حکمت 12 صبحی صالح
12-وَ قَالَ ( عليه السلام )أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ وَ أَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
(11) و قال عليه السّلام: أعجز النّاس من عجز عن اكتساب الاخوان، و أعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم.
اللغة
(الاخوان) جمع الأخ قال في «المنجد»: الأخ و الأخّ و الأخو و الأخو… من جمعك و إيّاه صلب أو بطن- إلى أن قال: و يقال: هؤلاء اخوة فلان، الصاحب و الصديق و قيل: الأخوان جمع أخ من الصداقة يقال: هؤلاء اخوان الصفا، يستعار لكلّ مشارك لغيره في القبيلة أو في الدّنيا أو في الصنعة أو في معاملة أو في غير ذلك من المناسبات.
أقول: و أليق المناسبات في لسان القرآن و الأخبار المشاركة في الاسلام كما قال عزّ من قائل: «103- آل عمران- «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ».
الاعراب
أعجز مضافا مبتدأ، و جملة من عجز- إلخ- موصولة خبره، و الرابط العموم المستفاد من الموصول.
المعنى
يشير الحديث إلى أنّ الانسان كما يتوجّه إلى المال و يصرف عمره في تحصيله فلا بدّ من توجّهه إلى أمر آخر و هو صرف الوقت في تحصيل الأخوان و الأصدقاء و كما أنّ الوصول إلى الأموال عادة لا يكون على وجه الصدفة و الاختيار و لا يعتمد الناس في تحصيل المال عليها، كذلك الأصدقاء و الأخوان لا يجتمعون حول الانسان على وجه التصادف، فلا بدّ من صرف الهمّة و بذل الثروة في تحصيلهم فانه أهون من تحصيل الأموال، حيث إنّ حسن المعاشرة و بذل المعاونة مما يكتسب به الأصدقاء و لا مؤنة فيه، و ربما يحصل الصديق بمسابقة السلام و التحية و بالزيارة و العيادة و سائر الروابط الحسنة الاجتماعيّة المعمولة بين الناس، فمن ترك كلّ ذلك في سبيل تحصيل الأصدقاء و الأخوان فهو من أعجز النّاس، و كما أنّ المال بعد تحصيله محتاج إلى الحفظ و التنمية حتى يبقى، كذلك الصداقة و الاخوة تحتاج إلى التودّد و حفظ الروابط حتى تبقى، فمن اكتسب صديقا ثمّ تركه و ضيّعه كان أعجز من الأعجز.
الترجمة
ناتوانتر مردم آنكه برادران بدست نيارد، و ناتوانتر از وى آنكه برادران را از خود براند.
ناتوانتر ز جمله مردم
آنكه تحصيل دوست نتواند
ناتوانتر از او كسى كه ز دوست
رشته دوستى ببرّاند
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی