google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
160-180 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 165 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

165 و من كلام له ع لعثمان بن عفان

 قالوا لما اجتمع الناس إلى أمير المؤمنين ع- و شكوا إليه ما نقموه على عثمان- و سألوه مخاطبته و استعتابه لهم- فدخل ع على عثمان فقال: إِنَّ النَّاسَ وَرَائِي- وَ قَدِ اسْتَسْفَرُونِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ- وَ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ- مَا أَعْرِفُ شَيْئاً تَجْهَلُهُ- وَ لَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْرٍ لَا تَعْرِفُهُ- إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ- مَا سَبَقْنَاكَ إِلَى شَيْ‏ءٍ فَنُخْبِرَكَ عَنْهُ- وَ لَا خَلَوْنَا بِشَيْ‏ءٍ فَنُبَلِّغَكَهُ- وَ قَدْ رَأَيْتَ كَمَا رَأَيْنَا وَ سَمِعْتَ كَمَا سَمِعْنَا- وَ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص كَمَا صَحِبْنَا- وَ مَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ- وَ لَا ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الْخَيْرِ مِنْكَ- وَ أَنْتَ أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَشِيجَةَ رَحِمٍ مِنْهُمَا- وَ قَدْ نِلْتَ مِنْ صِهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالَا فَاللَّهَ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ- فَإِنَّكَ وَ اللَّهِ مَا تُبَصَّرُ مِنْ عَمًى- وَ لَا تُعَلَّمُ مِنْ جَهْلٍ- وَ إِنَّ الطُّرُقَ لَوَاضِحَةٌ وَ إِنَّ أَعْلَامَ الدِّينِ لَقَائِمَةٌ- فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ- هُدِيَ وَ هَدَى فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً- وَ أَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً- وَ إِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ- وَ إِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ-

وَ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وَ ضُلَّ بِهِ- فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً وَ أَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً- وَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ- يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْإِمَامِ الْجَائِرِ- وَ لَيْسَ مَعَهُ نَصِيرٌ وَ لَا عَاذِرٌ- فَيُلْقَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيَدُورُ فِيهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحَى- ثُمَّ يَرْتَبِطُ فِي قَعْرِهَا-وَ إِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَكُونَ إِمَامَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمَقْتُولَ- فَإِنَّهُ كَانَ يُقَالُ- يُقْتَلُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ إِمَامٌ يَفْتَحُ عَلَيْهَا الْقَتْلَ- وَ الْقِتَالَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- وَ يَلْبِسُ أُمُورَهَا عَلَيْهَا وَ يَبُثُّ الْفِتَنَ فِيهَا- فَلَا يُبْصِرُونَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ- يَمُوجُونَ فِيهَا مَوْجاً وَ يَمْرُجُونَ فِيهَا مَرْجاً- فَلَا تَكُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَيِّقَةً يَسُوقُكَ حَيْثُ شَاءَ بَعْدَ جَلَالِ السِّنِّ- وَ تَقَضِّي الْعُمُرِ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَلِّمِ النَّاسَ فِي أَنْ يُؤَجِّلُونِي- حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ مِنْ مَظَالِمِهِمْ- فَقَالَ ع- مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَلَا أَجَلَ فِيهِ- وَ مَا غَابَ فَأَجَلُهُ وُصُولُ أَمْرِكَ إِلَيْهِ نقمت على زيد بالفتح أنقم فأنا ناقم إذا عتبت عليه- و قال الكسائي نقمت بالكسر أيضا أنقم لغة- و هذه اللفظة تجي‏ء لازمة و متعدية- قالوا نقمت الأمر أي كرهته- . و استعتبت فلانا طلبت منه العتبى و هي الرضا- و استعتابهم عثمان طلبهم منه ما يرضيهم عنه- .

و استسفروني جعلوني سفيرا و وسيطا بينك و بينهم- . ثم قال له و أقسم على ذلك- أنه لا يعلم ما ذا يقول له لأنه لا يعرف أمرا يجهله- أي من هذه الأحداث خاصة و هذا حق- لأن عليا ع لم يكن يعلم منها ما يجهله‏ عثمان- بل كان أحداث الصبيان فضلا عن العقلاء المميزين- يعلمون وجهي الصواب و الخطأ فيها- .

ثم شرع معه في مسلك الملاطفة و القول اللين- فقال ما سبقنا إلى الصحبة و لا انفردنا بالرسول دونك- و أنت مثلنا و نحن مثلك- . ثم خرج إلى ذكر الشيخين- فقال قولا معناه أنهما ليسا خيرا منك- فإنك مخصوص دونهما بقرب النسب يعني المنافية و بالصهر- و هذا كلام هو موضع المثل يسر حسوا في ارتغاء- و مراده تفضيل نفسه ع- لأن العلة التي باعتبارها- فضل عثمان عليهما محققة فيه و زيادة- لأن له مع المنافية الهاشمية فهو أقرب- . و الوشيجة عروق الشجرة- ثم حذره جانب الله تعالى و نبهه على أن الطرق واضحة- و أعلام الهدى قائمة- و أن الإمام العادل أفضل الناس عند الله- و أن الإمام الجائر شر الناس عند الله- .

ثم روى له الخبر المذكور- و روي ثم يرتبك في قعرها أي ينشب- . و خوفه أن يكون الإمام المقتول الذي يفتح الفتن بقتله- و قد كان رسول الله ص قال كلاما هو هذا أو يشبه هذا- . و مرج الدين أي فسد- و السيقة ما استاقه العدو من الدواب مثل الوسيقة- قال الشاعر-

فما أنا إلا مثل سيقة العدا
إن استقدمت بحر و إن جبأت عقر

 و الجلال بالضم الجليل- كالطوال و الطويل أي بعد السن الجليل- أي العمر الطويل- .و قوله ما كان بالمدينة فلا أجل فيه- و ما غاب فأجله وصول أمرك إليه كلام شريف فصيح- لأن الحاضر أي معنى لتأجيله- و الغائب فلا عذر بعد وصول الأمر في تأخيره- لأن السلطان لا يؤخر أمره- . و قد ذكرنا من الأحداث التي نقمت على عثمان- فيما تقدم ما فيه كفاية- و قد ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله- في التاريخ الكبير هذا الكلام فقال- إن نفرا من أصحاب رسول الله ص تكاتبوا- فكتب بعضهم إلى بعض أن اقدموا- فإن الجهاد بالمدينة لا بالروم- و استطال الناس على عثمان و نالوا منه- و ذلك في سنة أربع و ثلاثين- و لم يكن أحد من الصحابة يذب عنه و لا ينهى إلا نفر- منهم زيد بن ثابت و أبو أسيد الساعدي- و كعب بن مالك و حسان بن ثابت- فاجتمع الناس فكلموا علي بن أبي طالب ع- و سألوه أن يكلم عثمان فدخل عليه- و قال له إن الناس…

و روى الكلام إلى آخره بألفاظه- فقال عثمان و قد علمت أنك لتقولن ما قلت- أما و الله لو كنت مكاني ما عنفتك و لا عتبت عليك- و لم آت منكرا إنما وصلت رحما- و سددت خلة و آويت ضائعا- و وليت شبيها بمن كان عمر يوليه- أنشدك الله يا علي- أ لا تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك قال بلى- قال أ فلا تعلم أن عمر ولاه قال بلى- قال فلم تلومني أن وليت ابن عامر في رحمه و قرابته- فقال علي ع إن عمر كان يطأ على صماخ من يوليه- ثم يبلغ منه إن أنكر منه أمرا أقصى العقوبة- و أنت فلا تفعل ضعفت و رققت على أقربائك- .

قال عثمان هم أقرباؤك أيضا- فقال علي لعمري إن رحمهم مني لقريبة- و لكن الفضل في غيرهم- . فقال عثمان أ فلا تعلم أن عمر ولى معاوية فقد وليته- قال علي أنشدك الله- أ لا تعلم أن معاوية كان أخوف لعمر من يرفأ غلامه له قال بلى- قال فإن معاوية يقطع الأمور دونك و يقول للناس- هذا بأمر عثمان و أنت تعلم ذلك فلا تعير عليه- .

ثم قام علي فخرج عثمان على أثره- فجلس على المنبر فخطب الناس و قال- أما بعد فإن لكل شي‏ء آفة- و لكل أمر عاهة و إن آفة هذه الأمة- و عاهة هذه النعمة عيابون طعانون يرونكم ما تحبون- و يسرون عنكم ما تكرهون يقولون لكم و تقولون- أمثال النعام يتبع أول ناعق- أحب مواردها إليها البعيد- لا يشربون إلا نغصا و لا يردون إلا عكرا- أما و الله لقد عبتم علي ما أقررتم لابن الخطاب بمثله- و لكنه وطئكم برجله و ضربكم بيده و قمعكم بلسانه- فدنتم له على ما أحببتم و كرهتم و لنت لكم- و أوطأتكم كتفي و كففت يدي و لساني عنكم فاجترأتم علي- أما و الله لأنا أقرب ناصرا و أعز نفرا و أكثر عددا- و أحرى إن قلت هلم أن يجاب صوتي- و لقد أعددت لكم أقرانا- و كشرت لكم عن نابي- و أخرجتم مني خلقا لم أكن أحسنه- و منطقا لم أكن أنطق به- فكفوا عني ألسنتكم و طعنكم و عيبكم على ولاتكم- فما الذي تفقدون من حقكم- و الله ما قصرت عن بلوغ من كان قبلي يبلغ- و ما وجدتكم تختلفون عليه فما بالكم- . فقام مروان بن الحكم فقال- و إن شئتم حكمنا بيننا و بينكم السيف- . فقال عثمان اسكت لا سكت دعني و أصحابي- ما منطقك في هذا أ لم أتقدم إليك ألا تنطق- . فسكت مروان و نزل عثمان

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 9

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=