خطبه 14 صبحی صالح
14- و من كلام له ( عليه السلام ) في مثل ذلك
أَرْضُكُمْ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَاءِ بَعِيدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ
خَفَّتْ عُقُولُكُمْ وَ سَفِهَتْ حُلُومُكُمْ
فَأَنْتُمْ غَرَضٌ لِنَابِلٍ
وَ أُكْلَةٌ لِآكِلٍ
وَ فَرِيسَةٌ لِصَائِلٍ
شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج3
و من كلام له عليه السّلام فى مثل ذلك و هو الرابع عشر من المختار فى باب الخطب الجارى مجراها
أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السّماء، خفّت عقولكم، و سفهت حلومكم، فأنتم غرض لنابل، و أكلة لآكل، و فريسة لصائل.
اللغة
(سفه) سفها من باب تعب و سفه بالضمّ سفاهة فهو سفيه و السّفه النّقص في العقل و أصله الخفّة و سفه الحقّ جهله قال سبحانه: «وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ» قال الطبرسيّ صاحب التّفسير: أى جهل قدره و (الحلم) العقل و الجمع حلوم و أحلام و (الغرض) ما ينصب ليرمى بالسّهام و (النّابل) ذو النّبل و (الاكلة) بضمّ الهمزة اسم للمأكول و (فريسة) الأسد ما يفرسه و (صول) البعير و الأسد ككرم صالة واثب النّاس أو صار يقتل النّاس و يعد و عليهم فهو صائل و صؤل.
الاعراب
العطف في قوله عليه السّلام: و سفهت حلومكم للتّفسير و التوكيد إن كان المراد بالسّفه المعنى الأوّل، و إلّا فللتأسيس و الفاء في قوله: فأنتم، فصيحة و هو ظاهر.
المعنى
قد عرفت في شرح الخطبة السّابقة أنّ قوله عليه السّلام (أرضكم قريبة من الماء بعيدة من السّماء) ممّا حكاه عليه السّلام عن النّبيّ و المراد بقرب أرضهم من الماء إمّا كون موضع البصرة منخفضا قريبا من البحر كما يشاهد من دخول الماء حدايقهم و مزارعهم كلّ يوم مرّة أو مرّتين، أو كونها قريبة من الغرق بالماء فيكون قوله عليه السّلام: من الماء من قبيل الحذف و الايصال، و أمّا بعد أرضهم من السماء فامّا من حيث انخفاضها عن غيرها من الأرض، أو من حيث بعدها عن دائرة المعدّل.
قال الشّارح المعتزلي: إنّ أرباب علم الهيئة و أهل صناعة التنجيم يذكرون إنّ أبعد موضع في الأرض من السّماء الابلة، و ذلك موافق لقوله عليه السّلام و معنى البعد عن السّماء هاهنا هو بعد تلك الأرض المخصوصة عن دائرة معدّل النّهار، و البقاع و البلاد تختلف في ذلك، و قد دلّت الارصاد و الآلات النّجوميّة على أنّ أبعد موضع في المعمورة عن دائرة معدّل النّهار هو الابلة، و الابلة هي قصبة البصرة انتهى.
و فيه أنّ كونها أبعد بلاد العرب من المعدّل مسلّم و أما كونها أبعد موضع منه في المعمورة ممنوع قطعا و فاسد حسّا إلّا أن يكون مراده به ما ذكرناه و يكون التّسامح في العبارة هذا.
و يحتمل أن يكون المراد ببعدها من السّماء البعد من سماء الرّحمة و الاستعداد لنزول العذاب و قوله: (خفّت عقولكم و سفهت حلومكم) وصف لهم بقلّة العقل و السّفاهة الموجبة لانحطاط الرّتبة و الدّرجة في العقائد الدّينيّة و العبادات البدنيّة و إشارة إلى قلّة استعدادهم لدرك وجوه المصالح الواقعيّة كما يشهد به متابعتهم للمرأة و إجابتهم للبهيمة، و تنبيه على جهالتهم و عدم تفكّرهم في عواقب الامور و غفلتهم عن اصلاح أحوالهم و على تسرّعهم إلى ما لا ينبغي و لأجل ذلك حسن التّفريع بقوله: (فأنتم غرض لنا بل) أى هدف لمن يريد أذاكم (واكلة لآكل) أى عرضة لأن يطمع في أموالكم و يأكلها من يريد أكلها و (فريسة لصائل) أى في معرض أن يفترسكم من يريد قتلكم و هلاككم، و هذا كلّه من لوازم خفّة العقل و السّفاهة و قلّة الفهم و الغباوة.
الترجمة
از جمله كلام آن امام انام است در مثل همين مقام: زمين شما نزديك است بآب و دور است از آسمان خفيف است عقلهاى شما و سفيه است حلمهاى شما، پس شما بواسطه نقصان عقل و قلة تدبير نشانه ايد از براى هر تير اندازنده، و طعمه ايد از براى هر خورنده، و شكاريد از براى هر حمله كننده، و هجوم آورنده، و اللّه اعلم بالصّواب.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»