حکمت 474 صبحی صالح
474-وَ قَالَ ( عليه السلام )مَا الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَعْظَمَ أَجْراً مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ
حکمت 482 شرح ابن أبي الحديد ج 20
482 وَ قَالَ ع: مَا الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَعْظَمَ أَجْراً- مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ- لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ
نبذ و حكايات حول العفة
قد تقدم القول في العفة و هي ضروب- عفة اليد و عفة اللسان و عفة الفرج و هي العظمى- وقد جاء في الحديث المرفوع من عشق فكتم و عف و صبر فمات- مات شهيدا و دخل الجنة و في حكمة سليمان بن داود أن الغالب لهواه أشد من الذي يفتح المدينة وحده- .
نزل خارجي على بعض إخوانه منهم مستترا من الحجاج- فشخص المنزول عليه لبعض حاجاته و قال لزوجته- يا ظمياء أوصيك بضيفي هذا خيرا- و كانت من أحسن الناس- فلما عاد بعد شهر قال لها كيف كان ضيفك- قالت ما أشغله بالعمى عن كل شيء- و كان الضيف أطبق جفنيه فلم ينظر إلى المرأة- و لا إلى منزلها إلى أن عاد زوجها- .
و قال الشاعر-
إن أكن طامح اللحاظ فإني
و الذي يملك القلوب عفيف
خرجت امرأة من صالحات نساء قريش إلى بابها لتغلقه- و رأسها مكشوف- فرآها رجل أجنبي فرجعت و حلقت شعرها- و كانت من أحسن النساء شعرا فقيل لها في ذلك- قالت ما كنت لأدع على رأسي شعرا رآه من ليس لي بمحرم- . كان ابن سيرين يقول- ما غشيت امرأة قط في يقظة و لا نوم- غير أم عبد الله- و إني لأرى المرأة في المنام و أعلم أنها لا تحل لي- فأصرف بصري عنها- . و قال بعضهم-
و إني لعف عن فكاهة جارتي
و إني لمشنوء إلي اغتيابها
إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها
صديقا و لم تأنس إلي كلابها
و لم أك طلابا أحاديث سرها
و لا عالما من أي حوك ثيابها
دخلت بثينة على عبد الملك بن مروان فقال- ما أرى فيك يا بثينة شيئا مما كان يلهج به جميل- فقالت إنه كان يرنو إلي بعينين- ليستا في رأسك يا أمير المؤمنين- قال فكيف صادفته في عفته- قالت كما وصف نفسه إذ قال-
لا و الذي تسجد الجباه له
ما لي بما ضم ثوبها خبر
و لا بفيها و لا هممت به
ما كان إلا الحديث و النظر
و قال أبو سهل الساعدي دخلت على جميل في مرض موته- فقال يا أبا سهل رجل يلقى الله و لم يسفك دما حراما- و لم يشرب خمرا و لم يأت فاحشة- أ ترجو له الجنة قلت إي و الله فمن هو- قال إني لأرجو أن أكون أنا ذلك فذكرت له بثينة- فقال إني لفي آخر يوم من أيام الدنيا- و أول يوم من أيام الآخرة- لا نالتني شفاعة محمد- إن كنت حدثت نفسي بريبة معها أو مع غيرها قط- .
قال الشاعر
قالت و قلت ترفقي فصلي
حبل امرئ بوصالكم صب
صادق إذا بعلي فقلت لها
الغدر شيء ليس من شعبي
ثنتان لا أصبو لوصلهما
عرس الصديق و جارة الجنب
أما الصديق فلست خائنه
و الجار أوصاني به ربي
يقال إن امرأة ذات جمال- دعت عبد الله بن عبد المطلب إلى نفسها- لما كانت ترى على وجهه من النور- فأبى و قال
أما الحرام فالممات دونه
و الحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه
يحمي الكريم عرضه و دينه
راود توبة بن الحمير ليلى الأخيلية مرة عن نفسها- فاشمأزت منه و قالت-
و ذي حاجة قلنا له لا تبح بها
فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه
و أنت لأخرى صاحب و خليل
ابن ميادة
موانع لا يعطين حبة خردل
و هن زوان في الحديث أوانس
و يكرهن أن يسمعن في اللهو ريبة
كما كرهت صوت اللجام الشوامس
آخر-
بيض أوانس ما هممن بريبة
كظباء مكة صيدهن حرام
يحسبن من لين الكلام زوانيا
و يصدهن عن الخنا الإسلام
في الحديث المرفوع لا تكونن حديد النظر إلى ما ليس لك- فإنه لا يزني فرجك ما حفظت عينيك- و إن استطعت ألا تنظر إلى ثوب المرأة التي لا تحل لك فافعل- و لن تستطيع ذلك إلا بإذن الله – . كان ابن المولى الشاعر المدني موصوفا بالعفة و طيب الإزار- فأنشد عبد الملك شعرا له من جملته-
و أبكي فلا ليلى بكت من صبابة
لباك و لا ليلى لذي البذل تبذل
و أخنع بالعتبى إذا كنت مذنبا
و إن أذنبت كنت الذي أتنصل
فقال عبد الملك من ليلى هذه- إن كانت حرة لأزوجنكها- و إن كانت أمة لأشترينها لك بالغة ما بلغت- فقال كلا يا أمير المؤمنين- ما كنت لأصعر وجه حر أبدا في حرته و لا في أمته- و ما ليلى التي أنست بها إلا قوسي هذه- سميتها ليلى لأن الشاعر لا بد له من النسيب- .
ابن الملوح المجنون
كأن على أنيابها الخمر مجه
بماء الندى من آخر الليل غابق
و ما ذقته إلا بعيني تفرسا
كما شيم من أعلى السحابة بارق
هذا مثل بيت الحماسة
بأعذب من فيها و ما ذقت طعمه
و لكنني فيما ترى العين فارس
شاعر
ما إن دعاني الهوى لفاحشة
إلا نهاني الحياء و الكرم
و لا إلى محرم مددت يدي
و لا مشت بي لريبة قدم
العباس بن الأحنف
أ تأذنون لصب في زيارتكم
فعندكم شهوات السمع و البصر
لا يضمر السوء إن طال الجلوس به
عف الضمير و لكن فاسق النظر
قال بعضهم رأيت امرأة مستقبلة البيت في الموسم- و هي في غاية الضر و النحافة رافعة يديها تدعو- فقلت لها هل لك من حاجة- قالت حاجتي إن تنادي في الموقف بقولي-
تزود كل الناس زادا يقيمهم
و ما لي زاد و السلام على نفسي
ففعلت و إذا أنا بفتى منهوك فقال أنا الزاد- فمضيت به إليها فما زادوا على النظر و البكاء- ثم قالت له انصرف مصاحبا- فقلت ما علمت أن التقاء كما يقتصر فيه على هذا- فقالت أمسك يا فتى- أ ما علمت أن ركوب العار و دخول النار شديد- . قال بعضهم-
كم قد ظفرت بمن أهوى فيمنعني
منه الحياء و خوف الله و الحذر
و كم خلوت بمن أهوى فيقنعني
منه الفكاهة و التحديث و النظر
أهوى الملاح و أهوى أن أجالسهم
و ليس لي في حرام منهم وطر
كذلك الحب لا إتيان معصية
لا خير في لذة من بعدها سقر
قال محمد بن عبد الله بن طاهر لبنيه- اعشقوا تظرفوا و عفوا تشرفوا- . وصف أعرابي امرأة طرقها فقال- ما زال القمر يرينيها فلما غاب أرتنيه- فقيل فما كان بينكما- قال ما أقرب ما أحل الله مما حرم- إشارة في غير بأس و دنو من غير مساس- و لا وجع أشد من الذنوب- .
كثير عزة
و إني لأرضى منك يا عز بالذي
لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا و بألا أستطيع و بالمنى
و بالوعد حتى يسأم الوعد آمله
و بالنظرة العجلي و بالحول ينقضي
أواخره لا نلتقي و أوائله
و قال بعض الظرفاء- كان أرباب الهوى يسرون فيما مضى- و يقنعون بأن يمضغ أحدهم لبانا قد مضغته محبوبته- أو يستاك بسواكها و يرون ذاك عظيما- و اليوم يطلب أحدهم الخلوة و إرخاء الستور- كأنه قد أشهد على نكاحها أبا سعيد و أبا هريرة- .
و قال أحمد بن أبي عثمان الكاتب
و إني ليرضيني المرور ببابها
و أقنع منها بالوعيد و بالزجر
قال يوسف بن الماجشون- أنشدت محمد بن المنكدر قول وضاح اليمن-
إذا قلت هاتي نوليني تبسمت
و قالت معاذ الله من فعل ما حرم
فما نولت حتى تضرعت حولها
و عرفتها ما رخص الله في اللمم
فضحك و قال إن كان وضاح لفقيها في نفسه- .
قال آخر
فقالت بحق الله إلا أتيتنا
إذا كان لون الليل لون الطيالس
فجئت و ما في القوم يقظان غيرها
و قد نام عنها كل وال و حارس
فبتنا مبيتا طيبا نستلذه
جميعا و لم أمدد لها كف لامس
مرت امرأة حسناء بقوم من بني نمير- مجتمعين في ناد لهم فرمقوها بأبصارهم- . و قال قائل منهم ما أكملها لو لا أنها رسحاء- فالتفتت إليهم و قالت و الله يا بني نمير- ما أطعتم الله و لا الشاعر قال الله تعالى- قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ- .
و قال الشاعر
فغض الطرف إنك من نمير
فلا كعبا بلغت و لا كلابا
فأخجلتهم- . و قال أبو صخر الهذلي من شعر الحماسة-
لليلة منها تعود لنا
من غير ما رفث و لا إثم
أشهى إلى نفسي و لو برحت
مما ملكت و من بني سهم
آخر
و ما نلت منها محرما غير أنني
أقبل بساما من الثغر أفلجا
و الثم فاها آخذا بقرونها
و أترك حاجات النفوس تحرجا
و أعف من هذا الشعر قول عبد بني الحسحاس على فسقه-
لعمر أبيها ما صبوت و لا صبت
إلي و إني من صبا لحليم
سوى قبلة أستغفر الله ذنبها
سأطعم مسكينا لها و أصوم
و قال آخر
و مجدولة جدل العناق كأنما
سنا البرق في داجي الظلام ابتسامها
ضربت لها الميعاد ليست بكنة
و لا جارة يخشى على ذمامها
فلما التقينا قالت الحكم فاحتكم
سوى خلة هيهات منك مرامها
فقلت معاذ الله أن أركب التي
تبيد و يبقى في المعاد أثامها
قوله ليست بكنة و لا جارة يخشى علي ذمامها- مأخوذ من قول قيس بن الخطيم-
و مثلك قد أحببت ليست بكنة
و لا جارة و لا حليلة صاحب
و هذا الشاعر قد زاد عليه بقوله و لا حليلة صاحب- .
و أنشد ابن مندويه لبعضهم
أنا زاني اللسان و الطرف إلا
أن قلبي يعاف ذاك و يأبى
لا يراني الإله أشرب إلا
كل ما حل شربه لي و طابا
آخر-
نلهو بهن كذا من غير فاحشة
لهو الصيام بتفاح البساتين
بشار بن برد
قالوا حرام تلاقينا فقلت لهم
ما في التزام و لا في قبلة حرج
من راقب الناس لم يظفر بحاجته
و فاز بالطيبات الفاتك اللهج
البيت الآخر مثل قول القائل
من راقب الناس مات هما
و فاز باللذة الجسور
أبو الطيب المتنبي
و ترى الفتوة و المروءة و الأبوة
في كل مليحة ضراتها
هن الثلاث المانعاتي لذتي
في خلوتي لا الخوف من تبعاتها
إني على شغفي بما في خمرها
لأعف عما في سراويلاتها
كان الصاحب رحمه الله يستهجن قوله- عما في سراويلاتها- و يقول إن كثيرا من العهر أحسن من هذه العفة- و معنى البيت الأول- أن هذه الخلال الثلاث تراهن الملاح ضرائر لهن- لأنهن يمنعنه عن الخلوة بالملاح و التمتع بهن- ثم قال إن هذه الخلال هي التي تمنعه- لا الخوف من تبعاتها- و قال قوم هذا تهاون بالدين و نوع من الإلحاد- و عندي أن هذا مذهب للشعراء معروف- لا يريدون به التهاون بالدين- بل المبالغة في وصف سجاياهم و أخلاقهم بالطهارة- و أنهم يتركون القبيح لأنه قبيح- لا لورود الشرع به و خوف العقاب منه- و يمكن أيضا أن يريد بتبعاتها تبعات الدنيا- أي لا أخاف من قوم هذه المحبوبة التي أنست بها- و لا أشفق من حربهم و كيدهم- فأما عفة اليد و عفة اللسان فهما باب آخر- و قد ذكرنا طرفا صالحا من ذلك- في الأجزاء المتقدمة عند ذكرنا الورع- . و في الحديث المرفوع لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين- حتى يترك ما لا بأس به حذار ما به البأس – .
و قال أبو بكر في مرض موته- إنا منذ ولينا أمر المسلمين- لم نأخذ لهم درهما و لا دينارا- و أكلنا من جريش الطعام- و لبسنا من خشن الثياب- و ليس عندنا من فيء المسلمين إلا هذا الناضح- و هذا العبد الحبشي و هذه القطيفة- فإذا قبضت فادفعوا ذلك إلى عمر- ليجعله في بيت مال المسلمين- فلما مات حمل ذلك إلى عمر فبكى كثيرا ثم قال- رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده- . قال سليمان بن داود- يا بني إسرائيل أوصيكم بأمرين أفلح من فعلهما- لا تدخلوا أجوافكم إلا الطيب- و لا تخرجوا من أفواهكم إلا الطيب- .
و قال بعض الحكماء- إذا شئت أن تعرف ربك معرفة يقينية- فاجعل بينك و بين المحارم حائطا من حديد- فسوف يفتح عليك أبواب معرفته- . و مما يحكى من ورع حسان بن أبي سنان- أن غلاما له كتب إليه من الأهواز- أن قصب السكر أصابته السنة آفة- فابتع ما قدرت عليه من السكر- فإنك تجد له ربحا كثيرا فيما بعد- فابتاع و طلب منه ما ابتاعه بعد قليل- بربح ثلاثين ألف درهم- فاستقال البيع من صاحبه- و قال إنه لم يعلم ما كنت أعلم حين اشتريته منه- فقال البائع قد علمت الآن مقدار الربح- و قد طيبته لك و أحللتك- فلم يطمئن قلبه و ما زال حتى رده عليه- . يقال إن غنم الغارة اختلطت بغم أهل الكوفة- فتورع أبو حنيفة أن يأكل اللحم- و سأل كم تعيش الشاة قالوا سبع سنين- فترك أكل لحم الغنم سبع سنين- .
و يقال إن المنصور حمل إليه بدرة- فرمى بها إلى زاوية البيت- فلما مات جاء بها ابنه حماد بن أبي حنيفة- إلى أبي الحسن بن أبي قحطبة- و قال إن أبي أوصاني أن أرد هذه عليك- و قال إنها كانت عندي كالوديعة- فاصرفها فيما أمرك الله به- فقال أبو الحسن رحم الله أبا حنيفة- لقد شح بدينه إذ سخت به نفوس أقوام- . و قال سفيان الثوري- انظر درهمك من أين هو و صل في الصف الأخير- .
جابر سمعت النبي ص يقول لكعب بن عجرة لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت النار أولى به- . الحسن لو وجدت رغيفا من حلال لأحرقته- ثم سحقته ثم جعلته ذرورا- ثم داويت به المرضى- .
عائشة قالت يا رسول الله من المؤمن- قال من إذا أصبح نظر إلى رغيفيه كيف يكتسبهما- قالت يا رسول الله أما إنهم لو كلفوا ذلك لتكلفوه- فقال لها إنهم قد كلفوه و لكنهم يعسفون الدنيا عسفا
حذيفة بن اليمان يرفعه أن قوما يجيئون يوم القيامة- و لهم من الحسنات كأمثال الجبال- فيجعلها الله هباء منثورا- ثم يؤمر بهم إلى النار- فقيل خلهم لنا يا رسول الله- قال إنهم كانوا يصلون و يصومون- و يأخذون أهبة من الليل- و لكنهم كانوا إذا عرض عليهم الحرام وثبوا عليه
ترجمه فارسی شرح ابن ابی الحدید
حكمت (482)
و قال عليه السّلام: ما المجاهد الشهيد فى سبيل الله باعظم اجرا ممن قدر فعفّ، لكاد العفيف ان يكون ملكا من الملائكة.
«و آن حضرت فرمود: پيكاركننده كشته شده در راه خدا از لحاظ پاداش بزرگتر از كسى نيست كه (به انجام دادن حرام) توانا باشد و پارسايى ورزد، و چنان است كه گويى پارسا فرشته اى از فرشتگان است.»
ابن ابى الحديد در شرح اين سخن چنين آورده است: سخن درباره پارسايى و پاكدامنى پيش از اين گذشت كه بر چند نوع است، پارسايى دست، پارسايى زبان و پارسايى شهوت جنسى كه اين يكى از همه برتر است و در حديث مرفوع آمده است: «هر كس عاشق شود و عشق خود را نهان دارد و پاكدامنى ورزد و بر آن حال بميرد شهيد مرده است و به بهشت در مى آيد.» و از جمله سخنان حكمت آميز سليمان بن داود عليه السّلام اين است آن كس كه به هواى خود چيره شود دليرتر و استوارتر از كسى است كه به تنهايى شهرى را مى گشايد.
ابن ابى الحديد سپس داستانهايى درباره عفت و پاكدامنى آورده است و به اشعارى در اين مورد استشهاد كرده است كه به ترجمه يكى دو مورد بسنده مى شود.
يكى از خوارج پوشيده از حجاج به خانه يكى از هم كيشان خود وارد شد، ميزبان براى انجام دادن كارهاى خود به سفرى رفت و به همسر خود گفت: اى گندمگون تو را در مورد اين ميهمان خود به انجام دادن خير و نيكى سفارش مى كنم، و آن زن از زيباترين مردم بود. چون ميزبان پس از يك ماه از سر برگشت به زن گفت: ميهمان تو چگونه بود گفت: كورى او را از هر كارى باز داشته بود، و ميهمان در آن مدت پلكهاى خود را بر هم نهاده بود و نه به آن زن نگريسته بود و نه به چيزى از خانه و اسباب آن تا همسرش از سفر برگشته بود.
زنى از زنان پارساى قريش بر در خانه خويش رفت تا آن را ببندد و سر برهنه بود، مردى بيگانه او را ديد، آن زن به خانه برگشت و موهاى خود را كه از بهترين موها بود تراشيد و چون در آن باره از او پرسيدند، گفت: من مويى را كه نامحرم ديده است بر سرخود باقى نمى گذارم.
توبة بن حميّر يك بار از ليلى اخيلية كام خواست، ليلى را سخت از او كراهيت آمد و در پاسخ تقاضاى او چنين سرود: چه بسيار نيازمند كه گفتيمش نياز خود را آشكار مساز كه تا هنگامى كه زنده باشى براى برآوردن آن راهى نيست، ما را صاحبى است كه سزاوار نيست او را خيانت كنيم تو هم همسر و دوست زنى ديگرى.
محمد بن عبد الله بن طاهر به پسرانش مى گفت: عشق بورزيد تا ظريف شويد و در همان حال پاكدامنى كنيد تا شريف شويد.
سليمان بن داود عليه السّلام فرموده است: اى بنى اسرائيل شما را به دو چيز سفارش مى كنم كه هر كس آن دو را انجام دهد رستگار مى شود، به درون خود چيزى جز حلال وارد مسازيد- چيزى جز حلال مخوريد- و از دهان خود به جز سخن پسنديده بيرون مياوريد.
جابر گويد: از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شنيدم كه به كعب بن عجرة مى فرمود: «گوشتى كه از حرام روييده باشد به بهشت درنمىآيد كه آتش آن را سزاوارتر است.» حذيفة بن اليمان در حديثى مرفوع گويد: به روز قيامت گروهى مى آيند كه حسنات ايشان همچون كوههاست ولى خداوند آنها را چون گردى پراكنده مى سازد و سپس فرمان داده مى شود آنان را به دوزخ برند، گفته شد: اى رسول خدا آنان را براى ما توصيف فرماى. فرمود: آنان نماز و روزه را انجام مى دهند و بخشى از شب را به گرفتن ساز و برگ- عبادت- مى گذرانند ولى همين كه حرام بر ايشان عرضه مى شود بر آن هجوم مى برند.
جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى