google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
40-60 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 40 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)(من كلام له ع للخوارج لما سمع قولهم لا حكم إلا لله)

40 و من كلام له ع للخوارج لما سمع قولهم لا حكم إلا لله

 

قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ- نَعَمْ إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ- وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمْرَةَ- وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ- يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ- وَ يَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ- وَ يُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهَا الْأَجَلَ وَ يُجْمَعُ بِهِ الْفَيْ‏ءُ- وَ يُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ- وَ يُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ- حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ ع لَمَّا سَمِعَ تَحْكِيمَهُمْ قَالَ- حُكْمَ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ- وَ قَالَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْبَرَّةُ فَيَعْمَلُ فِيهَا التَّقِيُّ- وَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْفَاجِرَةُ فَيَتَمَتَّعُ فِيهَا الشَّقِيُّ- إِلَى أَنْ تَنْقَطِعَ مُدَّتُهُ وَ تُدْرِكَهُ مَنِيَّتُهُ
اختلاف الرأي في القول بوجوب الإمامة
هذا نص صريح منه ع بأن الإمامة واجبة- و قد اختلف الناس في هذه‏ المسألة- فقال المتكلمون كافة الإمامة واجبة- إلا ما يحكى عن أبي بكر الأصم من قدماء أصحابنا- أنها غير واجبة إذا تناصفت الأمة و لم تتظالم- . و قال المتأخرون من أصحابنا- إن هذا القول منه غير مخالف لما عليه الأمة- لأنه إذا كان لا يجوز في العادة أن تستقيم أمور الناس- من دون رئيس يحكم بينهم- فقد قال بوجوب الرئاسة على كل حال- اللهم إلا أن يقول- إنه يجوز أن تستقيم أمور الناس من دون رئيس- و هذا بعيد أن يقوله- فأما طريق وجوب الإمامة ما هي- فإن مشايخنا البصريين رحمهم الله يقولون- طريق وجوبها الشرع و ليس في العقل ما يدل على وجوبها- . و قال البغداديون و أبو عثمان الجاحظ من البصريين- و شيخنا أبو الحسين رحمه الله تعالى- إن العقل يدل على وجوب الرئاسة و هو قول الإمامية- إلا أن الوجه الذي منه يوجب أصحابنا الرئاسة- غير الوجه الذي توجب الإمامية منه الرئاسة- و ذاك أن أصحابنا يوجبون الرئاسة على المكلفين- من حيث كان في الرئاسة مصالح دنيوية- و دفع مضار دنيوية- و الإمامية يوجبون الرئاسة على الله تعالى- من حيث كان في الرئاسة لطف- و بعد للمكلفين عن مواقعة القبائح العقلية- . و الظاهر من كلام أمير المؤمنين ع يطابق ما يقوله أصحابنا- أ لا تراه كيف علل قوله لا بد للناس من أمير- فقال في تعليله يجمع به الفي‏ء و يقاتل به العدو- و تؤمن به السبل و يؤخذ للضعيف من القوي- و هذه كلها من مصالح الدنيا- . فإن قيل ذكرتم أن الناس كافة قالوا بوجوب الإمام- فكيف يقول أمير المؤمنين ع عن الخوارج- إنهم يقولون لا إمرة- .
قيل إنهم كانوا في بدء أمرهم يقولون ذلك- و يذهبون إلى أنه لا حاجة إلى الإمام- ثم رجعوا عن ذلك القول- لما أمروا عليهم عبد الله بن وهب الراسبي- .فإن قيل فسروا لنا ألفاظ أمير المؤمنين ع- قيل إن الألفاظ كلها ترجع إلى إمرة الفاجر- . قال يعمل فيها المؤمن- أي ليست بمانعة للمؤمن من العمل- لأنه يمكنه أن يصلي و يصوم و يتصدق- و إن كان الأمير فاجرا في نفسه – . ثم قال و يستمتع فيها الكافر أي يتمتع بمدته- كما قال سبحانه للكافرين- قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ- . و يبلغ الله فيها الأجل لأن إمارة الفاجر كإمارة البر- في أن المدة المضروبة فيها- تنتهي إلى الأجل المؤقت للإنسان- .

 

ثم قال و يجمع به الفي‏ء و يقاتل به العدو- و تأمن به السبل و يؤخذ به للضعيف من القوي- و هذا كله يمكن حصوله في إمارة الفاجر القوي في نفسه- و قد قال رسول الله ص إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر – و قد اتفقت المعتزلة على أن أمراء بني أمية- كانوا فجارا عدا عثمان- و عمر بن عبد العزيز و يزيد بن الوليد- و كان الفي‏ء يجمع بهم و البلاد تفتح في أيامهم- و الثغور الإسلامية محصنة محوطة- و السبل آمنة و الضعيف منصور على القوي الظالم- و ما ضر فجورهم شيئا في هذه الأمور- ثم قال ع- فتكون هذه الأمور حاصلة إلى أن يستريح بر بموته- أو يستراح من فاجر بموته أو عزله- . فأما الرواية الثانية- فإنه قد جعل التقي يعمل فيها للإمرة البرة خاصة- . و باقي الكلام غني عن الشرح‏
من أخبار الخوارج أيضا
و روى إبراهيم بن الحسن بن ديزيل المحدث- في كتاب صفين عن عبد الرحمن بن زياد- عن خالد بن حميد المصري عن عمر مولى غفرة- قال لما رجع علي ع من صفين إلى الكوفة- أقام الخوارج حتى جموا- ثم خرجوا إلى صحراء بالكوفة تسمى حروراء- فنادوا لا حكم إلا لله و لو كره المشركون- ألا إن عليا و معاوية أشركا في حكم الله- .

فأرسل علي ع إليهم عبد الله بن عباس- فنظر في أمرهم و كلمهم- ثم رجع إلى علي ع فقال له ما رأيت- فقال ابن عباس و الله ما أدري ما هم- فقال له علي ع رأيتهم منافقين- قال و الله ما سيماهم بسيما المنافقين- إن بين أعينهم لأثر السجود و هم يتأولون القرآن- فقال علي ع دعوهم ما لم يسفكوا دما أو يغصبوا مالا- و أرسل إليهم ما هذا الذي أحدثتم و ما تريدون- قالوا نريد أن نخرج نحن و أنت و من كان معنا بصفين ثلاث ليال- و نتوب إلى الله من أمر الحكمين- ثم نسير إلى معاوية- فنقاتله حتى يحكم الله بيننا و بينه- فقال علي ع فهلا قلتم هذا حين بعثنا الحكمين- و أخذنا منهم العهد و أعطيناهموه- أ لا قلتم هذا حينئذ- قالوا كنا قد طالت الحرب علينا- و اشتد البأس و كثر الجراح- و خلا الكراع و السلاح- فقال لهم أ فحين اشتد البأس عليكم عاهدتم- فلما وجدتم الجمام قلتم ننقض العهد- إن رسول الله كان يفي للمشركين- أ فتأمرونني بنقضه- .

 

فمكثوا مكانهم لا يزال الواحد منهم يرجع إلى علي ع- و لا يزال الآخريخرج من عند علي ع- فدخل واحد منهم على علي ع بالمسجد و الناس حوله- فصاح لا حكم إلا لله و لو كره المشركون- فتلفت الناس فنادى لا حكم إلا لله و لو كره المتلفتون- فرفع علي ع رأسه إليه- فقال لا حكم إلا لله و لو كره أبو حسن-

فقال علي ع إن أبا الحسن لا يكره أن يكون الحكم لله- ثم قال حكم الله أنتظر فيكم- فقال له الناس- هلا ملت يا أمير المؤمنين على هؤلاء فأفنيتهم- فقال إنهم لا يفنون- إنهم لفي أصلاب الرجال و أرحام النساء- إلى يوم القيامة

روى أنس بن عياض المدني قال حدثني جعفر بن محمد الصادق ع عن أبيه عن جده أن عليا ع كان يوما يؤم الناس و هو يجهر بالقراءة- فجهر ابن الكواء من خلفه- وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ- لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ- وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ- فلما جهر ابن الكواء و هو خلفه بها سكت علي- فلما أنهاها ابن الكواء عاد علي ع فأتم قراءته- فلما شرع علي ع في القراءة- أعاد ابن الكواء الجهر بتلك الآية- فسكت علي فلم يزالا كذلك يسكت هذا- و يقرأ ذاك مرارا حتى قرأ علي ع- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ- فسكت ابن الكواء و عاد ع إلى قراءته

 

شرح ‏نهج‏ البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 2

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=