خطبه9شرح ابن میثم بحرانی

و من كلام له عليه السّلام

وَ قَدْ أَرْعَدُوا وَ أَبْرَقُوا- وَ مَعَ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ الْفَشَلُ- وَ لَسْنَا نُرْعِدُ حَتَّى ب‏ئ‏نُوقِعَ وَ لَا نُسِيلُ حَتَّى نُمْطِرَ ب‏ئ

اللغة

ب‏ئ الفشل الجبن و الضعف،

المعنى

و الإشارة إلى طلحة و الزبير و أتباعهما، و الكلام في معرض الذّم، و استعار لفظ الإرعاد و الإبراق لوعيدهم و تهديدهم له بالحرب. يقال أرعد الرجل و أبرق إذا تهدّد و توعّد.

قال الكميت: أرعد و أبرق يا يزيد فما و عيدك لي بضائر و وجه الاستعارة كون الوعيد من الامور المزعجة كما أنّ الرعد و البرق كذلك. قوله و مع هذين الأمرين الفشل إشارة إلى وجه الرذيلة و ذلك أنّ التهديد و التوعد قبل إيقاع الحرب و الضوضاء، و الجلبة أمارة للجبن و العجز، و الصمت و السكون أمارة الشجاعة كما أشار إليه عليه السّلام في تعليم كيفيّة الحرب مخاطبا لأصحابه و أميتوا أصواتكم فإنّه أطرد للفشل، و روى أنّ أبا طاهر الجبائيّ سمع جلبة عسكر المقتدر و هو في ألف و خمسمائة فارس و المقتدر في عشرين ألفا فقال لبعض أصحابه ما هذا الرجل قال: فشل. قال أجل و كانت الغلبة له فاستدلّ عليه السّلام بتلك الأمارة على الفشل.

قوله و لسنا نرعد حتّى نوقع و لا نسيل حتّى نمطر. إشارة إلى نفي تلك الرذيلة عن‏ نفسه و أصحابه و إثبات الفضيلة لهم، و كما أنّ فضيلة السحاب أن يقترن وقوع المطر منه برعده و برقه و إسالته بإمطاره كذلك أقواله مقرونة بأفعاله لا خلف فيها و إسالة عذابه مقرونة بإمطاره و مفهوم ذلك أنّ خصمه يهدّده بالحرب من غير قوّة نفس و لا إيقاع لها فأشبه ذلك الرعد من غير إيقاع للمطر، و السيل من غير مطر. فكأنّه قال: كما لا يجوز سيل بلا مطر فكذلك ما يوعّدونه و يهدّدون به من إيقاع الحرب بلا شجاعة و لا قوّة عليها، و في ذلك شميمة التحدّي.

شرح‏ نهج ‏البلاغة(ابن‏ ميثم بحرانی)، ج 1 ، صفحه‏ى 285

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.