نهج البلاغه نامه ها نامه شماره 32 شرح میر حبیب الله خوئی(به قلم علامه حسن زاده آملی )

نامه 32 صبحی صالح

32- و من كتاب له ( عليه‏ السلام  ) إلى معاوية

وَ أَرْدَيْتَ جِيلًا مِنَ النَّاسِ كَثِيراً خَدَعْتَهُمْ بِغَيِّكَ وَ أَلْقَيْتَهُمْ فِي مَوْجِ بَحْرِكَ تَغْشَاهُمُ الظُّلُمَاتُ وَ تَتَلَاطَمُ بِهِمُ الشُّبُهَاتُ

فَجَازُوا عَنْ وِجْهَتِهِمْ وَ نَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ وَ تَوَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ وَ عَوَّلُوا عَلَى أَحْسَابِهِمْ إِلَّا مَنْ فَاءَ مِنْ أَهْلِ الْبَصَائِرِ

فَإِنَّهُمْ فَارَقُوكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِكَ وَ هَرَبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ مُوَازَرَتِكَ إِذْ حَمَلْتَهُمْ عَلَى الصَّعْبِ وَ عَدَلْتَ بِهِمْ عَنِ الْقَصْدِ

فَاتَّقِ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةُ فِي نَفْسِكَ وَ جَاذِبِ الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ فَإِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ عَنْكَ وَ الْآخِرَةَ قَرِيبَةٌ مِنْكَ وَ السَّلَامُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20  

المختار الثاني و الثلاثون من كتاب له عليه السلام الى معاوية

و أرديت جيلا من الناس كثيرا: خدعتهم بغيك، و ألقيتهم في موج بحرك، تغشاهم الظلمات، و تتلاطم بهم الشبهات، فجازوا عن وجهتهم، و نكصوا على أعقابهم، و تولوا على أدبارهم و عولوا على أحسابهم إلا من فاء من أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك، و هربوا إلى الله من موازرتك، إذ حملتهم على الصعب، و عدلت بهم عن القصد، فاتق الله يا معاوية في نفسك و جاذب الشيطان قيادك، فإن الدنيا منقطعة عنك، و الاخرة قريبة منك، و السلام.

و أول هذا الكتاب‏

من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد: فان الدنيا دار تجارة، و ربحها أو خسرها الاخرة، فالسعيد من كانت بضاعته فيها الأعمال الصالحة، و من رأى الدنيا بعينها، و قدرها بقدرها، و إني لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه، و لكن الله تعالى أخذ على العلماء أن يؤدوا الأمانة، و أن ينصحوا الغوي و الرشيد، فاتق الله، و لا تكن ممن لا يرجو الله وقارا، و من حقت عليه كلمة العذاب، فإن الله بالمرصاد، و إن دنياك مستدبر عنك، و ستعود حسرة عليك، فاقلع عما أنت عليه من الغي و الضلال، على كبر سنك، و فناء عمرك، فان حالك اليوم كحال الثوب المهيل الذي لا يصلح من جانب إلا فسد من آخر، و قد أرديت جيلا، إلخ.

اللغة

(أرديت): اوقعت في الهلاك و الضلالة، (جيلا): الجيل من الناس:

الصنف منهم فالترك جيل و الروم جيل و الهند جيل، (نكصوا): أى انقلبوا (قياد): حبل يقاد به البعير و نحوه، (المهيل) المتداعى في التمزق و منه رمل مهيل أى ينهال و يسيل (عول) على كذا، اعتمد عليه (فاء): رجع (المؤازرة): المعاونة.

الاعراب‏

كثيرا: صفة للجيل و يدل على متابعة شعوب كثيرة لمعاوية في حرب علي عليه السلام كاقباط الشام و يهود من القاطنين فيها و غيرهم و غرضهم اشعال الحرب بين المسلمين و تضعيف الدين ليحصلوا حريتهم في أديانهم، تغشاهم الظلمات: فعلية حالية، قيادك: مفعول ثان لقوله «جاذب» و لا يتعدى باب المفاعلة إلى مفعولين على الاصول و يمكن ان يكون منصوبا على التميز فتدبر.

المعنى‏

تعرض‏ عليه السلام‏ في‏ كتابه‏ هذا لوعظ معاوية اتماما للحجة عليه و وفاء بما في‏ ذمته من إرشاد الناس‏ و توضيح الحق لهم ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة.

و نبه‏ معاوية على أن ما ارتكبه من الخلاف أمر يرجع إلى إضلال‏ كثير من الناس‏ و لا تدارك له إلا برجوعه إلى الحق و إعلامه ضلالته ليرجع عنها من وقع فيه بغيه و تلبيسه مع إشارته إلى أنه لا يتعظ بمواعظه حيث يقول في صدر الكتاب «و إني لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه- إلخ» و مقصوده إعلام حاله على سائر المسلمين لئلا يقعوا في حبل ضلالته و خدعوا بالقاء شبهاته.

و قد نقل الشارح المعتزلي «ص 133 ج 16 ط مصر»: بعد نقل صدر كتابه عن أبي الحسن علي بن محمد المدائنى مكاتبات عدة بعد هذا الكتاب بين علي عليه السلام و معاوية تحتوى على جمل شديدة اللحن يبين فيها على عليه السلام ما عليه معاوية من الغي و الضلالة و الخدعة و الجهالة، فيرد عليه معاوية بما يفترى على علي عليه السلام من الأباطيل و الأضاليل مقرونا بالوعيد و التهديد، ثم يقول في «ص 136»:

قلت: و أعجب و أطرب ما جاء به الدهر … يفضى أمر علي عليه السلام إلى أن يصير معاوية ندا له و نظيرا مماثلا، يتعارضان الكتاب و الجواب- إلى أن قال: ثم أقول ثانيا لأمير المؤمنين عليه السلام: ليت شعرى لما ذا فتح باب الكتاب و الجواب بينه و بين معاوية؟ و إذا كانت الضرورة قد قادت إلى ذلك، فهلا اقتصر في الكتاب إليه على الموعظة من غير تعرض للمفاخرة و المنافرة، و إذا كانت لا بد منهما فهلا اكتفى بهما من غير تعرض لأمر آخر يوجب المقابلة و المعارضة بمثله، و بأشد منه «و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم» و هلا دفع هذا الرجل العظيم الجليل نفسه عن سباب هذا السفيه الأحمق» ثم جر الكلام إلى ابتداء علي عليه السلام بلعن معاوية في القنوت مع عمرو بن العاص و أبي موسى و غيرهم، فقابله معاوية بلعنه مع أولاده و مع جمع من أخصاء أصحابه.

أقول: ظاهر كلامه تأسف مع اعتراض شديد أو اعتراض مقرون بتأسف‏ عميق، و يشدد اعتراضه عليه استدلاله بالاية الشريفة، و فحوى كلامه أن عمله عليه السلام مخالف لمفاد الاية، و هذا جرئة عليه عليه السلام، و غرضه تنديده بمقام عصمته و امامته و الجواب أن لعن أعداء الله و الدعاء عليهم منصوص في القرآن في غير واحد من الايات.

كقوله عز من قائل: «تبت يدا أبي لهب و تب‏» و قوله عز من قائل: «لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون‏: 79- المائدة».

مضافا إلى أن ما يندرج في كتب علي عليه السلام بيان للحقيقة من أحوال معاوية و المقصود كشف الحقيقة لعموم الناس حتى لا يضلوا بتضليلاته و لا ينخدعوا بخدعه و تسويلاته.

و مفاد الاية التي استدل بها النهى عن سب الالهة و لعل وجهه أن الالهة غير مستحقين للسب لأنهم أجسام غير شاعرة يعبدون بغير إرادتهم و مستحق الملامة و السب عبادهم الذين يصنعونهم و يعبدونهم، مع أن الاية نزلت حين ضعف المسلمين و حين الهدنة لأنها مكية من سورة الأنعام.

قال في مجمع البيان: «لا تسبوا الذين يدعون من دون الله‏» أي لا تخرجوا من دعوة الكفار و محاجتهم إلى أن تسبوا ما يعبدونه من دون الله فان ذلك ليس من الحجاج في شي‏ء «فيسبوا الله عدوا بغير علم‏» و أنتم اليوم غير قادرين على معاقبتهم بما يستحقون لأن الدار دارهم و لم يؤذن لكم في القتال.

الترجمة

دسته‏ هاى بسيارى از مردم را بنابودى كشاندى، بگمراهى خود آنان را فريفتى و در امواج تاريك وجود خود افكندى، و پرده‏هاى تاريك وجود تو آنها را فرو گرفت، و شبهه‏ ها كه ساختى و پرداختى آنانرا درهم پيچيد، تا از پيشاهنگى خود در گذشتند و بروى پاشنه پاى خود سرنگون گشتند، و روى بر پشت دادند و از حق برگشتند، بخاندان و تبار خويش تكيه كردند و از دين خدا برگشتند،

جز آنانكه از مردمان بينا و هشيار روى از تو برتافتند و پس از اين كه تو را شناختند از تو جدا شدند و بسوى خدا گريزان باز گشتند و از يارى با تو سر باز زدند، چون كه آنان را بكوهستانى سخت مى ‏بردى و از راه هموار و درست بدر مى ‏كردى، أى معاويه براى خاطر خود از خداوند بپرهيز و مهار خود را كه بدست شيطان دادى و آنرا مى‏ كشد خود بدست گير و بسوى حق بكش زيرا كه دنيا بناخواه از تو بريده مى ‏شود و آخرت بتو نزديكست و بناخواه مى‏ رسد، و السلام.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.