google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
1-20 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 8 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)(بیعت زبیر)

8: و من كلام له ع يعني به الزبير في حال اقتضت ذلك

– يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ بَايَعَ بِيَدِهِ وَ لَمْ يُبَايِعْ بِقَلْبِهِ- فَقَدْ أَقَرَّ بِالْبَيْعَةِ وَ ادَّعَى الْوَلِيجَةَ- فَلْيَأْتِ عَلَيْهَا بِأَمْرٍ يُعْرَفُ- وَ إِلَّا فَلْيَدْخُلْ فِيمَا خَرَجَ مِنْهُ الوليجة البطانة و الأمر يسر و يكتم- قال الله سبحانه- وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً- كان الزبير يقول بايعت بيدي لا بقلبي- و كان يدعي تارة أنه أكره- و يدعي تارة أنه ورى في البيعة تورية- و نوى دخيلة و أتى بمعاريض لا تحمل على ظاهرها- فقال ع هذا الكلام إقرار منه بالبيعة- و ادعاء أمر آخر لم يقم عليه دليلا و لم ينصب له برهانا- فإما أن يقيم دليلا على فساد البيعة الظاهرة- و أنها غير لازمة له- و إما أن يعاود طاعته- .
قال علي ع للزبير يوم بايعه- إني لخائف أن تغدر بي و تنكث بيعتي- قال لا تخافن فإن ذلك لا يكون مني أبدا- فقال ع فلي الله عليك بذلك راع و كفيل- قال نعم الله لك علي بذلك راع و كفيل أمر طلحة و الزبير مع علي بن أبي طالب بعد بيعتهما له لما بويع علي ع كتب إلى معاوية- أما بعد فإن الناس قتلوا عثمان عن غير مشورة مني- و بايعوني عن مشورة منهم و اجتماع- فإذا أتاك كتابي فبايع لي- و أوفد إلي أشراف أهل الشام قبلك – فلما قدم رسوله على معاوية و قرأ كتابه- بعث رجلا من بني عميس- و كتب معه كتابا إلى الزبير بن العوام- و فيه بسم الله الرحمن الرحيم- لعبد الله الزبير أمير المؤمنين- من معاوية بن أبي سفيان- سلام عليك أما بعد فإني قد بايعت لك أهل الشام- فأجابوا و استوسقوا كما يستوسق الجلب- فدونك الكوفة و البصرة لا يسبقك إليها ابن أبي طالب- فإنه لا شي‏ء بعد هذين المصرين- و قد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك- فأظهرا الطلب بدم عثمان و ادعوا الناس إلى ذلك- و ليكن منكما الجد و التشمير- أظفركما الله و خذل مناوئكما- . فلما وصل هذا الكتاب إلى الزبير سر به- و أعلم به طلحة و أقرأه إياه- فلم يشكا في النصح لهما من قبل معاوية- و أجمعا عند ذلك على خلاف علي ع- . جاء الزبير و طلحة إلى علي ع بعد البيعة بأيام- فقالا له يا أمير المؤمنين- قد رأيت ما كنا فيه من الجفوة في ولاية عثمان كلها- و علمت رأي عثمان كان في بني أمية- و قد ولاك الله الخلافة من بعده- فولنا بعض أعمالك- فقال لهما ارضيا بقسم الله لكما حتى أرى رأيي- و اعلما أني لا أشرك في أمانتي- إلا من أرضى بدينه و أمانته من أصحابي- و من قد عرفت دخيلته- . فانصرفا عنه و قد دخلهما اليأس فاستأذناه في العمرة- .

طلب طلحة و الزبير من علي ع أن يوليهما المصرين- البصرة و الكوفة- فقال حتى أنظر- ثم استشار المغيرة بن شعبة- فقال له أرى أن توليهما إلى أن يستقيم لك أمر الناس- فخلا بابن عباس و قال ما ترى- قال يا أمير المؤمنين إن الكوفة و البصرة عين الخلافة- و بهما كنوز الرجال- و مكان طلحة و الزبير من الإسلام ما قد علمت- و لست آمنهما إن وليتهما أن يحدثا أمرا- فأخذ علي ع برأي ابن عباس- و قد كان استشار المغيرة أيضا في أمر معاوية- فقال له أرى إقراره على الشام- و أن تبعث إليه بعده إلى أن يسكن شغب الناس- و لك بعد رأيك- فلم يأخذ برأيه- . فقال المغيرة بعد ذلك- و الله ما نصحته قبلها و لا أنصحه بعدها ما بقيت- .

دخل الزبير و طلحة على علي ع فاستأذناه في العمرة- فقال ما العمرة تريدان- فحلفا له بالله أنهما ما يريدان غير العمرة- فقال لهما ما العمرة تريدان- و إنما تريدان الغدرة و نكث البيعة- فحلفا بالله ما الخلاف عليه و لا نكث بيعة يريدان- و ما رأيهما غير العمرة- قال لهما فأعيدا البيعة لي ثانية- فأعاداها بأشد ما يكون من الإيمان و المواثيق فأذن لهما- فلما خرجا من عنده قال لمن كان حاضرا- و الله لا ترونهما إلا في فتنة يقتتلان فيها- قالوا يا أمير المؤمنين فمر بردهما عليك- قال ليقضي الله أمرا كان مفعولا- لما خرج الزبير و طلحة من المدينة إلى مكة- لم يلقيا أحدا إلا و قالا له ليس لعلي في أعناقنا بيعة- و إنما بايعناه مكرهين- فبلغ عليا ع قولهما- فقال أبعدهما الله و أغرب دارهما- أما و الله لقد علمت أنهما سيقتلان أنفسهما أخبث مقتل- و يأتيان من‏ وردا عليه بأشأم يوم- و الله ما العمرة يريدان- و لقد أتياني بوجهي فاجرين- و رجعا بوجهي غادرين ناكثين- و الله لا يلقيانني بعد اليوم إلا في كتيبة خشناء- يقتلان فيها أنفسهما فبعدا لهما و سحقا و ذكر أبو مخنف في كتاب الجمل أن عليا ع خطب لما سار الزبير و طلحة من مكة- و معهما عائشة يريدون البصرة فقال أيها الناس- إن عائشة سارت إلى البصرة و معها طلحة و الزبير- و كل منهما يرى الأمر له دون صاحبه- أما طلحة فابن عمها و أما الزبير فختنها- و الله لو ظفروا بما أرادوا- و لن ينالوا ذلك أبدا- ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع منهما شديد- و الله إن راكبة الجمل الأحمر- ما تقطع عقبة و لا تحل عقدة- إلا في معصية الله و سخطه- حتى تورد نفسها و من معها موارد الهلكة- إي و الله ليقتلن ثلثهم و ليهربن ثلثهم- و ليتوبن ثلثهم- و إنها التي تنبحها كلاب الحوأب- و إنهما ليعلمان أنهما مخطئان- و رب عالم قتله جهله و معه علمه لا ينفعه- و حسبنا الله و نعم الوكيل- فقد قامت الفتنة فيها الفئة الباغية- أين المحتسبون أين المؤمنون ما لي و لقريش- أما و الله لقد قتلتهم كافرين و لأقتلنهم مفتونين- و ما لنا إلى عائشة من ذنب إلا أنا أدخلناها في حيزنا- و الله لأبقرن الباطل حتى يظهر الحق من خاصرته- فقل لقريش فلتضج ضجيجها ثم نزل برز علي ع يوم الجمل- و نادى بالزبير يا أبا عبد الله مرارا فخرج الزبير- فتقاربا حتى اختلفت أعناق خيلهما- فقال له علي ع إنما دعوتك لأذكرك حديثا- قاله لي و لك رسول الله ص- أ تذكر يوم رآك و أنت معتنقي فقال لك‏ أ تحبه- قلت و ما لي لا أحبه و هو أخي و ابن خالي- فقال أما إنك ستحاربه و أنت ظالم له – فاسترجع الزبير- و قال أذكرتني ما أنسانيه الدهر و رجع إلى صفوفه- فقال له عبد الله ابنه- لقد رجعت إلينا بغير الوجه الذي فارقتنا به- فقال أذكرني علي حديثا أنسانيه الدهر فلا أحاربه أبدا- و إني لراجع و تارككم منذ اليوم- فقال له عبد الله- ما أراك إلا جبنت عن سيوف بني عبد المطلب- إنها لسيوف حداد تحملها فتية أنجاد- فقال الزبير ويلك أ تهيجني على حربه- أما إني قد حلفت ألا أحاربه- قال كفر عن يمينك- لا تتحدث نساء قريش أنك جبنت و ما كنت جبانا- فقال الزبير غلامي مكحول حر كفارة عن يميني- ثم أنصل سنان رمحه- و حمل على عسكر علي ع برمح لا سنان له- فقال علي ع أفرجوا له فإنه محرج- ثم عاد إلى أصحابه ثم حمل ثانية ثم ثالثة- ثم قال لابنه أ جبنا ويلك ترى فقال لقد أعذرت- . لما أذكر علي ع الزبير بما أذكره به و رجع الزبير قال-

نادى علي بأمر لست أنكره
و كان عمر أبيك الخير مذ حين‏

فقلت حسبك من عذل أبا حسن‏
بعض الذي قلت منذ اليوم يكفيني‏

ترك الأمور التي تخشى مغبتها
و الله أمثل في الدنيا و في الدين‏

فاخترت عارا على نار مؤججة
أنى يقوم لها خلق من الطين‏

لما خرج علي ع لطلب الزبير خرج حاسرا- و خرج إليه الزبير دارعا مدججا- فقال للزبير يا أبا عبد الله- قد لعمري أعددت سلاحا- و حبذا فهل أعددت عند الله عذرا- فقال الزبير إن مردنا إلى الله- قال علي ع- يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق- و يعلمون أن الله هو الحق المبين- ثم أذكره الخبر- فلما كر الزبير راجعا إلى أصحابه نادما واجما- رجع علي ع إلى أصحابه جذلا مسرورا- فقال له أصحابه يا أمير المؤمنين- تبرز إلى الزبير حاسرا و هو شاك في السلاح- و أنت تعرف شجاعته- قال إنه ليس بقاتلي- إنما يقتلني رجل خامل الذكر ضئيل النسب- غيلة في غير مأقط حرب و لا معركة رجال- ويلمه أشقى البشر- ليودن أن أمه هبلت به- أما إنه و أحمر ثمود لمقرونان في قرن- . لما انصرف الزبير عن حرب علي ع مر بوادي السباع- و الأحنف بن قيس هناك في جمع من بني تميم- قد اعتزل الفريقين- فأخبر الأحنف بمرور الزبير فقال رافعا صوته- ما أصنع بالزبير لف غارين من المسلمين- حتى أخذت السيوف منهما مأخذها انسل و تركهم- أما إنه لخليق بالقتل قتله الله- فاتبعه عمرو بن جرموز و كان فاتكا- فلما قرب منه وقف الزبير و قال ما شأنك- قال جئت لأسألك عن أمر الناس- قال الزبير إني تركتهم قياما في الركب- يضرب بعضهم وجه بعض بالسيف- فسار ابن جرموز معه و كل واحد منهما يتقي الآخر- فلما حضرت الصلاة قال الزبير يا هذا إنا نريد أن نصلي- . فقال ابن جرموز و أنا أريد ذلك- فقال الزبير فتؤمني و أؤمنك قال نعم- فثنى الزبير رجله و أخذ وضوءه- فلما قام إلى الصلاة شد ابن جرموز عليه فقتله- و أخذ رأسه و خاتمه و سيفه و حثا عليه ترابا يسيرا- و رجع إلى الأحنف فأخبره- فقال و الله ما أدري أسأت أم أحسنت- اذهب إلى علي ع فأخبره- فجاء إلى علي ع فقال للآذن قل له عمرو بن جرموز بالباب- و معه رأس الزبير و سيفه- فأدخله- و في كثير من الروايات أنه لم يأت بالرأس بل بالسيف- فقال له و أنت قتلته قال نعم- قال و الله ما كان ابن صفية جبانا و لا لئيما- و لكن الحين و مصارع السوء-

ثم قال ناولني سيفه فناوله فهزه- و قال سيف طالما جلى به الكرب عن وجه رسول الله ص- فقال ابن جرموز الجائزة يا أمير المؤمنين- فقال أما إني سمعت رسول الله ص يقول- بشر قاتل ابن صفية بالنار
– فخرج ابن جرموز خائبا و قال-

أتيت عليا برأس الزبير
أبغي به عنده الزلفه‏

فبشر بالنار يوم الحساب‏
فبئست بشارة ذي التحفه‏

فقلت له إن قتل الزبير
لو لا رضاك من الكلفه‏

فإن ترض ذاك فمنك الرضا
و إلا فدونك لي حلفه‏

و رب المحلين و المحرمين
و رب الجماعة و الألفه‏

لسيان عندي قتل الزبير
و ضرطة عنز بذي الجحفه‏

 ثم خرج ابن جرموز على علي ع مع أهل النهر- فقتله معهم فيمن قتل

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=