نامه 75 شرح ابن میثم بحرانی

و من كتاب له عليه السّلام لعبد اللّه بن العباس، عند استخلافه إياه على البصرة

سَعِ النَّاسَ بِوَجْهِكَ وَ مَجْلِسِكَ وَ حُكْمِكَ- وَ إِيَّاكَ وَ الْغَضَبَ فَإِنَّهُ طَيْرَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ- وَ اعْلَمْ أَنَّ مَا قَرَّبَكَ مِنَ اللَّهِ يُبَاعِدُكَ مِنَ النَّارِ- وَ مَا بَاعَدَكَ مِنَ اللَّهِ يُقَرِّبُكَ مِنَ النَّارِ

اللغة

أقول: الطيرة: فعلة من الطيران، و يستعمل في الخفّة و ما لاثبات له. و روي: طيرة من التطيّر و هو التشأم.

و قد أمره بفضائل من الأخلاق:
أحدها: أن يسع الناس بوجهه.
و كنّى بذلك عن البشر و الطلاقة، و بمجلسه. و هو كناية عن التواضع، و بحكمه. و كنّى به عن العدل لأنّ الحكم‏ العدل يسع كلّ أحد، و الجور ضيّق لا يحتمله الكلّ.

الثانية: حذّره من الغضب
و هو أمر بفضيلة الثبات و الحلم، و نفّره بقوله: فإنّه طيرة من الشيطان: أى خفّة ينشأ من الشيطان، أو أنّه ممّا يتشأم الناس بصاحبه و يكرهه. و نسبه إلى الشيطان لينفر عنه، و أراد الغضب المذموم. و هو صغرى ضمير تقدير كبراه: و كلّما كان كذلك فواجب أن يحذر. ثمّ رغّبه فيما يقرّبه من اللّه بما يستلزمه من كونه مباعدا له من النار، و نفّره عمّا يبعّده من اللّه بما يستلزمه من كونه مقرّبا له إلى النار. و هما صغريا ضميرين تقدير كبرى الأوّل منهما: و كلّ ما باعدك من النار فواجب أخذه، و تقدير كبرى الثاني: و كلّ ما يقرّبك من النار فواجب أن يحذره. و باللّه التوفيق.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 5 ، صفحه‏ى 234

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.