google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
160-180 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 162شرح ابن میثم بحرانی

و من خطبة له عليه السّلام

القسم الأول

الْحَمْدُ لِلَّهِ خَالِقِ الْعِبَادِ وَ سَاطِحِ الْمِهَادِ- وَ مُسِيلِ الْوِهَادِ وَ مُخْصِبِ النِّجَادِ- لَيْسَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ وَ لَا لِأَزَلِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ- هُوَ الْأَوَّلُ وَ لَمْ يَزَلْ وَ الْبَاقِي بِلَا أَجَلٍ- خَرَّتْ لَهُ الْجِبَاهُ وَ وَحَّدَتْهُ الشِّفَاهُ- حَدَّ الْأَشْيَاءَ عِنْدَ خَلْقِهِ لَهَا إِبَانَةً لَهُ مِنْ شَبَهِهَا- لَا تُقَدِّرُهُ الْأَوْهَامُ بِالْحُدُودِ وَ الْحَرَكَاتِ- وَ لَا بِالْجَوَارِحِ وَ الْأَدَوَاتِ لَا يُقَالُ لَهُ مَتَى- وَ لَا يُضْرَبُ لَهُ أَمَدٌ بِحَتَّى- الظَّاهِرُ لَا يُقَالُ مِمَّ وَ الْبَاطِنُ لَا يُقَالُ فِيمَ- لَا شَبَحٌ فَيُتَقَصَّى وَ لَا مَحْجُوبٌ فَيُحْوَى- لَمْ يَقْرُبْ مِنَ الْأَشْيَاءِ بِالْتِصَاقٍ- وَ لَمْ يَبْعُدْ عَنْهَا بِافْتِرَاقٍ- وَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ عِبَادِهِ شُخُوصُ لَحْظَةٍ- وَ لَا كُرُورُ لَفْظَةٍ وَ لَا ازْدِلَافُ رَبْوَةٍ- وَ لَا انْبِسَاطُ خُطْوَةٍ فِي لَيْلٍ دَاجٍ- وَ لَا غَسَقٍ سَاجٍ يَتَفَيَّأُ عَلَيْهِ الْقَمَرُ الْمُنِيرُ- وَ تَعْقُبُهُ الشَّمْسُ‏ ذَاتُ النُّورِ فِي الْأُفُولِ وَ الْكُرُورِ- وَ تَقَلُّبِ الْأَزْمِنَةِ وَ الدُّهُورِ- مِنْ إِقْبَالِ لَيْلٍ مُقْبِلٍ وَ إِدْبَارِ نَهَارٍ مُدْبِرٍ- قَبْلَ كُلِّ غَايَةٍ وَ مُدَّةِ وَ كُلِّ إِحْصَاءٍ وَ عِدَّةٍ تَعَالَى عَمَّا يَنْحَلُهُ الْمُحَدِّدُونَ مِنْ صِفَاتِ الْأَقْدَارِ- وَ نِهَايَاتِ الْأَقْطَارِ وَ تَأَثُّلِ الْمَسَاكِنِ- وَ تَمَكُّنِ الْأَمَاكِنِ- فَالْحَدُّ لِخَلْقِهِ مَضْرُوبٌ وَ إِلَى غَيْرِهِ مَنْسُوبٌ لَمْ يَخْلُقِ الْأَشْيَاءَ مِنْ أُصُولٍ أَزَلِيَّةٍ- وَ لَا مِنْ أَوَائِلَ أَبَدِيَّةٍ- بَلْ خَلَقَ مَا خَلَقَ فَأَقَامَ حَدَّهُ- وَ صَوَّرَ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ- لَيْسَ لِشَيْ‏ءٍ مِنْهُ امْتِنَاعٌ وَ لَا لَهُ بِطَاعَةِ شَيْ‏ءٍ انْتِفَاعٌ- عِلْمُهُ بِالْأَمْوَاتِ الْمَاضِينَ كَعِلْمِهِ بِالْأَحْيَاءِ الْبَاقِينَ- وَ عِلْمُهُ بِمَا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى- كَعِلْمِهِ بِمَا فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى

اللغة

أقول: الساطح: الباسط.

و المهاد: الأرض،

و الوهاد: جمع و هدة و هي المكان المطمئنّ.

و النجاد: جمع نجد، و هو المكان المرتفع.

و ازدلاف الربوة: تقدّمها.

و الساجى: الساكن.

و تفيّؤ القمر: ذهابه و مجيئه حالتي أخذه في التبدّر و أخذه في النقصان إلى المحاق.

و مجد مؤثّل و بيت مؤثّل: أصيل قديم.

و قد اشتملت الخطبة من علم التوحيد على مباحث قدّم الحمد للّه تعالى باعتباراتها:

الأوّل: قوله: خالق العباد. إلى قوله: النجاد.
إشارة إلى كونه مبدءا لجميع الموجودات، و بيانه: أنّ لفظ العباد مشتمل على من في السماوات و من في الأرض لقوله تعالى «إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً»«» و تدخل في ذلك الأجسام الفلكيّة لكونها أجساما للملائكة، و سطح المهاد إشارة إلى خلق الأرض و جعلها مهادا لما خلق من الحيوان، و مسيل‏ الوهاد و مخصب النجاد إشارة إلى إيجاده لسائر ما ينتفع به الخلق في الدنيا.
إذا عرفت ذلك فقد اشتملت هذه الألفاظ على إيجاده لجميع الموجودات الممكنة.
و قد ثبت أنّ خالق جميع الموجودات الممكنة لا يكون ممكنا فاستلزم ذلك كونه تعالى واجب الوجود.

الثاني من الاعتبارات السلبيّة: كونه تعالى لا ابتداء لأوليّته
أي لا حدّ لكونه أوّلا للأشياء تقف عنده أوّليّته و تنتهى به و إلّا لكان محدثا فكان ممكنا فلم يكن واجب الوجود. هذا خلف.

الثالث: و لا انقضاء لأزليّته
أى لا غاية ينتهي عندها و ينقضي و إلّا لقابل العدم فلم يكن واجب الوجود. هذا خلف. و قوله: هو الأوّل لم يزل و الباقى بلا أجل. تأكيد للاعتبارين الثاني و الثالث بعبارة الاثبات.

الرابع: خرّت له الجباه و وحدّته الشفاه
و هو إشارة إلى كمال الوهيّته و استحقاقه للعبادة.

الخامس: أنّه لا يشبهه شي‏ء
إذ كلّ شي‏ء ما عداه محدود يقدّره العقل و الوهم و يشار إليه بحدود يحيطان به منها، و لا شي‏ء منه تعالى كذلك. إذ كلّ وهم قفره بحدّ أو بحركة أو جارحة أو أداة كما هو مقتضى الوهم في إدراكه لمدركاته فقد ضلّ ضلالا بعيداً عن تصوّره. و قد سبقت الإشارة إلى ذلك.

السادس: أنّه منزّه عن لحوق الزمان
فلا يسأل عنه بمتى، و عن غاية الزمان فلا يضرب له أمد بحتّى.

السابع: كونه ظاهرا
و مع غاية ظهوره لا مادّة له و لا أصل يستفاد منه فلا يقال ممّا هو موجود.

الثامن: كونه باطنا
و مع غاية بطونه و خفائه لا حيّز له فيقال فيه بطن و خفى كسائر الخفيّات من الأجسام و الجسمانيّات. و قد سبق بيان كونه تعالى باطنا و ظاهرا غير مرّة.

التاسع:
كونه و ليس بشخص فيلحقه التغيّر و الانقضاء.

العاشر: و لا محجوب فيحويه الحجاب.
إذ الشخص للناظر و الحجاب من لواحق الاجسام التي تنزه قدسه عنها.

الحادى عشر:
من الاعتبارات الإضافيّة كونه تعالى قريبا من الأشياء لا بالالتصاق.

الثاني عشر: كونه بعيدا منها لا بالافتراق
و قد عرفت معنى قربه و بعده في الخطبة الاولى، و لمّا كان الالتصاق و الافتراق من لواحق الأجسام لا جرم تنزّه قربه و بعده من الأشياء عنها.

الثالث عشر: كونه لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة.
إلى قوله: و إدبار نهار مدبر. إشارة إلى إحاطة علمه بكلّ المعلومات، و شخوص اللحظة مدّ البصر بلا حركة جفن، و كرور اللفظة رجوعها، و ازدلاف الربوة تقدّمها و أراد الربوة المتقدّمة: أى في النظر و البادية عند مدّ العين فإنّ الربى أوّل ما يقع في العين من الأرض، و الضمير في عليه للغسق. و قوله: و تعقّبه الشمس: أى تتعقّبه فحذف إحدى التائين كقوله تعالى «تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ» و روى تعقبه، و الضمير المنصوب فيه للقمر. و قوله: من إقبال ليل. متعلّق بالتقليب، و المعنى أنّ الشمس تعاقب القمر فتطلع عند افوله، و يطلع عند افولها.

الرابع عشر: كونه قبل كلّ غاية و مدّة و إحصاء و عدّة
لأنّه تعالى خالق الكلّ و مبدءه فوجب تقدّمه و قبليّته.

الخامس عشر: تنزّهه و تعاليه عمّا تصفه به المشبّهة و المتّبعون لحكم أوهامهم في جنابه المقدّس من صفات المقادير كالأقطار و النهايات و الجوانب و إصالة البيوت و قدمها و الاستقرار في المساكن و سائر ما هي حدود و لواحق يتقيّد بها ذوات الأعيان. فإنّ كلّ تلك الحدود مضروبة منه لخلقه و منسوبة إليهم دونه.

السادس عشر: كون مخلوقاته صادرة عنه من غير اصول أزليّة و لا أوائل أبديّة
أي أوّليّة سابقة و معنى هذا الكلام أنّه لم يخلق ما خلق على مثال سبق يكون أصلا لا أوّل له حذا حذوه، و قيل: معناه أنّه ليس لما خلق أصل أزليّ أبديّ خلق منه من مادّة و صورة كما زعمت الفلاسفة، و روى: و لا من أوائل أبديّة. و قوله: بل خلق ما خلق فأقام حدّه. أى بل هو المخترع لإقامة حدوده، و هي من المقادير و الأشكال و النهايات و الآجال و الغايات على وفق الحكمة الإلهيّة، و كذلك صوّر ما صوّر فأحسن صورته: أى أتى به على وجه الإحكام و الإتقان.

السابع عشر: كونه ليس لغيره منه امتناع
إشارة إلى كمال قدرته و و احاطة علمه.

الثامن عشر: كونه لا انتفاع له بطاعة شي‏ء
لأنّ الانتفاع من لوازم الحاجة الممتنعة عليه، و هو إشارة إلى وصف الغنى.

التاسع عشر: كون علمه تعالى بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين، و علمه بما في السماوات العلى كعلمه بما في الأرضين السفلى
و هو إشارة إلى أنّ علمه غير مستفاد من غيره و لا يلحقه تغيّر و تجدّد فلا يتجدّد له علم لم يكن بل علمه تعالى أزليّ أبدي‏ّ تامّ لا يلحقه نقصان، نسبة جميع الممكنات إليه على سواء. و قد علمت تحقيقه في المباحث الإلهيّة في مظانها. و باللّه التوفيق.

القسم الثاني منها:

أَيُّهَا الْمَخْلُوقُ السَّوِيُّ وَ الْمُنْشَأُ الْمَرْعِيُّ- فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْحَامِ وَ مُضَاعَفَاتِ الْأَسْتَارِ- . بُدِئْتَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ- وَ وُضِعْتَ فِي قَرارٍ مَكِينٍ إِلى‏ قَدَرٍ مَعْلُومٍ وَ أَجَلٍ مَقْسُومٍ- تَمُورُ فِي بَطْنِ أُمِّكَ جَنِيناً لَا تُحِيرُ دُعَاءً وَ لَا تَسْمَعُ نِدَاءً- ثُمَّ أُخْرِجْتَ مِنْ مَقَرِّكَ إِلَى دَارٍ لَمْ تَشْهَدْهَا- وَ لَمْ تَعْرِفْ سُبُلَ‏ مَنَافِعِهَا- فَمَنْ هَدَاكَ لِاجْتِرَارِ الْغِذَاءِ مِنْ ثَدْيِ أُمِّكَ- وَ عَرَّفَكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ مَوَاضِعَ طَلَبِكَ وَ إِرَادَتِكَ- هَيْهَاتَ إِنَّ مَنْ يَعْجِزُ عَنْ صِفَاتِ ذِي الْهَيْئَةِ وَ الْأَدَوَاتِ- فَهُوَ عَنْ صِفَاتِ خَالِقِهِ أَعْجَزُ- وَ مِنْ تَنَاوُلِهِ بِحُدُودِ الْمَخْلُوقِينَ أَبْعَدُ

اللغة

أقول: السوىّ: المستوى.

و المرعىّ: المعتنى بأمره.

المعنى

و الخطاب للإنسان. و نبّهه بكونه سويّا مرعيّا على وجود خالقه الحكيم اللطيف. و قد عرفت كيفيّة تخليق الإنسان و تصويره شيئا فشيا إلى حال كماله و وضعه، و كذلك نبّهه بتقلّبه في حالاته و أطوار خلقته و باستفهامه عمّن هداه لاجترار غذائه من ثدى امّه و عمّن عرّفه عند الحاجة مواضع طلبه و هي الأثداء على وجود خالق هداه إلى جميع حاجاته. فهذا القدر من العلم بالصانع أمر ضروريّ في النفوس و إن احتاج إلى أدنى تنبيه. و ما وراء ذلك بمعنى صفات الكمال و نعوت الجلال امور لا تطّلع عليها العقول البشريّة بالكنه و إنّما تطّلع منها على اعتبارات و مقايسات له إلى خلقه، و يحتاج فيها إلى الدليل و البرهان. و قد أشرنا إلى ذلك من قبل. و نبّه على بعد إدراكها و العجز عنها بقوله: هيهات. إلى قوله: و الأدوات: أى من يعجز من صفات نفسه في حال تخليقه و الاطّلاع على منافع جزئيّات أعضائه مع كونها محسوسة مشاهدة له فهو عن صفات خالقه الّتي هي أبعد الأشياء عنه مناسبة أعجز، و من إدراكه بالمقايسة و التشبيه بحدود المخلوقين و صفاتهم أبعد. و باللّه العصمة و التوفيق.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 3 ، صفحه‏ى 296
إ

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=