نهج البلاغه خطبه ها خطبه شماره ۲۷ (شرح میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»)

 خطبه ۲۷ صبحی صالح

۲۷- و من خطبه له ( علیه ‏السلام  ) و قد قالها یستنهض بها الناس حین ورد خبر غزو الأنبار بجیش معاویه فلم ینهضوا.

و فیها یذکر فضل الجهاد،

و یستنهض الناس، و یذکر علمه بالحرب،

و یلقی علیهم التبعه لعدم طاعته‏

فضل الجهاد

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّهِ

فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّهِ أَوْلِیَائِهِ

وَ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصِینَهُ

وَ جُنَّتُهُ الْوَثِیقَهُ

فَمَنْ تَرَکَهُ رَغْبَهً عَنْهُ

أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ

وَ شَمِلَهُ الْبَلَاءُ

وَ دُیِّثَ بِالصَّغَارِ وَ الْقَمَاءَهِ

وَ ضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ

وَ أُدِیلَ الْحَقُّ مِنْهُ

بِتَضْیِیعِ الْجِهَادِ وَ سِیمَ الْخَسْفَ وَ مُنِعَ النَّصَفَ

استنهاض الناس‏

أَلَا وَ إِنِّی قَدْ دَعَوْتُکُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَیْلًا وَ نَهَاراً وَ سِرّاً وَ إِعْلَاناً

وَ قُلْتُ لَکُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ یَغْزُوکُمْ

فَوَاللَّهِ مَا غُزِیَ قَوْمٌ قَطُّ فِی عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا

فَتَوَاکَلْتُمْ وَ تَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَیْکُمُ الْغَارَاتُ وَ مُلِکَتْ عَلَیْکُمُ الْأَوْطَانُ

وَ هَذَا أَخُو غَامِدٍ (وَ) قَدْ وَرَدَتْ خَیْلُهُ الْأَنْبَارَ

وَ قَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ الْبَکْرِیَّ وَ أَزَالَ خَیْلَکُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا

وَ لَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ کَانَ یَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَهِ الْمُسْلِمَهِ وَ الْأُخْرَى الْمُعَاهِدَهِ

فَیَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَ قُلُبَهَا

وَ قَلَائِدَهَا وَ رُعُثَهَا

مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلَّا بِالِاسْتِرْجَاعِ وَ الِاسْتِرْحَامِ

ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِینَ

مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ کَلْمٌ وَ لَا أُرِیقَ لَهُمْ دَمٌ

فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا کَانَ بِهِ مَلُوماً

بَلْ کَانَ بِهِ عِنْدِی جَدِیراً

فَیَا عَجَباً عَجَباً وَ اللَّهِ یُمِیتُ الْقَلْبَ وَ یَجْلِبُ الْهَمَّ مِنَ اجْتِمَاعِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ تَفَرُّقِکُمْ عَنْ حَقِّکُمْ

فَقُبْحاً لَکُمْ وَ تَرَحاً

حِینَ صِرْتُمْ غَرَضاً یُرْمَى

یُغَارُ عَلَیْکُمْ وَ لَا تُغِیرُونَ

وَ تُغْزَوْنَ وَ لَا تَغْزُونَ

وَ یُعْصَى اللَّهُ وَ تَرْضَوْنَ

فَإِذَا أَمَرْتُکُمْ بِالسَّیْرِ إِلَیْهِمْ فِی أَیَّامِ الْحَرِّ

قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّهُ الْقَیْظِ أَمْهِلْنَا یُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ

وَ إِذَا أَمَرْتُکُمْ بِالسَّیْرِ إِلَیْهِمْ فِی الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذِهِ صَبَارَّهُ الْقُرِّ

أَمْهِلْنَا یَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ

کُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ

فَإِذَا کُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ تَفِرُّونَ

فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنَ السَّیْفِ أَفَرُّ

البرم بالناس‏

یَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ

حُلُومُ الْأَطْفَالِ

وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ

لَوَدِدْتُ أَنِّی لَمْ أَرَکُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْکُمْ

مَعْرِفَهً وَ اللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ سَدَماً

قَاتَلَکُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِی قَیْحاً

وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِی غَیْظاً

وَ جَرَّعْتُمُونِی نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً

وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَیَّ رَأْیِی بِالْعِصْیَانِ وَ الْخِذْلَانِ

حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَیْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِی‏

طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ

وَ لَکِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ

لِلَّهِ أَبُوهُمْ

وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً

وَ أَقْدَمُ فِیهَا مَقَاماً مِنِّی

لَقَدْ نَهَضْتُ فِیهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِینَ

وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّینَ

وَ لَکِنْ لَا رَأْیَ لِمَنْ لَا یُطَاع‏

 شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج۳  

و من خطبه له علیه السّلام و هى السابعه و العشرون من المختار فى باب الخطب

و هذه من مشاهیر خطبه و صدرها مرویه فی الوسائل من الکافی عن أحمد بن محمّد بن سعید عن جعفر بن عبد اللّه العلوی و عن أحمد بن محمّد الکوفی عن علیّ بن العبّاس عن إسماعیل بن إسحاق جمیعا عن أبی روح فرخ بن فروه عن مسعده بن صدقه عن ابن أبی لیلى عن أبی عبد الرّحمان السّلمی عنه علیه السّلام.

و رواها المبرّد فی أوائل الکامل و العلّامه المجلسی فی البحار من معانی الأخبار للصّدوق بزیاده و نقصان لیطلع علیها بعد الفراغ من شرح ما أورده السّید فی الکتاب و هو قوله: أمّا بعد، فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّه، فتحه اللّه لخاصّه أولیائه و هو لباس التّقوى و درع اللّه الحصینه و جنّته الوثیقه، فمن ترکه رغبه عنه ألبسه اللّه ثوب الذّلّ و شمله البلاء، و دیّث بالصّغار و القماء، و ضرب على قلبه بالأسداد، و أدیل الحقّ منه بتضییع الجهاد، و سیم الخسف و منع النّصف. ألا و إنّی قد دعوتکم إلى قتال هؤلاء القوم لیلا و نهارا و سرّا و إعلانا، و قلت لکم اغزوهم قبل أن یغزوکم، فو اللّه ما غزی قوم قطّ فی عقر دارهم إلّا ذلّوا، فتواکلتم و تخاذلتم حتّى شنّت علیکم الغارات، و ملکت علیکم الأوطان، و هذا أخو غامد قد وردت خیه الأنبار، و قد قتل حسّان بن حسّان البکری و أزال خیلکم عن مسالحها، و لقد بلغنی أنّ الرّجل منهم کان یدخل على المرأه المسلمه، و الاخرى المعاهده فینتزع حجلها و قلبها و قلائدها و رعاثها، ما تمتنع منه إلّا بالاسترجاع و الإسترحام، ثمّ انصرفوا وافرین ما نال رجلا منهم کلم، و لا أریق له دم. فلو أنّ امرء مسلما مات من بعد هذا أسفا ما کان به ملوما، بل کان به عندی جدیرا، فیا عجبا عجبا و اللّه یمیت القلب و یجلب الهمّ من اجتماع هؤلاء على باطلهم، و تفرّقکم عن حقّکم، فقبحا لکم و ترحا، حین صرتم غرضا یرمى، یغار علیکم و لا تغیرون، و تغزون و لا تغزون، و یعصى اللّه و ترضون، فإذا أمرتکم بالسّیر فی أیّام الحرّ قلتم هذه حمارّه القیظ أمهلنا یسبخ عنّا الحرّ، و إذا أمرتکم بالسّیر إلیهم فی الشّتاء قلتم هذه صبّاره القرّ أمهلنا ینسلخ عنّا البرد، کلّ هذا فرارا من الحرّ و القرّ، فإذا کنتم من الحرّ و القرّ تفرّون فأنتم و اللّه من السّیف أفرّ.

یا أشباه الرّجال و لا رجال، حلوم الأطفال، و عقول ربّات الحجال، لوددت أنّی لم أرکم و لم أعرفکم، معرفه و اللّه جرّت ندما و أعقبت سدما، قاتلکم اللّه لقد ملئتم قلبی قیحا، و شحنتم صدری غیظا، و جرّعتمونی نغب التّهمام أنفاسا، و أفسدتم علىّ رأیی بالعصیان و الخذلان، حتّى قالت قریش: إنّ ابن أبی طالب رجل شجاع، و لکن لا علم له بالحرب للّه أبوهم، و هل أحد منهم أشدّ لها مراسا، و أقدم فیها مقاما منّی، لقد نهضت فیها و ما بلغت العشرین، و ها أنا ذا قد ذرّفت على السّتین و لکن لا رأی لمن لا یطاع.

اللغه

(درع) الحدید مؤنث سماعی و قد یذکّر و (الجنّه) بالضمّ کلّ ما وقى و (شمله) ربّما یفرء بالتّاء و هی کساء تغطى به و الفعل أظهر کما هو المضبوط و (دیثه) ذلله و منه الدّیوث الذی لا غیره له و (الصّغار) الذّل و الضّیم و (القماء) بالمد الصّغار و عن الرّاوندی القما بالقصر و هو غیر معروف، و فی روایه الکافی القمائه قال فی القاموس: قمأ کجمع و کرم قمائه و قمائه و قماء بالضمّ و الکسر ذلّ و صغر و (الاسداد) بفتح الهمزه جمع السدّ و هو الحاجز یقال: ضربت علیه الارض بالاسداد سدت علیه الطرق و عمیت علیه مذاهبه و فی بعض النّسخ بالاسهاب یقال اسهب الرّجل بالبناء للمفعول إذا ذهب عقله من اذى یلحقه و (ادیل الحقّ منه) أى یغلب الحقّ علیه فیصیبه الوبال کقول سیّد العابدین علیه السّلام فی الصّحیفه ادل لنا و لا تدل منّا، و الا داله الغلبه و (سیم) بالبناء للمفعول من سامه خسفا أى کلفه ذلا و (النصف) بکسر النّون الانصاف و (عقر) الشی‏ء بالضّم أصله و وسطه و (التّواکل) أن یکل الأمر کلّ واحد منهم إلى صاحبه یقال تواکل القوم اتکل بعضهم على بعض و تخاذلوا و منه رجل و کل اى عاجز یکل أمره إلى غیره و (شنّت) أى مزقت قال الشّارح المعتزلی: و ما کان من ذلک متفرّقا نحو إرسال الماء على الوجه دفعه بعد دفعه فهو بالشین، و ما کان ارسالا غیر متفرّق فهو بالسّین المهمله و (اخو غامد) هو سفیان بن عوف الغامدى منسوب إلى الغامد قبیله من الیمن و (الانبار) بلد قدیم من بلاد العراق على الفرات من الجانب الشّرقى و (المسالح) جمع مسلحه و هى الحدود التی رتب فیها ذو الأسلحه لدفع العدو کالثغر و (المعاهده) بصیغه اسم الفاعل ذات العهد و هى الذمیه و (الحجل) بفتح الحاء و کسرها الخلخال و (القلب) بالضمّ سوار المرأه و (الرّعاث) جمع رعثه بفتح الرّاء و سکون العین و فتحها و هی القرط، و الرّعاث أیضا ضرب من الحلىّ.

و (الاسترجاع) قول إنّا للّه و إنّا إلیه راجعون، و قیل تردید الصّوت بالبکاء و (الاسترحام) مناشده الرّحم أى قول انشدک اللّه و الرّحم، و قیل طلب الرّحم و هو بعید و (انصرفوا وافرین) اى تامین یقال و فر الشی‏ء أى تمّ و وفرت الشی‏ء أى أتممته.

و فی روایه المبرد و الصّدوق موفورین، و هو بمعناه و (الکلم) الجرح و (التّرح) محرکه ضدّ الفرح و (الغرض) الهدف و (خماره القیظ) بتشدید الرّاء شدّه حرّه و (تسبخ الحرّ) بالسّین و الباء و الخاء المعجمه سکن و فتر کسبخ تسبیخا و (صبّاره) الشّتاء بالتّشدید شدّه برده و (القرّ) بضمّ القاف البرد أو یخصّ بالشّتاء و (ربّات الحجال) النّساء أى صواحبها أو اللّاتی ربّین فیها، و هی جمع حجله و هی بیت یزیّن فیها.

و (السّدم) الحزن و (قاتلکم اللّه) کنایه عن اللّعن و الابعاد و (القیح) الصّدید بلادم و (النّغب) جمع نغبه کالجرعه لفظا و معنى و (التّهمام) بفتح التاءالهمّ و (انفاسا) أى جرعه بعد جرعه و (للّه أبوهم) کلمه مدح و لعلّها استعملت هنا للتّعجب و (المراس) مصدر مارسه أى زاوله و عالجه و (ذرّفت على الستین) بتشدید الرّاء أى زدت.

الاعراب

لباس التّقوى بحذف المضاف أى لباس أهل التّقوى، و یمکن عدم الحذف بالتأویل الآتی و إضافه الثّوب إلى الذّلّ بیانیّه، و الباء فی قوله بتضییع الجهاد للسّببیّه و سیم الخسف النّائب عن الفاعل ضمیر من، و الخسف بالنّصب مفعول اى کلّف بالخسف و الزم اه، و کلمه على فی قوله و ملکت علیکم تفید الاستعلاء بالقهر و الغلبه و الضمیر فی قوله ما کان به راجع إلى الموت المستفاد من مات.

و قوله: فیا عجبا منصوب على النّداء اصله یا عجبی اى احضر هذا أوانک، و عجبا الثّانی إمّا توکید له أو منصوب بالمصدریه أى أیّها النّاس تعجبوا منهم عجبا، و القسم معترض بین الصفه و الموصوف.

و قبحا و ترحا منصوبان على المصدریّه، و لا رجال خبره محذوف، و حلوم الاطفال و عقول ربّات الحجال إمّا بالنّصب على حذف حرف النّداء أى یا ذوى حلوم الأطفال و ذوى عقول النّساء، و فی بعض النّسخ بالرّفع أى حلومکم حلوم الأطفال و عقولکم عقول النّساء، و معرفه یمکن أن یکون فعله محذوفا أى عرفتکم معرفه جرت ندما، و أنفاسا مفعول مطلق لجرعتمونی على غیر لفظه، و الضّمایر الثّلاثه للحرب و هى مؤنّثه و قد یذکّر.

المعنى

اعلم أنّ هذه الخطبه الشّریفه ممّا خطب بها فی أواخر عمره الشّریف، و ذلک بعد ما انقضى وقعه صفّین و استولى معاویه على البلاد و أکثر القتل و الغاره فی الأطراف و أمر سفیان بن عوف الغامدى بالمسیر إلى الأنبار و قتل أهلها.

و تفصیله هو ما رواه الشّارح المعتزلی من کتاب الغارات لابراهیم بن محمّد الثّقفی عن ابن الکنود.

قال: حدّثنی سفیان بن عوف الغامدى، قال دعانى معاویه فقال: إنّی باعثک فی جیش کثیف ذى اداه و جلاده فالزم لى جانب الفرات حتّى تمرّ بهیت فتقطعها فان وجدت بها جندا فاغر علیهم و إلّا فامض حتّى تغیر على الأنبار فان لم تجد بها جندا فامض حتّى توغل المداین، ثمّ اقبل إلى و اتّق أن تقرب الکوفه و اعلم أنّک إن أغرت على الأنبار و أهل المداین فکأنّک أغرت على الکوفه، إنّ هذه الغارات یا سفیان على أهل العراق ترعب قلوبهم، و تفرح کلّ من له فینا هوى منهم، و تدعو الینا کل من خاف الدّوائر، فاقتل من لقیت ممّن لیس هو على مثل رأیک، و اخرب کلّ ما مررت به من القرى، و احرب الأموال فانّ حرب الأموال شبیه بالقتل، و هو أوجع للقلب.

قال: فخرجت من عنده فعسکرت و قام معاویه فی النّاس خطبهم فقال: أیّها النّاس انتدبوا مع سفیان بن عوف فانّه وجه عظیم فیه اجر سریعه فیه ادبتکم إن شاء اللّه ثمّ نزل.

قال: فو الّذی لا إله غیره ما مرّت ثالثه حتّى خرجت فی سته آلاف، ثمّ لزمت شاطی‏ء الفرات فاغذذت السّیر حتّى أمرّ بهیت فبلغهم أنّى قد غشیتهم فقطعوا الفرات فمررت بها و ما بها غریب کأنّها لم تحلّل قط، فوطیتها حتّى أمرّ بصدوراء ففرّوا فلم ألق بها أحدا فامضى حتّى افتتح الأنبار و قد انزر و ابی فخرج صاحب المسلحه فوقف الى فلم اقدم علیه حتى أخذت غلمانا من أهل القریه فقلت لهم: أخبرونی کم بالانبار من أصحاب علیّ قالوا: عده رجال المسلحه خمسمائه و لکنّهم قد تبدّدوا و رجعوا إلى الکوفه و لا ندرى بالذی یکون فیها قد یکون مأتی رجل.

فنزلت فکتبت أصحابی کتائب ثمّ أخذت أبعثهم إلیه کتیبه بعد کتیبه فیقاتلهم و اللّه و یصیر لهم و یطاردهم و یطاردون فی الأزقه فلما رأیت ذلک انزلت إلیهم نحوا من مأتین و أتبعتهم الخیل، فلمّا حملت علیهم الخیل و أمامها الرّجال تمشی لم یکن شی‏ء حتّى تفرّقوا، و قتل صاحبهم فی نحو من ثلاثین رجلا، و حملنا ما کان فی الأنبار من الأموال ثمّ انصرفت.

فو اللّه ما غزوت غزاه کانت أسلم و لا أقرّ للعیون و لا أسرّ للنّفوس منها و بلغنی‏أنّها رعبت النّاس فلمّا عدت إلى معاویه حدّثته الحدیث على وجهه فقال: کنت عند ظنی بک لا تنزل فی بلد من بلدانی إلّا قضیت فیه مثل ما یقضى فیه أمیره و إن أحببت تولیته ولیتک، و لیس لأحد من خلق اللّه علیک أمر دونی قال: فو اللّه ما لبثنا إلّا یسیرا حتّى رأیت رجال أهل العراق یأتوننا على الابل هرّابا من عسکر علیّ علیه السّلام.

قال إبراهیم و قدم علج من أهل الأنبار على علیّ فأخبره الخبر قصد المنبر فخطب النّاس و قال: إنّ أخاکم البکرى قد أصیب بالانبار و هو معتزل لا یخاف ما کان و اختار ما عند اللّه على الدّنیا، فانتدبوا إلیهم حتّى تلاقوهم فان أصبتم منهم طرفا انکلتموهم عن العراق ابدا ما بقوا.

ثمّ سکت عنهم رجاء أن یجیبوه أو یتکلّم متکلّم منهم بکلمه، فلم ینفس أحد منهم بکلمه فلما رأى صمتهم نزل و خرج یمشی راجلا حتّى اتى النّخیله و النّاس یمشون خلفه حتّى أحاط به قوم من أشرافهم فقالوا: ارجع یا أمیر المؤمنین نحن نکفیک، فقال: ما تکفوننی و لا تکفون أنفسکم، فلم یزالوا به حتّى صرفوه إلى منزله، و هو واجم کئیب.

و دعى سعید بن قیس الهمدانی فبعثه من النّخیله فی ثمانیه آلاف، و ذلک إنّه اخبر أنّ القوم جاءوا فی جمع کثیف، فخرج سعید بن قیس على شاطی‏ء الفرات فی طلب سفیان بن عوف حتّى إذا بلغ عامات، سرح أمامه هانى بن الخطاب الهمدانی فاتبع آثارهم حتّى دخل أدنى أرض قنسرین، و قد فاتوه فانصرف.

قال: و لبث علیّ علیه السّلام حتّى ترى فیه الکأبه و الحزن حتّى قدم علیه سعید بن قیس و کان تلک الأیام علیلا فلم یقو على القیام فی النّاس بما یریده من القول، فجلس بباب السّده التی تصل إلى المسجد و معه ابناه حسن و حسین علیهما السّلام و عبد اللّه بن جعفر.

و دعا سعدا مولاه، فدفع إلیه الکتاب و أمره أن یقرأه على النّاس، فقام سعد بحیث یسمع علیّ علیه السّلام صوته و یسمع ما یرد النّاس علیه ثمّ قرء الخطبه هذه (أمّا یعد فانّ الجهاد باب من أبواب الجنّه فتحه اللّه لخاصّه أولیائه) کما رواه فى الکافى‏ عن علیّ بن إبراهیم عن أبیه عن النّوفلى عن السّکونى عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم: للجنّه باب یقال باب المجاهدین یمضون إلیه فاذا هو مفتوح و هم متقلّدون بسیوفهم و الجمع فی الموقف و الملائکه ترحّب بهم.

و المراد بخواص الأولیاء المخلصون له فی المحبّه و العباده، و من المعلوم أنّ الجهاد فی سبیل اللّه لوجه اللّه لا لغرض آخر من خواصّ الکاملین فی العباده و الخالصین فی المحبّه.

و ذلک لأنّ المرء المسلم إذا فارق أهله و أولاده و سلک إلى الجهاد مع علمه بأنّ العدوّ لو قهره قتله و یتملّک أمواله و یستبیح ذرّیته و مع هذه کلّها یوطن نفسه على الصّبر و الثّبات امتثالا لأمر اللّه و طلبا لمرضاته سبحانه فذلک الولیّ الکامل و المؤمن الخالص فی مقام الایمان و العبودیّه، و حقیق بأن یدخل فی زمره: «أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ» و أن یستبشر بشاره: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّهَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْراهِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِکُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ» (و هو لباس التّقوى) أى به یتّقى فی الدّنیا من غلبه الأعادى، و فی الآخره من حرّ النّار کما یتّقى بالثّوب من الحرّ و البرد، أو هو یدفع المضارّ عن التّقوى و یحرسها، أو عن أهل التّقوى بحذف المضاف (و درع اللّه الحصینه) الواقیه (و جنّته الوثیقه) المحکمه بها یحفظ النّفس من المضارّ و یحترز من ذوى الأشرار (فمن ترکه) کراهه له و (رغبه عنه ألبسه اللّه ثوب الذّل) فی الآخره و الاولى (و شمله البلاء) و فتنه الأعداء (و دیث بالصغار و القماء).

کما قال صلوات اللّه و سلامه علیه و آله:«» فمن ترک الجهاد ألبسه اللّه ذلا و فقرا فی معیشته، و محقا فی دینه إنّ اللّه أغنى أمّتی بسنابک خیلها و مراکز رماحها (و ضرب على قلبه بالاسداد) فعجز عن تدبیر مصالحه و عمیت علیه مذاهبه و ضاقت له مسالکه (و ادیل الحقّ منه بتضییع الجهاد) فتورّط فی الضّلال و لحقه الوبال (و سیم الخسف) و الذّله (و منع النّصف) و العداله.

و قد تحصّل ممّا ذکره علیه السّلام منافع الجهاد و مصالحه و مفاسد ترکه و معایبه، و فیه تحضیض على القیام به، و ترهیب عن القعود عنه، فانه و إن کان شاقّا على النّفس فی بادى الأمر من حیث کون أعظم ما یمیل إلیه الطبع الحیاه و کون بقاء النفس للنّفس مطلوبا إلّا أنّه بعد ملاحظه ما یترتّب على القیام به من المنافع و الثّمرات و على القعود عنه من المضارّ و العیوبات یسهل علیه القیام به، و یشرى نفسه ابتغاء مرضات اللّه کما قال تعالى: «کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ کُرْهٌ لَکُمْ وَ عَسى‏ أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ لَکُمْ وَ عَسى‏ أَنْ تُحِبُّوا شَیْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَکُمْ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» یعنى أنّ الشّی‏ء ربما کان شاقّا علیکم فی الحال و هو سبب للمنافع الجلیله فی المستقبل و بالعکس، و لأجله حسن شرب الدّواء المرّ فی الحال لتوقّع حصول الصّحه فی المستقبل، و حسن تحمّل الأخطار فی الأسفار بتوقّع حصول الرّبح و الجهاد کذلک لأنّ ترکه و إن کان یفید فی الحال صون النّفس عن خطر القتل و صون المال عن الانفاق، و لکن فیه أنواع من المضارّ الدّنیویه و الاخرویه، کالذّلّ و الفقر و حرمان بالغنیمه و محق الدّین و طمع الأعداء، حیث إنّ العدوّ إذا علم میل نظرائه إلى الدّعه و السّکون قصد بلادهم و حاول قتلهم فامّا أن یأخذهم‏ و یستبیح دمائهم و أموالهم و یسبى ذراریهم، و إمّا أن یحتاجوا إلى قتاله من غیر اعداد آله و سلاح.

و هذا یکون کترک مداواه المریض مرضه فی أوّل ظهوره بسبب مراره الدّواء، ثمّ یصیر فی آخر الأمر مضطرّا إلى تحمّل أضعاف تلک النّفره و المشقّه، مضافا إلى ما یفوته من الثّمرات الجلیله فی الدّنیا و الآخره من الأمن و سلامه الوقت و الفوز بالغنیمه و حلاوه الاستیلاء على الأعداء، و الدّرجات التی وعدها اللّه بقوله: «لا یَسْتَوِی الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ غَیْرُ أُولِی الضَّرَرِ وَ الْمُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ، وَ أَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ، عَلَى الْقاعِدِینَ دَرَجَهً وَ کُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى‏ وَ فَضَّلَ اللَّهُ.» و البشرى التی بشّر بها رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم للشّهداء منهم بقوله: للشّهید سبع خصال«» من اللّه أول قطره منه مغفور له کلّ ذنب، و الثانیه یقع رأسه فی حجر زوجتیه من الحور العین و تمسحان الغبار عن وجهه و تقولان مرحبا بک و یقول هو مثل ذلک لهما، و الثّالثه یکسى من کسوه الجنّه، و الرّابعه تبتدره خزنه الجنّه بکلّ ریح طیّبه أیّهم یأخذه معه، و الخامسه أن یرى منزله، و السّادسه یقال لروحه اسرح فی الجنّه حیث شئت، و السّابعه أن ینظر فی وجه اللّه و أنّها لراحه لکلّ نبیّ و شهید.

و کیف کان فانّه علیه السّلام لمّا صدّر خطبته بذکر منافع الجهاد و مضارّه فعلا و ترکا أشار إلى مقصوده الذى مهّد له تلک المقدّمه و هو حثّهم على جهاد معاویه و أصحابه فقال: (الأوانی قد دعوتکم إلى قتال هؤلاء القوم) القاسطین الفاسقین (لیلا و نهارا و سرّا و إعلانا و قلت لکم: اغزوهم قبل أن یغزوکم فو اللّه ما غزى قوم قط فی عقر دارهم الّا ذلّوا).

و سرّ ذلک ما أشار الیه الشّارح البحرانی، و هو أنّ للأوهام أفعال عجیبهفی الأبدان تاره بزیاده القوّه و تاره بنقصانها حتّى أنّ الوهم ربّما کان سببا لمرض الصّحیح لتوهّمه المرض و بالعکس، فکان السّبب فی ذلّ من غزى فی عقر داره و إن کان معروفا بالشّجاعه هو الأوهام.

أمّا أوهامهم فلأنّها تحکم بأنّها لم تقدم على غزوهم إلّا لقوّه غازیهم و اعتقادهم فیهم الضّعف بالنّسبه إلیه، فینفعل إذن نفوسهم عن ذلک الأوهام، و تنقهر عن المقاومه و تضعف عن الانبعاث و تزول غیرتها و حمیّتها فتحصل على طرف رذیله الذّلّ.

و أمّا أوهام غیرهم فلأنّ الغزو الذی یلحقهم یکون باعثا لکثیر الأوهام على الحکم بضعفهم و محرّکا لطمع کلّ طامع فیهم، فیثیر ذلک لهم أحکاما و حمیّه یعجزهم عن المقاومه.

ثمّ إنّه أشار إلى ما قابلوا به نصحه بقوله (فتواکلتم) أى وکل کلّ واحد منکم أمره إلى غیره (و تخاذلتم) أى خذل بعضکم بعضا (حتّى شنّت علیکم الغارات) و صبّت من کلّ جانب دفعه بعد دفعه (و ملکت علیکم الأوطان) بالقهر و الغلبه و العدوان (و هذا أخو غامد) سفیان بن عوف الغامدى (قد وردت خیله الانبار) بأمر معاویه اللّعین الجبّار (و قد قتل حسّان بن حسّان البکرى) و کان من اصحابه والیا على الأنبار.

روى إبراهیم بن محمّد الثّقفی فی کتاب الغارات عن عبد اللّه بن قیس عن حبیب ابن عفیف قال: کنت مع حسّان بالانبار على مسلحها إذ صبحنا سفیان بن عوف فی کتائب تلمع الأبصار منها فها لونا و اللّه و علمنا إذ رأیناهم أنّه لیس لنا طاقه بهم و لا ید، فخرج إلیهم صاحبنا و قد تفرّقنا فلم یلقهم نصفنا، و أیم اللّه لقد قاتلناهم فأحسّنا قتالهم حتّى کرهونا، ثمّ نزل صاحبنا و هو یتلو قوله تعالى: «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا» ثمّ قال لنا: من کان لا یرید لقاء اللّه و لا یطیب نفسا بالموت فلیخرج عن القریه ما دمنا نقاتلهم فانّ قتالنا إیّاهم شاغل لهم عن طلب هارب، و من أراد ما عند اللّه فما عند اللّه خیر للأبرار، ثمّ نزل فی ثلاثین رجلا، فهممت بالنزول معه ثمّ أبت نفسى فتقدّم هو و أصحابه فقاتلوا حتّى قتلوا رحمهم اللّه.

(و أزال خیلکم عن مسالحها) و حدودها المعدّه لها (و لقد بلغنى أنّ الرّجل منهم کان یدخل على المرأه المسلمه و) المرأه (الاخرى المعاهده ف) کان (ینتزع) منها (حجلها) و خلخالها (و قلبها) و سوارها (و قلائدها) من نحرها (و رعاثها) من آذانها (ما) یمکن ان (تمتنع منه إلّا) بالتّذلل و (بالاسترجاع) و الخضوع (و الاسترحام ثمّ انصرفوا) بعد القتل و الغاره (وافرین) تامین غیر مرزوئین (ما نال رجل منهم کلم و لا اریق له دم فلو أنّ امرء مسلما) ذا غیره و حمیّه (مات من بعد هذا أسفا ما کان به ملوما بل کان به عندی جدیرا) و حقیقا.

(فیا عجبا عجبا) أىّ عجب (و اللّه یمیت) ذلک العجب (القلب و یجلب الهمّ من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم) مع علمهم بأنّهم على الباطل (و تفرّقکم عن حقّکم) مع معرفتکم بأنّکم على الحقّ (فقبحا لکم و ترحا) و همّا (حین) تثاقلتم عن الجهاد حتّى (صرتم غرضا یرمى) بالنّبال ألا تستحیون من سوء عملکم و لا تخجلون من قبح فعلکم (یغار علیکم و لا تغیرون و تغزون و لا تغزون و یعصى اللّه) بقتل الأنفس و نهب الأموال و هتک العرض و تخریب البلاد (و) أنتم (ترضون) بذلک إذ لو لا رضاکم لما تمکّن العدوّ منکم و لما هجم علیکم (فاذا أمرتکم بالسّیر إلیهم فی أیّام الحرّ) تخلّفتم عن أمری و اعتذرتم و (قلتم هذه حماره القیظ) و هجمه الصیف (أمهلنا حتّى یسبخ عنّا الحرّ) و یفتر عنّا الهجر (و إذا أمرتکم بالسّیر إلیهم فی) أیّام (الشّتاء) عصیتم أمری و (قلتم هذه صباره القرّ أمهلنا ینسلخ عنّا البرد) و ینقضی القرّ و (کلّ هذا) الاستمهال و إلاعتذار (فرارا من الحرّ و القرّ فاذا کنتم من الحرّ و القرّ تفرّون) مع هوانهما (فأنتم و اللّه من السّیف أفرّ) على شدّته إذ لا مناسبه بین شدّه الحرّ و القرّ و بین القتل بالسّیف و المجاهده مع الأبطال.

(یا أشباه الرّجال) خلقه و صوره (و لا رجال) غیره و حمیّه حلومکم (حلوم الأطفال و) عقولکم (عقول ربّات الحجال).

أمّا وصفهم بحلوم الأطفال فلأنّ ملکه الحلم لیس بحاصل للطفل و إن کانت قوّه الحلم حاصله له لکن قد یحصل له ما یتصوّر بصوره الحلم کعدم التّسرّع إلى الغضب عن خیال یرضیه و أغلب أحواله أن یکون ذلک فی غیر موضعه و لیس له ملکه تکسب نفسه طمأنینه کما فی حقّ الکاملین فهو إذن نقصان، و لمّا کان تارکوا أمره علیه السّلام قد ترکوا المقاوله حلما عن أدنى خیال کترکهم الحرب بصفّین عن خدعه أهل الشّام لهم بالمسالمه و طلب المحاکمه و رفع المصاحف، فقالوا إخواننا فی الدّین لا یجوز لنا قتالهم، کان ذلک حلما فی غیر موضعه حتّى کان من أمرهم ما کان بأشبه رضى الصّبیان.

و أمّا إلحاق عقولهم بعقول النّساء فللاشتراک فی القصور و النّقصان و قلّه المعرفه بوجوه المصالح المخصوصه بتدبیر الحرب و المدن ثمّ إنّه عرفهم محبّته لعدم رؤیتهم و معرفتهم بقوله (لوددت أنّی لم أرکم) رؤیه أبدا (و لم أعرفکم معرفه) أصلا (و اللّه لقد جرّت) معرفتکم علىّ (ندما) و سئما (و أعقبت) حزنا و (سدما) ثمّ دعا علیهم بقوله (قاتلکم اللّه) أی لعنکم.

قال ابن الأنباری: المقاتله من القتل فاذا أخبر اللّه بها کان معناها اللعنه منه، لأنّ من لعنه اللّه فهو بمنزله المقتول الهالک، یعنی أنّ المقاتله لمّا کان غیر ممکن بحسب الحقیقه فی حقّ اللّه سبحانه فاذا اسند اللّه سبحانه لا بدّ و أن یراد بها لوازمها، کاللعن و الطرد و البعد و منع اللطف و نحوها.

(لقد ملأتم قلبی) لسوء أعمالکم سدیدا و (قیحا و شحنتم صدری) بقبح فعالکم غضبا و (غیظا و جرعتمونی نغب التّهمام) و جرع الهموم (أنفاسا) أی جرعه بعد جرعه (و أفسدتم علىّ رأیی بالعصیان و الخذلان) و معنى إفسادهم له خروجه بسبب عدم التفاتهم إلیه عن أن یکون منتفعا به لغیرهم (حتّى لقد قالت‏قریش: إنّ ابن أبی طالب رجل شجاع و لکن لا علم له بالحرب).

و ذلک لأنّ النّاس إذا رؤا من قوم سوء تدبیر أو مقتضى رأی فاسد کان الغالب أن ینسبوه إلى رئیسهم و مقدّمهم، و لا یعلمون أنّه من تقصیر القوم لا من قصور الرّئیس، و لذلک تعجّب منهم و ردّ توهّمهم بقوله: (للّه أبوهم و هل أحد أشدّ لها) للحراب (مراسا) و معالجه (و أقدم فیها مقاما) و ممارسه (منّی و لقد) صرفت فیها تمام عمری و (نهضت فیها و ما بلغت العشرین و ها أنا قد ذرّفت على السّتین).

ثمّ بیّن أنّ السّبب فی فساد حال أصحابه لیس ما تخیّله قریش فیه من ضعف الرّأی فی الحرب و قله التّدبیر، بل عدم طاعتهم له فیما یراه و یشیر إلیه و ذلک قوله (و لکن لا رأى لمن لا یطاع) فانّ الرّأى الذی لا یقبل بمنزله الفاسد و إن کان صوابا، و المثل له.

قیل: و إنّما قال أعداؤه لا رأى له، لأنّه کان متقیّدا بالشّریعه لا یرى خلافها و لا یعمل بما یقتضى الدّین تحریمه، و قد قال هو علیه السّلام: لو لا الدّین و التقى لکنت أدهى العرب، و غیره من الخلفا کان یعمل بمقتضى ما یستصلحه و یستوقفه سواء کان مطابقا للشّرع أو لم یکن هذا.

روى فی البحار من کتاب إرشاد القلوب باسناده إلى أبی جعفر الباقر علیهما السّلام قال: بینما أمیر المؤمنین یتجهّز إلى معاویه و یحرّض النّاس على قتاله إذا اختصم إلیه رجلان فی فعل فعجل أحدهما فی الکلام و زاد فیه، فالتفت إلیه أمیر المؤمنین علیه السّلام و قال له: اخسأ، فاذا رأسه رأس الکلب، فبهت من حوله و أقبل الرّجل بإصبعه المسبحه یتضرّع إلى أمیر المؤمنین علیه السّلام و یسأله الاقاله فنظر إلیه و حرّک شفتیه فعاد کما کان خلقا سویّا.

فوثب إلیه بعض أصحابه فقال له: یا أمیر المؤمنین هذه القدره لک کما رأینا و أنت تجهز إلى معاویه فما لک لا تکفیناه ببعض ما أعطاک اللّه من هذه القدره فأطرق قلیلا و رفع رأسه إلیهم و قال: و الذی فلق الحبّه و برئ النّسمه لو شئت أن أضرب برجلی هذه القصیره فی‏ طول هذه الفیافی و الفلوات و الجبال و الأودیه حتّى أضرب بها صدر معاویه على سریره فاقلبه على أمّ رأسه لفعلت، و لو أقسمت على اللّه عزّ و جلّ أن اوتى به قبل أن أقوم من مجلسی هذا و قبل أن یرتدّ إلیّ أحد منکم طرفه لفعلت، و لکنّا کما وصف اللّه فی کتابه: عباد مکرمون لا یسبقونه بالقول و هم بأمره یعملون.

ثمّ روى فی البحار من الارشاد باسناده إلى میثم التمّار قال: خطب بنا أمیر المؤمنین علیه السّلام فی جامع الکوفه فأطال فی خطبته و أعجب النّاس تطویلها و حسن وعظها و ترغیبها و ترهیبها، إذ دخل نذیر من ناحیه الأنبار مستغیثا یقول: اللّه اللّه یا أمیر المؤمنین فی رعیّتک و شیعتک، هذه خیل معاویه قد شنّت علینا الغاره فی سواد الفرات ما بین همیت و الأنبار.

فقطع أمیر المؤمنین علیه السّلام الخطبه و قال: ویحک بعض خیل معاویه قد دخل الدّسکره التی تلى جدران الأنبار فقتلوا فیها سبع نسوه و سبعه من الأطفال ذکرانا و سبعه إناثا و شهروا بهم و وطئوهم بحوافر الخیل و قالوا هذه مراغمه لأبی تراب.

فقام إبراهیم بن الحسن الأزدی بین یدی المنبر فقال یا أمیر المؤمنین هذه القدره التی رأیت بها و أنت على منبرک إنّ فی دارک خیل معاویه ابن آکله الأکباد و ما فعل بشیعتک و لم یعلم بها هذا فلم تغضى عن معاویه.

فقال له: ویحک یا إبراهیم لیهلک من هلک عن بیّنه و یحیى من حیّ عن بیّنه، فصاح النّاس من جوانب المسجد یا أمیر المؤمنین فالى متى یهلک من هلک عن بیّنه و یحیى من حىّ عن بیّنه و شیعتک تهلک، فقال لهم: لیقضى اللّه أمرا کان مفعولا.

فصاح زید بن کثیر المرادی و قال: یا أمیر المؤمنین تقول بالأمس و أنت تجهز إلى معاویه و تحرّضنا على قتاله و یحتکم إلیک الرّجلان فی الفعل فتعمل «فیعجل ظ» علیک أحدهما فی الکلام فتجعل رأسه رأس الکلب فتستجیر بک فتردّه بشرا سویّا.

و نقول لک ما بال هذه القدره لا تبلغ معاویه فتکفینا شرّه فتقول لنا:

و فالق الحبّه و بارئ النّسمه لو شئت أن أضرب برجلی هذه القصیره صدر معاویه لفعلت، فما بالک لا تفعل ما ترید إلّا أن تضعف نفوسنا فنشکّ فیک فندخل النّار.

فقال أمیر المؤمنین علیه السّلام: لأفعلنّ ذلک و لأعجلنّه على ابن هند، فمدّ رجله على منبره فخرجت عن أبواب المسجد و ردّها إلى فخذه و قال: معاشر النّاس أقیموا تاریخ الوقت و أعلموه فقد ضربت برجلى هذه السّاعه صدر معاویه فقلبته عن سریره على أمّ رأسه فظنّ أنّه قد احیط به، فصاح یا أمیر المؤمنین فأین النّظره فرددت رجلی عنه.

و توقّع النّاس ورود الخبر من الشّام و علموا أنّ أمیر المؤمنین علیه السّلام لا یقول إلّا حقّا، فوردت الأخبار و الکتب بتاریخ تلک السّاعه بعینها من ذلک الیوم بعینه أنّ رجلا جاءت من ناحیه الکوفه ممدوده متّصله فدخلت من أیوان معاویه و النّاس ینظرون حتّى ضربت صدره، فقلبته عن سریره على أمّ رأسه فصاح یا أمیر المؤمنین و أین النّظره و ردّت تلک الرّجل عنه، و علم النّاس ما قال أمیر المؤمنین إلّا حقّا.

تکمله

قد أشرنا سابقا إلى أنّ هذه الخطبه من خطبه المشهوره، و أنّها ممّا رواها جماعه من العامّه و الخاصّه، و لمّا کانت روایه الصّدوق مخالفه لروایه السّیّد فی بعض فقراتها أحببنا ایرادها بسند الصّدوق أیضا ازدیادا للبصیره فأقول: روى فی البحار و الوسایل من کتاب معانی الأخبار للصّدوق عن محمّد بن إبراهیم بن إسحاق الطالقانی عن عبد العزیز بن یحیى الجلودی عن هشام بن علیّ و محمّد بن زکریّا الجوهری، عن ابن عایشه باسناد ذکره أنّ علیّا انتهى إلیه أنّ خیلا لمعاویه ورد الأنبار فقتلوا عاملا له یقال له: حسّان بن حسّان، فخرج مغضبا یجرّ ثوبه حتّى أتى النّخیله و اتبعه النّاس فرقى رباوه من الأرض فحمد اللّه و أثنى علیه و صلّى على نبیّه ثمّ قال: أمّا بعد فانّ الجهاد باب من أبواب الجنّه فتحه اللّه لخاصّه أولیائه و هولباس التّقوى و درع اللّه الحصینه و جنّته الوثیقه، فمن ترکه رغبه عنه ألبسه اللّه ثوب الذّلّ و سیماء الخسف«» و دیث بالصغار، و قد دعوتکم إلى حرب هؤلاء القوم لیلا و نهارا و سرّا و إعلانا و قلت لکم: اغزوهم من قبل أن یغزوکم فو الذی نفسی بیده ما غزى قوم قط فی عقر دیارهم إلّا ذلّوا.

فتواکلتم و تخاذلتم و ثقل علیکم قولی و اتّخذتموه ورائکم ظهریّا«» حتّى شنّت علیکم الغارات، هذا أخو غامد قد وردت خیله الأنبار و قتلوا حسّان بن حسّان و رجالا منهم کثیرا و نساء.

و الذی نفسی بیده لقد بلغنی انّه کان یدخل على المرأه المسلمه و المعاهده فینتزع أحجالهما و رعثهما«» ثمّ انصرفوا موفورین لم یکلم أحد منهم کلما فلو أنّ امرء مسلما مات من دون هذا أسفا ما کان عندی فیه ملوما بل کان عندی به جدیرا.

یا عجبا کلّ العجب من تظافر هؤلاء القوم على باطلهم، و فشلکم عن حقّکم إذا قلت لکم اغزوهم فی الشّتاء قلتم هذا أوان قرّ و صرّ، و إن قلت لکم اغزوهم فی الصّیف قلتم هذا حماره القیظ انظرنا ینصرم الحرّ عنّا، فاذا کنتم من الحرّ و البرد تفرّون فأنتم و اللّه من السّیف أفرّ.

یا أشباه الرّجال و لا رجال، و یا طعام الأحلام، و یا عقول ربّات الحجال و اللّه لقد أفسدتم علیّ رأیی بالعصیان و لقد ملئتم جوفى غیظا حتّى قالت قریش إنّ ابن أبی طالب شجاع و لکن لا رأى له فی الحرب، للّه درّهم و من ذا یکون أعلم بها و أشدّ لها مراسا منّی، فو اللّه لقد نهضت فیها و ما بلغت العشرین، و لقد نیفت الیوم على السّتّین، و لکن لا رأى لمن لا یطاع یقولها ثلاثا.

فقام إلیه رجل و معه أخوه فقال: یا أمیر المؤمنین أنا و أخی هذا کما قال‏ اللّه عز و جلّ حکایه عن موسى: ربّ إنّی لا أملک إلّا نفسی و أخی، فمرنا بأمرک فو اللّه لننهتنّ «کذا» إلیه و لو حال بیننا و بینه جمر الغضا و شوک القتاد، فدعا له بخیر ثمّ قال علیه السّلام و أین تقعان ممّا أرید، ثمّ نزل.

قال إبراهیم فی کتاب الغارات، إنّ القائم إلیه العارض علیه جندب بن عفیف الأزدی هو، و ابن أخ له یقال له عبد الرّحمان «بن ظ» عبد اللّه بن عفیف، و اللّه أعلم بحقایق الوقایع.

الترجمه

از جمله خطب شریفه آن حضرتست در توبیخ أصحاب خود بجهه تثاقل ایشان از قتال و جدال و تحضیض ایشان بجهاد معاویه رئیس بدعت و ضلال مى ‏فرماید بعد از حمد إلهى و درود نامتناهى بر حضرت رسالت پناهى: پس بدرستى که جهاد درى است از درهاى بهشت عنبر سرشت، گشاده است آن را خداوند ودود بجهه دوستان خاصّه خود، و اوست لباس پرهیزکارى و تقوى و زره استوار خدا و سپر محکم حق سبحانه و تعالى، پس هر که ترک نماید آن را بپوشاند خدا او را جامه خوارى، و شامل شود او را بلا و گرفتارى، و خار گردانیده شود بمذلت و بى‏ اعتبارى، و زده شود بر دل او بذهاب عقل و بیخردى، و گردانیده شود حق از او، و مغلوب مى‏ شود بجهه تضییع کارزار، و الزام مى‏ شود بذلت و خوارى، و ممنوع مى‏ شود از انصاف و دادگرى.

آگاه باشید که بتحقیق خواندم شما را به محاربه این فرقه طاغیه شب و روز و در نهان و آشکار، و گفتم بشما که جنگ کنید با ایشان پیش از آنکه ایشان با شما جنگ نمایند پس بخدا قسم که هیچ غزا کرده نشد قومى هرگز در اصل خانه خودشان مگر این که خوار و ذلیل شدند پس موکول کردید شما کار خود را بیکدیگر، و خوار نمودید شما یکدیگر را، تا این که ریخته شد غارتها پیاپى بر شما، و گرفته شد از شما وطن‏ها با غلبه و استیلا.

و این مرد که برادر غامد و سفیان بن عوف غامدى است بتحقیق که وارد شده لشکریان او بشهر انبار، و بیقین که کشته است حسّان بن حسّان بکرى را و زایل نموده سواران شما را از سرحدهاى آنها، و بتحقیق که رسید بمن آنکه مردان قبیله داخل شده بر زن مسلمه و بر کافر ذمیّه پس بر مى‏کنده خلخال و دست برنجهاى او را، و گردن بندها و گوشواره‏هاى آن را، امتناع نتوانسته است آن زن از آن مرد مگر با گریه و زارى و با قسم دادن بقرابت و خویشى.

پس آن قوم بد نهاد بعد از غارت کردن مراجعت نموده‏اند در حالتى که تمام بوده‏اند در حین مراجعت با غنیمت، نرسیده بمردى از ایشان هیچ زخمى و ریخته نشده او را خونى، پس اگر بمیرد مرد مسلمان پس از این ظلم دل‏سوز از روى غم و اندوه نباشد بمردن ملامت کرده شده، بلکه هست نزد من بآن لایق گردیده.

اى بسا تعجب اى قوم تعجب کنید چه تعجبى بخداى لا یزال که مى‏میراند دل را، و مى‏ کشد اندوه را از انفاق آن گروه بر باطل خود، و از تفرقه شما از حق خود، پس زشت باد روى شما و حزن باد بر شما هنگامى که گشتید هدف تیرانداخته شده، غارت میکنند بر شما و غارت نمى‏کنید و جنگ میکنند با شما و جنگ نمى ‏نمائید، و نافرمانى کرده مى‏ شود خدا و شما خوشنود مى ‏باشید.

پس هرگاه امر میکنم شما را برفتن سوى دشمنان در ایام تابستان مى‏گوئید که این شدت گرماست مهلت ده ما را تا سبک شود از ما گرما، و هر وقتى که امر میکنم شما را بسیر نمودن بطرف خصمان در وقت زمستان مى‏گوئید که این شدت سرماست ما را بگذار تا برطرف شود از ما سرما.

این همه عذرها از براى گریختن است از گرما و سرما پس چون بودید از گرما و سرما مى‏ گریزید پس شما بخدا سوگند از شمشیر گریزانتر هستید.

اى جماعت شبیه بمردان بحسب شکل و صورت و نیستید مردان از روى معنى و حقیقت، حلمهاى شما مانند حلمهاى بچگانست، و عقلهاى شما مانند عقلهاى زنان، هر آینه دوست مى‏ داشتم آنکه نمى‏دیدم شما را و نمى ‏شناختم شما را شناختنى که بخدا سوگند که کشیده است ندامت و پشیمانى را و متعقّب شده است‏اندوه و پریشانى را.

لعنت کند خدا شما را هر آینه پر کردید دل مرا از ریم و زرداب، و پر ساختید سینه مرا از خشم و التهاب، و نوشانیدید مرا جرعه‏هاى غم و اندوه را نفس نفس، و فاسد ساختید رأى مرا بر من با معصیت و خذلان تا آنکه گفتند قریش بدرستى که پسر أبی طالب مردى است شجاع و لکن مهارت در حرب ندارد.

خدا نگه دار باد پدران ایشان را آیا هیچیک از ایشان سخت‏تر است مر حرب را از روى علاج و مقدّم‏تر است در حرب از روى ایستادن از من، هر آینه قیام نمودم در معارک قتال با شجاعان و أبطال در حالتى که نرسیده بودم بیست سالگى، و اکنون که سن من افزون گشته بر شصت سال، یعنى در عرض این مدت غالبا مشغول بوده‏ام بر جنگ و جدال، و لکن هیچ رأى نیست کسى را که فرمانبردار نشود و اطاعت او را نکنند.

الى هنا انتهى الجزء الثالث من هذه الطبعه النفیسه و قد تصدى لتصحیحه و تهذیبه العبد: «السید ابراهیم المیانجى» و وقع الفراغ فى شهر ذى القعده الحرام سنه ۱۳۷۸ و یلیه الجزء الرابع انشاء اللّه و أوله أول المختار الثامن و العشرین و الحمد لله کما هو أهله.

منهاج ‏البراعه فی ‏شرح ‏نهج ‏البلاغه(الخوئی)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»

بازدیدها: ۱۳۷

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.