19 و من كتاب له ع إلى بعض عماله
أَمَّا بَعْدُ- فَإِنَّ دَهَاقِينَ أَهْلِ بَلَدِكَ شَكَوْا مِنْكَ غِلْظَةً وَ قَسْوَةً- وَ احْتِقَاراً وَ جَفْوَةً- وَ نَظَرْتُ فَلَمْ أَرَهُمْ أَهْلًا لِأَنَّ يُدْنَوْا لِشِرْكِهِمْ- وَ لَا أَنْ يُقْصَوْا وَ يُجْفَوْا لِعَهْدِهِمْ- فَالْبَسْ لَهُمْ جِلْبَاباً مِنَ اللِّينِ تَشُوبُهُ بِطَرَفٍ مِنَ الشِّدَّةِ- وَ دَاوِلْ لَهُمْ بَيْنَ الْقَسْوَةِ وَ الرَّأْفَةِ- وَ امْزُجْ لَهُمْ بَيْنَ التَّقْرِيبِ وَ الْإِدْنَاءِ- وَ الْإِبْعَادِ وَ الْإِقْصَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الدهاقين الزعماء أرباب الأملاك بالسواد- واحدهم دهقان بكسر الدال و لفظه معرب- . و داول بينهم أي مرة هكذا و مرة هكذا- أمره أن يسلك معهم منهجا متوسطا- لا يدنيهم كل الدنو لأنهم مشركون- و لا يقصيهم كل الإقصاء لأنهم معاهدون- فوجب أن يعاملهم معاملة- آخذة من كل واحد من القسمين بنصيب
شرح نهج البلاغة(ابن أبي الحديد) ج 15