google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
160-180 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 161شرح ابن میثم بحرانی

و من كلام له عليه السّلام لبعض أصحابه

و قد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحق به فقال: يَا أَخَا بَنِي أَسَدٍ إِنَّكَ لَقَلِقُ الْوَضِينِ- تُرْسِلُ فِي غَيْرِ سَدَدٍ- وَ لَكَ بَعْدُ ذِمَامَةُ الصِّهْرِ وَ حَقُّ الْمَسْأَلَةِ- وَ قَدِ اسْتَعْلَمْتَ فَاعْلَمْ- أَمَّا الِاسْتِبْدَادُ عَلَيْنَا بِهَذَا الْمَقَامِ- وَ نَحْنُ الْأَعْلَوْنَ نَسَباً وَ الْأَشَدُّونَ بِالرَّسُولِ ص نَوْطاً- فَإِنَّهَا كَانَتْ أَثَرَةً شَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ- وَ سَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ- وَ الْحَكَمُ اللَّهُ وَ الْمَعْوَدُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

           وَ دَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَرَاتِهِ           وَ هَلُمَّ الْخَطْبَ فِي ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏

فَلَقَدْ أَضْحَكَنِي الدَّهْرُ بَعْدَ إِبْكَائِهِ- وَ لَا غَرْوَ وَ اللَّهِ- فَيَا لَهُ خَطْباً يَسْتَفْرِغُ الْعَجَبَ وَ يُكْثِرُ الْأَوَدَ- حَاوَلَ الْقَوْمُ إِطْفَاءَ نُورِ اللَّهِ مِنْ مِصْبَاحِهِ- وَ سَدَّ فَوَّارِهِ مِنْ يَنْبُوعِهِ- وَ جَدَحُوا بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ شِرْباً وَبِيئاً- فَإِنْ تَرْتَفِعْ عَنَّا وَ عَنْهُمْ مِحَنُ الْبَلْوَى- أَحْمِلْهُمْ مِنَ الْحَقِّ عَلَى مَحْضِهِ وَ إِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى- فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ- إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ

اللغة
أقول: الوضين: بطان القتب و حزام السرج.

و الغلق: الاضطراب.

و الذمامة بالكسر: الحرمة،

و يروى ماتّة الصهر: أى وسيلته و هي المصاهرة،

و النوط: التعلّق.

و الأثرة بالتحريك: الاستبداد و الاستيثار.

و الحجرة بفتح الحاء: الناحية، و الجمع حجرات بفتح الجيم و سكونها.

و هلّم: يستعمل بمعنى تعالى كقوله تعالى «هَلُمَّ إِلَيْنا» و قد يستعمل بمعنى هات كما هي هنا فيتعدّى كما قال تعالى «هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ».

و لا غرو: أى لا عجب.

و الأود: الاعوجاج.

و الجدح بالجيم بعدها الحاء: الخلط و التخويض و التكدير.

و الشرب بالكسر: الحظّ من الماء.

و الوبيى‏ء: ذو الوباء الممرض.

المعنى

فأمّا جوابه للأسديّ فإنّه يقال للرجل إذا لم يكن ذا ثبات في عقله و اموره بحيث يسأل عمّا لا يعنيه أو يضع سؤاله في غير موضعه و يستعجل: إنّه قلق الوضين، و أصله أنّ الوضين إذا قلق اضطرب القتب فلم يثبت فطابق حال من لا يثبت في مقاله و حركاته فضرب مثلا له، و كذلك قوله: و ترسل في غير سدد: أى تتكلّم في غير موضع الكلام لا على استقامة. و هذا تأديب له. و قوله: و لك بعد. إلى قوله: استعملت. إبداء للعذر في حسن جوابه فإنّ للمصاهرة حقّ و للسائل على المسئول حقّ الاسترشاد و السؤال. فأمّا كونه صهرا فلأنّ زينب بنت جحش زوجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏ كانت أسديّة. و هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كثير بن غنم ابن دوذان بن أسد بن خزيمة و أمّها أميمة بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف فهى بنت عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. قالوا: و المصاهرة المشار إليها هى هذه، و نقل القطب الراونديّ أنّ عليّا عليه السّلام كان متزوّجا في بنى أسد. و أنكره الشارح ابن أبى الحديد معتمدا على أنّه لم يبلغنا ذلك، و الإنكار لا معنى له. إذ ليس كلّ ما لم يبلغنا من حالهم لا يكون حقّا و يلزم أن لا يصل إلى غيرنا. و قوله: أمّا الاستبداد. شروع في الجواب و الضمير في إنّها يعود إلى معنى الأثرة في الاستبداد، و القوم الّذين شحّوا عليها فعند الإماميّة من تقدّم عليه في الإمامة، و عند غيرهم فربّما قالوا المراد بهم أهل الشورى بعد مقتل عمر. و قوله: و الحكم اللّه و المعود إليه. أى المرجع في يوم القيامة في معنى التظلّم و التشكّى، و المعود مبتداء خبره القيامة. فأمّا البيت فهو لامرء القيس، و أصله أنّه تنقّل في أحياء العرب بعد قتل أبيه فنزل على رجل من خذيلة طيّ يقال له طريف فأحسن جواره. فمدحه و أقام معه. ثمّ إنّه خاف أن لا يكون له منعة فتحوّل عنه و نزل على خالد بن سدوس بن اسمع النبهاني فأغارت بنو خذيلة عليه و هو في جوار خالد فذهبوا بإبله فلمّا أتاه الخبر ذكر ذلك لخالد فقال له: أعطنى رواحلك ألحق عليها فأردّ عليك إبلك ففعل فركب خالد في أثر القوم حتّى أدركهم فقال: يا بني خذيلة أغرتم على إبل جارى. قالوا: ما هو لك بجار. قالوا: بلى و اللّه و هذه رواحله. فرجعوا إليه فأنزلوه عنهنّ و ذهبوا بهنّ و بالإبل. فقال امرء القيس القصيدة الّتي أوّلها البيت:
       فدع عنك نهبا صيح في حجراته           و لكن حديث ما حديث الرواحل‏

و النهب هنا ما ينهب و حجراته جوانبه، و حديث الثاني مبتداء و الأوّل خبره و ما للتنكير و هي الّتي إذا دخلت على اسم زادته إبهاما كقوله: لأمر ما جدع قصير أنفه. و المعنى دع ذكر الإبل فإنّه مفهوم، و لكن حديث الرواحل حديث ما:

أى حديث مبهم لا يدرى كيف هو، و ذلك أنّه قيل: إنّ خالدا هو الّذي ذهب بالرواحل. فكان عنده لبس في أمرها. فأمّا استشهاده عليه السّلام به فالمرويّ في استشهاده النصف الأوّل من البيت، و وجه مطابقته لما هو فيه أنّ السابقين من الأئمّة و إن كانوا قد استبدّوا بهذا الأمر فحديثهم مفهوم. إذ لهم الاحتجاج بالقدمة في الإسلام و الهجرة و قرب المنزلة من الرسول و كونهم من قريش. فدع ذكرهم و ذكر نهبهم هذا المقام فيما سبق، و لكن هات ما نحن فيه الآن من خطب معاوية بن أبي سفيان، و الخطب هو الحادث الجليل، و أراد هات ذكر خطبه فحذف المضاف للعلم به، و أشار به إلى الأحوال الّتي أدّت إلى أن كان معاوية منازعا له في هذا الأمر مع بعده عنه حتّى صار قائما عند كثير من الناس مقامه. و قوله: فلقد أضحكنى الدهر بعد إبكائه. إشارة إلى غبنه ممّن تقدّم عليه في هذا الأمر، و ضحكه بعد ذلك تعجّب ممّا حكمت به الأوقات و اعتبار. ثمّ قال و لا عجب: أى ذلك أمر يجلّ عن التعجّب. ثمّ أخذ في استعظامه فقال: يا له خطبا يستفرغ العجب: أى يفنيه حتّى صار كلا عجب و هو من باب الإغراق و المبالغة كقول ابن هانى:
         قد سرت في الميدان يوم طرادهم             فعجبت حتّى كدت لا أتعجّب‏

و يحتمل أن يكون قوله: و لا غرو و اللّه: أى إذا نظر الإنسان إلى حقيقة الدنيا و تصرّف أحوالها. فيكون قوله بعد ذلك: فيا له. استيناف لاستعظام هذا الأمر.
و كونه يكثر الاعوجاج ظاهر فإنّ كلّ امرء بعد عن الشريعة ازداد الأمر به اعوجاجا. و قوله: حاول القوم. إلى قوله: ينبوعه. فالقوم قريش، و مصباح أنوار اللّه استعارة لخاصّة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من أهل بيته، و كذلك ينبوعه استعارة لهم باعتبار كونهم معدنا لهذا الأمر و لوازمه، و وجه الاستعارتين ظاهر. يريد أنّهم حاولوا إزالة هذا الأمر عن مستقرّه و معدنه الأحقّ به و هو بيت الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. ثمّ استعار لفظ الشرب الوبيى‏ء لذلك الأمر، و لفظ الجدح للكدر الواقع بينهم و المجاذبة لهذا الأمر، و استعار لفظ الوبيى‏ء له باعتبار كونه سببا للهلاك و القتل بينهم. و قوله: فإن ترتفع. إلى آخره. أى فإن يجتمعوا علىّ و يرتفع بيني و بينهم ما ابتلينا به من هذه المحن و الإحن أسلك بهم محض الحقّ، و إن أبوا إلّا البقاء على ما هم عليه فلا أسف عليهم.

و اقتبس الآية المشتملة على تأديب نفسه و توطينها على ترك الأسف عليهم إن لم يؤمنوا و على تهديدهم و وعيدهم باطّلاع اللّه على أعمالهم السيّئة.

شرح‏ نهج ‏البلاغة(ابن‏ ميثم بحرانی)، ج 3 ، صفحه‏ى 292

 

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=