google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
180-200 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 186 شرح ابن میثم بحرانی

و من خطبة له عليه السّلام

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ مِنْ آثَارِ سُلْطَانِهِ وَ جَلَالِ كِبْرِيَائِهِ- مَا حَيَّرَ مُقَلَ الْعُيُونِ مِنْ عَجَائِبِ قُدْرَتِهِ- وَ رَدَعَ خَطَرَاتِ هَمَاهِمِ النُّفُوسِ عَنْ عِرْفَانِ كُنْهِ صِفَتِهِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- شَهَادَةَ إِيمَانٍ وَ إِيقَانٍ وَ إِخْلَاصٍ وَ إِذْعَانٍ- وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ- أَرْسَلَهُ وَ أَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ- وَ مَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ فَصَدَعَ بِالْحَقِّ- وَ نَصَحَ لِلْخَلْقِ وَ هَدَى إِلَى الرُّشْدِ وَ أَمَرَ بِالْقَصْدِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ‏

وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ- أَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً وَ لَمْ يُرْسِلْكُمْ هَمَلًا- عَلِمَ مَبْلَغَ نِعَمِهِ عَلَيْكُمْ وَ أَحْصَى إِحْسَانَهُ إِلَيْكُمْ- فَاسْتَفْتِحُوهُ وَ اسْتَنْجِحُوهُ وَ اطْلُبُوا إِلَيْهِ وَ اسْتَمْنِحُوهُ- فَمَا قَطَعَكُمْ عَنْهُ حِجَابٌ وَ لَا أُغْلِقَ عَنْكُمْ دُونَهُ بَابٌ- وَ إِنَّهُ لَبِكُلِّ مَكَانٍ وَ فِي كُلِّ حِينٍ وَ أَوَانٍ- وَ مَعَ كُلِّ إِنْسٍ وَ جَانٍّ- لَا يَثْلِمُهُ الْعَطَاءُ وَ لَا يَنْقُصُهُ الْحِبَاءُ- وَ لَا يَسْتَنْفِدُهُ سَائِلٌ وَ لَا يَسْتَقْصِيهِ نَائِلٌ- وَ لَا يَلْوِيهِ شَخْصٌ عَنْ شَخْصٍ وَ لَا يُلْهِيهِ صَوْتٌ عَنْ صَوْتٍ- وَ لَا تَحْجُزُهُ هِبَةٌ عَنْ سَلْبٍ وَ لَا يَشْغَلُهُ غَضَبٌ عَنْ رَحْمَةٍ- وَ لَا تُولِهُهُ رَحْمَةٌ عَنْ عِقَابٍ وَ لَا يُجِنُّهُ الْبُطُونُ عَنِ الظُّهُورِ- وَ لَا يَقْطَعُهُ الظُّهُورُ عَنِ الْبُطُونِ- قَرُبَ فَنَأَى وَ عَلَا فَدَنَا وَ ظَهَرَ فَبَطَنَ- وَ بَطَنَ فَعَلَنَ وَ دَانَ وَ لَمْ يُدَنْ- لَمْ يَذْرَأِ الْخَلْقَ بِاحْتِيَالٍ وَ لَا اسْتَعَانَ بِهِمْ لِكَلَالٍ أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ- فَإِنَّهَا الزِّمَامُ وَ الْقِوَامُ فَتَمَسَّكُوا بِوَثَائِقِهَا وَ اعْتَصِمُوا بِحَقَائِقِهَا تَؤُلْ بِكُمْ إِلَى أَكْنَانِ الدَّعَةِ- وَ أَوْطَانِ السَّعَةِ وَ مَعَاقِلِ الْحِرْزِ وَ مَنَازِلِ الْعِزِّ- فِي يَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ وَ تُظْلِمُ لَهُ الْأَقْطَارُ- وَ تُعَطَّلُ فِيهِ صُرُومُ الْعِشَارِ وَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ- فَتَزْهَقُ كُلُّ مُهْجَةٍ وَ تَبْكَمُ كُلُّ لَهْجَةٍ- وَ تَذِلُّ الشُّمُّ الشَّوَامِخُ وَ الصُّمُّ الرَّوَاسِخُ- فَيَصِيرُ صَلْدُهَا سَرَاباً رَقْرَقاً وَ مَعْهَدُهَا قَاعاً سَمْلَقاً- فَلَا شَفِيعٌ يَشْفَعُ وَ لَا حَمِيمٌ يَنْفَعُ وَ لَا مَعْذِرَةٌ تَدْفَعُ‏

 

اللغة

أقول: مقلة العين: شحمتها.

و الهمهمة: حديث النفس مع صوت خفىّ لا يفهم.

و الطامسة: كالدراسة.

و الحباء: النوال.

و ذرء: خلق.

و المعقل: الملجأ.

و الصروم: جمع صرم و صرمة و هي القطعة من الإبل نحو الثلاثين.

و العشار: النوق أتى عليها بعد طروق الفحل عشرة أشهر.

و الشمّ الشوامخ: الجبال العالية.

و معهدها: ما كان مسكونا منها.

و قاعا: خاليا.

و السملق: الصفصف المستوى ليس بعضه أرفع من بعض.

المعنى

و قد حمد اللّه تعالى باعتبار إظهاره من آثار ملكه و سلطانه ما أظهره من ملكوت السماوات و الأرض، و ترتيب العالمين على وجه النظام الأتمّ ممّا هو محلّ العجب العجيب الّذي تحار أبصار البصائر في كيفيّة وقوعه من القدرة الإلهيّة، و في ترتيبه على النظام الأكمل. بل كلّ مخلوق منها فهو محلّ ذلك العجب و الحيرة، و لفظ المقل مستعار و نسبة ذلك إلى جلال كبريائه مناسب لما أنّ السلطان و العظمة و الكبرياء يناسب صدور الآثار العظيمة العجيبة المحكمة عنها. و ردع خطرات هماهم النفوس: أى ما يخطر للنفوس فيهمهم به، و ردعه لها استلزام كماله المطلق عجزها عن إدراك حقيقته. و قد سبق ذلك غير مرّة. ثمّ شهد بكلمة التوحيد معتبرا فيها أربعة أمور: أحدها: كونها شهادة إيمان: أى يطابق القول فيها للعقد القلبىّ. الثاني: و إيقان: أى يكون اعتقادها يقينا و هو اعتقاد أن لا إله إلّا هو مع اعتقاد أنّه لا يمكن أن يكون ذلك المعتقد إلّا كذلك. الثالث: و إخلاص: و هي أن يحذف عن ذلك المعتقد كلّ أمر عن درجة الاعتبار و لا يلاحظ معه غيره. الرابع: و إذعان: و الإذعان ثمرة ذلك الإخلاص و كماله، و يتفاوت بتفاوته و يعود إلى سائر الطاعات و العبادات الّتى هي من حقوق تلك الكلمة و توابعها. ثمّ أردفها باختها. و ذكر الأحوال الّتي كان العالم عليها حين الرسالة ممّا هي شرور تنبيها على فضيلة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم، و استعار أعلام الهدى لأئمّة الدين الهادين إلى‏ سبيل اللَّه. و لفظ المناهج لقوانين الشريعة الّتي يسلك فيها جزئيّات الأحكام. و لفظ دروسها و طموسها لاضمحلالها قبل النبوّة.

و الواو في و أعلام للحال. فصدع بما جاء به من الحقّ ما طلب من الباطل، و نصح الخلق ليردّهم عن غوايتهم إلى صراط اللّه، و هداهم إلى الرشد في سلوكه، و أمرهم بالعدل و الاستقامة عليه. ثمّ نبّه السامعين إجمالا على أنّ خلق اللّه تعالى لهم ليس خاليا عن غاية و أنّهم لم يرسلوا في الدنيا مهملين عن أمر يراد بهم كإهمال البهيمة. ثمّ على علمه بمبلغ نعمه عليهم كميّة و كيفيّة و إحصائه لها عدّا ليبعثهم على شكرها، و لذلك قال فاستفتحوه: أى اطلبوا منه أن يفتح عليكم أبواب بركاته و نصره، و استنجحوه: أى اطلبوا منه نجاح حاجاتكم، و اطلبوا إليه: أى اطلبوا الهداية إلى حضرته و وجوه مرضاته، و استمنحوه أن يعطيكم كمالكم. كلّ ذلك بالشكر و سائر العبادات الّتي بها الاستعداد لإفاضة رحمته. و قوله فما قطعكم عنه حجاب إلى قوله: إنس و جانّ. إظهار لوجود كماله و عظمته، و تنزيه له عن صفات المخلوقين المحدثين، و تقريب له من عباده ليطلبوا منه و يتقرّبوا إليه و يستنجحوه و يستمنحوه و تنفتح آمالهم منه، و إذ لم يكن تعالى متحيّزا فلا حجاب دونه و لا باب، و كان بكلّ مكان في حالة واحدة: أى بعلمه المحيط لاستحالة ذلك التحيّز، و في كلّ حين و أوان بمعنى مساوقة وجوده لوجود الزمان لا بمعنى الظرفيّة له لتنزّهه تعالى عن لحوق الزمان المتأخّر عنه بمراتب من المعلولات، و مع كلّ إنس و جانّ بعلمه «وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ». و قوله: لا يثلمه العطاء. إلى قوله: نائل. فاستقصاء النائل له بلوغ الجود منه أقصى مقدوره، و برهان تلك الأحكام أنّ الثلم و النقصان و الاستنفاد و الاستقصاء على المقدور يستلزم النهاية و الحاجة المستلزمين للإمكان، و لا شي‏ء من واجب الوجود بممكن، و كلّ من لحقته هذه الأحوال ممكن فواجب الوجود لا تلحقه هذه الأحوال، و كذلك قوله: لا يلويه‏ شخص عن شخص: أى لا يصرفه. إلى قوله: عقاب. و برهان هذه الأحكام أنّ الصرف و اللهو يستلزمان الغفلة عن أمر و الفطنة لغيره بعد الغفلة عنه، و كذلك حجز الهبة و منعها عن سلب نعمة اخرى و شغل الغضب له عن الرحمة مستلزمان قصور القدرة و ضعفها و تعلّقها بمحلّ جسمانى، و ذلك مستلزم للنقصان المستلزم للحاجة و الإمكان المنزّه قدس اللّه تعالى عنه، و كذلك توليهه الرحمة عن العقاب يستلزم رقّة الطبع و رحمة النفوس البشرية المستلزمة لعوارض الجسميّة. و جلال اللّه منزّه عنها. و قوله: و لا تجنّه البطون عن الظهور. يحتمل وجهين: أحدهما: لا يخفيه بطون حقيقته عن العقول و خفاؤه عن العيون عن ظهوره للبصائر في صور آثاره و ملكوت قدرته. الثاني: أنّه ليس في شي‏ء حتّى يخفى فيه عن الظهور على الأشياء و الاطّلاع عليها. و لا يقطعه الظهور عن البطون: أى لا يقطعه كونه ظاهرا أو عالما بالامور الظاهرة عن أن يكون باطنا لا يطّلع العقل عليه أو عن علمه ببواطن الامور و حقايقها. و قوله: قرب. أى بعلمه و قدرته من الأشياء قرب العلّة من المعلول. فنأى: أى بعد بحقيقته عن إدراك العقول و الحواسّ. و قوله: و علا فدنا. فعلّوه شرفه بالقياس إلى آثاره شرف العلّة على المعلول و دنوّه منها قربه. و قوله: و ظهر فبطن و بطن فعلن. تأكيد لما قبله، و قد سبق بيانه غير مرّة. و قوله: لم يذرء الخلق باحتيال إلى قوله: الكلال. تنزيه لايجاده لآثاره عن استخراج الحيل و إجالة وجوه الآراء في استخراجها.

ثمّ عن الاستعانة بغيره في شي‏ء من آثاره. ثمّ عن مبدء الاستعانة و هو الكلال و الإعياء لاستلزام ذلك تناهى القوّة المستلزمة للجسميّة، و إذ قدّم تنزيه الحقّ سبحانه عمّا لا ينبغي له، و وصفه بما ينبغي له شرع في الوصيّة بتقواه. ثمّ في التنبيه على فضائلها، و استعار لفظ الزمام لها باعتبار كونها قائدة للعبد إلى طريق الحقّ‏ مانعة له عن الجور إلى طرف الباطل كالزمام للناقة، و أراد بكونها قواما كونها مقيمة للعبد في سلوك سبيل اللّه أيضا إقامة للمصدر مقام اسم الفاعل. و قوله: فتمسّكوا بوثائقها. أى بما به يوثق منها و هو سائر أنواع العبادات الّتي هي أجزاؤها، و التمسّك بها يقود إلى لزومها و المواظبة عليها. و اعتصموا بحقائقها: أى بالخالص منها دون المشوب بالرياء و النفاق فإنّ الالتجاء إلى خالصها هو المخلص من عذاب اللّه. و قوله: تؤل بكم. انجزم تؤل لكونه جواب الأمر بالتمسّك و الاعتصام. و أكنان الدعة مواطن الراحة من الآلام الحسّيّة و العقليّة. و هي غرفات الجنّة و منازلها و هي أوطان السعة أيضا من ضيق الأبدان و ضنك بيوت النيران، و هي معاقل الحرز المانعة من عذاب اللّه. و هي منازل العزّ في جوار اللّه. و قوله: في يوم. متعلّق بتؤل، و اليوم يوم القيامة و سائر ما عدّده من صفات ذلك اليوم ممّا نطق به الكتاب الكريم كقوله تعالى «إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ» و قوله «وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ» و قوله «وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ» و قوله «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً» الآية و قوله «فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ» و قوله «فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ» فهذه بعض أهوال القيامة المحسوسة، و أمّا المعقولة فقال بعض السالكين: إنّ الإنسان إذا حضرته الوفاة شخص بصر عقله إلى ما انكشف له من الأطوار الاخرويّة، و أظلمت عليه أقطار الدنيا، و غاب منها ما كان يشاهده، و تعطّلت عنه عشاره، و ناداه داعى الأجل إلى الآخرة فزهقت نفسه، و أجابت الداعى، و بكمت لهجته، و ذلّت شوامخ الجبال و رواسخها في نظره لعظمة اللّه عند مشاهدة كبريائه‏ فتصير لا نسبة لها في نظره إلى ما شاهد من عظيم ملكوته فكأنّها اضمحلّت و غابت و صارت في نظره كالسراب المترقرق الّذى لا أصل له بعد ما كان يراها عليه من العلوّ و العظمة، و كذلك ينقطع نظره عن عالم الأجسام و الجسمانيّات عند التوجّه إلى عالم الملكوت، و كذلك يرى ما كان معهودا منها كالقاع الصفصف المستوى تحت سلطان اللّه و قهره، و حينئذ تنقطع عن الشفيع الشافع و الصديق الدافع و العذر النافع. و باللّه التوفيق.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 3 ، صفحه‏ى 431

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=