حکمت 455 صبحی صالح
455- وَ سُئِلَ مَنْ أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ ( عليه السلام ) إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ
يريد إمرأ القيس
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
الثانية و الثلاثون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام
(432) و سئل عليه السّلام عن أشعر الشعراء فقال عليه السّلام: إنّ القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان و لا بدّ فالملك الضّلّيل. «يريد امرأ القيس».
اللغة
(الحلبة): القطعة من الخيل يقرن للسباق للطريقة الواحدة. (الغاية): الراية.
و (القصبة) ما توضع في آخر المدى، فمن سبق إليها و أخذها فاز بالسبق.
المعنى
للشعر عند العرب مقاصد عديدة من الحماسة، و المدح، و الذم، و النسيب و الرثاء، و بيان قصّة، أو حكاية، و له بحور تزيد على خمسة عشر، و أوزان تزيد على السّتين، فالمفاضلة بين الشعراء تتحقق إذا نظموا الشعر في مقصد واحد و على وزن مخصوص مثلا و لكن شعراء العرب نظموا الشعر في مقاصد شتّى و أكثر كلّ واحد منهم في بعضها و اختار كلّ واحد منهم أوزانا خاصة تلائم ذوقه، فيصعب القضاوة و الحكم في المفاضلة بينهم و تشخيص الأشعر منهم، فانّ بعضهم أشعر من بعض في مقصد أو في وزن كما قيل: أشعر العرب امرء القيس إذا ركب، و الأعشى إذا رغب، و النابغة إذا رهب، و قد مال عليه السّلام الى الجواب بترجيح امرء القيس صاحب المعلّقة المعروفة الّذي ابتدأ معلّقته بقوله:
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل بسقط اللّوى بين الدخول فحومل
بحسب ضرورة الجواب على هذا السئوال، و يظهر منه عليه السّلام الكراهة للبحث عن الشعر و الشاعر الجاهلي خصوصا في مجلسه المنعقد للارشاد الدّيني كما حكى قال الشارح المعتزلي نقلا عن أمالى ابن دريد مسندا إلى ابن عرادة قال: كان عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام يعشّي الناس في شهر رمضان باللّحم و لا يتعشّى معهم فاذا فرغوا خطبهم و وعظهم، فأفاضوا ليلة في الشعراء و هم على عشائهم فلمّا فرغوا خطبهم عليه السّلام و قال في خطبته: اعلموا أنّ ملاك أمركم الدّين، و عصمتكم التقوى، و زينتكم الأدب و حصون أعراضكم الحلم- إلخ.
الترجمة
پرسش شد از أشعر شعراء عرب در پاسخ فرمود: شاعران عرب در ميدان مسابقه شعر يك راه را تا نشانه طى نكرده اند كه پيشتاز آنها شناخته شود، و اگر بناچار بايد جواب گفت أشعر آنان همان پادشاه گمراه است كه مقصود امرء القيس است.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی