حکمت 453 صبحی صالح
453-وَ قَالَ ( عليه السلام )مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّهِ
حکمت 461 شرح ابن أبي الحديد ج 20
461 وَ قَالَ ع: مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ- حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّهِ ذكر هذا الكلام أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب- عن أمير المؤمنين ع في عبد الله بن الزبير- إلا أنه لم يذكر لفظة المشئوم
عبد الله بن الزبير و ذكر طرف من أخباره
و نحن نذكر ما ذكره ابن عبد البر- في ترجمة عبد الله بن الزبير- فإن هذا المصنف يذكر جمل أحوال الرجل دون تفاصيلها- ثم نذكر تفصيل أحواله من مواضع أخرى- .
قال أبو عمر رحمه الله- يكنى عبد الله بن الزبير أبا بكر- و قال بعضهم أبا بكير- ذكر ذلك أبو أحمد الحاكم الحافظ في كتابه في الكنى- و الجمهور من أهل السير و أهل الأثر على أن كنيته أبو بكر- و له كنية أخرى أبو خبيب بابنه خبيب-و كان أسن ولده- و خبيب هو صاحب عمر بن عبد العزيز- الذي مات من ضربه إذ كان واليا على المدينة للوليد- و كان الوليد أمره بضربه- فمات من أذية ذلك فوداه عمر بعد- . قال أبو عمر و سماه رسول الله ص باسم جده- و كناه بكنية جده عبد الله أبي بكر- و هاجرت أمه أسماء من مكة إلى المدينة و هي حامل به- فولدته في سنة اثنتين من الهجرة- لعشرين شهرا من التاريخ- و قيل ولد في السنة الأولى- و هو أول مولود ولد في الإسلام من المهاجرين بعد الهجرة- .
و روى هشام بن عروة عن أسماء قالت- حملت بعبد الله بمكة فخرجت و أنا متم- فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء- ثم أتيت رسول الله ص فوضعته في حجره- فدعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه- فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ص- ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له و بارك عليه- و هو أول مولود ولد في الإسلام للمهاجرين بالمدينة- قال ففرحوا به فرحا شديدا و ذلك أنهم قد كان قيل لهم- إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم- .
قال أبو عمر- و شهد عبد الله الجمل مع أبيه و خالته- و كان شهما ذكرا ذا أنفة و كان له لسن و فصاحة- و كان أطلس لا لحية له و لا شعر في وجهه- و كان كثير الصلاة كثير الصيام- شديد البأس كريم الجدات و الأمهات و الخالات- إلا أنه كان فيه خلال لا يصلح معها للخلافة- فإنه كان بخيلا ضيق العطن سيئ الخلق حسودا- كثير الخلاف- أخرج محمد بن الحنفية من مكة و المدينة- و نفى عبد الله بن عباس إلى الطائف- .
وقال علي ع في أمره ما زال الزبير يعد منا أهل البيت- حتى نشأ ابنه عبد اللهقال أبو عمر و بويع له بالخلافة- سنة أربع و ستين في قول أبي معشر- . و قال المدائني بويع له بالخلافة سنة خمس و ستين- . و كان قبل ذلك لا يدعى باسم الخلافة- و كانت بيعته بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية- على طاعته أهل الحجاز و اليمن و العراق و خراسان- و حج بالناس ثماني حجج- و قتل في أيام عبد الملك بن مروان- يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى- و قيل من جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين- و هو ابن اثنتين و سبعين سنة- و صلب بمكة بعد قتله- و كان الحجاج قد ابتدأ بحصاره- من أول ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين و سبعين- و حج الحجاج بالناس في ذلك العام- و وقف بعرفة و عليه درع و مغفر- و لم يطوفوا بالبيت في تلك السنة- فحاصره ستة أشهر و سبعة عشر يوما إلى أن قتله- .
قال أبو عمر فروى هشام بن عروة عن أبيه قال- لما كان قبل قتل عبد الله بعشرة أيام- دخل على أمه أسماء بنت أبي بكر و هي شاكية- فقال كيف تجدينك يا أمه قالت ما أجدني إلا شاكية- فقال لها إن في الموت لراحة فقالت لعلك تمنيته لي- و ما أحب أن أموت حتى يأتي على إحدى حالتيك- إما قتلت فأحتسبك- و إما ظفرت بعدوك فقرت عيني- .
قال عروة فالتفت عبد الله إلي و ضحك- فلما كان اليوم الذي قتل فيه دخل عليها في المسجد- فقالت يا بني لا تقبل منهم خطة- تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل- فو الله لضربة سيف في عز خير من ضربة سوط في مذلة- قال فخرجعبد الله و قد نصب له مصراع عند الكعبة- فكان يكون تحته- فأتاه رجل من قريش فقال له- أ لا نفتح لك باب الكعبة فتدخلها- فقال و الله لو وجدوكم تحت أستار الكعبة- لقتلوكم عن آخركم- و هل حرمة البيت إلا كحرمة الحرم- ثم أنشد
و لست بمبتاع الحياة بسبة
و لا مرتق من خشية الموت سلما
ثم شد عليه أصحاب الحجاج- فسأل عنهم فقيل هؤلاء أهل مصر- فقال لأصحابه اكسروا أغماد سيوفكم- و احملوا معي فإنني في الرعيل الأول- ففعلوا ثم حمل عليهم و حملوا عليه- فكان يضرب بسيفين- فلحق رجلا فضربه فقطع يده- و انهزموا و جعل يضربهم حتى أخرجهم من باب المسجد- و جعل رجل منهم أسود يسبه فقال له- اصبر يا ابن حام ثم حمل عليه فصرعه- ثم دخل عليه أهل حمص من باب بني شيبة- فسأل عنهم فقيل هؤلاء أهل حمص- فشد عليهم و جعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد- ثم انصرف و هو يقول-
لو كان قرني واحدا أرديته
أوردته الموت و قد ذكيته
ثم دخل عليه أهل الأردن من باب آخر- فقال من هؤلاء قيل أهل الأردن- فجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد- ثم انصرف و هو يقول-
لا عهد لي بغارة مثل السيل
لا ينجلي قتامها حتى الليل
فأقبل عليه حجر من ناحية الصفا فأصابه بين عينيه- فنكس رأسه و هو يقول-
و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
و لكن على أقدامنا تقطر الدما
أنشده متمثلا و حماه موليان له- فكان أحدهما يرتجز فيقول-
العبد يحمي ربه و يحتمي
قال ثم اجتمعوا عليه فلم يزالوا يضربونه و يضربهم- حتى قتلوه- و مولييه جميعا- فلما قتل كبر أهل الشام- فقال عبد الله بن عمر- المكبرون يوم ولد خير من المكبرين يوم قتل- . قال أبو عمر و قال يعلى بن حرملة- دخلت مكة بعد ما قتل عبد الله بن الزبير بثلاثة أيام- فإذا هو مصلوب فجاءت أمه أسماء- و كانت امرأة عجوزا طويلة مكفوفة البصر تقاد- فقالت للحجاج أ ما آن لهذا الراكب أن ينزل- فقال لها المنافق قالت و الله ما كان منافقا- و لكنه كان صواما قواما برا- قال انصرفي فإنك عجوز قد خرفت- قالت لا و الله ما خرفت- وإني سمعت رسول الله ص يقول يخرج من ثقيف كذاب و مبير- أما الكذاب فقد رأيناه تعني المختار- و أما المبير فأنت- .
قال أبو عمر و روى سعيد بن عامر الخراز- عن ابن أبي مليكة قال- كنت الآذن لمن بشر أسماء بنزول ابنها عبد الله من الخشبة- فدعت بمركن و شب يمان فأمرتني بغسله- فكنا لا نتناول منه عضوا إلا جاء معنا- فكنا نغسل العضو و ندعه في أكفانه- و نتناول العضو الذي يليه فنغسله- ثم نضعه في أكفانه حتى فرغنا منه- ثم قامت فصلت عليه و قد كانت تقول- اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجثته- فلما دفنته لم يأت عليها جمعة حتى ماتت- . قال أبو عمر- و قد كان عروة بن الزبير رحل إلى عبد الملك- فرغب إليه في إنزال عبد الله من الخشبة- فأسعفه بذلك فأنزل- .
قال أبو عمر و قال علي بن مجاهد- قتل مع ابن الزبير مائتان و أربعون رجلا- إن منهم لمن سال دمه في جوف الكعبة- . قال أبو عمر و روى عيسى عن أبي القاسم- عن مالك بن أنس قال- كان ابن الزبير أفضل من مروان- و أولى بالأمر منه و من أبيه- قال و قد روى علي بن المدائني عن سفيان بن عيينة- أن عامر بن عبد الله بن الزبير مكث بعد قتل أبيه حولا- لا يسأل الله لنفسه شيئا إلا الدعاء لأبيه- . قال أبو عمر و روى إسماعيل بن علية- عن أبي سفيان بن العلاء عن ابن أبي عتيق قال- قالت عائشة إذا مر ابن عمر فأرونيه- فلما مر قالوا هذا ابن عمر- فقالت يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري- قال رأيت رجلا قد غلب عليك- و رأيتك لا تخالفينه يعني عبد الله بن الزبير- فقالت أما إنك لو نهيتني ما خرجت- .
فأما الزبير بن بكار- فإنه ذكر في كتاب أنساب قريش- من أخبار عبد الله و أحواله جملة طويلة- نحن نختصرها و نذكر اللباب منها- مع أنه قد أذنب في ذكر فضائله و الثناء عليه- و هو معذور في ذلك فإنه لا يلام الرجل على حب قومه- و الزبير بن بكار أحد أولاد عبد الله بن الزبير- فهو أحق بتقريظه و تأبينه- . قال الزبير بن بكار- أمه أسماء ذات النطاقين ابنة أبي بكر الصديق- و إنما سميت ذات النطاقين لأن رسول الله ص لما تجهز مهاجرا إلى المدينة- و معه أبو بكر لم يكن لسفرتهما شناق- فشقت أسماء نطاقها فشنقتها به- فقال لها رسول الله ص- قد أبدلك الله تعالى بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فسميت ذات النطاقين- قال و قد روى محمد بن الضحاك عن أبيه- أن أهل الشام كانوا و هم يقاتلون عبد الله بمكة- يصيحون يا ابن ذات النطاقين- يظنونه عيبا فيقول ابنها و الإله- ثم يقول إني و إياكم لكما
قال أبو ذؤيب
و عيرني الواشون أني أحبها
و تلك شكاة ظاهر عنك عارها
فإن أعتذر عنها فإني مكذب
و إن تعتذر يردد عليك اعتذارها
ثم يقبل على ابن أبي عتيق- و هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر- فيقول أ لا تسمع يا ابن أبي عتيق- .قال الزبير و زعموا أن عبد الله بن الزبير- لما ولد أتي به رسول الله ص فنظر في وجهه و قال- أ هو هو ليمنعن البيت أو ليموتن دونه
و قال العقيلي في ذلك
بر تبين ما قال الرسول له
و ذو صلاة بضاحي وجهه علم
حمامة من حمام البيت قاطنة
لا تتبع الناس إن جاروا و إن ظلموا
قال و قد روى نافع بن ثابت- عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله ص دخل على أسماء حين ولد عبد الله- فقال أ هو هو- فتركت أسماء رضاعه فقيل لرسول الله ص- إن أسماء تركت رضاع عبد الله لما سمعت كلمتك- فقال لها أرضعيه و لو بماء عينيك- كبش بين ذئاب عليها ثياب- ليمنعن الحرم أو ليموتن دونه- . قال و حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال- كان عبد الله بن الزبير يقول- هاجرت بي أمي في بطنها- فما أصابها شيء من نصب أو مخمصة- إلا و قد أصابني-قال و قالت عائشة يا رسول الله أ لا تكنيني- فقال تكني باسم ابن أختك عبد الله- فكانت تكنى أم عبد الله
قال و روى هند بن القاسم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال احتجم رسول الله ص ثم دفع إلي دمه- فقال اذهب به فواره حيث لا يراه أحد- فذهبت به فشربته فلما رجعت قال ما صنعت- قلت جعلته في مكان أظن أنه أخفى مكان عن الناس- فقال فلعلك شربته فقلت نعم- .
قال و قال وهب بن كيسان- أول من صف رجليه في الصلاة عبد الله بن الزبير- فاقتدى به كثير من العباد و كان مجتهدا- . قال و خطب الحجاج بعد قتله- زجلة بنت منظور بن زبان بن سيار الفزارية- و هي أم هاشم بن عبد الله بن الزبير- فقلعت ثنيتها و ردته و قالت- ما ذا يريد إلى ذلفاء ثكلى حرى-
و قالت
أ بعد عائذ بيت الله تخطبني
جهلا جهلت و غب الجهل مذموم
فاذهب إليك فإني غير ناكحة
بعد ابن أسماء ما استن الدياميم
من يجعل العير مصفرا جحافله
مثل الجواد و فضل الله مقسوم
قال و حدثني عبد الملك بن عبد العزيز- عن خاله يوسف بن الماجشون قال- قسم عبد الله بن الزبير الدهر على ثلاث ليال- فليلة هو قائم حتى الصباح- و ليلة هو راكع حتى الصباح- و ليلة هو ساجد حتى الصباح- . قال و حدثنا سليمان بن حرب بإسناد- ذكره و رفعه إلى مسلم المكي قال- ركع عبد الله بن الزبير يوما ركعة- فقرأت البقرة و آل عمران و النساء و المائدة- و ما رفع رأسه- .
قال و قد حدث من لا أحصيه كثرة من أصحابنا- أن عبد الله كان يواصل الصوم سبعا- يصوم يوم الجمعة فلا يفطر إلا يوم الجمعة الآخر- و يصوم بالمدينة فلا يفطر إلا بمكة- و يصوم بمكة فلا يفطر إلا بالمدينة- . قال و قال عبد الملك بن عبد العزيز- و كان أول ما يفطر عليه إذا أفطر لبن لقحة بسمن بقر- قال الزبير و زاد غيره و صبر- .
قال و حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى- بإسناد رفعه إلى عروة بن الزبير قال- لم يكن أحد أحب إلى عائشة- بعد رسول الله ص و بعد أبي بكر- من عبد الله بن الزبير- . قال و حدثني يعقوب بن محمد- بإسناد يرفعه إلى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال- ما كان أحد أعلم بالمناسك من ابن الزبير- .
قال و حدثني مصعب بن عثمان قال- أوصت عائشة إلى عبد الله بن الزبير- و أوصى إليه حكيم بن حزام- و عبد الله بن عامر بن كريز و الأسود بن أبي البختري- و شيبة بن عثمان و الأسود بن عوف- . قال الزبير و حدث عمر بن قيس عن أمه قالت- دخلت على عبد الله بن الزبير بيته فإذا هو قائم يصلي- فسقطت حية من البيت على ابنه هاشم بن عبد الله- فتطوقت على بطنه و هو نائم- فصاح أهل البيت الحية الحية- و لم يزالوا بها حتى قتلوها- و عبد الله قائم يصلي ما التفت و لا عجل- ثم فرغ من صلاته بعد ما قتلت الحية- فقال ما بالكم فقالت أم هاشم إي رحمك الله- أ رأيت إن كنا هنا عليك أ يهون عليك ابنك- قال ويحك- و ما كانت التفاتة لو التفتها مبقية من صلاتي- .
قال الزبير و عبد الله أول من كسا الكعبة الديباج- و إن كان ليطيبها حتى يجد ريحها من دخل الحرم- قال و لم تكن كسوة الكعبة من قبله إلا المسوح و الأنطاع- فلما جرد المهدي بن المنصور الكعبة- كان فيما نزع عنها كسوة من ديباج مكتوب عليها- لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين- قال و حدثني يحيى بن معين- بإسناد رفعه إلى هشام بن عروة- أن عبد الله بن الزبير أخذ من بين القتلى يوم الجمل- و به بضع و أربعون طعنة و ضربة- قال الزبير و اعتلت عائشة مرة- فدخل عليها بنو أختها أسماء عبد الله و عروة و المنذر- قال عروة فسألناها عن حالها- فشكت إلينا نهكة من علتها- فعزاها عبد الله عن ذلك فأجابته بنحو قولها- فعاد لها بالكلام فعادت له بالجواب فصمت و بكى- قال عروة فما رأينا متحاورين من خلق الله أبلغ منهما- قال ثم رفعت رأسها تنظر إلى وجهه- فأبهتت لبكائه فبكت ثم قالت- ما أحقني منك يا بني ما أرى- فلم أعلم بعد رسول الله ص و بعد أبوي- أحدا أنزل عندي منزلتك- قال عروة و ما سمعت عائشة و أمي أسماء- تدعون لأحد من الخلق دعاءهما لعبد الله- قال و قال موسى بن عقبة- أقرأني عامر بن عبد الله بن الزبير- وصية عبد الله بن مسعود إلى الزبير بن العوام- و إلى عبد الله بن الزبير من بعده- و إنهما في وصيتي في حل و بل- . قال و روى أبو الحسن المدائني عن أبي إسحاق التميمي-
أن معاوية سمع رجلا ينشد-
ابن رقاش ماجد سميدع
يأبى فيعطي عن يد أو يمنع
فقال ذلك عبد الله بن الزبير- و كان عبد الله من جملة النفر- الذين أمرهم عثمان بن عفان- أن ينسخوا القرآن في المصاحف- . قال و حدثنا محمد بن حسن عن نوفل بن عمارة قال- سئل سعيد بن المسيب عن خطباء قريش في الجاهلية- فقال الأسود بن المطلب بن أسد و سهيل بن عمرو- و سئل عن خطبائهم في الإسلام فقال- معاوية و ابنه و سعيد بن العاص و ابنه- و عبد الله بن الزبير- . قال و حدثنا إبراهيم بن المنذر عن عثمان بن طلحة قال- كان عبد الله بن الزبير لا ينازع في ثلاث- شجاعة و عبادة و بلاغة- .
قال الزبير و قال هشام بن عروة- رأيت عبد الله أيام حصاره- و الحجر من المنجنيق يهوي حتى أقول كاد يأخذ بلحيته- فقال له أبي أيا ابن أم و الله إن كاد ليأخذ بلحيتك- فقال عبد الله دعني يا ابن أم- فو الله ما هي إلا هنة حتى كان الإنسان لم يكن- فيقول أبي و هو يقبل علينا بوجهه- و الله ما أخشى عليك إلا من تلك الهنة- .
قال الزبير فذكر هشام قال- و الله لقد رأيته يرمى بالمنجنيق- فلا يلتفت و لا يرعد صوته- و ربما مرت الشظية منه قريبا من نحره- . و قال الزبير و حدثنا ابن الماجشون- عن ابن أبي مليكة عن أبيه قال- كنت أطوف بالبيت مع عمر بن عبد العزيز- فلما بلغت الملتزم تخلفت عنده أدعو ثم لحقت عمر- فقال لي ما خلفك- قال كنت أدعو في موضع رأيت عبد الله بن الزبير فيه يدعو- فقال ما تترك تحنناتك على ابن الزبير أبدا- فقلت و الله ما رأيت أحدا أشد جلدا على لحم- و لحما على عظم من ابن الزبير- و لا رأيت أحدا أثبت قائما- و لا أحسن مصليا من ابن الزبير- و لقد رأيت حجرا من المنجنيق جاءه فأصاب شرفة من المسجد- فمرت قذاذة منها بين لحيته و حلقه فلم يزل من مقامه- و لا عرفنا ذلك في صوته- فقال عمر لا إله إلا الله لجاد ما وصفت- .
قال الزبير و سمعت إسماعيل بن يعقوب التيمي يحدث- قال قال عمر بن عبد العزيز لابن أبي مليكة- صف لنا عبد الله بن الزبير- فإنه ترمرم على أصحابنا فتغشمروا عليه- فقال عن أي حاليه تسأل أ عن دينه أم عن دنياه- فقال عن كل- قال و الله ما رأيت جلدا قط ركب على لحم- و لا لحما على عصب و لا عصبا على عظم- مثل جلده على لحمه و لا مثل لحمه على عصبه- و لا مثل عصبه على عظمه- و لا رأيت نفسا ركبت بين جنبين- مثل نفس له ركبت بين جنبين- و لقد قام يوما إلى الصلاة- فمر به حجر من حجارة المنجنيق- بلبنة مطبوخة من شرفات المسجد- فمرت بين لحييه و صدره- فو الله ما خشع لها بصره و لا قطع لها قراءته- و لا ركع دون الركوع الذي كان يركع- و لقد كان إذا دخل في الصلاة خرج من كل شيء إليها- و لقد كان يركع في الصلاة- فيقع الرخم على ظهره و يسجد فكأنه مطروح- . قال الزبير و حدث هشام بن عروة قال- سمعت عمي يقول- ما أبالي إذا وجدت ثلاثمائة يصبرون صبري- لو أجلب علي أهل الأرض- .
قال الزبير و قسم عبد الله بن الزبير ثلث ماله و هو حي- و كان أبوه الزبير قد أوصى أيضا بثلث ماله- قال و ابن الزبير أحد الرهط الخمسة- الذين وقع اتفاق أبي موسى الأشعري- و عمرو بن العاص على إحضارهم- و الاستشارة بهم في يوم التحكيم-و هم عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمرو- و أبو الجهم بن حذيفة و جبير بن مطعم- و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام- .
قال الزبير و عبد الله هو الذي صلى بالناس بالبصرة- لما ظهر طلحة و الزبير على عثمان بن حنيف بأمر منهما له- قال و أعطت عائشة- من بشرها بأن عبد الله لم يقتل يوم الجمل- عشرة آلاف درهم- . قلت الذي يغلب على ظني أن ذلك كان يوم إفريقية- لأنها يوم الجمل كانت في شغل بنفسها عن عبد الله و غيره- . قال الزبير و حدثني علي بن صالح مرفوعا- أن رسول الله ص كلم في صبية ترعرعوا- منهم عبد الله بن جعفر و عبد الله بن الزبير- و عمر بن أبي سلمة- فقيل يا رسول الله- لو بايعتهم فتصيبهم بركتك و يكون لهم ذكر- فأتي بهم فكأنهم تكعكعوا حين جيء بهم إليه- و اقتحم ابن الزبير فتبسم رسول الله ص و قال إنه ابن أبيه و بايعهم- .
قال و سئل رأس الجالوت- ما عندكم من الفراسة في الصبيان- فقال ما عندنا فيهم شيء- لأنهم يخلقون خلقا من بعد خلق غير أنا نرمقهم- فإن سمعناه منهم من يقول في لعبه من يكون معي- رأيناها همة و خبء صدق فيه- و إن سمعناه يقول مع من أكون كرهناها منه- قال فكان أول شيء سمع من عبد الله بن الزبير- أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان- فمر رجل فصاح عليهم ففروا منه- و مشى ابن الزبير القهقرى- ثم قال يا صبيان اجعلوني أميركم و شدوا بنا عليه- قال و مر به عمر بن الخطاب و هو مع الصبيان- ففروا و وقف فقال لم لم تفر مع أصحابك- فقال لم أجرم فأخافك و لم تكن الطريق ضيقة فأوسع عليك- .
و روى الزبير بن بكار- أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح- غزا إفريقية في خلافة عثمان- فقتل عبد الله بن الزبير جرجير أمير جيش الروم- فقال ابن أبي سرح إني موجه بشيرا إلى أمير المؤمنين بما فتح علينا- و أنت أولى من هاهنا- فانطلق إلى أمير المؤمنين فأخبره الخبر- قال عبد الله فلما قدمت على عثمان- أخبرته بفتح الله و صنعه و نصره- و وصفت له أمرنا كيف كان- فلما فرغت من كلامي قال- هل تستطيع أن تؤدي هذا إلى الناس- قلت و ما يمنعني من ذلك- قال فاخرج إلى الناس فأخبرهم- قال عبد الله فخرجت حتى جئت المنبر فاستقبلت الناس- فتلقاني وجه أبي فدخلتني له هيبة عرفها أبي في وجهي- فقبض قبضة من حصباء و جمع وجهه في وجهي- و هم أن يحصبني فأحزمت فتكلمت- . فزعموا أن الزبير لما فرغ عبد الله من كلامه قال- و الله لكأني أسمع كلام أبي بكر الصديق- من أراد أن يتزوج امرأة- فلينظر إلى أبيها و أخيها فإنها تأتيه بأحدهما- . قال الزبير- و يلقب عبد الله بعائذ البيت لاستعاذته به- .
قال و حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال- إن الذي دعا عبد الله إلى التعوذ بالبيت شيء- سمعه من أبيه حين سار من مكة إلى البصرة- فإن الزبير التفت إلى الكعبة- بعد أن ودع و وجه يريد الركوب- فأقبل على ابنه عبد الله و قال- تالله ما رأيت مثلها لطالب رغبة أو خائف رهبة- .
و روى الزبير بن بكار قال- كان سبب تعوذ ابن الزبير بالكعبة- أنه كان يمشي بعد عتمة في بعض شوارع المدينة- إذ لقي عبد الله بن سعد بن أبي سرح متلثما- لا يبدو منه إلا عيناه- قال فأخذت بيده و قلت ابن أبي سرح- كيف كنت بعدي- و كيف تركت أمير المؤمنين يعني معاوية- و قد كان ابن أبي سرح عنده بالشام- فلم يكلمني فقلت ما لك أمات أمير المؤمنين- فلم يكلمني فتركته و قد أثبت معرفته- ثم خرجت حتى لقيت الحسين بن علي رضي الله عنه- فأخبرته خبره و قلت ستأتيك رسل الوليد- و كان الأمير على المدينة- الوليد بن عتبة بن أبي سفيان- فانظر ما أنت صانع- و اعلم أن رواحلي في الدار معدة- و الموعد بيني و بينك أن تغفل عنا عيونهم- ثم فارقته فلم ألبث أن أتاني رسول الوليد- فجئته فوجدت الحسين عنده- و وجدت عنده مروان بن الحكم فنعى إلي معاوية- فاسترجعت فأقبل علي و قال هلم إلى بيعة يزيد- فقد كتب إلينا يأمرنا أن نأخذها عليك- فقلت إني قد علمت أن في نفسه علي شيئا- لتركي بيعته في حياة أبيه- و إن بايعت له على هذه الحال توهم أني مكره على البيعة- فلم يقع منه ذلك بحيث أريد و لكن أصبح و يجتمع الناس- و يكون ذلك علانية إن شاء الله- فنظر الوليد إلى مروان- فقال مروان هو الذي قلت لك إن يخرج لم تره- فأحببت أن ألقي بيني و بين مروان شرا نتشاغل به- فقلت له و ما أنت و ذاك يا ابن الزرقاء- فقال لي و قلت له حتى تواثبنا فتناصيت أنا و هو- و قام الوليد فحجز بيننا فقال مروان أ تحجز بيننا بنفسك و تدع أن تأمر أعوانك- فقال قد أرى ما تريد و لكن لا أتولى ذلك منه و الله أبدا- اذهب يا ابن الزبير حيث شئت- قال فأخذت بيد الحسين و خرجنا من الباب- حتى صرنا إلى المسجد و أنا أقول-
و لا تحسبني يا مسافر شحمة
تعجلها من جانب القدر جائع
فلما دخل المسجد افترق هو و الحسين- و عمد كل واحد منهما إلى مصلاه يصلي فيه- و جعلت الرسل تختلف إليهما- يسمع وقع أقدامهم في الحصباء حتى هدأ عنهما الحس- ثم انصرفا إلى منازلهما- فأتى ابن الزبير رواحله فقعد عليها- و خرج من أدبار داره و وافاه الحسين بن علي- فخرجا جميعا من ليلتهم و سلكوا طريق الفرع حتى مروا بالجثجاثة- و بها جعفر بن الزبير قد ازدرعها- و غمز عليهم بعير من إبلهم فانتهوا إلى جعفر- فلما رآهم قال مات معاوية فقال عبد الله نعم- انطلق معنا و أعطنا أحد جمليك- و كان ينضح على جملين له- فقال جعفر متمثلا-
إخوتي لا تبعدوا أبدا
و بلى و الله قد بعدوا
فقال عبد الله و تطير منها بفيك التراب- فخرجوا جميعا حتى قدموا مكة- قال الزبير فأما الحسين ع- فإنه خرج من مكة يوم التروية- يطلب الكوفة و العراق- و قد كان قال لعبد الله بن الزبير- قد أتتني بيعة أربعين ألفا- يحلفون لي بالطلاق و العتاق من أهل العراق – فقال أ تخرج إلى قوم قتلوا أباك و خذلوا أخاك- قال و بعض الناس يزعم أن عبد الله بن عباس- هو الذي قال للحسين ذلك- قال الزبير و قال هشام بن عروة- كان أول ما أفصح به عمي عبد الله و هو صغير السيف- فكان لا يضعه من فيه- و كان أبوه الزبير إذا سمع منه ذلك يقول- أما و الله ليكونن لك منه يوم و يوم و أيام- .
فأما خبر مقتل عبد الله بن الزبير- فنحن نورده من تاريخ أبي جعفر- محمد بن جرير الطبري رحمه الله- قال أبو جعفر- حصر الحجاج عبد الله بن الزبير ثمانية أشهر- فروى إسحاق بن يحيى عن يوسف بن ماهك قال- رأيت منجنيق أهل الشام يرمى به- فرعدت السماء و برقت- و علا صوت الرعد على صوت المنجنيق- فأعظم أهل الشام ما سمعوه فأمسكوا أيديهم- فرفع الحجاج بركة قبائه فغرزها في منطقته- و رفع حجر المنجنيق فوضعه فيه- ثم قال ارموا و رمى معهم- قال ثم أصبحوا فجاءت صاعقة يتبعها أخرى- فقتلت من أصحاب الحجاج أثنى عشر رجلا- فأنكر أهل الشام- فقال الحجاج يا أهل الشام لا تنكروا هذا- فإني ابن تهامة هذه صواعق تهامة- هذا الفتح قد حضر فأبشروا- فإن القوم يصيبهم مثل ما أصابكم- فصعقت من الغد- فأصيب من أصحاب ابن الزبير عدة ما أصاب الحجاج- فقال الحجاج أ لا ترون أنهم يصابون و أنتم على الطاعة- و هم على خلاف الطاعة- فلم تزل الحرب بين ابن الزبير و الحجاج- حتى تفرق عامة أصحاب ابن الزبير عنه- و خرج عامة أهل مكة إلى الحجاج في الأمان- .
قال و روى إسحاق بن عبيد الله- عن المنذر بن الجهم الأسلمي قال- رأيت ابن الزبير و قد خذله من معه خذلانا شديدا- و جعلوا يخرجون إلى الحجاج- خرج إليه منهم نحو عشرة آلاف- و ذكر أنه كان ممن فارقه- و خرج إلى الحجاج ابناه خبيب و حمزة- فأخذا من الحجاج لأنفسهما أمانا- .
قال أبو جعفر فروى محمد بن عمر عن ابن أبي الزناد- عن مخرمة بن سلمان الوالبي قال- دخل عبد الله بن الزبير على أمه- حين رأى من الناس ما رأى من خذلانه- فقال يا أمه خذلني الناس حتى ولدي و أهلي- و لم يبق معي إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع- أكثر من صبر ساعة- و القوم يعطونني ما أردت من الدنيا- فما رأيك فقالت أنت يا بني أعلم بنفسك- إن كنت تعلم أنك على حق و إليه تدعو فامض له- فقد قتل عليه أصحابك- و لا تمكن من رقبتك يتلعب بك غلمان بني أمية- و إن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت- أهلكت نفسك و أهلكت من قتل معك- و إن قلت قد كنت على حق فلما وهن أصحابي وهنت و ضعفت- فليس هذا فعل الأحرار و لا أهل الدين- و كم خلودك في الدنيا- القتل أحسن فدنا ابن الزبير فقبل رأسها- و قال هذا و الله رأيي- الذي قمت به داعيا إلى يومي هذا- و ما ركنت إلى الدنيا و لا أحببت الحياة فيها- و لم يدعني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل محارمه- و لكني أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة مع بصيرتي- فانظري يا أمه فإني مقتول من يومي هذا- فلا يشتد حزنك و سلمي لأمر الله- فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر و لا عملا بفاحشة- و لم يجر في حكم و لم يغدر في أمان- و لم يتعمد ظلم مسلم و لا معاهد- و لم يبلغني ظلم عن عمالي فرضيت به بل أنكرته- و لم يكن شيء آثر عندي من رضا ربي-
اللهم إني لا أقول هذا تزكية مني لنفسي أنت أعلم بي- و لكنني أقوله تعزية لأمي لتسلو عني- فقالت أمه- إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن تقدمتني- فلا أخرج من الدنيا حتى أنظر إلى ما يصير أمرك- فقال جزاك الله يا أمه خيرا- فلا تدعي الدعاء لي قبل و بعد قالت لا أدعه أبدا- فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق- ثم قالت اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل- و ذلك النحيب و الظمأ في هواجر المدينة و مكة- و بره بأبيه و بي- اللهم إني قد سلمته لأمرك فيه و رضيت بما قضيت- فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين- .
قال أبو جعفر و روى محمد بن عمر- عن موسى بن يعقوب بن عبد الله عن عمه قال- دخل ابن الزبير على أمه و عليه الدرع و المغفر- فوقف فسلم ثم دنا فتناول يدها فقبلها- فقالت هذا وداع فلا تبعد فقال نعم إني جئت مودعا- إني لأرى أن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا يمر بي- و اعلمي يا أمه- إني إن قتلت فإنما أنا لحم لا يضره ما صنع به- فقالت صدقت يا بني أتمم على بصيرتك- و لا تمكن ابن أبي عقيل منك- و ادن مني أودعك فدنا منها فقبلها و عانقها- فقالت حيث مست الدرع ما هذا صنيع من يريد ما تريد- فقال ما لبستها إلا لأشد منك فقالت إنها لا تشد مني- فنزعها ثم أخرج كميه و شد أسفل قميصه- و عمد إلى جبة خز تحت القميص- فأدخل أسفلها في المنطقة- فقالت أمه شمر ثيابك فشمرها- ثم انصرف و هو يقول-
إني إذا أعرف يومي أصبر
إذ بعضهم يعرف ثم ينكر
فسمعت العجوز قوله فقالت تصبر و الله- و لم لا تصبر و أبوك أبو بكر و الزبير- و أمك صفية بنت عبد المطلب- . قال و روى محمد بن عمر عن ثور بن يزيد- عن رجل من أهل حمص قال- شهدته و الله ذلك اليوم و نحن خمسمائة من أهل حمص- فدخل من باب المسجد لا يدخل منه غيرنا- و هو يشد علينا و نحن منهزمون و هو يرتجز-
إني إذا أعرف يومي اصبر
و إنما يعرف يوميه الحر
و بعضهم يعرف ثم ينكر
فأقول أنت و الله الحر الشريف- فلقد رأيته يقف بالأبطح لا يدنو منه أحد- حتى ظننا أنه لا يقتل- . قال و روى مصعب بن ثابت عن نافع مولى بني أسد قال- رأيت الأبواب قد شحنت بأهل الشام- و جعلوا على كل باب قائدا و رجالا و أهل بلد- فكان لأهل حمص الباب الذي يواجه باب الكعبة- و لأهل دمشق باب بني شيبة- و لأهل الأردن باب الصفا- و لأهل فلسطين باب بني جمح و لأهل قنسرين باب بني سهم- و كان الحجاج و طارق بن عمرو في ناحية الأبطح إلى المروة- فمرة يحمل ابن الزبيرفي هذه الناحية- و لكأنه أسد في أجمة ما يقدم عليه الرجال- فيعدو في أثر الرجال و هم على الباب حتى يخرجهم- ثم يصيح إلى عبد الله بن صفوان يا أبا صفوان- ويل أمه فتحا لو كان له رجال-
ثم يقول
لو كان قرني واحدا كفيته
فيقول عبد الله بن صفوان إي و الله و ألفا- . قال أبو جعفر فلما كان يوم الثلاثاء- صبيحة سبع عشرة من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين- و قد أخذ الحجاج على ابن الزبير بالأبواب- بات ابن الزبير تلك الليلة يصلي عامة الليل- ثم احتبى بحمائل سيفه فأغفى ثم انتبه بالفجر- فقال أذن يا سعد فأذن عند المقام- و توضأ ابن الزبير و ركع ركعتي الفجر- ثم تقدم و أقام المؤذن- فصلى ابن الزبير بأصحابه فقرأ ن و القلم حرفا حرفا- ثم سلم ثم قام فحمد الله و أثنى عليه- ثم قال اكشفوا وجوهكم حتى أنظر- و عليها المغافر و العمائم فكشفوا وجوههم- فقال يا آل الزبير لو طبتم لي نفسا عن أنفسكم- كنا أهل بيت من العرب اصطلمنا لم تصبنا مذلة- و لم نقر على ضيم- أما بعد يا آل الزبير فلا يرعكم وقع السيوف- فإني لم أحضر موطنا قط ارتثثت فيه بين القتلى- و ما أجد من دواء جراحها أشد مما أجد من ألم وقعها- صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم- لا أعلم امرأ كسر سيفه و استبقى نفسه- فإن الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل- غضوا أبصاركم عن البارقة- و ليشغل كل امرئ قرنه- و لا يلهينكم السؤال عني و لا تقولن أين عبد الله بن الزبير- ألا من كان سائلا عني فإني في الرعيل الأول-
ثم قال
أبى لابن سلمى أنه غير خالد
يلاقي المنايا أي وجه تيمما
فلست بمبتاع الحياة بسبة
و لا مرتق من خشية الموت سلما
ثم قال احملوا على بركة الله- ثم حمل حتى بلغ بهم إلى الحجون- فرمي بحجر فأصاب وجهه فأرعش و دمي وجهه- فلما وجد سخونة الدم تسيل على وجهه و لحيته قال-
و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
و لكن على أقدامنا تقطر الدما
قال و تقاووا عليه و صاحت مولاة له مجنونة- وا أمير المؤمنيناه و قد كان هوى- و رأته حين هوى فأشارت لهم إليه- فقتل و إن عليه لثياب خز- و جاء الخبر إلى الحجاج- فسجد و سار هو و طارق بن عمرو فوقفا عليه- فقال طارق ما ولدت النساء أذكر من هذا- فقال الحجاج أ تمدح من يخالف طاعة أمير المؤمنين- فقال طارق هو أعذر لنا و لو لا هذا ما كان لنا عذر- إنا محاصروه و هو في غير خندق و لا حصن و لا منعة- منذ ثمانية أشهر ينتصف منا- بل يفضل علينا في كل ما التقينا نحن و هو- قال فبلغ كلامهما عبد الملك فصوب طارقا- .
قال و بعث الحجاج برأس ابن الزبير- و رأس عبد بن صفوان- و رأس عمارة بن عمرو بن حزم إلى المدينة- فنصبت الثلاثة بها ثم حملت إلى عبد الملك- . و نحن الآن نذكر بقية أخبار عبد الله بن الزبير- ملتقطة من مواضع متفرقة- رئي عبد الله بن الزبير في أيام معاوية- واقفا بباب مية مولاة معاوية- فقيل لهيا أبا بكر مثلك يقف بباب هذه- فقال إذا أعيتكم الأمور من رءوسها فخذوها من أذنابها- .
ذكر معاوية لعبد الله بن الزبير يزيد ابنه- و أراد منه البيعة له فقال ابن الزبير- أنا أناديك و لا أناجيك إن أخاك من صدقك- فانظر قبل أن تقدم و تفكر قبل أن تندم- فإن النظر قبل التقدم و التفكر قبل التندم- فضحك معاوية و قال- تعلمت يا أبا بكر الشجاعة عند الكبر- . كان عبد الله بن الزبير شديد البخل- كان يطعم جنده تمرا و يأمرهم بالحرب- فإذا فروا من وقع السيوف لامهم و قال لهم- أكلتم تمري و عصيتم أمري-
فقال بعضهم
أ لم تر عبد الله و الله غالب
على أمره يبغي الخلافة بالتمر
و كسر بعض جنده خمسة أرماح في صدور أصحاب الحجاج- و كلما كسر رمحا أعطاه رمحا فشق عليه ذلك- و قال خمسة أرماح لا يحتمل بيت مال المسلمين هذا- . قال و جاءه أعرابي سائل فرده فقال له- لقد أحرقت الرمضاء قدمي- فقال بل عليهما يبردان- . جمع عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية- و عبد الله بن عباس في سبعة عشر رجلا من بني هاشم- منهم الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع- و حصرهم في شعب بمكة يعرف بشعب عارم- و قال لا تمضي الجمعة حتى تبايعوا إلي- أو أضرب أعناقكم أو أحرقكم بالنار- ثم نهض إليهم قبل الجمعة يريد إحراقهم بالنار- فالتزمهابن مسور بن مخرمة الزهري- و ناشده الله أن يؤخرهم إلى يوم الجمعة- فلما كان يوم الجمعة- دعا محمد بن الحنفية بغسول و ثياب بيض- فاغتسل و تلبس و تحنط لا يشك في القتل- و قد بعث المختار بن أبي عبيد من الكوفة- أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف- فلما نزلوا ذات عرق تعجل منهم سبعون على رواحلهم- حتى وافوا مكة صبيحة الجمعة ينادون يا محمد يا محمد- و قد شهروا السلاح حتى وافوا شعب عارم- فاستخلصوا محمد بن الحنفية و من كان معه- و بعث محمد بن الحنفية الحسن بن الحسن ينادي- من كان يرى أن الله عليه حقا فليشم سيفه- فلا حاجة لي بأمر الناس إن أعطيتها عفوا قبلتها- و إن كرهوا لم نبتزهم أمرهم- . و في شعب عارم و حصار ابن الحنفية فيه-
يقول كثير بن عبد الرحمن
و من ير هذا الشيخ بالخيف من منى
من الناس يعلم أنه غير ظالم
سمي النبي المصطفى و ابن عمه
و حمال أثقال و فكاك غارم
تخبر من لاقيت أنك عائذ
بل العائذ المحبوس في سجن عارم
و روى المدائني قال- لما أخرج ابن الزبير عبد الله بن عباس- من مكة إلى الطائف مر بنعمان فنزل فصلى ركعتين- ثم رفع يديه يدعو فقال اللهم إنك تعلم- أنه لم يكن بلد أحب إلي من أن أعبدك فيه من البلد الحرام- و إنني لا أحب أن تقبض روحي إلا فيه- و أن ابن الزبير أخرجني منه ليكون الأقوى في سلطانه- اللهم فأوهن كيده و اجعل دائرة السوء عليه- فلما دنا من الطائف تلقاه أهلها فقالوا- مرحبا بابن عم رسول الله ص- أنت و الله أحب إلينا و أكرم علينا ممن أخرجك- هذه منازلنا تخيرها فانزل منها حيث أحببت- فنزل منزلا- فكان يجلس إليه أهل الطائف بعد الفجر و بعد العصر- فيتكلم بينهم كان يحمد الله و يذكر النبي ص و الخلفاء بعده- و يقول ذهبوا فلم يدعوا أمثالهم و لا أشباههم- و لا من يدانيهم- و لكن بقي أقوام يطلبون الدنيا بعمل الآخرة- و يلبسون جلود الضأن تحتها قلوب الذئاب و النمور- ليظن الناس أنهم من الزاهدين في الدنيا- يراءون الناس بأعمالهم و يسخطون الله بسرائرهم- فادعوا الله أن يقضي لهذه الأمة بالخير و الإحسان- فيولي أمرها خيارها و أبرارها- و يهلك فجارها و أشرارها- ارفعوا أيديكم إلى ربكم و سلوه ذلك- فيفعلون- فبلغ ذلك ابن الزبير فكتب إليه- أما بعد فقد بلغني أنك تجلس بالطائف العصرين- فتفتيهم بالجهل تعيب أهل العقل و العلم- و إن حلمي عليك و استدامتي فيئك جرأك علي- فاكفف لا أبا لغيرك من غربك و اربع على ظلعك- و اعقل إن كان لك معقول و أكرم نفسك- فإنك إن تهنها تجدها على الناس أعظم هوانا-
أ لم تسمع قول الشاعر-
فنفسك أكرمها فإنك إن تهن
عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما
و إني أقسم بالله لئن لم تنته عما بلغني عنك- لتجدن جانبي خشنا- و لتجدنني إلى ما يردعك عني عجلا- فر رأيك- فإن أشفى بك شقاؤك على الردى فلا تلم إلا نفسك- فكتب إليه ابن عباس- أما بعد فقد بلغني كتابك- قلت إني أفتي الناس بالجهل- و إنما يفتي بالجهل من لم يعرف من العلم شيئا- و قد آتاني الله من العلم ما لم يؤتك- و ذكرت أن حلمك عني و استدامتك فيئي جرأني عليك- ثم قلت اكفف من غربك و اربع على ظلعك- و ضربت لي الأمثال أحاديث الضبع- متى رأيتني لعرامك هائبا و من حدك ناكلا- و قلت لئن لم تكفف لتجدن جانبي خشنا- فلا أبقى الله عليك إن أبقيت- و لا أرعى عليك إن أرعيت- فو الله أنتهي عن قول الحق و صفة أهل العدل و الفضل- و ذم الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا- و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا و السلام- .
قدم معاوية المدينة راجعا من حجة حجها- فكثر الناس عليه في حوائجهم- فقال لصاحب إبله- قدم إبلك ليلا حتى أرتحل ففعل ذلك- و سار و لم يعلم بأمره إلا عبد الله بن الزبير- فإنه ركب فرسه و قفا أثره- و معاوية نائم في هودجه فجعل يسير إلى جانبه- فانتبه معاوية و قد سمع وقع حافر الفرس- فقال من صاحب الفرس قال أنا أبو خبيب- لو قد قتلتك منذ الليلة يمازحه- فقال معاوية كلا لست من قتلة الملوك- إنما يصيد كل طائر قدره- فقال ابن الزبير إلي تقول هذا- و قد وقفت في الصف بإزاء علي بن أبي طالب- و هو من تعلم- فقال معاوية لا جرم- أنه قتلك و أباك بيسرى يديه- و بقيت يده اليمنى فارغة يطلب من يقتله بها- فقال ابن الزبير أما و الله ما كان ذاك- إلا في نصر عثمان فلم نجز به- فقال معاوية خل هذا عنك- فو الله لو لا شدة بغضك ابن أبي طالب- لجررت برجل عثمان مع الضبع- فقال ابن الزبير أ فعلتها يا معاوية- أما إنا قد أعطيناك عهدا و نحن وافون لك به ما دمت حيا- و لكن ليعلمن من بعدك- فقال معاوية أما و الله ما أخافك إلا على نفسك- و لكأني بك و أنت مشدود مربوط في الأنشوطة- و أنت تقول ليت أبا عبد الرحمن كان حيا- و ليتني كنت حيا يومئذ فأحلك حلا رفيقا- و لبئس المطلق و المعتق و المسنون عليه أنت يومئذ- دخل عبد الله بن الزبير على معاوية- و عنده عمرو بن العاص فتكلم عمرو- و أشار إلى ابن الزبير فقال- هذا و الله يا أمير المؤمنين الذي غرته أناتك- و أبطره حلمك- فهو ينزو في نشطته نزو العير في حبالته- كلما قمصته الغلواء و الشرة- سكنت الأنشوطة منه النفرة- و أحر به أن يئول إلى القلة أو الذلة- فقال ابن الزبير أما و الله يا ابن العاص- لو لا أن الإيمان ألزمنا بالوفاء و الطاعة للخلفاء- فنحن لا نريد بذلك بدلا و لا عنه حولا- لكان لنا و له و لك شأن- و لو وكله القضاء إلى رأيك و مشورة نظرائك- لدافعناه بمنكب لا تئوده المزاحمة- و لقاذفناه بحجر لا تنكؤه المراجمة- فقال معاوية أما و الله يا ابن الزبير لو لا إيثاري الأناة على العجل- و الصفح على العقوبة و أني كما قال الأول-
أجامل أقواما حياء و قد أرى
قلوبهم تغلي علي مراضها
إذا لقرنتك إلى سارية من سواري الحرم- تسكن بها غلواءك و ينقطع عندها طمعك- و تنقص من أملك- ما لعلك قد لويته فشزرته و فتلته فأبرمته- و ايم الله إنك من ذلك لعلى شرف جرف بعيد الهوة- فكن على نفسك ولها- فما توبق و لا تنفذ غيرها فشأنك و إياها- .
قطع عبد الله بن الزبير في الخطبة- ذكر رسول الله ص جمعا كثيرة- فاستعظم الناس ذلك فقال- إني لا أرغب عن ذكره- و لكن له أهيل سوء إذا ذكرته أتلعوا أعناقهم- فأنا أحب أن أكبتهم- . لما كاشف عبد الله بن الزبير بني هاشم- و أظهر بغضهم و عابهم و هم بما هم به فيأمرهم- و لم يذكر رسول الله ص في خطبة- لا يوم الجمعة و لا غيرها عاتبه على ذلك قوم من خاصته- و تشاءموا بذلك منه و خافوا عاقبته- فقال و الله ما تركت ذلك علانية- إلا و أنا أقوله سرا و أكثر منه- لكني رأيت بني هاشم إذا سمعوا ذكره- اشرأبوا و احمرت ألوانهم و طالت رقابهم- و الله ما كنت لآتي لهم سرورا و أنا أقدر عليه- و الله لقد هممت أن أحظر لهم حظيرة- ثم أضرمها عليهم نارا- فإني لا أقتل منهم إلا آثما كفارا سحارا- لا أنماهم الله و لا بارك عليهم- بيت سوء لا أول لهم و لا آخر- و الله ما ترك نبي الله فيهم خيرا- استفرع نبي الله صدقهم فهم أكذب الناس- .
فقام إليه محمد بن سعد بن أبي وقاص فقال- وفقك الله يا أمير المؤمنين- أنا أول من أعانك في أمرهم- فقام عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي فقال- و الله ما قلت صوابا و لا هممت برشد- أ رهط رسول الله ص تعيب- و إياهم تقتل و العرب حولك- و الله لو قتلت عدتهم أهل بيت من الترك مسلمين- ما سوغه الله لك- و الله لو لم ينصرهم الناس منك لنصرهم الله بنصره- فقال اجلس أبا صفوان فلست بناموس- .
فبلغ الخبر عبد الله بن العباس- فخرج مغضبا و معه ابنه حتى أتى المسجد- فقصد قصد المنبر فحمد الله و أثنى عليه- و صلى على رسول الله ص ثم قال- أيها الناس إن ابن الزبير- يزعم أن لا أول لرسول الله ص و لا آخر- فيا عجبا كل العجب لافترائه و لكذبه- و الله إن أول من أخذ الإيلاف و حمى عيرات-قريش لهاشم- و إن أول من سقى بمكة عذبا- و جعل باب الكعبة ذهبا لعبد المطلب- و الله لقد نشأت ناشئتنا مع ناشئة قريش- و إن كنا لقالتهم إذا قالوا و خطباءهم إذا خطبوا- و ما عد مجد كمجد أولنا و لا كان في قريش مجد لغيرنا- لأنها في كفر ماحق و دين فاسق- و ضلة و ضلالة في عشواء عمياء- حتى اختار الله تعالى لها نورا و بعث لها سراجا- فانتجبه طيبا من طيبين لا يسبه بمسبة- و لا يبغي عليه غائلة- فكان أحدنا و ولدنا و عمنا و ابن عمنا- ثم إن أسبق السابقين إليه منا و ابن عمنا- ثم تلاه في السبق أهلنا و لحمتنا واحدا بعد واحد- .
ثم إنا لخير الناس بعده و أكرمهم أدبا- و أشرفهم حسبا و أقربهم منه رحما- . وا عجبا كل العجب لابن الزبير يعيب بني هاشم- و إنما شرف هو و أبوه و جده بمصاهرتهم- أما و الله إنه لمسلوب قريش- و متى كان العوام بن خويلد يطمع في صفية بنت عبد المطلب قيل للبغل من أبوك يا بغل فقال خالي الفرس- ثم نزل- . خطب ابن الزبير بمكة على المنبر- و ابن عباس جالس مع الناس تحت المنبر- فقال إن هاهنا رجلا قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره- يزعم أن متعة النساء حلال من الله و رسوله- و يفتي في القملة و النملة- و قد احتمل بيت مال البصرة بالأمس- و ترك المسلمين بها يرتضخون النوى- و كيف ألومه في ذلك- و قد قاتل أم المؤمنين و حواري رسول الله ص- و من وقاه بيده- .
فقال ابن عباس لقائده سعد بن جبير بن هشام- مولى بني أسد بن خزيمة- استقبل بي وجه ابن الزبير و ارفع من صدري- و كان ابن عباس قد كف بصره- فاستقبل به قائده وجه ابن الزبير- و أقام قامته فحسر عن ذراعيه- ثم قال يا ابن الزبير-
قد أنصف القارة من راماها
إنا إذا ما فئة نلقاها
نرد أولاها على أخراها
حتى تصير حرضا دعواها
يا ابن الزبير أما العمى فإن الله تعالى يقول- فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ- و أما فتياي في القملة و النملة- فإن فيها حكمين لا تعلمها أنت و لا أصحابك- و أما حملي المال فإنه كان مالا جبيناه- فأعطينا كل ذي حق حقه- و بقيت بقية هي دون حقنا في كتاب الله فأخذناها بحقنا- و أما المتعة فسل أمك أسماء إذا نزلت عن بردي عوسجة- و أما قتالنا أم المؤمنين- فبنا سميت أم المؤمنين لا بك و لا بأبيك- فانطلق أبوك و خالك إلى حجاب مده الله عليها- فهتكاه عنها- ثم اتخذاها فتنة يقاتلان دونها- و صانا حلائلهما في بيوتهما- فما أنصفا الله و لا محمدا من أنفسهما- أن أبرزا زوجة نبيه و صانا حلائلهما- و أما قتالنا إياكم فإنا لقينا زحفا- فإن كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم منا- و إن كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا- و ايم الله لو لا مكان صفية فيكم و مكان خديجة فينا- لما تركت لبني أسد بن عبد العزى عظما إلا كسرته- . فلما عاد ابن الزبير إلى أمه سألها عن بردي عوسجة- فقالت أ لم أنهك عن ابن عباس و عن بني هاشم- فإنهم كعم الجواب إذا بدهوا- فقال بلى و عصيتك- .فقالت يا بني احذر هذا الأعمى- الذي ما أطاقته الإنس و الجن- و اعلم أن عنده فضائح قريش و مخازيها بأسرها- فإياك و إياه آخر الدهر- فقال أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي-
يا ابن الزبير لقد لاقيت بائقة
من البوائق فالطف لطف محتال
لاقيته هاشميا طاب منبته
في مغرسيه كريم العم و الخال
ما زال يقرع عنك العظم مقتدرا
على الجواب بصوت مسمع عال
حتى رأيتك مثل الكلب منجحرا
خلف الغبيط و كنت الباذخ العالي
إن ابن عباس المعروف حكمته
خير الأنام له حال من الحال
عيرته المتعة المتبوع سنتها
و بالقتال و قد عيرت بالمال
لما رماك على رسل بأسهمه
جرت عليك بسيف الحال و البال
فاحتز مقولك الأعلى بشفرته
حزا وحيا بلا قيل و لا قال
و اعلم بأنك إن عاودت غيبته
عادت عليك مخاز ذات أذيال
و روى عثمان بن طلحة العبدري قال- شهدت من ابن عباس رحمه الله مشهدا- ما سمعته من رجل من قريش- كان يوضع إلى جانب سرير مروان بن الحكم- و هو يومئذ أمير المدينة- سرير آخر أصغر من سريره- فيجلس عليه عبد الله بن عباس إذا دخل- و توضع الوسائد فيما سوى ذلك- فأذن مروان يوما للناس- و إذا سرير آخر قد أحدث تجاه سرير مروان- فأقبل ابن عباس فجلس على سريره- و جاء عبد الله بن الزبير فجلس على السرير المحدث- و سكت مروان و القوم- فإذا يد ابن الزبيرتتحرك فعلم أنه يريد أن ينطق- ثم نطق فقال إن ناسا يزعمون- أن بيعة أبي بكر كانت غلطا و فلتة و مغالبة- ألا إن شأن أبي بكر أعظم من أن يقال فيه هذا- و يزعمون أنه لو لا ما وقع لكان الأمر لهم و فيهم- و الله ما كان من أصحاب محمد ص أحد أثبت إيمانا- و لا أعظم سابقة من أبي بكر- فمن قال غير ذلك فعليه لعنة الله- فأين هم حين عقد أبو بكر لعمر فلم يكن إلا ما قال- ثم ألقى عمر حظهم في حظوظ و جدهم في جدود- فقسمت تلك الحظوظ فأخر الله سهمهم و أدحض جدهم- و ولي الأمر عليهم من كان أحق به منهم- فخرجوا عليه خروج اللصوص على التاجر خارجا من القرية- فأصابوا منه غرة فقتلوه ثم قتلهم الله به قتلة- و صاروا مطرودين تحت بطون الكواكب- .
فقال ابن عباس- على رسلك أيها القائل في أبي بكر و عمر و الخلافة- أما و الله ما نالا و لا نال أحد منهما شيئا- إلا و صاحبنا خير ممن نالا- و ما أنكرنا تقدم من تقدم لعيب عبناه عليه- و لو تقدم صاحبنا لكان أهلا و فوق الأهل- و لو لا أنك إنما تذكر حظ غيرك- و شرف امرئ سواك لكلمتك- و لكن ما أنت و ما لا حظ لك فيه اقتصر على حظك- و دع تيما لتيم و عديا لعدي و أمية لأمية- و لو كلمني تيمي أو عدوي أو أموي- لكلمته و أخبرته خبر حاضر عن حاضر- لا خبر غائب عن غائب- و لكن ما أنت و ما ليس عليك- فإن يكن في أسد بن عبد العزى شيء فهو لك- أما و الله لنحن أقرب بك عهدا و أبيض عندك يدا- و أوفر عندك نعمة ممن أمسيت- تظن أنك تصول به علينا و ما أخلق ثوب صفية بعد- و الله المستعان على ما تصفون- .
أوصى معاوية يزيد ابنه لما عقد له الخلافة بعده- فقال إني لا أخاف عليك- إلا ممن أوصيك بحفظ قرابته و رعاية حق رحمه- من القلوب إليه مائلة و الأهواء نحوه جانحة- و الأعين إليه طامحة- و هو الحسين بن علي- فاقسم له نصيبا من حلمك- و اخصصه بقسط وافر من مالك- و متعه بروح الحياة و أبلغ له كل ما أحب في أيامك- فأما من عداه فثلاثة- و هم عبد الله بن عمر رجل قد وقذته العبادة- فليس يريد الدنيا إلا أن تجيئه طائعة- لا تراق فيها محجمة دم- و عبد الرحمن بن أبي بكر رجل هقل- لا يحمل ثقلا و لا يستطيع نهوضا- و ليس بذي همة و لا شرف و لا أعوان- و عبد الله بن الزبير و هو الذئب الماكر- و الثعلب الخاتر- فوجه إليه جدك و عزمك و نكيرك و مكرك- و اصرف إليه سطوتك و لا تثق إليه في حال- فإنه كالثعلب راغ بالختل عند الإرهاق- و الليث صال بالجراءة عند الإطلاق- و أما ما بعد هؤلاء فإني قد وطئت لك الأمم- و ذللت لك أعناق المنابر- و كفيتك من قرب منك و من بعد عنك- فكن للناس كما كان أبوك لهم- يكونوا لك كما كانوا لأبيك- .
خطب عبد الله بن الزبير أيام يزيد بن معاوية- فقال في خطبته يزيد القرود يزيد الفهود- يزيد الخمور يزيد الفجور- أما و الله لقد بلغني أنه لا يزال مخمورا يخطب الناس- و هو طافح في سكره- فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فما أمسى ليلته حتى جهز جيش الحرة- و هو عشرون ألفا- و جلس و الشموع بين يديه و عليه ثياب معصفرة- و الجنود تعرض عليه ليلا- فلما أصبح خرج فأبصر الجيش و رأى تعبيته فقال-
أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى
و أخذ القوم على وادي القرى
عشرين ألفا بين كهل و فتى
أ جمع سكران من القوم ترى
أم جمع ليث دونه ليث الشرى
لما خرج الحسين ع من مكة إلى العراق- ضرب عبد الله بن عباس بيده على منكب ابن الزبير و قال-
يا لك من قبرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضي و اصفري
و نقري ما شئت أن تنقري
هذا الحسين سائر فأبشري
خلا الجو و الله لك يا ابن الزبير- و سار الحسين إلى العراق- فقال ابن الزبير يا ابن عباس- و الله ما ترون هذا الأمر إلا لكم- و لا ترون إلا أنكم أحق به من جميع الناس- فقال ابن عباس إنما يرى من كان في شك- و نحن من ذلك على يقين- و لكن أخبرني عن نفسك بما ذا تروم هذا الأمر- قال بشرفي قال و بما ذا شرفت إن كان لك شرف- فإنما هو بنا فنحن أشرف منك لأن شرفك منا- و علت أصواتهما فقال غلام من آل الزبير- دعنا منك يا ابن عباس- فو الله لا تحبوننا يا بني هاشم و لا نحبكم أبدا- فلطمه عبد الله بن الزبير بيده- و قال أ تتكلم و أنا حاضر- فقال ابن عباس لم ضربت الغلام- و الله أحق بالضرب منه من مزق و مرق- قال و من هو قال أنت- . قال و اعترض بينهما رجال من قريش فأسكتوهما- .دخل عبد الله بن الزبير على معاوية فقال- اسمع أبياتا قلتها عاتبتك فيها-
قال هات فأنشده-
لعمري ما أدري و إني لأوجل
على أينا تعدو المنية أول
و إني أخوك الدائم العهد لم أزل
إن أعياك خصم أو نبا بك منزل
أحارب من حاربت من ذي عداوة
و أحبس يوما إن حبست فأعقل
و إن سؤتني يوما صفحت إلى غد
ليعقب يوم منك آخر مقبل
ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني
يمينك فانظر أي كف تبدل
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته
على طرف الهجران إن كان يعقل
و يركب حد السيف من أن تضيمه
إذا لم يكن عن شفرة السيف معدل
و كنت إذا ما صاحب مل صحبتي
و بدل شرا بالذي كنت أفعل
قلبت له ظهر المجن و لم أقم
على الضيم إلا ريثما أتحول
و في الناس إن رثت حبالك واصل
و في الأرض عن دار القلى متحول
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد
إليه بوجه آخر الدهر تقبل
فقال معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا خبيب- و بينما هما في ذلك دخل معن بن أوس المزني- فقال له معاوية إيه هل أحدثت بعدنا شيئا قال نعم- قال قل فأنشد هذه الأبيات- فعجب معاوية و قال لابن الزبير- أ لم تنشدها لنفسك آنفا- فقال أنا سويت المعاني و هو ألف الألفاظ و نظمها- و هو بعد ظئري فما قال من شيء فهو لي- و كان ابن الزبير مسترضعا في مزينة- فقال معاوية و كذبا يا أبا خبيب- فقام عبد الله فخرج- .
و قال الشعبي فقد رأيت عجبا بفناء الكعبة- أنا و عبد الله بن الزبير و عبد الملك بن مروان- و مصعب بن الزبير- فقام القوم بعد ما فرغوا من حديثهم- فقالوا ليقم كل واحد منكم فليأخذ بالركن اليماني- ثم يسأل الله تعالى حاجته- فقام عبد الله بن الزبير فالتزم الركن و قال- اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم- أسألك بحرمة وجهك و حرمة عرشك و حرمة بيتك هذا- ألا تخرجني من الدنيا حتى ألي الحجاز- و يسلم علي بالخلافة و جاء فجلس- . فقام أخوه مصعب فالتزم الركن و قال- اللهم رب كل شيء و إليك مصير كل شيء- أسألك بقدرتك على كل شيء ألا تميتني حتى ألي العراق- و أتزوج سكينة بنت الحسين بن علي- ثم جاء فجلس- .
فقام عبد الملك فالتزم الركن و قال- اللهم رب السموات السبع و الأرض ذات النبت و القفر- أسألك بما سألك به المطيعون لأمرك- و أسألك بحق وجهك و بحقك على جميع خلقك- ألا تميتني حتى ألي شرق الأرض و غربها- لا ينازعني أحد إلا ظهرت عليه- ثم جاء فجلس- . فقام عبد الله بن عمر فأخذ بالركن و قال- يا رحمان يا رحيم أسألك برحمتك التي سبقت غضبك- و بقدرتك على جميع خلقك- ألا تميتني حتى توجب لي الرحمة- . قال الشعبي فو الله ما خرجت من الدنيا- حتى بلغ كل من الثلاثة ما سأل- و أخلق بعبد الله بن عمر أن تجاب دعوته- و أن يكون من أهل الرحمة- .
قال الحجاج في خطبته يوم دخل الكوفة- هذا أدب ابن نهية أما و الله لأؤدبنكم غير هذا الأدب- . قال ابن ماكولا في كتاب الإكمال- يعني مصعب بن الزبير و عبد الله أخاه- و هي نهية بنت سعيد بن سهم بن هصيص- و هي أم ولد أسد بن عبد العزى بن قصي- و هذا من المواضع الغامضة- . و روى الزبير بن بكار في كتاب أنساب قريش قال- قدم وفد من العراق على عبد الله بن الزبير- فأتوه في المسجد الحرام فسلموا عليه- فسألهم عن مصعب أخيه و عن سيرته فيهم- فأثنوا عليه و قالوا خيرا- و ذلك في يوم جمعة فصلى عبد الله بالناس الجمعة- ثم صعد المنبر فحمد الله ثم تمثل-
قد جربوني ثم جربوني
من غلوتين و من المئين
حتى إذا شابوا و شيبوني
خلوا عناني ثم سيبوني
أيها الناس إني قد سألت هذا الوفد من أهل العراق- عن عاملهم مصعب بن الزبير فأحسنوا الثناء عليه- و ذكروا عنه ما أحب- ألا إن مصعبا اطبى القلوب حتى لا تعدل به- و الأهواء حتى لا تحول عنه- و استمال الألسن بثنائها و القلوب بنصائحها- و الأنفس بمحبتها و هو المحبوب في خاصته- المأمون في عامته- بما أطلق الله به لسانه من الخير- و بسط به يديه من البذل- ثم نزل- .
و روى الزبير قال- لما جاء عبد الله بن الزبير نعي المصعب- صعد المنبر فقال-الحمد لله الذي له الخلق و الأمر- يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء- و يعز من يشاء و يذل من يشاء- إلا و إنه لم يذلل الله من كان الحق معه و لو كان فردا- و لم يعزز الله ولي الشيطان و حزبه- و إن كان الأنام كلهم معه- إلا و إنه قد أتانا من العراق خبر أحزننا و أفرحنا- أتانا قتل المصعب رحمه الله- فأما الذي أحزننا- فإن لفراق الحميم لذعة يجدها حميمه عند المصيبة- ثم يرعوي بعدها ذو الرأي إلى جميل الصبر و كرم العزاء- و أما الذي أفرحنا فإن قتله كان عن شهادة- و إن الله تعالى جعل ذلك لنا و له ذخيرة- ألا إن أهل العراق أهل الغدر و النفاق- أسلموه و باعوه بأقل الثمن- فإن يقتل المصعب فإنا لله و إنا إليه راجعون- ما نموت جبحا كما يموت بنو العاص- ما نموت إلا قتلا قعصا بالرماح- و موتا تحت ظلال السيوف- ألا إنما الدنيا عارية من الملك الأعلى- الذي لا يزول سلطانه و لا يبيد- فإن تقبل الدنيا علي لا آخذها أخذ الأشر البطر- و إن تدبر عني لا أبكي عليها بكاء الخرف المهتر- و إن يهلك المصعب فإن في آل الزبير لخلفا- ثم نزل- .
و روى الزبير بن بكار قال- خطب عبد الله بن الزبير بعد أن جاءه مقتل المصعب- فحمد الله و أثنى عليه ثم قال- لئن أصبت بمصعب فلقد أصبت بإمامي عثمان- فعظمت مصيبته ثم أحسن الله و أجمل- و لئن أصبت بمصعب فلقد أصبت بأبي الزبير- فعظمت مصيبته فظننت أني لا أجيزها- ثم أحسن الله و سلم و استمرت مريرتي- و هل كان مصعب إلا فتى من فتياني- ثم غلبه البكاء فسالت دموعه و قال- كان و الله سريا مريا-
ثم قال
هم دفعوا الدنيا على حين أعرضت
كراما و سنوا للكرام التأسيا
و روى أبو العباس في الكامل- أن عروة لما صلب عبد الله- جاء إلى عبد الملك فوقف ببابه و قال للحاجب- أعلم أمير المؤمنين أن أبا عبد الله بالباب- فدخل الحاجب فقال رجل يقول قولا عظيما- قال و ما هو فتهيب فقال قل- قال رجل يقول قل لأمير المؤمنين- أبو عبد الله بالباب- فقال عبد الملك قل لعروة يدخل فدخل فقال- تأمر بإنزال جيفة أبي بكر فإن النساء يجزعن- فأمر بإنزاله- قال و قد كان كتب الحجاج إلى عبد الملك يقول- إن خزائن عبد الله عند عروة فمره فليسلمها- فدفع عبد الملك إلى عروة و ظن أنه يتغير- فلم يحفل بذلك كأنه ما قرأه- فكتب عبد الملك إلى الحجاج ألا يعرض لعروة- .
و من الكلام المشهور في بخل عبد الله بن الزبير- الكلام الذي يحكى أن أعرابيا أتاه يستحمله- فقال قد نقب خف راحلتي- فاحملني إني قطعت الهواجر إليك عليها- فقال له ارقعها بسبت و اخصفها بهلب- و أنجد بها و سر بها البردين- فقال إنما أتيتك مستحملا لم آتك مستوصفا- لعن الله ناقة حملتني إليك- قال إن و راكبها- .و هذا الأعرابي هو فضالة بن شريك- فهجاه فقال
أرى الحاجات عند أبي خبيب
نكدن و لا أمية بالبلاد
من الأعياص أو من آل حرب
أغر كغرة الفرس الجواد
دخل عبد الله بن الزبير على معاوية فقال- يا أمير المؤمنين لا تدعن مروان- يرمي جماهير قريش بمشاقصه و يضرب صفاتهم بمعوله- أما و الله إنه لو لا مكانك- لكان أخف على رقابنا من فراشه- و أقل في أنفسنا من خشاشة- و ايم الله لئن ملك أعنة خيل تنقاد له- لتركبن منه طبقا تخافه- . فقال معاوية إن يطلب مروان هذا الأمر- فقد طمع فيه من هو دونه- و إن يتركه يتركه لمن فوقه- و ما أراكم بمنتهين- حتى يبعث الله عليكم من لا يعطف عليكم بقرابة- و لا يذكركم عند ملمة- يسومكم خسفا و يسوقكم عسفا- . فقال ابن الزبير- إذن و الله يطلق عقال الحرب بكتائب تمور- كرجل الجراد تتبع غطريفا من قريش- لم تكن أمه راعية ثلة- . فقال معاوية أنا ابن هند أطلقت عقال الحرب- فأكلت ذروة السنام و شربت عنفوان المكرع- و ليس للآكل بعدي إلا الفلذة- و لا للشارب إلا الرنق- .
فسكت ابن الزبير- . قدم عبد الله بن الزبير على معاوية وافدا- فرحب به و أدناه حتى أجلسه على سريره- ثم قال حاجتك أبا خبيب فسأله أشياء- ثم قال له سل غير ما سألت- قال نعم المهاجرون و الأنصار ترد عليهم فيئهم- و تحفظ وصية نبي الله فيهم- تقبل من محسنهم و تتجاوز عن مسيئهم- . فقال معاوية هيهات هيهات- لا و الله ما تأمن النعجة الذئب و قد أكل أليتها- . فقال ابن الزبير مهلا يا معاوية- فإن الشاة لتدر للحالب و إن المدية في يده- و إن الرجل الأريب ليصانع ولده الذي خرج من صلبه- و ما تدور الرحى إلا بقطبها- و لا تصلح القوس إلا بمعجسها- .
فقال يا أبا خبيب- لقد أجررت الطروقة قبل هباب الفحل هيهات- و هي لا تصطك لحبائها اصطكاك القروم السوامي- فقال ابن الزبير العطن بعد العل و العل بعد النهل- و لا بد للرحاء من الثفال- ثم نهض ابن الزبير- . فلما كان العشاء أخذت قريش مجالسها- و خرج معاوية على بني أمية فوجد عمروبن العاص فيهم- فقال ويحكم يا بني أمية- أ فيكم من يكفيني ابن الزبير- فقال عمرو أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين- قال ما أظنك تفعل- قال بلى و الله لأربدن وجهه- و لأخرسن لسانه و لأردنه ألين من خميلة- . فقال دونك فاعرض له إذا دخل- فدخل ابن الزبير و كان قد بلغه كلام معاوية و عمرو- فجلس نصب عيني عمرو- فتحدثوا ساعة ثم قال عمرو-
و إني لنار ما يطاق اصطلاؤها
لدي كلام معضل متفاقم
فأطرق ابن الزبير ساعة ينكت في الأرض- ثم رفع رأسه و قال-
و إني لبحر ما يسامى عبابه
متى يلق بحري حر نارك يخمد
فقال عمرو و الله يا ابن الزبير- إنك ما علمت لمتجلبب جلابيب الفتنة- متأزر بوصائل التيه- تتعاطى الذرى الشاهقة و المعالي الباسقة- و ما أنت من قريش في لباب جوهرها- و لا مؤنق حسبها- . فقال ابن الزبير أما ما ذكرت من تعاطي الذرى- فإنه طال بي إليها وسما ما لا يطول بك مثله- أنف حمي و قلب ذكي و صارم مشرفي- في تليد فارع و طريف مانع- إذ قعد بك انتفاخ سحرك و وجيب قلبك- و أما ما ذكرت من أني لست من قريش في لباب جوهرها- و مؤنق حسبها- فقد حضرتني و إياك الأكفاء العالمون بي و بك- فاجعلهم بيني و بينك- .
فقال القوم قد أنصفك يا عمرو قال قد فعلت- . فقال ابن الزبير أما إذ أمكنني الله منك- فلأربدن وجهك و لأخرسن لسانك- و لترجعن في هذه الليلة- و كان الذي بين منكبيك مشدود إلى عروق أخدعيك- ثم قال أقسمت عليكم يا معاشر قريش- أنا أفضل في دين الإسلام أم عمرو- فقالوا اللهم أنت قال فأبي أفضل أم أبوه- قالوا أبوك حواري رسول الله ص و ابن عمته- قال فأمي أفضل أم أمه- قالوا أمك أسماء بنت أبي بكر الصديق و ذات النطاقين- قال فعمتي أفضل أم عمته- قالوا عمتك سلمى ابنة العوام صاحبة رسول الله ص- أفضل من عمته- قال فخالتي أفضل أم خالته- قالوا خالتك عائشة أم المؤمنين- قال فجدتي أفضل أم جدته- فقال جدتك صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ص- قال فجدي أفضل أم جده- قالوا جدك أبو بكر الخليفة بعد رسول الله ص- فقال
قضت الغطارف من قريش بيننا
فاصبر لفصل خصامها و قضائها
و إذا جريت فلا تجار مبرزا
بذ الجياد على احتفال جرائها
أما و الله يا ابن العاص- لو أن الذي أمرك بهذا واجهني بمثله- لقصرت إليه من سامي بصره- و لتركته يتلجلج لسانه و تضطرم النار في جوفه- و لقد استعان منك بغير واف و لجأ إلى غير كاف- ثم قام فخرج- . و ذكر المسعودي في كتاب مروج الذهب- أن الحجاج لما حاصر ابن الزبير لم يزل يزحف- حتى ملك الجبل المعروف بأبي قبيس- و قد كان بيد ابن الزبير- فكتب بذلك إلى عبد الملك- فلما قرأ كتابه كبر و كبر من كان في داره- حتى اتصل التكبير بأهل السوق فكبروا- و سأل الناس ما الخبر- فقيل لهم إن الحجاج حاصر ابن الزبير بمكة- و ظفر بأبي قبيس- فقال الناس لا نرضى حتى يحمل أبو خبيب إلينا- مكبلا على رأسه برنس راكب جمل- يطاف به في الأسواق تراه العيون- .
و ذكر المسعودي أن عمة عبد الملك- كانت تحت عروة بن الزبير- و أن عبد الملك كتب إلى الحجاج يأمره بالكف عن عروة- و ذلك قبل أن يقتل عبد الله- و ألا يسوءه إذا ظفر بأخيه في ماله و لا في نفسه- قال فلما اشتد الحصار على عبد الله- خرج عروة إلى الحجاج فأخذ لعبد الله أمانا و رجع إليه- فقال هذا عمرو بن عثمان- و خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد- و هما فتيا بني أمية يعطيانك أمان عبد الملك- ابن عمهما على ما أحدثت أنت و من معك- و أن تنزل أي البلاد شئت و لك بذلك عهد الله و ميثاقه- فأبى عبد الله قبول ذلك- و نهته أمه و قالت لا تموتن إلا كريما- فقال لها إني أخاف إن قتلت أن أصلب أو يمثل بي- فقالت إن الشاة بعد الذبح لا تحس بالسلخ- .
و روى المسعودي- أن عبد الله بن الزبير بعد موت يزيد بن معاوية- طلب من يؤمره على الكوفة- و قد كان أهلها أحبوا أن يليهم غير بني أمية- فقال له المختار بن أبي عبيد- اطلب رجلا له رفق و علم بما يأتي و تدبر قوله إياها- يستخرج لك منها جندا تغلب به أهل الشام- فقال أنت لها فبعثه إلى الكوفة- فأتاها و أخرج ابن مطيع منها- و ابتنى لنفسه دارا و أنفق عليها مالا جليلا- و سأل عبد الله بن الزبير- أن يحتسب له به من مال العراق فلم يفعل- فخلعه و جحد بيعته و دعا إلى الطالبيين- .
قال المسعودي- و أظهر عبد الله بن الزبير الزهد في الدنيا- و ملازمة العبادة مع الحرص على الخلافة و شبر بطنه- فقال إنما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك الشبر- و ظهر عنه شح عظيم على سائر الناس- ففي ذلك يقول أبو حمزة مولى آل الزبير-
إن الموالي أمست و هي عاتبة
على الخليفة تشكوا الجوع و الحربا
ما ذا علينا و ما ذا كان يرزؤنا
أي الملوك على ما حولنا غلبا
و قال فيه أيضا
لو كان بطنك شبرا قد شبعت و قد
أفضلت فضلا كثيرا للمساكين
ما زلت في سورة الأعراف تدرسها
حتى فؤادي مثل الخز في اللين
و قال فيه شاعر أيضا- لما كانت الحرب بينه و بين الحصين بن نمير- قبل أن يموت يزيد بن معاوية-
فيا راكبا إما عرضت فبلغن
كبير بني العوام إن قيل من تعني
تخبر من لاقيت أنك عائذ
و تكثر قتلى بين زمزم و الركن
و قال الضحاك بن فيروز الديلمي-
تخبرنا أن سوف تكفيك قبضة
و بطنك شبر أو أقل من الشبر
و أنت إذا ما نلت شيئا قضمته
كما قضمت نار الغضا حطب السدر
فلو كنت تجزي أو تثيب بنعمة
قريبا لردتك العطوف على عمرو
قال هو عمرو بن الزبير أخوه- ضربه عبد الله حتى مات و كان مباينا له- .كان يزيد بن معاوية- قد ولى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان المدينة- فسرح الوليد منها جيشا إلى مكة- لحرب عبد الله بن الزبير عليه عمرو بن الزبير- فلما تصاف القوم انهزم رجال عمرو و أسلموه- فظفر به عبد الله فأقامه للناس بباب المسجد مجردا- و لم يزل يضربه بالسياط حتى مات- .
و قد رأيت في غير كتاب المسعودي- أن عبد الله وجد عمرا عند بعض زوجاته- و له في ذلك خبر لا أحب أن أذكره- . قال المسعودي ثم إن عبد الله بن الزبير- حبس الحسن بن محمد بن الحنفية في حبس مظلم و أراد قتله- فأعمل الحيلة حتى تخلص من السجن- و تعسف الطريق على الجبال حتى أتى منى- و بها أبوه محمد بن الحنفية- . ثم إن عبد الله جمع بني هاشم كلهم في سجن عارم- و أراد أن يحرقهم بالنار- و جعل في فم الشعب حطبا كثيرا- فأرسل المختار أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف- فقال أبو عبد الله لأصحابه ويحكم- إن بلغ ابن الزبير الخبر- عجل على بني هاشم فأتى عليهم- فانتدب هو نفسه في ثمانمائة فارس جريدة- فما شعر بهم ابن الزبير إلا و الرايات تخفق بمكة- فقصد قصد الشعب فأخرج الهاشميين منه- و نادى بشعار محمد بن الحنفية و سماه المهدي- و هرب ابن الزبير فلاذ بأستار الكعبة- فنهاهم محمد بن الحنفية عن طلبه و عن الحرب- و قال لا أريد الخلافة إلا إن طلبني الناس كلهم- و اتفقوا علي كلهم و لا حاجة لي في الحرب- .
قال المسعودي- و كان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله- في حصر بني هاشم في الشعب- و جمعه الحطب ليحرقهم- و يقول إنما أراد بذلك ألا تنتشر الكلمة- و لا يختلف المسلمون و أن يدخلوا في الطاعة- فتكون الكلمة واحدة- كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخروا عن بيعة أبي بكر- فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار- . قال المسعودي- و خطب ابن الزبير يوم قدم أبو عبد الله الجدلي- قبل قدومه بساعتين- فقال إن هذا الغلام محمد بن الحنفية قد أبى بيعتي- و الموعد بيني و بينه أن تغرب الشمس- ثم أضرم عليه مكانه نارا- فجاء إنسان إلى محمد فأخبره بذلك- فقال سيمنعه مني حجاب قوي- فجعل ذلك الرجل ينظر إلى الشمس- و يرقب غيبوبتها لينظر ما يصنع ابن الزبير- فلما كادت تغرب- حاست خيل أبي عبد الله الجدلي ديار مكة- و جعلت تمعج بين الصفا و المروة- و جاء أبو عبد الله الجدلي بنفسه- فوقف على فم الشعب- و استخرج محمدا و نادى بشعاره- و استأذنه في قتل ابن الزبير فكره ذلك و لم يأذن فيه- و خرج من مكة فأقام بشعب رضوى حتى مات- .
و روى المسعودي عن سعيد بن جبير- أن ابن عباس دخل على ابن الزبير فقال له ابن الزبير- إلام تؤنبني و تعنفني-قال ابن عباس إني سمعت رسول الله ص يقول بئس المرء المسلم يشبع و يجوع جاره- و أنت ذلك الرجل فقال ابن الزبير- و الله إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت- منذ أربعين سنة- و تشاجرا فخرج ابن عباس من مكة- خوفا على نفسه فأقام بالطائف حتى مات- .
و روى أبو الفرج الأصفهاني قال- أتى فضالة بن شريك الوالبي- ثم الأسدي من بني أسد بن خزيمة- عبد الله بن الزبير فقال- نفدت نفقتي و نقبت ناقتي- فقال أحضرنيها فأحضرها- فقال أقبل بها أدبر بها ففعل- فقال ارقعها بسبت و اخصفها بهلب- و أنجد بها يبرد خفها- و سر البردين تصح- فقال فضالة إني أتيتك مستحملا- و لم آتك مستوصفا- فلعن الله ناقة حملتني إليك- فقال إن و راكبها فقال فضالة-
أقول لغلمة شدوا ركابي
أجاوز بطن مكة في سواد
فما لي حين أقطع ذات عرق
إلى ابن الكاهلية من معاد
سيبعد بيننا نص المطايا
و تعليق الأداوي و المزاد
و كل معبد قد أعلمته
مناسمهن طلاع النجاد
أرى الحاجات عند أبي خبيب
نكدن و لا أمية بالبلاد
من الأعياص أو من آل حرب
أغر كغرة الفرس الجواد
قال ابن الكاهلية هو عبد الله بن الزبير- و الكاهلية هذه هي أم خويلد بن أسد بن عبد العزى- و اسمها زهرة بنت عمرو- بن خنثر بن روينة بن هلال- من بني كاهل بن أسد بن خزيمة- قال فقال عبد الله بن الزبير لما بلغه الشعر- علم أنها شر أمهاتي فعيرني بها و هي خير عماته- .
و روى أبو الفرج قال- كانت صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي- تحت عبد الله بن عمر بن الخطاب- فمشى ابن الزبير إليها- فذكر لها أن خروجه كان غضبا- لله عز و جل- و لرسوله ص و للمهاجرين و الأنصار- من أثرة معاوية و ابنه بالفيء- و سألها مسألة زوجها عبد الله بن عمر أن يبايعه- فلما قدمت له عشاءه- ذكرت له أمر ابن الزبير و عبادته و اجتهاده- و أثنت عليه و قالت إنه ليدعو إلى طاعة الله عز و جل- و أكثرت القول في ذلك فقال لها- ويحك أ ما رأيت البغلات الشهب التي كان يحج معاوية عليها- و تقدم إلينا من الشام قالت بلى- قال و الله ما يريد ابن الزبير بعبادته غيرهن
ترجمه فارسی شرح ابن ابی الحدید
حكمت (461)
ما زال الزبير رجلا منّا اهل البيت حتى نشأ ابنه المشئوم عبد الله.
«زبير همواره مردى از ما اهل بيت بود تا آنكه پسر نافرخنده اش عبد الله به جوانى رسيد.»
اين سخن را ابو عمر بن عبد البر در كتاب الاستيعاب از قول امير المؤمنين عليه السّلام درباره عبد الله بن زبير آورده است با اين تفاوت كه كلمه مشئوم- نافرخنده- را نقل نكرده است.
عبد الله بن زبير و بيان بخشى از اخبار تازه او
ما- ابن ابى الحديد- اينك آنچه را كه ابن عبد البر در شرح حال عبد الله بن زبير آورده است مى آوريم كه اين مصنف معمولا تلخيص بخشهاى مهم شرح حال هر كس را نقل مى كند. سپس تفصيل احوال او را از آثار ديگر نقل خواهيم كرد.ابو عمر كه خدايش رحمت كناد مى گويد: كنيه عبد الله بن زبير، ابو بكر بوده است.
برخى هم گفته اند ابوبكير، و اين موضوع را ابو احمد حاكم حافظ در كتاب خود كه درباره كنيه هاست گفته است ولى جمهور سيره نويسان و اهل آثار بر اين عقيده اند كه كنيه او ابو بكر است. كنيه ديگرى هم داشته است كه ابو خبيب است به نام پسر بزرگش خبيب، و اين خبيب همان كسى است كه عمر بن عبد العزيز به هنگام فرمانروايى خود بر مدينه از سوى وليد به فرمان وليد او را تازيانه زد و خبيب از ضربه هاى تازيانه كشته شد و عمر بن عبد العزيز بعدها خون بهاى او را پرداخت ابو عمر مى گويد: پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم او را به نام و كنيه جد مادريش نام و كنيه نهاد. مادر عبد الله يعنى اسماء دختر ابو بكر در حالى كه از او حامله بود، از مكه به مدينه هجرت كرد و او را به سال دوّم هجرت و بيستمين ماه هجرت زاييد. و گفته شده است: عبد الله به سال نخست هجرت زاييده شده است و نخستين پسرى است كه پس از هجرت مهاجران به مدينه براى مهاجران متولد شده است.
هشام بن عروة از قول اسماء روايت مى كند كه گفته است من در مكه به عبد الله باردار شدم و هنگامى كه مدت باردارى من نزديك به پايان بود به مدينه آمدم و در منطقه قباء منزل كردم و همان جا او را زاييدم و سپس به حضور پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رفتم و عبد الله را در دامن آن حضرت نهادم. رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خرمايى خواست و آن را جويد و آب آن را از دهان خويش به دهان او ريخت و نخستين چيزى كه به شكم عبد الله وارد شد آب دهان پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بود، آن گاه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم با خرمايى كام او را برداشت و براى او دعا فرمود و فرخندگى خواست، و او نخستين فرزندى بود كه در مدينه براى مهاجران زاييده شد و سخت شاد شدند كه به آنان گفته شده بود يهوديان شما را جادو كردهاند و براى شما فرزندى متولد نخواهد شد.
ابو عمر مى گويد: عبد الله بن زبير همراه پدر و خاله خود- عايشه- در جنگ جمل شركت كرد، او مردى چالاك، تيزهوش و با نام و ننگ و زبانآور و سخنور بود. عبد الله كوسه بود، نه ريش داشت و نه يك تار موى در چهره اش. بسيار نماز مى خواند و بسيار روزه مى گرفت و سخت دلير و نيرومند بود و نژاده و مادران و نياكان مادرى و خاله هايش همگان گرامى بودند، ولى خويهايى داشت كه با آنها شايستگى خلافت نداشت. او مردى بخيل و تنگ سينه و بدخوى و حسود و ستيزهگر بود و محمد بن حنفيه را از مكه و مدينه تبعيد كرد و عبد الله بن عباس را هم به طائف تبعيد كرد. على عليه السّلام درباره او فرموده است: همواره زبير در شمار خانواده ما شمرده مى شد تا آن گاه كه پسرش عبد الله رشد و نمو كرد.
گويد: به گفته ابو معشر به سال شصت و چهار و به گفته مدائنى به سال شصت و پنج با او به خلافت بيعت شد، و پيش از آن او را خليفه نمىخواندند. بيعت با عبد الله بن زبير پس از مرگ معاوية بن يزيد بن معاويه بود. مردم حجاز و يمن و عراق و خراسان با او بيعت كردند و او با مردم هشت حج گزارد و به روزگار عبد الملك بن مروان روز سهشنبه سيزده روز باقى مانده از جمادى الاولى و گفته شده است جمادى الاخر سال هفتاد و سه، در سن هفتاد و دو سالگى كشته شد.
پيكرش پس از كشته شدن در مكه به دار آويخته شد. حجاج از شب اول ذيحجه سال هفتاد و دوم او را محاصره كرد و در آن سال حجاج به امارت حج بر مردم حج گزارد، و در عرفات در حالى كه مغفر و زره بر تن داشت وقوف كرد و آنان در آن حج طواف انجام ندادند. حجاج، عبد الله بن زبير را شش ماه و هفده روز در محاصره داشت تا او را كشت. ابو عمر مى گويد: هشام بن عروه از پدرش روايت مى كند كه مى گفته است: ده روز پيش از كشته شدن عبد الله بن زبير، عبد الله پيش مادرش اسماء كه بيمار بود رفت و گفت: مادر جان چگونهاى گفت: خود را بيمار مى بينم. عبد الله گفت: همانا در مرگ راحت است. مادر گفت: شايد تو آرزوى آن را براى من دارى ولى من دوست نمىدارم بميرم مگر اينكه شاهد يكى از دو حال براى تو باشم، يا كشته شوى و تو را در راه خدا حساب كنم يا بر دشمنت پيروز شوى و چشم من روشن شود.
عروه مىگويد: عبد الله برگشت به من نگريست و خنديد. روز كشته شدن عبد الله بن زبير، مادرش در مسجد پيش او آمد و گفت: پسركم مبادا از بيم كشته شدن امانى از ايشان بپذيرى كه در آن بيم زبونى باشد كه به خدا سوگند ضربت شمشير خوردن در عزت بهتر است از تازيانه خوردن در خوارى. گويد: عبد الله برون آمد و براى او تخته درى كنار كعبه نصب كرده بودند كه زير آن توقف مى كرد، مردى از قريش پيش او آمد و گفت: آيا در خانه كعبه را براى تو بگشايم كه داخل كعبه شوى گفت: به خدا سوگند كه اگر شما را زير پردههاى كعبه پيدا كنند، همهتان را خواهند كشت مگر حرمت خانه كعبه غير از حرمت حرم است، و سپس اين بيت را خواند: من خريدار زندگانى به ننگ و دشنام نيستم و از بيم مرگ بر نردبان بالا نمى روم.
در همين حال گروهى از سپاهيان حجاج بر او سخت حمله آوردند، پرسيد: آنان كيستند گفتند: مصرياناند. عبد الله بن زبير به ياران خود گفت: نيام شمشيرهاى خود را بشكنيد و همراه من حمله كنيد كه من در صف اوّل هستم، آنان چنان كردند، ابن زبير بر مصريان حمله كرد و آنان بر او حمله كردند. ابن زبير با دو شمشير- كه در دو دست داشت- ضربه مىزد، به مردى رسيد و چنان ضربتى به او زد كه دستش را قطع كرد و به هزيمت رفتند و شروع به ضربه زدن به ايشان كرد تا آنها را از در مسجد بيرون راند، مرد سياهى از آن ميان او را دشنام مىداد، ابن زبير به او گفت: اى پسر حام بايست و بر او حمله كرد و او را كشت.
در اين هنگام مردم حمص از در بنى شيبة هجوم آوردند، پرسيد: اينان كيستند گفتند: مردم حمصاند، بر آنان حمله برد و چندان با شمشير خود بر آنان ضربت زد كه از مسجد بيرونشان كرد و برگشت و اين شعر را مىخواند: «اگر هماوردم يكى بود، او را نابود مىكنم و در حالى كه سرش را مىبرم به وادى مرگ در مىآورمش.» آن گاه مردم اردن از در ديگرى بر او حمله آوردند، پرسيد: اينان كيستند گفتند: مردم اردن هستند، شروع به ضربه زدن به آنان كرد و آنان را از مسجد بيرون راند و اين بيت را مىخواند: مرا چنين هجومى كه چون سيل است و گرد و خاك آن تا شام فرو نمىنشيند در خاطر نيست.
در اين هنگام سنگى از ناحيه صفا رسيد و ميان چشمان او خورد و سرش را زخم كرد و اين بيت را مىخواند: «زخمهاى ما بر پاشنه هاى ما خون نمى ريزد بلكه بر پشت پايمان خون فرو مى چكد.» و به اين بيت تمثل جسته بود، دو تن از بردگانش به حمايت از او پرداختند و يكى از ايشان چنين رجز مى خواند: «برده از خدايگان خود حمايت مىكند و پرهيز مى دارد.» دشمنان بر او گرد آمدند و پيوسته بر او ضربت مى زدند و او هم مى زد و سرانجام او و آن دو برده را با هم كشتند، و چون كشته شد شاميان تكبير گفتند، و عبد الله بن عمر گفته است: تكبير گويندگان روز تولد عبد الله بن زبير بهتر از تكبير گويندگان روز كشته شدن او هستند.
ابو عمر مى گويد: يعلى بن حرمله گفته است، سه روز پس از كشته شدن عبد الله بن زبير وارد مكه شدم. پيكر عبد الله بردار كشيده بود. مادرش اسماء كه پيرزنى فرتوت و بلند قامت و كور بود، و عصاكش داشت، آمد و به حجاج گفت: وقت آن نرسيده است كه اين سوار فرود آيد حجاج بدو گفت: همين منافق را مى گويى اسماء گفت: به خدا سوگند منافق نبود، بلكه بسيار روزه گيرنده و نمازگزارنده و نيكوكار بود. حجاج گفت: برگرد كه تو پيرزنى و كودن شده اى. اسماء گفت: نه به خدا سوگند خرف نشده ام و خود از رسول خدا شنيدم مى فرمود: «از ميان ثقيف يك دروغگو و يك هلاك كننده بيرون خواهد آمد.» دروغگو را ديديم- و منظور اسماء مختار بود- و هلاك كننده تويى.
ابو عمر مىگويد: سعيد بن عامر خراز، از ابن ابى مليكه نقل مى كند كه مى گفته است: من به كسى كه براى اسماء مژده آورده بود كه جسد پسرش عبد الله را از دار پايين آورده اند اجازه ورود دادم. اسماء ديگى آب و پارچه سپيد يمنى خواست و به من دستور داد پيكر عبد الله را غسل دهم، هر عضو از اعضاى او را كه مى گرفتيم، جدا مى شد و به دست ما مى آمد، ناچار هر عضوى را مى شستيم و در كفن مى نهاديم و سپس عضو ديگر را مى شستيم و در كفن مى نهاديم تا از غسل فارغ شديم. اسماء برخاست و خود بر آن نماز گزارد، پيش از آن همواره مى گفت: خدايا مرا مميران تا چشم مرا به جثه عبد الله روشن فرمايى، و چون پيكر عبد الله را به خاك سپردند، هنوز جمعه بعد نرسيده بود كه اسماء درگذشت.
ابو عمر مىگويد: عروة بن زبير پيش عبد الملك رفته و از او تقاضا كرده بود اجازه فرود آوردن جسد عبد الله را بدهد، عبد الملك پذيرفت و جسد از دار پايين آورده شد.
ابو عمر مى گويد: على بن مجاهد گفته است همراه ابن زبير دويست و چهل مرد كشته شدند و خون برخى از آنان درون كعبه ريخته بود.
ابو عمر مى گويد: عيسى، از ابو القاسم، از مالك بن انس روايت مى كند كه مى گفته است ابن زبير از مروان بهتر و براى حكومت از او و پدرش شايسته تر بود. و گويد: على بن مدائنى، از سفيان بن عيينه نقل مىكند كه عامر پسر عبد الله بن زبير تا يكسال پس از مرگ پدرش فقط براى پدرش دعا مىكرد و از خداوند براى خود چيزى مسألت نمى فرمود.
ابو عمر گويد: اسماعيل بن عليّه، از ابو سفيان بن علاء، از ابن ابى عتيق روايت مىكند كه مىگفته است، عايشه گفته بوده است: هرگاه عبد الله بن عمر از اين جا گذشت او را نشانم دهيد، و چون ابن عمر از آن جا گذشت، گفتند كه اين عبد الله بن عمر است.
عايشه گفت: اى ابا عبد الرحمان چه چيزى تو را منع كرد كه مرا از اين مسير كه رفتم- جنگ جمل- نهى كنى گفت: من ديدم مردى بر تو چيره شده است و تو هم مخالفتى به او نمىكنى- مقصودش عبد الله بن زبير بود- . عايشه گفت: ولى اگر تو مرا از آن كار نهى كرده بودى، بيرون نمىرفتم.
اما زبير بن بكار در كتاب انساب قريش فصلى مفصل درباره اخبار و احوال عبد الله آورده است كه ما آن را خلاصه مىكنيم و چكيده آن را مىآوريم. زبير بن بكار در بيان فضايل و ستايش عبد الله بن زبير بيش از اندازه سخن گفته است و البته در اين باره عذرش پذيرفته است و نبايد مرد را براى دوست داشتن خويشاوندش سرزنش كرد و چون زبير بن بكار يكى از فرزندزادگان عبد الله بن زبير است از ديگران سزاوارتر به مدح و ستايش اوست. زبير بن بكار گويد: مادر عبد الله بن زبير، اسماء ذات النطاقين دختر ابو بكر صديق است و از اين سبب به ذات النطاقين معروف شده است كه هنگام آماده شدن و حركت پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم براى هجرت به مدينه كه ابو بكر هم همراه آن حضرت بود براى سفره آنان بند و ريسمانى نبود كه آن را ببندند، اسماء برگردان دامن خويش را دريد و سفره را با آن بست. پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم به او فرمود: خداوند متعال به عوض اين دامن، در بهشت دو دامن به تو ارزانى مىفرمايد و از آن هنگام به ذات النطاقين موسوم شد.
محمد بن ضحاك از قول پدرش روايت مى كند كه مردم شام هنگامى كه در مكه با عبد الله بن زبير جنگ مى كردند، فرياد مى كشيدند كه اى پسر ذات النطاقين و اين را به خيال خود عيبى مى پنداشتند. گويد: عمويم مصعب بن عبد الله نقل مىكرد كه عبد الله بن زبير مى گفته است: مادرم در حالى كه من در شكم او بودم هجرت كرد و هر خستگى و رنج و گرسنگى كه به او رسيد به من هم رسيد.
گويد: عايشه گفت، اى رسول خدا آيا كنيه اى براى من تعيين نمىفرمايى فرمود: به نام خواهرزادهات عبد الله كنيه براى خود انتخاب كن و كنيه عايشه ام عبد الله بود.
گويد: هند بن قاسم، از عامر بن عبد الله بن زبير، از پدرش نقل مى كند كه مى گفته است، پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خون گرفت و ظرف خون را به من داد و فرمود: برو آن را جايى زير خاك پنهان كن كه كسى آن را نبيند. من رفتم و آن را آشاميدم و چون برگشتم پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلم پرسيد چه كردى گفتم: آن را جايى قرار دادم كه گمان مى كنم پوشيده ترين جا از مردم باشد. فرمود: شايد آن را نوشيدهاى گفتم آرى زبير بن بكار مىگويد: گروه بسيار و برون از شمارى از ياران ما نقل كرده اند كه عبد الله بن زبير هفت روز پياپى روزه مستحبى مى گرفت و چنان بود كه از روز جمعه شروع به روزه گرفتن مى كرد و تا جمعه بعد روزه نمى گشاد و گاه در مدينه شروع به روزه گرفتن مى كرد و در مكه روزه مى گشود، و گاه در مكه شروع به روزه گرفتن مى كرد و در مدينه افطار مى كرد.
گويد: يعقوب بن محمد بن عيسى با اسنادى كه به عروة بن زبير مىرساند از قول او نقل مى كند كه مى گفته است در نظر عايشه پس از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ابو بكر هيچ كس محبوبتر از عبد الله بن زبير نبود.
گويد: مصعب بن عثمان براى من نقل كرد كه عايشه و حكيم بن حزام و عبد الله بن عامر بن كريز و اسود بن ابى البخترى و شيبة بن عثمان و اسود بن عوف، عبد الله بن زبير را وصىّ خود قرار دادند. زبير بن بكار مى گويد: عبد الله نخستين كسى است كه پرده كعبه را ديبا قرار داد و هر چند گاه چنان آن را عطرآگين مى ساخت كه هر كس وارد حرم مىشد بوى آن را استشمام مى كرد و پيش از آن پرده كعبه گليم هاى مويين يا چرم بود. گويد: هنگامى كه مهدى پسر منصور عباسى پرده كعبه را برداشت از جمله قطعه هايى كه از آن كندند قطعه و پردهاى ديبا بود كه بر آن نوشته بود «براى عبد الله ابو بكر امير المؤمنين»- يعنى ابن زبير.
گويد: يحيى بن معين با اسنادى كه به هشام بن عروه مىرساند نقل مىكرد كه مىگفته است: در جنگ جمل عبد الله بن زبير را كه ميان كشتهشدگان افتاده بود برگرفتند در حالى كه چهل و اند زخم نيزه و شمشير بر بدنش بود.
گويد: عبد الله بن زبير از جمله آن چند تنى بود كه عثمان بن عفان به آنان دستور داده بود قرآن را در مصاحف بنويسند. محمد بن حسن، از نوفل بن عماره نقل مىكند كه مىگفته است: از سعيد بن مسيب درباره خطيبان قريش در دوره جاهلى پرسيدند، گفت: اسود بن مطلب بن اسد سهيل بن عمرو. درباره سخنوران مسلمانان پرسيدند، گفت: معاويه و پسرش و سعيد بن عاص و پدرش و عبد الله بن زبير.
گويد: ابراهيم بن منذر، از عثمان بن طلحه نقل مىكرد كه در سه مورد با عبد الله بن زبير ستيز نمىشد، شجاعت و بلاغت و عبادت. و گويد: عبد الله بن زبير يك سوم مال خود را در حال زندگانى خويش تقسيم كرد و پدرش زبير هم نسبت به ثلث مال خويش وصيت كرد. ابن زبير يكى از پنج تنى است كه ابو موسى اشعرى و عمرو عاص به اتفاق نظر آنان را براى مشورت به هنگام صدور رأى فراخواندند، آن پنج تن، عبد الله بن زبير و عبد الله بن عمرو، و ابو الجهم بن حذيفة و جبير بن مطعم و عبد الرحمان بن حارث بن هشام بودند.
زبير بن بكار مى گويد: در جنگ جمل هنگامى كه طلحه و زبير بر عثمان بن حنيف پيروز شدند به فرمان آن دو عبد الله بن زبير با مردم نماز مى گزارد. گويد عايشه به كسى كه در جنگ جمل براى او مژده آورد كه عبد الله بن زبير كشته نشده است، ده هزاردرهم مژدگانى داد.
مى گويم- ابن ابى الحديد- آنچه بر گمان من غلبه دارد اين است كه موضوع اين مژدگانى در جنگ افريقيه بوده است كه در جنگ جمل عايشه گرفتار خود و از عبد الله بن زبير غافل بوده است.
زبير بن بكّار مى گويد: على بن صالح به طريق مرفوع براى من نقل كرد كه با پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درباره نوجوانانى كه به حد بلوغ رسيده بودند مذاكره شد، عبد الله بن جعفر و عبد الله بن زبير و عمر بن ابى سلمه مخزومى از آن نوجوانان بودند و به پيامبر گفته شد اگر با آنان بيعت فرمايى بركتى از وجود شما به آنان مىرسد و مايه شهرت و شرف ايشان خواهد بود. چون آنان را براى بيعت كردن آوردند، گويى سست و كند شده بودند، ناگاه ابن زبير خود را جلو انداخت، پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لبخند زد و فرمود: آرى كه او پسر پدرش است و با آنان بيعت فرمود.
گويد: از راس الجالوت پرسيده شد: دلايل شناخت زيركى و آينده كودكان در نظر شما چيست گفت: چيزى در اين مورد نداريم كه آنان از پى يكديگر آفريده مىشوند جز اينكه مواظب آنان هستيم اگر از يكى از آنان بشنويم كه ضمن بازى خود مى گويد: چه كسى با من خواهد بود، اين سخن را نشانه همت و راستى نهفته در او مى دانيم و اگر بشنويم كه مىگويد: من همراه چه كسى بايد باشم آن را خوش نمىداريم.
و نخستين سخنى كه از عبد الله بن زبير شنيده شد اين بود كه روزى با كودكان بازى مىكرد، مردى عبور كرد و بر سرشان فرياد كشيد، كودكان گريختند، ابن زبير يك دو گام به عقب رفت و بانگ برداشت كه بچه ها مرا امير خود قرار دهيد و همگى بر او حمله بريم. و گويد: در حالى كه عبد الله بن زبير همراه كودكان بود، عمر بن خطاب گذشت، كودكان همه گريختند و او ايستاد. عمر گفت: چرا تو نگريختى گفت: گناهى نكردهام كه از تو بترسم. راه هم تنگ نبود كه براى تو آن را گشاده سازم.
زبير بن بكار روايت مىكند كه عبد الله بن سعد بن ابى سرح به روزگار خلافت عثمان به جنگ افريقيه رفت، در آن جنگ عبد الله بن زبير، جرجير فرمانده لشكر روم را كشت. ابن ابى سرح به او گفت: مى خواهم مژدهرسانى پيش امير مؤمنان فرستم تا مژده اين فتح را دهد و تو شايسته ترين كسى، پيش امير مؤمنان- عثمان- برو و اين خبر را به او بده. عبد الله بن زبير گويد: چون پيش عثمان رفتم و خبر فتح و نصرت و لطف خدا را گفتم و براى او شرح دادم كه كار ما چگونه بود، همين كه سخنم تمام شد، گفت: آيامىتوانى اين سخن را به مردم ابلاغ كنى گفتم: آرى و چه چيز مرا از آن باز مى دارد.
گفت: پس برو و به مردم خبر بده. عبد الله مىگويد: همين كه كنار منبر رفتم و رو به روى مردم ايستادم، چهره پدرم رو به روى من قرار گرفت و هيبتى از او در دلم پديد آمد كه پدرم نشان آن را در چهره ام ديد. مشتى سنگ ريزه برداشت و چشم بر چهره ام دوخت و مىخواست سنگريزه به من بزند، من كمر خويش را استوار بستم و سخن گفتم.
آورده اند كه پس از پايان سخنان عبد الله، زبير گفت: به خدا سوگند گويى سخن ابو بكر را مى شنيدم، هر كس مى خواهد با زنى ازدواج كند به پدر و برادر آن زن بنگرد كه آن زن فرزندى نظير آنان براى او خواهد آورد.
زبير بن بكار مى گويد: و چون عبد الله بن زبير به كعبه پناه برد به عائذ البيت ملقب شد. گويد: عمويم مصعب بن عبد الله براى من نقل كرد كه آنچه سبب پناهندگى عبد الله بن زبير به كعبه شد اين بود كه چون پدرش زبير از مكه آهنگ بصره داشت، پس از اينكه بدرود كرد و مى خواست سوار شود، نخست به كعبه نگريست و سپس به پسرش عبد الله رو كرد و گفت: به خدا سوگند براى كسى كه خواهان رسيدن به آرزويى است يا از چيزى بيمناك است، چيزى نظير كعبه نديده ام. اما خبر كشته شدن عبد الله بن زبير را ما از تاريخ ابو جعفر محمد بن جرير طبرى كه خدايش رحمت كناد مىآوريم.
ابو جعفر مى گويد: حجاج، عبد الله بن زبير را هشت ماه محاصره كرد. اسحاق بن يحيى از يوسف بن ماهك روايت مى كند كه مى گفته است خودم منجنيق مردم شام را ديدم كه چون با آن سنگ انداختند آسمان رعد و برق زد و صداى رعد بر صداى منجنيق پيشى گرفت. مردم شام آن را بزرگ پنداشتند و از سنگ انداختن دست نگه داشتند. حجاج دامن قباى خود را جمع كرد و به كمر بند خويش زد و سنگ منجنيق را برداشت و در آن نهاد و گفت بيندازيد و خودش هم همراه آنان سنگ مى انداخت.
گويد: صبح كردند در حالى كه صاعقه پياپى فرود مى آمد و دوازده تن از ياران حجاج را كشت، و مردم شام آن را كارى زشت دانستند. حجاج گفت: اى مردم شام از اين كار شگفت مكنيد و آن را بزرگ مشماريد كه من فرزند تهامه ام و اينها صاعقه هاى تهامه است، بر شما مژده باد كه پيروزى نزديك شده است و بر سر آنان هم همين مصيبت مىرسد.
فرداى آن روز صاعقه ادامه داشت و از ياران ابن زبير هم به شمار ياران حجاج صاعقه زده شدند. حجاج گفت: آيا نمى بينيد كه آنان هم همانگونه كشته مى شوند و حال آنكه شما بر طاعت هستيد و ايشان بر نافرمانى، جنگ همچنان ميان حجاج و عبد الله بن زبير ادامه داشت تا آنكه عموم ياران او متفرق شدند و عموم مردم مكه با گرفتن امان به حجاج پيوستند.
طبرى گويد: اسحاق بن عبيد الله از منذر بن جهم اسلمى روايت مىكند كه گفته است ابن زبير را ديدم كه كسانى كه همراهش بودند، سخت از يارى دادنش خوددارى و شروع به پيوستن به حجاج كردند. حدود ده هزار تن از آنان به حجاج پيوستند و گفته شده است: منذر بن جهم اسلمى هم از كسانى بود كه از او جدا شد. دو پسر عبد الله بن زبير خبيب و حمزه هم پيش حجاج رفتند و از او براى خود امان گرفتند.
طبرى مىگويد: محمد بن عمر، از ابن ابى الزناد، از مخرمة بن سلمان والبى نقل مىكند كه مى گفته است: عبد الله بن زبير همين كه خوددارى مردم را از يارى دادن خود بدين گونه ديد، پيش مادر خود رفت و گفت: مادر جان مردم مرا خوار و زبون ساختند، حتى پسران و خويشاوندانم رفته اند، و جز شمارى اندك كه بيش از يك ساعت نمى توانند دفاع كنند همراه من باقى نمانده اند، و آن قوم آنچه از دنيا كه بخواهم به من مى دهند، عقيده تو چيست گفت: پسركم، تو به خود از من داناترى، اگر مى دانى كارى كه كردى حق است و بر آنچه فرا مىخوانى حق است، به كار خود ادامه بده كه به هر حال ياران تو بر همان عقيده كشته شدهاند و سر به فرمان آنان فرو مياور كه غلامان بنى اميه تو را بازيچه قرار دهند، و اگر دنيا را اراده كردهاى چه بد بندهاى تو هستى كه خويشتن و آنان را كه همراه تو كشته شدهاند به هلاكت انداخته اى، و اگر مى گويى من بر حق هستم ولى چون يارانم سستى كردند، سست و ناتوان شدم كه اين كار، كار آزادگان و دينداران نيست و بقاى تو در دنيا چه اندازه است، كشته شدن نكوتر است.
ابن زبير نزديك رفت و سر مادرش را بوسيد و گفت: به خدا سوگند از هنگامى كه قيام كرده ام تا امروز عقيده من همين است و به دنيا نگرويدم و زندگى در آن را دوست نمى دارم و چيزى مرا وادار به قيام نكرد مگر خشم گرفتن براى خدا كه مىبينم حرام خدا را حلال مى شمرند، ولى دوست داشتم عقيده تو را بدانم كه بينشى بر بينش من افزودى، اينك اى مادر بدان كه من امروز كشته مى شوم، اندوه تو سخت مباد و تسليم فرمان خدا شو كه پسرت هرگز كار ناپسند و عملى نكوهيده انجام نداده است و در هيچ حكمى ستم روا نداشته و در هيچ امانى مكر نورزيده و به هيچ مسلمان و اهل ذمهاى ظلم نكرده است. و هيچ ظالمى را از كارگزارانم كه از آن آگاه شدهام نه تنها نپسنديدهام كه آن را زشت شمردهام، و هيچ چيز در نظرم برتر و گزينهتر از رضاى پروردگارم نبوده است. بار خدايا اين سخنان را براى تزكيه خويش نمى گويم تو به من داناترى و من اين سخنان را مى گويم تا مادرم آرام گيرد.
مادرش گفت: از خداوند اميد دارم كه سوگ من در مورد تو پسنديده باشد اگر از من به مرگ پيشى گرفتى و آرزومندم از دنيا نروم تا ببينم سرانجام تو چه مىشود. عبد الله گفت: اى مادر خدايت پاداش نيكو دهاد و به هر حال پيش از مرگ من و پس از آن دعا را براى من رها مكن.
گفت: هرگز رها نمىكنم، وانگهى هر كس بر باطل كشته شده باشد تو بر حق كشته مىشوى. اسماء سپس گفت: پروردگارا بر آن شبزنده داريها و نمازگزاردن در شبهاى بلند و بر آن تشنگى و ناله در نيمروزهاى سوزان مدينه و مكه و بر نيكوكارى او نسبت به پدر و مادرش رحمت آور، خدايا من او را تسليم فرمان تو درباره او كردم و به آنچه تقدير فرمودهاى خشنودم، پروردگارا در مورد عبد الله به من پاداش شكيبايان سپاسگزار را ارزانى فرماى.
ابو جعفر طبرى مىگويد: محمد بن عمر، از موسى بن يعقوب بن عبد الله، از عمويش نقل مىكند كه مىگفته است: ابن زبير در حالى كه زره و مغفر پوشيده بود پيش مادرش رفت، سلام كرد و دست مادر را گرفت و بوسيد و مادرش گفت: هرگز از رحمت خدا دور نباشى ولى اين بدرود است، گفت: آرى براى بدرود آمده ام كه امروز را آخر روز دنيا مى بينم كه بر من مى گذرد، و مادر جان بدان كه چون من كشته شوم، من گوشتى خواهم بود كه هر چه با آن كنند آن را زيان نمىرساند.
گفت: پسركم راست مىگويى همچنين بينش خود را باش و ابن ابى عقيل را بر خود مسلط مگردان اينك پيش من بيا تا تو را بدرود كنم. عبد الله جلو رفت و مادر را در آغوش كشيد و بوسيد. اسماء همين كه دستش زره عبد الله را لمس كرد گفت: اين كار، كار كسى كه قصدى چون تو دارد- از دنيا بريده است- نيست. گفت: فقط براى آن پوشيدهام كه تو را آسوده خاطر دارم.
گفت: زره مايه قرص شدن دل من نيست. عبد الله زره را از تن كند آن گاه آستينهاى خود را بالا زد و پايين پيراهن خود را استوار بست و دامن جبه خزى را كه زير پيراهن بر تن داشت زير كمربند خويش جا داد. مادرش گفت: دامن جامهات را جمع كن و بر كمر زن،كه چنان كرد، او برگشت و اين شعر را مى خواند: «من چون روز خويش را بشناسم شكيبايى مى كنم كه بعضى مى شناسند و سپس منكر آن مى شوند.» پيرزن سخن او را شنيد و گفت: آرى به خدا سوگند بايد صبورى كنى و چرا صبورى نكنى كه نياكان تو ابو بكر و زبيراند و مادر بزرگت صفيه دختر عبد المطلب است.
گويد: و محمد بن عمر، از قول ثور بن يزيد، از قول مردى از اهل حمص نقل مىكند كه مىگفته است: در آن روز كه او را ديدم در حالى كه ما پانصد تن از مردم حمص بوديم و از درى كه مخصوص ما بود و كسى غير از ما از آن وارد نمىشد، وارد شديم و او به ما حمله كرد و ما منهزم شديم و او اين رجز را مى خواند: «من هرگاه روز- بخت- خود را بشناسم شكيبايى مى كنم و آزاده روزهاى خود را مى شناسد و حال آنكه برخى آن را مى شناسند و سپس منكر مى شوند.» و من مى گفتم: آرى به خدا سوگند كه تو آزاده شريفى، و خود او را ديدم كه در ابطح به تنهايى ايستاده بود و كسى به او نزديك نمىشد آن چنان كه گمان برديم كشته نخواهد شد.
گويد: مصعب بن ثابت، از نافع آزاد كرده بنى اسد نقل مى كند كه مى گفته است: من همه درهاى مسجد را ديدم كه از مردم شام آكنده بود، آنان كنار هر در سرهنگى و پيادگانى از مردم يك شهر را جا داده بودند. درى كه مقابل در كعبه قرار دارد و ويژه مردم حمص بود و در بنى شيبه از مردم دمشق و در صفا از مردم اردن و در بنى جمح از مردم فلسطين و در بنى سهم از مردم قنسّرين بود، حجاج و طارق بن عمرو ميان ابطح و مروه بودند.
ابن زبير يك باز از اين سو و بار ديگر از آن سو حمله مىكرد گويى شيرى در بيشه بود كه مردان جرأت نزديك شدن به او را نداشتند و او از پى ايشان مى دويد و آنان را از در مسجد بيرون مى راند و فرياد مى كشيد و عبد الله بن صفوان را مخاطب قرار مى داد و مى گفت: اى ابا صفوان اگر مردانى مىداشت چه فتح و پيروزى مى شد، و اين رجز را مى خواند: «اگر هماوردم يكى بود از عهدهاش برمى آمدم.» و عبد الله بن صفوان مى گفت: آرى به خدا سوگند و اگر هزار مى بود.
ابو جعفر طبرى مىگويد: سحرگاه سه شنبه هفدهم جمادى الاولى سال هفتاد و سه هجرى حجاج همه درها را بر ابن زبير گرفته بود. آن شب ابن زبير بيشتر شب را نماز گزارده بود و سپس به شمشير خود تكيه داده و چرتى زده بود، هنگام سپيده دم بيدار شد و گفت: سعد اذان بگو. سعد كنار مقام ابراهيم اذان گفت. ابن زبير وضو ساخت و دو ركعت نافله صبح را خواند و سپس جلو آمد و ايستاد و موذن اقامه گفت و ابن زبير نماز صبح را با ياران خود گزارد و سوره «ن و القلم» را كلمه به كلمه خواند و سلام داد و آن گاه برخاست و سپاس و ستايش خدا را بر زبان آورد و گفت: چهرههاى خود را بگشاييد كه بنگرم و آنان عمامه و مغفر بر سر و چهره داشتند، روهاى خود را گشودند.
ابن زبير گفت: اى خاندان زبير، اگر از سر رضا و محبت با من همدلى كردهايد ما خاندانى از عرب بوديم كه گرفتار شديم اما ذلت نديديم و بر زبونى اقرار نياورديم، اما بعد، اى خاندان زبير برخورد شمشيرها شما را بر بيم نيفكند كه من هرگز در جنگى شركت نكردهام كه در آن از ميان كشتگان زخمى برنخاسته باشم مگر آنكه زحمت مداواى زخمها را سختتر از خود زخم شمشير خوردن ديده ام. شمشيرهاى خود را همانگونه حفظ كنيد كه چهره هاى خويش را حفظ مى كنيد، كسى را نمى شناسم كه شمشيرش شكسته باشد و جان خود را حفظ كرده باشد. وانگهى مرد هرگاه سلاح خود را از دست دهد همچون زن بى دفاع خواهد بود. از برق شمشيرها چشم بپوشيد و هر كس به هماورد خود بپردازد و پرسش درباره من شما را از كار باز ندارد و مگوييد عبد الله كجاست، همانا هر كس از من مى پرسد بداند كه من در صف مقدم هستم و اين شعر را خواند: «… من كسى نيستم كه خريدار زندگى در قبال يك دشنام باشم و يا از بيم مرگ بر نردبانى بالا روم.» و سپس گفت: در پناه بركت خدا حمله كنيد و خود حمله كرد و دشمنان را تا حجون عقب راند، در اين هنگام سنگى بر چهرهاش خورد كه لرزيد و خون بر چهره اش جارى شد. همين كه گرمى خون را بر چهره و ريش خود احساس كرد اين بيت را خواند.
«زخمهاى ما بر پاشنه هايمان خون نمى ريزد ولى بر پشت پايمان خون مى ريزد.» و بر او هجوم آوردند. كنيزك ديوانه اى داشت كه فرياد كشيد: اى واى بر امير مؤمنانم، عبد الله بن زبير بر زمين افتاد و هنگامى كه افتاد همان كنيزك او را ديد و با اشاره او را به ايشان نشان داد. عبد الله بن زبير به هنگامى كه كشته شد جامه خز بر تن داشت، و چون خبر به حجاج رسيد، نخست سجده كرد و همراه طارق بن عمرو رفت و بر سر او ايستاد.
طارق گفت: زنان مردتر از اين نزاده اند. حجاج گفت: آيا كسى را كه با امير المؤمنين مخالف بود ستايش مى كنى گفت: آرى، از همين روى معذوريم و اگر چنان نمى بود براى ما عذرى باقى نمى ماند كه هشت ماه او را بدون اينكه خندق و حصار و حفاظى داشته باشد محاصره كرديم و هر بار كه با او جنگ كرديم نه تنها داد خود را از ما ستاند كه بر ما برترى هم داشت، و چون گفتگوى آن دو به اطلاع عبد الملك رسيد، سخن طارق را تأييد كرد.
گويد: حجاج سرهاى ابن زبير و عبد الله بن صفوان و عمارة بن عمرو بن حزم را به مدينه فرستاد تا سه روز آنجا به نيزه نصب كنند و سپس پيش عبد الملك ببرند.
ما- ابن ابى الحديد- اينك بقيه اخبار عبد الله بن زبير را از كتابهاى ديگر نقل مى كنيم. به روزگار حكومت معاويه، عبد الله بن زبير را ديدند كه بر در خانه ميّة كنيزك معاويه ايستاده است، او را گفتند: اى ابا بكر آيا كسى مثل تو بر در خانه اين زن مى ايستد گفت: هرگاه نتوانستيد سر چيزى را به دست آوريد، دم آن را بگيريد.
معاويه پيش عبد الله بن زبير از پسر خود يزيد نام برد و از او خواست با يزيد بيعت كند. ابن زبير گفت: من با صداى بلند با تو سخن مى گويم و آهسته و درگوشى نمى گويم و برادر راستين تو كسى است كه به تو راست بگويد، پيش از آنكه گام پيش نهى بنگر و پيش از آنكه پشيمان شوى بينديش كه نگريستن پيش از گام برداشتن است و انديشيدن پيش از پشيمانى خوردن. معاويه خنديد و گفت: اى ابا بكر شجاعت را در پيرى مى آموزى عبد الله بن زبير به شدت بخيل بود، به سپاهيان خود فقط خرما مى خوراند و به ايشان فرمان جنگ مى داد و چون از ضربات شمشير مى گريختند، آنان را سرزنش مىكرد و مىگفت: خرماى مرا مىخوريد و از فرمان من سرپيچى مىكنيد. در اين باره يكى از شاعران چنين سروده است: «با آنكه خداوند به فرمان خود چيره است آيا عبد الله را مى بينى كه با خرما در جستجوى خلافت است.» و يكى از سپاهيان او پنج نيزه را در سينه سپاهيان حجاج شكست و هر بار كه نيزه اش مى شكست، عبد الله بن زبير نيزه اى به او مى داد، بار پنجم بر عبد الله گران آمد و گفت: پنج نيزه نه بيت المال مسلمانان چنين چيزى را تحمل نمى كند.
گدايى از اعراب باديه نشين پيش او آمد، عبد الله چيزى به او نداد. گدا گفت: ريگهاى سوزان پاهايم را سوزانده است. گفت: بر آنها ادرار كن تا خنك شود عبد الله بن زبير، محمد بن حنفيه و عبد الله بن عباس را همراه هفده تن از بنى هاشم كه حسن بن حسن بن على عليه السّلام هم از ايشان بود در يكى از درههاى مكه كه معروف به دره عارم بود جمع و محاصره كرد و گفت: هنوز جمعه نگذشته بايد با من بيعت كنيد و گرنه گردنهايتان را خواهم زد يا شما را در آتش خواهم افكند. پيش از رسيدن جمعه آهنگ سوزاندن آنان را كرد، پسر مسور بن مخرمة زهرى خود را به او رساند و به خدا سوگندش داد كه تا روز جمعه ايشان را مهلت دهد. چون جمعه فرا رسيد، محمد بن حنفيه آب و جامه سپيد خواست، نخست غسل كرد و سپس جامه سپيد- كفن- پوشيد و بر خود حنوط زد و هيچ شكى در كشته شدن نداشت.
قضا را مختار بن ابى عبيد، ابا عبد الله بجلى را همراه چهار هزار سپاهى- براى يارى ايشان- گسيل داشته بود و چون آنان به ذات عرق فرود آمدند، هفتاد تن از ايشان با مركوبهاى خود شتابان جلو افتادند و بامداد جمعه به مكه رسيدند و در حالى كه شمشيرهاى خود را كشيده بودند بانگ برآوردند يا محمد يا محمد و خود را كنار دره عارم رساندند و محمد بن حنفيه و همراهانش را نجات دادند. محمد بن حنفيه، حسن بن حسن را مأمور كرد ندا دهد هر كس خدا را بر خود داراى حق مى بيند، شمشيرش را در نيام كند كه مرا نيازى به حكومت بر مردم نيست اگر با آشتى و سلامت حكومت به من داده شود مى پذيرم و اگر ناخوش بدارند هرگز با زور حكومت بر ايشان را به چنگ نمى آورم.
در مورد دره عارم و محاصره كردن ابن حنفيه در آن، كثير بن عبد الرحمان چنين سروده است: هر كس از مردم اين پيرمرد را در مسجد خيف مىبيند مىداند كه او ستمگر نيست، او همنام پيامبر مصطفى و پسر عموى اوست، گرفتاريهاى سنگين مردم را بر دوش مىكشد و باز كننده گره وامداران است، تو هر كس را كه مىبينى مىگويى پناه برنده به خانه خدايى و حال آنكه پناه برنده راستى همان است كه در زندان عارم زندانى است.
مدائنى مى گويد: چون عبد الله بن زبير، ابن عباس را از مكه به طائف تبعيد كرد، او در ناحيه نعمان فرود آمد و دو ركعت نماز گزارد و سپس دستهاى خود را برافراشت و بدين گونه دعا كرد: پروردگارا تو مىدانى هيچ سرزمينى كه تو را در آن پرستش كنم براى من خوشتر از مكه نيست و دوست نمىدارم كه جز در آن مرا قبض روح فرمايى، پروردگارا ابن زبير مرا از آن شهر بيرون كرد تا در حكومت خويش قويتر شود، خدايا مكر او را سست كن و گردش بد زمانه را براى او قرار بده، و چون نزديك طائف رسيد، مردمش به ديدار او آمدند و گفتند: خوشامد باد بر پسر عموى رسول خدا، به خدا سوگند كه تو در نظر ما محبوبتر و گرامىتر از آن كسى هستى كه تو را بيرون كرده است، اين خانههاى ما در اختيار توست، هر كجا خوش مىدارى فرود آى.
ابن عباس در خانه اى فرود آمد، و مردم طائف پس از نماز صبح و نماز عصر كنار او مى نشستند و او خدا را ستايش مى كرد و از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خلفاى پس از آن حضرت نام مى برد و مىگفت: آنان رفتند و كسى نظير يا شبيه يا نزديك به خود باقى نگذاردند، بلكه اقوامى باقى ماندهاند كه با عمل آخرت دنيا را مى طلبند و در عين حال كه پوست بز مى پوشند، زير آن دلهاى گرگان و پلنگان نهفته است، اين كار را بدان منظور انجام مى دهند كه مردم آنان را از زاهدان دنيا گمان برند، با اعمال ظاهرى خود براى مردم رياكارى مى كنند و با كارها و انديشه هاى نهانى خود خدا را به خشم مى آورند، دعا مى كنم و خدا را فرا مى خوانم كه براى اين امت به خير و نيكى قلم سرنوشت زند و كار حكومتش را به نيكان و برگزيدگان ايشان بسپارد و تبهكاران و بدان اين امت را نابود فرمايد، شما هم دستهاى نياز خود را به پيشگاه پروردگارتان برآريد و همين موضوع را مسألت كنيد و مردم چنان مى كردند.
چون اين خبر به عبد الله بن زبير رسيد، براى ابن عباس چنين نوشت: اما بعد، به من خبر رسيده است كه در طائف پس از نماز عصر براى مردم مى نشينى و با نادانى براى آنان فتوى مىدهى و اهل خرد و دانش را عيب مى گيرى، گويا بردبارى من بر تو و ادامه پرداخت حقوق تو، تو را بر من گستاخ ساخته است. كسى جز تو بى پدر باد، تيز گفتارى خود را بس كن و اندازه نگهدار و اگر خردى دارى بينديش و خود خويشتن را گرامى بدار كه اگر خود خويش را زبون دارى، پيش مردم نفس خود را زبونتر خواهى يافت، مگر اين شعر شاعر را نشنيده اى كه مى گويد: «نفس خود را خويشتن گرامى دارد كه اگر خود آن را زبون دارى، هرگز روزگار را گرامى دارنده آن نخواهى يافت.» و من به خدا سوگند مى خورم كه اگر از آنچه به من خبر رسيده است، باز نايستى مرا خشن خواهى يافت و در آنچه تو را از من باز دارد شتابان خواهى يافت، اينك درست بينديش كه اگر بدبختى تو دامن گيرت شد و بر لبه نابودى قرارت داد كسى جز خود را سرزنش نكنى.
ابن عباس در پاسخ او نوشت: اما بعد، نامهات به من رسيد، گفته بودى به نادانى فتوى مىدهم و حال آنكه كسى به نادانى فتوى مىدهد كه چيزى از علم نداند و حال آنكه خداوند آن اندازه از علم به من ارزانى فرموده است كه به تو عنايت نكرده است و يادآور شده بودى كه بردبارى تو و ادامه دادنت در پرداخت حقوق مرا بر تو گستاخ ساخته است و سپس گفته بودى «از تيز گفتارى خود خويشتندارى كن و اندازه نگهدار.» و براى من مثلهايى زده بودى مثلهاى ياوه، تو چه هنگامى مرا از بدخويى و تندى ترسان و از تيزخشمى خود هراسان ديدهاى. سپس گفته بودى «اگر بس نكنى مرا خشن خواهى يافت.»، خدايت باقى ندارد و رعايت نفرمايد، به خدا سوگند از گفتن سخن حق و توصيف اهل عدل و فضيلت باز نمىايستم و هم از نكوهش آنان كه كارشان از همه زيان بخش تر است «آنان كه كوشش ايشان در زندگى اين جهانى گمراه شد و خود مىپندارند كه نيكو رفتار مىكنند.» و السلام.
معاويه هنگامى كه از يكى از سفرهاى حج خود به مدينه برگشت، مردم درباره نيازهاى خود با او بسيار سخن گفتند. او به شتردار خود گفت: همين امشب و شبانه شتران را آماده كن تا حركت كنيم، و چنان كرد. معاويه شبانه حركت كرد و كسى جز ابن زبير را از آن كار آگاه نكرد. ابن زبير اسب خود را سوار شد و از پى معاويه حركت كرد. معاويه در كجاوه خويش خواب بود و ابن زبير سوار بر اسب كنارش در حركت بود، معاويه كه صداى سم اسب را شنيده و بيدار شده بود پرسيد: اين سوار بر اسب كيست ابن زبير گفت: منم ابو خبيب، و در حالى كه با معاويه شوخى مىكرد، گفت: اگر امشب تو را كشته بودم چه مىشد معاويه گفت: هرگز كه تو از كشندگان پادشاهان نيستى، هر پرنده شكارى به قدر و منزلت خود شكار مىكند. ابن زبير گفت: با من اين چنين مىگويى و حال آنكه در صف جنگ برابر على بن ابى طالب ايستادم و او كسى است كه خود مى دانى معاويه گفت: آرى ناچار تو و پدرت را با دست چپ خود كشت و دست راستش آسوده و در جستجوى كس ديگرى بود كه او را با آن بكشد. ابن زبير گفت: به خدا سوگند آن كار ما جز براى يارى دادن عثمان نبود و در آن كار پاداش داده نشديم.
معاويه گفت: اين سخن را رها كن كه به خدا سوگند اگر شدت دشمنى و كينه تو نسبت به على بن ابى طالب نمى بود، همراه كفتار پاى عثمان را مى كشيدى. ابن زبير گفت: اى معاويه آيا چنين مى كنى به هر حال ما با تو عهد و پيمانى بسته ايم و تا هنگامى كه زنده باشى بر آن وفا مى كنيم ولى آن كس كه پس از تو مى آيد، خواهد دانست. معاويه گفت: به خدا سوگند كه در آن حال هم من فقط بر خود تو بيم دارم گويى هم اكنون تو را مى بينم كه در ريسمانهاى گره خورده استوار بسته اى و مى گويى كاش ابو عبد الرحمان- معاويه- زنده مى بود و اى كاش من آن روز زنده باشم كه تو را به نرمى بگشايم و تو در آن هنگام هم چه بد آزاد و رها شدهاى خواهى بود.
عبد الله بن زبير پيش معاويه رفت عمرو عاص هم پيش او بود، عمرو در حالى كه اشاره به ابن زبير مى كرد، گفت: اى امير المؤمنين به خدا سوگند اين كسى است كه تحمل تو او را مغرور كرده است و بردبارى تو او را سرمست كرده است و همچون گورخرى كه در بند خود مى جهد در سرمستى خويش جهش مى كند و هرگاه كه حرص و جوش او بسيار مى شود بند و ريسمان رميدگى او را آرام مى سازد و او سزاوار و شايسته است كه به زبونى و كاستى درافتد.
ابن زبير گفت: اى پسر عاص به خدا سوگند اگر ايمان و عهد و سوگندها نبود كه ما را در مورد خلفا ملزم به طاعت و وفا كرده است و اينكه ما نمى خواهيم روش خويش را دگرگون سازيم و خواهان عوضى از آن نيستيم، هر آينه براى ما با او و تو كارها بود، و اگر سرنوشت او را به رأى تو و مشورت با افرادى نظير تو واگذارد او را با چنان بازويى دفع خواهيم داد كه چيزى با آن مزاحمت نداشته باشد و بر او سنگى خواهيم زد كه هيچ سنگ انداختنى از عهده اش برنيايد.
معاويه گفت: اى پسر زبير به خدا سوگند اگر اين نبود كه من تحمل را بر شتاب و گذشت را بر عقوبت برگزيده ام و چنانم كه آن شاعر پيشين سروده است: «از آزرم با اقوامى مدارا مىكنم كه مىبينم ديگ خشم دلهاى ايشان بر من مىجوشد.» تو را بر يكى از ستونهاى حرم مىبستم تا جوش و خروشت آرام بگيرد و آزمندى تو كنار آن بريده و آرزويت كاسته شود و هر چه را بافتهاى از هم باز كنى و آنچه را تافتهاى دوباره بتابى، و به خدا سوگند بر كناره مغاكى ژرف خواهى بود و فقط گرفتار خويشتن و آن خواهى بود و گريزپا نخواهى بود و چيزى جز آن براى تو نباشد و همچنان خود دانى و آن مغاك.
عبد الله بن زبير در بسيارى از نمازهاى جمعه پياپى نام پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را از خطبه انداخت، مردم اين كار را گناهى بزرگ دانستند، گفت: من از نام بردن رسول خدا روى گردان نيستم ولى او را خاندان كوچك و بدى است كه هرگاه از او نام مى برم گردنهاى خود را افراشته مى دارند و من دوست دارم آنان را زبون سازم.
هنگامى كه عبد الله بن زبير با بنى هاشم به ستيز پرداخت و بر آنان عيب گرفت و كينه را با آنان آشكار ساخت و تصميم بر سركوبى ايشان گرفت و در خطبه هاى خود چه در جمعه و چه غير از آن نام پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را نبرد، گروهى از نزديكانش با او عتاب كردند و فال بد زدند و از فرجامش بيمناك شدند. ابن زبير گفت: به خدا سوگند اگر در ظاهر از بردن نام پيامبر خوددارى مى كنم در نهان و درون خود فراوان او را ياد مىكنم ولى مىبينم هرگاه بنى هاشم نام پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را مى شنوند چهره هايشان از شادى گلگون و گردنهايشان برافراخته مىشود و به خدا سوگند نمى خواهم در كارى كه توانايى آن را دارم هيچ شادىاى به آنان بدهم، به خدا تصميم گرفته ام سايبانى چوبين فراهم آرم و ايشان را در آن آتش بزنم و من از ايشان جز گنهكار ناسپاس جادوگر را نخواهم كشت، خدا شمار ايشان را فزون نكند و فرخندگى بر آنان ندهد، خاندان بدى هستند كه نه آغازگر و نه فرجامگرى دارند. به خدا پيامبر خدا هيچ خيرى ميان ايشان باقى نگذاشته است، فقط پيامبر خدا همه راستى آنان را در ربوده است و ايشان دروغگوترين مردماند.
در اين هنگام محمد بن سعد بن ابى وقاص برخاست و گفت: اى امير المؤمنين خدايت موفق بدارد. من نخستين كسى هستم كه تو را در مورد كار ايشان يارى مىدهم. عبد الله بن صفوان بن اميه جمحى برخاست و به ابن زبير گفت: سخن درست نگفتى و آهنگ كار پسنديده نكردى. آيا از خاندان رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عيب مى گيرى و آنان را مى خواهى بكشى، آن هم در حالى كه اعراب برگرد تو هستند، به خدا سوگند اگر بخواهى به شمار ايشان از يك خاندان مسلمان ترك بكشى خداوند آن را براى تو روا نمىدارد، وانگهى به خدا سوگند كه اگر مردم آنان را يارى ندهند، خداوند ايشان را با نصرت خود يارى خواهد داد. ابن زبير گفت: اى ابو صفوان بنشين كه تو داناى كار آزموده نيستى.
چون اين خبر به عبد الله بن عباس رسيد، همراه پسر خويش خشمگين بيرون آمد و چون به مسجد رسيد، آهنگ منبر كرد. نخست ستايش خدا را انجام داد و بر پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم درود فرستاد و سپس چنين گفت: اى مردم ابن زبير به دروغ چنين مى پندارد كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را اصلى و نسبى و انجام و فرجامى نبوده است، شگفتا تمام شگفتى از اين تهمت بستن و دروغ زدن او، به خدا سوگند نخستين كس كه كوچ و سفر را سنت نهاد و كاروانهاى خواربار قريش را حمايت كرد، هاشم بود و نخستين كس كه در مكه آب شيرين و گوارا به مردم نوشاند و در خانه كعبه را زرين ساخت، عبد المطلب بود، به خدا سوگند آغاز ما با آغاز قريش رشد و نمو كرده است، هرگاه سخن مى گفتند ما سخنگويان ايشان بوديم و چون سخنرانى مى كردند ما سخنرانان ايشان بوديم و هيچ مجدى چون مجد پيشينيان ما نبوده است، وانگهى در قريش اگر مجدى بوده جز به مجد ما نبوده است كه قريش در كفر مطلق و دين فاسد و گمراهى سخت و در كورى و شبكورى بودند تا آنكه خداوند متعال براى آن پرتوى برگزيد و چراغى براى آن برانگيخت و رسول خود را پاكيزهاى از ميان پاكيزگان قرار داد، هيچ غائله و دشنامى را بر او نشايد، او يكى از ما و از فرزندان ما و عمو و پسر عموى ماست، وانگهى پيشگامترين پيشگامان به سوى او از ميان ما و پسر عموى ماست و سپس خويشان و نزديكان ما يكى پس از ديگرى در پيشگامى سبقت جستند.
به علاوه ما پس از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بهترين و گرامىترين و نژادهترين و نزديكترين افراد به اوييم. شگفتا تمام شگفتى از ابن زبير كه بر بنى هاشم خرده مىگيرد و حال آنكه شرف او و پدر و جدش همگى به سبب پيوند سببى آنان با بنى هاشم، همانا به خدا سوگند كه ابن زبير ديوانه قريش است، و كجا عوام بن خويلد مىپنداشت كه مىتواند اميد به همسرى صفيه دختر عبد المطلب داشته باشد، به استر گفتند: پدرت كيست گفت: دايى من اسب است، آن گاه از منبر فرود آمد.
ابن زبير در مكه خطبه مىخواند و ابن عباس همراه مردم پاى منبر نشسته بود، ابن زبير گفت: اين جا مردى است كه خداوند همانگونه كه چشمش را كور كرده است، چشم دلش را هم كور ساخته است، تصور مىكند كه متعه زنان به فرمان خدا و رسولش صحيح است و در مورد شپش و مورچه فتوى مىدهد، در گذشته بيت المال بصره را با خود برد و مسلمانان را در حالى كه از تنگدستى دانههاى خرما را مىشكستند، رها كرد و چگونه او را در اين باره سرزنش كنم كه با ام المؤمنين و حوارى رسول خدا- زبير- و كسى كه دست خود را سپر بلاى رسول خدا قرار داد- طلحه- جنگ كرده است.
ابن عباس كه در آن هنگام كور شده بود به عصاكش خود سعد بن جبير بن هشام وابسته بنى اسد بن خزيمه گفت: چهره مرا برابر چهره او قرار بده و قامتم را برافراشته دار، كه چنان كرد. ابن عباس آستينهاى خود را بالا زد و نخست خطاب به ابن زبير شعرى را خواند كه مضمون آن چنين است: «بيار آنچه دارى زمردى و زور، بگرد تا بگرديم.»، سپس چنين افزود: اى پسر زبير اما در مورد كورى، خداوند متعال مى فرمايد «همانا ديدگان كور نمى شود بلكه دلهايى كه در سينه هاست كور مى شود.» اما فتواى من در مورد شپش و مورچه. در آن مورد دو حكم است كه نه تو آن را مى دانى و نه يارانت مى دانند، اما بردن اموال، آرى مالى بود كه خود جمع كرده و به خراج گرفته بوديم و حق هر كس را پرداختيم و از آن باقى ماندهاى كه كمتر از حقى بود كه خداوند در قرآن براى ما مقرر فرموده است باقى ماند و ما طبق حق خود آن را گرفتيم.
درباره متعه از مادرت اسماء بپرس هنگامى كه از گرفتن دو برد عوسجه منصرف شد، چه بوده است، اما جنگ ما با ام المؤمنين، آن زن به احترام ما ام المؤمنين نام نهاده شد، نه به احترام تو يا پدرت، و انگهى پدرت و داييت پرده و حجابى را كه خداوند بر او كشيده بود از او برداشتند و او را فتنه اى قرار دادند كه به پاس و براى او جنگ كنند، و زنهاى خود را در خانه هاى خويش مصون داشتند. و به خدا سوگند كه در حق خدا و محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انصاف ندادند كه همسر پيامبر را به صحرا كشاندند و همسران خود را مصون و پوشيده داشتند. اما جنگ ما با شما چنان بود كه با لشكر گران به سوى شما آمديم اگر ما كافر بوديم، شما با گريز خود از جنگ ما كافر شده ايد و اگر ما مؤمن بوديم شما با جنگ كردن با ما كافر شده ايد و به خدا سوگند مى خورم كه اگر منزلت صفيه ميان شما و منزلت خديجه ميان ما نبود، براى خاندان اسد بن عبد العزى هيچ استخوانى باقى نمى گذاشتم و آن را مى شكستم.
ابن زبير هنگامى كه پيش مادرش برگشت درباره دو برد عوسجه از او پرسيد، گفت: مگر تو را از بگو و مگو با ابن عباس و بنى هاشم نهى نكرده بودم و نگفته بودم كه چون با ايشان بى انديشه سخن گفته شود حاضر جواباند و پاسخهاى سخت مى دهند گفت: آرى گفته بودى و من نافرمانى كردم.
اسماء گفت: پسر جان از اين كورى كه انس و جن ياراى گفتگو با او را ندارند بپرهيز و بدان كه همه رسواييها و زبونيهاى قريش را مىداند، تا آخر روزگار از او پرهيز كن. ايمن بن خريم بن فاتك اسدى در اين مورد اشعار زير را سروده است: اى ابن زبير با بلايى از بلاها روياروى شدهاى مهربانى كن مهربانى شخص چارهانديش به مردى هاشمى كه ريشهاش پاكيزه است و عموها و داييهايش گرامىاند هرگاه روياروى شوى همواره با قدرت و با صداى بلند در پاسخ تو استخوانت را در هم مى شكند… عثمان بن طلحه عبدرى مى گويد: از ابن عباس كه خدايش رحمت كناد مجلسى ديدم و سخنانى شنيدم كه از هيچ مرد قرشى نشنيده بودم، چنان بود كه كنار تخت مروان بن حكم به روزگارى كه امير مدينه بود تختى كوچكتر مى نهادند و هرگاه ابن عباس مى آمد بر آن تخت مى نشست و براى ديگران تشكچه مى نهادند. روزى مروان اجازه ورود براى مردم داد و تخت ديگرى هم كنار تخت مروان نهاده بودند، ابن عباس آمد و بر تخت- كرسيچه- خود نشست، عبد الله بن زبير هم آمد و بر آن كرسيچه ديگر كه در آن روز نهاده بودند نشست. مروان و مردم ساكت بودند، در اين هنگام ابن زبير حركتى كرد كه معلوم شد مى خواهد سخن بگويد و شروع كرد و چنين گفت: گروهى از مردم مى پندارند بيعت ابو بكر كارى نادرست و شتاب زده و با زور بوده است، در حالى كه شأن ابو بكر بزرگتر از اين است كه دربارهاش چنين گفته شود، آنان گمان ياوه مى برند كه اگر بيعت با ابو بكر اتفاق نمى افتاد حكومت از آنان و ميان ايشان مى بود، در صورتى كه به خدا سوگند ميان اصحاب محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هيچ كس با سابقه تر و داراى ايمانى استوارتر از ابو بكر نبود و هر كس جز اين بگويد لعنت خدا بر او باد.
وانگهى آنان كجا بودند هنگامى كه ابو بكر عقد خلافت را براى عمر بست و همان شد كه او گفت، سپس عمر بهره و بخت ايشان را ميان بهره ها و بختهاى ديگر افكند- شورى را تعيين كرد- و چون آن بختها تقسيم شد. خداوند بهره آنان را به تأخير انداخت و بخت ايشان را نگونسار فرمود و كسى كه به حكومت از ايشان سزاوارتر بود- عثمان- بر آنان حكومت يافت، و ايشان بر او خروج كردند چون حمله دزدان بر بازرگانى كه بيرون از شهر مانده باشد و او را غافلگير كردند و كشتند و سپس خداوند ايشان را از دم كشت و زير شكم ستارگان مطرود گرديدند.
ابن عباس گفت: اى كسى كه درباره ابو بكر و عمر و خلافت سخن مىگويى، آرام و بر جاى باش كه به خدا سوگند آن دو به هر چه رسيده باشند هيچ يك از آن دو به چيزى نرسيده است مگر آنكه سالار ما- على عليه السّلام- به بهتر از آن رسيده است. وانگهى ما تقدم كسانى را كه تقدم يافتهاند به سبب عيبى كه بر آنان بگيريم انكار نمى كنيم ولى اگر سالار ما تقدم مى گرفت همانا شايسته و برتر از شايسته بود، و اگر نه اين است كه تو درباره حظ و شرف كس ديگرى جز خودت سخن مى گويى پاسخت را مى دادم تو را با چيزى كه در آن بهره ندارى چه كار، بر بهره خود بسنده كن و خاندانهاى تيم و عدى را براى خودشان رها كن و خاندان اميه را به خودشان واگذار، كه اگر كسى از خاندانهاى تيم و عدى و اميّه با من سخن بگويد با او سخن مى گويم و پاسخ شخص آمادهاى را كه حضور داشته است مىدهم نه پاسخ گفتن شخص غايب از غايب را، ولى تو را چه كار با چيزى كه بر عهده تو نيست البته اگر در خاندان اسد بن عبد العزى چيزى باشد از آن توست، و به خدا سوگند كه عهد ما به تو نزديكتر و دست ما بر تو رخشانتر و نعمت ما بر تو بيشتر از آن كسى است كه مىپندارى در پناه نامش مى توانى به ما حمله كنى و حال آنكه هنوز جامه صفيه كهنه نشده است، «و خداست يارى خواسته بر آنچه وصف مى كنيد.
» پس از اينكه معاويه براى يزيد عقد خلافت پس از خود را استوار ساخت او را چنين سفارش كرد: من بر تو از كسى بيم ندارم جز آن كس كه تو را به حفظ حرمت قرابت او و پاس داشتن حق خويشاونديش سفارش مى كنم كسى كه دلها به او گرايش دارد و هواى مردم به سوى اوست و چشمها بر او نگران است و او حسين بن على است، بخش مهمى از بردبارى خود را ويژه او قرار بده و مقدار در خورى از مال خود را مخصوص او گردان و او را از روح زندگى بهرهمند ساز و به روزگار خود هر چه را كه او خوش مى دارد به او برسان. كسان ديگر جز او سه شخصاند و عبارتاند از عبد الله بن عمر، مردى كه عبادت بر او چيره است و خواهان دنيا نيست مگر آنكه دنيا آرام و فرمانبردار به سويش آيد و در آن باره به اندازه يك خون گرفتن هم خون به زمين نريزد، و عبد الرحمان بن ابى بكر كه چون شتر مرغ جوان است نه ياراى برداشتن بار سنگين دارد و نه امكان جهش. وانگهى شريف و با همت نيست و يارانى هم ندارد، و عبد الله بن زبير كه او گرگ حيله گر و روباه فريبكار است، همه كوشش و عزم خود را و تمام حيله و مكر خويش را در مورد او به كار بند و خشم و هجوم خود را سوى او برگردان و در هيچ حال بر او اعتماد مكن كه چون روباه است به هنگام درماندگى براى فريب پويه مىدود و همچون شير است كه به هنگام آزاد بودن با گستاخى حمله مى آورد.
اما كسان ديگر پس از اين گروه را چنان رفتار كرده ام كه امتها را براى تو زير پا نهاده ام و گردنهاى منابر را براى تو زبون ساخته ام و همه آنان را كه به تو نزديك يا از تو دورند كفايت كرده ام، براى مردم چنان باش كه پدرت براى آنان بود تا آنان هم با تو چنان باشند كه با پدرت بودند.
به روزگار حكومت يزيد بن معاويه، عبد الله بن زبير خطبهاى ايراد كرد و ضمن آن گفت: يزيد بوزينهباز، يزيد يوزباز، يزيد مستيها و خماريها و يزيد تبهكاريها همانا به خدا سوگند به من خبر رسيده است كه او همواره سرمست است و به حال مستى براى مردم خطبه مىخواند. چون اين خبر به يزيد رسيد، پيش از آنكه آن شب را به صبح رساند لشكرى را كه به حره گسيل داشته بود مجهز ساخت كه بيست هزار سپاهى بودند، او در حالى كه جامه زعفرانى پوشيده بود، نشست و شمعها روشن بود و شبانه سپاه را سان ديد و صبح دوباره لشكر و آرايش آن را ديد و اين ابيات را خواند: اينك كه لشكر آماده شد و راه وادى القرى را پيش گرفت به ابوبكر- عبد الله بن زبير بگو همين گونه كه مىبينى شخص مست، بيست هزار مرد كه جوان يا كامل مرد هستند گرد آورده است يا همچون جمع كردن شيرى شيران ژيان را.
همين كه حسين عليه السّلام از مكه به سوى عراق بيرون رفت، عبد الله بن عباس با دست خود به دوش ابن زبير زد و اين ابيات را خواند: اى پرستوى خانه آباد، محيط براى تو خلوت شد، تخم بگذار و چهچهه زن و اگر مىخواهى همين جا آرام بگيرى، آرام بگير، اين حسين است كه مىرود مژده بر تو باد.
اى پسر زبير به خدا سوگند جوّ براى تو خلوت شد و حسين به عراق رفت، ابن زبير گفت: اى ابن عباس به خدا سوگند چنين مىانديشيد كه اين حكومت فقط براى شماست و چنين تصور مىكنيد كه شما از همه مردم به آن سزاوارتريد. ابن عباس گفت: تصور و گمان براى كسى است كه در شك باشد و ما اين موضوع را يقين مىداريم ولى تو از خود به من خبر بده كه به چه چيزى آهنگ حكومت دارى گفت: به شرفم. گفت: بر فرض كه شرفى داشته باشى، به چه چيز شريف شدهاى جز اين نيست كه آن شرف به سبب ماست و در اين صورت ما از تو شريفتريم كه شرف تو از ماست، و صداهايشان بلند شده در اين هنگام يكى از غلامان خاندان زبير گفت: اى ابن عباس دست از ما بدار كه به خدا سوگند نه شما ما را دوست مىداريد و نه ما شما را دوست مىداريم، عبد الله بن زبير بر او سيلى زد و گفت: در حالى كه من حاضرم تو سخن مىگويى ابن عباس گفت: چرا اين غلام را زدى، به خدا سوگند سزاوارتر از او براى زدن آن كسى است كه پردهدرى كرد و از دين بيرون شد. ابن زبير گفت: آن چه كسى است ابن عباس گفت: تو.
گويد: در اين حال تنى چند از مردان قريش خود را در ميانه افكندند و آن دو را ساكت كردند.
عبد الله بن زبير پيش معاويه رفت و گفت اشعارى را كه سرودهام و تو را در آن مورد عتاب قرار دادهام بشنو. معاويه گفت بگو و ابن زبير اين اشعار را براى او خواند: «به جان خودم سوگند در حالى كه ترسان هستم، نمىدانم مرگ بر كدام يك از ما نخست مى تازد…» معاويه گفت: اى ابو خبيب، پس از به حكومت رسيدن من شاعر هم شدهاى در همين حال كه آن دو سرگرم گفتگو بودند معن بن اوس مزنى وارد شد، معاويه به معن گفت: ببينم تازگى شعرى سرودهاى گفت: آرى. معاويه گفت: بخوان، و معن همين ابيات را كه سروده بود خواند. معاويه با شگفتى به ابن زبير گفت: مگر اين اشعار را هم اكنون تو به اسم خودت نخواندى ابن زبير گفت: معانى را من مرتب ساختم و الفاظ را او به نظم درآورد. وانگهى او برادر شيرى من است و هر آنچه بگويد از من است- ابن زبير ميان قبيله مزينه شير خورده بود. معاويه گفت: اى ابا خبيب دروغ هم مىگويى عبد الله برخاست و بيرون رفت.
شعبى گويد: كنار خانه كعبه چيز شگفتى ديدم، من و عبد الله بن زبير و عبد الملك بن مروان و مصعب بن زبير نشسته بوديم و سخن مىگفتيم چون سخن ايشان به پايان رسيد، برخاستند و گفتند: هر يك از ما كنار ركن يمانى رود و از خداوند متعال حاجت خود را مسألت كند. عبد الله بن زبير برخاست و كنار ركن رفت و عرضه داشت: بار خدايا تو بزرگى و از تو اميد برآوردن هر حاجت بزرگى مىرود، به حرمت عرش و حرمت وجه و حرمت اين خانهات از تو مسألت مى كنم كه مرا از دنيا نبرى تا والى حجاز شوم و بر من به خلافت سلام داده شود و آمد و نشست.
پس از او برادرش مصعب برخاست و كنار ركن رفت و گفت: بار خدايا تو پروردگار همه چيزى و بازگشت همه چيز به سوى توست. تو را به حق قدرت تو بر همه چيز سوگند مىدهم كه مرا نميرانى تا عهدهدار ولايت عراق شوم و با سكينه دختر حسين بن على عليه السّلام ازدواج كنم، و آمد و نشست.
آن گاه عبد الملك برخاست و كنار ركن رفت و گفت بار خدايا اى پروردگار آسمانهاى هفتگانه و زمينهاى سرسبز و بيابان تو را مسألت مى كنم به آنچه فرمانبرداران فرمان تو مسألت كردهاند و تو را به حق آبروى تو و حقوق تو بر همه آفريدگانت مسألت مى كنم كه مرا نميرانى تا بر خاور و باختر زمين ولايت يابم و هيچ كس با من ستيز نكند مگر آنكه بر او پيروز شوم و آمد و نشست.
آن گاه عبد الله بن عمر برخاست و ركن را گرفت و گفت: اى خداى رحمان و رحيم از تو به حق رحمتت كه بر خشمت پيشى دارد و به حق قدرت تو بر همه آفريدگانت مسألت مىكنم كه مرا نمىرانى تا رحمت تو براى من فراهم آيد.
شعبى مى گويد: به خدا سوگند كه نمردم تا آنكه آن سه تن به خواسته خود رسيدند و آرزو مىكنم كه دعاى عبد الله بن عمر هم پذيرفته شده و از اهل رحمت باشد.
حجاج روزى كه وارد كوفه شد، در خطبه خود به مردم گفت: اين ادب شما ادب ابن نهيه است و به خدا سوگند كه شما را به ادبى غير از اين ادب، ادب خواهم كرد.
ابن ماكولا در كتاب الاكمال مىگويد: مقصود حجاج، مصعب بن زبير و برادرش عبد الله بن زبير بودهاند و نهيه دختر سعيد بن سهم بن هصيص است كه كنيز اسد بن عبد العزى بن قصى بوده است، و اين سخن از مواضع پيچيده است.
زبير بن بكار در كتاب انساب قريش روايت كرده است كه نمايندگانى از مردم عراق پيش عبد الله بن زبير آمدند و در مسجد الحرام روز جمعه به حضورش رفتند و بر او سلام دادند. او درباره مصعب و راه و روش او ميان ايشان پرسيد، آنان او را ستودند و پسنديده گفتند.
عبد الله بن زبير پس از آنكه با مردم نماز گزارد به منبر رفت و پس از ستايش خداوند متعال به اين ابيات تمثل جست: «همانا مرا آزمودند و باز آزمودند و به نهايت و صد بار آزمودند تا آنكه خود پير شدند و مرا پير كردند و آن گاه لگام مرا رها ساختند و مرا ترك كردند.» اى مردم من از اين نمايندگان مردم عراق در مورد كارگزارشان مصعب بن زبير پرسيدم كه او را ستودند و همان گونه كه دوست مىداشتم گفتند، آرى مصعب دلها را استمالت كرده است تا از او روى گردان نشود و خواسته ها را برآورده است تا از او به چيز ديگرى بازنگردد و زبانها ستايشگر او و دلها خيرخواه اوست و نفس مردم را با محبت شيفته خود ساخته است. او ميان نزديكان خويش دوست داشتنى است و ميان عامه مردم مأمون است و اين بدان سبب است كه خداوند بر زبان او خير جارى ساخته و به دست او بذل و بخشش ارزانى فرموده است، و از منبر فرود آمد.
همچنين زبير بن بكار روايت كرده است كه چون خبر مرگ مصعب به عبد الله بن زبير رسيد به منبر رفت و چنين گفت: سپاس خداوندى را كه همه آفرينش و فرمان از آن اوست، به هر كه خواهد پادشاهى دهد و از هر كس خواهد آن را بازگيرد، هر كه را خواهد عزت بخشد و هر كه را خواهد زبون سازد و همانا كه خداوند آن كس را كه حق با اوست هر چند كه تنها باشد زبون نمى فرمايد و دوستداران و حزب شيطان را هر چند كه همگان با آنان باشند عزت نمى بخشد. اينك از عراق خبرى براى ما رسيده است كه هم ما را شاد ساخت و هم اندوهگين كرد، خبر مرگ مصعب كه خدايش رحمت كناد به ما رسيد، آنچه ما را اندوهگين ساخته است اين است كه فراق يار را سوزشى است كه يار به هنگام سوگ احساس مى كند و خردمند پس از آن به صبر جميل و سوگوارى پسنديده روى مىآورد، و آنچه كه ما را شاد ساخته است، اين است كه قتل او شهادت است و خداوند اين شهادت را براى او و ما اندوخته قرار داده است. هان كه مردم عراق همگى اهل مكر و نفاقاند كه او را در قبال كمترين بها فروختند و تسليم كردند، اگر مصعب كشته شد ما همگان از خداييم و به سوى او باز مى گرديم، ما به مرگ طبيعى و با ضربه چوبدستى نمىميريم آن چنان كه پسران عاص مى ميرند، بلكه مرگ ما به صورت كشته شدن آن هم با ضربههاى سنگين نيزه يا زير سايه هاى شمشيرهاست.
و اين است و جز اين نيست كه دنيا عاريهاى از پادشاه گرانقدرى است كه هرگز پادشاهى او زوال و نيستى نمى پذيرد، اگر دنيا به من روى آورد آن را چنان نمى گيرم كه آزمند سرمست مىگيرد و اگر بر من پشت كند بر آن گريه نمىكنم گريستن نابخرد خرف شده را، و اگر مصعب كشته و نابود شد همانا كه در خاندان زبير او را خلف است و از منبر فرود آمد.
همچنين زبير بن بكار روايت كرده است كه پس از رسيدن خبر كشته شدن مصعب، عبد الله بن زبير به منبر رفت، نخست حمد و ستايش خدا را بر زبان آورد و سپس گفت: اگر اينك سوگوار مصعب شدم همانا پيش از آن سوگوار امام خود عثمان شدم كه سوگى بزرگ بود ولى پس از آن خداوند چه احسان و پسنديدگى فرمود. و اگر اينك سوگوار مصعب شدم پيش از آن سوگوار مرگ پدرم زبير شدم، سوگ او چنان بزرگ بود كه پنداشتم تاب تحمل آن را ندارم و پس از آن خداوند احسان فرمود و ارجمندى من دوام يافت، مصعب هم جز جوانمردى از جوانمردان من نبود، در اين هنگام گريه بر او چيره و اشكهايش روان شد و گفت: به خدا سوگند كه مصعب گرانقدرى ارجمند بود و اين بيت را خواند: آنان دنيا را هنگامى كه پشت كرد با كرامت دفع كردند و براى اشخاص گرامى شيوهاى نهادند كه بايد بر آن تأسى كنند.
ابو العباس مبرد در كتاب الكامل روايت كرده است كه چون پيكر عبد الله بن زبير را بردار كشيدند و همچنان بردار بماند، عروه به شام آمد و بر در بارگاه عبد الملك ايستاد و به حاجب گفت: به امير المؤمنين بگو كه ابو عبد الله بر درگاه است. حاجب به درون رفت و گفت: مردى بر درگاه است و سخنى بزرگ مى گويد. عبد الملك گفت: كيست و چه مى گويد حاجب حرمت نگه داشت، عبد الملك گفت: بگو چه مى گويد.
گفت: مردى است كه مى گويد به امير المؤمنين بگو ابو عبد الله بر درگاه است. عبد الملك گفت: به عروه بگو داخل شود و چون عروه در آمد، عبد الملك گفت: مى خواهى بگويى كه لاشه گنديده ابو بكر- عبد الله بن زبير- را از دار فرو آوريم كه زنان بى تابى مى كنند، ما اين فرمان را صادر كرديم.
گويد: حجاج نامه اى به عبد الملك نوشته بود كه گنجينه هاى عبد الله بن زبير پيش عروه است به او فرمان بده آنها را تسليم كند. عبد الملك آن نامه را به عروه داد وپنداشت كه او متغير خواهد شد، ولى عروه اعتنايى نكرد گويى آن نامه را نخوانده است، عبد الملك به حجاج نامهاى نوشت كه متعرض عروه نشود.
مسعودى در كتاب مروج الذهب گفته است كه چون حجاج، ابن زبير را محاصره كرد همواره پيش مى رفت و حمله مى كرد تا توانست كوه ابو قبيس را تصرف كند كه پيش از آن در تصرف ابن زبير بود. حجاج اين خبر را براى عبد الملك نوشت و چون عبد الملك نامه او را خواند تكبير گفت و هر كس كه در خانه او بود بانگ تكبير برداشت تا آنكه تكبير گفتن به مردم بازار سرايت كرد و ايشان هم تكبير گفتند و مردم پرسيدند: چه خبر است گفته شد: حجاج، ابن زبير را در مكه محاصره كرده و به كوه ابو قبيس دست يافته است. مردم گفتند: ما راضى نمى شويم مگر آنكه ابو خبيب را در بند و با شبكلاه سوار بر شترى پيش ما آورند و او را در بازارها بگردانند و چشمها او را ببيند.
و مسعودى نقل مىكند كه عمه عبد الملك، همسر عروة بن زبير بود، عبد الملك پيش از آنكه عبد الله بن زبير كشته شود نامهاى به حجاج نوشت و فرمان داد از آزار عروه دست بدارد و هرگاه بر برادر او پيروز شود به جان و مال عروه دست نيازد.
گويد: چون محاصره شدت يافت، عروه پيش حجاج رفت و براى عبد الله امان گرفت و پيش او برگشت و گفت: عمرو بن عثمان و خالد بن عبد الله بن خالد بن اسيد كه دو جوانمرد بنى اميه هستند كه امان پسر عموى خود عبد الملك را با همه كارها كه تو و همراهانت كردهايد به شما عرضه مىدارند و اينكه در هر سرزمين و شهرى كه مىخواهيد فرود آييد و در اين باره عهد و ميثاق خداوند هم براى تو خواهد بود. عبد الله آن را نپذيرفت، مادرش هم او را از آن كار منع كرد و گفت: نبايد جز با كرامت بميرى. عبد الله به مادر گفت: بيم دارم كه اگر كشته شوم پيكرم را بردار كشند يا مرا مثله كنند. مادر گفت: گوسپند پس از كشته شدن رنج پوست كندن را احساس نمى كند.
مسعودى روايت مىكند كه عبد الله بن زبير پس از مرگ يزيد بن معاويه به جستجوى كسى برآمد كه او را امير كوفه سازد و كوفيان دوست مىداشتند كسى غير از بنى اميه والى ايشان باشد. مختار بن ابى عبيد به او گفت: در جستجوى مردى باش كه داراى علم و مدارا باشد و بداند چگونه با آنان سخن گويد و تدبير كند تا بتواند براى تو از آن شهر لشكرى فراهم آورد كه به يارى آن بر شام پيروز شوى.
عبد الله بن زبير گفت: تو خود اين كار را سزاوارى و او را به كوفه گسيل داشت. مختار به كوفه آمد و ابن مطيع را از آن شهر بيرون كرد. آن گاه براى خود خانهاى ساخت كه اموال فراوانى را در آن كار هزينه كرد. عبد الله بن زبير از او خواست حساب اموال عراق را پس دهد كه چنان نكرد، بلكه منكر بيعت با عبد الله بن زبير شد و او را از خلافت خلع كرد و شروع به دعوت براى طالبيان كرد.
مسعودى همچنين مىگويد: عبد الله بن زبير در همان حال كه زهد و پارسايى و عبادت را آشكار مىساخت، حرص به خلافت داشت و مىگفت: شكم من مشتى بيش نيست هرگز مباد كه اين يك وجب مشت گسترش يابد و نسبت به مردم ديگر هم بخل و امساك شديدى ظاهر ساخت آن چنان كه ابو حمزه يكى از بردگان آزاد كرده خاندان زبير در اين باره چنين سروده است: بردگان وابسته روز را به شام مىرسانند در حالى كه از شدت گرسنگى و جنگ بر خليفه خشمگين هستند، در اين صورت ما را چه زيانى و چرا ناراحت شويم كه كداميك از پادشاهان مى خواهد بر اطراف چيره شود… هنگامى كه جنگ ميان عبد الله بن زبير و حصين بن نمير پيش از مرگ يزيد بن معاويه ادامه داشت، شاعر ديگرى درباره عبد الله چنين سروده است: هان اى سوار اگر توانستى به سالار فرزندان عوام اين موضوع را ابلاغ كن كه تو با هر كس ملاقات مى كنى مى گويى پناهنده به خانه خدايى و حال آنكه چه بسيار كشتگان كه ميان زمزم و ركن مى كشى.
ضحاك بن فيروز ديلمى هم خطاب به عبد الله بن زبير چنين سروده است: به ما خبر مىدهى كه به زودى مشتى خوراك تو را بسنده است و شكم تو يك وجب يا كمتر از يك وجب است و حال آنكه چون به چيزى دست مى يابى چنان نابودش مى سازى كه آتش برافروخته چوبهاى درخت سدر را مى خورد و نابود مى سازد، آرى اگر قرار بود كه با نعمتى پاداش دهى مى بايست مهربانى تو را متوجه عمرو سازد.
گويد: مقصود عمرو بن زبير، برادر عبد الله است كه چون با او مخالف بود او را چندان تازيانه زد كه مرد. موضوع چنين بود كه يزيد بن معاويه، پسر عموى خود وليد بن عتبة بن ابى سفيان را به حكومت مدينه گماشت. وليد لشكرى به فرماندهى عمرو بن زبير براى جنگ با عبد الله بن زبير به مكه گسيل داشت و چون دو لشكر مصاف دادند، مردان عمرو بن زبير گريختند و او را رها كردند. عبد الله به او دست يافت و او را كنار در مسجد مقابل مردم برهنه كرد و چندان به او تازيانه زد كه مرد. من- ابن ابى الحديد- در جاى ديگرى غير از كتاب مسعودى ديدم كه عبد الله بن زبير، عمرو را پيش يكى از همسران خود ديده بود و در اين باره خبرى است كه آوردن آن را خوش نمىدارم.
مسعودى گويد: عبد الله بن زبير، حسن بن محمد بن حنفيه را در زندانى تاريك زندانى كرد و قصد كشتن او را داشت. حسن حيلهگرى كرد و از زندان گريخت و از راههاى دشوار كوهستانى خود را به منى رساند كه پدرش محمد بن حنفيه آنجا مقيم بود.
پس از آن عبد الله بن زبير همه افراد بنى هاشم را در زندان عارم جمع كرد و بر دهانه آن فراوان هيزم گرد آورد و قصد كرد كه ايشان را در آتش بسوزاند. در اين هنگام مختار، ابو عبد الله جدلى را همراه چهار هزار مرد به يارى بنى هاشم گسيل داشت.
ابو عبد الله جدلى به سپاهيان خود گفت: توجه داشته باشيد كه اگر اين خبر به عبد الله بن زبير برسيد در مورد بنى هاشم شتاب خواهد كرد، و خودش همراه هشتصد سوار تيزرو حركت كرد و ابن زبير هنگامى متوجه شد كه پرچمهاى آنان در مكه به اهتزاز آمده بود.
ابو عبد الله به آن دره رفت و بنى هاشم را بيرون آورد و شعار محمد بن حنفيه را داد و او را مهدى نام نهاد و ابن زبير گريخت و به پردههاى كعبه پناه برد. محمد بن حنفيه سپاهيان را از تعقيب ابن زبير و جنگ بازداشت و گفت: من طالب خلافت نيستم مگر آنكه همه مردم در طلب من برآيند و همگان بر من موافقت نمايند و مرا نيازى به جنگ نيست.
مسعودى گويد: عروة بن زبير، برادر خود عبد الله را در اين كار كه بنى هاشم را محاصره كرده و هيزم گرد آورده است تا آنان را آتش زند معذور مى داشت و مى گفت:مقصود او از اين كار اين بود كه اختلاف سخن و عقيده ميان مسلمانان پيش نيايد و همگى به اطاعت او درآيند و وحدت كلمه فراهم آيد، همچنان كه عمر بن خطاب اين كار را نسبت به بنى هاشم هنگامى كه از بيعت ابو بكر خوددارى كردند، انجام داد و هيمه فراهم آورد تا خانه را بر آنان آتش زند.
مسعودى گويد: دو ساعت پيش از آنكه ابو عبد الله جدلى وارد مكه شود عبد الله بن زبير سخنرانى كرد و گفت: اين پسرك محمد بن حنفيه از بيعت من خوددارى مىكند و مهلت ميان من و او تا غروب آفتاب امروز است و پس از آن جايگاهش را به آتش مىكشم. كسى آمد و اين خبر را به محمد بن حنفيه داد، محمد گفت: حجابى قوى او را از من به زودى باز خواهد داشت. آن مرد شروع به نگريستن به خورشيد كرد و مواظب بود چه هنگامى غروب مىكند تا ببيند ابن زبير چه خواهد كرد، همين كه آفتاب نزديك به غروب شد سوارگان ابو عبد الله جدلى از هر سو به مكه هجوم آوردند و ميان صفا و مروه به تاخت و تاز پرداختند و ابو عبد الله جدلى آمد و بر دهانه دره ايستاد و محمد بن حنفيه را بيرون آورد و شعار او را بر زبان آورد و از او درباره كشتن ابن زبير اجازه خواست.
محمد اين كار را خوش نداشت و اجازه نداد و از مكه بيرون رفت و در دره رضوى اقامت گزيد تا همان جا درگذشت.
مسعودى از سعيد بن جبير نقل مىكند كه ابن عباس پيش ابن زبير آمد، ابن زبير به او گفت: تا چه هنگام و به چه سبب مرا سرزنش مىكنى و نسبت به من خشونت مىورزى ابن عباس گفت: من از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شنيدم مى فرمود: «چه بد مسلمانى است كه خود سير باشد و همسايهاش گرسنه.» و تو همان مردى. ابن زبير گفت: به خدا سوگند چهل سال است كينه شما اهل بيت را در سينه نهان مىدارم، و بگو و مگو كردند و ابن عباس از بيم جان خويش از مكه بيرون رفت و تا هنگامى كه مرد در طائف اقامت كرد.
ابو الفرج اصفهانى در كتاب الاغانى نقل مىكند كه فضالة بن شريك والبى كه از عشيره بنى اسد بن خزيمة است، پيش عبد الله بن زبير آمد و گفت: خرجى من تمام شده است و پاهاى ناقه ام ساييده شده است. گفت: ناقه ات را بياور ببينم. او ناقه خود را آورد،ابن زبير گفت: پشتش را به من كن، رويش را به من كن و او چنين كرد. عبد الله بن زبير گفت: به كف دستها و پاهاى ناقهات چرم و موى گراز بچسبان و فلاتها و سرزمينهاى بلند را با ناقه ات طى كن تا كف دست و پايش سرد شود و در سردى صبحگاه و شامگاه حركت كن تا ناقهات سلامت يابد، فضاله گفت: من پيش تو آمده ام كه مرا سوار بر ناقهاى كنى نه اينكه چگونگى علاج آن را بيان كنى، خدا لعنت كند ناقهاى را كه مرا پيش تو آورد.
ابن زبير گفت: و سوارش را، و فضاله اشعارى در هجاى ابن زبير سرود كه چنين شروع مىشود: به غلامان مىگويم ركابهاى مرا استوار سازيد تا در سياهى شب از سرزمين مكه كوچ كنم… همچنين ابو الفرج روايت مىكند كه صفيه، دختر ابو عبيد بن مسعود ثقفى- خواهر مختار- همسر عبد الله بن عمر بود. ابن زبير پيش او رفت و گفت: قيام و خروج او به پاس خدا و رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و به احترام مهاجران و انصار است كه چرا معاويه و پسرش درآمدهاى عمومى مسلمانان را به خود اختصاص داده اند و از او خواست از شوهرش بخواهد تا با او بيعت كند. به هنگام شب كه صفيه پيش عبد الله بن عمر رفت، موضوع ابن زبير و عبادت و كوشش او را گفت و او را ستود و گفت: به اطاعت از خداى عز و جل فرا مى خواند. صفيه چون در اين باره بسيار سخن گفت، عبد الله بن عمر به او گفت: اى واى بر تو، آيا آن استران سرخ را كه معاويه بر آنها حج مىگزارد و از شام پيش ما مى آمد ديده اى و به خاطر دارى گفت: آرى. ابن عمر گفت: به خدا سوگند كه ابن زبير از عبادت خود چيزى جز همان استران را اراده نكرده است و نمى خواهد.
جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى