خطبه 219 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

219 و من كلام له ع

وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً- أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً- لِبَعْضِ الْعِبَادِ- وَ غَاصِباً لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحُطَامِ- وَ كَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا- وَ يَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا- وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وَ قَدْ أَمْلَقَ- حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً- وَ رَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ غُبْرَ الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ- كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ- وَ عَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَ كَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً- فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي- وَ أَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقَتِي- فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا- فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا- وَ كَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا- فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ- أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ- وَ تَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ- أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَ لَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى- وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ فِي وِعَائِهَا- وَ مَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا- كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِيقِ حَيَّةٍ أَوْ قَيْئِهَا- فَقُلْتُ أَ صِلَةٌ أَمْ زَكَاةٌ أَمْ صَدَقَةٌ- فَذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ- فَقَالَ لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ وَ لَكِنَّهَا هَدِيَّةٌ- فَقُلْتُ هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ أَ عَنْ دِينِ اللَّهِ أَتَيْتَنِي لِتَخْدَعَنِي- أَ مُخْتَبِطٌ أَمْ ذُو جِنَّةٌ أَمْ تَهْجُرُ- وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا- عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍمَا فَعَلْتُهُ- وَ إِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا- مَا لِعَلِيٍّ وَ لِنَعِيمٍ يَفْنَى وَ لَذَّةٍ لَا تَبْقَى- نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ وَ قُبْحِ الزَّلَلِ وَ بِهِ نَسْتَعِينُ السعدان نبت ذو شوك- يقال له حسك السعدان و حسكة السعدان- و تشبه به حلمة الثدي فيقال سعدانة الثندوة- و هذا النبت من أفضل مراعي الإبل- و في المثل مرعى و لا كالسعدان- و نونه زائدة لأنه ليس في الكلام فعلال غير مضاعف- إلا خزعال و هو ظلع يلحق الناقة- و قهقار و هو الحجر الصلب- و قسطال و هو الغبار- .

و المسهد الممنوع النوم و هو السهاد- . و الأغلال القيود و المصفد المقيد- و الحطام عروض الدنيا و متاعها- شبه لزواله و سرعة فنائه بما يتحطم من العيدان و يتكسر- . ثم قال كيف أظلم الناس لأجل نفس تموت سريعا- يعني نفسه ع- . فإن قلت أ ليس قوله عن نفس يسرع إلى البلى قفولها- يشعر بمذهب من قال بقدم الأنفس- لأن القفول الرجوع- و لا يقال في مذهبه للمسافرة قافلة إلا إذا كانت راجعة- . قلت لا حاجة إلى القول بقدم الأنفس محافظة على هذه اللفظة- و ذلك لأن النفس إذا كانت حادثة فقد كان أصلها العدم- فإذا مات الإنسان عدمت نفسه فرجعت إلى العدم الأصلي- و هو المعبر عنه بالبلى- .

و أملق افتقر- قال تعالى وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ- . و استماحني طلب مني أن أعطيه صاعا من الحنطة- و الصاع أربعة أمداد و المد رطل و ثلث- فمجموع ذلك خمسة أرطال و ثلث رطل- و جمع الصاع أصوع و إن شئت همزت- و الصواع لغة في الصاع و يقال هو إناء يشرب فيه- . و العظلم بالكسرة في الحرفين- نبت يصبغ به ما يراد اسوداده- و يقال هو الوسمة- و شعث الألوان أي غبر- . و أصغيت إليه أملت سمعي نحوه- . و أتبع قياده أطيعه و انقاد له- . و أحميت الحديدة في النار فهي محماة- و لا يقال حميت الحديدة- . و ذي دنف أي ذي سقم مؤلم- . و من ميسمها من أثرها في يده- . و ثكلتك الثواكل دعاء عليه و هو جمع ثاكلة- و فواعل لا يجي‏ء إلا جمع المؤنث إلا فيما شذ- نحو فوارس أي ثكلتك نساؤك- . قوله أحماها إنسانها أي صاحبها- و لم يقل إنسان- لأنه يريد أن يقابل هذه اللفظة بقوله جبارها- .

و سجرها بالتخفيف أوقدها و أحماها- و السجور ما يسجر به التنور- . قوله بملفوفة في وعائها- كان أهدى له الأشعث بن قيس نوعا من الحلواء تأنق فيه- و كان ع يبغض الأشعث لأن الأشعث كان يبغضه- و ظن الأشعث أنه يستميله بالمهاداة- لغرض دنيوي كان في نفس الأشعث- و كان أمير المؤمنين‏ع يفطن لذلك و يعلمه- و لذلك رد هدية الأشعث- و لو لا ذلك لقبلها لأن النبي ص قبل الهدية- و قد قبل علي ع هدايا جماعة من أصحابه- و دعاء بعض من كان يأنس إليه- إلى حلواء عملها يوم نوروز فأكل- و قال لم عملت هذا فقال لأنه يوم نوروز- فضحك و قال نوروزا لنا في كل يوم إن استطعتم- . و كان ع من لطافة الأخلاق و سجاحة الشيم- على قاعدة عجيبة جميلة- و لكنه كان ينفر عن قوم كان يعلم من حالهم الشنآن له- و عمن يحاول أن يصانعه بذلك عن مال المسلمين- و هيهات حتى يلين لضرس الماضغ الحجر- . و قال بملفوفة في وعائها لأنه كان طبق مغطى- .

ثم قال و معجونة شنئتها أي أبغضتها و نفرت عنها- كأنها عجنت بريق الحية أو بقيئها- و ذلك أعظم الأسباب للنفرة من المأكول- . و قال الراوندي وصفها باللطافة فقال- كأنها عجنت بريق الحية و هذا تفسير أبعد من الصحيح- . قوله أ صلة أم زكاة أم صدقة- فذلك محرم علينا أهل البيت- الصلة العطية لا يراد بها الأجر- بل يراد وصلة التقرب إلى الموصول- و أكثر ما تفعل للذكر و الصيت- و الزكاة هي ما تجب في النصاب من المال- . و الصدقة هاهنا هي صدقة التطوع- و قد تسمى الزكاة الواجبة صدقة- إلا أنها هنا هي النافلة- . فإن قلت كيف قال فذلك محرم علينا أهل البيت- و إنما يحرم عليهم الزكاة الواجبة خاصة- و لا يحرم عليهم صدقة التطوع و لا قبول الصلات- قلت أراد بقوله أهل البيت الأشخاص الخمسة- محمدا و عليا و فاطمة و حسنا و حسيناع- فهؤلاء خاصة دون غيرهم من بني هاشم- محرم عليهم الصلة و قبول الصدقة- و أما غيرهم من بني هاشم فلا يحرم عليهم إلا الزكاة الواجبة خاصة- .

فإن قلت- كيف قلت إن هؤلاء الخمسة يحرم عليهم قبول الصلات- و قد كان حسن و حسين ع يقبلان صلة معاوية- . قلت كلا لم يقبلا صلته و معاذ الله أن يقبلاها- و إنما قبلا منه ما كان يدفعه إليهما- من جملة حقهما من بيت المال- فإن سهم ذوي القربى منصوص عليه في الكتاب العزيز- و لهما غير سهم ذوي القربى سهم آخر للإسلام من الغنائم- . قوله هبلتك الهبول أي ثكلتك أمك- و الهبول التي لها عادة بثكل الولد- .

فإن قلت ما الفرق بين مختبط و ذي جنة و يهجر- . قلت المختبط المصروع من غلبه الأخلاط السوداوية- أو غيرها عليه- و ذو الجنة من به مس من الشيطان- و الذي يهجر هو الذي يهذي في مرض ليس بصرع- كالمحموم و المبرسم و نحوهما- . و جلب الشعيرة بضم الجيم قشرها- و الجلب و الجلبة أيضا جليدة تعلو الجرح عند البرء- يقال منه جلب الجرح يجلب و يجلب- و أجلب الجرح أيضا- و يقال للجليدة التي تجعل على القتب جلبة أيضا- . و تقضمها بفتح الضاد و الماضي قضم بالكسر

نبذ من أخبار عقيل بن أبي طالب

و عقيل هو عقيل بن أبي طالب ع- بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف- أخو أمير المؤمنين ع لأمه و أبيه- و كان بنو أبي طالب أربعة- طالب و هو أسن من عقيل بعشر سنين- و عقيل و هو أسن من جعفر بعشر سنين- و جعفر و هو أسن من علي بعشر سنين- و علي و هو أصغرهم سنا و أعظمهم قدرا- بل و أعظم الناس بعد ابن عمه قدرا- . و كان أبو طالب يحب عقيلا أكثر من حبه سائر بنيه- فلذلك قال للنبي ص و للعباس حين أتياه- ليقتسما بنيه عام المحل فيخففا عنه ثقلهم- دعوا لي عقيلا و خذوا من شئتم فأخذ العباس جعفرا- و أخذ محمد ص عليا ع- .

و كان عقيل يكنى أبا يزيد-قال له رسول الله ص يا أبا يزيد إني أحبك حبين- حبا لقرابتك مني و حبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك- . أخرج عقيل إلى بدر مكرها كما أخرج العباس- فأسر و فدي و عاد إلى مكة- ثم أقبل مسلما مهاجرا قبل الحديبية- و شهد غزوة مؤتة مع أخيه جعفر ع- و توفي في خلافة معاوية في سنة خمسين- و عمره ست و تسعون سنة- . و له دار بالمدينة معروفة- و خرج إلى العراق ثم إلى الشام ثم عاد إلى المدينة- و لم يشهد مع أخيه أمير المؤمنين ع شيئا من حروبه- أيام خلافته- و عرض نفسه و ولده عليه فأعفاه و لم يكلفه حضور الحرب- . و كان أنسب قريش و أعلمهم بأيامها- و كان مبغضا إليهم لأنه كان يعد مساوئهم-و كانت له طنفسة تطرح في مسجد رسول الله ص فيصلي عليها- و يجتمع إليه الناس في علم النسب و أيام العرب- و كان حينئذ قد ذهب بصره- و كان أسرع الناس جوابا و أشدهم عارضة- .

كان يقال إن في قريش أربعة يتحاكم إليهم- في علم النسب و أيام قريش- و يرجع إلى قولهم عقيل بن أبي طالب- و مخرمة بن نوفل الزهري و أبو الجهم بن حذيفة العدوي- و حويط بن عبد العزى العامري- . و اختلف الناس في عقيل- هل التحق بمعاوية و أمير المؤمنين حي فقال قوم نعم- و رووا أن معاوية قال يوما و عقيل عنده هذا أبو زيد- لو لا علمه أني خير له من أخيه لما أقام عندنا و تركه- فقال عقيل أخي خير لي في ديني- و أنت خير لي في دنياي و قد آثرت دنياي- أسأل الله خاتمة خير- .

و قال قوم- إنه لم يعد إلى معاوية إلا بعد وفاة أمير المؤمنين ع- و استدلوا على ذلك بالكتاب الذي كتبه إليه في آخر خلافته- و الجواب الذي أجابه ع و قد ذكرناه فيما تقدم- و سيأتي ذكره أيضا في باب كتبه ع- و هذا القول هو الأظهر عندي و روى المدائني- قال قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب- هل من حاجة فأقضيها لك- قال نعم جارية عرضت علي و أبى أصحابها أن يبيعوها- إلا بأربعين ألفا- فأحب معاوية أن يمازحه فقال- و ما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا و أنت أعمى- تجتزئ بجارية قيمتها خمسون درهما- قال أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما- إذا أغضبته يضرب عنقك بالسيف- فضحك معاوية و قال مازحناك يا أبا يزيد- و أمر فابتيعت له الجاريةالتي أولد منها مسلما- فلما أتت على مسلم ثماني عشرة سنة و قد مات عقيل أبوه- قال لمعاوية- يا أمير المؤمنين إن لي أرضا بمكان كذا من المدينة- و إني أعطيت بها مائة ألف- و قد أحببت أن أبيعك إياها فادفع إلي ثمنها- فأمر معاوية بقبض الأرض و دفع الثمن إليه- .

فبلغ ذلك الحسين ع فكتب إلى معاوية أما بعد فإنك غررت غلاما من بني هاشم- فابتعت منه أرضا لا يملكها- فاقبض من الغلام ما دفعته إليه و اردد إلينا أرضنا- . فبعث معاوية إلى مسلم فأخبره ذلك- و أقرأه كتاب الحسين ع- و قال اردد علينا مالنا و خذ أرضك فإنك بعت ما لا تملك- فقال مسلم أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا- فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه- فقال يا بني هذا و الله كلام قاله لي أبوك- حين ابتعت له أمك- . ثم كتب إلى الحسين إني قد رددت عليكم الأرض- و سوغت مسلما ما أخذ- فقال الحسين ع أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما- .

و قال معاوية لعقيل- يا أبا يزيد أين يكون عمك أبو لهب اليوم- قال إذا دخلت جهنم- فاطلبه تجده مضاجعا لعمتك أم جميل بنت حرب بن أمية- . و قالت له زوجته ابنة عتبة بن ربيعة- يا بني هاشم لا يحبكم قلبي أبدا- أين عمي أين أخي كان أعناقهم أباريق الفضة- ترى آنافهم الماء قبل شفاههم- قال إذا دخلت جهنم فخذي على شمالك- .

سأل معاوية عقيلا عن قصة الحديدة المحماة المذكورة- فبكى و قال أنا أحدثك يا معاوية عنه- ثم أحدثك عما سألت- نزل بالحسين ابنه ضيف فاستسلف درهما اشترى به خبزا- و احتاج إلى الإدام فطلب من قنبر خادمهم- أن يفتح له زقا من زقاق عسل جاءتهم من اليمن- فأخذ منه رطلا فلما طلبها ع ليقسمها- قال يا قنبر أظن أنه حدث بهذا الزق حدث- فأخبره فغضب ع- و قال علي بحسين- فرفع عليه الدرة- فقال بحق عمي جعفر- و كان إذا سئل بحق جعفر سكن- فقال له ما حملك أن أخذت منه قبل القسمة- قال إن لنا فيه حقا فإذا أعطيناه رددناه- قال فداك أبوك و إن كان لك فيه حق- فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم- أما لو لا أني رأيت رسول الله ص يقبل ثنيتك لأوجعتك ضربا- ثم دفع إلى قنبر درهما كان مصرورا في ردائه- و قال اشتر به خير عسل تقدر عليه- قال عقيل- و الله لكأني أنظر إلى يدي علي و هي على فم الزق- و قنبر يقلب العسل فيه- ثم شده و جعل يبكي- و يقول اللهم اغفر لحسين فإنه لم يعلم- . فقال معاوية ذكرت من لا ينكر فضله- رحم الله أبا حسن فلقد سبق من كان قبله- و أعجز من يأتي بعده هلم حديث الحديدة- .

قال نعم أقويت و أصابتني مخمصة شديدة- فسألته فلم تند صفاته فجمعت صبياني و جئته بهم- و البؤس و الضر ظاهران عليهم- فقال ائتني عشية لأدفع إليك شيئا- فجئته يقودني أحد ولدي فأمره بالتنحي- ثم قال أ لا فدونك فأهويت حريصا قد غلبني الجشع- أظنها صرة فوضعت يدي على حديدة تلتهب نارا- فلما قبضتها نبذتها- و خرت كما يخور الثور تحت يد جازره- فقال لي ثكلتك أمك- هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا- فكيف بك و بي غدا إن سلكنا في سلاسل جهنم- ثم قرأ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ- . ثم قال ليس لك عندي فوق حقك- الذي فرضه الله لك إلا ما ترى- فانصرف إلى أهلك- . فجعل معاوية يتعجب- و يقول هيهات هيهات عقمت النساء أن يلدن مثله

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 11

 

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.