خطبه 117 شرح ابن میثم بحرانی

و من كلام له عليه السّلام

تَاللَّهِ لَقَدْ عُلِّمْتُ تَبْلِيغَ الرِّسَالَاتِ- وَ إِتْمَامَ الْعِدَاتِ وَ تَمَامَ الْكَلِمَاتِ- وَ عِنْدَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَبْوَابُ الْحُكْمِ وَ ضِيَاءُ الْأَمْرِ- أَلَا وَ إِنَّ شَرَائِعَ الدِّينِ وَاحِدَةٌ وَ سُبُلَهُ قَاصِدَةٌ- مَنْ أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَ غَنِمَ- وَ مَنْ وَقَفَ عَنْهَا ضَلَّ وَ نَدِمَ- اعْمَلُوا لِيَوْمٍ تُذْخَرُ لَهُ الذَّخَائِرُ- وَ تُبْلَى فِيهِ السَّرَائِرُ- وَ مَنْ لَا يَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ- فَعَازِبُهُ عَنْهُ أَعْجَزُ وَ غَائِبُهُ أَعْوَزُ- وَ اتَّقُوا نَاراً حَرُّهَا شَدِيدٌ- وَ قَعْرُهَا بَعِيدٌ وَ حِلْيَتُهَا حَدِيدٌ- وَ شَرَابُهَا صَدِيدٌ- أَلَا وَ إِنَّ اللِّسَانَ الصَّالِحَ- يَجْعَلُهُ اللَّهُ لِلْمَرْءِ فِي النَّاسِ- خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ يُورِثُهُ مَنْ لَا يَحْمَدُهُ

المعنى

أقول: صدّر الفصل بذكر فضيلته و هى علمه بكيفيّة تبليغ الرسالات و أدائها، و علمه بإتمام اللّه تعالى ما وعد به المتّقين في دار القرار. فتمام وعده أن لا خلف فيه، و تمام إخباره أن لا كذب فيها، و تمام أوامره و نواهيه اشتمالها على المصالح الخاصّة و الغالبة.

و هكذا ينبغي أن يكون أوصياء الأنبياء و خلفائهم في أرض اللّه و عباده. ثمّ أردف ذلك بالاشارة إلى فضل أهل البيت عامّا، و أراد بضياء الأمر أنوار العلوم الّتى يبتنى عليها الأمور و الأعمال الدينيّة و الدنيويّة، و ما ينبغي أن يهتدى الناس به في حركاتهم من قوانين الشريفة و ما يستقيم به نظام الأمر من قوانين السياسات و تدبير المدن و المنازل و نحوها. إذ كان كلّ أمر شرع فيه على غير ضياء من اللّه و رسوله أو أحد أهل بيته و خلفائه الراشدين فهو محلّ التيه و الزيغ عن سبيل اللّه، و استعار لفظ الشرائع و هى موارد الشاربة لأهل البيت. و وجه الاستعارة كونهم موارد لطلّاب العلم كما أنّ الشرائع موارد طلبة الماء، و كونها واحدة إشارة إلى أنّ أقوالهم لا تختلف في الدين بل لمّا علموا أسراره لم تختلف كلمتهم فيه فكلّهم كالشريعة الواحدة، و كذلك استعار لهم لفظ السبل، و وجه المشابهة كونهم موصلين إلى المطالب على بصيرة و قصد كما يوصل الطريق الواضح. و قوله: من أخذ بها لحق. أى من أخذ عنهم و اقتدى بهم لحق بالسابقين من سالكى سبيل اللّه و ندم على تفريطه بتخلّفه. و قيل: أراد بشرائع الدين وسيلة قوانينه الكلّيّة فإنّ أىّ قانون عمل به منها فإنّه مستلزم لثواب اللّه فهى واحدة في ذلك و موصل إلى الجنّة من غير جور و لا عدول و ذلك معنى كونها قاصدة، و الأوّل أظهر لكونه في معرض ذكر فضيلتهم. و لمّا كان غرض الخطيب من إظهار فضيلته قبول قوله شرع في الأمر بالعمل ليوم القيامة. و الذخائر: الأعمال الصالحة.

 معنى قوله: و من لا ينفعه حاضر لبّه. إلى قوله:

أعوز: أن اعتبروا حال حضور عقولكم فإنّها إن لم ينفعكم الآن كانت أعوز و أعجز عن نفعكم إذا عزبت عند حضور الموت و مقاساة أهواله و ما بعده من أحوال الآخرة. ثمّ أكّد التخويف بمناقشة الحساب بالتخويف بالنار، و أراد بحليتها من الحديد ما أعدّ فيها للعصاة من الأغلال و الأصفاد و المقامع و السلاسل الّتى تشبه الحلية. و قوله: ألا و إنّ اللسان. إلى آخره. تنبيه لهم على طلب الذكر الجميل من الناس في العقبى و تهوين للمال، و قد سبقت الاشارة إلى هذا في قوله: أمّا بعد فإنّ الأمر ينزل من السماء إلى الأرض.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 3 ، صفحه‏ى 113

 

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.