حکمت 278 صبحی صالح
273-وَ قَالَ ( عليهالسلام )اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ وَ إِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ وَ اشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ وَ قَوِيَتْ مَكِيدَتُهُ أَكْثَرَ
مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ
وَ لَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَ قِلَّةِ حِيلَتِهِ وَ بَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ
وَ الْعَارِفُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ وَ التَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلًا فِي مَضَرَّةٍ
وَ رُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ بِالنُّعْمَى
وَ رُبَّ مُبْتَلًى مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوَى
فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَنْفِعُ فِي شُكْرِكَ وَ قَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ وَ قِفْ عِنْدَ مُنْتَهَى رِزْقِكَ
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
الثانية و الستون بعد المائتين من حكمه عليه السّلام
(262) و قال عليه السّلام: اعلموا علما يقينا أنّ اللَّه لم يجعل للعبد و إن عظمت حيلته، و اشتدّت طلبته، و قويت مكيدته أكثر ممّا سمّى له في الذّكر الحكيم، و لم يحل بين العبد في ضعفه و قلة حيلته، و بين أن يبلغ ما سمّى له في الذّكر الحكيم، و العارف لهذا العامل به أعظم النّاس راحة في منفعة، و التّارك له الشّاكّ فيه أعظم النّاس شغلا في مضرّة، و ربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى، و ربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى، فزد أيّها المستمع في شكرك، و قصّر من عجلتك، و قف عند منتهى رزقك.
الاعراب
و إن عظمت حيلته: إن هذه تسمّى و صليّة و معناها ثبوت الحكم على أيّ حال و لم يحل: مجزوم بلم من حال يحول، راحة منصوب تميزا لقوله أعظم النّاس رافع للابهام عن النسبة، في منفعة ظرف مستقرّ حال عن قوله أعظم، و هكذا قوله: شغلا في مضرّة. ربّ منعم ظرف مستقرّ خبر مقدّم لقوله: مستدرج بالنعم، و هكذا الجملة التالية.
المعنى
نبّه عليه السّلام في هذا الكلام إلى ذمّ الحرص على طلب الرّزق و الاكباب عليه كما هو عادة النّاس، و أكّد على أنّ مزيد الطّلب و تحمّل التّعب لا يغيّران الرّزق المقسوم الّذي عبّر عنه بما سمّى في الذكر الحكيم، و هذا اللّقب ينطبق على القرآن فانه ذكر كما قال عزّ و جلّ: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ» و حكيم كما قال عزّ من قائل: «يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ» و قد ورد فيه «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ» الدالّ على الحصر المبين و أنّه لا رازق غيره تعالى و لا قدرة للرّزق من دون إرادته. فالمقصود من التّسمية في الذكر الحكيم هو ضمانته من اللَّه على الاطلاق كما في غير واحد من الأخبار. فعن عليّ عليه السّلام كما في خماسيّات الاثنى عشريّة: إنّ اللَّه قسّم امور العباد على خمسة، و كلّ منها خمسة: خمسة بالقضاء و القدر: الرّزق، و الولد، و السلطان و التزويج، و العمر.
و فسّر ابن ميثم الذكر الحكيم باللّوح المحفوظ فقال: لا جرم لم يكن لكلّ من القوىّ و الضعيف من الرزق و نحوه إلّا ما علم اللَّه تعالى وصوله إليه بقلم القضاء الالهي في الذّكر الحكيم و اللّوح المحفوظ، و لم يبلغ عظيم الحيلة قويّ المكيدة بحيلته أكثر مما سمّى له- انتهى. و يشكل بأنّه لو كان المقصود من الذكر الحكيم هو العلم الالهي بما يصل إلى العبد من الرزق فمن اكتسب رزقه من حرام فكيف حاله فهل هو رزقه المقسوم المسمّى له في الذكر الحكيم فكيف يؤاخذ عنه و يعاقب على كسبه و أشار بقوله عليه السّلام (و ربّ منعم عليه مستدرج بالنعم) إلى أنّه لا ينبغي الغبطة على نعمة المتنعّم و الاعتقاد بأنّه لقربه إلى اللَّه و مزيد عنايته به، بل ربّما كان سببا لنقمته و مزيدا لغفلته و سلب سعادته.
الترجمة
فرمود: بيقين بدانيد كه خداوند بنده خود را بوسيله نيرنگ عظيم و تلاش فراوان و قوت كيد و پشت هم اندازى بيش از آنچه براى او در ذكر حكيم مقرر است نمى دهد، و ناتوانى و بيچارگى مانع از رزق مقدّر نمى شود، و آنكه باين حقيقت عارف است و بدان عمل ميكند و اعتماد بروزي رسان دارد از همه مردم در كسب سود راحت تر است، و آنكه ترك اين روش را كند و در آن ترديد بخود راه دهد از همه مردم گرفتارتر و زيانبارتر است، چه بسا نعمت خوارى كه ثروتش وسيله آزمايش و نقمت او است، و چه بسا گرفتارى كه بلايش براى كسب سعادت و امتحان او است، أى شنونده هر كه باشى و در هر حال باشي بيشتر شكر حق گزار، و از شتاب خود در تحصيل دنيا بكاه، و در سر حدّ رزق مقدّرت بايست.
ز روى يقين بدان خداوند
كارت بقضا نموده پيوند
با حيله ژرف و جست محكم
با زور مكائد دمادم
جز آنچه خدا بنام بنده
در ذكر حكيم ثبت كرده
چيز دگرى بكف نيارد
جز رنج و ألم بخود نبارد
ور بنده ضعيف و ناتوانست
بيچاره و عاجز زمانست
دريافت كند نصيب خود را
وز ذكر حكيم سهم خود را
عارف كه عقيدتش بر اينست
در راحت و عيش دلنشين است
و آنرا كه چنين عقيدهاى نيست
جز رنج و زيان نتيجهاى نيست
بر نعمت خود مباش غرّه
شايد كه خدات خشم كرده
ور بار بلا بدوش دارى
بايد حق شكر او گذارى
أفزاى بشكر و، از شتابت
ميكاه و، برزق كن قناعت
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی