google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
80-100 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 91 شرح ابن میثم بحرانی

و من خطبة له عليه السّلام

القسم الأول
فَتَبَارَكَ اللَّهُ الَّذِي لَا يَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ- وَ لَا يَنَالُهُ حَدْسُ الْفِطَنِ- الْأَوَّلُ الَّذِي لَا غَايَةَ لَهُ فَيَنْتَهِي- وَ لَا آخِرَ لَهُ فَيَنْقَضِيَ

المعنى
أقول: تبارك: قيل: مشتقّ من البروك المستلزم للمقام في موضع واحد و الثبات فيه، و قيل: من البركة و هو الزيادة، و بالاعتبار الأوّل يكون إشارة إلى عظمته باعتبار دوام بقائه و استحقاقه قدم الوجود لذاته و بقاء وجوده لا عن استفتاح و لا إلى انقطاع، و بالاعتبار الثاني إشارة إلى فضله و إحسانه و لطفه و هدايته و وجوه الثناء عليه.

و قوله: الّذى لا يبلغه بعد الهمم و لا يناله حدس الفطن.
 كقوله فى صدر الخطبة الاولى لا يدركه بعد الهمم و لا يناله غوص الفطن إلّا أنّه أبدل الغوص هنا بالحدس: و الحدس في اللغة الظنّ، و في اصطلاح العلماء لمّا كان الفكر عبارة عن حركة الذهن منتقلا من المطالب إلى المبادي‏ء ثمّ منها إلى المطالب كان الحدس عبارة عن جودة هذه الحركة إلى اقتناص الحدّ الأوسط من غير طلب و تجشّم كلفة، و هو مقول بحسب التشكيك، و هو بجميع اعتباراته و بأعلى رتبته قاصر عن تناول ذات الحقّ تعالى كما سبق.

و قوله: الأوّل. إلى آخره.
و قد مرّ تفسير أوّليّته و آخريّته غير مرّة. و باللّه التوفيق.

القسم الثاني
فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِي أَفْضَلِ مُسْتَوْدَعٍ- وَ أَقَرَّهُمْ فِي خَيْرِ مُسْتَقَرٍّ- تَنَاسَخَتْهُمْ كَرَائِمُ الْأَصْلَابِ إِلَى مُطَهَّرَاتِ الْأَرْحَامِ- كُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ سَلَفٌ- قَامَ مِنْهُمْ بِدِينِ اللَّهِ خَلَفٌ- حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ ص- فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً- وَ أَعَزِّ الْأَرُومَاتِ مَغْرِساً- مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ- وَ انْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ- وَ أُسْرَتُهُ خَيْرُ الْأُسَرِ وَ شَجَرَتُهُ خَيْرُ الشَّجَرِ- نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ وَ بَسَقَتْ فِي كَرَمٍ- لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ وَ ثَمَرٌ لَا يُنَالُ- فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اتَّقَى وَ بَصِيرَةُ مَنِ اهْتَدَى- سِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ وَ شِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ- وَ زَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ سِيرَتُهُ الْقَصْدُ- وَ سُنَّتُهُ الرُّشْدُ وَ كَلَامُهُ الْفَصْلُ وَ حُكْمُهُ الْعَدْلُ- أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ- وَ هَفْوَةٍ عَنِ الْعَمَلِ وَ غَبَاوَةٍ مِنَ الْأُمَمِ اعْمَلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى أَعْلَامٍ بَيِّنَةٍ- فَالطَّرِيقُ نَهْجٌ يَدْعُوا إِلى‏ دارِ السَّلامِ- وَ أَنْتُمْ فِي دَارِ مُسْتَعْتَبٍ عَلَى مَهَلٍ وَ فَرَاغٍ- وَ الصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ- وَ الْأَقْلَامُ جَارِيَةٌ- وَ الْأَبْدَانُ صَحِيحَةٌ- وَ الْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ- وَ التَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ- وَ الْأَعْمَالُ مَقْبُولَةٌ

اللغة

أقول: النسخ: النقل. و أفضت: انتهت. و الارومة: الأصل. و الصدع: الشقّ. و عترة الرجل: نسله و رهطه الأدنون. و اسرته: قومه: و بسقت: طالت، و الزند: العود الأعلى يقدح به. و نهج: واضح.

المعنى

و قوله، و استودعهم. إلى قوله: خلف.
إشارة إلى الأنبياء عليهم السّلام القائمين بدين اللّه. و اعلم أنّ دين اللّه واحد بعثت جميع الأنبياء لتسليك الخلق إيّاه و له أصل و فروع فأصله الطريق إلى معرفته، و الاستكمال بها، و جماع مكارم الأخلاق، و نظام أمر الخلق في معاشهم و معادهم و هذه الامور هى المراه من الشرع و هو أصل لا يخالف فيه نبىّ نبيّا. فأمّا الاختلاف الواقعة في الشرائع فهى امور جزئيّة بحسب مصالح جزئيّة يتعلّق بوقت الرسول المعيّن و حال الخلق المرسل إليهم يوقع عليها ذلك الأصل، و تكون كالمشخّصات له و العوارض الّتى يختلف بها الطبيعة الواحدة النوعيّة. و أفضل مستودع استودعهم فيه حظائر قدسه و منازل ملائكته و هو خير مستقرّ أقرّهم فيه و محلّ كرامته فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ و تناسخ الأصلاب لهم إلى مطهّرات الأرحام نقلهم إليها نطفا، و كرائم الأصلاب: ما كرم منها و حقّ لأصلاب سمحت بمثلهم أن توصف بالكرم. و مطهّرات الأرحام: ما طهر منها و حقّ لما استعدّ منها الإنتاج مثل هذه الأمزجة و قبولها أن تكون طاهرة من كدر الفساد. و الشيعة يطهّرون اصول الأنبياء من طرف الآباء و الامّهات عن الشرك و نحوه قول الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم: نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكيّة. و يحتمل أن يريد بأفضل مستودع و خير مستقرّ في مبدئهم أصلاب الآباء و أرحام الامّهات و يكون قوله: تناسختهم تفسيرا له و بيانا.

و قوله: كلّما مضى منهم سلف قام بدين اللّه منهم خلف.
إشارة إلى ضرورة وجود الأنبياء عند الحاجة إليهم على التعاقب، و قد سبقت الإشارة إليه.

و قوله: حتّى أفضت كرامة اللّه إلى محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم. إلى قوله: امناءه.
 إشارة إلى غاية سلسلة الأنبياء عليهم السّلام، و كنّى بكرامة اللّه عن النبوّة و استعار لفظ المعدن و المنبت و المغرس لطينة النبوّة و هى مادّته القريبة الّتى استعدّت لقبول مثله، و وجه الاستعارة أنّ تلك المادّة منشأ لمثله كما أنّ الأرض معدن الجواهر و مغرس الشجر الطيّب، و ظاهر أنّ أصلا سمح بمثله أفضل المعادن و أعزّ الاصول، و قيل: أراد بذلك مكّة- شرّفها اللّه تعالى- و قيل: بيته و قبيلته ثمّ ميّزه بما هو أخصّ و أشرف فقال: من الشجرة الّتى صدع منها أنبياءه فاستعار لفظ الشجرة لصنف الأنبياء، و كما أنّ الشجرة أشرف من طينتها كذلك صنف الأنبياء أشرف من قوابل صورهم، و وجه الاستعارة هو ما كنّى بالانصداع عنه من تفرّع أشخاص الأنبياء عن صنفهم كما يتفرّع أغصان الشجرة منها. و أمناءه: أى على رسالته.

و قوله: عترته خير العتر و اسرته خير الاسر.
 بدء بالعترة لما عرفت أنّها أخصّ و أقرب من الاسرة، و مصداق أفضليّة عترته قوله صلى اللّه عليه و آله و سلّم: سادة أهل المحشر سادة أهل الدنيا أنا و علىّ و حسن و حسين و حمزة و جعفر. و وجه أفضليّة اسرته قوله صلى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه اصطفى من العرب معدا، و اصطفى من معد بنى النضر بن كنانه، و اصطفى هاشما من بنى النضر، و اصطفانى من بنى هاشم. و قوله صلى اللّه عليه و آله و سلّم: قال لى جبرئيل: يا محمّد قد طفت الأرض شرقا و غربا فلم أجد فيها أكرم منك و لا بيتا أكرم من بنى هاشم. و قوله صلى اللّه عليه و آله و سلّم: الناس تبع لقريش برّهم لبرّهم و فاجرهم لفاجرهم.

و قوله: و شجرته خير الشجز.
 قيل: أراد بالشجر في الموضعين إبراهيم عليه السّلام، و قيل: أراد هاشما و ولده بقرينة قوله: نبتت في حرم و أراد مكّة، و رشّح تلك الاستعارة بوصف الإنبات و البسق، و كنّى بالكرم الّذى فيه عن زكاء أصله و ما استلزم من الفضل، و كنّى بالفروع عن أهله صلى اللّه عليه و آله و سلّم و ذريّته و ساير النجباء من بنى هاشم، و بوصفهم بالطول عن بلوغهم في الشرف و الفضل الغاية البعيدة، و هو ترشيح للاستعارة. و كذلك الثمر، و كنّى به عن العلوم و الأخلاق المتفرّعة عنه و عن أئمّة امّته، و بكونها لا تنال عن شرفها و غموض أسرارها: أى أنّها لشرفها و علوّها لا يمكن أن يطاول فيها، و أو لغموض أسرارها لا تصل الأذهان إليها.

و قوله: فهو إمام من اتّقى. إلى قوله: لمعه
استعار لفظ البصيرة و السراج و الشهاب و الزند له صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و وجه الاستعارة كونه سبب هداية الخلق كما أنّ هذه الامور الثلاثة كذلك و رشّح استعارة السراج بلمعان الضوء و الشهاب بسطوع النور و الزند ببروق اللمع، و يحتمل أن يكون وجه استعارة الزند هو كونه مثيرا لأنوار العلم و الهداية.

و قوله: سيرته القصد.

 أى طريقته العدل و الاستواء على الصراط المستقيم و عدم الانحراف إلى أحد طرفى الإفراط و التفريط، و سنّته الرشد: أى سلوك طريق اللّه عن هدايته، و كلامه الفصل: أى الفاصل بين الحقّ و الباطل كقوله تعالى إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ و حكمه العدل الواسط بين رذيلتى الظلم و الانظلام.

و قوله: أرسله على حين فترة من الرسل و هفوة من العمل.
 أى زلّة عنه و غباوة من الامم: أى جهل منهم و عدم فطنة لما ينبغي، و قد سبق بيان الفترة.

و قوله: اعملوا رحمكم اللّه على أعلام بيّنة.
 استعار لفظ الأعلام لأئمّة الدين و ما بأيديهم من مصابيح الهدى، و كنّى بكونها بيّنة عن وجودها و ظهورها بين الخلق.

و قوله: و الطريق نهج يدعو إلى دار السلام.
 فالطريق: الشريعة. و نهجه: وضوحها في زمانه عليه السّلام و قرب العهد بالرسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم و ظاهر كون الشريعة داعية إلى الجنّة. و إسناد الدعوة إلى الطريق مجاز إذ الداعى قيمّ الطريق و واضعها.

و قوله: و أنتم في دار مستعتب.
أى دار الدنيا الّتى يمكن أن يستعتبوا فيعتبوا: أى يطلبوا رضا اللّه بطاعته فرضى عنكم، و على مهل: أى إمهال و إنظار و فراغ من عوائق الموت و ما بعده.

و قوله: و الصحف منشورة. إلى آخره.
الواوات السبع للحال، و المراد صحائف الأعمال و أقلام الحفظة على الخلق أعمالهم.
و فايدة التذكير بهذه الامور التنبيه على وجوب العمل معها و تذكّر أضدادها ممّا لا يمكن معه العمل و لا ينفع الندم من الموت و طىّ الصحف و جفاف الأقلام و فساد الأبدان و خرس الألسنة و عدم سماع التوبة كما قال تعالى فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ«» و باللّه التوفيق.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 2 ، صفحه‏ى 394

 

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=