google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
خطبه ها شرح و ترجمه میر حبیب الله خوئی20-40 خطبه شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه خطبه ها خطبه شماره 20 (شرح میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»)

خطبه 20 صبحی صالح

20- و من كلام له ( عليه ‏السلام  ) و فيه ينفر من الغفلة و ينبه إلى الفرار للّه‏

فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ

لَجَزِعْتُمْ وَ وَهِلْتُمْ

وَ سَمِعْتُمْ وَ أَطَعْتُمْ

وَ لَكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا

وَ قَرِيبٌ مَا يُطْرَحُ الْحِجَابُ

وَ لَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ

وَ أُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ

وَ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ

وَ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ

لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ الْعِبَرُ

وَ زُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ

وَ مَا يُبَلِّغُ عَنِ اللَّهِ بَعْدَ رُسُلِ السَّمَاءِ إِلَّا الْبَشَرُ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج3  

و من خطبة له عليه السّلام و هي العشرون من المختار فى باب الخطب

فإنّكم لو عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم و وهلتم و سمعتم و أطعتم، و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، و قريب ما يطرح الحجاب، و لقد بصّرتم إن أبصرتم، و اسمعتم إن سمعتم، و هديتم إن اهتديتم، بحقّ أقول لقد جاهرتكم العبر، و زجرتم بما فيه مزدجر، و ما يبلّغ عن اللّه بعد رسل السّماء إلّا البشر.

اللغة

(جزع) الرّجل جزعا من باب تعب ضعف عن حمل ما نزل به فلم يجد به صبرا و (و هل) كتعب أيضا فزع و (زجرته) زجرا من باب قتل منعته و ازدجر يستعمل لازما و متعدّيا و (المزدجر) المتّعظ مفتعل من الزّجر، أبدلت التّاء دالا ليوافق الزّاى بالجهر قال سبحانه: وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ، أى متّعظ و هو بمعنى المصدر اى ازدجار عن الكفر و تكذيب الرّسل.

الاعراب

قريب مرفوع على الخبريّة، و ما مصدريّة مرفوع المحلّ على الابتداء و الجملة بعدها في تأويل المصدر

المعنى

اعلم أنّ هذه الخطبة له واردة في إنذار الجاهلين و الغافلين بالأهاويل و الشّدايد الواقعة بعد الموت و حينه فكأنّه عليه السّلام يقول يا أهل الجهالة و العصيان المتمرّدين عن طاعة الرّحمن، حتّام على الدّنيا إقبالكم، و بشهوتها اشتغالكم،و قد و خطكم القتير«»، و وافاكم النّذير، و أنتم عمّا يراد بكم لاهون، و بلذّة يومكم ساهون.

(فانّكم لو عاينتم) بعين التعين الخالصة عن الشّوائب العارية عن الغطاء و الحواجب (ما قد عاينه من مات منكم) قبلكم من غمرات الموت و سكراته و أهوال القبر و ظلماته، و عقوبات البرزخ و نقماته، و عذاب الآخرة و شدايدها (لجزعتم و وهلتم) و فزعتم لشدّة تلك الأهوال و هول هذه الأحوال (و) ل (سمعتم) الواعية«» (و أطعتم) الدّاعية للملازمة البيّنة بين معاينة هذه الأمور بعين اليقين و بين الجزع و الفزع و السّماع و الطاعة لربّ العالمين.

كما شهد به الكتاب المكنون: إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (و لكن) نى اعتذر منكم بلسان حالكم بأنّه (محجوب عنكم ما قد عاينو) ه مستور عنكم ما قد شهدوه، و لذلك ذهلتم و غفلتم و رغبتم في الدّنيا و ألهتكم لذّاتها، و شغلتكم شهواتها ألا إنّ هذا العذر غير مقبول، و ذلك الاعتذار غير نافع (و) ذلك لأنّه (قريب ما يطرح الحجاب) حين ما حلّ بك الموت و واراك التّراب و شهد عليك الرّقيب و العتيد، فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.

(و) اللّه (لقد بصّرتم) و صيّرتم مبصّرين (إن ابصرتم) و نظرتم بعيون ناظرة (و اسمعتم) و صيرتم سامعين (إن سمعتم) و وعيتم بأذن واعية (و هديتم إن اهتديتم) بعقول كاملة و قلوب صافية (بحقّ أقول لقد جاهرتكم العبر) و عالتكم الانباء و الأثر بالمصائب النّازلة على الامم الماضية، و العقوبات الواقعة في القرون الخالية، و ما حلّ بأهل القبور سطورا بافناء الدّور، ألا ترونهم كيف تدانوا في خططهم، و قربوا في مزارهم و بعدوا في لقائهم، عمروا فخربوا، و آنسوا فأوحشوا، و سكتوا فازعجوا،و قطنوا فرحلوا.

فإنّ في هذه الامور كلها عبرة لمن اعتبر، و تذكرة لمن ادّكر (و) مع هذه كلّها (زجرتم بما فيه مزدجر) من النّهي الأكيد، و الوعيد الشّديد الوارد في الكتب الإلهيّة و السّنن النبويّة (و) بعد ذلك كله لم يبق عذر لمن اعتذروا (ما يبلغ عن اللّه بعد رسل السّماء إلّا البشر) و ما فرّط و لا قصّر، بل بلّغ و ذكر، و بشّر و أنذر حكمة بالغة فما تغني النّذر.

و لنتبع هذه الخطبة الشريفة لأمير المؤمنين و سيّد الوصيّين بندبة جليلة لسبطه الأجل زين العابدين و سيّد السّاجدين سلام اللّه عليهما من ربّ العالمين، لكون تلك النّدبة مع هذه الخطبة مطابقة المضامين، مضافا إلى ما فيها من الفوائد الجمة و المواعظ الحسنة التي يتنبّه بها الجاهل عن نوم الغفلة، و يهتدى بها الضّالّ عن طريق الضّلالة.

و هي ما رواها شاكر بن غنيمة بن أبي الفضل عن عبد الجبّار الهاشمي قال: سمعت هذه النّدبة من الشّيخ أبي بشر بن أبي طالب الكندي يرويها عن أبي عيينة الزّهري قال: كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يناجي و يقول: قل لمن قلّ عزاؤه، و طال بكاؤه، و دام عناؤه، و بان صبره، و تقسم فكره، و التبس عليه أمره، من فقد الأولاد، و مفارقة الآباء و الاجداد، و الامتعاض بشماتة الحسّاد: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ شعر:

تعزّ فكلّ للمنيّة ذائق
و كلّ ابن انثى للحياة مفارق‏

فعمر الفتى للحادثات ذريئة
تناهبه ساعاتها و الدّقايق‏

كذا تتفاني واحدا بعد واحد
و تطرقنا بالحادثات الطوارق‏

فحسّن الأعمال، و جمّل الأفعال، و قصّر الآمال الطوال، فما عن سبيل المنية مذهب، و لا عن سيف الحمام مهرب، و لا إلى قصد النّجاة مطلب، فيا أيّها الانسان المتسخّط على الزّمان، و الدّهر الخوّان، مالك و الخلود إلى دار الأحزان، و السكون‏إلى دار الهوان، و قد نطق القرآن بالبيان الواضح في سورة الرّحمن: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ، وَ يَبْقى‏ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ شعر:

و فيم و حتّى م الشّكاية و الرّدى
جموح لآجال البريّة لاحق‏

فكلّ ابن انثى هالك و ابن هالك‏
لمن ضمّنته غربها و المشارق‏

فلا بدّ من إدراك ما هو كائن
و لا بدّ من إتيان ما هو سابق‏

فالشّباب للهرم، و الصحّة للسّقم، و الوجود للعدم، و كلّ حيّ لا شكّ مخترم، بذلك جرى القلم، على صفحة اللوح في القدم، فما هذا التلهّف و النّدم، و قد خلت من قبلكم الامم شعر:

أ ترجو نجاة من حياة سقيمة
و سهم المنايا للخليقة راشق‏

سرورك موصول بفقدان لذّة
و من دون ما تهواه تأتى العوائق‏

و حبّك للدّنيا غرور و باطل
و في ضمنها للراغبين البوائق‏

أ في الحياة طمع، أم إلى الخلود نزع أم لما فات مرتجع، و رحى المنون دائرة، و فراسها غائرة، و سطواتها قاهرة، فقرب الزّاد، ليوم المعاد، و لا تتوطّ على غير مهاد و تعمّد الصّواب، و حقّق الجواب، فلكلّ أجل كتاب، يمحو اللّه ما يشاء و يثبت و عنده أمّ الكتاب شعر:

فسوف تلاقي حاكما ليس عنده
سوى العدل لا يخفى عليه المنافق‏

يميّز أفعال العباد بلطفه‏
و يظهر منه عند ذاك الحقائق‏

فمن حسنت أفعاله فهو فايز
و من قبحت أفعاله فهو زاهق‏

أين السّلف الماضون، و الأهلون و الأقربون، و الأوّلون و الآخرون، و الأنبياء و المرسلون، طحنتهم و اللّه المنون، و توالت عليهم السّنون، و فقدتهم العيون، و إنّا إليهم صائرون، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون شعر:

إذا كان هذا نهج من كان قبلنا
فانّا على آثارهم نتلاحق‏

فكن عالما أن سوف تدرك من مضى‏
و لو عصمتك الرّاسيات الشّواهق‏

فما هذه دار المقامة فاعملن «فاعلمن خ»
و لو عمّر الانسان ما ذرّ شارق‏

أين من شقّ الأنهار، و غرس الاشجار، و عمر الدّيار، ألم تمح منهم الآثار، و تحلّ بهم دار البوار، فاخش الجوار، فلك اليوم بالقوم اعتبار، فانّما الدّنيا متاع و الآخرة هي دار القرار شعر:

تخرّمهم ريب المنون فلم تكن
لتنفعهم جنّاتهم و الحدائق‏

و لا حملتهم حين ولّوا بجمعهم‏
نجائبهم و الصّافات السّوابق‏

و راحوا عن الأموال صفرا و خلّفوا
ذخايرهم بالرّغم منهم و فارقوا

أين من بنى القصور و الدّساكر، و هزم الجيوش و العساكر، و جمع الأموال و حاز الآثام و الجرائر، أين الملوك و الفراعنة و الأكاسرة و السّياسنة، أين العمّال و الدّهاقنة أين ذووا النواحي و الرّساتيق، و الأعلام و المناجيق، و العهود و المواثيق شعر:

كأن لم يكونوا أهل عزّ و منعة
و لا رفعت أعلامهم و المناجق‏

و لا سكنوا تلك القصور التي بنوا
و لا اخذت منهم بعهد مواثق‏

و صاروا قبورا دارسات و أصبحت
منازلهم تسفى عليه الخوافق‏

ما هذه الحيرة و السّبيل واضح و المشير ناصح، و الصواب لائح، عقلت فاغفلت، و عرفت فانكرت، و علمت فاهملت، هذا هو الدّاء الذي عزّ دواؤه، و المرض الذي لا يرجى شفاؤه، و الأمل الذي لا يدرك انتهاؤه، أ فأمنت الأيّام و طول الأسقام، و نزول الحمام، و اللّه يدعو إلى دار السّلام شعر:

لقد شقيت نفس تتابع غيّها
و تصدف عن إرشادها و تفارق‏

و تأمل ما لا يستطاع بحيلة (بحمله خ)
و تعصيك إن خالفتها و تشاقق‏

و تصغى إلى قول الغويّ و تنثني
و تعرض عن تصديق من هو صادق‏

فيا عاقلا راحلا، و لبيبا جاهلا، و متيقّظا غافلا، أتفرح بنعيم زائل، و سرور حائل، و رفيق خاذل، فيا أيها المفتون بعمله، الغافل عن حلول أجله، و الخائض في بحار زلله، ما هذا التقصير و قد و خطك القتير، و وافاك النذير، و إلى اللّه المصير شعر:

طلابك أمر لا يتمّ سروره
و جهدك باستصحاب من لا يوافق‏

و أنت كمن يبني بناء و غيره‏
يعاجله في هدمه و يسابق‏

و ينسج آمالا طوا لا بعيدة
و يعلم أنّ الدهر للنسج خارق‏

ليست الطريقة لمن ليس له الحقيقة، و لا يرجع إلى خليقة إلى كم تكدح و لا تقنع و تجمع و لا تشبع و توفر لما تجمع، و هو لغيرك مودع، ما ذا الرّأى العازب، و الرشد الغايب، و الأمل الكاذب، ستنقل عن القصور، و ربّاب الخدور، و الجذل و السّرور إلى ضيق القبور، و من دار الفناء إلى دار الحبور، كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ، كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ شعر:

فعالك هذا غرّة و جهالة
و تحسب يا ذا الجهل أنك حاذق‏

تظنّ بجهل منك أنك راتق‏
و جهلك بالعقبى لدينك فائق‏

توخيّك من هذا أدلّ دلالة
و أوضح برهانا بأنّك مائق‏

عجبا لغافل عن صلاحه، مبادر إلى لذاته و أفراحه، و الموت طريده «في خ» مسائه و صباحه فيا قليل التحصيل، و يا كثير التعطيل، و يا ذا الأمل الطويل، أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ، بناؤك للخراب، و مالك للذّهاب، و أجلك إلى اقتراب شعر:

و أنت على الدّنيا حريص مكاثر
كأنّك منها بالسّلامة واثق‏

تحدّثك الاطماع أنّك للبقا
خلقت و أنّ الدّهر خلّ موافق‏

كأنّك لم تبصر اناسا ترادفت
عليهم بأسباب المنون اللّواحق‏

هذه حالة من لا يدوم سروره، و لا تتمّ اموره، و لا يفكّ أسيره، أتفرح بمالك و نفسك و ولدك و غرسك «عرسك»، و عن قليل تصير إلى رمسك، و أنت بين طيّ و نشر، و غنى و فقر، و وفاء و غدر، فيا من القليل لا يرضيه، و الكثير لا يغنيه، اعمل ما شئت انّك ملاقيه، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ شعر:

سيقفر بيت كنت فرحة أهله
و يهجر مثواك الصّديق المصادق‏

و ينساك من صافيته و ألفته‏
و يجفوك ذو الودّ الصّحيح الموافق‏

على ذا مضى النّاس اجتماع و فرقة
و ميت و مولود و قال و وامق‏

افّ لدنيا لا يرقى سليمها، و لا يصحّ سقيمها، و لا يندمل كلومها، و عودها كاذبة، و سهامها غير صائبة، و آمالها خائبة، لا تقيم على حال، و لا تمتّع بوصال، و لا تسرّ بنوال شعر:

و تلك لمن يهوى هواها مليكة
تعبّده أفعالها و الطرائق‏

يسرّ بها من ليس يعرف غدرها
و يسعى إلى تطلابها و يسابق‏

اذا عدلت جارت على اثر عدلها
فمكروهة أفعالها و الخلايق‏

فيا ذا السّطوة و القدرة، و المعجب بالكثرة، ما هذه الحيرة و الفترة، لك فيمن مضى عبرة، و ليؤذن الغافلون عما إليه يصيرون، إذا تحقّقت الظنون، و ظهر السّر المكنون و تندمون حين لا تقالون، ثمّ إنّكم بعد ذلك لميّتون شعر:

سيندم فعّال على سوء فعله
و يزداد منه عند ذاك التّشاهق‏

إذا عاينوا من ذي الجلال اقتداره‏
و ذو قوّة من كان قد ما يداقق‏

هنالك تتلو كلّ نفس كتابها
فيطفو ذو عدل و يرسب فاسق‏

إلى كم ذا التّشاغل بالتجاير و الأرباح، إلى كم ذا التّهور بالسّرور و الأفراح، و حتّام التغرير بالسّلامة في مراكب النّياح، من ذا الذي سالمه الدّهر فسالم، و من ذا الذي تاجره الزّمان فغنم، و من ذا الذي استرحم الأيّام فرحم، اعتمادك على الصّحة و السّلامة خرق، و سكونك إلى المال و الولد حمق، و الاغترار بعواقب الامور خلق، فدونك و حزم الامور، و التّيقظ ليوم النّشور، و طول اللبث في صفحات القبور، فلا تغرنّكم الحياة الدّنيا و لا يغرنّكم باللّه الغرور شعر:

فمن صاحب الأيام سبعين حجّة
فلذّاتها لا شكّ منه طوالق‏

فعقبى حلاوات الزّمان مريرة
و إن عذبت حينا فحينا خرابق‏

و من طرفته الحادثات بويلها
فلا بدّ أن تاتيه فيها الصّواعق‏

فما هذه الطمأنينة و أنت مزعج، و ما هذه الولوج و أنت مخرج، جمعك إلى تفريق و رفوك (و فرك خ) إلى تمزيق، و سعتك إلى ضيق، فيا أيها المفتون، و الطامع بما لا يكون، أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ شعر:
ستندم عند الموت شرّ ندامة
إذا ضمّ أعضاك الثرى و المطابق‏

و عاينت أعلام المنية و الرّدى‏
و وافاك ما تبيضّ منه المفارق‏

و صرت رهينا في ضريحك مفردا
و باعدك الجار القريب الملاصق‏

فيا من عدم رشده، و جار قصده، و نسي ورده، إلى متى تواصل بالذّنوب و أوقاتك محدودة، و أفعالك مشهودة، أ فتعول على الاعتذار، و تهمل الأعذار و الانذار، و أنت مقيم على الاصرار، و لا تحسبنّ اللّه غافلا عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار شعر:

إذا نصب الميزان للفصل و القضا
و إبليس محجاج و اخرس ناطق‏

و اجّجت النيران و اشتدّ غيظها
إذا فتحت أبوابها و المغالق‏

و قطّعت الأسباب من كلّ ظالم
يقيم على اسراره و ينافق‏

فقدم التّوبة، و اغسل الحوبة، فلا بدّ أن تبلغ إليك النوبة، و حسن العمل قبل حلول الأجل و انقطاع الامل، فكلّ غائب قادم، و كلّ عريب عازم (و كل غريب غارم خ)، و كلّ مفرط نادم، فاعمل للخلاص قبل القصاص، و الأخذ بالنّواص شعر:

فانّك مأخوذ بما قد جنيته
و إنّك مطلوب بما أنت سارق‏

و ذنبك إن أبغضته فمعانق‏
و مالك ان أحببته فمفارق‏

فقارب و سدّد و اتّق اللّه وحده
و لا تستقلّ الزّاد فالموت طارق‏

و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه، ثمّ توفّى كلّ نفس ما كسبت و هم لا يظلمون

تكملة

المستفاد من الكافي أنّ هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة و روى صدرها هناك باختلاف لما أورده السّيد هنا.

قال في الكافي في باب ما يجب من حقّ الإمام على الرّعيّة: محمّد بن يحيى العطار عن بعض أصحابنا عن هارون بن مسلم عن مسعدة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: لا تختانوا ولاتكم، و لا تغشّوا هداتكم، و لا تجهلوا أئمتكم و لا تصدّعوا عن حبلكم فتفشلوا و تذهب ريحكم، و على هذا فليكن تأسيس اموركم‏ و ألزموا هذه الطريقة فانّكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممّن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، و قريبا ما يطرح الحجاب.

الترجمة

اى غافلان و تمرّد كنندگان از طاعت پروردگار عالميان پس بدرستى كه اگر ببينيد آن چيزى را كه بمعاينه ديدند كسانى كه مردند از شما هر آينه بجزع و فزع در آئيد، و مى‏ شنويد و اطاعت مى ‏نمائيد و لكن مستور است از شما آنچه معاينه ديده ‏اند آن را گذشتگان و نزديكست برداشته شدن حجاب، و بتحقيق كه نموده مى ‏شويد اگر ببينيد بنظر بصيرت، و شنوانيده مى‏ شويد اگر بشنويد بگوش حقيقت، و هدايت يافته مى‏ شويد اگر طلب هدايت نمائيد بعقل كامل و قلب صافي، براستى مى‏ گويم شما را كه بتحقيق جهارا و آشكار صدا نمود شما را عبرتها، و زجر و منع كرده شديد بچيزى كه در آن ازدجار و ممانعت هست از مناهى اكيده و وعيدهاى شديده، و تبليغ نمى‏ نمايد از جانب خداوند تبارك و تعالى بعد از ملائكه آسمان مگر جنس آدميان از پيغمبران پس جاى عذر نمانده شما را در تخلّف كردن از دعوت ايشان.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=