google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
1 نامه ها شرح ابن ابی الحدیدنامه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

نامه 7 شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

7 و من كتاب منه ع إليه أيضا

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَتْنِي مِنْكَ مَوْعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ وَ رِسَالَةٌ مُحَبَّرَةٌ- نَمَّقْتَهَا بِضَلَالِكَ وَ أَمْضَيْتَهَا بِسُوءِ رَأْيِكَ- وَ كِتَابُ امْرِئٍ لَيْسَ لَهُ بَصَرٌ يَهْدِيهِ- وَ لَا قَائِدٌ يُرْشِدُهُ قَدْ دَعَاهُ الْهَوَى فَأَجَابَهُ- وَ قَادَهُ الضَّلَالُ فَاتَّبَعَهُ- فَهَجَرَ لَاغِطاً وَ ضَلَّ خَابِطاً

موعظة موصلة- أي مجموعة الألفاظ من هاهنا و هاهنا- و ذلك عيب في الكتابة و الخطابة- و إنما الكاتب من يرتجل فيقول قولا فصلا- أو يروي فيأتي بالبديع المستحسن- و هو في الحالين كليهما ينفق من كيسه- و لا يستعير كلام غيره- . و الرسالة المحبرة المزينة الألفاظ- كأنه ع يشير إلى أنه قد كان يظهر عليها- أثر التكلف و التصنع- . و التنميق التزيين أيضا- . و هجر الرجل أي هذى- و منه قوله تعالى في أحد التفسيرين- إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً- . و اللاغط ذو اللغط و هو الصوت و الجلبة- .

و خبط البعير فهو خابط- إذا مشى ضالا فحبط بيديه كل ما يلقاه- و لا يتوقى شيئا- . و هذا الكتاب كتبه علي ع- جوابا عن كتاب كتبه معاوية إليه في أثناء حرب صفين- بل في أواخرها و كان كتاب معاوية- من عبد الله معاوية بن أبي سفيان- إلى علي بن أبي طالب أما بعد- فإن الله تعالى يقول في محكم كتابه- وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ- لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ- وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ- و إني أحذرك الله أن تحبط عملك و سابقتك- بشق عصا هذه الأمة و تفريق جماعتها- فاتق الله و اذكر موقف القيامة- و أقلع عما أسرفت فيه من الخوض في دماء المسلمين- و إني سمعت رسول الله ص يقول لو تمالأ أهل صنعاء و عدن على قتل رجل واحد من المسلمين- لأكبهم الله على مناخرهم في النار – فكيف يكون حال من قتل أعلام المسلمين- و سادات المهاجرين- بله ما طحنت رحى حربه من أهل القرآن- و ذي العبادة و الإيمان- من شيخ كبير و شاب غرير- كلهم بالله تعالى مؤمن و له مخلص- و برسوله مقر عارف- فإن كنت أبا حسن إنما تحارب على الإمرة و الخلافة- فلعمري لو صحت خلافتك لكنت قريبا- من أن تعذر في حرب المسلمين- و لكنها ما صحت لك- أنى بصحتها و أهل الشام لم يدخلوا فيها- و لم يرتضوا بها- و خف الله و سطواته و اتق بأسه و نكاله- و أغمد سيفك عن الناس- فقد و الله أكلتهم الحرب- فلم يبق منهم إلا كالثمد في قرارة الغدير- و الله المستعان- .

فكتب علي ع إليه جوابا عن كتابه‏

من عبد الله علي أمير المؤمنين- إلى معاوية بن أبي سفيان- أما بعد فقد أتتني منك موعظة موصلة- و رسالة محبرة- نمقتها بضلالك و أمضيتها بسوء رأيك- و كتاب امرئ ليس له بصر يهديه و لا قائد يرشده- دعاه الهوى فأجابه و قاده الضلال فاتبعه- فهجر لاغطا و ضل خابطا- فأما أمرك لي بالتقوى فأرجو أن أكون من أهلها- و أستعيذ بالله من أن أكون- من الذين إذا أمروا بها أخذتهم العزة بالإثم- و أما تحذيرك إياي أن يحبط عملي و سابقتي في الإسلام- فلعمري لو كنت الباغي عليك- لكان لك أن تحذرني ذلك- و لكني وجدت الله تعالى يقول- فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى‏ أَمْرِ اللَّهِ- فنظرنا إلى الفئتين- أما الفئة الباغية فوجدناها الفئة التي أنت فيها- لأن بيعتي بالمدينة لزمتك و أنت بالشام- كما لزمتك بيعة عثمان بالمدينة- و أنت أمير لعمر على الشام- و كما لزمت يزيد أخاك- بيعة عمر و هو أمير لأبي بكر على الشام- و أما شق عصا هذه الأمة فأنا أحق أن أنهاك عنه- فأما تخويفك لي من قتل أهل البغي- فإن رسول الله ص أمرني بقتالهم و قتلهم- و قال لأصحابه- إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن- كما قاتلت على تنزيله- و أشار إلي و أنا أولى من اتبع أمره- و أما قولك- إن بيعتي لم تصح لأن أهل الشام لم يدخلوا فيها- كيف و إنما هي بيعة واحدة تلزم الحاضر و الغائب- لا يثنى فيها النظر و لا يستأنف فيها الخيار- الخارج منها طاعن و المروي فيها مداهن- فاربع على ظلعك و انزع سربال غيك- و اترك ما لا جدوى له عليك- فليس لك عندي إلا السيف- حتى تفي‏ء إلى أمر الله صاغرا- و تدخل في البيعة راغما و السلام

وَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ لِأَنَّهَا بَيْعَةٌ وَاحِدَةٌ لَا يُثَنَّى فِيهَا النَّظَرُ- وَ لَا يُسْتَأْنَفُ فِيهَا الْخِيَارُ- الْخَارِجُ مِنْهَا طَاعِنٌ وَ الْمُرَوِّي فِيهَا مُدَاهِنٌ لا يثنى فيها النظر أي لا يعاود و لا يراجع ثانية- و لا يستأنف فيها الخيار- ليس بعد عقدها خيار لمن عقدها و لا لغيرهم- لأنها تلزم غير العاقدين كما تلزم العاقدين- فيسقط الخيار فيها- الخارج منها طاعن على الأمة- لأنهم أجمعوا على أن الاختيار طريق الإمامة- . و المروي فيها مداهن- أي الذي يرتئي و يبطئ عن الطاعة و يفكر- و أصله من الروية و المداهن المنافق

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 14

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=