خطبه 15 صبحی صالح
15- و من كلام له ( عليه السلام ) فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان رضي الله عنه
وَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ وَ مُلِكَ بِهِ الْإِمَاءُ لَرَدَدْتُهُ
فَإِنَّ فِي الْعَدْلِ سَعَةً
وَ مَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ
شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج3
و من كلام له عليه السّلام فيما رده على المسلمين من قطايع عثمان و هو الخامس عشر من المختار فى باب الخطب الجارى مجراها
و اللّه لو وجدته قد تزوّج به النّساء، و ملك به الإماء، لرددته فإنّ في العدل سعة، و من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق.
اللغة
(القطايع) اسم لما لا ينقل من المال كالاراضى و الحصون و يقابله الصّفايا و هو اسم للمنقول و في شرح المعتزلي القطايع ما يقطعه الامام لبعض الرّعية من أرض بيت المال ذات الخراج و يسقط عنه خراجه و يجعل عليه ضريبة يسيرة عوضا عن الخراج
الاعراب
اسناد تزوّج و ملك إلى النّساء و الاماء مع خلوهما من علامة التأنيث على حدّ قوله تعالى: وَ قالَ نِسْوَةٌ.
المعنى
اعلم أنّ هذا الكلام مع الخطبة الآتية من فصول خطبة خطب عليه السّلام بها بعد قتل عثمان، و قد رويت بزيادة و نقصان و نحن نوردها بتمامها في شرح الخطبة الاتية و نقول هنا مضافا إلى ما سيأتي أنّه قد رواه الشّارح المعتزلي عن الكلبي مرفوعا إلى أبي صالح عن ابن عباس (رض) قال: إنّ عليّا عليه السّلام خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة فقال: ألا إنّ كلّ قطيعة أقطعها عثمان و كلّ مال أعطاه من مال اللّه فهو مردود في بيت المال، فإنّ الحقّ القديم لا يبطله شيء، و لو وجدته قد تزوّج به النسّاء و فرق في البلدان لرددته إلى حاله فإنّ في العدل سعة و من ضاق عنه العدل فالجور عنه أضيق إذا أحطت خبرا بذلك فلنعد إلى شرح كلامه عليه السّلام على ما أورده الرّضيّ ره.
فنقول: إنّ عثمان كان أقطع كثيرا من بني اميّة و غيرهم من أصحابه و أتباعه قطايع من أرض الخراج كما عرفته في شرح الفصل الرّابع من فصول الخطبة الشقشقية و قد كان عمر أقطعها أيضا إلّا أنّه أقطعها لأرباب الجهد و العناء و ذوى الوقايع المشهورة في الحروب، ترغيبا في الجهاد، و لمّا كان قطايعه لغرض صحيح لم يتعرّض عليه السّلام له بعد نهوضه بالخلافة، و إنّما تعرض لقطايع عثمان التي أقطعها لمجرّد هوى نفسه و ميلا إلى أصحابه من غير عناء في الحرب فقال عليه السّلام (و اللّه لو وجدته) أى ما بذله عثمان من تلك القطايع (قد تزوّج به النّساء و ملك به الاماء) أى صار مهرا للحرائر و ثمنا للاماء (لرددته) إلى حاله و إلى بيت مال المسلمين.
ثمّ علل ذلك بقوله: (فإنّ في العدل سعة) يعني أنّ وجوب الردّ بمقتضى العدل و فيه وسعة للنّاس إذ به نظامهم و قوام امورهم، و لولاه لاختلّ النّظام و ضاع القوام.
ثمّ أكّد ذلك بقوله: (و من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق) يعني من ضاق عليه القيام بالحكم الذي اقتضاه العدل فالجور الذي أقدم عليه بمقتضى هوى نفسه و ميل طبعه أضيق عليه في الدّنيا و الآخرة، و ذلك توعيد لهم و إشارة إلى أنّ ردّ القطايع التي أقطعها عثمان لهم و إن كان ضيقا عليهم و شاقا في أنفسهم، لكنّه عدل و القيام به سهل بالنّسبة إلى عدم الرّدّ و الامتناع منه، لأنّه جور و هو أضيق عليهم منه في الدّنيا و الآخرة، أمّا في الدّنيا فلأنّها ربّما انتزعت منهم قهرا و يكون جورهم سببا للتحريج و التّضييق، و أمّا الآخرة فلكونها موجبة للسّخطة و العقوبة هذا.
و ذكر شارحوا الكتاب في تفسير كلامه عليه السّلام ذلك وجوها يأبى عنها الذّوق السّليم و الطبع المستقيم من أراد الاطلاع عليها فليرجع إليها.
قال الكلبيّ بعد روايته ما روينا عنه سابقا: ثمّ أمر عليه السّلام بكلّ سلاح وجد لعثمان في داره ممّا تقوى بها«» على المسلمين فقبض و أمر بقبض نجائب كانت في داره من ابل الصّدقة فقبضت و أمر بقبض سيفه و درعه و أمر أن لا يعرض لسلاح وجد له لم يقاتل به المسلمون و بالكفّ عن جميع أمواله التي وجدت في داره و غير داره، و أمر أن ترتجع الأموال التي أجاز بها عثمان و حيث اصيبت أو اصيبت أصحابها فبلغ ذلك عمرو بن العاص و كان بايلة من أرض الشّام أتاها حيث دئب النّاس على عثمان فنزلها، فكتب إلى معاوية ما كنت صانعا فاصنع اذا قشرك ابن أبي طالب من كلّ مال تملكه كما تقشر عن العصا لحائها«» قال الشّارح المعتزلي: و قال الوليد بن عقبة و هو أخو عثمان من امّه يذكر قبض عليّ عليه السّلام نجائب عثمان و سيفه و صلاحه:.«»
بني هاشم ردّوا سلاح ابن اختكم
و لا تنهبوه لا تحلّ مناهبه
بني هاشم كيف الهوادة بيننا
و عند عليّ درعه و نجائبه
بني هاشم كيف التّودّد منكم«»
و بز ابن اردى«» فيكم و حرائبه
بني هاشم إلا تردّوا فانّنا
سواء علينا قاتلاه و سالبه
بني هاشم إنّا و ما كان منكم
كصدع الصّفا لا يشعب الصّدع شاعبه
قتلتم أخي كى ما تكونوا مكانه
كما غدرت يوما بكسرى مراز به
فأجابه عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب بأبيات طويلة من جملتها:
فلا تسألونا سيفكم إنّ سيفكم
اضيع و القاه لدى الرّوع صاحبه
سلوا أهل مصر عن سلاح ابن اختنا
فهم سلبوه سيفه و حرائبه
و كان وليّ الأمر بعد محمّد
عليّ و في كلّ المواطن صاحبه
عليّ إلى أن أظهر اللّه دينه
و أنت مع الاشقين فيمن يحاربه
و أنت امرؤ من أهل صفّور نارخ
فما لك فينا من حميم يغائبه
و قد أنزل الرحمن إنّك فاسق
و ما لك في الاسلام سهم تطالبه
و شبّهته كسرى و قد كان مثله
شبيها بكسرى هديه و ضرائبه
أى كان كافرا كما كان كسرى كافرا قال الشّارح: و كان المنصور إذا أنشد هذا البيت يقول لعن اللّه الوليد هو الذي فرّق بين بني عبد مناف بهذا الشّعر.
الترجمة
از جمله كلام آن حضرت است در خصوص چيزى كه ردّ فرموده بود آن را بر مسلمانان از قطيعه هاى عثمان كه بر بني اميّه و ساير اعوان خود بخشش كرده بود و آن كلام عدل نظام اينست كه فرمود: بخداوند سوگند اگر بيابم آن مال را كه تزويج شده باشند بآن زنان و ملك شده باشند بآن كنيزان هر آينه بر مى گردانم آن را، از جهة اين كه در عدل وسعت است و هر كه تنك آيد بر او عدل پس جور و ستم بر او تنكتر است.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»