و من وصيّة له عليه السّلام لعبد اللّه بن العباس، لما بعثه للاحتجاج إلى الخوارج
لَا تُخَاصِمْهُمْ بِالْقُرْآنِ- فَإِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ ذُو وُجُوهٍ- تَقُولُ وَ يَقُولُونَ… وَ لَكِنْ حَاجِجْهُمْ بِالسُّنَّةِ- فَإِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا عَنْهَا مَحِيصاً
اللغة
أقول: المحيص: المعدل.
المعنى
و قد نهاه أن يحاجّهم بالقرآن. و نبّهه على ذلك بضمير صغراه قوله: فإنّ القرآن. إلى قوله: و يقولون: أى إنّ الآيات الّتي يمكنه الاحتجاج بها غير ناصّة في المطلوب بل لها ظاهر و تأويلات محتملة يمكنهم أن يتعلّقوا بها عند المجادلة.
و تقدير الكبرى: و كلّ ما كان كذلك فلا يتمّ الغرض به في مخاصمتهم. ثمّ أمره أن يحاجّهم بالسنّة. و نبّه على ذلك بضمير صغراه قوله: فإنّهم لا يجدون عنها معدلا لكونها ناصّة في المطلوب كقوله صلّى اللّه عليه و آله: حربك يا علىّ حربي. و نحوه. و تقدير الكبرى:
و كلّ ما لم يجدوا عنه معدلا فالأولى محاجّتهم به. و قد أشرنا من قبل إلى مجادلة ابن عبّاس.
شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 5 ، صفحهى 235