google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
120-140 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 126شرح ابن میثم بحرانی

و من كلام له عليه السّلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة

يَا أَحْنَفُ كَأَنِّي بِهِ وَ قَدْ سَارَ بِالْجَيْشِ- الَّذِي لَا يَكُونُ لَهُ غُبَارٌ وَ لَا لَجَبٌ- وَ لَا قَعْقَعَةُ لُجُمٍ وَ لَا حَمْحَمَةُ خَيْلٍ- يُثِيرُونَ الْأَرْضَ بِأَقْدَامِهِمْ- كَأَنَّهَا أَقْدَامُ النَّعَامِ يومئ بذلك إلى صاحب الزنج ثُمَّ قَالَ ع- وَيْلٌ لِسِكَكِكُمُ الْعَامِرَةِ وَ الدُّورِ الْمُزَخْرَفَةِ- الَّتِي لَهَا أَجْنِحَةٌ كَأَجْنِحَةِ النُّسُورِ- وَ خَرَاطِيمُ كَخَرَاطِيمِ الْفِيَلَةِ- مِنْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَا يُنْدَبُ قَتِيلُهُمْ- وَ لَا يُفْقَدُ غَائِبُهُمْ- أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا- وَ قَادِرُهَا بِقَدْرِهَا وَ نَاظِرُهَا بِعَيْنِهَا

اللغة

أقول: الملحمة: الوقعة العظيمة.

المعنى

و هذا الفصل من خطبة له عليه السّلام بالبصرة بعد وقعة الجمل ذكرنا منها فصولا فيما سبق، و الخطاب مع الأحنف بن قيس لأنّه كان رئيسا ذا عقل و سابقة في قومه، و كان اسمه صخر بن قيس بن معاوية بن حصن بن عباد بن مرّة بن عبيد بن تميم، و قيل: اسمه الضحّاك، و كنيته أبو بحر. و بسببه كان إسلام بنى تميم حين دعاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلم يجيبوا. فقال لهم الأحنف: إنّه يدعوكم إلى مكارم الأخلاق و ينهاكم عن ملاعبها فأسلموا. و أسلم الأحنف و شهد مع علىّ عليه السّلام صفّين و لم يشهد الجمل مع أحد الفريقين، و الضمير في قوله: كأنّى به. لصاحب الزنج و اسمه علىّ بن محمّد علوىّ النسب، و الجيش المشار إليه هم الزنج، و واقعتهم بالبصرة مشهورة و أخبارهم و بيان أحوالهم و تفصيل واقعتهم يشتمل عليها كتاب منفرد في نحو من عشرين كرّاسة فليطلب علمها من هناك، و أمّا وصف ذلك الجيش بالأوصاف المذكورة فلأنّ الزنج لم يكونوا أهل خيل و لا جند من قبل حتّى يكون بالأوصاف المشار إليها، و إثارتهم التراب بأقدامهم كناية عن كونهم حفاة في الأغلب سائرين بالأقدام فهى [من اعتياد الحفاة- خ- ] باعتبار الحفاء و مباشرة الأرض بالخشب و نحوه فكانت مظنّة إثارة التراب عوضا من حوافر الخيل، و وجه شبهها بأقدام النعام أنّ أقدامهم في الأغلب قصارعراض منتشرة الصدور و مفرّقات الأصابع فهي من عرضها لا يتبيّن لها طول فأشبهت أقدام النعام في بعض تلك الأوصاف، ثمّ أخبر بالويل لمحالّ البصرة و دورها المزوّقة من اولئك، و استعار لدورها لفظ الأجنحة، و أراد بها القطانيّات الّتى تعمل من الأخشاب و البوارى بارزة عن السقوف كالوقاية للمشارف و الحيطان عن آثار الأمطار و هى أشبه الاشياء في هيئتها و صورة وضعها بأجنحة كبار الطير كالنسور، و كذلك استعار لفظ خراطيم الفيلة للميازيب الّتى تعمل من الخوص على شكل خرطوم الفيل و تطلى بالقار يكون نحوا من خمسة أزرع أو أزيد تدلى من السطوح حفظا للحيطان من أذى السيل أيضا، و هى أشبه الأشياء في صورتها بخراطيم الفيلة، و أمّا وصفه لهم بأنّه لا يندب قتيلهم و لا يفتقد غايبهم. قال بعض الشارحين: ذلك وصف لهم بشدّة البأس و الحرص على الحرب و القتال و أنّهم لا يبالون بالموت و لا يأسفون على من فقد منهم.

و أقول: و الأشبه أنّ ذلك لكونهم لا اصول لهم و لا أهل لأكثرهم من امّ أو أخت أو غير ذلك ممّن عادته أن ينوح و يندب قتيله و يفتقد غائبه لكون أكثرهم غرباء في البصرة فمن قتل منهم لا يكون له من يندبه و من غاب لا يكون له من يفتقده. و قوله: أنا كابّ الدنيا لوجهها. إشارة إلى زهده فيها، و تنبيه على فضيلته. يقال: كببت فلانا لوجهه إذا تركته و ما التفت إليه، و قادرها بقدرها: أى معامل لها بمقدارها، و لمّا كان مقدارها حقيرا عنده كان التفاته إليها التفاتا حقيرا حسب ضرورة البقاء فيها، و كذلك ناظرها بعينها: أى معتبرها بالعين الّتى ينبغي أن تعتبر بها الدنيا من كونها غرّارة غدّارة حائلة إلى غير ذلك من أوصافها، و أنّها مزرعة الآخرة و طريق إليها غير مطلوبة لذاتها. و باللّه التوفيق.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 3 ، صفحه‏ى 137

 

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=