حکمت 6 صبحی صالح
6-وَ قَالَ ( عليهالسلام )صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ-وَ الْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ-وَ الِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ- وَ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً-الْمَسْأَلَةُ خِبَاءُ الْعُيُوبِوَ مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ
حکمت 6 شرح ابن أبي الحديد ج 18
6: وَ صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ- وَ الْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ- وَ الِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ- وَ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً- الْمُسَالَمَةُ خَبْءُ الْعُيُوبِ هذه فصول ثلاثة- الفصل الأول قوله صدر العاقل صندوق سره- قد ذكرنا فيما تقدم طرفا صالحا في كتمان السر- . و كان يقال لا تنكح خاطب سرك- . قال معاوية للنجار العذري ابغ لي محدثا- قال معي يا أمير المؤمنين قال نعم- أستريح منك إليه و منه إليك و أجعله كتوما- فإن الرجل إذا اتخذ جليسا ألقى إليه عجره و بجره- .
و قال بعض الأعراب- لا تضع سرك عند من لا سر له عندك- . و قالوا- إذا كان سر الملك عند اثنين دخلت على الملك الشبهة- و اتسعت على الرجلين المعاذير- فإن عاقبهما عند شياعه عاقب اثنين بذنب واحد- و إن اتهمهما اتهم بريئا بجناية مجرم- و إن عفا عنهما كان العفو عن أحدهما و لا ذنب له- و عن الآخر و لا حجة عليه- . الفصل الثاني قوله البشاشة حبالة المودة- قد قلنا في البشر و البشاشة فيما سبق قولا مقنعا- . و كان يقال البشر دال على السخاء من ممدوحك- و على الود من صديقك دلالة النور على الثمر- . و كان يقال ثلاث تبين لك الود في صدر أخيك- تلقاه ببشرك و تبدؤه بالسلام و توسع له في المجلس- .
و قال الشاعر
لا تدخلنك ضجرة من سائل
فلخير دهرك أن ترى مسئولا
لا تجبهن بالرد وجه مؤمل
قد رام غيرك أن يرى مأمولا
تلقى الكريم فتستدل ببشره
و ترى العبوس على اللئيم دليلا
و اعلم بأنك عن قليل صائر
خبرا فكن خبرا يروق جميلا
و قال البحتري
لو أن كفك لم تجد لمؤمل
لكفاه عاجل بشرك المتهلل
و لو أن مجدك لم يكن متقادما
أغناك آخر سؤدد عن أول
أدركت ما فات الكهول من الحجا
من عنفوان شبابك المستقبل
فإذا أمرت فما يقال لك اتئد
و إذا حكمت فما يقال لك اعدل
الفصل الثالث قوله الاحتمال قبر العيوب- أي إذا احتملت صاحبك و حلمت عنه- ستر هذا الخلق الحسن منك عيوبك- كما يستر القبر الميت- و هذا مثل قولهم في الجود كل عيب فالكرم يغطيه- . فأما الخبء فمصدر خبأته أخبؤه- و المعنى في الروايتين واحد- و قد ذكرنا في فضل الاحتمال و المسالمة- فيما تقدم أشياء صالحة- . و من كلامه ع وجدت الاحتمال أنصر لي من الرجال و من كلامه من سالم الناس سلم منهم و من حارب الناس حاربوه- فإن العثرة للكاثر- و كان يقال العاقل خادم الأحمق أبدا- إن كان فوقه لم يجد من مداراته و التقرب إليه بدا- و إن كان دونه لم يجد من احتماله و استكفاف شره بدا- . و أسمع رجل يزيد بن عمر بن هبيرة فأعرض عنه- فقال الرجل إياك أعني قال و عنك أعرض- .
و قال الشاعر
إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من إجابته السكوت
سكت عن السفيه فظن أني
عييت عن الجواب و ما عييت
ترجمه فارسی شرح ابن ابی الحدید
حكمت (6)
صدر العاقل صندوق سرّه و البشاشة حبالة المودّة، و الاحتمال قبر العيوب. و روى انّه قال فى العبارة عن هذا المعنى ايضا: المسالمة خبء العيوب. «سينه خردمند گنجينه راز اوست و گشاده رويى دام دوستى است و بردبارى گور عيبهاست.» و روايت شده است كه در همين باره اين چنين هم فرموده است: با يكديگر آشتى كردن مايه پوشيده ماندن زشتيهاست.
جلوه تاريخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحديدجلد 7 //دكتر محمود مهدوى دامغانى