google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
1 نامه ها شرح ابن ابی الحدیدنامه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

نامه 6 شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

6 و من كتاب له ع إلى معاوية

إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ- عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ- فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ- وَ لَا لِلْغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ- وَ إِنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ- فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وَ سَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ لِلَّهِ رِضًا- فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ- بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ رَدُّوهُ إِلَى مَا خَرَجَ مِنْهُ- فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتَّبَاعِهِ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ- وَ وَلَّاهُ اللَّهُ مَا تَوَلَّى- وَ لَعَمْرِي يَا مُعَاوِيَةُ لَئِنْ نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ- لَتَجِدَنِّي أَبْرَأَ النَّاسِ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ- وَ لَتَعْلَمَنَّ أَنِّي كُنْتُ فِي عُزْلَةٍ عَنْهُ- إِلَّا أَنْ تَتَجَنَّى فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ وَ السَّلَامُ

قد تقدم ذكر هذا الكلام- في أثناء اقتصاص مراسلة أمير المؤمنين ع- معاوية بجرير بن عبد الله البجلي- و قد ذكره أرباب السيرة كلهم- و أورده شيوخنا المتكلمون في كتبهم- احتجاجا على صحة الاختيار و كونه طريقا إلى الإمامة- و أول الكتاب- أما بعد- فإن بيعتي بالمدينة لزمتك و أنت بالشام- لأنه بايعني القوم الذين بايعوا إلى آخر الفصل- .

و المشهور المروي- فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة- أي رغبة عن ذلك الإمام الذي وقع الاختيار له- . و المروي بعد قوله ولاه الله بعد ما تولى- و أصلاه جهنم و ساءت مصيرا- و إن طلحة و الزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي- فكان نقضهما كردتهما فجاهدتهما على ذلك- حتى جاء الحق و ظهر أمر الله و هم كارهون- فادخل فيما دخل فيه المسلمون- فإن أحب الأمور إلي فيك العافية- إلا أن تتعرض للبلاء فإن تعرضت له قاتلتك- و استعنت بالله عليك- و قد أكثرت في قتلة عثمان- فادخل فيما دخل الناس فيه- ثم حاكم القوم إلي أحملك و إياهم على كتاب الله- فأما تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن- و لعمري يا معاوية إن نظرت بعقلك – إلى آخر الكلام- .

و بعده و اعلم أنك من الطلقاء- الذين لا تحل لهم الخلافة و لا تعترض بهم الشورى- و قد أرسلت إليك جرير بن عبد الله البجلي- و هو من أهل الإيمان و الهجرة فبايع و لا قوة إلا بالله- . و اعلم أن هذا الفصل دال بصريحه- على كون الاختيار طريقا إلى الإمامة- كما يذكره أصحابنا المتكلمون- لأنه احتج على معاوية ببيعة أهل الحل و العقد له- و لم يراع في ذلك إجماع المسلمين كلهم- و قياسه على بيعة أهل الحل و العقد لأبي بكر- فإنه ما روعي فيها إجماع المسلمين- لأن سعد بن عبادة لم يبايع- و لا أحد من أهل بيته و ولده- و لأن عليا و بني هاشم و من انضوى إليهم- لم يبايعوا في مبدإ الأمر و امتنعوا- و لم يتوقف المسلمون في تصحيح إمامة أبي بكر- و تنفيذ أحكامه على بيعتهم- و هذا دليل على صحة الاختيار- و كونه طريقا إلى الإمامة- و أنه لا يقدح في إمامته ع- امتناع معاوية من البيعة و أهل الشام- فأما الإمامية فتحمل هذا الكتاب منه ع على التقية- و تقول إنه ما كان يمكنه‏ أن يصرح لمعاوية- في مكتوبه بباطن الحال- و يقول له أنا منصوص علي من رسول الله ص- و معهود إلى المسلمين أن أكون خليفة فيهم بلا فصل- فيكون في ذلك طعن على الأئمة المتقدمين- و تفسد حاله مع الذين بايعوه من أهل المدينة- و هذا القول من الإمامية دعوى- لو عضدها دليل لوجب أن يقال بها و يصار إليها- و لكن لا دليل لهم على ما يذهبون إليه- من الأصول التي تسوقهم إلى حمل هذا الكلام على التقية- .

فأما قوله ع- و قد أكثرت في قتلة عثمان- فادخل فيما دخل فيه المسلمون- ثم حاكم القوم إلي أحملك و إياهم على كتاب الله- فيجب أن يذكر في شرحه ما يقول المتكلمون في هذه الواقعة- قال أصحابنا المعتزلة رحمهم الله- هذا الكلام حق و صواب- لأن أولياء الدم يجب أن يبايعوا الإمام- و يدخلوا تحت طاعته- ثم يرفعوا خصومهم إليه- فإن حكم بالحق استديمت إمامته- و إن حاد عن الحق انقضت خلافته- و أولياء عثمان الذين هم بنوه- لم يبايعوا عليا ع و لا دخلوا تحت طاعته ثم- و كذلك معاوية ابن عم عثمان لم يبايع و لا أطاع- فمطالبتهم له بأن يقتص لهم من قاتلي عثمان- قبل بيعتهم إياه و طاعتهم له ظلم منهم و عدوان- .

فإن قلت هب أن القصاص من قتلة عثمان- موقوف على ما ذكره ع- أ ما كان يجب عليه لا من طريق القصاص أن ينهى عن المنكر- و أنتم تذهبون إلى أن النهي عن المنكر واجب- على من هو سوقة فكيف على الإمام الأعظم- قلت هذا غير وارد هاهنا- لأن النهي عن المنكر إنما يجب قبل وقوع المنكر- لكيلا يقع- فإذا وقع المنكر فأي نهي يكون عنه- و قد نهى علي ع أهل مصر و غيرهم- عن قتل عثمان قبل قتله مرارا- و نابذهم بيده و لسانه و بأولاده فلم يغن‏ شيئا- و تفاقم الأمر حتى قتل- و لا يجب بعد القتل إلا القصاص- فإذا امتنع أولياء الدم من طاعة الإمام- لم يجب عليه أن يقتص من القاتلين- لأن القصاص حقهم- و قد سقط ببغيهم على الإمام و خروجهم عن طاعته- و قد قلنا نحن فيما تقدم- أن القصاص إنما يجب على من باشر القتل- و الذين باشروا قتل عثمان- قتلوا يوم قتل عثمان في دار عثمان- و الذين كان معاوية يطالبهم بدم عثمان لم يباشروا القتل- و إنما كثروا السواد و حصروه عثمان في الدار- و أجلبوا عليه و شتموه و توعدوه- و منهم من تسور عليه داره و لم ينزل إليه- و منهم من نزل فحضر محضر قتله و لم يشرك فيه- و كل هؤلاء لا يجب عليهم القصاص في الشرع

جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 

و قد ذكرنا فيما تقدم- شرح حال جرير بن عبد الله البجلي- في إرسال علي ع إياه إلى معاوية مستقصى- و ذكر الزبير بن بكار في الموفقيات- أن عليا ع لما بعث جريرا إلى معاوية- خرج و هو لا يرى أحدا قد سبقه إليه- قال فقدمت على معاوية فوجدته يخطب الناس- و هم حوله يبكون حول قميص عثمان- و هو معلق على رمح مخضوب بالدم- و عليه أصابع زوجته نائلة بنت الفرافصة مقطوعة- فدفعت إليه كتاب علي ع- و كان معي في الطريق رجل يسير بسيري- و يقيم بمقامي- فمثل بين يديه في تلك الحال و أنشده-

إن بني عمك عبد المطلب
هم قتلوا شيخكم غير كذب‏
و أنت أولى الناس بالوثب فثب‏

 و قد ذكرنا تمام هذه الأبيات فيما تقدم- .

قال ثم دفع إليه كتابا- من الوليد بن عقبة بن أبي معيط- و هو أخو عثمان لأمه- كتبه مع هذا الرجل من الكوفة سرا أوله- معاوي إن الملك قد جب غاربه‏- . الأبيات التي ذكرنا فيما تقدم- . قال فقال لي معاوية- أقم فإن الناس قد نفروا عند قتل عثمان حتى يسكنوا- فأقمت أربعة أشهر- ثم جاءه كتاب آخر من الوليد بن عقبة أوله-

ألا أبلغ معاوية بن حرب
فإنك من أخي ثقة مليم‏

قطعت الدهر كالسدم المعنى‏
تهدر في دمشق و لا تريم‏

و إنك و الكتاب إلى علي
كدابغة و قد حلم الأديم‏

فلو كنت القتيل و كان حيا
لشمر لا ألف و لا سئوم‏

قال فلما جاءه هذا الكتاب- وصل بين طومارين أبيضين- ثم طواهما و كتب عنوانهما-من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب- و دفعهما إلي لا أعلم ما فيهما- و لا أظنهما إلا جوابا- و بعث معي رجلا من بني عبس لا أدري ما معه- فخرجنا حتى قدمنا إلى الكوفة- و اجتمع الناس في المسجد لا يشكون أنها بيعة أهل الشام- فلما فتح علي ع الكتاب لم يجد شيئا- و قام العبسي فقال من هاهنا من أحياء قيس- و أخص من قيس غطفان- و أخص من غطفان عبسا- إني أحلف بالله لقد تركت تحت قميص عثمان- أكثر من خمسين ألف شيخ خاضبي لحاهم بدموع أعينهم- متعاقدين متحالفين ليقتلن قتلته في البر و البحر- و إني أحلف بالله ليقتحمنها عليكم ابن أبي سفيان- بأكثر من أربعين ألفا من خصيان الخيل- فما ظنكم بعد بما فيها من الفحول- ثم دفع إلى علي ع- كتابا من معاوية ففتحه فوجد فيه-
أتاني أمر فيه للنفس غمة و فيه اجتداع للأنوف أصيل‏

مصاب أمير المؤمنين و هده‏
تكاد لها صم الجبال تزول‏

 و قد ذكرنا هذا الشعر فيما تقدم

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 14

 

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=