نامه 4 صبحی صالح
4- و من كتاب له ( عليه السلام ) إلى بعض أمراء جيشه
فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ وَ إِنْ تَوَافَتِ الْأُمُورُ بِالْقَوْمِ إِلَى الشِّقَاقِ وَ الْعِصْيَانِ فَانْهَدْ بِمَنْ أَطَاعَكَ إِلَى مَنْ عَصَاكَ وَ اسْتَغْنِ بِمَنِ انْقَادَ مَعَكَ عَمَّنْ تَقَاعَسَ عَنْكَ
فَإِنَّ الْمُتَكَارِهَ مَغِيبُهُ خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِهِ وَ قُعُودُهُ أَغْنَى مِنْ نُهُوضِهِ
شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج17
و من كتاب له عليه السلام الى بعض امراء جيشه و هو الكتاب الرابع من باب المختار من كتبه عليه السلام و رسائله:
فإن عادوا إلى ظل الطاعة فذاك الذي نحب، و إن توافت الامور بالقوم إلى الشقاق و العصيان فانهد بمن أطاعك إلى من عصاك، و استغن بمن انقاد معك عمن تقاعس عنك، فإن المتكاره مغيبه خير من مشهده (شهوده- خ ل) و قعوده أغنى من نهوضه.
اللغة
(توافت الامور) أى تتامت، (الشقاق) بالكسر: المخالفة و العداوة (انهد) أي انهض أمر من نهد إلى العدو من بابي منع و نصر أي قصد لهم و أسرع في قتالهم و نهض إليهم، و المناهدة المناهضة في الحرب يقال: نهد لعدوه و إليه نهودا و نهدا بالفتح و التحريك اذا صمد لهم. و (استغن) بالغين المعجمة أمر من الاستغناء و في كثير من النسخ جعل بالمهملة من الاستعانة و كذا مال غير واحد من المفسرين و المترجمين إلى المهملة لكنه مذهب مهمل و طريقة عمياء كما سيتضح لك وجهه في تقرير الإعراب و تحرير المعنى إنشاء الله تعالى.
(تقاعس عنك) أي أبطأ و تأخر عنك و تكاره القتال (المتكاره): المتسخط من تكارهه إذا تسخطه و لم يرض به يقال: فعله على تكاره و متكارها. و (المغيب) و (المشهد) مصدران كالغيبة و الشهود.
الاعراب
(الفاء) في قوله عليه السلام: فذاك رابطة للجواب، لأن جواب الشرط أعني ذاك الذي يحب جملة اسمية فهي من المواضع الستة التي لا تصلح لأن تكون شرطا فيجب دخول الفاء فيها نحو قوله تعالى: و إن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. و كذا الفاء في قوله: فانهد، لأن الفعل هنا إنشائي فهذه الجملة من تلك المواضع أيضا نحو قوله تعالى: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني.
(بمن أطاعك) الباء صلة لقوله: فانهد إما بمعنى المصاحبة و المعية. أو الاستعانة.
(إلى من عصاك) صلة لقوله فانهد أيضا لا أطاعك لما علم في اللغة أنه يقال نهد لعدوه و إليه. (عمن تقاعس) متعلق بقوله استغن أيضا و لا يصح استعمال عن مع الاستعانة.
(فان المتكاره) الفاء في مقام التعليل لقوله عليه السلام: استغن، فهي فصيحة تنبىء عن محذوف يدل عليه ما قبله، و كأن الجملة جواب عن سؤال مقدر، و التقدير:و ما علة الاستغناء بمن انقاد عمن تقاعس؟ فأجاب بقوله: لأن المتكاره- إلخ.
و جملة (مغيبه خير من مشهده) خبر لاسم إن أعني المتكاره. و جملة (قعوده أغنى من نهوضه) معطوفة على الاولى.
المعنى
هذا الكلام هو جزء من كتاب له عليه السلام كما هو من دأب الشريف الرضي رضوان الله عليه من اختيار محاسن كلامه و البليغ منه و رفض ما عداه كما نبهنا به غير مرة في شروحنا السالفة، و هذا هو الظاهر من قوله: فان عادوا إلى ظل الطاعة، إلخ و هذا لامرية فيه إلا أنا لم نظفر به في الكتب الموجودة عندنا بعد، و لكن قال الشارح البحراني و المولى فتح الله القاساني: روي أن الأمير الذي كتب إليه هو عثمان بن حنيف عامله على البصرة، و ذلك حين انتهت أصحاب الجمل إليها و عزموا على الحرب، فكتب عثمان إليه عليه السلام يخبره بحالهم، فكتب عليه السلام إليه كتابا فيه الفصل المذكور.
قوله عليه السلام (فإن عادوا إلى ظل الطاعة فذاك الذي نحب) الضمير في عادوا يرجع إلى ناكثي بيعته عليه السلام أعني طلحة و الزبير و أتباعهما، و قد قدمنا في مباحثنا السالفة أنه لما تم أمر البيعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و أيس طلحة و الزبير مما كانا يرجوان به من قتل عثمان بن عفان من البيعة لأحدهما بالإمامة نقضوا العهد و نكثوا البيعة و خرجوا إلى مكة و اجتمعوا فيه و رأوا في ذلك أمرهم فتحقق عزمهم على المسير إلى البصرة، و سارت معهم عائشة بخدعتهم و مكرهم، حيث بعث طلحة و الزبير في مكة إلى عائشة عبد الله بن الزبير و قالا له: امض إلى خالتك فاهد إليها السلام منا و قل لها: إن طلحة و الزبير يقرءانك السلام و يقولان لك:
إن أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما و أن علي بن أبي طالب ابتز الناس أمرهم و غلبهم عليه بالسفهاء الذين تولوا قتل عثمان و نحن نخاف انتشار الأمر به فان رأيت أن تسيري معنا لعل الله يرتق بك فتق هذه الامة، و يشعب بك صدعهم، و يلم بك شعثهم، و يصلح بك امورهم.
فأتاها عبد الله فبلغها ما أرسلاه به فأظهرت الامتناع أولا ثم أجابتهما غداإلى الخروج.
فلما انتهوا إلى البصرة و عزموا على الحرب كتب عثمان بن حنيف و كان عامل أمير المؤمنين علي عليه السلام وقتئذ في البصرة إلى أمير المؤمنين بحالهم.
فكتب عليه السلام إليه: استعاره فان عادوا إلى ظل الطاعة فذاك الذي نحب و إنما استعار لفظ الظل لأن الطاعة كما قيل يستلزم السلامة و الرفاهة و الراحة عن حرارة الحرب كما يستلزم الظل الراحة من حرارة الشمس قال تعالى و ظللنا عليكم الغمام امتنانا عليهم حيث سخر لهم السحاب تسير بسيرهم في التيه و تظلهم من حرارة الشمس.
و في الحديث، السلطان ظل الله في الأرض، استعار الظل له لأنه يدفع الأذى عن الناس كما يدفع الظل أذى الشمس.
و يمكن بيانه بوجه أدق و ألطف من هذا و هو أن المراد من السلطان هو السلطان العادل الإلهي و إنما كان ظله تعالى بمعنى أنه مظهره الأتم و مجلى أسمائه الحسنى، و صفاته العليا يحكي عنه بحيث من رآه كأنما رأى الله كما يحكي الظل عن ذي الظل و قد روي عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال: من رآني فقد رأى الله.
قوله عليه السلام (و إن توافت الامور- إلى قوله- من عصاك) أي إن تتامت الامور بالقوم و تهيأت لهم أسباب المخالفة و توافقت و سلكهم في الشقاق و العصيان فانهض و أسرع مع من انقاد لك إلى من خالفك و خرج عن طاعنك أي الناكثين و أشياعهم.
قوله عليه السلام (و استغن بمن انقاد- إلخ) من نظر في كلامه عليه السلام حق النظر و تدبر فيه علم أن قوله عليه السلام: فإن المتكاره مغيبه خير من مشهده اه في مقام التعليل لقوله: و استغن كما قدمناه في الاعراب، و هذا لا يناسب إلا أن يكون استغن أمرا من الاستغناء لا بالعين المهملة من الاستعانة، فانه عليه السلام بين وجه الاستغناء بالمنقاد عن المتقاعس أي المتكاره بأن المتكاره عدم حضوره في الحرب خير من حضوره فيه، لأنه لا يقاتل على جد و اهتمام
كما يقال بالفارسية: سگ كه بزورش بشكار برند از او تك نيايد، و ربما انهزم و ولى الدبر في أثناء الحرب فساعتئذ عمله هذا يوجب التخاذل و الوهن و الضعف في العسكر فيتبعونه في الفرار و نعم ما قاله السعدي بالفارسية:
آنكه جنگ آرد بخون خويش بازى مي كند | روز ميدان، و آن كه بگريزد بخون لشكرى | |
فالمتكاره يوجب مغيبه عن الحرب عدم الانتفاع به فقط، و حضوره في الحرب موجب للمفسدة العظيمة التي هي تخاذل العسكر و وهنهم، فمغيبه خير من شهوده و كذا قعوده عن الحرب أغنى من نهوضه إليها، و مثل قوله هذا قوله تعالى: لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا (التوبة- 48) و العجب من شارح البحراني و المولى فتح الله القاساني ذهبا إلى أن قوله: استعن، أمر من الاستعانة، على أن صلة الاستعانة لا تكون كلمة عن الجارة، و أما الشارح المعتزلي فلم يتفوه بشيء، و الأمر بين، و المخالف مكابر.
الترجمة
يكى از نامه هاى أمير المؤمنين علي عليه السلام اين كتابست كه آنرا ببعضي از سرداران لشكرش نوشته.
(اين مقدار كه در نهج البلاغه مذكور است برخى از آن نامه است كه آنرا مرحوم سيد رضي از تمام نامه اختيار كرده است زيرا آنچه كه بيشتر مورد اهتمام سيد رضى بود انتخاب كلمات فصيح و جمله هاى بليغ آن حضرت است، و روايت شده كه آن سردار سپه عثمان بن حنيف بود كه در شهر بصره عامل آن حضرت بود و ارسال اين نامه بعثمان وقتى بود كه طلحه و زبير و أتباع آن دو پيمانى را كه بان حضرت بستند شكستند، و نقض بيعت كردند، و با لشكر بسيار از مكه بجانب بصره روان شدند كه فتنه جنگ جمل را بر انگيختند و عثمان بن حنيف صورت واقعه را براى امام عليه السلام مرقوم داشت، و امام در جوابش فرمود):
پس اگر آن گروه بيعت شكن برگشتند بسايه فرمانبرداري، اين خود همان است كه ما مى خواهيم و دوست مى داريم، و اگر كارها تمام شود بايشان يعنى أسباب و علل مخالفت براى آنها مهيا گردد كه ايشان را بمخالفت و نافرمانى كشاند پس بمعاونت كسانى كه تو را فرمان برده اند قيام كن بجنگ كسانى كه نافرمانى كرده اند و عاصى گشته اند. و بى نيازى جو بكسانى كه گردن نهادند از كسانى كه از يارى تو و حضور در معركه كراهت دارند و باز پس مى ايستند، زيرا آنكه از حضور در عرصه جنگ كاره است نبودش در جنگ بهتر از حضورش است و باز نشستنش از جنگ بى نياز كننده تر و سودمندتر است از نهضتش.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی