نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 419 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 411 صبحی صالح

411-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )لَا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ وَ بَلَاغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَك‏

حکمت 419 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

419 وَ قَالَ ع: لَا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ-  وَ بَلَاغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ يقول لا شبهة أن الله تعالى هو الذي أنطقك-  و سدد لفظك و علمك البيان كما قال سبحانه-  خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ-  فقبيح أن يجعل الإنسان ذرب لسانه-  و فصاحة منطقه-  على من أنطقه و أقدره على العبادة-  و قبيح أن يجعل الإنسان بلاغة قوله-  على من سدد قوله-  و جعله بليغا حسن التعبير على المعاني التي في نفسه-  و هذا كمن ينعم على إنسان بسيف-  فإنه يقبح منه أن يقتله بذلك السيف ظلما-  قبحا زائدا على ما لو قتله بغير ذلك السيف-  و ما أحسن قول المتنبي في سيف الدولة-

و لما كسا كعبا ثيابا طغوا بها
رمى كل ثوب من سنان بخارق‏

و ما يوجع الحرمان من كف حازم‏
كما يوجع الحرمان من كف رازق‏

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (419)

لا تجعلن ذرب لسانك على من انطقك، و بلاغة قولك على من سدّدك.

«تيزى زبان خودت را براى آن كس كه تو را به سخن آورده قرار مده و رسايى گفتارت را براى آن كس كه تو را استوار كرد قرار مده.» مى ‏فرمايد: شبهه ‏اى در اين نيست كه خداوند تو را به سخن آورده است و سخن تو را استوار فرموده است و بيان را به تو آموخته است، همچنان كه خداوند سبحان فرموده‏ است: «آدمى را آفريد و بيان را به او آموخت.» بنابراين بسيار زشت است كه آدمى تيززبانى و فصاحت خود را براى ستيز با كسى قرار دهد كه او را به سخن آورده و به عبادت توانا ساخته است و همچنين زشت است كه بلاغت خود را براى كسى قرار دهد كه او را بليغ فرموده تا بتواند معنيهاى درونى خود را بيان كند، و اين مثل آن است كه كسى به ديگرى شمشيرى دهد و او با آن شمشير با ظلم و ستم آن شخص را بكشد و زشتى اين كار فزون بر آن است كه او را با شمشير ديگرى بكشد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 418 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 410 صبحی صالح

410-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )التُّقَى رَئِيسُ الْأَخْلَاقِ

حکمت 418 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

418 وَ قَالَ ع: التُّقَى رَئِيسُ الْأَخْلَاقِ يعني رئيس الأخلاق الدينية-  لأن الأخلاق الحميدة-  كالجود و الشجاعة و الحلم و العفة و غير ذلك-  لو قدرنا انتفاء التكاليف العقلية و الشرعية-  لم يكن التقى رئيسا لها-  و إنما رئاسة التقى لها مع ثبوت التكليف-  لا سيما الشرعي-  و التقى في الشرع هو الورع و الخوف من الله-  و إذا حصل حصلت الطاعات كلها-  و انتفت القبائح كلها فصار الإنسان معصوما-  و تلك طبقة عالية-  و هي أشرف من جميع الطبقات التي يمدح بها الإنسان-  نحو قولنا جواد أو شجاع أو نحوهما-  لأنها طبقة ينتقل الإنسان منها-  إلى الجنة و دار الثواب الدائم-  و هذه مزية عظيمة-  يفضل بها على سائر طبقات الأخلاق

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (418)

التقى رئيس الاخلاق.

«پرهيزگارى مهتر خلقهاست.»

يعنى مهتر و سر اخلاق دينى، و اين بدان سبب است كه اخلاق پسنديده همچون جود و بردبارى و شجاعت و عفت، در صورتى كه فرض كنيم تكاليف عقلى و شرعى هم وجود نداشته باشد، پسنديده است و تقوى نمى‏تواند مهتر آنها باشد و رياست و مهترى پرهيزگارى فقط با ثبوت تكاليف به ويژه تكاليف شرعى است، تقوى در شريعت عبارت از ترس و بيم از خداوند است و اگر تقوى فراهم آمد همه طاعات فراهم مى‏ آيد و همه زشتيها از ميان مى ‏رود و انسان معصوم مى ‏شود كه عصمت برترين طبقه رشد آدمى است و برتر از همه صفاتى است كه آدم به آن ستوده مى ‏شود از قبيل شجاعت و بخشندگى و ديگر صفات پسنديده. عصمت و تقوى چنان فضيلتى است كه آدمى با آن به بهشت و سراى پاداش جاودانه منتقل مى ‏شود و اين خود بزرگترين مزيتى است كه بر همه طبقات ديگر اخلاق برترى دارد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 417 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 409 صبحی صالح

409-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ

حکمت 417 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

417 وَ قَالَ ع: الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ هذا مثل

قول الشاعر

تخبرني العينان ما القلب كاتم
و ما جن بالبغضاء و النظر الشزر

يقول ع- كما أن الإنسان إذا نظر في المصحف قرأ ما فيه- كذلك إذا أبصر الإنسان صاحبه- فإنه يرى قلبه بوساطة رؤية وجهه- ثم يعلم ما في قلبه- من حب و بغض و غيرهما- كما يعلم برؤية الخط الذي في المصحف- ما يدل الخط عليه- .

و قال الشاعر

إن العيون لتبدي في تقلبها
ما في الضمائر من ود و من حنق‏

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (417)

و قال عليه السّلام: القلب مصحف البصر.

«و فرموده است: دل مصحف ديده است.»

يعنى همان گونه كه چون آدمى در مصحف مى‏ نگرد آنچه را كه در آن است مى‏ خواند هرگاه به دوست خود مى ‏نگرد با ديدن چهره او آنچه را كه در دل اوست مى‏ بيند و مى‏ داند كه در دل او چه محبت يا چه كينه ‏اى است، همان‏گونه كه با ديدن خط مصحف آنچه را كه خط به آن دلالت مى‏ كند مى‏ فهمد، شاعرى در اين مورد چنين‏ سروده است: «چشمها در گردش خود آنچه از دوستى و كينه را كه در دلهاست آشكار مى‏ سازد.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 416 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 408 صبحی صالح

408-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ

حکمت 416 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

416 وَ قَالَ ع: مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ هذا مثل قوله في موضع آخر-  من أبدى صفحته للحق هلك-  و نحو هذا قول الطائي-

و من قامر الأيام عن ثمراتها
فأحج بها أن تنجلي و لها القمر

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (416)

من صارع الحق صرعه.

«هر كس با حق در آويخت حق هم با او در آويخت.» يا «هر كه بيندازد حق را، حق او را بيفكند.»

نظير سخن ديگر آن حضرت است كه فرموده است: «هر كس ستيز خود را با حق آشكار سازد هلاك مى ‏شود.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 415 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 407 صبحی صالح

407-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ امْرَأً عَقْلًا إِلَّا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْماً مَا

حکمت 415 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

415 قَالَ ع: مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ امْرَأً عَقْلًا إِلَّا لِيَسْتَنْقِذَهُ بِهِ يَوْماً مَا لا بد أن يكون للبارئ تعالى في إيداع العقل-  قلب زيد مثلا غرض-  و لا غرض إلا أن يستدل به على ما فيه نجاته و خلاصه-  و ذلك هو التكليف-  فإن قصر في النظر و جهل و أخطأ الصواب-  فلا بد أن ينقذه عقله-  من ورطة من ورطات الدنيا-  و ليس يخلو أحد عن ذلك أصلا-  لأن كل عاقل لا بد أن يتخلص من مضرة-  سبيلها أن تنال بإعمال فكرته-  و عقله في الخلاص منها-  فالحاصل أن العقل إما أن ينقذ الإنقاذ الديني-  و هو الفلاح و النجاح على الحقيقة-  أو ينقذ من بعض مهالك الدنيا و آفاتها-  و على كل حال فقد صح قول أمير المؤمنين ع-  و قد رويت هذه الكلمة مرفوعة-  و رويت إلا استنقذه به يوما ما- . وعنه ص العقل نور في القلب-  يفرق به بين الحق و الباطل- .

وعن أنس قال سئل رسول الله ص عن الرجل-  يكون حسن العقل كثير الذنوب-  فقال ما من بشر-  إلا و له ذنوب و خطايا يقترفها-  فمن كانت سجيته العقل و غريزته اليقين-  لم تضره ذنوبه-  قيل كيف ذلك يا رسول الله قال-كلما أخطأ لم يلبث أن يتدارك ذلك بتوبة و ندامة-  على ما فرط منه-  فيمحو ذنوبه و يبقى له فضل يدخل به الجنة

نكت في مدح العقل و ما قيل فيه

و قد تقدم من قولنا في العقل-  و ما ذكر فيه ما فيه كفاية-  و نحن نذكر هاهنا شيئا آخر-  كان يقال-  العاقل يروي ثم يروي و يخبر ثم يخبر- . و قال عبد الله بن المعتز-  ما أبين وجوه الخير و الشر في مرآة العقل- .

لقمان يا بني شاور من جرب الأمور-  فإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء-  و تأخذه أنت بالمجان- . أردشير بن بابك-  أربعة تحتاج إلى أربعة-  الحسب إلى الأدب و السرور إلى الأمن-  و القرابة إلى المودة و العقل إلى التجربة- . الإسكندر لا تحتقر الرأي الجزيل من الحقير-  فإن الدرة لا يستهان بها لهوان غائصها- . مسلمة بن عبد الملك-  ما ابتدأت أمرا قط بحزم-  فرجعت على نفسي بلائمة-  و إن كانت العاقبة علي-  و لا أضعت الحزم فسررت و إن كانت العاقبة لي- .

وصف رجل عضد الدولة بن بويه-  فقال لو رأيته-  لرأيت رجلا له وجه فيه ألف عين-  و فم فيه ألف لسان و صدر فيه ألف قلب- . أثنى قوم من الصحابة-  على رجل عند رسول الله ص-  بالصلاة و العبادة و خصال الخير حتى بالغوافقال ص كيف عقله قالوا يا رسول الله-نخبرك باجتهاده في العبادة و ضروب الخير-  و تسأل عن عقله-  فقال إن الأحمق ليصيب بحمقه-  أعظم مما يصيبه الفاجر بفجوره-  و إنما ترتفع العباد غدا في درجاتهم-  و ينالون من الزلفى من ربهم على قدر عقولهم- .

الريحاني العقل ملك و الخصال رعيته-  فإذا ضعف عن القيام عليها-  وصل الخلل إليها-  و سمع هذا الكلام أعرابي فقال هذا كلام يقطر عسله- . قال معن بن زائدة-  ما رأيت قفا رجل إلا عرفت عقله-  قيل فإن رأيت وجهه-  قال ذا كتاب يقرأ- . بعض الفلاسفة-  عقل الغريزة مسلم إلى عقل التجربة- .

بعضهم-  كل شي‏ء إذا كثر رخص إلا العقل-  فإنه إذا كثر غلا- . قالوا في قوله تعالى-  لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا-  أي من كان عاقلا- . و من كلامهم-  العاقل بخشونة العيش مع العقلاء-  آنس منه بلين العيش مع السفهاء- . أعرابي-  لو صور العقل أظلمت معه الشمس-  و لو صور الحمق لأضاء معه الليل- . قيل لحكيم متى عقلت قال حين ولدت-  فأنكروا ذلك فقال أما أنا فقد بكيت حين جعت-  و طلبت الثدي حين احتجت-  و سكت حين أعطيت-  يريد أن من عرف مقادير حاجته فهو عاقل- . المأمون-  إذا أنكرت من عقلك شيئا فاقدحه بعاقل- .

بزرجمهر-  العاقل الحازم إذا أشكل عليه الرأي-  بمنزلة من أضل لؤلؤة-  فجمع ما حول مسقطها من التراب-  ثم التمسها حتى وجدها-  و كذلك العاقل-  يجمع وجوه‏ الرأي في الأمر المشكل-  ثم يضرب بعضها في بعض-  حتى يستخلص الرأي الأصوب- . كان يقال-  هجين عاقل خير من هجان جاهل- . كان بعضهم إذا استشير قال لمشاوره-  أنظرني حتى أصقل عقلي بنومة- . إذا نزلت المقادير نزلت التدابير-  من نظر في المغاب ظفر بالمحاب-  من استدت عزائمه اشتدت دعائمه-  الرأي السديد أجدى من الأيد الشديد- . بعضهم-

و ما ألف مطرور السنان مشدد
يعارض يوم الروع رأيا مسددا

أبو الطيب-

الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهى المحل الثاني‏

فإذا هما اجتمعا لنفس حرة
بلغت من العلياء كل مكان‏

و لربما طعن الفتى أقرانه
بالرأي قبل تطاعن الأقران‏

لو لا العقول لكان أدنى ضيغم‏
أدنى إلى شرف من الإنسان‏

و لما تفاضلت النفوس و دبرت
أيدي الكماة عوالي المران‏

ذكر المأمون ولد علي ع-  فقال خصوا بتدبير الآخرة-  و حرموا تدبير الدنيا- . كان يقال-  إذا كان الهوى مقهورا تحت يد العقل-  و العقل مسلط عليه-  صرفت مساوئ صاحبه إلى المحاسن-  فعدت بلادته حلما و حدته ذكاء-  و حذره بلاغة و عية صمتا-  و جبنه حذرا و إسرافه جودا- .

و ذكر هذا الكلام عند بعضهم-  فقال هذه خصيصة الحظ-  نقلها مرتب هذا الكلام إلى العقل- . سمع محمد بن يزداد كاتب المأمون قول الشاعر-

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا

فأضاف إليه

و إن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا
فإن فساد العزم أن يتفندا

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (415)

قال عليه السّلام: ما استودع الله امرأ عقلا الا ليستنقذه به يوما ما.

و آن حضرت فرمود: «خداوند عقل را پيش كسى به وديعت ننهاد مگر براى اينكه او را روزى به يارى آن برهاند.»

ابن ابى الحديد ضمن شرح اين سخن روايات و نكته‏ هايى در فضيلت عقل آورده است كه به ترجمه چند مورد از آن بسنده مى‏ شود.

از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نقل است كه فرموده است: «عقل نورى در دل است كه با آن ميان حق و باطل فرق گذاشته مى ‏شود.» انس گويد: از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درباره مردى كه داراى عقل پسنديده و گناهان بسيار باشد پرسيده شد، فرمود: هيچ بشرى نيست مگر اينكه مرتكب خطاها و گناهانى مى‏ شود، هرگاه خوى كسى عقل و غريزه‏ اش يقين باشد، گناهانش او را زيانى نمى رساند. گفته شد: اى رسول خدا چگونه است فرمود: هرگاه خطايى كند چيزى نمى‏ گذرد كه آن را با توبه و پشيمانى جبران مى‏ كند و بدين گونه گناهانش پاك مى‏ شود و فضيلتى براى او باقى مى‏ ماند كه او را به بهشت مى‏ برد.

گفته شده است: عاقل نخست سيراب مى‏ شود و سپس سيراب مى ‏كند و نخست آگاه مى‏ شود و سپس آگاه مى‏ سازد.

عبد الله بن معتز گفته است: چهره ‏هاى بدى و نيكى در آينه عقل چه آشكار و ظاهر است.

اردشير بابكان گويد: چهار چيز محتاج چهار چيز است، حسب نيازمند ادب است و شادى نيازمند امنيت و نزديكى نيازمند دوستى و عقل نيازمند تجربه است.

اسكندر گويد: رأى پسنديده را از شخص كوچك، كوچك مشمار كه ارزش مرواريد به سبب خوارى غواص آن، زبون نمى‏ شود.

گروهى از اصحاب در حضور رسول خدا مردى را از لحاظ انجام دادن عبادت و نمازگزاردن و صفات خير ستايش كردند و چون در آن مورد زياده‏ روى كردند، پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرمود: عقل او چگونه است گفتند: اى رسول خدا ما از كوشش او در عبادت و كارهاى خير مى‏ گوييم و شما از عقل او مى‏ پرسيد. فرمود: آرى، احمق با حماقت خود به زيان بزرگترى مى ‏رسد تا تبهكار به تبهكاري هايش، و همانا فرداى قيامت مردم به درجات مقرب به خداوند خود به ميزان عقلهاى خود مى‏ رسند.

يكى از حكيمان گفته است: هر چيز چون فراوان شود ارزان مى‏شود، غير از عقل كه چون فزون شود گرانتر مى‏ شود.

در تفسير اين گفتار خداوند كه فرموده است: «تا هر كه را زنده است بيم دهد.»، گفته‏ اند يعنى كسى را كه عاقل باشد.

ديگر از سخنان حكيمان اين است، كه خردمند با زندگى سخت همراه خردمندان خشنودتر از زندگى مرفه همراه سفلگان است.

عربى بيابان نشين گفته است: اگر صورت عقل كشيده و مجسم شود، خورشيد در قبال آن تاريك مى‏شود و اگر چهره حماقت تصوير شود شب در قبال آن نورانى به نظر مى‏رسد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 414 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 406 صبحی صالح

406-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّهِ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ اتِّكَالًا عَلَى اللَّه‏

حکمت 414 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

414 وَ قَالَ ع: مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّهِ-  وَ أَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ-  اتِّكَالًا عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ قد تقدم شرح مثل هذه الكلمة مرارا- .

و قال الشاعر

قنعت فأعتقت نفسي و لن
أملك ذا ثروة رقها

و نزهتها عن سؤال الرجال‏
و منة من لا يرى حقها

و إن القناعة كنز اللبيب
إذا ارتتقت فتقت رتقها

سيبعث رزق الشفاه الغراث‏
و خمص البطون الذي شقها

فما فارقت مهجة جسمها
لعمرك أو وفيت رزقها

مواعيد ربك مصدوقة
إذا غيرها ففقدت صدقها

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (414)

و قال عليه السّلام: ما احسن تواضع الاغنياء للفقراء طلبا لما عند الله، و احسن منه تيه الفقراء على الاغنياء اتكالا على الله سبحانه.

و آن حضرت فرمود: «فروتنى توانگران در برابر بينوايان، براى جستجوى آنچه پيش خداوند است چه نيكوست، و نيكوتر از آن بزرگ منشى، بينوايان بر توانگران است براى توكل به خداوند سبحان.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 413 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 405 صبحی صالح

405-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ قَدْ سَمِعَهُ يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلَاماً دَعْهُ يَا عَمَّارُ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ عَلَى عَمْدٍ لَبَسَ عَلَى نَفْسِهِ لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ

حکمت 413 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

413: وَ قَالَ ع لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-  وَ قَدْ سَمِعَهُ يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلَاماً-  دَعْهُ يَا عَمَّارُ-  فَإِنَّهُ لَنْ يَأْخُذَ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا-  وَ عَلَى عَمْدٍ لَبَّسَ عَلَى نَفْسِهِ-  لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ

المغيرة بن شعبة

أصحابنا غير متفقين على السكوت على المغيرة-  بل أكثر البغداديين يفسقونه-  و يقولون فيه ما يقال في الفاسق-  و لما جاء عروة بن مسعود الثقفي-  إلى رسول الله ص عام الحديبية-  نظر إليه قائما على رأس رسول الله ص مقلدا سيفا-  فقيل من هذا قيل ابن أخيك المغيرة-  قال و أنت هاهنا يا غدر-  و الله إني إلى الآن ما غسلت سوءتك- . و كان إسلام المغيرة من غير اعتقاد صحيح-  و لا إنابة و نية جميلة-  كان قد صحب قوما في بعض الطرق فاستغفلهم و هم نيام-  فقتلهم و أخذ أموالهم و هرب-  خوفا أن يلحق فيقتل أو يؤخذ ما فاز به من أموالهم-  فقدم المدينة فأظهر الإسلام-  و كان رسول الله‏ ص لا يرد على أحد إسلامه-  أسلم عن علة أو عن إخلاص-  فامتنع بالإسلام و اعتصم و حمي جانبه- . ذكر حديثه أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني-  في كتاب الأغاني-  قال كان المغيرة يحدث حديث إسلامه-  قال خرجت مع قوم من بني مالك-  و نحن على دين الجاهلية إلى المقوقس ملك مصر-  فدخلنا إلى الإسكندرية-  و أهدينا للملك هدايا كانت معنا-  فكنت أهون أصحابي عليه-  و قبض هدايا القوم و أمر لهم بجوائز-  و فضل بعضهم على بعض-  و قصر بي فأعطاني شيئا قليلا لا ذكر له و خرجنا-  فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم و هم مسرورون-  و لم يعرض أحد منهم علي مواساة-  فلما خرجوا حملوا معهم خمرا-  فكانوا يشربون منها فأشرب معهم-  و نفسي تأبى أن تدعني معهم-  و قلت ينصرفون إلى الطائف بما أصابوا-  و ما حباهم به الملك-  و يخبرون قومي بتقصيره بي و ازدرائه إياي-  فأجمعت على قتلهم فقلت إني أجد صداعا-  فوضعوا شرابهم و دعوني-  فقلت رأسي يصدع و لكن اجلسوا فأسقيكم-  فلم ينكروا من أمري شيئا-  فجلست أسقيهم و أشرب القدح بعد القدح-  فلما دبت الكأس فيهم اشتهوا الشراب-  فجعلت أصرف لهم و أترع الكأس-  فيشربون و لا يدرون-  فأهمدتهم الخمر حتى ناموا ما يعقلون-  فوثبت إليهم فقتلتهم جميعا-  و أخذت جميع ما كان معهم- .

و قدمت المدينة فوجدت النبي ص بالمسجد-  و عنده أبو بكر و كان بي عارفا-  فلما رآني قال ابن أخي عروة قلت نعم-  قد جئت أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله-  فقال رسول الله ص الحمد لله-  فقال أبو بكر من مصر أقبلت قلت نعم-  قال فما فعل المالكيون الذين كانوا معك-  قلت كان‏ بيني و بينهم بعض ما يكون بين العرب-  و نحن على دين الشرك فقتلتهم و أخذت أسلابهم-  و جئت بها إلى رسول الله ص ليخمسها-  و يرى فيها رأيه فإنها غنيمة من المشركين-  فقال رسول الله أما إسلامك فقد قبلته-  و لا نأخذ من أموالهم شيئا و لا نخمسها-  لأن هذا غدر و الغدر لا خير فيه-  فأخذني ما قرب و ما بعد-  فقلت يا رسول الله إنما قتلتهم و أنا على دين قومي-  ثم أسلمت حين دخلت إليك الساعة-  فقال ع الإسلام يجب ما قبله-  قال و كان قتل منهم ثلاثة عشر إنسانا-  و احتوى ما معهم-  فبلغ ذلك ثقيفا بالطائف فتداعوا للقتال-  ثم اصطلحوا-  على أن حمل عمي عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية- .

قال فذلك معنى قول عروة يوم الحديبية-  يا غدر أنا إلى الأمس أغسل سوءتك-  فلا أستطيع أن أغسلها-  فلهذا قال أصحابنا البغداديون-  من كان إسلامه على هذا الوجه-  و كانت خاتمته ما قد تواتر الخبر به-  من لعن علي ع على المنابر إلى أن مات على هذا الفعل-  و كان المتوسط من عمره الفسق و الفجور-  و إعطاء البطن و الفرج سؤالهما و ممالأة الفاسقين-  و صرف الوقت إلى غير طاعة الله-  كيف نتولاه و أي عذر لنا في الإمساك عنه-  و ألا نكشف للناس فسقه

إيراد كلام لأبي المعالي الجويني في أمر الصحابة و الرد عليه

و حضرت عند النقيب-  أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي البصري-  في سنة إحدى عشرة و ستمائة ببغداد-  و عنده جماعة و أحدهم يقرأ في الأغاني لأبي الفرج-  فمر ذكر المغيرة بن شعبة و خاض القوم-  فذمه بعضهم و أثنى عليه بعضهم و أمسك عنه آخرون-  فقال‏ بعض فقهاء الشيعة-  ممن كان يشتغل بطرف من علم الكلام على رأي الأشعري-  الواجب الكف و الإمساك عن الصحابة-  و عما شجر بينهم-  فقد قال أبو المعالي الجويني-  إن رسول الله ص نهى عن ذلك-  وقال إياكم و ما شجر بين صحابتي وقال دعوا لي أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا-  لما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه و قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم –  وقال خيركم القرن الذي أنا فيه ثم الذي يليه-  ثم الذي يليه ثم الذي يليه-  و قد ورد في القرآن-  الثناء على الصحابة و على التابعين-  وقال رسول الله ص و ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال-  اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم-

و قد روي عن الحسن البصري-  أنه ذكر عنده الجمل و صفين فقال-  تلك دماء طهر الله منها أسيافنا-  فلا نلطخ بها ألسنتنا- . ثم إن تلك الأحوال قد غابت عنا-  و بعدت أخبارها على حقائقها-  فلا يليق بنا أن نخوض فيها-  و لو كان واحد من هؤلاء قد أخطأ-  لوجب أن يحفظ رسول الله ص فيه-  و من المروءة أن يحفظ رسول الله ص في عائشة زوجته-  و في الزبير ابن عمته و في طلحة الذي وقاه بيده-  ثم ما الذي ألزمنا و أوجب علينا-  أن نلعن أحدا من المسلمين أو نبرأ منه-  و أي ثواب في اللعنة و البراءة-  إن الله تعالى لا يقول يوم القيامة للمكلف-  لم لم تلعن بل قد يقول له لم لعنت-  و لو أن إنسانا عاش عمره كله-  لم يلعن إبليس لم يكن عاصيا و لا آثما-  و إذا جعل الإنسان عوض اللعنة أستغفر الله كان خيرا له-  ثم كيف يجوز للعامة أن تدخل أنفسها في أمور الخاصة-  و أولئك قوم كانوا أمراء هذه الأمة و قادتها-  و نحن اليوم في طبقة سافلة جدا عنهم-  فكيف يحسن بنا التعرض لذكرهم-  أ ليس يقبح من الرعية-  أن تخوض في دقائق أمور الملك و أحواله و شئونه-  التي تجري بينه و بين أهله و بني عمه و نسائه و سراريه-  و قد كان‏ رسول الله ص صهرا لمعاوية-  و أخته أم حبيبة تحته-  فالأدب أن تحفظ أم حبيبة و هي أم المؤمنين في أخيها- .

و كيف يجوز-  أن يلعن من جعل الله تعالى بينه و بين رسوله مودة-  أ ليس المفسرون كلهم قالوا-  هذه الآية أنزلت في أبي سفيان و آله و هي قوله تعالى-  عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ-  وَ بَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً-  فكان ذلك مصاهرة رسول الله ص-  أبا سفيان و تزويجه ابنته-  على أن جميع ما تنقله الشيعة-  من الاختلاف بينهم و المشاجرة لم يثبت-  و ما كان القوم إلا كبني أم واحدة-  و لم يتكدر باطن أحد منهم على صاحبه قط-  و لا وقع بينهم اختلاف و لا نزاع- .

فقال أبو جعفر رحمه الله-  قد كنت منذ أيام علقت بخطي كلاما-  وجدته لبعض الزيدية في هذا المعنى نقضا و ردا-  على أبي المعالي الجويني-  فيما اختاره لنفسه من هذا الرأي-  و أنا أخرجه إليكم-  لأستغني بتأمله عن الحديث على ما قاله هذا الفقيه-  فإني أجد ألما يمنعني من الإطالة في الحديث-  لا سيما إذا خرج مخرج الجدل و مقاومة الخصوم-  ثم أخرج من بين كتبه كراسا قرأناه في ذلك المجلس-  و استحسنه الحاضرون-  و أنا أذكر هاهنا خلاصته- .

قال لو لا أن الله تعالى أوجب معاداة أعدائه-  كما أوجب موالاة أوليائه-  و ضيق على المسلمين تركها إذا دل العقل عليها-  أو صح الخبر عنها بقوله سبحانه-  لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ-  يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ-  وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ-  و بقوله تعالى وَ لَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ النَّبِيِّ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِ-  مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ-  و بقوله سبحانه لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ-  و لإجماع المسلمين على أن الله تعالى فرض-  عداوة أعدائه و ولاية أوليائه-  و على أن البغض في الله واجب و الحب في الله واجب-  لما تعرضنا لمعاداة أحد من الناس في الدين-  و لا البراءة منه-  و لكانت عداوتنا للقوم تكلفا-  و لو ظننا أن الله عز و جل يعذرنا إذا قلنا-  يا رب غاب أمرهم عنا-  فلم يكن لخوضنا في أمر قد غاب عنا معنى-  لاعتمدنا على هذا العذر و واليناهم-  و لكنا نخاف أن يقول سبحانه لنا-  إن كان أمرهم قد غاب عن أبصاركم-  فلم يغب عن قلوبكم و أسماعكم-  قد أتتكم به الأخبار الصحيحة-  التي بمثلها ألزمتم أنفسكم الإقرار بالنبي ص-  و موالاة من صدقه و معاداة من عصاه و جحده-  و أمرتم بتدبر القرآن و ما جاء به الرسول-  فهلا حذرتم من أن تكونوا من أهل هذه الآية غدا-  رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا- .

فأما لفظة اللعن فقد أمر الله تعالى بها و أوجبها-  أ لا ترى إلى قوله-  أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ-  فهو إخبار معناه الأمر كقوله-  وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ-  و قد لعن الله تعالى العاصين بقوله-  لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى‏ لِسانِ داوُدَ-  و قوله إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ-  وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً-  و قوله مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا-  و قال الله تعالى لإبليس-  وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى‏ يَوْمِ الدِّينِ-  و قال إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً- .

فأما قول من يقول أي ثواب في اللعن-  و إن الله تعالى لا يقول للمكلف لم لم تلعن-  بل قد يقول له لم لعنت-  و أنه لو جعل مكان لعن الله فلانا اللهم اغفر لي لكان خيرا له-  و لو أن إنسانا عاش عمره كله-  لم يلعن إبليس لم يؤاخذ بذلك-  فكلام جاهل لا يدري ما يقول-  اللعن طاعة و يستحق عليها الثواب-  إذا فعلت على وجه ها-  و هو أن يلعن مستحق اللعن لله و في الله-  لا في العصبية و الهوى-  أ لا ترى أن الشرع قد ورد بها في نفي الولد-  و نطق بها القرآن-  و هو أن يقول الزوج في الخامسة-  أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ-  فلو لم يكن الله تعالى يريد-  أن يتلفظ عباده بهذه اللفظة و أنه قد تعبدهم بها-  لما جعلها من معالم الشرع-  و لما كررها في كثير من كتابه العزيز-  و لما قال في حق القاتل وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ-  و ليس المراد من قوله وَ لَعَنَهُ إلا الأمر لنا بأن نلعنه-  و لو لم يكن المراد بها ذلك لكان لنا أن نلعنه-  لأن الله تعالى قد لعنه-  أ فيلعن الله تعالى إنسانا و لا يكون لنا أن نلعنه-  هذا ما لا يسوغ في العقل-  كما لا يجوز أن يمدح الله إنسانا إلا و لنا أن نمدحه-  و لا يذمه إلا و لنا أن نذمه-  و قال تعالى-  هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ-  و قال رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً-  و قال عز و جل وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ-  غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا-  و كيف يقول القائل-  إن الله تعالى لا يقول للمكلف لم لم تلعن-  أ لا يعلم هذا القائل أن الله تعالى أمر بولاية أوليائه-  و أمر بعداوة أعدائه-  فكما يسأل عن التولي يسأل عن التبري-  أ لا ترى أن اليهودي إذا أسلم يطالب بأن يقال له-  تلفظ بكلمة الشهادتين-  ثم قل برئت‏من كل دين يخالف دين الإسلام-  فلا بد من البراءة لأن بها يتم العمل-  أ لم يسمع هذا القائل قول الشاعر-

تود عدوي ثم تزعم أنني
صديقك إن الرأي عنك لعازب‏

فمودة العدو خروج عن ولاية الولي-  و إذا بطلت المودة لم يبق إلا البراءة-  لأنه لا يجوز أن يكون الإنسان في درجة متوسطة-  مع أعداء الله تعالى و عصاته بألا يودهم و لا يبرأ منهم-  بإجماع المسلمين على نفي هذه الواسطة- . و أما قوله-  لو جعل عوض اللعنة أستغفر الله لكان خيرا له-  فإنه لو استغفر من غير أن يلعن أو يعتقد وجوب اللعن-  لما نفعه استغفاره و لا قبل منه-  لأنه يكون عاصيا لله تعالى مخالفا أمره-  في إمساكه عمن أوجب الله تعالى عليه البراءة منه-  و إظهار البراءة-  و المصر على بعض المعاصي لا تقبل توبته-  و استغفاره عن البعض الآخر-  و أما من يعيش عمره و لا يلعن إبليس-  فإن كان لا يعتقد وجوب لعنه فهو كافر-  و إن كان يعتقد وجوب لعنه و لا يلعنه فهو مخطئ-  على أن الفرق بينه-  و بين ترك لعنة رءوس الضلال في هذه الأمة-  كمعاوية و المغيرة و أمثالهما-  أن أحدا من المسلمين لا يورث عنده الإمساك عن لعن إبليس-  شبهه في أمر إبليس-  و الإمساك عن لعن هؤلاء و أضرابهم-  يثير شبهة عند كثير من المسلمين في أمرهم-  و تجنب ما يورث الشبهة في الدين واجب-  فلهذا لم يكن الإمساك عن لعن إبليس-  نظيرا للإمساك عن أمر هؤلاء- .

قال ثم يقال للمخالفين أ رأيتم لو قال قائل-  قد غاب عنا أمر يزيد بن معاوية و الحجاج بن يوسف-  فليس ينبغي أن نخوض في قصتهما-  و لا أن نلعنهما و نعاديهما و نبرأ منهما-  هل كان هذا إلا كقولكم-  قد غاب عنا أمر معاوية و المغيرة بن‏ شعبة و أضرابهما-  فليس لخوضنا في قصتهم معنى- .

و بعد فكيف أدخلتم أيها العامة-  و الحشوية و أهل الحديث أنفسكم-  في أمر عثمان و خضتم فيه و قد غاب عنكم-  و برئتم من قتلته و لعنتموهم-  و كيف لم تحفظوا أبا بكر الصديق في محمد ابنه-  فإنكم لعنتموه و فسقتموه-  و لا حفظتم عائشة أم المؤمنين في أخيها محمد المذكور-  و منعتمونا أن نخوض و ندخل أنفسنا-  في أمر علي و الحسن و الحسين و معاوية الظالم له و لهما-  المتغلب على حقه و حقوقهما-  و كيف صار لعن ظالم عثمان من السنة عندكم-  و لعن ظالم علي و الحسن و الحسين تكلفا-  و كيف أدخلت العامة أنفسها في أمر عائشة-  و برئت ممن نظر إليها و من القائل لها يا حميراء-  أو إنما هي حميراء و لعنته بكشفه سترها-  و منعتنا نحن عن الحديث في أمر فاطمة-  و ما جرى لها بعد وفاة أبيها- . فإن قلتم إن بيت فاطمة إنما دخل-  و سترها إنما كشف-  حفظا لنظام الإسلام و كيلا ينتشر الأمر-  و يخرج قوم من المسلمين أعناقهم من ربقة الطاعة-  و لزوم الجماعة- .

قيل لكم و كذلك ستر عائشة إنما كشف-  و هودجها إنما هتك لأنها نشرت حبل الطاعة-  و شقت عصا المسلمين و أراقت دماء المسلمين-  من قبل وصول علي بن أبي طالب ع إلى البصرة-  و جرى لها مع عثمان بن حنيف و حكيم بن جبلة-  و من كان معهما من المسلمين الصالحين-  من القتل و سفك الدماء ما تنطق به كتب التواريخ و السير-  فإذا جاز دخول بيت فاطمة لأمر لم يقع بعد-  جاز كشف ستر عائشة على ما قد وقع و تحقق-  فكيف صار هتك ستر عائشة من الكبائر-  التي يجب معها التخليد في النار-و البراءة من فاعله و من أوكد عرى الإيمان-  و صار كشف بيت فاطمة و الدخول عليها منزلها-  و جمع حطب ببابها و تهددها بالتحريق-  من أوكد عرى الدين و أثبت دعائم الإسلام-  و مما أعز الله به المسلمين و أطفأ به نار الفتنة-  و الحرمتان واحدة و الستران واحد-  و ما نحب أن نقول لكم أن حرمة فاطمة أعظم-  و مكانها أرفع و صيانتها لأجل رسول الله ص أولى-  فإنها بضعة منه و جزء من لحمه و دمه-  و ليست كالزوجة الأجنبية التي لا نسب بينها و بين الزوج-  و إنما هي وصلة مستعارة-  و عقد يجري مجرى إجارة المنفعة-  و كما يملك رق الأمة بالبيع و الشراء-  و لهذا قال الفرضيون أسباب التوارث ثلاثة-  سبب و نسب و ولاء-  فالنسب القرابة و السبب النكاح و الولاء ولاء العتق-  فجعلوا النكاح خارجا عن النسب-  و لو كانت الزوجة ذات نسب-  لجعلوا الأقسام الثلاثة قسمين- . و كيف تكون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة-  و قد أجمع المسلمون كلهم من يحبها و من لا يحبها منهم-  أنها سيدة نساء العالمين- .

قال و كيف يلزمنا اليوم حفظ رسول الله ص في زوجته-  و حفظ أم حبيبة في أخيها-  و لم تلزم الصحابة أنفسها-  حفظ رسول الله ص في أهل بيته-  و لا ألزمت الصحابة أنفسها-  حفظ رسول الله ص في صهره و ابن عمه ابن عفان-  و قد قتلوهم و لعنوهم-  و لقد كان كثير من الصحابة يلعن عثمان و هو خليفة-  منهم عائشة كانت تقول-  اقتلوا نعثلا لعن الله نعثلا-  و منهم عبد الله بن مسعود-  و قد لعن معاوية علي بن أبي طالب-  و ابنيه حسنا و حسينا و هم أحياء يرزقون بالعراق-  و هو يلعنهم بالشام على المنابر-  و يقنت عليهم في الصلوات-  و قد لعن أبو بكر و عمر سعد بن عبادة و هو حي-  و برءا منه و أخرجاه من المدينة إلى الشام-  و لعن عمرخالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة-  و ما زال اللعن فاشيا في المسلمين-  إذا عرفوا من الإنسان معصية تقتضي اللعن و البراءة- .

قال و لو كان هذا أمرا معتبرا-  و هو أن يحفظ زيد لأجل عمرو فلا يلعن-  لوجب أن تحفظ الصحابة في أولادهم-  فلا يلعنوا لأجل آبائهم-  فكان يجب أن يحفظ سعد بن أبي وقاص-  فلا يلعن ابنه عمر بن سعد قاتل الحسين-  و أن يحفظ معاوية فلا يلعن يزيد-  صاحب وقعة الحرة و قاتل الحسين-  و مخيف المسجد الحرام بمكة-  و أن يحفظ عمر بن الخطاب في عبيد الله ابنه قاتل الهرمزان-  و المحارب عليا ع في صفين- .

قال على أنه لو كان الإمساك عن عداوة من عادى الله-  من أصحاب رسول الله ص من حفظ رسول الله ص في أصحابه-  و رعاية عهده و عقده لم نعادهم-  و لو ضربت رقابنا بالسيوف-  و لكن محبة رسول الله ص لأصحابه ليست كمحبة الجهال-  الذين يصنع أحدهم محبته لصاحبه موضع العصبية-  و إنما أوجب الله رسول الله ص محبة أصحابه لطاعتهم لله-  فإذا عصوا الله و تركوا ما أوجب محبتهم-  فليس عند رسول الله ص محاباة-  في ترك لزوم ما كان عليه من محبتهم-  و لا تغطرس في العدول عن التمسك بموالاتهم-  فلقد كان ص يحب أن يعادي أعداء الله و لو كانوا عترته-  كما يحب أن يوالي أولياء الله-  و لو كانوا أبعد الخلق نسبا منه-  و الشاهد على ذلك إجماع الأمة-  على أن الله تعالى قد أوجب عداوة من ارتد بعد الإسلام-  و عداوة من نافق و إن كان من أصحاب رسول الله ص-  و أن رسول الله ص هو الذي أمر بذلك و دعا إليه-و ذلك أنه ص قد أوجب قطع السارق و ضرب القاذف-  و جلد البكر إذا زنى-  و إن كان من المهاجرين أو الأنصار-  أ لا ترىأنه قال لو سرقت فاطمة لقطعتها فهذه ابنته الجارية مجرى نفسه-  لم يحابها في دين الله و لا راقبها في حدود الله-  و قد جلد أصحاب الإفك و منهم مسطح بن أثاثة-  و كان من أهل بدر- .

قال و بعد فلو كان محل أصحاب رسول الله ص-  محل من لا يعادي إذا عصى الله سبحانه و لا يذكر بالقبيح-  بل يجب أن يراقب لأجل اسم الصحبة-  و يغضى عن عيوبه و ذنوبه-  لكان كذلك صاحب موسى المسطور ثناؤه في القرآن-  لما اتبع هواه فانسلخ مما أوتي من الآيات و غوى-  قال سبحانه-  وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها-  فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ-  و لكان ينبغي أن يكون محل عبدة العجل من أصحاب موسى-  هذا المحل-  لأن هؤلاء كلهم قد صحبوا رسولا جليلا-  من رسل الله سبحانه- .

قال و لو كانت الصحابة عند أنفسها بهذه المنزلة-  لعلمت ذلك من حال أنفسها-  لأنهم أعرف بمحلهم من عوام أهل دهرنا-  و إذا قدرت أفعال بعضهم ببعض دلتك على أن القصة-  كانت على خلاف ما قد سبق إلى قلوب الناس اليوم-  هذا علي و عمار و أبو الهيثم بن التيهان-  و خزيمة بن ثابت و جميع من كان مع علي ع-  من المهاجرين و الأنصار-  لم يروا أن يتغافلوا عن طلحة و الزبير-  حتى فعلوا بهما و بمن معهما ما يفعل بالشراة في عصرنا-  و هذا طلحة و الزبير و عائشة و من كان معهم و في جانبهم-  لم يروا أن يمسكوا عن علي-  حتى قصدوا له كما يقصد للمتغلبين في زماننا-  و هذا معاوية و عمرو لم يريا عليا بالعين-  التي يرى بها العامي صديقه أو جاره-  و لم يقصرا دون ضرب وجهه بالسيف-  و لعنه و لعن أولاده و كل من كان حيا من أهله-  و قتل أصحابه-  و قد لعنهما هو أيضا في الصلوات المفروضات-  و لعن معهما أبا الأعور السلمي و أبا موسى الأشعري-  و كلاهما من الصحابة-  و هذا سعد بن أبي وقاص و محمد بن مسلمة-  و أسامة بن زيد و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل-  و عبد الله بن عمر و حسان بن ثابت و أنس بن مالك-  لم يروا أن يقلدوا عليا في حرب طلحة-  و لا طلحة في حرب علي-  و طلحة و الزبير بإجماع المسلمين أفضل-  من هؤلاء المعدودين-  لأنهم زعموا أنهم قد خافوا-  أن يكون علي قد غلط و زل في حربهما-  و خافوا أن يكونا قد غلطا و زلا في حرب علي-  و هذا عثمان قد نفى أبا ذر إلى الربذة-  كما يفعل بأهل الخنا و الريب-  و هذا عمار و ابن مسعود تلقيا عثمان-  بما تلقياه به لما ظهر لهما بزعمهما منه-  ما وعظاه لأجله-  ثم فعل بهما عثمان ما تناهى إليكم-  ثم فعل القوم بعثمان ما قد علمتم و علم الناس كلهم-  و هذا عمر يقول في قصة الزبير بن العوام-  لما استأذنه في الغزو-  ها إني ممسك بباب هذا الشعب-  أن يتفرق أصحاب محمد في الناس فيضلوهم-  و زعم أنه و أبو بكر كانا يقولان-  إن عليا و العباس في قصة الميراث-  زعماهما كاذبين ظالمين فاجرين-  و ما رأينا عليا و العباس اعتذرا و لا تنصلا-  و لا نقل أحد من أصحاب الحديث ذلك-  و لا رأينا أصحاب رسول الله ص أنكروا عليهما-  ما حكاه عمر عنهما و نسبه إليهما-  و لا أنكروا أيضا على عمر قوله في أصحاب رسول الله ص-  إنهم يريدون إضلال الناس و يهمون به-  و لا أنكروا على عثمان دوس بطن عمار-  و لا كسر ضلع ابن مسعود-  و لا على عمار و ابن مسعود ما تلقيا به عثمان-  كإنكار العامة اليوم الخوض في حديث الصحابة-  و لا اعتقدت الصحابة في أنفسها ما يعتقده العامة فيها-  اللهم إلا أن يزعموا أنهم أعرف بحق القوم منهم-  و هذا علي و فاطمة و العباس-  ما زالوا على كلمة واحدة يكذبون الرواية-  نحن معاشر الأنبياء لا نورث و يقولون إنها مختلفة- .

قالوا و كيف كان النبي ص-  يعرف هذا الحكم غيرنا و يكتمه عنا-  و نحن الورثة و نحن أولى الناس-  بأن يؤدى هذا الحكم إليه-  و هذا عمر بن الخطاب يشهد لأهل الشورى-  أنهم النفر الذين توفي رسول الله ص و هو عنهم راض-  ثم يأمر بضرب أعناقهم إن أخروا فصل حال الإمامة-  هذا بعد أن ثلبهم-  و قال في حقهم ما لو سمعته العامة اليوم من قائل-  لوضعت ثوبه في عنقه سحبا إلى السلطان-  ثم شهدت عليه بالرفض و استحلت دمه-  فإن كان الطعن على بعض الصحابة رفضا-  فعمر بن الخطاب أرفض الناس و إمام الروافض كلهم-  ثم ما شاع و اشتهر من قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها-  فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه-  و هذا طعن في العقد و قدح في البيعة الأصلية- .

ثم ما نقل عنه من ذكر أبي بكر في صلاته-  و قوله عن عبد الرحمن ابنه-  دويبة سوء و لهو خير من أبيه-  ثم عمر القائل في سعد بن عبادة-  و هو رئيس الأنصار و سيدها-  اقتلوا سعدا قتل الله سعدا اقتلوه فإنه منافق-  و قد شتم أبا هريرة و طعن في روايته-  و شتم خالد بن الوليد و طعن في دينه-  و حكم بفسقه و بوجوب قتله-  و خون عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان-  و نسبهما إلى سرقة مال الفي‏ء و اقتطاعه-  و كان سريعا إلى المساءة-  كثير الجبه و الشتم و السب لكل أحد-  و قل أن يكون في الصحابة-  من سلم من معرة لسانه أو يده-  و لذلك أبغضوه و ملوا أيامه مع كثرة الفتوح فيها-  فهلا احترم عمر الصحابة كما تحترمهم العامة-  إما أن يكون عمر مخطئا-  و إما أن تكون العامة على الخطإ- .

فإن قالوا عمر ما شتم و لا ضرب و لا أساء-  إلا إلى عاص مستحق لذلك-  قيل لهم فكأنا نحن نقول-  إنا نريد أن نبرأ و نعادي-  من لا يستحق البراءة و المعاداة-  كلا ما قلنا هذا و لا يقول هذا مسلم و لا عاقل-  و إنما غرضنا الذي إليه نجري بكلامنا هذا-  أن نوضح أن الصحابة قوم من الناس لهم ما للناس-  و عليهم ما عليهم من أساء منهم ذممناه-  و من أحسن منهم حمدناه-  و ليس لهم على غيرهم من المسلمين كبير فضل-  إلا بمشاهدة الرسول و معاصرته لا غير-  بل ربما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم-  لأنهم شاهدوا الأعلام و المعجزات-  فقربت اعتقاداتهم من الضرورة-  و نحن لم نشاهد ذلك فكانت عقائدنا محض النظر و الفكر-  و بعرضية الشبه و الشكوك-  فمعاصينا أخف لأنا أعذر- .

ثم نعود إلى ما كنا فيه فنقول-  و هذه عائشة أم المؤمنين-  خرجت بقميص رسول الله ص فقالت للناس-  هذا قميص رسول الله لم يبل-  و عثمان قد أبلى سنته-  ثم تقول اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا-  ثم لم ترض بذلك حتى قالت-  أشهد أن عثمان جيفة على الصراط غدا-  فمن الناس من يقول روت في ذلك خبرا-  و من الناس من يقول هو موقوف عليها-  و بدون هذا لو قاله إنسان اليوم-  يكون عند العامة زنديقا-  ثم قد حصر عثمان حصرته أعيان الصحابة-  فما كان أحد ينكر ذلك-  و لا يعظمه و لا يسعى في إزالته-  و إنما أنكروا على من أنكر على المحاصرين له-  و هو رجل كما علمتم من وجوه أصحاب رسول الله ص-  ثم من أشرافهم ثم هو أقرب إليه من أبي بكر و عمر-  و هو مع ذلك إمام المسلمين و المختار منهم للخلافة-  و للإمام حق على رعيته عظيم-  فإن كان القوم قد أصابوا-  فإذن ليست الصحابة في الموضع الذي وضعتها به العامة-  و إن كانوا ما أصابوا فهذا هو الذي نقول-  من أن الخطأ جائز على‏ آحاد الصحابة-  كما يجوز على آحادنا اليوم-  و لسنا نقدح في الإجماع-  و لا ندعي إجماعا حقيقيا على قتل عثمان-  و إنما نقول إن كثيرا من المسلمين فعلوا ذلك-  و الخصم يسلم أن ذلك كان خطأ و معصية-  فقد سلم أن الصحابي يجوز أن يخطئ و يعصي-  و هو المطلوب- .

و هذا المغيرة بن شعبة و هو من الصحابة-  ادعى عليه الزنا و شهد عليه قوم بذلك-  فلم ينكر ذلك عمر و لا قال هذا محال و باطل-  لأن هذا صحابي من صحابة رسول الله ص لا يجوز عليه الزنا-  و هلا أنكر عمر على الشهود و قال لهم-  ويحكم هلا تغافلتم عنه لما رأيتموه يفعل ذلك-  فإن الله تعالى قد أوجب الإمساك-  عن مساوئ أصحاب رسول الله ص-  و أوجب الستر عليهم-  و هلا تركتموه لرسول الله ص في قوله دعوا لي أصحابي-  ما رأينا عمر إلا قد انتصب لسماع الدعوى-  و إقامة الشهادة و أقبل يقول للمغيرة-  يا مغيرة ذهب ربعك يا مغيرة ذهب نصفك-  يا مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك-  حتى اضطرب الرابع فجلد الثلاثة-  و هلا قال المغيرة لعمر-  كيف تسمع في قول هؤلاء-  و ليسوا من الصحابة و أنا من الصحابة-  ورسول الله ص قد قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم –  ما رأيناه قال ذلك بل استسلم لحكم الله تعالى-  و هاهنا من هو أمثل من المغيرة و أفضل قدامة بن مظعون-  لما شرب الخمر في أيام عمر فأقام عليه الحد-  و هو رجل من علية الصحابة و من أهل بدر-  و المشهود لهم بالجنة-  فلم يرد عمر الشهادة و لا درأ عنه الحد لعلة أنه بدري-  و لا قال قد نهى رسول الله ص عن ذكر مساوئ الصحابة-  و قد ضرب عمر أيضا ابنه حدا فمات-  و كان ممن عاصر رسول الله ص و لم تمنع معاصرته له من إقامة الحد عليه- . و هذا علي ع يقول ما حدثني أحد بحديث عن رسول الله ص‏ إلا استحلفته عليه أ ليس هذا اتهاما لهم بالكذب-  و ما استثنى أحدا من المسلمين إلا أبا بكر على ما ورد في الخبر-  و قد صرح غير مرة بتكذيب أبي هريرة وقال لا أحد أكذب من هذا الدوسي على رسول الله ص و قال أبو بكر في مرضه الذي مات فيه وددت أني لم أكشف بيت فاطمة-  و لو كان أغلق على حرب-  فندم و الندم لا يكون إلا عن ذنب- .

ثم ينبغي للعاقل-  أن يفكر في تأخر علي ع-  عن بيعة أبي بكر ستة أشهر-  إلى أن ماتت فاطمة فإن كان مصيبا-  فأبو بكر على الخطإ في انتصابه في الخلافة-  و إن كان أبو بكر مصيبا-  فعلي على الخطإ في تأخره عن البيعة و حضور المسجد-  ثم قال أبو بكر في مرض موته أيضا للصحابة-  فلما استخلفت عليكم خيركم في نفسي-  يعني عمر فكلكم ورم لذلك أنفه-  يريد أن يكون الأمر له-  لما رأيتم الدنيا قد جاءت-  أما و الله لتتخذن ستائر الديباج و نضائد الحرير-  أ ليس هذا طعنا في الصحابة-  و تصريحا بأنه قد نسبهم إلى الحسد لعمر-  لما نص عليه بالعهد-  و لقد قال له طلحة لما ذكر عمر للأمر-  ما ذا تقول لربك إذا سألك عن عباده-  و قد وليت عليهم فظا غليظا-  فقال أبو بكر-  أجلسوني أجلسوني بالله تخوفني-  إذا سألني قلت وليت عليهم خير أهلك-  ثم شتمه بكلام كثير منقول-  فهل قول طلحة إلا طعن في عمر-  و هل قول أبي بكر إلا طعن في طلحة- . ثم الذي كان بين أبي بن كعب و عبد الله بن مسعود-  من السباب حتى نفى كل واحد منهما الآخر عن أبيه-  و كلمة أبي بن كعب مشهورة منقولة-  ما زالت هذه الأمة مكبوبة على وجهها منذ فقدوا نبيهم-  و قوله ألا هلك أهل العقيدة-  و الله ما آسى عليهم إنما آسى على من يضلون من الناس- .

ثم قول عبد الرحمن بن عوف-  ما كنت أرى أن أعيش-  حتى يقول لي عثمان يا منافق و قوله-  لو استقبلت من أمري-  ما استدبرت ما وليت عثمان شسع نعلي و قوله-  اللهم إن عثمان قد أبى أن يقيم كتابك فافعل به و افعل- . و قال عثمان لعلي ع في كلام دار بينهما-  أبو بكر و عمر خير منك-  فقال علي كذبت أنا خير منك و منهما-  عبدت الله قبلهما و عبدته بعدهما- . و روى سفيان بن عينية عن عمرو بن دينار-  قال كنت عند عروة بن الزبير-  فتذاكرناكم أقام النبي بمكة بعد الوحي-  فقال عروة أقام عشرا-  فقلت كان ابن عباس يقول ثلاث عشرة-  فقال كذب ابن عباس-  و قال ابن عباس المتعة حلال-  فقال له جبير بن مطعم كان عمر ينهى عنها-  فقال يا عدي نفسه من هاهنا ضللتم-  أحدثكم عن رسول الله ص و تحدثني عن عمر- .

وجاء في الخبر عن علي ع لو لا ما فعل عمر بن الخطاب في المتعة ما زنى إلا شقي و قيل ما زنى إلا شفا أي قليلا-  فأما سبب بعضهم بعضا-  و قدح بعضهم في بعض في المسائل الفقهية-  فأكثر من أن يحصى-  مثل قول ابن عباس-  و هو يرد على زيد مذهبه القول في الفرائض-  إن شاء أو قال من شاء باهلته-  إن الذي أحصى رمل عالج عددا-  أعدل من أن يجعل في مال نصفا و نصفا و ثلثا-  هذان النصفان قد ذهبا بالمال-  فأين موضع الثلث- .

و مثل قول أبي بن كعب في القرآن-  لقد قرأت القرآن و زيد هذا غلام ذو ذؤابتين-  يلعب بين صبيان اليهود في المكتب- . وقال علي ع في أمهات الأولاد و هو على المنبر-  كان رأيي و رأي عمر ألا يبعن-  و أنا أرى الآن بيعهن-  فقام إليه عبيدة السلماني-  فقال رأيك في الجماعة أحب إلينا من رأيك في الفرقة- .

و كان أبو بكر يرى التسوية في قسم الغنائم-  و خالفه عمر و أنكر فعله- . و أنكرت عائشة على أبي سلمة بن عبد الرحمن خلافه-  على ابن عباس في عدة المتوفى عنها زوجها و هي حامل-  و قالت فروج يصقع مع الديكة- . و أنكرت الصحابة على ابن عباس قوله في الصرف-  و سفهوا رأيه حتى قيل إنه تاب من ذلك عند موته- . و اختلفوا في حد شارب الخمر-  حتى خطأ بعضهم بعضا- .

وروى بعض الصحابة عن النبي ص أنه قال الشؤم في ثلاثة المرأة و الدار و الفرس-  فأنكرت عائشة ذلك و كذبت الراوي-  و قالت إنه إنما قال ع ذلك حكاية عن غيره- . وروى بعض الصحابة عنه ع أنه قال التاجر فاجر-  فأنكرت عائشة ذلك و كذبت الراوي-  و قالت إنما قاله ع في تاجر دلس- . و أنكر قوم من الأنصار رواية أبي بكر الأئمة من قريش –  و نسبوه إلى افتعال هذه الكلمة- .

و كان أبو بكر يقضي بالقضاء-  فينقضه عليه أصاغر الصحابة كبلال و صهيب و نحوهما-  قد روي ذلك في عدة قضايا- . و قيل لابن عباس-  إن عبد الله بن الزبير يزعم أن موسى صاحب الخضر-  ليس موسى بني إسرائيل-  فقال كذب عدو الله أخبرني أبي بن كعب-  قال خطبنا رسول الله ص و ذكر كذا-  بكلام يدل على أن موسى صاحب الخضر هو موسى بني إسرائيل- . و باع معاوية أواني ذهب و فضة بأكثر من وزنها-  فقال له أبو الدرداء-  سمعت رسول الله ص ينهى عن ذلك-  فقال معاوية أما أنا فلا أرى به بأسا-  فقال أبو الدرداء من عذيري من معاوية-  أخبره عن الرسول ص و هو يخبرني عن رأيه-  و الله لا أساكنك بأرض أبدا- .

و طعن ابن عباس في أبي هريرة-عن رسول الله ص إذا استيقظ أحدكم من نومه-  فلا يدخلن يده في الإناء حتى يتوضأ-  و قال فما نصنع بالمهراس- . وقال علي ع لعمر-  و قد أفتاه الصحابة في مسألة و أجمعوا عليها-  إن كانوا راقبوك فقد غشوك-  و إن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطئوا- . و قال ابن عباس-  أ لا يتقي الله زيد بن ثابت-  يجعل ابن الابن ابنا-  و لا يجعل أب الأب أبا- . و قالت عائشة أخبروا زيد بن أرقم-  أنه قد أحبط جهاده مع رسول الله ص- .

و أنكرت الصحابة على أبي موسى قوله-  إن النوم لا ينقض الوضوء-  و نسبته إلى الغفلة و قلة التحصيل-  و كذلك أنكرت على أبي طلحة الأنصاري قوله-  إن أكل البرد لا يفطر الصائم-  و هزئت به و نسبته إلى الجهل- . و سمع عمر عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب-  يختلفان في صلاة الرجل في الثوب الواحد-  فصعد المنبر-  و قال إذا اختلف اثنان من أصحاب رسول الله ص-  فعن أي فتياكم يصدر المسلمون-  لا أسمع رجلين يختلفان بعد مقامي هذا إلا فعلت و صنعت- .

وقال جرير بن كليب رأيت عمر ينهى عن المتعة-  و علي ع يأمر بها-  فقلت إن بينكما لشرا-  فقال علي ع ليس بيننا إلا الخير-  و لكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين- . قال هذا المتكلم-  و كيف يصح أن يقول رسول الله ص-  أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم-  لا شبهة أن هذا يوجب أن يكون أهل الشام في صفين على هدى-  و أن يكون أهل العراق أيضا على هدى-  و أن يكون قاتل عمار بن ياسر مهتديا-  و قد صح الخبر الصحيح أنه قال له تقتلك الفئة الباغية –  و قال في القرآن فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى‏ أَمْرِ اللَّهِ-  فدل على أنها ما دامت موصوفة بالمقام على البغي مفارقة لأمر الله-  و من يفارق أمر الله لا يكون مهتديا- .

و كان يجب أن يكون بسر بن أبي أرطاة-  الذي ذبح ولدي عبيد الله بن عباس الصغيرين مهتديا-  لأن بسرا من الصحابة أيضا-  و كان يجب أن يكون عمرو بن العاص و معاوية-  اللذان كانا يلعنان عليا أدبار الصلاة و ولديه مهتديين-  و قد كان في الصحابة من يزني-  و من يشرب الخمر كأبي محجن الثقفي-  و من يرتد عن الإسلام كطليحة بن خويلد-  فيجب أن يكون كل من اقتدى بهؤلاء في أفعالهم مهديا- .

قال و إنما هذا من موضوعات متعصبة الأموية-  فإن لهم من ينصرهم بلسانه و بوضعه الأحاديث-  إذا عجز عن نصرهم بالسيف- . و كذا القول في الحديث الآخر-  و هو قوله القرن الذي أنا فيه-  و مما يدل على بطلانه-  أن القرن الذي جاء بعده بخمسين سنة شر قرون الدنيا-  و هو أحد القرون التي ذكرها في النص-  و كان ذلك القرن هو القرن الذي قتل فيه الحسين-  و أوقع بالمدينة و حوصرت مكة-  و نقضت الكعبة-  و شربت خلفاؤه و القائمون مقامه-  و المنتصبون في منصب النبوة الخمور-  و ارتكبوا الفجور-  كما جرى ليزيد بن معاوية-  و ليزيد بن عاتكة و للوليد بن يزيد-  و أريقت الدماء الحرام-  و قتل المسلمون و سبي الحريم-  و استعبد أبناء المهاجرين و الأنصار-  و نقش على أيديهم كما ينقش على أيدي الروم-  و ذلك في خلافة عبد الملك و إمرة الحجاج-  و إذا تأملت كتب التواريخ-  وجدت الخمسين الثانية شرا كلها لا خير فيها-  و لا في رؤسائها و أمرائها-  و الناس برؤسائهم و أمرائهم-  و القرن خمسون سنة فكيف يصح هذا الخبر- .

قال فأما ما ورد في القرآن من قوله تعالى-  لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ-  و قوله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ- . وقول النبي ص إن الله اطلع على أهل بدر-  إن كان الخبر صحيحا فكله مشروط بسلامة العاقبة-  و لا يجوز أن يخبر الحكيم مكلفا غير معصوم-  بأنه لا عقاب عليه فليفعل ما شاء- . قال هذا المتكلم-  و من أنصف و تأمل أحوال الصحابة وجدهم مثلنا-  يجوز عليهم ما يجوز علينا-  و لا فرق بيننا و بينهم إلا بالصحبة لا غير-  فإن لها منزلة و شرفا-و لكن لا إلى حد يمتنع على كل من رأى الرسول أو صحبه-  يوما أو شهرا أو أكثر من ذلك أن يخطئ و يزل-  و لو كان هذا صحيحا-  ما احتاجت عائشة إلى نزول براءتها من السماء-  بل كان رسول الله ص من أول يوم يعلم كذب أهل الإفك-  لأنها زوجته و صحبتها له آكد من صحبة غيرها-  و صفوان بن المعطل أيضا كان من الصحابة-  فكان ينبغي ألا يضيق صدر رسول الله ص-  و لا يحمل ذلك الهم و الغم الشديدين اللذين حملهما-  و يقول صفوان من الصحابة-  و عائشة من الصحابة و المعصية عليهما ممتنعة- .

و أمثال هذا كثير و أكثر من الكثير-  لمن أراد أن يستقرئ أحوال القوم-  و قد كان التابعون يسلكون بالصحابة هذا المسلك-  و يقولون في العصاة منهم مثل هذا القول-  و إنما اتخذهم العامة أربابا بعد ذلك- . قال و من الذي يجترئ على القول-  بأن أصحاب محمد لا تجوز البراءة من أحد منهم-  و إن أساء و عصى بعد قول الله تعالى للذي شرفوا برؤيته-  لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ-  وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ-  بعد قوله قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ-  و بعد قوله فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ-  وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ-  إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ-  إلا من لا فهم له و لا نظر معه و لا تمييز عنده- .

قال و من أحب أن ينظر إلى اختلاف الصحابة-  و طعن بعضهم في بعض و رد بعضهم على بعض-  و ما رد به التابعون عليهم و اعترضوا به أقوالهم-  و اختلاف التابعين أيضا فيما بينهم-  و قدح بعضهم في بعض-  فلينظر في كتاب النظام قال الجاحظ-  كان النظام‏ أشد الناس إنكارا على الرافضة لطعنهم على الصحابة-  حتى إذا ذكر الفتيا و تنقل الصحابة فيها-  و قضاياهم بالأمور المختلفة-  و قول من استعمل الرأي في دين الله-  انتظم مطاعن الرافضة و غيرها و زاد عليها-  و قال في الصحابة أضعاف قولها- .

قال و قال بعض رؤساء المعتزلة-  غلط أبي حنيفة في الأحكام عظيم-  لأنه أضل خلقا و غلط حماد أعظم من غلط أبي حنيفة-  لأن حمادا أصل أبي حنيفة الذي منه تفرع-  و غلط إبراهيم أغلظ و أعظم من غلط حماد-  لأنه أصل حماد و غلط علقمة-  و الأسود أعظم من غلط إبراهيم-  لأنهما أصله الذي عليه اعتمد-  و غلط ابن مسعود أعظم من غلط هؤلاء جميعا-  لأنه أول من بدر إلى وضع الأديان برأيه-  و هو الذي قال أقول فيها برأيي-  فإن يكن صوابا فمن الله و إن يكن خطأ فمني- . قال و استأذن أصحاب الحديث على ثمامة بخراسان-  حيث كان مع الرشيد بن المهدي-  فسألوه كتابه الذي صنفه على أبي حنيفة في اجتهاد الرأي-  فقال لست على أبي حنيفة كتبت ذلك الكتاب-  و إنما كتبته على علقمة و الأسود و عبد الله بن مسعود-  لأنهم الذين قالوا بالرأي قبل أبي حنيفة- . قال و كان بعض المعتزلة أيضا-  إذا ذكر ابن عباس استصغره-  و قال صاحب الذؤابة يقول في دين الله برأيه- .

و ذكر الجاحظ في كتابه المعروف بكتاب التوحيد-  أن أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن رسول الله ص-  قال و لم يكن علي ع يوثقه في الرواية-  بل يتهمه و يقدح فيه و كذلك عمر و عائشة- .

و كان الجاحظ يفسق عمر بن عبد العزيز-  و يستهزئ به و يكفره-  و عمر بن العزيز و إن لم يكن من الصحابة-  فأكثر العامة يرى له من الفضل-  ما يراه لواحد من الصحابة- . و كيف يجوز أن نحكم حكما جزما-  أن كل واحد من الصحابة عدل-  و من جملة الصحابة الحكم بن أبي العاص-  و كفاك به عدوا مبغضا لرسول الله ص-  و من الصحابة الوليد بن عقبة الفاسق بنص الكتاب-  و منهم حبيب بن مسلمة-  الذي فعل ما فعل بالمسلمين في دولة معاوية-  و بشر بن أبي أرطاة عدو الله و عدو رسوله-  و في الصحابة كثير من المنافقين لا يعرفهم الناس-  و قال كثير من المسلمين-  مات رسول الله ص-  و لم يعرفه الله سبحانه كل المنافقين بأعيانهم-  و إنما كان يعرف قوما منهم-  و لم يعلم بهم أحدا إلا حذيفة فيما زعموا-  فكيف يجوز أن نحكم حكما جزما-  أن كل واحد ممن صحب رسول الله-  أو رآه أو عاصره عدل مأمون-  لا يقع منه خطأ و لا معصية-  و من الذي يمكنه أن يتحجر واسعا كهذا التحجر-  أو يحكم هذا الحكم-  قال و العجب من الحشوية و أصحاب الحديث-  إذ يجادلون على معاصي الأنبياء-  و يثبتون أنهم عصوا الله تعالى-  و ينكرون على من ينكر ذلك و يطعنون فيه-  و يقولون قدري معتزلي و ربما قالوا-  ملحد مخالف لنص الكتاب-  و قد رأينا منهم الواحد و المائة و الألف يجادل في هذا الباب-  فتارة يقولون إن يوسف قعد من امرأة العزيز مقعد الرجل من المرأة-  و تارة يقولون إن داود قتل أوريا لينكح امرأته-  و تارة يقولون إن رسول الله كان كافرا ضالا قبل النبوة-  و ربما ذكروا زينب بنت جحش و قصة الفداء يوم بدر- .

فأما قدحهم في آدم ع-  و إثباتهم معصيته و مناظرتهم من يذكر ذلك- فهو دأبهم و ديدنهم-  فإذا تكلم واحد في عمرو بن العاص أو في معاوية-  و أمثالهما و نسبهم إلى المعصية و فعل القبيح-  احمرت وجوههم و طالت أعناقهم و تخازرت أعينهم-  و قالوا مبتدع رافضي-  يسب الصحابة و يشتم السلف-  فإن قالوا إنما اتبعنا في ذكر معاصي الأنبياء نصوص الكتاب-  قيل لهم فاتبعوا في البراءة من جميع العصاة نصوص الكتاب-  فإنه تعالى قال لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ-  يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ-  و قال فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى‏-  فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى‏ أَمْرِ اللَّهِ-  و قال أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ- .

ثم يسألون عن بيعة علي ع-  هل هي صحيحة لازمة لكل الناس فلا بد من بلى-  فيقال لهم فإذا خرج على الإمام الحق خارج-  أ ليس يجب على المسلمين قتاله حتى يعود إلى الطاعة-  فهل يكون هذا القتال إلا البراءة التي نذكرها-  لأنه لا فرق بين الأمرين-  و إنما برئنا منهم لأنا لسنا في زمانهم-  فيمكننا أن نقاتل بأيدينا-  فقصارى أمرنا الآن أن نبرأ منهم و نلعنهم-  و ليكون ذلك عوضا عن القتال الذي لا سبيل لنا إليه- . قال هذا المتكلم-  على أن النظام و أصحابه ذهبوا إلى أنه لا حجة في الإجماع-  و أنه يجوز أن تجتمع الأمة على الخطإ و المعصية-  و على الفسق بل على الردة-  و له كتاب موضوع في الإجماع يطعن فيه في أدلة الفقهاء-  و يقول إنها ألفاظ غير صريحة في كون الإجماع حجة-  نحو قوله جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً-  و قوله كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ-  و قوله وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ- .

و أما الخبر الذي صورته-لا تجتمع أمتي على الخطإ فخبر واحد-  و أمثل دليل للفقهاء قولهم-  إن الهمم المختلفة و الآراء المتباينة-  إذا كان أربابها كثيرة عظيمة-  فإنه يستحيل اجتماعهم على الخطإ-  و هذا باطل باليهود و النصارى و غيرهم من فرق الضلال- . هذه خلاصة ما كان النقيب أبو جعفر-  علقه بخطه من الجزء الذي أقرأناه- .

و نحن نقول أما إجماع المسلمين فحجة-  و لسنا نرتضي ما ذكره عنا-  من أنه أمثل دليل لنا أن الهمم المختلفة و الآراء المتباينة-  يستحيل أن تتفق على غير الصواب-  و من نظر في كتبنا الأصولية-  علم وثاقة أدلتنا على صحة الإجماع-  و كونه صوابا و حجة تحريم مخالفته-  و قد تكلمت في اعتبار الذريعة للمرتضى-  على ما طعن به المرتضى في أدلة الإجماع- . و أما ذكره من الهجوم على دار فاطمة-  و جمع الحطب لتحريقها فهو خبر واحد غير موثوق به-  و لا معول عليه في حق الصحابة-  بل و لا في حق أحد من المسلمين ممن ظهرت عدالته- . و أما عائشة و الزبير و طلحة فمذهبنا أنهم أخطئوا-  ثم تابوا و أنهم من أهل الجنة-  و أن عليا ع شهد لهم بالجنة بعد حرب الجمل- .

و أما طعن الصحابة بعضهم في بعض-  فإن الخلاف الذي كان بينهم في مسائل الاجتهاد لا يوجب إثما-  لأن كل مجتهد مصيب-  و هذا أمر مذكور في كتب أصول الفقه-  و ما كان من الخلاف خارجا عن ذلك-  فالكثير من الأخبار الواردة فيه غير موثوق بها-  و ما جاء من جهة صحيحة نظر فيه-  و رجح جانب أحد الصحابيين على قدر منزلته في الإسلام-  كما يروى عن عمر و أبي هريرة- .

فأما علي ع فإنه عندنا بمنزلة الرسول ص-  في تصويب قوله و الاحتجاج بفعله و وجوب طاعته-  و متى صح عنه أنه قد برئ من أحد من الناس-  برئنا منه كائنا من كان-  و لكن الشأن في تصحيح ما يروى عنه ع-  فقد أكثر الكذب عليه و ولدت العصبية أحاديث لا أصل لها- .

فأما براءته ع من المغيرة و عمرو بن العاص و معاوية-  فهو عندنا معلوم جار مجرى الأخبار المتواترة-  فلذلك لا يتولاهم أصحابنا و لا يثنون عليهم-  و هم عند المعتزلة في مقام غير محمود-  و حاش لله أن يكون ع ذكر من سلف-  من شيوخ المهاجرين إلا بالجميل و الذكر الحسن-  بموجب ما تقتضيه رئاسته في الدين-  و إخلاصه في طاعة رب العالمين-  و من أحب تتبع ما روي عنه مما يوهم في الظاهر خلاف ذلك-  فليراجع هذا الكتاب أعني شرح نهج البلاغة-  فأنا لم نترك موضعا يوهم خلاف مذهبنا إلا و أوضحناه-  و فسرناه على وجه يوافق الحق و بالله التوفيق

عمار بن ياسر و طرف من أخباره

فأما عمار بن ياسر رحمه الله-  فنحن نذكر نسبه و طرفا من حاله-  مما ذكره ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب-  قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله-  هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك-  بن كنانة بن قيس بن حصين بن لوذ بن ثعلبة-  بن عوف بن حارثة بن عامر بن نام بن عنس بالنون-  بن مالك بن أدد العنسي المذحجي يكنى أبا اليقظان-  حليف لبني مخزوم كذا قال ابن شهاب و غيره- .

و قال موسى بن عقبة-  و ممن شهد بدرا عمار بن ياسر حليف لبني مخزوم بن يقظة- . و قال الواقدي و طائفة من أهل العلم-  إن ياسرا والد عمار بن ياسر عربي قحطاني-  من عنس من مذحج-  إلا أن ابنه عمارا مولى لبني مخزوم-  لأن أباه ياسرا تزوج أمه لبعض بني مخزوم فأولدها عمارا-  و ذلك أن ياسر قدم مكة مع أخوين له-  يقال لهما الحارث و مالك في طلب أخ لهم رابع-  فرجع الحارث و مالك إلى اليمن-  و أقام ياسر بمكة-  فحالف أبا حذيفة بن المغيرة-  بن عبد الله بن عمر بن مخزوم-  فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط-  فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة-  فصار ولاؤه لبني مخزوم-  و للحلف و الولاء الذي بين بني مخزوم-  و عمار بن ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان-  حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب-  حتى انفتق له فتق في بطنه و كسروا ضلعا من أضلاعه-  فاجتمعت بنو مخزوم-  و قالوا و الله لئن مات لا قتلنا به أحدا غير عثمان- .

قال أبو عمر-  و أسلم عمار و عبد الله أخوه و ياسر أبوهما و سمية أمهما-  و كان إسلامهم قديما في أول الإسلام-  فعذبوا في الله عذابا عظيما-  وكان رسول الله ص يمر بهم و هم يعذبون فيقول صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة-  و يقول لهم أيضا صبرا يا آل ياسر اللهم اغفر لآل ياسر و قد فعلت- .

قال أبو عمر-  و لم يزل عمار مع أبي حذيفة بن المغيرة-  حتى مات و جاء الله بالإسلام- . فأما سمية فقتلها أبو جهل-  طعنها بحربة في قبلها فماتت-  و كانت من الخيرات‏ الفاضلات-  و هي أول شهيدة في الإسلام-  و قد كانت قريش أخذت ياسرا و سمية و ابنيهما-  و بلالا و خبابا و صهيبا فألبسوهم أدراع الحديد-  و صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ-  فأعطوهم ما سألوا من الكفر و سب النبي ص-  ثم جاء إلى كل واحد منهم قومه-  بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيها-  ثم حملوا بجوانبها-  فلما كان العشي جاء أبو جهل-  فجعل يشتم سمية و يرفث-  ثم وجأها بحربة في قبلها فقتلها-  فهي أول من استشهد في الإسلام-  فقال عمار للنبي ص-  يا رسول الله بلغ العذاب من أمي كل مبلغ-  فقال صبرا يا أبا اليقظان-  اللهم لا تعذب أحدا من آل ياسر بالنار-  قال أبو عمر و فيهم أنزل-  إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ- .

قال و هاجر عمار إلى أرض الحبشة و صلى القبلتين-  و شهد بدرا و المشاهد كلها و أبلى بلاء حسنا-  ثم شهد اليمامة فأبلى فيها أيضا-  و يومئذ قطعت أذنه- . قال و ذكر الواقدي عن عبد الله بن نافع-  عن أبيه عن عبد الله بن عمر-  قال رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة-  و قد أشرف يصيح-  يا معشر المسلمين أ من الجنة تفرون-  أنا عمار بن ياسر هلموا إلي-  و أنا أنظر إلى أذنه قد قطعت-  فهي تذبذب و هو يقاتل أشد القتال- . قال أبو عمر و كان عمار طويلا أشهل-  بعيد ما بين المنكبين-  قال و قد قيل في صفته-  كان آدم طوالا مضطربا أشهل العينين-  بعيد ما بين المنكبين رجلا لا يغير شيبه- .

قال و كان عمار يقول-  أنا ترب رسول الله ص-  لم يكن أحد أقرب إليه سنا مني- . قال و قتل عمار و هو ابن ثلاث و تسعين سنة-  والخبر المرفوع مشهور في حقه تقتلك الفئة الباغيةو هو من دلائل نبوة رسول الله ص-  لأنه إخبار عن غيب- . وقال رسول الله ص في عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه-  و يروى إلى أخمص قدميه- . و فضائل عمار كثيرة-  و قد تقدم القول في ذكر عمار و أخباره-  و ما ورد في حقه

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (413)

و قال عليه السّلام لعمّار بن ياسر رحمة الله تعالى و قد سمعه يراجع المغيرة ابن شعبه كلاما: دعه يا عمّار، فانه لم يأخذ من الدين الا ما قاربه من الدنيا، و على عمد لبّس على نفسه، ليجعل الشبهات عاذرا لسقطاته.

«و آن حضرت چون بگو و مگوى عمار بن ياسر رحمة الله تعالى را با مغيرة بن شعبه شنيد، فرمود: اى عمار او را واگذار، كه او چيزى از دين جز آنچه او را به دنيا نزديك مى‏سازد، نگرفته است و به عمد خود را به شبهه‏ها درافكنده است تا شبهه‏ها را عذرخواه و بهانه لغزشهاى خود قرار دهد.»

مغيرة بن شعبه

ياران معتزلى ما در مورد سكوت و خاموشى از بيان احوال مغيره متفق نيستند، بلكه بيشتر معتزله بغداد او را تفسيق مى‏ كنند و درباره او همان چيزى را مى‏ گويند كه درباره فاسق بر زبان مى ‏آورند. هنگامى كه به سال حديبيه عروة بن مسعود ثقفى به حضور پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رسيد، مغيره را در حالى كه شمشير به دوش آويخته بود كنار پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ايستاده ديد، پرسيد: اين كيست گفتند: برادرزاده ‏ات مغيره است.

عروه به او نگريست و گفت: اى حيله گر تو اين جايى به خدا سوگند من تاكنون نتوانسته ‏ام بديهاى تو را بشويم. اسلام آوردن مغيرة بدون اعتقاد صحيح و بدون نيت پسنديده و بازگشت به حق بوده است. او در يكى از راهها با گروهى همسفر بود آنان را در حالى كه خواب بودند غافلگير ساخت و كشت و اموالشان را برداشت و از بيم آنكه به او نرسند و او را بكشند يا اموالى را كه از آنان به چنگ آورده بود بگيرند، گريخت و به مدينه آمد و به ظاهر مسلمان شد. پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اسلام هيچ كس را بر او رد نمى ‏فرمود، چه با اخلاص مسلمان مى‏ شد و چه به سببى ديگر، بدين گونه مغيره خود را در پناه و حمايت اسلام قرار داد و در امان قرار گرفت.

داستان مسلمان شدن مغيره را ابو الفرج على بن حسين اصفهانى در كتاب الاغانى چنين آورده است: مغيره خود داستان اسلام خويش را چنين نقل مى‏ كرد كه همراه گروهى از بنى مالك كه همگان بر آيين جاهلى بوديم، براى رفتن پيش مقوقس پادشاه مصر بيرون آمديم، و وارد اسكندريه شديم و هدايايى را كه همراهمان بود به پادشاه تقديم كرديم.

من در نظرش از همه يارانم زبونتر آمدم، او هديه‏ ها را پذيرفت و براى آنان جوايزى تعيين كرد و برخى را فزونتر از برخى ديگر داد و در مورد من چنان كوتاهى كرد كه فقط چيز اندكى كه در خور گفتن نيست به من داد. چون از بارگاهش بيرون آمديم، بنى مالك در حالى كه شاد بودند به خريدن هدايايى براى زن و فرزند خود پرداختند و هيچ يك از ايشان در آن مورد با من مواسات نكرد. چون از مصر بيرون آمدند، شراب با خود برداشتند و ميگسارى مى‏ كردند، من هم با آنان باده‏نوشى مى‏ كردم ولى نفس من مرا با آنان رها نمى‏ كرد و با خود گفتم اينان با اين همه اموال و عطايا ملك به طايف برمى‏ گردند و كوتاهى كردن و زبون شمردن پادشاه را درباره من به قوم من خبر مى‏ دهند و تصميم به كشتن ايشان گرفتم و گفتم سردردى را در خود احساس مى‏ كنم.

آنان بساط باده‏نوشى گستردند و مرا هم به شراب فرا خواندند، گفتم: درد سر دارم، بنشينيد من ساقى شما خواهم بود. آنان به چيزى از رفتار من بدگمان نشدند و نشستم و پياپى به آنان قدح مى‏ دادم، و چون باده در آنان اثر كرد بيشتر اشتها پيدا كردند و من همچنان پياپى جام پر به آنان مى‏ دادم و مى‏ نوشيدند و نمى‏ فهميدند. شراب سخت در آنان اثر گذاشت و ايشان را گيج كرد و بدون آنكه چيزى بفهمند خوابيدند، من برجستم و همگان را كشتم و همه چيزهايى كه با آنان بود برگرفتم.

به مدينه آمدم و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را در مسجد يافتم، ابو بكر كه با من آشنا بود، حضور داشت، همين كه مرا ديد گفت: برادرزاده عروه‏ اى گفتم: آرى و آمده‏ ام گواهى دهم كه خدايى جز خداوند يكتا وجود ندارد و محمد فرستاده خداوند است. رسول خدا فرمود: سپاس خدا را. ابو بكر گفت: گويا از مصر مى ‏آيى گفتم: آرى. گفت: افراد بنى مالك كه با تو بودند چه كردند گفتم: ميان من و ايشان كه همگى بر آيين شرك بوديم، يكى از مسائلى كه ميان اعراب اتفاق مى ‏افتد پيش آمد و من آنان را كشتم و جامه و سلاح و كالاهاى ايشان را گرفتم و اينك به حضور پيامبر آمده ‏ام تا خمس آن را بگيرد و رأى خويش را در آن مورد عمل كند كه به هر حال اينها غنيمت مشركان است.

پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرمود: اسلامت را پذيرفتم، ولى از اموال آنان نه خمس و نه چيز ديگرى برنمى‏ داريم، كه اين كار تو حيله ‏گرى است و در غدر و مكر خيرى نيست. اندوه دور و نزديك بر من فرود آمد، گفتم: اى رسول خدا من آنان را در حالى كه بر آيين قوم خود بودم كشتم و اينك كه پيش تو آمده ‏ام، مسلمان شدم.

فرمود: اسلام آنچه را پيش از آن بوده است، فرو مى‏ پوشاند. گويد: مغيره سيزده مرد از بنى مالك را كشته و اموالشان را متصرف شده بود، چون اين خبر به طائف و قبيله ثقيف رسيد، يكديگر را به جنگ فرا خواندند و سپس بر اين صلح كردند كه عمويم عروة بن مسعود پرداخت سيزده خونبها را بر عهده بگيرد.

ابو الفرج مى ‏گويد: همين موضوع معنى سخن عروه به هنگام صلح حديبيه است كه به مغيره گفت: «اى حيله‏ گر تا ديروز زشتى و بدى تو را مى‏ شستم و هنوز هم نمى‏ توانم آن را بشويم.» ابن ابى الحديد مى‏ گويد: به همين سبب ياران معتزلى بغدادى ما گفته‏ اند، كسى كه اسلام او بدين گونه بوده است و سرانجام كار او همچنان است كه طبق اخبار متواتر على عليه السّلام را بر منبرها لعن مى ‏كرده است و بر همان حال هم مرده است و عمده عمر او چيزى جز تبهكاريها و نابكاريها و برآوردن خواسته‏ هاى شكم و زير آن و يارى دادن تبهكاران و صرف وقت در نافرمانى خدا نبوده است، چگونه دوست بداريم و چه عذرى داريم كه از بدگويى او خوددارى كنيم و براى مردم تبهكارى او را آشكار نسازيم.

سخنى از ابو المعالى جوينى درباره صحابه و پاسخ به آن

در سال ششصد و يازده در بغداد به حضور نقيب ابو جعفر يحيى بن محمد علوى بصرى رفتم، گروهى هم پيش او بودند، يكى از ايشان اغانى ابو الفرج را مى‏ خواند، سخن از مغيرة بن شعبه به ميان آمد و حاضران درباره او به گفتگو پرداختند. گروهى او را نكوهش و برخى او را ستايش كردند و گروهى هم از سخن گفتن درباره او خوددارى كردند. يكى از فقيهان شيعه كه به آموختن اندكى از علم كلام به عقيده اشعريها سرگرم بود، گفت: واجب آن است كه از گفتگو درباره صحابه خوددارى كرد و از بيان آنچه ميان ايشان بروز كرده است، دست نگه داشت، كه ابو المعالى جوينى گفته است: پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم از اين كار نهى فرموده است: «از اختلافهايى كه ميان اصحاب من بروز مى‏ كند بر حذر باشيد.» و نيز فرموده است: «يارانم را براى من رها كنيد كه اگر يكى از شما هم وزن كوه احد طلا انفاق كند، هرگز به يك چهارم ارزش يكى از صحابه بلكه به نيمه آن هم نمى ‏رسد.» و فرموده است: «ياران من چون ستارگان هستند به هر يك ايشان اقتداكنيد هدايت مى‏ شويد.» همچنين فرموده است: «بهترين شما مردم قرنى هستند كه من در آنم سپس قرن پس از آن و سپس قرن پس از آن.» وانگهى در قرآن ستايش صحابه و تابعين آمده است و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده است: «چه مى ‏دانى شايد خداوند بر اهل بدر نظر افكنده و فرموده باشد هر چه مى ‏خواهيد بكنيد كه شما را آمرزيده ‏ام.

» از حسن بصرى روايت شده كه پيش او سخن از جنگ جمل و صفين شده است، گفته است: آنها خونهايى است كه خداوند شمشيرهاى ما را از آن پاك نگهداشته است، زبانهاى خود را با ياد آن خون آلوده نكنيم. وانگهى اين اخبار از ما پوشيده مانده است و از حقيقت آن دور شده است و سزاوار و شايسته ما نيست كه در آنها خوض كنيم و بر فرض كه يكى از صحابه به خطا كرده باشد، واجب است به جهت حرمت رسول خدا و هم به جهت مروت رعايت كرده شود. جوانمردى اقتضا مى ‏كند كه حرمت رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درباره همسرش عايشه و پسر عمه‏ اش زبير و طلحه كه دست خود را سپر بلاى آن حضرت ساخته است، نگه داشته شود.

وانگهى چه چيزى بر ما واجب و لازم كرده است كه از مسلمانى تبرى جوييم يا لعن كنيم خداوند روز رستاخيز به مكلف نمى‏ گويد چرا لعن نكردى بلكه مى‏ پرسد چرا لعن كردى و اگر انسانى در تمام عمر خود ابليس را لعن نكند، گنهكار و سركش نيست و اگر آدمى به جاى لعن كردن استغفر الله بگويد براى او بهتر است. از اين گذشته چگونه ممكن است براى عوام مردم دخالت در امور خواص جايز باشد و حال آنكه صحابه اميران و رهبران اين امت بوده‏ اند و ما امروز به راستى در طبقه ‏اى به مراتب فروتر از آنانيم و چگونه ممكن است تعرض به نام و يادشان براى ما پسنديده باشد آيا ناپسند نيست كه رعيت در دقايق امور پادشاه و احوال او و كارهايى كه ميان او و اهلش و پسر عموها و همسران و كنيزانش مى‏ گذرد، دخالت كند پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شوهر خواهر معاويه است و ام حبيبه خواهر او همسر رسول خداست، لازمه ادب اين است كه حرمت ام حبيبه را در مورد برادرش نگه دارند.

چگونه جايز است كسى را كه خداوند ميان او و پيامبرش مودت قرار داده است، لعن كرد. مگر همه مفسران نگفته‏ اند كه اين آيه كه خداوند متعال فرموده است: «شايدخداوند ميان شما و ميان كسانى از ايشان كه با شما دشمنى كردند، مودت قرار دهد.» در مورد ابو سفيان و خاندان او نازل شده است. و ناظر به ازدواج پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم با دختر ابو سفيان است، وانگهى همه امورى كه شيعه درباره بروز اختلاف و مشاجره ميان اصحاب نقل كرده‏ اند ثابت نشده است، و آنان همچون فرزندان يك مادر بوده ‏اند و هرگز باطن يكى از ايشان نسبت به ديگرى مكدر نشده است و ميان ايشان اختلاف و ستيزى صورت نگرفته است.

ابو جعفر كه خدايش رحمت كناد، گفت: مدتى پيش به خط خودم مطالبى را كه يكى از زيديه در اين مورد و رد و پاسخ سخنان ابو المعالى جوينى درباره اين نظر نوشته است، نوشته‏ ام و اينك همان را براى شما بيرون مى‏ آورم كه با تأمل در آن از گفتگو درباره آنچه اين فقيه گفت بى‏ نياز گردم كه من احساس خستگى مى‏ كنم كه مانع گفتگوى طولانى است به ويژه اگر جنبه جدال و پايدارى در قبال مدعى باشد. ابو جعفر از ميان كتابهاى خويش جزوه ‏اى بيرون آورد كه در همان مجلس آن را خوانديم و حاضران آن را پسنديدند و من-  ابن ابى الحديد-  خلاصه آن را در اين جا مى ‏آورم.

گويد: اگر نه اين است كه خداوند متعال دشمن داشتن دشمنان خود را همچون دوست داشتن دوستان خويش بر مسلمانان واجب فرموده است و ترك كردن آن را به دليل عقل و نقل سخت گرفته است و فرموده است: «كسانى را كه به خدا و روز رستاخيز ايمان آورده ‏اند چنين نمى‏ يابى كه كسانى را كه با خدا و رسولش ستيز مى‏ كنند دوست بدارند، هر چند آنان پدران يا پسران يا برادران و خويشاوندان ايشان باشند.» و نيز فرموده است: «اگر به خدا و پيامبر و آنچه به او نازل شده است، ايمان آورده بودند آنان را دوستان نمى‏ گرفتند.» و نيز فرموده است: «قومى را كه خداوند بر ايشان خشم گرفته است دوست مداريد.» وانگهى مسلمانان بر اين موضوع اجماع دارند كه خداوند متعال دشمنى دشمنانش و دوستى دوستانش را واجب فرموده است و حب و بغض در راه‏ خداوند واجب است. اگر اينها كه گفتيم نمى ‏بود، متعرض ستيز با كسى در راه دين و تبرى جستن از او نمى‏ شديم، و شايد در آن صورت دشمنى ما با آنان غير لازم مى‏ بود.

اگر گمان كنيم كه چون به خداوند متعال عرض كنيم چگونگى كار ايشان از ما پوشيده مانده و در روزگاران گذشته بوده است و براى خوض و بررسى ما در كارى كه از ما نهان است، معنايى نيست و به اين بهانه اعتماد كنيم و آنان را دوست بداريم، بيم آن داريم كه خداوند سبحان بفرمايد اگر كار آنان از ديده شما نهان و درگذشته بوده است از دل و گوش شما كه نهان نمانده است و اخبار صحيحى به دست شما رسيده است كه شما را موظف به اقرار به پيامبرى پيامبر و دوست داشتن كسانى كه او را تصديق كرده ‏اند و دشمنى با كسانى كه او را انكار و با او ستيز كرده ‏اند مى ‏سازد.

وانگهى به شما فرمان داده شده است، درباره قرآن و آنچه رسول خدا آورده است، تدبر كنيد، و اى كاش بر حذر مى ‏بوديد كه فرداى قيامت از افرادى نباشيد كه عرضه مى‏ دارند: «پروردگارا، ما سروران و بزرگان خود را اطاعت كرديم و آنان گمراهمان ساختند.» اما لفظ لعن چنان است كه خداوند متعال به آن فرمان داده است و آن را واجب فرموده است، مگر نمى ‏بينى كه فرموده است: «آن گروه را خداوند لعنت مى‏ كند و لعنت كنندگان هم لعنت مى‏ كنند.» و هر چند جمله اخبارى است ولى معنى آن امر است، نظير اين گفتار خداوند كه مى‏ فرمايد «طلاق داده‏ شدگان انتظار مى‏ برند به خود سه طهر را.» يعنى بايد سه طهر را انتظار ببرند.

وانگهى خداوند متعال عاصيان را لعنت فرموده است، آن جا كه مى‏ گويد: «كسانى از بنى اسرائيل كه كافر شدند بر زبان داود لعنت كرده شدند.» و اين گفتار خداوند كه «همانا آنان كه خدا و رسولش را آزار مى ‏دهند، خدايشان در دنيا و آخرت لعنت مى‏ كند و براى آنان عذابى خواركننده آماده ساخته است». و هم فرموده است: «لعنت شدگان‏اند هر كجا يافته شوند، گرفته شوند و كشته شوند كشته شدنى.» و هم فرموده است: «خداوند كافران را لعنت كرده و آتش براى ايشان فراهم ساخته است.» و خداوند متعال خطاب به ابليس فرموده است: «همانا تا روز دين لعنت من بر توست.» اما سخن آن كس كه مى‏ گويد: «چه ثوابى در لعنت كردن است و خداوند به مكلف نمى ‏گويد چرا لعن نكردى بلكه مى‏ پرسد چرا لعن كردى و اگر به جاى لعن كردن فلان كس، بگويد خدايا مرا بيامرز براى او بهتر است، و اگر انسانى در تمام مدت عمر خود ابليس را لعنت نكند مواخذه نمى ‏شود.» سخن شخص نادانى است كه نمى‏ فهمد چه مى‏ گويد.

لعنت كردن اگر چنان كه بايست صورت گيرد، اطاعت فرمان خداوند است و سزاوار پاداش، يعنى كسى كه سزاوار لعنت است، در راه خدا و براى خدا لعن شود نه به پيروى از هواى نفس و تعصب. وانگهى نمى‏ بينى كه در شريعت در مورد انكار فرزند، لعن وارد شده است آن هم به اين صورت كه شوهر بار پنجم بگويد: «همانا لعنت خدا بر او باد اگر از دروغگويان باشد.» و اگر خداوند اراده نفرموده بود كه بندگانش اين لفظ را بر زبان آورند آنان را مجبور به آن نمى‏ فرمود و اين كلمه را از معالم شرع قرار نمى ‏داد، و اين همه در كتاب عزيز خود آن را تكرار نمى ‏فرمود و درباره قاتل نمى‏ گفت: «و خداى بر او خشم مى‏ گيرد و او را لعنت مى‏ كند.

» و منظور از اينكه خداوند قاتل را لعنت مى‏ كند، فرمان به ماست كه ما هم قاتل را لعنت كنيم و بر فرض كه منظور هم اين نباشد باز بر عهده ماست و حق داريم قاتل را لعنت كنيم كه خداى متعال او را لعن كرده است. آيا وقتى كه خداوند كسى را لعنت مى‏ كند ما حق نداريم او را لعنت كنيم، اين چيزى است كه خرد آن را نمى ‏پذيرد، همچنان كه چون خداوند كسى را ستايش و ديگرى را نكوهش كند، حق ماست كه يكى را ستايش و ديگرى را نكوهش كنيم. خداوند مى‏ فرمايد: «آيا خبر دهم شما را به بدتر از آن از لحاظ پاداش پيش خدا، كسى كه خدايش لعنت كناد.» و هم فرموده است: «بار خدايا آنان را دو چندان از عذاب برسان و آنان را لعنت فرماى، لعنتى بزرگ.» و نيز خداى عز و جل فرموده است: «يهوديان گفتند دست خداى بسته است، دستهاى ايشان بسته شد و بدان چه گفتند لعنت شدند.» چگونه اين گوينده مى‏ گويد خداوند متعال به مكلف نمى‏ گويد چرا لعن نكردى مگر نمى‏ داند كه خداوند متعال به دوست داشتن دوستان خود و دشمن داشتن دشمنان خويش فرمان داده است و همان گونه كه درباره تولى مى ‏پرسد از تبرى هم سؤال مى‏ فرمايد.

مگر نمى‏ بينى كه چون شخص يهودى مسلمان مى‏ شود، نخست از او خواسته مى‏ شود شهادتين را بر زبان آورد و سپس مى‏ گويند بگو از هر دينى كه مخالف دين اسلام باشد، تبرى مى‏ جويم و از تبرى چاره ‏اى نيست كه عمل با آن كامل و تمام مى‏ شود. مگر اين گوينده اين شعر شاعر را نشنيده است كه مى ‏گويد: با دشمن من دوستى مى‏ ورزى و چنين مى‏ پندارى كه من دوست تو هستم، به راستى كه اين انديشه از تو شگفت است.

دوست داشتن دشمن دوست، بيرون رفتن از دوستى دوست است و چون دوست داشتن دشمن باطل است چيزى جز تبرى باقى نمى ‏ماند، و طبق اجماع مسلمانان جايز نيست كه آدمى با دشمنان خداوند متعال و نافرمان و گنهكار بى‏ تفاوت باشد و بگويد نه آنان را دوست مى‏ دارم و نه از ايشان تبرى مى‏ جويم.

اما اين سخن كه گفته است: «اگر آدمى به جاى لعن كردن براى خود طلب آمرزش از خداوند كند، براى او بهتر است.» اگر معتقد به وجوب لعن باشد و لعنت نكند و استغفار كند، استغفارش سودى ندارد و از او پذيرفته نمى ‏شود زيرا كه از فرمان خداوند سركشى كرده است و از انجام دادن چيزى كه خداوند بر او واجب فرموده، خوددارى كرده است و كسى كه بر انجام دادن برخى از گناهان اصرار ورزد توبه و استغفار او از گناهان ديگرش هم پذيرفته نمى ‏شود.

اما اين سخن كه گفته است هر كس در تمام مدت عمر خويش ابليس را لعنت نكند، زيانى نكرده است، چنين نيست كه اگر اعتقاد به واجب بودن لعنت بر ابليس نداشته باشد كافر است و اگر اعتقاد دارد و لعنت نمى‏ كند خطاكار است. وانگهى ميان لعنت نكردن ابليس و لعنت نكردن سران گمراهى چون معاويه و مغيره و امثال ايشان تفاوت است. زيرا خوددارى از لعنت كردن ابليس در نظر هيچ مسلمانى شبه ه‏اى در كار ابليس ايجاد نمى‏ كند و حال آنكه خوددارى از لعنت آنان و امثال ايشان موجب ايجاد شبهه در كار آنان در نظر بسيارى از مسلمانان مى‏ شود، و اجتناب از چيزى كه در دين شبهه برانگيزد واجب است، و بدين سبب خوددارى از لعن ابليس نظير خوددارى از لعن اين گونه مردم نيست.

گويد: از اين گذشته به مخالفان گفته خواهد شد آيا درست است كسى بگويد چون حقيقت كار يزيد بن معاويه و حجاج بن يوسف از ما پوشيده مانده است، سزاوار نيست كه در داستان آن دو درافتيم و با آنان ستيز و ايشان را لعنت كنيم و از آن دو تبرى بجوييم چه تفاوتى است ميان اين سخن و اينكه شما بگوييد كار معاويه و مغيرة بن شعبه و امثال آن دو از ما پوشيده مانده است و بررسى داستان آنان براى ما سزاوار نيست.

وانگهى، اى اهل حديث و حشويه و عامه چگونه شما در داستان عثمان كه از شما پوشيده مانده است-  در آن حضور نداشته ‏ايد-  وارد مى ‏شويد و از قاتلان او تبرى مى‏ جوييد و ايشان را لعنت مى‏ كنيد، و چگونه حرمت ابو بكر صديق را درباره پسرش محمد و حرمت عايشه ام المؤمنين را درباره برادرش رعايت نمى‏ كنيد و محمد بن ابى بكر را لعنت و تفسيق مى‏ كنيد، در عين حال ما را منع مى‏ كنيد كه درباره معاويه و ظلم او نسبت به على و حسن و حسين عليهما السّلام و غصب حقوق ايشان سكوت نكنيم، چگونه است كه لعن ظالم عثمان براى شما سنت است ولى لعن ظالم على و حسن و حسين تكلف است و بايد از آن خوددارى كرد. و چگونه عامه در مسأله عايشه دخالت مى‏ كنند و از هر كس كه به او نگريسته و بدو گفته است اى حميراء، تبرى مى‏ جويند و از اينكه پرده حرمت عايشه دريده شده است برخى را لعنت مى‏ كنند و در همان حال ما را از سخن گفتن در كار فاطمه و آنچه پس از رحلت پدرش بر سرش آمده است، منع مى‏ كنيد.

و اگر بگوييد، دريدن پرده حرمت فاطمه و ورود به خانه او براى حفظ نظام اسلام صورت گرفته است و اينكه مبادا آن كار منتشر شود و گروهى از مسلمانان گردن خود را از حلقه اطاعت و رعايت حمايت بيرون كشند، به شما پاسخ داده خواهد شد پرده حرمت عايشه هم به همين سبب دريده و به كجاوه او هتك حرمت شده است كه او خود ريسمان اطاعت را از گردن خود برداشته و اتحاد مسلمانان را شكسته است و پيش از رسيدن على بن ابى ‏طالب عليه السّلام به بصره خونهاى ايشان را ريخته است و ميان او و عثمان بن حنيف و حكيم بن جبله و مسلمانان نكوكارى كه همراه آن دو بودند خونريزى و كشتارى اتفاق افتاده است كه كتابهاى تاريخ و سيره آن را نقل كرده است.

بنابراين اگر ورود به خانه فاطمه آن هم براى كارى كه هنوز صورت نگرفته است، روا باشد، دريدن پرده حرمت عايشه براى كارى كه صورت گرفته است و تحقق پيدا كرده است جايز خواهد بود و چگونه ممكن است دريدن پرده حرمت عايشه از گناهان كبيره ‏اى باشد كه موجب جاودانگى در آتش مى ‏گردد و تبرى جستن از انجام دهنده آن از كارهاى مهم ايمانى شمرده مى‏ شود و حال آنكه گشودن در خانه فاطمه و وارد شدن در آن و جمع كردن هيزم بر در خانه ‏اش و تهديد به آتش زدن از بهترين كارها باشد كه خداوند بدان وسيله اسلام را پايدار داشته و آتش فتنه را خاموش كرده است و حال آنكه حداقل اين است كه نگهداشتن حرمت فاطمه و عايشه يكى است و حرمت هر دو برابر است و ما دوست نداريم به شما بگوييم حرمت فاطمه بزرگتر و مقام او بلندتر است و حفظ حرمت او به پاس رسول خدا مهمتر است كه فاطمه پاره تن پيامبر و بخشى ازخون و گوشت رسول خداست و قابل مقايسه با همسرى نيست كه به هر حال ميان او و شوهرش چيزى جز پيوند زناشويى وجود نداشته است و همسر به هر صورت پيوندى عاريتى است و ميان زن و شوهر عقدى همچون عقد اجاره براى منفعت چيزى بسته مى‏ شود و در واقع شبيه خريد و فروش كنيز است. به همين سبب دانشمندان احكام ميراث گفته ‏اند اسباب ارث بردن سه چيز است سبب و نسب و ولاء، نسب همان خويشاوندى و سبب ازدواج است و ولا عبارت از ولاى عتق-  آزاد كردن بردگان-  است و بدين گونه نكاح و پيوند ازدواج را خارج از نسب دانسته ‏اند و اگر زن همچون خويشاوند نسبى بود، معنى نداشت كه ميراث برندگان را به سه دسته تقسيم كنند بلكه به دو دسته تقسيم مى‏ كردند.

از اين گذشته چگونه ممكن است كه عايشه يا كس ديگرى غير از او به منزلت فاطمه عليه السّلام باشد و حال آنكه همه مسلمانان چه آنان كه فاطمه را دوست مى‏ دارند و چه آنان كه او را دوست نمى‏ دارند، در اين مسأله اتفاق نظر دارند كه او سرور زنان هر دو جهان است. گويد: چگونه امروز بر ما لازم است كه حرمت پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را در مورد همسرش رعايت كنيم و حرمت ام حبيبه را درباره برادرش نگه داريم و حال آنكه صحابه خود را مكلف به حفظ حرمت پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم در مورد اهل بيت آن حضرت ندانسته ‏اند، همچنين حرمت رسول خدا را در مورد دامادش عثمان بن عفان كه از پسر عموهاى آن حضرت-  يعنى با چند واسطه-  هم بوده است رعايت نكرده ‏اند و نه تنها عثمان و برخى از ياران او را كشته ‏اند كه آنان را لعنت هم كرده‏ اند. بسيارى از صحابه عثمان را در حالى كه خليفه بود، لعن مى‏ كردند كه يكى از ايشان عايشه است كه مى ‏گفت نعثل را بكشيد كه خداى نعثل را لعنت فرمايد.

و ديگر عبد الله بن مسعود است كه عثمان را لعنت مى ‏كرد، معاويه، على و دو پسرش حسن و حسين عليهما السّلام را در حالى كه زنده و در عراق بودند، لعنت مى‏ كرد و بر منبرهاى شام لعن آنان را معمول داشت و در دعاى دست نماز ايشان را نفرين مى‏ كرد. ابوبكر و عمر، سعد بن عباده را در حالى كه زنده بود لعنت كردند و از او تبرى جستند و او را از مدينه به شام بيرون كردند، عمر هم هنگامى كه خالد بن وليد، مالك بن نويره را كشت، خالد را لعن كرد و اين لعن كردن در مورد هر انسان مسلمانى كه از او گناهى سزاوار لعن سر مى ‏زد متداول و آشكار بودهاست. گويد: وانگهى اگر نگهداشتن حرمت عمرو بر زيد لازم باشد كه او را لعن نكنند، بايد حرمت صحابه در مورد فرزندان ايشان نگهداشته شود و مثلا حرمت سعد بن ابى وقاص درباره پسرش عمر بن سعد كه قاتل حسين عليه السّلام است رعايت شود و او را لعنت نكنند، يا حرمت معاويه در مورد يزيد قاتل حسين عليه السّلام و كسى كه واقعه حره را پديد آورده و مسجد الحرام را به بيم انداخته است رعايت كنند و او را لعن و نفرين نكنند. و حرمت عمر بن خطاب را در مورد عبيد الله پسرش كه قاتل هرمزان است و در جنگ صفين با على عليه السّلام جنگ كرده است، حفظ كرد.

گويد: اگر خوددارى از ستيز و دشمنى با اصحاب پيامبر كه با خدا دشمنى كرده‏ اند مايه حفظ حرمت پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مى‏ بود، گردن ما را هم مى‏ زدند با آنان ستيز نمى‏ كرديم ولى محبت رسول خدا نسبت به يارانش چون محبت جاهلان به يكديگر نيست كه بر پايه تعصب باشد و رسول خدا محبت اصحاب را بر مبناى اطاعت ايشان از فرمان خداوند قرار داده است و هرگاه آنان نسبت به خدا نافرمانى كنند و آنچه را لازمه محبت به ايشان است از دست بدهند ديگر رسول خدا از بى‏ محبتى نسبت به ايشان پروا ندارد و از رها كردن محبت به ايشان خشمگين نمى ‏شود. رسول خدا دوست داشته است با دشمنان خدا هر چند از افراد خاندانش باشند ستيز شود، همان گونه كه دوست داشته است با دوستان خدا دوستى شود هر چند از لحاظ نسبت دورترين افراد نسبت به او باشند، و گواه اين موضوع اجماع امت است بر اينكه خداوند دشمنى كردن با از دين برگشتگان و منافقان را هر چند از اصحاب پيامبر باشند، واجب فرموده است و رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خود را به اين كار فرمان داده و دعوت كرده است. چنان كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بريدن دست دزدان و تازيانه زدن به تهمت زنندگان و زناكاران را واجب فرموده است هر چند از اصحاب باشد چه از مهاجران و چه از انصار. مگر نمى‏ بينى كه پيامبر فرموده است: اگر فاطمه هم دزدى كند، دستش را مى‏ برم و اين در مورد دخترى است كه چون جان اوست.

در عين حال در دين خدا هيچ گونه پروايى از او ندارد و در مورد اجراى حدود خداوند هيچ گونه مراقبتى نسبت به او نمى‏ فرمايد، همان گونه كه اصحاب افك را تازيانه زد كه مسطح بن اثاثه هم در زمره ايشان است و او از شركت كنندگان در جنگ بدر بوده است.

گويد: وانگهى اگر مقام و محل اصحاب رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به اين درجه بود كه اگر كسى از فرمان خداوند سرپيچى كند نه تنها با او ستيز و دشمنى نشود و درباره ‏اش‏ سخن زشتى گفته نشود بلكه واجب باشد كه فقط به اسم اينكه از صحابه است، مراقبت و از گناهان و معايب او چشم پوشى شود مى‏ بايست آن صحابى موسى عليه السّلام كه ستايش از او در قرآن آمده است، پس از اينكه دگرگون شد و از هواى نفس خويش پيروى كرد و از آياتى كه بر او رسيده بود جدا و گمراه گرديد، نكوهش نشود و حال آنكه خداوند متعال مى‏ فرمايد: «و بخوان بر ايشان داستان آن كسى را كه آيتهاى خود را به او ارزانى داشتيم، پس بيرون آمد از آنها و شيطان او را پيرو خود قرار داد و از گمراهان شد.» همچنين لازم بود منزلت آن گروه از اصحاب موسى عليه السّلام كه گوساله پرست شدند، محفوظ بماند كه همه آنان با يكى از پيامبران گرانقدر خداوند سبحان مصاحبت داشته ‏اند.

گويد: وانگهى اگر اصحاب پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خودشان براى خويش چنين منزلتى را قائل بودند، اين موضوع را از خود ايشان استنباط مى‏ كردى و مى‏ دانستى كه خود آنان به محل و منزلت خويش از عوام مردم روزگار ما داناتر بوده ‏اند و هرگاه چگونگى رفتار برخى از ايشان را نسبت به برخى ديگر بررسى كنى تو را راهنمايى مى‏ كند كه موضوع كاملا بر خلاف چيزى است كه امروز در دل مردم است.

اين على عليه السّلام و عمار بن ياسر و ابولهيثم بن التيهان و خزيمه بن ثابت و همه مهاجران و انصار همراه على عليه السّلام هستند كه به هيچ وجه از طلحه و زبير تغافل نكرده ‏اند بلكه نسبت به آن دو و همراهان ايشان همان گونه رفتار كرده ‏اند كه به روزگار ما نسبت به خوارج رفتار مى‏ شود، و اين طلحه و زبير و عايشه و همراهان ايشان هستند كه از سوى ديگر به هيچ وجه دست از على برنداشته‏ اند و با او چنان رفتار كرده‏ اند كه به روزگار ما نسبت به كسى رفتار مى ‏شود كه به زور حكومت را تصرف كرده باشد، و اين معاويه و عمرو عاص هستند كه نسبت به على عليه السّلام هرگز به چشم دوستى و همسايگى نگاه نكرده ‏اند بلكه از شمشير كشيدن بر او خوددارى نكردند و او و فرزندانش و هر كس از خويشاوندانش را كه زنده بود، لعن مى ‏كردند و يارانش را كشتند، على عليه السّلام هم در نمازهاى واجب آن دو و ابو الاعور سلمى و ابو موسى اشعرى را لعن مى‏ كرد كه سلمى و اشعرى هم از صحابه هستند، و اين سعد بن ابى وقاص و محمد بن مسلمه و اسامة بن زيد و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عبد الله بن عمر و حسان بن ثابت و انس بن مالك هستند كه مصلحت نديدند در جنگ جمل از على يا طلحه و زبير پيروى كنند و طلحه و زبير به اجماع مسلمانان افضل از اين افراد بودند، جز آنكه سعد و محمد بن مسلمه و ديگران چنين مى‏ پنداشتند كه ممكن است على در جنگ با آن دو و آن دو در جنگ با على گرفتار اشتباه و لغزش شده باشند، و اين عثمان بن عفان است كه ابوذر را همچون اشخاص خيانت پيشه و فتنه ‏انگيز به ربذه تبعيد كرد، و اين عمار و عبد الله بن مسعود هستند كه چون اعمال عثمان براى ايشان آشكار شد، نخست او را پند و اندرز دادند و سپس بدان گونه برخورد كردند كه مى‏ دانيد و عثمان هم با آن دو چنان رفتار كرد كه خبرش به شما رسيده است و سرانجام آن قوم با عثمان چنان رفتار كردند كه نه تنها شما بلكه همه مردم مى ‏دانند، و اين عمر است كه چون زبير بن عوام از او براى رفتن به جهاد اجازه خواست، گفت: من دروازه را گرفته ‏ام و اجازه نمى‏ دهم كه اصحاب محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ميان مردم پراكنده شوند و ايشان را گمراه سازند، و ابوبكر و عمر مى‏ گفته ‏اند كه على و عباس هم در موضوع ميراث پيامبر آن دو را دروغگو و ستمگر و تبهكار مى ‏پندارند، على و عباس هم در اين مورد عذرخواهى نكردند و از سخن خود دست برنداشتند و هيچ يك از اصحاب حديث مدعى نشده است كه آن دو عذر خواهى كرده باشند، ياران رسول خدا هم آنچه را كه عمر نقل كرد و به آن دو نسبت داد بر آن دو انكار نكردند.

همچنين اين سخن عمر را كه به ياران پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نسبت گمراه ساختن مردم را داده بود، منكر نشدند و زشت نشمردند. به علاوه لگدكوب كردن عثمان شكم عمار ياسر را و شكستن دنده عبد الله بن مسعود را زشت نشمردند، همچنين رفتار عمار و ابن مسعود را نسبت به عثمان زشت نشمردند، نه آن چنان كه به روزگار ما عامه مردم سخن گفتن درباره صحابه را زشت مى‏ شمرند مگر اينكه عوام مردم چنين گمان برند كه ايشان به صحابه از خودشان آشناترند.

و اين على و فاطمه و عباس هستند كه همواره و يك صدا اين روايت را كه از قول پيامبر نقل مى‏ كردند كه «از ما گروه پيامبران ارث برده نمى‏ شود»، تكذيب مى‏ كردند و آن را جعلى مى‏ شمردند و مى‏ گفتند: چگونه ممكن است پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اين حكم را براى كس ديگرى غير از ما بيان فرموده باشد و حال آنكه وارثان او ما هستيم و سزاوارترين افراد هستيم كه بايد اين حكم را به او ابلاغ مى‏ فرمود.

اين عمر بن خطاب است كه نخست درباره اعضاى شورى گواهى مى‏ دهد كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رحلت فرموده و از ايشان خشنود بوده است و سپس فرمان مى‏ دهد كه اگرگزينش خليفه را به تأخير انداختند، گردن ايشان را بزنند. وانگهى براى هر يك از اعضاى شورى عيبى را برشمرده است كه اگر امروز عوام مردم آن را از كسى نسبت به صحابه بشنوند جامه‏ اش را برگردنش مى‏ پيچد و او را به حضور حاكم مى‏ كشاند و گواهى به رافضى و حلال بودن خونش داده مى‏ شود، در صورتى كه اگر طعنه زدن بر يكى از صحابه رفض باشد، عمر بن خطاب از همگان رافضى‏تر و پيشواى رافضيان خواهد بود، از اين گذشته اين سخن عمر كه مشهور و شايع است كه گفته است بيعت ابو بكر گرفتارى ناگهانى بود كه خداوند شر آن را كفايت فرمود و هر كس خواست آن را تكرار كند بكشيدش، علاوه بر آنكه طعنه ‏زدن در عقد بيعت است، خود بيعت را هم مخدوش مى‏ سازد. علاوه بر اين سخنى كه درباره ابوبكر در نمازش گفته است و اين سخن عمر درباره عبد الرحمان پسر ابوبكر كه گفته است جنبنده كوچك بدى است و در عين حال از پدرش بهتر است.

و عمر درباره سعد بن عباده كه سرور و سالار انصار بوده است، گفته است: سعد را بكشيد كه خدايش بكشد، او را بكشيد كه منافق است. وانگهى عمر به ابو هريره دشنام داده است و روايات او را نادرست دانسته است و خالد بن وليد را هم دشنام داده است و در دين او طعنه زده است و حكم به تبهكار بودن و وجوب كشتن او داده است، عمرو عاص و معاويه را خيانتكار دانسته و به آن دو نسبت دزدى داده است كه اموال عمومى را دزديده و به تصرف خود درآورده‏اند. عمر در بدى كردن و روى ترش كردن و دشنام دادن و ناسزا گفتن نسبت به همگان شتاب زده بود و كمتر كسى از صحابه است كه از زخم زبان يا تازيانه او در امان بوده باشد، به همين سبب است او را دشمن مى‏ داشتند و از روزگارش با همه فتوحات كه در آن بود ملول شدند.

اى كاش عمر هم صحابه را همان‏گونه كه عامه احترام مى‏ گذارند، احترام مى‏ گذاشت، بنابراين يا عمر خطاكار بوده است يا عامه مردم بر خطايند. و اگر بگويند عمر جز به كسى كه سزاوار بوده است و گنهكار، دشنام نداده و بدى نكرده و او را نزده است، به آنها مى‏ گوييم گويا تصور كرده ‏ايد ما مى‏ خواهيم از كسى كه سزاوار تبرى نيست، تبرى جوييم يا با او دشمنى ورزيم، هرگز ما چنين نگفته‏ ايم و هيچ مسلمان و عاقلى اين سخن را نمى‏ گويد. به هر حال غرض ما از گفتن اين سخنان اين است كه توضيح دهيم صحابه هم مردمى همچون ديگران هستند، آنچه براى مردم هست براى ايشان هم هست و آنچه بر مردم است بر ايشان هم هست هر كس از ايشان بدى كرده باشد، نكوهشش مى‏ كنيم و هر كس نيكى كرده باشد، ستايشش مى‏ كنيم و آنان را بر ديگر مسلمانان فضيلتى جز ديدار پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هم روزگارى با آن حضرت نيست، و چه بسا كه گناهان ايشان از گناهان ديگران بزرگتر هم باشد كه آنان نشانه‏ هاى نبوت و معجزات را ديده ‏اند و اعتقادات ايشان به ضرورت نزديكتر بوده است و حال آنكه عقايد ما نتيجه فكر و انديشه است و در معرض شبهه و شك است و بدين گونه گناهان ما سبكتر و عذر ما پذيرفته ‏تر است.

اينك به بحث خود برمى‏ گرديم و مى‏ گوييم: اين ام المؤمنين عايشه است كه پيراهن رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را بيرون آورد و به مردم گفت اين پيراهن رسول خداست كه هنوز كهنه نشده است و حال آنكه عثمان سنت پيامبر را كهنه كرد، و مى‏ گفت: نعثل را بكشيد كه خدايش بكشد و به اين هم راضى نشد تا آنجا كه گفت: گواهى مى‏ دهم كه فردا عثمان لاشه گنديده ‏اى افتاده در راه خواهد بود. برخى از مردم مى‏ گويند عايشه در اين باره خبرى نقل مى‏ كرده است و برخى از مردم مى‏ گويند اين خبر موقوف بر خود عايشه است، گذشته از اين موضوع اگر امروز كسى همين سخن عايشه را بر زبان آورد، در نظر عامه زنديق است. وانگهى عثمان محاصره شد، يعنى اعيان صحابه او را محاصره كردند و هيچ كس آن را كارى منكر نشمرد و آن را مهم ندانست و در از ميان بردن محاصره كوششى نكرد بلكه كار كسانى را كه آن محاصره را زشت مى‏ شمردند، زشت دانستند. همان گونه كه مى ‏دانيد عثمان نه تنها از روى شناسان اصحاب پيامبر كه از اشراف ايشان شمرده مى‏ شد و به پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نزديكتر از عمر و ابو بكر بود و در آن هنگام امام مسلمانان و برگزيده از ميان ايشان براى خلافت بود و امام را حقى بزرگ بر رعيت است.

اگر آن قوم درست رفتار كرده ‏اند كه در اين صورت صحابه در موقعيتى كه اينك عامه مردم ايشان را قرار مى‏ دهند نيستند و اگر درست رفتار نكرده ‏اند، اين همان چيزى است كه ما مى‏ گوييم كه ارتكاب خطا بر هر يك از صحابه جايز است همان گونه كه امروز بر هر يك از ما جايز است البته ما در اجماع اشكالى نمى‏ كنيم. در عين حال مدعى اجماع حقيقى هم بر قتل عثمان نيستيم بلكه مى‏ گوييم بسيارى از مسلمانان اين كار را انجام داده ‏اند و طرف مقابل ما مسلم مى‏ داند كه اين كار خطا و معصيت بوده است و در اين صورت تسليم اين نظريه شده است كه جايز است صحابى خطا و معصيت كند و همين خواسته و مطلوب ماست.

و اين مغيرة بن شعبه كه از صحابه است، بر او ادعاى زنا شد و گروهى هم عليه اوگواهى دادند. عمر اين ادعا و گواهى دادن را زشت نشمرد و نگفت كه چون مغيره صحابى است، اين كار ناممكن و ادعاى باطلى است و امكان ندارد كه صحابى زنا كند و چرا عمر كار گواهان را زشت نشمرد و به آنان نگفت اى واى بر شما، كاش بر فرض كه ديديد او چنين كارى را كرد از او تغافل مى‏ كرديد كه خداوند واجب فرموده است از بيان بديهاى اصحاب پيامبر خوددارى شود و پرده ‏پوشى در مورد ايشان را واجب قرار داده است و اى كاش او را به حرمت اين سخن رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كه فرموده است ياران مرا براى خودم واگذاريد رها مى‏ كرديد، بلكه مى‏ بينيم كه عمر آماده براى شنيدن گواهى گواهان و چگونگى ادعا مى‏ شود و روى به مغيره مى‏ كند و پس از گواهى سه تن از گواه چهارم در گواهى خود گرفتار اضطراب شد و در نتيجه سه گواه ديگر تازيانه خوردند.

چگونه مغيره به عمر نگفت چرا سخن ايشان را كه از صحابه نيستند درباره من مى‏ پذيرى و حال آن كه من از صحابه‏ ام و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده است: «اصحاب من چون ستارگان‏اند كه به هر يك اقتدا كنيد هدايت مى‏ شويد» نه تنها مغيره چنين نگفت بلكه تسليم فرمان خدا شد، و كسى كه به مراتب گرانقدرتر و برتر از مغيرة بن شعبه است، قدامة بن مظعون است كه از اصحاب بلند مرتبه پيامبر و شركت‏ كنندگان در جنگ بدر است و براى بدريها گواهى به بهشت داده شده است، همين شخص به روزگار حكومت عمر باده‏نوشى كرد و بر او حد زده شد و عمر گواهى اشخاص را رد نكرد و به اين سبب كه از شركت‏ كنندگان در جنگ بدر است از اجراى حد بر او جلوگيرى نكرد و نگفت كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم از بيان بديها و نكوهيده‏ هاى صحابه نهى فرموده است.

همچنين عمر پسر خود را حد زد كه از آن مرد و آن پسر از معاصران رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بود و معاصر بودن با پيامبر مانع از اجراى حد بر او نشد.

و اين على عليه السّلام است كه مى‏ گويد هيچ كس براى من حديثى از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نقل نمى‏ كند مگر اينكه او را بر آن سوگند مى‏ دهم كه شنيده باشد، آيا اين اتهام بر آنان نيست كه ممكن است دروغ بگويند و على عليه السّلام چنان كه در متن اين خبر آمده است هيچ يك از مسلمانان غير از ابوبكر را استثنا نفرموده است. وانگهى على عليه السّلام مكرر تصريح به دروغ گفتن ابو هريره كرده و فرموده است: هيچ كس از اين مرد دوسى به پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيشتر دروغ نبسته است.

ابوبكر هم در بيمارى مرگ خويش گفته است: بسيار دوست مى‏ داشتم كه درخانه فاطمه را به زور نمى ‏گشودم هر چند كه براى جنگ بسته شده بود و از آن كار خود پشيمان شد و پشيمانى جز از خطا و گناه معنى ندارد.

وانگهى براى عاقل شايسته و سزاوار است كه در اين معنى بينديشد كه على عليه السّلام شش ماه يعنى تا هنگامى كه فاطمه عليها السّلام رحلت كرده از بيعت با ابو بكر درنگ كرده است، اگر على بر حق بوده است، ابوبكر در به خلافت نشاندن خود خطاكار بوده است و اگر ابو بكر بر حق بوده است، على در درنگ كردن از بيعت خطاكار بوده است، همچنين از حاضر نشدن در مسجد. از اين گذشته ابوبكر در بيمارى مرگ خود خطاب به صحابه گفت: همين كه آن كسى را كه در نظر من از همه شما بهتر بود-  يعنى عمر را-  بر شما خليفه ساختم، همه‏تان در بينى خود باد انداختيد و هر كس مى ‏خواست فرمانروايى از او باشد و اين بدان سبب بود كه ديديد دنيا روى آورده است و به خدا سوگند پرده ‏ها و جامه‏ هاى ديبا و ابريشمى خواهيد گرفت آيا اين سخن ابوبكر طعنه‏ زدن به صحابه نيست و تصريح به اين مسأله نيست كه آنان به عمر رشك مى ‏برد كه چرا ابو بكر او را خليفه ساخته است و همين كه ابو بكر نام عمر را براى فرمانروايى گفت، طلحه به ابو بكر گفت: پاسخ خداى خودت را چه خواهى داد هنگامى كه درباره بندگانش از تو بپرسد و حال آنكه شخص درشتخوى و خشنى را بر آنان ولايت دادى. ابو بكر گفت: مرا بنشانيد بنشانيد و به طلحه گفت: مرا از خدا مى‏ ترسانى، چون خداوند از من بپرسد خواهم گفت: بهترين اهل تو را بر ايشان ولايت دادم. سپس دشنام بسيارى به طلحه داد كه نقل شده است، آيا اين سخن طلحه طعنه به عمر و اين سخن ابو بكر طعنه به طلحه نيست از اين گذشته موضوعى است كه ميان ابىّ بن كعب و عبد الله بن مسعود صورت گرفت و چندان به يكديگر ناسزا گفتند و دشنام دادند كه هر يك ديگرى را فرزند پدر خود ندانست.

اين سخن ابى بن كعب مشهور و نقل شده كه گفته است اين امت از آن گاه كه پيامبر خود را از دست دادند همواره به روى در افتاده‏اند، آيا اهل عقيده همگى نابود شده‏اند، و به خدا سوگند من بر آنان اندوهگين نيستم، اندوه من براى مردمى است كه آنان را گمراه مى‏سازند. و اين سخن عبد الرحمان بن عوف كه مى‏گفته است تصور نمى‏كردم چندان زندگى كنم كه عثمان به من منافق بگويد و اگر درست انديشيده و آينده‏نگر بودم عثمان را بر بند كفش خويش ولايت نمى‏ دادم، و نيز اين سخن او كه‏خدايا عثمان از اقامه احكام كتاب تو خوددارى كرد، او را چنين و چنان كن.

عثمان در گفتگويى به على عليه السّلام گفت: ابوبكر و عمر از تو بهتر بودند. على فرمود: دروغ مى‏ گويى كه من از تو و از آن دو بهترم، خدا را پيش از آن دو و پس از ايشان پرستش كردم.

سفيان بن عيينه از عمرو بن دينار روايت مى‏كند كه مى‏گفته است: پيش عروة بن زبير بودم و در اين باره گفتگو مى‏كرديم كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم پس از بعثت چند سال مقيم مكّه بوده است عروه گفت: ده سال اقامت فرموده است. من گفتم: ابن عباس مى‏گفته است سيزده سال، گفت: ابن عباس دروغ مى‏گفته است ابن عباس مى‏گفته است: متعه حلال است. جبير بن مطعم به او گفته است: عمر از آن نهى مى‏كرد. ابن عباس به او گفته است: اى ستمگر بر خويشتن، از همين جا شما گمراه شديد كه من از قول رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم براى شما سخن مى‏گويم و تو از قول عمر براى من سخن مى‏گويى.

در خبرى از قول على عليه السّلام آمده است كه اگر عمر درباره متعه آن چنان نمى‏كرد هيچ كس جز شخص بدبخت زنا نمى‏كرد و هم به اين صورت نقل شده است كه زنا جز اندكى صورت نمى‏گرفت. اما اين موضوع كه صحابه در مسائل و اختلاف نظر فقهى يكديگر را دشنام دهند و عقيده ديگرى را باطل بدانند، فزون از شمار است-  در اين جا نمونه‏هايى از اختلاف نظرهاى فقهى را نقل كرده است كه براى نمونه به ترجمه يكى دو مورد بسنده مى‏شود.

ابوبكر معتقد بود كه بايد غنايم به صورت مساوى تقسيم شود و حال آنكه عمر كار او را ناپسند شمرد و خلاف آن عمل كرد. عايشه هم مخالفت ابو سلمة بن عبد الرحمان با ابن عباس را در مورد عده زنى كه باردار باشد و همسرش بميرد، ناپسند شمرد و گفت: ابو سلمه جوجه خروسى است كه مى‏خواهد همراه خروسها آواز بخواند.

اين متكلّم زيدى سخن خود را چنين ادامه داده و گفته است: چگونه ممكن است پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده باشد: «اصحاب من چون ستارگان‏اند كه به هر يك اقتدا كنيد هدايت مى‏شويد.» كه در اين صورت بدون شبهه بايد مردم شام در جنگ صفين بر هدايت باشند و مردم عراق هم بر هدايت باشند و بايد قاتل عمار ياسر هم بر هدايت باشد و حال آنكه طبق خبر صحيح پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده ‏اند: «تو را گروه ستمگر مى‏ كشند.» و خداوند در قرآن فرموده است: «با آن گروه كه ستم مى‏كند چندان جنگ كنيد كه تسليم‏ فرمان خدا گردد.» و اين آيه دلالت بر آن دارد كه تا آن گروه بر ستم خود پايدارى كند از فرمان خدا دورى گزيده است و آن كس كه از فرمان خدا دورى گزيند، نمى‏تواند بر هدايت باشد. در اين صورت لازم مى‏آيد بسر بن ابى ارطاة كه از صحابه بوده است و دو پسر صغير عبيد الله بن عباس را كشته است بر هدايت باشد، همچنين معاويه و عمرو عاص كه هر دو پس از نماز على و دو پسرش را لعن مى‏كردند بر هدايت و هدايت كننده باشند.

وانگهى ميان اصحاب افرادى بوده‏اند كه زنا مى‏كرده و باده مى‏آشاميده‏اند، نظير ابو محجن ثقفى و برخى از ايشان مرتد شده و از دين بازگشته‏اند چون طليحة بن خويلد، باز هم در اين صورت هر كس به ايشان اقتدا كند و از كارهاى آنان پيروى كند مهتدى است، مى‏ گويد: بدون ترديد اين حديث ساخته و پرداخته طرفداران متعصب امويان است و برخى از هواداران امويان كه از يارى دادن ايشان با شمشير ناتوان بوده‏ اند آنان را با زبان خود يارى داده و به سود ايشان احاديثى را جعل كرده ‏اند.

همچنين حديث ديگرى كه به پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نسبت داده‏اند كه فرموده است: «قرنى كه من در آن هستم بهترين است.» نمى‏تواند صحيح باشد و از جمله چيزهايى كه بر بطلان آن دلالت دارد اين است كه پنجاه سال پس از رحلت پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بدترين قرنهاى جهان است و از قرنهايى است كه در همين خبر از آن ياد كرده است، و اين روزگار همان روزگارى است كه حسين عليه السّلام در آن كشته شده است، و با مدينه درافتاده‏ اند و مكه محاصره شده است و كعبه ويران گرديده است و خليفگان و قائم مقامان مقام نبوت باده گسارى و تبهكاريها مى‏ كرده ‏اند، همچون يزيد بن معاويه و يزيد بن عاتكه و وليد بن يزيد، و خون هاى حرام ريخته شده و مسلمانان بى‏گناه كشته شده ‏اند و زنان آزاده به اسيرى گرفته شده ‏اند، فرزندان مهاجران و انصار را به بردگى گرفته‏اند و بر دستهاى آنان مهر بندگى زده‏اند همچنان كه بر دست اسيران رومى مهر مى‏زده‏اند و اين به روزگار خلافت عبد الملك و امارت حجاج بن يوسف بوده است. هرگاه در كتابهاى تاريخ تأمل كنى، پنجاه ساله دوّم را از هر جهت بد مى‏يابى كه نه خيرى در آن و نه در سالارها و اميران آن وجود داشته است و خوبى مردم بستگى به خوبى سالارها و اميران دارد و با توجه به آنكه قرن پنجاه سال باشد، باز هم چگونه ممكن است اين خبر صحيح باشد. گويد: اما آنچه كه از گفتار خداوند متعال كه در قرآن آمده است، نظير اين آيه:

«همانا كه خداوند خشنود شد از مؤمنان.» و اين آيه: «محمد رسول خداوند است و كسانى كه با اويند.»، و اين حديث نقل شده از قول پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بر فرض صحت كه فرموده باشد خداوند به شركت كنندگان در جنگ بدر سركشيده و به ديده رحمت نگريسته است، همگى مشروط به سلامت عاقبت و فرجام كار است و جايز نيست كه خداوند حكيم به مكلف غير معصومى خبر داده باشد كه او را عقابى نخواهد بود هر چه مى‏خواهد انجام دهد.

اين متكلم مى‏گويد: هر كس انصاف دهد و در احوال صحابه تأمل كند، ايشان را هم چون خود ما خواهد يافت و آنچه براى ما جايز است كه اتفاق افتد براى آنان هم جايز است و ميان ما و ايشان فرقى جز افتخار مصاحبت نيست و البته كه اين شرف و منزلتى بزرگ است ولى نه آن چنان كه هر كس يك روز و يك ماه و بيشتر مصاحب پيامبر بوده باشد جايز نباشد كه گناه كند و به لغزش افتد، و اگر چنين مى‏بود عايشه نيازمند آن نمى‏شد كه حكم برائت او از آسمان نازل شود بلكه مى ‏بايد پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم از روز نخست به دروغ اهل افك دانا مى‏بود كه عايشه همسر رسول خدا و مصاحبت او با آن حضرت بيشتر و مؤكدتر بوده است. همچنين صفوان بن معطل هم از صحابه بوده است و سزاوار است كه-  در صورت صحت ادعاى شما-  در آن مورد غم و اندوهى بر پيامبر نباشد و از روز نخست بگويد صفوان و عايشه هر دو از صحابه‏اند و معصيت براى آن دو غير ممكن است. و نظاير اين امور بسيار و فزون از بسيار است براى هر كس كه بخواهد احوال صحابه را كاملا بررسى كند. تابعان هم در مورد صحابه همين راه ما را مى‏پيموده‏اند و درباره گنهكاران ايشان همين سخن را مى‏گويند و حال آنكه عامه مردم پس از آن ايشان را خدايان خود گرفته‏ اند.

گويد: وانگهى چه كسى گستاخى آن را دارد كه بگويد بر فرض كه اصحاب محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بد و گناه كنند، جايز نيست از كسى از ايشان تبرى بجوييم و حال آنكه خداوند خطاب به همان پيامبر بزرگوارى كه شرف همه صحابه به ديدار اوست چنين فرموده است: «اگر شرك بورزى بدون ترديد عمل تو نابود خواهد شد و از زيان‏كاران خواهى بود.» و نيز اين چنين فرموده است: «بگو به درستى كه من اگر نافرمانى كنم‏ خداى خود را از عذاب روز بزرگ مى‏ترسم.» و پس از اينكه فرموده است: «ميان مردم به حق حكم كن و از خواسته نفس پيروى مكن كه تو را از راه خدا گمراه سازد، كسانى را كه از راه خدا گمراه مى‏شوند عذابى سخت است.»، مگر كسى كه فهم و انديشه و تميز نداشته باشد.

گويد: و هر كس دوست دارد كه به اختلاف صحابه با يكديگر بنگرد و ببيند كه چگونه به يكديگر طعنه زده و اقوال يكديگر را رد كرده‏اند و آنچه را تابعان بر آنان رد كرده‏اند و به گفته‏هاى آنان اعتراض كرده‏اند و هم از اختلاف تابعان با يكديگر و طعن برخى از ايشان به برخى ديگر آگاه شود به كتاب نظّام مراجعه كند.

جاحظ مى‏ گويد: نظام در آغاز كار به مناسبت اينكه رافضيان بر صحابه طعنه مى‏زدند از همه نسبت به ايشان سخت‏گيرتر بود، تا آنكه مسائل فتوى و اختلاف صحابه در آن و احكام ايشان و گفتار اشخاصى كه رأى و انديشه خود را در دين خدا به كار برده بودند به ميان آمد، در اين هنگام مطاعن رافضيان و ديگران را با هم مرتب ساخت و درباره صحابه فراوان و چند برابر آنچه در مورد رافضيان گفته، مطلب آورده است.

گويد: يكى از بزرگان معتزله گفته است: غلط ابو حنيفه درباره احكام بزرگ است كه خلقى را گمراه ساخته است ولى غلط حماد از غلط ابو حنيفه بزرگتر است كه حماد كسى است كه اصل و ريشه ابو حنيفه است و ابو حنيفه شاخه‏اى از آن است و غلط ابراهيم سخت‏تر و بزرگتر از غلط حماد است كه او استاد حماد بوده است و غلط علقمه و اسود كه ريشه اعتقادات حماد بوده‏اند و بر آن دو اعتماد كرده است از غلط حماد بيشتر و بزرگتر است و غلط ابن مسعود از غلط همه اينها بزرگتر است كه او نخستين كسى است كه به رأى توسل جسته و گفته است در اين مسأله به رأى خويش فتوى مى‏دهم، اگر درست بود عنايت خداوند است، و اگر خطا بود از من است.

گويد: اصحاب حديث در خراسان از ثمامة ابن اشرس كه در آن هنگام همراه هارون الرشيد به خراسان آمده بود بار خواستند و از او درباره كتابى كه در رد ابو حنيفه در مورد اجتهاد به رأى نوشته بود پرسيدند، گفت: من اين كتاب را براى رد عقايد ابو حنيفه ننوشته ‏ام بلكه آن را براى رد عقايد علقمه و اسود و عبد الله بن مسعود نوشته‏ ام‏ كه ايشان پيش از ابو حنيفه قائل به رأى بوده ‏اند.

گويد: يكى از معتزله هرگاه نام ابن عباس هم به ميان مى ‏آمد او را كوچك مى‏ شمرد و مى‏گفت: آن صاحب زلف كه در دين خدا به رأى خويش حكم مى‏داد.

جاحظ هم در كتاب معروف به كتاب التوحيد خود گفته است: ابو هريره در رواياتى كه از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نقل كرده است ثقه و مورد اعتماد نيست و گفته است على عليه السّلام نه تنها او را مورد وثوق نمى‏دانست كه او را متهم مى‏كرد و بر او طعنه مى ‏زد و عمر و عايشه هم در مورد ابو هريره همين گونه بودند.

جاحظ خود، عمر بن عبد العزيز را مسخره و تفسيق و تكفير مى‏كرده است و درست است كه عمر بن عبد العزيز از صحابه نيست ولى بيشتر عامه مردم براى او همان فضيلت را قائل‏اند كه براى يكى از صحابه. وانگهى چگونه ممكن است حكم قطعى كنيم كه هر يك از صحابه عادل‏اند و حال آنكه حكم بن ابى العاص هم از صحابه است كه هيچ دشمن و كينه‏توزى چون او براى رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبوده است و همين موضوع تو را بسنده است. وليد بن عقبه هم كه به نص قرآن فاسق است، از صحابه است، حبيب بن مسلمه هم كه در حكومت معاويه با مسلمانان آن كارها را كرد و بسر بن ابى ارطاة دشمن خدا و دشمن رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هم از صحابه‏ اند.

ميان صحابه گروه بسيارى منافق بوده ‏اند كه مردم ايشان را نمى‏ شناخته‏ اند، بسيارى از مسلمانان بر اين عقيده‏ اند كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رحلت فرمود در حالى كه خداوند همه منافقان را به او معرفى نفرمود و آن حضرت گروهى از ايشان را مى‏ شناخت و نام آنان را به هيچ كس جز ابو حذيفه آن چنان كه پنداشته ‏اند نفرموده است، بنابراين چگونه ممكن است به طور قطع حكم كنيم كه هر كس مصاحب پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بوده يا هم عصر با ايشان بوده است يا چون آن حضرت را ديده است شخص عادل و مأمون از شرى است و از او گناه و معصيتى سر نمى‏زند و چه كسى مى‏تواند اين گونه متبحر باشد كه چنين حكم كند.

گويد: شگفت‏تر اينكه اصحاب حديث و حشويه درباره گناهان پيامبران گفتگو مى‏ كنند و ثابت مى ‏كنند كه آنان از فرمان خدا سرپيچى كرده‏اند و بر كسى كه منكر اين موضوع باشد خرده مى‏ گيرند و طعنه مى‏زنند و مى‏گويند: قدرى و معتزلى است و گاهى هم مى ‏گويند: ملحد و مخالف نص كتاب خداست و از اصحاب حديث نه يك نه صد بلكه هزارها ديده‏ايم كه در اين مورد جدل و ستيز مى‏كنند. گاه مى‏گويند: يوسف براى زنا كردن با زن عزيز چون ديگر مردان عمل كرد و گاه مى‏ گويند: داود اوريا را كشت تا با همسر او همبستر شود، گاه مى‏ گويند: رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم پيش از پيامبرى خود كافر و گمراه بوده است و گاه داستان زينب دختر جحش و فديه گرفتن از اسيران بدر را مطرح مى‏ كنند. اما طعنه زدن آنان به آدم عليه السّلام و ثابت كردن نافرمانى او و مناظره ايشان با هر كس كه منكر آن باشد خوى و عادت ايشان است، و حال آنكه اگر كسى درباره عمرو عاص و معاويه و امثال آنان سخن بگويد و به آنان كار زشت و گناه نسبت دهد چهره‏شان سرخ و گردنهايشان كشيده و چشمهايشان تنگ و تيز مى‏شود و مى‏ گويند: اين شخص رافضى و بدعت‏گزار است كه صحابه را دشنام مى‏دهد و به گذشتگان ناسزا مى‏ گويد.

اگر در پاسخ ما بگويند: در بيان گناهان و خطاهاى پيامبران از نصوص قرآنى پيروى مى‏كنيم به آنان گفته خواهد شد در تبرى جستن از همه گنهكاران نصوص قرآنى را پيروى كنيد كه خداوند متعال فرموده است: «گروهى را كه به خدا و روز قيامت ايمان آورده‏اند چنان نمى‏يابى كه كسانى را كه با خدا و رسولش ستيز مى‏كنند دوست بدارند.» و فرموده است: «اگر يكى از آن دو گروه بر ديگرى ستم كرد با آنكه ستم مى‏كند چندان جنگ كنيد كه به فرمان خدا باز گردد.» و فرموده است: «خدا را فرمان بريد و رسول و اولى الامر را فرمان بريد.» و سپس از ايشان در مورد بيعت على عليه السّلام سؤال مى‏شود كه آيا بيعت درستى بوده است و اطاعت از او بر همه مردم لازم بوده است ناچار از آرى گفتن هستند، به آنان گفته خواهد شد در اين صورت اگر كسى بر امام حق خروج كند، آيا بر مسلمانان جنگ كردن با او تا هنگامى كه به فرمانبردارى برگردد، واجب نيست و مگر اين جنگ كردن غير از همان تبرى جستن است كه ما مى‏گوييم و فرقى ميان اين دو نيست و ما بدين سبب كه در روزگار ايشان نيستيم و امكان جنگ با آنان را نداريم از آنان تبرى مى‏جوييم و آنان را لعنت مى‏كنيم تا اين كار عوض جنگى باشد كه ما را بر آن راهى نيست.

اين متكلم زيدى مى‏گويد: وانگهى نظام و ياران او بر اين عقيده ‏اند كه در اجماع حجت نيست و ممكن است امت بر خطا و معصيت اجماع كنند و بر تباهى حتى بر ارتداد هماهنگ شوند و اجماع كنند. نظام را كتابى در موضوع اجماع است كه در آن كتاب‏ دلايل فقيهان را در مورد اجماع مورد طعن قرار داده و گفته است: الفاظى كه مورد استناد ايشان قرار گرفته است صراحتى بر حجت بودن اجماع ندارد، نظير اين گفتار خداوند كه فرموده است: «شما را امت ميانه قرار داديم.» و اين گفتار الهى كه «شما بهترين امتى هستيد.» و اين گفتار خداوند: «و پيروى كند غير راه گروندگان را.» او مى‏گويد: خبرى هم كه به اين صورت نقل شده است كه «امت من بر خطا اجتماع نمى‏كند.» خبر واحد است، و مهمترين دليلى كه فقيهان مى‏گويند: اين است كه نظريه‏ هاى مختلف و انديشه‏ هاى متفاوت و دگرگون هنگامى كه شمار افرادش بسيار فراوان باشد محال است كه بر خطا اجماع كنند، و حال آنكه بطلان اين موضوع در يهود و مسيحيان و ديگر فرقه‏ هاى گمراه آشكار است.

ابن ابى الحديد مى‏گويد: اين خلاصه چيزى است كه نقيب ابو جعفر به خط خود نوشته است و ما آن را خوانديم.

ابن ابى الحديد مى‏گويد: ما مى‏ گوييم، اجماع مسلمانان حجت است و آنچه را كه اين متكلّم از قول ما نقل كرده است كه ارزنده‏ ترين دليل ما اين است كه نظريه‏ هاى مختلف و انديشه‏ هاى متفاوت محال است بر نادرست اتفاق كنند، كافى نمى‏ دانيم و به آن خشنود نيستيم و هر كس به كتابهاى اصول ما بنگرد استوارى دلايل ما را بر صحت اجماع و درستى آن خواهد ديد و من در اين مورد در بررسى كتاب الذريعه سيد مرتضى و طعنه‏ هايى كه او در مورد دلايل اجماع زده است به اندازه كافى سخن گفته ‏ام.

آنچه هم كه اين متكلم زيدى در مورد هجوم به خانه فاطمه و جمع كردن هيزم براى آتش زدن آن نقل كرده است خبر واحدى است كه نمى‏ توان به آن اعتماد كرد و نه تنها نمى‏ توان چنين كارى را به صحابه نسبت داد بلكه نسبت آن در حق هر مسلمانى كه ظاهرا عادل باشد نيز دشوار است.

اما در مورد عايشه و طلحه و زبير عقيده ما اين است كه آنان نخست خطا كردند ولى پس از آن توبه كردند و آنان از اهل بهشت‏اند و على عليه السّلام هم پس از جنگ جمل درباره ايشان گواهى به بهشتى بودن داده است.

اما طعنه زدن صحابه به يكديگر، مخالفتى كه ميان ايشان بوده است مربوط به كيفيت اجتهاد ايشان است و موجب گناه نيست كه هر مجتهدى در كار خود به صواب است و اين موضوع در كتابهاى اصول فقه آمده است. مخالفتها در موارد ديگر هم چنان است كه بيشتر اخبار رسيده در اين گونه موارد غير قابل اعتماد است و آنچه هم كه صحيح باشد در آن نگريسته مى‏ شود و طرف يكى از صحابه به ميزان منزلت او در اسلام ترجيح داده مى‏شود همچنان كه از عمر و ابو هريره روايت مى‏ شود.

اما على عليه السّلام در نظر و عقيده ما و صحيح شمردن سخن او و احتجاج به كار او همچون رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم است و اطاعت از او را واجب مى‏ شمريم و هرگاه با روايت صحيحى ثابت شود كه آن حضرت از كسى تبرى جسته است، ما هم از آن شخص هر كه مى‏ خواهد باشد تبرى مى‏ جوييم، ولى در آنچه از او نقل شده است بايد دقت كرد كه روايات دروغ بر آن حضرت بسيار بسته‏اند و تعصب، احاديث بى‏پايه‏اى را فراهم آورده است.

اما تبرى جستن على عليه السّلام از مغيره و عمرو عاص و معاويه در نظر ما معلوم و همچون اخبار متواتر است و به همين سبب ياران معتزلى ما نه تنها آنان را ستايش نمى‏ كنند كه آنان را دوست نمى‏ دارند و در نظر معتزله نكوهيده‏ اند، ولى آن حضرت هرگز از پيشينيان و شيوخ مهاجران جز به نيكى و نام پسنديده ياد نكرده است و اين مقتضى رياست آن حضرت در دين و اخلاص او در اطاعت از خداى جهانيان است و هر كس دوست دارد از رواياتى كه از آن حضرت بر خلاف اين موضوع نقل شده و به ظاهر طعنه زدن او را بر مشايخ مى‏رساند به همين كتاب شرح نهج البلاغه ما مراجعه كند كه ما هيچ موردى را كه از آن بر خلاف آنچه مى‏ گوييم فهميده مى شود رها نكرده ‏ايم و آن را به طريقى كه موافق حق است توضيح و شرح داده ‏ايم، و توفيق از خداوند است.

عمار بن ياسر و پاره‏اى از اخبار او

اما عمار بن ياسر كه خدايش رحمت كناد ما اينك نسب و پاره‏اى از اخبار او را از آنچه كه ابن عبد البر در كتاب الاستيعاب آورده است مى‏ آوريم، ابو عمر بن عبد البر كه خدايش رحمت كناد چنين گفته است.

او عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن حصين بن لوذ بن ثعلبة بن عوف بن حارثه بن عامر بن نام بن عنس-  بانون-  بن مالك بن ادد عنسى مذحجى‏ است. كنيه‏ اش ابو اليقظان و هم سوگند بنى مخزوم است، اين موضوع را ابن شهاب و ديگران گفته ‏اند. موسى بن عقبه هم گفته است: از جمله حاضران در جنگ بدر عمار بن ياسر هم سوگند بنى مخزوم بنى يقظه است.

واقدى و گروهى از اهل علم گفته‏ اند كه ياسر پدر عمار عربى قحطانى از قبيله عنس از شاخه مذحج بوده است، ولى پسرش عمار وابسته به بنى مخزوم است زيرا پدرش ياسر با يكى از كنيزان يكى از افراد بنى مخزوم ازدواج كرد و او عمار را زاييد، و چنين بود كه ياسر همراه دو برادرش به نامهاى حارث و مالك در جستجوى برادر چهارم خود به مكه آمدند.

حارث و مالك به يمن برگشتند و ياسر در مكه ماند و با ابو حذيفة بن مغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم هم سوگند و همپيمان شد. ابو حذيفه يكى از كنيزان خود به نام سميه دختر خياط را به ازدواج او درآورد كه عمار را براى او زاييد، ابو حذيفه عمار را آزاد كرد و عمار وابسته و همپيمان ايشان بود، و به مناسبت همين پيمان و وابستگى بود كه چون غلامان عثمان عمار را چنان زدند كه گرفتار فتق شكم شد و يكى از دنده‏هايش را شكستند، بنى مخزوم به طرفدارى از او جمع شدند و گفتند به خدا سوگند اگر عمار بميرد، كسى جز عثمان را به جاى او نخواهيم كشت.

ابن عبد البر مى‏گويد: عمار و برادرش عبد الله و پدر و مادرشان ياسر و سميه مسلمان شدند و از نخستين مسلمانان‏اند و در راه خدا سخت شكنجه شدند.

پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم در همان حال كه آنان شكنجه مى‏ شدند از كنارشان عبور مى‏فرمود و مى‏ گفت: «اى خاندان ياسر شكيبايى كنيد كه شكيبايى، كه وعده‏گاه شما بهشت است.» همچنين به آنان مى‏فرمود: «اى خاندان ياسر شكيبايى، بار خدايا خاندان ياسر را بيامرز هر چند كه چنين كرده‏اى.» ابن عبد البر مى‏ گويد: عمار همچنان با ابو حذيفة بن مغيره بود تا آنكه ابو حذيفه درگذشت و خداوند اسلام را آورد.

سميه را ابو جهل كشت، زوبينى به زير شكمش زد و كشته شد. سميه از زنان فاضل و نيكوكار بود و نخستين زنى است كه در اسلام شهيد شده است. قريش ياسر و سميه و دو پسر ايشان و بلال و خباب و صهيب را مى‏ گرفتند و زره آهنى بر آنان مى‏ پوشاندند وميان آفتاب نگه مى‏ داشتند آن چنان كه تاب و توان ايشان تمام مى‏ شد و آنان با كراهت و اجبار هر چه از كفر و دشنام به پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كه كافران مى‏ خواستند بر زبان مى ‏آوردند، آن گاه خويشاوندان ايشان ظرفهاى بزرگ چرمى كه پر آب بود مى‏ آوردند و آنها را در آن مى‏ نهادند و اطرافش را مى‏ گرفتند و مى‏ بردند. چون شامگاه فرا رسيد ابو جهل آمد و شروع به فحش و دشنام دادن به سميه كرد و زوبينى به زير شكمش زد و او را كشت و سميه نخستين كسى است كه در اسلام شهيد شده است. عمار به پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم گفت: اى رسول خدا شكنجه مادر من به حد نهايت رسيده است، فرمود: «اى ابا اليقظان شكيبايى، پروردگارا هيچ يك از خاندان ياسر را با آتش عذاب مفرماى.» ابن عبد البر مى‏ گويد: اين آيه كه مى‏ فرمايد: «جز آن كس كه مجبور شود و دلش مطمئن به ايمان باشد.» درباره ايشان نازل شده است.

گويد: عمار به حبشه هجرت كرده و بر هر دو قبله نماز گزارده و در جنگ بدر و تمام جنگهاى ديگر شركت كرده و متحمل رنج گران و پسنديده گرديده است و سپس در جنگ يمامه شركت كرده است و در آن هم بسيار پسنديده زحمت كشيده است و در همان جنگ گوش او جدا شده است.

گويد: واقدى از قول عبد الله بن نافع از پدرش از عبد الله بن عمر نقل مى ‏كند كه مى‏ گفته است: روز جنگ يمامه، عمار بن ياسر را ديدم كه بر سنگى مشرف بر لشكر ايستاده است و فرياد مى‏كشد كه اى گروه مسلمانان آيا از بهشت مى‏گريزيد من عمار بن ياسرم پيش من آييد، و من در همان حال كه او سخت جنگ مى‏ كرد ديدم كه گوشش قطع شده و در حال پرش بود.

ابن عبد البر مى‏ گويد: عمار مردى بلند قامت و چهارشانه و داراى چشمانى زيبا و درشت بوده است، و هم درباره او گفته شده است در عين چهارشانگى بلند قامت و سيه چرده و پر جنب و جوش و داراى چشمان زيبا و درشت و موهاى صاف بود و خضاب نمى‏ بست و رنگ سپيد موهايش را تغيير نمى‏ داد.

گويد: عمار مى ‏گفته است كه من هم سن پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هستم و هيچ كس از لحاظ سنى نزديكتر به آن حضرت از من نيست. گويد: عمار در نود و سه سالگى شهيد شد و اين‏ خبر مرفوع كه درباره او آمده است كه تو را گروه سركش ستمگر مى‏ كشد. از دلايل نبوت حضرت ختمى مرتبت است كه خبر دادن از غيب است. و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده‏ اند: «عمار سراپا آكنده از ايمان است.» و هم به صورت: «عمار از سر تا گودى كف پايش آكنده از ايمان است.» نقل شده است.

فضايل عمار بسيار است و پيش از اين درباره او و اخبارش و آنچه در حق او نقل شده است سخن گفته شد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 412 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)معنای لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

حکمت 404 صبحی صالح

404-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

إِنَّا لَا نَمْلِكُ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً وَ لَا نَمْلِكُ إِلَّا مَا مَلَّكَنَا فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا كَلَّفَنَا وَ مَتَى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا

حکمت 412 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

412: قَالَ ع وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ-  لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ-  إِنَّا لَا نَمْلِكُ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً وَ لَا نَمْلِكُ إِلَّا مَا مَلَّكَنَا-  فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا كَلَّفَنَا-  وَ مَتَى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا

معنى هذا الكلام-  أنه ع جعل الحول عبارة عن الملكية و التصرف-  و جعل القوة عبارة عن التكليف-  كأنه يقول لا تملك و لا تصرف إلا بالله-  و لا تكليف لأمر من الأمور إلا بالله-  فنحن لا نملك مع الله شيئا أي لا نستقل بأن نملك شيئا-  لأنه لو لا إقداره إيانا و خلقته لنا أحياء-  لم نكن مالكين و لا متصرفين-  فإذا ملكنا شيئا هو أملك به أي أقدر عليه منا-  صرنا مالكين له كالمال مثلا حقيقة-  و كالعقل و الجوارح و الأعضاء مجازا-  و حينئذ يكون مكلفا لنا أمرا يتعلق بما ملكنا إياه-  نحو أن يكلفنا الزكاة عند تمليكنا المال-  و يكلفنا النظر عند تمليكنا العقل-  و يكلفنا الجهاد و الصلاة و الحج و غير ذلك-  عند تمليكنا الأعضاء و الجوارح-  و متى أخذ منا المال وضع عنا تكليف الزكاة-  و متى أخذ العقل سقط تكليف النظر-  و متى أخذ الأعضاء و الجوارح-  سقط تكليف الجهاد و ما يجري مجراه- . هذا هو تفسير قوله ع-  فأما غيره فقد فسره بشي‏ء آخر-

قال ابو عبد الله جعفر بن محمد ع فلا حول على الطاعة و لا قوة على ترك المعاصي إلا باللهو قال قوم و هم المجبرة-  لا فعل من الأفعال إلا و هو صادر من الله-  و ليس في اللفظ ما يدل ما ادعوا-  و إنما فيه أنه لا اقتدار إلا بالله-  و ليس يلزم من نفي الاقتدار إلا بالله صدق قولنا-  لا فعل من الأفعال إلا و هو صادر عن الله-  و الأولى في تفسير هذه اللفظة أن تحمل على ظاهرها-  و ذلك أن الحول هو القوة و القوة هي الحول-  كلاهما مترادفان-  و لا ريب أن القدرة من الله تعالى-  فهو الذي أقدر المؤمن على الإيمان و الكافر على الكفر-  و لا يلزم من ذلك مخالفة القول بالعدل-  لأن القدرة ليست موجبة- .

فإن قلت فأي فائدة في ذكر ذلك-  و قد علم كل أحد أن الله تعالى خلق القدرة-  في جميع الحيوانات-  قلت المراد بذلك الرد على من أثبت صانعا غير الله-  كالمجوس و الثنوية فإنهم قالوا بإلهين-  أحدهما يخلق قدرة الخير و الآخر يخلق قدرة الشر

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (412)

قال عليه السّلام، و قد سئل عن معنى قولهم: لا حول و لا قوة الّا باللّه: انا لا نملك مع الله شيئا، و لا نملك الا ما ملكنا، فمتى ملكّنا، ما هو املك به منا كلفنا، و متى اخذه منا وضع تكليفه عنّا.

«از آن حضرت درباره معنى «لا حول و لا قوة الا باللّه» پرسيدند، فرمود: با وجود خداوند ما را بر چيزى اختيار نيست و چيزى نداريم جز آنچه او ما را مالك آن قرار داده است، پس چون ما را مالك چيزى فرمود كه خود به آن سزاوارتر از ماست، تكليف بر عهده ما گذاشت، و چون آن را از ما گرفت، تكليف خود را از ما برداشت.»

ابن ابى الحديد مى ‏گويد: معنى اين سخن اين است كه آن حضرت «حول» را به معنى ملكيت و تصرف و «قوه» را به معنى تكليف گرفته است، گويى مى‏ فرمايد هيچ تملك و تصرفى جز به عنايت خدا و هيچ تكليفى براى هيچ كارى بدون امر خدا نيست.

يعنى در قبال خداوند ما مالك چيزى نيستيم و استقلال نداريم كه چيزى داشته باشيم، زيرا اگر خداوند ما را نمى‏ آفريد و زنده قرار نمى‏داد نه مالك چيزى بوديم و نه اختيار تصرف داشتيم. و هرگاه مالك چيزى هم مى‏ شويم خداوند بر آن چيز از ما تواناتر و مالك‏تر است، و چون مالك مال مى‏ شويم كه به حقيقت مالك آن هستيم يا داراى عقل و جوارح و اعضا مى‏ شويم كه به صورت مجازى مالك آنهاييم، در اين هنگام خداوند در قبال آنچه مالك هستيم تكليفى براى ما تعيين فرموده است، نظير آنكه در مال تكليف زكات و در عقل تكليف دقت كردن و در داشتن امكانات و اعضا و جوارح امورى چون حج و نماز و جهاد و ديگر احكام را بر ما مقرر فرموده است. هرگاه مال را از ما مى‏ گيرد، تكليف زكات را از ما برمى‏ دارد و هرگاه عقل را از ما مى‏ گيرد، تكليف دقت و انديشيدن از ما ساقط مى‏ شود و به همين ترتيب هرگاه اعضا و جوارح را مى‏ گيرد، تكليف جهاد ساقط مى‏ شود.

اين تفسير سخن آن حضرت است، ديگران به گونه ديگر «لا حول و لا قوة الا بالله» را معنى كرده ‏اند، ابو عبد الله جعفر بن محمد عليه السّلام فرموده است: هيچ نيرويى براى اطاعت و هيچ نيرويى براى ترك معصيتها جز به لطف خداوند نيست.

جبريان مى‏ گويند: هيچ كارى از كارها نيست مگر اينكه از خداوند صادر مى‏ شود و حال آنكه در الفاظ اين كلمه هيچ لفظى كه دليل ادعاى ايشان باشد وجود ندارد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 411 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 403 صبحی صالح

403-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )مَنْ أَوْمَأَ إِلَى مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ

حکمت 411 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

411 وَ قَالَ ع: مَنْ أَوْمَأَ إِلَى مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ قيل في تفسيره-  من استدل بالمتشابه من القرآن في التوحيد و العدل-  انكشفت حيلته-  فإن علماء التوحيد قد أوضحوا تأويل ذلك- . و قيل من بنى عقيدة له مخصوصة على أمرين مختلفين-  حق و باطل كان مبطلا- . و قيل من أومأ بطمعه و أمله إلى فائت-  قد مضى و انقضى لن تنفعه حيلة-  أي لا يتبعن أحدكم أمله ما قد فاته-  و هذا ضعيف لأن المتفاوت في اللغة غير الفائت

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (411)

و قال عليه السّلام: من اومأ الى متفاوت خذلته الحيل.

و فرمود: «كسى كه به كار متفاوت پردازد چاره ‏جوييها كار او را نسازد.»

ابن ابى الحديد مى‏گويد: در شرح اين سخن گفته شده است: يعنى هر كس در مورد توحيد و عدل به آيات متشابه قرآن استدلال كند، حيله ‏اش آشكار مى‏ شود كه علماى توحيد تأويل آن آيات را شرح داده و روشن ساخته‏ اند.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

 

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 410 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 402 صبحی صالح

402-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )لِبَعْضِ مُخَاطِبِيهِ وَ قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يُسْتَصْغَرُ مِثْلُهُ عَنْ قَوْلِ مِثْلِهَا لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وَ هَدَرْتَ سَقْباً

قال الرضي و الشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر قبل أن يقوى و يستحصف و السقب الصغير من الإبل و لا يهدر إلا بعد أن يستفحل

حکمت 410 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

410: وَ قَالَ ع لِبَعْضِ مُخَاطِبِيهِ-  وَ قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يُسْتَصْغَرُ مِثْلُهُ عَنْ قَوْلِ مِثْلِهَا-  لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وَ هَدَرْتَ سَقْباً قال الشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر-  قبل أن يقوى و يستحصف-  و السقب الصغير من الإبل-  و لا يهدر إلا بعد أن يستفحل هذا مثل قولهم قد زبب قبل أن يحصرم- . و من أمثال العامة-  يقرأ بالشواذ و ما حفظ بعد جزء المفصل

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (410)

و قال عليه السّلام لبعض مخاطبيه و قد تكلّم بكلمة يستصغر مثله عن قول مثلها: لقد طرت شكيرا، و هدرت سقبا. قال: الشكير هاهنا اوّل ما ينبت من ريش الطائر قبل ان يقوى و يستحصف.

و السقب: الصغير من الابل، و لا يهدر الا بعد ان يستفحل. و آن حضرت به يكى از مخاطبهاى خود كه سخنى گفته بود كه از گفتن چنان سخنى كوچك‏تر شمرده مى‏ شد فرمود: «همانا با پرهاى نخستين پريدى و در خردسالى بانگ بركشيدى.

سيد رضى گويد: شكير در اين سخن به معنى نخستين پرهايى است كه در پرنده پيش از آنكه نيرومند و استوار شود، مى ‏رويد. و سقب شتر خردسال است و شتر تا فحل نشود بانگ برنمى‏ آورد.» ابن ابى الحديد مى ‏گويد: نظير اين سخن اعراب است كه غوره نشده مويز شده است.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 409 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 401 صبحی صالح

401-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ

حکمت 409 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 20

409 وَ قَالَ ع: مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ إلى هذا نظر المتنبي في قوله-

و خلة في جليس أتقيه بها
كيما يرى أننا مثلان في الوهن‏

و كلمة في طريق خفت أعربها
فيهتدى لي فلم أقدر على اللحن‏

و قال الشاعر

و ما أنا إلا كالزمان إذا صحا
صحوت و إن ماق الزمان أموق‏

و كان يقال إذا نزلت على قوم فتشبه بأخلاقهم- فإن الإنسان من حيث يوجد لا من حيث يولد- و في الأمثال القديمة من دخل ظفار حمر- .

شاعر

أحامقه حتى يقال سجية
و لو كان ذا عقل لكنت أعاقله‏

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (409)

و قال عليه السّلام: «مقاربة الناس فى اخلاقهم امن من غوائلهم.»

و آن حضرت فرمود: «موافقت و نزديكى با مردم در خويهاى ايشان، ايمنى از گزندهاى آنان است.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 408 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)چشم زخم و افسون و جادوگرى

حکمت 400 صبحی صالح

400-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )الْعَيْنُ حَقٌّ وَ الرُّقَى حَقٌّ وَ السِّحْرُ حَقٌّ وَ الْفَأْلُ حَقٌّ

وَ الطِّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ وَ الْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ

وَ الطِّيبُ نُشْرَةٌ وَ الْعَسَلُ نُشْرَةٌ وَ الرُّكُوبُ نُشْرَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ

حکمت 408 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

408: الْعَيْنُ حَقٌّ وَ الرُّقَى حَقٌّ وَ السِّحْرُ حَقٌّ-  وَ الْفَأْلُ حَقٌّ وَ الطِّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ-  وَ الْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ-  وَ الطِّيبُ نُشْرَةٌ وَ الْعَسَلُ نُشْرَةٌ-  وَ الرُّكُوبُ نُشْرَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ و يروى و الغسل نشرة بالغين المعجمة-  أي التطهير بالماء

أقوال في العين و السحر و الفأل و العدوى و الطيرة

و قد جاء في الحديث المرفوع العين حق و لو كان شي‏ء يسبق القدر لسبقته العين-  و إذا استغسلتم فاغسلوا-  قالوا في تفسيره إنهم كانوا يطلبون من العائن-  أن يتوضأ بماء ثم يسقي منه المعين و يغتسل بسائره- . و في حديث عائشة العين حق كما أن محمدا حق- . و للحكماء في تعليل ذلك قول لا بأس به-  قالوا هذا عائد إلى نفس العائن-  و ذلك لأن الهيولى مطيعة للأنفس متأثرة بها-  أ لا ترى أن نفوس الأفلاك تؤثر فيها-  بتعاقب الصور عليها-  و النفوس البشرية من جوهر نفوس الأفلاك-  و شديدة الشبه بها-  إلا أن نسبتها إليها نسبة السراج إلى الشمس-  فليست عامة التأثير-  بل تأثيرها في أغلب الأمر في بدنها خاصة-  و لهذا يحمى مزاج الإنسان عند الغضب-يستعد للجماع عند تصور النفس صورة المعشوق-  فإذن قد صار تصور النفس مؤثرا فيما هو خارج عنها-  لأنها ليست حالة في البدن-  فلا يستبعد وجود نفس لها جوهر مخصوص-  مخالف لغيره من جواهر النفوس تؤثر في غير بدنها-  و لهذا يقال إن قوما من الهند يقتلون بالوهم-  و الإصابة بالعين من هذا الباب-  و هو أن تستحسن النفس صورة مخصوصة و تتعجب منها-  و تكون تلك النفس خبيثة جدا-  فينفعل جسم تلك الصورة مطيعا لتلك النفس-  كما ينفعل البدن للسم- .

وفي حديث أم سلمة أن رسول الله ص رأى في وجه جارية لها سعفة-  فقال إن بها نظرة فاسترقوا لها- . وقال عوف بن مالك الأشجعي كنا نرقي في الجاهلية-  فقلت يا رسول الله ما ترى في ذلك فقال-  أعرضوا على رقاكم-  فلا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك كان ناس من أصحاب رسول الله ص في سفر-  فمروا بحي من أحياء العرب-  فاستضافوهم فلم يضيفوهم و قالوا لهم-  هل فيكم من راق فإن سيد الحي لديغ-  فقال رجل منهم نعم-  فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ-  فأعطي قطيعا من الغنم-  فأبى أن يقبلها حتى يأتي رسول الله ص-  فذكر ذلك لرسول الله ص-  و قال و عيشك ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب-  فقال ما أدراكم إنها رقية-  خذوا منهم و اضربوا لي معكم بسهم

وروى بريدة قال قال رسول الله ص و قد ذكرت عنده الطيرة-  من عرض له من هذه الطيرة شي‏ء فليقل-  اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك-  و لا إله غيرك و لا حول و لا قوة إلا بالله وعنه ع ليس منا من تطير أو تطير له-  أو تكهن أو تكهن له أنس بن مالك يرفعه لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح-  قالوا فما الفأل الصالح قال الكلمة الطيبة و عنه ع تفاءلوا و لا تطيروا

وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله ص كان لا يتطير من شي‏ء-  و كان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه-  فإذا أعجبه سر به و رئي بشر ذلك في وجهه-  و إن كره اسمه رئيت الكراهة على وجهه-  و إذا دخل قرية سأل عن اسمها-  فإن أعجبه ظهر على وجهه- . بنى عبيد الله بن زياد بالبصرة دارا عظيمة-  فمر بها بعض الأعراب-  فرأى في دهليزها صورة أسد و كلب و كبش-  فقال أسد كالح و كبش ناطح و كلب نابح-  و الله لا يمتع بها-  فلم يلبث عبيد الله فيها إلا أياما يسيرة- .

أبو هريرة يرفعه إذا ظننتم فلا تحققوا-  و إذا تطيرتم فامضوا و على الله فتوكلواوقال ع أحسنها الفأل و لا يرد قدرا-  و لكن إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل-  اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت-  و لا يدفع السيئات إلا أنت-  و لا حول و لا قوة إلا بك- .

و قال بعض الشعراء-

لا يعلم المرء ليلا ما يصبحه
إلا كواذب ما يجري به الفأل‏

و الفأل و الزجر و الكهان كلهم‏
مضللون و دون الغيب أقفال‏

وعن النبي ص القيافة و الطرق و الطيرة من الخبثابن عباس يرفعه من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر

أبو هريرة يرفعه من أتى كاهنا فصدقه فيما يقول-  فقد برئ مما أنزل الله على أبي القاسم- .

شاعر

لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى
و لا زاجرت الطير ما الله صانع‏

و قال آخر

لا يقعدنك عن بغاء
الخير تعقاد العزائم‏

فلقد غدوت و كنت لا
أغدو على راق و حائم‏

فإذا الأشائم كالأيامن
و الأيامن كالأشائم‏

و كذاك لا خير و لا
شر على أحد بدائم‏

تفاءل هشام بن عبد الملك بنصر بن سيار-  فقلده خراسان فبقي فيها عشر سنين- . و تفاءل عامر بن إسماعيل قاتل مروان بن محمد-  باسم رجل لقيه فسأله عن اسمه-  فقال منصور بن سعد-  قال من أي العرب قال من سعد العشيرة-  فاستصحبه و طلب مروان فظفر به و قتله- . و تفاءل المأمون بمنصور بن بسام-  فكان سبب مكانته عنده- . قالوا إنما أصل اليد اليسرى العسرى-  إلا أنهم أبدلوا اليسرى من اليسر تفاؤلا- . مزرد بن ضرار-

و إني امرؤ لا تقشعر ذؤابتي
من الذئب يعوي و الغراب المحجل‏

الكميت

و لا أنا ممن يزجر الطير همه
أ صاح غراب أم تعرض ثعلب‏

و قال بعض العرب خرجت في طلب ناقة ضلت لي- فسمعت قائلا يقول-

و لئن بعثت لها بغاة
فما البغاة بواجدينا

فلم أتطير و مضيت لوجهي-  فلقيني رجل قبيح الوجه به ما شئت من عاهة-  فلم أتطير و تقدمت-  فلاحت لي أكمة فسمعت منها صائحا-و الشر يلقى مطالع الأكم‏-  فلم أكترث و لا انثنيت و علوتها-  فوجدت ناقتي قد تفاجت للولادة-  فنتجتها و عدت إلى منزلي بها و معها ولدها- .

و قيل لعلي ع-  لا تحاربهم اليوم فإن القمر في العقرب-  فقال قمرنا أم قمرهموروي عنه ع أنه كان يكره أن يسافر-  أو يتزوج في محاق الشهر-  و إذا كان القمر في العقرب و روي أن ابن عباس قال على منبر البصرة إن الكلاب من الحن و إن الحن من ضعفاء الجن-  فإذ غشيكم منهم شي‏ء فألقوا إليه شيئا أو اطردوه-  فإن لها أنفس سوء- . و قال أبو عثمان الجاحظ-  كان علماء الفرس و الهند-  و أطباء اليونانيين و دهاة العرب-  و أهل التجربة من نازلة الأمصار و حذاق المتكلمين-  يكرهون الأكل بين يدي السباع-  يخافون عيونها للذي فيها من النهم و الشره-  و لما ينحل عند ذلك من أجوافها من البخار الردي‏ء-  و ينفصل من عيونها مما إذا خالط الإنسان-  نقض بنية قلبه و أفسده-  و كانوا يكرهون قيام الخدم-  بالمذاب و الأشربة على رءوسهم-  خوفا من أعينهم و شدة ملاحظتهم إياهم-  و كانوا يأمرون بإشباعهم قبل أن يأكلوا-  و كانوا يقولون في الكلب و السنور-  إما أن يطرد أو يشغل بما يطرح له- .

و قالت الحكماء نفوس السباع أردأ النفوس و أخبثها-  لفرط شرهها و شرها-  قالوا و قد وجدنا الرجل يضرب الحية بعصا-  فيموت الضارب و الحية-  لأن سم الحية فصل منها-  حتى خالط أحشاء الضارب و قلبه-  و نفذ في مسام جسده- . و قد يديم الإنسان النظر إلى العين المحمرة-  فتعتري عينه حمرة-  و التثاؤب يعدي أعداء ظاهرا-  و يكره دنو الطامث من اللبن لتسوطه-  لأن لها رائحة و بخارا يفسد اللبن المسوط- . و قال الأصمعي رأيت رجلا عيونا-  كان يذكر عن نفسه أنه إذا أعجبه الشي‏ء-  وجد حرارة تخرج من عينه- . و قال أيضا كان عندنا عيونان-  فمر أحدهما بحوض من حجارة-  فقال تالله ما رأيت كاليوم حوضا-  فانصدع فلقتين-  فمر عليه الثاني فقال-  و أبيك لقلما ضررت أهلك فيك-  فتطاير أربع فلق- .

و سمع آخر صوت بول من وراء جدار حائط-  فقال إنك كثير الشخب فقالوا هو ابنك-  فقال أوه انقطع ظهره-  فقيل لا بأس عليه إن شاء الله-  فقال و الله لا يبول بعدها أبدا فما بال حتى مات- . و سمع آخر صوت شخب ناقة بقوة-  فأعجبه فقال أيتهن هذه-  فوروا بأخرى عنها-  فهلكتا جميعا المورى بها و المورى عنها قال رجل من خاصة المنصور له-  قبل أن يقتل أبا مسلم بيوم واحد-  إني رأيت اليوم لأبي مسلم ثلاثا تطيرت له منها-  قال ما هي قال ركب فوقعت قلنسوته‏ عن رأسه-  فقال المنصور الله أكبر تبعها و الله رأسه-  فقال و كبا به فرسه-  فقال الله أكبر كبا و الله جده و أصلد زنده-  فما الثالثة قال إنه قال لأصحابه-  أنا مقتول و إنما أخادع نفسي-  و إذا رجل ينادي آخر من الصحراء-  اليوم آخر الأجل يا فلان-  فقال الله أكبر انقضى أجله إن شاء الله و انقطع من الدنيا أثره-  فقتل في غد ذلك اليوم- . تجهز النابغة الذبياني للغزو و اسمه زياد بن عمرو-  مع زبان بن سيار الفزاري-  فلما أراد الرحيل سقطت عليه جرادة فتطير-  و قال ذات لونين تجرد غري من خرج-  فأقام و لم يلتفت زبان إلى طيرته-  فذهب و رجع غانما فقال-

تطير طيرة يوما زياد
لتخبره و ما فيها خبير

أقام كان لقمان بن عاد
أشار له بحكمته مشير

تعلم إنه لا طير إلا
على متطير و هو الثبور

بلى شي‏ء يوافق بعض شي‏ء
أحايينا و باطله كثير

حضر عمر بن الخطاب الموسم- فصاح به صائح يا خليفة رسول الله- فقال رجل من بني لهب و هم أهل عيافة و زجر- دعاه باسم ميت مات و الله أمير المؤمنين- فلما وقف الناس للجمار إذا حصاة صكت صلعة عمر- فأدمي منها فقال ذلك القائل- أشعر و الله أمير المؤمنين- لا و الله ما يقف هذا الموقف أبدا- فقتل عمر قبل أن يحول الحول- و قال كثير بن عبد الرحمن-

تيممت لهبا أبتغي العلم عندها
و قد صار علم العائفين إلى لهب‏

كان للعرب كاهنان- اسم أحدهما شق و كان نصف إنسان- و اسم الآخر سطيح و كان يطوى طي الحصير- و يتكلمان بكل أعجوبة في الكهانة- فقال ابن الرومي-

لك رأي كأنه رأي شق
و سطيح قريعي الكهان‏

يستشف الغيوب عما تواري‏
بعيون جلية الإنسان‏

و قال أبو عثمان الجاحظ- كان مسيلمة قبل أن يتنبأ يدور في الأسواق- التي كانت بين دور العرب و العجم- كسوق الأبلة و سوق بقة- و سوق الأنبار و سوق الحيرة- يلتمس تعلم الحيل و النيرنجيات- و احتيالات أصحاب الرقى و العزائم و النجوم- و قد كان أحكم علم الحزاة و أصحاب الزجر و الخط- فعمد إلى بيضة فصب إليها خلا حاذقا قاطعا- فلانت حتى إذا مدها الإنسان استطالت و دقت كالعلك- ثم أدخلها قارورة ضيقة الرأس- و تركها حتى انضمت و استدارت و جمدت- فعادت كهيئتها الأولى- فأخرجها إلى قوم و هم أعراب و استغواهم بها- و فيه قيل

ببيضة قارور و راية شادن
و توصيل مقطوع من الطير حاذق‏

قالوا أراد براية الشادن- التي يعملها الصبي من القرطاس الرقيق- و يجعل لها ذنبا و جناحين- و يرسلها يوم الريح بخيط طويل- . كان مسيلمة يعمل رايات من هذا الجنس- و يعلق فيها الجلاجل- و يرسلها ليلا في شدة الريح- و يقول هذه الملائكة تنزل علي- و هذه خشخشة الملائكة و زجلها- و كان يصل جناح الطير المقصوص بريش معه- فيطير و يستغوي به الأعراب- . شاعر في الطيرة-

و أمنع الياسمين الغض من حذري
عليك إذ قيل لي نصف اسمه ياس‏

و قال آخر

أهدت إليه سفرجلا فتطيرا
منه و ظل مفكرا مستعبرا

خوف الفراق لأن شطر هجائه‏
سفر و حق له بأن يتطيرا

و قال آخر

يا ذا الذي أهدى لنا سوسنا
ما كنت في إهدائه محسنا

نصف اسمه سو فقد ساءني‏
يا ليت إني لم أر السوسنا

و مثله

لا تراني طوال دهري
أهوى الشقائقا

إن يكن يشبه الخدود
فنصف اسمه شقا

و كانوا يتفاءلون بالآس لدوامه- و يتطيرون من النرجس لسرعة انقضائه- و يسمونه الغدار- . و قال العباس بن الأحنف-

إن الذي سماك يا منيتي
بالنرجس الغدار ما أنصفا

لو أنه سماك بالآسة
وفيت إن الآس أهل الوفا

خرج كثير يريد عزة و معه صاحب له من نهد- فرأى غرابا ساقطا فوق بانة ينتف ريشه- فقال له النهدي إن صدق الطير فقد ماتت عزة- فوافى أهلها و قد أخرجوا جنازتها-

فقال

و ما أعيف النهدي لا در دره
و أزجره للطير لا عز ناصره‏

رأيت غرابا ساقطا فوق بانة
ينتف أعلى ريشه و يطايره‏

فقال غراب لاغتراب و بانة
لبين و فقد من حبيب تعاشره‏

و قال الشاعر

و سميته يحيى ليحيا و لم يكن
إلى رد حكم الله فيه سبيل‏

تيممت فيه الفأل حين رزقته‏
و لم أدر أن الفأل فيه يفيل‏

فأما القول في السحر-  فإن الفقهاء يثبتونه و يقولون فيه القود-  و قد جاء في الخبر أن رسول الله ص-  سحره لبيد بن أعصم اليهودي-  حتى كان يخيل إليه أنه عمل الشي‏ء و لم يعمله- . و روي أن امرأة من يهود سحرته بشعر و قصاص ظفر-  و جعلت السحر في بئر-  و أن الله تعالى دله على ذلك-  فبعث عليا ع فاستخرجه و قتل المرأة –  و قوم من المتكلمين ينفون هذا عنه ع-  و يقولون إنه معصوم من مثله- . و الفلاسفة تزعم أن السحر من آثار النفس الناطقة-  و أنه لا يبعد أن يكون في النفوس-  نفس تؤثر في غير بدنها-  المرض و الحب و البغض و نحو ذلك-  و أصحاب الكواكب يجعلون للكواكب في ذلك تأثيرا-  و أصحاب خواص الأحجار و النبات و غيرها-  يسندون ذلك إلى الخواص-  و كلام أمير المؤمنين ع-  دال على تصحيح ما يدعى من السحر- .

و أما العدوى-فقد قال رسول الله ص لا عدوى في الإسلام و قال لمن قال أعدى بعضها بعضا يعني الإبل-  فمن أعدى الأول وقال لا عدوى و لا هامة و لا صفر-  فالعدوى معروفة-  و الهامة ما كانت العرب تزعمه-  في المقتول‏ لا يؤخذ بثأره-  و الصفر ما كانت العرب تزعمه-  من الحية في البطن تعض عند الجوع

نكت في مذاهب العرب و تخيلاتها

و سنذكر هاهنا نكتا ممتعة من مذاهب العرب و تخيلاتها-  لأن الموضع قد ساقنا إليه-  أنشد هشام بن الكلبي لأمية بن أبي الصلت-

سنة أزمة تبرح بالناس
ترى للعضاة فيها صريرا

لا على كوكب تنوء و لا ريح‏
جنوب و لا ترى طحرورا

و يسقون باقر السهل للطود
مهازيل خشية أن تبورا

عاقدين النيران في ثكن الأذناب‏
منها لكي تهيج البحورا

سلع ما و مثله عشر ما
عامل ما و عالت البيقورا

يروى أن عيسى بن عمر- قال ما أدري معنى هذا البيت- و يقال إن الأصمعي صحف فيه- فقال و غالت البيقورا بالغين المعجمة- و فسره غيره فقال- عالت بمعنى أثقلت البقر بما حملتها من السلع و العشر- و البيقور البقر و عائل غالب أو مثقل- و كانت العرب إذا أجدبت و أمسكت السماء عنهم- و أرادوا أن يستمطروا عمدوا إلى السلع و العشر- فحزموهما و عقدوهما في أذناب البقر- و أضرموا فيها النيران و أصعدوها في جبل وعر- و اتبعوها يدعون الله و يستسقونه- و إنما يضرمون النيران في أذناب البقر- تفاؤلا للبرق بالنار- و كانوا يسوقونها نحو المغرب من دون الجهات- و قال أعرابي-

شفعنا ببيقور إلى هاطل الحيا
فلم يغن عنا ذاك بل زادنا جدبا

فعدنا إلى رب الحيا فأجارنا
و صير جدب الأرض من عنده خصبا

و قال آخر

قل لبني نهشل أصحاب الحور
أ تطلبون الغيث جهلا بالبقر

و سلع من بعد ذاك و عشر
ليس بذا يجلل الأرض المطر

و يمكن أن يحمل تفسير الأصمعي على محمل صحيح- فيقال غالت بمعنى أهلكت- يقال غاله كذا و اغتاله أي أهلكه- و غالتهم غول يعني المنية- و منه الغضب غول الحلم- . و قال آخر-

لما كسونا الأرض أذناب البقر
بالسلع المعقود فيها و العشر

و قال آخر

يا كحل قد أثقلت أذناب البقر
بسلع يعقد فيها و عشر

فهل تجودين ببرق و مطر
و قال آخر يعيب العرب بفعلهم هذا-

لا در در رجال خاب سعيهم
يستمطرون لدى الإعسار بالعشر

أ جاعل أنت بيقورا مسلعة
ذريعة لك بين الله و المطر

و قال بعض الأذكياء- كل أمة قد تحذو في مذاهبها مذاهب ملة أخرى- و قد كانت الهند تزعم أن البقر ملائكة- سخط الله عليها فجعلها في الأرض- و أن لها عنده حرمة- و كانوا يلطخون الأبدان بأخثائها- و يغسلون الوجوه ببولها و يجعلونها مهور نسائهم- و يتبركون بها في جميع أحوالهم- فلعل أوائل العرب حذوا هذا الحذو و انتهجوا هذا المسلك-و للعرب في البقر خيال آخر- و ذلك أنهم إذا أوردوها فلم ترد- ضربوا الثور ليقتحم الماء فتقتحم البقر بعده- و يقولون إن الجن تصد البقر عن الماء- و إن الشيطان يركب قرني الثور- و قال قائلهم-

إني و قتلي سليكا حين أعقله
كالثور يضرب لما عافت البقر

و قال نهشل بن حري

كذاك الثور يضرب بالهراوى
إذا ما عافت البقر الظماء

و قال آخر

كالثور يضرب للورود
إذا تمنعت البقر

فإن كان ليس إلا هذا فليس ذاك بعجيب من البقر- و لا بمذهب من مذاهب العرب- لأنه قد يجوز أن تمتنع البقر من الورود حتى يرد الثور- كما تمتنع الغنم من سلوك الطرق أو دخول الدور و الأخبية- حتى يتقدمها الكبش أو التيس- و كالنحل تتبع اليعسوب و الكراكي تتبع أميرها- و لكن الذي تدل عليه أشعارها- أن الثور يرد و يشرب و لا يمتنع- و لكن البقر تمتنع و تعاف الماء و قد رأت الثور يشرب- فحينئذ يضرب الثور مع إجابته إلى الورود- فتشرب البقر عند شربه- و هذا هو العجب-

قال الشاعر

فإني إذن كالثور يضرب جنبه
إذا لم يعف شربا و عافت صواحبه‏

و قال آخر

فلا تجعلوني كالبقير و فحلها
يكسر ضربا و هو للورد طائع‏

و ما ذنبه إن لم يرد بقراته‏
و قد فاجأتها عند ذاك الشرائع‏

و قال الأعشى

لكالثور و الجني يضرب وجهه
و ما ذنبه إن عافت الماء مشربا

و ما ذنبه إن عافت الماء باقر
و ما إن يعاف الماء إلا ليضربا

قالوا في تفسيره- لما كان امتناعها يتعقبه الضرب- حسن أن يقال عافت الماء لتضرب- و هذه اللام هي لام العاقبة كقوله لدوا للموت- و على هذا فسر أصحابنا قوله سبحانه- وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ- . و من مذاهب العرب أيضا- تعليق الحلي و الجلاجل على اللديغ يرون أنه يفيق بذلك- و يقال إنه إنما يعلق عليه- لأنهم يرون أنه إن نام يسري السم فيه فيهلك- فشغلوه بالحلي و الجلاجل و أصواتها عن النوم- و هذا قول النضر بن شميل- و بعضهم يقول إنه إذا علق عليه حلي الذهب برأ- و إن علق الرصاص أو حلي الرصاص مات- . و قيل لبعض الأعراب أ تريدون شهرة- فقال إن الحلي لا تشهر و لكنها سنة ورثناها- .

و قال النابغة

فبت كأني ساورتني ضئيلة
من الرقش في أنيابها السم ناقع‏

يسهد من ليل التمام سليمها
لحلي النساء في يديه قعاقع‏

و قال بعض بني عذرة

كأني سليم ناله كلم حية
ترى حوله حلي النساء مرصعا

و قال آخر

و قد عللوا بالبطل في كل موضع
و غروا كما غر السليم الجلاجل‏

و قال جميل و ظرف في قوله- و لو قاله العباس بن الأحنف لكان ظريفا-

إذا ما لديغ أبرأ الحلي داءه
فحليك أمسى يا بثينة دائيا

و قال عويمر النبهاني و هو يؤكد قول النضر بن شميل-

فبت معنى بالهموم كأنني
سليم نفى عنه الرقاد الجلاجل‏

و مثله قول الآخر

كأني سليم سهد الحلي عينه
فراقب من ليل التمام الكواكبا

و يشبه مذهبهم في ضرب الثور- مذهبهم في العر يصيب الإبل- فيكوى الصحيح ليبرأ السقيم-

و قال النابغة

و كلفتني ذنب امرئ و تركته
كذي العر يكوى غيره و هو راتع‏

و قال بعض الأعراب

كمن يكوى الصحاح يروم برءا
به من كل جرباء الإهاب‏

و هذا البيت يبطل رواية من روى بيت النابغة- كذي العر بضم العين- لأن العر بالضم قرح في مشافر الإبل غير الجرب- و العر بالفتح الجرب نفسه- فإذا دل الشعر على أنه يكوى الصحيح ليبرأ الأجرب- فالواجب أن يكون بيت النابغة كذي العر بالفتح- . و مثل هذا البيت قول الآخر-

فألزمتني ذنبا و غيري جره
حنانيك لا يكوى الصحيح بأجربا

إلا أن يكون إطلاق لفظ الجرب على هذا المرض المخصوص- من باب المجاز لمشابهته له-و من تخيلات العرب و مذاهبها- أنهم كانوا يفقئون عين الفحل من الإبل إذا بلغت ألفا- كأنهم يدفعون العين عنها- قال الشاعر-

فقأنا عيونا من فحول بهازر
و أنتم برعي البهم أولى و أجدر

و قال آخر

وهبتها و كنت ذا امتنان
تفقأ فيها أعين البعران‏

و قال الآخر

أعطيتها ألفا و لم تبخل بها
ففقأت عين فحيلها معتافا

و قد ظن قوم أن بيت الفرزدق و هو-

غلبتك بالمفقئ و المعنى
و بيت المحتبي و الخافقات‏

من هذا الباب و ليس الأمر على ذلك- و إنما أراد بالفق‏ء قوله لجرير-

و لست و لو فقأت عينيك واجدا
أخا كلقيط أو أبا مثل دارم‏

و أراد بالمعنى قوله لجرير أيضا-

و إنك إذ تسعى لتدرك دارما
لأنت المعنى يا جرير المكلف‏

و أراد بقوله بيت المحتبي قوله-

بيت زرارة محتب بفنائه
و مجاشع و أبو الفوارس نهشل‏

و بيت الخافقات قوله

و معصب بالتاج يخفق فوقه
خرق الملوك له خميس جحفل‏

فأما مذهبهم في البلية- و هي ناقة تعقل عند القبر حتى تموت- فمذهب مشهور- و البلية أنهم إذا مات منهم كريم- بلوا ناقته أو بعيره- فعكسوا عنقها و أداروا رأسها إلى مؤخرها- و تركوها في حفيرة لا تطعم و لا تسقى حتى تموت- و ربما أحرقت بعد موتها- و ربما سلخت و ملئ جلدها ثماما- و كانوا يزعمون أن من مات و لم يبل عليه حشر ماشيا- و من كانت له بلية حشر راكبا على بليته- قال جريبة بن الأشيم الفقعسي لابنه-

يا سعد إما أهلكن فإنني
أوصيك إن أخا الوصاة الأقرب‏

لا أعرفن أباك يحشر خلفكم‏
تعبا يجر على اليدين و ينكب‏

و احمل أباك على بعير صالح
و تق الخطيئة إنه هو أصوب‏

و لعل لي مما جمعت مطية
في الحشر أركبها إذا قيل اركبوا

و قال جريبة أيضا

إذا مت فادفني بجداء ما بها
سوى الأصرخين أو يفوز راكب‏

فإن أنت لم تعقر علي مطيتي‏
فلا قام في مال لك الدهر جالب‏

و لا تدفنني في صوى و ادفننني
بديمومة تنزو عليها الجنادب‏

و قد ذكرت في مجموعي المسمى بالعبقري الحسان- أن أبا عبد الله الحسين- بن محمد بن جعفر الخالع رحمه الله- ذكر في كتابه في آراء العرب و أديانها هذه الأبيات- و استشهد بها على ما كانوا يعتقدون في البلية- و قلت إنه وهم في ذلك- و إنه ليس في هذه الأبيات دلالة على هذا المعنى- و لا لها به تعلق- و إنما هي وصية لولده أن يعقر مطيته بعد موته- إما لكيلا يركبها غيره بعده- أو على هيئة القربان كالهدي المعقور بمكة- أو كما كانوا يعقرون عند القبور- و مذهبهم في العقر على القبور- كقول زياد الأعجم في المغيرة بن المهلب-

إن السماحة و المروءة ضمنا
قبرا بمرو على الطريق الواضح‏

فإذا مررت بقبره فاعقر به‏
كوم الهجان و كل طرف سابح‏

و قال الآخر

نفرت قلوصي عن حجارة حرة
بنيت على طلق اليدين وهوب‏

لا تنفري يا ناق منه فإنه‏
شريب خمر مسعر لحروب‏

لو لا السفار و بعد خرق مهمه
لتركتها تحبو على العرقوب‏

و مذهبهم في العقر على القبور مشهور-  و ليس في هذا الشعر ما يدل على مذهبهم في البلية-  فإن ظن ظان أن قوله أو يفوز راكب-  فيه إيماء إلى ذلك-  فليس الأمر كما ظنه-  و معنى البيت ادفني بفلاة جداء مقطوعة عن الإنس-  ليس بها إلا الذئب و الغراب-  أو أن يعتسف راكبها المفازة و هي المهلكة-  سموها مفازة على طريق الفأل-  و قيل إنها تسمى مفازة من فوز أي هلك-  فليس في هذا البيت ذكر البلية-  و لكن الخالع أخطأ في إيراده في هذا الباب-  كما أخطأ في هذا الباب أيضا في إيراده قول مالك بن الريب-

و عطل قلوصي في الركاب فإنها
ستبرد أكبادا و تبكي بواكيا

فظن أن ذلك من هذا الباب الذي نحن فيه-  و لم يرد الشاعر ذلك و إنما أراد لا تركبوا راحلتي بعدي-  و عطلوها بحيث لا يشاهدها أعادي-  و أصادقي ذاهبة جائية تحت راكبها-  فيشمت العدو و يساء الصديق-  و قد أخطأ الخالع في مواضع عده من هذا الكتاب-  و أورد أشعارا في غير موضعها-  و ظنها مناسبة لما هو فيه فمنها ما ذكرناه-  و منها أنه ذكر مذهب العرب في الحلي-  و وضعه على اللديغ-

و استشهد عليه بقول الشاعر

يلاقي من تذكر آل ليلى
كما يلقى السليم من العداد

و لا وجه لإيراد هذا البيت في هذا الموضع-  فالعداد معاودة السم الملسوع في كل سنة-  في الوقت الذي لدغ فيه-  و ليس هذا من باب الحلي بسبيل- . و من ذلك إيراده قول الفرزدق غلبتك بالمفقئ-  في باب فق‏ء عيون الفحول إذا بلغت الإبل ألفا-  و قد تقدم شرحنا لموضع الوهم في ذلك-  و سنذكر هاهنا كثيرا من المواضع التي وهم فيها إن شاء الله- . و مما ورد عن العرب في البلية قول بعضهم-

أ بني زودني إذا فارقتني
في القبر راحلة برحل فاتر

للبعث أركبها إذا قيل اركبوا
مستوثقين معا لحشر الحاشر

و قال عويم النبهاني

أ بني لا تنسى البلية إنها
لأبيك يوم نشوره مركوب‏

و من تخيلات العرب و مذاهبها ما حكاه ابن الأعرابي- قال كانت العرب إذا نفرت الناقة فسميت لها أمها- سكنت من النفار- قال الراجز-

أقول و الوجناء بي تقحم
ويلك قل ما اسم أمها يا علكم‏

علكم اسم عبد له- و إنما سأل عبده ترفعا أن يعرف اسم أمها- لأن العبيد بالإبل أعرف و هم رعاتها- . و أنشد السكري-

فقلت له ما اسم أمها هات فادعها
تجبك و يسكن روعها و نفارها

و مما كانت العرب كالمجتمعة عليه الهامة-  و ذلك أنهم كانوا يقولون ليس من ميت يموت و لا يقتل-  إلا و يخرج من رأسه هامة-  فإن كان قتل و لم يؤخذ بثأره نادت الهامة على قبره-  اسقوني فإني صدية-  و عن هذا قال النبي ص لا هامة- . و حكي أن أبا زيد كان يقول-  الهامة مشددة الميم إحدى هوام الأرض-  و أنها هي المتلونة المذكورة- . و قيل إن أبا عبيد قال ما أرى أبا زيد حفظ هذا-  و قد يسمونها الصدى و الجمع أصداء-

قال

و كيف حياة أصداء و هام‏

و قال أبو دواد الإيادي

سلط الموت و المنون عليهم
فلهم في صدى المقابر هام‏

و قال بعضهم لابنه

و لا تزقون لي هامة فوق مرقب
فإن زقاء الهام للمرء عائب‏

تنادي ألا اسقوني و كل صدى به‏
و تلك التي تبيض منها الذوائب‏

يقول له لا تترك ثأري إن قتلت- فإنك إن تركته صاحت هامتي اسقوني- فإن كل صدى و هو هاهنا العطش بأبيك- و تلك التي تبيض منها الذوائب لصعوبتها و شدتها- كما يقال أمر يشيب رأس الوليد- و يحتمل أن يريد به صعوبة الأمر عليه- و هو مقبور إذا لم يثأر به- و يحتمل أن يريد به صعوبة الأمر على ابنه- يعني أن ذلك عار عليك- و قال ذو الإصبع-

يا عمرو إلا تدع شتمي و منقصتي
أضربك حيث تقول الهامة اسقوني‏

و قال آخر

فيا رب إن أهلك و لم ترو هامتي
بليلى أمت لا قبر أعطش من قبري‏

و يحتمل هذا البيت أن يكون خارجا عن هذا المعنى- الذي نحن فيه- و أن يكون ري هامته الذي طلبه من ربه- هو وصال ليلى و هما في الدنيا- و هم يكنون عما يشفيهم بأنه يروي هامتهم- .

و قال مغلس الفقسي

و إن أخاكم قد علمت مكانه
بسفح قبا تسفي عليه الأعاصر

له هامة تدعو إذا الليل جنها
بني عامر هل للهلالي ثائر

و قال توبة بن الحمير

و لو أن ليلى الأخيلية سلمت
علي و دوني جندل و صفائح‏

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا
إليها صدى من جانب القبر صائح‏

و قال قيس بن الملوح و هو المجنون

و لو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا
و من دوننا رمس من الأرض أنكب‏

لظل صدى رمسي و إن كنت رمة
لصوت صدى ليلى يهش و يطرب‏

و قال حميد بن ثور

ألا هل صدى أم الوليد مكلم
صداي إذا ما كنت رمسا و أعظما

و مما أبطله الإسلام قول العرب بالصفر- زعموا أن في البطن حية- إذا جاع الإنسان عضت على شرسوفه و كبده- و قيل هو الجوع بعينه- ليس أنها تعض بعد حصول الجوع- فأما لفظ الحديث

لا عدوى و لا هامة و لا صفر و لا غول

فإن أبا عبيدة معمر بن المثنى قال- هو صفر الشهر الذي بعد المحرم- قال نهى ع عن تأخيرهم المحرم إلى صفر- يعني ما كانوا يفعلونه من النسي‏ء- و لم يوافق أحد من العلماء أبا عبيدة على هذا التفسير-

و قال الشاعر

لا يتأرى لما في القدر يرقبه
و لا يعض على شرسوفه الصفر

و قال بعض شعراء بني عبس يذكر قيس بن زهير- لما هجر الناس و سكن الفيافي‏ و أنس بالوحش- ثم رأى ليلة نارا فعشا إليها- فشم عندها قتار اللحم فنازعته شهوته فغلبها و قهرها- و مال إلى شجرة سلم فلم يزل يكدمها- و يأكل من خبطها إلى أن مات-

إن قيسا كان ميتته
كرم و الحي منطلق‏

شام نارا بالهوى فهوى‏
و شجاع البطن يختفق‏

في دريس ليس يستره
رب حر ثوبه خلق‏

و قوله بالهوى اسم موضع بعينه-

و قال أبو النجم العجلي

إنك يا خير فتى نستعدي
على زمان مسنت بجهد
عضا كعض صفر بكبد

و قال آخر

أرد شجاع البطن قد تعلمينه
و أوثر غيري من عيالك بالطعم‏

و من خرافات العرب- أن الرجل منهم كان إذا أراد دخول قرية- فخاف وباءها أو جنها- وقف على بابها قبل أن يدخلها فنهق نهيق الحمار- ثم علق عليه كعب أرنب- كان ذلك عوذة له و رقية من الوباء و الجن- و يسمون هذا النهيق التعشير- قال شاعرهم-

و لا ينفع التعشير أن حم واقع
و لا زعزع و لا كعب أرنب‏

و قال الهيثم بن عدي- خرج عروة بن الورد إلى خيبر في رفقه ليمتاروا- فلما قربوا منها عشروا و عاف عروة أن يفعل فعلهم و قال-

لعمري لئن عشرت من خيفة الردى
نهاق حمير إنني لجزوع‏

فلا وألت تلك النفوس و لا أتت‏
قفولا إلى الأوطان و هي جميع‏

و قالوا إلا انهق لا تضرك خيبر
و ذلك من فعل اليهود ولوع‏

الولوع بالضم الكذب ولع الرجل إذا كذب- فيقال إن رفقته مرضوا و مات بعضهم- و نجا عروة من الموت و المرض- .

و قال آخر

لا ينجينك من حمام واقع
كعب تعلقه و لا تعشير

و يشابه هذا أن الرجل منهم- كان إذا ضل في فلاة قلب قميصه- و صفق بيديه كأنه يومئ بهما إلى إنسان فيهتدي-

قال أعرابي

قلبت ثيابي و الظنون تجول بي
و ترمي برحلي نحو كل سبيل‏

فلأيا بلأي ما عرفت جليتي‏
و أبصرت قصدا لم يصب بدليل‏

و قال أبو العملس الطائي-

فلو أبصرتني بلوى بطان
أصفق بالبنان على البنان‏

فأقلب تارة خوفا ردائي‏
و أصرخ تارة بأبي فلان‏

لقلت أبو العملس قد دهاه
من الجنان خالعة العنان‏

و الأصل في قلب الثياب التفاؤل بقلب الحال- و قد جاء في الشريعة الإسلامية نحو ذلك في الاستسقاء و من مذاهب العرب- أن الرجل منهم كان إذا سافر عمد إلى خيط فعقده- في غصن شجرة أو في ساقها- فإذا عاد نظر إلى ذلك الخيط- فإن وجده بحاله علم أن زوجته لم تخنه- و إن لم يجده أو وجده محلولا قال قد خانتني- و ذلك العقد يسمى الرتم- و يقال بل كانوا يعقدون طرفا من غصن الشجرة- بطرف غصن آخر-

و قال الراجز

هل ينفعنك اليوم إن همت بهم
كثرة ما توصي و تعقاد الرتم‏
و قال آخر-

خانته لما رأت شيبا بمفرقه
و غره حلفها و العقد للرتم‏

و قال آخر

لا تحسبن رتائما عقدتها
تنبيك عنها باليقين الصادق‏

و قال آخر

يعلل عمرو بالرتائم قلبه
و في الحي ظبي قد أحلت محارمه‏

فما نفعت تلك الوصايا و لا جنت‏
عليه سوى ما لا يحب رتائمه‏

و قال آخر

ما ذا الذي تنفعك الرتائم
إذ أصبحت و عشقها ملازم‏

و هي على لذاتها تداوم‏
يزورها طب الفؤاد عارم‏
بكل أدواء النساء عالم‏

و قد كانوا يعقدون الرتم للحمى- و يرون أن من حلها انتقلت الحمى إليه-

و قال الشاعر

حللت رتيمة فمكثت شهرا
أكابد كل مكروه الدواء

و قال ابن السكيت- إن العرب كانت تقول- إن المرأة المقلات و هي التي لا يعيش لها ولد- إذا وطئت القتيل الشريف عاش ولدها-

قال بشر بن أبي خازم

تظل مقاليت النساء تطأنه
يقلن أ لا يلقى على المرء مئزر

و قال أبو عبيدة- تتخطاه المقلات سبع مرات فذلك وطؤها له- . و قال ابن الأعرابي يمرون به و يطئون حوله- و قيل إنما كانوا يفعلون ذلك بالشريف- يقتل غدرا أو قودا- .

و قال الكميت

و تطيل المرزآت المقاليت
إليه القعود بعد القيام‏

و قال الآخر

تركنا الشعثمين برمل خبت
تزورهما مقاليت النساء

و قال الآخر

بنفسي التي تمشي المقاليت حوله
يطاف له كشحا هضيما مهشما

و قال آخر

تباشرت المقالت حين قالوا
ثوى عمرو بن مرة بالحفير

و من تخيلات العرب و خرافاتها-  أن الغلام منهم كان إذا سقطت له سن-  أخذها بين السبابة و الإبهام-  و استقبل الشمس إذا طلعت و قذف بها-  و قال يا شمس أبدليني بسن أحسن منها-  و ليجر في ظلمها إياتك-  أو تقول إياؤك و هما جميعا شعاع الشمس-

قال طرفة

سقته إياة الشمس‏

و إلى هذا الخيال أشار شاعرهم بقوله-

شادن يجلو إذا ما ابتسمت
عن أقاح كأقاح الرمل غر

بدلته الشمس من منبته‏
بردا أبيض مصقول الأشر

و قال آخر

و أشنب واضح عذب الثنايا
كأن رضابه صافي المدام‏

كسته الشمس لونا من سناها
فلاح كأنه برق الغمام‏

و قال آخر

بذي أشر عذب المذاق تفردت
به الشمس حتى عاد أبيض ناصعا

و الناس اليوم في صبيانهم على هذا المذهب- . و كانت العرب تعتقد- أن دم الرئيس يشفي من عضة الكلب الكلب- . و قال الشاعر-

بناة مكارم و أساة جرح
دماؤهم من الكلب الشفاء

و قال عبد الله بن الزبير الأسدي-

من خير بيت علمناه و أكرمه
كانت دماؤهم تشفي من الكلب‏

و قال الكميت

أحلامكم لسقام الجهل شافية
كما دماؤكم تشفي من الكلب‏

و من تخيلات العرب- أنهم كانوا إذا خافوا على الرجل الجنون- و تعرض الأرواح‏ الخبيثة له نجسوه بتعليق الأقذار عليه- كخرقة الحيض و عظام الموتى- قالوا و أنفع من ذلك أن تعلق عليه طامث عظام موتى- ثم لا يراها يومه ذلك- و أنشدوا للمزق العبدي-

فلو أن عندي جارتين و راقيا
و علق أنجاسا على المعلق‏

قالوا و التنجيس يشفي إلا من العشق-

قال أعرابي

يقولون علق يا لك الخير رمة
و هل ينفع التنجيس من كان عاشقا

و قالت امرأة و قد نجست ولدها فلم ينفعه و مات-

نجسته لو ينفع التنجيس
و الموت لا تفوته النفوس‏

و كان أبو مهدية يعلق في عنقه- العظام و الصوف حذر الموت-

و أنشدوا

أتوني بأنجاس لهم و منجس
فقلت لهم ما قدر الله كائن‏

و من مذاهبهم أن الرجل منهم كان إذا خدرت رجله- ذكر من يحب أو دعاه فيذهب خدرها- . و روي أن عبد الله بن عمر خدرت رجله- فقيل له ادع أحب الناس إليك فقال يا رسول الله- .

و قال الشاعر

على أن رجلي لا يزال امذلالها
مقيما بها حتى أجيلك في فكري‏

و قال كثير

إذا مذلت رجلي ذكرتك أشتفي
بدعواك من مذل بها فيهون‏

و قال جميل

و أنت لعيني قرة حين نلتقي
و ذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي‏

و قالت امرأة

إذا خدرت رجلي دعوت ابن مصعب
فإن قلت عبد الله أجلى فتورها

و قال آخر

صب محب إذا ما رجله خدرت
نادى كبيشة حتى يذهب الخدر

و قال المؤمل

و الله ما خدرت رجلي و لا عثرت
إلا ذكرتك حتى يذهب الخدر

و قال الوليد بن يزيد

أثيبي هائما كلفا معنى
إذا خدرت له رجل دعاك‏

و نظير هذا الوهم- أن الرجل منهم كان إذا اختلجت عينه- قال أرى من أحبه- فإن كان غائبا توقع قدومه و إن كان بعيدا توقع قربه- .

و قال بشر

إذا اختلجت عيني أقول لعلها
فتاة بني عمرو بها العين تلمع‏

و قال آخر

إذا اختلجت عيني تيقنت أنني
أراك و إن كان المزار بعيدا

و قال آخر

إذا اختلجت عيني أقول لعلها
لرؤيتها تهتاج عيني و تطرف‏

و هذا الوهم باق في الناس اليوم- . و من مذاهبهم أن الرجل منهم- كان إذا عشق و لم يسل و أفرط عليه العشق- حمله‏ رجل على ظهره كما يحمل الصبي- و قام آخر فأحمى حديدة أو ميلا- و كوى به بين أليتيه فيذهب عشقه فيما يزعمون- . و قال أعرابي-

كويتم بين رانفتي جهلا
و نار القلب يضرمها الغرام‏

و قال آخر

شكوت إلى رفيقي اشتياقي
فجاءاني و قد جمعا دواء

و جاءا بالطبيب ليكوياني‏
و لا أبغي عدمتهما اكتواء

و و لو أتيا بسلمى حين جاءا
لعاضاني من السقم الشفاء

و استشهد الخالع على هذا المعنى بقول كثير

أ غاضر لو شهدت غداة بنتم
حنو العائدات على وسادي‏

أويت لعاشق لم ترحميه‏
بواقدة تلذع بالزناد

هذا البيت ليس بصريح في هذا الباب- و يحتمل أن يكون مراده فيه المعنى المشهور- المطروق بين الشعراء من ذكر حرارة الوجد و لذعه- و تشبيهه بالنار- إلا أنه قد روى في كتابه- خبرا يؤكد المقصد الذي عزاه و ادعاه- و هو عن محمد بن سليمان بن فليح عن أبيه عن جده- قال كنت عند عبد الله بن جعفر- فدخل عليه كثير و عليه أثر علة- فقال عبد الله ما هذا بك- قال هذا ما فعلت بي أم الحويرث- ثم كشف عن ثوبه و هو مكوي و أنشد-

عفا الله عن أم الحويرث ذنبها
علام تعنيني و تكمي دوائيا

و لو آذنوني قبل أن يرقموا بها
لقلت لهم أم الحويرث دائيا

و من أوهامهم و تخيلاتهم- أنهم كانوا يزعمون أن الرجل إذا أحب امرأة و أحبته- فشق برقعها و شقت رداءه صلح حبهما و دام- فإن لم يفعلا ذلك فسد حبهما-

قال سحيم عبد بني الحسحاس

و كم قد شفقنا من رداء محبر
و من برقع عن طفلة غير عابس‏

إذا شق برد شق بالبرد برقع‏
دواليك حتى كلنا غير لابس‏

نروم بهذا الفعل بقيا على الهوى
و إلف الهوى يغري بهذي الوساوس‏

و قال آخر

شققت ردائي يوم برقة عالج
و أمكنني من شق برقعك السحقا

فما بال هذا الود يفسد بيننا
و يمحق حبل الوصل ما بيننا محقا

و من مذاهبهم- أنهم كانوا يرون أن أكل لحوم السباع- تزيد في الشجاعة و القوة- و هذا مذهب طبي و الأطباء يعتقدونه- قال بعضهم-

أبا المعارك لا تتعب بأكلك ما
تظن أنك تلفى منه كرارا

فلو أكلت سباع الأرض قاطبة
ما كنت إلا جبان القلب خوارا

و قال بعض الأعراب- و أكل فؤاد الأسد ليكون شجاعا- فعدا عليه نمر فجرحه-

أكلت من الليث الهصور فؤاده
لأصبح أجرى منه قلبا و أقدما

فأدرك مني ثأره بابن أخته‏
فيا لك ثأرا ما أشد و أعظما

و قال آخر

إذا لم يكن قلب الفتى غدوة الوغى
أصم فقلب الليث ليس بنافع‏

و ما نفع قلب الليث في حومة الوغى
إذا كان سيف المرء ليس بقاطع‏

و من مذاهبهم- أن صاحب الفرس المهقوع إذا ركبه فعرق تحته- اغتلمت امرأته و طمحت إلى غيره- و الهقعة دائرة تكون بالفرس- و ربما كانت على الكتف في الأكثر- و هي مستقبحة عندهم- قال بعضهم لصاحبه-

إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت
حليلته و ازداد حر عجانها

فأجابه صاحبه

قد يركب المهقوع من ليس مثله
و قد يركب المهقوع زوج حصان‏

و من مذاهبهم- أنهم كانوا يوقدون النار خلف المسافر- الذي لا يحبون رجوعه- يقولون في دعائهم- أبعده الله و أسحقه و أوقد نارا أثره- قال بعضهم-

صحوت و أوقدت للجهل نارا
و رد عليك الصبا ما استعارا

و كانوا إذا خرجوا إلى الأسفار- أوقدوا نارا بينهم و بين المنزل الذي يريدونه- و لم يوقدوها بينهم و بين المنزل الذي خرجوا منه- تفاؤلا بالرجوع إليه- . و من مذاهبهم المشهورة تعليق كعب الأرنب- قال ابن الأعرابي قلت لزيد بن كثوة- أ تقولون إن من علق عليه كعب أرنب- لم تقربه جنان الدار- و لا عمار الحي- قال إي و الله و لا شيطان الخماطة و لا جار العشيرة- و لا غول القفر- و قال إمرؤ القيس-

أ يا هند لا تنكحي بوهة
عليه عقيقته أحسبا

مرسعة بين أدباقه‏
به عسم يبتغي أرنبا

ليجعل في رجله كعبها
حذار المنية أن يعطبا

و الخماطة شجرة- و العشيرة تصغير العشرة و هي شجرة أيضا- . و قال أبو محلم- كانت العرب تعلق على الصبي سن ثعلب و سن هرة- خوفا من الخطفة و النظرة- و يقولون إن جنية أرادت صبي قوم فلم تقدر عليه- فلامها قومها من الجن في ذلك- فقالت تعتذر إليهم-

كأن عليه نفره
ثعالب و هرره‏

و الحيض حيض السمرة

و السمرة شي‏ء يسيل من السمر كدم الغزال- و كانت العرب إذا ولدت المرأة أخذوا من دم السمر- و هو صمغه الذي يسيل منه- ينقطونه بين عيني النفساء و خطوا على وجه الصبي خطا- و يسمى هذا الصمغ السائل من السمر الدودم- و يقال بالذال المعجمة أيضا- و تسمى هذه الأشياء التي تعلق على الصبي النفرات- . قال عبد الرحمن بن أخي الأصمعي- إن بعض العرب قال لأبي- إذا ولد لك ولد فنفر عنه- فقال له أبي و ما التنفير قال غرب اسمه- فولد له ولد فسماه قنفذا و كناه أبا العداء-

قال و أنشد أبي

كالخمر مزج دوائها منها بها
تشفي الصداع و تبرئ المنجودا

قال يريد أن القنفذ من مراكب الجن- فداوى منهم ولده بمراكبهم- .و من مذاهبهم- أن الرجل منهم كان إذا ركب مفازة- و خاف على نفسه من طوارق الليل- عمد إلى وادي شجر فأناخ راحلته في قرارته- و عقلها و خط عليها خطا ثم قال- أعوذ بصاحب هذا الوادي- و ربما قال بعظيم هذا الوادي- و عن هذا قال الله سبحانه في القرآن- وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ- فَزادُوهُمْ رَهَقاً- . و استعاذ رجل منهم و معه ولد فأكله الأسد فقال-

قد استعذنا بعظيم الوادي
من شر ما فيه من الأعادي‏

فلم يجرنا من هزبر عاد

و قال آخر

أعوذ من شر البلاد البيد
بسيد معظم مجيد

أصبح يأوي بلوى زرد
ذي عزة و كاهل شديد

و قال آخر

يا جن أجراع اللوى من عالج
عاذ بكم ساري الظلام الدالج‏
لا ترهقوه بغوي هائج‏

و قال آخر

قد بت ضيفا لعظيم الوادي
المانعي من سطوة الأعادي‏
راحلتي في جاره و زادي‏

و قال آخر

هيا صاحب الشجراء هل أنت مانعي
فإني ضيف نازل بفنائكا

و إنك للجنان في الأرض سيد
و مثلك آوى في الظلام الصعالكا

و من مذاهبهم- أن المسافر إذا خرج من بلده إلى آخر- فلا ينبغي له أن يلتفت فإنه إذا التفت عاد- فلذلك لا يلتفت إلا العاشق الذي يريد العود-

قال بعضهم

دع التلفت يا مسعود و ارم بها
وجه الهواجر تأمن رجعة البلد

و قال آخر أنشده الخالع

عيل صيري بالثعلبية لما
طال ليلي و ملني قرنائي‏

كلما سارت المطايا بنا ميلا
تنفست و التفت ورائي‏

هذان البيتان ذكرهما الخالع في هذا الباب- و عندي أنه لا دلالة فيهما على ما أراد- لأن التلفت في أشعارهم كثير- و مرادهم به الإبانة و الإعراب عن كثرة الشوق- و التأسف على المفارقة- و كون الراحل عن المنزل- حيث لم يمكنه المقام فيه بجثمانه- يتبعه بصره و يتزود من رؤيته- كقول الرضي رحمه الله-

و لقد مررت على طلولهم
و رسومهم بيد البلى نهب‏

فوقفت حتى ضج من لغب‏
نضوي و لج بعذلي الركب‏

و تلفتت عيني فمذ خفيت
عني الطلول تلفت القلب‏

و ليس يقصد بالتلفت هاهنا التفاؤل بالرجوع إليها- لأن رسومها قد صارت نهبا ليد البلى- فأي فائدة في الرجوع إليها- و إنما يريد ما قدمنا ذكره من الحنين- و التذكر لما مضى من أيامه فيها- و كذلك قول الأول-

تلفت نحو الحي حتى وجدتني
وجعت من الإصغاء ليتا و أخدعا

و مثل ذلك كثير- و قال بعضهم في المذهب الأول-

تلفت أرجو رجعة بعد نية
فكان التفاتي زائدا في بلائيا

أ أرجو رجوعا بعد ما حال بيننا
و بينكم حزن الفلا و الفيافيا

و قال آخر و قد طلق امرأته فتلفتت إليه-

تلفت ترجو رجعة بعد فرقة
و هيهات مما ترتجي أم مازن‏

أ لم تعلمي أنى جموح عنانه‏
إذا كان من أهواه غير ملاين‏

و من مذاهبهم- إذا بثرت شفة الصبي حمل منخلا على رأسه- و نادى بين بيوت الحي الحلا الحلا الطعام الطعام- فتلقي له النساء كسر الخبز- و إقطاع التمر و اللحم في المنخل- ثم يلقي ذلك للكلاب فتأكله فيبرأ من المرض- فإن أكل صبي من الصبيان من ذلك الذي ألقاه للكلاب- تمرة أو لقمة أو لحمة أصبح و قد بثرت شفته- و أنشد لامرأة-

أ لا حلا في شفة مشقوقه
فقد قضى منخلنا حقوقه‏

و من مذاهبهم- أن الرجل منهم كان إذا طرفت عينه بثوب آخر- مسح الطارف عين المطروف سبع مرات- يقول في الأولى بإحدى جاءت من المدينة- و في الثانية باثنتين جاءتا من المدينة- و في الثالثة بثلاث جئن من المدينة- إلى أن يقول في السابعة بسبع جئن من المدينة- فتبرأ عين المطروف- .

و فيهم من يقول- بإحدى من سبع جئن من المدينة باثنتين من سبع- إلى أن يقول بسبع من سبع- . و من مذاهبهم- أن المرأة منهم كان إذا عسر عليها خاطب النكاح- نشرت جانبا من شعرها- و كحلت إحدى عينيها مخالفة للشعر المنشور- و حجلت على إحدى رجليها و يكون ذلك ليلا- و تقول يا لكاح أبغي النكاح قبل الصباح- فيسهل أمرها و تتزوج عن قرب- قال رجل لصديقه و قد رأى امرأة تفعل ذلك-

أ ما ترى أمك تبغي بعلا
قد نشرت من شعرها الأقلا

و لم توف مقلتيها كحلا
ترفع رجلا و تحط رجلا

هذا و قد شاب بنوها أصلا
و أصبح الأصغر منهم كهلا

خذ القطيع ثم سمها الذلا
ضربا به تترك هذا الفعلا

و قال آخر

قد كحلت عينا و أعفت عينا
و حجلت و نشرت قرينا
تظن زينا ما تراه شينا

و قال آخر

تصنعي ما شئت أن تصنعي
و كحلي عينيك أو لا فدعي‏

ثم احجلي في البيت أو في المجمع‏
ما لك في بعل أرى من مطمع‏

و من مذاهبهم- كانوا إذا رحل الضيف أو غيره عنهم- و أحبوا ألا يعود- كسروا شيئا من الأواني وراءه- و هذا مما تعمله الناس اليوم أيضا-

قال بعضهم

كسرنا القدر بعد أبي سواح
فعاد و قدرنا ذهبت ضياعا

و قال آخر

و لا نكسر الكيزان في أثر ضيفنا
و لكننا نقفيه زادا ليرجعا

و قال آخر

أما و الله إن بني نفيل
لحلالون بالشرف اليفاع‏

أناس ليس تكسر خلف ضيف‏
أوانيهم و لا شعب القصاع‏

و من مذاهبهم- قولهم إن من ولد في القمراء تقلصت غرلته- فكان كالمختون- و يجوز عندنا أن يكون ذلك من خواص القمر- كما أن من خواصه إبلاء الكتان و إنتان اللحم- وقد روي عن أمير المؤمنين ع إذا رأيت الغلام طويل الغرلة- فاقرب به من السؤدد- و إذا رأيته قصير الغرلة كأنما ختنه القمر فابعد به- . و قال إمرؤ القيس لقيصر- و قد دخل معه الحمام فرآه أغلف-

إني حلفت يمينا غير كاذبة
لأنت أغلف إلا ما جنى القمر

و من مذاهبهم التشاؤم بالعطاس- قال إمرؤ القيس-

و قد اغتدى قبل العطاس بهيكل‏

و قال آخر

و خرق إذا وجهت فيه لغزوة
مضيت و لم يحبسك عنه العواطس‏

و من مذاهبهم قولهم في الدعاء- لا عشت إلا عيش القراد- يضربونه مثلا في الشدة و الصبر على المشقة- و يزعمون أن القراد يعيش ببطنه عاما و بظهره عاما- و يقولون إنه يترك في طينة و يرمى بها الحائط- فيبقى سنة على بطنه و سنة على ظهره و لا يموت- قال بعضهم-

فلا عشت إلا كعيش القراد
عاما ببطن و عاما بظهر

و من مذاهبهم- كانت النساء إذا غاب عنهن من يحببنه- أخذن ترابا من موضع رجله- كانت العرب تزعم أن ذلك أسرع لرجوعه- . و قالت امرأة من العرب و اقتبضت من أثره-

يا رب أنت جاره في سفره
و جار خصييه و جار ذكره‏

و قالت امرأة

أخذت ترابا من مواطئ رجله
غداة غدا كيما يئوب مسلما

و من مذاهبهم- أنهم كانوا يسمون العشا في العين الهدبد- و أصل الهدبد اللبن الخاثر- فإذا أصاب أحدهم ذلك عمد إلى سنام- فقطع منه قطعة و من الكبد قطعة و قلاهما- و قال عند كل لقمة يأكلها- بعد أن يمسح جفنه الأعلى بسبابته-

فيا سناما و كبد
ألا اذهبا بالهدبد

ليس شفاء الهدبد
إلا السنام و الكبد

قال فيذهب العشا بذلك- . و من مذاهبهم- اعتقادهم أن الورل و القنفذ و الأرنب- و الظبي و اليربوع و النعام مراكب الجن يمتطونها- و لهم في ذلك أشعار مشهورة- و يزعمون أنهم يرون الجن و يظاهرونهم و يخاطبونهم- و يشاهدون الغول و ربما جامعوها و تزوجوها- و قالوا إن عمرو بن يربوع تزوج الغول و أولدها بنين- و مكثت عنده دهرا فكانت تقول له- إذا لاح البرق من جهة بلادي و هي جهة كذا- فاستره عني فإني إن لم تستره عني تركت ولدك عليك- و طرت إلى بلاد قومي- فكان عمرو بن يربوع- كلما برق البرق غطى وجهها بردائه فلا تبصره- و إلى هذا المعنى أشار أبو العلاء المعري- في قوله يذكر الإبل و حنينها إلى البرق-

طربن لضوء البارق المتعالي
ببغداد وهنا ما لهن و ما لي‏

سمت نحوه الأبصار حتى كأنها
بناريه من هنا و ثم صوالي‏

إذا طال عنها سرها لو رءوسها
تمد إليه في صدور عوالي‏

تمنت قويقا و الصراة أمامها
تراب لها من أينق و جمال‏

إذا لاح إيماض سترت وجوهها
كأني عمرو و المطي سعالي‏

و كم هم نضو أن يطير مع الصبا
إلى الشام لو لا حبسه بعقالي‏

قالوا فغفل عمرو بن يربوع عنها ليلة- و قد لمع البرق فلم يستر وجهها- فطارت و قالت له و هي تطير-

أمسك بنيك عمرو إني آبق
برق على أرض السعالي آلق‏

و منهم من يقول ركبت بعيرا و طارت عليه- أي أسرعت فلم يدركها- و عن هذا قال الشاعر-

رأى برقا فأوضع فوق بكر
فلا بك ما أسأل و لا أغاما

قال فبنو عمرو بن يربوع إلى اليوم يدعون بني السعلاة- و لذلك قال الشاعر يهجوهم-

يا قبح الله بني السعلاة
عمرو بن يربوع شرار النات‏
ليسوا بأبطال و لا أكيات‏

فأبدل السين تاء و هي لغة قوم من العرب- . و من مذاهبهم في الغول قولهم- إنها إذا ضربت ضربة واحدة بالسيف هلكت- فإن ضربت ثانية عاشت- و إلى هذا المعنى أشار الشاعر بقوله-

فقالت ثن قلت لها رويدا
مكانك إنني ثبت الجنان‏

و كانت العرب تسمي أصوات الجن العزيف-  و تقول إن الرجل إذا قتل قنفذا أو ورلا-  لم يأمن الجن على فحل إبله-  و إذا أصاب إبله خطب أو بلاء حمله على ذلك-  و يزعمون أنهم يسمعون الهاتف بذلك-  و يقولون مثله في الجان من الحيات و قتله عندهم عظيم-  و رأى رجل منهم جانا في قعر بئر لا يستطيع الخروج فنزل و أخرجه منها-  على خطر عظيم-  و غمض عينيه لئلا يرى أين يدخل-  كأنه يريد بذلك التقرب إلى الجن- .

و قال أبو عثمان الجاحظ-  و كانوا يسمون من يجاور منهم الناس عامرا و الجمع عمار-  فإن تعرض للصبيان فهو روح-  فإن خبث و تعرم فهو شيطان-  فإن زاد على ذلك فهو مارد-  فإن زاد على ذلك في القوة فهو عفريت-  فإن طهر و لطف و صار خيرا كله فهو ملك-  و يفاضلون بينهم و يعتقدون مع كل شاعر شيطانا-  و يسمونهم بأسماء مختلفة-  قال أبو عثمان-  و في النهار ساعات يرى فيها الصغير كبيرا-  و يوجد لأوساط الفيافي و الرمال و الحرار مثل الدوي-  و هو طبع ذلك الوقت-

قال ذو الرمة

إذا قال حادينا لترنيم نبأة
صه لم يكن إلا دوي المسامع‏

و قال أبو عثمان أيضا- في الذين يذكرون عزيف الجن و تغول الغيلان- إن أثر هذا الأمر و ابتداء هذا الخيال- أن القوم لما نزلوا بلاد الوحش عملت فيهم الوحشة- و من انفرد و طال مقامه في البلاد الخلاء استوحش- و لا سيما مع قلة الأشغال و فقد المذاكرين- و الوحدة لا تقطع أيامها إلا بالتمني و الأفكار- و ذلك أحد أسباب الوسواس- . و من عجائب اعتقادات العرب و مذاهبها- اعتقادهم في الديك و الغراب و الحمامة- و ساق حر و هو الهديل و الحية- فمنهم من يعتقد أن للجن بهذه الحيوانات تعلقات- و منهم من يزعم أنها نوع من الجن- و يعتقدون أن سهيلا و الزهرة الضب و الذئب- و الضبع مسوخ- و من أشعارهم في مراكب الجن- قول بعضهم في قنفذ رآه ليلا-

فما يعجب الجنان منك عدمتهم
و في الأسد أفراس لهم و نجائب‏

أ يسرج يربوع و يلجم قنفذ
لقد أعوزتكم ما علمت النجائب‏

فإن كانت الجنان جنت فبالحرى
لا ذنب للأقوام و الله غالب‏

و من الشعر المنسوب إلى الجن

و كل المطايا قد ركبنا فلم نجد
ألذ و أشهى من ركوب الأرانب‏

و من عضر فوط عن لي فركبته‏
أبادر سربا من عطاء قوارب‏

و قال أعرابي يكذب بذلك

أ يستمع الأسرار راكب قنفذ
لقد ضاع سر الله يا أم معبد

و من أشعارهم و أحاديثهم- في رواية الجن و خطابهم و هتافهم- ما رواه أبو عثمان الجاحظ لسمير بن الحارث الضبي-

و نار قد حضأت بعيد وهن
بدار لا أريد بها مقاما

سوى تحليل راحلة و عين‏
أكالئها مخافة أن تناما

أتوا ناري فقلت منون أنتم
فقالوا الجن قلت عموا ظلاما

و يزعمون أن عمير بن ضبيعة- رأى غلمانا ثلاثة يلعبون نهارا- فوثب غلام منهم فقام على عاتقي صاحبه- و وثب الآخر فقام على عاتقي الأعلى منهما- فلما رآهم كذلك حمل عليهم فصدمهم- فوقعوا على ظهورهم و هم يضحكون- فقال عمير بن ضبيعة- فما مررت يومئذ بشجرة إلا و سمعت من تحتها ضحكا- فلما رجع إلى منزله مرض أربعة أشهر- .

و حكى الأصمعي عن بعضهم- أنه خرج هو و صاحب له يسيران- فإذا غلام على الطريق- فقالا له من أنت قال أنا مسكين قد قطع بي- فقال أحدهما لصاحبه أردفه خلفك فأردفه- فالتفت الآخر إليه فرأى فمه يتأجج نارا- فشد عليه بالسيف فذهبت النار فرجع عنه- ثم التفت فرأى فمه يتأجج نارا- فشد عليه فذهبت النار- ففعل ذلك مرار- فقال ذلك الغلام قاتلكما الله ما أجلدكما- و الله ما فعلتها بآدمي إلا و انخلع فؤاده- ثم غاب عنهما فلم يعلما خبره- . و قال أبو البلاد الطهوي و يروى لتأبط شرا-

لهان على جهينة ما ألاقي
من الروعات يوم رحى بطان‏

لقيت الغول تسري في ظلام‏
بسهب كالعباءة صحصحان‏

فقلت لها كلانا نقض أرض
أخو سفر فخلي لي مكاني‏

فشدت شدة نحوي فأهوى‏
لها كفى بمصقول يماني‏

فقالت زد فقلت رويد إني
على أمثالها ثبت الجنان‏

و الذين يروون هذا الشعر لتأبط شرا يروون أوله-

ألا من مبلغ فتيات جهم
بما لاقيت عند رحى بطان‏

بأني قد لقيت الغول تلوي‏
بمرت كالصحيفة صحصحان‏

فصدت فانتحيت لها بعضب
حسام غير مؤتشب يماني‏

فقد سراتها و البرك منها
فخرت لليدين و للجران‏

فقالت ثن قلت لها رويدا
مكانك إنني ثبت الجنان‏

و لم أنفك مضطجعا لديها
لأنظر مصبحا ما ذا دهاني‏

إذا عينان في رأس دقيق‏
كرأس الهر مشقوق اللسان‏

و ساقا مخدج و لسان كلب
و ثوب من عباء أو شنان‏

و قال البهراني

و تزوجت في الشبيبة غولا
بغزال و صدقتي زق خمر

و قال الجاحظ أصدقها الخمر لطيب ريحها- و الغزال لأنه من مراكب الجن- و قال أبو عبيد بن أيوب العنبري أحد لصوص العرب-

تقول و قد ألممت بالإنس لمة
مخضبة الأطراف خرس الخلاخل‏

أ هذا خدين الغول و الذئب و الذي‏
يهيم بربات الحجال الهراكل‏

رأت خلق الدرسين أسود شاحبا
من القوم بساما كريم الشمائل‏

تعود من آبائه فتكاتهم‏
و إطعامهم في كل غبراء شامل‏

إذا صاد صيدا لفه بضرامه
وشيكا و لم ينظر لغلي المراجل‏

و نهسا كنهس الصقر ثم مراسه‏
بكفيه رأس الشيخة المتمايل‏

و من هذه الأبيات

إذا ما أراد الله ذل قبيلة
رماها بتشتيت الهوى و التخاذل‏

و أول عجز القوم عما ينوبهم‏
تقاعدهم عنه و طول التواكل‏

و أول خبث الماء خبث ترابه
و أول لؤم القوم لؤم الحلائل‏

و هذا الشعر من جيد شعر العرب- و إنما كان غرضنا منه متعلقا بأوله- و ذكرنا سائره لما فيه من الأدب- . و قال عبيد بن أيوب أيضا في المعنى الذي نحن بصدده-

و صار خليل الغول بعد عداوة
صفيا و ربته القفار البسابس‏

و قال أيضا

فلله در الغول أي رفيقة
لصاحب قفر في المهامة يذعر

أرنت بلحن بعد لحن و أوقدت‏
حوالي نيرانا تلوح و تزهر

و قال أيضا

و غولا قفرة ذكر و أنثى
كأن عليهما قطع البجاد

و قال أيضا

فقد لاقت الغزلان مني بلية
و قد لاقت الغيلان مني الدواهيا

و قال البهراني في قتل الغول

ضربت ضربة فصارت هباء
في محاق القمراء آخر شهر

و قال أيضا يزعم أنه لما ثنى عليها الضرب عاشت-

فثنيت و المقدار يحرس أهله
فليت يميني يوم ذلك شلت‏

و قال تأبط شرا يصف الغول- و يذكر أنه راودها عن نفسها فامتنعت عليه فقتلها-

فأصبحت و الغول لي جارة
فيا جارة أنت ما أغولا

و طالبتها بضعها فالتوت
فكان من الرأي أن تقتلا

فجللتها مرهفا صارما
أبان المرافق و المفصلا

فطار بقحف ابنة الجن ذا
شقاشق قد أخلق المحملا

فمن يك يسأل عن جارتي‏
فإن لها باللوى منزلا

عظاءة أرض لها حلتان
من ورق الطلح لم تغزلا

و كنت إذا ما هممت ابتهلت‏
و أحرى إذا قلت أن أفعلا

و من أعاجيبهم- أنهم كانوا إذا طالت علة الواحد منهم- و ظنوا أن به مسا من الجن- لأنه قتل حية أو يربوعا أو قنفذا- عملوا جمالا من طين و جعلوا عليها جوالق- و ملئوها حنطة و شعيرا و تمرا- و جعلوا تلك الجمال في باب جحر- إلى جهة المغرب وقت غروب الشمس- و باتوا ليلتهم تلك- فإذا أصبحوا نظروا إلى تلك الجمال الطين- فإن رأوا أنها بحالها قالوا لم تقبل الدية- فزادوا فيها- و إن رأوها قد تساقطت و تبدد ما عليها من الميرة- قالوا قد قبلت الدية- و استدلوا على شفاء المريض و ضربوا بالدف- قال بعضهم-

قالوا و قد طال عنائي و السقم
احمل إلى الجن جمالات و ضم‏

فقد فعلت و السقام لم يرم‏
فبالذي يملك برئي أعتصم‏

و قال آخر

فيا ليت إن الجن جازوا جمالتي
و زحزح عني ما عناني من السقم‏

و يا ليتهم قالوا انطنا كل ما حوت‏
يمينك في حرب عماس و في سلم‏

أعلل قلبي بالذي يزعمونه
فيا ليتني عوفيت في ذلك الزعم‏

و قال آخر

أرى أن جنان النويرة أصبحوا
و هم بين غضبان علي و آسف‏

حملت و لم أقبل إليهم حمالة
تسكن عن قلب من السقم تالف‏

و لو أنصفوا لم يطلبوا غير حقهم
و من لي من أمثالهم بالتناصف‏

تغطوا بثوب الأرض عني و لو بدوا
لأصبحت منهم آمنا غير خائف‏

و كانوا إذا غم عليهم أمر الغائب و لم يعرفوا له خبرا- جاءوا إلى بئر عادية أو جفر قديم و نادوا فيه- يا فلان أو يا أبا فلان ثلاث مرات- و يزعمون أنه إن كان ميتا لم يسمعوا صوتا- و إن كان حيا سمعوا صوتا ربما توهموه وهما- أو سمعوه من الصدى- فبنوا عليه عقيدتهم-

قال بعضهم

دعوت أبا المغوار في الجفر دعوة
فما آض صوتي بالذي كنت داعيا

أظن أبا المغوار في قعر مظلم‏
تجر عليه الذاريات السوافيا

و قال

و كم ناديته و الليل ساج
بعادي البئار فما أجابا

و قال آخر

غاب فلم أرج له إيابا
و الجفر لا يرجع لي جوابا

و ما قرأت مذ نأى كتابا
حتى متى أستنشد الركابا
عنه و كل يمنع الخطابا

و قال آخر

أ لم تعلمي أني دعوت مجاشعا
من الجفر و الظلماء باد كسورها

فجاوبني حتى ظننت بأنه‏
يطلع من جوفاء صعب خدورها

لقد سكنت نفسي و أيقنت أنه
سيقدم و الدنيا عجاب أمورها

و قال آخر

دعوناه من عادية نضب ماؤها
و هدم جاليها اختلاف عصور

فرد جوابا ما شككت بأنه‏
قريب إلينا بالإياب يصير

أقوى في البيت الثاني و سكن نضب ضرورة كما قال

لو عصر منه البان و المسك انعصر

و من أعاجيبهم- أنهم كانوا في الحرب- ربما أخرجوا النساء فيبلن بين الصفين- يرون أن ذلك يطفئ نار الحرب- و يقودهم إلى السلم- .

قال بعضهم

لقونا بأبوال النساء جهالة
و نحن نلاقيهم ببيض قواضب‏

و قال آخر

بالت نساء بني خراشة خيفة
منا و أدبرت الرجال شلالا

و قال آخر

بالت نساؤهم و البيض قد أخذت
منهم مآخذ يستشفى بها الكلب‏

و هذان البيتان يمكن أن يراد بهما- أن النساء يبلن خيفة و ذعرا- لا على المعنى الذي نحن في ذكره- فإذن لا يكون فيهما دلالة على المراد- .

و قال الآخر

هيهات رد الخيل بالأبوال
إذا غدت في صور السعالي‏

و قال آخر

جعلوا السيوف المشرفية منهم
بول النساء و قل ذاك غناء

فأما ذكرهم عزيف الجن في المفاوز و السباسب- فكثير مشهور- كقول بعضهم-

و خرق تحدث غيطانه
حديث العذارى بأسرارها

و قال آخر

و دوية سبسب سملق
من البيد تعزف جنانها

و قال الأعشى

و بهماء تعزف جناتها
مناهلها آجنات سدم‏

و قال

و بلدة مثل ظهر الترس موحشة
للجن بالليل في حافاتها زجل‏

و قال آخر-

ببيداء في أرجائها الجن تعزف‏

و قال الشرقي بن القطامي- كان رجل من كلب يقال له عبيد بن الحمارس شجاعا- و كان نازلا بالسماوة أيام الربيع- فلما حسر الربيع و قل ماؤه و أقلعت أنواؤه- تحمل إلى وادي تبل فرأى روضة و غديرا- فقال روضة و غدير و خطب يسير- و أنا لما حويت مجير- فنزل هناك و له امرأتان- اسم إحداهما الرباب و الأخرى خولة- فقالت له خولة-

أرى بلدة قفرا قليلا أنيسها
و إنا لنخشى إن دجا الليل أهلها

و قالت له الرباب

أرتك برأيي فاستمع عنك قولها
و لا تأمنن جن العزيف و جهلها

فقال مجيبا لهما

أ لست كميا في الحروب مجربا
شجاعا إذا شبت له الحرب محربا

سريعا إلى الهيجا إذا حمس الوغى‏
فأقسم لا أعدو الغدير منكبا

ثم صعد إلى جبل تبل فرأى شيهمة- و هي الأنثى من القنافذ- فرماها فأقعصها و معها ولدها فارتبطه- فلما كان الليل هتف به هاتف من الجن

يا ابن الحمارس قد أسأت جوارنا
و ركبت صاحبنا بأمر مفظع‏

و عقرت لقحته و قدت فصيلها
قودا عنيفا في المنيع الأرفع‏

و نزلت مرعى شائنا و ظلمتنا
و الظلم فاعله وخيم المرتع‏

فلنطرقنك بالذي أوليتنا
شر يجيئك ما له من مدفع‏

فأجابه ابن الحمارس

يا مدعي ظلمي و لست بظالم
اسمع لديك مقالتي و تسمع‏

إن كنتم جنا ظلمتم قنفذا
عقرت فشر عقيرة في مصرع‏

لا تطمعوا فيما لدي فما لكم
فيما حويت و حزته من مطمع‏

فأجابه الجني

يا ضارب اللقحة بالعضب الأفل
قد جاءك الموت و أوفاك الأجل‏

و ساقك الحين إلى جن تبل
فاليوم أقويت و أعيتك الحيل‏

فأجابه ابن الحمارس

يا صاحب اللقحة هل أنت بجل
مستمع مني فقد قلت الخطل‏

و كثرة المنطق في الحرب فشل‏
هيجت قمقاما من القوم بطل‏

ليث ليوث و إذا هم فعل
لا يرهب الجن و لا الإنس أجل‏
من كان بالعقوة من جن تبل‏

قال فسمعهما شيخ من الجن- فقال لا و الله لا نرى قتل إنسان مثل هذا- ثابت القلب ماضي العزيمة- فقام ذلك الشيخ و حمد الله تعالى ثم أنشد-

يا ابن الحمارس قد نزلت بلادنا
فأصبت منها مشربا و مناما

فبدأتنا ظلما بعقر لقوحنا
و أسأت لما أن نطقت كلاما

فاعمد لأمر الرشد و اجتنب الردى
إنا نرى لك حرمة و ذماما

و اغرم لصاحبنا لقوحا متبعا
فلقد أصبت بما فعلت أثاما

فأجابه ابن الحمارس

الله يعلم حيث يرفع عرشه
أني لأكره أن أصيب أثاما

أما ادعاؤك ما ادعيت فإنني‏
جئت البلاد و لا أريد مقاما

فأسمت فيها مالنا و نزلتها
لأريح فيها ظهرنا أياما

فليغد صاحبكم علينا نعطه‏
ما قد سألت و لا نراه غراما

ثم غرم للجن لقوحا متبعا للقنفذ و ولدها- . و هذه الحكاية و إن كانت كذبا- إلا أنها تتضمن أدبا- و هي من طرائف‏ أحاديث العرب- فذكرناها لأدبها و إمتاعها- و يقال إن الشرقي بن القطامي- كان يصنع أشعارا و ينحلها غيره- . فأما مذهب العرب- في أن لكل شاعر شيطانا يلقي إليه الشعر- فمذهب مشهور- و الشعراء كافة عليه- قال بعضهم-

إني و إن كنت صغير السن
و كان في العين نبو عني‏

فإن شيطاني أمير الجن‏
يذهب بي في الشعر كل فن‏

و قال حسان بن ثابت

إذا ما ترعرع فينا الغلام
فما إن يقال له من هوه‏

إذا لم يسد قبل شد الإزار
فذلك فينا الذي لا هوه‏

و لي صاحب من بني الشيصبان
فطورا أقول و طوار هوه‏

و كانوا يزعمون أن اسم شيطان الأعشى مسحل- و اسم شيطان المخبل عمرو-

و قال الأعشى

دعوت خليلي مسحلا و دعوا له
جهنام جدعا للهجين المذمم‏

و قال آخر-

لقد كان جني الفرزدق قدوة
و ما كان فينا مثل فحل المخبل‏

و لا في القوافي مثل عمرو و شيخه‏
و لا بعد عمرو شاعر مثل مسحل‏

و قال الفرزدق يصف قصيدته

كأنها الذهب العقيان حبرها
لسان أشعر خلق الله شيطانا

و قال أبو النجم

إني و كل شاعر من البشر
شيطانه أنثى و شيطاني ذكر

و أنشد الخالع فيما نحن فيه لبعض الرجاز

إن الشياطين أتوني أربعه
في غلس الليل و فيهم زوبعه‏

و هذا لا يدل على ما نحن بصدده- من أمر الشعر و إلقائه إلى الإنسان- فلا وجه لإدخاله في هذا الموضع- . و من مذاهبهم أنهم كانوا إذا قتلوا الثعبان- خافوا من الجن أن يأخذوا بثأره- فيأخذون روثة و يفتونها على رأسه- و يقولون روثة راث ثائرك- . و قال بعضهم-

طرحنا عليه الروث و الزجر صادق
فراث علينا ثأره و الطوائل‏

و قد يذر على الحية المقتولة يسير رماد- و يقال لها قتلك العين فلا ثأر لك- و في أمثالهم لمن ذهب دمه هدرا و هو قتيل العين-

قال الشاعر

و لا أكن كقتيل العين وسطكم
و لا ذبيحة تشريق و تنحار

فأما مذهبهم في الخرزات- و الأحجار و الرقى و العزائم فمشهور- فمنها السلوانة و يقال السلوة- و هي خرزة يسقى العاشق منها فيسلو في زعمهم- و هي بيضاء شفافة-

قال الراجز

لو أشرب السلوان ما سليت
ما بي غنى عنكم و إن غنيت‏

السلوان جمع سلوانة- .و قال اللحياني- السلوانة تراب من قبر يسقى منه العاشق فيسلو-

و قال عروة بن حزام

جعلت لعراف اليمامة حكمه
و عراف نجد إن هما شفياني‏

فقالا نعم نشفي من الداء كله‏
و قاما مع العواد يبتدران‏

فما تركا من رقية يعرفانها
و لا سلوة إلا و قد سقياني‏

و قال آخر

سقوني سلوة فسلوت عنها
سقى الله المنية من سقاني‏

أي سلوت عن السلوة و اشتد بي العشق و دام-

و قال الشمردل

و لقد سقيت بسلوة فكأنما
قال المداوي للخيال بها ازدد

و من خرزاتهم- الهنمة تجتلب بها الرجال و تعطف بها قلوبهم- و رقيتها أخذته بالهنمة بالليل زوج و بالنهار أمه- . و منها الفطسة و القبلة و الدردبيس- كلها لاجتلاب قلوب الرجال-

قال الشاعر

جمعن من قبل لهن و فطسة
و الدردبيس تمائما في منظم‏

فانقاد كل مشذب مرس القوى‏
لحبالهن و كل جلد شيظم‏

و قيل الدردبيس خرزة سوداء- يتحبب بها النساء إلى بعولتهن- توجد في القبور العادية- و رقيتها أخذته بالدردبيس- تدر العرق اليبيس و تذر الجديد كالدريس-

و أنشد

قطعت القيد و الخرزات عني
فمن لي من علاج الدردبيس‏

و أصل الدردبيس الداهية- و نقل إلى هذه لقوة تأثيرها- . و من خرزاتهم القرزحلة-

أنشد ابن الأعرابي

لا تنفع القرزحلة العجائزا
إذا قطعن دونها المفاوزا

و هي من خرز الضرائر-  إذا لبستها المرأة مال إليها بعلها دون ضرتها- . و منها خرزة العقرة-  تشدها المرأة على حقويها فتمنع الحبل-  ذكر ذلك ابن السكيت في إصلاح المنطق- . و منها الينجلب-  و رقيتها أخذته بالينجلب-  فلا يرم و لا يغب و لا يزل عند الطنب- . و منها كرار مبنية على الكسر-  و رقيتها يا كرار كريه إن أقبل فسريه-  و إن أدبر فضريه من فرجه إلى فيه- . و منها الهمرة-  و رقيتها يا همرة اهمريه-  من استه إلى فيه و ماله و بنيه- . و منها الخصمة-  خرزة للدخول على السلطان و الخصومة-  تجعل تحت فص الخاتم-  أو في زر القميص أو في حمائل السيف-

قال بعضهم

يعلق غيري خصمة في لقائهم
و ما لي عليكم خصمة غير منطقي‏

و منها الوجيهة و هي كالخصمة حمراء كالعقيق- . و منها العطفة خرزة العطف-  و الكحلة خرزة سوداء تجعل على الصبيان-  لدفع العين عنهم-  و القبلة خرزة بيضاء تجعل في عنق الفرس من العين-  و الفطسة خرزة يمرض بها العدو و يقتل-  و رقيتها أخذته بالفطسة بالثوباء و العطسة-  فلا يزال في تعسة من أمره و نكسة حتى يزور رمسه- .

و من رقاهم للحب-  هوابه هوابه البرق و السحابه-  أخذته بمركن فحبه تمكن-  أخذته بإبره فلا يزل في عبره-  خليته بإشفى فقلبه لا يهدا-  خليته بمبرد فقلبه لا يبرد-  و ترقي الفارك زوجها إذا سافر عنها-  فتقول بأفول القمر و ظل الشجر شمال تشمله-  و دبوره تدبره و نكباء تنكبه-  شيك فلا انتعش-  ثم ترمي في أثره بحصاة و نواة و روثة و بعرة-  و تقول حصاة حصت أثره-  نواة أنأت داره روثة راث خبره لقعته ببعرة-

و قالت فارك في زوجها

أتبعته إذ رحل العيس ضحى
بعد النواة روثة حيث انتوى‏
الروث للرثى و للنأي النوى‏

و قال آخر

رمت خلفه لما رأت وشك بينه
نواة تلتها روثة و حصاة

و قالت نأت منك الديار فلا دنت‏
و راثت بك الأخبار و الرجعات‏

و حصت لك الآثار بعد ظهورها
و لا فارق الترحال منك شتات‏

و قال آخر يخاطب امرأته

لا تقذفي خلفي إذا الركب اغتدى
روثة عير و حصاة و نوى‏

لن يدفع المقدار أسباب الرقى‏
و لا التهاويل على جن الفلا

هذا الرجز أورده الخالع في هذا المعرض-  و هو بأن يدل على عكس هذا المعنى أولى-  لأن قوله-  لن يدفع المقدار بالرقى و لا بالتهاويل على الجن-  كلام يشعر بأن قذف الحصاة و النواة خلفه كالعوذة له-  لا كما تفعله الفارك التي تتمنى الفراق- .

فأما مذهبهم في القيافة و الزجر و الكهانة-  و اختلافهم في السانح و البارح-  و تشاتمهم باللفظة و الكلمة و تأويلهم لها-  و تيمنهم بكلمة أخرى-  و ما كانوا يفعلونه من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحامي-  فكله مشهور معروف لا حاجة لنا إلى ذكره هاهنا.

فأما لفظ أمير المؤمنين ع في قوله نشرة-  فإن النشرة في اللغة كالعوذة و الرقية-  قالوا نشرت فلانا تنشيرا أي رقيته و عوذته-  و قال الكلابي إذا نشر المسفوع فكأنما أنشط من عقال-  أي يذهب عنه ما به سريعا-  و في الحديث أنه قال فلعل طبا أصابه يعني سحرا-  ثم عوذه بقل أعوذ برب الناس أي رقاه-  و كذلك إذا كتب له النشرة- . و قد عد أمير المؤمنين ع أمورا أربعة ذكر منها النشرة-  و لم يكن ع ليقول ذلك-  إلا عن توقيف من رسول الله ص

الجزء العشرون

تتمة باب الحكم و المواعظ

بسم الله الرحمن الرحيم-  الحمد لله الواحد العدل

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (408)

العين حقّ، و الرّقى حق، و السّحر حقّ، و الفأل حق، و الطيرة ليست بحق، و العدوى ليست بحق. و الطيب نشرة، و العسل نشرة، و الركوب نشرة، و النظر الى الخضرة نشرة.

«چشم زخم و افسون و جادوگرى و فال نيك زدن راست و درست است، فال بد زدن و سرايت بيمارى از يكى به ديگرى راست نيست، بوى خوش و عسل و سوارى و نگريستن به سبزه مايه درمان است.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخنان پس از توضيح مختصرى كه داده، با اشاره به اين كه در برخى از روايات به جاى عسل، غسل يعنى شست و شوى با آب آمده، دو مبحث مفصل يكى درباره اقوال مختلفى كه در مورد چشم زخم و جادوگرى و فال نيك و بد و سرايت بيمارى آمده است و ديگرى در مورد اعتقادات و پندارهاى اعراب آورده است كه شصت صفحه از چاپ مصر را شامل است و هر چند از لحاظ جنبه‏ تاريخى چندان مهم نيست، ولى نشان دهنده فرهنگ و رسوم عامه و احاطه ابن ابى الحديد بر آن است، بدين سبب بخشهايى از آن ترجمه مى‏شود، ضمنا در اين مبحث به بيش از سيصد بيت استشهاد شده است.

در حديث مرفوعى آمده است كه «چشم‏ زخم راست است و اگر چيزى بتواند بر سرنوشت پيشى گيرد، همان چشم‏ زخم است و هرگاه نيازمند به شست و شو شديد، خويش را بشوييد.» در تفسير اين حديث گفته‏ اند: آنان از كسى كه چشم‏ زخم زده است مى‏ خواسته ‏اند با آبى وضو بگيرد و آنكه چشم خورده است قسمتى از آن آب مى ‏آشاميده است و با بقيه آن خود را شست و شو مى ‏داده است.

در حديثى هم از قول عايشه آمده است كه «چشم زخم راست است همان‏گونه كه محمد حق است.» در حديثى از ام سلمه نقل شده است كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بر چهره يكى از كنيزان او زخمى ديد. فرمود: «او را چشم‏ زخم رسيده است، براى او افسون فراهم آوريد.» عوف بن مالك اشجعى مى‏ گويد: ما به روزگار جاهلى بر خود رقيه افسون مى ‏بستيم، گفتم: اى رسول خدا در اين مورد چه عقيده داريد فرمود: «افسونهاى خود را بر من عرضه داريد، تا هنگامى كه در آن شرك نباشد، به كار بردنش مانعى ندارد.»

گروهى از ياران رسول خدا در يكى از سفرهاى خود از كنار قبيله‏ اى گذشتند و از آنان اجازه خواستند ميهمانشان باشند. آنان نپذيرفتند و گفتند: آيا كسى ميان شما هست كه افسون كند كه سرور اين قبيله را مار گزيده است. مردى از ايشان گفت: آرى و خود پيش سالار قبيله رفت و فاتحة الكتاب بر او خواند و بهبود يافت. تعدادى گوسپند به آن مرد پيشكش شد كه گفت تا به حضور پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نرسد و اجازه نگيرد نخواهد پذيرفت. چون به حضور پيامبر رسيد، موضوع را گزارش داد و گفت: سوگند به زندگى شما كه من چيزى جز فاتحة الكتاب بر او نخواندم. فرمود: «چه مى‏ دانيد كه آن بهترين رقيه است، گوسپندها را از آنان بگيريد و براى من هم در آن سهمى منظور داريد.» در عين حال از آن حضرت نقل شده كه فرموده است: «هر كس كه فال بد زند يا به فال زننده مراجعه كند و هر كس كهانت كند يا پيش كاهن برود، از ما نيست.» انس بن مالك از قول پيامبر به صورت مرفوع نقل مى‏ كند كه فرموده است: «سرايت و فال بد نه، ولى فال پسنديده مرا خوش مى ‏آيد.» گفتند: فال پسنديده چيست‏ فرمود: سخن خوش و نيكو.

ابو هريره نقل كرده است كه پيامبر فرموده است: «هر كس پيش كاهنى رود و گفته او را تصديق كند. از آنچه خداوند بر ابو القاسم نازل فرموده بيزارى جسته است.» به على عليه السّلام گفته شد: با آنان امروز جنگ را آغاز مكن كه قمر در عقرب است. فرمود: قمر ما يا قمر ايشان و هم روايت شده است كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خوش نمى ‏داشته است در سه شبانه‏ روز آخر ماه و به هنگام قمر در عقرب ازدواج يا مسافرت فرمايد.

ابو عثمان جاحظ مى ‏گويد: دانشمندان ايرانى و هندى و پزشكان يونانى و زيركان عرب و شهرنشينان مجرب و متكلمان ورزيده غذا خوردن مقابل جانوران درنده را خوش نمى ‏داشته ‏اند و از چشم زخم آنان و حرص و آزى كه در آن نهفته است پرهيز مى ‏كرده ‏اند و از بخارى كه از دهان آنها بيرون مى ‏آمده است بيم داشته ‏اند و معتقد بوده ‏اند مايه تباهى قلب و كاستن نيروى آن مى‏ شود. همچنين از ايستادن خدمتگزاران بالاسر خود به هنگام خوردن و آشاميدن پرهيز مى‏ كرده‏ اند و پيش از اينكه غذا بخورند، دستور مى‏ داده ‏اند خدمتگزاران را سير نمايند. در مورد سگ و گربه هم عقيده داشته ‏اند كه يا بايد آنها را از كنار سفره دور كرد يا آنكه براى آنان چيزى انداخت كه به خوردن آن سرگرم شوند.

يكى از نزديكان منصور دوانيقى يك روز پيش از كشته شدن ابو مسلم به منصور گفت: من امروز سه چيز در ابو مسلم ديدم كه براى او فال بد زدم. منصور گفت: چه چيزى ديده‏اى گفت: نخست اينكه سوار بر اسب شد، كلاهش فرو افتاد، منصور ضمن تكبير گفتن، گفت: به خدا سوگند سرش از پس كلاهش فرو خواهد افتاد. ديگر آنكه اسبش چموشى كرد و او را بر زمين افكند، منصور گفت: به خدا سوگند بخت او سرنگون مى‏ گردد و اقبالش چون سنگ سخت و سفت مى‏ شود، منصور پرسيد سومى چه بود گفت: ابو مسلم به يارانش گفت: من كشته مى‏ شوم و بيهوده چاره‏انديشى مى‏ كنم، در همين حال صداى مردى از صحرا شنيده شد كه به مردى ديگر مى‏ گفت: اى فلان امروز آخرين روز مهلت است. منصور گفت: الله اكبر به خواست خداوند متعال اجل او سر آمده است و نشان او از دنيا سپرى مى ‏شود، و ابو مسلم فرداى آن روز كشته شد.

عمر بن خطاب در موسم حج بود، مردى با صداى بلند او را با عنوان «يا خليفة رسول الله» صدا كرد. مردى از قبيله بنى لهب كه اهل فال زدن هستند، گفت: آن مرد عمر را با نام شخص درگذشته ‏اى صدا كرد و بدين گونه امير المؤمنين مرد، و چون مردم براى‏ ريگ زدن جمرات ايستادند ناگاه ريگى به جلو سر عمر خورد كه از محل زخم خون آمد. همان مرد گفت: به خدا سوگند نشان و زخم قربانى شدن بر امير مؤمنان رسيد و به خدا سوگند كه ديگر هرگز در اين موقف نمى‏ ايستد. پيش از آنكه سال تمام شود، عمر كشته شد. كثير بن عبد الرحمان درباره اطلاعات قبيله لهب در مورد فال خوب و بد زدن چنين سروده است: آهنگ قبيله لهب كردم كه پيش ايشان دانش جستجو كنم، آرى كه همه دانش فال زنندگان به قبيله لهب رسيده است.

ابو عثمان جاحظ مى‏ گويد: مسيلمه كذاب پيش از آنكه ادعاى پيامبرى كند ميان بازارهاى عرب و عجم نظير بازار ابلّة و بقّه و انبار و حيرة آمد و شد مى‏كرد و انواع نيرنگها و حيله ‏سازيها و كارهاى افسونگران و عزيمت خوانان و ستاره‏ شناسان را فرا مى‏ گرفت. پيش از آن هم كارهاى فالگيران و پيشگويان را كه با استفاده از حركات پرندگان مطالبى مى ‏گفتند، به خوبى آموخته بود. او نخست روى تخم مرغ، سركه بسيار تند و تيزى مى ‏ريخت و تخم مرغ نرم و ملايم مى‏ شد. به طورى كه به شكل صمغ كشيده مى‏ گرديد و سپس آن صمغ را وارد شيشه‏ اى كه سرش از تخم مرغ بسيار كوچكتر بود مى‏ كرد و به حال خود مى‏ گذاشت و صمغ به صورت بيضى و شكل نخستين خود برمى ‏گشت و آن را به اعراب باديه ‏نشين نشان مى‏ داد و آنان را گمراه مى‏ ساخت.

او پرچم هايى از كاغذ و به شكل بادبادك كودكان مى‏ ساخت و به آن زنگوله‏ هاى كوچك مى‏ بست و شبها به هنگامى كه وزش باد شدت مى ‏يافت آنها را در آسمان رها مى‏ كرد و مى‏ گفت اينها فرشتگان و آواى ايشان است كه بر من نازل مى‏ شوند. بالهاى بزرگ پرندگان را به خود مى‏ بست و اندكى پرواز مى‏ كرد و اعراب را گمراه مى‏ ساخت و به همين سبب درباره او چنين سروده شده است: «با تخم مرغ درون شيشه و بادبادك و چسباندن بالهاى بريده پرندگان تيز پرواز چنان مى ‏كرد.» درباره فال بد زدن به كلمه «سفرجل» «به، گلابى» چنين سروده ‏اند: معشوقه به معشوق بهى هديه داد، معشوق از آن فال بد زد، اندوهگين شد و اشكش فرو ريخت، آرى حق داشت كه فال بد بزند و از فراق بترسد كه جزء اول اين كلمه «سفر» است-  نشان دهنده جدايى است.

ديگرى درباره كلمه «سوسن» فال بد زده است و چنين سروده است: اى كسى كه به ما گل سوسن هديه كردى، در هديه كردن آن پسنديده رفتارنكردى كه نيمى از اين كلمه سوء-  بدى-  است و مرا خوش نيامد، اى كاش من گل سوسن را نمى ‏ديدم.

اما درباره جادوگرى، فقها آن را منكر نشده ‏اند و درباره كسى كه ديگرى را با جادو صدمه بزند به قصاص حكم داده ‏اند، گاهى هم در اخبار آمده است كه لبيد بن اعصم يهودى نسبت به پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جادوگرى كرد و چنان اثر گذاشت كه آن حضرت كارى را كه نكرده بود، مى ‏پنداشت انجام داده است و هم روايت شده است كه زنى يهودى آن حضرت را با چند تار مو و بريده ‏هاى ناخن جادو كرد و آن را در چاهى افكند و خداوند متعال آن حضرت را راهنمايى فرمود و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على عليه السّلام را گسيل داشت تا آن را از چاه بيرون آورد و آن زن جادوگر را كشت. و گروهى از متكلمان اين موضوع و تأثير جادو را بر وجود مقدس پيامبر نفى كرده و گفته ‏اند آن حضرت از اين گونه امور معصوم است.

فلاسفه را پندار بر اين است كه سحر و جادو از آثار نفس ناطقه است و بعيد نيست كه ميان نفوس نفسى باشد كه در غير خود بيمارى يا كينه و مهر و نظاير آن ايجاد كند، منجمان هم براى ستارگان همين تاثير را پذيرفته‏اند، همچنين گياه‏شناسان و سنگ‏شناسان هم همين گونه خواص را براى آنها اعتقاد دارند. سخن امير المؤمنين عليه السّلام هم دلالت بر صحت تأثير سحر در مواردى دارد. در مورد سرايت و مسرى بودن، پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده است: «در اسلام سرايت نيست.» همچنين پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده‏اند: «سرايت و هامه و صفر نيست.» هامه هم بومى بوده است كه اعراب در مورد مقتول مى‏ پنداشته‏ اند تا انتقام خون او گرفته نشود بانگ مى‏زند و صفر مارى بوده كه مى‏ پنداشته ‏اند در شكم قرار دارد و به هنگام گرسنگى به هيجان مى ‏آيد.

حكمت نكته‏ هايى درباره رسوم عرب و پندارهاى ايشان

در اين بخش نكاتى سودمند از رسوم و پندارهاى اعراب را مى‏آوريم كه اين مبحث ما را به اين راه مى‏ كشاند.

اعراب هنگامى كه گرفتار خشكسالى مى‏شدند و باران نمى‏آمد و مى‏خواستند طلب باران كنند، مقدارى پارچه و چيزهاى ديگر را با بوته و علفهاى خشك به هم مى‏ پيوستند و آن را به دم گاو مى‏ بستند و آتش مى‏زدند و گاو را به سوى كوهى بلند و دشوار مى‏راندند و خود از پى آن مى‏دويدند و خدا را فرا مى‏خواندند و طلب باران مى‏كردند. آنان با آتش زدن دم گاو به برق فال مى‏ زدند و گاو را هم فقط به سوى مغرب مى‏ راندند. ابن ابى الحديد نمونه ‏هايى از اشعارى را كه متضمن اين موضوع است آورده است كه براى نمونه به ترجمه دو بيت زير قناعت مى‏ شود.

آفرين و خوشامد مباد بر مردمى كه كوشش آنان در خشكسالى براى طلب باران كردن از بوته‏ها به جايى نرسيد، آيا تو با گاوى كه بر آن پارچه و بوته بسته‏اى به جستجوى وسيله‏اى ميان خدا و فرو ريختن باران مى‏ پردازى.

يكى از روشنفكران گفته است: هر ملت در رسوم خود از رسوم ملت ديگر تقليد مى‏ كند. هنديان مى ‏پنداشته ‏اند كه گاو فرشته‏اى است كه خداوند بر او خشم گرفته و به زمين فرستاده است و به همين سبب گاو را در نظر ايشان حرمتى بوده است، مدفوع تازه آن را بر بدن خود مى‏ ماليده‏ اند و چهره خود را با ادرار گاو مى‏ شسته ‏اند و كابين زنان خود قرار مى‏داده‏اند و در همه احوال به گاو تبرك مى‏ جسته ‏اند، شايد اعراب دوره جاهلى در توجه به گاو همين روش را تقليد مى‏ كرده و همين رسم را معمول مى‏ داشته ‏اند.

اعراب در مورد گله‏هاى گاو پندار ديگرى هم داشته‏اند و چنين بوده است كه اگر گله ‏هاى گاو به آبشخور براى آب خوردن نمى ‏رفته ‏اند، گاو نر گله را مى‏ زده‏ اند تا به آبشخور درآيد و گله از پى آن آب بياشامد، و معتقد بوده ‏اند كه جن، گله گاو را از آب خوردن و رفتن به آبشخور باز مى‏ دارد و شيطان روى دو شاخ گاو نر سوار مى‏ شود. در اين مورد شاعران عرب اشعارى سروده‏ اند، يا در سروده‏ هاى خود آن را گنجانيده‏ اند، از جمله شاعرى مى‏ گويد: «همچون گاو نر كه هرگاه گاوها از در آمدن به آبشخور خوددارى مى ‏كنند، زده مى ‏شود.» ديگرى گفته است: «در آن هنگام من همچو گاو نرى هستم كه چون ديگران آب نياشامند او را با آنكه از آشاميدن خوددارى نكرده است مى ‏زنند.»

ديگر از رسوم اعراب آويختن زر و زيور و زنگوله بر مار گزيده بوده است و معتقد بوده‏اند كه مار گزيده با اين كار بهبود مى‏يابد. همچنين گفته شده است از اين جهت آنها را بر مار گزيده مى‏ آويخته اند كه سر و صداى آن مانع از به خواب رفتن بيمار باشد و عقيده داشته ‏اند كه اگر مارگزيده بخوابد زهر در بدنش سرايت مى‏ كند و مى‏ ميرد و بدين گونه او را از به خواب رفتن باز مى ‏داشته ‏اند. نضر بن شميل هم همين عقيده را داشته است. برخى ديگر از اعراب معتقد بوده ‏اند كه اگر ابزارهاى زينتى زرين بر او بياويزند بهبود مى ‏يابد و اگر مس يا زيورهاى مسى بر او آويخته شود، مى ‏ميرد.

به يكى از اعراب گفته شده است: آيا با اين كار در جستجوى شهرت هستيد گفته است: اين زيورها مايه شهرت نيست ولى سنتى است كه آن را به ارث برده ‏ايم. در اين باره هم در اشعار عرب مطالبى آمده است، از جمله يكى از افراد قبيله بنى عذره چنين گفته است: «گويى من مارگزيده‏اى هستم كه گزش مار او را زخمى كرده است و بر گرد او زيورهاى آويخته زنان را مى بينى.» عويمر نبهانى هم چنين سروده است: «شبى را آميخته با رنج اندوه ها گذراندم، گويى من مارگزيده ‏اى بودم كه آواى زنگوله‏ ها خواب را از او دور كرده است.» ديگر از رسوم اعراب كه شبيه رسم زدن گاو نر است، اين است كه اگر شترى از آنان گرفتار جرب مى‏ شد، شتر سالم را داغ مى‏ كردند تا شترى كه گر گرفته بود بهبود يابد.

نابغه در اين باره چنين سروده است: گناه ديگرى را بر من بار كردى و او را رها ساختى، همچون شتر گرفتار جرب كه شتر ديگر را داغ مى‏ كنند و او به چراى خود سرگرم است.

ديگر از پندارها و رسوم عرب اين بوده است كه هرگاه شمار شتران ايشان به هزار مى ‏رسيده است يك چشم شتر نر را كور مى‏ كرده ‏اند كه چشم زخم را از شتران خود دفع كنند. اين معنى هم در شعر شاعران عرب آمده است، يكى از آنان چنين سروده است: هزار شتر به او دادى و بخل نورزيدى و موجب شدى چشم شتر نر و گزينه را كور كنى.

و اما رسم ديگرى از ايشان كه مشهور بوده و به آن «بليّة» مى‏ گفته ‏اند اين بوده است كه ماده شترى را كنار گور صاحبش مى‏ بسته و پابند مى‏ زده ‏اند تا بميرد و چنين بوده است كه اگر مرد شريف و گرانمايه ‏اى از ايشان مى‏ مرده است، شتر ماده يا شتر نر او را مى ‏گرفته ‏اند و سر و گردنش را به سوى پشت او برمى‏ گردانده و مى‏ بسته ‏اند و شتر را در گودالى كنار گور رها مى ‏كرده ‏اند و آب و علف نمى‏ داده‏ اند تا بميرد. گاهى جسد شتر را پس از مردنش آتش مى‏ زده ‏اند و گاه آن را پوست مى‏ كنده ‏اند و پوستش را از علف خشك آكنده مى ‏كرده‏ اند. پندارشان بر اين بوده است كه اگر مرد گرانمايه ‏اى بميرد و شترش را چنان نكنند، آن مرد پياده محشور مى‏ شود و اگر چنان كنند سواره محشور مى‏ شود و همان شتر مركب او خواهد بود.

ديگر از پندارهاى عرب و رسوم ايشان آن چنان كه ابن الاعرابى آن را نقل كرده است، اين است كه چون ناقه رم مى‏كرده است نام مادرش را به زبان مى‏آورده‏اند و آرام مى‏گرفته است. سكّرى در اين مورد چنين سروده است: «به او گفتم نام مادر اين ناقه چيست، آن را بگو و صدا بزن شايد پاسخت دهد و بيم و رميدگى اين ناقه آرام گيرد.» از عقايد ديگرى كه تقريبا همه اعراب جاهلى در آن اتفاق نظر داشته‏اند موضوع «هامة» است.

آنان اعتقاد داشته‏ اند كه هيچ مرده‏اى نمى ‏ميرد و هيچ كشته‏ اى كشته نمى‏ شود مگر اينكه جغدى نر از سرش بيرون مى ‏پرد و اگر آن شخص كشته شده و انتقام خونش گرفته نشده باشد آن جغد بر سر گورش فرياد برمى‏آورد كه آبم دهيد كه سخت تشنه‏ام. در همين مورد است كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده است: «هامه وجود ندارد.» اين موضوع هم فراوان در اشعار عرب آمده است، ابو داود ايادى گويد: «مرگ و مير بر آنان چيره شده است و آنان را در گورستانها نواى جغد است.» ديگر از چيزهايى كه اسلام آن را باطل كرده است، اعتقاد ايشان به صفر است و آن چنان است كه مى ‏پنداشته ‏اند مارى در شكم آدمى است كه چون آدمى گرسنه شود آن مار روده‏ها و كبد آدمى را مى ‏گزد، و گفته شده است كه منظور از آن خود گرسنگى است كه پس از گرسنگى شروع به گزيدن مى‏ كند. اما آنچه در اين حديث آمده است كه «نه سرايت و نه هامه و نه صفر و نه غول وجود دارد.» ابو عبيدة معمر بن مثنى مى‏گويد: منظور ماه صفر است يعنى ماهى كه پس از محرم قرار دارد. ابو عبيدة مى‏گويد: اين حديث ناظر بر آن است كه اعراب در نسئى، ماه محرم را به ماه صفر تأخيرمى ‏انداخته ‏اند، و هيچ يك از علما در اين تفسير با ابو عبيدة موافقت نكرده است. اين موضوع هم در شعر شاعران عرب به چشم مى‏ خورد و ابو النجم عجلى چنين سروده است: اى بهترين جوانمردى كه تو هستى، و ما از تو بر روزگار سخت و دشوار يارى مى‏ طلبيم و گزشى را همچون گزش صفر بر جگر خواهانيم.

ديگر از خرافات عرب اين بوده است كه اگر مى‏ خواسته ‏اند وارد شهرى شوند كه از جن و وباى آن بيم داشته ‏اند، پيش از آنكه وارد شهر شوند كنار دروازه آن مى‏ ايستاده‏ اند و صداى خر در مى‏آورده‏اند و گاه استخوان دنبالچه خرگوشى را به گردن خود مى‏ آويخته ‏اند و آن را افسون جلوگيرى از صدمه جن و بيمارى وبا مى‏ پنداشته‏ اند.

تقليد صداى خر را تعشير مى‏ ناميده ‏اند و در اشعار ايشان به اين موضوع فراوان اشاره شده است، چنان كه شاعرى گفته است: از مرگى كه مقدر باشد، نه آواى خر در آوردن و نه آويختن استخوان دنبالچه خرگوش تو را مى ‏رهاند.

ديگر از كارهاى ايشان كه شبيه اين بوده است، اين است كه هر كس در بيابان و فلات سرگردان مى‏شد و راه را گم مى ‏كرد، پيراهن خود را باژگونه مى‏ ساخت و دو دست خويش را به يكديگر مى‏ كوفت، گويى به كسى اشاره مى‏كرد و راه را پيدا مى ‏كرد.

ابو العملسّ طائى در اين مورد چنين سروده است: گاهى از بيم رداى خود را باژگونه مى‏ سازم و گاه فلان كس را صدا مى‏ كنم.اساس اعتقاد آنان در باژگونه كردن لباس، فال نيك زدن به دگرگون شدن احوال روزگار از بدى به خوبى بوده است.رواياتى هم در مورد اين رسم در شريعت اسلامى براى طلب باران آمده است.

ديگر از رسوم اعراب اين بوده است كه چون مرد به سفر مى‏رفته است نخى را بر شاخه يا تنه درختى گره مى‏زده است و پس از برگشتن به آن نخ مى‏نگريسته است، اگر آن را به حال خود مى ‏ديده، معتقد بوده است كه همسرش به او خيانت نكرده است و اگر آن نخ نمى‏بوده يا گرهش باز شده بود مى‏ گفت همسرم به من خيانت كرده است. به آن گره «رتم» مى‏ گفته ‏اند، و گفته شده است شاخه ‏اى از درخت را به شاخه ‏اى ديگر مى‏ بسته‏ اند.

اين موضوع هم در اشعار عرب آمده است و شاعرى چنين سروده است: چنين مپندار كه گره هايى كه زده‏اى بر تو خبر راست و درستى از او مى ‏دهد.گاهى هم به هنگام تب نخ گره مى ‏زده و معتقد بوده‏ اند هر كس آن گره را بگشايد تب به او منتقل مى‏ شود.

ابن سكيت گويد: اعراب معتقد بوده‏اند زنى كه براى او فرزند باقى نمى ‏مانده است اگر جسد كشته شده شريفى را لگد كند، فرزندش زنده مى ‏ماند. در همين باره بشر بن ابى خازم چنين سروده است: زنهايى كه كودكان ايشان زنده نمى‏ ماندند، شروع به لگد مال كردن جسد او مى‏ كردند و مى‏ گفتند چه خوب است بر اين مرد پارچه «لنگى» افكنده شود.

ديگر از خرافات و پندارهاى اعراب اين بوده است كه هرگاه دندان پسر بچه‏ اى از ايشان مى‏افتاد، آن را ميان دو انگشت سبابه و ابهام خود مى‏ گرفت و چون خورشيد طلوع مى ‏كرد روى به آن مى‏ آورد و دندان افتاده خود را به سوى خورشيد پرتاب مى‏ كرد و مى‏ گفت: اى خورشيد به جاى اين، دندانى نيكوتر به من بده. در مورد همين پندار شاعر عرب اشاره كرده و چنين سروده است: «خورشيد از رستنگاه دندان او، دندانى سپيدتر از تگرگ و رخشان عوض داده است.» ديگرى چنين سروده است: «خورشيد از پرتو خود بر دندان او رنگ زده است و دندانش چون برق باران زا مى‏ درخشد.» اعراب همچنين معتقد بوده ‏اند كه خون سرور و سالار براى بهبود محل گاز گرفتن سگ گزنده سودمند و شفابخش است. عبد الله بن زبير اسدى در اين باره چنين سروده است: از بهترين و گرامى ‏ترين خاندانى كه مى‏ دانيم و خونهاى ايشان شفابخش زخم سگ هار است.

كميت هم چنين سروده است: خردهاى شما شفابخش دردهاى نادانى است همان گونه كه خونهاى شما شفا بخش زخم سگ هار است.

ديگر از پندارهاى عرب اين است كه چون بر مردى از ديوانگى و متعرض شدن ارواح پليد بيم داشته ‏اند با آويختن چيزهاى نجس و پليد او را آلوده مى‏ كردند، و چيزهايى چون كهنه حيض و استخوان مرده بر او مى‏ آويخته ‏اند و معتقد بوده ‏اند از اين سودبخش‏ تر آن است كه سوده ‏هاى استخوان مردگان را بر او بياويزند.

ممزق عبدى چنين سروده است: «اى كاش پيش من دو همسايه زن و افسونگرى مى‏ بودند و پليديهايى بر من مى‏ آويختند.» و معتقد بوده ‏اند اين كار-  تنجيس-  همه دردها جز عشق را شفا مى‏ بخشد. عربى صحرانشين در اين مورد چنين سروده است: مى‏ گويند: اى كسى كه براى تو آرزوى خير مى‏ كنيم، استخوان پوسيده ‏اى بر خود بياويز، مگر تنجيس براى عاشق سودى مى‏ بخشد.

ديگر از رسوم ايشان آن بوده است كه چون پاى كسى به خواب مى‏ رفته و كرخت مى‏ شده است كسى را كه دوست مى‏ داشته ياد مى‏كرده است يا فرا مى‏ خوانده است و كرختى و خواب رفتگى پاى او از ميان مى‏ رفته است.

روايت شده است كه پاى عبد الله بن عمر به خواب رفت، او را گفتند: محبوب‏ترين مردم را فرا خوان. او گفت: يا رسول اللّه جميل در اين باره چنين سروده است: تو، به هنگام ديدار مايه روشنى چشم منى و ياد تو هرگاه پايم به خواب مى ‏رود، مرا شفا مى ‏بخشد.

مؤمّل هم چنين سروده است: «به خدا سوگند هيچگاه پايم به خواب نرفت و نلغزيد مگر اينكه تو را ياد كردم و حالت كرختى از ميان رفت.» نظير اين پندار اين بوده است كه چون پلك چشم كسى به پرش مى ‏آمده، مى‏ پنداشته است كسى را كه دوست مى‏ دارد خواهد ديد و اگر محبوب در سفر بوده است، انتظار آمدن او را مى‏ داشته است و اگر دور بوده است، مى‏ گفته است نزديك‏ خواهد شد. در اين باره بشر چنين سروده است: «چون چشمم به پرش مى‏ آيد مى‏ گويم شايد دوشيزه خاندان عمرو مى ‏آيد و چشم به ديدارش فروزان مى‏ شود.» و اين گمان تا امروز-  قرن هفتم هجرى-  همچنان ميان مردم باقى است. ديگر از رسوم ايشان چنين بوده است كه اگر مردى از ايشان عاشق مى‏ شد و عشق بر او چيره مى ‏شد و آرام نمى‏ يافت، مردى ديگر آن مرد را همچون كودكى بر پشت مى‏ گرفت و مردى ديگر قطعه آهن يا ميلى را داغ مى ‏كرد و ميان كپلهاى او مى ‏كشيد و مى ‏پنداشتند كه عشق او از ميان مى‏ رود. يكى از اعراب چنين سروده است: از نادانى ميان كپلهاى مرا داغ كرديد و حال آنكه شيفتگى، آتش دل را فروزان مى‏ كند.

ديگر از پندارهاى ايشان اين بوده است كه مى‏پنداشته‏اند اگر مرد و زنى يكديگر را دوست بدارند، در صورتى كه مرد روبند زن و زن رداى مرد را پاره كند، عشق ايشان نيكو و پايدار مى‏ شود و اگر چنان نكنند، عشق ايشان تباه مى‏ شود. شاعرى چنين سروده است: «روز ديدار در برقه عالج-  نام جايى است-  تو رداى مرا دريدى و من هم توانستم روبند كهنه تو را بدرم، پس به چه سبب دوستى ميان ما تباه مى‏شود و ريسمان وصل ميان ما گسسته مى ‏شود گسستنى.» ديگر از رسوم ايشان آن است كه معتقد بوده‏اند خوردن گوشت جانوران درنده موجب فزونى نيرو و دليرى مى‏شود، و اين رسم پزشكى است و پزشكان چنين عقيده دارند. شاعرى در اين باره چنين سروده است: «اگر همه جانوران درنده زمين را بخورى چيزى جز ترسوى بزدل و ناتوان نخواهى بود.» مردى از اعراب دل شير خورده بود كه دلير گردد، قضا را پلنگى بر او حمله آورد و او را زخمى كرد و آن مرد چنين سرود:

دل شير ژيان را خوردم كه از لحاظ دل و قدم از او گستاخ‏تر باشم، ولى او خون خود را به دست خواهرزاده‏اش از من گرفت، چه خونخواهى سخت و بزرگ.

ديگرى سروده است: «در ميدان جنگ اگر شمشير مرد برنده نباشد، دل شير چه سودى خواهد داشت.» ديگر از پندارهاى آنان اين بوده است كه دارنده اسبى كه در شانه داراى دايره‏اى سپيد است اگر سوارش شود و اسب زير ران او به عرق نشيند، دليل بر آن است كه زنش تيز شهوت شده است و به مردان ديگر چشم دارد. به هر حال اين موضوع و چنان دايره سپيد بر شانه اسب در نظرشان زشت بوده است.

ديگر از رسوم ايشان آن بوده است كه پشت سر مسافرى كه برگشتن او را خوش نمى‏ داشته ‏اند، آتش برمى‏افروخته‏اند و مى‏گفته‏اند: خدايش او را دور دارد و در پى او آتش افروزد يكى از ايشان چنين سروده است: از نادانى آتش افروختى و حال آنكه باد صبا آنچه را آتش گرفته بود، بر تو برگرداند.

و هرگاه براى سفر بيرون مى‏ آمدند آتش را ميان خود و منزلى كه آهنگ آنجا داشتند، روشن مى‏ كردند و ميان خود و منزلى كه از آن بيرون آمده بودند، آتش روشن نمى‏ كردند و اين فال نيكى بود كه به منظور بازگشت به منزلى كه از آن بيرون رفته بودند مى ‏زدند.

ديگر از رسوم مشهورشان آويختن پاشنه يا دنبالچه خرگوش بود، ابن اعرابى مى‏گويد: به زيد بن كثوة گفتم: آيا معتقديد هر كس به خود استخوان دنبالچه خرگوش بياويزد جنيهاى خانه و پريان قبيله به او نزديك نمى‏شوند گفت: آرى به خدا سوگند كه شيطان خماطه و جار عشيره و غول فقر هم به او نزديك نمى‏ شوند. خاطه و عشيره كه تصغير عشره است نام دو درخت است.

ابو محلّم مى‏گويد: اعراب از بيم چشم زخم و ربوده شدن كودكان بر آنان دندان‏ روباه يا ماده گربه مى ‏آويخته‏ اند و مى ‏گفته ‏اند: ماده جنى مى‏ خواسته است كودك قومى را بربايد و موفق نشده است، ديگر جنيان او را سرزنش كرده‏اند و او ضمن پوزش خواهى از ايشان چنين سروده است: «بر آن كودك آويزه ‏هايى بود، دندانهاى روباهها و ماده گربه‏ ها و صمغ درخت طلح-  خار مغيلان.» درختان طلح شيره‏اى از خود تراوش مى‏كنند كه همچون خون آهوست و اعراب هنگامى كه زن مى‏زاييده است از آن صمغ نقطه‏ هايى ميان دو چشم زائو مى‏ ماليده‏ اند و بر چهره كودك هم با آن خطى مى‏ كشيده ‏اند و آن شيره روان از درخت را دودم يا دوذم مى‏ ناميده ‏اند و آن چيزها را كه بر كودك مى‏ آويخته‏ اند، نفرات مى‏ گفته‏ اند.

عبد الرحمان بن اخى الاصمعى مى‏گويد: يكى از اعراب به پدرم گفت، هنگامى كه براى تو فرزندى متولد مى‏شود، او را تنفير كن، پدرم به او گفت: تنفير چيست گفت: بر او نام عجيب و غريبى بگذار. براى پدرم پسرى متولد شد كه نامش را قنفذ-  خارپشت-  و كنيه‏اش را ابو العدّاء نهاد، و اين بيت را خواند: چون مى كه آميزه دارويى آن همراه اوست و موجب شفا دادن درد سر و شاد شدن اندوهگين مى‏شود.

و مقصودش اين بود كه چون به اعتقاد ايشان خارپشت از مركوبهاى جن است با نام‏گذارى فرزندش به نام مركوب جن او را از گزندشان محفوظ مى‏دارد.

ديگر از رسوم ايشان آن بود كه هرگاه مردى صحراهاى خالى را مى ‏پيمود و بر جان خود از حوادث شبانه-  هجوم جنيان-  بيم داشت، خود را كنار درخت يا خاربنى مى‏ رساند، مركوب خود را پاى آن مى‏ خواباند و پابند مى‏ زد و بر گردش خطى مى‏ كشيد و مى ‏گفت: به صاحب اين وادى و گاه مى‏ گفت: به بزرگ اين وادى پناه مى‏ برم. خداوند سبحان هم در اين باره در قرآن مجيد فرموده است: «و به تحقيق بودند مردانى از آدمى كه پناه مى‏ بردند به مردانى از جن، پس افزود آنان را سركشى.» مردى از اعراب كه پسرش همراهش بود به بزرگ وادى پناه برد، قضا را شير پسرش را دريد و خورد و آن مرد چنين سرود: با آنكه به بزرگ وادى از شر دشمنانى كه در آن است پناه برديم، ولى ما را از شير ژيان ستمگر پناه نداد.

ديگر از رسوم آنان اين بود كه چون مسافر از شهر خود بيرون مى‏ آمد، سزاوار نبود كه برگردد و پشت سر بنگرد كه اگر چنان مى‏كرد، از نيمه راه برمى‏ گشت، فقط عاشقى كه مى‏ خواست برگردد، پشت سر خويش مى ‏نگريست.

و از رسوم ديگرشان اين بود كه چون روى لب پسر بچه‏اى آبله‏ريز-  تاول-  مى‏زد آن پسر بچه پرويزنى روى سر مى‏ نهاد و ميان خانه‏هاى قبيله حركت مى‏كرد و بانگ بر مى‏داشت بنخاله بنخاله، گندم گندم و زنان قبيله در آن پرويزن پاره‏هاى نان و گوشت و خرما مى‏ريختند. و سپس آنها را براى سگها مى‏ريخت و چون سگها آنها را مى‏خوردند كودك بهبود مى‏ يافت. اگر كودكى از كودكان خرما يا گوشتى و لقمه‏ اى از آنچه براى سگها ريخته شده بود مى‏ خورد، او گرفتار تاول و شكاف لب مى‏شد.

ديگر از رسوم ايشان آن بود كه چون گوشه جامه كسى به چشم ديگرى مى‏خورد-  و موجب آبريزى چشم مى‏شد، صاحب جامه هفت بار به چشم آن شخص دست مى‏ كشيد و بار نخست مى‏ گفت: به حق يك زن كه از مدينه-  شهر-  بيايد، و بار دوم مى‏گفت: به دو زن كه بيايند، تا آنكه بار هفتم مى‏گفت: به هفت زن كه بيايند و چشم بهبود مى‏يافت. برخى از آنان هم مى‏ گفتند: به حق يك زن از هفت زنى كه از مدينه بيايد، تا آنكه بار هفتم مى‏گفت: به هفت زن از هفت زن.

ديگر از رسوم ايشان اين بود كه چون براى زنى خواستگار نمى‏آمد، يكى از زلفهاى خود را باز مى‏كرد و چشمى را كه بر جانب ديگر آن زلف بود سرمه مى‏كشيد و در يكى از پاهاى خود خلخال مى‏كرد و اين كارها را شبانه انجام مى‏ داد و مى‏گفت: اى لكاح من پيش از رسيدن بامداد خواهان نكاح هستم، كارش آسان مى‏شد و به زودى ازدواج مى‏كرد. شاعرى در اين باره چنين سروده است: يكى از چشمهايش را سرمه كرده است و ديگرى را رها كرده است، خلخال بر پاى بسته و زلفش را پريشان كرده است، اين را كارى پسنديده گمان مى‏كند و نكوهيده نمى‏ بيند.

از ديگر مراسم آنان اين بود كه چون ميهمان يا غير ميهمان از پيش آنان مى ‏رفت‏ و دوست نمى‏ داشتند برگردد، پشت سرش چيزى از ظرفهاى خود را مى‏ شكستند و اين رسم را تا امروز مردم به كار مى ‏بندند. يكى از اعراب گفته است: ديگ سنگى خود را پشت سر ابى سواح شكستيم ولى او برگشت و ديگ ما هم نابود شد.

ديگرى گفته است: ما پشت سر ميهمان خود كوزه‏ها را نمى ‏شكنيم بلكه توشه از پى او روانه مى‏ كنيم كه باز گردد.

ديگر از رسوم ايشان اين اعتقادشان است كه اگر پسر بچه‏ اى در شب مهتابى متولد شود پوست سر آلتش جمع و مانند ختنه كرده مى‏ شود. به عقيده ما ممكن است اين موضوع يكى از خواص مهتاب باشد، همان گونه كه كتان را مى‏ پوساند و گوشت را گنديده مى‏ سازد. يكى ديگر از رسوم ايشان فال بد زدن به عطسه زدن است، شاعرى گفته است: «چه بسيار بيابانها كه چون آهنگ رفتن به آن براى جنگ كردى، رفتى و عطسه‏ ها تو را از آن باز نداشت.» ديگر از رسوم ايشان در نفرين اين است كه زندگى نكنى مگر زندگى كنه، و اين را براى سختى و شكيبايى در گرفتارى و دشوارى مى‏ گفته ‏اند و چنين مى‏ پنداشته ‏اند كه كنه يك سال بر روى شكمش و يك سال بر پشتش زندگى مى‏كند و معتقد بوده‏ اند كه اگر كنه را ميان گل رها كنند و روى ديوارى افكنند يك سال روى شكم و يك سال بر پشت خود زنده مى‏ماند و نمى‏ميرد. شاعرى از ايشان چنين گفته است: «زندگى مكنى مگر چون زندگى كنه، يك سال بر شكم و يك سال بر پشت.» ديگر از رسوم ايشان اين بوده است كه زنان هنگامى كه كسى را دوست مى‏ داشته ‏اند و به سفر مى‏ رفته است، مقدارى خاك از جاى پاى او برمى‏داشته و معتقد بوده ‏اند كه سبب سرعت در بازگشت او مى‏شود. زنى در اين باره چنين سروده است:

خاكى از جايگاههاى قدمش برداشتم، در بامدادى كه رفت تا شايد به سلامت بازگردد.

ديگر از رسوم ايشان اين بوده كه بيمارى شبكورى را در چشم «هدبد» مى‏ گفته ‏اند. كلمه «هدبد» در اصل به معنى شير ترش و لخته شده است، هرگاه يكى از ايشان شبكور مى‏شده است، قطعه‏اى از كوهان و قطعه ‏اى جگر سياه را مى‏ گرفته و بريان مى‏كرده است و با هر لقمه كه مى‏ خورده با انگشت سبابه خويش به پلك بالاى چشم مى‏ كشيده و مى‏ گفته است: «اى كوهان و جگر شبكورى را ببريد، كه شفاى شبكورى چيزى جز كوهان و جگر نيست.» شبكورى با اين كار از ميان مى‏رفته است.

ديگر از رسوم و عقايد ايشان اين بوده است كه سوسمار و خارپشت و خرگوش و آهو و موش بزرگ صحرايى و شتر مرغ، مركبهاى جن است و جنيان بر آنها سوار مى‏ شوند. در اين مورد اشعار مشهورى سروده‏ اند: اعراب همچنين تصور مى ‏كنند كه جن را مى ‏بينند و با آن گفتگو مى‏ كنند و يكديگر را يارى مى‏ دهند، همچنين مدعى هستند كه غول را مى ‏بينند گاه معتقدند كه افرادى با ماده غولها ازدواج كرده يا همبستر شده ‏اند.

مى‏ گويند: عمرو بن يربوع، ماده غولى را به همسرى گرفته است و آن ماده غول براى او پسرانى زاييده و روزگارى با او زندگى كرده است. ماده غول به عمرو بن يربوع مى ‏گفته است: هرگاه برق از ناحيه سرزمين من مى‏زند، آن را از من پوشيده ‏دار كه اگر چنان نكنى، پسرانت را رها و به سوى ديار خود پرواز خواهم كرد. بدين سبب هرگاه برق مى ‏زد، چهره او را با لباس خود مى ‏پوشاند تا آن ماده غول برق را نبيند. ابو العلاء معرى در اشعار خود به اين موضوع اشاره كرده است.

گويند شبى عمرو بن يربوع غافل ماند و برق زد و چهره او را نپوشاند. ماده غول به پرواز درآمد و در حال پرواز چنين مى‏ گفت: «اى عمرو فرزندانت را نگه‏دار كه من گريزان شدم و بر فراز سرزمين غولان برق رخشانى است.» برخى هم مى‏ گويند: آن ماده غول سوار بر شترى شد و آن را به تاخت درآورد و عمرو بن يربوع به او نرسيد. گويد: تا امروز-  روزگار ابو العلاء معرى قرن پنجم-به اعقاب عمرو بن يربوع «فرزندان غول» مى ‏گويند. شاعرى ضمن نكوهش آنان چنين سروده است: خداوند فرزندزادگان غول و عمرو بن يربوع را كه شرورترين مردم بودند، زشت بدارد كه نه دليرند و نه زيرك.

ديگر از رسوم و عقايد ايشان درباره غول اين بوده است كه اگر فقط يك ضربه شمشير به او بزنند، مى‏ميرد و اگر ضربه دوّم را بزنند، زنده مى‏ماند. شاعرى به همين معنى نظر داشته و گفته است: «گفت: ضربه دوّم را بزن، گفتم: آرام و بر جاى خود باش كه من دلير و قوى دل هستم.» اعراب آواى جن را «عزيف» مى‏گفتند و معتقد بودند كه اگر كسى خارپشت يا سوسمارى را بكشد، از هجوم جن بر شتر نر خود در امان نخواهد بود و هرگاه به شترش آسيب و بلايى مى‏رسيد بر اين موضوع حمل مى‏ كرد و مى پنداشتند كه بانگ سروشى را هم در اين باره مى‏شنوند. همين عقيده را درباره مار سپيد خانگى كه-  كم آزار و در خانه ‏ها زندگى مى‏ كرده است-  داشته ‏اند و كشتن آن مار هم در نظر آنان گناهى بزرگ بوده است.

مردى از اعراب يكى از اين مارها را ته چاهى ديد كه نمى‏ توانست از آن بيرون آيد، او با زحمت بسيار مار را از چاه بيرون آورد و چشمان خود را بست كه نبيند كجا مى‏ رود، گويى با اين كار خويش قصد تقرب به جنيان را داشته است. اعراب براى جنيهايى كه در همسايگى مردم زندگى مى‏كرده‏اند نامهاى گوناگون مى‏نهاده‏اند، معمولا عامر مى‏ گفتند كه به عمار جمع بسته مى ‏شود. اگر متعرض كودكان مى‏شد آن را روح مى‏ناميدند و اگر خباثت و شوخى مى‏ كرد، شيطان و اگر فراتر از اين بود مارد نام داشت و اگر نيرويش فزون‏تر بود، او را عفريت مى‏ ناميدند و اگر پاك و لطيف و سراسر خير بود، آن را ملك مى‏ گفتند و بدين گونه ميان آنان فرق مى‏ نهادند، همچنين عقيده داشتند كه با هر شاعرى شيطانى است و آن شيطانها هم نامهاى گوناگون داشتند.

 

و از عقايد و رسوم شگفت ‏انگيزشان عقيده آنان درباره خروس و كلاغ و كبوتر و قمرى نر و ماده است. برخى از اعراب عقيده دارند كه جن به اين جانوران دلبستگى دارد و برخى معتقدند كه اينها خود نوعى از جن هستند و نيز معتقدند كه سهيل و زهره و سوسمار و گرگ و كفتار جانوران مسخ شده ‏اند.

از جمله اشعارى كه به جن نسبت داده ‏اند اين است كه سروده‏اند: بر همه مركوبها سوار شديم و هيچ مركوبى را بهتر و لذت‏بخش‏تر از خرگوشها نيافتيم.

ابن ابى الحديد مطالب ديگرى در مورد اشعار و داستانهاى اعراب در مورد جن و گفتگو كردن و بانگ زدن به يكديگر آورده است كه به ترجمه يك مورد بسنده مى‏ شود.

اصمعى از قول يكى از اعراب نقل مى‏كند كه مى‏گفته است: همراه دوستى به سفر رفته است، ناگاه بر كناره راه پسركى را ديده‏اند و بدو گفته‏اند: تو كيستى گفته است: درمانده و بينوايى كه گرفتار راهزنان شده ‏ام. يكى از آن دو به ديگرى گفته است: او را پشت سر خود سوار كن و او چنان كرده است. در اين هنگام آن كه تنها سوار بوده است، پشت سر خود نگريسته و ديده است از دهان آن پسر بچه آتش زبانه مى‏كشد، او با شمشير بدو حمله برده است و زبانه كشيدن آتش از ميان رفته است و اين كار چند بار تكرار شده است. سرانجام پسرك گفته است خدايتان بكشد كه چه چابك و دليريد، به خدا سوگند من اين كار را نسبت به هيچ آدمى انجام نداده ‏ام مگر اينكه دلش تركيده و خود را باخته است، و از نظر آن دو پنهان شده و خيرى از او نيافته ‏اند.

ابن ابى الحديد سپس به نقل اشعارى از شاعران به اصطلاح «صعاليك» چون «تأبط شرا» و «ابو عبيد بن ايوب عنبرى» و «بهرانى» در موضوع ديدن جن و غول و به همسرى گرفتن و چگونگى كشتن آن آورده است كه به ترجمه يكى دو بيت براى نمونه بسنده مى‏ شود.

بهرانى گويد: «به روزگار جوانى ماده غولى را با كابين يك مشك شراب و يك آهو به ازدواج خود در آوردم.» جاحظ در شرح اين بيت گفته است: شراب را به سبب بوى خوش آن و آهو را ازاين سبب كه مركب جن بوده، كابين كرده است. عبيد بن ايوب گفته است: «آهوان از من بلاهايى و غولان از من چه مشقّتهايى ديده‏ اند.» از كارهاى شگفت آنان اين بوده است كه چون بيمارى كسى به درازا مى ‏كشيد و گمان مى‏كردند كه چون او مار يا خارپشت يا موش صحرايى را كشته است، جنيان او را آزار مى‏ رسانند، مجسمه ‏هاى شتران نرى را از خاك و گل مى‏ ساختند و بر پشت آنها جوالهايى انباشته از گندم و جو و خرما مى‏ نهادند و آنها را بر در لانه جانوران در سمت مغرب به هنگام غروب مى‏ گذاشتند، آن شب را به صبح مى ‏آوردند و صبح به مجسمه ‏ها گلى شتران مى‏ نگريستند، اگر آنها را به حال خود مى‏ ديدند، مى‏ گفتند جنيان اين ديه را نپذيرفته ‏اند و بر مقدار آن مى‏ افزودند، و اگر مى‏ ديدند مجسمه‏ ها واژگون شده و خواربار فرو ريخته است، مى‏ گفتند ديه را پذيرفته‏اند و دايره مى ‏زدند و استدلال به بهبود يافتن بيمار مى‏ كردند.

در اين مورد هم اشعارى سروده‏اند و شاعرى گفته است: اى كاش جنيان شتران مرا مى‏پذيرفتند و جايزه مى‏دادند و اين درد كه مرا به رنج انداخته است از من بركنار مى‏شد.

و هرگاه از مسافر خود بى‏ خبر مى‏ماندند و نگران مى‏ شدند كنار چاهى كهن يا گودال قديمى مى‏ آمدند و با صداى بلند نام يا كنيه مسافر خود را مى‏بردند و اين كار را سه بار تكرار مى‏ كردند و مى‏ پنداشتند كه اگر صدايى نشنوند، او مرده است و اگر صدايى بشنوند، نمرده است. چه بسا در اين مورد گمان مى‏كرده‏اند چيزى مى‏شنوند يا انعكاس صداى خود را مى‏ شنيده ‏اند و گمان خود را بر آن پايه ‏گذارى مى ‏كرده‏ اند. در اين باره يكى از شاعران ايشان گفته است: «در آن شب تاريك كنار چاه هاى كهنه چه بسيار او را ندا دادم و پاسخى نداد.» و ديگرى سروده است: «رفت و نهان شد و براى او اميد بازگشت ندارم و گودال هم پاسخى به من نمى‏ دهد.»

از شگفتيهاى ديگرشان اين بوده است كه به هنگام جنگ گاهى زنان خود را بيرون مى ‏آورده ‏اند تا ميان دو صف ادرار كنند و معتقد بودند كه اين كار آتش جنگ را خاموش مى‏ كند و ايشان را به آشتى مى‏ كشاند. در اين باره يكى از ايشان گفته است: به نادانى با ادرار زنان با ما روياروى شدند و ما با شمشيرهاى برنده رخشان با آنان روياروى مى‏ شويم.

ابن ابى الحديد سپس از قول شرقى بن القطامىّ داستان گفتگو و ستيز مردى از قبيله كلب را با جنيان آورده است كه خود مى‏گويد دروغ است ولى چون محتواى طرايفى است آن را نقل كرده است، و ترجمه مختصر آن چنين است.

مرد دليرى به نام عبيد بن حمارس هنگام بهار در سماوه ساكن بود و چون بهار سپرى و آب و گياه آن جا اندك شد، به وادى تبل كوچ كرد. آنجا آبگير و مرغزارى ديد و گفت آبگير و مرغزار و خطر اندك و آنجا فرود آمد. دو همسر داشت نام يكى رباب بود و ديگرى خولة، آنان هر دو به عبيد اعتراض كردند كه اين جا دور افتاده و خالى از سكنه است و مى‏ ترسيم شبانگاه جنيان كه اهل اين منطقه ‏اند فرا رسند. او در پاسخ زنان خويش گفت: من كه در جنگها دلاور و كار آزموده‏ ام، سوگند مى ‏خورم كه اين آبگير را رها نمى‏ كنم. او سپس به كوه تبل رفت و ماده خارپشتى را كه همراه با بچه ‏اش بوده كشت، شبانگاه سروشى از جنيان به او گفت: اى پسر حمارس حق همسايگى ما را رعايت نكردى و در چراگاه بد فرجامى فرود آمدى و بر ما ستم كردى و سرانجام ستمگر وخيم است. شبانگاه تو را چنان فرو مى‏ گيريم كه هيچ چاره ‏اى براى آن نخواهد بود. او پاسخ مى‏ دهد كه من ستم نكرده ‏ام، و بر آنچه دارم و اين آبگير طمع مبنديد. جنى به او پاسخ مى ‏دهد اينك مرگت فرا رسيده است و درمانده خواهى شد. او مى‏ گويد: من شير شيرانم نه از آدمى بيمناكم و نه از جن. در اين هنگام پيرمردى از جن كه اين گفتگوها را شنيده است، بانگ برمى‏ دارد كه به خدا سوگند كشتن انسانى چنين دلير و قويدل و استوار را مصلحت نمى‏بينم و به او پيشنهاد مى ‏كند كه چون تو آغاز به ستم كرده ‏اى، بايد خونبهاى كشته ما را بپردازى و ماده شترى دوشا و كره ‏اش را به ما پيشكش كنى.

ابن حمارس پس از آنكه سوگند مى‏ خورد كه ارتكاب گناه را دوست‏ نمى‏دارد، خونبها را پرداخت مى‏ كند.

اما اين عقيده اعراب كه هر شاعرى را شيطانى است كه شعر را به او القا مى‏كند، عقيده‏ اى مشهور است و عموم شاعران بر اين عقيده ‏اند. يكى از شاعران سروده است: شيطان من سالار جن است و مرا در همه فنون شعر رهبرى مى‏ كند.

حسان بن ثابت هم مى‏گويد: «مرا دوستى از جن بنى شيصبان است كه گاه من مى‏سرايم و گاه او.» ابو النجم چنين سروده است: «شيطان همه شاعران بنى آدم ماده است و شيطان من نر است.» ديگر از رسوم ايشان آن بوده است كه هرگاه مار بزرگى را مى‏كشته‏اند و بيم آن مى‏داشته‏اند كه جنيان انتقام خونش را بگيرند، بر سر آن مار كشته مدفوع مى‏ماليدند و مى‏گفتند مدفوعى است كه خون خواهت انداخته است. گاهى بر بدن مار كشته شده اندكى خاكستر مى‏پاشيدند و مى‏گفتند تو را چشم زخم كشته است و خونخواهى براى تو نيست. اين موضوع در امثال عرب هم آمده است كه به كسى كه خونش پايمال مى‏شده است مى‏گفته‏اند: كشته چشم زخم است.

ابن ابى الحديد سپس بحثى درباره مهره‏ ها و سنگها و افسونها و وردخوانيهاى اعراب و نامهاى آن آورده است كه يكى دو نمونه آن ترجمه مى ‏شود.

لحيانى مى‏ گويد: سلوانه خاك گور بوده است كه آن را در آب حل مى‏كرده‏اند و به عاشق مى‏ آشامانده‏ اند و آرام مى‏ گرفته است. شاعرى گفته است: سلوتى به من آشاماندند كه عشق من-  بر خلاف معمول-  شدت يافت، خداوند به آن كس كه آن را به من آشاماند مرگ را بياشاماند.

شمردل هم گفته است: «سلوتى به من آشامانيدند، گويى مداوا كننده من به خيال گفت بيشتر و فزون شو.» مهره ديگرى را خصمه مى‏ ناميده ‏اند كه براى رفتن پيش سلطان يا خصومت آن را زير نگين انگشتر يا در بند پيراهن مى‏ نهاده ‏اند و برخى در حمايل شمشير جاى مى‏ داده‏ اند. يكى از شاعران ايشان گفته است: در ديدار با ايشان كسان ديگر بر خود خصمه مى‏آويزند ولى مرا بر شما خصمه‏اى جز زبانم نيست.

ديگر از مهره‏ ها كه براى افسون به كار مى ‏برده ‏اند، فرزحلة نام داشت كه زنان هوودار آن را به خود مى ‏آويختند و معتقد بودند كه شوهر گرايش به آنان پيدا مى‏ كند بدون آنكه به هوو اعتنا كند.

ابن سكيت در كتاب اصلاح المنطق، مهره ديگرى به نام عقرة را نام برده است كه زن آن را بر تهيگاه خود مى ‏بست و مانع از باردارى مى ‏شد.

اما كلمه «نشرة» كه در اين سخن امير المؤمنين على عليه السّلام آمده و فرموده است: «الطيب نشرة و العسل نشرة…» از لحاظ لغوى به معنى رقيه و عوذه است، و چون مى‏گويند: «نشرت فلانا تنشيرا» يعنى او را تعويذ كردم و بر او رقيه بستم. امير المؤمنين عليه السّلام چهار چيز را در اين سخن خود آورده كه «نشرة» هم يكى از آنهاست و او اين سخن را بدون اينكه از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شنيده باشد، نقل نمى‏ فرمايد.

جلد نوزدهم از شرح نهج البلاغه ابن ابى الحديد پايان يافت.

و جلد بيستم از پى خواهد آمد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 407 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 399 صبحی صالح

399-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )إِنَّ لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً وَ إِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ حَقّاً

فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ أَنْ يُطِيعَهُ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِلَّا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ

وَ حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ وَ يُحَسِّنَ أَدَبَهُ وَ يُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ

حکمت 407 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

407: إِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ حَقّاً-  وَ إِنَّ لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً-  فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ-  أَنْ يُطِيعَهُ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِلَّا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ-  وَ حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ-  أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ وَ يُحَسِّنَ أَدَبَهُ وَ يُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ أما صدر الكلام فمن قول الله سبحانه-  أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ-  وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى‏ أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ-  فَلا تُطِعْهُما

طرائف حول الأسماء و الكنى

و أما تعليم الوالد الولد القرآن و الأدب فمأمور به-  و كذلك القول في تسميته باسم حسن-  و قد جاءفي الحديث تسموا بأسماء الأنبياء-  و أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن-  و أصدقها حارث و همام-  و أقبحها حرب و مرةوروى أبو الدرداء عن النبي ص أنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم و أسماء آبائكم-  فأحسنوا أسماءكم

وقال ع إذا سميتم فعبدوا-  أي سموا بنيكم عبد الله-  و نحوه من أسماء الإضافة إليه عز اسمه و كان رسول الله ص يغير بعض الأسماء-  سمى أبا بكر عبد الله-  و كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة-  و سمى ابن عوف عبد الرحمن و كان اسمه عبد الحارث-  و سمى شعب الضلالة شعب الهدى-  و سمى يثرب طيبة-  و سمى بني الريبة بني الرشدة-  و بني معاوية بني مرشدة- . كان سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي-  أحد الفقهاء المشهورين-أتى جده رسول الله ص فقال له ما اسمك-  قال حزن قال لا بل أنت سهل-  فقال لا بل أنا حزن عاوده فيها ثلاثا-  ثم قال لا أحب هذا الاسم-  السهل يوطأ و يمتهن-  فقال فأنت حزن-  فكان سعيد يقول-  فما زلت أعرف تلك الحزونة فينا

وروى جابر عنه ع ما من بيت فيه أحد اسمه محمد إلا وسع الله عليه الرزق-  فإذا سميتموهم به فلا تضربوهم و لا تشتموهم-  و من ولد له ثلاثة ذكور-  و لم يسم أحدهم أحمد أو محمدا فقد جفاني أبو هريرة عنه ع أنه نهى أن يجمع بين اسمه و كنيته لأحد

وروي أنه أذن لعلي بن أبي طالب ع في ذلك-  فسمى ابنه محمد بن الحنفية محمدا و كناه أبا القاسم

و قد روي أن جماعة من أبناء الصحابة-  جمع لهم بين الاسم و الكنية- . و قال الزمخشري قد قدم الخلفاء و غيرهم من الملوك-  رجالا بحسن أسمائهم-  و أقصوا قوما لشناعة أسمائهم-  و تعلق المدح و الذم بذلك في كثير من الأمور- .

و في رسالة الجاحظ إلى أبي الفرج نجاح بن سلمة-  قد أظهر الله في أسمائكم و أسماء آبائكم-  و كناكم و كنى أجدادكم من برهان الفأل الحسن-  و نفي طيرة السوء ما جمع لكم صنوف الأمل-  و صرف إليكم وجوه الطلب-  فأسماؤكم و كناكم بين فرج و نجاح-  و سلامة و فضل-  و وجوهكم و أخلاقكم و وفق أعراقكم و أفعالكم-  فلم يضرب التفاوت فيكم بنصيب- . أراد عمر الاستعانة برجل-  فسأله عن اسمه و اسم أبيه-  فقال سراق بن ظالم-  فقال تسرق أنت و يظلم أبوك فلم يستعن به- .

سأل رجل رجلا ما اسمك فقال بحر-  قال أبو من قال أبو الفيض-  قال ابن من قال ابن الفرات-  قال ما ينبغي لصديقك أن يلقاك إلا في زورق- . و كان بعض الأعراب اسمه وثاب-  و له كلب اسمه عمرو-  فهجاه أعرابي آخر فقال-

و لو هيأ له الله
من التوفيق أسبابا

لسمى نفسه عمرا
و سمى الكلب وثابا

قالوا و كلما كان الاسم غريبا- كان أشهر لصاحبه و أمنع من تعلق النبز به-

قال رؤبة

قد رفع العجاج ذكري فادعني
باسمي إذا الأسماء طالت تكفني‏

و من هاهنا أخذ المعري قوله- يمدح الرضي و المرتضى رحمهما الله-

أنتم ذوو النسب القصير فطولكم
باد على الكبراء و الأشراف‏

و الراح إن قيل ابنة العنب اكتفت‏
بأب عن الأسماء و الأوصاف‏

و سأل النسابة البكري رؤبة-  عن نسبه و لم يكن يعرفه-  قال أنا ابن العجاج-  قال قصرت و عرفت- . صاح أعرابي بعبد الله بن جعفر يا أبا الفضل-  قيل ليست كنيته-  قال و إن لم تكن كنيته فإنها صفته-  نظر عمر إلى جارية له سوداء تبكي-  فقال ما شأنك-  قالت ضربني ابنك أبو عيسى-  قال أ و قد تكنى بأبي عيسى علي به فأحضروه-  فقال ويحك أ كان لعيسى أب فتكنى به-  أ تدري ما كنى العرب-  أبو سلمة أبو عرفطة أبو طلحة أبو حنظلة ثم أدبه- . لما أقبل قحطبة بن شبيب نحو ابن هبيرة-  أراد ابن هبيرة أن يكتب إلى مروان بخبره-  و كره أن يسميه فقال اقلبوا اسمه-  فوجدوه هبط حق فقال دعوه على هيئته- .

قال برصوما الزامر لأمه-  ويحك أ ما وجدت لي اسما تسميني به غير هذا-  قالت لو علمت أنك تجالس الخلفاء و الملوك-  سميتك يزيد بن مزيد- . قيل لبعض صبيان الأعراب ما اسمك-  قال قراد-  قيل لقد ضيق أبوك عليك الاسم-  قال إن ضيق الاسم لقد أوسع الكنية-  قال ما كنيتك قال أبو الصحاري- . نظر المأمون إلى غلام حسن الوجه في الموكب-  فقال له يا غلام ما اسمك قال لا أدري-  قال أ و يكون أحد لا يعرف اسمه-  فقال يا أمير المؤمنين اسمي الذي أعرف به لا أدري-  فقال المأمون

و سميت لا أدري لأنك لا تدري
بما فعل الحب المبرح في صدري‏

ولد لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ولد ذكر-  فبشر به و هو عند معاوية بن أبي سفيان-  فقال له معاوية سمه باسمي و لك خمسمائة ألف درهم-  فسماه معاوية فدفعها إليه و قال اشتر بها لسميي ضيعة- . ومن حديث علي ع عن النبي ص إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه-  و أوسعوا له في المجلس و لا تقبحوا له وجها وعنه ص ما من قوم كانت لهم مشورة-  فحضر معهم عليها من اسمه محمدا أو أحمد-  فأدخلوه في مشورتهم إلا خير لهم-  و ما من مائدة وضعت-  فحضر عليها من اسمه محمدا أو أحمد-  إلا قدس ذلك المنزل في كل يوم مرتين- .

من أبيات المعاني-

و حللت من مضر بأمنع ذروة
منعت بحد الشوك و الأحجار

قالوا يريد بالشوك أخواله-  و هم قتادة و طلحة و عوسجة و بالأحجار أعمامه-  و هم صفوان و فهر و جندل و صخر و جرول- . سمى عبد الملك ابنا له الحجاج-  لحبه الحجاج بن يوسف و قال فيه

سميته الحجاج بالحجاج
الناصح المكاشف المداجي‏

استأذن الجاحظ و الشكاك و هو من المتكلمين-  على رئيس فقال الخادم لمولاه الجاحد و الشكاك-  فقال هذان من الزنادقة لا محالة-  فصاح الجاحظ ويحك-  ارجع قل الحدقي بالباب و به كان يعرف-  فقال الخادم الحلقي بالباب-  فصاح الجاحظ ويلك ارجع إلى الجاحد- . جمع ابن دريد ثمانية أسماء في بيت واحد فقال-

فنعم أخو الجلى و مستنبط الندى
و ملجأ مكروب و مفزع لاهث‏

عياذ بن عمرو بن الجليس بن جابر
بن زيد بن منظور بن زيد بن وارث‏

قال محمد بن صدقة المقرئ ليموت بن المزرع-  صدق الله فيك اسمك-  فقال له أحوجك الله إلى اسم أبيك- . سأل رجل أبا عبيدة عن اسم رجل من العرب فلم يعرفه-  فقال كيسان غلامه أنا أعرف الناس به-  هو خراش أو خداش أو رياش أو شي‏ء آخر-  فقال أبو عبيدة ما أحسن ما عرفته يا كيسان-  قال إي و الله و هو قرشي أيضا-  قال و ما يدريك به-  قال أ ما ترى كيف احتوشته الشينات من كل جانب-  قال الفرزدق

و قد تلتقي الأسماء في الناس و الكنى
كثيرا و لكن ميزوا في الخلائق‏

رأى الإسكندر في عسكره رجلا-  لا يزال ينهزم في الحرب فسأله عن اسمه-  فقال اسمي الإسكندر-  فقال يا هذا إما أن تغير اسمك و إما أن تغير فعلك- . قال شيخنا أبو عثمان لو لا أن القدماء من الشعراء-  سمت الملوك و كنتها في أشعارها-  و أجازت و اصطلحت عليه-  ما كان جزاء من فعل ذلك إلا العقوبة-  على أن ملوك بني سامان-  لم يكنها أحد من رعاياها قط-  و لا سماها في شعر و لا خطبة-  و إنما حدث هذا في ملوك الحيرة-  و كانت الجفاة من العرب لسوء أدبها و غلظ تركيبها-  إذا أتوا النبي ص خاطبوه باسمه و كنيته-  فأما أصحابه فكانت مخاطبتهم له يا رسول الله-  و هكذا يجب أن يقال للملك في المخاطبة-  يا خليفة الله و يا أمير المؤمنين- . و ينبغي للداخل على الملك أن يتلطف في مراعاة الأدب-  كما حكى سعيد بن مرة الكندي-  دخل على معاوية فقال أنت سعيد-  فقال أمير المؤمنين السعيد و أنا ابن مرة- . و قال المأمون للسيد بن أنس الأزدي أنت السيد-  فقال أنت السيد يا أمير المؤمنين و أنا ابن أنس- .

شاعر

لعمرك ما الأسماء إلا علامة
منار و من خير المنار ارتفاعها

كان قوم من الصحابة يخاطبون رسول الله ص-  يا نبي‏ء الله بالهمزة-  فأنكر ذلك و قال-  لست بنبي‏ء الله و لكني نبي الله- . و كان البحتري إذا ذكر الخثعمي الشاعر يقول-  ذاك الغث العمي- . و كان صاحب ربيع يتشيع-  فارتفع إليه خصمان-  اسم أحدهما علي و الآخر معاوية-  فانحنى على معاوية فضربه مائة سوط-  من غير أن اتجهت عليه حجة-  ففطن من أين أتي فقال-  أصلحك الله سل خصمي عن كنيته-  فإذا هو أبو عبد الرحمن-  و كانت كنية معاوية بن أبي سفيان-  فبطحه و ضربه مائة سوط-  فقال لصاحبه ما أخذته مني بالاسم-  استرجعته منك بالكنية

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (407)

ان للولد على الوالد حقا، و ان للوالد على الولد حقا، فحق الوالد على الولد ان يطيعه فى كل شى‏ء الا فى معصية الله سبحانه، و حق الولد على الوالد ان يحسن اسمه، و يحسن ادبه‏ و يعلّمه القرآن. «همانا فرزند را بر پدر حقى است و پدر را بر فرزند حقى، حق پدر بر فرزند اين است كه در همه كارها جز نافرمانى خداوند سبحان از او اطاعت كند و حق فرزند بر پدر اين است كه نام نيكو بر وى نهد و او را نيكو ادب كند و به او قرآن بياموزد.»

لطايفى درباره نامها و كنيه ‏ها

در مورد تعليم قرآن و نيكو ادب كردن فرمان داده شده است. همچنين درباره نام نيكو نهادن در حديث آمده است كه «نامهاى پيامبران را برگزينيد و محبوب‏ترين نامها در پيشگاه خداوند عبد الله و عبد الرحمان است و راست‏ترين آنها حارث و همام و زشت‏ترين آنها حرب و مرّة است.» ابو الدرداء از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم روايت مى‏ كند كه فرموده است: «شما را روز قيامت به نامهايتان و نامهاى پدرانتان فرا مى‏ خوانند، نامهاى خود را نيكو بگذاريد.» و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرمود: «چون نامگذارى مى ‏كنيد نام هايى كه با كلمه عبد شروع مى‏ شود بگذاريد.» يعنى عبد الله يا ديگر اسامى ذات بارى تعالى. پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم برخى از نام ها را تغيير داد، نام ابو بكر را كه در دوره جاهلى عبد الكعبة بود به عبد الله و نام پسر عوف را كه در دوره جاهلى عبد الحارث بود به عبد الرحمان تغيير داد، شعب الضلالة را شعب الهدى و يثرب را طيبة و بنى ريبه را بنى رشدة و بنى معاويه را بنى مرشده نام نهاد.

حزن پدر بزرگ سعيد بن مسيب بن حزن مخزومى كه يكى از فقيهان مشهور است چون به حضور پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رسيد، از او پرسيدند نامت چيست گفت: حزن.

پيامبر فرمود: نه كه نام تو سهل است، او سه بار تكرار كرد كه نام من حزن است و من نام سهل را دوست ندارم كه زمين هموار است لگد مال و زبون مى‏شود. پيامبر فرمود: بسيار خوب نام تو حزن باشد. سعيد بن مسيب مى‏گفته است: من همواره اندوه آن نام را ميان خودمان احساس مى‏كنم.

جابر از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم روايت مى‏ كند كه فرموده است: «هيچ خانه نيست كه نام يكى در آن محمد باشد مگر اينكه خداوند بر آن خانه روزى را گشاده مى‏ فرمايد و چون كودكان خود را محمد نام نهاديد، آنان را مزنيد و دشنام مدهيد و هر كس سه پسر داشته باشد و نام يكى از ايشان را محمد يا احمد ننهد، بر من ستم روا داشته است.» ابو هريره از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم روايت مى ‏كند كه آن حضرت از اينكه كسى نام و كنيه ايشان را براى خود جمع كند نهى فرموده است. روايت است كه در اين مورد به على عليه السّلام اجازه فرموده است و او نام پسر خويش را محمد و كنيه ‏اش را ابو القاسم نهاده است، و روايتى هم آمده است كه گروهى از پسران صحابه هم نام محمد و كنيه ابو القاسم داشته ‏اند.

زمخشرى مى‏ گويد: خليفگان و پادشاهان برخى از مردان را به سبب نام پسنديده ايشان مقدم داشته اند و گروهى را هم به سبب بدى نام از خود دور كرده‏ اند، و در اين باره ستايش و نكوهش بسيارى آمده است.

مردى از مرد ديگرى پرسيد: نامت چيست گفت: بحر، گفت: نام پسرت چيست يا كنيه ‏ات چيست گفت: ابو الفيض، پرسيد: نام پدرت چيست گفت: فرات، گفت: بنابراين دوست تو بايد با زورق به ديدارت آيد.

عربى بيابان نشين عبد الله بن جعفر را با كنيه ابو الفضل صدا مى‏ كرد. گفتند: كنيه ‏اش ابو الفضل نيست. گفت: بر فرض كه نباشد در عمل و صفت چنين است.

عمر، يكى از كنيزكان سياه خود را ديد كه مى‏ گريست، گفت: چرا مى‏ گريى گفت: پسرت ابو عيسى مرا زده است. گفت: پسر من كنيه ابو عيسى براى خود برگزيده است او را پيش من بياوريد. چون او را آوردند، گفت: اى واى بر تو، مگر عيسى پدر داشته است كه تو چنين كنيه‏ اى انتخاب كرده ‏اى، مگر تو كنيه‏ هاى عرب را نمى‏ دانى كه ابو سلمه، ابو عرفطه، ابو طلحه، و ابو حنظله است، و او را ادب كرد.

هنگامى كه قحطبة بن شبيب پيش ابن هبيره آمد، ابن هبيره مى‏ خواست خبر او را براى مروان بنويسد و خوش نداشت كه نام قحطبة بن شبيب را بنويسد، گفت: نامش را مقلوب بنويسيد، ديدند مقلوب آن «هبط حق»-  حق هبوط كرد-  مى‏ شود، گفت: رهايش كنيد و به همان شكل خودش بنويسيد.

امير المؤمنين على عليه السّلام از قول پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نقل مى ‏كند كه فرموده است: «هرگاه نام پسرى را محمد نهاديد، او را گرامى داريد و در مجلس خود براى او جا بگشاييد وبراى او چهره ترش مكنيد.» و هم از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، نقل است كه «هر گروهى را كه مشورت و رايزنى باشد و كسى را كه نامش محمد يا احمد است براى رايزنى پيش خود درآورند براى آنان خير گزيده مى‏ شود، و هر سفره ‏اى كه پهن شود و بر سر آن كسى كه نامش محمد يا احمد باشد، آن خانه هر روز دوبار تقديس مى‏ شود.» اسكندر ميان لشكر خود مردى را ديد كه همواره در جنگ منهزم مى‏ شد، از نامش پرسيد، گفت: نام من اسكندر است. گفت: اى مرد يا نامت را دگرگون ساز يا كردارت را.

و شايسته است كسى كه به حضور شاه مى‏ رود در مراعات ادب لطافت به خرج دهد. گويند: سعيد بن مرة كندى پيش معاويه رفت، معاويه گفت: تو سعيدى گفت: نه، امير المؤمنين سعيد است، من پسر مرّةام.

مأمون به سيد بن انس ازدى گفت: تو سيدى گفت: اى امير المؤمنين تو سيدى و من پسر انسم.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 406 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 396 صبحی صالح

396-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )الْمَنِيَّةُ وَ لَا الدَّنِيَّةُ وَ التَّقَلُّلُ وَ لَا التَّوَسُّلُ

وَ مَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً

وَ الدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَ يَوْمٌ عَلَيْكَ فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ وَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِر

حکمت 406 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

406: الدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَ يَوْمٌ عَلَيْكَ-  فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ-  وَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ قديما قيل هذا المعنى-  الدهر يومان يوم بلاء و يوم رخاء-  و الدهر ضربان حبرة و عبرة-  و الدهر وقتان وقت سرور و وقت ثبور- . و قال أبو سفيان يوم أحد-  يوم بيوم بدر و الدنيا دول- .

قال ع فإذا كان لك فلا تبطر-  و إذا كان عليك فاصبر- . قد تقدم القول في ذم البطر و مدح الصبر-  و يحمل ذم البطر هاهنا على محملين-  أحدهما البطر بمعنى الأشر و شدة المرح-  بطر الرجل بالكسر يبطر و قد أبطره المال-  و قالوا بطر فلان معيشته-  كما قالوا رشد فلان أمره-  و الثاني البطر بمعنى الحيرة و الدهش-  أي إذا كان الوقت لك-  فلا تقطعن زمانك بالحيرة و الدهش عن شكر الله-  و مكافأة النعمة بالطاعة و العبادة-  و المحمل الأول أوضح

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (404-  405-  406)

المنية و لا الدنية، و التقلّل و لا التوسّل. من لم يعط قاعدا، لم يعط قائما. الدهر يومان: يوم لك، و يوم عليك، فاذا كان لك فلا تبطر، و اذا كان عليك فاصبر.

«مردن و زبونى نبردن و به اندك بسنده كردن و متوسل نشدن. آن را كه نشسته ندهند ايستاده هم نمى‏ دهند. روزگار دو روز است روزى به سود تو و روزى به زيان تو، روزى كه به سود توست سرمست مشو و روزى كه به زيان توست، شكيبا باش.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخنان كه هر يك در يك صفحه است شواهدى از اشعار عرب آورده است. كه براى نمونه به ترجمه چند بيتى قناعت مى‏ شود: به خدا سوگند مى‏ خورم كه مكيدن دانه‏ هاى خرما و آشاميدن آبهاى شور چاهها براى آدمى از خوارى و سؤال كردن از چهره ‏هاى دژم بهتر است… قلم سرنوشت به آنچه خواهد بود، رفته است، بنابراين حركت و سكون يكسان است، ديوانگى است كه براى روزى كوشش كنى و حال آنكه جنين در پرده خود روزى داده مى‏شود.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 405 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 396 صبحی صالح

396-وَ قَالَ ( عليه‏ السلام  )الْمَنِيَّةُ وَ لَا الدَّنِيَّةُ وَ التَّقَلُّلُ وَ لَا التَّوَسُّلُ

وَ مَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً

وَ الدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَ يَوْمٌ عَلَيْكَ فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ وَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِر

حکمت 405 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

405: مَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً مراده أن الرزق قد قسمه الله تعالى-  فمن لم يرزقه قاعدا لم يجب عليه القيام و الحركة- . و قد جاء

في الحديث أنه ص ناول أعرابيا تمرة و قال له-  خذها فلو لم تأتها لأتتك

و قال الشاعر

جرى قلم القضاء بما يكون
فسيان التحرك و السكون‏

جنون منك أن تسعى لرزق‏
و يرزق في غشاوته الجنين‏

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (404-  405-  406)

المنية و لا الدنية، و التقلّل و لا التوسّل. من لم يعط قاعدا، لم يعط قائما. الدهر يومان: يوم لك، و يوم عليك، فاذا كان لك فلا تبطر، و اذا كان عليك فاصبر.

«مردن و زبونى نبردن و به اندك بسنده كردن و متوسل نشدن. آن را كه نشسته ندهند ايستاده هم نمى‏دهند. روزگار دو روز است روزى به سود تو و روزى به زيان تو، روزى كه به سود توست سرمست مشو و روزى كه به زيان توست، شكيبا باش.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخنان كه هر يك در يك صفحه است شواهدى از اشعار عرب آورده است. كه براى نمونه به ترجمه چند بيتى قناعت مى‏ شود: به خدا سوگند مى‏ خورم كه مكيدن دانه ‏هاى خرما و آشاميدن آبهاى شور چاهها براى آدمى از خوارى و سؤال كردن از چهره ‏هاى دژم بهتر است… قلم سرنوشت به آنچه خواهد بود، رفته است، بنابراين حركت و سكون يكسان است، ديوانگى است كه براى روزى كوشش كنى و حال آنكه جنين در پرده خود روزى داده مى ‏شود.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 404 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 396 صبحی صالح

396-وَ قَالَ ( عليه ‏السلام  )الْمَنِيَّةُ وَ لَا الدَّنِيَّةُ وَ التَّقَلُّلُ وَ لَا التَّوَسُّلُ

وَ مَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً

وَ الدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَ يَوْمٌ عَلَيْكَ فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ وَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ

حکمت 404 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

404: الْمَنِيَّةُ وَ لَا الدَّنِيَّةُ وَ التَّقَلُّلُ وَ لَا التَّوَسُّلُ قد تقدم من كلامنا في هذا الباب شي‏ء كثير- 

و قال الشاعر

أقسم بالله لمص النوى
و شرب ماء القلب المالحه‏

أحسن بالإنسان من ذله‏
و من سؤال الأوجه الكالحه‏

فاستغن بالله تكن ذا غنى
مغتبطا بالصفقة الرابحه‏

فالزهد عز و التقى سؤدد
و ذلة النفس لها فاضحه‏

كم سالم صحيح به بغتة
و قائل عهدي به البارحه‏

أمسى و أمست عنده قينة
و أصبحت تندبه نائحه‏

طوبى لمن كانت موازينه
يوم يلاقي ربه راجحه‏

و قال أيضا

لمص الثماد و خرط القتاد
و شرب الأجاج أوان الظمإ

على المرء أهون من أن يرى‏
ذليلا لخلق إذا أعدما

و خير لعينيك من منظر
إلى ما بأيدي اللئام العمى‏

قلت لحاه الله هلا قال بأيدي الرجال

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (404-  405-  406)

المنية و لا الدنية، و التقلّل و لا التوسّل. من لم يعط قاعدا، لم يعط قائما. الدهر يومان: يوم لك، و يوم عليك، فاذا كان لك فلا تبطر، و اذا كان عليك فاصبر.

«مردن و زبونى نبردن و به اندك بسنده كردن و متوسل نشدن. آن را كه نشسته ندهند ايستاده هم نمى‏ دهند. روزگار دو روز است روزى به سود تو و روزى به زيان تو، روزى كه به سود توست سرمست مشو و روزى كه به زيان توست، شكيبا باش.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخنان كه هر يك در يك صفحه است شواهدى از اشعار عرب آورده است. كه براى نمونه به ترجمه چند بيتى قناعت مى‏ شود: به خدا سوگند مى‏ خورم كه مكيدن دانه‏ هاى خرما و آشاميدن آبهاى شور چاهها براى آدمى از خوارى و سؤال كردن از چهره ‏هاى دژم بهتر است… قلم سرنوشت به آنچه خواهد بود، رفته است، بنابراين حركت و سكون يكسان است، ديوانگى است كه براى روزى كوشش كنى و حال آنكه جنين در پرده خود روزى داده مى‏شود.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 403 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 395 صبحی صالح

395-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )كُلُّ مُقْتَصَرٍ عَلَيْهِ كَافٍ

حکمت 403 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

403: كُلُّ مُقْتَصَرٍ عَلَيْهِ كَافٍ هذا من باب القناعة-  و إن من اقتصر على شي‏ء و قنعت به نفسه فقد كفاه-  و قام مقام الفضول التي يرغب فيها المترفون-  و قد تقدم القول في ذلك

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (403)

كلّ مقتصر عليه كاف. «هر چيز كه بدان بسنده توان كرد، بس است.» اين سخن از باب قناعت است و هر كس بر چيزى قناعت كند، او را كافى و بسنده است.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 402 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 394 صبحی صالح

394-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ

حکمت 402 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

402: رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ قد قيل هذا المعنى كثيرا فمنه قولهم-و القول ينفذ ما لا تنفذ الإبر- . و من ذلك القول لا تملكه إذا نما-  كالسهم لا تملكه إذا رمى و قال الشاعر-

و قافية مثل حد السنان
تبقى و يذهب من قالها

تخيرتها ثم أرسلتها
و لم يطق الناس إرسالها

و قال محمود الوراق-

أتاني منك ما ليس
على مكروهه صبر

فأغضيت على عمد
و كم يغضي الفتى الحر

و أدبتك بالهجر
فما أدبك الهجر

و لا ردك عما كان‏
منك الصفح و البر

فلما اضطرني المكروه
و اشتد بي الأمر

تناولتك من شعري‏
بما ليس له قدر

فحركت جناح الضر
لما مسك الضر

إذا لم يصلح الخير
امرأ أصلحه الشر

و قال الرضي رحمه الله-

سأمضغ بالأقوال أعراض قومكم
و للقول أنياب لدي حداد

يرى للقوافي و السماء جلية
عليكم بروق جمة و رعاد

و قال أيضا-

كعمت لساني أن يقول و إن يقل
فقل في الجراز العضب إن فارق الغمدا

و إن برودا للمخازي معدة
فمن شاء من ذا الحي أسحبته بردا

قلائد في الأعناق بالعار لا تهي
على مر أيام الزمان و لا تصدا

إذا صلصلت بين القنا قضت القنا
و إن زفرت في السر قطعت السردا

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (402)

ربّ قول، انفذ من صول. «بسا سخن كه از حمله كارگرتر است.»

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 401 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 393 صبحی صالح

393-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ وَ تَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ

حکمت 401 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

401: خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ-  وَ تَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ-  فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ كان يقال اجعل الدنيا كغريم السوء-  حصل منه ما يرضخ لك به-  و لا تأس على ما دفعك عنه-  ثم قال ع فإن لم تفعل فأجمل في الطلب-  و هيمن الألفاظ النبوية لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها-  فأجملوا في الطلب- . قيل لبعض الحكماء ما الغنى-  فقال قلة تمنيك و رضاك بما يكفيك

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (401)

خذ من الدنيا ما اتاك، و تولّ عمّا تولىّ عنك، فان انت لم تفعل فاجمل فى الطلب.

«آنچه از دنيا به تو رسيد، بستان و از آنچه به تو پشت كند، روى بگردان و اگر چنين نمى‏ توانى، بارى به صورت پسنديده طلب و جستجو كن.»

گفته شده است دنيا را همچون وامدار بد حساب فرض كن، هر چه از آن به دست مى‏ آيد بگير و از آنچه خوددارى كرد، اندوهگين مباش. جمله آخر اين سخن مقتبس از حديث نبوى است كه فرموده است: «هرگز كسى نمى‏ ميرد تا روزى خود را به كمال دريابد، پس در طلب روزى پسنديده عمل كنيد.» به يكى از حكيمان گفته شد: توانگرى در چيست گفت: كمى تمناى تو و خشنودى به آنچه تو را بسنده باشد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 400 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)

حکمت 398 صبحی صالح

398-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )ضَعْ فَخْرَكَ وَ احْطُطْ كِبْرَكَ وَ اذْكُرْ قَبْرَكَ

حکمت 400 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

400: ضَعْ فَخْرَكَ وَ احْطُطْ كِبَرَكَ وَ اذْكُرْ قَبْرَكَ قد تقدم القول في العجب و الكبر و الفخر

نبذ مما قيل في التيه و الفخر

في الحديث المرفوع أن الله قد أذهب عنكم-  عبية الجاهلية و فخرها بالآباء-  الناس لآدم و آدم من تراب-  مؤمن تقي و فاجر شقي-  لينتهين أقوام يتفاخرون برجال-  إنما هم فحم من فحم جهنم-  أو ليكونن أهون على الله-  من جعلات تدفع النتن بأنفهاومن وصيته ص إلى علي ع لا فقر أشد من الجهل-  و لا وحشة أفحش من العجب- .

أتى وائل بن حجر النبي ص فأقطعه أرضا-  و أمر معاوية أن يمضي معه فيريه الأرض-  و يعرضها عليه و يكتبها له-  فخرج مع وائل في هاجرة شاوية-  و مشى خلف ناقته فأحرقته الرمضاء-  فقال أردفني قال لست من أرداف الملوك-  قال فادفع إلي نعليك-  قال ما بخل يمنعني يا ابن أبي سفيان-  و لكن أكره أن يبلغ أقيال اليمن أنك لبست نعلي-  و لكن امش في ظل ناقتي فحسبك بذاك شرفا-  و يقال إنه عاش حتى أدرك زمن معاوية-  فأجلسه معه على سريره- .

قيل لحكيم-  ما الشي‏ء الذي لا يحسن أن يقال و إن كان حقا-  فقال الفخر- . حبس هشام بن عبد الملك الفرزدق-  في سجن خالد بن عبد الله القسري-  فوفد جرير إلى خالد ليشفع فيه-  فقال له خالد أ لا يسرك أن الله قد أخزى الفرزدق-  فقال أيها الأمير-  و الله ما أحب أن يخزيه الله إلا بشعري-  و إنما قدمت لأشفع فيه-  قال فاشفع فيه في ملإ ليكون أخزى له-  فشفع فيه فدعا به فقال-  إني مطلقك بشفاعة جرير-  فقال أسير قسري و طليق كلبي-  فبأي وجه أفاخر العرب بعدها-  ردني إلى السجن- .

ذكر أعرابي قوما فقال-  ما نالوا بأناملهم شيئا-  إلا و قد وطئناه بأخامص أقدامنا-  و إن أقصى مناهم لأدنى فعالنا- . نظر رجل إلى بعض ولد أبي موسى يختال في مشيته-  فقال أ لا ترون مشيته-  كأن أباه خدع عمرو بن العاص- . و سمع الفرزدق أبا بردة يقول-  كيف لا أتبختر و أنا ابن أحد الحكمين-  فقال أحدهما مائق و الآخر فاسق-  فكن ابن أيهما شئت- .

نظر رسول الله ص إلى أبي دجانة-  و هو يتبختر بين الصفين-  فقال إن هذه مشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن- .لما بلغ الحسن بن علي ع قول معاوية-  إذا لم يكن الهاشمي جوادا و الأموي حليما-  و العوامي شجاعا و المخزومي تياها لم يشبهوا آباءهم-  فقال إنه و الله ما أراد بها النصيحة-  و لكن أراد أن يفنى بنو هاشم ما في أيديهم-  فيحتاجوا إليه و أن يشجع بنو العوام فيقتلوا-  و أن يتيه بنو مخزوم فيمقتوا-  و أن يحلم بنو أمية فيحبهم الناس- . كان قاضي القضاة محمد بن أبي الشوارب الأموي تائها-  فهجاه عبد الأعلى البصري فقال-

إني رأيت محمدا متشاوسا
مستصغرا لجميع هذي الناس‏

و يقول لما أن تنفس خاليا
نفسا له يعلو على الأنفاس‏

ويح الخلافة في جوانب لحيتي
تستن دون لحى بني العباس‏

بعض الأموية-

إذا تائه من عبد شمس رأيته
يتيه فرشحه لكل عظيم‏

و إن تاه تياه سواه فإنه‏
يتيه لحمق أو يتيه للوم‏

لبعض الأموية أيضا-

أ لسنا بني مروان كيف تبدلت
بنا الحال أو دارت علينا الدوائر

إذا ولد المولود منا تهللت‏
له الأرض و اهتزت إليه المنابر

بعض التياهين-

أتيه على إنس البلاد و جنها
و لو لم أجد خلقا أتيه على نفسي‏

أتيه فلا أدري من التيه من أنا
سوى ما يقول الناس في و في جنسي‏

فإن زعموا أني من الإنس مثلهم
فما لي عيب غير أني من الإنس‏

بعض العلوية-

لقد نازعتنا من قريش عصابة
بمط خدود و امتداد أصابع‏

فلما تنازعنا الفخار قضى لنا
عليهم بما نهوى نداء الصوامع‏

ترانا سكوتا و الشهيد بفضلنا
عليهم أذان الناس في كل جامع‏

بأن رسول الله لا شك جدنا
و أن بنيه كالنجوم الطوالع‏

كان عمارة بن حمزة بن ميمون مولى بني العباس-  مثلا في التيه حتى قيل أتيه من عمارة-  و كان يتولى دواوين السفاح و المنصور-  و كان إذا أخطأ مضى على خطئه تكبرا عن الرجوع-  و يقول نقض و إبرام في حالة واحدة-  الإصرار على الخطإ أهون من ذلك و افتخرت أم سلمة المخزومية امرأة السفاح-  ذات ليلة بقومها على السفاح-  و بنو مخزوم يضرب بهم المثل في الكبر و التيه-  فقال أنا أحضرك الساعة على غير أهبة-  مولى من موالي ليس في أهلك مثله-  فأرسل إلى عمارة-  و أمر الرسول أن يعجله عن تغيير زيه-  فجاء على الحال التي وجده عليها الرسول-  في ثياب ممسكة مزررة بالذهب-  و قد غلف لحيته بالغالية حتى قامت-  فرمى إليه السفاح بمدهن ذهب مملوء غالية-  فلم يلتفت إليه و قال هل ترى لها في لحيته موضعا-  فأخرجت أم سلمة عقدا لها ثمينا-  و أمرت خادما أن يضعه بين يديه فقام و تركه-  فأمرت الخادم أن يتبعه به-  و يقول إنها تسألك قبوله فقال للخادم هو لك-  فانصرف بالعقد إليها-  فأعطت الخادم فكاكه عشرة آلاف دينار-  و استرجعته و عجبت من نفس عمارة-  و كان عمارة لا يذل للخلفاء و هم مواليه و يتيه عليهم- .

نظر رجل إلى المهدي و يده في يد عمارة و هما يمشيان-  فقال يا أمير المؤمنين‏ من هذا-  قال هذا أخي و ابن عمي عمارة بن حمزة-  فلما ولى الرجل ذكر المهدي الكلمة كالممازح لعمارة-  فقال عمارة و الله لقد انتظرت أن تقول-  مولاي فأنفض يدي من يدك فتبسم المهدي- .

و كان أبو الربيع الغنوي-  أعرابيا جافيا تياها شديد الكبر-  قال أبو العباس المبرد في الكامل-  فذكر الجاحظ أنه أتاه و معه رجل هاشمي-  قال فناديت أبو الربيع هنا-  فخرج إلي و هو يقول-  خرج إليك رجل أكرم الناس-  فلما رأى الهاشمي استحيا و قال-  أكرم الناس رديفا و أشرفهم حليفا-  أراد بذلك أبا مرثد الغنوي-  لأنه كان رديف رسول الله ص و حليف أبي بكر-  قال حدثنا ساعة ثم نهض الهاشمي-  فقلت له من خير الخلق-  قال الناس و الله قلت من خير الناس-  قال العرب و الله-  قلت فمن خير العرب قال مضر و الله-  قلت فمن خير مضر قال قيس و الله-  قلت فمن خير قيس قال يعصر و الله-  قلت فمن خير يعصر قال غني و الله-  قلت فمن خير غني قال المخاطب لك و الله-  قلت أ فأنت خير الناس قال إي و الله-  قلت أ يسرك أن تكون تحتك ابنة يزيد بن المهلب-  قال لا و الله-  قلت و لك ألف دينار قال لا و الله-  قلت فألفا دينار قال لا و الله-  قلت و لك الجنة قال فأطرق ثم قال-  على ألا تلد مني ثم أنشد-

تأبى ليعصر أعراق مهذبة
من أن تناسب قوما غير أكفاء

فإن يكن ذاك حتما لا مرد له‏
فاذكر حذيف فإني غير أباء

أراد حذيفة بن بدر الفزاري-  و كان سيد قيس في زمانه- . رأى عمر رجلا يمشي مرخيا يديه-  طارحا رجليه يتبختر-  فقال له دع هذه المشية فقال ما أطيق-  فجلده ثم خلاه فترك التبختر-  فقال عمر إذا لم أجلد في هذا ففيم أجلد-  فجاءه الرجل بعد ذلك فقال-  جزاك الله يا أمير المؤمنين خيرا-  إن كان إلا شيطانا سلط علي فأذهبه الله بك

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (400)

ضع فخرك، و احطط كبرك، و اذكر قبرك.

«فخرفروشى خود را كنار بگذار، كبر خود را از سر به درآر و گور خود را فرا ياد آر.»

درباره كبر و فخر و خودپسندى پيش از اين سخن گفته شد. ابن ابى الحديد نمونه ‏هاى ديگرى از آنچه در نكوهش فخر و به خود باليدن گفته شده است آورده است كه به ترجمه پاره ‏اى از آن بسنده مى ‏شود.

از جمله سفارشهاى پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به على عليه السّلام اين است كه «هيچ درويشى دشوارتر از نادانى نيست و هيچ غربت و تنهايى بدتر از به خود شيفتگى نيست.» به حكيمى گفته شد: آن چيزى كه اگر حق هم باشد، گفتن آن نكوهيده است چيست گفت: فخر كردن.

مردى به يكى از پسران ابو موسى اشعرى كه در راه رفتن خود مى‏ خراميد، نگريست و گفت: راه رفتن اين را مى‏ بينيد گويى پدر او عمرو عاص را گول زده است فرزدق هم شنيد كه ابو بردة اشعرى مى‏ گويد: چرا بر خود نبالم كه من پسر يكى از دو داورم. فرزدق گفت: يكى از آن دو احمق و ديگرى فاسق بود، پسر هر كدام كه مى‏ خواهى باش پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به ابودجانه نگريست كه ميان دو صف لشكرها مى‏ خراميد و با ناز حركت مى‏ كرد، فرمود: «اين گونه راه رفتن را خداوند جز در چنين جايى خوش نمى‏ دارد.»

چون اين سخن معاويه كه گفته بود اگر هاشمى بخشنده و اموى بردبار و عوّامى شجاع و مخزومى به خود بالنده نباشند، به نياكان خود شبيه نيستند، به اطلاع‏ حسن بن على عليهما السّلام رسيد، فرمود: به خدا سوگند در اين سخن خود نيت خير نداشته است، بلكه خواسته است بنى هاشم با اين وصفى كه از ايشان كرده است، آنچه در دست دارند ببخشند و نيازمند او شوند، و بنى عوّام دلير گردند و خود را به كشتن دهند و بنى مخزوم با ناز و غرور مورد نفرت قرار گيرند و بنى اميه بردبارى كنند تا مردم ايشان را دوست بدارند.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى