google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
100-120 ترجمه خطبه ها شرح ابن میثم100-120 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 103 شرح ابن میثم بحرانی

و من خطبة له عليه السّلام

القسم الأول
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَرَعَ الْإِسْلَامَ- فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ- وَ أَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَى مَنْ غَالَبَهُ- فَجَعَلَهُ أَمْناً لِمَنْ عَلِقَهُ- وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ- وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ- وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ عَنْهُ- وَ نُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ وَ فَهْماً لِمَنْ عَقَلَ- وَ لُبّاً لِمَنْ تَدَبَّرَ- وَ آيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ- وَ تَبْصِرَةً لِمَنْ عَزَمَ- وَ عِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ وَ نَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ وَ ثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ- وَ رَاحَةً لِمَنْ فَوَّضَ وَ جُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ- فَهُوَ أَبْلَجُ الْمَنَاهِجِ وَ أَوْضَحُ الْوَلَائِجِ- مُشْرَفُ الْمَنَارِ مُشْرِقُ الْجَوَادِّ- مُضِي‏ءُ الْمَصَابِيحِ كَرِيمُ الْمِضْمَارِ- رَفِيعُ الْغَايَةِ جَامِعُ الْحَلْبَةِ- مُتَنَافِسُ السُّبْقَةِ شَرِيفُ الْفُرْسَانِ- التَّصْدِيقُ مِنْهَاجُهُ- وَ الصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ- وَ الْمَوْتُ غَايَتُهُ وَ الدُّنْيَا مِضْمَارُهُ- وَ الْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ وَ الْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ

اللغة
أقول: الأبلج: الواضح المشرق. و الوليجة: بطانة الرجل و خاصّته. و المضمار: محلّ تضمير الخيل للسباق. و الحلبة: خيل يجمع من مواضع متفرّقة للسباق، و قد تطلق على مجمعها. و السبقة: ما يستبق عليه من الخطر.

المعنى
و قد حمد اللّه سبحانه باعتبار ما أنعم به من وضع شريعة الإسلام للعقول لتسلك بها إليه، و أشار بشرائعه إلى موارد العقول من أركانه، و تسهيله لها إيضاح قواعده و خطاباته بحيث يفهمهما الفصيح و الألكن و يشارك الغبىّ في ورود مناهلها الفطن الذكىّ، و إعزاز أركانه حمايتها و رفعها على من قصد هدمه و إطفاء نوره مغالبة من المشركين و الجاهلين. ثمّ مدح الإسلام بأوصاف أسندها إلى مفيضه و شارعه سبحانه و تعالى:
أحدها: جعله أمنا لمن علقه
و ظاهر كونه أمنا لمن تعلّق به في الدنيا من القتل و في الآخرة من العذاب.
الثاني: و سلما لمن دخله
أى مسالما له، و في الأوّل ملاحظة لتشبيهه بالحرم باعتبار دخوله، و في الثاني ملاحظة لشبهه بالمغالب من الشجعان باعتبار مسالمته.
و معنى مسالمة الإسلام له كونه محقون الدم مقرّرا على ما كان يملكه فكأنّ الإسلام سالمه أو صالحه لكونه لا يقتصّ ما يؤذيه بعد دخوله فيه.
الثالث: كونه برهانا لمن تكلّم به
أى فيه ما هو برهان.
الرابع: كونه شاهدا لمن خاصم به
و الشاهد أعمّ من البرهان لتناوله الجدل‏ و الخطابة.
الخامس: كونه نورا يستضاء به
فاستعار له لفظ النور، و رشّحه بذكر الاستضاءة، و وجه المشابهة كونه مقتدى به في طريق اللّه إلى جنّته.
السادس: كونه مفهما لمن عقل.
و لمّا كان الفهم عبارة عن جودة تهيّؤ الذهن لقبول ما يرد عليه كان الدخول في الإسلام و رياضة النفس بقواعده و أركانه سببا عظيما لتهيّؤ الذهن لقبول الأنوار الإلهيّة و فهم الأسرار لا جرم أطلق عليه لفظ الفهم مجازا إطلاقا لاسم المسبّب على السبب.
السابع: كونه لبّا لمن تدبّر
و لمّا كان اللبّ هو العقل أطلق عليه لفظ العقل و إن كان مسبّبا له كالمجاز الأوّل، و أراد العقل بالملكة و ما فوقه من مراتب العقل فإنّ الإسلام و قواعده أقوى الأسباب لحصول العقل بمراتبه.
الثامن: كونه آية لمن توسّم
و أراد من تفرّس طرق الخير و مقاصده فإنّ الإسلام آية و علامة لذلك المتفرّس، إذ اهتدى بها فقد وقع في طريق الهدى.
التاسع: كونه تبصرة لمن عزم
و أراد من عزم على أمر قصده فإنّ في الإسلام تبصرة لكيفيّة فعله على الوجه الّذي ينبغي.
العاشر: كونه عبرة لمن اتّعظ
و ذلك ظاهر فإنّ الإسلام نعم المعبر بنفس المتّعظ إلى حضرة قدس اللّه بما فيه من أحوال القرون الماضية و تصرّف الزمان بهم.
الحادى عشر: كونه نجاة لمن صدّق
الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم فيما جاء به. فإنّ دخوله في الإسلام سبب نجاته من سيوف اللّه في الدنيا و عذابه في الآخرة، و أطلق عليه اسم النجاة إطلاقا لاسم المسبّب على السبب.
الثاني عشر: كونه ثقة لمن توكّل  

أى هو سبب ثقة المتوكّلين على اللّه لاشتماله على الوعد الكريم و به يكون استعدادهم للتوكّل.
الثالث عشر: كونه راحة لمن فوّض
أى من ترك البحث و الاستقصاء في الدلائل و تمسّك بأحكام الإسلام و دلائل القرآن و السنّة المتداولة بين أهله و فوّض أمره إليه استراح بذلك التفويض. و قيل: بل المراد أنّ فيه الندب إلى تفويض‏ الأمور إلى اللّه و علم ما لم يعلم منها و ترك التكليف به و ذلك راحته، و قيل: بل المراد أنّ المسلم إذا كمل إسلامه و فوّض أمره إلى اللّه كفاه اللّه جميع اموره و أراحه من الاهتمام بها.
الرابع عشر: كونه جنّة لمن صبر
أى صبر على العمل بقواعده و أركانه، و ظاهر كونه جنّة من عذاب اللّه، و لفظ الجنّة مستعار.
الخامس عشر: أبلج المناهج
و مناهج الإسلام طرقه و أركانه الّذي يصدق على من سلكها أنّه مسلم، و هى الإقرار باللّه و رسوله و التصديق بما ورد به الشريعة كما يفسّره هو به، و ظاهر كونها أنوار واضحة الهدى.
السادس عشر: كونه واضح الولايج
واضح البواطن و الأسرار لمن نظر إليه بعين الاعتبار.
السابع عشر: كونه مشرف المنار
و منار الإسلام الأعمال الصالحات الّتي يقتدى بها السالكون كالعبادات الخمس و نحوها، و ظاهر كونه مشرفة عالية على غيرها من العبادات السابقة.
الثامن عشر: كونه مشرق الجوادّ
و هو قريب من أبلج المناهج.
التاسع عشر: كونه مضي‏ء المصابيح
و كنّى بها عن علماء الإسلام و أئمّته كناية بالمستعار، و رشّح بذكر الإضاءة، و كنّى بها عن ظهور العلم عنهم و اقتداء الخلق بهم، و يحتمل أن يريد بالمصابيح أدلّة الإسلام كالكتاب و السنّة.
العشرون: كونه كريم المضمار
و مضمار الإسلام الدنيا كما سنذكره، و لا شكّ في كونها كريمة باعتبار اقتباس الأنوار منها و العبور بها إلى اللّه تعالى، و لفظ المضمار مستعار لها، و قد سبق بيانه.
الحادى و العشرون: كونه رفيع الغاية
و لمّا كانت غايته الوصول إلى حضرة ربّ العالمين الّتي هي جنّة المأوى لا جرم كان رفيع الغاية. إذ لا غاية أرفع منها و أعلى مرتبة.
الثاني و العشرون: كونه جامع الحلبة
و استعار لفظ الحلبة للقيامة فإنّها حلبة الإسلام كما سنبيّنه، و وجه الاستعارة كونها محلّ الاجتماع بها للسباق إلى حضرة اللّه الّتي هي الجنّة كاجتماع الخيل للسباق إلى الرهن.
الثالث و العشرون: كونه متنافس السبقة
و لمّا كانت سبقته الجنّة كانت أشرف ما يتنافس فيها.
الرابع و العشرون: كونه شريف الفرسان
و استعار لفظ الفرسان لعلمائه الّذين هم فرسان العلوم و رجالها ملاحظة لشبههم بالفرس الجواد الّذي يجارى راكبه.
الخامس و العشرون: التصديق منهاجه
و هى إلى آخره تفسير لما اهمل تفسيره من منهاجه و مناره و غايته و مضماره و حلبته و سبقته، و إنّما جعل الموت غاية: أى الغاية القريبة الّتي هى باب الوصول إلى اللّه تعالى، و يحتمل أن يريد بالموت موت الشهوات فإنّها غاية قريبة للإسلام أيضا، و كذلك استعار لفظ السبقة للجنّة لكونها الثمرة المطلوبة و الغاية من الدين كما أنّ السبقة غاية سعى المتراهنين.

 

القسم الثاني

منها في ذكر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:
حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لِقَابِسٍ- وَ أَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ- فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ- وَ شَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ- وَ بَعِيثُكَ نِعْمَةً وَ رَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً- اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً مِنْ عَدْلِكَ- وَ اجْزِهِ مُضَعَّفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ- اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِينَ بِنَاءَهُ- وَ أَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ- وَ شَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَهُ- وَ آتِهِ الْوَسِيلَةَ وَ أَعْطِهِ السَّنَاءَ وَ الْفَضِيلَةَ- وَ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ- غَيْرَ خَزَايَا وَ لَا نَادِمِينَ- وَ لَا نَاكِبِينَ وَ لَا نَاكِثِينَ- وَ لَا ضَالِّينَ وَ لَا مُضِلِّينَ وَ لَا مَفْتُونِينَ قال الشريف: و قد مضى هذا الكلام فيما تقدم، إلا أننا كررناه ههنا لما في الروايتين من الاختلاف.

اللغة
أقول: القبس: الشعلة. و أورى: أشعل. و الحابس: الواقف بالمكان. و النزل: ما يهيّأ للنزيل من ضيافة و نحوها. و السناء: الرفعة. و الزمرة: الجماعة من الناس. و الناكب: المنحرف من الطريق.

المعنى
فقوله: حتّى أورى. إلى قوله: لحابس.
 غاية لكلام مدح فيه النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم و ذكر جهاده و اجتهاده في الدين للغاية المذكورة، و استعار لفظ القبس لأنوار الدين المشتعلة لتقتبس منها نفوس الخلائق أنوار الهدى، و كذلك استعار لفظ العلم و أسند إليه تنويره. و يفهم منه أمران: أحدهما: أنّه أظهر أنوارا جعلها أعلاما يهتدى بها في سبيل اللّه من حبسته [أجلسته خ‏] ظلمة الحيرة و الشبهة عن سلوكها فهو واقف على ساق التحيّر كقوله تعالى «وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا»«» و كنّى بتلك الأعلام عن آيات الكتاب و السنن. الثاني: أن يكون المراد بالأعلام أئمّة الدين، و تنويره لها تنوير قلوبهم بما ظهر عن نفسه القدسيّة من الكمالات و العلوم.

و قوله: فهو أمينك المأمون.
 أى على وحيك، و شهيدك يوم الدين: أى على خلقك، و بعيثك نعمة: أى مبعوثك إليهم نعمة عليهم بهدايتهم به إلى جنّتك، و رسولك بالحقّ رحمة لعبادك أن يقعوا في مهاوى الهلاك بسخطك «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ» ثمّ أردفه بالدعاء له صلّى اللّه عليه و آله و سلم فدعا اللّه أن يقسم له مقسما من عدله، و لمّا كان مقتضى عدل اللّه أن يبلغ نفسا هى محلّ الرسالة أقصى ما استعدّت له من درجات الكمال و يعدّها بذلك لكمال أعلى، دعا له أن يقسم له نصيبا وافرا من عدله يعدّه به للدرجات من رتب الوصول الغير المتناهية.

و قوله: و اجزه مضاعفات الخير من فضلك.
و قول لمّا دعا له بما يستحقّه زاد على ذلك فدعا له بأن يتفضّل عليه بزيادة من فضله فيضاعف له ما يستحقّه من الخيرات.

و قوله: اللّهمّ أعل على بناء البانين بنائه.
 دعاء ليشيّد ما بناه من قواعد الدين على سائر بناء البانين للشرائع من الرسل قبله، و أراد ما بناه لنفسه من مراتب الكمال، و لفظ البناء مستعار. ثمّ دعا أن يكرم لديه ما هيّأه له من الثواب الجزيل و أن يشرّف مقامه في حضرة قدسه و أن يؤتيه ما يتوسّل به إليه و يقرّ به منه، و هو أن يكمّل استعداده لما هو أتمّ القوّة على الوصول إليه، و أن يعطيه الرفعة و يشرّفه بالفضيلة التامّة، و أن يحشره في زمرته على أحوال: غير خازين: أى بقبائح الذنوب، و لا نادمين على التفريط في جنب اللّه و التقصير في العمل بطاعته، و لا ناكبين منحرفين عن سبيله إلى أحد طرفى التفريط و الإفراط، و لا ناكثين لعهوده و مواثيقه الّتى واثق بها خلقه أن يعبدوه و يخلصوا له الدين، و لا ضالّين عن سواء السبيل العدل، و لا مفتونين بشبهات الأباطيل. و باللّه التوفيق.


القسم الثالث

و منها في خطاب أصحابه:
وَ قَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَكُمْ- مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ- وَ تُوصَلُ بِهَا جِيرَانُكُمْ- وَ يُعَظِّمُكُمْ مَنْ لَا فَضْلَ لَكُمْ عَلَيْهِ- وَ لَا يَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ- وَ يَهَابُكُمْ مَنْ لَا يَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً- وَ لَا لَكُمْ عَلَيْهِ إِمْرَةٌ- وَ قَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلَا تَغْضَبُونَ- وَ أَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ- وَ كَانَتْ أُمُورُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ تَرِدُ- وَ عَنْكُمْ تَصْدُرُ وَ إِلَيْكُمْ تَرْجِعُ- فَمَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ- وَ أَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ- وَ أَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللَّهِ فِي أَيْدِيهِمْ- يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ- وَ يَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ- وَ ايْمُ اللَّهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ- لَجَمَعَكُمُ اللَّهُ لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ

المعنى
أقول: صدّر هذا الفصل بتذكيرهم المنزلة الّتى أكرمهم اللّه بها من الإسلام‏ و الهداية للإيمان و ما في تلك المنزلة من الفضل حتّى عمّت حرمتها إمائهم و جيرانهم و إن كانوا غير مسلمين، و عظّمهم من لا فضل لهم عليه و لا يد لهم عنده، و هابهم من لا يخاف سطوتهم. و ظاهر أنّ سبب ذلك كلّه هو كرامة اللّه لهم بالإسلام و الهداية للإيمان. ثمّ لمّا قرّر نعمة اللّه عليهم أردف ذلك بالتوبيخ لهم على اتتقصير في أداء واجب حقّه، و أشار إلى ارتكابهم لبعض مسبّبات كفران نعمته و هو عدم إنكارهم لما يرون من نقض عهود اللّه و سكوتهم عليها و عدم غضبهم منها كالراضين بذلك، و أراد بذلك بغى البغاة و خروج الخوارج و سائر المنكرات الّتى وقعت من أهل الشام و غيرهم، خالفوا فيها أمر اللّه و نكثوا بيعته الّتى هى عهد من عهود اللّه عليهم فإنّ السكوت على مثل ذلك مع التمكّن من إزالته و إنكاره بالجهاد منكرهم راكبوه، و الواو فى قوله: و أنتم للحال: أى و أنتم مع ذلك تأنفون لنقض ذمم آبائكم فكان يجب منكم بطريق الأولى أن تأنفوا لعهود اللّه أن تنقض و ذممه أن تخفر. ثمّ ذكّرهم تقريطهم و تهاونهم في الأمور الّتى كان اللّه سبحانه فرضها عليهم و جعلهم موردها و مصدرها من امور الإسلام و أحكامه و التسلّط به على سائر الناس و بكّتهم بتمكينهم الظلمة في منزلتهم تلك من الإسلام، و أراد بالظلمة معاوية و قومه و بتمكينهم لهم تخاذلهم عنهم و إلقائهم أزمّة الامور إليهم بذلك، و لفظ الأزمّة مستعار، و الامور الّتى سلّموها إليهم أحوال بلاد الإسلام. كلّ ذلك بالتقصير عن مجاهدتهم. و عملهم بالشبهات: عملهم على وفق أوهامهم الفاسدة و آرائهم الباطلة الّتى يتوهّمونها حججا فيما يفعلون، و سيرهم في الشهوات: قطع أوقاتهم بالانهماك في مقتضيات الشهوة. و قوله: و أيم اللّه. إلى آخره. تحذير لهم و إنذار بما سيكون من بنى اميّة من جمع الناس في بلائهم و شرورهم و عموم فتنتهم، و كنّى باليوم عن مدّة خلافتهم الّتى كانت شرّ الأوقات على الإسلام و أهله، و إنّما نسب التفريق إليهم و الجمع إلى اللّه تقريرا لما سينزل به قدره من ابتلاء الخلق بهم فإنّهم لو فرّقوهم في أطراف البلاد لم يغنهم ذلك التفريق عن لحوق قدر اللّه لهم و لم يمنعهم من نزوله بجميعهم بما يراد لهم من الابتلاء بدولة بنى اميّة و شرورها، و أحوال دولتهم مع الخلق خصوصا الصالحين من عباد اللّه ظاهرة. و باللّه العصمة و التوفيق

شرح نهج البلاغة(ابن نميثم بحرانی)، ج 3 ، صفحه‏ى 30

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=