google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
200-220 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 208 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

208 و من دعاء كان يدعو به ع كثيرا

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُصْبِحْ بِي مَيِّتاً وَ لَا سَقِيماً- وَ لَا مَضْرُوباً عَلَى عُرُوقِي بِسُوءٍ- وَ لَا مَأْخُوذاً بِأَسْوَإِ عَمَلِي وَ لَا مَقْطُوعاً دَابِرِي- وَ لَا مُرْتَدّاً عَنْ دِينِي وَ لَا مُنْكِراً لِرَبِّي- وَ لَا مُسْتَوْحِشاً مِنْ إِيمَانِي وَ لَا مُلْتَبِساً عَقْلِي- وَ لَا مُعَذَّباً بِعَذَابِ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلِي- أَصْبَحْتُ عَبْداً مَمْلُوكاً ظَالِماً لِنَفْسِي- لَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ وَ لَا حُجَّةَ لِي- وَ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَنِي- وَ لَا أَتَّقِيَ إِلَّا مَا وَقَيْتَنِي- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِي غِنَاكَ- أَوْ أَضِلَّ فِي هُدَاكَ أَوْ أُضَامَ فِي سُلْطَانِكَ- أَوْ أُضْطَهَدَ وَ الْأَمْرُ لَكَ- اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَفْسِي أَوَّلَ كَرِيمَةٍ تَنْتَزِعُهَا مِنْ كَرَائِمِي- وَ أَوَّلَ وَدِيعَةٍ تَرْتَجِعُهَا مِنْ وَدَائِعِ نِعَمِكَ عِنْدِي- اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذْهَبَ عَنْ قَوْلِكَ- أَوْ أَنْ نُفْتَتَنَ عَنْ دِينِكَ- أَوْ تَتَتَابَعَ بِنَا أَهْوَاؤُنَا دُونَ الْهُدَى الَّذِي جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ‏

قوله كثيرا منصوب بأنه صفة مصدر محذوف- أي دعاء كثيرا- و ميتا منصوب على الحال- أي لم يفلق الصباح على ميتا- و لا يجوز أن تكون يصبح ناقصة- و يكون ميتا خبرها كما قال الراوندي- لأن خبر كان و أخواتها- يجب أن يكون هو الاسم- أ لا ترى أنهما مبتدأ و خبر في الأصل- و اسم يصبح ضمير الله تعالى- و ميتا ليس هو الله سبحانه- .

قوله و لا مضروبا على عروقي بسوء- أي و لا أبرص- و العرب تكني عن البرص بالسوء- و من أمثالهم ما أنكرك من سوء- أي ليس إنكاري لك عن برص- حدث بك فغير صورتك- . و أراد بعروقه أعضاءه- و يجوز أن يريد و لا مطعونا في نسبي- و التفسير الأول أظهر- . و لا مأخوذا بأسوإ عملي- أي و لا معاقبا بأفحش ذنوبي- . و لا مقطوعا دابري أي عقبي و نسلي- و الدابر في الأصل التابع لأنه يأتي دبرا- و يقال للهالك قد قطع الله دابره- كأنه يراد أنه عفا أثره و محا اسمه- قال سبحانه أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ- . و لا مستوحشا أي و لا شاكا في الإيمان- لأن من شك في عقيدة استوحش منها- . و لا متلبسا عقلي أي و لا مختلطا عقلي- لبست عليهم الأمر بالفتح أي خلطته- و عذاب الأمم من قبل المسخ و الزلزلة و الظلمة و نحو ذلك- .

قوله لك الحجة علي و لا حجة لي- لأن الله سبحانه قد كلفه بعد تمكينه و إقداره- و إعلامه قبح القبيح و وجوب الواجب- و ترديد دواعيه إلى الفعل و تركه- و هذه حجة الله تعالى على عباده- و لا حجة للعباد عليه لأنه ما كلفهم إلا بما يطيقونه- و لا كان لهم لطف في أمر إلا و فعله- . قوله لا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني- و لا أتقي إلا ما وقيتني- أي لا أستطيع أن أرزق نفسي أمرا- و لكنك الرزاق- و لا أدفع عن نفسي محذورا من المرض و الموت- إلا ما دفعته أنت عني- . و قال الشاعر-

لعمرك ما يدرى الفتى كيف
يتقي نوائب هذا الدهر أم كيف يحذر

يرى الشي‏ء مما يتقى فيخافه‏
و ما لا يرى مما يقي الله أكثر

و قال عبد الله بن سليمان بن وهب-

كفاية الله أجدى من توقينا
و عادة الله في الأعداء تكفينا

كاد الأعادي فما أبقوا و لا تركوا
عيبا و طعنا و تقبيحا و تهجينا

و لم نزد نحن في سر و
في علن على مقالتنا الله يكفينا

و كان ذاك و رد الله حاسدنا
بغيظه لم ينل مأموله فينا

قوله ع أن أفتقر في غناك- موضع الجار و المجرور نصب على الحال- و في متعلقة بمحذوف- و المعنى أن أفتقر و أنت الموصوف بالغنى- الفائض على الخلق- . و كذلك قوله أو أضل في هداك- معناه أو أضل و أنت ذو الهداية العامة للبشر كافة- و كذلك أو أضام في سلطانك- كما يقول المستغيث إلى السلطان كيف أظلم في عدلك- .

و كذلك قوله أو أضطهد و الأمر لك- أي و أنت الحاكم صاحب الأمر- و الطاء في أضطهد هي تاء الافتعال- و أصل الفعل ضهدت فلانا فهو مضهود أي قهرته- و فلان ضهده لكل أحد- أي كل من شاء أن يقهره فعل- . قوله اللهم اجعل نفسي- هذه الدعوة مثل دعوة رسول الله ص- و هيقوله اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا- و اجعله الوارث منا- أي لا تجعل موتنا متأخرا عن ذهاب حواسنا- وكان علي بن الحسين يقول في دعائه اللهم احفظ علي سمعي و بصري إلى انتهاء أجلي- .

و فسروا قوله ع و اجعله الوارث منا- فقالوا الضمير في و اجعله يرجع إلى الإمتاع- . فإن قلت كيف يتقى الإمتاع بالسمع و البصر- بعد خروج الروح- . قلت هذا توسع في الكلام- و المراد لا تبلنا بالعمى و لا الصمم- فنكون أحياء في الصورة و لسنا بأحياء في المعنى- لأن من فقدهما لا خير له في الحياة- فحملته المبالغة على أن طلب بقاءهما بعد ذهاب النفس- إيذانا و إشعارا بحبه ألا يبلى بفقدهما- .

و نفتتن على ما لم يسم فاعله- نصاب بفتنة تضلنا عن الدين- و روي نفتتن بفتح حرف المضارعة على نفتعل- افتتن الرجل أي فتن- و لا يجوز أن يكون الافتتان متعديا كما ذكره الراوندي- و لكنه قرأ في الصحاح للجوهري- و الفتون الافتتان يتعدى و لا يتعدى- فظن أن ذلك للافتتان و ليس كما ظن- و إنما ذلك راجع إلى الفتون- . و التتابع التهافت في اللجاج و الشر- و لا يكون إلا في مثل ذلك- و روي أو تتابع بطرح إحدى التاءات

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 11

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=