حکمت 11 صبحی صالح
11-وَ قَالَ ( عليه السلام )إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
(10) و قال عليه السّلام: إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه.
اللغة
(قدر) قدرا… على الشيء: قوي عليه (العداوة) الخصومة و المباعدة و العدوّ جمع الأعداء.
المعنى
القدرة من أفضل النعم و أمجد الكرم الّذي منّ اللَّه به على الكائنات، فالقدرة هي النشاط و الحركة التي بها يستكمل كلّ موجود سيره و يصعد على درجات الكمال، و بها تتصوّر المادة على أنواع شتّى الكائنات، فالقدرة حركة في ذاتها و دفاع عن مضاداتها و كلّ عائق عن الحركة عدوّ لدود لا بدّ من دفعه و المضيّ في سبيل الرقى و الكمال.
و أفضل الدفاع عن العدوّ تسخيره و تحويله إلى رفيق مساعد كما يشاهد في استكمال القوى الحيويّة فانها تعمل في مضاداتها و تجعل منها آلاتها و معدّاتها فاذا ظهر تجاه الانسان عدوّ يضادّه و يعانده و أنعم اللَّه على عبده بالقدرة على عدوّه فليحذر سلّ سيف الانتقام، بل يعفو عنه شكرا على هذه النعمة، و يجعله بمنّه من أصدقائه و معاونيه، فالشكر من موجبات مزيد النعم و وفور الكرم، و العفو عن المسيء يوجب ذلك بتحوّل العدوّ صديقا، و السّاخط محبّا رفيقا.
و سير الأنبياء و الأكابر مليء بالعفو عند القدرة كيف و العفو من صفات اللَّه تعالى أقدر القادرين، و القاهر فوق المذنبين كلّ حين.
و نقل في السير انه لما دخل كورش الأكبر معبد بابل كمن له ارتب على شجرة في طريقه ليرميه بسهم قاتل، و لما رمى بسهمه كبا فرس كورش و هبط إلى الأرض فأخطأ السهم فأخذ ارتب و مثّل بين يدي كورش و لا يظنّ أحد أنه ينجو من القتل و لا طمع هو فيه، و لكن كورش عفا عنه فصار من أخلص أصدقائه و أوفى خدمه و جنده، و حضر معه كافة المعارك حتى إذا اصيب كورش بجرح و مات قتل ارتب نفسه فوق جنازته، و لم يحبّ الحياة دونه بعده، و هذا من أغرب آثار العفو عن العدوّ المذنب بعد القدرة عليه.
الترجمة
چون دشمنت در چنبر افتد، با گذشت از او شكر اين نعمت أدا كن.
چه قدرت بدشمن تو را داده شد
به بخشش تو را شكرش آماده شد
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی