و من حلف له عليه السّلام كتبه بين ربيعة و اليمن، و نقل من خط هشام ابن الكلبى
هَذَا مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْيَمَنِ- حَاضِرُهَا وَ بَادِيهَا- وَ رَبِيعَةُ حَاضِرُهَا وَ بَادِيهَا- أَنَّهُمْ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ يَدْعُونَ إِلَيْهِ- وَ يَأْمُرُونَ بِهِ وَ يُجِيبُونَ مَنْ دَعَا إِلَيْهِ وَ أَمَرَ بِهِ- لَا يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً- وَ لَا يَرْضَوْنَ بِهِ بَدَلًا- وَ أَنَّهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ وَ تَرَكَهُ- أَنْصَارٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ- دَعْوَتُهُمْ وَاحِدَةٌ- لَا يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ لِمَعْتَبَةِ عَاتِبٍ- وَ لَا لِغَضَبِ غَاضِبٍ- وَ لَا لِاسْتِذْلَالِ قَوْمٍ قَوْماً- وَ لَا لِمَسَبَّةِ قَوْمٍ قَوْماً- عَلَى ذَلِكَ شَاهِدُهُمْ وَ غَائِبُهُمْ- وَ سَفِيهُهُمْ وَ عَالِمُهُمْ وَ حَلِيمُهُمْ وَ جَاهِلُهُمْ- ثُمَّ إِنَّ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ عَهْدَ اللَّهِ وَ مِيثَاقَهُ- إِنَّ عَهْدَ اللَّهِ كَانَ مَسْئُولًا- وَ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
اللغة
أقول: الحلف: العهد.
و فيه نكت:
الأولى
قوله: هذا. مبتدأ و ما موصولة و هي صفة المبتدأ، و خبره أنّهم. و يجوز أن يكون هذا مبتدأ خبره ما اجتمع عليه، و يكون قوله: أنّهم. تفسيرا لهذا.
كأنّه قال: ما الّذي اجتمعوا عليه فقيل: على أنّهم على كتاب اللّه: أى اجتمعوا على ذلك، و خبر أنّهم على كتاب اللّه، و يدعون حال، و العامل متعلّق الجارّ. و حاضرها و باديها من أهل اليمن، و كذلك من ربيعة.
الثانية: كونهم لا يشترون به ثمنا
كناية عن لزومهم له و للعمل به.
الثالثة: قوله: و أنّهم يد واحدة
أى يتعاونون على من خالفه. فأطلق اسم اليد على المتعاون مجازا إطلاقا لاسم السبب على المسبّب، و أنصار خبر ثان لأنّ و بعضهم فاعله. و يجوز أن يكون بعضهم مبتدأ خبره أنصار.
الرابعة: قوله: و لا لاستذلال قوم قوما
أى لا ينقضون عهدهم لكون القبيلة الاخرى استذلّت قومهم أو سبّتهم. و روى لمشيئة قوم قوما: أى لإرادتهم. و في رواية- كتب عليّ بن أبو طالب- و هى المشهورة عنه عليه السّلام و وجهها أنّه جعل هذه الكنية علما بمنزلة لفظ واحدة لا يتغيّر إعرابها.
شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 5 ، صفحهى 231