة الحاصلة، كمال فعلىّ لما صارتها جميع ما كان بالقوّة بالفعل.

فينشى‏ء اللّه سبحانه للنفس بالقوّة العملية إذا خرجت عن الدنيا، صورة اخروية روحانية ملائمة لها في جميع أفاعيلها و خصائصها، من مادّة روحانية حاصلة لها من تلك الأخلاق و الملكات و العلوم و الأعمال. فيظهر بحقائقها و خصائصها و آثارها في تلك الصورة، ظهورا يقتضى الدوام إلى الأبد. لأنّ مادّتها روحانية وحدانية نورية، فاقتضت تلك النشأة الروحانية الدوام و البقاء، لرسوخ حقائقها و اصولها الروحانية في جوهر الروح، و دوام التجلّى النفسى الإلهى فيها. فإذا انتقل الأمر إلى الآخرة، فظهرت النفوس و الأرواح الإنسانية في صورها الروحانية البرزخية و المثالية و الحشرية، و غلبت الروحية على الصور، و النورية على الظلمة، و أخبرنّ الحقّ الأسرار و الأنوار و الحقائق في تلك الصور الاخروية، كان الإنسان بأحدية جمعه ختما على تلك النشأة الاخروية، حافظا لها إلى الأبد. فافهم» فيض و قبول فيض دائمى است. هر قابلى كه به صفت وجود متّصف شد، واجب الوجود گشت به وجود حقّ دائم. پس عدم بر او طارى نشود، امّا تعيّنات و ظهورات و نشئات بر او طارى مى ‏شود، و اين مخالف آيه كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ نيست. زيرا كه متعلّق فنا تعيّن شخص است نه متعيّن. پس وجود متعيّن بعد از زوال تعيّنى ظهور مى‏كند در تعيّنى ديگر، اعمّ از آنكه برزخى بود يا حشرى يا جنانى يا جهنّمى، و اين تجلّيات و ظهورات باقى است ابد الآبدين، و قابل و مقبول هر دو باقى و دائم بالحقّ الدائم الباقى. الممكنات كلّها شئون الحقّ في غيب ذاته و أسمائه، و وقع اسم الغير عليها بواسطة التعيّن و الاحتياج إلى من يوجدها في العين، و بعد الإتّصاف بالوجود العينى صار واجبا بالغير لا ينعدم أبدا، بل يتغيّر و يتبدّل بحسب عوالمه و طريان الصور عليه. قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّكم خلقتم للأبد، و إنّما تنقلون من دار إلى دار.»

شعر:

اندر آن بقعه ز اهل نفس و نفس
مرگ ميرد دگر نميرد كس‏

خلق الناس للبقاء فضّلت
امّة تحسبونها للنّفاد

إنّما ينقلون من دار أعمال
‏إلى دار شقوة أو رشاد

عن ابن عبّاس-  رضى اللّه عنهما-  قال: تلا رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  هذه الآية: وَ لَمَّا جاءَ مُوسى‏«»، فقال: «قال اللّه تعالى: يا موسى، إنّه لا يراني حقّ إلّا مات، و لا يابس إلّا تدهده، و لا رطب إلّا تفرّق، إنّما يراني أهل الجنّة الّذين لا تموت أعينهم و لا تبلى أجسامهم.» و قال في الباب الخامس و السبعين و ثلاثمائة من الفتوحات في معرفة يضاهى الخيالى و عالم الحقائق و الامتزاج و هو من الحضرة المحمّدية: «اعلم-  أيّدك اللّه-  أنّ رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قال: «مولى القوم‏ منهم»، و الخيال من موالى النفس الناطقة، فهى منها بمنزلة المولى من السيّد.» «اعلم أنّ القوّة الخيالية التي في نشأة الإنسان من كونه، نسخة من العالم بالنسبة إلى عالم المثال المطلق، كالجزء بالنسبة إلى الكلّ، و كالجدول بالنسبة إلى النهر الذى هو مشرعه، و لمّا كان طرف الجدول الذى يلي النهر متّصل به، كذلك عالم خيال الإنسان من حيث طرفه الأعلى متّصل بعالم المثال.

لكنّ الناس في ذلك من وجه على قسمين: قسم لا يعرفون ذلك الارتباط، و لا يشعرون به، و لا يستشرفون عليه، و هم جمهور الناس، و قسم-  و هم أهل القلوب-  يعلمونه،«» و يستشرفون و يسوقون إليه، بل يتعدّونه إلى عالم الأرواح، و ما فوقه.» كذا قال المحقّق القونوى في شرح الحديث. و قال صاحب الفتوحات في الرسالة السلوك إلى اللّه: «اعلم أنّ النبوّة و الولاية يشتركان في ثلاثة أشياء: الواحد في العلم من غير تعلّم كسبى، و الثاني في الفعل بالهمّة فيما جرت العادة أن لا تفعل إلّا بالجسم، و الثالث في رؤية عالم الخيال في الحسّ.» «و للمولى في السيّد نوع من أنواع التحكّم من أجل المليكة. فإنّه به و بأمثاله من الموالى يصحّ كون السيّد مالكا و ملكا. فلمّا لم يصحّ للسيّد هذه المنزلة إلّا بالمولى، كان له بذلك يد هى التي تعطيه بعض التحكّم في السيّد، و ما له فيه من التحكّم إلّا أنّه يصوّرها في أى صورة شاء، و إن كانت النفس على صورة في نفسها، و لكن لا تتركها هذا الخيال عند المتخيّل إلّا على حسب ما يريده من الصورة في تخيّله، و ليس للخيال قوّة يخرجه عن درجة المحسوسات، لأنّها ما تولّد و لا ظهر عينه إلّا من الحسّ.

فكلّ تصرّف يتصرّفه في المعدومات و الموجودات، و ما له«» عين في الوجود أو لا عين له، فإنّه يصوّره في صورة محسوس له عين في الوجود، و لكن اجزاء تلك الصورة كلّها أجزاء وجودية محسوسة لا يمكن له أن يصوّرها إلّا على هذا الحدّ. فقد جمع الخيال بين الإطلاق العامّ الذى لا إطلاق يشبهه، فإنّ له التصرّف العامّ في الواجب و المحال و الجائز، و ما ثمّ من له حكم هذا الإطلاق. و هذا هو تصرّف الحقّ في المعلومات بواسطة هذه القوّة، كما أنّ له التقييد الخاصّ المنحصر. فلا يقدر أن تصوّر«» أمرا من الامور إلّا في صورة حسّية-  كانت موجودة تلك الصور المحسوسة  أو لم يكن-  لكن لا بدّ من أجزاء الصورة المتخيّلة أن يكون كلّها-  كما ذكرنا-  موجودة في المحسوسات، أى قد أخذها من الحسّ حين أدركها متفرّقة، لكن المجموع قد لا يكون في الوجود.

و اعلم أنّ الحقّ لم يزل في الدنيا متجلّيا للقلوب دائما، فيتنوّع«» الخواطر فيها التجلّية و إن تنوّع الخواطر في الإنسان على التجلّى الإلهى، من حيث لا يشعر بذلك إلّا أهل اللّه، كما أنّهم يعلمون أنّ اختلاف الصور الظاهرة في الدنيا و الآخرة، في جميع الموجودات كلّها غير متنوّع، فهو الظاهر، إذ هو عين كلّ شي‏ء، و في الآخرة يكون باطن الإنسان ثابتا، فإنّه عين ظاهر صورته في الدنيا، و التبدّل فيه خفى، و هو خلقه الجديد في كلّ زمان الذى هم فيه في لبس، و في الآخرة يكون ظاهره مثل باطنه في الدنيا، و يكون التجلّى الإلهى دائما بالفعل، فيتنوّع ظاهره في الآخرة كما يتنوّع باطنه في الدنيا، في الصور التي يكون فيها التجلّى الإلهى، منصبغ بها انصباغا.فذلك هو التضاهى الإلهى الخيالى، غير أنّه في الآخرة ظاهر و في الدنيا باطن.

فحكم الخيال مستصحبة«» للانسان في الآخرة، و للحقّ،«» و ذلك هو المعبّر عنها بالشأن الذى هو فيه الحقّ من قوله: يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ«»، فلم يزل و لا يزال. و إنّما سمّى ذلك خيالا، لأنّا نعرف أنّ ذلك راجع إلى الناظر، لا إلى الشي‏ء في نفسه، ثابت على حقيقته لا يتبدّل،«» لأنّ الحقائق لا تتبدّل. و يظهر«» إلى الناظر في صور متنوّعة، و ذلك التنوّع حقيقة أيضا لا تتبدّل عن تنوّعها. فلا فعل الثبوت على صورة واحدة، بل حقيقتها الثبوت على التنوّع. فكلّ ظاهر في العالم صورة ممثّلة كيانية مضاهية للصورة الإلهية، لأنّه لا يتجلّى للعالم إلّا بما يناسب العالم في عين جوهر ثابت، كما أنّ الإنسان من حيث جوهره ثابت أيضا. فترى الثابت بالثابت، و هو الغيب منك و منه، و ترى الظاهرة بالظاهر، و هو المشهود و الشاهد و الشهادة منك و منه. فكذا تدركه، و كذا تدرك ذاتك، غير أنّك معروف في كلّ صورة أنّك أنت لا غيرك. كما نعلم  أنّ زيدا في تنوّعه في كيفياته: من خجل و وجل، و مرض و عافية، و رضى و غضب، و كلّ ما يتقلّب فيه من الأحوال، أنّه زيد لا غيره، و كذلك الأمر فنقول: قد تغيّر فلان من حال إلى حال، و من صورة إلى صورة. و لو لا ما هو الامر على هذا، لكان إذا تتبدّل الحال عليه لم نعرفه و قلنا بعدمه.فعلمنا أنّ ثمّ عينين-  كما قال تعالى- : أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ«» فعين يدرك به من يحوّل، و عين يدرك به التحوّل. و هما طريقان مختلفان، قد أبانهما اللّه لذى عينين، و هو قوله: وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ أى بيّنّا له الطريقين كما

قال الشاعر:

نجدا على أنّه طريق
تقطعه للظباعيون‏

فجعل قطع الطريق للعيون، فكلّ عين لها طريق. فاعلم من رأيت و ما رأيت، و لهذا صحّ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى . فالعين التي أدركت بها أنّ الرمى لمحمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  فتعلم أنّ لك عينين-  إن كنت صاحب علم-  فتعلم قطعا أنّ الرامى هو اللّه في صورة محمّدية جسدية، و ليس التمثّل و التخيّل غير هذا. فاللّه قد نبّهك، و أنت لا تنتبه و هذه هى الآيات التي جعلها اللّه لقوم يعقلون عنه، و يتفكّرون فيها، و لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ (ينقلب) أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ (لما قيل له و عرف به) وَ هُوَ شَهِيدٌ لتقلّبه في نفسه، معلّم أنّ الأمر كذلك، هؤلاء هم أولو الألباب. فإنّ اللبّ بحجّته صورة القشر. فلا يعلم بعلم اللبّ إلّا من علم أنّ ثمّ لبّا، و لو لا ذلك ما كثر القشر.» و الحمد للّه أوّلا و آخرا.

خاتمة باب المعاد فيما روى عليه السلام عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  في مواقف القيامة:

أورده صاحب الفتوحات المكّية رواية عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنت جالسا عند علىّ بن ابى طالب و عنده عبد اللّه ابن عبّاس و حوله عدّة من أصحاب رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  فقال علىّ: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ في القيامة لخمسين موقفا، كلّ موقف منها ألف سنة» إلى آخر الحديث، رواه باسناده في أثناء الباب الرابع و الستّين من الفتوحات: «في معرفة القيامة و منازلها و كيفية البعث.

شعر:

يوم المعارج من خمسين ألف سنة
يطير عن كلّ نوّام به و سنه

‏و الأرض، من حذر عليه ساهرة
لا تأخذنها، لما يقضى إلاله، سنة

فكن غريبا و لا تركن لطائفة
من الخوارج أهل الألسن السنة

و إن رأيت امرأ يسعى لمفسدة
فخذ على يده تجزى به حسنة

و لتعتصم، حذرا، بالكهف، من رجل
تريك فتنته يوما كمثل سنة

قد مدّ خطوته في غير طاعته‏
و لم يزل في هواه خالعا رسنه

اعلم أنّه إنّما سمّى هذا اليوم يوم القيامة، لقيام الناس فيه من قبورهم، لربّهم«» في النشأة الآخرة التي ذكرناها في «البرزخ» في الباب الذى قبل هذا الباب، و لقيامهم إذا جاء الحقّ للفصل و القضاء، و الملك صفّا صفّا. قال اللّه تعالى: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ أى لأجل ربّ العالمين حين يأتي. و جاء بالاسم «الربّ» إذا كان الربّ المالك، فله صفة القهر و له صفة الرحمة. و لم يأت بالاسم «الرحمن» لأنّه لا بدّ من الغضب في ذلك اليوم كما سيرد في هذا الباب، و لا بدّ من الحساب، و الإتيان بجهنّم و الموازين. و هذه كلّها ليست من صفات الرحمة المطلقة التي يطلبها الاسم «الرحمن». غير أنّه-  سبحانه-  أتى باسم إلهى يكون الرحمة فيه أغلب، و هو الاسم «الربّ»، فإنّه من الإصلاح و التربية. فيقوّى ما في المالك و السيّد من فضل الرحمة، على ما فيه من صفة القهر: «فتسبق رحمته غضبه»، يكثر التجاوز عن سيّئات أكثر الناس.

فأوّل ما أقول و ابيّن، ما قال اللّه في ذلك اليوم: من امتداد الأرض، و قبض السماء و سقوطها على الأرض، و مجي‏ء الملائكة، و مجي‏ء الربّ في ذلك اليوم، و أين يكون الخلق حين تمدّ الأرض، و تبدّل صورتها، و مجي‏ء جهنّم، و ما يكون من شأنها ثمّ أسوق حديث مواقف القيامة في «خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» و حديث الشفاعة.

اعلم-  يا أخى-  أنّ الناس إذا قاموا من قبورهم-  على ما سنورده إن شاء اللّه تعالى-  و أراد اللّه أن تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ، و تمدّ الأرض بإذن اللّه، و يكون الخير دون «الظلمة»، فيكون الخلق عليه عند ما يبدّل اللّه الأرض كيف يشاء، إمّا بالصورة، و إمّا بأرض اخرى ما يتمّ عليها، تسمّى «الساهرة»، فيمدّها سبحانه مدّ الأديم يقول تعالى: وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ، و يزيد في سعتها ما شاء، أضعافا ما كانت: من إحدى و عشرين جزءا، إلى تسعة و تسعين جزءا، حتّى لا تَرى‏ فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً.

ثمّ إنّه-  سبحانه-  يقبض السماء إليه فيطويها بيمينه يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ«»، ثمّ يرميها على الأرض الذى مدّها واهية، و هو قوله: وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ«». و يردّ الخلق إلى الأرض التي مدّها، فيقفون منتظرين ما يصنع اللّه بهم. فإذا وهت السماء نزلت ملائكتها على أرجائها، فيرون أهل الأرض خلقا عظيما، أضعاف ما هم عليه عددا. فيتخيّلون أنّ اللّه نزل فيهم لما يرون من عظيم المملكة، ممّا لم يشاهدوه من قبل. فيقولون: «أ فيكم ربّنا» فيقول الملائكة: «سبحان ربّنا ليس فينا و هو آت». فتصطفّ الملائكة صفّا مستديرا على نواحى الأرض، محيطين بعالم الجنّ و الإنس، و هؤلاء هم عمّار سماء الدنيا.

ثمّ ينزّل أهل السماء الثانية، بعد ما يقبضها اللّه ايضا، و يرمى بكوكبها في النار، و هو المسمّى «كاتبا». و هو«» أكثر عددا من السماء الاولى. فيقول الخلائق: «أ فيكم ربّنا» ففزع الملائكة من قولهم، فيقولون: «سبحان ربّنا ليس فينا و هو آت».فيفعلون فعل الأوّلين من الملائكة: يصطفّون خلفهم صفّا ثانيا مستديرا.

ثمّ ينزّل أهل السماء الثالثة، و يرمى بكوكبها المسمّى «زهرة» في النار، و يقبضها اللّه بيمينه. فيقول الخلائق «أ فيكم ربّنا» فيقول الملائكة: «سبحان ربّنا ليس هو فينا و هو آت». فلا يزال الأمر هكذا سماء بعد سماء، حتّى ينزل أهل السماء السابعة. فيرون خلقا أكثر من جميع من نزل. فيقول الخلائق: «أ فيكم ربّنا» فيقول الملائكة: سُبْحانَ رَبِّنا قَدْ جَاءَ رَبُّنَا وَ إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا.

فيأتى اللّه في ظلل من الغمام و الملائكة، و على المجنّبة اليسرى جهنّم. فيكون إتيانه إتيان الملك. فإنّه يقول: «ملك يوم الدين» و هو ذلك اليوم، فسمّى بالملك، و يصطفّ الملائكة سبعة صفوف، محيطة بالخلائق. فإذا أبصر الناس جهنّم «لها فوران و تغيّظ» على الجبابرة المتكبّرين. فيفرّون الخلق بأجمعهم منها، لعظم ما يرونه، خوفا و فزعا و هو «الفزع الأكبر» إلّا الطائفة التي لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. فهم الآمنون مع النبيّين على أنفسهم. غير أنّ النبيّين تفزع على اممها، للشفقة التي جعلهم اللّه عليها للخلق. فيقولون في ذلك اليوم: «سلّم، سلّم» و كان اللّه قد أمر أن «تنصب، لآمنين من خلقه، منابر من نور» متفاضلة بحسب منازلهم في الموقف.

فيجلسون عليها آمنين مبشّرين. و ذلك قبل مجي‏ء الربّ تعالى. و إذا فرّ الناس خوفا من جهنّم، و فرقا لعظيم ما يرون من الهول في ذلك اليوم، يجدون الملائكة صفوفا لا يتجاوزونهم. فتطردهم الملائكة، وزعة الملك الحقّ-  سبحانه و تعالى-  إلى المحشر، و يناديهم أنبياءهم: «ارجعوا ارجعوا» فينادى بعضهم بعضا. فهو قول اللّه تعالى فيما يقول رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ. و الرسل تقول: «سلّم سلّم» و يخافون أشدّ الخوف على اممهم، و الامم يخافون على أنفسهم، و المطهّرون المحفوظون الذين ما تدنّست بواطنهم بالشّبه المضلّة، و لا ظواهرهم بالمخالفات الشرعية، آمنون: «يغبطهم النبيّون» في الذين هم عليه من الأمن، لما هم النبيّون عليه من الخوف على اممهم.

فينادى مناد، من قبل اللّه تعالى، يسمعه أهل الموقف، و لا يدرون-  أو لا أدرى-  هل ذلك نداء الحقّ سبحانه بنفسه، أو نداء عن أمره سبحانه يقول في ذلك النداء: «يا أهل الموقف ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم.» فإنّه قال لنا: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ تعليما له و تنبيها ليقول: «كرمك». و لقد سمعت شيخنا الشّنختّة يقول يوما و هو يبكى: «يا قوم لا تفعلوا بكرمه. أخرجنا و لم نك شيئا، و علّمنا ما لم نكن نعلم، و امتنّ علينا ابتداء بالإيمان به و بكتبه و رسله، و نحن لا نعتنا. أ فتراه يعذّبنا بعد أن عقلنا و آمنّا حاشا كرمه سبحانه من ذلك».فأبكانى بكاء فرح و بكى الحاضرون.

ثمّ نرجع و نقول: فيقول الحقّ في ذلك النداء: أين الذين كانت: تَتَجافى‏ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ«» فيؤتى بهم إلى الجنّة». ثمّ يسمعون من قبل الحقّ، نداء ثانيا-  لا أدرى هل ذلك نداء الحقّ بنفسه، أو نداء عن أمر الحقّ-  «أين الذين كانوا لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ«» و تلك الزيادة-  كما قلنا-  من جنّات الإختصاص.

فيؤمر بهم إلى الجنّة. ثمّ يسمعون نداء ثالثا-  لا أدرى هل هو نداء الحقّ بنفسه، أو نداء عن أمر الحقّ- : «يا أهل الموقف ستعلمون اليوم، من أصحاب الكرم. أين‏ الذين صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ… لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ فيؤمر بهم إلى الجنّة فبعد هذا النداء، يخرج «عنق من النار». فإذا أشرف على الخلائق، له عينان و لسان فصيح، يقول: «يا أهل الموقف إنّى وكّلت منكم بثلاث». كما كان النداء الأوّل ثلاث مرّات، لثلاث طوائف من أهل السعادات. و هذا كلّه، قبل الحساب، و الناس وقوف قد ألجمهم العرق، فاشتدّ الخوف، و تصدّعت القلوب لهول المطّلع.-  فيقول ذلك «العنق المستشرف من النار-  عليهم»: إنّى وكّلت بكلّ جبّار عنيد.» فيلقطهم من بين الصفوف، كما يلقط الطائر حبّ السّمسم. فإذا لم يترك أحدا منهم في الموقف، نادى نداء ثانيا: «يا أهل الموقف إنّى وكّلت بمن آذى اللّه و رسوله». فيلقطهم، كما يلقط الطائر حبّ السّمسم من بين الخلائق. فإذا لم يترك منهم أحدا، نادى ثالثة: «يا أهل الموقف و إنّى وكّلت بمن ذهب يخلق كخلق اللّه». و يلقط أهل التصاوير، و هم الذين يصوّرون الكنائس لتعبد تلك الصور، و الذين يصوّرون الأصنام. و هو قوله تعالى: أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ فكانوا ينحتون لهم الأخشاب و الأحجار ليعبدوها من دون اللّه. فهؤلاء المصوّرون. فيلقطهم من بين الصفوف، كما يلقط الطائر حبّ السّمسم. فإذا أخذهم اللّه عن آخرهم، و يبقى الناس و فيهم المصوّرون الذين لا يقصدون بتصويرهم ما قصد اولئك من عباداتهم حتّى يسألوا عنها، «لينفخوا أرواحا تحيى بها، و ليسوا بنافخين» كما ورد الخبر في المصوّرين. فيقفون ما شاء اللّه، ينتظرون ما يفعل اللّه بهم.و العرق قد ألجمهم.

فحدّثنا شيخنا القصّار بمكّة، سنة تسع و تسعين و خمسمائة، بجانب الركن اليمانى من الكعبة المعظّمة، عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنت جالسا عند علىّ بن ابى طالب-  عليه السلام و التحيّة-  و عنده عبد اللّه بن عبّاس و حوله عدّة من‏ أصحاب رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  فقال علىّ: فقال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ في القيامة لخمسين موقفا، كلّ موقف منها ألف سنة: فأوّل موقف، إذا خرج النّاس من قبورهم، يقومون على أبواب قبورهم ألف سنة، عراة حفاة جياعا عطاشا. فمن خرج من قبره مؤمنا بربّه، مؤمنا بنبيّه، مؤمنا بجنّته و ناره، مؤمنا بالبعث و القيامة، مؤمنا بالقضاء و القدر-  خيره و شرّه-  مصدّقا بما جاء به محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  من عند ربّه، نجا و فاز و غنم و سعد، و من شكّ في شي‏ء من هذا، بقى في جوعه و عطشه و غمّه و كربه ألف سنة، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.

ثمّ يساقون من ذلك المقام إلى المحشر. فيقومون«» على أرجلهم ألف عام في سرادقات النيران، في حرّ الشّمس، و النّار عن أيمانهم، و النّار عن شمائلهم، و النّار من بين أيديهم، و النّار من خلفهم، و الشّمس من فوق رؤسهم، و لا ظلّ إلّا ظلّ العرش. فمن لقى اللّه تعالى ساعدا«» له بالإخلاص، مقرّا بنبيّه، بريئا من الشّرك و السّحر، و بريئا من إهراق دماء المسلمين، ناصحا للّه و لرسوله، محبّا لمن أطاع اللّه و رسوله، مبغضا لمن عصى اللّه و رسوله، استظلّ تحت ظلّ عرش الرّحمن، و نجا من غمّه. و من حاد عن ذلك، و وقع في شي‏ء من هذه الذّنوب، بكلمة واحدة، أو تغيّر قلبه، أو شكّ في شي‏ء من أمر دينه، بقى ألف عام في الحزن و الغمّ و العذاب و الهمّ، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.ثمّ يساق الخلق إلى النّور و الظّلمة. فيقومون«» في تلك الظّلمة ألف عام. فمن لقى اللّه تعالى و لا يشرك به شيئا، و لم يدخل في قلبه شي‏ء من النّفاق، و لم يشكّ‏ في شي‏ء من أمر دينه، و أعطى الحقّ من نفسه، و قال الحقّ، يعنى به،«» أنصف النّاس من نفسه، و أطاع اللّه في السّر و العلانية، و رضى بقضاء اللّه، و قنع بما أعطاه اللّه، خرج من الظّلمة إلى النّور، في مقدار طرفة عين، مبيضّا وجهه، و قد نجا من الغموم كلّها. و من خالف في شي‏ء منها، بقى في الهمّ و الغمّ ألف سنة، ثمّ خرج منها مسودّا وجهه، و هو في مشيئة اللّه: يفعل به ما يشاء.

ثمّ يساق الخلق إلى سرادقات الحساب، و هى عشر سرادقات، يقفون في كلّ سرادق منها ألف سنة. فيسأل ابن آدم عند أوّل سرادق منها عن المحارم. فإن لم يكن وقع في شي‏ء منها، جاز إلى السّرادق الثّانى. فيسأل عن الأهواء، فإن كان نجا منها، جاز إلى السّرادق الثّالث. فيسأل عن حقوق الوالدين، فإن لم يكن عاقّا، جاز إلى السّرادق الرّابع. فيسأل عن حقوق من فرض اللّه إليه امورهم، و عن تعليم«» القرآن، و عن أمر دينهم و تأديبهم: فإن كان قد فعل، جاز إلى السّرادق الخامس. فيسأل عمّا ملكت يمينه، فإن كان محسنا إليهم، جاز إلى السّرادق السّادس. فيسأل عن حقّ قرابته، فإن كان قد أدّى حقوقهم، جاز إلى السّرادق السّابع. فيسأل عن صلة الرّحم، فإن كان وصولا لرحمه، جاز إلى السّرادق الثّامن. فيسأل عن الحسد، فإن كان لم يحسد،«» جاز إلى السّرادق التّاسع. فيسأل عن المكر، فإن لم يكن ماكرا«» بأحد، جاز إلى السّرادق العاشر. فيسأل عن الخديعة، فإن لم يكن خدّاعا بأحد، إنجاز«» و نزل في«» عرش الرّحمن، قارّة عينه، فرحا قلبه، ضاحكا فوه. و إن كان قد وقع في شي‏ء من هذه الخصال، بقى في كلّ موقف منها ألف سنة، جائعا عاطشا باكيا حزينا مهموما مغموما. لا ينفعه شفاعة الشّافعين.

ثمّ يحشرون إلى أخذ كتبهم، بأيمانهم و شمائلهم. فيحسبون عند ذلك في خمسة عشر موقفا، كلّ موقف منها ألف سنة. فيسألون في أوّل موقف منها عن الصّدقات و ما فرض اللّه عليهم في أموالهم، فمن أدّاها كاملة، جاز إلى الموقف الثّانى. فيسأل عن قول الحقّ، و العفو عن النّاس، فمن عفى عفى اللّه عنه و جاز إلى الموقف الثّالث. فيسأل عن الأمر بالمعروف، فإن كان آمرا بالمعروف، جاز إلى الموقف الرّابع. فيسأل عن النّهى عن المنكر، فإن كان ناهيا عن المنكر، جاز إلى الموقف الخامس. فيسأل عن حسن الخلق، فإن كان حسن الخلق، جاز إلى الموقف السّادس. فيسأل عن الحبّ في اللّه، فإن كان محبّا في اللّه، مبغضا في اللّه، جاز إلى الموقف السّابع. فيسأل عن مال الحرام، فإن لم يكن أخذ شيئا، جاز إلى الموقف الثّامن. فيسأل عن شرب الخمر، فإن لم يكن شرب من الخمر شيئا، جاز إلى الموقف التّاسع. فيسأل عن الفروج الحرام، فإن لم يكن أتاها، جاز إلى الموقف العاشر. فيسأل عن قول الزّور، فإن لم يكن قاله، جاز إلى الموقف الحادى عشر. فيسأل عن الأيمان الكاذبة، فإن لم يكن حلفها جاز إلى الموقف الثّانى عشر. فيسأل عن أكل الرّبا، فإن لم يكن آكل الرّبا،«» جاز إلى الموقف الثّالث عشر. فيسأل عن قذف المحصنات، فإن لم يكن قذف المحصنات، أو افترى على أحد، جاز إلى الموقف الرّابع عشر.

فيسأل عن شهادة الزّور، فإن لم يكن شهدها، جاز إلى الموقف الخامس عشر. فيسأل عن البهتان، فإن لم يكن بهت مسلما، فنزل تحت لواء الحمد، و اعطى كتابه بيمينه، و نجا من غمّ الكتاب و هوله، و حوسب حسابا يسيرا.

و إن كان قد وقع في شي‏ء من الذّنوب، ثمّ خرج من الدّنيا غير تائب من ذلك، بقى في كلّ موقف من هذه الخمسة عشر موقفا، ألف سنة، في الغمّ و الهول و الحزن و الجوع و العطش، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.

ثمّ يقام النّاس في قراءة كتبهم ألف سنة. فمن كان سخيّا قد قدّم ماله ليوم فطره و حاجته، قرأ كتابه و هوّن عليه قراءته، و كسى من ثياب الجنّة، و توّج من تيجان الجنّة، و اقعد تحت ظلّ عرش الرّحمن، آمنا مطمئنّا. و إن كان بخيلا، لم يقدّم ماله ليوم فقره و فاقته، اعطى كتابه بشماله، و يقطّع له من مقطّعات النّيران. و يقام على رءوس الخلائق ألف عام، في الجوع و العطش و العرى و الغمّ و الهمّ و الحزن و الفضيحة حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.

ثمّ يحشر إلى الميزان، فيقومون عند الميزان ألف عام، فمن رجح ميزانه بحسناته، فاز و نجا في طرفة عين. و من خفّ ميزانه من حسناته، و ثقلت سيّئاته، حبس عند الميزان ألف عام، في الغمّ و الهمّ و الحزن و الجوع و العطش، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.

ثمّ يدعى بالخلق إلى الموقف بين يدي اللّه تعالى في إثنى عشر موقفا، كلّ موقف منها مقدار ألف سنة. فيسأل في أوّل موقف عن عتق الرّقاب، فإن كان أعتق رقبة، أعتق اللّه رقبته من النّار، و جاز إلى الموقف الثّانى. فيسأل عن القرآن و حقّه و قراءته، فإن جاء بذلك تامّا، جاز إلى الموقف الثّالث. فيسأل عن الجهاد، فإن جاهد في سبيل اللّه محتسبا، جاز إلى الموقف الرّابع. فيسأل عن الغيبة، فإن لم يكن اغتاب أحدا، جاز إلى الموقف الخامس. فيسأل عن النّميمة، فإن لم يكن نمّاما، جاز إلى الموقف السّادس. فيسأل عن الكذب على اللّه، فإن لم يكن كذّابا، جاز إلى الموقف السّابع. فيسأل عن طلب العلم، فإن كان طلب العلم و عمل به، جاز إلى الموقف الثّامن. فيسأل عن العجب، فإن لم يكن معجبا بنفسه في دينه و دنياه أو في شي‏ء من عمله، جاز إلى الموقف التّاسع. فيسأل عن التكبّر، فإن لم يكن متكبّرا«» على أحد، جاز إلى الموقف العاشر. فيسأل عن القنوط من رحمة اللّه، فإن لم يكن قنط من رحمة اللّه، جاز إلى الموقف الحادى عشر. فيسأل عن الأمن من مكر اللّه، فإن لم يكن آمنا من مكر اللّه، جاز إلى الموقف الثّانى عشر. فيسأل عن حقّ جاره، فإن كان أدّى حقّ جاره، اقيم بين يدي اللّه تعالى، قريرا عينه، فرحا قلبه، مبيضّا وجهه، كاسيا ضاحكا مستبشرا.-  فيرحّب به ربّه و يبشّره برضاه عنه.-  فيفرح عند ذلك، فرحا لا يعلمه أحد إلّا اللّه فإن لم تأت واحدة منهنّ تامّة، و مات عن غير توبة، حبس عند كلّ موقف ألف سنة، حتى يقضى اللّه فيه بما يشاء.ثمّ يؤمر بالخلائق إلى الصّراط-  و قد ضربت عليه الجسور«»-  على جهنّم: أدقّ من الشّعر، و أحدّ من السّيف. و قد غابت الجسور في جهنّم مقدار أربعين ألف عام.

و لهيب جهنّم، بجانبها يلتهب. و عليها حسك و كلاليب و خطاطيف. و هى سبعة جسور، فحشر العباد، كلّهم، عليها. و على كلّ جسر منها عقبة مسيرة ثلاثة آلاف عام: ألف عام صعود، ألف عام استواء و ألف عام هبوط. و ذلك قول اللّه-  عزّ و جلّ- : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ«» يعنى على تلك الجسور. و ملائكة يرصدون الخلق عليها، فتسأل العبد على أوّل منها عن الإيمان باللّه، فإن جاء به مؤمنا مخلصا، لا شكّ فيه و لا زيغ، جاز إلى الجسر الثّانى. فيسأل عن الصّلاة، فإن جاء بها تامّة، جاز إلى الجسر الثّالث. فيسأل عن الزّكاة، فإن جاء بها تامّة، جاز إلى الجسر الرّابع. فيسأل عن الصيام، فإن جاء به تامّا، جاز إلى الجسر الخامس. فيسأل عن حجّة الإسلام، فإن جاء بها تامّة، جاز إلى الجسر السّادس. فيسأل عن الطّهر، فإن جاء به تامّا، جاز إلى الجسر السّابع. فيسأل عن المظالم، فإن كان لا يظلم أحدا، جاز إلى الجنّة. و إن كان قصر في واحدة منهنّ، حبس على كلّ جسر منها ألف سنة، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.» و ذكر الحديث إلى آخره.و سيأتى بقيّة الحديث-  إن شاء اللّه تعالى-  في باب الجنّة، فإنّه يختصّ بالجنّة.

و لم نذكر النشأة الآخرة التي يحشر فيها الإنسان في باب البرزخ، لأنها نشأة محسوسة غير خيالية، و القيامة أمر محقّق موجود حسّى مثل ما هو الإنسان. فلذلك أخّرنا ذكرها الى هذا الباب.» الباب الخامس و الستّون في معرفة الجنّة و منازلها و درجاتها و ما يتعلّق بهذا الباب: «اعلم-  أيّدنا اللّه و إيّاك-  أنّ الجنّة جنّتان: جنّة محسوسة و جنّة معنوية، و العقل يعقلها معا، كما أنّ العالم عالمان: عالم لطيف و عالم كثيف، و عالم غيب و عالم شهادة، و النفس الناطقة المخاطبة المكلّفة لها نعيم ما تحمله من العلوم و المعارف، من طريق نظرها و فكرها و ما وصلت إليه من ذلك بالأدلّة العقلية، و نعيم بما تحمله من اللذّات و الشهوات ممّا تناله بالنفس الحيوانية من طريق قواها الحسّية: من أكل و شرب و نكاح و لباس و روائح، و نغمات طيّبة تتعلّق بها الأسماع، و جمال حسّى في صورة حسنة معشوقة يعطيها في نساء كاعبات، و وجوه حسان، و ألوان متنوّعة، و أشجار و أنهار.

كلّ ذلك ينقله الحواسّ إلى النفس الناطقة، فيلتذّ به من جهة طبيعتها، و لو لم يلتذّ به إلّا الأرواح الحسّاسة الحيوانية لا النفس الناطقة، لكان الحيوان يلتذّ بالوجه الجميل من المرأة المستحسنة، و الغلام الحسن الوجه و الالوان و المصاغ. فلمّا لم تر شيئا من الحيوان يلتذّ بشى‏ء من ذلك، علمنا قطعا أنّ النفس الناطقة هى التي تلتذّ بجميع ما تعطيه القوّة الحسّية، ممّا يشاركها فيه.

و اعلم أنّ اللّه خلق هذه الجنّة المحسوسة بطالع الأسد الذى هو الإقليد، و برجه هو الأسد. و خلق الجنّة المعنوية التي هى روح هذه الجنّة المحسوسة غير خيالية، و القيامة أمر محقّق موجود حسّى مثل ما هو الإنسان. فلذلك أخّرنا ذكرها الى هذا الباب.»«» الباب الخامس و الستّون«» في معرفة الجنّة و منازلها و درجاتها و ما يتعلّق بهذا الباب: «اعلم-  أيّدنا اللّه و إيّاك-  أنّ الجنّة جنّتان: جنّة محسوسة و جنّة معنوية، و العقل يعقلها معا، كما أنّ العالم عالمان: عالم لطيف و عالم كثيف، و عالم غيب و عالم شهادة، و النفس الناطقة المخاطبة المكلّفة لها نعيم ما تحمله من العلوم و المعارف، من طريق نظرها و فكرها و ما وصلت إليه من ذلك بالأدلّة العقلية، و نعيم بما تحمله من اللذّات و الشهوات ممّا تناله بالنفس الحيوانية من طريق قواها الحسّية: من أكل و شرب و نكاح و لباس و روائح، و نغمات طيّبة تتعلّق بها الأسماع، و جمال حسّى في صورة حسنة معشوقة يعطيها في نساء كاعبات، و وجوه حسان، و ألوان متنوّعة، و أشجار و أنهار.

كلّ ذلك ينقله الحواسّ إلى النفس الناطقة، فيلتذّ به من جهة طبيعتها، و لو لم يلتذّ به إلّا الأرواح الحسّاسة الحيوانية لا النفس الناطقة، لكان الحيوان يلتذّ بالوجه الجميل من المرأة المستحسنة، و الغلام الحسن الوجه و الالوان و المصاغ. فلمّا لم تر شيئا من الحيوان يلتذّ بشى‏ء من ذلك، علمنا قطعا أنّ النفس الناطقة هى التي تلتذّ بجميع ما تعطيه القوّة الحسّية، ممّا يشاركها فيه.

و اعلم أنّ اللّه خلق هذه الجنّة المحسوسة بطالع الأسد الذى هو الإقليد، و برجه هو الأسد. و خلق الجنّة المعنوية التي هى روح هذه الجنّة المحسوسة من الفرح الإلهى، من صفة الكمال و الابتهاج و السرور. فكانت الجنّة المحسوسة كالجسم، و الجنّة المعقولة كالروح و قواه. و لهذا سمّاها الحقّ تعالى «الدار الحيوان» لحياتها. و أهلها يتنعّمون فيها حسّا و معنى بالمعنى الذى هو اللطيفة الإنسانية.

و الجنّة أيضا أشدّ تنعّما بأهلها الداخلين فيها، و لهذا تطلب مسكنها من الساكنين، و قد ورد خبر عن النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ الجنّة اشتاقت إلى بلال و علىّ و عمّار و سلمان» فوصفها بالشوق إلى هؤلاء-  و ما أحسن موافقة هذه الأسماء-  لما في شوقها من المعاني. فإنّ الشوق من المشتاق فيه ضرب ألم يطلب اللقاء، و «بلال» من «أبلّ الرجل من عرضه، و استبلّ» و يقال: «بل الرجل من دائه» و بلال معناه، و «سلمان» من السلامة من الآلام و الأمراض، و «عمّار» أى بعمارتها بأهلها يزول ألمها، فإنّ اللّه سبحانه يتجلّى لعباده فيها. ف «علىّ» يعلو بذلك التجلّى شأنها على النار التي هى اختها، حيث فازت بدرجة التجلّى و الرؤية، إذا كانت النار دار حجاب.

فانظر في موافقة هذه الأسماء الأربعة لصورة حال الجنّة حين وصفها بالشوق إلى هؤلاء الأصحاب من المؤمنين.

و الناس على أربع مراتب في هذه المسألة: فمنهم من يشتهى و يشتهى: و هم الأكابر من رجال اللّه من رسول و نبىّ و ولىّ كامل.

و منهم من يشتهى و لا يشتهى، و هم أصحاب الأحوال من رجال اللّه، المهيّمون في جلال اللّه الذى غلب معناهم على حسّهم. و هو دون الطبقة الاولى، فإنّهم أصحاب أحوال.

و منهم من يشتهى و لا يشتهى، و هم عصاة المؤمنين.

و منهم من لا يشتهى و لا يشتهى، و هم المكذّبون بيوم القيامة، و القائلون بنفى الجنّة المحسوسة. و لا خامس لهؤلاء الأربعة الأصناف.

و اعلم أنّ الجنات ثلاث:

جنّة اختصاص الرسل الإلهى، و هى التي يدخلها الأطفال الذين لم يبلغوا حدّ العمل، و حدّهم من أوّل ما يولد إلى أن يستهل صارفا«» إلى انقضاء ستّة أعوام. و يعطى اللّه من يشاء من عباده من جنّات الإختصاص ما شاء. و من أهلها المجانين الذين ما عقلوا، و من أهلها أهل التوحيد العلمى، و من أهلها أهل الفترات و من لم تصل اليهم. و الجنّة الثانية: جنّة ميراث، ينالها كلّ من دخل الجنّة ممّن ذكرنا و من المؤمنين، و هى الأماكن التي كانت معيّنة لأهل النار لو دخلوها.

و الجنّة الثالثة: جنّة الأعمال، و هى التي تنزلها الناس فيها بأعمالهم. فمن كان أفضل من غيره في وجوه التفاضل، كان له من الجنّة أكثر، سواء كان الفاضل دون المفضول أو لم يكن، غير أنّه فضله في هذه المقام، بهذه الحالة. فما من عمل من الأعمال إلّا و له جنّة، و يقع التفاضل فيها بين أصحابها، بحسب ما يقتضى احوالهم.

ورد في الحديث الصحيح عن النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  أنّه قال لبلال: «يا بلال بم سبقتنى إلى الجنّة، فما وطئت فيها موضعا إلّا سمعت خشخشتك أمامى فقال: يا رسول اللّه ما أحدثت قطّ، إلّا توضّأت، و لا توضّأت إلّا صلّيت ركعتين. فقال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه- : بهما» فعلمنا أنّها كانت جنّة مخصوصة بهذا العمل. فكأنّ رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قال لبلال: «بم نلت أن تكون مطرّقا بين يدي تحجبنى من أين لك هذه المسابقة إلى هذه المرتبة» فلمّا ذكر له ذلك، قال له-  صلّى اللّه عليه و آله- : «بهما». فما فريضة و لا نافلة، و لا فعل خير، و لا ترك محرّم و مكروه إلّا و له جنّة مخصوصة، و نعيم خاصّ يناله من دخلها.

و التفاضل على مراتب: فمنها بالسبق،«» و لكن في الطاعة و الإسلام. فيفضل الكبير السنّ على الصغير-  إذا كانا على مرتبة واحدة من العمل-  بالسنّ، فإنّه أقدم منه فيه. و يفضل أيضا، بالزمان، فإنّ العمل في رمضان و في يوم الجمعة و في ليلة القدر و في عشر ذى الحجّة و في عاشورا أعظم من ساير الأزمان، و كلّ زمان عيّنه الشارع، و تقع المفاضلة بالمكان، كالمصلّى في المسجد الحرام أفضل من صلاة المصلّى في مسجد المدينة، و كذلك الصلاة في مسجد المدينة أفضل من الصلاة في المسجد الأقصى. و هكذا فضل الصلاة في المسجد الأقصى على ساير المساجد.

و يتفاضلون أيضا بالأحوال، فإنّ الصلاة بالجماعة في الفريضة، أفضل من صلاة الشخص وحده، و أشباه هذا. و يتفاضلون أيضا بالأعمال، فإنّ الصلاة أفضل من إماطة الأذى، و قد فضّل اللّه الأعمال بعضها على بعض. و يتفاضلون أيضا في نفس العمل الواحد، كالمتصدّق على رحمه، فيكون صاحب صلة رحم و صدقة، و المتصدّق على غير رحمه دونه في الأجر.و كذلك من أهدى هدية لشريف من أهل البيت أفضل ممّن أهدى لغير شريف، أو برّه أو أحسن إليه، و وجوه المفاضلة كثيرة في الشرع، و إن كان محصورة و لكن أريتك منها أنموذجا تعرف به ما قصدنا بالمفاضلة.

و الرسل إنّما ظهر فضلها في الجنّة على غيرها و بجنّة الاختصاص، و أمّا بالعمل فهم في جنّات الأعمال بحسب الأحوال، كما ذكرنا. و كلّ من فعل غير ممّن ليس في مقامه، فمن جنّات الإختصاص لا من جنّات الأعمال. و من الناس من يجمع في الزمن الواحد أعمالا كثيرة، فيصرّف سمعه فيما ينبغي، في زمان تصريفه يده، في زمان صومه، في زمان صلاته، في زمان«» ذكره، في زمان نيّته من فعل و ترك. فيؤجر في الزمان الواحد من وجود كثيرة، فيفضل غيره ممّن ليس له ذلك.

و لذلك لمّا ذكر رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  ذلك الثمانية الأبواب من‏ الجنّة أن يدخل من أيّها شاء، قال أبو بكر: «يا رسول اللّه و ما على الإنسان أن يدخل من الأبواب كلّها» قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله- : «أرجو أن تكون منهم، يا أبا بكر.» فأراد أبو بكر بذلك القول ما ذكرنا: أن يكون الإنسان في زمان واحد في أعمال كثيرة تعمّ أبواب الجنّة.

و من هاهنا أيضا تعرف النشأة الآخرة. فكما لا تشبه الجنّة الدنيا في أحوالها كلّها و إن اجتمعت في الأسماء، كذلك نشأة الإنسان فى الآخرة لا تشبه نشأة الدنيا و إن اجتمعتا في الأسماء و الصورة الشخصية. فإنّ الروحانية على نشأة الآخرة أغلب من الحسّية، و قد ذقناه في هذه الدار مع كثافة هذه النشأة، فيكون الإنسان بعينه في أماكن كثيرة، و أمّا عامّة الأصحاب فيدركون ذلك في المنام.

و لقد رأيت رؤيا لنفسى في هذا النوع، و أخذتها بشرى من اللّه، فإنّها مطابقة لحديث نبوىّ عن النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- ، حين ضرب لنا مثلا في الأنبياء فقال:«مثلى في الأنبياء كمثل رجل بنى حائطا فكمّله إلّا لبنة واحدة فكنت أنا تلك اللّبنة، و لا رسول بعدى و لا نبىّ.» فشبّه النبوّة بالحائط، و الأنبياء باللّبن التي قام بها الحائط، و هو تشبيه في غاية الحسن. فإن سمّى الحائط هذا المشار إليه لم يصحّ ظهوره إلّا باللّبن. فكان-  صلّى اللّه عليه و آله-  خاتم النبيّين.

فكنت بمكّة سنة تسع و تسعين و خمسائة. أرى فيما يرى النائم الكعبة مبنيّة بلبن فضّة و ذهب: لبن فضّة، و لبن ذهب. و قد كملت البناء و ما بقى منها شي‏ء، و أنا أنظر إليها و إلى حسنها. فالتفتّ إلى الوجه الذى بين الركن اليمانىّ و الشامىّ و هو إلى الركن الشامىّ أقرب موضع لبنتين: لبنة فضّة و لبنة ذهب، ينقص في الحائط من الصفّين: في الصّف الأعلى لبنة ذهب، و في الصف الذى يليه ينقص لبنة فضّة.فرأيت نفسى قد انطبعت في موضع تلك اللّبنتين.

فكنت أنا عين تينك اللّبنتين، و كمل الحائط. و لم يبق في الكعبة شي‏ء ينقص. و أنا واقف أنظر و أعلم أنّى عين تينك اللّبنتين لا شكّ في ذلك و أنّهما عين ذاتى فاستيقظت، فشكرت اللّه تعالى.

و قلت متأوّلا: إنّى في الأتباع في صنفى، كرسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله-  في الأنبياء. و عسى أن أكون ممّن ختم اللّه الولاية بى، و ما ذلك على اللّه بعزيز، و ذكرت حديث النبىّ-  عليه الصلاة و السلام-  في ضرب المثل بالحائط، و أنّه كان تلك اللّبنة. فقصصت رؤياى على بعض علماء هذا الشأن بمكّة، من أهل توزر، فأخبرنى بتأويلها بما وقع لى، و ما سمّيت له الرائى من هو فاللّه أسأل أن يتمّها علىّ بكرمه فإنّ الإختصاص الإلهى لا يقبل التحجير، و لا الموارثة، و لا العمل، و أنّ ذلك من فضل اللّه يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ، وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

و اعلم أنّ جنّة الأعمال مائة درجة لا غير، كما أنّ النار مائة درك. غير أنّ كلّ درجة ينقسم إلى منازل. فلنذكر من منازلها ما يكون لهذه الأمّة المحمّدية، و ما يفضل بها سائر الامم، فإنّها كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ، بشهادة الحقّ في القرآن و تعريفه. و هذه المائة درجة في كلّ جنّة من الثمان الجنّات و صورتها: جنّة في جنّة، و أعلاها جنّة عدن، و هى قصبة الجنّة، فيها الكثيب الذى يكون اجتماع الناس فيه لرؤية الحقّ، و هى أعلى جنّة في الجنّات، و هى في الجنّات بمنزلة دار الملك يدور عليها ثمانية أسوار بين كلّ سورين جنّة. فالّتى جنّة عدن إنّما هى جنّة الفردوس، و هى أوسط الجنّات دون جنّة عدن و أفضلها. ثمّ جنّة الخلد. ثمّ النعيم. ثمّ جنّة المأوى. ثمّ دار السلامة، ثمّ دار المقامة.

و أمّا «الوسيلة» و هى أعلى درجة في جنّة عدن، و هى لرسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله-  حصلت له بدعاء امّته. فعل ذلك الحقّ-  سبحانه-  حكمة أخفاها. فإنّها سببه، قلنا السعادة من اللّه، و به كنّا خير امّة اخرجت للناس، و به ختم اللّه بنا الامم كما ختم به النبيّين. و هو-  صلّى اللّه عليه و آله-  بشير كما أمر أن يقول. و لنا وجه خاصّ إلى اللّه-  عزّ و جلّ-  نناجيه منه و يناجينا. و هكذا كلّ مخلوق له وجه خاصّ إلى ربّه. فأمرنا عن أمر اللّه، أن ندعو له بالوسيلة، حتّى ينزل فيها و ينالها بدعاء امّته.

فافهم هذا الفضل العضيم و هذا من باب الغيرة الإلهية إن فهمت. فقد كرّم اللّه هذا النبىّ-  عليه الصلاة و السلام-  و هذه الامّة. فتحوى درجات الجنّة من الدّرج فيها على خمسة آلاف درج و مائة درج و خمسة أدراج لا غير، و قد تزيد على هذا العدد بلا شكّ، و ليكن ذكرنا منها ما اتّفق عليه أهل الكشف ممّا يجرى مجرى الأنواع من الأجناس.

و الذى اختصّت به هذه الامّة المحمّدية على ساير الامم من هذه الأدراج، إثنى عشر درجا لا غير، لا يشاركها فيها أحد من الامم، كما فضّل غيره عن الرسل في الآخرة بالوسيلة و فتح باب الشفاعة، و في الدنيا «بستّ لم يعطها نبىّ قبله» كما ورد في الحديث الصحيح، من حديث مسلم بن الحجّاج. فذكر منها: عموم رسالته، و تحليل الغنائم، و النصر بالرعب، و جعلت له الأرض كلّها مسجدا، و جعلت ترابها طهورا، و اعطى مفاتيح خزائين الأرض.

ثمّ اعلم أنّ أهل الجنّة أربعة أصناف: الرسل-  و هم الأنبياء-  و الأولياء-  و هم أتباع الرسل على بصيرة و بيّنة من ربّهم-  و المؤمنون-  و هم المصدّقون بهم عليهم السلام و العلماء بتوحيد اللّه أنّه لا إله إلّا هو، من حيث الأدلّة العقلية.

قال اللّه تعالى:شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً و هؤلاء هم الذين اريده بالعلماء، و فيهم يقول اللّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ.

و الطريق الموصلة بالعلم إلى اللّه طريقان لا ثالث لهما، و من وحّد اللّه من غير هذين«» فهو مقلّد في توحيده. الطريق الواحدة طريق الكشف، و هو علم ضرورىّ يحصل عند الكشف، يجده الإنسان في نفسه لا يقبل معه شبهة، و لا يقدر على دفعه، و لا يعرف لذلك دليلا لا يستند إليه سوى ما يجده في نفسه إلّا بعضهم فإنّه قال: «يعطى الدليل و المدلول في كشفه، فإنّه ممّا لا يعرف إلّا بالدليل فلا بدّ له أن يكشف عن الدليل.» و كان يقول بهذه المقالة صاحبنا ابو عبد اللّه بن الكتّانى بمدينة فاس، سمعت ذلك منه، و أخبر عن حاله و صدق، و أخطأ في أنّ الأمر لا يكون إلّا كذلك، فإنّ غيره يجد ذلك في نفسه ذوقا من غير أن يكشف له عن الدليل، و إمّا أن يحصل له عن تجلّى إلهى يحصل له، و هم الرسل و الأنبياء و بعض الأولياء.

و الطريق الثاني، الفكر و الإستدلال بالبرهان العقلى. و هذا الطريق دون الطريق الأوّل، فإنّ صاحب النظر في الدليل قد يدخل عليه الشّبه القادحة في دليله، فيتكلّف الكشف عنها، و البحث على وجه الحقّ في الأمر المطلوب، و ما ثمّة طريق ثالث، و هؤلاء هم أولو العلم الذين شهدوا بتوحيد اللّه، و لفحول هذه الطبقة من العلماء بتوحيد اللّه دلالة و نظرا، و زيادة علم على التوحيد، بتوحيد في الذات بأدلّة قطعية لا يعطاها كلّ أهل الكشف، بل بعضهم قد يعطى.«» هؤلاء الأربع الطوائف يتميّزون في جنّات عدن، عند رؤية الحقّ في «الكثيب الأبيض». و هم فيه على أربعة مقامات: طائفة منهم أصحاب منابر، الطبقة العليا من الرسل، و الطائفة الثانية هم الاولياء، ورثة الأنبياء قولا و عملا و حالا، و هم على بيّنة من ربّهم، و هم أصحاب الأسرّة و العرش، و الطبقة الثالثة العلماء باللّه من طريق النظر البرهانى العقلى، و هم أصحاب الكرسىّ،«» و الطبقة الرابعة هم المؤمنون المقلّدون في توحيدهم، و لهم المراتب، و هم في الحشر مقدّمون على أصحاب النظر العقلى، و هم في «الكثيب» عند النظر، مقدّمون على المقلّدين.

فإذا أراد اللّه أن يتجلّى بعباده في «الزور العام»، نادى منادى الحقّ في الجنّات كلّها: «يا أهل الجنان حىّ على المنّة العظمى، و المكانة الزلفى، و المنظر الأعلى هلمّوا إلى زيارة ربّكم في جنّة عدن» فيبادرون إلى جنّة عدن فيدخلونها، و كلّ طائفة قد عرفت مرتبتها و منزلتها، فيجلسون.

ثمّ يؤمر بالموائد. فينصب بين أيديهم موائد اختصاص ما رأوا مثلها، و لا يخيّلوه في حياتهم، و لا في جنّاتهم جنّات الأعمال، و كذلك الطعام، فما ذاقوا مثله في منازلهم، و كذلك ما تناولوه من الشراب. فإذا فرغوا من ذلك، خلعت عليهم من الخلع ما لم يلبسوا مثلها فيما تقدّم، و مصداق ذلك قوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  في الجنّة«»: «فيها ما لا عين رأت، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر» فإذا فرغوا من ذلك قاموا إلى «كثيب من المسك الأبيض». فأخذوا منازلهم فيه على قدر علمهم باللّه، لا على قدر عملهم. فإنّ العمل مخصوص بنعيم الجنان، لا بمشاهدة الرحمن فبيناهم على ذلك، إذ بنور قد بهّرهم فيخرّون سجّدا. فيرى«» ذلك النور في أبصارهم ظاهرا، و في بصائرهم باطنا، و في أجزاء أبدانهم كلّها، و في لطائف نفوسهم. فيرجع كلّ شخص منهم عينا كلّه، و سمعا كلّه. فيرى بذاته كلّها، لا يقيّده الجهات، و يسمع بذاتها كلّها، فهذا يعطيهم ذلك النور. فبه يطيقون المشاهدة و الرؤية، و هى أتمّ من المشاهدة.

فيأتيهم رسول من اللّه تعالى يقول لهم: «تأهّبوا لرؤية ربّكم-  جلّ جلاله-  فيها هو يتجلّى لكم.» فيتأهّبون. فيتجلّى الحقّ، و بينه و بين خلقه ثلاثة حجب: حجاب العزّة، و حجاب الكبرياء، و حجاب العظمة.

فلا يستطيعون نظرا إلى تلك الحجب. فيقول اللّه-  جلّ جلاله-  لأعظم الحجبة عنده: «ارفعوا الحجب بينى و بين عبادى حتى يروني» فيرفع الحجب.

فيتجلّى لهم-  جلّ جلاله-  خلف حجاب واحد، في اسمه «الجميل و اللطيف»، إلى أبصارهم و كلّهم بصر واحد. فينفهق عليهم نور يسرى في ذواتهم، فيكونون به سمعا كلّهم، و قد أبهتهم جمال الربّ، و أشرقت ذواتهم بنور ذلك الجمال الأقدس.

قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  من حديث النقّاش في مواقف القيامة، و هذا تمامه.» و صلّى اللّه على خير خلقه و مظهر لطف حقّه، محمّد و آله و أولاده أجمعين، و سلّم تسليما كثيرا.

منهاج ‏الولاية في‏ شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج 2 عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 1153-1215

خطبه ها خطبه شماره 83/2 منهاج ‏الولاية في ‏شرح‏ نهج‏ البلاغة به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)الخطبة الغرّاء

خطبه 83 صبحی صالح

و من خطبه له ع وَ تَسْمى الغراء وَ هِی الخُطْبَه العَجیبَه 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلاَ بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ کُلِّ غَنِیمَهٍ وَ فَضْلٍ وَ کَاشِفِ کُلِّ عَظِیمَهٍ وَ اءَزْلٍ اءَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ کَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَ اءُومِنُ بِهِ اءَوَّلاً بَادِیا وَ اءَسْتَهْدِیهِ قَرِیبا هَادِیا وَ اءَسْتَعِینُهُ قَاهِرا قَادِرا وَ اءَتَوَکَّلُ عَلَیْهِ کَافِیا نَاصِرا وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّداعَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اءَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ اءَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِیمِ نُذُرِهِ.

اءُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی ضَرَبَ لَکُمُ الْاءَمْثَالَ، وَ وَقَّتَ لَکُمُ الْآجَالَ وَ اءَلْبَسَکُمُ الرِّیَاشَ وَ اءَرْفَغَ لَکُمُ الْمَعَاشَ وَ اءَحَاطَ بِکُمُ الْإِحْصَاءَ وَ اءَرْصَدَ لَکُمُ الْجَزَاءَ وَ آثَرَکُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ وَ الرِّفَدِ الرَّوَافِغِ وَ اءَنْذَرَکُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ فَاءَحْصَاکُمْ عَدَدا وَ وَظَّفَ لَکُمْ مُدَدا فِی قَرَارِ خِبْرَهٍ وَ دَارِ عِبْرَهٍ اءَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِیهَا وَ مُحَاسَبُونَ عَلَیْهَا.

فَإِنَّ الدُّنْیَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا رَدِغٌ مَشْرَعُهَا یُونِقُ مَنْظَرُهَا وَ یُوبِقُ مَخْبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ وَ ضَوْءٌ آفِلٌ وَ ظِلُّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ حَتَّى إِذَا اءَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطْمَاءَنَّ نَاکِرُهَا قَمَصَتْ بِاءَرْجُلِهَا وَ قَنَصَتْ بِاءَحْبُلِهَا وَ اءَقْصَدَتْ بِاءَسْهُمِهَا وَ اءَعْلَقَتِ الْمَرْءَ اءَوْهَاقَ الْمَنِیَّهِ قَائِدَهً لَهُ إِلَى ضَنْکِ الْمَضْجَعِ وَ وَحْشَهِ الْمَرْجِعِ وَ مُعَایَنَهِ الْمَحَلِّ وَ ثَوَابِ الْعَمَلِ، وَ کَذَلِکَ الْخَلَفُ یِعَقْبِ السَّلَفِ.
لاَ تُقْلِعُ الْمَنِیَّهُ اخْتِرَاما وَ لاَ یَرْعَوِی الْبَاقُونَ اجْتِرَاما یَحْتَذُونَ مِثَالاً وَ یَمْضُونَ اءَرْسَالاً إِلَى غَایَهِ الاِنْتِهَاءِ وَ صَیُّورِ الْفَنَاءِ حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْاءُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ اءَزِفَ النُّشُورُ اءَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ اءَوْکَارِ الطُّیُورِ وَ اءَوْجِرَهِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِکِ سِرَاعا إِلَى اءَمْرِهِ مُهْطِعِینَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِیلاً صُمُوتا قِیَاما صُفُوفا یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ یُسْمِعُهُمُ الدَّاعِی عَلَیْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِکَانَهِ وَ ضَرَعُ الاِسْتِسْلاَمِ وَ الذِّلَّهِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِیَلُ وَ انْقَطَعَ الْاءَمَلُ وَ هَوَتِ الْاءَفْئِدَهُ کَاظِمَهً وَ خَشَعَتِ الْاءَصْوَاتُ مُهَیْنِمَهً وَ اءَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ اءُرْعِدَتِ الْاءَسْمَاعُ لِزَبْرَهِ الدَّاعِی إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَایَضَهِ الْجَزَاءِ وَ نَکَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ.

عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَارا وَ مَرْبُوبُونَ اقْتِسَارا وَ مَقْبُوضُونَ احْتِضَارا وَ مُضَمَّنُونَ اءَجْدَاثا وَ کَائِنُونَ رُفَاتا وَ مَبْعُوثُونَ اءَفْرَادا وَ مَدِینُونَ جَزَاءً وَ مُمَیَّزُونَ حِسَابا قَدْ اءُمْهِلُوا فِی طَلَبِ الْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِیلَ الْمَنْهَجِ وَ عُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ وَ کُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّیَبِ وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِیَادِ وَ رَوِیَّهِ الاِرْتِیَادِ وَ اءَنَاهِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ فِی مُدَّهِ الْاءَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
فَیَالَهَا اءَمْثَالاً صَائِبَهً وَ مَوَاعِظَ شَافِیَهً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوبا زَاکِیَهً وَ اءَسْمَاعا وَاعِیَهً وَ آرَاءً عَازِمَهً وَ اءَلْبَابا حَازِمَهً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّهَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ اءَیْقَنَ فَاءَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ اءَجَابَ فَاءَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ، وَ اقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ اءُرِیَ فَرَاءَى فَاءَسْرَعَ طَالِبا وَ نَجَا هَارِبا فَاءَفَادَ ذَخِیرَهً وَ اءَطَابَ سَرِیرَهً وَ عَمَرَ مَعَادا وَ اسْتَظْهَرَ زَادا لِیَوْمِ رَحِیلِهِ وَ وَجْهِ سَبِیلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ اءَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَهَ مَا خَلَقَکُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ کُنْهَ مَا حَذَّرَکُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا اءَعَدَّ لَکُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِیعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.

مِنْهَا:

جَعَلَ لَکُمْ اءَسْمَاعا لِتَعِیَ مَا عَنَاهَا وَ اءَبْصَارا لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ اءَشْلاَءً جَامِعَهً لِاءَعْضَائِهَا مُلاَئِمَهً لِاءَحْنَائِهَا فِی تَرْکِیبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِاءَبْدَانٍ قَائِمَهٍ بِاءَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَهٍ لِاءَرْزَاقِهَا فِی مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِیَتِهِ وَ قَدَّرَ لَکُمْ اءَعْمَارا سَتَرَهَا عَنْکُمْ وَ خَلَّفَ لَکُمْ عِبَرا مِنْ آثَارِ الْمَاضِینَ قَبْلَکُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ.

اءَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَایَا دُونَ الْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ لَمْ یَمْهَدُوا فِی سَلاَمَهِ الْاءَبْدَانِ وَ لَمْ یَعْتَبِرُوا فِی اءُنُفِ الْاءَوَانِ فَهَلْ یَنْتَظِرُ اءَهْلُ بَضَاضَهِ الشَّبَابِ إِلا حَوَانِیَ الْهَرَمِ وَ اءَهْلُ غَضَارَهِ الصِّحَّهِ إِلا نَوَازِلَ السَّقَمِ وَ اءَهْلُ مُدَّهِ الْبَقَاءِ إِلا آوِنَهَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّیَالِ وَ اءُزُوفِ الاِنْتِقَالِ وَ عَلَزِ الْقَلَقِ وَ اءَلَمِ الْمَضَضِ وَ غُصَصِ الْجَرَضِ وَ تَلَفُّتِ الاِسْتِغَاثَهِ بِنُصْرَهِ الْحَفَدَهِ وَ الْاءَقْرِبَاءِ وَ الْاءَعِزَّهِ وَ الْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الْاءَقَارِبُ اءَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ وَ قَدْ غُودِرَ فِی مَحَلَّهِ الْاءَمْوَاتِ رَهِینا وَ فِی ضِیقِ الْمَضْجَعِ وَحِیدا قَدْ هَتَکَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ وَ اءَبْلَتِ النَّوَاهِکُ جِدَّتَهُ وَ عَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ وَ صَارَتِ الْاءَجْسَادُ شَحِبَهً بَعْدَ بَضَّتِهَا وَ الْعِظَامُ نَخِرَهً بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ الْاءَرْوَاحُ مُرْتَهَنَهً بِثِقَلِ اءَعْبَائِهَا مُوقِنَهً بِغَیْبِ اءَنْبَائِهَا لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَیِّئِ زَلَلِهَا.

اءَوَلَسْتُمْ اءَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَ الْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ الْاءَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ اءَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْکَبُونَ قِدَّتَهُمْ وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِیَهٌ عَنْ حَظِّهَا لاَهِیَهٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِکَهٌ فِی غَیْرِ مِضْمَارِهَا کَاءَنَّ الْمَعْنِیَّ سِوَاهَا وَ کَاءَنَّ الرُّشْدَ فِی إِحْرَازِ دُنْیَاهَا.
وَ اعْلَمُوا اءَنَّ مَجَازَکُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ وَ اءَهَاوِیلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ اءَهْوَالِهِ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِیَّهَ ذِی لُبِّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلْبَهُ وَ اءَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ اءَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَ اءَظْمَاءَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ یَوْمِهِ وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ اءَوْجَفَ الذِّکْرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِاءَمَانِهِ وَ تَنَکَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِیلِ وَ سَلَکَ اءَقْصَدَ الْمَسَالِکِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ عَلَیْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْاءُمُورِ. ظَافِرا بِفَرْحَهِ الْبُشْرَى وَ رَاحَهِ النُّعْمَى فِی اءَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ یَوْمِهِ وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَهِ حَمِیدا وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَهِ سَعِیدا وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ وَ اءَکْمَشَ فِی مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِی طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُما اءَمَامَهُ فَکَفَى بِالْجَنَّهِ ثَوَابا وَ نَوَالاً وَ کَفَى بِالنَّارِ عِقَابا وَ وَبَالاً وَ کَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِما وَ نَصِیرا وَ کَفَى بِالْکِتَابِ حَجِیجا وَ خَصِیما.
اءُوصِیکُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی اءَعْذَرَ بِمَا اءَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَکُمْ عَدُوّا نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّا وَ نَفَثَ فِی الْآذَانِ نَجِیّا فَاءَضَلَّ وَ اءَرْدَى وَ وَعَدَ فَمَنَّى وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ.
وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِینَتَهُ وَ اسْتَغْلَقَ رَهِینَتَهُ اءَنْکَرَ مَا زَیَّنَ وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا اءَمَّنَ.

مِنْهَا فِی صِفَهِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ:

اءَمْ هَذَا الَّذِی اءَنْشَاءَهُ فِی ظُلُمَاتِ الْاءَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْاءَسْتَارِ نُطْفَهً دِهَاقا وَ عَلَقَهً مِحَاقا وَ جَنِینا وَ رَاضِعا وَ وَلِیدا وَ یَافِعا ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبا حَافِظا وَ لِسَانا لاَفِظا وَ بَصَرا لاَحِظا لِیَفْهَمَ مُعْتَبِرا وَ یُقَصِّرَ مُزْدَجِرا حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَى مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَکْبِرا وَ خَبَطَ سَادِرا.

مَاتِحا فِی غَرْبِ هَوَاهُ کَادِحا سَعْیا لِدُنْیَاهُ فِی لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ اءَرَبِهِ ثُمَّ لاَ یَحْتَسِبُ رَزِیَّهً وَ لاَ یَخْشَعُ تَقِیَّهً فَمَاتَ فِی فِتْنَتِهِ غَرِیرا وَ عَاشَ فِی هَفْوَتِهِ یَسِیرا لَمْ یُفِدْ عِوَضا وَ لَمْ یَقْضِ مُفْتَرَضا دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِیَّهِ فِی غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِرا وَ بَاتَ سَاهِرا فِی غَمَرَاتِ الْآلاَمِ وَ طَوَارِقِ الْاءَوْجَاعِ وَ الْاءَسْقَامِ بَیْنَ اءَخٍ شَقِیقٍ وَ وَالِدٍ شَفِیقٍ وَ دَاعِیَهٍ بِالْوَیْلِ جَزَعا وَ لاَدِمَهٍ لِلصَّدْرِ قَلَقا وَ الْمَرْءُ فِی سَکْرَهٍ مُلْهِثَهٍ وَ غَمْرَهٍ کَارِثَهٍ وَ اءَنَّهٍ مُوجِعَهٍ وَ جَذْبَهٍ مُکْرِبَهٍ وَ سَوْقَهٍ مُتْعِبَهٍ ثُمَّ اءُدْرِجَ فِی اءَکْفَانِهِ مُبْلِسا وَ جُذِبَ مُنْقَادا سَلِسا ثُمَّ اءُلْقِیَ عَلَى الْاءَعْوَادِ رَجِیعَ وَصَبٍ وَ نِضْوَ سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَهُ الْوِلْدَانِ وَ حَشَدَهُ الْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ وَ مُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَیِّعُ وَ رَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ اءُقْعِدَ فِی حُفْرَتِهِ نَجِیّا لِبَهْتَهِ السُّؤَالِ وَ عَثْرَهِ الاِمْتِحَانِ وَ اءَعْظَمُ مَا هُنَالِکَ بَلِیَّهً نُزُولُ الْحَمِیمِ وَ تَصْلِیَهُ الْجَحِیمِ وَ فَوْرَاتُ السَّعِیرِ وَ سَوْرَاتُ الزَّفِیرِ لاَ فَتْرَهٌ مُرِیحَهٌ وَ لاَ دَعَهٌ مُزِیحَهٌ وَ لاَ قُوَّهٌ حَاجِزَهٌ وَ لاَ مَوْتَهٌ نَاجِزَهٌ وَ لاَ سِنَهٌ مُسَلِّیَهٌ بَیْنَ اءَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ وَ عَذَابِ السَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ.

عِبَادَ اللَّهِ اءَیْنَ الَّذِینَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ اءُنْظِرُوا فَلَهَوْا وَ سُلِّمُوا فَنَسُوا اءُمْهِلُوا طَوِیلاً وَ مُنِحُوا جَمِیلاً وَ حُذِّرُوا اءَلِیما وَ وُعِدُوا جَسِیما احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَهَ وَ الْعُیُوبَ الْمُسْخِطَهَ.

اءُولِی الْاءَبْصَارِ وَ الْاءَسْمَاعِ وَ الْعَافِیَهِ وَ الْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ اءَوْ خَلاَصٍ اءَوْ مَعَاذٍ اءَوْ مَلاَذٍ اءَوْ فِرَارٍ اءَوْ مَحَارٍ اءَمْ لاَ فَاءَنّ ى تُؤْفَکُونَ اءَمْ اءَیْنَ تُصْرَفُونَ اءَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ اءَحَدِکُمْ مِنَ الْاءَرْضِ ذَاتِ الطُّوْلِ وَ الْعَرْضِ قِیدُ قَدِّهِ مُتَعَفِّرا عَلَى خَدِّهِ الْآنَ عِبَادَ اللَّهِ وَ الْخِنَاقُ مُهْمَلٌ وَ الرُّوحُ مُرْسَلٌ فِی فَیْنَهِ الْإِرْشَادِ وَ رَاحَهِ الْاءَجْسَادِ وَ بَاحَهِ الاِحْتِشَادِ وَ مَهَلِ الْبَقِیَّهِ وَ اءُنُفِ الْمَشِیَّهِ وَ إِنْظَارِ التَّوْبَهِ وَ انْفِسَاحِ الْحَوْبَهِ قَبْلَ الضَّنْکِ وَ الْمَضِیقِ وَ الرَّوْعِ وَ الزُّهُوقِ وَ قَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ وَ إِخْذَهِ الْعَزِیزِ الْمُقْتَدِرِ.

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه 83

منها في صفة خلق الانسان:

«أم هذا الّذى أنشأه في ظلمات الأرحام، و شغف‏ الأستار،» «أم» هنا استفهام في معرض تعديد نعم اللّه، كأنّه قال: أ فلا ينظرون إلى كذا من خلق اللّه، أم إلى هذا الانسان الذى من حاله كذا يعنى: با اين انسانى كه انشا كرده است او را در ظلمتهاى رحمها، و غلاف سترها.

«نطفة دهاقا» آبى جهنده ‏اى.

ماء صبّ صبّا شديدا و كلّ ماء افرغ إفراغا شديدا، فقد أدهق إدهاقا. و روى «نطفة دفاقا» و هو من دفق الماء.

«و علقة محاقا» و خونى بسته ناتمام.

«المحاق» الناقصة، و العلق محاق لكونها بعد لم تفض عليها الصورة الانسانية، قيل: العلقة الدم الجامد. و النطفة إذا انفصلت عن المرء و اتّصلت بالرحم، انعقدت أجزاؤه و انضمّت، فهى منقبضة عمّا كنت عليه من الانبساط، و العبارة عن هذا المعنى بالانمحاق في غاية البلاغة، و هو تشبيه بمحاق القمر.

«و جنينا و راضعا، و وليدا و يافعا،»

الولد حين الرضاع يسمّى «رضيعا»، و بعده «وليدا» و بعده «يافعا» و هو المرتفع القامة، فاذا طرّ شاربه فهو غلام، و اذا ادرك فهو رجل، و الرجولية حدود الشباب و هو تمام النموّ، و بعده الكهولة، ثمّ الشيخوخة.

«ثمّ منحه قلبا حافظا، و لسانا لافظا، و بصرا لاحظا، ليفهم معتبرا-  يعنى يدرك شيئا فيه عبرة، و يحتمل أن يقال معتبرا للنصب على الحال – و يقصّر مزدجرا – » –  أقصر عن الامر إذ أنزع عنه و أمسك-  يعنى: باز عطا كرد او را دلى نگاهدارنده، و زبان گوينده، و چشم بينا، تا بفهمد در حالتى كه عبرت گيرنده باشد، و باز ايستد به زجر.

«حتّى إذا قام اعتداله –  أى استقام قدّه المنتصب –  و استوى مثاله-  أى صورته – » تا آن گاه كه مستقيم شد قامت او، و به حدّ شباب رسيد صورت او، [برميد و نفرت كرد از طريق مستقيم دين قويم.]

«نفر مستكبرا، و خبط سادرا-  أى لاهيا- ،» يعنى نفرت كرد گردن كشنده از فرمان حقّ، و پاى كوفت در راه دنيا.

«ماتحا في غرب هواه، كادحا سعيا لدنياه،» كشنده آب در دلو بزرگ هواى خويش، سعى كننده به حدّ در امر دنياى خويش.

استعار لفظ «الغرب» لما يملأ به صحائف أعماله من الماء، ثمّ صحّ: «في لذّات طربه، و بدوات أربه،» در لذّتهاى طرب خود، و سوانح حاجات خود.

هر که او تن مى ‏پرستد جان نبرد

«لا يحتسب رزيّة، و لا يخشع تقيّة،» در حساب او نمى ‏آيد مصيبتى، و فروتنى نمى‏كند پرهيزكارى را.

«فمات في فتنته غريرا، و عاش في هفوته أسيرا» پس مرد در گمراهى خود مغرور، و زيست در هفوت و خطاى خود اسير.

عمر در خون جگر بگذاشته
بهره‏اى از عمر نابرداشته‏

هر چه کرده جمله تاوان آمده‏
جان به لب عمرى به پایان آمده‏

«لم یفد نفسه عوضا، و لم یقض مفترضا.» باز نخرید نفس خود را عوضى، و بجاى نیاورد مفترضى.

مى‏آیم و با دلى سیه مى ‏آیم
سرگشته و افتاده ز ره مى‏ آیم‏

اى پاک، ز آلودگیم پاکى ده‏
کآلوده به انواع گنه مى ‏آیم‏

«دهمته فجعات المنيّة في غبّر جماحه و سنن مراحه،» فرو گرفت او را دردهاى سخت مردن در بقّيه سعى كردن او در هواى خويش، و طريق فرح افزاى خويش.

«فظلّ سادرا، و بات ساهرا،» پس روز كرد سراسيمه، و شب كرد بى ‏خواب كردن.

«في غمرات الآلام، و طوارق الأوجاع و الأسقام،» در سختيهاى المها، و فرود آمدنهاى وجعها و بيماريهاى نزع.

عطّار:

یا رب آن دم یاریم ده یک نفس
کان دمم جز تو نخواهد بود کس‏

در دم آخر خریداریم کن‏
یارى یاران تویى یاریم کن‏

دیده پرخون دوستان پاک من
چون بیفشانند دست از خاک من‏

هم توام دستى ده آن ساعت درست‏
تا بگیرم دامن فضل تو چست

واپسین خشتى که پیوندد به خاک
منقطع گردد امید از خلق، پاک‏

پس بپوشد خشت آخر روى من‏
تو مگردان روى فضل از سوى من‏

چون به خاک آرم من سرگشته روى
هیچ بارویم میار از هیچ سوى‏

روى آن دارد«» کز آن چندان گناه‏
هیچ با رویم نیارى اى اله‏

تو کریم مطلقى اى کردگار
در گذر از هر چه رفت و در گذار

سئل كعب الأحبار عن الموت، فقال: «كغصن شوك ادخل في جوف رجل، فجذبه انسان ذو قوّة، فقطع ما قطع، و أبقى ما أبقى». سؤال كردند كعب الاحبار را از حال مردن، پس گفت: همچون شاخ درخت خار كه داخل شده باشد در اندرون مردى، پس بكشد آن را آدمى صاحب قوّت، پس پاره شود آنچه پاره شود، و باقى ماند آنچه باقى ماند.

قال حجّة الاسلام: «فعند هذا الحين يختلف أنواع الموتى. فمنهم من يطعنه الملك بحربة مسمومة قد سقيت سمّا من نار، فتفرّ النفس، و تقبض خارجة، و من الموتى من تجذب نفسه رويدا«»، حتّى تنحصر في الحنجرة، و ليس يبقى بالحنجرة إلّا شعبة يسيرة متّصلة بالقلب، فحينئذ يطعنها بتلك الحربة الموصوفة. فإنّ النفس لا تفارق القلب حتّى تطعن. و سرّ تلك الحربة أنّها تغمس في بحر الموت، فاذا وضعت على القلب صار سرّها في ساير الجسد كالسمّ الناقع، لأنّ سرّ الحياة إنّما هو موضوع بالقلب أيضا، و يؤثر سرّه فيه عند النشأة الأولى. فإذا قبض الملك النفس السعيدة، تناولها ملكان حسنان الوجوه عليهما أثواب حسنة، و لهما روايح طيّبة، فيلفّونها في حريرة من حريرة الجنّة و أمّا الفاجر فيؤخذ نفسه عنفا، فإذا وجهه كآكل الحنظل، و الملك يقول: أخرجى أيّتها النفس الخبيثة من الجسد الخبيث» پس نزد اين حال نزع روح، مختلف مى ‏باشد انواع اموات. پس بعضى از ايشان را مى ‏زند ملك نيزه زهر آلوده آبداده به سمّ از آتش، پس فرار مى‏ كند نفس از بدن، و در حال بيرون آمدن قبض كرده مى ‏شود. و بعضى از موتى جذب كرده نفس او به امهال اندك اندك، تا منحصر مى‏ شود در حنجره، و باقى نمى‏ ماند به حنجره الّا اندك راهى متّصل به قلب، پس آن گاه مى ‏زند ملك آن زمان نيزه مسمومه موصوفه. از براى آنكه نفس مفارقت نمى‏ كند از قلب بى ‏آنكه آن حربه به او زده شود. و سرّ اين نيزه آن است كه فرو برده ‏اند آن را در درياى موت، پس هرگاه كه نهاده شد بر قلب، گشت سرّ آن حربه در جميع جسد همچون زهر كشنده، از براى آنكه سرّ حيات نيست الّا نهاده شده به قلب نيز، و تأثير مى ‏كند سرّ حيات در قلب در نشئه اولى.

هر که او یافت از اجل یک تیغ دست
هم قلم شد تیغ و هم دستش شکست‏

اى دریغا کز جهان دست و تیغ‏
جز دریغى نیست در دست اى دریغ

پس هرگاه که قبض کرد ملک نفس سعیدى، فرا مى‏ گیرند آن را دو ملک نیکو روى، که بر ایشان باشد جامه‏ هاى خوب، و مر ایشان را باشد بویهاى خوش، پس درپیچند روح او را در پر نیانى از پرنیان بهشت و امّا فاجر پس فرا گیرند نفس او را به عنف و تندى، پس ناگاه روى او همچون خورنده حنظل گردد، و ملک گوید: بیرون آى نفس پلید از جسد پلید.

مولانا:

تن چو مادر طفل جان را حامله
مرگ درد زادن است و زلزله‏

جمله جانهاى گذشته منتظر
تا چگونه زاید آن جان بطر

زنگیان گویند خود از ماست او
رومیان گویند بس زیباست او

گر بود زنگى برندش زنگیان
جنس خود را برده رومى از میان‏

تا نزاد او مشکلات عالم است‏
آنکه نازاده بداند او کم است‏

في كتاب الدرّة الفاخرة لحجّة الاسلام-  رضى اللّه عنه- : «قال بعض المتكلّمين: الحياة غيّر النفس، و في التراقى و الارتفاع يعرض عليه الفتن. و ذلك أنّ إبليس له اعوان قد أنفذ أعوانه إلى هذا الانسان خاصّة، و استعملهم عليه، وكّلهم به، فيأتون للرجل و هو في تلك الحالة، فيتمثّلون له في صورة من قد سلف من الأحبّاء الميّتين الباغين له النصح في دار الدنيا، كالأب و الأم و الأخ و الاخت و الصدّيق و الحميم، فيقولون له: أنت تموت يا فلان، و نحن قد سبقناك في هذا الشأن. فمت يهوديا فهو الدين المقبول عند اللّه. فإن انصرم عنه و أبى جاءه آخر و قال له: فمت نصرانيا، فإنّه دين المسيح و نسخ به دين موسى، و يذكرون له عقايد كلّ ملّة. فعند ذلك يزيغ اللّه من يريد زيغه، و هو معنى قوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، أى لا تزغ قلوبنا عند الموت، و قد هديتنا من قبل ذلك زمانا. فإذا أراد اللّه بعبده هداية و تثبيتا، جاءته ملك الرحمة، و قيل: هو جبرئيل-  عليه السلام-  فيطرد عنه الشياطين، و يسمح الشجوب عن وجهه، فيتبسّم الميّت لا محالة. و كثير ممّن يرى متبسّما في هذا المقام، فرحا بالبشرى الذى جاءه رحمة من اللّه، فيقول: يا فلان أما تعرفى أنا جبرئيل، و هؤلاء أعدائك من الشياطين، مت على الملّة الحنيفية الشريعة الجليلة، فما شي‏ء أحبّ للانسان و لا أفرح منه بذلك الملك، و هو قوله تعالى:«» وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.

«بين أخ شقيق، و والد شفيق،» در ميان برادر ياور، پدر و مادر مهربان غمخوار.

«و داعية بالويل جزعا، و لادمة للصّدر قلقا،» و زبان خواننده به «ويل» در زارى كردن، و زننده به سينه به اضطرار.

«و المرء في سكرة ملهية، و غمرة كارثة،» و شخص در حيرت مشغول گرداننده، و فرو رفتن در شدّت جان كندن.

عطّار:

نه در بترى نه در بهى مى ‏میرم
نه مبتدى و نه منتهى مى‏ میرم‏

در من نگر اى هر دو جهان خاک درت‏
کز هر دو جهان دست تهى مى ‏میرم

«و أنّة موجعة، و جذبة مكربة، و سوقة متعبة.» و ناله‏ هاى وجع رساننده، و كشيدن اندوه آورنده قابض روح، و راندن تعب دهنده ملائكه روح را در نزع.

قال تعالى: إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ .

عطّار:

گر بود از تلخى مرگت خبر
جان شیرینت شود زیر و زبر

راه بینى بود بس عالى نفس‏
هرگز او شربت نخورد از دست کس‏

سائلى گفت: اى به حضرت نسبتت
چون به شربت نیست هرگز رغبتت‏

داد آن صالح روانى از صواب‏
از سر صدقى مر او را این جواب‏

گفت: مرگ استاده بینم بر زبر
تا که شربت باز گیرد زودتر

تا چنین مرگى موکّل بر سرم‏
زهر من باشد اگر شربت خورم‏

با موکّل شربتم چون خوش بود
کین نه جلّابى بود آتش بود

«ثمّ ادرج في أكفانه مبلسا، و جذب منقادا سلسا،» باز در برند او را در كفنهاى او درحالتى كه مأيوس و نااميد باشد، و كشيده شود در حالتى كه سلس القياد و فرمانبردار باشد.

«ثمّ القى على الأعواد رجيع وصب، و نضو سقم،» باز بيفكنند او را بر چوبها در حالتى كه مورد دردهاى متواليه و مرض‏هاى متعاقبه باشد.

«يحمله حفدة الولدان، و حشدة الإخوان،» برمى ‏دارند او را فرزندان فرمانبردار، و جماعت برادران غمخوار.

«إلى دار غربته، و منقطع زورته،» تا خانه غربت او، و محلّ انقطاع و جدا شدن از زيارت او.

«حتّى إذا انصرف المشيّع، و رجع المتفجّع،» تا آن گاه كه بازگردند مشايعت كنندگان، و باز پس روند مصيبت‏زدگان.

«اقعد في حفرته نجيّا لبهتة السّؤال، و عثرة الامتحان.» بنشانند او را در قبر او در حالتى كه همراز باشد از براى دهشت سؤال منكر و نكير، و خطاى اوقات امتحان و ابتلا در دنيا.

عطّار:

چو در گهواره گور اوفتادیم
چو طفلان، مادر آن عالم بزادیم‏

شده آن گور چون گهواره تنگ‏
کفن بر دست ما پیچیده بر تنگ‏

درون آیند دو زنگى پرزور
بجنبانند مان گهواره گور

چو طفلان ما در آن سختى و تنگى‏
بلرزیم از نهیب و سهم زنگى‏

نه ما را مادرى نه مهربانى
بگردانیده روى از ما جهانى‏

ز ما ببریده هم بیگانه هم خویش‏
چو طفلان ما و راهى سخت در پیش‏

چو طفلان آن جهان نادیده باشیم
از آن دهشت عجب ترسیده باشیم‏

در آن ساعت که ما خسبیم در خاک‏
از آن زنگى نگه‏مان دار اى پاک‏

به ما گویند من ربّک و ما دین
خدایا از تو مى‏خواهم تلقین‏

چو تو ما را بپروردى به اعزاز
مده ما را به دست زنگیان باز

«و أعظم ما هنالك بليّة نزل الحميم، و تصلية الجحيم، و فورات السّعير-  أى غليانها- » و عظيم‏ترين بلاها آنجا در قبر رزقى آماده از آب گرم كرده در دوزخ است، و در آوردن روز قيامت در دوزخ، و سختيهاى آتش افروخته سوزان.

«نزل الحميم» ما يتحف به النزيل، و يسمّى أوّل ما يصيب الكافرين عذاب السعير نزلا تشبيها بأوّل ما يتحف به النزيل، قال اللّه تعالى: هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ و يحتمل أن يكون «نزول الحميم» ما ينزل عليهم من الماء، قال اللّه تعالى يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ، و الحميم الماء الحارّ.

«لا فترة مزيحة،»-  الفترة السكون، و المزيح المزيل، أى تزيلهم عمّا هم عليه من العذاب-  يعنى نه سكونى كه او را برهاند از عذاب.

«و لا دعة مريحة،» و نه تن آسايى كه روحى و آسايشى به او رساند.

«المريحة» من أراحه إذا روّح قلبه أو بدنه.

«و لا قوّة حاجزة،» و نه قوّتى كه حائل گردد.

«و لا موتة ناجزة-  أى سريعة- » و نه مرگى ناگاهى.

«و لا سنة مسلّية،» و نه نيم خوابى كه سلوتى بخشد.«» «بين أطوار الموتات-  أى تاراتها و أنواعها- » ميانه انواع مرگ‏ها.

«و عذاب السّاعات» و ميانه عذاب وظيفه ساعتها أى انواع العذاب موظّفة فيها على الساعات، فما من ساعة إلّا و فيها نوع من العذاب.

«إنّا باللّه عائذون» بدرستى كه ما به خدا پناه برنده‏ايم

عطّار:

از آن هر ساعتى غم بیش دارم
که روز واپسین در پیش دارم‏

خداوندا در آن دم یاریى ده
به فضلت بنده را بیداریى ده‏

در آن ساعت ز شیطانم نگه دار
ز ظلمت نور ایمانم نگه دار

چو جان من رسد در نزع بر لب
فرو مگذار و دستم گیر یا رب‏

اگر آن دم نیاموزى تو گفتار
درازا منزلا و مشکلا کار

«عباد اللّه، الّذين عمّروا فنعموا، و علّموا ففهموا،» اى بندگان خداى، كجايند آن كسانى كه عمر داده شدند پس تنعّم كردند، و تعليم كرده شدند پس فهميدند.

إخبار لهم عن حالهم على وجه التقريع، فكأنّه يقول: لم يكن تعمير اللّه إيّاكم للتنعّم و الرفاهية، بل كان لاكتساب السعادة و التحلّى بمكارم الاخلاق. و هكذا قوله: «علّموا ففهموا» أى لم يكن التعليم للفهم فحسب، بل العلم.

«و انظروا فلهوا،» و مهلت داده شدند پس غافل گشتند.

«و سلّموا فنسوا» و به سلامت مانده ‏اند از بلاها پس فراموش كردند «امهلوا طويلا، و منحوا جميلا،» مهلت داده شدند مدّت دراز، و داده شدند چيزهاى نيكو.

«و حذّروا أليما،» و تحذير كرده شدند از عذاب دردناك.

«و وعدوا جسيما» و بيم داده شدند از عذاب غليظ «احذروا الذّنوب المورّطة،» حذر كنيد از گناهان به ورطه گناههاى ديگر اندازنده.

«الذنوب المورّطة» ذنوب يقع الناس في الذنوب الآخر، و التحرّز عن مثل تلك الذنوب أوجب و أفرض. و ربّما يقع للانسان ذنب فاقلع عنه سريعا، و لم يصبر عليه، و هو أقرب إلى التجاوز و العفو و إن كان عظيما. و يقع ذنب صغير يدعو إلى ذنوب آخر، و ذاك آكد في إسخاط الربّ-  جلّ جلاله-  و أعظم عنده، و هذا هو المراد بقوله-  عليه السلام- : «لا صغيرة مع إصرار، و لا كبيرة مع استغفار»، و نعوذ باللّه من ذنب عقيب ذنب. فهو دليل الشقاوة العظمى، و المقتضى العقوبة الكبرى و قال بعض الأكابر العلماء: «الذنب بعد الذنب من عقوبات الذنب، و الطاعة بعد الطاعة من مثوبات الطاعة».

«و العيوب المسخطة.» و حذر كنيد از عيبهاى موجب سخط و خشم خداى تعالى.

«يا اولى الأسماع، و العافية و المتاع هل من مناص أو خلاص أو معاذ أو ملاذ أو فرار أو محار أم لا» اى خداوندان بينايى و شنوايى و عافيت و برخوردارى آيا هيچ گريزگاهى يا خلاصى يا پناهى يا ملاذى يا مرجعى هست يا نه

گر چه کردم جرم بسیار اى خداى
قادرى، ناکرده انگار اى خداى‏

پادشاها با دم سرد آمدم‏
با دل پر غصّه و درد آمدم‏

گر عذاب تو ز صد سویم بود
در خور یک تاره مویم بود

لیک یک فضلت چو صد عالم فتاد
جرم جمله کم ز یک شبنم فتاد

آمد از من آنچه آید از لئیم
تو بکن نیز آنچه آید از کریم‏

قوله: «يا اولى الأسماع» تذكير بنعمتى السمع و البصر ليتنبّه السامعون، فيستعملوهما في مواضعهما.

«فأنّى تؤفكون أين تصرفون أو بما ذا تغترّون» پس از براى چه باز مى‏گرديد از طريق حقّ يا به كجا باز مى‏گرديد يا به چه فريفته مى‏شويد «الصرف» إمالة عن مقصد إلى مقصد غيره، «و الإفك» الصرف عن المقصد إلى غير مقصد صحيح، و يؤكّد هذا الفرق قول أمير المؤمنين-  عليه السلام- : «فأنّى تؤفكون، أم أين تصرفون» أى لم تصرفون عمّا هو المقصد لغير مقصد صحيح، و إن كان مقصد صحيح، فأين ذلك المقصد و «أين» لفظة يستعملها من اشتبه عليه مقصد يعرفه المخاطب.

«و إنّما حظّ أحدكم من الأرض، ذات الطّول و العرض، قيد قدّه-  أى مقدار قامته-  متعفّرا على خدّه» و نيست حظّ يكى از شما از زمين، صاحب درازى و پهنايى، الّا مقدار قامت او، در حالتى كه خاك پوشيده است بر روى او.

عطّار:

زود خواهد بود کین جان و دلم
فرقتى جویند از آب و گلم‏

شیر مردا، گر دلت خواهد همى‏
عزم کن بر گورم و بگرى دمى‏

بر سر عطّار اگر یاریگرى
اندکى بنشین و بسیارى گرى‏

تشنگىّ من ببین در زیر خاک‏
یک دمم آبى فرست از اشک پاک‏

«الآن عباد اللّه و الخناق مهمل، و الرّوح مرسل،» وقت غنيمت دانيد اى بندگان خداى و منفذ نفس گشاده است، و روح در بدن است و مقبوض نشده.

قوله: «الخناق» يعنى منفذ النفس، و «الرّوح مرسل» أى الذى يقوم به الحياة مطلق لم يقبض.

و هاهنا لطيفة يجب التيقّظ لها، و ذلك يعرف بين الإهمال و الإرسال. فالإهمال إرسال القيد و إطلاقه عن الشي‏ء مع استيفاء النظر إليه، و هكذا أمر الخناق و الروح.

فإنّ الخناق منفذ النفس من الجسم و هو مهمل، لأنّ النظر مقطوع عنه، بخلاف الروح، لأنّ اللّه أرسلها إلى عالم الغيب، و هو ينظر إليها، و هذا هو المراد بقوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : « إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أعمالكم، و لكن ينظر إلى قلوبكم» و المعنى الآخر: أنّ الاهمال على الإجمال أبلغ في إطلاق القيد من الإرسال، و كذا أمر الخناق و الروح، فإنّ إطلاق القيد عن الخناق أبلغ منه عن الروح، فإنّ النفس منفتح في جميع الأحوال الطارئة على الحيوان كالنوم و الإغماء و الأمراض الحائلة، و لا ينقطع النفس غمّة في حال من الأحوال، بخلاف الروح فإنّها تمسك أحيانا، قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها إلى قوله: وَ يُرْسِلُ‏ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ . كذا في شرح ابو الوفا، رحمه اللّه تعالى.

«في فينة الإرشاد، و راحة الأجساد، و مهل البقيّة، و انف المشيّة، و إنظار التّوبة، و انفساح الحوبة،» در حين راه نمودن، و راحت بدن، مهلت تدارك بقيّه ايّام حيات، و اوّل خواهش، و وسعت زمان توبه، و گشاده شدن حاجت و مسكنت.

«فينة الإرشاد» زمان الحياة الذى يتراءى فيه للخلق آيات ظاهرة و دلائل قاطعة، يرشدهم العقل اليها، و «مهل البقيّة» أى زمان أمهل الإنسان فيه للاحتراز عن القبيح، و «انف المشيّة» أى ابتداء الإرادة للخير و الشرّ، و «إنظار التّوبة» إمهالها، و «انفساح الحوبة» أى سعة الذنوب و كثرتها، و «الحوب» الذنب، و ليس كلّ ذنب حوبا، بل الحوبة من رذائل النفس، و يقال: لمهانة النفس و خبثها الحوبة، و يقال: «ألحق اللّه به الحوبة» أى المهانة و الذلّة.

«قبل الضّنك و المضيق، و الرّوع و الزّهوق، و قبل قدوم الغائب المنتظر و إخذة العزيز المقتدر.» پيش از تنگى و جاى تنگ، و خوف و جان كندن، و پيش از آمدن غائب آينده-  يعنى مرگ-  و فرا گرفتن غالب توانا، جلّ و علا.

عطّار:

کاشکى هرگز نبودى نام من
یا نبودى جنبش و آرام من‏

هر که را در پیش این مشکل بود
چون تواند کرد اگر صد دل بود

صد جهان، جان مبارز آمده
جمله سرگردان و عاجز آمده‏

زین چنین کارى که در پیش آمده‏ست‏
علم مفلس، عقل درویش آمده‏ست‏

مى‏نبینم من کسى دمساز را
تا که خواهد برد پى این راز را

شد ز بیم خاک و سنگ و هنگ«» من‏
خاک خود بپذیردم از ننگ من‏

برد غفلت روزگارم، چون کنم
بر نیامد هیچ کارم، چون کنم‏

برده در بازار دنیا روزگار
چون توانم رفت پیش کردگار«»

و في الخبر أنّه لما خطب-  عليه السلام-  بهذه الخطبة، اقشعرّت لها الجلود، و بكت لها العيون، و رجفت القلوب، و تسمّى هذه الخطبة الغرّاء قال الشارح: «اعلم أنّ قوله «اقعد في حفرته» الى آخره صريح في العقول بعذاب القبر و سؤال منكر و نكير»-  انتهى كلامه- .

قال العلّامة الدوانى:«» «اعلم أنّ عذاب القبر للكافر و المؤمن الفاسق، فعدول عليه قواطع الشرع، مثل قوله تعالى على سبيل الحكاية: رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ و المراد بالإحيائين و الإماتتين: الإماتة الاولى، ثمّ الإحياء في القبر، ثمّ الاماتة فيه ايضا بعد سؤال منكير و نكير، ثمّ الاحياء في الحشر. و قوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «استبرءوا من البول، فإنّ عامة عذاب القبر منه»، و قوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «القبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النّيران»، و الأحاديث الصحاح الدالّة على عذاب القبر و نعيمه و سؤال الملكين أكثر من أن يحصى، بحيث يبلغ القدر المشترك حدّ التواتر، و إن كان كلّ منها خبر الآحاد، و اتّفق عليه السلف الصالح قبل ظهور المخالفين.» و إنّما ينكره المعتزلة من حيث يقولون: «إنّا نرى شخص الميّت مشاهدة و هو غير معذّب، و إنّ الميّت ربّما يفترسه السباع و يأكلونه». و هذا فاسد: أمّا مشاهدة الشخص، فهو مشاهدة لظاهر الجسم، و المدرك للعذاب جزء من القلب أو من الباطن، كيف كان و ليس من ضرورة التعذيب ظهور حركة في ظاهر البدن، بل الناظر إلى ظاهر النائم لا يشاهد ما يدركه النائم من اللذّة عند الإحتلام، و من الألم عند تخيّل الضرب و غيره، و لو انتبه النائم و أخبر عن مشاهداته و آلامه و لذّاته من لم يجر له عادة بالنوم و لم يعهده، لبادر إلى الإنكار اغترارا بسكون ظاهر جسمه في مشاهدته، إنكار المعتزلة لعذاب القبر، و أمّا الذى يأكله السباع فغاية ما في الباب أن يكون بطن السبع قبرها.

فيبقى قول القائل: «إنّا نرى الميّت و لا نشاهد منكرا و نكيرا، و لا نسمع لهما صوتا في السؤال، و لا صوت الميّت في الجواب». فهذا ينكر مشاهدة رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  لجبرئيل و سماعه و كلامه، و سماع جبرئيل جوابه، و لا يستطيع مصدّق بالشرع أن ينكر ذلك، إذ ليس فيه إلّا انّ اللّه تعالى خلق له سمعا لذلك الصوت، و مشاهدة لذلك الشخص، و لم يخلق للحاضرين عنده، و لا لعايشة و قد كانت تكون عنده حاضرة في وقت ظهور رجاء الوحى. فإنّ للنفس نشئات، و هى كلّ نشأة تشاهد صورا تقتضيها تلك النشأة، فتشاهد في حال الإنخلاع عن البدن امورا لم تكن تشاهدها في الحياة، و إلى ذلك يشير قول من قال: «النّاس نيام فإذا ماتوا انتبهوا».

سالک سرکش سر و گردن کشان
پیش عزرائیل آمد جان فشان‏

گفت: اى جان تشنه دیدار تو
نفس کو سر مى ‏زند در کار تو

طاقت هجران ندارى اینت خوش
جان به جانان مى ‏سپارى اینت خوش‏

فالق الاصباح فی الاشباح تو
باسط الید قابض الارواح تو

اوّل نام تو از نام عزیز
یافته عزّت چه خواهد بود نیز

چون جمالت ذرّه ‏اى دید آفتاب‏
گشت سرگردان نمى ‏آورد تاب‏

مرگ، رویت دید و جان افشاند و رفت
دامن از هر دو جهان افشاند و رفت‏

خلق گوید مرد زو کم شد نشان‏
زنده است او بر تو کرده جان فشان‏

مى‏سزد گر جان بر افشانیش تو
تا به جانان زنده گردانیش تو

زندگى کردن به جان زیبنده نیست
جز به جانان زنده بودن زنده نیست‏

چون به دست توست جان را زندگى‏
مانده‏ام دل مرده در افکندگى‏

جان بگیر و زنده دل گردان مرا
ز ان که بى‏جانان نباید جان مرا

تا که عزرائیل این پاسخ شنید
راست گفتى روى عزرائیل دید

گفت اگر از درد من آگاهیى
این چنین چیزى ز من کى خواهیى‏

صد هزاران قرن شد تا روز و شب‏
جان یک یک مى‏ستانم در تعب‏

من به هر جانى که بستانم ز تن
مى‏بریزم خون جان خویشتن‏

دم به دم از بس که جان برداشتم‏
دل به کلّى از جهان برداشتم‏

با که کردند این که با من کرده‏اند
صد جهان خونم به گردن کرده‏اند

گر بگویم خوف خود از صد یکى‏
ذرّه ذرّه گردى اینجا بى‏شکى‏

چون نمى‏آیم ز خوف خود به سر
کى توان کردن طلب چیزى دگر

تو برو کز خوف کار آگه نه‏اى‏
در عزا بنشین که مرد ره نه‏اى‏

سالک آمد پیش مرد کاردان
راز شرح حال با بسیار دان‏

پیر گفتش هست عزرائیل پاک‏
راه قهر و معدن مرگ و هلاک‏

مرگ، نه احمق نه بخرد را گذاشت
نه یکى نیک و یکى بد را گذاشت‏

هر که مرد و گشت زیر خاک پست‏
هر کسش گوید بیاسود و برست‏

مرگ از زین تهمتن مى‏نهند
مردنت آسایش تن مى‏نهند

الحق آن دنیا چه خوش برگ اوفتاد
کاوّلین آسایش مرگ اوفتاد

خیز تا گامى به گردون برنهیم
پس سر این دیگ پر خون برنهیم

في كتاب قوت القلوب: «عذاب القبر حقّ و عدل و حكمه على الجسم و الروح و النفس، يشتركون في ذلك حسب اشتراكهم في المعصية، و إن كان نعيما كان ذلك‏ على الجسم و الروح و النفس، يشتركون في النعيم كما اشتركوا في الطاعة، و هذا من احكام الآخرة، يكون بمجارى القدرة، ليس على ترتيب المعقول، و لا عرف العقول، يوصل اللّه العذاب و النعيم إلى الأرواح و الاجسام و هى متفرّقة، فيتّصل ذلك بهما كأنّها متّفقان، و ليس في القدرة مسافة و لا ترتيب، و لا بعد و لا توقيت.» قال في الفتوحات المكّية في حقيقة الموت و ما لقاه الميّت في القبر الى يوم نفخة الصور: «اعلم أنّ الناس في حقيقة الموت ظنّوا ظنونا كاذبة فيها. فظنّ بعضهم أنّ الموت هو العدم، و أن لا حشر و لا نشر، و لا عاقبة للخير و الشرّ، و أنّ موت الإنسان كموت الحيوانات و جفاف النبات، و هذا رأى الملحدة و كلّ من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر. و ظنّ قوم أنّه ينعدم بالموت، و لا يتألّم بعقاب و لا يتنعّم بثواب ما دام في القبر، إلى أن يعاد في وقت الحشر. و قال آخرون: إنّ الروح باقية لا ينعدم بالموت، و إنّما المثاب و المعاقب هى الأرواح دون الأجساد، و إنّ الأجساد يبعث و لا يحشر أصلا.

و كلّ هذه الظنون فاسدة و عن الحقّ مائلة، بل الذى يشهد له طرق الاعتبار، و ينطق به الآيات و الاخبار: أنّ الموت معناه تغيّر حال فقط، و أنّ الروح باقية بعد مفارقة الجسد إمّا معذّبة و إمّا منعّمة، و معنى مفارقتها للجسد انقطاع تصرّفها عن الجسد بخروج الجسد عن طاعتها. فإنّ الاعضاء آلات للروح يستعملها، و حتّى إنّها ليبطش باليد و يسمع بالاذن و يبصر بالعين، و يعلم حقيقة الاشياء بالقلب، و القلب عبارة هاهنا عن الروح في الروح، يعلم الأشياء بنفسها من غير آلة، و لذلك قد يتألّم بنفسه بأنواع الحزن و الغمّ و الكلّ، و ينعّم بأنواع السرور و الفرح، و كلّ ذلك لا يتعلّق بالاعضاء. و كلّ ما هو وصف للروح بنفسها، فيبقى معها بعد مفارقة الجسد، و ما هو لها بواسطة الأعضاء، فيتعطّل بموت الجسد إلى أن يعاد الروح إلى الجسد، و لا يبعد أن يعاد إلى الجسد في القبر، و لا يبعد أن يؤخّر إلى يوم البعث، و اللّه أعلم بما حكم‏ به على كلّ عبد من عباده و إنّما يعطّل الجسد بالموت، لأنّ الموت يضاهى تعطّل أعضاء الزمن بفساد مزاج يقع فيه، و لسدة يقع في الاعصاب يمنع نفوذ الروح فيها، فيكون الروح العاملة المدركة باقية مستعملة لبعض الاعضاء، و قد استقصى عليه بعضها. فالموت عبارة عن استقصاء شبعة الأعضاء كلّها، و كلّ الاعضاء آلات، و الروح هى المستعملة لها، و أعنى بالروح المعنى المدرك من الانسان للعلوم أو لآلام و الغموم و لذّات الافراح، و مهما بطل تصرّفها في الاعضاء لم يبطل منها العلوم و الإدراكات، و لا يبطل منها الافراح و الغموم، و لا يبطل فيها قبولها للآلام و اللذّات، و الانسان بالحقيقة هو المعنى المدرك للعلوم و الآلام و اللذّات، و ذلك لا يموت أى لا ينعدم.

و معنى الموت انقطاع تصرّفه عن البدن، و خروج البدن عن أن يكون آلة له كما أنّ معنى الزمانة خروج البدن عن أن يكون آلة مستعملة. فالموت زمانة مطلقة في الأعضاء كلّها، و حقيقة الانسان نفسه و روحه و هى باقية.

نعم يتغيّر حاله من وجهين: أحدهما: إنّها سلب عنه عينه و اذنه و لسانه و يده و رجله و جميع اعضائه، و سلب عنه أهله و ماله و ولده و أقاربه و ساير معارفه، و سلب عنه نخيله و دوابّه و غلمانه و دوره و عقاره و ساير أملاكه. و لا فرق بين أن يسلب هذه الأشياء من الانسان، و بين أن يسلب الانسان من هذه الاشياء. فإنّ المولم هو الفراق، و الفراق يحصل تارة بأن ينهب مال الرجل، و تارة بأن يسبى الرجل عن المال، و الألم واحد في الحالتين، و إنّما معنى الموت سلب الانسان عن أمواله بإزعاجه إلى عالم آخر لا يناسب هذا العالم، و إن كان له في الدنيا يأنس به و يستريح اليه و يقيّد بوجوده، فيعظم تحسّره عليه بعد الموت، و يصعب شفاؤه من مفارقته، بل يلتفت قلبه إلى واحد واحد من ماله و جاهه و عقاره، حتّى إلى قميص يلبسه مثلا و يفرح به.

و إن لم يفرح إلّا بذكر اللّه و لم يأنس إلّا به عظم نعيمه و تمّت سعادته، إذ خلّى‏ بينه و بين محبوبه، و قطعت عنه العوائق و الشواغل، إذ جميع اسباب الدنيا شاغلة عن ذكر اللّه. فهذا أحد وجهى المخالفة بين حال الموت و حال الحياة.

و الثاني: ينكشف له بالموت ما لم يكن مكشوفا في الحياة، كما ينكشف للمتيقّظ ما لم يكن مكشوفا في النوم و «النّاس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا». فأوّل ما ينكشف له، ما يضرّه و ينفعه من حسناته و سيّئاته، و قد كان ذلك مسطورا في كتاب منطوى في سرّ قلبه، و كان يشغله عن الإطّلاع عليه شواغل الدنيا. فإذا انقطعت الشواغل، انكشف له جميع أعماله. فلا ينظر إلى سيّئة إلّا و يتحسّر عليها تحسّرا تؤثر أن يخوض غمرة النار للخلاص عن تلك الحسرة، و عند ذلك يقال له: كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً. و ينكشف كلّ ذلك عند انقطاع النفس و قبل الدفن، و يشتغل فيه نيران الفراق، أعنى فراق ما كان يطمأنّ إليه من هذه الدنيا الفانية، دون ما أراد منها لأجل الزاد و البلغة. فإن طلب من الزاد للبلغة، فإذا بلغ المقصد فرح بمفارقته لبقيّة الزاد إذ لم يكن يريد الزاد لعينه. و هذا حال من لا يأخذ الدنيا إلّا بقدر الضرورة، و كان يوّد أن ينقطع ضرورته ليستغنى عنه، فقد حصل ما كان يودّه و استغنى عنه. فهذه أنواع من العذاب و الآلام عظيمة تهجم قبل الدفن.

ثمّ عند الدفن قد يردّ روحه إلى الجسد لنوع آخر من العذاب، و قد يعفى عنه، و يكون حال المنعم بالدنيا المطمئنّ إليها كحال من تنعم عند غيبة ملك من الملوك في داره و ملكه و حرمه اعتمادا على أنّ الملك يتساهل في أمره، أو أنّ الملك ليس يدرى ما يتعاطاه من قبيح فعاله، فأخذه الملك بغتة، و عرض عليه جريدة قد دوّنت فيها جميع فواحشه و جناياته ذرّة ذرّة و خطوة خطوة، و الملك قاهر متسلّط و غيور على جرمه و منتقم من الجناية على ملكه و غير ملتفت إلى من يتشفّع إليه في العصاة عليه. فانظر إلى حال هذا المأخوذ، كيف يكون حاله قبل نزول عذاب الملك به، من‏ الخوف و الخجلة و الحياء و التحسّر و الندم عليه. فهذا حال الميّت الفاجر المغترّ بالدنيا المطمئنّ إليها قبل نزول عذاب القبر به، بل عند موته، نعوذ باللّه منه فإنّ الخزى و الافتضاح و هتك الستر أعظم من كلّ عذاب يخلّ بالجسد من الضرب و القطع و غيرهما.

فهذه إشارة إلى حال الميّت عند الموت، شاهدها البصائر لمشاهدة باطنه أقوى من مشاهدة العين، و شهد له شواهد الآيات و السنّة. نعم لا يمكن كشف الغطاء عن كنه حقيقة الموت، إذ لا يعرف الموت من لا يعرف الحياة، و معرفة الحياة لمعرفة حقيقة الروح في نفسها و إدراك ماهية ذاتها، و لم يؤذن لرسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  أن يتكلّم فيه، و أن لا يزيد على أن يقول: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ.«» فليس لأحد من علماء الدين أن ينكشف عن سرّ الروح أن اطّلع عليه، و إنّما المأذون ذكر حال الروح بعد الموت، و يدلّ على أنّ الموت ليس عبارة عن انعدام، و انعدام إدراكها، آيات و اخبار كثيرة».

چه به موت طبيعى، جز تصرّف اعضاى ظاهر و حواسّ باطل نمى‏شود. از قبيل كسى كه استرخاى سخت به اعضاى وى رسد، چنانكه هر عضوى را از عمل خود باز دارد، و او به باطن عالم باشد به احوال حاظران، و آن قوّت در خود نبيند كه با ايشان مكالمه كند.

قال صاحب العوارف: و نعتقد أنّ الميّت بعد الموت يسمع ما يقال عنده و يقال له، كما كان في حال حياته، و يتأثّر بالعنف و اللطفة من الغاسل و ممّن باشر جسمه، و كانت الحواسّ التي انعدمت انكمنت فيه. روى عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ الميّت ليعلم من يغسّله و من يكفّنه و من يدلّيه في حفرته»«»، و في رواية: «إنّ الميّت ليناشد غاسله».

و في رواية: «و إنّهم ليغسّلونه و يكفّنونه و إنّه لينظر»، و روى عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قال: «لا تفضحوا إخوانكم بسيّئات أعمالكم، فإنّها تعرض على أوليائكم من أهل القبور.» و از اين جهت ابو الدرداء گفت: «اللّهم إنّى أعوذ بك من أن أعمل عملا، أخزى فيه عند عبد اللّه بن رواحه». و او پيش از وى وفات يافته بود، و در حديث است كه «إنّ الميّت ليبشر بصلاح ولده في قبر» و في رواية: «حسّنوا أعمالكم فإنّها تعرض على موتاكم».

معلوم شد كه اموات با خبر مى‏ باشند از آنچه ايشان را آگاهى دهند، و از جمله دلالات بر شعور ميّت در قبر ضغطه و فشاردن قبر است. عن معاذ قال: قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «الضّغطة في القبر كفّارة المؤمن من كلّ ذنب بقى عليه و لم يغفر له» و عن انس: «إنّ رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  أمسك اللّحد و قال: يا أرض تخفّفى عن إبنتى الضّغطة، فإنّها كانت طويلة السّقم»، و از احمد«» منقول است كه هر كه غرق شد يا دد و دام وى را خوردند، او را ضغطه باشد در آن مستقرّ كه اوست. و عن الإمام جعفر الصادق-  عليه السلام-  فيما سئل عن المصلوب يعذّب عذاب القبر قال: «نعم، إنّ اللّه يأمر الهواء فيضغطه أشدّ من ضغطة القبر».

همچنان چه در قوله تعالى: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا خبر داد از قدرت خويش كه در ميان آب ايشان را به آتش معذّب كرد. اخبار بسيار متظاهر است كه چون شخصى از احيا بميرد، اموات را علم به مردن او باشد.

و همچنين در زيارت كردن روى عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- :«ما من رجل يزور قبر أخيه و يجلس عنده إلّا استأنس به، و ردّ عليه حتّى يقوم»، و جاء في الحديث: «إنّ الميّت إذا وضع في قبره يأتيه رجل حسن الوجه حسن الثّياب طيب الرّيح، فيقول: أبشر بالّذى يسرّك، هذا يومك الّذى كنت توعد، فيقول: من أنت فوجّهك الوجه الّذى يجي‏ء بالخير فيقول: أنا عملك الصّالح.

و الكافر يأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثّياب منتّن الرّيح، قال: أبشر بالّذى يسوءك، هذا يومك الّذى كنت توعد، قال: و من أنت فوجّهك الوجه الّذى يجي‏ء بالشّرّ فيقول: أنا عملك السّيّى‏ء.» و قال في الباب السادس و السبعين و مائة في معرفة احوال القوم عند الموت

(شعر):

للقوم عند حلول الموت أحوال
تنوّعت و هى أمثال و أشکال‏

و منهم من یرى الأسماء تطلبه‏
و منهم من یرى الأملاک و الحال‏

فی ذلک مختلف عند الوجود لما
تعطى الحقائق و التفصیل إجمال‏

و منهم من یرى الإرسال مقبله
إلیه یتحقّقه بالرسل«» أعمال‏

و منهم من یرى التنزیه یطلبه
و هو الذى عنده التشبیه إخلال‏

و کلّهم سعدوا و العین واحده
و عندهم فی جنان الخلد أشغال‏

هذا هو الحقّ لا تبقى به بدلا
فهو الصحیح الذى ما فیه إشکال‏

قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «يموت المرء على ما عاش عليه، و يحشر على ما عليه مات»، و قال تعالى: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ يعنى عند الموت، أى يعاين ما هو أمره عليه، الذى ينفرد به أهل اللّه العابدون ربّهم إذا أتاهم اليقين، يقول لنبيّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : وَ اعْبُدْرَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ يعنى الموت، لأنّه أمر متيقّن لا اختلاف في وقوعه في كلّ حيوان، و إنّما وقع الخلاف في ماهيته.

قال شاعرهم [شعر]:

تخالف الناس حتّى لا اتّفاق لهم
إلّا على شجب و الخلف في الشجب‏

يعنى ما هو، و الشجب الموت. فإذا حضرتهم الوفاة، فلا بدّ لهم من مشاهدة إثنى عشر صورة يشهدونها أو بعضها، لا بدّ من ذلك. و هنّ: صورة عمله و صورة علمه، و صورة اعتقاده، و صورة مقامه، و صورة حاله، و صورة رسوله، و صورة اسم من أسماء الأفعال، و صورة اسم من أسماء الصفات، و صورة اسم من أسماء النعوت، و صورة اسم من أسماء البشرية، و صورة اسم من أسماء الذات. و كان الأولى أن يكون هذه الصور كلّها بالسين لا بالصاد. فإنّها منازل معانى، إلّا أنّه لمّا تجسدت المعاني و ظهرت الاشكال و المقادير لذلك تصوّرت في صور، إذا كان الشهود بالبصر، و حكمت الحضرة بذلك الخيالية البرزخية، فالموت و النوم سواء فيما ينتقل إليه المعاني.

الأوّل: العمل، فمنهم من يتجلّى له عند الموت عمله، فيتجلّى له عمله في الزينة و الحسن على قدر ما أنشأه العامل عليه من الجمال. فإن أتمّ كما شرع له، و لم ينتقض منه شيئا يشينه انتقاصه، و كان في أتمّ نشأة حسّية، ظهرت من تمام أركان ذلك العمل، الظاهر و الباطن، من الحضور و شهود الربّ في قلبه و في قبلته إذا صلّى، و في كلّ عمل مشروع، فهو صلاة. لهذا قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  عن اللّه تعالى أنّه يقول يوم القيامة: «انظروا في صلاة عبدى، أتمّها أو نقصها. فإن كانت تامّة كتبت له تامّة، و إن كان انتقص منها شيئا قال: انظروا هل لعبدى من تطوّع، قال: أكملوا لعبدى فريضته من تطوّعه.»

ثم يؤخذ الأعمال على ذاكم.«» فإن كان العمل في غير ذات العامل كمانع الزكاة و كغاصب أمر ما حرّم عليه اعتصاه«»، كسى ذلك المال صورة عمل هذا العبد من حسن أو قبح. فإن كان قبيحا طوّق به، كما قال في مانع الزكاة: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ،«» و قال فيه-  عليه السلام- :«» «تمثّل«» له ما له شجاعا اقرع»«»-  الحديث- . و فيه يقول: «أنا كنزك»، فيتطوّق به، و الكنز من عمل العبد في المال.

و هكذا لعباد اللّه الصالحين فيما يجودون به من الخير بما يرجع إلى نفوسهم، و إلى التصرّف في غير ذواتهم، فبدا«» علامات ذلك كلّه، و هذا داخل«» قوله: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ.«» و هذا الموطن من بعض مواطن ما يرى فيه عمله.

فيشاهد العبد الصالح عند الاحضار عمله الصالح الذى هوادى لروحه، مثل البراق لمن أسرى به عليه. فيتوقّع تلك الروح الطيّبة إلى درجتها حيث كانت من علّيين. فإنّ عباد اللّه على طبقات في أعمالهم: في الحسن و الأحسن و الجميل و الأجمل

الثاني: العلم، و منهم من تجلّى له عند الموت علمه بالجناب الإلهى، و هم رجلان: رجل أخذ علمه باللّه عن نظر و استدلال، و رجل أخذ علمه عن كشف. و صورة الكشف أتمّ و أجمل في التجلّى، لأنّ الكشف و اقتناء في هذا العلم منحه تقوى و عمل صالح، و هو قوله: وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ. فيظهر له علمه عند الموت صورة حسنة أو ثوبا يلتبس به، فيفرح به، و إن صحبته دعوى في اقتناء ذلك العلم نفسه،«» فهو في الصورة الجميلة، دون لم يصحبه دعوى في اقتناء ذلك العلم، بل راه منحة إلهية و فضلا. و منه لا يرى لنفسه تعمّلا، بل يكون ممّن فنى عن علمه في عمله، فكان معمولا به كالآلة للصانع يعمل بها، و ينسب العمل إليه لا إليها، فدفع الثناء إلى الصانع العالم بها، لا عليها. فكذا يكونون«» بعض عباد اللّه في اقتناء علومهم الإلهية، فيكون«» صورة العلم في غاية من الحسن و الجمال.

الثالث: الإعتقاد، و منهم المعتقد الذى لا علم عنده إلّا أنّ عقده موافق للعلم بالأمر على ما هو عليه. فكان يعتقد في اللّه ما يعتقده العالم، لكن عن تقليد لعلمه من العلماء باللّه، و لكن لا بدّ أن يتخيّل ما يعتقده. فإنّه ليس في قوّته أن يجّرده عن الخيال، و هو عند الامتضار و الاحتضار حال استشراف على حضرة الخيال الصحيح الذى لا يدخله ريب ما هو الخيال الذى هو قوّة في الانسان في مقدّم الدماغ، بل هو خيال من خارج كجبرئيل في صورة دحية. و هو حضرة مستقلّة وجودية صحيحة ذات صور جسدية، تلبسها المعاني و الأرواح، فيكون درجته بحسب ما اعتقده من ذلك.

الرابع : المقام، فإن كان هذا العبد صاحب مقام، قد لحق بدرجة الأرواح النورية. فإنّها التي ذكر اللّه عنها، انّها قالت: وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ. فيظهر له‏ مقام في صورة، فنزل فيها منزلة الوالى في ولايته، فيكون بحسب مقامه، و هذه كلّها بشارات الحياة الدنيا الذين قال اللّه تعالى فيهم: الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا .

الخامس: الحال، فإن كان صاحب حال في وقت احتضاره يرد عليه من اللّه حال يفيض فيه، فهو له كالخلعة لا كالولاية، فيلتبس بها، و يتجمّل بحسب ما يكون ذلك الحال دلّ على منزلته.

و الحال قد يكون ابتداء، و قد يكون عن عمل متقدّم، و بينها فرقان، و إن كان الحال موهوبا على كلّ وجه. و لكنّ الناس على قسمين: منهم من يتقدّم له خدمة، فيقال: إنّه مستحقّ لما خلع عليه، و منهم من لم يتقدّم له ذلك، فيكون المنّة و العناية به أظهر، لأنّه لا يعرف له تسبّب، مع أنّ الاحوال كلّها مواهب و المقامات استحقاق.

السادس : الرسل، و منهم من يتجلّى له عند الاحتضار رسوله الذى ورثه، إذا كان العلماء ورثة الانبياء. فيرى عيسى عند احتضاره أو موسى أو ابراهيم أو محمّد أو أىّ نبىّ كان-  على جميعهم الصلاة و السلام- . فمنهم من ينطق باسم ذلك النبىّ الذى ورثه عند ما يأتيه فرحا به، لأنّ الرسل كلّهم سعداء. فيقول عند الاحتضار: عيسى أو يسمّيه المسيح كما سمّاه اللّه تعالى، و هو الأغلب. فيسمع الحاضرون بهذا الولىّ يتلفّظ بمثل هذه الكلمة. فيسيئون الظنّ به، و ينسبونه إلى أنّه تنصّر عند الموت، و أنّه سلب عنه الاسلام. أو يسمّى موسى أو بعض أنبياء بنى اسرائيل، فيقولون: إنّه تهوّد، و هو من أكبر السعداء عند اللّه. فإنّ هذا المشهد لا يعرفه العامّة، بل يعرفه أهل اللّه من أرباب الكشوف، و إن كان ذلك الأمر الذى هو فيه اكتسبه من دين محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  و لكن ما ورث منه هذا الشخص إلّا أمرا مشتركا كان لنبىّ قبله، و هو قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ. فلمّا كانت الصورة مشتركة، جلّى الحقّ له صاحب تلك الصورة في النبىّ الذى كانت له تلك الصفة التي يشاركه فيها محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  و مثل قوله: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ و ذلك ليتميّز هذا الشخص بظهور من ورثه من الأنبياء عمّن ورث غيره. فلو تجلّى في صورة محمّدية، التبس عليه الشخص الذى ورث محمّدا-  صلّى اللّه عليه و آله-  فيما اختصّ به، دون غيره من الرسل.

السابع : الملك، و منهم من يتجلّى له عنده«» الاحتضار صور الملك الذى شاركه في المقام. فإنّهم الصافّون، و منهم المسبّحون، و منهم التالّون إلى ما هم عليه من المقامات. فيرسل اللّه إليه الملك صاحب ذلك المقام، مونسا و جليسا، يستمير له عليه تلك المناسبة. فربّما يسمّيه عند الموت، و يرى من المختصّ بها«»، تهمّما به و بشاشة و فرحا و سرورا.

و ما وصفنا في هذا الاحتضار أحوال الأولياء الخارجين عن حكم التلبيس. ما ذكرنا أحوال العامّة من«» المؤمنين، فإنّ ذلك مذاق آخر. و للأولياء هذا الذى نذكره خاصّة. فلذلك ما نتعّرض لما يطرأ من المحتضر من العامّة، ممّا يكره رتبة«» و يتمعّر وجهه، ليس ذلك مطلوبنا، و لا يرفع بذلك رأسا أهل اللّه، إن تعرّض لهم، فإنّهم عارفون بما يرونه.

الثامن: أسماء الأفعال، و منهم من يتجلّى له عند الموت هجيرة«» من الأسماء الإلهية. فإن كان من أسماء الأفعال كالخالق بمعنى الموجد و البارى‏ء و المصوّر والرزّاق و المحيى، كلّ اسم يطلب فعلا، فهو بحسب ما كان عليه في حياته من تعظّم ذلك الاسم و احترامه و الفعل به. فإن كان بذل جهده فيما ينبغي له و في استطاعته في معاملته معه، ظهر له بما يناسب ذلك العمل في أحسن صورة، فيقول له: «من أنت يرحمك اللّه» فيقول له: «هجيرك». و سيأتى ذكر الهجيرات من هذا الكتاب في باب أحوال الأقطاب من آخره، إن شاء اللّه.

التاسع : أسماء الصفات، فإن كان هجيرة كلّ اسم يستدعى صفة كمال كالحىّ و العالم و القادر و السميع و البصير و المريد، فإنّ هذه الأسماء كلّها أسماء المراقبة«» و الحياء. فهم أيضا بحسب ما كانوا في حال حياتهم عند هذه الأذكار من طهارة النفوس، عن أغراض التي يتخلّل هذه النشأة الإنسانية، التي لا يمكن الإنفاك عنها، و ليس لها دواء إلّا الحضور الدائم في مشاهدة الوجه الإلهى الذى له في كلّ كون عرضى و غير عرضى.

العاشر: أسماء النعوت، فإن كان هجيرة أسماء النعوت، و هى أسماء النسب كالأوّل و الآخر و ما جرى«» هذا المجرى، فهو فيها بحسب ما يقوم به من علم الإضافات، في ذكر ربّه بمثل هذه الأسماء، فيعرفه عينا وجوديا كمبتنى الصفات أولا عين لها.

الحادى عشر: أسماء التنزيه، و منهم من يتجلّى له عند الاحتضار أسماء التنزيه كالغنىّ. فإن كان مثل هذا الاسم هجيرة في مدّة عمره، فهو فيه بحسب شهوده. هل يذكر بكونه غنيّا عن كذا إذ يذكره«» «غنيّا حميدا» من غير أن يخطر له عن كذا و كذا، فيها مماثله«» من أسماء التنزيه سواء.

الثاني عشر: أسماء الذات، و منهم من كان هجيرة الاسم اللّه، و هو و الهوا رفع الأذكار عندهم كأبى حامد،«» و منهم من يرى أنت أتمّ، و هو الذى ارتضاه الكتانى مثل قوله: «يا حىّ يا قيّوم، يا لا إله إلّا أنت»، و منهم من يرى أنا أتمّ، و هو رأى أبى يزيد. فإذا احتضر من هذا ذكره، فهو بحسب اعتقاده في ذلك، من نسبة تلك الكناية، من توهّم تحديد و تجريد عن تحديد، و منهم من يرى أنّ التجريد و التنزيه تحديد.

و من المحال أن يعقل أمر من غير تحديد أصلا. فإنّه لا يخلو إمّا أن يعقل داخلا أو خارجا أو لا داخلا و لا خارجا، و هو عين الأمر لا غيره، و كلّ هذا تحديد. فإنّ كلّ مرتبة قد تميّزت عن غيرها بذاتها، و لا معنى للحدّ إلّا هذا. و هذا القدر كاف.» و في الرسالة القشيرية«» في باب أحوالهم عند الخروج من الدنيا: «قال اللّه-  عزّ و جلّ- : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يعنى: طيّبة نفوسهم، ببذل مهجهم لا يثقل عليهم رجوعهم إلى مولاهم. أخبرنا عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الحسن علىّ بن محمّد قال: قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ العبد ليعالج كرب الموت و سكرات الموت، و إنّ مفاصله ليسلّم بعضها على بعض، تقول: عليك السّلام تفارقنى و افارقك إلى يوم القيامة».«» أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلّمى-  رحمه اللّه-  إنّ النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  دخل على شابّ و هو في الموت، فقال: كيف تجدك فقال: أرجو اللّه و أخاف ذنوبى، فقال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموضع إلّا أعطاه اللّه ما يرجو، و أمّنه ممّا يخاف».

قال الاستاد الإمام: اعلم أنّ أحوالهم في حال النزع مختلفة، فبعضهم الغالب عليه الهيبة، و بعضهم الغالب عليه الرجاء، و منهم من كشف له في تلك الحالة بما أوجب له السكون، و جميل الثقة. حكى أبو محمّد الجريرى قال: كنت عند الجنيد في حال نزعه، و كان يوم الجمعة و يوم نيروز، و هو يقرأ القرآن فختم. فقلت: في هذه الحالة يا أبا القاسم فقال: و من أولى منّى بذلك و هو تطوى صحيفتى.

سمعت أبا حاتم السجستانى يقول: سمعت أبا نصر السرّاج يقول: بلغنى عن أبى محمّد الهروى قال: فكنت عند الشبلى الليلة التي مات فيها، و كان يقول طول ليلته هذين البيتين:

کلّ بیت أنت ساکنه
غیر محتاج إلى السّرج‏

و حبّک«» المأمول حجّتنا
یوم یأتی الناس بالحجج‏

و حكى عن عبد اللّه بن المبارك«» أنّه قال: إنّ حمدون القصار أوصى إلى أصحابه أن لا يتركوه في حال الموت بين النسوان. و قيل لبشر الحافى، و قد احتضر: كأنّك بأبى نصر تحبّ الحياة فقال: القدوم على اللّه شديد. و قيل: كان سفيان الثورى إذا قال له بعض أصحابنا إذا سافر: أ تأمر بشغل يقول: إن وجدت الموت فاشتره«» فلمّا قرب وفاته كان يقول: كنّا نتمنّاه، فإذا هو شديد و قيل: لمّا حضرت حسن بن على-  عليهما السلام-  الوفاة يبكى،«» فقيل له: ما يبكيك فقال: «أقدم على سيّد لم أره». و لمّا حضرت بلالا الوفاة قالت امرأته: وا حزناه فقال: «بل وا طرباه غدا نلقى الأحبّة محمّدا و حزبه.» و قيل: فتح عبد اللّه بن المبارك عينيه عند الوفاة و ضحك، و قال: لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ«» و قيل: كان مكحول الشامىّ الغالب عليه الحزن، فدخلوا عليه في مرض موته و هو يضحك، فقيل له في ذلك، فقال: «و لم لا أضحك و قد دنا فراق من كنت أحذره، و سرعة القدوم على من كنت أرجوه و أؤمّله.» و قال رويم: حضرت وفاة أبى سعيد، و هو يقول في آخر نفسه

[شعر]:

حنین قلوب العارفین إلى الذکر
و تذکارهم وقت المناجاه للسرّ

ادیرت کؤوس للمنایا علیهم‏
فأغفوا عن الدنیا کإغفاء ذى السکر

همومهم جوّاله بمعسکر
به أهل ودّ اللّه کالأنجم الزّهر

فأجسامهم فی الارض تبلى«» بحبّه
و أرواحهم فی الحجب نحو العلى تسرى‏

فما عرّسوا«» إلّا بقرب حبیبهم
و ما عرّجوا عن مسّ بؤس و لا ضرّ

أوجب له السکون، و جمیل الثقه. حکى أبو محمّد الجریرى قال: کنت عند الجنید فی حال نزعه، و کان یوم الجمعه و یوم نیروز، و هو یقرأ القرآن فختم. فقلت: فی هذه الحاله یا أبا القاسم فقال: و من أولى منّى بذلک و هو تطوى صحیفتى.

سمعت أبا حاتم السجستانى یقول: سمعت أبا نصر السرّاج یقول: بلغنى عن أبى محمّد الهروى قال: فکنت«» عند الشبلى اللیله التی مات فیها، و کان یقول طول لیلته هذین البیتین:

کلّ بیت أنت ساکنه
غیر محتاج إلى السّرج‏

و حبّک المأمول حجّتنا
یوم یأتی الناس بالحجج‏

و حکى عن عبد اللّه بن المبارک«» أنّه قال: إنّ حمدون القصار أوصى إلى أصحابه أن لا یترکوه فی حال الموت بین النسوان. و قیل لبشر الحافى، و قد احتضر: کأنّک بأبى نصر تحبّ الحیاه فقال: القدوم على اللّه شدید. و قیل: کان سفیان الثورى إذا قال له بعض أصحابنا إذا سافر: أ تأمر بشغل یقول: إن وجدت الموت فاشتره«» فلمّا قرب وفاته کان یقول: کنّا نتمنّاه، فإذا هو شدید و قیل: لمّا حضرت حسن بن على- علیهما السلام- الوفاه یبکى،«» فقیل له: ما یبکیک فقال: «أقدم على سیّد لم أره». و لمّا حضرت بلالا الوفاه قالت امرأته: وا حزناه فقال: «بل وا طرباه غدا نلقى الأحبّه محمّدا و حزبه.» و قیل: فتح عبد اللّه بن المبارک عینیه عند الوفاه و ضحک، و قال: لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ«» و قیل: کان مکحول الشامىّ الغالب علیه الحزن، فدخلوا علیه فی مرض موته و هو یضحک، فقیل له فی ذلک، فقال: «و لم لا أضحک و قد دنا فراق من کنت أحذره، و سرعه القدوم على من کنت أرجوه و أؤمّله.» و قال رویم: حضرت وفاه أبى سعید، و هو یقول فی آخر نفسه

[شعر]:

حنین قلوب العارفین إلى الذکر
و تذکارهم وقت المناجاه للسرّ

ادیرت کؤوس للمنایا علیهم‏
فأغفوا عن الدنیا کإغفاء ذى السکر

همومهم جوّاله بمعسکر
به أهل ودّ اللّه کالأنجم الزّهر

فأجسامهم فی الارض تبلى«» بحبّه
و أرواحهم فی الحجب نحو العلى تسرى‏

فما عرّسوا إلّا بقرب حبیبهم
و ما عرّجوا عن مسّ بؤس و لا ضرّ

شعر:

دشمن خویشیم و یار آنکه ما را مى‏ کشد
غرق دریاییم و ما را موج دریا مى ‏کشد

زان چنین خندان و خوش ما جان شیرین مى ‏دهیم‏
کان ملک ما را به شهد و قند و حلوا مى ‏کشد

خویش فربه مى‏نماییم از پى قربان عید
کان قصاب عاشقان، بس خوب و زیبا مى ‏کشد

همچو اسماعیل، گردن پیش خنجر خوش بنه‏
در مدزد از وى گلو، گر مى ‏کشد یا مى ‏کشد

نیست عزرائیل را دست و رهى بر عاشقان
عاشقان عشق را هم عشق و سودا مى ‏کشد

از زمین کالبد برزن سرى و آنگه ببین‏
کو تو را بر آسمان برمى‏کشد یا مى ‏کشد

صد تقاضا مى‏کند هر روز مردم را اجل
عاشق حق، خویشتن را بى تقاضا مى‏ کشد

بس کنم یا خود بگویم سرّ مرگ عاشقان‏
گر چه منکر، خویش را از خشم و صفرا مى ‏کشد

شمس تبریزى برآمد بر افق چون آفتاب
شمعهاى اختران را بى‏محابا مى‏کشد

شمس تبریزى برآمد بر افق چون آفتاب
شمعهاى اختران را بى‏ محابا مى ‏کشد

يكى از بزرگان گويد كه روزى جوانى سوار در آمد به نزديك من و گفت: اى شيخ مرده دانى شست گفتم: بلى. گفت: ساعتى قدم رنجه فرماى كه در اين نزديكى جوانى غريب فنا شده است، او را غسلى فرماى، خداى تعالى تو را اجر دهاد. همراه شدم تا به محلّى رسيدم كه درختى ايستاده بود، پياده گشت و اسب را در آن درخت در بست، و در درون خانه شد و گفت: ساعتى توقّف كن. ساعتى توقّف كردم هيچ كس بيرون نيامد. پس برخواستم و در اندرون خانه شدم، تركش«» جوان ديدم در برابر نهاده، و آن جوانمرد را ديدم كه دستها بر سينه نهاده و تسليم شده، و آب و كفن و آنچه در بايست من بود همه را در آن محلّ موجود كرده بود به دست خود پس مرا يقين شد كه آن جوان، مردى بزرگ است، و از اوليا است.

سبك فرا رفتم و بوسه‏اى بر پيشانى او نهادم، و كف پاى او را در چشم ماليدم. پس روان دست در كار غسل او كردم. و در حالت شستن، خود دست به دست مى‏گشت، چنان كه مرا هيچ مدد حاجت نبود، تا كار غسل او بپرداختم، و او را در كفن گرفتم. چون سر او را در نقاب كفن خواستم پيچيد، چشمهاى خود را درست بگشاد و در روى من خوش بخنديد. گفتم: سبحان اللّه اگر مرده‏اى چشم بر هم نه، و اگر زنده ‏اى برخيز. گفت: اى شيخ ندانى كه دوستان خداى تعالى نميرند، ليكن از سرايى به سراى ديگر نقل كنند. اين بگفت و باز چشم برهم نهاد، و ديگرش باز نديدم، و از پيش چشم من غايب شد ديگر وقتى خواجه به بازار شد تا غلامى بخرد. به در دكّان نخّاس«» آمد. غلامى نشسته بود، و سر در پيش افكنده، و خاموش دم در كشيده. وى را خواند و گفت: اى غلام خواهى كه تو را بخرم گفت: بنده ‏ام من، مرا با اين و آن چه كار است.

گفت:نامت چيست گفت: آنچه بخوانى. گفت: چه پوشى گفت: آنچه پوشانى. گفت: با خود انديشه كردم كه اين غلام سخت زيرك و نيكو خصال است، وى را بخرم. پس آن غلام را بخريد و بها داد. پس غلام گفت: اى خواجه چون مرا خريدى، شرطى با من بكن. گفت: آن شرط چيست گفت: به روز هر چه فرمايى، چنان كنم، و امّا شب دستورى ده كه هم در خانه تو گوشه گيرم. گفت: چنين كنم. پس چون نماز خفتن در آمدى، آن غلام ناپديد گشتى تا روز او را كس نديدى.

تا يك شب از قضا خواجه گفت: امشب حال اين غلام باز دانم كه هر شب او كجا مى ‏رود. چون شب در آمد و غلام ناپيدا شد، خواجه برخواست و گرد خانه‏ ها مى ‏گشت، و غلام را مى ‏جست.

وى را گوشه در خانگكى بود. پس حقير ديد كه آن گوشه را اختيار كرده است، بى آنكه فرشى افكنده بود در آن گوشه به سر مى ‏برد، و به ذكر و طاعت حقّ-  جلّ و علا-  مشغول شده. چون خواجه احتياط كرد، روشنايى از آن خانه مى‏ تافت، و آوازى حزين مى ‏آمد كه مناجاتى مى ‏كرد، و مى ‏گفت كه «اى خداى مهربان و اى پادشاه غيب دان، همه راز ما تو دانى، و همه نهان ما پيش تو عيان است. شب است، خلق آرميده، و هر كس به مراد خود رسيده. دنيا جويان دنيا گرفته ‏اند، و عقبى جويان عقبى گرفته‏ اند. اين مسكين بيچاره را به مراد برسان» شب، همه شب اين مناجات مى ‏كرد، و زارى كنان مى‏ گريست. و از بالاى وى در آن خانه قنديلى آويخته بود از نور سبز و درخشان، چنان كه همه خانه از شعاع روشنايى او فروغ مى ‏زد. خواجه چون چنان ديد طاقتش برسيد، در دويده و در پاى غلام افتاد كه اى غلام اين چه راز است كه مى ‏گويى غلام روى در خاك مى‏ ماليد و مى ‏گريست. سر برآورد و گفت: بار خدايا چند وقت در ستر مرا در بارگاه تو بحثى و رازى بود، و بدان روزگارى مى‏ گذارنيدم و خرسند بودم. اكنون كه پرده من دريده شد، و عيش من تلخ گشت، بعد از اين مرا زندگانى نبايد. چون اين بگفت روى به خواجه كرد و گفت: مرا به حلّ كن كه وقت رسيد. اين گفت و پايها دراز كرد، و در دم روح تسليم كرد، و به حقّ واصل شد. خواجه پريشان و پشيمان و متحيّر بر جاى‏ خود بماند «و قيل«» للجنيد: إنّ أبا سعيد الخرّاز كان كثير التواجد عند الموت. فقال: لم يكن بعجب أن يطير روحه اشتياقا. و قال بعضهم-  و قد قرب وفاته- : يا غلام اشدد كفّى«» و عفّر خدّى، ثمّ قال: دنا الرحيل و لا براءة لى من ذنب، و لا عذر أعتذر به، و لا قوّة انتصر، أنت لى، أنت لى. ثمّ صاح صيحة و مات، فسمعوا صوتا: «استكان العبد لمولاه، فقبله.» و قيل لذى النّون المصرى عند موته: ما تشتهى قال: أن أعرفه قبل موتى بلحظة. و قيل لبعضهم و هو في النزع: قل اللّه. قال: إلى متى تقولون، و أنا محترق باللّه و قال بعضهم: كنت عند ممشاد الدينورى، فقدم فقير و قال: سلام عليكم، فردّوا عليه، و قال: هل هاهنا موضع نظيف يمكن إنسان أن يموت فيه قال: فأشاروا إليه بمكان، و كان ثمّ عين ماء، فجدّد الوضوء و ركع ما شاء اللّه، و مضى إلى المكان الذى أشاروا و مدّ رجليه و مات.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلّمى يقول: كان أبو العباس الدينورى يتكلّم في مجلسه يوما، فصاحت امرأة تواجدا، فقال لها: موتى، فقامت المرأة فلمّا بلغت باب الدار التفتت إليه، و قالت: قد متّ و وقعت ميتة. و قال بعضهم: كنت عند ممشاد الدينورى عند وفاته، فقيل له: كيف تجد العلّة فقال: سلوا العلّة عنّى. فقيل له: قل: لا إله إلّا اللّه. فحوّل وجهه إلى الجدار و قال: «أفنيت كلّى بكلّك، هذا جزء من يحبّك». و قيل لأبى محمّد الدبيلى-  و قد حضرة الوفاة- : قل: لا إله إلّا اللّه.

فقال: هذا شي‏ء قد عرفناه، و به نفنى.

و قيل للشبلى عند وفاته: قل: لا إله إلّا اللّه. فقال:

قال سلطان حبّه
أنا لا أقبل الرشا

فسلوه بحقّه‏
لم بقتلى تحرّشا

سمعت محمّد بن احمد بن محمّد الصوفى يقول: سمعت عبد اللّه بن على التميمى يقول: سمعت أحمد بن عطا يقول: سمعت بعض الفقراء يقول: لمّا مات«» يحيى الاصطخرى جلسنا حوله، فقال له رجل منّا: قل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه. ثمّ أخذ يد واحد منّا فقال: قل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، ثمّ أخذ بيد الآخر حتّى عرض الشهادة على جميع الحاضرين ثمّ مات.

و حكى«» عن فاطمة اخت أبى على الرودبارى، قالت: لمّا قرب أجل أبى علىّ، و كان رأسه في حجرى، فتح عينيه، و قال: هذه أبواب السماء قد فتحت، و هذه الجنان قد زيّنت، و هذا قائل يقول لى: يا أبا علىّ قد بلغناك الرتبة القصوى و إن لم تردها.

ثمّ أنشأ يقول:

و حقّک لا نظرت إلى سواکا
بعین مودّه حتّى أراکا

أراک معذّبى بفتور لحظ
و بالخدّ المورّد من جناکا

ثمّ قال: يا فاطمة الأوّل ظاهر و الثاني إشكال.«» سمعت بعض الفقراء يقول: لمّا قربت وفاة أحمد بن نصر-  رحمه اللّه-  قال له واحد: قل أشهد أن لا إله إلّا اللّه. فنظر إليه و قال: لا تترك الحرمة (قال بالفارسية: «بى‏حرمتى مكن»). و قال بعضهم: رأيت فقيرا يجود بنفسه غريبا و الذباب على وجهه، فجلست أذبّ عن وجهه، يفتح«» عينيه، فقال: من هذا أنا منذ كذا سنة في طلب وقت يصفو لى، فلم يتّفق إلى الآن حيث«» أنت توقع نفسك فيه، مر عافاك اللّه.

و قال أبو عمران الإصطخري: رأيت أبا تراب في البادية قائما ميّتا لا يمسكه شي‏ء.

سمعت أبا حاتم السجستانى يقول: سمعت أبا نصر السرّاج يقول: كان سبب وفاة أبى الحسين النورى أنّه سمع هذا البيت:

لا زلت أنزل من ودادك منزلا
يتحيّر الانسان«» عند نزوله‏

فتواجد النورى، و هام في الصحرا، فوقع في أجمة قصب قد قطعت و بقى اصولها مثل السيوف، فكان يمشى عليها و يفيد البيت«» إلى الغدوة و الدم يسيل من رجليه، ثمّ وقع مثل السكران، فورمت«» قدماه و مات. و حكى أنّه قيل له عند النزع: قل لا إله إلّا اللّه، فقال: أ ليس إليه أعود و قيل: مرض إبراهيم الخوّاص في المسجد الجامع بالرّى و كانت به علّة الإسهال، فكان إذا قام مجلسا يدخل الماء و يتوضّأ، فدخل الماء مرّة، فخرجت روحه.

سمعت منصور المغربى يقول: دخل عليه يوسف بن الحسين عائدا له بعد ما أتى عليه أيّام لم يعده و لم يتعهّده، فلمّا رآه قال للخوّاص: أ تشتهى شيئا فقال: نعم، قطعة كبد مشوىّ. قال الاستاد الإمام: لعلّ الإشارة فيه [إلى‏] أنّه أراد: أشتهى قلبا يرقّ لفقير، و كبدا يشوى«» و يحترق لغريب، لأنّه كالمستجفى ليوسف بن الحسين، حيث لم يتعهّده.

و قيل: كان سبب موت ابن عطا أنّه أدخل على الوزير، فكلّمه الوزير بكلام غليظ، فقال ابن عطا: «اهدأ يا رجل» فأمر بضرب خفّه«» على رأسه، فمات فيه.

سمعت محمّد بن أحمد الصوفى يقول: سمعت عبد اللّه بن على التميمى يقول: كنّا عند أبى الدقّاق«» بالغداة، فقال: إلهى، كم تبقينى هاهنا فما بلغ الاولى حتّى مات. و حكى عن أبى على الرودبارى أنّه قال: رأيت في البادية حدثا، فلمّا رءانى قال: أما يكفيه أن شعفى«» بحبّه حتّى علّنى، ثمّ رأيته يجود بروحه، فقلت له: قل لا إله إلّا اللّه، فأنشأ يقول

[شعر]:

أيا من ليس لى عنه
و إن عذّبنى بدّ

و يا من نال من قلبى‏
منالا ما له حدّ

و قيل للجنيد: قل لا إله إلّا اللّه، فقال: ما نسيته فأذكره سمعت محمّد بن احمد الصوفى يقول: سمعت عبد اللّه بن على التميمى يقول: سأل«» جعفر بن نصير عن بكران الدينورى، و كان يخدم الشبلى، ما الذى رأيت منه فقال: قال لى: علىّ درهم مظلمة، تصدّقت عن صاحه بالوف، فما على قلبى شغل أعظم منه، ثمّ قال: وصّانى«» للصلاة، ففعلت. فنسيت تخليل لحيته، و قد امسك على لسانه، فقبض على يدي و أدخلها في لحيته، ثمّ مات، فبكى جعفر و قال: ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة.

سمعت عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني يقول: سمعت أبا الحسن الطرسوسى يقول: سمعت الدينورى يقول: سمعت المزين الكبير يقول: كنت بمكّة فوقع لى انزعاج. فخرجت اريد المدينة، فلمّا وصلت إلى بئر ميمونة إذا أنا بشاب مطروح، فعدلت و هو ينزع، فقلت له: قل: لا إله إلّا اللّه، ففتح عينيه، و أنشا يقول

[شعر]:

أنا إن متّ فالهوى حشو قلبى
و بداء الهوى تموت الكرام‏

ثمّ مات. قال: فغسلته، و كفنته، و صلّيت عليه، فلمّا فرغت من دفنه سكن ما بى من إرادة السفر، فرجعت إلى مكّة. و قيل لبعضهم: تحبّ«» الموت فقال: القدوم على من يرجى خيره خير من البقاء مع من لا يؤمن شرّه. و يحكى«» عن الجنيد أنّه قال: كنت عند استادى ابن الكرنبى-  و هو يجود بنفسه-  فنظرت إلى السماء فقال: بعد، ثمّ نظرت إلى الأرض فقال: بعد، يعنى أنّه أقرب إليك من أن تنظر إلى السماء و الأرض، بل هو وراء المكان.

سمعت أبا حاتم السجستانى يقول: سمعت أبا نصر السرّاج«» يقول: سمعت‏ بعض اصحابنا يقول: قال ابو يزيد عند الموت: ما ذكرتك إلّا عن غفلة، و لا قبضتنى إلّا على فترة. و سمعت أبا حاتم يقول: سمعت أبا نصر السرّاج يقول: سمعت أبا على الرودبارى يقول: دخلت مصر فرأيت الناس مجتمعين، فقالوا: كنّا في جنازة فتى سمع قائلا يقول:

كبرت همّة عين 
طمعت في أن تراكا

فشهق شهقة و مات. و قيل: دخل جماعة على ممشاد الدينورى في مرضه، فقالوا: ما فعل اللّه بك و ما صنع فقال: منذ ثلاثين سنة يعرض علىّ بما فيها فما أعرتها طرفى. فقالوا له عند النزع: كيف تجد قلبك فقال: منذ ثلاثين سنة فقدت قلبى.

سمعت محمّد بن أحمد الصوفى يقول: سمعت عبد اللّه بن على التميمى يقول: قال الوجيهى: كان سبب موت أبى بنان-  رحمه اللّه-  أنّه ورد على قلبه شي‏ء، فهام على وجهه، فلحقوه في وسط متاهة بنى اسرائيل في الرمل، ففتح عينه فقال: ارتع«» فهذا مرتع الأحباب، فخرجت روحه.

و قال أبو يعقوب النهرجورى: كنت بمكّة، فجاءنى فقير معه دينار، و قال: إذا كان غدا أموت، فأصلح بنصف هذا قبرا، و النصف لجهازى. فقلت في نفسى: دخل البستان،«» فإنّه أصابته فاقة الحجاز. فلمّا كان بالغد جاء، و دخل الطواف ثمّ مضى و امتدّ على الأرض، فقلت: هو ذا يتماوت«» فذهبت إليه، فحرّكته فإذا هو ميّت. فدفنته كما أمره.

و حكى أبو على الرودبارى قال: قدم علينا فقير فمات، فدفنته و كشفت عن وجهه لأضعه في التراب ليرحم اللّه غربته، ففتح عينيه و قال: يا أبا على، أ تدلّلنى بين يدي من دللنى فقلت: يا سيّدى، أ حياة بعد موت فقال: بلى، أنا حىّ، و كلّ‏ محبّ للّه حىّ، لأنصرنّك غدا بجاهى يا رودبارى.

و يحكى عن على بن سهل الأصفهاني أنّه قال: أ ترون أنّى أموت كما يموت الناس، مرض و عيادة، انّما ادعى، فقال لى: يا أبا على فأجيب. فكان يمشى يوما، فقال: «لبّيك» و مات.

سمعت محمّد بن عبد اللّه الصوفى يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول: سمعت أبا الحسن المزيّن قال: لمّا مرض أبو يعقوب النهرجورى مرض وفاته، قلت له-  و هو في النزع- : قل لا إله إلّا اللّه، فتبسّم إلىّ و قال: و عزّة من لا يذوق الموت ما بينى و بينه إلّا حجاب العزّة. و انطفأ من ساعته، فكان المزيّن يأخذ بلحيته و يقول: حجّام مثلى يلقّن أولياء اللّه الشهادة، وا خجلتاه منه و كان يبكى إذا ذكر هذه الحكاية.

و قال أبو الحسين المالكى: كنت أصحب خير النسّاج سنين كثيرة، فقال لى قبل موته بثمانية أيّام: أنا أموت يوم الخميس وقت المغرب، و أدفن يوم الجمعة قبل الصلاة، و ستنسى هذا، فلا تنس. قال أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة فلقينى من أخبرنى بموته، فخرجت لأحضر جنازته، فوجدت الناس راجعين يقولون: يدفن بعد الصلاة. فلم أنصرف، و حضرت، فوجدت الجنازة قد اخرجت قبل الصلاة كما قال. فسألت من حضر و من فاته، فقال: غشى عليه، ثمّ أفاق، ثمّ التفت إلى ناحية البيت و قال: قف عافاك اللّه، إنّما أنت عبد مأمور و أنا عبد مأمور، الذى امرت به لا يفوتك، و الذى امرت به يفوتني، فدعا بماء و جدّد وضوئه و صلّى، ثمّ تمدّد و غمض عينيه. فرؤى في المنام بعد موته، و قيل له: كيف حالك فقال: لا تسأل، لكنّى تخلّصت عن دنياكم الوضرة«».

و ذكر مصنّف كتاب بهجة الأسرار أنّه لمّا مات سهل بن عبد اللّه انكبّ الناس على جنازته، و كان في البلد يهودى نيّف على السبعين، فسمع الضجّة، فخرج لينظر ما كان، فلمّا نظر الى الجنازة صاح و قال: أ ترون ما أرى فقالوا: لا، أىّ شي‏ء«» ترى فقال: أرى أقواما ينزلون من السّماء يتمسّحون بالجنازة، ثمّ انّه تشهّد، و أسلم، و أحسن إسلامه.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلّمى يقول: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر بن قيس يقول: سمعت أبا سعيد«» يقول: كنت بمكّة فجزت يوما بباب «بنى شيبة» فرأيت شابّا حسن الوجه ميّتا، فنظرت في وجهه فتبسّم في وجهى و قال لى: يا أبا سعيد، فعلمت أنّ الأحبّاء أحياء و إن ماتوا، و إنّما ينتقلون من دار إلى دار. و سمعته يقول: أبا سعيد يقول: بلغنى أنّه قيل لذى النون المصرى عند النزع: أوصنا، فقال: لا تشغلونى، فإنّى متعجّب من محاسن لطفه. و سمعته يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد الرازى يقول: سئل أبو حفص الحدّاد في وفاته: ما الذى تعظنا فقال: لست أقدر«» على القول، ثمّ رأى من نفسه قوّة، فقلت له: قل حتّى أحكى عنك، فقال: الانكسار بكلّ القلب على التقصير.»

هر آن چندان كه كردى نيك و بد تو
همه آماده بينى گرد خود تو

اگر بد كرده‏اى زير حجابى
‏و گر نه با بزرگان هم ركابى‏

به نيكىّ و بدى در كار خويشى
همه آيينه كردار خويشى‏

قال المحقّق القونوى في كتاب النفحات: «نفحة كلّية شريفة: النفس يخرج من باطن القلب منصبغا بصورة ما كان القلب مغمورا به، و غالبا عليه. فإن لم يصحبه خاطر فحكمه تابع لحكم الخاطر المتعيّن قبله، إن كان الخاطر ممّا شأنه أن يمتدّ حكمه نفسين فصاعدا، و إن كان الخاطر ممّا شأنه أن لا يدوم له حكم نفسين كما هو ذوق الكمّل، بل يقضى«» حكما متماديا نفسين فصاعدا، و إلّا خرج-  أعنى النفس-منصبغا بصورة علم المتنفّس و شهوده أو اعتقاده أو الحال الغالب عليه، إذ ذاك، و يستقرّ صورته حيث رتبة روحه حالتئذ من العوالم و المقامات، و إن كان في عمل شاغل مبعّد أو مقرّب، استقرّ حيث يستقرّ صورة ذلك العمل العامل. و مطمح همّته ساعتك«» في أوّل توجّهه و شروعه في ذلك العمل.و الأنفاس مادّة حياة صور الأعمال، و المتنفّس في تلك الصورة نيّة العامل، و حضوره بعلم و شهود أو اعتقاد و شهوة.

و يتعلّق بهذا الباب حسن الإنشاء من العامل، و عدم حسنه، و صحّة تصوّره لما يستحضره في باطنه حال تنفّسه، و علمه«» و عدمها، و يتداخل هذه الامور و يمتزج و يتفاوت تفاوتا فاحشا جدّا. و سيّما ممّن يكون عليه معمورا بالحقّ، و مستوى لتجلّيه الذاتى، إلّا كمّل المشار إليه بقوله:«» «ما وسعنى أرضى و لا سمائى، و وسعنى قلب عبدى المؤمن» التقىّ النقىّ. و التقى هنا، الاحتراز من أن يختار«» بالقلب شي‏ء غير الحقّ، أو ينفى«» فيه متّسع لكون أصلا. و النقاء، كمال الطهارة عن التعلّق بالسوى. فإنّه من كان كذلك، فإنّ أنفاسه يخرج بصورة ما انطوى عليه القلب. فإن كملت معرفة من هذا شأنه بالقلب و القالب، تحقّق أنّ ظاهر الحقّ مجلى و مستوى لباطنه، و هو بقلبه و قالبه كمرآة مصقولة مستديرة،«» كلّها لها حكما الظهور و البطون، و الجلاء و الحجاب، و لا عين لها في الظاهر، و الأعمال الظاهرة و الباطنة، و المقاصد و الأنفاس حالتئذ المتعيّنة ممّن شأنه ما ذكر، يصدر و يستقرّ في المرتبة التي تعيّن منها التجلّى المذكور، و انتسب إليها الصورة التي حدثت«» عليها صورة الكامل.

و دون هذا مقام من يسمع به الحقّ و يبصر به، و يسعى بهما، و يعمل به ما يشاء، و دون ذلك من كان الحقّ سمعه و بصره و قلبه، و دون ذلك من استصلحه‏ الحقّ لأن يكون آلة له، قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم، و دون ذلك مراتب كثيرة. و ليس فوق الاوّل المذكور مقام أصلا. و من أصل هذا المقام، أن يعلم أنّ الموجودات كلّها-  على اختلاف ضروبها-  صور أعمال الحقّ في مراتبه المختلفة بإرادات مختلفة هى في الحقيقة أحكام إرادته الواحدة الأصلية المتعلّقة بإيجاد الإنسان الكامل المراد لعينه، و ما سواه إنّما هو مراد بالقصد الثاني. و ظاهر بإرادات المتعدّدة التي قلنا إنّها أحكام الإرادة الأصلية. و عدد مراتب الانسان الأعمالية على عدد مراتب الموجودات، و التفاوت في الشرف و الكمال لبعض ما نبّهنا عليه، لتفاوت مراتب الموجودات. فافهم فهذه تذكرة كلّية».

هست دنيا بر مثال كشتزار
هم شب و هم روز بايد كرد كار

ز ان كه عزّ و دولت دين سر بسر
جمله از دنيا توان برد اى پسر

هر چه ز اينجا مى‏برى آن زان توست
نيك و بد درد تو و درمان توست‏

توشه ز اينجا بر، گر آدم گوهرى‏
كآن خورى آنجا كز اينجا مى‏برى‏

زيرا كه تمام كمالات و معارف روحيه، از سمع و بصر و غير ذلك، به واسطه اتّحاد آن معانى با روح وحدانى الصورةاند، و مجمل لبساطة الروح و وحدتها، كما في المبتدأ، لأنّه خلق اللّه على صورته، و در تحصيل معارف تفصيله محتاج است كه از الواح قواى بدنى اكتساب نمايد.

عطّار:

ز تن راهى به دل بردند ناگاه
ز دل راهى به جان آنگه به درگاه‏

چه در قواى حسّيه، صورت سمع غير صورت بصر است، و همچنين كلام و ساير صفات غير متناهيه.

در كتاب مرصاد العباد«» است كه «روح تا در اماكن روحانى بود، هنوز به جسم انسانى تعلّق ناگرفته، به مثال طفلى بود در رحم مادر كه آنجا غذاى مناسب آن‏ مكان بايد، و او را علمى و شناختى باشد لايق آن مكان، و ليكن از غذاهاى متنوّع و علوم و معارف مختلف كه بعد از ولادت توان يافت، محروم و بى ‏خبر بود. همچنين روح را در عالم ارواح از حضرت عزّت غذايى كه مدد حيات او كند مى ‏بود منتسب حوصله روح در آن مقام، و به كلّيات علوم و معارف اطّلاع روحانى داشت، و ليكن از غذاهاى روحانى «أبيت عند ربّى يطعمني و يسقيني» محروم بود، و از معارف و علوم جزئيات عالم شهادت كه به واسطه آلات و حواسّ انسانى و قواى بشرى و صفات نفسانى حاصل توان كرد، بى‏ خبر بود.»

اگر جان مدّتى در تن بماند
تفاصیل جهان کى باز داند

اگر با خاک نامیزد زلالش‏
میسّر کى شود کسب کمالش‏

چو آب از چشمه سوى گل سفر کرد
به بستان آمد و در گل مقر کرد

در آنجا مدّتى با گل قرین شد
هنوز او غنچه بد کش همنشین شد

چو صاف از گل برون آمد در آخر
به وصفى غیر اوّل گشت ظاهر

صور را زو خواص معنوى شد
دماغ از وى معطّر دل قوى شد

دهد بویى که در اوّل نبودش
بس است اندر سفر این مایه سودش‏

قال الشیخ: «من لم یعرف نفسه ما دامت فی جسده، فلا سبیل له إلى معرفتها بعد مفارقته.»

چو در دنیا به مردن اوفتادى
یقین مى‏دان که در عقبى بزادى‏

چو اینجا مردى آنجا زادى اى دوست‏
سخن را باز کردم پیش تو پوست‏

کسى کاینجا ز مادر کور زاید
دو چشم او به دنیا کى گشاید

کسى کو کور عقبى داشت جان را
چو کور این جهان است آن جهان را

از اینجا برد باید چشم روشن
و گر چشمى بود چون چشم سوزن‏

اگر با خود برى یک ذرّه نورى‏
بود زان نور خورشیدت حضورى‏

اگر یک ذرّه نورت گشت همراه
به قدر آن شوى ز اسرار آگاه‏

به بسیارى در آید اندک تو
شود دانا و بالغ کودک تو

قال- علیه السلام- فی بعض الخطب: «اعلموا أنّه لا شی‏ء أنفس من الحیاه، و لا شقاء أعظم من إنفادها فی غیر حیاه الأبد.»

هر یک نفس که مى‏رود از عمر گوهرى است
کان را خراج ملک دو عالم بود بها

مگذار کین خزانه دهى رایگان به باد
و آنگه روى به خاک، تهیدست و بینوا

قیل: المحسوسات أساس کلّ عطیّه صوره و معنى. أمّا الصوره فظاهر، و أمّا المعنى فلأنّه لو لا أحسّت النفس أوّلا بالمحسوسات لما اهتدیت إلى أسماء الصفات، و لا احتظّت بالعطایا المعنویه من عوارف المعارف و العلوم، کما لا یهتدى السامع و المطالع إلى معنى الکلمات المسموعه و المکتوبه، إلّا بعد معرفه وضع اللغه بالسماع، و تعلّم حروف الهجاء بالمشاهده.

ذات جان را معنى بسیار هست
لیک تا نقد تو گردد کار هست‏

هر معانى کان تو را در جان بود
تا نپیوندد به تن پنهان بود

دولت دین گر میسّر گرددت
نقد جان با تن برابر گرددت‏

آن معانى قرآنى كه در روح محمّدى-  صلّى اللّه عليه و آله-  بود به مدّت بيست و سه سال فرقانى شد، بعد از آنكه در مدّت چهل سال نضج يافته بود. از اينجا تفطّن توان كرد كه چرا انزال وحى بر آن حضرت در سال چهلم بود، و چرا به يك دفعه نازل نشد. عن أبى الحوارى قال: سمعت أ بالفرح يقول: قال علىّ بن ابى طالب-  عليه السلام- : «ما يسر لى لو متّ طفلا، و ادخلت الجنّة، و لم أكبر فأعرف ربّى.» و قال في الباب السادس و الاربعين و ثلاثمائة«»: القوى الحسّية من الإنسان أتمّ‏ القوى، لأنّ لها اسم الوهّاب، لأنّها هى التي تهب القوى«» الروحانية، ما يتصرّف«» فيه، و ما تكون«» به حياتها العلمية، من قوّة خيال و فكر و حفظ و تصوير و وهم و عقل، و كلّ ذلك من موادّ هذه القوى الحسّية. و لهذا قال اللّه-  تعالى-  في الذى أحبّه من عباده: «كنت سمعه الّذى يسمع به، و بصره الّذى يبصر به»، و ذكر الصورة المحسوسة، و ما ذكر من القوى الروحانية شيئا، و لا أنزل نفسه منزلتها. لأنّ منزلتها منزلة الافتقار إلى الحواسّ، و الحقّ لا ينزّل منزلة من يفتقر إلى غيره، و الحواسّ مفتقرة إلى اللّه لا إلى غيره. فنزل«» لمن هو مفتقر إليه، لم يشرك به أحدا. فأعطاها الغنى. فهى تؤخذ«» منها و عنها، و لا تأخذ هى من ساير القوى إلّا من اللّه. فأعرف شرف الحسّ و قدره و أنّه عين الحقّ و لهذا لا يكمل«» النشأة الآخرة إلّا بوجود الحسّ و المحسوس، لأنّها لا تكمل إلّا بالحقّ. و القوى الحسّية هم الخلفاء على الحقيقة في أرض هذه النشأة عن اللّه. ألا تراه سبحانه كيف وصف نفسه بكونه «سميعا، بصيرا، متكلّما، حيّا، عالما، مريدا» و هذه كلّها صفات لها أثر في المحسوس، و يحسّ الإنسان من نفسه قيام هذه القوى به، و لم يصف سبحانه نفسه بأنّه عاقل و لا مفكّر و لا متخيّل و ما أبقى له من القوى الروحانية إلّا ما للحسّ مشاركة فيه، و هو الحافظ و المصوّر، فإنّ الحسّ له أثر في الحفظ و التصوير. فلو لا الاشتراك ما وصف الحقّ بهما نفسه،«» فهاتان صفتان روحانية و حسّية.

فتنبّه لما نبّهناك عليه فأعملتك أنّ الشرف كلّه في الحسّ، و أنّك جهلت أمرك و قدرك. فلو عملت نفسك علمت ربّك، كما أنّ ربّك علمك، و علم العالم بعلمه بنفسه، و أنت صورته. فلا بدّ أن يشاركه في هذا العلم، فتعلمه من عملك بنفسك. و هذه نكتة ظهرت من رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  حيث قال: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه». إذ كان الأمر في علم الحقّ بالعالم علمه بنفسه، و هذا نظير قول تعالى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ فهو انسان واحد ذو نشأتين حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ-  للرَّائين-  أَنَّهُ الْحَقُّ لا غيره. فانظر يا ولىّ ما ألطف رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  بامّته، و ما أحسن ما علّمهم و ما طرق لهم. فنعم المدرّس و المطرّق جعلنا اللّه ممّن مشى على مدرجته حتّى التحق بدرجته، آمين».

در غلامىّ تو جان آزاد شد
وز ادبهاى تو عقل استاد شد

و در حديث صحيح كه وارد است: «العلم علمان: علم الأبدان و علم الأديان»،«» به تقديم علم ابدان بر اديان مؤيّد اين معنى است، و همچنين در حديث قدسى است كه «أنا اللّه و أنا الرّحم، و شققت«» لها اسمها من اسمى. فمن وصلها وصلته، و من قطعها قطعته». قال صدر المحقّقين في شرحه: «الرّحم اسم لحقيقة الطبيعة، و هى حقيقة جامعة بين الحرارة و البرودة و اليبوسة و الرطوبة، يعنى أنّها عين كلّ واحدة من الأربعة من غير مضادّة، و ليس كلّ واحد من الأربعة من كلّ وجه عينها، بل من بعض الوجوه، وصلتها بمعرفة مكانتها و تفخيم قدرها، إذ لو لا المزاج المتحصّل من أركانها لم يظهر تعيّن الروح الإنساني، و لا أمكنه الجمع بين العلم بالكلّيات و الجزئيات، الذى به توسّل إلى التحقيق بالمرتبة البرزخية المحيطة بأحكام الوجوب و الإمكان، و الظهور بصورة الحضرة و العالم تماما. و أمّا قطعها فبازدرائها، و بخس حقّها، فإنّ من بخس حقّها فقد بخس حقّ اللّه تعالى، و جهل ما أودع فيها من خواصّ الأسماء.

و من جملة ازدرائها، مذمّة«» متأخّرى الحكماء لها، و وصفها بالكدورة و الظلمة و طلب الخلاص من أحكامها و الإنسلاخ من صفاتها.

فاعلموا أنّ كلّ كمال يحصل للإنسان بعد مفارقة النشأة الطبيعية، فهو من نتائج مصاحبة الروح للمزاج الطبيعى و ثمراته. و إنّ الإنسان بعد المفارقة إنّما ينتقل من الصور الطبيعية إلى العوالم التي هى مظاهر لطائفها، و في تلك العوالم يتأتّى لعموم السعداء رؤية الحقّ الموعود بها في الشريعة، و المخبر عنها أنّها أعظم نعم اللّه على أهل الجنّة، فحقيقة يتوقّف مشاهدة الحقّ عليها كيف يجوز أن يزدرى، و أمّا الذى حال الخواصّ من أهل اللّه كالكمّل و من يدانيهم، فإنّهم فإن فازوا بشهود الحقّ و معرفته المحقّقة هنا، فإنّه إنّما تيسّر لهم ذلك بمعونة هذه النشأة الطبيعية حتّى التجلّى الذاتى الأبدى الذى لا حجاب بعده، و لا مستقرّ للكمّل دونه، فإنّه باتّفاق الكمّل من لم يحصل له ذلك في هذه النشأة الطبيعية لم يحصل بعد المفارقة، و إليه الإشارة بقوله-  عليه الصلاة و السلام- :«» «إذا مات ابن آدم انقطع عمله»، الحديث.» اگر سائلى گويد كه: «چون تعيّن روح و ظهور كمالات او موقوف است بر تحصيل مزاج طبيعى، پس مقدّم باشد بر روح، و جهت تقديم علم ابدان در حديث بر علم اديان اين است، و حال آنكه به صحّت رسيده است از رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قال: «خلق اللّه الأرواح قبل الأجساد بألفى عام»، و تصريح كرده شيخ در كتب خود سيّما در باب نكاحات كه وجود ارواح مقدّم است بر تعيّن عالم مثال كه مقدّم است بر وجود اجسام بسيطه، چه جاى ابدان مركّبه. فما التوفيق بين القولين» جواب گوييم: تقدّم و سبق، وجود ارواح عاليه كلّيه را است. امّا توقّف بر بدن، ارواح جزئيه را است، موافقا لما ثبت في الحكمة. و چون ارواح عاليه-  مسمّى به‏ عقول-  هر آينه واسطه است در تعيّن نفوس كلّيه، و او واسطه است در تعيّن نفوس جزئية، حسب تعيّن الأمزجة الطبيعية، تعبير فرمود-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  از هر تقدّمى به «ألف عام»، تنبيها على قوّة التفاوت بين المراتب، و اللّه أعلم قال في الفتوحات المكّية«»: «السؤال العشرون و مائة: ما القبضة الجواب: قال اللّه تعالى: وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ.«» و الأرواح تابعة للأجسام، ليست الأجسام تابعة للأرواح. فإذا قبض على الأجسام، فقد قبض على الأرواح فإنّها هياكلها. فأخبر أنّ الكلّ في «قبضته». و كلّ جسم أرض بلا شكّ لروحه، و ما ثمّ إلّا جسم و روح.

غير أنّ الأجسام على قسمين: عنصرية و نورية، و أيضا طبيعية. فربط اللّه وجود الأرواح بوجود الأجسام، و بقاء الأجسام ببقاء الأرواح، و قبض عليها ليستخرج ما فيها، ليعود بذلك عليها، فإنّه منها يعيدها،«» و منها يخرج ما فيها: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى‏. و قال في الباب التاسع و الستّين في معرفة أسرار الصلاة: «اعلم أنّ جميع الأعضاء تبع للقلب في كلّ شي‏ء دنيا و آخرة. قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد، و إذا فسدت فسد سائر الجسد: ألا و هى القلب» فإن أراد الشرع بالقلب هنا «المضغة» التي في الإنسان، و لا يريد بالقلب «لطيفته» و «عقله» مثل قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ و هو قوله: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ . فيريد بالصلاح و الفساد، ما يطرأ في البدن من الصحّة و المرض و الموت. فإنّ القلب الذى هو المضغة التي محلّ الروح الحيوانى، و منه ينتشر الروح الحسّاس الحيوانى في جميع الجسد، و هو البخار الخارج من تجويف القلب من حرارة الدم الذى فيه. فإذا كان صالحا، صلح الجسد كلّه فكان صحيحا، و إذا فسد، فسد الجسد كلّه، فسرت فيه العلل و الأمراض.

فهو تنبيه من الشارع معرفة ما هو الأمر عليه.

في هذا الجسم الطبيعى الذى هو آلة للطيفة الإنسانية في إظهار ما كلّفته الشارع، من الطاعات التي تختصّ بالجوارح. فإذا لم يتحفّظ الإنسان في ذلك، و لم ينظر إلى إصلاح مزاجه و روحه الحيوانى المدبّر لطبيعة بدنه، اعتلّت القوى و فسد الخيال و التصوّر من الأبخرة الفاسدة الخارجة من القلب و ضعف الفكر، و قلّ الحفظ، و تعطّل العقل لفساد الآلات، و بالنقيض في إصلاح ذلك. فاعتبر الشارع الأصل المفسد، إذا فسد لهذه الآلات، و المصلح إذا صلح لهذه الآلات. إذ لا طاقة للإنسان على ما كلّفه ربّه، إلّا بصلاح هذه الآلات و صحّتها من الامور المفسدة لها، و لا يكون ذلك إلّا من القلب. فهذا من جوامع كلامه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- .

فلو أراد بالقلب العقل هاهنا ما جمع من الفوائد ما جمع بإرادته القلب الذى في الصدور. و لهذا نصّ باسم «المضغة»، حتّى لا يتخيّل«» خلاف ذلك، و لا يحمل على «العقل». و كذلك قال اللّه-  تعالى- : أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ«» فإذا فسدت عميت عن إدراك ما ينبغي. فإنّ فساد عين البصيرة، إنّما هو من فساد البصر، و فساد البصر إنّما هو من فساد محلّه، و فساد محلّه إنّما هو من فساد روحه الحيوانى الذى محلّه القلب.»

منهاج ‏الولاية في‏ شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج 2 عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 1100-1148

خطبه ها خطبه شماره 83/1 منهاج ‏الولاية في ‏شرح‏ نهج‏ البلاغة به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)الخطبة الغرّاء

خطبه 83 صبحی صالح

و من خطبه له ع وَ تَسْمى الغراء وَ هِی الخُطْبَه العَجیبَه 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلاَ بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ کُلِّ غَنِیمَهٍ وَ فَضْلٍ وَ کَاشِفِ کُلِّ عَظِیمَهٍ وَ اءَزْلٍ اءَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ کَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَ اءُومِنُ بِهِ اءَوَّلاً بَادِیا وَ اءَسْتَهْدِیهِ قَرِیبا هَادِیا وَ اءَسْتَعِینُهُ قَاهِرا قَادِرا وَ اءَتَوَکَّلُ عَلَیْهِ کَافِیا نَاصِرا وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّداعَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اءَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ اءَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِیمِ نُذُرِهِ.

اءُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی ضَرَبَ لَکُمُ الْاءَمْثَالَ، وَ وَقَّتَ لَکُمُ الْآجَالَ وَ اءَلْبَسَکُمُ الرِّیَاشَ وَ اءَرْفَغَ لَکُمُ الْمَعَاشَ وَ اءَحَاطَ بِکُمُ الْإِحْصَاءَ وَ اءَرْصَدَ لَکُمُ الْجَزَاءَ وَ آثَرَکُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ وَ الرِّفَدِ الرَّوَافِغِ وَ اءَنْذَرَکُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ فَاءَحْصَاکُمْ عَدَدا وَ وَظَّفَ لَکُمْ مُدَدا فِی قَرَارِ خِبْرَهٍ وَ دَارِ عِبْرَهٍ اءَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِیهَا وَ مُحَاسَبُونَ عَلَیْهَا.

فَإِنَّ الدُّنْیَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا رَدِغٌ مَشْرَعُهَا یُونِقُ مَنْظَرُهَا وَ یُوبِقُ مَخْبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ وَ ضَوْءٌ آفِلٌ وَ ظِلُّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ حَتَّى إِذَا اءَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطْمَاءَنَّ نَاکِرُهَا قَمَصَتْ بِاءَرْجُلِهَا وَ قَنَصَتْ بِاءَحْبُلِهَا وَ اءَقْصَدَتْ بِاءَسْهُمِهَا وَ اءَعْلَقَتِ الْمَرْءَ اءَوْهَاقَ الْمَنِیَّهِ قَائِدَهً لَهُ إِلَى ضَنْکِ الْمَضْجَعِ وَ وَحْشَهِ الْمَرْجِعِ وَ مُعَایَنَهِ الْمَحَلِّ وَ ثَوَابِ الْعَمَلِ، وَ کَذَلِکَ الْخَلَفُ یِعَقْبِ السَّلَفِ.
لاَ تُقْلِعُ الْمَنِیَّهُ اخْتِرَاما وَ لاَ یَرْعَوِی الْبَاقُونَ اجْتِرَاما یَحْتَذُونَ مِثَالاً وَ یَمْضُونَ اءَرْسَالاً إِلَى غَایَهِ الاِنْتِهَاءِ وَ صَیُّورِ الْفَنَاءِ حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْاءُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ اءَزِفَ النُّشُورُ اءَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ اءَوْکَارِ الطُّیُورِ وَ اءَوْجِرَهِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِکِ سِرَاعا إِلَى اءَمْرِهِ مُهْطِعِینَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِیلاً صُمُوتا قِیَاما صُفُوفا یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ یُسْمِعُهُمُ الدَّاعِی عَلَیْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِکَانَهِ وَ ضَرَعُ الاِسْتِسْلاَمِ وَ الذِّلَّهِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِیَلُ وَ انْقَطَعَ الْاءَمَلُ وَ هَوَتِ الْاءَفْئِدَهُ کَاظِمَهً وَ خَشَعَتِ الْاءَصْوَاتُ مُهَیْنِمَهً وَ اءَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ اءُرْعِدَتِ الْاءَسْمَاعُ لِزَبْرَهِ الدَّاعِی إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَایَضَهِ الْجَزَاءِ وَ نَکَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ.

عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَارا وَ مَرْبُوبُونَ اقْتِسَارا وَ مَقْبُوضُونَ احْتِضَارا وَ مُضَمَّنُونَ اءَجْدَاثا وَ کَائِنُونَ رُفَاتا وَ مَبْعُوثُونَ اءَفْرَادا وَ مَدِینُونَ جَزَاءً وَ مُمَیَّزُونَ حِسَابا قَدْ اءُمْهِلُوا فِی طَلَبِ الْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِیلَ الْمَنْهَجِ وَ عُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ وَ کُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّیَبِ وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِیَادِ وَ رَوِیَّهِ الاِرْتِیَادِ وَ اءَنَاهِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ فِی مُدَّهِ الْاءَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
فَیَالَهَا اءَمْثَالاً صَائِبَهً وَ مَوَاعِظَ شَافِیَهً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوبا زَاکِیَهً وَ اءَسْمَاعا وَاعِیَهً وَ آرَاءً عَازِمَهً وَ اءَلْبَابا حَازِمَهً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّهَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ اءَیْقَنَ فَاءَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ اءَجَابَ فَاءَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ، وَ اقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ اءُرِیَ فَرَاءَى فَاءَسْرَعَ طَالِبا وَ نَجَا هَارِبا فَاءَفَادَ ذَخِیرَهً وَ اءَطَابَ سَرِیرَهً وَ عَمَرَ مَعَادا وَ اسْتَظْهَرَ زَادا لِیَوْمِ رَحِیلِهِ وَ وَجْهِ سَبِیلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ اءَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَهَ مَا خَلَقَکُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ کُنْهَ مَا حَذَّرَکُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا اءَعَدَّ لَکُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِیعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.

مِنْهَا:

جَعَلَ لَکُمْ اءَسْمَاعا لِتَعِیَ مَا عَنَاهَا وَ اءَبْصَارا لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ اءَشْلاَءً جَامِعَهً لِاءَعْضَائِهَا مُلاَئِمَهً لِاءَحْنَائِهَا فِی تَرْکِیبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِاءَبْدَانٍ قَائِمَهٍ بِاءَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَهٍ لِاءَرْزَاقِهَا فِی مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِیَتِهِ وَ قَدَّرَ لَکُمْ اءَعْمَارا سَتَرَهَا عَنْکُمْ وَ خَلَّفَ لَکُمْ عِبَرا مِنْ آثَارِ الْمَاضِینَ قَبْلَکُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ.

اءَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَایَا دُونَ الْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ لَمْ یَمْهَدُوا فِی سَلاَمَهِ الْاءَبْدَانِ وَ لَمْ یَعْتَبِرُوا فِی اءُنُفِ الْاءَوَانِ فَهَلْ یَنْتَظِرُ اءَهْلُ بَضَاضَهِ الشَّبَابِ إِلا حَوَانِیَ الْهَرَمِ وَ اءَهْلُ غَضَارَهِ الصِّحَّهِ إِلا نَوَازِلَ السَّقَمِ وَ اءَهْلُ مُدَّهِ الْبَقَاءِ إِلا آوِنَهَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّیَالِ وَ اءُزُوفِ الاِنْتِقَالِ وَ عَلَزِ الْقَلَقِ وَ اءَلَمِ الْمَضَضِ وَ غُصَصِ الْجَرَضِ وَ تَلَفُّتِ الاِسْتِغَاثَهِ بِنُصْرَهِ الْحَفَدَهِ وَ الْاءَقْرِبَاءِ وَ الْاءَعِزَّهِ وَ الْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الْاءَقَارِبُ اءَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ وَ قَدْ غُودِرَ فِی مَحَلَّهِ الْاءَمْوَاتِ رَهِینا وَ فِی ضِیقِ الْمَضْجَعِ وَحِیدا قَدْ هَتَکَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ وَ اءَبْلَتِ النَّوَاهِکُ جِدَّتَهُ وَ عَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ وَ صَارَتِ الْاءَجْسَادُ شَحِبَهً بَعْدَ بَضَّتِهَا وَ الْعِظَامُ نَخِرَهً بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ الْاءَرْوَاحُ مُرْتَهَنَهً بِثِقَلِ اءَعْبَائِهَا مُوقِنَهً بِغَیْبِ اءَنْبَائِهَا لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَیِّئِ زَلَلِهَا.

اءَوَلَسْتُمْ اءَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَ الْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ الْاءَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ اءَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْکَبُونَ قِدَّتَهُمْ وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِیَهٌ عَنْ حَظِّهَا لاَهِیَهٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِکَهٌ فِی غَیْرِ مِضْمَارِهَا کَاءَنَّ الْمَعْنِیَّ سِوَاهَا وَ کَاءَنَّ الرُّشْدَ فِی إِحْرَازِ دُنْیَاهَا.
وَ اعْلَمُوا اءَنَّ مَجَازَکُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ وَ اءَهَاوِیلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ اءَهْوَالِهِ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِیَّهَ ذِی لُبِّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلْبَهُ وَ اءَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ اءَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَ اءَظْمَاءَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ یَوْمِهِ وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ اءَوْجَفَ الذِّکْرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِاءَمَانِهِ وَ تَنَکَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِیلِ وَ سَلَکَ اءَقْصَدَ الْمَسَالِکِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ عَلَیْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْاءُمُورِ. ظَافِرا بِفَرْحَهِ الْبُشْرَى وَ رَاحَهِ النُّعْمَى فِی اءَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ یَوْمِهِ وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَهِ حَمِیدا وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَهِ سَعِیدا وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ وَ اءَکْمَشَ فِی مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِی طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُما اءَمَامَهُ فَکَفَى بِالْجَنَّهِ ثَوَابا وَ نَوَالاً وَ کَفَى بِالنَّارِ عِقَابا وَ وَبَالاً وَ کَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِما وَ نَصِیرا وَ کَفَى بِالْکِتَابِ حَجِیجا وَ خَصِیما.
اءُوصِیکُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی اءَعْذَرَ بِمَا اءَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَکُمْ عَدُوّا نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّا وَ نَفَثَ فِی الْآذَانِ نَجِیّا فَاءَضَلَّ وَ اءَرْدَى وَ وَعَدَ فَمَنَّى وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ.
وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِینَتَهُ وَ اسْتَغْلَقَ رَهِینَتَهُ اءَنْکَرَ مَا زَیَّنَ وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا اءَمَّنَ.

مِنْهَا فِی صِفَهِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ:

اءَمْ هَذَا الَّذِی اءَنْشَاءَهُ فِی ظُلُمَاتِ الْاءَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْاءَسْتَارِ نُطْفَهً دِهَاقا وَ عَلَقَهً مِحَاقا وَ جَنِینا وَ رَاضِعا وَ وَلِیدا وَ یَافِعا ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبا حَافِظا وَ لِسَانا لاَفِظا وَ بَصَرا لاَحِظا لِیَفْهَمَ مُعْتَبِرا وَ یُقَصِّرَ مُزْدَجِرا حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَى مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَکْبِرا وَ خَبَطَ سَادِرا.

مَاتِحا فِی غَرْبِ هَوَاهُ کَادِحا سَعْیا لِدُنْیَاهُ فِی لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ اءَرَبِهِ ثُمَّ لاَ یَحْتَسِبُ رَزِیَّهً وَ لاَ یَخْشَعُ تَقِیَّهً فَمَاتَ فِی فِتْنَتِهِ غَرِیرا وَ عَاشَ فِی هَفْوَتِهِ یَسِیرا لَمْ یُفِدْ عِوَضا وَ لَمْ یَقْضِ مُفْتَرَضا دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِیَّهِ فِی غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِرا وَ بَاتَ سَاهِرا فِی غَمَرَاتِ الْآلاَمِ وَ طَوَارِقِ الْاءَوْجَاعِ وَ الْاءَسْقَامِ بَیْنَ اءَخٍ شَقِیقٍ وَ وَالِدٍ شَفِیقٍ وَ دَاعِیَهٍ بِالْوَیْلِ جَزَعا وَ لاَدِمَهٍ لِلصَّدْرِ قَلَقا وَ الْمَرْءُ فِی سَکْرَهٍ مُلْهِثَهٍ وَ غَمْرَهٍ کَارِثَهٍ وَ اءَنَّهٍ مُوجِعَهٍ وَ جَذْبَهٍ مُکْرِبَهٍ وَ سَوْقَهٍ مُتْعِبَهٍ ثُمَّ اءُدْرِجَ فِی اءَکْفَانِهِ مُبْلِسا وَ جُذِبَ مُنْقَادا سَلِسا ثُمَّ اءُلْقِیَ عَلَى الْاءَعْوَادِ رَجِیعَ وَصَبٍ وَ نِضْوَ سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَهُ الْوِلْدَانِ وَ حَشَدَهُ الْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ وَ مُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَیِّعُ وَ رَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ اءُقْعِدَ فِی حُفْرَتِهِ نَجِیّا لِبَهْتَهِ السُّؤَالِ وَ عَثْرَهِ الاِمْتِحَانِ وَ اءَعْظَمُ مَا هُنَالِکَ بَلِیَّهً نُزُولُ الْحَمِیمِ وَ تَصْلِیَهُ الْجَحِیمِ وَ فَوْرَاتُ السَّعِیرِ وَ سَوْرَاتُ الزَّفِیرِ لاَ فَتْرَهٌ مُرِیحَهٌ وَ لاَ دَعَهٌ مُزِیحَهٌ وَ لاَ قُوَّهٌ حَاجِزَهٌ وَ لاَ مَوْتَهٌ نَاجِزَهٌ وَ لاَ سِنَهٌ مُسَلِّیَهٌ بَیْنَ اءَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ وَ عَذَابِ السَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ.

عِبَادَ اللَّهِ اءَیْنَ الَّذِینَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ اءُنْظِرُوا فَلَهَوْا وَ سُلِّمُوا فَنَسُوا اءُمْهِلُوا طَوِیلاً وَ مُنِحُوا جَمِیلاً وَ حُذِّرُوا اءَلِیما وَ وُعِدُوا جَسِیما احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَهَ وَ الْعُیُوبَ الْمُسْخِطَهَ.

اءُولِی الْاءَبْصَارِ وَ الْاءَسْمَاعِ وَ الْعَافِیَهِ وَ الْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ اءَوْ خَلاَصٍ اءَوْ مَعَاذٍ اءَوْ مَلاَذٍ اءَوْ فِرَارٍ اءَوْ مَحَارٍ اءَمْ لاَ فَاءَنّ ى تُؤْفَکُونَ اءَمْ اءَیْنَ تُصْرَفُونَ اءَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ اءَحَدِکُمْ مِنَ الْاءَرْضِ ذَاتِ الطُّوْلِ وَ الْعَرْضِ قِیدُ قَدِّهِ مُتَعَفِّرا عَلَى خَدِّهِ الْآنَ عِبَادَ اللَّهِ وَ الْخِنَاقُ مُهْمَلٌ وَ الرُّوحُ مُرْسَلٌ فِی فَیْنَهِ الْإِرْشَادِ وَ رَاحَهِ الْاءَجْسَادِ وَ بَاحَهِ الاِحْتِشَادِ وَ مَهَلِ الْبَقِیَّهِ وَ اءُنُفِ الْمَشِیَّهِ وَ إِنْظَارِ التَّوْبَهِ وَ انْفِسَاحِ الْحَوْبَهِ قَبْلَ الضَّنْکِ وَ الْمَضِیقِ وَ الرَّوْعِ وَ الزُّهُوقِ وَ قَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ وَ إِخْذَهِ الْعَزِیزِ الْمُقْتَدِرِ.

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه 83

و من خطبة له-  عليه الصّلوة و السّلام و التّحيّة و الإكرام- :-  و هى من الخطب العجيبة تسمّى الغرّاء-  «الحمد للّه الّذى علا بحوله،» سپاس و ستايش خداوندى كه بلند است رتبه او به قدرت و قوّت او.

«الحول» القدر و الغلبة على إحالة الامور و تقليب الأحوال، معناه: إنّ اللّه متعال بإحالة الخلق عن إدراكه، فحوله إحالة الأفهام عن درك ذاته و صفاته.

«و دنا بطوله،»-  طوله بسط نعمه على خلقه-  و نزديك است به بسط نعم بر خلايق، بحيث يشاهدونه في صور طوله، و هو فضله و هبته لكلّ مستحقّ ما يليق به.

«مانح كلّ غنيمة و فضل،» عطا دهنده هر غنيمت و هر فضيلت.

«المانح» المعطى، و «المنحة» العطية.

«و كاشف كلّ عظيمة و أزل.» دفع كننده هر بليّه و سختى و تنگى.

«الأزل» الشدّة و الضيق.

«أحمده على عواطف كرمه، و سوابغ نعمه،» ستايش مى‏كنم او را بر توالى و تتابع كرم او، و تمامى و فزونى نعم او.

«و اومن به أوّلا باديا،» و ايمان مى ‏آورم به او ابتدائا ظاهرا.

«و أستهديه قريبا هاديا،» و طلب هدايت مى‏كنم از او كه قريب است و راه نماينده.

«و أستعينه قادرا قاهرا،» و طلب يارى مى‏كنم از او كه توانا است و غالب.

«و أتوكّل عليه كافيا ناصرا،» و توكّل مى ‏كنم بر او كه كفايت كننده و يارى دهنده است.

«و أشهد أن لا إله إلّا اللّه الّذى رفع السّماء فبناها،» و گواهى مى ‏دهم كه نيست‏

پروردگارى جز آن خدايى كه برداشت آسمان را پس بنا كرد آن را.

«و سطح الأرض فطحاها،» و بگسترانيد زمين را پس مبسوط ساخت آن را.

« اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا، هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا.»و گران نمى ‏گرداند او را-  عزّ شأنه-  حفظ زمين و آسمان، و او بلند مرتبه است و عظيم الشأن.

«و أشهد أنّ محمّدا-  صلّى اللّه عليه و آله-  عبده و رسوله،» و گواهى مى ‏دهم كه محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  بنده او و فرستاده اوست.

«أرسله لإنفاذ أمره، و إنهاء عذره و تقديم نذره.» ارسال كرد او را از براى روا گردانيدن فرمان او، و خبر رسانيدن عذر او-  تعالى شأنه-  بر خلايق-  أى ما تشبّه الأعذار الى الخلق من النصائح الإلهية لهم-  و از براى تقديم ترسانيدن ايشان به وعيد.

«اوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الّذى ضرب لكم الأمثال،» وصيت مى‏كنم شما را اى بندگان خدا به تقوا و ترس از خدايى كه بيان فرمود از براى شما داستانها.

«و وقّت لكم الآجال،»-  أى جعل لها ميقاتا معلوما-  و تعيين كرد از براى شما وقت اجل شما.

«و ألبسكم الرّياش،»-  [الرياش‏] جمع الريش و هو الزىّ الحسن-  و پوشانيد شما را لباسهاى نيكو.

«و أرفع لكم المعاش،»-  أى وسّع، و عيش رافع و رفيع: طيّب واسع-  و فراخ و طيّب گردانيد شما را معيشت.

«و أحاط بكم الإحصاء،»-  أى جعل إحصاءه محيطا بكم، و أحاط لازم و متعدّ-  و محيط گردانيد به شما شمردن و دانستن اعمال شما.

«و أرصد لكم الجزاء،» و ديده‏بان شما كرده است جزا.

«و آثركم بالنّعم السّوابغ، و الرّفد الرّوافع،» –  [الرفد الروافع‏] أى العطايا الواسعة، الرّفد جمع الرفدة و هى عطيّة-  و اختيار كرده است شما را به نعمتهاى فراوان، و عطيّه‏ هاى بى ‏پايان.

«و أنذركم بالحجج البوالغ،» و بيم كرده است شما را به دلايل رسانيده به مقصود.

«و أحصاكم عددا،» و شماره كرده است عدد شما را.

«و وظّف لكم مددا،» –  أى قدّر الوظيفة، و الوظيفة الرسم المعيّن وقته-  و مقدّر كرده است وظيفه شما را مدّتى چند.

«في قرار خبرة،» در مقرّ امتحان و آزمايش.

أى دار الامتحان و الإبتلاء قال اللّه تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا. و يحتمل أن يكون الخبرة بمعنى المزارعة، قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «الدّنيا مزرعة الآخرة». و يحتمل أن يكون العلم المستفاد من التجربة، و هكذا الدنيا فإنّ العلم فيها يحصل بالاستفادة و التجربة، و في الآخرة تنكشف العلوم و الحقائق بأسرها دفعة واحدة. و هذا هو المعنى بقوله-  عليه السلام- : «و دار عبرة،» و خانه اعتبار گرفتن.

فإنّ العبرة هى العبور من ظاهر الشي‏ء إلى باطنه، و هكذا يكون أمر الدنيا، و في الآخرة يتجلّى بواطن الاشياء للابصار، و يكون المرء في تصوّرها مستغنيا عن النفوذ من الظاهر الى الباطن، فالباطن منكشف له، قال تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ.

«أنتم مختبرون فيها، و محاسبون عليها.» شما آزموده شده ‏ايد در آن، و حساب كرده شده ‏ايد بر آن.

«فإنّ الدّنيا رنق-  أى كدر-  مشربها، ردغ-  أى وحل-  مشرعها،» پس بدرستى ‏كه شراب دنيا كدر و تيره است آبشخور او، و گلناك است سرچشمه او.

«الرّدغة» الوحل، و في الخبر: «شارب الخمر يسقى من ردغة الخبال» أى من طينته، و قيل: ردغة الخبال طينة أهل النار، و بين المشرب و المشرع فرق ظاهر: فالمشرع الموضع الذى يشرع منه في الماء إلى قراره، و المشرب حيث يشرب.

فمعناه انّ الدنيا قبل نيلها تكلّف طالبها و تتعب، و بعد نيلها يغضّ لها آكلها و تشجّى، و هو المعنىّ بقول الشاعر: «و أىّ نعيم لا يكدّره الدهر».

شعر:

فغان ز آفت آن رنج ساز راحت سوز
امان ز گردش اين جان شكار بالا دست

‏كه صورتى كه به عمرى نگاشت، خود بسترد
كه گوهرى كه به ايّام سفت، خود بشكست

«يونق منظرها،»-  آنق أعجب حسنا، و الأنيق الحسن-  به عجب مى‏آورد ناظران را حسن ديدار او.

«و يوبق مخبرها.» و هلاك مى‏گرداند معجبان را ابتلا و اختبار او.

«غرور حائل،» فريبنده‏اى است حيله‏ گر.

«الغرور الحائل» أى شي‏ء يحرّك هيئته و يتغيّر حاله، و هو من «حال» إذا تغيّر.

«و ضوء آفل،»-  أى نور يبرق فيغيب، و أفل غاب –  يعنى نورى است كه مى ‏درخشد و في الحال غايب مى ‏شود.

استعار لفظ «الضوء» لما يظهر منها من الحسن في عيون الغافلين، يقال: «على‏ فلان ضوء» إذا كان له منظر حسن، و كذلك لفظ «الأفول» لزوالها.

«و ظلّ زائل،» و سايه‏اى است مشرف به زوال.

يقال بشى‏ء يترأ، أى لك تحسب أنّه موجود و ينفيه، و ليس كذلك كالصورة في المرآة و هكذا الدنيا. استعار لفظ «الظلّ» لما فيه أهلها من نعمها.

«و سناد مائل،» و تكيه‏گاهى است ميل كننده به سقوط.

«السناد» ما استندت إليه و اعتمدته، يعنى إذا عوّلت على الدنيا و استندت إليها مالت بك.

استعار لفظ «السناد» لما يعتمد عليه الغافلون من وجودها الذى لا ثبات له، و لفظ «الميل» لكونها في معرض الزوال و مظنّته.

«حتّى إذا أنس نافرها، و اطمأنّ ناكرها،» تا آن گاه كه انس بگيرد به او نفرت كننده از او، و مطمئن شود به او منكر او نافرها ناكرها: من كان نافرا عنها بعقله، و منكرا لها.

«قمصت بأرجلها،» برجهد به پايهاى خود.

استعار وصف «القماص بالأرجل» لامتناعها على الإنسان عند تنكّرها عليه.

قمص البعير إذا رفع يديه معا ثمّ يطرحهما و عجن برجليه، و هاهنا شبّه سرعة ذهاب الدنيا بقماص البعير، و نفرته عند نفاره.

«و قنصت بأحبلها،» و صيد كند او را به كمندهاى خود.

استعار وصف «القنص بالأحبل» لتمكّن محبّتها في اعناق النفوس.

«و أقصدت بأسهمها،» و بر جاى بكشد به تيرهاى خود.

استعار لفظ «الأسهم» للأمراض و اسباب الموت، و وصف الاقتصاد بها تنزيلا للدنيا منزلة الرامى.

«و أغلقت المرء أوهاق المنيّة قائدة له إلى ضنك المضجع، و وحشة المرجع، ومعاينة المحلّ و ثواب العمل،»-  استعار لفظ الإغلاق بالحبال للوقوع في أسقامها و مهلكاتها-  و در بسته است مرد را كمندهاى مرگ در حالتى كه كشنده است او را به تنگى خوابگاه، و وحشت مرجع و مأوى، و معاينه جايگاه و ثواب عمل.

عیسى مریم که بودى شاد از او
چون ز مرگ خویش کردى یاد از او

با چنان بسطى که بودى حاصلش‏
آن چنان بیمى فتادى در دلش‏

کز عرق آغشته گشتى جاى او
وز عرق خون بود سر تا پاى او

«و كذلك الخلف بعقب السّلف،» و همچنين است گروهى كه درمى ‏آيند بعد از پيشينيان.

«لا تقلع المنيّة اختراما،» باز نمى ‏ايستد مرگ از قطع كردن.

«و لا يرعوى الباقون اجتراما،» و باز نمى ‏گردند باقيان از گناه كردن.

«يحتذون مثالا، و يمضون أرسالا،» پى مى‏ برند به مثالى و صورتى، و مى ‏روند از پى يكديگر.

«إلى غاية الانتهاء، و صيّور الفناء.» تا غايت انتها و مرجع فنا.

«حتّى إذا تصرّمت الأمور،» تا آن گاه كه منقطع شود امور خلايق.

«تصرّم الامور» انقطاع امور الخلق، و معنى ذلك: أنّ الأمور متعدّدة ما دام الخلائق في أفعالهم و أحوالهم المتبدّدة، فإذا لم يبق أحد لم يبق من أحد أمر. قال تعالى: يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ. و الأوامر هاهنا بمعنى الشئون المتفرّقة.

«و تقضّت الدّهور، و أزف النّشور،» و منقضى شود روزگاران، و نزديك شود زنده كردن ايشان.

«أخرجهم من ضرائح القبور، و أوكار الطّيور، و أوجرة السّباع، و مطارح المهالك،» بيرون آورد ايشان را از اندرون گورها، و آشيانه‏ هاى مرغان، و خانه‏ هاى درندگان مثل‏ گرگ و كفتار، و از محالّ افتادن مردم به مهلكه مثل چاه و شكاف كوه و دريا.

«سراعا إلى أمره،» در حالتى كه شتابنده باشند به امر او.

قال تعالى: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ ، أى صوت الداعى الذى يدعوهم إلى موقف القيامة، و هو اسرافيل، و ذلك أنّه يضع الصور في فيه و يقول: أيّتها العظام البالية و الجلود المتمزّقة و اللحوم المتفرّقة هلمّوا إلى عرض الرحمن. و قوله: لا عِوَجَ لَهُ أى لدعائه و هو من المقلوب، أى لا عوج لهم من دعاء الداعى، لا يزيغون عنه يمينا و شمالا، و لا يقدرون عليه، بل يتّبعونه سراعا.

بى هشان را وا دهد حق هوشها
حلقه حلقه حلقه‏ ها در گوشها

پاى کوبان دست افشان در ثنا
ناز نازان ربّنا أحییتنا

از جلود و از عظام ریخته
فارسان گشته غبار انگیخته‏

«مهطعين إلى معاده،» شتابان باشند به معاد او.

«رعيلا صموتا، قياما صفوفا،» مجتمع باشند و خاموش، و ايستاده صفها زده.

«ينفذهم البصر،» در گذر بصر ايشان در اندرون ايشان و خود را باز شناسد.

أى يطّلع البصر على مكامن أسرارهم و خفايا بواطنهم.

عطّار:

چو از گورت برانگیزند مضطر
برهنه پاى و سر در دشت محشر

چو خود آتش زدى در خرمن خویش‏
بدانى آنچه کردى با تن خویش‏

بدادى رایگانى عمرت از دست
اگر بر خود بگریى جاى آن هست‏

و هذا بيان قوله-  عزّ من قائل- : يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى‏ مِنْكُمْ خافِيَةٌ، معناه أنّ الخفايا المكونة في البواطن يوم القيامة بارزة، و الخبايا المختزنة في الضمائر جليّة، لا يحتجب شي‏ء عن بصر الرائى و نظر الناظر. و في رواية: «ينفذهم البصر» أى يبرق أبصارهم، فيتقدّم عن محاجرها جاحظة كأنّها قدّامهم.

«و يسمعهم الدّاعى،»-  أى يدعوهم-  و مى ‏شنواند ايشان را خواننده، يعنى اسرافيل كه ايشان را بخواند به حشرگاه.

«عليهم لبوس الاستكانة-  أى زىّ الخضوع و العجز- ، و ضرع الإستسلام و الذّلّة.» بر ايشان باشد لباس فروتنى و عجز، و خضوع كردن نهادن و خوارى.

و في إضافة الضرع إلى الذلّة يحتاج إلى الفرق بين المضاف و المضاف إليه: فالضرع أخصّ من الذلّة، و ما لم تظهر الذلّة من نفسك لغيرك لا تسمّى الذلّة ضرعا، فإنّه ذلّة تظهرها لغيرك.

«قد ضلّت الحيل، و انقطع الأمل،» بدرستى كه گم شد حيله ‏ها، و منقطع گشت اميدها.

اى همه تو ناگریز من تو باش
اوفتادم دستگیر من تو باش‏

اى جهانى خلق مور خاکیت‏
پاک دامن کن مرا از پاکیت‏

بر امیدى آمد این درویش تو
چون به نومیدى رود از پیش تو

آمدم از دور جایى دل دو نیم‏
نقد رحمت خواهم از تو اى کریم‏

گر چه هستم از معاصى اهل تیغ
رحمت خود را مدار از من دریغ‏

اى جهانى جان و دل حیران تو
صد هزاران عقل سرگردان تو

در تحیّر مانده‏ ام در کار خویش
مى ‏بمیرم از غم بسیار خویش‏

نیست در عالم ز من درویشتر
در دلم هر دم خلد صد نیشتر پاى و

سر شد محو فرسنگ مرا
غم فراخ آمد دل تنگ مرا

گاه گریه گاه زاری ها مراست‏
این چنین عشرت که در شبها مراست‏

گاه مى ‏سوزم ز بیم ز مهریر
گه شوم افسرده از بیم سعیر

دائما در آتشم من زین سرشت
گاه مى ‏جوشم ز سرّ سرنوشت‏

مى ‏توانى کرد چندین پیچ پیچ‏
دست من گیرىّ و انگارى که هیچ‏

«و هوت الأفئدة كاظمة،» و ساقط شد دلها از خشم فرو خوردن.

في بعض الحواشى: «فللهوى محامل: أحدها: إنّ القلوب تسقط من كظمها للغيظ على نفسها ممّا فرّطت في تهيئة أسباب العقبى، و السقوط يعبّر به عن الغضب و الندامة، قال تعالى: وَ لَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ. و هوى سقط، و أصل الهوى بمعنى السقوط من خرق الهواء.

و الوجه الثاني: إنّ هوى الأفئدة ارتقاؤها إلى الحناجر من الحيرة، قال اللّه تعالى: إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ. و الهوى-  بضمّ الهاء-  ذهاب في ارتقاء، و كلاهما مصدر عن هوى يهوى، و أصلها أيضا من خرق الهواء، إمّا في ارتفاع أو انحدار، و ارتفاعها إلى الحناجر من الدهش و الحيرة. و قد عبّر عن ذلك بقوله: «كاظمة»، و الكاظمة الآخذة بمخرج النفس، و كظمه إذا أخذ بكظمه و هو مخرج نفسه، و متجرّع الغيظ كاظم، لأنّ كاظم الغيظ على هيئة كان الغيظ أخذ بمخنّقه، فيسبغ غيظه على غصّة.

و المعنى الثالث: أى صارت الأفئدة هواء، قال تعالى: وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ«» أى لا تعنى شيئا كالهواء الذى لا ينضبط فيه شي‏ء.

و المعنى الرابع: إنّ القلوب تفتح تجاويفها لتجرّع الغيظ. يقال: «هوت الطّعنة» إذا فتحت فاؤها تهوى.» «و خشعت الأصوات مهيمنة،»-  [مهيمنة] أى خفيّة-  و آراميده شود آوازها در حالتى كه خفى باشد.

في بعض الحواشى لأبى الوفا: قال تعالى: وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ‏ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً و معناه لم يبق لأحد في نطقه بإقامة الحجج على حكمه-  عزّ و جلّ- ، و نفد إلّا كلام خفىّ في النفس، لا يقدرون على إظهاره، و هو لم تتخيّله المبطلون من تعلّلهم بالقدر، و احتجاجهم بقضاء اللّه عليهم، و تلك حجّة داحضة تردّها البراهين القاطعة و البيّنات الساطعة، و الصوت يذكر و يردّ به الكلام البيّن، و هذا هو المعنى بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا ، أى لا تعارضوا حججه بحججكم، تريدون أن يربى كلامكم على كلامه. فهذا طمع في محال و قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  لعلىّ بن ابى طالب-  عليه الصلاة و السلام- : «إنّك تسمع النّاس صوتى» أى تظهر عليهم حجّتى البالغة. و من كان له ذوق سليم، كفاه هذا الإيماء في بيان هذا المعنى.

«و ألجم العرق،» و برسد عرق به موضع لجام.

أى ألجمهم العرق، و هذا إكما قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «يبلغ العرق منهم ما يلجمهم» ، أى ينغمس في العرق إلى أن يصل إلى فيه كاللجام فيمنعه عن الكلام.

«و عظم الشّفق،» و عظيم شود خوف.

«الشفق» رقّة تعترى القلب إمّا من الخوف و إمّا من الرأفة.

«و جفز القلق،» و شتاباننده شد قلق و اضطراب.

«و ارعدت الأسماع لزبرة الدّاعى إلى فصل الخطاب،» و لرزيده شود گوشها از زجره خواننده-  يعنى اسرافيل-  به حشرگاه، جهت حساب، و خطاب فاصل ميان حقّ و باطل.

يحتمل معنيين: أحدهما، ارعدت-  بضمّ الهمزه-  بمعنى ارتعدت، و الآخر بفتح الهمزة أى أنّ الأسماع تمتلى من صيحة كالرعد. يقال: «أرعدنا» أى سمعنا الرعد، و «أبرقنا» إذا رأيت البرق، و «الزبرة» زجرة تنقبض عنها المرء عن الفتح، و «الداعى إلى فصل الخطاب» يعنى إلى ما ينفصل به الخطاب عن المخاطب، و خطاب اللّه للخلق تكليفهم بأحكام الدنيا و السؤال عن ذلك في العقبى، و يوم القيامة ينفصل هذا التكليف و السؤال عن المكلّف، فذلك فصل الخطاب.

«و مقايضة الجزاء،» و معاوضه جزا.

«المقايضة» مقابلة المثل بالمثل.

«و نكال العقاب، و نوال الثّواب.» و كشيدن انواع عقوبت و عذاب مجرمان را، و يافتن اجر نيكو و ثواب صلحا را.

عطّار:

خالقا آنچه از من آمد، کرده شد
عمر رفت و نیک یا بد، کرده شد

چند مشتى خاک ره، دلریش تو
خون دل راند گر آید پیش تو

گر جهانى طاعت آرم پیش باز
تو ز جمله بى‏ نیازى بى ‏نیاز

ور بود نقدم جهانى پرگناه‏
تو از آن مستغنى اى پادشاه‏

آنچه توفیق توام از بحر جود
شد مدد گر آمد از من در وجود

این دم اکنون منتظر بنشسته‏ ام‏
دل ندارم ز آنکه در تو بسته ‏ام‏

با درت افتاد کارم این زمان
جز درت جایى ندانم در جهان‏

تو چنان انگار کین دم آمدم‏
در همین یک دم به عالم آمدم‏

گر چه در دنیا گناه من بسى است
عفو عفوت عذر خواه من بسى است‏

گر چه بس آلوده راه آمدم‏
عفو کن کز حبس و از چاه آمدم‏

خشک شد یا ربّ ز «یا ربّ» هاى من
در غم تر دامنى لبهاى من‏

مى‏روم گمراه و ره نایافته‏
دل چو دیوان جز سیه نایافته‏

رهنمایم باش و دیوانم بشوى
و ز دو عالم تخته جانم بشوى‏

مانده‏ام از دست خود در صد زحیر
دست من اى دستگیر من بگیر

«عباد مخلوقون اقتدارا،» بندگانند آفريده شده از براى اظهار قدرت.

أى خلقهم لإظهار قدرته، فعاشوا تحت جناح تربيته، فهم يربّون في كنف فضله شاءوا أم أبوا.

«مربوبون اقتسارا،» و در تحت تربيت اويند، خواهند يا نخواهند.

«الاقتسار» الغلبة و القهر، فمعناه: إنّ اللّه يربّى عباده قاهرا فوقهم، غالبا على امورهم، يربّيهم بلطفه و كرمه. قد استأثر بها لا يشارك، و لئن أرادوا أن يخلصوا من حيطة تربيته لم يقدروا على ذلك، و هذه التربية لطف من الحقّ، قد استأثر بها لا يشارك فيها، و لا في معنى سواها، و هذا ألطف و أعجب.

«و مقبوضون احتضارا،» و قبض كرده شده‏اند در احتضار مرگ.

أى يقبضهم في احتضار المنيّة نحوهم، و احتضرته المنيّة اذا كان في نزعه.

«و مضمّنون أجداثا،» و در آورده شده‏اند در ميان گورها.

أى جعلت القبور أوعية لهم.

«و كائنون رفاتا،» و بازگشتگانند به استخوانهاى پوسيده.

«و مبعوثون أفرادا،» و برانگيخته شدگانند تنها.

قال تعالى: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى‏.«» «و مدينون جزاء،» و جزا داده‏گانند به اعمال، جزاء وفاقا.

أى مجزّئون بأعمالهم. و ذكر المصدر لتعظيم«» الجزاء لقولهم: «ضربته ضربا» أى عظيما.

«و مميّزون حسابا.» و جدا كرده شده‏اند از براى محاسبه.

أى يميّز بعضهم عن بعض للحساب. قال تعالى: وَ امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ.

«قد امهلوا في طلب المخرج،» بدرستى كه مهلت داده شده‏اند در دنيا، تا بيرون روند از ظلمات جهل و ورطات معاصى.

«و هدوا سبيل المنهج،» و راه نموده شده‏اند به طريق واضح مستقيم.

«هدايتهم سبيل المنهج» إلهامهم بأصل فطرهم، و ما دلّت عليه الأعلام الواضحة من الكتب الالهية و السنن الشرعية على طريق اللّه سبحانه.

«و عمّروا مهل المستعتب،» و عمر داده شدند مهلت دادن طالب ارضاى حقّ تعالى.

و لمّا كان من يطلب استعتابه و رجوعه عن غيّه بإمهال و مداراة، كانت مهلة اللّه لخلقه مدّة أعمارهم، ليرجعوا الى طاعته يشبه ذلك، فنزلت منزلته، و نصب مهل على المصدر عن قوله: «عمّروا» لأنّ التعمير إمهال و مداراة.

«و كشفت عنهم سدف الرّيب،» و برداشته شده از ايشان تاريكيهاى شكوك و جهالات. بما وهبه اللّه تعالى لهم من العقول و أيّدهم من بعثة الرسول.

«و خلّوا-  أى تركوا-  لمضمار الجياد، و رويّة الارتياد،» و گذاشتند ايشان را در دنيا تا خود را قوى گردانند به زاد تقوا از براى ميدان نيك مردان آخرت، و فكر برداشتن زاد معاد.

أى تركوا في الدنيا ليضمّروا أنفسهم بأزواد التقوى، و ليفكّروا في طلب ما يتخلّصون به إلى المولى.

استعار لفظ الضمار و رشّح بذكر الجياد.

«و أناة المقتبس المرتاد،» و تا درنگ كنند درنگ كردن فراگيرنده نور و طلب كننده زاد.

أى ليتأنّوا أناة المقتبس لأنوار اللّه للاستتارة بها.

«في مدّة الأجل، و مضطرب المهل.» در مدّت اجل، و محلّ اضطراب ايشان در مهلت تحصيل كمالات.

عطّار فرماید:

فرستادند چندینى پیمبر
بسى حجّت گرفتندت به هر در

گهى معجز گهى برهان نمودند
گهى تورات و گه فرقان نمودند

تو را از نیک و بد آگاه کردند
به سوى حق رهت کوتاه کردند

بگفتندت چه کن، چون کن، چرا کن‏
هوا را میل کش کار خدا کن‏

«فيا لها أمثالا صائبة، و مواعظ شافية،» پس اى آن مثلهاى راست مطابق ممثّل به، و موعظه‏هاى مؤثّر شفا دهنده از امراض غفلات و جهالات.

«لو صادفت قلوبا زاكية، و أسماعا واعية، و آراء عازمة-  عزم الآراء توجيه الهمم إلى ما ينبغي و الثبات على ذلك-  و ألبابا حازمة»-  حزم الألباب جودة رأى العقول فيما يختاره-  يعنى اگر بيابد دلهاى پاكيزه از هر آلايش، و گوشهاى شنوا نگاهدارنده، و رأيهاى عزيمت و جدّ كننده فيما ينبغي، و عقلهاى با حزم و احتياط وجودت رأى در آنچه اختيار كند

عطّار:

الا اى غافل افتاده از راه
بخواهى مرد غافل وار ناگاه‏

تو پندارى که چون مردى برستى‏
کجا رستى که در سختى نشستى‏

یقین مى‏دان که چون جانت برآید
به یک یک ذرّه طوفانت برآید

نباشد از تو یک یک ذرّه بیکار
بود در رنج جان کندن گرفتار

تو را این پیروى غول تا کى
به دنیا دوستى مشغول تا کى‏

بدادى رایگانى عمرت از دست‏
اگر بر خود بگریى جاى آن هست‏

دمى کان را بها باشد جهانى
پى آن دم نمى‏گیرى زمانى‏

گرفتى از سر غفلت کم خویش‏
نمى‏دانى بهاى یک دم خویش‏

تو در خوابى سخن هیچى ندانى
چو سر اندر کفن پیچى بدانى‏

«فاتّقوا اللّه تقيّة من سمع فخشع،» پس بترسيد از خداى-  تعالى-  ترسيدن كسى كه بشنود موعظه را پس خشوع و فروتنى كند.

«و اقترف فاعترف،» و كسب گناه كند«»، پس معترف شود به ذنب خود.

«و وجل فعمل،» و بترسد از خداى، پس عمل كند از ترس او.

«و حاذر فبادر،» و حذر كند، پس مبادرت كند به اعمال صالحه.

«و أيقن فأحسن،» و متيقّن شود به لقاى حقّ تعالى، پس نيكويى كند، چه يقين مستلزم حسن طاعت است.

«و عبّر-  أى رمى بالعبر-  فاعتبر،» و عبرت ديده شود، پس عبرت گيرد.

«و حذّر فازدجر،» و تحذير كنند او را، پس باز ايستد به زجر.

«و أجاب-  داعى اللّه-  و أناب»-  إليه بسرّه و امتثال امره-  و اجابت كند خواننده خداى را و باز گردد به سوى او.

«و راجع فتاب،» و باز گردد به عقل خود، پس توبه كند از متابعت نفس شيطان.

«و اقتدى-  بهدى اللّه تعالى-  فاحتذى،»-  أى فحذا حذوة-  يعنى پى برد به هدايت خداى تعالى و بر آن سلوك نمايد.

«و أرى-  الحقّ فظهر لعين بصيرته طريق اللّه-  فرأى،»-  أى عرفها-  يعنى نموده شود او را راه وصول به خدا پس بداند.

«فأسرع طالبا،» پس سرعت نمايد در راه خدا در حالتى كه طالب و جوينده حقّ باشد.

«و نجا هاربا،» و نجات يابد در حالتى كه گريزان بود از ظلمات جهل و ثمرات آن.

«فأفاد ذخيرة،»-  أى فاستفاد بسلوكه لها ذخيرة لمعاده-  پس بيابد ذخيره معاد خويش.

«و أطاب سريرة،»-  أى أطاب بسلوكها سريرته عن نجاسات الدنيا-  و خوش بوى گرداند اندرون خود از گندگيهاى دنيا.

«و عمّر معادا،» و معمور گرداند معاد خود به اكتساب كمالات سعوديت.

«و استظهر زادا، ليوم رحيله و وجه سبيله، و حال حاجته، و موطن فاقته،» و مستظهر شود به زاد، روز رحلت كردن از دنيا و وجه راه آخرت او، و وقت حاجت و محلّ فقر و فاقت او.

«و قدّم أمامه لدار مقامه.» و فرستاد پيش از خود از براى جايگاه اقامت او.

من قوله: «فاتّقوا اللّه تقيّة من سمع» إلى قوله: «لدار مقامه» أمر بتقوى اللّه تقيّة من استجمع هذه الاوصاف الثمانية عشر.

از كعب الاحبار پرسيدند كه خبر ده ما را از آن صعبتر ساعتى باشد به فرزند آدم رسد اندر دنيا و آخرت. گفت: عجب ساعتى باشد فرزند آدم را آن ساعت كه وقت بيرون آمدن جان است، و چشمها از جاى خود بگردد، و بينى از جاى برجهد، لبها خشك شود، رخسارها زرد گردد، عرق در پيشانى گرد آيد، نالش سخت گردد، و زبان بسته شود، و رگها و عصبها گسسته گردد، و آنچه كرده است در آن زمان بيند از كردار خويش، و باطل بيند آن گمان و پندار خويش، همه اندامها سست گردد، دوستان جانى جفا آغازيدن گيرند، زن تدبير شوى كند، شيطان قصد ايمان كند، فرزند تدبير مال و ميراث كند، همسايه قصد خريدن سراى كند، ملك الموت قصد جان كند، و آن دو فرشته كرام الكاتبين او را بدرود كنند، و مرگ و تلخى جان كندن و درشتى هيبت و ضربت ملك الموت بيند، و از كردارهاى بد پشيمان شود، دلش برگشته شود، ديو به وسوسه بيرون آيد، آلتها از كار برود. سختترين ساعتى بر فرزند آدم اندر دنيا آن روز بود كه جان از تن بيرون رود، و اين نوع احوال منسوبات جان دادن است «فاتّقوا اللّه عباد اللّه جهة ما خلقكم،» پس بترسيد از خداى اى بندگان خداى از آن جهت كه خلق كرده است شما را از براى آن، قال تعالى: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أى ليعرفون، أى اتّقوه باعتبار ما خلقكم له من عرفانه، و اجعلوا تقواكم فيه نظرا إلى تلك الجهة، لا للرياء و السمعة، و جهة منصوب على الظرف، و يحتمل أن يكون مفعولا به لفعل مقدّر، أى اقصدوا بتقواكم جهة ما خلقكم له.

«و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه،» و حذر كنيد از او حقيقت تحذير كردن او شما را از نفس خود، قال تعالى: وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ«»، أى اقصدوا في حذركم منه حقيقة تحذيره لكم من نفسه، و ذلك يستلزم الفحص عن حال المحذور منه.

«و استحقّوا منه ما أعدّ لكم بالتّنجّز لصدق ميعاده، و الحذر من هول معاده.» و سزاوار شويد از او آنچه مهيّا كرده از براى شما به روا شدن راستى و ميعاد او، و حذر كردن از ترس معاد او.

و تنجّزهم لصدق ميعاده يكون بالاستعداد لذلك بأنواع طاعته و متابعته.

عطّار:

آن وزیرى را چو آمد مرگ پیش
کرد حیران روى سوى قوم خویش‏

گفت دردا و دریغا کز غرض‏
آخرت با خواجگى کردم عوض‏

ز آرزوى این جهان مى‏سوختم
لاجرم آن یک بدین بفروختم‏

مى‏روم امروز و جانى سوخته‏
رفته دنیا و آخرت بفروخته

قال الشارح ابن هيثم: «اعلم أنّه قد تطابقت ألسن الانبياء-  عليهم السلام- على القول بالمعاد الجسمانى، و يطويه الكتاب العزيز، و صرّح به نبيّنا محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  تصريحا لا يحتمل التأويل. و أمّا الحكماء فالمشهور من مذهبهم منعه لامتناع إعادة المعدوم، و ربّما قلّدت فلاسفة الاسلام ظاهر الشريعة في إثباته.

قال ابن سينا في كتاب الشفا: «يجب أن يعلم أنّ المعاد منه ما هو مقبول من الشرع، و لا سبيل إلى اثباته إلّا من طريق الشريعة و تصديق خبر النبوّة، و هو الذى للبدن عند البعث و خيرات البدن و شروره معلومة، لا تحتاج إلى أن تعلّمه. و قد بسطت الشريعة الحقّة التي أتانا بها سيّدنا و مولانا محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  حال السعادة و الشقاوة الذين بحسب البدن.

و منه ما هو مدرك بالعقل و القياس البرهانى، و قد صدّقته«» النبوّة، و هو السعادة و الشقاوة البالغتان الثابتتان بالمقاييس اللتان للأنفس، و إن كانت الأوهام منّا يقصر عن تصوّرها الآن لما توضح من العلل، و الحكماء الإلهيّون رغبتهم في إصابة هذه السعادة أعظم من رغبتهم في إصابة السعادة البدنية، بل كأنّهم لا يلتفتون إلى تلك و إن اعطوها، و لا يستعظمونها في جنّة هذه السعادة التي هى معارفه«» الحقّ الأقلّ.» و اعلم أنّ الذى ذكره-  عليه السلام-  هنا، صريح في إثبات المعاد الجسمانى و لواحقه، لقوله: «أخرجهم» إلى قوله: «المهالك»، إشارة إلى جمعه لأجزاء الأبدان بعد تشتّتها«» و تفرّقها و تأليفها كما كانت»، انتهى كلامه.

و هذه مسألة كلّت عن دركها الأفهام، و حارت فيها العقول و الأوهام، و عليها مدار الدين و مناط الإسلام، و صلّى اللّه على حبيبه محمّد و آله العظام و صحبه الكرام.

شيخ نجم الدين رازى-  رحمه اللّه-  گويد: «حكمت در ميرانيدن بعد از حيات و در زنده كردن بعد از ممات چه بود تا جواب آن سرگشته غافل و گم گشته عاطل گفته آيد كه مى ‏گويد:

دارنده چو ترکیب طبایع آراست
باز از چه قبل فکندش اندر کم و کاست‏

گر زشت آمد صورت پس این عیب که راست‏
ور نیک آمد خرابى از بهر چه راست‏

نداند كه آدمى را پنج حالت است: اوّل: حالت عدم، چنان كه فرمود: هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً يعنى در كتم عدم انسان را به معلومى در علم حقّ وجودى بود، امّا در وجود خويش شعورى نداشت، ذاكر خويش نبود و مذكور خويش نبود.

دوم: وجود در عالم ارواح، چنان كه خواجه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  فرمود: «الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف». يعنى چون از كتم عدم به عالم ارواح پيوست، او را بر خود شعورى پديد آمد، ذاكر و مذكور خود شد.

سيوم: تعلّق روح به قالب، چنان كه فرمود: فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ. چهارم: حالت مفارقت روح از قالب، چنان كه فرمود: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ. پنجم: حالت اعاده روح به قالب، چنان كه فرمود: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ. و اين پنج حالت انسان را به ضرورت مى ‏بايست، تا در معرفت ذات و صفات‏ خداوندى به كمال خويش رسد، و آنچه حكمت خداوندى بود در آفرينش موجودات به حصول پيوندد كه: «كنت كنزا مخفيّا فأحببت أن أعرف» .

اوّل: حالت عدم مى ‏بايست، تا چون در عالم ارواح او را وجودى حادث شود، و او را بر هستى خويش شعورى افتد، به حدوث خويش عالم شود، و به معرفت صانع خويش عارف گردد.

دوم: حالت وجود در عالم ارواح مى ‏بايست، تا پيش از آنكه به عالم اجسام پيوندد، ذوق شهود بى‏ واسطه باز يابد در صفات روحانيت، و مستفيض فيض بى حجاب گردد، و استحقاق استماع خطاب أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ گيرد، و استعداد سعادت بَلى‏ يابد. و چون دولت مكالمه بى ‏واسطه يافت، حضرت عزّت را به ربوبيت باز داند، و به صفات مريدى و حيّى و متكلّمى و سميعى و بصيرى و عالمى و قادرى و باقى كه صفات ذات است بشناسد. و اگر او را در عالم ارواح وجودى نبودى پيش از آنكه به اجسام پيوندد، نه معرفت حقيقى بدان صفات حاصل داشتى، و نه آن استحقاق بودى او را كه در عالم اجسام ديگر باره به تربيت به صفاى روحانيت باز رسيدى، تا مقام مكالمه حقّ حاصل كردى.

سيوم: حالت تعلّق روح به قالب مى ‏بايست، تا آلات كمالات معرفت اكتساب كند، لاجرم در جزئيات و كلّيات غيب و شهادت بدان وقوف توان يافت، و حقّ را به صفت رزّاقى و رحمانى و رحيمى و غفّارى و ستّارى و محسنى و منعمى و وهّابى و توّابى در اين حالت توان شناخت، و در تربيت روح به مدد اين آلات به مقاماتى تواند رسيد در معرفت كه در عالم ارواح حاصل نشدى، از مشاهدات و مكاشفات و علوم لدنّى و انواع تجلّى و تصرّفات جذبات و وصول به حضرت خداوندى و اصناف معارف كه در بيان نگنجد.

قال المحقّق القونوى: «و من المتّفق عليه شرعا و عقلا و كشفا أنّ كلّ كمال‏ يحصل للإنسان في هذه النشأة و في هذه الدار فإنّه لا يحصل له ذلك بعد الموت في الآخرة».

چهارم: مفارقت روح از قالب مى ‏بايست از دو وجه: يكى آنكه آلايشى كه روح از صحبت اجسام حاصل كرده است در مفارقت آن بتدريج از او برخيزد، و انسى و الفتى كه با جسمانيات گرفته است به روزگار بگذارد، ديگر با صفاى روحانيت افتد، و به صفاتى كه از آلت قالب حاصل كرده است بى مزاحمت قالب از حضرت عزّت برخوردار معرفت و قربت شود بى شوائب بشريت و كدورت خلقيت.

دوم آنكه ذوقى ديگر از معارف غيبى به واسطه آلات مكتسب قالبى در حالت بى قالبى حاصل كند كه آن ذوق در عالم ارواح نداشت. زيرا كه آلت ادراك آن نداشت و در عالم اجسام هم نداشت. زيرا كه آنچه مى ‏يافت از پس حجاب قالب مى ‏يافت، اكنون بى ‏مزاحمت قالب يابد.

پنجم: حالت اعادت روح به قالب مى ‏بايست از آن سبب كه كمال انسان در آن است كه در جملگى ممالك غيب و شهادت دنيا و آخرت به خلافت خداوندى متصرّف باشد، و از انواع تنعّمات كه در هر عالم براى او ساخته ‏اند كه «أعددت لعبادى الصّالحين ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر» برخوردارى به كمال يابد.

و اين تنعّمات بعضى روحانى است و بعضى جسمانى. آنچه از تنعّمات جسمانى است جز به واسطه آلات جسمانى در آن تصرّف نتوان كرد. پس قالب جسمانى دنياوى فانى را به رنگ آخرت نورانى باقى حشر كند، كه يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ اگر چه همان قالب امّا به آن صفت دنياوى نبود.

قالب دنياوى را از چهار عنصر خاك و باد و آب و آتش آفريدند، باد و آتش هردو كه لطيف و نامحسوس است كه حاسّه بصر ادراك نكند، در قالب مغلوب و متمكّن بود. اين قالب را در عالم آخرت كه عالم لطافت است هم از اين چهار عنصر سازند. امّا باد و آتش را غالب كند كه هر دو لطيف است، و خاك و آب مغلوب كند و متمكّن گردانند تا در غايت لطافت باشد. و مؤمن را آن نور كه امروز در دل او متمكّن است بر صورت او غالب كنند كه يَسْعى‏ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ ، اشارت يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ هم بدين معنى است.

پس قالب چون لطيف و نورانى باشد، مزاحمت روح ننمايد. زيرا كه آنچه زحمت از او تولّد كردى به تصرّف وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ از او بيرون برده ‏اند. همچنان كه آبگينه ‏گر از جوهر آبگينه، خاك و كدورت بيرون برده است و او را شفّاف و صافى گردانيده، تا از ظاهر باطن آن مى ‏توان ديد، و از باطن ظاهر آن مى ‏توان ديد. يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ اشارت به اين معنى است كه آنچه در باطنهاست، بر ظاهرها پيدا شود، تا در حديث است كه مغز در استخوان بهشتى بتوان ديد از غايت لطافت.

پس قالب را در اين لطافت حشر كند، تا از تنعّمات هشت بهشت، استيفاى حظّ خويش مى‏كند، و ذوق كمال معرفت و قربت در مقام عنديّت فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ«» مى‏يابد، چنان كه نه روح جسم را از كار خويش شاغل بود، و نه جسم روح را از كار خويش شاغل بود كه «لا يشغله شأن عن شأن». اين قدر اشارت بس بود. عرفها من عرفها و جهلها من جهلها، و صلّى اللّه على محمّد و آله أجمعين».

سيّد على همدانى:

گر به طریق معرفت، محرم جسم و جان شوى
تاج سران سروران، مفخر انس و جان شوى‏

وقف سبیل عشق کن، کشور نفس خویش را
مالک کشور ابد، زبده کن فکان شوى‏

در ظلمات نفس توست، آب حیات معرفت
گر چو خضر قدم زنى، زنده جاودان شوى‏

علّامه دوانى-  رحمه اللّه-  در شرح عقايد گفته است كه: «اجماع كرده ‏اند اهل ملل ثلاث بر اثبات معاد جسمانى، و نصوص قرآنى و آيات فرقانى در مواضع متعدّده شاهد است بر آن به حيثيتى كه قابل تأويل نيست، و لهذا گفته است امام رازى كه جمع نمى‏ شود ايمان بما جاء به النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  با انكار حشر جسمانى. و اختلاف كرده ‏اند در آنكه حشر اجساد به اعاده بدن معدوم است بعينه يا به جمع اجزاء متفرّقه كما كانت اوّلا. اكثر متكلّمين قائلند به اوّل، و بعضى از ايشان قائلند به ثانى، و اين طايفه منكر جواز اعاده معدوم‏اند، همچنان چه مذهب فلاسفه است.

پس اگر سائلى گويد كه اگر ثابت شود امتناع اعاده معدوم، لازم مى ‏آيد بطلان مذهب ثانى نيز. زيرا كه اجزاى بدن شخص همچون بدن زيد مثلا، و اگر چه او را جزء صورى نباشد، نمى ‏باشد زيد الّا به شرط اجتماع خاصّ و شكل معيّن. چه اگر اجزاى بدن زيد به شكل كرى باشد نه زيد است. پس هرگاه كه متفرّق شد اجزاى بدن او و منتفى گشت آن اجتماع خاصّ و شكل معيّن، باقى نماند بدن زيد.

باز اگر اعاده كند، آيا اعاده مى‏كند آن اجتماع و شكل سابق بعينه يا اعاده نمى ‏كند بر تقدير اوّل لازم مى‏آيد اعاده معدوم، و بر تقدير ثانى تناسخ. زيرا كه معاد بعينه بدن اوّل نيست-  بنا بر آنكه اجتماع و شكل معيّن شرط بدن شخصى‏ سابق بود-  بلكه بدن ثانى مثل بدن اوّل است، و لهذا قالوا: «ما من مذهب إلّا و للتناسخ فيه قدم راسخ.» جواب گوييم كه تناسخ گاهى لازم آيد كه بدن محشور مؤلّف از اجزاى اصليه بدن اوّل نباشد، امّا هر گاه كه اجزاى اصلى بعينها باقى باشد، ممتنع نيست اعاده تعلّق روح به او. و دليل امتناع تناسخ دلالت مى‏ كند بر آن كه تعلّق روح زيد به بدنى ديگر كه مخلوق از اجزاى بدن او نباشد، محال است. امّا تعلّق او به بدنى كه مؤلّف از اجزاى اصلى او باشد بعينها، و مشكّل به شكلى مثل شكل اوّل باشد، پس اين بعينه حشر جسمانى است، و در اين شائبه تناسخ نيست. همچنان كه زيد از اوّل عمر تا آخر عمر شخصى واحد است، و وحدت شخصى او محفوظ است به حسب شرع و عرف، با آنكه اجزاى بدن او لحظة فلحظة به تحليل مى‏رود، و بدل ما يتحلّل از غذا متكوّن مى‏شود.

و لهذا مؤاخذ است شرعا و عرفا بعد از تبدّل به آنچه لازم آمده بر او قبل از تبدّل، مثل اجراى حدّ بر زنا و سرق و غير ذلك، و همچنان چه در اين صورت توّهم تناسخ را مجالى نيست، سزاوار نيست توهّم تناسخ در صورت اوّل هم، و اگر چه شكل ثانى مغاير شكل اوّل است. و مؤيّد اين است آنچه در حديث وارد است كه: «يحشر المتكبّرون كأمثال الذّرّ، و إنّ سنّ الكافر مثل احد، و إنّ أهل الجنّة جرد مرد مكحول.» و حاصل كلام اين است كه معاد جسمانى عبارت است از عود نفس به بدنى كه به حسب عرف و شرع همان بدن سابق باشد، و مثل اين تبدّلات و تغيّرات قدح نمى‏كند در وحدت به حسب شرع و عرف، و در بودن بدن محشور بعينه بدن سابق‏ عرفا و شرعا، و ليس ذلك من التناسخ، فإن سمّى تناسخا كان مجرّد اصطلاح».

و در حاشيه شرح تجريد ذكر كرده كه: «استحاله إعاده معدوم، منافات ندارد با حشر جسمانى به مذهب متكلّمان. زيرا كه ايشان قائل نيستند به انعدام جسم، بنا بر آنكه ايشان منحصر ساخته‏اند اجزاى جسم را در جواهر فرده، و نفى جزء صورى كرده‏اند. و همچنين به مذهب كسى كه قائل است به آنكه حقيقت جسم صورت اتّصالى است، امّا بعينه باقى است در حالت انفصال، و امّا به مذهب كسى كه اثبات جزء صورى در اجسام كرده، و قائل شده به آنكه انفصال موجب انعدام جسم مى‏شود، پس دفع منافات به آن است كه بگويند كه در معاد جسمانى كافى است كه اجزاى مادّى بدن ثانى بعينها اجزاى مادّى بدن سابق باشد، و تبدّل صورت قادح نيست در آن، بعد از آنكه اقرب صور باشد به صورت زايله، به حيثيتى كه شرع و عرف حكم كند به آنكه معاد بعينه مبتدا است.

و اينجا سؤالى مشهور هست كه: اگر شخصى ديگر تناول كند، و بدن مأكول جزء بدن آكل شود، آيا اين اجزاى مأكوله اعاده مى‏ كند در هر دو يا در يكى از ايشان و اوّل محال است. زيرا كه لازم مى ‏آيد از آن حصول شي‏ء واحد در آنى در محلّين مختلفين، و نيز هرگاه كه آكل كافر باشد و مأكول مؤمن، لازم مى ‏آيد تنعيم اجزاى عاصيه يا تعذيب اجزاى مطيعه، و بر تقدير ثانى لازم مى‏آيد كه آكل يا مأكول معاد نشود بجميع اجزائه.

و جواب گفته‏اند كه در حشر جسمانى اعاده جميع اجزاى اصلى كافى است، و اجزاى اصلى آن است كه از منى متكوّن مى ‏شود، و از اوّل عمر تا آخر عمر باقى است، و شكّى نيست كه اجزاى مأكوله فضله است در آكل نه اجزاى اصلى.

پس اگر بگويند كه جايز است كه اجزاى غذايى اصلى مأكول در بدن آكل مستحيل به نطفه گردد، و اجزاى اصلى بدنى ديگر شود پس عود مى‏كند، محذور مذكور جواب گفته‏اند كه فساد مذكور از وقوع اين لازم مى‏آيد نه از امكان، و لعلّ اللّه يحفظها من أن يصير جزءا أصليا لبدن آخر.

و المعتزلة ادّعى أنّه يجب على الحكيم حفظها عن ذلك ليتمكّن من إيصال الجزاء إلى مستحقّه.

و قال شارح المقاصد: و نحن نقول: لعلّه يحفظها عن التفرّق، فلا يحتاج إلى إعادة الجمع و التأليف، بل إنّما يعاد إلى الحياة و الصورة و الهيئة.»، انتهى كلامه.

قال المحقّق القونوى في فكّ ختم فصّ العزيرى:«» «سانبّه الآن على احكام القدرة في انواع المعاد، و ما اظهر اللّه في حال عزير-  عليه السلام-  منها. فأقول: المعاد يقع على ضروب متعدّدة: أحدها: إعادة الصورة المركّبة من اجزاء مخصوصة بعد افتراق تلك الاجزاء، و جمعها على نحو هيئتها الأولى، و إعدادها لاتّصال روحها بها، اتّصال تدبير مقوّم لتلك الصورة، و ممكّن إيّاها من التصرّف الذى يقتضيه استعدادها، و استعداد الروح من حيثها في جلب المنافع و دفع المضارّ الخصّيصين تلك الصورة و روحها، و إلى هذا النوع الإشارة بقوله: أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى‏ قادِرِينَ عَلى‏ أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ. و نحو ذلك ممّا أشار إليه الشريعة بأنّ تلك الاجزاء المحفوظة في معادنها إلى حين ورود الأمر بعودها إلى محلّ اجتماعها بالموجبات المقتضية اجتماعها اوّلا، لكنّ الاجتماع الاوّل موقوف على تعيّن«» الاجزاء من الكلّيات، و هذا الاجتماع تأليف من أجزاء موجودة متعيّنة، و لذلك قال سبحانه: وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ.«» لأنّ إعادة التأليف من الأجزاء الموجودة المتعيّنة أهون من إنشاء آخر، هى مستهلكة الوجود في الكلّيات، ثمّ الشروع في تأليفها، و قوله تعالى: هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ، إنّما هو بالنسبة إلى نفس القضية من حيث هى، لا بالنظر إلى الحقّ فإنّه سبحانه، لا يصعب و لا يعتاض عليه شي‏ء.

و النوع الآخر من الإعادة، هو بطريق حراسته«» الصورة المركّبة من انفكاك أجزائها مع مفارقة الروح لها، لعدم استعداد الصورة لقيام الحياة بها، المستلزمة لإقبال الروح على تدبير تلك الصورة، و مثل هذا الروح لكماله، اكتسب للصورة«» زمان تدبيره لها، صفة من صفات البقاء الذى يقتضيه ذاته، فإنّ البقاء صفة ذاتية للأرواح، و أيضا: فإنّ إعراض الروح تدبير الصورة التي فارقها، و إقباله على تدبير مظهر آخر و استغراقه فيه، حتّى استلزم ذلك الإعراض انفكاك أجزاء تلك الصورة و تحلّلها، انّما ذلك لضعفه و عجزه عن الجمع بين ملاحظة عالم الدنيا و العالم الذى انتقل اليه.

و أمّا انتقال«» هذه الأرواح المقدّسة الكلّية الكاملة، فإنّها لا يشغلها شأن عن شأن، و لا يحجبها عالم عن عالم. لأنّها ليست محبوسة في البرزخ، بل لها التمكّن من الظهور في هذا العالم متى شاءت، فلم يعرض عن هذا العالم بكلّ وجه، و قد تحقّقنا ذلك و شاهدناه، و رأينا جماعة قد شاهدوا ذلك، و كان شيخنا-  قدّس اللّه روحه-  يجتمع بالنبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  و من شاء ممّن هذه صفته من المنتقلين إلى الدار الآخرة متى شاء من ليل أو نهار، جرّبت ذلك غير مرّة.

و هذا النوع هو الذى أشار إليه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  بقوله: «إنّ اللّه حرّم على الأرض أن يأكل أجساد الأنبياء»، و موجبه ما قلت من بركة مصاحبة الروح المقدّس ذلك الجسد، و اكتسابه صفة من صفات بقائه، مع عدم إعراضه عنه بالكلّية بعد مفارقة حالة تدبيره له. فمثل هذا الجسد المحروس من الانفكاك متى أيّد«» بقوّة و أمر يكتسبه«» ضربا من الاعتدال، اتّصلت من الحياة و استعدّ لعود إقبال الروح عليه بالتدبير، و هذا النوع من الإعادة عزير عليه السلام.

و النوع الآخر من الاعادة، هو أنّ الصورة المركّبة و إن انفكّت أجزاؤها و تحلّلت‏ الأعراض اللازمة لها، فإنّ جواهرها محفوظة عند اللّه في عالم من عوالمه، يشهده أهل الكشف في أمر حامل لها، هو المعبّر عنه بعجب الذّنب، و هو نفس جسمية ذلك الصورة، لكن من حيث قيام الروح الحيوانى و جميع قواه المزاجى بذلك الجزء الجسمانى. فمتى شاء الحقّ إعادتها، ضمّ إلى تلك القوى و جواهر تلك الأجزاء الجسمانية، أعراض الملائمة لها، شبيهة بالأعراض المتقدّمة التي كانت حاملة لها، فالتأمت بها على نحو ما كانت عليه أو على نحو ما يقتضيه الوقت و الحال الحاضر، و خاصية هذا الاجتماع الثاني، و ما يتّصل به من نتائج الصفات و الاحوال و الافعال الناتجة من الاجتماع الاوّل و لتدبير المقدّم، و من هذا القبيل كان اعادة حمار عزير عليه السلام. و لهذا قال سبحانه: وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً.«» و أظهره اللّه في هذا المقام ثلاثة امور حاصرة لاقسام الحفظ: أحدها: حفظ الصورة المعهود سرعة تغيّرها و عدم بقائها فحرسها عن التغيّر و إبقاها«» على ما كانت عليه، و هذا كان شأن طعام عزير و شرابه.

و الصورة الثانية: حفظ صورته من التحليل و انفكاك الأجزاء مع اعراض الروح المدبّر لصورته، كما نبّهت عليه من الموجبات المذكورة.

و الصورة الثالثة: حفظ جواهر صورة حماره-  و إن تحلّلت أجزاؤها-  ثمّ أنشأ أعراضا آخر حاملة لتلك الجواهر شبيهة بالاعراض المتقدّمة، و تمّ الأمر و انحصرت الأقسام. فافهم، فهذا هو سرّ حال العزيرى» قال في الباب الرابع و الستّين من الفتوحات: «اعلم أنّ الناس اختلفوا في الإعادة، من المؤمنين القائلين بحشر الاجسام. و لم نتعرّض لمذهب من يحمل الإعادة، و النشأة الآخرة على امور عقلية، غير محسوسة. فإنّ ذلك على خلاف ما هو الأمر عليه. لأنّه جهل أنّ ثمّ نشأتين: نشأة الاجسام، و نشأة الأرواح و هى النشأة المعنوية. فأثبتوا المعنوية و لم يثبتوا المحسوسة. و نحن نقول بما قاله هذا المخالف،من إثبات النشأة الروحانية المعنوية، لا بما خالف فيه، فإنّه نقصه علم ما فهمه غيره من إثبات الحشر المحسوس في الاجسام المحسوسة، و الميزان المحسوس، و الصراط المحسوس، و النار و الجنّة المحسوستين. كلّ ذلك حقّ، و أعظم في القدرة.

و في علم الطبيعة بقاء الأجسام الطبيعية في الدارين إلى غير مدّة متناهية، بل مستمرّة الوجود، و إنّ الناس ما عرفوا من الطبيعة إلّا قدر ما اطّلعهم الحقّ عليه من ذلك، ما ظهر«» لهم في مدد حركات الأفلاك و الكوالب السبعة. و لهذا جعلوا العمر الطبيعى مائة و عشرين سنة الذى اقتضاه هذا الحكم. فاذا زاد الإنسان على هذه المدّة وقع في «العمر المجهول» و إن كان من الطبيعة، و لم يخرج عنها، و لكن ليس في قوّة علمه أن يقطع عليه بوقت مخصوص، و كما زاد على العمر الطبيعى سنة و اكثر، جاز أن يزيد على ذلك آلافا من السنين، و جاز أن يمتدّ عمره دائما. و لو لا أنّ الشرع عرّف بانقضاء مدّة هذه الدار، و أنّ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ،«» و عرّف بالإعادة، و عرّف بالدار الآخرة، و عرّف بأنّ الإقامة فيها، في النشأة الآخرة، إلى غير نهاية، ما عرفنا ذلك، و ما خرجنا في كلّ حال من موت و إقامة و بعث آخر«»، و نشأة اخرى، و جنان و نعيم و نار و عذاب، بأكل محسوس و شرب محسوس و نكاح محسوس و لباس على المجرى الطبيعى.

فعلم اللّه أوسع و أتمّ، و الجمع بين العقل و الحسّ و المعقول و المحسوس أعظم في القدرة، و أتمّ في الكمال الإلهى، ليستمرّ له-  سبحانه-  في كلّ صنف من الممكنات حكم «عالم الغيب و الشهادة»، و يثبت حكم «الاسم الظاهر و الباطن» في كلّ صنف.

فإن فهمت فقد وفّقت و تعلم أنّ العلم الذى اطّلع عليه النبيّون و المؤمنون من قبل الحقّ، أعمّ تعلّقا من علم المتفرّدين بما يقتضيه العقول مجرّدة عن الفيض الإلهى. فالأولى بكلّ ناصح نفسه الرجوع إلى ما قالته الأنبياء و الرسل على الوجهين‏ المعقول و المحسوس. إذا لا دليل للعقل يحيل ما جاءت به الشرائع، على تأويل مثبتى المحسوس من ذلك و المعقول، و الإمكان باق حكمه، و المرجّح موجود فبما ذا يحيل و ما أحسن قول القائل [شعر]:

زعم المنجّم و الطبیب کلاهما
لا تبعث الأجسام، قلت إلیکما

إن صحّ قولکما فلست بخاسر
أو صحّ قولى، فالخسار علیکما

قوله: «فالخسار عليكما» يريد حيث لم يؤمنوا بظاهر ما جاءتهم به الرسل، عليهم السلام.

و قوله: «فلست بخاسر» فإنّى مؤمن أيضا بالامور المعقولة مثلكم، و زدنا عليكم بأمر آخر لم تؤمنوا أنتم به، و لم يرد القائل به أنّه يشكّ بقوله: «إن صحّ» و إنّما ذلك على مذهبك-  أيّها المخاطب-  و هذا يستعمل مثله كثيرا. فتدبّر كلامى، و ألزم الايمان نفسك، تربح و تسعد إن شاء اللّه تعالى و بعد أن تقرّر هذا، فاعلم أنّ الخلاف الذى وقع بين المؤمنين القائلين في ذلك بالحسّ و المحسوس، إنّما راجع إلى كيفية الإعادة. فمنهم من ذهب إلى أنّ الإعادة تكون في الناس مثل ما بدأ لهم بنكاح و تناسل، و ابتدأ خلق من طين و نفخ، كما جرى من خلق آدم و حوّا و ساير البنين، من نكاح و اجتماع إلى آخر مولود في العالم البشرى الانسانى، و كلّ ذلك في زمان صغير و مدّة قصيرة على حسب ما يقدّره الحقّ تعالى. هكذا زعم الشيخ ابو القاسم بن قسّى في «خلع النعلين» له قوله تعالى: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ.«» فلا أدرى هل هو مذهبه أو هل قصد شرح المتكلّم به، و هو خلقه اللّه«» الذى جاء بذلك الكلام، فكان من الاثنين«». و منهم من قال بالخبر المروىّ: «إنّ السماء يمطر مطرا شبه المنى، يلحض به الارض»، فتنشأ منه النشأة الآخرة.

و أمّا قوله تعالى عندنا: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ هو قوله: وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ«» و قوله: كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا.«» و قد علمنا أنّ النشأة الاولى أوجدها اللّه تعالى على غير مثال سبق، فهذه«» النشأة الآخرة يوجدها اللّه على غير مثال سبق، مع كونها محسوسة بلا شكّ. و قد ذكر رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  من صفة نشأة أهل الجنّة و النار ما يخالف ما هى عليه هذه النشأة الدنيا. فعلمنا أنّ ذلك راجع إلى عدم مثال سابق ينشأها عليها، و هو أعظم في القدرة.

و أمّا قوله: وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ فلا يقدح فيما قلناه. فإنّه لو كانت النشأة الاولى عن اختراع: فكّر و تدرّر و نظر إلى أن خلق أمرا، فكانت إعادته إلى أن يخلق خلقا آخر ممّا يقارب ذلك، و يزيد عليه، أقرب للاختراع و الاستحضار في حقّ من يستفيد الامور بفكره. و اللّه منزّه عن ذلك و متعال علوّا كبيرا. فهو الذى يفيد العالم و لا يستفيد، و لا يتجدّد له علم بشى‏ء، بل هو عالم بتفصيل بما لا يتناهى بعلم كلّى.فعلم التفصيل في علم الإجمال. و هكذا ينبغي بجلال اللّه أن يكون.

ينشى‏ء اللّه النشأة الآخرة على «عجب الذّنب»«» الذى يبقى من هذه النشأة الدنيا، و هو أهلها. فعليه تركّب النشأة الآخرة. فأمّا أبو حامد، فرأى أنّ «العجب» المذكور في الخبر أنّه «النّفس»، و عليها تنشأ النشأة الآخرة.

و قال غيره-  مثل ابى زيد الرّقراقى- : هو جوهر فرد، يبقى من هذه النشأة الدنيا لا يتغيّر، عليه تنشأ النشأة الاخرى. و كلّ ذلك محتمل، و لا يقدح في شي‏ء من الاصول، بل كلّها توجيهات معقولة يحتمل كلّ توجيه. منها أن يكون مقصودا. و الذى وقع به الكشف الذى لا شكّ فيه أنّ المراد بعجب الذّنب ما هو تقوم عليه النشأة، و هو لا يبلى، أى لا يقبل البلى.

فإذا أنشأ اللّه النشأة الآخرة و سوّاها و عدّلها، و إن كانت هى الجوهر بأعيانها،فإنّ الذوات الخارجة إلى الوجود من العدم لا ينعدم أعيانها بعد وجودها، و لكن يختلف فيها الصور بالامتزاجات. و الامتزاجات التي تعطى هذه الصور أعراض يعرض لها بتقدير «العزيز العليم»، فإذا تهيّأت هذه الصورة كانت كالحشيش المحترق«» و هو الاستعداد لقبول الأرواح، كاستعداد الحشيش بالنارية التي فيه لقبول الاشتعال، و الصور البرزخية، كالسّرج مشتعلة بالأرواح التي فيها، فينفخ إسرافيل «نفخة واحدة»، فتمرّ تلك النفخة على تلك الصور البرزخيه فيطفئها، فتمرّ النفخة التي تليها و هى الاخرى إلى الصورة المستعدّة للاشتعال-  و هي النشأة الاخرى-  فتشتعل بأرواحها، فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ. فيقوم تلك الصور أحياء ناطقة بما ينطّقها اللّه به. فمن ناطق بالحمد للّه، و من ناطق يقول: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا«» و من ناطق يقول: «سبحان من أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور». و كلّ ناطق ينطق بحسب علمه، و ما كان عليه، و نسى حاله في البرزخ، و يتخيّل أنّ ذلك الذى كان فيه منام، كما تخيّله المستيقظ، و قد كان حين مات و انتقل إلى البرزخ كان المستيقظ«» هناك، و أنّ الحياة الدنيا كانت له كالمنام.

و في الآخرة يعتقد في أمر الدنيا و البرزخ، أنّه في منام و أنّ اليقظة الصحيحة هى التي هو عليها في الدار الآخرة. و هو في ذلك الحال يقول: إنّ الإنسان في الدنيا كان في منام. ثمّ انتقل بالموت إلى البرزخ. فكان في ذلك بمنزلة من يرى في المنام أنّه استيقظ في النوم. ثمّ بعد ذلك في النشأة الآخرة، هى اليقظة التي لا نوم فيها، و لا نوم بعدها لأهل السعادة. لكن لأهل النار فيها لاحثهم ، كما قدّمنا. و قد قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «النّاس نيام فإذا ماتوا انتبهوا» . فالدنيا بالنسبة الى البرزخ نوم و منام. فإنّ البرزخ أقرب الى أمر الحقّ، فهو أولى باليقظة. و البرزخ بالنظر الى النشأة الاخرى، يوم القيامة منام. فاعلم ذلك‏ فإذا أقام الناس و مدّت الأرض، و انشقّت السماء، و انكدرت النجوم، و كوّرت الشمس، و خسف القمر، و حشرت الوحوش، و سجّرت البحار، زوّجت النفوس بأبدانها، و نزلت الملائكة على أرجاها-  أعنى أرجاء السماوات-  و أتى ربّنا في ظلل من الغمام، و نادى المنادى: يا أهل السعادة فأخذ منهم الثلاث الطوائف الذين ذكرناهم، و خرج العنق من النار، فقبض الثلاث الطوائف الذى ذكرناهم، و ماج الناس، و اشتدّ الحرّ، و ألجم الناس العرق، و عظم الخطب، و جلّ الأمر و كانت البهت-  فلا تسمع إلّا همسا- ، و جي‏ء بجهنّم، و طال الوقوف بالناس، و لم يعلموا ما يريد الحقّ بهم، فقال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «فيقول الناس بعضهم لبعض: تعالوا ننطلق إلى أبينا آدم، فنسأله أن يسأل اللّه لنا أن يريحنا ممّا نحن فيه، فقد طال وقوفنا».

فيأتون إلى آدم فيطلبون منه ذلك. فيقول آدم-  عليه السلام- : «إنّ اللّه تعالى قد غضب اليوم، لم يغضب قبله و لن يغضب بعده مثله» و ذكر خطيئته. فيستحيى من ربّه أن يسأله.

فيأتون إلى نوح-  عليه السلام-  بمثل ذلك. فيقول لهم مثل ما قال آدم، و يذكر دعوته على قومه، و قوله: «وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» لا نفس دعائه عليهم، من كونه دعاء.

ثمّ يأتون إلى إبراهيم-  عليه السلام-  بمثل ذلك. فيقولون له مثل مقالتهم لمن تقدم. فيقول كما قال من تقدّم، و يذكر كذباته الثلاثة. ثمّ يأتون إلى موسى و عيسى، و يقولون لهم كما قالوا لآدم، فيجيبون«» كما أجاب آدم.

فيأتون إلى محمّد-  عليه و عليهم الصلاة و السلام-  و هو سيّد الناس يوم القيامة. فيقولون له كما قالوا للأنبياء. فيقول محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «أنا لها» و هو المقام المحمود الذى وعده اللّه يوم القيامة. فيأتى و يسجد، و يحمداللّه بمحامد، يلهمه اللّه تعالى إيّاها في ذلك الوقت، لم يكن يعلمها قبل ذلك. ثمّ يشفع إلى ربّه أن يفتح باب الشفاعة للخلق. فيفتح اللّه ذلك الباب. فيأذن في الشفاعة للملائكة و الرسل. و مع هذا تأدّب-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  و قال: «أنا سيّد النّاس»، و لم يقل: سيّد الخلائق، فيدخل الملائكة في ذلك، مع ظهور سلطانه في ذلك اليوم على الجميع. فإنّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  جمع له بين مقامات الأنبياء كلّهم، و لم يكن له ظهر له على الملائكة ما ظهر لآدم-  عليه السلام-  عليهم، في اختصاصه بعلم الأسماء كلّها. فإذا كان في ذلك اليوم افتقر إليه الجميع: من الملائكة و الناس، من آدم فمن دونه، في فتح باب الشفاعة، و إظهار ما له من الجاه عند اللّه، إذا كان القهر الإلهى و الجبروت الاعظم قد أخرس الجميع، و كان هذا المقام مثل مقام آدم و أعظم في يوم اشتدّت الحاجة فيه إليه مع ما ذكر من الغضب الإلهى الذى تجلّى فيه الحقّ في ذلك اليوم، و لم يظهر مثل هذه الصفة فيما جرى قضية آدم. فذكر«» بالمجموع، على عظم قدره-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  حيث أقدم-  مع هذه الصفة الغضبية الإلهية-  على مناجاة الحقّ فيما سئل فيه.

فأجابه الحقّ-  سبحانه-  فعلّقت الموازين، و نشرت الصحف، و نصب الصراط، و بدى‏ء بالشّفاعة. فأوّل ما شفعت الملائكة ثمّ النبيّون ثمّ المؤمنون، و بقى أرحم الراحمين.

هنا تفصيل عظيم لطول«» الكلام فيه، فإنّه مقام عظيم، غير أنّ الحقّ يتجلّى في ذلك اليوم. فيقول: «لتتبع كلّ امّة ما كانت تعبد» حتّى تبقى هذه الامّة، و فيها منافقوها. فيتجلّى لهم الحقّ في أدنى صورة من الصورة التي كان تجلّى لهم فيها، قبل ذلك، فيقول: «أنا ربّكم» فيقولون: «نعوذ باللّه منك هذا نحن منتظرون حتّى يأتينا ربّنا». فيقول لهم-  جلّ و علا- : «هل بينكم و بينه علاقة تعرفونه بها» فيقولون: «نعم» فتحول«» لهم في الصورة التي عرفوه فيها بتلك العلامة. فيقولون: «أنت ربّنا»فيأمرهم بالسجود. فلم يبق من كان يسجد إلّا سجد. و من كان يسجد اتّقاء و رياء، جعل اللّه ظهره طبقة من نحاس: كلّما أراد أن يسجد خرّ على قفاه، و ذلك قوله:«» يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ…، وَ قَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَ هُمْ سالِمُونَ يعنى في الدنيا. «و الساق التي كشفت لهم» عبارة عن أمر عظيم من أهوال يوم القيامة. يقول العرب: «كشفت الحرب عن ساقها» إذا اشتدّ الحرب و عظم أمرها. و كذلك الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ«» أى دخلت الأهوال و الأمور العظام، بعضها في بعض، يوم القيامة.

فإذا وقعت الشفاعة، و لم يبق في النار مؤمن شرعى أصلا، و لا من عمل عملا مشروعا من حيث ما هو مشروع بلسان نبىّ، و لو كان مثقال حبّة من خردل فما فوق ذلك في الصّغر، إلّا خرج بشفاعة النبيّين و المؤمنين. و بقى أهل التوحيد الذين عملوا التوحيد بالأدلّة العقلية، و لم يشركوا باللّه شيئا، و لا آمنوا إيمانا شرعيا، و لم يعملوا خيرا قطّ، يعنى من حيث ما اتّبعوا فيه نبيّا من الأنبياء فلم يكن عندهم ذرّة من ايمان فما دونها، فيخرجهم «أرحم الراحمين». و ما عملوا خيرا قطّ، يعنى مشروعا من حيث ما هو مشروع. و لا خير أعظم من الايمان، و ما عملوه.

و هذا حديث عثمان بن عفّان في الصحيح لمسلم بن الحجّاج، قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «من مات و هو يعلم و لم يقل:-  و هو يؤمن-  أنّه لا إله إلّا اللّه دخل الجنّة». و لا قال: «يقول»، بل أفرد «العلم». ففى هؤلاء تسبق عناية اللّه تعالى في النار. فإنّ النار بذاتها لا تقبل تخليد موحّد للّه، بأىّ وجه كان، و أتمّ وجوهه الايمان عن علم. فجمع بين العلم و الايمان.

فإن قلت: «فإنّ إبليس يعلم أنّ اللّه واحد» قلنا: صدقت و لكنّه أوّل من سنّ الشرك، فعليه إثم المشركين، و إثمهم لا يخرجون من النار. هذا إذا ثبت أنّه مات موحّدا و ما يدريك لعلّه مات مشركا لشبهة طرأت عليه في نظره. و قد تقدّم الكلام‏ في هذه المسألة فيما مضى من الأبواب. فإبليس ليس بخارج من النار. فاللّه يعلم أىّ ذلك كان.

و هنا علوم كثيرة، و فيه طول يخرجنا عن المقصود من الاختصار إيرادها، و لكن مع هذا فلا بدّ أن أذكر«» نبذة من كلّ موطن من مواطن القيامة: كالعرض، و أخذ الكتب، و الموازين، و الصراط، و الأعراف، و ذبح الموت، و المأدبة التي تكون في ميدان الجنّة. فهذه سبعة مواطن لا غير. و هى امّهات السبعة الابواب التي للنار، و السبعة«» التي للجنّة. فإنّ الباب الثامن الذى هو لجنّة الرؤية، و هو الباب المغلق الذى في النار، و هو باب الحجاب، فلا يفتح أبدا. فإنّ أهل النار محجوبون عن ربّهم الأوّل: موطن العرض. اعلم أنّه قد ورد في الخبر: أنّ رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  سئل عن قوله تعالى:«» فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً فقال:«» «ذلك العرض. يا عايشة من نوقش الحساب عذّب». و هو مثل عرض الجيش، أعنى عرض الأعمال، لأنّها لون أهل الموقف، و اللّه الملك. فيعرف المجرمون بسيماهم، كما يعرف الأجناد هنا بزيّهم.

الثاني: الكتب، قال اللّه تعالى:«» اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً و قال:«» فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً و هو المؤمن السعيد: وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ«» و هو المنافق الشقىّ، فإنّ الكافر لا كتاب له، و المنافق سئل«» عنه «الإيمان»، و ما أخذ منه «الإسلام». فقيل في المنافق إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ«». فيدخل فيه المعطّل و المشرك و المتكبّر على اللّه. و لم يتعرّض للإسلام، فإنّ المنافق ينقاد ظاهرا ليحفظ أهله و ماله و دمه و يكون في باطنه‏ واحدا من هؤلاء الثلاثة.

و إنّما قلنا: إنّ هذه الآية تعمّ الثلاثة، فإنّ قوله: لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ معناه لا يصدّق باللّه، و الذين لا يصدّقون باللّه هم طائفتان: طائفة لا تصدّق بوجود اللّه و هم المعطّلة-  و طائفة لا تصدّقون«» بتوحيد اللّه-  و هم المشركون-  و قوله: الْعَظِيمِ في هذه الآية، يدخل فيها المتكبّر على اللّه، فإنّه لو اعتقد عظمة اللّه التي يستحقّها من تسمّى باللّه، لم يتكبّر عليه. و هؤلاء الثلاثة مع هذا المنافق الذى يتميّز«» عنهم بخصوص وصف هم أهل النار الذين هم أهلها.

و أمّا من اوتى كتابه وراء ظهره فهم الذين اوتوا الكتا واحدا من هؤلاء الثلاثة.

و إنّما قلنا: إنّ هذه الآية تعمّ الثلاثة، فإنّ قوله: لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ معناه لا يصدّق باللّه، و الذين لا يصدّقون باللّه هم طائفتان: طائفة لا تصدّق بوجود اللّه و هم المعطّلة-  و طائفة لا تصدّقون بتوحيد اللّه-  و هم المشركون-  و قوله: الْعَظِيمِ في هذه الآية، يدخل فيها المتكبّر على اللّه، فإنّه لو اعتقد عظمة اللّه التي يستحقّها من تسمّى باللّه، لم يتكبّر عليه. و هؤلاء الثلاثة مع هذا المنافق الذى يتميّز عنهم بخصوص وصف هم أهل النار الذين هم أهلها.

و أمّا من اوتى كتابه وراء ظهره فهم الذين اوتوا الكتاب، فنبذوه وراء ظهورهم، و اشتروا به ثمنا قليلا. فإذا كان يوم القيامة قيل له: «خذ من وراء ظهرك» أى الموضع الذى نبذته فيه في حياتك الدنيا. فهو كتابه المنزل عليهم لا كتاب الأعمال، فإنّه حين نبذه وراء ظهره، ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ، أى تيقّن. قال الشاعر: «فقلت لهم: ظنّوا بألفى مدجّج»، أى تيقّنوا. ورد في الصحيح: «يقول اللّه له يوم القيامة: أ ظننت أنّك ملاقىّ» و قال تعالى: وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ.

الثالث: الموازين، فيضع الموازين لوزن الأعمال، فيجعل فيها الكتب بما عملوا، و آخر ما يضع في «الميزان» قول الإنسان: «الحمد للّه» و لهذا قال النبىّ-  عليه الصلاة و السلام- : «الحمد للّه تملأ الميزان» فإنّه يلقى في «الميزان» جميع أعمال العباد إلّا كلمة «لا إله إلّا اللّه» فيبقى من ملئه «تحميده» من الخير، فيجعل فيمتلئ بها. و إنّ كفّة ميزان كلّ أحد بقدر عمله، من غير زيادة و لا نقصان، و كلّ ذكر و عمل يدخل الميزان إلّا «لا إله إلّا اللّه» كما قلنا.

و سبب ذلك أنّ كلّ عمل خير له مقابل من ضدّه، فيجعل هذا الخير في‏موازنته، و لا يقابل «لا إله إلّا اللّه» إلّا الشرك. و لا تجمع«» توحيد و شرك في ميزان أحد، لأنّه إن قال: «لا إله إلّا اللّه» معتقدا لها فما أشرك، و إن أشرك فما اعتقد «لا إله إلّا اللّه». فلمّا لم يصحّ الجمع بينهما، لم يكن لكلمة «لا إله إلّا اللّه» ما يعادلها في الكفّة الاخرى يرجّحها شي‏ء. فلهذا لا يدخل «الميزان».

و أمّا المشركون فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا، و أمّا «صاحب السّجلّات» فإنّه شخص لم يعمل خيرا قطّ إلّا أنّه تلفّظ يوما، يكلّم«» «لا إله إلّا اللّه» مخلصا، فيوضع له في مقابلة التسعة و التسعين سجلّا من أعمال الشرّ، كلّ سجلّ منها كما بين المشرق و المغرب. و ذلك لأنّه ما له عمل خير غيرها. فترجّح كفّتها بالجميع و تطيش السّجلّات، فيتعجّب من ذلك، و لا يدخل الموازين إلّا أعمال الجوارح، شرّها و خيرها: السمع و البصر و اللسان و اليد و البطن و الفرج و الرجل. و أمّا الأعمال الباطنة، فلا يدخل الميزان المحسوس. لكن يقام فيها «العدل» و هو الميزان الحكمى المعنوى: فمحسوس لمحسوس، و معنى لمعنى. يقابل كلّ شي‏ء بمثله. فلهذا يوزن الأعمال من حيث ما هى مكتوبة.

الرابع: الصراط، و هو الصراط المشروع الذى كان هنا معنى نصب هنالك محسوسا. يقول اللّه تعالى لنا: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ. و لمّا تلا رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  هذه الآية، خطّ خطّا، و خطّ عن جنبتيه خطوطا هكذا: و هذا هو صراط التوحيد و لوازمه و حقوقه. قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «امرت أن اقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه فإذا قالوها عصموا منّى دماؤهم و أموالهم، إلّا بحقّ‏ الإسلام و حسابهم على اللّه تعالى». أراد بقوله: «و حسابهم على اللّه» أن لا يعلم أنّهم قالوها معتقدين لها إلّا اللّه. فالمشرك لا قدم له على صراط التوحيد، و له قدم على صراط الوجود. و المعطّل لا قدم له على صراط الوجود. فالمشرك ما وحّد اللّه هنا.

فهو من الموقف إلى النار مع المعطّلة، و من هو من أهل النار الذين هم اهلها إلّا المنافقين فلا بدّ لهم أن ينظروا إلى الجنّة و ما فيها من النعيم فيطمعون. فذلك نصيبهم من نعيم الجنان. ثمّ يصرفون إلى النار. و هذا من عدل اللّه. فقوبلوا بأعمالهم.

و الطائفة التي لا تخلد في النار، إنّما تمسك و تسأل و تعذّب على الصراط، و الصراط على متن جهنّم غابت فيها، و الكلاليب التي فيها، بها يمسكهم اللّه، و لمّا كان الصراط في النار و ما ثمّ طريق الى الجنّة إلّا عليه، قال تعالى: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى‏ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا. و من عرف معنى هذا القول، عرف مكان جهنّم ما هو و لو قاله النبىّ لمّا سئل عنه لقلّته. فما سكت عنه، و قال في الجواب: «في علم اللّه» إلّا بامر إلهى. فإنّه ما ينطق عن الهوى، و ما هو من امور الدنيا. فسكوتنا عنه هو الأدب.

و قد أتى في صفة الصراط: «أنّه أدقّ من الشّعر، و أحدّ من السّيف». و كذا هو علم الشريعة في الدنيا. لا يعلم وجه الحقّ في المسألة عند اللّه، و لا من هو المصيب من المجتهدين بعينه و لذلك تعبّدنا بغلبات الظنون، بعد بذل المجهود في طلب الدليل، لا في المتواتر، و لا في خبر الواحد الصحيح المعلوم، فإنّ المتواتر و إن أفاد العلم، فإنّ العلم المستفاد من التواتر إنّما هو عين هذا اللفظ، أو العلم أنّ رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قال أو عمل، و مطلوبنا بالعلم ما يفهم من ذلك القول و العمل حتّى يحكم في المسألة عن القطع، و هذا لا يوصل إليه إلّا بالنصّ الصريح المتواتر، و هذا لا يوجد إلّا نادرا، مثل قوله تعالى: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ في كونها عشرة خاصّة. فحكما بالشرع أدقّ من الشعر و أحدّ من السيف في الدنيا.

فالمصيب للحكم واحد لا بعينه، و الكلّ مصيب للأجر. فالشرع هنا هو الصراط المستقيم، و لا يزال في كلّ ركعة من الصلاة يقول: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ«». فهو أحدّ من السيف و أدقّ من الشعر. فظهوره في الآخرة محسوسا أبين و أوضح من ظهوره في الدنيا، إلّا لمن دعا إلى اللّه على بصيرة، أى على علم و كشف، و قد ورد في الخبر: «أنّ الصّراط يظهر يوم القيامة، متنه للأبصار على قدر نور المارّين عليه، فيكون دقيقا في حقّ قوم، و عريضا في حقّ قوم» . يصدّق هذا الخبر قوله تعالى:«» نُورُهُمْ يَسْعى‏ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ و السعى مشى، و ما ثمّ طريق إلّا الصراط، و إنّما قال: «بأيمانهم» لأنّ المؤمن في الآخرة لا شمال له، كما أنّ الكافر لا يمين له. هذا بعض أحوال ما يكون على الصراط.

و أمّا الكلاليب و الخطاطيف، و الحسك-  كما ذكرنا-  هى من صور أعمال بنى آدم. تمسكهم أعمالهم تلك على الصراط: فلا ينتهضون إلى الجنّة، و لا يقعون في النار حتّى يدركهم الشفاعة و العناية الإلهية، كما قرّرنا. فمن تجاوز هنا، تجاوز اللّه عنه هناك و من شدّد على هذه الامّة، شدّد اللّه عليه، و إنّما هى أعمالكم تردّ عليكم.

فالتزموا مكارم الأخلاق، فإنّ اللّه تعالى غدا يعاملكم بما عاملتم به عباده، كان ما كان، و كانوا ما كانوا الخامس: الأعراف، و أمّا «الأعراف» فسور بين الجنّة و النار، «باطنه فيه الرحمة» و هو ما يلي الجنّة منه، و ظاهره من قبله العذاب» و هو ما يلي النار منه. يكون عليه من تساوت كفّتا ميزانه. فهم ينظرون إلى النار، و ينظرون إلى الجنّة. و ما لهم رجحان بما يدخلهم اللّه أحد الدارين. فإذا دعوا إلى السجود-  و هو الذى يبقى يوم القيامة من التكليف-  فيسجدون، فيرجّح ميزان حسناتهم، فيدخلون الجنّة. و قد كانوا ينظرون إلى النار بما لهم من السيّئات، و ينظرون إلى الجنّة بما لهم من الحسنات،و يرون من رحمة اللّه فيطمعون. و سبب طمعهم أيضا، أنّهم من أهل «لا إله إلّا اللّه» و لا يرونها في ميزانهم، و يعلمون إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ.«» و لو جاءت ذرّة لإحدى الكفّتين لرجّحت بها، لأنّهما في غاية الإعتلال. فيطمعون في كرم اللّه و عدله، و أنّه لا بدّ أن يكون لكلمة «لا إله إلّا اللّه» عناية بصاحبها، فظهر«» لها أثر عليهم. يقول-  عزّ و جلّ-  فيهم:«» وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ. كما نادوا أيضا:«» إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا: رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ و الظلم هنا الشرك لا غير.

السادس: ذبح الموت، و إن كانت نسبية ، فإنّ اللّه يظهره يوم القيامة في صورة «كبش أملح». و ينادى: «يا أهل الجنّة» فيبشّرون، و ينادى: «يا أهل النار» فيبشّرون ، و ليس في النار في ذلك الوقت، إلّا أهلها «الذين هم أهلها». فيقال للفريقين: «أ تعرفون هذا»-  و هو بين الجنّة و النار-  فيقولون: «هو الموت». و يأتي يحيى-  عليه السلام-  و بيده الشّفرة ، و يذبحه. و ينادى مناديا: «يا أهل الجنّة خلود فلا موت، و يا أهل النار خلود فلا موت». فذلك هو يوم الحسرة. فأمّا أهل الجنّة إذا رأوا «الموت» سرّوا برؤيته سرورا عظيما. و يقولون له: «بارك اللّه لنا فيك لقد خلّصتنا من نكد الدنيا، و كنت خير وارد علينا، و خير تحفة أهداها اللّه إلينا.» فإنّ النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  يقول: «الموت تحفة المؤمن».و أمّا أهل النار، إذا أبصروه يفرتون منه، و يقولون له: «كنت شرّ وارد علينا.

حلت بيننا و بين ما كنّا فيه من الخير و الدعة». ثمّ يقولون له: «عسى تميتنا فنستريح‏ ممّا نحن فيه» و إنّما سمّى «يوم الحسرة»: لأنّه حسر للجميع، أى ظهر عن صفة الخلود الدائم للطائفتين.

ثمّ يغلق أبواب النار غلقا لا فتح بعده، و ينطبق النار على أهلها، و يدخل بعضها في بعض، ليعظم انضغاط أهلها فيها، و يرجع أسفلها أعلاها، و أعلاها أسفلها. و يرى الناس و الشياطين فيها كقطع اللحم في القدر، إذا كان تحتها النار العظيمة، تغلى كغلى الحميم. فتدور بمن عليها علوّا و سفلا. كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً  بتبديل الجلود السابع: المأدبة، و هى مأدبة  الملك لأهل الجنة، و في ذلك الوقت يجمع أهل النار في «مندبة». فأهل الجنّة في المآدب، و أهل النار في المنادب. فطعامهم في تلك «المأدبة» زيادة «كبد النون»، و أرض الميدان در مكة بيضاء ، مثل القرصة، و يخرج من الثور الطحال لأهل النار.

فيأكل أهل الجنّة من زيادة «كبد النون» ، و هو حيوان بحرىّ مائىّ. فهو من عنصر الحياة المناسبة للجنّة، و الكبد بيت الدم، و هو بيت الحياة، حارّة رطبة، و بخار ذلك الدم هو النفس المعبّر عنه بالروح الحيوانى، به حياة البدن. فهو بشارة لأهل الجنّة ببقاء الحياة عليهم.

و أمّا الطحال في جسم الحيوان، فهو بيت الأوساخ، فإنّه فيه أوساخ البدن، و هو ما يعطيه اكبد من الدم الفاسد. فيعطى لأهل النار يأكلون ، و هو من الثور، و الثور حيوان ترابى طبعه البرد و اليبس، و جهنّم على صورة «الجاموس» . فالطحال من الثور، لغذاء أهل النار أشدّ مناسبة فيما في الطحال من الدمّيّة، لا يموت أهل النار، و بما فيه من الأوساخ و الدم الفاسد، لا يحيون و لا ينعمون. فيورثهم أكلهم سقما و مرضا. ثمّ يدخل أهل الجنّة الجنّة «ف ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ»، ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ .

منها: «جعل لكم أسماعا لتعى ما عناها-  أى ما أهمّها-  و أبصارا لتجلو عن عشاها،» از اين خطبه است: گردانيد از براى شما گوشها تا فرا گيرد آنچه خواهد، و چشمها تا جلا يابد از تاريكى.

استعار لفظ «العشا» لعدم إدراك الأبصار إدراكا يحصل منه عبرة، إذ كانت فائدة خلقها ذلك، و فائدة ثمن، أنّ الجلاء يستدعى «مجلوّا» هو العشا و «مجلوّا عنه» هو قوّة البصر، فأقام-  عليه السلام-  المجلوّ عنه، فكأنّه قال: لتجلو عن نورها عشاها.

«و أشلاء جامعة لأعضائها، ملائمة لأحنائها،» الأشلّاء جمع شلو و هو الجسد، و الحنو الجانب، أى متناهية الجوانب و الأقطار.

«في تركيب صورها، و مدد عمرها،» در تركيب صورتهاى او، و مدتهاى حيات او.

«بأبدان قائمة بأرفاقها، و قلوب رائدة لأرزاقها،» به بدنهاى قائمه به منافع او، و دلهاى طلب كننده ارزاق او.

«في محلّلات نعمه، و موجبات مننه،» در حلال كرده شده‏هاى نعمتها، و موجبات عطاهاى او.

«و حواجز بليّته-  أى ما يحجز منها عن الأسقام-  و جوائز عافيته«».» و موانع بلاهاى او، و جايزه‏هاى عافيت او.

«و قدّر لكم أعمارا سترها عنكم،» و تقدير كرد از براى شما عمرهاى شما، و پنهان داشت آن را از شما.

«و خلّف لكم عبرا من آثار الماضين قبلكم،» و باز پس گذاشت از براى شما اعتبار گرفتن از آثار گذشتگان پيش از شما.

«من مستمتع خلاقهم-  أى ما استمتعوا به من دنياهم-  و مستفسح خناقهم.» از تمتّع گرفتن نصيب از دنيا، و مدّت حيات ايشان.

الخناق-  بالكسر-  حبل يخنق به، و استعار لفظه للأجل، و مستفسحه مدّة الحياة.

«أرهقتهم المنايا دون الآمال،» شتابانيد به سوى ايشان مرگ‏ها پيش از يافتن املها.

«و شذّ بهم عنها تخرّم الآجال.» و متفرّق گردانيد ايشان را از آن آمال انقطاع آجال.

عطّار:

خواجه‏اى در نزع«» جمعى را بخواست
گفت کار من کنید اى جمع راست‏

هر یکى را کار دیگر راست کرد
حاجتى از هر کسى درخواست کرد

چون ز عمر خود نمى‏دید او امان
زود زود آن حرف مى‏گفت آن زمان‏

بوده بر بالین او شوریده‏اى‏
گفت تو کورى ندارى دیده‏اى‏

آن بریدى«» را که تو در کلّ حال
در شکستى مدّت هفتاد سال‏

چون برآرى آن همه در یک زمان‏
هین فرو کن پاى و جان ده زود جان‏

در چنین عمرى دراز اى پر هنر
تو کجا بودى کنونت شد خبر

جمله عمرت همین بود است کار
وین زمان هم در حسابىّ و شمار

مى‏بمیرى خنده زن چون شمع میر
زین تشوّش تا کى آخر جمع میر

«لم يمهدوا في سلامة الأبدان، و لم يعتبروا في انف الأوان.» جاى نساختند در حال سلامت بدنها، و عبرت نگرفتند در اوّل اوقات.

عطّار:

به یک دم مى ‏نگردد حال از حال
حساب عمر مى ‏گیرد به صد سال‏

همى ناگاه مرگ آید فرازش‏
کند از هر چه دارد خوى بازش‏

هر آن چیزى که آن را دوست تر داشت
دلش باید از آن ناکام برداشت‏

چو بستاند اجل ناگاه جانش‏
سرآرد جمله کار جهانش‏

نه او ماند نه آن مالش که بیش است
کدامین خواجه، هم درویش خویش است‏

«فهل ینتظر أهل بضاضه الشّباب إلّا حوانى الهرم» پس آیا انتظار مى‏کشد صاحب قوّت جوانى غیر ضعف و سستى پیرى «و أهل غضاره الصّحّه إلّا نوازل السّقم» و صاحب طیب صحّت و تندرستى غیر از فرود آمدن عرض مرض «و أهل مدّه البقاء إلّا آونه الفناء مع قرب الزّیال، و ازوف الانتقال،» و اهل مدّت بقا در دنیا غیر اوقات فنا با نزدیکى زوال و سرعت انتقال به آخرت.

عطّار:

بر کنار آى از همه کار جهان
پیش از آن کت در ربایند از میان‏

عمر را چون پاى دارى روى نیست‏
دشمنى و دوستدارى روى نیست‏

غم مخور گر خنده زد برقى و مرد
شبنمى افتاد در غرقى و مرد

هر چه آن یک لحظه باشد خوب و زشت‏
مى‏ نخواهم گر همه باشد بهشت‏

«و علز القلق، و ألم المضض، و غصص الجرض،» با لرزیدن اضطراب، و الم موجع، و غصّه‏ هاى گلوگیر.

«و تلفّت الإستغاثه بنصره الحفده و الأقرباء، و الأعزّه و القرناء» و التفات فریاد خواستن به یارى معاونان و خویشان و عزیزان و نزدیکان

عطّار:

که را زین گونه کار سخت یاد است
که فرزندان آدم را فتاد است‏

بگو تا کیست مردم بینوایى‏
کفى خاک است و روزى ده بقایى‏

فراهم کرده مشتى استخوان را
کشیده پوستى در گرد، آن را

به هم گرد آمده مشتى رگ و پى‏
که مى‏ریزد گهى خلط و گهى خوى‏

اگر خارى شود در پاى، او را
بدارد مبتلا بر جاى، او را

طعامى گر هم افزون خورده باشد
شکم را چار میخى کرده باشد

و گر خود کم خورد از ضعف و سستى
ببرّد دل امید از تندرستى‏

نه یک دم طاقت گرماش باشد
نه تاب و قوّت سرماش باشد

چو مورى سست و زهرانداز چون مار
چو کاهى، در سرش کوهى ز پندار

به صد سختى در این زندان بزاده‏
بسى جان کنده آخر جان بداده

«فهل دفعت الأقارب، أو نفعت النّواحب،» پس آيا هيچ دفع كردند خويشان، يا نفعى دادند گريه كنندگان، «و قد غودر-  أى ترك-  في محلّة الأموات رهينا، و في ضيق المضجع وحيدا،» و حال‏ آنكه گذاشتند او را در محلّه مردگان رهين، و در تنگى خوابگاه تنها.

«و قد هتكت الهوامّ جلدته، و أبلت النّواهك جدّته،» و بدرستى كه دريدند جنبندگان زمين پوست او را، و كهنه گردانيدند نزاركنندگان تازگى و نوى او را، «و عفت-  أى درست-  العواصف آثاره، و محا الحدثان معالمه،» و ناپيدا كرد بادهاى سخت آثار او را، و محو گردانيد حدثان و تجدّد عالم نشانه‏ هاى او،

عطّار:

راه بینا زین جهان تا آن جهان
بیش یک دم نیست جان را در میان‏

از درونت چون برآید آن دمى‏
این جهانت آن جهان گردد همى‏

این جهان تا آن جهان بسیار نیست
جز دمى اندر میان دیوار نیست‏

چون برآید آن دمت آن جان پاک‏
سرنگونسارت در اندازد به خاک‏

مرگ را بر خلق عرفى جازم است
جمله را در خاک خفتن لازم است‏

«و صارت الأجساد شحبة بعد بضّتها، و العظام نخرة بعد قوّتها،» و بازگشت جسدها لاغر بعد از فربهى او، و استخوانها پوسيده و ريزيده بعد از قوّت او.

«و الأرواح مرتهنة بثقل أعبائها، موقنة بغيب أنبائها،» و روحها مرتهن است به گرانى بارهاى او، موقن است به غيب خبرهاى او.

«ايقانها بغيب أنبائها» تحقّقها ما كانت تجهله في الدنيا من أحوال الآخرة و أخبارها الغائبة عنها، أو ما غاب عنها في الآخرة من أخبار الدنيا.

«لا تستزاد من صالح عملها، و لا تستعتب من سيّى‏ء زللها» زياد نشود هيچ از نيكيهاى عمل او، و كم نگردد هيچ از بدى گناه او كقوله تعالى: وَ إِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ يعنى: پس اگر طلب رضا نمايند نيند ايشان از اهل رضا.

عطّار:

پادشاها آمد این درویش تو
با جهانى درد دل در پیش تو

گر جهانى طاعتم حاصل بود
چون نخواهى آن همه باطل بود

چون حواله با تو آمد هر چه هست‏
در گذر از نیک و از بد هر چه هست‏

«أ و لستم آباء القوم و الأبناء، و إخوانهم و الأقرباء تحتذون أمثلتهم، و تركبون قدّتهم، و تطئون جادّتهم» آيا نيستيد شما پدران قوم و پسران و برادران و اقرباى ايشان اقتدا مى‏كنيد امثله ايشان را-  يعنى آنچه ايشان به آن اقتدا كرده‏اند-  و مرتكب مى‏ شويد طريقه ايشان، و مى‏ سپريد جاده ايشان «فالقلوب قاسية عن حظّها، لاهية عن رشدها، سالكة في غير مضمارها» پس دلها سخت است و جامد از حظّ او، غافل است از يافتن رشد و طريق مستقيم او، و سلوك كننده است در غير ميدان او «كأنّ المعنىّ سواها، و كأنّ الرّشد في إحراز دنياها.» گوييا مقصود غير اوست، و گوييا راه راست يافتن در گرد كردن است دنيا را.

عطّار:

عزیزا غم نگر غمخواریت کو
چو بادى عمر شد بیداریت کو

تو را زین عمر پى بر باد فریاد
نفس باد است عمرت زانست برباد

به یک دم مانده ‏اى چون دم نماند
نمانى هیچ و هیچت هم نماند

ز راه چشم خون دل بریزان‏
که خواهى گشت خاک خاک بیزان

مخسب اى دل سخن بپذیر آخر
ز چندین رفته عبرت گیر آخر

بسى بر رفتگان رفتى به صد ناز
بسى بر تو روند آیندگان باز

چه مى‏نازى اگر عمرت دراز است
به جان کندن تو را آخر نیاز است‏

اگر عمرت دو صد سال است اگر بیست‏
جز این دم کاندرونى حاصلت چیست‏

نصیبت گر تو را صد سال داد است
دمى حالى است دیگر جمله باد است‏

همه عمرت غم است و عمر کوتاه‏
به مرگ تلخ شیرینت شود آه‏

فرود آید از این غم خون به رویم
ندانم کین سخنها چون بگویم‏

ز بیم مرگ در زندان فانى‏
بمردم در میان زندگانى‏

بسا جانها که همچون نیل بر تن
به جوش آمد الا یا پاکدامن‏

چو دیگ عمر سر باز است پیوست‏
امل چون گربه مى ‏یابد بر او دست‏

چه سازم من که در دنیاى ناساز
ندارد گربه شرم و دیگ سر باز

برو اى دل چو دیگى چند جوشى‏
تحمّل کن صبورى کن خموشى‏

در این دیگ بلا پختى به صد درد
که هستم خواجه در کار در خورد

سیه دل‏تر ز دیگى اى تبه‏کار
فرو گیر اى سیه دل دیگت از بار

«و اعلموا أنّ مجازكم على الصّراط و مزالق دحضه، و أهاويل زلله، و تارات أهواله،» و بدانيد كه گذشتن شما بر صراط است و محلهاى لغزيدن او، و خوف افتادن از او و كرّات و مرّات اهوال و شدايد او.

قال الشارح: «اعلم أنّ القول بالصراط يجب الايمان به، و هو في الدنيا يرجع إلى الواسط بين الاخلاق المتضادّة كالحكمة بين الجهل و الجربزة، و كالسخاء بين التبذير و البخل، و الشجاعة بين التهوّر و الجبن، و العدالة بين الظلم و الإنظلام، و بالجملة الوسط الحقّ بين طرفى إفراط و تفريط من أطراف الفضائل، و هو الطريق إلى اللّه المطلوب سلوكه.

و سئل الصادق-  عليه السلام-  عن معنى قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ فقال:«» [يقول:] «أرشدنا للزوم الطّريق المؤدّى إلى محبّتك المبلّغ دينك، و المانع من أن نتّبع أهوانا فنعطب، و نأخذ بآرائنا فنهلك.» إذا عرفت هذا فنقول: مزالق الصراط في الدنيا هى مظانّ الخطاء من العقل و الشهوة و الغضب، و العبور عن فضائلها إلى أحد طرفى الإفراط و التفريط منها، و أهاويل زلله هو ما يلزم ذلك العبور من عذاب اللّه».

في الفتوحات المكّية في الباب الرابع و الستّين في معرفة القيامة: «اعلم أنّ الصراط المشروع الذى كان هنا معنى، نصب هنالك محسوسا. يقول اللّه تعالى لنا: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ. و لمّا تلا رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  هذه الآية، خطّ خطّا، و خطّ عن جنبيه خطوطا، هكذا : و الصراط على متن جهنّم، غابت فيها، و الكلاليب التي فيها، بها يمسكهم اللّه [أى الكلاليب من صور أعمال بنى آدم يمسكهم فلا ينتهضون إلى الجنّة و لا يقعون في النار]، و لمّا كان الصراط في النار-  و ما ثمّ طريق الى الجنّة إلّا عليه-  قال تعالى: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى‏ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا، و قد أتى في صفة الصراط: «أنّه أدقّ من الشعر، و أحدّ من السيف»، و كذا هو علم الشريعة في الدنيا. فالشرع هنا، هو الصراط المستقيم. و لا يزال في كلّ ركعة من الصلاة يقول: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. فهو أحدّ من السيف، و أدقّ من الشعرة. فظهوره في الآخرة محسوسا أبين و أوضح من ظهوره في الدنيا. إلّا لمن دعى إلى اللّه على بصيرة، أى على علم و كشف.

و أمّا الكلاليب و الخطاطيف و الحسك –  كما ذكرنا-  هى من صور أعمال بنى آدم. تمسكهم أعمالهم، تلك على الصراط، فلا ينتهضون إلى الجنّة، و لا يقعون في النار حتّى تدركهم الشفاعة و العناية الإلهية. فمن تجاوز هنا، تجاوز اللّه عنه هناك، و من شدّد على هذه الامّة، شدّد اللّه عليه، و إنّما هى أعمالكم تردّ عليكم.فالتزموا الأخلاق، فإنّ اللّه تعالى غدا يعاملكم بما عاملتم به عباده، كان ما كان، و كانوا ما كانوا»

عطّار:

فاضل عالم فضیل آن پاک جان
گفت از پیغمبران اندر جهان‏

هیچ رشکم مى ‏نباشد در درون‏
زین دل پر خون که هستم غرق خون‏

ز ان که ایشان هم لحد هم رستخیز
پیش دارند و صراطى تیز تیز

جمله با کوتاه دستى و نیاز
کرده در نفسى زبان جان دراز

وز فرشته نیز رشکم هیچ نیست
ز ان که آنجا عشق پیچاپیچ نیست‏

لیک از آن کس رشکم آید جاودان‏
کو نخواهد زاد هرگز در جهان‏

باز گردد هم از پشت پدر
با شکم مادر نیارد بال و پر

کاشکى هرگز نزادى مادرم‏
تا نگردى کشته نفس کافرم‏

بکشدم نفسم که دائم کشته باد
بکشدم در خون که در خون کشته باد

از توانگر بودن و درویشیم‏
هیچ خوشتر نیست از بى‏خویشیم‏

چون مرا از ترس این صد درس هست
هر که را جان است جاى ترس هست‏

«فاتّقوا اللّه تقّيّة ذى لبّ شغل التّفكّر قلبه،» پس بترسيد از خداى ترسيدن صاحب مغز عقل كه مشغول كرده باشد تفكّر در مقدورات قلب او را.

قال تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ، و معنى تفكّر رسوخ در توجّه و مراقبت است، و اعداد قلب به جهت رؤيت شواهد تا مزيد يقين گردد، نه تفكّر منطقى كه ترتيب مقدّمات معلومه است تا از آن مجهولى معلوم كنند، و ما كادوا يعلمون.

و قوله-  عليه السلام-  «تقيّة ذى لبّ» إشعار است به آنكه كمال ترس از خداى تعالى أولو الألباب دارند، قال تعالى:«» إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ. قال ابن عطا: «الخشية أتمّ من الخوف، لأنّها صفة العلماء».

قال المحقّق القونوى في كتابه النفحات: «الخشية خوف خاصّ لا تقوم إلّا بمن يعلم نتائج الأعمال، و كون الحقّ يهب لها الوجود لا محالة، إذ لا منع إلّا من حيث القابل، و قد وجد الأصل و هو العمل، فإنّه يستلزم ظهور الثمرة، و هى النتيجة من كلّ بدّ، فخشية العالم من الحقّ من هذا الوجه.

و ثمرة الخشية فيمن قامت به عدم الإقبال على كلّ فعل يعلم أنّ نتيجته متى ظهرت له و اتّصلت به لا توافقه و لا ترضاه. و الخوف لا يشترط فيه العلم بمعرفة كلّ فعل و نتيجته، بل يشترط فيه حبّ السلامة و التصديق بإمكان وقوع ما لا يلائم بسبب ارتكاب هذا الفعل المنهىّ عنه، و التقوى ترقّب و احتياط، يوجبهما الحكم بالإمكان و التسويغ، فيقصد حسم مادّة ما يبقى منه، و يحذّر ممّا عساه أن يقع».

«و أنصب الخوف بدنه،» و رنجور كرده باشد ترس آخرت بدن او را.

«و أسهد التّهجّد غرار نومه،» و بيدار كرده باشد تهجّد خواب اندك او را.

«و أظمأ الرّجاء هواجر يومه،» –  جعل الهواجر مفعولا به، إقامة للظرف مقام المظروف و هو أحد وجوه المجاز-  يعنى: و تشنه كرده باشد اميد به فضل خداى تعالى گرماهاى روز او را.

كناية عن كثرة صومه في أشدّ أوقات الحرارة، رجاء لما أعدّه اللّه تعالى لأوليائه.

في ذيل العوارف: «اعلم أنّ الرجاء أحد جناحى قلب المؤمن، و الخوف ثانيهما. بهما يطير عوامهم إلى الجنّات، و خواصّهم إلى القربات، و أخصّ خواصّهم إلى مقامات في المواصلات. ثمّ تتبدّل اسم الخوف و الرجاء للخواصّ بالقبض و البسط، و للأخصّ بالهيبة و الانس.

و الرجاء انعكاس ضياء أنوار الجمال على مرآة القلب، و الخوف انعكاس ضياء أنوار الجلال على مرآة القلب، و إمارة صحّة الخوف و الرجاء ترك ما يبعّده عن الحضرة و استعمال ما يقرّبه اليها. فمن كان خوفه من النار و رجائه إلى الجنّة، فليباشر أعمال الشريعة بالفتوى، و من كان خوفه من قبول الطاعات و ردّها و رجائه إلى القربات، فليلازم أدات الطريقة بالتقوى، و من كان خوفه من القطيعة و رجاءه إلى المواصلات، فليعمل عملا صالحا للحقوق، صافيا عن الحظوظ، و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا بالالتفات إلى الدارين.

و كان مقام الخوف غالبا على يحيى، و مقام الرجاء على عيسى-  على نبيّنا و عليهما الصلاة و السلام-  و هما ابنا خالة، حتّى نقل أنّ يوما من الأيّام التقيا، و كان يحيى باكيا و عيسى مبسّما، فقال يحيى لعيسى: «أ أمنت من مكر اللّه حتّى تضحك» و قال عيسى في جوابه: «أ أيست من رحمة اللّه حتّى تبكى» و ظلف-  بالتخفيف أى منع-  الزّهد شهواته،» و منع كرده باشد زهد و ترك دنيا شهوتها و خواهشهاى نفس او را.

«و أوجف-  أى أسرع-  الذّكر بلسانه،» و به شتاب پوياند ذكر حقّ تعالى به لسان خود.

«و قدّم الخوف لأمانه،» و پيش فرستاده ترس خداى را از براى امن از عذاب او.

روى عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  أنّه قال: «كان داود النبىّ-  صلوات اللّه عليه و سلامه-  يعوده الناس يظنّون به مرضا، و ما به مرض إلّا خوف اللّه تعالى و الحياء منه.» قال سهل: «كمال الايمان بالعلم، و كمال العلم بالخوف». عن ابن عطا: «الخشية أتمّ من الخوف، لأنّها صفة العلماء كقوله تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ. قيل: إنّما يخشون أن يكون طاعتهم مشوبة بالريا، فلا يقبل منهم، و عن بزرجمهر: «اعرفوا اللّه، فمن عرفه لم يقدر أن يعصيه طرفة عين.» «و تنكّب المخالج عن وضح السّبيل،»-  «المخالج» الامور القاطعة للإنسان عن طاعة ربّه-  يعنى احتراز كرد و به يك سو شد از امور قاطعه از طريق دين واضح‏ مستبين.

«و سلك أقصد المسالك إلى النّهج المطلوب،» و سلوك كرد سزاوارتر مسلكى به قصد رسيدن به مقصود، و هو طريق اللّه.

«و لم تفتله فاتلات الغرور،» و باز نگردانيد او را مغفّلات و فريبنده دنيويه صارفه از راه حقّ.

«و لم تعم عليه مشتبهات الامور،» و متحيّر نگردانيد او را امور متشابهه از دانستن حقّ واقع.

«ظافرا بفرحة البشرى،» ظفر يابنده به فرح و شادمانى بشارت از جانب حقّ تعالى.

كقوله: يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ يَسْعى‏ نُورُهُمْ.

«و راحة النّعمى،» و به راحت از متاعب«» دنيا به نعيم عقبى.

«في أنعم نومه، و آمن يومه.» در تنعّم‏تر خوابى، و به امن‏تر روزى او.

أطلق لفظ «النوم» على راحة الجنّة إطلاقا لاسم الملزوم على لازمه.

«قد عبر معبر العاجلة حميدا،» بدرستى كه عبور كرد در رهگذر عاجل دنيا در حالتى كه ستوده بود.

«و قدّم زاد الآجلة سعيدا،» و در پيش فرستاد توشه آخرت در حالتى كه سعيد بود.

«و بادر من وجل،» و پيشى جست در فرمانبردارى خداى تعالى از ترس و.

«و أكمش-  أى أسرع-  في مهل،» و سرعت جست به طاعت پروردگار خود در ايّام مهلت دنيا.

«و رغب في طلب،» و رغبت كرد در طلب فيما عند اللّه.

«و ذهب عن هرب» و گذشت از معاصى از ترس خداى تعالى.

«و راقب في يومه غده،» و مراقبت كرد در روز دنيا فرداى آخرت او.

كنى باليوم و الغد عن الدنيا و الآخرة.

«و نظر قدما أمامه.» و نظر كرد پيشتر به آنچه پيش روى اوست.

أى لم يلتفت عن اللّه، و لم يعرّج على سواه.

«و كفى بالجنّة ثوابا و نوالا، و كفى بالنّار عقابا و وبالا» و كافى است بهشت از براى جزا و عطا، و كافى است آتش از براى عقوبت و سرانجام بد «و كفى باللّه منتقما و نصيرا و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما» و كافى است خداى از براى كينه كشيدن و يارى كردن، و كافى است كتاب او از براى اثبات حجّت و مخاصمه كردن «اوصيكم عباد اللّه الّذى أعذر بما أنذر، و احتجّ بما نهج،» وصيّت مى‏ كنم شما را اى بندگان خدايى كه عذر درست آورد به آنچه بيم كرد، و حجّت آورد به طريقى كه واضح كرد.

«و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور خفيّا، و نفث في الآذان نجيّا،» و تحذير كرد شما را از دشمنى كه در مى ‏رود در سينه‏ ها به پنهانى، و در مى‏دمد در گوشها رازها و وسوسه‏ ها.

مولانا:

اى خلیفه زادگان دادى کنید
حزم بهر روز میعادى کنید

آن عدوّى کز پدرتان کین کشید
سوى زندانش ز علیّین کشید

آن شه شطرنج دل را مات کرد
از بهشتش سخره آفات کرد

این چنین کرد است با آن پهلوان‏
سست سستش منگرید اى دیگران‏

این چنین ابلیس با بابات کرد
آدمى را آن سیه رو مات کرد

دان که فرزین بندها دارد بسى‏
که بگیرد در گلو همچون خسى‏

قوله: «نجيّا» نصبه للحال، فهو ينفث في الآذان كهيئة من يناجى، و هذا هو المعنى قوله تعالى: إِنَّمَا النَّجْوى‏ مِنَ الشَّيْطانِ، و في قوله تعالى:«» وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ، و في الحديث: «اللّهمّ إنّى أعوذ بك من همز الشّيطان و نفخه و نفثه» فقيل: يا رسول اللّه ما همزه و نفثه و نفخه قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «الهمز الموتة، و النفث الشعر و النفخ الكبر». و الغرض من إيراد الحديث هاهنا أنّ بيان امير المؤمنين-  عليه السلام-  في نفث الشيطان، وقع موافقا لبيان رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  فيه. لأنّه ربط النفث بالسمع فقال: «نفث في الآذان نجيّا»، و هو بيان باطل يلقيه الشيطان إلى سمع ابن آدم، و الشعر من جملته، و النفث إلقاء ما يشغل السمع بالباطل عن استماع الحقّ، و التنفيد في الصدور امضاء وسوسة في الضمير يشغل العقل عن تصوّر الحقّ.

مولانا:

تو چو عزم دین کنى با اجتهاد
دیو بانگت بر زند اندر نهاد

که مرو آن سو بیندیش از غوى
که اسیر رنج و درویشى شوى‏

تو ز بیم بانگ آن دیو لعین
وا گریزى در ضلالت از یقین‏

مرگ بینى باز تو از چپ و راست‏
مى‏کشد همسایه را تا بانگ خواست‏

باز عزم دین کنى از بیم جان
مرد سازى خویش را در یک زمان‏

پس سلح بربندى از علم و حکم‏
که من از خوفت ندارم هیچ غم‏

باز بانگى برزند بر تو ز مکر
که بترس و باز گردد از تیغ فقر

باز بگریزى ز راه روشنى‏
و آن سلاح و علم دین را بفکنى‏

این شکوه بانگ آن ملعون بود
هیبت بانگ خدایى چون بود

هیبت باز است بر کبک نجیب‏
هر مگس را نیست زان هیبت نصیب‏

ز ان که نبود باز، صیّاد مگس
عنکبوتان مر مگس گیرند و بس‏

بانگ دیوان گلّه بان اشقیاست
بانگ سلطان پاسبان اولیاست‏

«فأضلّ و أردى، و وعد فمنّى،» پس گمراه گردانيد و هلاك كرد، و وعده كرد پس به آرزو داشت، الإضلال مقدّمة الإرداء، و هو الإهلاك، فإنّ المرء ما لم يضلّ لم يهلك، فلهذا قدّم الإضلال على الإهلاك، و جعل الوعد هكذا مقدّمة للتمنّية فإنّ الشيطان ما لم يعده غرورا و لم يطوّل أملا لا يزيّن«» التمنّى له، و لا يحمله على اشتهاء شي‏ء، فلهذا قدّم الوعد على التمنّية.

«و زيّن سيّئات الجرائم، و هوّن موبقات العظائم،» و آراسته گردانيد بديهاى گناه، و آسان كرد عظائم مهلكات.

و تزئين السيّئات ما اشير إليه في قوله-  عزّ من قائل- : أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً، و تهوين العظائم ما نبّه على نوعه كتاب اللّه في قوله: وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ.

«حتّى إذا استدرج زينته ،» تا آن گاه كه باز ستدند«» بتدريج زينت عاريتى خويش، «استدراج الزينة» إدراج مكائده في مكامن أشياء في الظاهر، و معنى آخر في الاستدراج-  و هو أحسن-  أنّه يستردّ عن الشي‏ء الذى أعاره زينة من تسويله زينته بالتدريج. فإنّ الإنسان ربّما عمل شيئا، زيّنه ابليس و رآه حسنا، ثمّ لاح له بالتدريج أنّه بخلاف ما تخيّله، فهو المعنى بقوله-  عليه السلام- : «إذا استدرج زينته» و هذه اللفظ ألطف عبارة عن هذا المعنى، و معنى آخر أنّ الاستدراج هو الإستهلاك بالترفّق و التأنّى، قال اللّه تعالى:«» سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ، و درج هلك يقال: كلّ من دبّ و درج، أى من عاش و مات. فمعنى استدراج الزينة استهلاكها و قبضها إلى نفسه درجة درجة.

«و استغلق رهينته» و محكم بست گروگان خود را.

«استغلاق الرهينة» أن يقيّد الإنسان بعمل قبيح يتعذّر عليه الخلاص منه، و يصعب التنصّل عنه، فبقى فيه إلى أوان موته، و في رواية: «إذا استدرج قرينته»، و قرينته هى النفس الناطقة، و استدراجها أخذها بالاستغفال و الوسوسة، و هى ايضا رهينته باعتبار احاطة المعاصى بها من فعله، كما يستعلق الرهن بما عليه من المال.

«أنكر ما زيّن» انكار كرد آنچه تزيين كرده بود، كقوله تعالى: وَ إِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَ قالَ.

«و استعظم ما هوّن، و حذّر ما أمّن.» و بزرگ شمرد آنچه تحقير كرده بود، و تحذير كرد از آنچه ايمن مى‏ گردانيد.

بيان قوله تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ الآية.

مولانا:

ز ان که این شیطان عدوى جان توست
دائما در فکرت ایمان توست‏

هر که او را قوّت ایمانى بود
وز پى زاد ره فانى بود

مى‏ستاند گه به مکر و گه به ریو
تا برآرد از پشیمانى غریو

گه خیال عزّت و گاهى دکان‏
گه خیال علم و گاهى خان و مان‏

ز ان که فرزین بندها دارد بسى
کو بگیرد در گلویت چون خسى‏

در گلو ماند خس او سالها
چیست آن خس حبّ جاه و مالها

عن ابن عبّاس-  رضى اللّه عنهما-  قال: قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «ما من أحد إلّا و قد وكل به قرينه من الجنّ». قالوا: و إيّاك يا رسول اللّه قال: «و إيّاى إلّا أنّ اللّه أعاننى عليه فأسلم» قيل: أراد به استسلم أى انقاد، و قيل: صار مسلما، إذا كان الميم مفتوحا، و قيل: أى أسلم أنا منه، هذا اذا كان الميم مضموما.

منهاج ‏الولاية في‏ شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج 2 عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 1042-1100

خطبه ها خطبه شماره 226 منهاج ‏الولایه فی ‏شرح‏ نهج‏ البلاغه به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)

خطبه 226 صبحی صالح

و من خطبه له ( علیه‏ السلام ) فی التنفیر من الدنیا

دارٌ بِالْبَلاءِ مَحْفُوفَهٌ، وَ بِالْغَدْرِ مَعْروفَهٌ، لا تَدُومُ اءَحْوالُها، وَ لا یَسْلَمُ نُزَّالُها، اءَحْوالٌ مُخْتَلِفَهٌ، وَ تاراتٌ مُتَصَرِّفَهٌ، الْعَیْشُ فِیها مَذْمُومٌ، وَ الْاءَمانُ مِنْها مَعْدُومٌ، وَ إِنَّما اءَهْلُها فِیها اءَغْراضٌ مُسْتَهْدَفَهٌ، تَرْمِیهِمْ بِسِهامِها، وَ تُفْنِیهِمْ بِحِمامِها.

وَ اعْلَمُوا عِبادَ اللَّهِ، اءَنَّکُمْ وَ ما اءَنْتُمْ فِیهِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْیا عَلى سَبِیلِ مَنْ قَدْ مَضى قَبْلَکُمْ، مِمَّنْ کانَ اءَطْوَلَ مِنْکُمْ اءَعْمارا، وَ اءَعْمَرَ دِیارا، وَ اءَبْعَدَ آثارا، اءَصْبَحَتْ اءَصْواتُهُمْ هامِدَهً، وَ رِیاحُهُمْ رَاکِدَهً، وَ اءَجْسادُهُمْ بَالِیَهً، وَ دِیارُهُمْ خالِیَهً، وَ آثارُهُمْ عافِیَهً، فَاسْتَبْدَلُوا بِالْقُصُورِ الْمَشَیَّدَهِ، وَ النَّمارِقِ الْمُمَهَّدَهِ الصُّخُورَ وَ الْاءَحْجارَ الْمُسَنَّدَهَ، وَ الْقُبُورَ اللاّطِئَهَ الْمُلْحَدَهَ، الَّتِی قَدْ بُنِیَ عَلَى بَالْخَرَابِ فِناؤُها، وَ شِیدَ بِالتُّرابِ بِناؤُها، فَمَحَلُّها مُقْتَرِبٌ، وَ ساکِنُها مُغْتَرِبٌ، بَیْنَ اءَهْلِ مَحَلَّهٍ مُوحِشِینَ، وَ اءَهْلِ فَراغٍ مُتَشاغِلِینَ، لا یَسْتَاءْنِسُونَ بِالْاءَوْطانِ، وَ لا یَتَواصَلُونَ تَواصُلَ الْجِیرانِ عَلى ما بَیْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوارِ وَ دُنُوِّ الدَّارِ.

وَ کَیْفَ یَکُونُ بَیْنَهُمْ تَزاوُرٌ وَ قَدْ طَحَنَهُمْ بِکَلْکَلِهِ الْبِلَى ، وَ اءَکَلَتْهُمُ الْجَنادِلُ وَ الثَّرَى ؟
وَ کِاءَنْ قَدْ صِرْتُمْ إ لى ما صارُوا إِلَیْهِ، وَ ارْتَهَنَکُمْ ذلِکَ الْمَضْجَعُ، وَ ضَمَّکُمْ ذلِکَ الْمُسْتَوْدَعُ، فَکَیْفَ بِکُمْ لَوْ تَناهَتْ بِکُمُ الْاءُمُورُ، وَ بُعْثِرَتِ الْقُبُورُ؟ هُنالِکَ تَبْلُوا کُلُّ نَفْسٍ ما اءَسْلَفَتْ، وَ رُدُّوا إ لَى اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ، وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما کانُوا یَفْتَرُونَ.

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه ۲۲۶

و من خطبه له- علیه الصّلوه و السّلام- : «دار بالبلاء محفوفه، و بالغدر معرفه،» یعنى دنیا خانه‏ اى است به بلا مملوّ، و غدر و نقض عهود معروف و مشهور.

لفظ «الغدر» مستعار لزینه الظاهره المستعقبه البلاء فی الآخره.

«لا تدوم أحوالها، و لا تسلم نزّالها. أحوال مختلفه، و تارات متصرّفه،» دائم نمى ‏باشد حالهاى او، و سالم نمى‏ مانند نازلان او، و حالهاى گوناگون و کرّتهایى.

«العیش فیها مذموم، و الأمان فیها معدوم،» عیش در او مذموم است، و امن و خوشدلى در او معدوم.

شعر:

خوش است این کهنه دیر پر فسانه
اگر نه مرد نستى در میانه‏

در این محنت سرا این است ماتم‏
که ما را مى‏نبگذارند با هم‏

خوشستى زندگانى و کیستى
اگر نه مرگ ما را در پیستى‏

نشاط ار هست بى دوران غم نیست‏
وجود ار هست بى خوف عدم نیست‏

خوشى جویى ز عالم سرکشى را
که عالم نیست دوران خوشى را

به شادى از تو گر یک دم برآید
از آن شادى تو را صد غم در آید

جهان بى‏وفا نورى ندارد
دمى بى ماتمى سورى ندارد

هزاران حرف ناکامى بخوانیم‏
که تا در عمر خود کامى برانیم‏

اگر کام است در ضمنش بلایى است
و گر گنج است با آن اژدهایى است‏

جهان بى شک سراجاى سپنج«» است‏
ز مرکز تا محیط اندوه و رنج است‏

نمى‏دانم کسى را بى غمى من
که تا دستى در او مالم دمى من‏

غمم بر غم فزاید بار بر بار
به بیهوده بود یکسر همه کار

برو تن در غم بار گران ده‏
بسى جان کن چو جان خواهند جان ده‏

«إنّما أهلها فیها أغراض مستهدفه، ترمیهم بسهامها، و تفنیهم بحمامها.» نیستند اهل او در او إلّا نشانهاى هدف تیر ساخته، مى‏اندازد ایشان را به تیرهاى او، و نیست مى‏کند ایشان را به مرگ و هلاک.

عطّار:

پند گیر اى دل که گرداب بلاست
زنده دل شو ز آنکه مرگت در قفاست‏

مى‏بباید ترک جان ناچار کرد
زین همه بیهوده استغفار کرد

چند خواهى بحر جان در جوش بود
جان فشاندم باید و خاموش بود

«و اعلموا عباد اللّه أنّکم و ما أنتم فیه من هذه الدّنیا على سبیل من قد مضى قبلکم،» و بدانید اى بندگان خداى بدرستى که شما و آنچه شما در آنید از این دنیا بر راه آن کسانید که گذشتند بر آن پیش از شما.

«ممّن کان أطول منکم أعمارا، و أعمر دیارا، و أبعد آثارا،» از آنان که درازتر بود از شما عمرهاى ایشان، و معمورتر بود دیار ایشان، و دورتر بود از آفات آثار ایشان.

«أصبحت أصواتهم هامده، و ریاحهم راکده، و أجسادهم بالیه، و دیارهم خالیه، و آثارهم عافیه.» بازگشت آوازهاى ایشان فرو مرده، و بادهاى ایشان ساکن شده، و بدنهاى ایشان پوشیده و ریزیده، و شهرهاى ایشان خالى و ویران، و آثار ایشان مدروس و ناپیدا.

«رکود ریاحهم» کنایه عن سکون أحوالهم و خمول ذکرهم.

عطّار:

گر درختى گردد این هر ذرّه خاک
بر دمد هر ذرّه‏اى صد جان پاک‏

کس چه داند تا چه جانهاى شگرف‏
غوطه خورد است اندر این دریاى ژرف‏

کس چه داند تا چه دلهاى عزیز
خون شد است و خون شود آن تو نیز

کس چه داند تا چه قالبهاى پاک‏
در میان خون فرو شد زیر خاک‏

«فاستبدلوا بالقصور المشیّده، و النّمارق الممهّده، الصّخور و الأحجار المسنّده، و القبور اللّاطئه الملحده، الّتى قد بنى على الخراب فناؤها، و شیّد بالتّراب بناءها،» پس بدل گرفتند به قصرهاى افراشته و بالشهاى گسترده، سنگهاى سخت بر یکدیگر محکم کرده، و قبرهاى در گل گرفته شکافته، که هر آینه بنا کرده شده بر خرابى پیرامون او، و افراشته شده به خاک بناى او.

زین پیشتر بر این لب آب و کنار حوض
آزادگان چو سوسن و چون سرو بوده ‏اند

هر یک ز روى نخوت و از راه افتخار
بر فرق فرقدین«» قدمها بسوده ‏اند

زین گلستان چو باد صبا درگذشته‏اند
آثار لطف خویش به خلقان نموده ‏اند

بگشاى چشم عبرت و هش‏دار کان گروه‏
رفتند گر ستوده و گر ناستوده ‏اند

در کشتزار دهر بر آب حیات خویش
تخمى که کشته‏ اند بر آن دروده‏ اند

«فمحلّها مقترب، و ساکنها مغترب،» پس محلّ آن قبور قریب است، و حال آنکه ساکن او غریب است.

«بین أهل محلّه موحشین، و أهل فراغ متشاغلین،» میانه اهل محلّه موحشان مکدّر، و اهل فراغت از کار دنیا مشغولان به امور اخروى.

«لا یستأنسون بالأوطان، و لا یتواصلون تواصل الجیران، على ما بینهم من قرب الجوار، و دنوّ الدّار.» انس نمى‏ گیرند به آن وطنها، و مواصلت نمى ‏کنند با یکدیگر مواصلت کردن همسایه ‏ها با یکدیگر، با آنکه میانه ایشان است از قرب همسایگى و نزدیکى خانه.

«و کیف یکون بینهم التزاور،«» و قد طحنهم بکلکله البلى، و أکلتهم الجنادل و الثّرى»- الکلکل الصّدر، و هو مستعار- یعنى: و چگونه باشد میانه ایشان زیارت یکدیگر کردن، و حال آنکه آرد ساخته ایشان را به صدر پوسیدگى، و خورده است‏ ایشان را سنگ و خاک «و کأن قد صرتم إلى ما صاروا إلیه،» و باشد بتحقیق که باز گردید شما به آنچه بازگشته‏اند ایشان به آن.

«و ارتهنکم ذلک المضجع، و ضمّکم ذلک المستودع.» و گرو گیرد شما را آن خوابگاه، و فراهم آورد شما را آن محلّ ودیعه.

عطّار:

ما همه از بهر مردن زاده ‏ایم
جان نخواهد ماند دل بنهاده ‏ایم‏

آنکه عالم داشت در زیر نگین‏
این زمان شد توتیا زیر زمین‏

و آنکه بر چرخ فلک نیزه بسود
گشت در خاک لحد ناچیز زود

«فکیف بکم إن تناهت بکم الامور، و بعثرت القبور.» پس چگونه باشد شما را حال اگر به غایت رسد کارها، و شکافته شود قبرها.

«هنالک تجزى کلّ نفس ما أسلفت،» آنجا جزا داده شود هر نفسى آنچه پیش فرستاده است.

« وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ،» و باز گردیده شوند به سوى یارى دهنده ایشان که حقّ است.

« وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما کانُوا یَفْتَرُونَ.» و گم گردد از ایشان آنچه بودند که افترا مى ‏بستند که آلهه ‏اند.

عطّار:

مرگ بنگر تا چه راهى مشکل است
کاندر این ره گورش اوّل منزل است‏

چند از این چون آخر این خواهد بدن‏
واى از آن کاوّل چنین خواهد بدن‏

مى‏روم گریان چو میغ از آمدن
آه از رفتن دریغ از آمدن‏

منهاج ‏الولایه فی‏ شرح ‏نهج‏ البلاغه، ج ۲ عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی)صفحه ۱۰38-۱۰42

خطبه ها خطبه شماره 109 منهاج ‏الولایه فی ‏شرح‏ نهج‏ البلاغه به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)

خطبه ۱09 صبحی صالح

  و من خطبه له ع 

کُلُّ شَیْءٍ خَاشِعٌ لَهُ وَ کُلُّ شَیْءٍ قَائِمٌ بِهِ، غِنَى کُلِّ فَقِیرٍ، وَ عِزُّ کُلِّ ذَلِیلٍ، وَ قُوَّهُ کُلِّ ضَعِیفٍ، وَ مَفْزَعُ کُلِّ مَلْهُوفٍ، مَنْ تَکَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ، وَ مَنْ سَکَتَ عَلِمَ سِرَّهُ، وَ مَنْ عَاشَ فَعَلَیْهِ رِزْقُهُ، وَ مَنْ مَاتَ فَإِلَیْهِ مُنْقَلَبُهُ.لَمْ تَرَکَ الْعُیُونُ فَتُخْبِرَ عَنْکَ، بَلْ کُنْتَ قَبْلَ الْوَاصِفِینَ مِنْ خَلْقِکَ.لَمْ تَخْلُقِ الْخَلْقَ لِوَحْشَهٍ، وَ لاَ اسْتَعْمَلْتَهُمْ لِمَنْفَعَهٍ، لاَ یَسْبِقُکَ مَنْ طَلَبْتَ، وَ لاَ یُفْلِتُکَ مَنْ اءَخَذْتَ، وَ لاَ یَنْقُصُ سُلْطَانَکَ مَنْ عَصَاکَ، وَ لاَ یَزِیدُ فِی مُلْکِکَ مَنْ اءَطَاعَکَ، وَ لاَ یَرُدُّ اءَمْرَکَ مَنْ سَخِطَ قَضَاءَکَ، وَ لاَ یَسْتَغْنِی عَنْکَ مَنْ تَوَلَّى عَنْ اءَمْرِکَ، کُلُّ سِرِّ عِنْدَکَ عَلاَنِیَهٌ، وَ کُلُّ غَیْبٍ عِنْدَکَ شَهَادَهٌ.

انْتَ الْاءَبَدُ فَلاَ اءَمَدَ لَکَ، وَ اءَنْتَ الْمُنْتَهَى فَلاَ مَحِیصَ عَنْکَ، وَ اءَنْتَ الْمَوْعِدُ فَلاَ مَنْجَى مِنْکَ إِلا إِلَیْکَ، بِیَدِکَ نَاصِیَهُ کُلِّ دَابَّهٍ، وَ إِلَیْکَ مَصِیرُ کُلِّ نَسَمَهٍ، سُبْحَانَکَ مَا اعْظَمَ شَأْنَکَ سُبْحَانَکَ مَا اعْظَمَ مَا نَرَى مِنْ خَلْقِکَ، وَ مَا اءَصْغَرَ کُلَّ عَظِیمَهٍ فِی جَنْبِ قُدْرَتِکَ، وَ مَا اهْوَلَ مَا نَرَى مِنْ مَلَکُوتِکَ، وَ مَا اءَحْقَرَ ذَلِکَ فِیمَا غَابَ عَنَّا مِنْ سُلْطَانِکَ، وَ مَا اسْبَغَ نِعَمَکَ فِی الدُّنْیَا، وَ مَا اصْغَرَهَا فِی نِعَمِ الْآخِرَهِ.

مِنْهَا:

مِنْ مَلاَئِکَهٍ اسْکَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِکَ، وَ رَفَعْتَهُمْ عَنْ ارْضِکَ، هُمْ اءَعْلَمُ خَلْقِکَ بِکَ، وَ اءَخْوَفُهُمْ لَکَ، وَ اءَقْرَبُهُمْ مِنْکَ، لَمْ یَسْکُنُوا الْاءَصْلاَبَ، وَ لَمْ یُضَمَّنُوا الْاءَرْحَامَ، وَ لَمْ یُخْلَقُوا مِنْ مَاءٍ مَهِینٍ، وَ لَمْ یَتَشَعَّبْهُمْ رَیْبُ الْمَنُونِ، وَ إِنَّهُمْ عَلَى مَکَانِهِمْ مِنْکَ، وَ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَکَ وَ اسْتِجْمَاعِ اءَهْوَائِهِمْ فِیکَ، وَ کَثْرَهِ طَاعَتِهِمْ لَکَ، وَ قِلَّهِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ اءَمْرِکَ، لَوْ عَایَنُوا کُنْهَ مَا خَفِیَ عَلَیْهِمْ مِنْکَ لَحَقَّرُوا اءَعْمَالَهُمْ، وَ لَزَرَوْا عَلَى اءَنْفُسِهِمْ، وَ لَعَرَفُوا اءَنَّهُمْ لَمْ یَعْبُدُوکَ حَقَّ عِبَادَتِکَ، وَ لَمْ یُطِیعُوکَ حَقَّ طَاعَتِکَ.

سُبْحَانَکَ خَالِقا وَ مَعْبُودا، بِحُسْنِ بَلاَئِکَ عِنْدَ خَلْقِکَ، خَلَقْتَ دَارا، وَ جَعَلْتَ فِیهَا مَأْدُبَهً، مَشْرَبا وَ مَطْعَما وَ اءَزْوَاجا وَ خَدَما وَ قُصُورا وَ اءَنْهَارا وَ زُرُوعا وَ ثِمَارا.

ثُمَّ اءَرْسَلْتَ دَاعِیا یَدْعُو إِلَیْهَا فَلاَ الدَّاعِیَ اءَجَابُوا، وَ لاَ فِیمَا رَغَّبْتَ رَغِبُوا، وَ لاَ إِلَى مَا شَوَّقْتَ إِلَیْهِ اشْتَاقُوا، اءَقْبَلُوا عَلَى جِیفَهٍ قَدِ افْتَضَحُوا بِاءَکْلِهَا، وَ اصْطَلَحُوا عَلَى حُبِّهَا، وَ مَنْ عَشِقَ شَیْئا اءَعْشَى بَصَرَهُ، وَ اءَمْرَضَ قَلْبَهُ، فَهُوَ یَنْظُرُ بِعَیْنٍ غَیْرِ صَحِیحَهٍ، وَ یَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَیْرِ سَمِیعَهٍ، قَدْ خَرَقَتِ الشَّهَوَاتُ عَقْلَهُ، وَ اءَمَاتَتِ الدُّنْیَا قَلْبَهُ، وَ وَلَّهَتْ عَلَیْهَا نَفْسُهُ.

فَهُوَ عَبْدٌ لَهَا وَ لِمَنْ فِی یَدَیْهِ شَیْءٌ مِنْهَا، حَیْثُمَا زَالَتْ زَالَ إِلَیْهَا، وَ حَیْثُمَا اءَقْبَلَتْ اءَقْبَلَ عَلَیْهَا، لاَ یَنْزَجِرُ مِنَ اللَّهِ بِزَاجِرٍ، وَ لاَ یَتَّعِظُ مِنْهُ بِوَاعِظٍ، وَ هُوَ یَرَى الْمَأْخُوذِینَ عَلَى الْغِرَّهِ حَیْثُ لاَ إِقَالَهَ وَ لاَ رَجْعَهَ کَیْفَ نَزَلَ بِهِمْ مَا کَانُوا یَجْهَلُونَ، وَجَاءَهُمْ مِنْ فِرَاقِ الدُّنْیَا مَا کَانُوا یَأْمَنُونَ، وَقَدِمُوا مِنَ الْآخِرَهِ عَلَى مَا کَانُوا یُوعَدُونَ.

فَغَیْرُ مَوْصُوفٍ مَا نَزَلَ بِهِمْ، اجْتَمَعَتْ عَلَیْهِمْ سَکْرَهُ الْمَوْتِ وَ حَسْرَهُ الْفَوْتِ، فَفَتَرَتْ لَهَا اءَطْرَافُهُمْ، وَ تَغَیَّرَتْ لَهَا اءَلْوَانُهُمْ، ثُمَّ ازْدَادَ الْمَوْتُ فِیهِمْ وُلُوجا فَحِیلَ بَیْنَ اءَحَدِهِمْ وَ بَیْنَ مَنْطِقِهِ، وَ إِنَّهُ لَبَیْنَ اءَهْلِهِ یَنْظُرُ بِبَصَرِهِ، وَ یَسْمَعُ بِأُذُنِهِ عَلَى صِحَّهٍ مِنْ عَقْلِهِ وَ بَقَاءٍ مِنْ لُبِّهِ یُفَکِّرُ فِیمَ اءَفْنَى عُمُرَهُ، وَ فِیمَ اءَذْهَبَ دَهْرَهُ، وَ یَتَذَکَّرُ اءَمْوَالاً جَمَعَهَا، اءَغْمَضَ فِی مَطَالِبِهَا، وَ اءَخَذَهَا مِنْ مُصَرَّحَاتِهَا وَ مُشْتَبِهَاتِهَا، قَدْ لَزِمَتْهُ تَبِعَاتُ جَمْعِهَا، وَ اءَشْرَفَ عَلَى فِرَاقِهَا، تَبْقَى لِمَنْ وَرَاءَهُ یَنْعَمُونَ فِیهَا، وَ یَتَمَتَّعُونَ بِهَا، فَیَکُونُ الْمَهْنَأُ لِغَیْرِهِ، وَ الْعِبْءُ عَلَى ظَهْرِهِ.

وَ الْمَرْءُ قَدْ غَلِقَتْ رُهُونُهُ بِهَا، فَهُوَ یَعَضُّ یَدَهُ نَدَامَهً عَلَى مَا اءَصْحَرَ لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ مِنْ اءَمْرِهِ، وَ یَزْهَدُ فِیمَا کَانَ یَرْغَبُ فِیهِ اءَیَّامَ عُمُرِهِ، وَ یَتَمَنَّى انَّ الَّذِی کَانَ یَغْبِطُهُ بِهَا وَ یَحْسُدُهُ عَلَیْهَا قَدْ حَازَهَا دُونَهُ.

فَلَمْ یَزَلِ الْمَوْتُ یُبَالِغُ فِی جَسَدِهِ حَتَّى خَالَطَ لِسَانُهُ سَمْعَهُ، فَصَارَ بَیْنَ اءَهْلِهِ لاَ یَنْطِقُ بِلِسَانِهِ، وَ لاَ یَسْمَعُ بِسَمْعِهِ، یُرَدِّدُ طَرْفَهُ بِالنَّظَرِ فِی وُجُوهِهِمْ، یَرَى حَرَکَاتِ الْسِنَتِهِمْ، وَ لاَ یَسْمَعُ رَجْعَ کَلاَمِهِمْ، ثُمَّ ازْدَادَ الْمَوْتُ الْتِیَاطا بِهِ، فَقُبِضَ بَصَرُهُ کَمَا قُبِضَ سَمْعُهُ، وَ خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنْ جَسَدِهِ، فَصَارَ جِیفَهً بَیْنَ اءَهْلِهِ، قَدْ اءَوْحَشُوا مِنْ جَانِبِهِ وَ تَبَاعَدُوا مِنْ قُرْبِهِ، لاَ یُسْعِدُ بَاکِیا، وَ لاَ یُجِیبُ دَاعِیا.

ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَى مَخَطِّ فِی الْارْضِ فَاءَسْلَمُوهُ فِیهِ إِلَى عَمَلِهِ، وَ انْقَطَعُوا عَنْ زَوْرَتِهِ، القیامه حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْکِتَابُ اجَلَهُ وَ الْاءَمْرُ مَقَادِیرَهُ، وَ الْحِقَ آخِرُ الْخَلْقِ بِاوَّلِهِ، وَ جَاءَ مِنْ اءَمْرِ اللَّهِ مَا یُرِیدُهُ، مِنْ تَجْدِیدِ خَلْقِهِ، اءَمَادَ السَّمَاءَ وَ فَطَرَهَا، وَ اءَرَجَّ الْاءَرْضَ وَ اءَرْجَفَهَا، وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا، وَدَکَّ بَعْضُهَا بَعْضا مِنْ هَیْبَهِ جَلاَلَتِهِ، وَ مَخُوفِ سَطْوَتِهِ، وَ اءَخْرَجَ مَنْ فِیهَا فَجَدَّدَهُمْ بَعْدَ إِخْلاَقِهِمْ، وَ جَمَعَهُمْ بَعْدَ تَفَرُّقِهِمْ.

ثُمَّ مَیَّزَهُمْ لِمَا یُرِیدُهُ مِنْ مَسْاءَلَتِهِمْ عَنْ خَفَایَا الْاءَعْمَالِ وَ خَبَایَا الْاءَفْعَالِ، وَ جَعَلَهُمْ فَرِیقَیْنِ، اءَنْعَمَ عَلَى هَؤُلاَءِ، وَ انْتَقَمَ مِنْ هَؤُلاَءِ.

فَاءَمَّا اءَهْلُ الطَّاعَهِ فَاءَثَابَهُمْ بِجِوَارِهِ، وَ خَلَّدَهُمْ فِی دَارِهِ، حَیْثُ لاَ یَظْعَنُ النُّزَّالُ، وَ لاَ یَتَغَیَّرُ لَهُمُ الْحَالُ، وَ لاَ تَنُوبُهُمُ اپلْاءَفْزَاعُ، وَ لاَ تَنَالُهُمُ الْاءَسْقَامُ، وَ لاَ تَعْرِضُ لَهُمُ الْاءَخْطَارُ، وَ لاَ تُشْخِصُهُمُ الْاءَسْفَارُ.

وَ اءَمَّا اءَهْلُ الْمَعْصِیَهِ فَاءَنْزَلَهُمْ شَرَّ دَارٍ، وَ غَلَّ الْاءَیْدِیَ إِلَى الْاءَعْنَاقِ، وَ قَرَنَ النَّوَاصِیَ بِالْاءَقْدَامِ، وَ اءَلْبَسَهُمْ سَرَابِیلَ الْقَطِرَانِ، وَ مُقَطَّعَاتِ النِّیرَانِ، فِی عَذَابٍ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّهُ، وَ بَابٍ قَدْ اءُطْبِقَ عَلَى اءَهْلِهِ، فِی نَارٍ لَهَا کَلَبٌ وَ لَجَبٌ وَ لَهَبٌ سَاطِعٌ، وَ قَصِیفٌ هَائِلٌ، لاَ یَظْعَنُ مُقِیمُهَا، وَ لاَ یُفَادَى اءَسِیرُهَا، وَ لاَ تُفْصَمُ کُبُولُهَا، لاَ مُدَّهَ لِلدَّارِ فَتَفْنَى ، وَ لاَ اءَجَلَ لِلْقَوْمِ فَیُقْضَى .

مِنْهَا فِی ذِکْرِ النَّبِیِّ ص :

قَدْ حَقَّرَ الدُّنْیَا وَ صَغَّرَهَا، وَ اءَهْوَنَ بِهَا وَ هَوَّنَهَا، وَ عَلِمَ اءَنَّ اللَّهَ زَوَاهَا عَنْهُ اخْتِیَارا، وَ بَسَطَهَا لِغَیْرِهِ احْتِقَارا، فَاءَعْرَضَ عَنِ الدُّنْیَا بِقَلْبِهِ، وَ اءَمَاتَ ذِکْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ، وَ اءَحَبَّ اءَنْ تَغِیبَ زِینَتُهَا عَنْ عَیْنِهِ لِکَیْلاَ یَتَّخِذَ مِنْهَا رِیَاشا، اءَوْ یَرْجُوَ فِیهَا مَقَاما، بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِرا، وَ نَصَحَ لاُِمَّتِهِ مُنْذِرا، وَ دَعَا إِلَى الْجَنَّهِ مُبَشِّرا.
نَحْنُ شَجَرَهُ النُّبُوَّهِ وَ مَحَطُّ الرِّسَالَهِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلاَئِکَهِ، وَ مَعَادِنُ الْعِلْمِ، وَ یَنَابِیعُ الْحُکْمِ، نَاصِرُنَا وَ مُحِبُّنَا یَنْتَظِرُ الرَّحْمَهَ، وَ عَدُوُّنَا وَ مُبْغِضُنَا یَنْتَظِرُ السَّطْوَهَ.

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه ۱۰۹

و من خطبه له- علیه الصّلوه و السّلام- : «کلّ شی‏ء خاشع له،» هر چیزى که هست خاشع و فروتن است او را.

فلک اندر رکوع استاده اوست
زمین اندر سجود افتاده اوست‏

شادى روحانیان از بهر اوست‏
گریه کرّ و بیان از قهر اوست‏

مرغ گردون در رهش پر مى ‏زند
بر درش چون حلقه‏اى سر مى ‏زند

در سجودش روز و شب خورشید و ماه‏
کرده پیشانىّ خود بر خاک راه‏

روز از بسطش سپند افروخته
شب ز قبضش در سیاهى سوخته‏

اى خرد سرگشته درگاه تو
عقل را سر رشته گم در راه تو

بحر در شورت سرانداز آمده
پاى در گل تا کمرگاه آمده‏

آتش از شوق تو چون آتش شده‏
پاى بر آتش چنین سرکش شده‏

باد پى تو بى سر و پا آمده
باد در کف خاک پیما آمده‏

آب را نامانده آبى بر جگر
و آبش از شوق تو بگذشته ز سر

خاک در کوى تو، بر در مانده‏ اى
خاک بر سر، خاکسارى مانده ‏اى‏

«و کلّ شی‏ء قائم به:» و هر چیزى که موجود است به ذات خداى تعالى قائم است و ثابت، و حق تعالى به ذات خود قائم.

مصراع:

ما به تو قائم چو تو قائم به ذات‏

قال- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «أصدق بیت قالته العرب قول لبید [مصراع‏]: ألا کلّ شی‏ء ما خلا اللّه باطل»«» یعنى هر چه غیر خداى تعالى است باطل و غیر ثابت است فی نفسه، بل ثابت لغیره است از قبیل عمى.

بیت:

وجود جمله ظلّ حضرت توست
همه آثار صنع و قدرت توست‏

جهانى عقل و جان حیران بمانده‏
تو در پرده چنین پنهان بمانده‏

«غنى کلّ فقیر، و عزّ کلّ ذلیل، و قوّه کلّ ضعیف، و مفزع کلّ ملهوف.» اوست بى‏ نیازى هر نیازمند،

شعر:

قدیم بى ولد قیّوم بى‏ خویش
تولّاى توانگر فخر درویش‏

منزّه از زن و از خویش و فرزند
مبرّا از شبیه و مثل و مانند)

و عزیزى هر خوارى کش، و قوّت هر ضعیف، و فریادرس هر محزون.

عطّار:

زهى عزّت که چندین بى ‏نیازى است
که چندین عقل و دین آنجا به بازى است‏

زهى حیرت«» که از تعظیم آن جاه‏
ندارد کس سر مویى بدان راه‏

زهى قوّت که گر خواهد به یک دم
زمین چون موم گرداند فلک هم‏

«من تکلّم سمع نطقه، و من سکت علم سرّه،» هر کس که سخن گوید، مى ‏شنود گفتار او، و آن کس که خاموشى گزیند، مى ‏داند اسرار او.

«و من عاش فعلیه رزقه، و من مات فإلیه منقلبه.» آن کس که بزیست پس بر اوست روزى او، و آن کس که مرد پس به سوى حضرت اوست بازگشت او.

و منها: «سبحانک خالقا و معبودا بحسن بلائک عند خلقک» پاکا از همه نقصى، آفریننده و معبودا به خوبى بلاى تو نزد خلق تو.

الباء فی قوله: «بحسن بلائک» قیل: إنّها یتعلّق بسبحانک: أى أنزّهک بهذا الإعتبار، و یحتمل أن یتعلّق بمعبود، و یحتمل أن یتعلّق بقوله: «خلقت دارا، و جعلت فیها مأدبه: مشربا و مطعما، و أزواجا و خدما، و قصورا و أنهارا، و زروعا و ثمارا، ثمّ أرسلت داعیا یدعو إلیها، فلا الدّاعى أجابوا، و لا فیما رغّبت رغبوا، و لا إلى ما شوّقت إلیه اشتاقوا.» آفریدى تو خانه‏اى را، و گردانیدى در او میهمانى از شراب و طعام، و همسران و خادمان، و قصرها و جویها، و زرعها و میوه‏ها، باز فرستادى داعى که بخواند به سوى آن میهمانى. پس نه آن دعوت کننده را اجابت کردند، و نه در آنچه ترغیب کردى رغبت کردند، و نه به آنچه تشویق کردى مشتاق شدند.

استعار لفظ الدار للاسلام، باعتبار جمعه لأهله، و لفظ المأدبه للجنّه باعتبار جمعها للمشتهیات، و الداعى هو الرسول- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- و قد جمعها الخبر: «إنّ اللّه جعل الإسلام دارا، و الجنّه مأدبه، و الدّاعى إلیها محمّدا».«» «أقبلوا على جیفه قد افتضحوا بأکلها، و اصطلحوا على حبّها،» روى آوردند بر جیفه گندیده که رسوا شدند به خوردن آن، و متّفق شدند بر دوستى آن.

عطّار:

چند نازى زین سراى خاکسار
همچو مردارى و کرکس صد هزار

استعار لفظ «الجیفه» للدنیا، لاستقذار نفوس الأولیاء لها، و وصف «الافتضاح بأکلها» للاشتهاء بإقنائها، و الخروج به عن شعار الصالحین و طاعه اللّه.

مولانا:

چون که در کوچه خرى مردار شد
صد سگ خفته بدان بیدار شد

حرصهاى رفته اندر کتم غیب‏
تاختن آورد و سر بر زد ز جیب‏

مو به موى هر سگى دندان شده
وز براى حیله دم جنبان شده‏

صد چنین سگ اندر این تن خفته ‏اند
چون شکارى نیستشان بنهفته‏ اند

«و من عشق شیئا أعشى بصره، و أمرض قلبه،» و آن کس که عاشق شد چیزى را،مى ‏پوشاند آن چیز چشم او را، و مریض مى ‏گرداند دل او را.

«فهو ینظر بعین غیر صحیحه، و یسمع باذن غیر سمیعه،» پس او نظر مى ‏کند به دیده معلول، و مى‏شنود به گوش ناشنوا.

استعار وصف «العشا» لما یعرض لأبصار«» بصائر أهلها من أغطیه الجهل، فیفسد نظرها، فلا یبصر ما ینتفع به، و لا یسمع ما یتّعظ به.

«قد خرقت الشّهوات عقله، و أماتت الدّنیا قلبه، و ولهت علیها نفسه،» بدرستى که دریده است شهوتها عقل او را، و مى ‏رانیده است دنیا دل او را، و واله و شیفته گردانیده است بر خویش نفس او را.

هر آن ملکى که از جان داریش دوست
نیرزد هیچ چون مرگ از پى اوست‏

اگر ملک تو شد صحراى دنیا
سرانجامت سه گز خاک است مأوى‏

تو گر باشى گدایى یا شهنشاه
سه گز کرباس و ده خشت است همراه‏

اگر ملکت ز ماهى تا به ماه است‏
سرانجامت بدین دروازه راه است‏

چو بر بندند ناگاهات زنخدان
همه ملک جهان آن دم زنخ«» دان‏

ز هر چیزى که دارى کام و ناکام‏
جدا مى‏بایدت شد در سرانجام‏

برین عمرى که چندین پیچ دارد
مشو غرّه که پى بر هیچ دارد

چو پى بر باد دارد عمر هیچ است‏
ولى این هیچ را صد گونه پیچ است‏

استعار وصف «التخریق» لتفریق أفکاره فی تحصیل المشتهیات، و استعار وصف «الإماته» لإخراج قلبه من الانتفاع به فی أمر الآخره، فهو کالمیّت عنها.

«فهو عبد لها، و لمن فی یده شی‏ء منها،» پس او بنده است دنیا را، و بنده است آن کس را که در دست او چیزى است از دنیا.

قال ابو على الرودبارى: «من دخل الدنیا و هو عنها جرّار، تحلّ إلى الآخره و هوعنها جرّ.»

نظامى:

پاژگون بین نقش دیباچه جهان
نام هر بنده جهان خواجه جهان‏

«حیثما زالت زال إلیها، و حیثما أقبلت أقبل علیها،» پس به طریق بندگان آنجا که زایل شد دنیا، زایل مى‏شود از آنجا که به سوى او، و آنجا رو کرد دنیا روى آورد بر او.

عطّار فرماید:

ألا اى روز و شب در حرص پویان
به حیلت همچو مور و موش جویان‏

حریصى بر سرت کرده فسارى‏
تو را حرص است و اشتر را مهارى‏

شبانه‏روزى چو اختر روز کورى
اسیر حرص روز و شب چو مورى‏

فغان زین عنکبوتان مگس‏خوار
همه چون کرکسان در بند مردار

فغان از حرص انسان گوى تا چند
و زین سگ سیرتان زشت پیوند

«و لا ینزجر من اللّه بزاجر، و لا یتّعظ منه بواعظ،» و منزجر و ممتنع نمى ‏شود از خداى تعالى به زجر و منع زاجرى، و پند گرفته نمى ‏شود از او به پند واعظى.

«و هو یرى المأخوذین على الغرّه، حیث لا إقاله و لا رجعه، کیف نزل بهم ما کانوا یجهلون،» و او مى ‏بیند گرفتاران بر فریب خوردن به دنیا، جایى که نیست در گذاشتن گناه و نه بازگشتن- یعنى آخرت- که چگونه فرود آمده به ایشان آنچه بودند که نمى ‏دانستند.

«و جاءهم من فراق الدّنیا ما کانوا یأمنون، و قدموا من الآخره ما کانوا یوعدون.» و چگونه آمده ایشان از فراق دنیا آنچه بودند که به امن بودند از آن، و پیش آمدند از آخرت آنچه بودند که بیم کرده مى ‏شدند.

سوف ترى إذا انجلى الغبار
أ فرس تحتک أم حمار

شیخ احمد غزالى گوید: فذلک کار دیدن ملک است و به اوّل مغرور گشتن هلک. یکى از علما پادشاهى را به فوت پسرى تعزیت داد، گفت: مات إبنک و هو فرعک، و مات أبوک و هو أصلک، و مات أخوک و هو وصلک، فما ذا ترتقب بعدفناء الأصل و الفرع و الوصل باش تا این تجارت را خسارت بینى عین القضاه:

بفکندنى است هر چه برداشته ‏ایم
استردنى است هر چه بنگاشته ‏ایم‏

سودا بود است هر چه پنداشته ‏ایم‏
دردا که به عشوه«» عمر بگذاشته ‏ایم‏

«فغیر موصوف ما نزل بهم:» پس در وصف نمى‏آید آنچه نازل شده به ایشان از شداید.

«اجتمعت علیهم سکره الموت و حسره الفوت،» مجتمع شده بر ایشان شدّت مرگ و حسرت فوت اموال و اهالى.

«ففترت لها أطرافهم، و تغیّرت لها ألوانهم،» پس سست شد اعضاى ایشان، و متغیّر شد رنگهاى ایشان.

«ثمّ ازداد الموت فیهم ولوجا، فحیل بین أحدهم و بین منطقه،» باز زیادت کرد موت در ایشان دخول، پس حائل شد میان یکى از ایشان و سخن گفتن او.

آن یکى دیوانه را از اهل راز
گشت وقت نزع«»، جان کندن دراز

از سر بى‏قوّتى و اضطرار
همچو ابرى خون فشان بگریست زار

گفت چون جان اى خدا آورده‏اى
چون همى بردى چرا آورده‏اى‏

گر نبودى جان من بر سودمى‏
زین همه جان کندن ایمن بودمى‏

نه مرا از زیستن مردن بدى
نه تو را آوردن و بردن بدى‏

کاشکى رنج شد آمد نیستى‏
گر شد آمد نیستى بد نیستى‏

«و إنّه لبین أهله ینظر ببصره، و یسمع باذنه، على صحّه من عقله، و بقاء من لبّه،» و بدرستى که او هر آینه در میان اهل خویش نظر مى‏کند به چشم خود، و مى‏شنود به گوش خود، بر حال صحّت از عقل، و باقى بودن از خرد او.

«یفکّر فیم أفنى عمره، و فیم أذهب دهره» اندیشه مى‏کند که در چه چیز فنا شده زندگانى او، و در چه چیز گذرانیده زمان حیات او «و یتذکّر أموالا جمعها،» و یاد مى‏آورد مالها که جمع کرده آن را.

«أغمض فی مطالبها، و أخذها من مصرّحاتها و مشتبهاتها،» حال آنکه اغماض کرده و چشم فرو خوابانیده در مأخذ آن اموال، و فرا گرفته آن را از محرّمات واضحه الحرمه و از مشتبهات آن. أى تساهل فی وجوه أخذها و لم یضبط دینه فیها.

«و قد لزمته تبعات جمعها، و أشرف على فراقها،» بدرستى که لازم او شد عاقبتهاى بد جمع کردن آن اموال، و مطّلع شد بر فراق آن.

«تبقى لمن وراءه ینعمون فیها، و یتمتّعون بها،» باقى ماند آن اموال مر آن کسانى که بعد از اویند، تنعّم مى‏کنند در آن، و تمتّع مى‏گیرند به آن.

«فیکون المهنأ لغیره، و العب‏ء على ظهره.»- «المهنأ» المصدر من هنأ یهناء- یعنى پس باشد گوارا شدن و هنائت آن اموال مر غیر او را، و باشد ثقل و بار آن بر پشت او.

«و المرء قد غلقت رهونه بها،» و شخص بتحقیق در گرو است رهنهاى او به آن.

استعار وصف «غلق الرهون» ملاحظه لعدم انفکاک نفسه من تبعاتها المشبّهه، لغلق الرهن بما علیه من مال.

«فهو یعضّ یده ندامه على ما أصحر له عند الموت من أمره،» پس او مى‏گزد دست خود را از پشیمانى آنچه ظاهر و منکشف شده مر او را در حال مرگ از امر او.

مولانا:

سیلاب گرفت، کرد ویرانه عمر
آغاز پرى نهاد پیمانه عمر

خوش باش که تا چشم زنى خوش بکشد
حمّال زمانه رخت از خانه عمر

«و یزهد فیما کان یرغب فیه أیّام عمره،» و زاهد و بى‏رغبت مى‏شود در آنچه بود که رغبت مى‏کرد در او مدّت عمر خویش.

«و یتمنّى أنّ الّذى کان یغبطه بها و یحسده علیها قد حازها دونه» و تمنّا کند آنچه‏ بود که غبطه مى‏ برد به آن و حسد داشت بر آن، بدرستى که صاحب آن شود غیر او «فلم یزل الموت یبالغ فی جسده حتّى خالط سمعه،»«» پس لا یزال مرگ مبالغه مى‏کند در جسد او، تا آمیخته شد سمع او را.

«فصار بین أهله لا ینطق بلسانه، و لا یسمع بسمعه:» پس بازگشت میان اهل خود نه سخن گوید به زبان خود، و نه شنوا باشد به سمع خود.

«یردّد طرفه«» فی وجوههم،» مى ‏گرداند چشم و نگرستن خود در رویهاى ایشان.

«یرى حرکات ألسنتهم، و لا یسمع رجع کلامهم.» پس مى ‏بیند حرکات زبانهاى ایشان، و نمى‏شنود رجوع سخنان ایشان با یکدیگر.

عطّار:

تیرگىّ دیده و کرّى گوش
پیرى و نقصان عقل و ضعف و هوش‏

این و صد چندان سپاه لشکرند
سر به سر میر اجل را چاکرند

روز و شب پیوسته لشکر مى‏رسد
یعنى از پس، میرها در مى‏رسد

چو در آمد از همه سویى سپاه‏
هم تو باز افتى و هم نفست ز راه‏

خوش خوشى با نفس سگ در ساختى
عشرتى با او به هم در باختى‏

پاى بست عشرت او آمدى‏
زیر دست قدرت او آمدى‏

چون در آید گرد تو شاه و حشم
تو جدا افتى ز سگ، سگ از تو هم‏

گر ز هم اینجا جدا خواهید شد
پس به فرقت مبتلا خواهید شد

غم مخور گر با هم اینجا کم رسید
ز آنکه در دوزخ خوشى با هم رسید

«ثمّ ازداد الموت التیاطا،» باز زیاد کرد مرگ التصاق به او.

«فقبض بصره کما قبض سمعه، و خرجت الرّوح من جسده،» پس قبض کرد بینایى او همچنان چه قبض کرده بود شنوایى او، و بیرون رفت روح از جسد او.

همچو آن مرغ قفص در اندُهان
کرد بر گردش به حلقه گربکان‏

مرغ جانش موش شد سوراخ جوى
چون شنید از گربکان او غرّه خوى‏

کى بود او را درین حزن حزن‏
آرزوى از قفص بیرون شدن‏

گربه مرگ است و اجل چنگال او
مى‏زند بر مرغ پرّ و بال او

«فصار جیفه بین أهله، قد أوحشوا من جانبه، و تباعدوا من قربه.» پس بازگشت مردارى بد بوى میان اهل خود، بدرستى متوحّش شدند از جانب او، و دورى جستند از نزدیک شدن به او.

«لا یسعد باکیا، و لا یجیب داعیا.» یارى نمى‏کند هیچ گریه کننده را، و جواب نمى‏دهد هیچ خواننده را.

«ثمّ حملوه إلى محطّ فی الأرض،» باز حمل کردند او را به سوى لحد.

عطّار:

دفن مى ‏کردند مردى را به خاک
شد حسن در بصره پیش آن مغاک

سوى آن گور و لحد مى ‏بنگریست‏
بر سر آن گور بر خود مى ‏گریست‏

پس چنین گفت او که کارى مشکل است
کین جهان را گور آخر منزل است‏

وان جهان را اوّلین منزل همین است‏
اوّلین و آخرین زیر زمین است‏

دل چه بندى در جهانى جمله رنگ
کآخرش این است یعنى گور تنگ‏

چون نترسى از جهانى صعبناک‏
کاوّلش این است یعنى زیر خاک‏

«فأسلموه فیه إلى عمله،» پس سپردند او را در آنجا با عمل او.

فی الفتوحات المکیّه: «کلّ انسان فی البرزخ مرهون بکسبه، محبوس فی صور أعماله، إلى أن یبعث یوم القیامه.» «و انقطعوا عن زورته حتّى إذا یبلغ الکتاب أجله، و الأمر مقادیره،» و منقطع شدند از زیارت او تا وقتى که برسد نوشته بقاى نشئه دنیا به مدّت مضروبه خود، و امر خلایق به اندازه خویش.

«و الحق آخر الخلق بأوّله،» و ملحق گردد آخر خلق به اوّل او. قال تعالى: إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى‏ مِیقاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ. «و جاء من أمر اللّه ما یریده من تجدید خلقه،» و بیاید از امر خداى تعالى آنچه مى‏خواهد آن را از نو گردانیدن خلق او.

«أماد السّماء و فطرها،» بخسباند آسمان را و بشکافد آن را.

«و أرجّ الأرض و أرجفها،» و بلرزاند زمین را و بجنباند او را جنبانیدن سخت.

«و قلع جبالها و نسفها،» و برکند کوههاى او و بر باد دهد.

«و دکّ بعضها بعضا من هیبه جلالته» و خرد و مرد گرداند بعضى از آن بعض دیگر را از هیبت عظمت او.

«و مخوف سطوته،» و خوف شدّت او.

«و أخرج من فیها، فجدّدهم بعد إخلاقهم، و جمعهم بعد تفریقهم،» و بیرون آورد آن کس که در زمین مدفون است، پس نو گرداند ایشان را بعد از کهنه گردانیدن ایشان، و جمع آرد ایشان را بعد از متفرّق گردانیدن ایشان.

«ثمّ میّزهم لما یرید من مسألتهم عن خفایا الأعمال و خبایا الأفعال،» باز تمییز کند ایشان را از براى آنچه مى‏خواهد از پرسش ایشان را، از پنهانیهاى علمها و پنهانیهاى فعلها.

«و جعلهم فریقین: أنعم على هؤلاء و انتقم من هؤلاء.» و بگردانید ایشان را دو گروه سعدا و اشقیا: انعام کند بر آن گروه سعدا، و کینه کشد از آن گروه اشقیا.

عطّار:

گر دوزخى و گر بهشتى امروز
پیدا نشود خوبى و زشتى امروز

دى رفت قلم آنچه نوشتى امروز
فردا به برآید آنچه کشتى امروز

هر لحظه تحیّر به شبیخون آید
تا جان پس ازین کجا شود چون آید

مى‏سوزم از آن که پرده چون برخیزد
چه کار ز زیر پرده بیرون آید

به هر گه کز جهان رفتى تو بیرون
نخواهد بود حالت از دو بیرون‏

اگر آلوده پالوده گردى‏
و گر پالوده«» آسوده گردى‏

چو تو آلوده باشى و گنه‏کار
کنندت در نهاد خود گرفتار

و گر پالوده دل باشى تو در راه‏
فشانان دست به خرامى«» به درگاه‏

فراز عرش و شیب چاه با توست
بهشت و دوزخت همراه با توست‏

همى تا تو چگونه رفت خواهى‏
در این ره بر چه پهلو خفت خواهى‏

اگر در پرده در پرده«» باشى
در آن چیزى که در وى مرده باشى‏

نمیرد هیچ بینا دل سفیهى‏
نخیزد هیچ کنّاسى«» فقیهى‏

«فأمّا أهل الطّاعه فأثابهم بجواره، و خلّدهم فی داره،» پس امّا اهل طاعت و فرمانبردارى خداى تعالى: پس پاداش دهد ایشان را به جوار خویش، و مخلّد دارد ایشان در دار خویش- یعنى جنّت- .

«حیث لا یظعن النّزّال، و لا تتغیّر بهم الحال، و لا تنوبهم الأفزاع، و لا تنالهم الأسقام، و لا تعرض لهم الأخطار، و لا تشخصهم الأسفار.» آنجا که نقل نکنند نازلان در او، و متغیّر نگردد به ایشان حال، و فرو نیاید به ایشان فزعها و ترسها، و نرسد به ایشان مرضها، و عارض نشود ایشان را خطرها، و بیرون نمى‏برد ایشان را سفرها.

بل نعیم دائم مخلّد مؤبّد، لأنّ نوع الإنسانی أبدىّ بالإتّفاق، قال رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «إنّکم خلقتم للأبد، و إنّما تنقلون من دار إلى دار».

اندر آن بقعه ز اهل نفس و نفس
مرگ میرد دگر نمیرد کس‏

و اختلفوا فی انقطاع أشخاص النوع الإنسانی بانتهاء مدّه الدنیا، و انتفاء التوالدفی الآخره.

قال الشیخ فی الباب التاسع و الستّین و ثلاثمائه:«» «اختلف أصحابنا فی هذا النوع الإنسانی، هل ینقطع«» أشخاصه بانتهاء مدّه الدنیا أو لا فمن لم یکشف قال بانتهائه، و من کشف قال بعدم انتهائه، و إنّ التوالد فی الآخره فی هذه النوع الإنسانی باق فی المثل فی نکاح الرجل المرأه الآدمیه الإنسانیه على صوره أذکرها، و التوالد أیضا بین جنسین مختلفین: و هما بنو آدم و الحور اللاتى أنشأهنّ اللّه فی الجنان على صوره الإنسان و لیس بأناسىّ. فتوالدهما بنکاح بینهما فی الإنس و الحور، و یتناکحان فی زمن الفرد، ینکح الرجل إذا أراد جمیع من عنده من النساء و الحور، من غیر تقدّم و لا تأخّر، مثل فاکهه الجنّه لا مَقْطُوعَهٍ وَ لا مَمْنُوعَهٍ.«» بل یقطف دان«» من غیر فقد مع وجود أکل و طیب طعم. فإذا أفضى الرجل إلى الحوراء و الإنسیّه له فی کلّ دعوه«» شهوه و لذّه، لا یقدر قدرها، لو وجدها فی الدنیا غشى علیه من شدّه حلاوتها.

فتکون منه فی کلّ دعوه«» ریح مثیره یخرج من ذکره، فیتلقاها رحم المرأه، فیتکوّن من حینه فیها ولد فی کلّ دفعه، و یکمل نشأه ما بین الدفعتین، و یخرج مولودا مصوّرا مع النفس الخارجى من المرأه روحا مجرّدا طبیعیا. فهذا هو التوالد الروحانى فی البشر بین الجنسین المختلفین و المتماثلین.

فلا یزال الأمر کذلک دائما أبدا، و یشاهد الأبوان ما تولّد عنها من ذلک النکاح، و هم کالملائکه الذین یدخلون البیت المعمور و لا یعودون الیه أبدا. هذا«» صوره توالد هذا النوع الإنسانی و لا حظّ لهؤلاء الأولاد فی النعیم المحسوس، و لا یبلغوا مقام النعیم المعنوى. فنعیمهم برزخى، کنعیم صاحب الرؤیا بما یراه فی حال نومه، و ذلک لما یقتضیه النشأ الطبیعى. فلا یزال النوع الانسانى یتوالد، و لکن حکمه ما ذکرناه.

و أمّا توالد الأرواح البشریه فإنّ لهما فی الآخره مثل ما لهما فی الدنیا اجتماعات برزخیات، مثل ما یرى النائم فی النوم أنّه ینکح زوجته و یولد له. فإذا اقیم العبد فی هذا المقام، سواء کان فی الدنیا أو فی الآخره، و نکح الرجل من حیث«» زوجته من حیث زوّجها،«» یتولّد بینهما من ذلک النکاح أولاد روحانیون، ما یکون حکمهم حکم المولودین من النکاح الحسّى فی الأجسام، و الصور المحسوسات التی تقدّم ذکرها. فیخرج الأولاد ملائکه کراما، لا بل أرواحا مطهّره. و هذا هو توالد الأرواح.

و لکن لا بدّ أن یکون ذلک عن تجلّى برزخى، فتجلّى الحقّ فی الصور المقیّده. فإنّ البرزخ أوسع الحضرات وجودا، و هو مجمع البحرین: بحر المعانی و بحر المحسوسات. فالمحسوس لا یکون معنى، و المعنى لا یکون محسوسا، و حضره الخیال التی عبّرنا عنه بمجمع البحرین، هو یجسّد المعانی، و یلطّف المحسوس، و یلقب فی عین الناظرین عین کلّ معلوم. فهو الحاکم المتحکّم الذى یحکم و لا یحکم علیه، مع کونه مخلوقا. إلّا أنّ الأنفاس التی تظهر من تنفّس الحوراء أو الآدمیه، إذا کانت صوره، ما ظهرت فیه من نفس النکاح یخرج مخالفا للنفس الذى لا صوره فیه، یمیّزه اهل الکشف، و لا یدرک ذلک فی الآخره إلّا اهل الکشف فی الدنیا. و صوره هذا النشأ المتولّد عن هذا النکاح، فی صوره نشأ الملائکه أو الصور من أنفاس الذاکرین للّه، و ما یخلق اللّه من صور الأعمال، و قد صحّت الأخبار بذلک عن رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- .» «و أما أهل المعصیه فأنزلهم شرّ دار، و غلّ الأیدى إلى الأعناق، و قرن النّواصى بالأقدام، و ألبسهم سرابیل القطران، و مقطّعات النّیران،» و امّا اهل معصیت، پس فرود آورد ایشان را در بدترین خانه که دوزخ است، و ببندد دستهاى ایشان بر گردنهاى ایشان، و نزدیک سازد موى پیشانى ایشان به قدمهاى ایشان، و بپوشاند ایشان را پیراهن‏هاى سیاه از قطران، و جامه ‏هاى آتشین.

«فی عذاب قد اشتدّ حرّه، و باب قد أطبق على أهله،» در عذابى بتحقیق مشتدّ شده گرماى او، و بابى بدرستى بسته شده بر اهل او.

«فی نار لها کلب و لجب، و لهب ساطع، و قصیف هائل،» در آتشى که او را شدّت است و اصوات غلبه، و زبانه بلند برآمده، و غرّیدن هولناک از قبیل غرّیدن رعد.

«لا یظعن مقیمها و لا یفادى أسیرها، و لا تفصم کبولها.» نقل نمى ‏کند مقیم او، و باز خریده نمى ‏شود اسیر و بندى او، و شکسته نمى ‏شود زنجیر و غلّ او.

«لا مدّه للدّار فتفنى، و لا أجل للقوم فیقضى.» نه مدّتى معیّن است آن شرّ دار را تا فانى شود، و نه اجلى است اهل او را تا منقضى گردد. أعاذنا اللّه تعالى من شرّ دار

هر آن چندان که کردى نیک و بد تو
همه آماده بینى گرد خود تو

اگر بد کرده‏اى زیر حجابى‏
و گر نه با بزرگان هم رکابى‏

به نیکى و بدى در کار خویشى
یقین آیینه کردار خویشى‏

اگر نیک است و گر بد کار و کردار
شود در پیش روى تو پدیدار

منهاج ‏الولاية في‏ شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج 2 عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 1024-1038

 

خطبه ها خطبه شماره 165 منهاج ‏الولاية في ‏شرح‏ نهج‏ البلاغة به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)

خطبه ۱65 صبحی صالح

و من خطبه له ع یَذْکُرُ فِیها عَجِیبَ خِلْقَهِ الطاوُوسِ: 

ابْتَدَعَهُمْ خَلْقا عَجِیبا مِنْ حَیَوانٍ وَ مَواتٍ، وَساکِنٍ وَذِی حَرَکاتٍ، وَ اءَقامَ مِنْ شَواهِدِ الْبَیِّناتِ عَلَى لَطِیفِ صَنْعَتِهِ وَ عَظِیمِ قُدْرَتِهِ، مَاانْقادَتْ لَهُ الْعُقُولُ مُعْتَرِفَهً بِهِ وَ مَسَلِّمَهً لَهُ، وَنَعَقَتْ فِی اءَسْماعِنا دَلائِلُهُ عَلَى وَحْدانِیَّتِهِ، وَ ما ذَرَاءَ مِنْ مُخْتَلِفِ صُوَرِ الْاءَطْیَارِ الَّتِی اءَسْکَنَها اءَخادِیدَ الْاءَرْضِ وَ خُرُوقَ فِجاجِها وَرَواسِیَ اءَعْلامِها، مِنْ ذَواتِ اءَجْنِحَهٍ مُخْتَلِفَهٍ، وَ هَیْئاتٍ مُتَبایِنَهٍ، مُصَرَّفَهٍ فِی زِمامِ التَّسْخِیرِ، وَ مُرَفْرِفَهٍ بِاءَجْنِحَتِها فِی مَخارِقِ الْجَوِّ الْمُنْفَسِحِ وَالْفَضاءِ الْمُنْفَرِجِ، کَوَّنَها بَعْدَ إِذْ لَمْ تَکُنْ فِی عَجَائِبِ صُوَرٍ ظاهِرَهٍ، وَرَکَّبَها فِی حِقاقِ مَفاصِلَ مُحْتَجِبَهٍ، وَمَنَعَ بَعْضَها بِعَبالَهِ خَلْقِهِ اءَنْ یَسْمُوَ فِی الْهَوَاءِ خُفُوفا، وَ جَعَلَهُ یَدِفُّ دَفِیفا، وَ نَسَقَها عَلَى اخْتِلافِها فِی الْاءَصابِیغِ بِلَطِیفِ قُدْرَتِهِ، وَدَقِیقِ صَنْعَتِهِ.

فَمِنْهَا مَغْمُوسٌ فِی قالَبِ لَوْنٍ لا یَشُوبُهُ غَیْرُ لَوْنِ ما غُمِسَ فِیهِ، وَ مِنْها مَغْمُوسٌ فِی لَوْنِ صِبْغٍ قَدْ طُوِّقَ بِخِلاَفِ مَا صُبِغَ بِهِ، وَ مِنْ اءَعْجَبِها خَلْقا الطَّاوُسُ الَّذِی اءَقامَهُ فِی اءَحْکَمِ تَعْدِیلٍ، وَ نَضَّدَ اءَلْوَانَهُ فِی اءَحْسَنِ تَنْضِیدٍ، بِجَنَاحٍ اءَشْرَجَ قَصَبَهُ، وَ ذَنَبٍ اءَطالَ مَسْحَبَهُ، إِذا دَرَجَ إِلَى الْاءُنْثَى نَشَرَهُ مِنْ طَیِّهِ وَسَما بِهِ مُظِلاًّ عَلَى رَاءْسِهِ، کَاءَنَّهُ قِلْعُ دارِیِّ عَنَجَهُ نُوتِیُّهُ، یَخْتالُ بِاءَلْوانِهِ، وَ یَمِیسُ بِزَیَفانِهِ، یُفْضِی کَإِفْضَاءِ الدِّیَکَهِ، وَ یَؤُرُّ بِمَلاقِحِهِ اءَرَّ الْفُحُولِ الْمُغْتَلِمَهِ لِلضِّرَابِ!

اءُحِیلُکَ مِنْ ذَلِکَ عَلَى مُعایَنَهٍ، لا کَمَنْ یُحِیلُ عَلَى ضَعِیفٍ إِسْنَادُهُ، وَ لَوْ کَانَ کَزُعْمِ مَنْ یَزْعُمُ اءَنَّهُ یُلْقِحُ بِدَمْعَهٍ تَنْسِجُها مَدَامِعُهُ، فَتَقِفُ فِی ضَفَّتَیْ جُفُونِهِ، وَ اءَنَّ اءُنْثاهُ تَطْعَمُ ذلِکَ ثُمَّ تَبِیضُ لا مِنْ لِقاحِ فَحْلٍ سِوَى الدَّمْعِ الْمُنْبَجِسِ، لَما کانَ ذلِکَ بِاءَعْجَبَ مِنْ مُطاعَمَهِ الْغُرابِ.

تَخالُ قَصَبَهُ مَدارِیَ مِنْ فِضَّهٍ، وَ ما اءُنْبِتَ عَلَیْها مِنْ عَجِیبِ داراتِهِ وَ شُمُوسِهِ خَالِصَ الْعِقْیَانِ وَ فِلَذَ الزَّبَرْجَدِ، فَإِنْ شَبَّهْتَهُ بِما اءَنْبَتَتِ الْاءَرْضُ قُلْتَ: جَنِىُّ جُنِیَ مِنْ زَهْرَهِ کُلِّ رَبِیعٍ، وَ إِنْ ضاهَیْتَهُ بِالْمَلابِسِ فَهُوَ کَمَوْشِیِّ الْحُلَلِ، اءَوْمُونِقِ عَصْبِ الْیَمَنِ، وَ إِنْ شاکَلْتَهُ بِالْحُلِیِّ فَهُوَ کَفُصُوصٍ ذاتِ اءَلْوَانٍ قَدْ نُطِّقَتْ بِاللُّجَیْنِ الْمُکَلَّلِ.
یَمْشِی مَشْیَ الْمَرِحِ الْمُخْتالِ، وَ یَتَصَفَّحُ ذَنَبَهُ وَ جَناحَیْهِ، فَیُقَهْقِهُ ضاحِکا لِجَمالِ سِرْبالِهِ، وَ اءَصابِیغِ وِشاحِهِ.

فَإِذا رَمى بِبَصَرِهِ إِلَى قَوائِمِهِ زَقا مُعْوِلاً بِصَوْتٍ یَکادُ یُبِینُ عَنِ اسْتِغَاثَتِهِ، وَ یَشْهَدُ بِصادِقِ تَوَجُّعِهِ، لِاءَنَّ قَوَائِمَهُ حُمْشٌ کَقَوائِمِ الدِّیَکَهِ الْخِلاسِیَّهِ، وَ قَدْ نَجَمَتْ مِنْ ظُنْبُوبِ ساقِهِ صِیصِیَهٌ خَفِیَّهٌ، وَلَهُ فِی مَوْضِعِ الْعُرْفِ قُنْزُعَهٌ خَضْرَاءُ مُوَشَّاهٌ، وَ مَخْرَجُ عَنُقِهِ کَالْإِبْرِیقِ، وَ مَغْرِزُها إِلى حَیْثُ بَطْنُهُ کَصِبْغِ الْوَسِمَهِ الْیَمانِیَّهِ، اءَوْ کَحَرِیرَهٍ مُلْبَسَهٍ مِرْآهً ذاتَ صِقالٍ، وَ کَاءَنَّهُ مُتَلَفِّعٌ بِمِعْجَرٍ اءَسْحَمَ إِلا اءَنَّهُ یُخَیَّلُ لِکَثْرَهِ مَائِهِ وَ شِدَّهِ بَرِیقِهِ اءَنَّ الْخُضْرَهَ النَّاضِرَهَ مُمْتَزِجَهٌ بِهِ، وَ مَعَ فَتْقِ سَمْعِهِ خَطُّ کَمُسْتَدَقِّ الْقَلَمِ فِی لَوْنِ الْاءُقْحُوَانِ، اءَبْیَضُ یَقَقٌ، فَهُوَ بِبَیَاضِهِ فِی سَوادِ ما هُنالِکَ یَأْتَلِقُ، وَ قَلَّ صِبْغٌ إِلا وَ قَدْ اءَخَذَ مِنْهُ بِقِسْطٍ، وَ عَلاهُ بِکَثْرَهِ صِقالِهِ وَ بَرِیقِهِ وَ بَصِیصِ دِیباجِهِ وَرَوْنَقِهِ، فَهُوَ کَالْاءَزاهِیرِ الْمَبْثُوثَهِ لَمْ تُرَبِّها اءَمْطارُ رَبِیعٍ وَ لا شُمُوسُ قَیْظٍ، وَ قَدْ یَنْحَسِرُ مِنْ رِیشِهِ، وَ یَعْرى مِنْ لِباسِهِ، فَیَسْقُطُ تَتْرَى ، وَ یَنْبُتُ تِبَاعا، فَیَنْحَتُّ مِنْ قَصَبِهِ انْحِتَاتَ اءَوْراقِ الْاءَغْصانِ، ثُمَّ یَتَلاحَقُ نامِیا حَتَّى یَعُودَ کَهَیْئَتِهِ قَبْلَ سُقُوطِهِ، لا یُخالِفُ سالِفَ اءَلْوانِهِ، وَ لا یَقَعُ لَوْنٌ فِی غَیْرِ مَکانِهِ.

وَ إِذا تَصَفَّحْتَ شَعْرَهً مِنْ شَعَراتِ قَصَبِهِ اءَرَتْکَ حُمْرَهً وَرْدِیَّهً، وَ تارَهً خُضْرَهً زَبَرْجَدِیَّهً، وَ اءَحْیَانا صُفْرَهً عَسْجَدِیَّهً.
وَ کَیْفَ تَصِلُ إِلى صِفَهِ هذا عَمائِقُ الْفِطَنِ، اءَوْ تَبْلُغُهُ قَرائِحُ الْعُقُولِ، اءَوْ تَسْتَنْظِمُ وَصْفَهُ اءَقْوَالُ الْواصِفِینَ، وَ اءَقَلُّ اءَجْزائِهِ قَدْ اءَعْجَزَ الْاءَوْهامَ اءَنْ تُدْرِکَهُ، وَالْاءَلْسِنَهَ اءَنْ تَصِفَهُ، فَسُبْحانَ الَّذِی بَهَرَ الْعُقُولَ عَنْ وَصْفِ خَلْقٍ جَلَّاهُ لِلْعُیُونِ فَاءَدْرَکَتْهُ مَحْدُودا مُکَوَّنا وَ مُؤَلَّفا مُلَوَّنا، وَ اءَعْجَزَ الْاءَلْسُنَ عَنْ تَلْخِیصِ صِفَتِهِ، وَ قَعَدَ بِها عَنْ تَاءْدِیَهِ نَعْتِهِ.
سُبْحَانَ مَنْ اءَدْمَجَ قَوَائِمَ الذَّرَّهِ وَالْهَمَجَهِ إ لى ما فَوْقَهُمَا مِنْ خَلْقِ الْحِیتانِ وَالْفِیَلَهِ، وَ وَاءَى عَلَى نَفْسِهِ اءَنْ لا یَضْطَرِبَ شَبَحٌ مِمَّا اءَوْلَجَ فِیهِ الرُّوحَ إِلا وَ جَعَلَ الْحِمامَ مَوْعِدَهُ وَالْفَنَاءَ غَایَتَهُ.

مِنْهَا فِی صِفَهِ الْجَنَّهِ:

فَلَوْ رَمَیْتَ بِبَصَرِ قَلْبِکَ نَحْوَ ما یُوصَفُ لَکَ مِنْهَا لَعَزَفَتْ نَفْسُکَ عَنْ بَدائِعِ ما اءُخْرِجَ إِلَى الدُّنْیَا مِنْ شَهَوَاتِها وَ لَذَّاتِها وَ زَخارِفِ مَناظِرِها، وَ لَذَهِلَتْ بِالْفِکْرِ فِی اصْطِفاقِ اءَشْجَارٍ غُیِّبَتْ عُرُوقُها فِی کُثْبانِ الْمِسْکِ عَلَى سَواحِلِ اءَنْهارِها، وَ فِی تَعْلِیقِ کَبائِسِ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ فِی عَسالِیجِها وَ اءَفْنانِها، وَ طُلُوعِ تِلْکَ الثِّمارِ مُخْتَلِفَهً فِی غُلُفِ اءَکْمامِها، تُجْنَى مِنْ غَیْرِ تَکَلُّفٍ، فَتَاءْتِی عَلَى مُنْیَهِ مُجْتَنِیهَا، وَ یُطافُ عَلَى نُزَّالِها فِی اءَفْنِیَهِ قُصُورِها بِالْاءَعْسالِ الْمُصَفَّقَهِ، وَالْخُمُورِ الْمُرَوَّقَهِ، قَوْمٌ لَمْ تَزَلِ الْکَرَامَهُ تَتَمادى بِهِمْ حَتَّى حَلُّوا دارَ الْقَرارِ، وَ اءَمِنُوا نُقْلَهَ الْاءَسْفَارِ.

فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَکَ اءَیُّهَا الْمُسْتَمِعُ بِالْوُصُولِ إِلَى ما یَهْجُمُ عَلَیْکَ مِنْ تِلْکَ الْمَناظِرِ الْمُونِقَهِ لَزَهِقَتْ نَفْسُکَ شَوْقا إِلَیْهَا، وَ لَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِی هَذا إِلَى مُجاوَرَهِ اءَهْلِ الْقُبُورِ اسْتِعْجَالا بِهَا، جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ مِمَّنْ یَسْعَى بِقَلْبِهِ إِلى مَنازِلِ الْاءَبْرارِ بِرَحْمَتِهِ.

تَفْسیِرُ بَعْضِ ما فِی هذِهِ الْخَطبَهِ مِنَ الْغَرِیبِ:

قال السید الشریف رضی الله عنه :

قَولُهُ ع : (یَؤُرُ بِمَلاقِحِهِ) الارُ: کِنایَهُ عَنِ النُکاح یُقالُ: اءَرَّ الرَّجُلُ الْمَراءَهَ یَؤُرُها، إ ذا نَکحَها، وَ قَولهُ ع : (کَاءَنَّهُ قِلْعُ دارِی عَنَجَهُ نُوتِیُهُ الْقِلْعُ شِراعُ السَّفِینَهِ، وَ دارىٍُّّ مَنسُوبُ إ لى دارِینَ وَ هِىٍَّ بَلْدَهْ عَلَى الْبَحْرِ یُجْلَبُ مِنْهَا الطَّیبُ، وز عَنَجُه ، اءَی : عَطَفَهُ، یُقالُ: عَنَجْتُ النَاقَهَ کَنَصَرْتُ اءَعْنُجُها إ ذا عَطَفْتُها، وَ النُوتىٍُّّ: الْمَلاّحُ. وَ قَوْلُهُ ع : (ضَفَّتَىٍّْ جُفُونِهِ)، اءرادَ جانِبَْى جُفُونِهِ، وَ الضَّفَّتانِ: الْجانِبانِ. وَ قَولُهُ ع : وَ فِلَذَ الزَّبَرْجَدِ) الْفِلَذُ: جَمْعُ فِلْذَهٍ، وَ هِىٍَّ الْقِطْعَهُ، وَ الکَبائِسُ: جَمْعُ الْکِباسَهِ وَ هِىَ العِذْقُ، وَ الْعَسالِیجُ: الغُصُونُ، واحِدُها عُسْلُوجُ.

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه 165

و من خطبة له-  عليه الصّلوة و السّلام و التّحيّة- :-  في صفة الجنّة-  «فلو رميت ببصر نحو قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما اخرج إلى الدّنيا من شهواتها و لذّاتها، و زخارف مناظرها،» پس اگر بيندازى ديده دل خود را به جانب آنچه وصف كرده ‏اند از براى تو از اوصاف بهشت، هر آينه روى برتابد نفس تو از بدايع و نفايس آنچه اخراج كرده ‏اند به دنيا از شهوات و لذّات و منظرهاى آراسته آن.

«و لذهلت في الفكر في اصطفاق أشجار غيّبت عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها،» و هر آينه ذاهل شود در فكر كردن، در به هم باز كوفتن درختهايى كه فرو رفته پنجه‏ هاى آن در تلهاى مشك بر كنار جويهاى آن.

«و في تعليق كبائس اللّؤلؤ الرّطب في عساليجها و أفنانها،» و در فكر در آويختن خوشه‏ هاى خرماى مرواريدتر در او، اغصان و شاخه‏ هاى درخت او.

عساليج جمع عسلوج بمعنى الغصن، و أفنان جمع فنن-  بالفتحتين-  بمعنى واحد.

«و طلوع تلك الثّمار مختلفة في غلف أكمامها،» و در شكوفه برآوردن آن ميوه ‏هاى گوناگون در غلافهاى او.

«تجنى من غير تكلّف فتأتى على منية مجتنيها،» چيده شود آن ميوه‏ ها بى ‏كلفتى، پس بيايد بر وفق آرزوى چيننده آن.

«و يطاف على نزّالها في أفنية قصورها بالأعسال المصفّقة، و الخمور المروّقة.»-  الفنا بالكسر: پيش در سراى، الأفنية-يعنى: و طوف كرده شوند بر نازلان آنجا در پيش در سراى ايشان، با عسلهاى صاف كرده و شرابهاى پالوده.

«قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتّى حلّوا دار القرار، و أمنوا نقلة الأسفار.» ايشان قومى‏ اند كه لا يزال كرامت از حقّ تعالى متمادى مى ‏شود به ايشان، تا فرود آمدند در جاى قرار، و ايمن شدند از نقل كردن و مشقّت اسفار.

المنّه للّه که ز پیکار رهیدیم
زین وادى خم در خم پر خار رهیدیم‏

زین جان پر از وهم و کژ اندیشه گذشتیم‏
زین چرخ پر از مکر جگر خوار رهیدیم‏

دکّان حریصان به دغل رخت همه برد
دکّان بشکستیم و از آن کار رهیدیم‏

بى اسب همه فارس و بى مى همه مستیم‏
از ساغر و از منّت خمّار رمیدیم‏

زان عیسى عشّاق و ز افسون مسیحش
از علّت و قاروره و بیمار رهیدیم‏

اى سال چه سالى تو که از طلعت خوبت‏
ز افسانه پار و غم پیرار رهیدیم‏

در عشق ز سه روزه و از چلّه گذشتیم
مذکور چو پیش آمد از اذکار رهیدیم‏

خاموش کزین عشق و ازین علم لدنیش‏
از مدرسه و کاغذ و تکرار رهیدیم‏

خاموش کزین کان و از این گنج الهى
از مکسبه و کیسه و بازار رهیدیم‏

هین ختم برین کن چو خورشید برآمد
از حارس و از دزد و شب تار رهیدیم‏

عطّار:

حیات لعب و لهو است آنچه دیدى
حیات طیّبه نامى شنیدى‏

تویى آن نطفه افتاده فارغ‏
که اندر خلد خواهى گشت بالغ‏

بلوغ اینجا و در عقیب است حورش
دلت اینجا و در فردوس نورش‏

«فلو شغلك قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظرة المونقة، لزهقت نفسك شوقا إليها، و لتحمّلت من مجلسى هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها.» پس اگر مشغول سازد تو را قلب تو اى مستمع، به رسيدن به آنچه هجوم كند بر تو از آن مناظره به عجب آورنده، هر آينه بيرون رود نفس تو از بدن از شوق به آن، و هر آينه رحلت كنيد از اين مجلس به مجاورت اهل قبور از تعجيل به موت.

«جعلنا اللّه و إيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته.» بگرداناد ما را خداى تعالى و شما را از آنان كه سعى كنند و بشتابند به دل سوى منازل نيكان، به بخشايش خويش

منهاج ‏الولایه فی‏ شرح ‏نهج‏ البلاغه، ج ۲ عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی)صفحه ۱۰21-۱۰24

خطبه ها خطبه شماره 85 منهاج ‏الولاية في ‏شرح‏ نهج‏ البلاغة به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)

خطبه 85 صبحی صالح

و من خطبه له ع  

وَ اءَشْهَدُ اءَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِیکَ لَهُ الْاءَوَّلُ لاَ شَیْءَ قَبْلَهُ وَ الْآخِرُ لاَ غَایَهَ لَهُ لاَ تَقَعُ الْاءَوْهَامُ لَهُ عَلَى صِفَهٍ وَ لاَ تُعْقَدُ الْقُلُوبُ مِنْهُ عَلَى کَیْفِیَّهٍ وَ لاَ تَنَالُهُ التَّجْزِئَهُ وَ التَّبْعِیضُ وَ لاَ تُحِیطُ بِهِ الْاءَبْصَارُ وَ الْقُلُوبُ.

مِنْهَا:

فَاتَّعِظُوا عِبَادَ اللَّهِ بِالْعِبَرِ النَّوَافِعِ وَ اعْتَبِرُوا بِالْآیِ السَّوَاطِعِ وَ ازْدَجِرُوا بِالنُّذُرِ الْبَوَالِغِ وَ انْتَفِعُوا بِالذِّکْرِ وَ الْمَوَاعِظِ فَکَاءَنْ قَدْ عَلِقَتْکُمْ مَخَالِبُ الْمَنِیَّهِ وَ انْقَطَعَتْ مِنْکُمْ عَلاَئِقُ الْاءُمْنِیَّهِ وَ دَهِمَتْکُمْ مُفْظِعَاتُ الْاءُمُورِ وَ السِّیَاقَهُ إِلَى الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ وَ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِیدٌ سَائِقٌ یَسُوقُهَا إِلَى مَحْشَرِهَا وَ شَاهِدٌ یَشْهَدُ عَلَیْهَا بِعَمَلِهَا.

مِنْهَا فِی صِفَهِ الْجَنَّهِ:

دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلاَتٌ وَ مَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ لاَ یَنْقَطِعُ نَعِیمُهَا وَ لاَ یَظْعَنُ مُقِیمُهَا وَ لاَ یَهْرَمُ خَالِدُهَا وَ لاَ یَبْاءَسُ سَاکِنُهَا

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه 85

و من خطبة له-  عليه الصّلوة و السّلام- : «و أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له.» و گواهى مى ‏دهم كه نيست معبودى غير خداى تعالى تنها، نيست شريكى مر او را.

«الأوّل لا شي‏ء قبله، و الآخر لا غاية له،» او اوّل است نيست چيزى پيش از او، و آخر است نيست غايت مر او را.

قال صاحب الفتوحات في شرح اسماء اللّه: «الاوّل، المقصود هنا، الذى لا مفتح لوجوده، و الآخر هو الذى لا نهاية لوجوده. و ليس بموجود يوصف بالضدّين من وجه واحد إلّا الحقّ تعالى.

قيل لأبى سعيد الخرّاز: بم عرفت اللّه تعالى قال: بجمعه بين الضدّين، ثمّ تلى: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ. «لا تقع الأوهام له على صفة،» واقع نمى‏شود وهمها مر او را بر صفتى.

«و لا تعقد القلوب منه على كيفيّة،»-  أى القلوب لا يعتقد للّه تعالى كيفية-  و عقد نمى‏كند دلها از او بر كيفيتى، يعنى او نه در وهم مى ‏آيد و نه در قلب.

«و لا تناله التّجزئة و التّبعيض، و لا تحيط به الأبصار و القلوب.» و نمى ‏رسد و نمى ‏بايد او پاره شدن و بعض كردن، و احاطه نمى ‏كند به او ديده‏ها و دلها.

«و منها: فاتّعظوا عباد اللّه بالعبر النّوافع،» و از اين خطبه است: پس متّعظ شويد اى بندگان خدا به پندهاى نفع دهنده.

«و اعتبروا بالآى السّواطع،» و اعتبار گيريد به آيتهاى ظاهر.

«و ازدجروا بالنّذر البوالغ، و انتفعوا بالذّكر و المواعظ،» و باز ايستيد از مناهى به بيم كنندگان مبالغه كننده، و منتفع شويد به ياد كردن و پند گرفتن.

«فكأن قد علقتكم مخالب المنيّة،» پس گوييا بدرستى كه در آويخته است شما را چنگالهاى مرگ.

استعار وصف المخالب لأسباب المنيّة من الامراض و الاعراض.

«و انقطعت منكم علائق الامنيّة-  هى طول الأمل- » و منقطع شده است از شما علاقه‏ هاى طول امل.

رباعى:

بر جان و تن بیش بها مى ‏گریم
بر فرقت این دو آشنا مى ‏گریم‏

اى جان و تن به یکدیگر یافته انس‏
بر روز جدایى شما مى ‏گریم‏

«و دهمتكم مفظعات الامور،» و هجوم كرده بر شما سختيهاى امور.

«و السّياقة إلى الورد المورود،»-  الورد المورود النار التي وعد الناس أن يردها، و قوله تعالى: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى‏ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا، و قال- عزّ من قائل- : فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ أى المدخل المدخول فيه-  يعنى بد مكانى است در آمده شده در او كه آن آتش دوزخ است.

«و كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ: سائق يسوقها إلى محشرها، و شهيد يشهد عليها بعملها.» و هر نفسى با اوست راننده او به محشر، و گواهى دهنده به عمل او.

چون برآمد جان باقى از خلیل
باز پرسیدش خداوند جلیل‏

کاى ز کلّ خلق نیکو بخت‏تر
در جهان چه چیز دیدى سخت‏تر

گفت اگر کشتن پسر را سخت بود
در سقر«» دیدن پدر را سخت بود

در میان آتشم انداختن‏
روزگارى با بلا در ساختن‏

گر بسى سختى پیچاپیچ بود
در بر جان دادن اینجا هیچ بود

حق تعالى کرد سوى او خطاب
گفت اگر جان دادنت آمد عذاب‏

از پس جان دادن و مردن ز خویش‏
هست چندان سختى از اندازه بیش‏

کانکه را شد نقد افتادن در او
راحت روح است جان دادن در او

چون چنین در کار مشکل مانده ‏اى‏
روز و شب بهر چه غافل مانده‏ اى‏

چاره این کار مشکل پیش گیر
راه پر مرگ است منزل پیش گیر

ترک دنیا گیر و کار مرگ ساز
راه بس دور است، ره را برگ ساز

منها في صفة الجنّة: «درجات متفاضلات، و منازل متفاوتات» بعضى از اين خطبه است در صفت بهشت: درجه ‏هاست كه بر يكديگر فضيلت دارند، و منزلهاى با تفاوت.

في الفتوحات المكّية : «اعلم أنّ جنّة الأعمال مائة درجة لا غير، كما أنّ النار مائة درك. غير أنّ كلّ درجة تنقسم إلى منازل. و هذه المائة درجة في كلّ جنّة من الثمان الجنّات.» « فما فريضة و لا نافلة، و لا فعل خير و لا ترك محرّم و مكروه إلّا و له جنّة مخصوصة، و نعيم خاصّ يناله من دخلها، و التفاضل على مراتب: فمنها بالسبق، و لكن في الطاعة و الإسلام. فيفضل الكبير السنّ على الصغير، إذا كانا على مرتبة من العمل بالسنّ، فإنّه أقدم منه فيه، و يفضل أيضا بالزمان. فإنّ العمل في رمضان و في يوم الجمعة و في ليلة القدر و في عشر ذى الحجّة و في عاشورا أعظم من سائر الازمان، و كلّ زمان عيّنه الشارع، و يقع المفاضلة بالمكان، كالمصلّى في المسجد الحرام أفضل من صلاة المصلّى في مسجد المدينه، و كذلك الصلاة في المسجد المدينة أفضل من الصلاة في المسجد الأقصى. و هكذا أفضل الصلاة في المسجد الأقصى على ساير المساجد.

و يتفاضلون أيضا بالأحوال. فإنّ الصلاة بالجماعة في الفريضة أفضل من صلاة الشخص وحده، و أشباه هذا. و يتفاضلون بالأعمال. فإنّ الصلاة أفضل من إماطة الأذى، و قد فضّل اللّه الاعمال بعضها على بعض. و يتفاضلون ايضا في نفس العمل الواحد، كالمتصدّق على رحمه، فيكون صاحب صلة رحم و صدقة، و التصدّق على غير رحمه دونه دونه في الأجر. و كذلك من أهدى هديّة لشريف من أهل البيت أفضل ممّن أهدى لغير شريف، أو برّه أو أحسن إليه. و وجوه المفاضلة كثيرة في الشرع.

و من الناس من يجمع في الزمن الواحد أعمالا كثيرة، فيصرّف سمعه فيما ينبغي، في زمان تصريفه بصره، في زمان تصريفه يده، في زمان صومه، في زمان صدقته، في زمان صلاته، في زمان ذكره، في زمان نيّته من فعل و ترك. فيؤجر في الزمان الواحد من وجوه كثيرة، فيفضل غيره ممّن ليس له ذلك. و لذلك لمّا ذكر رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  ذلك الثمانية الأبواب من الجنّة أن يدخل من أيّها شاء، قال رجل: «يا رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  و ما على الإنسان أن يدخل من الأبواب كلّها» قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «أرجو أن تكون منهم.» فأراد القائل بذلك القول ما ذكرنا: أن يكون الإنسان في زمان واحد في اعمال كثيرة تعمّ أبواب الجنّة.» «لا ينقطع نعيمها، و لا يظعن مقيمها،» منقطع نمى‏ گردد نعمت و تنعّم آنجا، و نقل نمى ‏كند ساكن آنجا.

النعم يطلق بازاء النعمة و النعمة بالكسر و الفتح. فإن كان من النعمة، فمعنى نفى الإنقطاع: أنّ كلّ نعمة أنفق منها شي‏ء ينفد منها قدر ما ينفق عنها، سوى نعمة الجنّة.

فإنّها باقية، لا ينقصها شي‏ء، و لا يزيلها إنفاق. و لو تناول واحد من سكّانها أو جميع ساكنيها ثمرة، فأكل منها أبد الآباد بحيث لا يفتّر عن أكلها طرفة عين، لم ينتقص منها أدنى جزء. و لو أراد أحدهم التناول من طير يطير في هوائها، لم يكن طيران الطير حائلا دون اشتهاء به، و مانعا من تناوله و أكله، و لا أكله مانعا في طيرانه، و قاطعا لجثّته، و ناقصا من مقدار جوهره، و هذا هو المعنى بقوله: لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ.«» و إن كان المراد به النعمة-  و هى الملاذّ الحاصلة من النعمة-  فمعناه أنّ كلّ لذّة حصلت من تعاطى نعمة لأحدهم، لا ينقطع تلك اللذّة أبدا، بخلاف لذّات الدنيا، فإنّ من تلذّذ بشى‏ء كان الزمان الذى تلذّذ فيه محصورا، و مقدار اللذّة فيه منحصرا، و لذّة الجنّة باقية، لا يفنى و لا ينقطع، بخلاف ما يستطيب الذوق مطعوما ما دام مشغولا به، فإذا فرغ لم تجد لذّته.

«و لا يهرم خالدها،» ضعف پيرى نبند مخلّد آنجا.

الهرم، الضعف الذى يعترى من كبر السنّ.

«و لا يبأس ساكنها.» و محتاج نگردد مقيم آنجا.

أى لا يفتقر من كان ساكنا فيها، كأهل الدنيا يحتاج الساكن الحركة في دفع البؤس و الفقر، و يحتمل أن يراد بالساكن المقيم.

قال الشارح-  رضى اللّه عنه- : «هذا الوصف صادق في الجنّة المحسوسة الموعودة في القرآن الكريم، و في الجنة المعقولة. و اتّفقت العقلاء على أنّ ألذّ ثمارها هى المعارف الإلهية، و النظر إلى وجه اللّه -ذى الجلال و الإكرام-و السعداء في الوصول إلى نيل هذه الثمرة على مراتب متفاوتة و درجات متفاضلة.» قال في الباب الثمانين و مأتين من الفتوحات المكّية «فليعلم أنّ الجنّة جنّتان: جنّة حسّية و جنّة معنوية. فالمحسوسة يتنعّم بها الأرواح الحيوانية و النفس الناطقة، و الجنّة المعنوية تتنّعم بها النفوس الناطقة لا غير، و هى جنّة العلوم و المعارف ما ثمّ غيرهما. و النار ناران: محسوسة و معنوية. فالنار المحسوسة تتعذّب بها النفوس الحيوانية و النفوس الناطقة، و النار المعنوية تتعذّب بها النفوس الناطقة لا غير.

و الفرق بين النعيمين و العذابين: أنّ العذاب الحسّى و النعيم الحسّى يكون بالمباشرة الذى يكون عن مباشرته الألم القائم بالروح الحيوانى، و العذاب المعنوى لا يكون بمباشرة للنفوس الناطقة، و إنّما هو بما وصل لها من العلم، بما فاتها من العمل و العلم (أى و من العلم بما فاتها من العلم) المؤدّى إلى سعادة الروح الحيوانى، الذى يتضمّن سعادة النفس الناطقة، لأنّ للنفس الناطقة نعيم، ما تحمله من العلوم و المعارف من طريق نظرها و فكرها كما سيجي‏ء.

و أمّا نار الفكر الذى يتعلّق ألمها بالحسّ و بالنفس، فهى نار معنوية: فإن حصل العلم عنها أعقبها نعيم جنّة معنوية، و إن لم يحصل العلم عنها لم يزل صاحبها معذّبا ما دام مفكرا، و لا نعيم له معنوى، و اذا زال الفكر عنه-  بأىّ وجه-  زال من غير حصول علم. فذلك النعيم الذى تجده النفس إنّما هو الراحة من فقد نار التفكّر المسلّط على قبله، فهى راحة حسّية لا معنوية.» و قال في الباب الخامس و الستّين في معرفة الجنّة و منازلها و درجاتها و ما يتعلّق بها: «اعلم-  أيّدنا اللّه و إيّاك-  أنّ الجنّة جنّتان: جنّة محسوسة و جنّة معنوية، و العقل يعقلهما معا. كما أنّ العالم عالمان: عالم لطيف و عالم كثيف، و عالم غيب و عالم شهادة، و النفس الناطقة المخاطبة المكلّفة، لها نعيمان: نعيم ما تحمله من العلوم و المعارف من طريق نظرها و فكرها و ما وصلت اليه من ذلك بالأدلّة العقلية، و نعيم بما تحمله من اللذّات و الشهوات ممّا يناله بالنفس الحيوانية من طريق قواها الحسّية من أكل و شرب و نكاح و لباس و روائح و نغمات طيّبة يتعلّق بها الاسماع و جمال حسّى في صورة حسّية معشوقة، يعطيها البصر في نساء كاعبات، و وجوه حسّان، و ألوان متنوّعة، و أشجار و أنهار. كلّ ذلك ينقله الحواسّ إلى النفس الناطقة، فيلتذّ به من جهة طبيعتها، و لو لم يلتذّ به الأرواح الحسّاس الحيوانى-  لا النفس‏ الناطقة-  لكان الحيوان يلتذّ بالوجه الجميل من المرأة المستحسنة، و الغلام الحسن الوجه و الألوان و المصاغ. فلّما لم نر شيئا من الحيوان يلتذّ لشي‏ء من ذلك علما قطعا أنّ النفس الناطقة هى التي تلتذّ بجميع ما تعطيه القوّة الحسّية، ممّا يشاركها فيه.

و اعلم أنّ اللّه خلق هذه الجنّة المحسوسة بطالع الأسد الذى هو الإقليد، و بوجه هو الأسد، و خلق الجنّة المعنوية التي هى روح هذه الجنّة المحسوسة من الفرح الإلهى من صفة الكمال و الابتهاج و السرور. فكانت الجنّة المحسوسة كالجسم، و الجنّة المعقولة كالروح و قواه، و لهذا سمّاها الحقّ-  تعالى-  «الدار الحيوان»«» لحياتها، و أهلها يتنّعمون فيها حسّا و معنى، فالمعنى الذى هو اللطيفة الانسانية، و الجنّة أيضا أشدّ تنعّما بأهلها الداخلين فيها، و لهذا تطلب مسكنها«» من الساكنين. و قد ورد خبر عن النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ الجنّة اشتاقت إلى علىّ و عمّار و سلمان»«» فوصفها بالشوق إلى هؤلاء.»

در و دیوار جنّت از حیات است
زمین و آسمان او نجات است‏

درختش صدق و اخلاص است و تقوا
همه بار درخت اسرار معنا

منهاج ‏الولایه فی‏ شرح ‏نهج‏ البلاغه، ج ۲ عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی)صفحه ۱۰14-۱۰21

خطبه ها خطبه شماره 183 منهاج ‏الولاية في ‏شرح‏ نهج‏ البلاغة به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)

خطبه 183 صبحی صالح

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَیْرِ رُؤْیَهٍ، وَ الْخالِقِ مِنْ غَیْرِ مَنْصَبَهٍ، خَلَقَ الْخَلائِقَ بِقُدْرَتِهِ، وَ اسْتَعْبَدَ الْاءَرْبابَ بِعِزَّتِهِ، وَ سادَ الْعُظَماءَ بِجُودِهِ، وَ هُوَ الَّذِی اءَسْکَنَ الدُّنْیا خَلْقَهُ، وَ بَعَثَ إِلَى الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ رُسُلَهُ، لِیَکْشِفُوا لَهُمْ عَنْ غِطائِها، وَ لِیُحَذِّرُوهُمْ مِنْ ضَرَّائِها، وَ لْیَضْرِبُوا لَهُمْ اءَمْثالَها، وَ لِیُبَصِّرُوهُمْ عُیُوبَها، وَ لِیَهْجُمُوا عَلَیْهِمْ بِمُعْتَبَرٍ مِنْ تَصَرُّفِ مَصاحِّها وَ اءَسْقامِها وَ حَلالِها وَ حَرامِها، وَ ما اءَعَدَّ اللَّهُ لِلْمُطِیعِینَ مِنْهُمْ وَ الْعُصاهِ مِنْ جَنَّهٍ وَ نارٍ وَ کَرامَهٍ وَ هَوانٍ، اءَحْمَدُهُ إِلَى نَفْسِهِ کَما اسْتَحْمَدَ إِلَى خَلْقِهِ، وَ جَعَلَ لِکُلِّ شَیْءٍ قَدْرا، وَ لِکُلِّ قَدْرٍ اءَجَلاً، وَ لِکُلِّ اءَجَلٍ کِتَابا.

مِنْها فى ذِکْرِ الْقُرآنِ:

فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زاجِرٌ، وَ صامِتٌ ناطِقٌ، حُجَّهُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، اءَخَذَ عَلَیْهِمْ مِیثاقَهُمْ، وَ ارْتَهَنَ عَلَیْهِمْ اءَنْفُسَهُمْ، اءَتَمَّ نُورَهُ، وَ اءَکْمَلَ بِهِ دِینَهُ، وَ قَبَضَ نَبِیَّهُ صَلَّى اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ قَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ اءَحْکامِ الْهُدى بِهِ، فَعَظِّمُوا مِنْهُ سُبْحانَهُ ما عَظَّمَ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ یُخْفِ عَنْکُمْ شَیْئا مِنْ دِینِهِ، وَ لَمْ یَتْرُکْ شَیْئا رَضِیَهُ اءَوْ کَرِهَهُ إِلا وَ جَعَلَ لَهُ عَلَما بادِیا، وَ آیَهً مُحْکَمَهً تَزْجُرُ عَنْهُ اءَوْ تَدْعُو إِلَیْهِ فَرِضاهُ فِیما بَقِیَ واحِدٌ، وَ سَخَطُهُ فِیما بَقِیَ واحِدٌ.

وَ اعْلَمُوا اءَنَّهُ لَنْ یَرْضَى عَنْکُمْ بِشَیْءٍ سَخِطَهُ عَلَى مَنْ کَانَ قَبْلَکُمْ، وَ لَنْ یَسْخَطَ عَلَیْکُمْ بِشَیْءٍ رَضِیَهُ مِمَّنْ کانَ قَبْلَکُمْ، وَ إِنَّمَا تَسِیرُونَ فِی اءَثَرٍ بَیِّنٍ، وَ تَتَکَلَّمُونَ بِرَجْعِ قَوْلٍ قَدْ قالَهُ الرِّجالُ مِنْ قَبْلِکُمْ، قَدْ کَفاکُمْ مَؤُونَهَ دُنْیاکُمْ، وَ حَثَّکُمْ عَلَى الشُّکْرِ، وَ افْتَرَضَ مِنْ اءَلْسِنَتِکُمُ الذِّکْرَ،

وَ اءَوْصاکُمْ بِالتَّقْوَى ، وَ جَعَلَها مُنْتَهَى رِضاهُ وَ حاجَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی اءَنْتُمْ بِعَیْنِهِ، وَ نَواصِیکُمْ بِیَدِهِ، وَ تَقَلُّبُکُمْ فِی قَبْضَتِهِ، إِنْ اءَسْرَرْتُمْ عَلِمَهُ، وَ إِنْ اءَعْلَنْتُمْ کَتَبَهُ، قَدْ وَکَّلَ بِذلِکَ حَفَظَهً کِرَاما، لا یُسْقِطُونَ حَقَّا، وَ لا یُثْبِتُونَ بَاطِلاً.

وَ اعْلَمُوا اءَنَّهُ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا مِنَ الْفِتَنِ، وَ نُورا مِنَ الظُّلَمِ وَ یُخَلِّدْهُ فِیمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ، وَ یُنْزِلْهُ مَنْزِلَ الْکَرامَهِ عِنْدَهُ فِی دارٍ اصْطَنَعَها لِنَفْسِهِ، ظِلُّها عَرْشُهُ، وَ نُورُها بَهْجَتُهُ، وَ زُوَّارُها مَلائِکَتُهُ، وَ رُفَقاؤُها رُسُلُهُ، فَبادِرُوا الْمَعادَ، وَ سابِقُوا الْآجالَ، فَإِنَّ النَّاسَ یُوشِکُ اءَنْ یَنْقَطِعَ بِهِمُ الْاءَمَلُ، وَ یَرْهَقُهُمُ الْاءَجَلُ، وَ یُسَدُّ عَنْهُمْ بابُ التَّوْبَهِ، فَقَدْ اءَصْبَحْتُمْ فِی مِثْلِ ما سَاءَلَ إِلَیْهِ الرَّجْعَهَ مَنْ کانَ قَبْلَکُمْ، وَ اءَنْتُمْ بَنُو سَبِیلٍ عَلَى سَفَرٍ مِنْ دارٍ لَیْسَتْ بِدارِکُمْ، وَ قَدْ اءُوذِنْتُمْ مِنْها بِالارْتِحالِ وَ اءُمِرْتُمْ فِیها بِالزَّادِ.

وَ اعْلَمُوا اءَنَّهُ لَیْسَ لِهَذَا الْجِلْدِ الرَّقِیقِ صَبْرٌ عَلَى النَّارِ، فَارْحَمُوا نُفُوسَکُمْ فَإِنَّکُمْ قَدْ جَرَّبْتُمُوها فِی مَصائِبِ الدُّنْیَا؛ اءَفَرَاءَیْتُمْ جَزَعَ اءَحَدِکُمْ مِنَ الشَّوْکَهِ تُصِیبُهُ، وَ الْعَثْرَهِ تُدْمِیهِ، وَ الرَّمْضاءِ تُحْرِقُهُ؟ فَکَیْفَ إِذا کانَ بَیْنَ طابَقَیْنِ مِنْ نارٍ ضَجِیعَ حَجَرٍ وَ قَرِینَ شَیْطانٍ؟ اءَعَلِمْتُمْ اءَنَّ مالِکا إِذا غَضِبَ عَلَى النَّارِ حَطَمَ بَعْضُها بَعْضا لِغَضَبِهِ، وَ إِذا زَجَرَها تَوَثَّبَتْ بَیْنَ اءَبْوابِها جَزَعا مِنْ زَجْرَتِهِ؟!

اءَیُّهَا الْیَفَنُ الْکَبِیرُ الَّذِی قَدْ لَهَزَهُ الْقَتِیرُ! کَیْفَ اءَنْتَ إِذا الْتَحَمَتْ اءَطْواقُ النَّارِ بِعِظامِ الْاءَعْناقِ، وَ نَشِبَتِ الْجَوامِعُ حَتَّى اءَکَلَتْ لُحُومَ السَّواعِدِ؟ فَاللَّهَ اللَّهَ، مَعْشَرَ الْعِبادِ، وَ اءَنْتُمْ سالِمُونَ فِی الصِّحَّهِ قَبْلَ السُّقْمِ، وَ فِی الْفُسْحَهِ قَبْلَ الضِّیقِ، فَاسْعَوْا فِی فَکاکِ رِقابِکُمْ مِنْ قَبْلِ اءَنْ تُغْلَقَ رَهائِنُها، اءَسْهِرُوا عُیُونَکُمْ، وَ اءَضْمِرُوا بُطُونَکُمْ، وَ اسْتَعْمِلُوا اءَقْدَامَکُمْ، وَ اءَنْفِقُوا اءَمْوالَکُمْ، وَ خُذُوا مِنْ اءَجْسادِکُمْ تَجُودُوا بِها عَلَى اءَنْفُسِکُمْ وَ لا تَبْخَلُوا بِهَا عَنْهَا، فَقَدْ قالَ اللَّهُ سُبْحانَهُ: إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ یَنْصُرْکُمْ وَ یُثَبِّتْ اءَقْدامَکُمْ وَ قالَ تَعالَى : مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللّهَ قَرْضا حَسَنا فَیُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ اءَجْرٌ کَرِیمٌ فَلَمْ یَسْتَنْصِرْکُمْ مِنْ ذُلِّ، وَ لَمْ یَسْتَقْرِضْکُمْ مِنْ قُلِّ، اسْتَنْصَرَکُمْ وَ لَهُ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْاءَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ، وَ اسْتَقْرَضَکُمْ وَ لَهُ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْاءَرْضِ وَ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ، وَ إِنَّمَا اءَرادَ اءَنْ یَبْلُوَکُمْ اءَیُّکُمْ اءَحْسَنُ عَمَلاً.

فَبادِرُوا بِاءَعْمالِکُمْ تَکُونُوا مَعَ جِیرانِ اللَّهِ فِی دارِهِ، رافَقَ بِهِمْ رُسُلَهُ، وَ اءَزارَهُمْ مَلائِکَتَهُ، وَ اءَکْرَمَ اءَسْماعَهُمْ اءَنْ تَسْمَعَ حَسِیسَ نارٍ اءَبَدا، وَ صانَ اءَجْسادَهُمْ اءَنْ تَلْقَى لُغُوبا وَ نَصَبا ذلِکَ فَضْلُ اللّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ، اءَقُولُ ما تَسْمَعُونَ، وَ اللّهُ الْمُسْتَعانُ عَلَى نَفْسِی وَ اءَنْفُسِکُمْ وَ هُوَ حَسْبُنا وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ.

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه 183

و من خطبة له-  عليه الصّلوة و السّلام- : «اعلموا أنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً من الفتن، و نورا من الظّلم،» بدانيد كه آن كس كه ترسد او از خداى تعالى، بگرداند خداى تعالى از براى او راه بيرون رفتن از فتنه‏ ها، و روشنايى از تاريكي ها.

«و يخلّده فيما اشتهت نفسه، و ينزله منزل الكرامة عنده،» و مخلّد دارد او را در آنچه خواهد نفس او، و فرود آورد او را در منزل عزّت و مكرمت نزد خداى تعالى.

«في دار اصطنعها لنفسه،» در خانه‏اى كه ساخته است آن را از براى نفس خويش، يعنى بهشت.

«ظلّها عرشه، و نورها بهجته،» سقف آن عرش اوست، و نور آن از حسن و بهاى اوست.

«زوّارها ملائكته، و رفقاؤها رسله،» زيارت كنندگان آنجا ملائكه اويند، و رفيقان آنجا رسولان اويند.

«فبادروا المعاد، و سابقوا الآجال،» پس مبادرت جوييد امر آخرت را، پيشى گيريد اجلهاى خويش را به حسن عملهاى خويش.

عطّار:

تا بدانى تو که از چنگ اجل
کس نخواهد برد جان چند از حیل‏

در همه آفاق کس بى‏مرگ نیست‏
وین عجایب بین که کس را برگ«» نیست‏

مرگ اگر چه بس درشت و حازم است
گردن او را نرم کردن لازم است‏

گر چه ما را کار بسیار اوفتاد«»
سختتر از جمله این کار اوفتاد«»

«فإنّ النّاس يوشك أن ينقطع بهم الأمل،» پس بدرستى كه مردمان نزديك است كه منقطع شود به ايشان اميد.

«و يرهقهم الأجل،» و برسد به ايشان مرگ.

«و يسدّ عنهم باب التّوبة.» و بسته شود از ايشان راه بازگشت.

«فقد أصبحتم في مثل ما سأل إليه الرّجعة من كان قبلكم،» پس بدرستى كه شما صباح كرده‏ايد در مثل آنچه كرده‏ اند بازگشت به سوى آن، آن كس كه بوده پيش از شما.

أى أصبحتم في حال الحياة من الصحة و التمكّن من العمل، و هو ما يتمنّاه من مضى قبلكم بقولهم: يا لَيْتَنا نُرَدُّ…، هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ. «و أنتم بنو سبيل، على سفر من دار ليست بداركم،» و شما راه گذرانيد«» بر سفر كردن از خانه‏اى كه نيست آن خانه قرار شما.

«فقد أوذنتم منها بالارتحال، و امرتم فيها بالزّاد.» پس بدرستى كه آگاهانيده شديد به رحلت كردن از آنجا، و مأمور شديد به توشه گرفتن در آنجا.

شعر:

کنون هر ساعتى غم بیش دارم
که روز واپسین در پیش دارم‏

خداوندا در آن دم یاریى ده‏
به فضلت بنده را بیداریى ده‏

در آن ساعت ز شیطانم نگه دار
ز ظلمت نور ایمانم نگه دار

چو جان من رسد در نزع بر لب‏
فرو مگذار و دستم گیر یا رب‏

چو در جانم نماند ز آن لقا هوش
مکن بر جان من نامت فراموش‏

اگر چه سخت سستم من در این راه‏
مگیر این سست رگ را سخت ناگاه‏

روا دارم که آگاهم بگیرى
از آن ترسم که ناگاهم بگیرى‏

اگر آن دم نیاموزى تو گفتار
درازا منزلا و مشکلا کار

«و اعلموا أنّه ليس لهذا الجلد الرّقيق صبر على النّار،» و بدانيد كه نيست مر اين پوست تنگ را شكيبايى بر آتش.

«فارحموا نفوسكم، فإنّكم قد جريتموها في مصائب الدّنيا. فرأيتم«» جزع أحدكم من الشّوكة تصيبه، و العترة تدميه، و الرّمضاء تحرقه» پس رحم كنيد بر نفسهاى خويش، پس بدرستى كه شما بتحقيق آزموده‏ايد تن خويشتن را در مصيبتهاى دنيا.

پس ديده‏ايد ناشكيبايى يكى از شما از خارى كه برسد به او، و تيزى دندانى كه خون آلود كند او را، و زمين تافته‏اى كه بسوزاند او را

عطّار:

اشک مى ‏بارم به زارى بر دوام
چه کنم و چه کنم همى گویم مدام‏

تا کسى کو پیشم آید راز جوى‏
گویدم آخر چه بودت بازگوى‏

من بدو گویم که اى صاحب مقام
مى‏ندانم مى‏ندانم و السّلام‏

چه کنم و چه کنم همیشه گفت ماست‏
مى‏ندانم مى‏ندانم جفت ماست

«فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيع حجر، و قرين شيطان» پس چگونه باشد شكيبايى او گاهى كه باشد در ميان دو تابه از آتش، در حالتى كه همخوابه سنگ وقود باشد. قال تعالى: وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ، و همخانه شيطان باشد قال تعالى: فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَ الْغاوُونَ وَ جُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ.«أ علمتم أنّ مالكا إذا غضب على النّار حطم بعضها بعضا،» آيا دانسته‏ايد كه مالك گاهى كه غضب كند بر آتش، بشكند بعضى از او بعضى ديگر را.

«و إذا زجرها توثّبت بين أبوابها جزعا من زجرته» و هر گاه كه زجر كند آتش را،استيلا نمايد در ميان درهاى او از ناشكيبايى از زجر كردن او «أيّها اليفن الكبير الّذى قد لهزه القتير، كيف أنت إذا التحمت أطواق النّار بعظام الأعناق،» اى پير فرتوت بزرگسال كه آميخته شده به او شيب و سستى، چگونه باشى تو گاهى كه پيوسته شود جراحات طوقهاى آتشين به استخوانهاى گردنها «و نشبت الجوامع حتّى أكلت لحوم السّواعد.»-  الجامعة الغلّ الأبدى إلى الأعناق-  يعنى فرو رود غلّها در اعضا تا بخورد گوشتهاى ساعدها

عطّار:

الا اى روز و شب در خواب رفته
برآمد صبح پیرى و تو خفته‏

نمى‏ترسى که مرگت خفته گیرد
دلت را غافل و آشفته گیرد

عطّار:

به سر بردى به غفلت روزگارى
مگر در گور خواهى کرد کارى‏

الا اى حرص در کارت کشیده‏
چو شد قدّ الف وارت خمیده‏

اگر طاعت کنى اکنون عیان است
که مى ‏ترسى بمیرى هم از آن است‏

بسى شادى بکردى کام راندى‏
کنون چون پیر گشتى باز ماندى‏

نشد یک ذرّه کم اى پیر آزت
نکردستند گویى شیر بازت‏

گنه زشت است خاصّه مردم پیر
گنه خود چون بود با موى چون شیر

نمى‏ترسى که از کوى جهانت
تو غافل در ربایند از میانت‏

تو را افتاد کار اى پیر خون خور
به ایمان گر توانى جان برون بر

کنون من گفتم و رفتم به زودى
بکشتم من ندانم تا درودى‏

کنون چون زندگانى رخت بر بست‏
به سوى خاک رفتم باد در دست‏

کنون گر شاد و گر غمناک رفتم
دلى پر آرزو با خاک رفتم‏

جهان پر غمم بسیار دم داد
سپهر پشت گوژم پشت خم داد

دمم شد سرد و دل برخاست از دست‏
که بر فرقم ز پیرى برف بنشست‏

به مویم تا سفیدى جایگه کرد 
جهان بر من سر پستان سیه کرد

چو سالم شصت افتادست و هفتاد
چنین صیدى که را در شست افتاد

ز شست هر کسى تیرى شود راست
ز شست من کمان گوژ برخاست‏

از آن شست و کمان، قوّت شود بیش‏
و زین شست و کمان، دل مى‏شود ریش‏

چو آمد باده عمرم به دردى 
نه قوّت ماند و نه نیروى مردى‏

از این پس هیچ ناید کار از من‏
گر آمد کارها بسیار از من‏

بسى ناخوردنیها خوردم و رفت
بسى ناکردنیها کردم و رفت‏

اگر چه عقل پیش اندیش دارم‏
چه دانم تا چه غم در پیش دارم‏

برفت از دیده و دل خواب و آرام
که تا چون خواهدم بودن سرانجام‏

دلم از بیم مردن در گداز است‏
که مرکب لنگ و راهم بس دراز است‏

اجل دانم که تنگم در رسید است
که روز عمر دیرى در کشید است‏

برون رفتم به صد حیرت ز دنیا
نخواهم برد جز حسرت ز دنیا

زیان روزگار خویش ماییم
حجاب خویشتن در پیش ماییم‏

از آن گم بودگان کار خویشیم‏
که جمله عاشق دیدار خویشیم‏

قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- :«» «ثلاثة لا ينظر اللّه تعالى إليهم يوم القيامة: شيخ زان، و إمام كذّاب، و عائل مزهوّ». و ذلك أنّ الزّنا انّما يكون في المؤمن لغبة الشهوة عليه و منازعتها ايّاه، و ضعفه عن مقاومتها و الصبر عليها، و إنّما يكون ذلك في حال الشباب و حداثة السنّ و قوّة الطبع و ضعف العقل و رقّة الحال و قلّة العلم، فيكون اسباب المعصية قويّة، و اسباب العصمة دونها، فيغلب العبد فيواقع المنهىّ. و أمّا الشيخ فيكون بخلاف هذه الأحوال، و لا تكون له هذه الأعذار، و قد تمّ عقله و قويت حاله، و بلغ علمه و حلمه، و سكنت حدّة شهوته، و ضعفت قوّة طباعه، و قويت فيه دواعى العقل و آلات الامتناع، و ضعفت آلات الهوى و دواعى الشهوة. فارتكابه في هذه الحال ما نهى عنه من الزنا ليس إلّا شبه الاستخفاف، و قلّة المبالاة، و رداءة الطبع، و قسوة القلب، و انطماس نور الهدى، و إعراضا عن رعاية حقّ المولى. فيجازيه في القيامة إن لم يكن سبقت له منه الحسنى، فيعرض عنه في الآخرة كما أعرض العبد عنه في الدنيا و الكذب إنّما يكون من الإنسان لدفع مضرّة، أو لجلب منفعة فيما يخيّل إليه.

يخاف شيئا ممّا يحبّه أن يفوته، أو يرجوه أن يصيبه، و يخيّل إليه أنّ أحدا من الناس يحجزه عنه أو يمنعه، فيكذب رهبة من إنسان أو رغبة فيه. و الإمام ليس فوقه من الناس أحد يرجوه أو يخافه، فلا عذر له في كذبه. فكذبه لسوء طبعه و استخفافا بحقّ اللّه تعالى في الوقوف على حدوده. فيجازيه ربّه يوم لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرّا على سوء سيرته، حين ملكه اللّه تعالى و مكنّه من دفع كثير من المضارّ عن نفسه و جلب المنافع اليها، بما خوّل من نعمه و أتاه من سلطانه و «الزّهو» هو الترفّع و التكبّر، و الإزراء بمن دونه، و الاستخفاف بعباد اللّه تعالى.

و دواعى هذه الاشياء: الاستغناء، و قلّة الحاجة، و الإمكان من بلوغ ما يتمنّاه و نيل ما يشتهيه، و حاجة الناس اليه و رغبتهم فيه و خدمتهم إيّاه، و استكانتهم له، فيدعوه هذه الاسباب إلى نظره إلى نفسه و اعجابه بها فيزهوه، و العائل-  و هو الفقير-  ليست له هذه الدواعى، و لا معه هذه الآلات، و لا عذر له في زهوه. فزهوه و ترفّعه في غير ذات اللّه تعالى رداءة فيه، و قلّة معرفة باللّه و منازعة منه لربّه فيما هو له دون خلقه. فيعرض اللّه عنه إن لم يرحمه إهانة له، جزاء على إعراضه عن عباده المؤمنين و استخفافه بحقوقهم‏ «فاللّه و اللّه معشر العباد و أنتم سالمون في الصّحّة قبل السّقم، و في الفسحة قبل الضّيق.» پس بترسيد از خداى و بترسيد از خداى، اى گروه بندگان و حال آنكه شما به سلامتيد در تندرستى پيش از بيمارى، و در گشادگى پيش از تنگى.

«فاسعوا في فكاك رقابكم من قبل أن تغلق رهائنها.» پس سعى كنيد در آزاد كردن گردنهاى شما، پيش از آنكه گرفتار شود به گروهاى او.

«أسهروا أعينكم،» بى ‏خواب و بيدار داريد چشمهاى خويش را از خواب غفلت.

عطّار:

عزیزا عمر شد دریاب آخر
شبانه‏روزى مشو در خواب آخر

به شب خواب و به روزت خواب غفلت‏
که شرمت باد اى غرقاب غفلت‏

مخسب اى خفته آخر از گنه بس
چرا خفتى که گورت خوابگه بس‏

«و أضمروا بطونکم، و أنفقوا أموالکم،» و خالى دارید شکمهاى شما را، و نفقه کنید مالهاى خویش را.

شعر:

تو را تا نشکند درهم سر و پاى
نگردى سیر نان و جامه و جاى‏

تو تا سر دارى و تا پاى دارى‏
رگ سود و زیان بر جاى دارى‏

تو در خوابى سخن هیچى ندانى
چو سر اندر کفن پیچى بدانى‏

همه در مهد دنیا سر به خوابیم
همه از مستى غفلت خرابیم‏

«و خذوا من أجسادكم تجودوا بها على أنفسكم، و لا تبخلوا بها عنها،» و فرا گيريد از جسدهاى خويش تا سخاوت كنيد به آن بر نفسهاى خويش، و بخيلى مكنيد به آن از نفسهاى خويش.

فقد قال اللّه سبحانه: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ. پس بدرستى كه گفته است خداى تعالى: «اگر يارى كنيد خداى را، يارى كند او شما را،و ثابت دارد قدمهاى شما در جهاد با عدوّ».

و قال: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ، وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. و گفته است: «كيست آن كس كه قرض دهد خداى را قرضى نيكو، پس زياده كند خداى تعالى آن را از براى او، و مر او را باشد مزدى با كرامت».

«فلم يستنصركم من ذلّ، و لم يستقرضكم من قلّ،» پس طلب نصرت شما نكرد از ذليلى و خوارى، و طلب قرض نكرد از شما از كمى مال.

استنصركم «و له جنود السّماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم». طلب نصرت كرد از شما و مر او را است لشكرهاى آسمانها و زمين، و اوست غالب با حكمت.

و استقرضكم «و له خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» و لَهُ ما فِي. و قرض طلبيد از شما و از آن اوست خزانه‏هاى آسمانها و زمين، و اوست بى‏ نياز ستوده فعّال.

و إنّما أراد أن «يبلوكم أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا». و اراده نكرد الّا آنكه بيازمايد شما را كه كدام از شما نيكوتر است از روى عمل.

«فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللّه في داره.» پس مبادرت جوييد به عملهاى خويش تا باشيد با همسايگان خداى در خانه خداى، يعنى بهشت.

«رافق بهم رسله، و أزارهم ملائكته،» رفيق ايشان گردانيده رسولان خويش، و به زيارت ايشان فرستاده فرشتگان خويش.

«و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا،» و گرامى داشته گوشهاى ايشان از آنكه بشنود او از آتش دائما.

«و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا:» و نگاه داشت جسدهاى ايشان را از آنكه بينند تعبى و رنجى.

ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ. آن بخشايشى است از جانب خداى، هر كه را مى ‏خواهد مى ‏دهد، و خداى خداوند بخشايش بزرگ قدر است.

«أقول ما تسمعون، و اللّه المستعان على نفسى و أنفسكم، حسبنا و نعم الوكيل» مى‏گويم آنچه مى‏شنويد، و خداى يارى خواسته شده بر نفس من و نفسهاى شما، بس است ما را و خوشا وكيلى او.

عطّار:

هر آن چندان که کردى نیک و بد تو
همه آماده بینى گرد خود تو

اگر بد کرده‏اى زیر حجابى‏
و گرنه با بزرگان در رکابى‏

منهاج ‏الولایه فی‏ شرح ‏نهج‏ البلاغه، ج ۲ عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی)صفحه 1005-۱۰14

خطبه ها خطبه شماره 190 منهاج ‏الولاية في ‏شرح‏ نهج‏ البلاغة به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)

خطبه 190 صبحی صالح

و من خطبه له ( علیه ‏السلام  ) یحمد اللّه و یثنی على نبیه و یعظ بالتقوى‏

حمد اللّه‏

اءَحْمَدُهُ شُکْرا لِإِنْعَامِهِ، وَاءَسْتَعِینُهُ عَلَى وَظَائِفِ حُقُوقِهِ، عَزِیزَ الْجُنْدِ، عَظِیمَ الْمَجْدِ،

الثناء على النبی‏

الثناء على النبی وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ وَ قَاهَرَ اءَعْدَاءَهُ جِهَادا عَنْ دِینِهِ، لاَ یَثْنِیهِ عَنْ ذَلِکَ اجْتِمَاعٌ عَلَى تَکْذِیبِهِ وَالْتِمَاسٌ لِإِطْفَاءِ نُورِهِ.

العظه بالتقوى‏

فَاعْتَصِمُوا بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّ لَهَا حَبْلاً وَثِیقا عُرْوَتُهُ وَ مَعْقِلاً مَنِیعا ذِرْوَتُهُ.
وَ بَادِرُوا الْمَوْتَ وَ غَمَرَاتِهِ وَامْهَدُوا لَهُ قَبْلَ حُلُولِهِ وَ اءَعِدُّوا لَهُ قَبْلَ نُزُولِهِ فَإِنَّ الْغَایَهَ الْقِیَامَهُ، وَ کَفَى بِذَلِکَ وَاعِظا لِمَنْ عَقَلَ، وَ مُعْتَبَرا لِمَنْ جَهِلَ، وَ قَبْلَ بُلُوغِ الْغَایَهِ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ ضِیقِ الْاءَرْمَاسِ، وَ شِدَّهِ الْإِبْلاَسِ وَ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، وَرَوْعَاتِ الْفَزَعِ وَاخْتِلاَفِ الْاءَضْلاَعِ وَ اسْتِکَاکِ الْاءَسْمَاعِ وَ ظُلْمَهِ اللَّحْدِ، وَ خِیفَهِ الْوَعْدِ وَ غَمِّ الضَّرِیحِ، وَ رَدْمِ الصَّفِیحِ.

فَاللّهَ اللّهَ عِبادَ اللَّهِ، فَإِنَّ الدُّنْیا ماضِیَهٌ بِکُمْ عَلى سَنَنٍ، وَ اءَنْتُمْ وَالسّاعَهُ فِی قَرَنٍ، وَ کَاءَنَّها قَدْ جاءَتْ بِاءَشْراطِها، وَ اءَزِفَتْ بِاءَفْراطِها، وَ وَقَفَتْ بِکُمْ عَلَى صِراطِها، وَ کَاءَنَّها قَدْ اءَشْرَفَتْ بِزَلازِلِها، وَ اءَناخَتْ بِکَلاکِلِها، وَانْصَرَفَتِ الدُّنْیا بِاءَهْلِها، وَ اءَخْرَجَتْهُمْ مِنْ حِضْنِها، فَکانَتْ کَیَوْمٍ مَضَى ، وَ شَهْرٍ انْقَضى ، وَ صارَ جَدِیدُها رَثّا، وَ سَمِینُها غَثّا، فِی مَوْقِفٍ ضَنْکِ الْمَقامِ، وَ اءُمُورٍ مُشْتَبِهَهٍ عِظامٍ، وَ نارٍ شَدِیدٍ کَلَبُها، عالٍ لَجَبُها، ساطِعٍ لَهَبُها، مُتَغَیِّظٍ زَفِیرُها، مُتَاءَجِّجٍ سَعِیرُها، بَعِیدٍ خُمُودُها، ذاکٍ وُقُودُها، مَخُوفٍ وَعِیدُها، عَمٍ قَرارُها، مُظْلِمَهٍ اءَقْطارُها، حامِیَهٍ قُدُورُها، فَظِیعَهٍ اءُمُورُها وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إ لى الْجَنَّهِ زُمَرا، قَدْ اءُمِنَ الْعَذابُ، وَ انْقَطَعَ الْعِتابُ، وَ زُحْزِحُوا عَنِ النَّارِ، وَ اطْمَاءَنَّتْ بِهِمُ الدَّارُ، وَ رَضُوا الْمَثْوى وَ الْقَرارَ، الَّذِینَ کانَتْ اءَعْمالُهُمْ فِی الدُّنْیا زَاکِیَهً، وَ اءَعْیُنُهُمْ باکِیَهً، وَ کانَ لَیْلُهُمْ فِی دُنْیاهُمْ نَهارا تَخَشُّعا وَ اسْتِغْفارا، وَ کانَ نَهارُهُمْ لَیْلاً تَوَحُّشا وَ انْقِطاعا، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْجَنَّهَ مآبا، وَ الْجَزاءَ ثَوابا، وَ کانُوا اءَحَقَّ بِها وَ اءَهْلَها، فِی مُلْکٍ دَائِمٍ، وَ نَعِیمٍ قائِمٍ.

فَارْعَوْا عِبادَ اللَّهِ ما بِرِعایَتِهِ یَفُوزُ فائِزُکُمْ، وَ بِإِضاعَتِهِ یَخْسَرُ مُبْطِلُکُمْ، وَ بادِرُوا آجالَکُمْ بِاءَعْمالِکُمْ، فَإِنَّکُمْ مُرْتَهَنُونَ بِما اءَسْلَفْتُمْ، وَ مَدِینُونَ بِما قَدَّمْتُمْ وَ کَاءَنْ قَدْ نَزَلَ بِکُمُ الْمَخُوفُ فَلا رَجْعَهً تَنالُونَ، وَ لا عَثْرَهً تُقَالُونَ.

اسْتَعْمَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ بِطاعَتِهِ وَ طاعَهِ رَسُولِهِ، وَ عَفا عَنّا وَ عَنْکُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ.
الْزَمُوا الْاءَرْضَ، وَ اصْبِرُوا عَلَى الْبَلاءِ، وَ لا تُحَرِّکُوا بِاءَیْدِیکُمْ وَ سُیُوفِکُمْ فِی هَوى اءَلْسِنَتِکُمْ، وَ لا تَسْتَعْجِلُوا بِما لَمْ یُعَجِّلْهُ اللَّهُ لَکُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْکُمْ عَلى فِراشِهِ وَ هُوَ عَلَى مَعْرِفَهِ حَقِّ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ حَقِّ رَسُولِهِ وَ اءَهْلِ بَیْتِهِ ماتَ شَهِیدا، وَ وَقَعَ اءَجْرُهُ عَلَى اللّهِ، وَ اسْتَوْجَبَ ثَوابَ مانَوى مِنْ صالِحِ عَمَلِهِ، وَ قامَتِ النِّیَّهُ مَقامَ إِصْلاتِهِ لِسَیْفِهِ، فَإ نَّ لِکُلِّ شَیْءٍ مُدَّهً وَ اءَجَلاً.

الباب الحادى عشر في المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القيامة و دخول الجنّة و النار

من كتاب منهاج الولاية في نهج البلاغة في المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القيامة و دخول الجنّة و النار

خطبه 190

و من خطبة له-  عليه الصّلوة و السّلام و التّحيّة و الإكرام- :«» «أحمده شكرا لانعامه، و أستعينه على وظائف حقوقه،» حمد و سپاس مى‏كنم او را از براى شكر نعمت دادن او، و طلب يارى مى‏كنم از او بر جاى آوردن وظيفه‏هاى حقّهاى او.

«عزيز الجند، عظيم المجد.» غالب است لشكر او، و بسيار است بزرگى او.

هر ذرّه از عرش تا ثرى، جنود و لشكرهاى اويند، حتّى لو سلّط بعوضة على الأكوان جميعا لخربتها بقوّة اللّه جميعا.

شعر سعدى:

نيم پشّه بر سر دشمن گماشت
بر سر او چارصد سالش بداشت

‏مولانا:

باد و خاك و آب و آتش بنده ‏اند
با من و تو مرده، با حق زنده ‏اند

گر نبودى واقف از حق جان باد
فرق كى كردى ميان قوم عاد

هود گرد مؤمنان خطّى كشيد
نرم مى‏شد باد كآنجا مى‏رسيد

هر كه بيرون بود از آن خط جمله را
پاره پاره مى‏گسست اندر هوا

آتش ابراهيم را دندان نزد
چون گزيده حق بد او، چونش گزد

موج دريا چون به امر حق شتافت‏
قوم موسى را ز قبطى وا شناخت‏

خاك قارون را چو فرمان در رسيد
با زر و سيمش به قعر خود كشيد

«و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، دعا إلى طاعته، و قاهر أعداءه جهادا عن دينه،» و گواهى مى ‏دهم كه محمّد بنده او و فرستاده اوست، خواند مردمان را به فرمانبردارى او، و فرو شكست دشمنان او را از براى مجاهده كردن از دين او.

«و لا يثنيه عن ذلك اجتماع على تكذيبه، و التماس لإطفاء نوره.» باز نگردانيد او را-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  از آن اجتماع كفّار بر تكذيب و به دروغ نسبت كردن او، و جستن فرو نشاندن نور او.

«فاعتصموا بتقوى اللّه،» پس چنگ در زنيد به پرهيزكارى و ترس از خداى تعالى.

«فإنّ لها حبلا وثيقا عروته، و معقلا منيعا ذروته.» پس بدرستى كه مر او را رسنى است كه محكم است گوشه او، و پناهى است كه استوار است بالاى او.

استعار لفظ «الحبل» و «العروة» لما يتمسّك به من التقوى فيعتصم به من النار.

رسالتين:

دست در تقوا زن و آزاد باش
ور در آتش مى ‏روى دلشاد باش‏

«و بادروا الموت و غمراته،» و بشتابيد و پيشى گيريد مرگ را و سختيهاى او، عطّار فرمايد:

تو نمى‏ دانى كه هر كو زاد مرد
شد به خاك و هر چه بودش باد برد

هم براى مردنت پرورده ‏اند
هم براى بردنت آورده ‏اند

گر تو عمرى در جهان فرمان دهى
هم بميرى هم به زارى جان دهى‏

«و امهدوا له قبل حلوله،» و آماده كنيد جاى او را از تقوا پيش از فرود آمدن او.

«و أعدّوا له قبل نزوله:» و مهيّا باشيد او را پيش از نازل شدن او.

عطّار:

كار خود در زندگانى كن به برگ
ز آنكه نتوان كرد كارى روز مرگ‏

اين زمان درياب كآسان باشدت‏
ورنه دشوارى فراوان باشدت‏

از صفات بد به كلّى پاك شو
بعد از اين بادى به كف با خاك شو

تو كجا دانى كه اندر تن تو را
چه پليديها و چه گلخن تو را

مار و كژدم در تو زير پرده ‏اند
خفته‏ اند و خويشتن گم كرده ‏اند

گر سر مويى فرا ايشان كنى‏
هر يكى را همچو صد ثعبان كنى‏

هر كسى را دوزخى پر مار هست
تا بپردازى تو دوزخ كار هست‏

گر برون آيى ز يك يك پاك تو
خوش بخواب اندر روى در خاك تو

ورنه زير خاك چه كژدم چه مار
مى ‏گزندت سخت تا روز شمار

«فإنّ الغاية القيامة، و كفى بذلك واعظا لمن عقل، و معتبرا لمن جهل» پس بدرستى كه پايان كار مرگ قيامت است، و كافى است به آن پند دهنده كسى را كه عاقل باشد، و محلّ اعتبار گرفتن كسى را كه جاهل باشد و في كتاب شهاب الأخبار عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «ليأخذ العبد لنفسه من نفسه، و من دنياه لآخرته، و من الشّيبة قبل الكبر، و من الحياة قبل الممات، فما بعد الموت من دار إلّا الجنّة و النّار.» يعنى بايد كه فرا گيرد بنده [از نفس خود] از براى نفس خود، و فرا گيرد از دنياى خود از براى آخرت خود، و فرا گيرد از جوانى خود پيش از پيرى، و فرا گيرد از زندگى خود پيش از مردن، پس نيست بعد از موت هيچ خانه‏اى الّا بهشت و دوزخ.

مولانا:

تا كى گريزى از اجل، در ارغوان و ارغنون
نك كش كشانت مى‏ برد، إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ

‏شد اسب و زين نقره‏گين، بر مركب چوبين نشين
زين بر جنازه نه ببين، دستان اين دنياى دون‏

بر كن قبا و پيرهن، تسليم شو اندر كفن
‏بيرون شو از باغ و چمن، ساكن شو اندر خاك و خون‏

دزديده چشمك مى‏ زدى، همراز خوبان مى ‏شدى
دستك زبان مى ‏آمدى، كو يك نشان زانها كنون‏

اى كرده بر پاكان زنخ ، امروز بستندت زنخ
فرزند و اهل خانه‏ ات، از خانه كردندت برون‏

كو آن فضولي هاى تو، كو آن ملوليهاى تو
كو آن نغولي هاى تو در فعل و مكر اى ذو فنون

‏اين باغ من، آن خان من، اين آن من، آن آن من
‏اى هر منت هفتاد من، اكنون كهى از تو فزون‏

كو آن دم و دولت زدن، بر اين و آن سبلت زدن
كو حمله‏ ها و مشت تو، و آن سرخ گشتن از جنون

‏هرگز شبى تا روز تو، در توبه و در سوز تو
نابوده مه اندوز تو، اى خالق ريب المنون

‏امروز ضربتها خورى، و ز رفته حسرتها خورى
زان اعتقاد سرسرى، زين دين سست بى‏ ستون

‏زان سست بودن در وفا، بيگانه بودن با خدا
زان ماجرا با انبيا، كين چون بود اى خواجه چون

«و قبل بلوغ الغاية ما تعلمون من ضيق الأرماس، و شدّة الإبلاس، و هول المطّلع،»

و پيش از رسيدن غايت كه قيامت است نمى‏دانيد از تنگى قبرها، و سختى حزن و انكسار، و خوف موضوع اطّلاع، يعنى منازل آخرت و محفل قيامت.

«و روعات الفزع،» و شدايد فزع.

«و اختلاف الأضلاع، و استكاك الأسماع،» و آمد و شد استخوانهاى پهلو از فشردن گور، و كر شدن گوشها.

«و ظلمة اللّحد، و خيفة الوعد،» و تاريكى لحد، و ترس وعده مصائب.

«و غمّ الضّريح، و ردم الصّفيح.» و اندوه اندرون گور، و رخنه برآوردن سنگهاى قبر.

عطّار:

پيوسته چو ابر اين دل بى‏ خويش كه هست
خون مى ‏گريد زين ره در پيش كه هست

‏گويند چه كارت افتادست آخر
چه كار بود فتاده زين پيش كه هست‏

«فاللّه عباد اللّه فإنّ الدّنيا ماضية بكم على سنن، و أنتم و السّاعة في قرن.»-  القرن الحبل الذى يقرن به البعيران-  پس بترسيد از خداى بترسيد از خداى، پس بدرستى كه دنيا گذرنده است به شما بر يك طريق كه آن طريق آخرت است، و شما و قيامت در يك رسن كشيده‏ ايد.

«فكأنّها قد جاءت بأشراطها، و أزفت بأفراطها، و وقفت بكم على صراطها.» پس گوييا قيامت بتحقيق آمده است با علامتهاى او، و نزديك شده است با مقدّمات او، و ايستاده است با شما در راه او.

«و كأنّها قد أشرفت بزلازلها، و أناخت بكلاكلها،» و گوييا بتحقيق مشرف شده است با سختيهاى او، و خوابانيده است شتر با اثقال او.

استعار لفظ «الكلاكل»-  و هى الصدور-  لأثقالها.

«و انصرفت«» الدّنيا بأهلها، و أخرجتهم من حضنها،» و برگردانيده است دنيا را به‏ اهل خود، و بيرون برده است ايشان را از كنار او.

استعار لفظ «الحضن» لحصولهم فيها، و اشتمالها على منافعهم، فهى كالامّ الخاضنة لهم.

«فكانت كيوم مضى، و شهر انقضى،» پس باشد دنيا همچون روزى گذشته، و ماهى آخر شده اهل خود، و بيرون برده است ايشان را از كنار او.

استعار لفظ «الحضن» لحصولهم فيها، و اشتمالها على منافعهم، فهى كالامّ الخاضنة لهم.

«فكانت كيوم مضى، و شهر انقضى،» پس باشد دنيا همچون روزى گذشته، و ماهى آخر شده.

عطّار:

تو خوش بنشسته و گردون دونده
تو مرغ دانه‏ كش، عمرت پرنده‏

تو خفته عمر بر پنجاه آمد
كنون بيدار شو كانگاه آمد

چه گر عمرى به دنيا در نشستى
كنون تا بنگرى اندر گذشتى‏

كنون آن بادها از سر برون شد
كه شيب خاك مى ‏بايد درون شد

تو را افتاده كار اى پير خون خور
به ايمان گر توانى جان برون بر

نمى‏ترسى كه از كوى جهانت
‏تو غافل در ربايند از ميانت‏

«و صار جديدها رثّا، و سمينها غثّا في موقف ضنك المقام، و امور مشتبهة عظام،» و باز گذشته است نو او با كهنه، و فربه او با لاغر، در جاى تنگ، و كارهاى پوشيده مشكل بزرگ.

«و نار شديد كلبها، عال لجبها، ساطع لهبها،» و آتشى كه سخت است گزيدن او، بلند است آواز او، بركشيده است زبانه او.

«متغيّظ زفيرها، متأجّج سعيرها،» خشم گيرنده است ناله او، زبانه زننده است آتش او.

«بعيد خمودها، ذاك وقودها، مخوف وعيدها،» دور است فرو نشستن او، مشتعل است آتش افروزه او، ترسان است بيم دادن او.

«غم«» قرارها، مظلمة أقطارها،» اندوه است آرامگاه او، تاريك است كرانه‏ هاى‏ او، «حامية قدورها، فظيعة امورها.» و جوشان است ديگهاى او، و سخت و زشت است كارهاى او.

«وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً.«» قد آمنوا العذاب،«» و انقطع العتاب، و زحزحوا عن النّار، و اطمأنّت بهم الدّار، و رضوا المثوى و القرار.» و رانده شوند آنانى كه ترسيدند از پروردگار خويش به سوى جنّت زمره‏اى چند كه بتحقيق ايمن شدند از عذاب، و منقطع شد عتاب با ايشان، و دور گردانيده شدند از آتش، و آراميد به ايشان دار جنّت، و راضى شدند از محلّ اقامت و آرامگاه.

«الّذين كانت أعمالهم في الحياة الدّنيا زاكية،» آن كسانى كه بود اعمال ايشان در زندگى دنيا پاكيزه.

«و أعينهم باكية،» و چشمهاى ايشان گريان.

«و كان ليلهم في دنياهم نهارا، تخشّعا و استغفارا،» و باشد شب ايشان در دنياى ايشان همه روز، از بسيارى بيدارى ايشان در خشوع و خضوع، و طلب مغفرت از پروردگار خويش تمام شب.

«و كان نهارهم ليلا، توحّشا و انقطاعا.» و باشد روز ايشان در دنيا همه شب، از وحشت كردن و جدايى جستن و نفرت از خلايق و تنهايى گزيدن، با آنكه روز محلّ اشتغال و اختلاط با خلق است.

سعدى:

ز ياد ملك چون ملك نارمند
شب و روز چون دد ز مردم رمند

نه سوداى خودشان نه پرواى كس
‏نه در كنج توحيدشان جاى كس‏

به سوداى جانان ز جان مشتغل
به ذكر حبيب از جهان مشتعل

خوشا وقت رندان هشيار مست
كه با غصّه شادند و با نيست هست‏

به معنى بزرگ و به صورت حقير
به همّت بلند و به مقدار پست‏

چو نرگس ز خوان فلك سير چشم
چو غنچه ز ملك جهان تنگ دست

‏به آزادگى سركشيده چو سرو
ولى مانده در بندگى پاى بست‏

«فجعل اللّه لهم الجنّة ثوابا،» پس گردانيد خداى تعالى از براى ايشان بهشت پاداش ايشان.

«وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها» و بودند ايشان به آن سزاوارتر و بودند اهل آن.

فإنّ منهم من أهل الآخرة و منهم أهل اللّه و خاصّته.

في تفسير العرائس«» في قوله تعالى: وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‏ وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها«»: «لأنّهم سابقون بها في الازل من غيرهم الذى حجبهم اللّه من رؤية نورها و كانوا اهل الكلمة من حيث الاصطفائية إذ نزلت عندليب التوحيد«» على أغصان ورد قلوبهم فترنّمت بألسنتهم الصادقة من بطنان أفئدتهم بكلمة التقديس.»«» «في ملك دائم، و نعيم قائم.» در پادشاهى دائم مخلّد بى ‏انتقال و انعزال، و نعيم مقيم ثابت بى‏زوال از ذخاير مكاشفات و عجايب مشاهدات.

در عبهر العاشقين«» است كه: «اهل مشاهده را سه مشاهده است: يكى پيش از وجود انسانى، ارواح را قبل الاجساد در حضرت مجد، چون جمع آورد با رؤساى ارواح، فرمود: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ طوعا قالُوا بَلى‏.«» لذّت كلام در ايشان رسيد، از حقّ جمال خواستند تا عرفان بر كمال شود. حق حجاب جبروت برداشت، و جمال جلال ذات به ايشان نمود. ارواح انبيا و اوليا از تأثير سماع و جمال جلال مست شدند. با شاهد قدم بى ‏رسم حدثان دوستى گرفتند. از آن ولايت به مراتب تربيت‏ الهى محبّتشان مزيد گرفت. زيرا چون ارواح قدسى به صورت خاكى در آمدند، از سر سودتى پيشين جمله «آرى گوى» شدند، [و در بعضى نسخ است كه جمله «أرنى گوى» شدند] و محلّ انبساط يافتند تا هر چه در اين جهان ديدند همه او ديدند، چنان كه بعضى از خواصّ محبّت گفته ‏اند: «ما نظرت في شي‏ء إلّا و رأيت اللّه فيه».

از شطّاحان طربناك هيچ كس نيست كه از حقّ تعالى رؤيت نخواست و دعوى رؤيت نكرد. در مجالسشان زبان عشق همه «رأيت ربّى» گويد. بر سنن منازل محبّت ثانى در رؤيت ثانى يافتند، كه هر كه بعد از امتحان در حجاب انسانى جوهر روحش به عوارض بشرى محتجب نشود، و در جوهر روحش قهريات تأثير نكند، آن شاهد اوّل بى زحمت حدثان اينجا باز يابد و محبّت بر محبّت بيفزايد.

مشاهده سيوم رؤيت اعظم است، و آن در سراى بقا است. چون جسم و روح متجانس شدند، غايت محبّت آن جاست. به قدرت مشاهده محبّت مى ‏افزايد و هرگز از عارف منقطع نشود. زيرا محبوب را حدّ مشاهده نيست. در مقام مشاهده منازل است، به قدر منازل محبّت است، اصل محبّت از رؤيت حسن و جمال است. در رؤيت عظمت محبّت را زوال است.» و به صحّت رسيده كه در ايام منى در حجّة الوداع سوره كريمه إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ نازل شد، حضرت با جبرئيل گفت: «گوييا مرا خبردار مى ‏گردانند كه از اين عالم مى‏بايد رفت». جبرئيل گفت: وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى‏.در فتوحات است در باب محبّت كه [اشتياق‏] محبّ به آنكه راغب است در خروج از دنيا به لقاى محبوب خود، از براى آن است كه آن لقاء خاصّ است، و اگر نه مشهود در هر حال وجه حقّ تعالى است، لكن هر موطنى محلّ لقاى خاصّ است‏ و عينى خاصّ. و شخص نمى ‏رسد به آن لقاى خاصّ اخروى كه رؤيت اعظم است، الّا به خروج از دار دنيا كه منافات دارد با آن لقاء. حضرت رسالت را-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  مخيّر گردانيدند ميان بقاى در دنيا و انتقال به اخرى، پس گفت-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «الرّفيق الأعلى».

پس بدرستى كه او در حال دنيا در مرافقت ادنى بود، و در خبر است از آن حضرت كه: «من أحبّ لقاء اللّه-  يعنى بالموت-  أحبّ اللّه لقاءه، و من كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه». آن كس كه دوست دارد لقاى خداى تعالى، دوست مى‏دارد خداى تعالى لقاى او را، پس تجلّى مى ‏كند بر او، و آن كس كه مكروه مى ‏دارد لقاى خداى تعالى، مكروه مى‏دارد خداى تعالى لقاى او را، پس محجوب مى‏شود از او.

و لقاى حقّ تعالى به موت طعمى دارد كه نمى‏باشد در لقاى او به حيات دنيا.

پس نسبت لقاء به موت، نسبت قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ است. چه موت در دنيا فراغ ارواح ما است از تدبير ابدان ما. پس مى‏ خواهد محبّ و دوست مى ‏دارد كه آن ذوق حاصل كند، و ميسّر نمى‏ شود آن الّا به خروج از دار دنيا به موت نه به حال.

شعر [مولانا:]

مؤمنان گویند در حشر اى ملک
نى که دوزخ بود راه مشترک‏

کافر و مؤمن بدو یابد گذار
ما ندیدیم اندر این ره دود و نار

نک بهشت و نازگاه«» ایمنى
پس کجا بود آن گذرگاه دنى‏

پس ملک گوید که آن روضه خضر
که فلان جا دیده‏اید اندر گذر

دوزخ آن بود و سیاستگاه سخت
بر شما شد باغ و بستان و درخت‏

چون شما این نفس دوزخ خوى را
و آتش این گبر فتنه جوى را

جهدها کردید و او شد پر صفا
نار را کشتید از بهر خدا

آتش شهوت که شعله مى‏زدى‏
سبزه تقوا شد و نور هدى‏

آتش خشم شما هم حلم شد
ظلمت جهل از شما هم علم شد

آتش حرص از شما ایثار شد
و آن حسد چون خار بد گلزار شد

چون شما این جمله آتشهاى خویش
بهر حق کشتید تا شد نوش نیش

نفس نارى را چو باغى ساختید
اندر او تخم وفا انداختید

بلبلان ذکر و تسبیح اندر او
خوش سرایان در چمن بر طرف جو

داعى حق را اجابت کرده‏اید
در جحیم نفس آب آورده‏اید

دوزخ ما نیز در حقّ شما
سبزه گشت و گلشن و برگ و نوا

چیست احسان را مکافات اى پسر
لطف و احسان و ثواب معتبر

مروى است كه كسى سؤال كرد از منبع الحقائق امام جعفر صادق-  عليه الصلاة و السلام-  در آيه: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها، أ تردونها أنتم أيضا فرمود كه «جزناها و هى خامدة». يعنى ما از او گذشتيم و دوزخ فسرده بود.

تو را از آتش دوزخ چه باک است
گر از هستى، تن و جان تو پاک است‏

از آتش زرّ خالص برفروزد
چو غشّى نبود اندر وى، چه سوزد

«فارعوا عباد اللّه ما برعايته يفوز فائزكم، و بإضاعته يخسر مبطلكم.» پس رعايت كنيد اى بندگان خداى به آنچه به رعايت كردن آن فيروزى مى‏ يابد فيروزى يابنده شما، و به ضايع كردن آن زيان مى ‏يابد زيانكار شما.

«و بادروا آجالكم بأعمالكم،» و مبادرت و مسابقه جوييد اجلهاى شما به عملهاى شما. مبادرة الآجال بالأعمال مسابقتها بها استعدادا لتسهيل الموت.

«فإنّكم مرتهنون بما أسلفتم، و مدينون بما قدّمتم.» پس بدرستى كه شما مرهونيد به آنچه پيش فرستاده ‏ايد، و جزا داده ‏گانيد به آنچه در پيش كرده ‏ايد.

شعر:

فى المثل گر صد جهان است آن تو
آنچه بفرستى تو، باشد آن تو

گر در این ره بنده، گر آزاده ‏اى‏
تو نبینى آنچه نفرستاده اى‏

هر چه ز اینجا مى ‏برى آن زان توست
نیک و بد درد تو و درمان توست‏

خواجه بوسعد آن امام با اصول‏
مجلسى مى ‏گفت از قول رسول‏

ره زده از در در آمد قافله
ترک حج کرده دلى پر مشغله‏

آمدند آن جمع، بهر زاد راه‏
بر در مجلس که ما را زاد خواه‏

خواجه گفتا کیست از اصحاب جمع
کو برافروزد دل خلقى چو شمع‏

عورتى از گوشه‏اى آواز داد
کین چنین تاوان توانم باز داد

رفت و درجى  پیش او زود آورید
هر زر و زرّینه کش بود آورید

خواجه آن بنهاد و سه روز و سه شب‏
گفت اگر گردد پشیمان چه عجب‏

پیش آمد بعد سه روز آن زنش
پس، نهاد آنجا دو دست او رنجنش

خواجه را گفت اى به حق پشت و پناه‏
آن زر آخر از چه مى‏دارى نگاه‏

خواجه گفت این من ندیدم از کسى
از پشیمانیت ترسیدم بسى‏

گفت مندیش این معاذ اللّه مگوى‏
این بدیشان ده دگر زین ره مگوى‏

بر سر آن نه دو دست ابرنجنم
تا شود آزاد کلّى گردنم‏

گفت دست اورنجنم اى نامدار
بوده است از مادر خود یادگار

زان همه زرّینه این یک بیش بود
لا جرم روز و شبم با خویش بود

خویشتن را دوش مى ‏دیدم به خواب‏
در بهشت عدن همچون آفتاب‏

آن همه زرّینه‏ها بد بر تنم
مى‏ ندیدم این دو دست اورنجنم‏

گفتم آن بد یادگار مادرم‏
مى ‏نبینم، لاجرم زان غم خورم‏

حور جنّت گفت از آن دیگر مگوى
این فرستادى و بس دیگر مجوى‏

آنچه تو آنجا فرستادى به ناز
لاجرم آن پیشت آوردیم باز

«و كأن قد نزل بكم المخوف، فلا رجعة تنالون، و لا عثرة تقالون.» و حال آنكه بتحقيق نازل شده به شما امر ترسيده شده از آن. پس نه بازگشتى است شما را كه به آن برسيد، و نه گناهى كه عفو كرده شويد.

عطّار:

اى دل آخر مى ‏بباید مرد زار
کار کن کامروز دارى روزگار

بر پل دنیا چه منزل مى‏ کنى‏
خیز اگر ره توشه حاصل مى ‏کنى‏

مولانا:

از روز قیامت جهان سوز بترس
وز ناوک انتقام دلدوز بترس‏

اى در شب حرص خفته در خواب دراز
صبح اجلت دمید از روز بترس‏

«استعملنا اللّه و إيّاكم بطاعته و طاعة رسوله، و عفا عنّا و عنكم بفضل رحمته.» كار بندد خداى تعالى ما و شما را به فرمانبردارى او و فرمان رسول او، و درگذرد از گناهان ما و شما با فزونى بخشايش او.

«الزموا الأرض، و اصبروا على البلاء. و لا تحرّكوا بأيديكم و سيوفكم و هوى ألسنتكم،» ملازم شويد زمين را، و ثبات ورزيد و صبر كنيد بر بلا، و حركت مكنيد به دستهاى شما و تيغهاى شما و خواهش زبانهاى شما به سبّ و شتم.

«لزوم الأرض» كناية عن الثبات في زمن الفتنة، و عدم النهوض و الجهاد ما لم يقم لهم قائم حقّ.

قيل: هو خطاب خاصّ بمن يكون بعده من أصحابه، و هو ألسنتهم ارادتهم للسبّ و الشتم.

«و لا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم.» و تعجيل مكنيد به آنچه تعجيل نكرده است خداى تعالى شما را، يعنى جهاد.

«فإنّه من مات منكم على فراشه و هو على معرفة حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته مات شهيدا،» پس بدرستى كه آن كس كه بميرد از شما بر بستر خود، و حال آنكه او بر شناخت پروردگار خود و شناخت حقّ رسول او و اهل بيت او باشد، پس بتحقيق مرده است شهيد.

«و وقع أجره على اللّه،» و باشد مزد او بر خداى.

«و استوجب ثواب ما نوى من صالح عمله،» و مستوجب شود پاداش آنچه نيّت كرده است از عمل شايسته او.

«و قامت النّيّة مقام إصلاته بسيفه،» و آن نيّت قائم مقام شمشير از نيام كشيدن اوست در لحوق به درجه شهدا.

«فإنّ لكلّ شي‏ء مدّة و أجلا.» پس بدرستى كه هر چيزى را مدّتى است و وقتى معيّن.

منهاج ‏الولاية في‏ شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج 2 عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 989-1005