google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
160-180 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 175 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

الجزء العاشر

تتمة باب الخطب و الأوامر

بسم الله الرحمن الرحيم- الحمد لله الواحد العدل

175 و من كلام له ع في معنى طلحة بن عبيد الله

قَدْ كُنْتُ وَ مَا أُهَدَّدُ بِالْحَرْبِ- وَ لَا أُرَهَّبُ بِالضَّرْبِ- وَ أَنَا عَلَى مَا وَعَدَنِي رَبِّي مِنَ النَّصْرِ- وَ اللَّهِ مَا اسْتَعْجَلَ مُتَجَرِّداً لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ- إِلَّا خَوْفاً مِنْ أَنْ يُطَالَبَ بِدَمِهِ لِأَنَّهُ مَظِنَّتُهُ- وَ لَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنْهُ- فَأَرَادَ أَنْ يُغَالِطَ بِمَا أَجْلَبَ فِيهِ- لِيَلْتَبِسَ الْأَمْرُ وَ يَقَعَ الشَّكُّ- . وَ وَ اللَّهِ مَا صَنَعَ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ- لَئِنْ كَانَ ابْنُ عَفَّانَ ظَالِماً كَمَا كَانَ يَزْعُمُ- لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُؤازِرَ قَاتِلِيهِ- وَ أَنْ يُنَابِذَ نَاصِرِيهِ- . وَ لَئِنْ كَانَ مَظْلُوماً- لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُنَهْنِهِينَ عَنْهُ- وَ الْمُعَذِّرِينَ فِيهِ- وَ لَئِنْ كَانَ فِي شَكٍّ مِنَ الْخَصْلَتَيْنِ- لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَعْتَزِلَهُ- وَ يَرْكُدَ جَانِباً وَ يَدَعَ النَّاسَ مَعَهُ- فَمَا فَعَلَ وَاحِدَةً مِنَ الثَّلَاثِ- وَ جَاءَ بِأَمْرٍ لَمْ يُعْرَفْ بَابُهُ وَ لَمْ تَسْلَمْ مَعَاذِيرُهُ‏ كان هاهنا تامة و الواو واو الحال- أي خلقت و وجدت و أنا بهذه الصفة- كما تقول خلقني الله و أنا شجاع- .

و يجوز أن تكون الواو زائدة- و تكون كان ناقصة و خبرها ما أهدد- كما في المثل لقد كنت و ما أخشى بالذئب- . فإن قلت إذا كانت ناقصة- لزم أن تكون الآن بخلاف ما مضى- فيكون الآن يهدد و يرهب- . قلت لا يلزم ذلك- لأن كان الناقصة للماضي من حيث هو ماض- و ليس يشترط في ذلك أن يكون منقطعا بل قد يكون دائما- كقوله تعالى وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً- .

ثم ذكر ع أنه على ما وعده ربه من النصر- و أنه واثق بالظفر و الغلبة الآن- كما كانت عادته فيما سبق- . ثم شرح حال طلحة و قال- إنه تجرد للطلب بدم عثمان مغالطة للناس- و إيهاما لهم أنه بري‏ء من دمه- فيلتبس الأمر و يقع الشك- . و قد كان طلحة أجهد نفسه في أمر عثمان- و الإجلاب عليه و الحصر له و الإغراء به- و منته نفسه الخلافة بل تلبس بها- و تسلم بيوت الأموال و أخذ مفاتيحها- و قاتل الناس و أحدقوا به- و لم يبق إلا أن يصفق بالخلافة على يده‏

ذكر ما كان من أمر طلحة مع عثمان

ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب التاريخ قال حدثني عمر بن شبة عن علي بن محمد عن عبد ربه عن نافع عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال قال علي ع لطلحة و عثمان محصور- أنشدك الله إلا رددت الناس عن عثمان- قال لا و الله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها- .

و روى الطبري أن عثمان كان له على طلحة خمسون ألفا- فخرج عثمان يوما إلى المسجد- فقال له طلحة قد تهيأ مالك فاقبضه- فقال هو لك يا أبا محمد معونة لك على مروءتك- . قال فكان عثمان يقول و هو محصور جزاء سنمار- . و روى الطبري أيضا- أن طلحة باع أرضا له من عثمان بسبعمائة ألف فحملها إليه- فقال طلحة إن رجلا يبيت و هذه عنده و في بيته- لا يدري ما يطرقه من أمر الله لغرير بالله- فبات و رسله تختلف بها في سكك المدينة يقسمها- حتى أصبح و ما عنده منها درهم واحد- . قال الطبري روى ذلك الحسن البصري- و كان إذا روى ذلك يقول- ثم جاء إلينا يطلب الدينار و الدرهم- أو قال و الصفراء و البيضاء- .

و روى الطبري أيضا قال قال ابن عباس رحمه الله لما حججت بالناس نيابة عن عثمان و هو محصور- مررت بعائشة بالصلصل- فقالت يا ابن عباس أنشدك الله فإنك قد أعطيت لسانا و عقلا- أن تخذل الناس عن طلحة- فقد بانت لهم بصائرهم في عثمان و أنهجت- و رفعت لهم المنار و تحلبوا من البلدان لأمر قد حم- و إن طلحة فيما بلغني قد اتخذ رجالا على بيوت الأموال- و أخذ مفاتيح الخزائن- و أظنه يسير إن شاء الله بسيرة ابن عمه أبي بكر- فقال يا أمه لو حدث بالرجل حدث- ما فزع الناس إلا إلى صاحبنا- فقالت إيها عنك يا ابن عباس- إني لست أريد مكابرتك و لا مجادلتك- .

و روى المدائني في كتاب مقتل عثمان- أن طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام- و أن عليا ع لم يبايع الناس- إلا بعد قتل عثمان- بخمسة أيام- و أن حكيم بن حزام أحد بني أسد بن عبد العزى- و جبير بن مطعم بن الحارث بن نوفل- استنجدا بعلي ع على دفنه- فأقعد طلحة لهم في الطريق ناسا بالحجارة- فخرج به نفر يسير من أهله- و هم يريدون به حائطا بالمدينة يعرف بحش كوكب- كانت اليهود تدفن فيه موتاهم- فلما صار هناك رجم سريره و هموا بطرحه- فأرسل علي ع إلى الناس يعزم عليهم ليكفوا عنه فكفوا- فانطلقوا به حتى دفنوه في حش كوكب- .

و روى الطبري نحو ذلك إلا أنه لم يذكر طلحة بعينه- و زاد فيه أن معاوية لما ظهر على الناس- أمر بذلك الحائط فهدم حتى أفضى به إلى البقيع- و أمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره- حتى اتصل ذلك بمقابر المسلمين- . و روى المدائني في هذا الكتاب قال- دفن عثمان بين المغرب و العتمة- و لم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم- و ابنة عثمان و ثلاثة من مواليه- فرفعت ابنته صوتها تندبه- و قد جعل طلحة ناسا هناك أكمنهم كمينا- فأخذتهم الحجارة و صاحوا نعثل نعثل- فقالوا الحائط الحائط فدفن في حائط هناك- . و روى الواقدي قال لما قتل عثمان تكلموا في دفنه- فقال طلحة يدفن بدير سلع يعني مقابر اليهود- .

و ذكر الطبري في تاريخه هذا- إلا أنه روى عن طلحة فقال قال رجل- يدفن بدير سلع- فقال حكيم بن حزام و الله لا يكون هذا أبدا- و أحد من ولد قصي حي حتى كاد الشر يلتحم- فقال ابن عديس البلوي أيها الشيخ- و ما يضرك أين دفن قال لا يدفن إلا ببقيع الغرقد- حيث دفن سلفه و رهطه- فخرج به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلا- منهم الزبير بن العوام فمنعهم الناس عن البقيع- فدفنوه بحش كوكب- .

و روى الطبري في التاريخ أن عثمان لما حصر- كان علي ع بخيبر في أمواله- فلما قدم أرسل إليه يدعوه- فلما دخل عليه قال له إن لي عليك حقوقا- حق الإسلام و حق النسب- و حق ما لي عليك من العهد و الميثاق- و و الله أن لو لم يكن من هذا كله شي‏ء و كنا في جاهلية- لكان عارا على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو تيم ملكهم- يعني طلحة- فقال له ع سيأتيك الخبر- ثم قام فدخل المسجد فرأى أسامة بن زيد جالسا- فدعاه فاعتمد على يده و خرج يمشي إلى طلحة- فدخل داره و هي دحاس من الناس- فقام ع فقال يا طلحة ما هذا الأمر الذي وقعت فيه- فقال يا أبا أحسن أ بعد ما مس الحزام الطبيين- فانصرف علي ع و لم يحر إليه شيئا حتى أتى بيت المال- فنادى افتحوا هذا الباب فلم يقدروا على فتحه- فقال اكسروه فكسر فقال أخرجوا هذا المال- فجعلوا يخرجونه و هو يعطي الناس- و بلغ الذين في دار طلحة ما صنع علي ع- فجعلوا يتسللون إليه حتى بقي طلحة وحده و بلغ الخبر عثمان- فسر بذلك ثم أقبل طلحة يمشي عامدا إلى دار عثمان فاستأذن عليه- فلما دخل قال يا أمير المؤمنين أستغفر الله و أتوب إليه- لقد رمت أمرا حال الله بيني و بينه- فقال عثمان إنك و الله ما جئت تائبا- و لكن جئت مغلوبا و الله حسيبك يا طلحة- . ثم قسم ع حال طلحة فقال- لا يخلو إما أن يكون معتقدا حل دم عثمان أو حرمته- أو يكون شاكا في الأمرين- فإن كان يعتقد حله لم يجز له أن ينقض البيعة- لنصرة إنسان حلال الدم- و إن كان يعتقد حرمته- فقد كان يجب عليه أن ينهنه عنه الناس أي يكفهم- .

و أن يعذر فيه بالتشديد أي يقصر و لم يفعل ذلك- و إن كان شاكا- فقد كان يجب عليه أن يعتزل الأمر و يركد جانبا- و لم يعتزل و إنما صلي بنار الفتنة و أصلاها غيره- . فإن قلت يمكن أن يكون طلحة- اعتقد إباحة دم عثمان أولا- ثم تبدل ذلك الاعتقاد بعد قتله- فاعتقد أن قتله حرام- و أنه يجب أن يقتص من قاتليه- . قلت لو اعترف بذلك لم يقسم علي ع هذا التقسيم- و إنما قسمه لبقائه على اعتقاد واحد- و هذا التقسيم مع فرض بقائه- على اعتقاد واحد صحيح لا مطعن فيه- و كذا كان حال طلحة فإنه لم ينقل عنه- أنه قال ندمت على ما فعلت بعثمان- فإن قلت كيف قال أمير المؤمنين ع- فما فعل واحدة من الثلاث و قد فعل واحدة منها- لأنه وازر قاتليه حيث كان محصورا- . قلت مراده ع أنه إن كان عثمان ظالما- وجب أن يؤازر قاتليه بعد قتله- يحامي عنهم و يمنعهم ممن يروم دماءهم- و معلوم أنه لم يفعل ذلك و إنما وازرهم و عثمان حي- و ذلك غير داخل في التقسيم

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 9

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=