و من كتاب له عليه السّلام لما استخلف، إلى أمراء الأجناد
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ- أَنَّهُمْ مَنَعُوا النَّاسَ الْحَقَّ فَاشْتَرَوْهُ- وَ أَخَذُوهُمْ بِالْبَاطِلِ فَاقْتَدَوْهُ
المعنى
أقول: نفّرهم عن منع الحقّ أهله، و معاملتهم الناس بالباطل، يذكّر أنّ ذلك هو سبب هلاك من كان قبلهم من أمثالهم. و قوله: فاشتروه. أى فباعوه و تعوّضوا عنه بالباطل لمّا منعوا منه كقوله تعالى وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ«» و كذلك قوله: و أخذوهم بالباطل: أى جعلوا تصرّفاتهم معهم بالباطل فاقتدوه: أي اقتدوا الباطل و سلكوا فيه مسلك من أخذهم به كقوله تعالى فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ«» و باللّه التوفيق. تمّ باب الكتب و الوصايا و العهود و الحمد للّه حقّ حمده.
شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 5 ، صفحهى 237