و من خطبه له علیه السّلام
القسم الأول
أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَ حِکْمَهٌ وَ رِضَاهُ أَمَانٌ وَ رَحْمَهُ- یَقْضِی بِعِلْمٍ وَ یَعْفُو بِحِلْمٍ- اللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلَى مَا تَأْخُذُ وَ تُعْطِی- وَ عَلَى مَا تُعَافِی وَ تَبْتَلِی- حَمْداً یَکُونُ أَرْضَى الْحَمْدِ لَکَ- وَ أَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْکَ وَ أَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَکَ- حَمْداً یَمْلَأُ مَا خَلَقْتَ وَ یَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ- حَمْداً لَا یُحْجَبُ عَنْکَ وَ لَا یُقْصَرُ دُونَکَ- حَمْداً لَا یَنْقَطِعُ عَدَدُهُ وَ لَا یَفْنَى مَدَدُهُ- فَلَسْنَا نَعْلَمُ کُنْهَ عَظَمَتِکَ- إِلَّا أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّکَ حَیٌّ قَیُّومُ- لَا تَأْخُذُکَ سِنَهٌ وَ لَا نَوْمٌ- لَمْ یَنْتَهِ إِلَیْکَ نَظَرٌ وَ لَمْ یُدْرِکْکَ بَصَرٌ- أَدْرَکْتَ الْأَبْصَارَ وَ أَحْصَیْتَ الْأَعْمَالَ- وَ أَخَذْتَ بِالنَّوَاصِی وَ الْأَقْدَامِ- وَ مَا الَّذِی نَرَى مِنْ خَلْقِکَ- وَ نَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِکَ- وَ نَصِفُهُ مِنْ عَظِیمِ سُلْطَانِکَ- وَ مَا تَغَیَّبَ عَنَّا مِنْهُ وَ قَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْهُ- وَ انْتَهَتْ عُقُولُنَا دُونَهُ- وَ حَالَتْ سُتُورُ الْغُیُوبِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ أَعْظَمُ- فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ وَ أَعْمَلَ فِکْرَهُ- لِیَعْلَمَ کَیْفَ أَقَمْتَ عَرْشَکَ وَ کَیْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَکَ- وَ کَیْفَ عَلَّقْتَ فِی الْهَوَاءِ سَمَاوَاتِکَ- وَ کَیْفَ مَدَدْتَ عَلَى مَوْرِ الْمَاءِ أَرْضَکَ رَجَعَ طَرْفُهُ حَسِیراً- وَ عَقْلُهُ مَبْهُوراً وَ سَمْعُهُ وَالِهاً وَ فِکْرُهُ حَائِراً
المعنى
أقول: أمره هو حکم قدرته الإلهیّه، و کونه قضاء کونه حکما لازما لا یردّ، و کونه حکمه کونه على وفق الحکمه الإلهیّه و انتظام الأکمل، و رضاه یعود إلى علمه بطاعه العبد له على وفق أمره و نهیه. و قوله: یقضی بعلم. إعاده لمعنى قوله: أمره قضاء و حکمه. یجری مجرى التفسیر له. و قوله: و یعفو بحلم. فالعفو یعود إلى الرضا بالطاعه بعد تقدّم الذنب، و إنّما یتحقّق العفو مع تحقّق القدره على العقاب. إذ العجز لا یسمّى عفوا فلذلک قال: یعفو بحلم. ثمّ عقّب بخطاب اللّه بالاعتراف بنعمته و الحمد له باعتبار ضروب من السرّاء و الضرّاء إشاره إلى حمده على کلّ حال و هی الأخذ و الإعطاء و العافیه و الابتلاء. ثمّ باعتبار کیفیّته و هو کونه أرضى الحمد للّه و أحبّه إلیه و أفضله عنده: أی أشدّه وقوعا على الوجه اللائق المناسب لعظمته. ثمّ باعتبار کمیّته و هو کونه یملأ ما خلق و یبلغ ما أراد کثره. ثمّ باعتبار غایته و هو کونه لا یحجب عنه و لا یقصر دونه. ثمّ باعتبار مادّته و هو کونه لا ینقطع عدده و لا یفنى مدده، و قد یکون التفصیل فی القول فی بعض المواضع أبلغ وقعا فی النفوس و ألذّ، و قد یکون الإجمال أو الاختصار أنفع و أبلغ. ثمّ شرع فی الاعتراف بالعجز عن إدراک کنه عظمته، و فی بیان وجه معرفته الممکنه للخلق، و هی إمّا بالصفات الحقیقیّه أو الاعتبارات السلبیّه أو الإضافیّه. و أشار إلى الاعتبارات الثلاثه فکونه حیّا قیّوما إشاره إلى الصفات الحقیقیّه. و قد عرفت أنّهما یستلزمان الوجود. إذ کلّ حىّ موجود و القیّوم هو القائم بذاته المقیم لغیره و کلّ قائم بذاته فهو موجود واجب الوجود، و کونه لا تأخذه سنه و لا نوم و لا ینتهی إلیه نظر عقلیّ أو بصریّ و لا یدرکه بصر اعتبارات سلبیّه، و کونه مدرکا للأبصار محصیا للأعمال آخذا بالنواصی و الأقدام: أى محیط القدره بها. اعتبارات إضافیّه. ثمّ عاد إلى استحقار ما عدّده ممّا أدرکه بالنسبه إلى ما لم یدرکه من عظیم ملکوته، و ما فی قوله: و ما الّذی. استفهامیّه على سبیل الاستحقار لما استفهم عنه، و ما الثانیه فی قوله: و ما یغیب عنّا منه. بمعنى الّذی محلّها الرفع بالابتداء و خبره أعظم، و الواو فیها للحال. ثمّ عقّب بالحکم على من فرّغ قلبه و أعمل فکره لیصل إلى کنه معرفته و علم کیفیّه نظامه للعالم الأعلى و الأسفل برجوع کلّ من آلات إدراکه حسیرا مقهورا عن إدراک ما کلّفه من ذلک. و قد سبقت الإشاره إلى براهین هذه الأحکام غیر مرّه. و باللّه التوفیق.
القسم الثانی منها:
یَدَّعِی بِزَعْمِهِ أَنَّهُ یَرْجُو اللَّهَ کَذَبَ وَ الْعَظِیمِ- مَا بَالُهُ لَا یَتَبَیَّنُ رَجَاؤُهُ فِی عَمَلِهِ- فَکُلُّ مَنْ رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُهُ فِی عَمَلِهِ- وَ کُلُّ رَجَاءٍ إِلَّا رَجَاءَ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَدْخُولٌ- وَ کُلُّ خَوْفٍ مُحَقَّقٌ إِلَّا خَوْفَ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَعْلُولٌ- یَرْجُو اللَّهَ فِی الْکَبِیرِ وَ یَرْجُو الْعِبَادَ فِی الصَّغِیرِ- فَیُعْطِی الْعَبْدَ مَا لَا یُعْطِی الرَّبَّ- فَمَا بَالُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یُقَصَّرُ بِهِ عَمَّا یُصْنَعُ بِهِ لِعِبَادِهِ- أَ تَخَافُ أَنْ تَکُونَ فِی رَجَائِکَ لَهُ کَاذِباً- أَوْ تَکُونَ لَا تَرَاهُ لِلرَّجَاءِ مَوْضِعاً- وَ کَذَلِکَ إِنْ هُوَ خَافَ عَبْداً مِنْ عَبِیدِهِ- أَعْطَاهُ مِنْ خَوْفِهِ مَا لَا یُعْطِی رَبَّهُ- فَجَعَلَ خَوْفَهُ مِنَ الْعِبَادِ نَقْداً- وَ خَوْفَهُ مِنْ خَالِقِهِ ضِمَاراً وَ وَعْداً- وَ کَذَلِکَ مَنْ عَظُمَتِ الدُّنْیَا فِی عَیْنِهِ- وَ کَبُرَ مَوْقِعُهَا مِنْ قَلْبِهِ آثَرَهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى- فَانْقَطَعَ إِلَیْهَا وَ صَارَ عَبْداً لَهَا وَ لَقَدْ کَانَ فِی رَسُولِ اللَّهِ ص کَافٍ لَکَ فِی الْأُسْوَهِ- وَ دَلِیلٌ لَکَ عَلَى ذَمِّ الدُّنْیَا وَ عَیْبِهَا- وَ کَثْرَهِ مَخَازِیهَا وَ مَسَاوِیهَا- إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا وَ وُطِّئَتْ لِغَیْرِهِ أَکْنَافُهَا- وَ فُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا وَ زُوِیَ عَنْ زَخَارِفِهَا- وَ إِنْ شِئْتَ ثَنَّیْتُ بِمُوسَى کَلِیمِ اللَّهِ ص إِذْ یَقُولُ- رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ- وَ اللَّهِ مَا سَأَلَهُ إِلَّا خُبْزاً یَأْکُلُهُ- لِأَنَّهُ کَانَ یَأْکُلُ بَقْلَهَ الْأَرْضِ- وَ لَقَدْ کَانَتْ خُضْرَهُ الْبَقْلِ تُرَى مِنْ شَفِیفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ- لِهُزَالِهِ وَ تَشَذُّبِ لَحْمِهِ وَ إِنْ شِئْتَ ثَلَّثْتُ بِدَاوُدَ ص صَاحِبِ الْمَزَامِیرِ- وَ قَارِئِ أَهْلِ الْجَنَّهِ- فَلَقَدْ کَانَ یَعْمَلُ سَفَائِفَ الْخُوصِ بِیَدِهِ- وَ یَقُولُ لِجُلَسَائِهِ أَیُّکُمْ یَکْفِینِی بَیْعَهَا- وَ یَأْکُلُ قُرْصَ الشَّعِیرِ مِنْ ثَمَنِهَا وَ إِنْ شِئْتَ قُلْتُ فِی عِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ ع- فَلَقَدْ کَانَ یَتَوَسَّدُ الْحَجَرَ- وَ یَلْبَسُ الْخَشِنَ وَ یَأْکُلُ الْجَشِبَ- وَ کَانَ إِدَامُهُ الْجُوعَ وَ سِرَاجُهُ بِاللَّیْلِ الْقَمَرَ- وَ ظِلَالُهُ فِی الشِّتَاءِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا- وَ فَاکِهَتُهُ وَ رَیْحَانُهُ مَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ لِلْبَهَائِمِ- وَ لَمْ تَکُنْ لَهُ زَوْجَهٌ تَفْتِنُهُ وَ لَا وَلَدٌ یَحْزُنُهُ- وَ لَا مَالٌ یَلْفِتُهُ وَ لَا طَمَعٌ یُذِلُّهُ- دَابَّتُهُ رِجْلَاهُ وَ خَادِمُهُ یَدَاهُ فَتَأَسَّ بِنَبِیِّکَ الْأَطْیَبِ الْأَطْهَرِ ص- فَإِنَّ فِیهِ أُسْوَهً لِمَنْ تَأَسَّى وَ عَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى- وَ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ الْمُتَأَسِّی بِنَبِیِّهِ- وَ الْمُقْتَصُّ لِأَثَرِهِ- قَضَمَ الدُّنْیَا قَضْماً وَ لَمْ یُعِرْهَا طَرْفاً- أَهْضَمُ أَهْلِ ال
ِ الدُّنْیَا کَشْحاً- وَ أَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْیَا بَطْناً- عُرِضَتْ عَلَیْهِ الدُّنْیَا فَأَبَى أَنْ یَقْبَلَهَا- وَ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَیْئاً فَأَبْغَضَهُ- وَ حَقَّرَ شَیْئاً فَحَقَّرَهُ وَ صَغَّرَ شَیْئاً فَصَغَّرَهُ- وَ لَوْ لَمْ یَکُنْ فِینَا إِلَّا حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ- وَ تَعْظِیمُنَا مَا صَغَّرَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ- لَکَفَى بِهِ شِقَاقاً لِلَّهِ وَ مُحَادَّهً عَنْ أَمْرِ اللَّهِ- وَ لَقَدْ کَانَ ص یَأْکُلُ عَلَى الْأَرْضِ- وَ یَجْلِسُ جِلْسَهَ الْعَبْدِ وَ یَخْصِفُ بِیَدِهِ نَعْلَهُ- وَ یَرْقَعُ بِیَدِهِ ثَوْبَهُ وَ یَرْکَبُ الْحِمَارَ الْعَارِیَ- وَ یُرْدِفُ خَلْفَهُ- وَ یَکُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِ بَیْتِهِ فَتَکُونُ فِیهِ التَّصَاوِیرُ فَیَقُولُ- یَا فُلَانَهُ لِإِحْدَى أَزْوَاجِهِ غَیِّبِیهِ عَنِّی- فَإِنِّی إِذَا نَظَرْتُ إِلَیْهِ ذَکَرْتُ الدُّنْیَا وَ زَخَارِفَهَا- فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْیَا بِقَلْبِهِ وَ أَمَاتَ ذِکْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ- وَ أَحَبَّ أَنْ تَغِیبَ زِینَتُهَا عَنْ عَیْنِهِ- لِکَیْلَا یَتَّخِذَ مِنْهَا رِیَاشاً وَ لَا یَعْتَقِدَهَا قَرَاراً- وَ لَا یَرْجُوَ فِیهَا مُقَاماً فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ- وَ أَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ وَ غَیَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ- وَ کَذَلِکَ مَنْ أَبْغَضَ شَیْئاً أَبْغَضَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیْهِ- وَ أَنْ یُذْکَرَ عِنْدَهُ- وَ لَقَدْ کَانَ فِی رَسُولِ اللَّهِ ص- مَا یَدُلُّکُ عَلَى مَسَاوِئِ الدُّنْیَا وَ عُیُوبِهَا- إِذْ جَاعَ فِیهَا مَعَ خَاصَّتِهِ- وَ زُوِیَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِیمِ زُلْفَتِهِ- فَلْیَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ- أَکْرَمَ اللَّهُ مُحَمَّداً بِذَلِکَ أَمْ أَهَانَهُ- فَإِنْ قَالَ أَهَانَهُ فَقَدْ کَذَبَ وَ اللَّهِ الْعَظِیمِ بِالْإِفْکِ الْعَظِیمِ- وَ إِنْ قَالَ أَکْرَمَهُ- فَلْیَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهَانَ غَیْرَهُ حَیْثُ بَسَطَ الدُّنْیَا لَهُ- وَ زَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ- فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِیِّهِ- وَ اقْتَصَّ أَثَرَهُ وَ وَلَجَ مَوْلِجَهُ- وَ إِلَّا فَلَا یَأْمَنِ الْهَلَکَهَ- فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ مُحَمَّداً ص عَلَماً لِلسَّاعَهِ- وَ مُبَشِّراً بِالْجَنَّهِ وَ مُنْذِراً بِالْعُقُوبَهِ- خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا خَمِیصاً وَ وَرَدَ الْآخِرَهَ سَلِیماً- لَمْ یَضَعْ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ- حَتَّى مَضَى لِسَبِیلِهِ وَ أَجَابَ دَاعِیَ رَبِّهِ- فَمَا أَعْظَمَ مِنَّهَ اللَّهِ عِنْدَنَا- حِینَ أَنْعَمَ عَلَیْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ وَ قَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ- وَ اللَّهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِی هَذِهِ حَتَّى اسْتَحْیَیْتُ مِنْ رَاقِعِهَا- وَ لَقَدْ قَالَ لِی قَائِلٌ أَ لَا تَنْبِذُهَا عَنْکَ- فَقُلْتُ اغْرُبْ عَنِّی فَعِنْدَ الصَّبَاحِ یَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى
اللغه
أقول: المدخول: الّذی فیه شبهه و ریبه، و کذلک المعلول: الغیر الخالص.
و الضمار: الّذی لا یرجى من الموعود.
و المقتصّ للأثر: أى المتّبع له.
و القضم: الأکل بأدنى الفم.
و الهضیم: الخمیص لقلّه الأکل.
و المحادّه: المعاداه.
و الریاش: الزینه.
و المدرعه. الدرّاعه.
و أغرب: أى تباعد.
المعنى
و مساق الکلام یقتضی ذمّ من یدّعى رجاء اللّه و لا یعمل له و تنبیه أنّ رجائه لیس بخالص بتکذیبه و بیان تقصیره فی العمل.
فقوله: یدّعی بزعمه أنّه یرجو اللّه. ذکر صوره الدعوى الحالیّه أو المقالیّه. و قوله: کذب و العظیم. ردّ لتلک الدعوى مؤکّدا بالقسم البارّ، و إنّما قال: و العظیم دون اللّه لأنّ ذکر العظمه هنا أنسب للرجاء. و قوله: ما باله. إلى قوله: عرف رجاءه فی عمله. قیاس من الشکل الثانی بیّن فیه أنّه غیر راج. و تلخیصه أنّ هذا المدّعی للرجاء غیر راج، و مراده الرجاء التامّ الّذی یجتهد فی العمل له و لذلک قال: إلّا رجاء اللّه فإنّه مدخول فنبّه بأنّ فیه رخلا على وجوده إلّا أنّه غیر خالص، و بیان الدلیل أنّ کلّ من رجا أمرا من سلطان أو غیره فإنّه یخدمه بخدمته التامّه و یبالغ فی طلب رضاه و یکون عمله له بقدر قوّه رجائه له و خلوصه، و یرى هذا المدّعى للرجاء غیر عامل فیستدلّ بتقصیره فی الأعمال الدینیّه على عدم رجائه الخالص فی اللّه، و کذلک قوله: و کلّ خوف محقّق إلّا خوف اللّه فإنّه معلول. توبیخ للسامعین فی رجاء اللّه تعالى مع تقصیرهم فی الأعمال الدینیّه، و تقدیر الاستثناء الأوّل مع المستثنى منه: و کلّ رجاء لراج یعرف فی عمله أى یعرف خلوص رجائه فیما یرجوه إلّا رجاء الراجی للّه فإنّه غیر خالص. و روى و کلّ رجاء إلّا رجاء اللّه فإنّه مدخول، و التقدیر و کلّ رجاء محقّق أو خالص. لتطابق الکلّیّتین على مساق واحد، و ینبّه على الاضمار فی الکلّیّه الاولى قوله فی الثانیه: محقّق. فإنّه تفسیر المضمر هناک.
و قوله: یرجو اللّه فی الکبیر. إلى قوله: یعطى الربّ. فی قوّه قیاس ضمیر صغراه قوله: یرجو. إلى قوله: الصغیر، و تقدیر کبراه و کلّ من کان کذلک فینبغی أن یعطى اللّه الّذی هو ربّه من رجائه و العمل له ما لا یعطى المخلوقین و الّذین هم عباده، و الصغرى مسلّمه، فإنّ الحسّ یشهد بأکثریّه أعمال الخلق لما یرجوه بعضهم من بعض بالنسبه إلى أعمالهم لما یرجونه من اللّه تعالى، و أمّا الکبرى فبیانها أنّ المقرّر فی الفطر أنّ المرجوّ الکبیر یستدعی ما یناسبه ممّا هو وسیله إلیه کمیّه و کیفیّه. و قوله: فیعطى العبد ما لا یعطى الربّ. نقض للکبرى. و قوله: فما بال اللّه. إلى قوله: لعباده. توبیخ و تشنیع على من یخالف العمل بالنتیجه المذکوره. و قوله: أ تخاف. إلى قوله: موضعا. استفسار عن علّه التفسیر المذکور فی الرجاء للّه و العمل له بالنسبه إلى رجاء العباد و العمل لهم استفسارا على سبیل الإنکار و تقریعا على ما عساه یدّعى من إحدى العلّتین المذکورتین و هما خوف الکذب فی رجاء اللّه أو ظنّه غیر أهل للرجاء. و الأمر الأوّل خطاء عظیم لزم عن التقصیر فی معرفه اللّه، و الثانی کفر صراح، و إنّما خصّص هاتین العلّتین بالذکر لأنّهما المشهورتان فی عدم رجاء الخلق بعضهم لبعض أو ضعفه، و انتفاؤهما فی حقّ اللّه تعالى ظاهر فإنّه تعالى الغنیّ المطلق الّذی لا بخل فیه و لا منع من جهته فإنّ العبد إذا استعدّ بقوّه الرجاء له و العمل لما یرجوه منه و حببت إفاضه الجود علیه ما یرجوه فلا یکذب رجاؤه و هو اللّه تعالى الموضع التامّ له. و قوله: و کذلک إن هو خاف. إلى قوله: یعطی ربّه. قیاس ضمیر استثنائیّ بیّن فیه قصور خوف الخائف من اللّه بالنسبه إلى خوفه من بعض عبیده، و الضّمیر فی عبیده للّه، و فی خوفه للخائف. و یحتمل عوده إلى العبد. و الملازمه فی الشرطیّه ظاهره، و کبرى القیاس استثناء غیر المقدّم لینتج عین التالى. و قوله: فجعل. إلى قوله: وعداً. توبیخ و تشنیع على من لزمه ذلک الاحتجاج و أنّه من القبیح المشهور المذکور أنّ یجعل الإنسان خوفه من عبد مثله نقدا حاضرا و خوفه من خالقه وعداً غیر حاضر.
و قوله: و کذلک من عظمت الدنیا. إلى آخره.
إشاره إلى علّه إیثار الناس للحیاه الدنیا على ما عند اللّه ممّا وعد به و انقطاعهم إلیها و صیرورتهم عبیدا لها
و ذکر جزء العلّه القریبه و هی عظمه الدنیا فی أعینهم، و تمام هذه العلّه حقاره ما تصوّروه من الوعد الاخروىّ بالنسبه إلى الدنیا، و علّه هذه العلّه میلهم للذّات العاجله کما هی، و غیبوبه اللذّات الموعوده و تصوّرها الضعیف بحسب الوصف، الّذی غایته أن یوجب فی أذهانهم مشابهه ما وعدوا به لما حضر لهم الآن. فلذلک کانت العاجله أعظم فی نفوسهم و أکبر وقعا فی قلوبهم، و لذلک آثروها و انقطعوا إلیها فاستعبدتهم. و غایه هذا التوبیخ التنفیر عن الدنیا و الجذب عنها إلى الرغبه فیما وعد اللّه، و لذلک عقّب بالتنبیه على ترک الدنیا من الرسول صلّى اللّه علیه و آله و سلّم و سایر الأنبیاء و المرسلین الّذین هم القدوه للخلق و إعراضهم عنها، و على کونهم محلّ الاسوه الکافیه لهم فی ذلک و هو کقوله تعالى «لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَهٌ حَسَنَهٌ»«» الآیه، و الدلیل التامّ على ذمّها و عیبها و کثره مساویها و مخازیها. و أشار بقوله: إذ قبضت عنه أطرافها. إلى مقدّمه من مقدّمات الدلیل على حقارتها و خبثها و ذلک إلى قوله: و خادمه یداه. و قبض أطرافها عنه کنایه عن منعها عنه بالکلّیّه لعدم استعداده لها و قبوله إیّاها، و توطیه جوانبها لغیره کنایه عن إعطائه إیّاها و تذلیلها له کالملوک. و استعار لفظ الفطم لمنعه منها، و کذلک لفظ الرضاع لها ملاحظه لمشابهتها للامّ و له بالابن، و وجه المشابهه ظاهر. و الّذی ذکره علیه السّلام: و اللّه ما سأله إلّا خبزا. هو تفسیر الآیه کما نقله المفسّرون أیضا، و صفاق بطنه: هو الجلد الباطن. و شفیفه: ما رقّ منه فلم یحجب البصر عن إدراک ما رآه. و تشذّب لحمه: تفرّقه. و استعار لفظ المزامیر لأصوات داود علیه السّلام و لفظ الإدام للجوع، و السراج للقمر، و الظلال لمشارق الأرض و مغاربها، و الفاکهه و الریحان لما تنبت الأرض، و الدابّه للرجلین، و الخادم للیدین. و وجه الاولى مشارکه صوته علیه السّلام للمزمار و هی الآله الّتی یزمّر بها فی الحسّ روى أنّ الوحش و الطیر کانت تقع علیه حال القراءه فی محرابه لاستغراقها فی لذّه صوته و نغمته، و وجه الثانیه قیام بدنه علیه السّلام بالجوع کقیامه بالإدام، و وجه الثالثه مشارکه القمر للسراج فی الضوء، و وجه الرابعه استتاره عن البرد بالمشارق و المغارب کاستتاره بالظلال، و وجه الخامسه التذاذ ذوقه و شمّه بما تنبت الأرض کما یلتذّ غیره بالفاکهه و الریحان، و وجه السادسه و السابعه قیام انتفاعه برجلیه و یدیه کقیامه بالدابّه و الخادم. و بالجمله فحال الأنبیاء المذکورین- سلام اللّه علیهم أجمعین- فی التقشّف و ترک الدنیا و الإعراض عنها ظاهر معلوم بالتواتر، و أمّا کون داود قارى أهل الجنّه- کما ورد فی الخبر- فلأنّ کلّ أمر حسن ینسب إلى الجنّه فی العرف أو لأنّه مع حسنه جاذب إلى الجنّه وداع إلى اللّه تعالى. و لمّا وصف حالهم عاد إلى الأمر بالتأسّی بالرسول صلّى اللّه علیه و آله و سلّم لأنّهم المأمورون بوجوب الاقتداء به مطلقا و فیه الاسوه الکافیه لمن تأسّى به و لأنّه أقرب عهدا ممّن سبق، و حثّ على التأسی به بکون المتأسّی به المقتصّ لأثره أحبّ العباد إلى اللّه، و ذلک من قوله تعالى «قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ»«» ثمّ عاد إلى اقتصاص من حاله صلّى اللّه علیه و آله و سلّم فی ترک الدنیا و الاقتصار منها على قدر الضروره لیتبیّن ما یکون فیه التأسی به، و کنّى عن ذلک بقضمها. ثمّ کنّى عن عدم التفاته لها بعدم إعادتها طرفه، و عن کونه أقلّ الناس شبعا فیها و التفاتا إلى مأکلها و مشربها بکونه أخمصهم خاصره و بطنا. روى عنه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم: أنّه کان إذا اشتدّ جوعه یربط حجرا على بطنه و یسمّیه المشبّع مع ملکه قطعه واسعه من الدنیا، و روى: أنّه ما شبع آل محمّد من لحم قطّ، و أنّ فاطمه و بعلها و بنیها کانوا یصومون على أقراص من الشعیر کانوا یعدّونها لإفطارهم و ربّما آثروا بها السائلین و طووا. روى أنّهم فعلوا ذلک ثلاث لیال طووا فی أیّامها حتّى کان ذلک سبب نزول سوره هل أتى فی حقّهم کما هو المشهور فی التفاسیر، و أمّا قوله: و عرضت علیه فأبى أن یقبلها فکما روى [ورد خ] عنه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم أنّه قال: عرضت علىّ کنوز الأرض و رفعت إلىّ مفاتیح خزائنها فکرهتها و اخترت الدار الآخره.
الإشاره إلى أن الدنیا لأولیاءه دارا لحقارتها بالقیاس إلى ما أعده لهم فی الآخره
و قوله: و علم أنّ اللّه أبغض شیئا. إلى قوله: فصغّر. فبغض اللّه لها عدم إرادتها لأولیائه دارا، أو إشاره إلى أنّها مقصود وجودها بالعرض و تحقیرها و تصغیرها بالقیاس إلى ما أعدّ لهم فی الآخره. ثمّ نفرّ عن محبّتها بعد أن أشار إلى بغض اللّه لها و تصغیره إیّاها بجمله اعتراضیّه یتلخّص منها قیاس هکذا: أقلّ معایبنا محبّتنا لما أبغض اللّه و تعظیمنا لما صغّر و کلّ محبّه و تعظیم کذلک فکفى به شقاقا له و محادّه عن أمره. فینتج أنّ أقلّ ما فینا من المعایب یکفینا فی مشاقّه اللّه و محادّته. ثمّ أردف ذلک بتمام أوصافه فی ترک الدنیا و التکلّف لها.
فقوله: و لقد کان صلّى اللّه علیه و آله و سلّم یأکل على الأرض و یجلس جلسه العبد. کما روى عنه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم أنّه قال: إنّما أنا عبد آکل أکل العبید، و أجلس جلسه العبید. و غایه ذلک هو التواضع، و کذلک غایه خصف نعله بیده و ترقیع ثوبه بیده و رکوبه للحمار العارى و إردافه خلفه، و أمّا أمره بتغییب التصاویر فمحافظه من حرکه الوسواس الخنّاس، و کما أنّ الأنبیاء علیهم السّلام کانوا کاسرین للنفس الأمّاره بالسوء و قاهرین لشیاطینهم کانوا أیضا محتاجین إلى مراعاتهم و مراقبتهم و تفقّد أحوال نفوسهم فی کلّ لحظه و طرفه فإنّها کاللصوص المخادعین للنفوس المطمئنّه، مهما ترکت و غفل عن قهرها و التحفّظ منها عادت إلى طباعها. و قوله: فأعرض عن الدنیا بقلبه. إلى قوله: و أن یذکر عنده. إشاره إلى الزهد الحقیقیّ و هو حذف الموانع الداخله النفسیّه عن النفس.
و ما قبله من الأوصاف إشاره إلى زهده الظاهرىّ و هو حذف الموانع الخارجیّه عنه. ثمّ عاد إلى التذکیر بالمقدّمه السابقه للدلیل على حقاره الدنیا و خبثها فأعاد ذکر جوعه هو و خاصّه من أهل بیته مع عظیم زلفته و رفعه منزلته عند اللّه و إزوائها عنه، و لمّا ذکر تلک المقدّمه شرع فی الاستدلال بقوله: فلینظر ناظر. إلى قوله: أقرب الناس إلیه و هو بقیاس شرطىّ متّصل مقدّمه حملیّه و تالیه قضیّه شرطیّه منفصله و تلخیصه: إذا کان محمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلّم جاع فی الدنیا مع خاصّته و زوى اللّه عنه زخارفها مع عظیم زلفته عنده فلا یخلو فعله بذلک إمّا أن یکون إکراما له أو إهانه و القسم الثانی ظاهر البطلان إذ ثبت أنّه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم أخصّ خواصّ اللّه، و إذا کان أحقر ملک فی الدنیا لا یقصد بأحد من خاصّته إذا کان مطیعا له الإهانه فکیف یصدر ذلک من جبّار الجبابره و مالک الدنیا و الآخره حکیم الحکماء و رحیم الرحماء فی حقّ أحقّ خواصّه و أشدّهم طاعه له، و لأجل وضوح ذلک اقتصر على تکذیب من قال به و أکّده بالقسم البارّ، و أمّا القسم الأوّل و هو أنّه أکرمه بذلک فمن المعلوم أنّ الشیء إذا کان عدمه إکراما و کمالا کان وجوده نقصا و إهانه فکان وجود الدنیا فی حقّ غیره صلّى اللّه علیه و آله و سلّم و إزوائها عنه مع قرب منزلته إهانه لذلک الغیر و ذلک یستلزم حقارتها و یبعث العاقل على النفار عنها. ثمّ عاد إلى الأمر بالتأسّی به صلّى اللّه علیه و آله و سلّم فی ترک الدنیا تأکیدا لما سبق بعد بیان وجوه التأسى و هو أمر فی صوره الخبر مع زیاده تنبیه على أنّ المیل إلیها یحلّ الهلکه فمن لم یتأسّ بالنبیّ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم فی أحواله فی الدنیا و خالفه فی المیل إلى شیء منها لم یأمن الهلکه.
إذ قد عرفت أن حبّ الدنیا رأس کلّ خطیئه و هی الجاذبه عن درجات دار النعیم إلى درکات دار الجحیم. و قوله: فإنّ اللّه جعل محمّداً إلى قوله: داعى ربّه. صوره احتجاج على قوله: و إلّا فلا یأمن الهلکه. و تقریره أنّ اللّه تعالى جعله علما للساعه و أماره على قربها و مبشّرا بالجنّه و منذرا بالعقوبه و اطّلعه على أحوال الآخره ثمّ خرج من الدنیا بهذه الأحوال المعدوده المستلزمه للنفار عنها و الغض لها و الحذر منها فلو لم یکن الرکون إلیها و ارتکاب أضداد هذه الأحوال منها مظنّه الهلکه لما نفر النبیّ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم عنها و یرکن إلیها لکنّه نفر عنها فکانت مظنّه الهلکه فوجب التأسّی به فی نفاره عنها و إلّا لم یأمن غیر المتأسّى به الهلکه فیها.
و روى علما للساعه بکسر العین و هو مجاز إطلاقا لاسم المسبّب على السبب. إذ هو صلّى اللّه علیه و آله و سلّم سبب للعلم بالساعه، و کنّى بوضع الحجر على الحجر عن البناء. ثمّ عقّب بتعظیم منّه اللّه تعالى على الناس حین أنعم علیهم به سلفا یتّبعونه و قائدا یقتفون أثره، و أردف ذلک بذکر بعض أحواله الّتی تأسّى به علیه السّلام فیها من ترک الدنیا و الإعراض عن الاستمتاع بها إلى غایه ترقیع مدرعته حتّى استحیا من راقعها و قول من قال له: ألا تنبذها و تلقیها و جوابه الحسن. و قوله: فعند الصباح یحمد القوم السرى. مثل یضرب لمحتمل المشقّه لیصل إلى الراحه فأصله أنّ القوم یسیرون فی اللیل فیحمدون عاقبه ذلک بقرب المنزل إذا أصبحوا. و مطابقه الصباح لمفارقه النفس البدن أو لإعراضها عنه و اتّصالها بالملأ الأعلى بسبب تلک الریاضه الکامله و إشراق أنوار العالم العلوىّ علیها الّتی عنده تحمد عواقب الصبر على مکاره الدنیا و ترک لذّاتها و معاناه شدائدها مطابقه ظاهره واقعه موقعها، و روى أنّه سئل علیه السّلام لم رقعت قمیصک فقال: یخشع لها القلب و یقتدى بها المؤمنون. و ممّا نقل فی زهده علیه السّلام ما رواه أحمد فی مسنده عن أبی النور الحوّام بالکوفه قال: جاءنی علیّ بن أبی طالب علیه السّلام إلى السوق و معه غلام له و هو خلیفه فاشترى منّی قمیصین و قال لغلامه: اختر أیّهما شئت فأخذ أحدهما و أخذ علىّ الآخر. ثمّ لبسه و مدّ یده فوجد کمّه افاضله فقال: اقطع الفاضل فقطعه، ثمّ کفّه و ذهب، و روى أحمد أیضا قال: لما أرسل عثمان إلى علیّ وجدوه مؤتزرا بعباءه محتجرا بعقال و هو یهنأ بعیرا له: أى یمسحه بالقطران و هو الهناء والاخبار فى ذلک کثیره و بالله التوفیق.
شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۳ ، صفحهى ۲۷۷
بازدیدها: ۱۶