خطبه 75 صبحی صالح
75- و من كلام له ( عليه السلام ) لما بلغه اتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان
أَ وَ لَمْ يَنْهَ بَنِي أُمَيَّةَ عِلْمُهَا بِي عَنْ قَرْفِي
أَ وَ مَا وَزَعَ الْجُهَّالَ سَابِقَتِي عَنْ تُهَمَتِي
وَ لَمَا وَعَظَهُمُ اللَّهُ بِهِ أَبْلَغُ مِنْ لِسَانِي
أَنَا حَجِيجُ الْمَارِقِينَ
وَ خَصِيمُ النَّاكِثِينَ الْمُرْتَابِينَ
وَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تُعْرَضُ الْأَمْثَالُ
وَ بِمَا فِي الصُّدُورِ تُجَازَى الْعِبَادُ
شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج5
و من كلام له عليه السلام لما بلغه اتهام بنى امية له بالمشاركة فى دم عثمان و هو الرابع و السبعون من المختار فى باب الخطب
أو لم ينه أميّة علمها بي عن قرفي أو ما وزع الجهّال سابقتي عن تهمتي و لما وعظهم اللّه به أبلغ من لساني أنا حجيج المارقين، و خصيم المرتابين، و على كتاب اللّه تعرض الأمثال، و بما في الصّدور تجازى العباد
اللغة
قوله (أو لم ينه اميّة) في بعض النّسخ بني امية و كلاهما صحيحان، و المراد القبيلة يقال كليب و بنو كليب و يراد بهما القبيلة قال الشّاعر:
أشارت كليب بالأكفّ الأصابع
و قال آخر:
أبنى كليب إنّ عمّى اللّذا
و (قرف) فلانا من باب ضرب اتّهمه و عابه و (وزعه) عنه صرفه و كفّه و (السّابقة) الفضيلة و التّقدّم و (الحجيج) المحاج من حجّ فلان فلانا اذا غلبه بالحجة و (المارق) الخارج من الدّين و (الخصيم) المخاصم.
الاعراب
الهمزة في قوله أو لم ينه و أو ما وزع استفهام على سبيل الانكار التّوبيخى نحو قوله تعالى: أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ…، أَ إِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ.
و الواو في قوله و لما وعظهم يحتمل القسم و الاستيناف و الحال.
المعنى
اعلم أنّ هذا الكلام له وارد في توبيخ بني امية و الطعن عليهم، فانّه عليه السّلام لما بلغه اتّهامهم له بالمشاركة في دم عثمان و بخهم بقوله (أو لم ينه اميّة علمها بى عن قرفى) قال الشّارح المعتزلي: يقول عليه السّلام أما كان في علم بني اميّة بحالي ما ينهيها عن قرفي و اتّهامي بدم عثمان، و حاله التي أشار إليها و ذكر أنّ علمهم بها يقتضى أن لا يقرفوه بذلك هى منزلته في الدّين التي لا منزلة أعلى منها، و ما نطق به الكتاب الصّادق من طهارته و طهارة بنيه و زوجته في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.
و قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنت منّى بمنزلة هارون من موسى، و ذلك يقتضى عصمته عن الدّم الحرام كما أن هارون معصوم عن مثل ذلك ثمّ أكّد ذلك بقوله (أو ما وزع الجهال) و ردعهم (سابقتى) في الاسلام (عن تهمتى) ثمّ اعتذر عليه السّلام لنفسه في عدم تاثير موعظته فيهم بقوله (و لما و عظهم اللّه به) في كتابه (ابلغ من لساني) و قولى.
يعنى انّ كلام اللّه سبحانه مع كونه أبلغ الموعظة و أكمل في الرّدع و التحذير لا يوجب و زعهم و ردعهم عن القول و الاعتقاد بما لا يجوز و لا يؤثر فيهم، فكيف بكلامي و هذا الكلام نظير قوله في الخطبة الرّابعة: و قر سمع لم يفقه الواعية و كيف يراعى النبأة من أصمّته الصّيحة، و المراد بما و عظهم اللّه به الآيات النّاهية عن الظنّ و الرّادعة عن الغيبة و المحذرة من ايذاء المؤمنين مثل قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ و قوله: وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً.
إلى غير ذلك و هو كثير في القرآن ثمّ قال (أنا حجيج المارقين و خصيم المرتابين) أى مغالب الخارجين عن الدّين باظهار الحجة عليهم في الدّنيا و الآخرة و مخاصم الشّاكين في الدّين أو في كلّ حقّ في خصوص الامامة من بني اميّة و غيرهم.
روى في غاية المرام عن الشّيخ في أماليه باسناده عن قيس بن سعد بن عبادة قال: سمعت علىّ بن أبي طالب يقول: أنا أوّل من يجثو بين يدي اللّه عزّ و جلّ للخصومة أقول: و إلى تلك المخاصمة اشيرت في قوله تعالى: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ.
روى في غاية المرام عن ابن بابويه مسندا عن النّصر بن مالك قال: قلت للحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام: يا أبا عبد اللّه حدّثنى عن قول اللّه عزّ و جلّ: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.
قال: نحن و بنو اميّة اختصمنا في اللّه عزّ و جلّ قلنا صدق اللّه و قالوا كذب اللّه فنحن و إيّاهم الخصمان يوم القيامة.
و من كشف الغمة عن مسلم و البخاري في حديث في قوله تعالى: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا.
نزلت في عليّ و حمزة و عبيدة بن الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر عتبة و شيبة ابنار بيعة و الوليد بن عتبة.
و من تفسير عليّ بن إبراهيم في معنى الآية قال: قال يعنى الصّادق عليه السّلام نحن و بنو امية نحن قلنا صدق اللّه و رسوله، و قالت بنو اميّة كذب اللّه و رسوله: فَالَّذِينَ كَفَرُوا يعني بني أميّة قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ إلى قوله «حديد».
قال قال عليه السّلام: تشويه النار فتسترخى شفته السفلى حتّى يبلغ سرّته و تتعلّق شفته العليا حتّى تبلغ وسط رأسه، و لهم مقامع من حديد، قال: قال الأعمدة التي يضربون بها.
و من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ قال: روى خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نقول ربّنا واحد و نبيّنا واحد و ديننا واحد فما هذه الخصومة، فلما كان يوم صفين و شدّ بعضنا على بعض بالسيوف قلنا: نعم هو هذا، ثمّ قال عليه السّلام (و على كتاب اللّه تعرض الأمثال) يريد نحو قوله تعالى: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا الآية. و قوله تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ.
روى في غاية المرام من طريق العامة عن ابن عبّاس في قوله: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قال علي و حمزة و عبيدة كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ عتبة و شيبة و الوليد بن عتبة أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ هؤلاء عليّ و أصحابه كَالْفُجَّارِ عتبة و أصحابه، و قوله: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ.
قال ابن عبّاس فالذين آمنوا بنو هاشم و بنو عبد المطلب، و الذين اجترحوا السّيئات بنو عبد شمس، و قال بعضهم لما كان في أقواله و أفعاله عليه السّلام ما يشبه الأمر بالقتل أو فعله فأوقع في نفوس الجهّال شبهة القتل نحو ما روي عنه عليه السّلام اللّه قتله و أنا معه و كتخلّفه عن الخروج يوم قتل عثمان حسبما تقدّم في شرح كلامه التاسع و العشرين فقال عليه السّلام: ينبغي أن يعرض ذلك على كتاب اللّه فان دلّ على كون شيء من ذلك قتلا فيحكم به و إلّا فلا و لن يدلّ عليه أبدا.
قال المحدّث العلّامة المجلسي: و يحتمل أن يراد بالأمثال الحجج أو الأحاديث كما ذكر في القاموس أى ما احتجّ به في مخاصمة المارقين و المرتابين و ما يحتجّون به في مخاصمتي ينبغي عرضها على كتاب اللّه حتّى يظهر صحّتهما و فسادهما، أو ما يسندون إلىّ في أمر عثمان و ما يروى في أمري و أمر عثمان يعرض على كتاب اللّه (و بما في الصّدور تجازى العباد) أى بالنيّات و العقائد أو بما يعلمه اللّه من مكنون الضّماير لا على وفق ما يظهره المتخاصمون عند الاحتجاج يجازى اللّه العباد.
الترجمة
از جمله كلام آن عالى مقام است در حيني كه رسيد بأو متّهم كردن بني اميه او را بشريك شدن او در خون عثمان عليه اللّعنة و النّيران.
آيا نهى كرد بني اميه را علم ايشان بحالت من از متّهم داشتن من، آيا منع و ردع نكرد جاهلان را سابقه فضيلت من از اتّهام من و هر آينه آنچه كه موعظه فرموده است خداوند ايشان را بأو ابلغ است از كلام من، من احتجاج كنندهام با كسانى كه از دين خارجند و خصومت كنندهام با اشخاصى كه در دين شك دارند بر كتاب خدا عرض و تطبيق شود شبهها و مثلها و به آن چه در سينهاست از اعتقادهاى نيك و بد جزا داده مي شوند بندگان در اين جهان و آن جهان.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»