حکمت 108 صبحی صالح
108-وَ قَالَ ( عليهالسلام )لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ هَذَا الْإِنْسَانِ بَضْعَةٌ هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ وَ ذَلِكَ الْقَلْبُ وَ ذَلِكَ أَنَّ لَهُ مَوَادَّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ أَضْدَاداً مِنْ خِلَافِهَا
فَإِنْ سَنَحَ لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ وَ إِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ وَ إِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ وَ إِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ وَ إِنْ أَسْعَدَهُ الرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ
وَ إِنْ غَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ وَ إِنِ اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْرُ اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ وَ إِنْ أَفَادَ مَالًا أَطْغَاهُ الْغِنَى
وَ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ وَ إِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ شَغَلَهُ الْبَلَاءُ وَ إِنْ جَهَدَهُ الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ وَ إِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشِّبَعُ كَظَّتْهُ الْبِطْنَةُ فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ وَ كُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
الرابعة و المائة من حكمه عليه السّلام
(104) و قال عليه السّلام: لقد علّق بنياط هذا الإنسان بضعة هى أعجب ما فيه و ذلك القلب، و له موادّ من الحكمة و أضداد من خلافها: فإن سنح له الرّجاء أذلّه الطمع، و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص و إن ملكه اليأس قتله الأسف، و إن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، و إن أسعده الرّضا نسى التّحفّظ، و إن ناله الخوف شغله الحذر، و إن اتّسع له الأمن استلبته الغرّة، و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع، و إن أفاد مالا أطغاه الغنى، و إن عضّته الفاقة شغله البلاء، و إن جهده الجوع قعد به الضّعف، و إن أفرط به الشّبع كظّته البطنة، فكلّ تقصير به مضرّ، و كلّ إفراط له مفسد.
اللغة
(النياط) ج: انوطة و نوط: الفؤاد، معلق كلّ شيء، عرق غليظ متصل بالقلب فاذا قطع مات صاحبه (البضعة) القطعة من اللحم (سنح) عرض (هاج) ثار و تحرّك و انبعث (الغرّة) الغفلة. (عضّ) عضّا أمسكه بأسنانه- المنجد (كظّ) فلان الطعام: ملأ بطنه حتّى لا يطيق النفس.
الاعراب
بضعة، نائب عن فاعل علّق، هى أعجب ما فيه، جملة وصفيّة أو حاليّة.
المعنى
أطلق القلب على معنيين:
الأوّل- لحم صنوبرى تحت الرّية يكون مركزا للدّم الجاري في البدن و هو منبع الحياة و النشاط.
الثاني- قوّة شاعرة في باطن الإنسان ترتبط به الرّوح مع الجسد على قول الحكماء الالهيّين القائلين بأنّ الرّوح خارجة عن الجسم و متعلّقة به و مدبّرة له و يسمّونه القلب الرحماني.
و الظاهر من كلامه عليه السّلام أنّ الغرائز و القرائح البشريّة منبعثة من هذا القلب الصنوبرى الّذي هو بضعة معلّقه بالنياط، و لم يصرّح في كلامه بما رآه عليه السّلام حكمة أو مادة لها، فانّ الألفاظ الّتي وقعت في كلامه أكثرها يدلّ على الغرائز الحيوانية و على الرذائل الإنسانية، و هي: الرّجاء، و الطمع، و الحرص، و اليأس و الأسف، و الغضب، و الغيظ، و الرّضا، و التحفظ، و الحذر، و الخوف، و الأمن، و الغرّة و الجزع، و الطغيان، و الغنى، و الفاقة، و الجوع، و الضّعف، و الشبع، و البطنة.
فمن بين هذه الألفاظ يطلق الرجاء، و التحفظ، و الحذر، و الخوف، على معانى محمودة في علم الأخلاق و في الأخبار، و أمّا سائرها فتدلّ على معانى مذمومة و أخلاق غير محمودة عند الحكماء الأخلاقيّين.
على أنّ المقصود من الرّجاء و الخوف و الحذر في كلامه، ليس الرّجاء برحمة اللَّه و غفرانه، أو الخوف من اللَّه، أو الحذر من عذاب اللَّه، بل المقصود مطلق هذه الصفات الّتي تعرض للإنسان بأسباب شتّى، فلا تعد مطلق هذه الصفات محمودة و معدودة من الفضائل.
و قد استخرج ابن ميثم في شرحه من كلامه عليه السّلام موادّ للحكمة و أضدادا لها في طرفي التفريط و الافراط، فجعل الرّجاء مثلا مادّة من الحكمة، و الطمع و الحرص رذيلة الافراط فيها، و اليأس رذيلة التفريط فيها، و استخرج من لفظ الغضب فضيلة الشجاعة و كظم الغيظ و هكذا، و لا يخلو كلامه من التعسّف.
إلّا أن يقال: إنّ قوله عليه السّلام في آخر كلامه (فكلّ تقصير به مضرّ و كلّ إفراط له مفسد) ضابطة كلّية لاستخراج الفضائل و الرذائل و الصفات المحمودة و المذمومة من هذه المواد الّتي بيّنها.
و يشبه كلامه هذا ما ورد في كتاب العقل و الجهل من الكافى في رواية سماعة ابن مهران قال: كنت عند أبي عبد اللَّه عليه السّلام و عنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل و الجهل، فقال أبو عبد اللَّه عليه السّلام: اعرفوا العقل و جنده، و الجهل و جنده تهتدوا، قال سماعة: فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلّا ما عرّفتنا- إلخ.
و قد شرحت هذا الحديث الشريف شرحا وافيا، فمن أراد الاطلاع فليرجع إلى ج 1- من شرحنا على الاصول من الكافي الشريف.
الترجمة
فرمود: محقق است كه به بند دل اين انسان قطعه گوشتى آويخته است كه شگفت انگيزترين هر آنچه در او هست ميباشد و آن دل است، و براى آن مايه هائيست از حكمت و اضدادى كه مخالف حكمت هستند، اگر براى او اميدى رخ دهد طمع وى را خوار سازد، و اگر طمع وى را از جا برانگيزد دچار آزى شود كه نابودش سازد، و اگر نوميدى او را فرا گيرد افسوس او را بكشد و اگر خشم بر او عارض شود غيظ و خلق تنگى بر او سخت بتازد، و اگر بسعادت دلخوشى و رضا نايل گردد خوددارى و محافظه كاري را از ياد ببرد، و اگر ترس و بيم بوي در آيد حذر و احتياط او را بخود وادارد، اگر أمن و آسايش سايه بر سرش اندازد غفلت او را از بن براندازد، اگر دچار سوك و مصيبت گردد بيتابى وى را رسوا كند، و اگر مال و دارائى بدستش افتد سركشى ثروت بدامش كشد، و اگر تنگدستى و نداري او را بگزد بلا و گرفتاري مشغولش كند، و اگر گرسنگى جانش را بفرسايد ناتوانى و سستى بزمينش نشاند، و اگر شكم را پر كندو پر سير گردد نفسش در گلو بگيرد، هر كاهشى بدو زيان آور است، و هر فزايشى تباه كننده است.
علي آن مرد فرزانه، بسفت اين در حكيمانه
كه بر بند دل انسان، بود يك گوشت آويزان
شگفت آورترين عضوى، ز هر چه هست اندر وى
همان قلب است كاندر آن، ز حكمت مايهها پنهان
ولى هر گنج حكمت را، بود ضدّى ز پيش و پس
كه مىخواهد نگهداريش تدبير از خود انسان
اميد ار رخ دهد بر وى، طمع آيد كند خوارش
طمع انگيزدش حرص آيد و ويران كند بنيان
چه نوميدى ورا گيرد، كشد افسوس و آه او را
چه خشم آيد بتازد غيظ تا آتش زند بر جان
خوشى مستش كند، تا آنكه گردد بى خبر از خود
اگر ترسد حذر او را فرا گيرد چه يك زندان
اگر در أمن باشد، غفلتش از بن براندازد
بگاه سوك بيتابى ورا رسوا نمايد هان
اگر مالى بدست آرد ز ثروت مى شود سركش
و گر درويش باشد آيدش صد درد بيدرمان
گرسنه گر شود از ناتوانى بر زمين افتد
و گر پر خورد از نفخ شكم گيرد ورا خفقان
ز كاهش در زيان و، وز فزايش در تباهى شد
خداوندا تو اين مشكل نما بر بندگان آسان
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی