نامه ۳۱ (متن عربی نسخه صبحی صالح ترجمه عبدالمحمد آیتی)

نامه : ۳۱

و من وصیه له ع لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ، ع ، کَتَبَها إ لَیْهِ بِحاضِرِینَ مُنْصَرِفا مِنْ صِفِّینَ:

مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ، الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ، الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ، الْمُسْتَسْلِمِ لِلدَّهْرِ، الذّامِ لِلدُّنْیَا، السَّاکِنِ مَسَاکِنَ الْمَوْتَى ، الظَّاعِنِ عَنْهَا غَدا، إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لاَ یُدْرِکُ، السَّالِکِ سَبِیلَ مَنْ قَدْ هَلَکَ، غَرَضِ الْاءَسْقَامِ وَ رَهِینَهِ الْاءَیَّامِ وَ رَمِیَّهِ الْمَصَائِبِ، وَ عَبْدِ الدُّنْیَا، وَ تَاجِرِ الْغُرُورِ، وَ غَرِیمِ الْمَنَایَا، وَ اءَسِیرِ الْمَوْتِ، وَ حَلِیفِ الْهُمُومِ، وَ قَرِینِ الْاءَحْزَانِ، وَ نُصُبِ الْآفَاتِ، وَ صَرِیعِ الشَّهَوَاتِ، وَ خَلِیفَهِ الْاءَمْوَاتِ.

اءَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ فِیمَا تَبَیَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْیَا عَنِّی وَ جُمُوحِ الدَّهْرِ عَلَیَّ، وَ إِقْبَالِ الْآخِرَهِ إِلَیَّ، مَا یَزَعُنِی عَنْ ذِکْرِ مَنْ سِوَایَ، وَالاِهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِی ، غَیْرَ اءَنِّی حَیْثُ تَفَرَّدَ بِی دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِی ، فَصَدَقَنِی رَاءْیِی ، وَ صَرَفَنِی عَنْ هَوَایَ، وَ صَرَّحَ لِی مَحْضُ اءَمْرِی ، فَاءَفْضَى بِی إِلَى جِدِّ لاَ یَکُونُ فِیهِ لَعِبٌ، وَ صِدْقٍ لاَ یَشُوبُهُ کَذِبٌ.

وَجَدْتُکَ بَعْضِی ، بَلْ وَجَدْتُکَ کُلِّی ، حَتَّى کَاءَنَّ شَیْئا لَوْ اءَصَابَکَ اءَصَابَنِی ، وَ کَاءَنَّ الْمَوْتَ لَوْ اءَتَاکَ اءَتَانِی ، فَعَنَانِی مِنْ اءَمْرِکَ مَا یَعْنِینِی مِنْ اءَمْرِ نَفْسِی ، فَکَتَبْتُ إِلَیْکَ کِتَابِی مُسْتَظْهِرا بِهِ إِنْ اءَنَا بَقِیتُ لَکَ اءَوْ فَنِیتُ.

فَإِنِّی اءُوصِیکَ بِتَقْوَى اللَّهِ اءَیْ بُنَیَّ وَ لُزُومِ اءَمْرِهِ، وَ عِمَارَهِ قَلْبِکَ بِذِکْرِهِ وَالاِعْصَامِ بِحَبْلِهِ، وَ اءَیُّ سَبَبٍ اءَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ إِنْ اءَنْتَ اءَخَذْتَ بِهِ؟

اءَحْیِ قَلْبَکَ بِالْمَوْعِظَهِ، وَ اءَمِتْهُ بِالزَّهَادَهِ، وَ قَوِّهِ بِالْیَقِینِ، وَ نَوِّرْهُ بِالْحِکْمَهِ وَ ذَلِّلْهُ بِذِکْرِ الْمَوْتِ، وَ قَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَ بَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْیَا، وَ حَذِّرْهُ صَوْلَهَ الدَّهْرِ، وَ فُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّیَالِی وَالْاءَیَّامِ، وَاعْرِضْ عَلَیْهِ اءَخْبَارَ الْمَاضِینَ، وَ ذَکِّرْهُ بِمَا اءَصَابَ مَنْ کَانَ قَبْلَکَ مِنَ الْاءَوَّلِینَ، وَ سِرْ فِی دِیَارِهِمْ وَ آثَارِهِمْ، فَانْظُرْ فِیمَا فَعَلُوا، وَ عَمَّا انْتَقَلُوا، وَ اءَیْنَ حَلُّوا وَ نَزَلُوا، فَإِنَّکَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْاءَحِبَّهِ، وَ حَلُّوا دِیَارَ الْغُرْبَهِ، وَ کَاءَنَّکَ عَنْ قَلِیلٍ قَدْ صِرْتَ کَاءَحَدِهِمْ، فَاءَصْلِحْ مَثْوَاکَ، وَ لاَ تَبِعْ آخِرَتَکَ بِدُنْیَاکَ.

وَدَعِ الْقَوْلَ فِیمَا لاَ تَعْرِفُ، وَالْخِطَابَ فِیمَا لَمْ تُکَلَّفْ، وَ اءَمْسِکْ عَنْ طَرِیقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلاَلَتَهُ، فَإِنَّ الْکَفَّ عِنْدَ حَیْرَهِ الضَّلاَلِ خَیْرٌ مِنْ رُکُوبِ الْاءَهْوَالِ، وَ اءْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَکُنْ مِنْ اءَهْلِهِ، وَاءَنْکِرِ الْمُنْکَرَ بِیَدِکَ وَ لِسَانِکَ، وَ بَایِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِکَ، وَ جَاهِدْ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَ لاَ تَأْخُذْکَ فِی اللَّهِ لَوْمَهُ لاَئِمٍ، وَ خُضِ الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ حَیْثُ کَانَ وَ تَفَقَّهْ فِی الدِّینِ وَ عَوِّدْ نَفْسَکَ الصَّبْرَ عَلَى الْمَکْرُوهِ، وَ نِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِی الْحَقِّ.

وَ اءَلْجِئْ نَفْسَکَ فِی الاءمُورِ کُلِّهَا إِلَى إِلَهِکَ فَإِنَّکَ تُلْجِئُهَا إِلَى کَهْفٍ حَرِیزٍ وَ مَانِعٍ عَزِیزٍ، وَ اءَخْلِصْ فِی الْمَسْاءَلَهِ لِرَبِّکَ فَإِنَّ بِیَدِهِ الْعَطَاءَ وَالْحِرْمَانَ، وَ اءَکْثِرِ الاِسْتِخَارَهَ، وَ تَفَهَّمْ وَصِیَّتِی ، وَ لاَ تَذْهَبَنَّ عَنْها صَفْحا، فَإِنَّ خَیْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ، وَاعْلَمْ اءَنَّهُ لاَ خَیْرَ فِی عِلْمٍ لاَ یَنْفَعُ، وَ لاَ یُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لاَ یَحِقُّ تَعَلُّمُهُ.

اءَیْ بُنَیَّ، إِنِّی لَمَّا رَاءَیْتُنِی قَدْ بَلَغْتُ سِنّا، وَ رَاءَیْتُنِی اءَزْدَادُ وَهْنا، بَادَرْتُ بِوَصِیَّتِی إِلَیْکَ، وَ اءَوْرَدْتُ خِصَالاً مِنْهَا قَبْلَ اءَنْ یَعْجَلَ بِی اءَجَلِی دُونَ اءَنْ اءُفْضِیَ إِلَیْکَ بِمَا فِی نَفْسِی ، اءَوْ اءَنْ اءُنْقَصَ فِی رَاءْیِی کَمَا نُقِصْتُ فِی جِسْمِی ، اءَوْ یَسْبِقَنِی إِلَیْکَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَى ، وَ فِتَنِ الدُّنْیَا، فَتَکُونَ کَالصَّعْبِ النَّفُورِ، وَ إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ کَالْاءَرْضِ الْخَالِیَهِ، مَا اءُلْقِیَ فِیهَا مِنْ شَیْءٍ قَبِلَتْهُ، فَبَادَرْتُکَ بِالْاءَدَبِ قَبْلَ اءَنْ یَقْسُوَ قَلْبُکَ، وَ یَشْتَغِلَ لُبُّکَ، لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَاءْیِکَ مِنَ الْاءَمْرِ مَا قَدْ کَفَاکَ اءَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْیَتَهُ وَ تَجْرِبَتَهُ، فَتَکُونَ قَدْ کُفِیتَ مَؤ ونَهَ الطَّلَبِ وَ عُوفِیتَ مِنْ عِلاَجِ التَّجْرِبَهِ، فَاءَتَاکَ مِنْ ذَلِکَ مَا قَدْ کُنَّا نَأْتِیهِ، وَاسْتَبَانَ لَکَ مَا رُبَّمَا اءَظْلَمَ عَلَیْنَا مِنْهُ.

اءَیْ بُنَیَّ إِنِّی وَ إِنْ لَمْ اءَکُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ کَانَ قَبْلِی فَقَدْ نَظَرْتُ فِی اءَعْمَالِهِمْ، وَ فَکَّرْتُ فِی اءَخْبَارِهِمْ، وَ سِرْتُ فِی آثَارِهِمْ، حَتَّى عُدْتُ کَاءَحَدِهِمْ، بَلْ کَاءَنِّی بِمَا انْتَهَى إِلَیَّ مِنْ اءُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ اءَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِکَ مِنْ کَدَرِهِ، وَ نَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ، فَاسْتَخْلَصْتُ لَکَ مِنْ کُلِّ اءَمْرٍ نَخِیلَهُ، وَ تَوَخَّیْتُ لَکَ جَمِیلَهُ وَ صَرَفْتُ عَنْکَ مَجْهُولَهُ، وَ رَاءَیْتُ حَیْثُ عَنَانِی مِنْ اءَمْرِکَ مَا یَعْنِی الْوَالِدَ الشَّفِیقَ، وَ اءَجْمَعْتُ عَلَیْهِ مِنْ اءَدَبِکَ اءَنْ یَکُونَ ذَلِکَ وَ اءَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ، وَ مُقْتَبَلُ الدَّهْرِ، ذُو نِیَّهٍ سَلِیمَهٍ، وَ نَفْسٍ صَافِیَهٍ، وَ اءَنْ اءَبْتَدِئَکَ بِتَعْلِیمِ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَأْوِیلِهِ، وَ شَرَائِعِ الْإِسْلاَمِ وَ اءَحْکَامِهِ، وَ حَلاَلِهِ وَ حَرَامِهِ، لاَ اءُجَاوِزُ ذَلِکَ بِکَ إِلَى غَیْرِهِ.

ثُمَّ اءَشْفَقْتُ اءَنْ یَلْتَبِسَ عَلَیْکَ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِیهِ مِنْ اءَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ مِثْلَ الَّذِی الْتَبَسَ عَلَیْهِمْ، فَکَانَ إِحْکَامُ ذَلِکَ عَلَى مَا کَرِهْتُ مِنْ تَنْبِیهِکَ لَهُ اءَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ إِسْلاَمِکَ إِلَى اءَمْرٍ لاَ آمَنُ عَلَیْکَ فیهِ الْهَلَکَهَ وَ رَجَوْتُ اءَنْ یُوَفِّقَکَ اللَّهُ فِیهِ لِرُشْدِکَ، وَ اءَنْ یَهْدِیَکَ لِقَصْدِکَ، فَعَهِدْتُ إِلَیْکَ وَصِیَّتِی هَذِهِ.

وَاعْلَمْ یَا بُنَیَّ، اءَنَّ اءَحَبَّ مَا اءَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَیَّ مِنْ وَصِیَّتِی تَقْوَى اللَّهِ وَالاِقْتِصَارُ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَیْکَ، وَالْاءَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَیْهِ الْاءَوَّلُونَ مِنْ آبَائِکَ وَالصَّالِحُونَ، مِنْ اءَهْلِ بَیْتِکَ، فَإِنَّهُمْ لَمْ یَدَعُوا اءَنْ نَظَرُوا لِاءَنْفُسِهِمْ کَمَا اءَنْتَ نَاظِرٌ، وَ فَکَّرُوا کَمَا اءَنْتَ مُفَکِّرٌ، ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِکَ إِلَى الْاءَخْذِ بِمَا عَرَفُوا وَالْإِمْسَاکِ عَمَّا لَمْ یُکَلَّفُوا.

فَإِنْ اءَبَتْ نَفْسُکَ اءَنْ تَقْبَلَ ذَلِکَ دُونَ اءَنْ تَعْلَمَ کَمَا عَلِمُوا فَلْیَکُنْ طَلَبُکَ ذَلِکَ بِتَفَهُّمٍ وَ تَعَلُّمٍ، لاَ بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ، وَ غُلُوِّ الْخُصُومَاتِ، وَابْدَاءْ قَبْلَ نَظَرِکَ فِی ذَلِکَ بِالاِسْتِعَانَهِ بِإِلَهِکَ، وَالرَّغْبَهِ إِلَیْهِ فِی تَوْفِیقِکَ، وَ تَرْکِ کُلِّ شَائِبَهٍ اءَوْلَجَتْکَ فِی شُبْهَهٍ، اءَوْ اءَسْلَمَتْکَ إِلَى ضَلاَلَهٍ.

فَاِذا اءَیْقَنْتَ اءَنْ قَدْ صَفَا قَلْبُکَ فَخَشَعَ، وَ تَمَّ رَاءْیُکَ فَاجْتَمَعَ، وَ کَانَ هَمُّکَ فِی ذَلِکَ هَمّا وَاحِدا، فَانْظُرْ فِیمَا فَسَّرْتُ لَکَ، وَ إِنْ اءَنْتَ لَمْ یَجْتَمِعْ لَکَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِکَ وَ فَرَاغِ نَظَرِکَ وَ فِکْرِکَ، فَاعْلَمْ اءَنَّکَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ، وَ تَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ، وَ لَیْسَ طَالِبُ الدِّینِ مَنْ خَبَطَ وَ لا مِنْ خَلَطَ! وَالْإِمْسَاکُ عَنْ ذَلِکَ اءَمْثَلُ.

فَتَفَهَّمْ یَا بُنَیَّ، وَصِیَّتِی ، وَاعْلَمْ اءَنَّ مَالِکَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِکُ الْحَیَاهِ وَ اءَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِیتُ، وَ اءَنَّ الْمُفْنِیَ هُوَ الْمُعِیدُ، وَ اءَنَّ الْمُبْتَلِیَ هُوَ الْمُعَافِی ، وَ اءَنَّ الدُّنْیَا لَمْ تَکُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلا عَلَى مَا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ مِنَ النَّعْمَاءِ وَالاِبْتِلاَءِ وَالْجَزَاءِ فِی الْمَعَادِ، وَ مَا شَاءَ مِمَّا لاَ نَعْلَمُ.

فَإِنْ اءَشْکَلَ عَلَیْکَ شَیْءٌ مِنْ ذَلِکَ فَاحْمِلْهُ عَلَى جَهَالَتِکَ بِهِ، فَإِنَّکَ اءَوَّلُ مَا خُلِقْتَ بِهِ جَاهِلاً ثُمَّ عُلِّمْتَ، وَ مَا اءَکْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الْاءَمْرِ وَ یَتَحَیَّرُ فِیهِ رَاءْیُکَ، وَ یَضِلُّ فِیهِ بَصَرُکَ، ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِکَ، فَاعْتَصِمْ بِالَّذِی خَلَقَکَ، وَرَزَقَکَ وَسَوَّاکَ، فَلْیَکُنْ لَهُ تَعَبُّدُکَ، وَ إِلَیْهِ رَغْبَتُکَ، وَ مِنْهُ شَفَقَتُکَ.

وَاعْلَمْ یَا بُنَیَّ، اءَنَّ اءَحَدا لَمْ یُنْبِئْ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ کَمَا اءَنْبَاءَ عَنْهُ الرَّسُولُ، ص فَارْضَ بِهِ رَائِدا، وَ إِلَى النَّجَاهِ قَائِدا، فَإِنِّی لَمْ آلُکَ نَصِیحَهً، وَ إِنَّکَ لَنْ تَبْلُغَ فِی النَّظَرِ لِنَفْسِکَ وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِی لَکَ.

وَاعْلَمْ یَا بُنَیَّ، اءَنَّهُ لَوْ کَانَ لِرَبِّکَ شَرِیکٌ لَاءَتَتْکَ رُسُلُهُ، وَ لَرَاءَیْتَ آثَارَ مُلْکِهِ وَ سُلْطَانِهِ، وَ لَعَرَفْتَ اءَفْعَالَهُ وَ صِفَاتَهِ، وَ لَکِنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ کَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ لاَ یُضَادُّهُ فِی مُلْکِهِ اءَحَدٌ، وَ لاَ یَزُولُ اءَبَدا، وَ لَمْ یَزَلْ، اءَوَّلٌ قَبْلَ الْاءَشْیَاءِ بِلاَ اءَوَّلِیَّهٍ، وَ آخِرٌ بَعْدَ الْاءَشْیَاءِ بِلاَ نِهَایَهٍ، عَظُمَ عَنْ اءَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِیَّتُهُ بِإِحَاطَهِ قَلْبٍ اءَوْ بَصَرٍ.

فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِکَ فَافْعَلْ کَمَا یَنْبَغِی لِمِثْلِکَ اءَنْ یَفْعَلَهُ فِی صِغَرِ خَطَرِهِ، وَ قِلَّهِ مَقْدِرَتِهِ، وَ کَثْرَهِ عَجْزِهِ، و عَظِیمِ حَاجَتِهِ إِلَى رَبِّهِ، فِی طَلَبِ طَاعَتِهِ، وَالرَّهْبَهِ مِنْ عُقُوبَتِهِ، وَالشَّفَقَهِ مِنْ سُخْطِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ یَأْمُرْکَ إِلا بِحَسَنٍ، وَ لَمْ یَنْهَکَ إِلا عَنْ قَبِیحٍ.

یَا بُنَیَّ، إِنِّی قَدْ اءَنْبَأْتُکَ عَنِ الدُّنْیَا وَ حَالِهَا، وَ زَوَالِهَا وَانْتِقَالِهَا، وَ اءَنْبَأْتُکَ عَنِ الْآخِرَهِ وَ مَا اءُعِدَّ لِاءَهْلِهَا فِیهَا وَ ضَرَبْتُ لَکَ فِیهِمَاالْاءَمْثَالَ لِتَعْتَبِرَ بِهَا وَ تَحْذُوَ عَلَیْهَا.

إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ الدُّنْیَا کَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَبَا بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِیبٌ فَاءَمُّوا مَنْزِلاً خَصِیبا، وَ جَنَابا مَرِیعا، فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ الطَّرِیقِ، وَ فِرَاقَ الصَّدِیقِ وَ خُشُونَهَ السَّفَرِ، وَ جُشُوبَهَ المَطْعَمِ، لِیَأْتُوا سَعَهَ دَارِهِمْ، وَ مَنْزِلَ قَرَارِهِمْ، فَلَیْسَ یَجِدُونَ لِشَیْءٍ مِنْ ذَلِکَ اءَلَما، وَ لاَ یَرَوْنَ نَفَقَهً فِیهِ مَغْرَما، وَ لاَ شَیْءَ اءَحَبُّ إِلَیْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ، وَ اءَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلِّهِمْ.

وَ مَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا کَمَثَلِ قَوْمٍ کَانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِیبٍ فَنَبَا بِهِمْ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِیبٍ، فَلَیْسَ شَیْءٌ اءَکْرَهَ إِلَیْهِمْ وَ لاَ اءَفْظَعَ عِنْدَهُمْ مِنْ مُفَارَقَهِ مَا کَانُوا فِیهِ إِلَى مَا یَهْجُمُونَ عَلَیْهِ، وَ یَصِیرُونَ إِلَیْهِ.

یَا بُنَیَّ، اجْعَلْ نَفْسَکَ مِیزَانا فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ غَیْرِکَ، فَاءَحْبِبْ لِغَیْرِکَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِکَ، وَاکْرَهْ لَهُ مَا تَکْرَهُ لَهَا، وَ لاَ تَظْلِمْ کَمَا لاَ تُحِبُّ اءَنْ تُظْلَمَ، وَ اءَحْسِنْ کَمَا تُحِبُّ اءَنْ یُحْسَنَ إِلَیْکَ، وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِکَ مَا تَسْتَقْبِحُ مِنْ غَیْرِکَ، وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِکَ، وَ لاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ وَ إِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ، وَ لاَ تَقُلْ مَا لاَ تُحِبُّ اءَنْ یُقَالَ لَکَ.

وَاعْلَمْ اءَنَّ الْإِعْجَابَ ضِدُّ الصَّوَابِ وَ آفَهُ الْاءَلْبَابِ، فَاسْعَ فِی کَدْحِکَ، وَ لاَ تَکُنْ خَازِنا لِغَیْرِکَ، وَ إِذَا اءَنْتَ هُدِیتَ لِقَصْدِکَ فَکُنْ اءَخْشَعَ مَا تَکُونُ لِرَبِّکَ.

وَاعْلَمْ اءَنَّ اءَمَامَکَ طَرِیقا ذَا مَسَافَهٍ بَعِیدَهٍ، وَ مَشَقَّهٍ شَدِیدَهٍ، وَ اءَنَّهُ لاَ غِنَى بِکَ فِیهِ عَنْ حُسْنِ الاِرْتِیَادِ، وَ قَدْرِ بَلاَغِکَ مِنَ الزَّادِ مَعَ خِفَّهِ الظَّهْرِ، فَلاَ تَحْمِلَنَّ عَلَى ظَهْرِکَ فَوْقَ طَاقَتِکَ فَیَکُونَ ثِقْلُ ذَلِکَ وَبَالاً عَلَیْکَ، وَ إِذَا وَجَدْتَ مِنْ اءَهْلِ الْفَاقَهِ مَنْ یَحْمِلُ لَکَ زَادَکَ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَهِ فَیُوَافِیکَ بِهِ غَدا حَیْثُ تَحْتَاجُ إِلَیْهِ فَاغْتَنِمْهُ وَ حَمِّلْهُ إِیَّاهُ، وَ اءَکْثِرْ مِنْ تَزْوِیدِهِ وَ اءَنْتَ قَادِرٌ عَلَیْهِ، فَلَعَلَّکَ تَطْلُبُهُ فَلاَ تَجِدُهُ، وَاغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَکَ فِی حَالِ غِنَاکَ لِیَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَکَ فِی یَوْمِ عُسْرَتِکَ.

وَاعْلَمْ اءَنَّ اءَمَامَکَ عَقَبَهً کَؤُودا، الْمُخِفُّ فِیهَا اءَحْسَنُ حَالاً مِنَ الْمُثْقِلِ، وَالْمُبْطِئُ عَلَیْهَا اءَقْبَحُ حَالاً مِنَ الْمُسْرِعِ، وَ اءَنَّ مَهْبَطَها بِکَ لاَ مَحَالَهَ إِمَّا عَلَى جَنَّهٍ اءَوْ عَلَى نَارٍ، فَارْتَدْ لِنَفْسِکَ قَبْلَ نُزُولِکَ، وَ وَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِکَ، فَلَیْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ، وَ لاَ إِلَى الدُّنْیَا مُنْصَرَفٌ.

وَاعْلَمْ اءَنَّ الَّذِی بِیَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْاءَرْضِ قَدْ اءَذِنَ لَکَ فِی الدُّعَاءِ وَ تَکَفَّلَ لَکَ بِالْإِجَابَهِ، وَ اءَمَرَکَ اءَنْ تَسْاءَلَهُ لِیُعْطِیَکَ، وَ تَسْتَرْحِمَهُ لِیَرْحَمَکَ وَ لَمْ یَجْعَلْ بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ مَنْ یَحْجُبُهَ عَنْکُ، وَ لَمْ یُلْجِئْکَ إِلَى مَنْ یَشْفَعُ لَکَ إِلَیْهِ، وَ لَمْ یَمْنَعْکَ إِنْ اءَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَهِ، وَ لَمْ یُعَاجِلْکَ بِالنِّقْمَهِ وَ لَمْ یُعَیِّرْکَ بِالْإِنَابَهِ وَ لَمْ یَفْضَحْکَ حَیْثُ الْفَضِیحَهُ بِکَ اءَوْلَى ، وَ لَمْ یُشَدِّدْ عَلَیْکَ فِی قَبُولِ الْإِنَابَهِ، وَ لَمْ یُنَاقِشْکَ بِالْجَرِیمَهِ، وَ لَمْ یُؤْیِسْکَ مِنَ الرَّحْمَهِ، بَلْ جَعَلَ نُزُوعَکَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَهً، وَ حَسَبَ سَیِّئَتَکَ وَاحِدَهً، وَ حَسَبَ حَسَنَتَکَ عَشْرا، وَ فَتَحَ لَکَ بَابَ الْمَتَابِ وَ بَابَ الاِسْتِعْتَابِ، فَإِذَا نَادَیْتَهُ سَمِعَ نِدَاکَ، وَ إِذَا نَاجَیْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاکَ، فَاءَفْضَیْتَ إِلَیْهِ بِحَاجَتِکَ، وَ اءَبْثَثْتَهُ ذَاتَ نَفْسِکَ، وَ شَکَوْتَ إِلَیْهِ هُمُومَکَ، وَاسْتَکْشَفْتَهُ کُرُوبَکَ، وَاسْتَعَنْتَهُ عَلَى اءُمُورِکَ، وَ سَاءَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لاَ یَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غَیْرُهُ، مِنْ زِیَادَهِ الْاءَعْمَارِ، وَ صِحَّهِ الْاءَبْدَانِ، وَ سَعَهِ الْاءَرْزَاقِ.

ثُمَّ جَعَلَ فِی یَدَیْکَ مَفَاتِیحَ خَزَائِنِهِ، بِمَا اءَذِنَ لَکَ فِیهِ مِنْ مَسْاءَلَتِهِ، فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ اءَبْوَابَ نِعْمَتِهِ، وَاسْتَمْطَرْتَ شَآبِیبَ رَحْمَتِهِ، فَلاَ یُقَنِّطَنَّکَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ، فَإِنَّ الْعَطِیَّهَ عَلَى قَدْرِ النِّیَّهِ، وَ رُبَّمَا اءُخِّرَتْ عَنْکَ الْإِجَابَهُ لِیَکُونَ ذَلِکَ اءَعْظَمَ لِاءَجْرِ السَّائِلِ، وَ اءَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ، وَ رُبَّمَا سَاءَلْتَ الشَّیْءَ فَلاَ تُؤْتَاهُ، وَ اءُوتِیتَ خَیْرا مِنْهُ عَاجِلاً اءَوْ آجِلاً، اءَوْ صُرِفَ عَنْکَ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَکَ، فَلَرُبَّ اءَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِیهِ هَلاَکُ دِینِکَ لَوْ اءُوتِیتَهُ، فَلْتَکُنْ مَسْاءَلَتُکَ فِیمَا یَبْقَى لَکَ جَمَالُهُ، وَ یُنْفَى عَنْکَ وَبَالُهُ، فَالْمَالُ لاَ یَبْقَى لَکَ وَ لاَ تَبْقَى لَهُ.

وَاعْلَمْ یَا بُنَیَّ اءَنَّکَ إِنَّمَا خُلِقْتَ لِلاْخِرَهِ لاَ لِلدُّنْیَا، وَ لِلْفَنَاءِ لاَ لِلْبَقَاءِ، وَ لِلْمَوْتِ لاَ لِلْحَیَاهِ، وَ اءَنَّکَ فِی مَنْزِلِ قُلْعَهٍ، وَ دَارِ بُلْغَهٍ، وَ طَرِیقٍ إِلَى الْآخِرَهِ، وَ اءَنَّکَ طَرِیدُ الْمَوْتِ الَّذِی لاَ یَنْجُو مِنْهُ هَارِبُهُ، وَ لاَ یَفُوتُهُ طَالِبُهُ، وَ لاَ بُدَّ اءَنَّهُ مُدْرِکُهُ، فَکُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرٍ اءَنْ یُدْرِکَکَ وَ اءَنْتَ عَلَى حَالٍ سَیِّئَهٍ قَدْ کُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَکَ مِنْهَا بِالتَّوْبَهِ فَیَحُولَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ ذَلِکَ، فَإِذَا اءَنْتَ قَدْ اءَهْلَکْتَ نَفْسَکَ.

یَا بُنَیَّ، اءَکْثِرْ مِنْ ذِکْرِ الْمَوْتِ وَ ذِکْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَیْهِ، وَ تُفْضِی بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَیْهِ، حَتَّى یَأْتِیَکَ وَ قَدْ اءَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَکَ، وَ شَدَدْتَ لَهُ اءَزْرَکَ، وَ لاَ یَأْتِیَکَ بَغْتَهً فَیَبْهَرَکَ، وَ إِیَّاکَ اءَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلاَدِ اءَهْلِ الدُّنْیَا إِلَیْهَا، وَ تَکَالُبِهِمْ عَلَیْهَا، فَقَدْ نَبَّاءَکَ اللَّهُ عَنْهَا، وَ نَعَتْ هِیَ لَکَ عَنْ نَفْسِهَا، وَ تَکَشَّفَتْ لَکَ عَنْ مَسَاوِیهَا.

فَإِنَّمَا اءَهْلُهَا کِلاَبٌ عَاوِیَهٌ، وَ سِبَاعٌ ضَارِیَهٌ، یَهِرُّ بَعْضُهَا بَعْضا، وَ یَأْکُلُ عَزِیزُهَا ذَلِیلَهَا، وَ یَقْهَرُ کَبِیرُهَا صَغِیرَهَا، نَعَمٌ مُعَقَّلَهٌ وَ اءُخْرَى مُهْمَلَهٌ قَدْ اءَضَلَّتْ عُقُولَهَا، وَ رَکِبَتْ مَجْهُولَهَا، سُرُوحُ عَاهَهٍ بِوَادٍ وَعْثٍ، لَیْسَ لَهَا رَاعٍ یُقِیمُهَا، وَ لاَ مُسِیمٌ یُسِیمُهَا، سَلَکَتْ بِهِمُ الدُّنْیَا طَرِیقَ الْعَمَى ، وَ اءَخَذَتْ بِاءَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى ، فَتَاهُوا فِی حَیْرَتِهَا، وَ غَرِقُوا فِی نِعْمَتِهَا، وَاتَّخَذُوهَا رَبّا، فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَ لَعِبُوا بِهَا، وَ نَسُوا مَا وَرَاءَهَا، رُوَیْدا یُسْفِرُ الظَّلاَمُ، کَاءَنْ قَدْ وَرَدَتِ الْاءَظْعَانُ، یُوشِکُ مَنْ اءَسْرَعَ اءَنْ یَلْحَقَ.

وَاعْلَمْ یَا بُنَیَّ، اءَنَّ مَنْ کَانَتْ مَطِیَّتُهُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ فَإِنَّهُ یُسَارُ بِهِ وَ إِنْ کَانَ وَاقِفا، وَ یَقْطَعُ الْمَسَافَهَ وَ إِنْ کَانَ مُقِیما وَادِعا.
وَاعْلَمْ یَقِینا اءَنَّکَ لَنْ تَبْلُغَ اءَمَلَکَ، وَ لَنْ تَعْدُوَ اءَجَلَکَ وَ اءَنَّکَ فِی سَبِیلِ مَنْ کَانَ قَبْلَکَ، فَخَفِّضْ فِی الطَّلَبِ، وَ اءَجْمِلْ فِی الْمُکْتَسَبِ، فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ، وَ لَیْسَ کُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ، وَ لاَ کُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْرُومٍ.

وَ اءَکْرِمْ نَفْسَکَ عَنْ کُلِّ دَنِیَّهٍ وَ إِنْ سَاقَتْکَ إِلَى الرَّغَائِبِ، فَإِنَّکَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِکَ عِوَضا، وَ لاَ تَکُنْ عَبْدَ غَیْرِکَ وَ قَدْ جَعَلَکَ اللَّهُ حُرّا، وَ مَا خَیْرُ خَیْرٍ لاَ یُنَالُ إِلا بِشَرِّ، وَ یُسْرٍ لاَ یُنَالُ إِلا بِعُسْرٍ؟!

وَ إِیَّاکَ اءَنْ تُوجِفَ بِکَ مَطَایَا الطَّمَعِ فَتُورِدَکَ مَنَاهِلَ الْهَلَکَهِ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ اءَلا یَکُونَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ ذُو نِعْمَهٍ فَافْعَلْ، فَإِنَّکَ مُدْرِکٌ قَسْمَکَ، وَ آخِذٌ سَهْمَکَ، وَ إِنَّ الْیَسِیرَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ اءَعْظَمُ وَ اءَکْرَمُ مِنَ الْکَثِیرِ مِنْ خَلْقِهِ وَ إِنْ کَانَ کُلُّ مِنْهُ.

وَ تَلاَفِیکَ مَا فَرَطَ مِنْ صَمْتِکَ اءَیْسَرُ مِنْ إِدْرَاکِکَ مَافَاتَ مِنْ مَنْطِقِکَ، وَ حِفْظُ مَا فِی الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِکَاءِ، وَ حِفْظُ مَا فِی یَدَیْکَ اءَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِی یَدَیِْ غَیْرِکَ، وَ مَرَارَهُ الْیَأْسِ خَیْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ، وَالْحِرْفَهُ مَعَ الْعِفَّهَ خَیْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ، وَالْمَرْءُ اءَحْفَظُ لِسِرِّهِ، وَ رُبَّ سَاعٍ فِیمَا یَضُرُّهُ!

مَنْ اءَکْثَرَ اءَهْجَرَ، وَ مَنْ تَفَکَّرَ اءَبْصَرَ، قَارِنْ اءَهْلَ الْخَیْرِ تَکُنْ مِنْهُمْ، وَ بَایِنْ اءَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ، بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ، وَ ظُلْمُ الضَّعِیفِ اءَفْحَشُ الظُّلْمِ، إِذَا کَانَ الرِّفْقُ خُرْقا کَانَ الْخُرْقُ رِفْقا، رُبَّمَا کَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَالدَّاءُ دَوَاءً، وَ رُبَّمَا نَصَحَ غَیْرُ النَّاصِحِ وَ غَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ، وَ إِیَّاکَ وَالاِتِّکَالَ عَلَى الْمُنَى فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْکَى وَالْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ، وَ خَیْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَکَ.

بَادِرِ الْفُرْصَهَ قَبْلَ اءَنْ تَکُونَ غُصَّهً، لَیْسَ کُلُّ طَالِبٍ یُصِیبُ، وَ لاَ کُلُّ غَائِبٍ یَؤُوبُ، وَ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَهُ الزَّادِ وَ مَفْسَدَهُ الْمَعَادِ، وَ لِکُلِّ اءَمْرٍ عَاقِبَهٌ، سَوْفَ یَأْتِیکَ مَا قُدِّرَ لَکَ، التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ وَ رُبَّ یَسِیرٍ اءَنْمَى مِنْ کَثِیرٍ. و لاَ خَیْرَ فِی مُعِینٍ مَهِینٍ، وَ لاَ فِی صَدِیقٍ ظَنِینٍ، سَاهِلِ الدَّهْرَ مَا ذَلَّ لَکَ قَعُودُهُ، وَ لاَ تُخَاطِرْ بِشَیْءٍ رَجَاءَ اءَکْثَرَ مِنْهُ، وَ إِیَّاکَ اءَنْ تَجْمَحَ بِکَ مَطِیَّهُ اللَّجَاجِ، احْمِلْ نَفْسَکَ مِنْ اءَخِیکَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَى الصِّلَهِ، وَ عِنْدَ صُدُودِهِ عَلَى اللَّطَفِ وَالْمُقَارَبَهِ، وَ عِنْدَ جُمُودِهِ عَلَى الْبَذْلِ، وَ عِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَى الدُّنُوِّ، وَ عِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَى اللِّینِ، وَ عِنْدَ جُرْمِهِ عَلَى الْعُذْرِ، حَتَّى کَاءَنَّکَ لَهُ عَبْدٌ وَ کَاءَنَّهُ ذُو نِعْمَهٍ عَلَیْکَ، وَ إِیَّاکَ اءَنْ تَضَعَ ذَلِکَ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ، اءَوْ اءَنْ تَفْعَلَهُ بِغَیْرِ اءَهْلِهِ.

لاَ تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِیقِکَ صَدِیقا فَتُعَادِیَ صَدِیقَکَ وَامْحَضْ اءَخَاکَ النَّصِیحَهَ حَسَنَهً کَانَتْ اءَوْ قَبِیحَهً، وَ تَجَرَّعِ الْغَیْظَ فَإِنِّی لَمْ اءَرَ جُرْعَهً اءَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَهً وَ لاَ اءَلَذَّ مَغَبَّهً، وَ لِنْ لِمَنْ غَالَظَکَ فَإِنَّهُ یُوشِکُ اءَنْ یَلِینَ لَکَ، وَ خُذْ عَلَى عَدُوِّکَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ اءَحْلَى الظَّفَرَیْنِ، وَ إِنْ اءَرَدْتَ قَطِیعَهَ اءَخِیکَ فَاسْتَبِقْ لَهُ مِنْ نَفْسِکَ بَقِیَّهً یَرْجِعُ إِلَیْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذَلِکَ یَوْما مَا، وَ مَنْ ظَنَّ بِکَ خَیْرا فَصَدِّقْ ظَنَّهُ، وَ لاَ تُضِیعَنَّ حَقَّ اءَخِیکَ اتِّکَالاً عَلَى مَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ، فَإِنَّهُ لَیْسَ لَکَ بِاءَخٍ مَنْ اءَضَعْتَ حَقَّهُ.

وَ لاَ یَکُنْ اءَهْلُکَ اءَشْقَى الْخَلْقِ بِکَ، وَ لاَ تَرْغَبَنَّ فِیمَنْ زَهِدَ عَنْکَ، وَ لاَ یَکُونَنَّ اءَخُوکَ اءَقْوَى عَلَى قَطِیعَتِکَ مِنْکَ عَلَى صِلَتِهِ، وَ لاَ یَکُونَنَّ عَلَى الْإِسَاءَهِ اءَقْوَى مِنْکَ عَلَى الْإِحْسَانِ، وَ لاَ یَکْبُرَنَّ عَلَیْکَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَکَ، فَإِنَّهُ یَسْعَى فِی مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِکَ، وَ لَیْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّکَ اءَنْ تَسُوءَهُ.

وَاعْلَمْ یَا بُنَیَّ، اءَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَ زِرْقٌ یَطْلُبُکَ، فَإِنْ اءَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ اءَتَاکَ، مَا اءَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَهِ، وَالْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَى ، إِنَّمَا لَکَ مِنْ دُنْیَاکَ مَا اءَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاکَ، وَ إِنْ جَزَعْتَ عَلَى مَا تَفَلَّتَ مِنْ یَدَیْکَ فَاجْزَعْ عَلَى کُلِّ مَا لَمْ یَصِلْ إِلَیْکَ.

اسْتَدِلَّ عَلَى مَا لَمْ یَکُنْ بِمَا قَدْ کَانَ فَإِنَّ الْاءُمُورَ اءَشْبَاهٌ، وَ لاَ تَکُونَنَّ مِمَّنْ لاَ تَنْفَعُهُ الْعِظَهُ إِلا إِذَا بَالَغْتَ فِی إِیلاَمِهِ، فَإِنَّ الْعَاقِلَ یَتَّعِظُ بِالْآدَبِ، وَالْبَهَائِمَ لاَ تَتَّعِظُ إِلا بِالضَّرْبِ، اْطرَحْ عَنْکَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَ حُسْنِ الْیَقِینِ مَنْ تَرَکَ الْقَصْدَ جَارَ.

وَ الصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ وَ الصَّدِیقُ مَنْ صَدَقَ غَیْبُه ، وَ الْهَوَى شَرِیکُ الْعَمَى وَ رُبَّ بَعِیدٍ اءَقْرَبُ مِنْ قَرِیبٍ وَ قَرِیبٍ اءَبْعَدُ مِنْ بَعِیدٍ، وَ الْغَرِیبُ مَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ حَبِیبٌ، مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ، وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِهِ کَانَ اءَبْقَى لَهُ.

وَ اءَوْثَقُ سَبَبٍ اءَخَذْتَ بِهِ سَبَبٌ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ مَنْ لَمْ یُبَالِکَ فَهُوَ عَدُوُّکَ، قَدْ یَکُونُ الْیَأْسُ إِدْرَاکا إِذَا کَانَ الطَّمَعُ هَلاَکا، لَیْسَ کُلُّ عَوْرَهٍ تَظْهَرُ وَ لاَ کُلُّ فُرْصَهٍ تُصَابُ وَ رُبَّمَا اءَخْطَاءَ الْبَصِیرُ قَصْدَهُ وَ اءَصَابَ الْاءَعْمَى رُشْدَهُ.

اءَخِّرِ الشَّرَّ فَإِنَّکَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ وَ قَطِیعَهُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَهَ الْعَاقِلِ، مَنْ اءَمِنَ الزَّمَانَ خَانَهُ وَ مَنْ اءَعْظَمَهُ اءَهَانَهُ، لَیْسَ کُلُّ مَنْ رَمَى اءَصَابَ، إِذَا تَغَیَّرَ السُّلْطَانُ تَغَیَّرَ الزَّمَانُ، سَلْ عَنِ الرَّفِیقِ قَبْلَ الطَّرِیقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ.

إِیَّاکَ اءَنْ تَذْکُرَ مِنَ الْکَلاَمِ مَا یَکُونُ مُضْحِکا وَ إِنْ حَکَیْتَ ذَلِکَ عَنْ غَیْرِکَ الراءی فی المراءه وَ إِیَّاکَ وَ مُشَاوَرَهَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَاءْیَهُنَّ إِلَى اءَفْنٍ وَ عَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ وَ اکْفُفْ عَلَیْهِنَّ مِنْ اءَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِکَ إِیَّاهُنَّ، فَإِنَّ شِدَّهَ الْحِجَابِ اءَبْقَى عَلَیْهِنَّ وَ لَیْسَ خُرُوجُهُنَّ بِاءَشَدَّ مِنْ إِدْخَالِکَ مَنْ لاَ یُوثَقُ بِهِ عَلَیْهِنَّ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ اءَلا یَعْرِفْنَ غَیْرَکَ فَافْعَلْ وَ لاَ تُمَلِّکِ الْمَرْاءَهَ مِنْ اءَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا، فَإِنَّ الْمَرْاءَهَ رَیْحَانَهٌ وَ لَیْسَتْ بِقَهْرَمَانَهٍ وَ لاَ تَعْدُ بِکَرَامَتِهَا نَفْسَهَا وَ لاَ تُطْمِعْهَا فِی اءَنْ تَشْفَعَ لِغَیْرِهَا وَ إِیَّاکَ وَ التَّغَایُرَ فِی غَیْرِ مَوْضِعِ غَیْرَهٍ، فَإِنَّ ذَلِکَ یَدْعُو الصَّحِیحَهَ إِلَى السَّقَمِ وَ الْبَرِیئَهَ إِلَى الرِّیَبِ.

وَ اجْعَلْ لِکُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِکَ عَمَلاً تَأْخُذُهُ بِهِ، فَإِنَّهُ اءَحْرَى اءَ اَنْ لا یَتَوَاکَلُوا فِی خِدْمَتِکَ وَ اءَکْرِمْ عَشِیرَتَکَ فَإِنَّهُمْ جَنَاحُکَ الَّذِی بِهِ تَطِیرُ وَ اءَصْلُکَ الَّذِی إِلَیْهِ تَصِیرُ وَ یَدُکَ الَّتِی بِهَا تَصُولُ.

اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِینَکَ وَ دُنْیَاکَ وَ اسْاءَلْهُ خَیْرَ الْقَضَاءِ لَکَ فِی الْعَاجِلَهِ وَ الْآجِلَهِ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَهِ وَ السَّلاَمُ.

شماره نامه براساس نسخه صبحی صالح

ترجمه :

از وصیت آن حضرت (ع ) به حسن بن على (علیهما السلام ) در آن هنگام که از صفین بازمى گشتدر (حاضرین ) نوشته است :

از پدرى در آستانه فنا و معترف به گذشت زمان ، که عمرش روى در رفتن دارد و تسلیم گردش روزگار شده ، نکوهش کننده جهان ، جاى گیرنده در سراى مردگان ، که فردا از آنجا رخت برمى بندد، به فرزند خود که آرزومند چیزى است که به دست نیاید، راهرو راه کسانى است که به هلاکت رسیده اند و آماج بیماریهاست و گروگان گذشت روزگار. پسرى که تیرهاى مصائب به سوى او روان است ، بنده دنیاست و سوداگر فریب ، و وامدار مرگ و اسیر نیستى است و هم پیمان اندوه ها و همسر غمهاست ، آماج آفات و زمین خورده شهوات و جانشین مردگان است .

اما بعد. من از پشت کردن دنیا به خود و سرکشى روزگار بر خود و روى آوردن آخرت به سوى خود، دریافتم که باید در اندیشه خویش باشم و از یاد دیگران منصرف گردم و از توجه به آنچه پشت سر مى گذارم باز ایستم و هر چند، غمخوار مردم هستم ، غم خود نیز بخورم و این غمخوارى خود، مرا از خواهشهاى نفس بازداشت و حقیقت کار مرا بر من آشکار ساخت و به کوشش و تلاشم برانگیخت کوششى که در آن بازیچه اى نبود و با حقیقتى آشنا ساخت که در آن نشانى از دروغ دیده نمى شد. تو را جزئى از خود، بلکه همه وجود خود یافتم ، به گونه اى که اگر به تو آسیبى رسد، چنان است که به من رسیده و اگر مرگ به سراغ تو آید، گویى به سراغ من آمده است . کار تو را چون کار خود دانستم و این وصیت به تو نوشتم تا تو را پشتیبانى بود، خواه من زنده بمانم و در کنار تو باشم ، یا بمیرم .

تو را به ترس از خدا وصیت مى کنم ، اى فرزندم ، و به ملازمت امر او و آباد ساختن دل خود به یاد او و دست زدن در ریسمان او. کدام ریسمان از ریسمانى که میان تو و خداى توست ، محکمتر است ، هرگاه در آن دست زنى ؟ دل خویش به موعظه زنده دار و به پرهیزگارى و پارسایى بمیران و به یقین نیرومند گردان و به حکمت روشن ساز و به ذکر مرگ خوار کن و وادارش نماى که به مرگ خویش اقرار کند. چشمش را به فجایع این دنیا بگشاى و از حمله و هجوم روزگار و کژتابیهاى شب و روز برحذر دار. اخبار گذشتگان را بر او عرضه دار و از آنچه بر سر پیشینیان تو رفته است آگاهش ساز. بر خانه ها و آثارشان بگذر و در آنچه کرده اند و آن جایها، که رفته اند و آن جایها، که فرود آمده اند، نظر کن . خواهى دید که از جمع دوستان بریده اند و به دیار غربت رخت کشیده اند و تو نیز، یکى از آنها خواهى بود. پس منزلگاه خود را نیکودار و آخرتت را به دنیا مفروش و از سخن گفتن در آنچه نمى شناسى یا در آنچه بر عهده تو نیست ، بپرهیز و در راهى که مى ترسى به ضلالت کشد، قدم منه . زیرا باز ایستادن از کارهایى که موجب ضلالت است ، بهتر است از افتادن در ورطه اى هولناک . به نیکوکارى امر کن تا خود در زمره نیکوکاران در آیى . از کارهاى زشت نهى بنماى ، به دست و زبان ، و آن را که مرتکب منکر مى شود، بکوش تا از ارتکاب آن دوردارى و در راه خدا مجاهدت نماى ، آنسان ، که شایسته چنین مجاهدتى است . در کارهاى خدایى ملامت ملامتگران در تو نگیرد. و در هر جا که باشد، براى خدا، به هر دشوارى تن در ده و دین را نیکو بیاموز و خود را به تحمل ناپسندها عادت ده و در همه کارهایت به خدا پناه ببر. زیرا اگر خود را در پناه پروردگارت در آورى ، به پناهگاهى استوار و در پناه نگهبانى پیروزمند در آمده اى . اگر چیزى خواهى فقط از پروردگارت بخواه ، زیرا بخشیدن و محروم داشتن به دست اوست . و فراوان طلب خیر کن و وصیت را نیکو دریاب و از آن رخ بر متاب . زیرا بهترین سخنان سخنى است که سودمند افتد و بدان که در دانشى که در آن فایدتى نباشد، خیرى نباشد و علمى که از آن سودى حاصل نیاید، آموختنش شایسته نبود.

اى فرزند، هنگامى که دیدم به سن پیرى رسیده ام و سستى و ناتوانیم روى در فزونى دارد، به نوشتن این اندرز مبادرت ورزیدم و در آن خصلتهایى را آوردم ، پیش از آنکه مرگ بر من شتاب آورد و نتوانم آنچه در دل دارم با تو بگویم . یا همانگونه که در جسم فتور و نقصان پدید مى آید، در اندیشه ام نیز فتور و نقصان پدید آید. یا پیش از آنکه تو را اندرز دهم ، هواى نفس بر تو غالب آید و این جهان تو را مفتون خویش ‍ گرداند. و تو چون اشترى رمنده شوى که سر به فرمان نمى آورد و اندرز من در تو کارگر نیفتد. دل جوانان نوخاسته ، چونان زمین ناکشته است که هر تخم در آن افکنند، بپذیردش و بپروردش . من نیز پیش از آنکه دلت سخت و اندرزناپذیر شود و خردت به دیگر چیزها گراید، چیزى از ادب به تو مى آموزم . تا به جدّ تمام ، به کارپردازى و بهره خویش از آنچه اهل تجربت خواستار آن بوده اند و به محک خویش آزموده اند، حاصل کنى و دیگر نیازمند آن نشوى که خود، آزمون از سرگیرى . در این رهگذر، از ادب به تو آن رسد که ما با تحمل رنج به دست آورده ایم و آن حقایق که براى ما تاریک بوده براى تو روشن گردد.

اى فرزند، اگر چه من به اندازه پیشینیان عمر نکرده ام ، ولى در کارهاشان نگریسته ام و در سرگذشتشان اندیشیده ام و در آثارشان سیر کرده ام ، تا آنجا که ، گویى خود یکى از آنان شده ام . و به پایمردى آنچه از آنان به من رسیده ، چنان است که پندارى از آغاز تا انجام با آنان زیسته ام و دریافته ام که در کارها آنچه صافى و عارى از شایبه است کدام است و آنچه کدر و شایبه آمیز است ، کدام . چه کارى سودمند است و چه کارى زیان آور. پس ‍ براى تو از هر عمل ، پاکیزه تر آن را برگزیدم و جمیل و پسندیده اش را اختیار کردم و آنچه را که مجهول و سبب سرگردانى تو شود، به یک سو نهادم . و چونان پدرى شفیق که در کار فرزند خود مى نگرد، در کار تو نگریستم و براى تو از ادب چیزها اندوختم که بیاموزى و به کار بندى . و تو هنوز در روزهاى آغازین جوانى هستى و در عنفوان آن . هنوز نیتى پاک دارى و نفسى دور از آلودگى .

مصمم شدم که نخست کتاب خدا را به تو بیاموزم و از تاءویل آن آگاهت سازم و بیش از پیش به آیین اسلامت آشنا گردانم تا احکام حلال و حرام آن را فراگیرى و از این امور به دیگر چیزها نپرداختم . سپس ، ترسیدم که مباد آنچه سبب اختلاف عقاید و آراء مردم شده و کار را بر آنان مشتبه ساخته ، تو را نیز به اشتباه اندازد. در آغاز نمى خواستم تو را به این راه کشانم ، ولى با خود اندیشیدم که اگر در استحکام عقاید تو بکوشم به از این است که تو را تسلیم جریانى سازم که در آن از هلاکت ایمنى نیست . بدان امید بستم که خداوند تو را به رستگارى توفیق دهد و تو را راه راست نماید. پس به کار بستن این وصیتم را به تو سفارش مى کنم .

و بدان ، اى فرزند، که بهترین و محبوبترین چیزى که از این اندرز فرا مى گیرى ، ترس از خداست و اکتفا به آنچه بر تو واجب ساخته و گرفتن شیوه اى که پیشینیانت ، یعنى نیاکانت و نیکان خاندانت ، بدان کار کرده اند. زیرا، آنان همواره در کار خود نظر مى کردند، همانگونه که تو باید نظر کنى و به حال خود مى اندیشیدند، همان گونه که تو باید بیندیشى تا سرانجام ، به جایى رسیدند که آنچه نیکى بود، بدان عمل کردند و از انجام آنچه بدان مکلف نبودند، باز ایستادند. پس اگر نفس تو از به کار بردن شیوه آنان سرباز مى زند و مى خواهد خود حقایق را دریابد، چنانکه آنان دریافته بودند، پس بکوش تا هر چه طلب مى کنى از روى فهم و علم باشد، نه به ورطه شبهات افتادن و به بحث و جدل بیهوده پرداختن . پیش ‍ از آنکه در این طریق نظر کنى و قدم در آن نهى از خداى خود یارى بخواه و براى توفیق یافتنت به او روى آور و از هر چه تو را به شبهه مى کشاند یا به گمراهیت منجر مى شود، احتراز کن و چون یقین کردى که دلت صفا یافت و خاشع شد و اندیشه ات از پراکندگى برست و همه سعى تو منحصر در آن گردید، آنگاه به آنچه در این وصیت براى تو، بوضوح ، بیان داشته ام ، بنگر و اگر نتوانستى به آنچه دوست دارى ، دست یابى و براى تو آسودگى نظر و اندیشه حاصل نیامد، بدان که مانند شترى هستى که پیش ‍ پاى خود را نمى بیند و در تاریکى گام برمى دارد. کسى که به خطا مى رود و حق و باطل را به هم مى آمیزد، طالب دین نیست و بهتر آن است که از رفتن باز ایستد.

اى فرزند، وصیت مرا نیکو دریاب و بدان که مرگ در دست همان کسى است که زندگى در دست اوست و آنکه مى آفریند، همان است که مى میراند و آنکه فناکننده است ، همان است که باز مى گرداند و آنکه مبتلا کننده است همان است که شفا مى بخشد و دنیا استقرار نیافته مگر بر آن حال که خداوند براى آن مقرر داشته ، از نعمتها و آزمایشها و پاداش روز جزا یا امور دیگرى که خواسته و ما را از آنها آگاهى نیست . اگر درک بعضى از این امور بر تو دشوار آمد، آن را به حساب نادانى خود گذار، زیرا تو در آغاز نادان آفریده شده اى ، سپس ، دانا گردیده اى و چه بسیارند چیزهایى که تو نمى دانى و اندیشه ات در آن حیران است و بصیرتت بدان راه نمى جوید، ولى بعدها مى بینى و مى شناسى . پس چنگ در کسى زن که تو را آفریده است و روزى داده و اندامى نیکو بخشیده و باید که پرستش تو خاص او باشد و گرایش تو به او و ترس تو از او. و بدان اى فرزند، که هیچکس از خدا خبر نداده ، آنسان ، که پیامبر ما (صلى الله علیه و آله ) خبر داده است . پس بدان راضى شو، که او را پیشواى خود سازى و راه نجات را به رهبرى او پویى . من در نصیحت تو قصور نکردم و آنسان ، که من در اندیشه تو هستم ، تو خود در اندیشه خویش ‍ نیستى .

بدان ، اى فرزند، اگر پروردگارت را شریکى بود، پیامبران او هم نزد تو مى آمدند و آثار پادشاهى و قدرت او را مى دیدى و افعال و صفات او را مى شناختى . ولى خداى تو آنگونه که خود خویشتن را وصف کرده ، خدایى است یکتا. کسى در ملکش با او مخالفتى نکند، هرگز زوال نیابد و همواره خواهد بود. پیش از هر چیز بوده است ، که او را آغازى نیست و بعد از هر چیز خواهد بود، که او را نهایتى نیست . فراتر از این است که پروردگاریش ثابت شود به دانستن و شناختن به دل یا به چشم . چون این را دانستى ، اکنون چنان کن که از چون تویى شایسته است با وجود خردى قدر و منزلتش و اندک بودن تواناییش و فراوانى ناتوانیش و بسیارى نیازش به پروردگارش ، در فرمانبردارى از او و ترس از عقوبت او و بیم از خشم او. او تو را جز به نیکى فرمان ندهد و جز از زشتى باز ندارد.

اى فرزند، تو را آگاه کردم از دنیا و دگرگونیهایش و دست به دست گشتنهایش . و تو را از آخرت خبر دادم و آنچه براى اهل آخرت در آنجا مهیا شده و براى هر دو مثلهایى آوردم ، تا به آنها عبرت گیرى و از آنها پیروى کنى . مثل کسانى که دنیا را به آزمون شناخته اند، مثل جماعتى است از مسافران که در منزلگاهى قحطى زده و بى آب و گیاه منزل دارند و از آنجا آهنگ جایى سبز و خرم و پر آب و گیاه نمایند. اینان سختى راه و جدایى از دوستان و مشقت سفر و ناگوارى غذا را به جان بخرند تا به آن سراى گشاده ، که قرارگاه آنهاست ، برسند. پس ، آن همه رنجها را که در راه کشیده اند، آسان شمارند و آن هزینه که کرده اند زیان نپندارند. و برایشان چیزى خوشتر از آن نیست که به منزلگاهشان نزدیک کند و به محل موعودشان درآورد. و مثل کسانى که فریب دنیا را خورده اند، مثل جماعتى است که در منزلگاهى سبز و خرم و با نعمت بسیار بوده اند و از آنجا به منزلگاهى خشک و بى آب و گیاه رخت افکنده اند. پس براى آنان چیزى ناخوشایندتر و دشوارتر از جدایى از جایى که در آن بوده اند و رسیدن به جایى که بدان رخت کشیده اند، نباشد.

اى فرزند، خود را در آنچه میان تو و دیگران است ، ترازویى پندار. پس ‍ براى دیگران دوست بدار آنچه براى خود دوست مى دارى و براى دیگران مخواه آنچه براى خود نمى خواهى و به کس ستم مکن همانگونه که نخواهى که بر تو ستم کنند.

به دیگران نیکى کن ، همانگونه که خواهى که به تو نیکى کنند. آنچه از دیگران زشت مى دارى از خود نیز زشت بدار. آنچه از مردم به تو مى رسد و خشنودت مى سازد، سزاوار است که از تو نیز به مردم همان رسد. آنچه نمى دانى مگوى ، هر چند، آنچه مى دانى اندک باشد و آنچه نمى پسندى که به تو گویند، تو نیز بر زبان میاور و بدان که خودپسندى ، خلاف راه صواب است و آفت خرد آدمى . سخت بکوش ، ولى گنجور دیگران مباش . و چون راه خویش یافتى ، به پیشگاه پروردگارت بیشتر خاشع باش .

و بدان ، که در برابر تو راهى است ، بس دراز و با مشقت بسیار. پیمودن این راه را نیاز به طلب است ، به وجهى نیکو. توشه برگیر بدان مقدار که تو را برساند، در عین سبک بودن پشتت از بار گران . پس بیش از توان خویش بار بر پشت منه که سنگینى آن تو را بیازارد. هرگاه مستمند بینوایى را یافتى که توشه ات را تا روز قیامت ببرد و در آن روز که روز نیازمندى توست همه آن را به تو باز پس دهد، چنین کسى را غنیمت بشمار و بار خود بر او نه و فراوانش مدد رسان ، اکنون که بر او دست یافته اى ، بسا، روزى او را بطلبى و نیابى . و نیز غنیمت بشمر کسى را که در زمان توانگریت از تو وام مى طلبد تا در روز سختى به تو ادا کند.

و بدان ، که در برابر تو گردنه اى است بس دشوار. کسى که بارش سبکتر باشد درگذر از آن ، نیکو حال تر از کسى باشد که بارى گران بر دوش دارد. و آنکه آهسته مى رود، از آنکه شتاب مى ورزد، بدحال تر بود. جاى فرود آمدن از آن گردنه یا بهشت است یا دوزخ . پس ، پیش از فرود آمدنت ، براى خود پیشروى فرست و منزلى مهیا کن . زیرا پس از مرگ ، خشنود ساختن خداوند را وسیلتى نیست و راه بازگشت به دنیا بسته است .

و بدان ، که خداوندى که خزاین آسمانها و زمین به دست اوست ، تو را رخصت دعا داده و خود اجابت آن را بر عهده گرفته است و از تو خواسته که از او بخواهى تا عطایت کند و از او آمرزش طلبى تا بیامرزدت و میان تو و خود، هیچکس را حجاب قرار نداده و تو را به کسى وانگذاشت که در نزد او شفاعتت کند و اگر مرتکب گناهى شدى از توبه ات باز نداشت و در کیفرت شتاب نکرد. و چون بازگشتى سرزنشت ننمود و در آن زمان ، که در خور رسوایى بودى ، رسوایت نساخت و در قبول توبه بر تو سخت نگرفت و به سبب گناهى که از تو سرزده به تنگنایت نیفکند و از رحمت خود نومیدت نساخت . بلکه روى گردانیدن تو را از گناه ، حسنه شمرد. و گناه تو را یک بار کیفر دهد و کار نیکت را ده بار جزا دهد. و باب توبه را به رویت بگشود. چون ندایش دهى ، آوازت را مى شنود و اگر براز سخن گویى ، آن را مى داند. پس حاجت به نزد او ببر و راز دل در نزد او بگشاى و غم خود به نزد او شکوه نماى و از او چاره غمهایت را بخواه و در کارهایت از او یارى بجوى و از خزاین رحمت او چیزى بطلب که جز او را توان عطاى آن نباشد، چون افزونى در عمر و سلامت در جسم و گشایش در روزى .

خداوند کلیدهاى خزاین خود را در دستان تو نهاده است ، زیرا تو را رخصت داده که از او بخواهى و هر زمان که بخواهى درهاى نعمتش را به دعا بگشایى و ریزش باران رحمتش را طلب کنى . اگر تو را دیر اجابت فرمود، نومید مشو. زیرا عطاى او بسته به قدر نیت باشد. چه بسا در اجابت تاءخیر روا دارد تا پاداش سؤ ال کننده بزرگتر و عطاى آرزومند، افزونتر گردد. چه بسا چیزى را خواسته اى و تو را نداده اند، ولى بهتر از آن را در این جهان یا در آن جهان به تو دهند. یا صلاح تو در آن بوده که آن را از تو دریغ دارند. چه بسا چیزى از خداوند طلبى که اگر ارزانیت دارد تباهى دین تو را سبب شود. پس همواره از خداوند چیزى بخواه که نیکى آن برایت برجاى ماند و رنج و مشقت آن از تو دور باشد. نه مال براى تو باقى ماند و نه ، تو براى مال باقى مانى .

و بدان ، که تو را براى آخرت آفریده اند، نه براى دنیا. براى فنا آفریده اند، نه براى بقا و براى مرگ آفریده اند، نه براى زندگى . در سرایى هستى ناپایدار که باید از آن رخت بربندى . تنها روزى چند در آن خواهى زیست . راه تو راه آخرت است و تو شکار مرگ هستى . مرگى که نه تو را از آن گریز است و نه گزیر. در پى هر که باشد از دستش نهلد و خواه و ناخواه او را خواهد یافت . از آن ترس ، که گرفتارت سازد و تو سرگرم گناه بوده باشى ، به این امید که زان سپس ، توبه خواهى کرد. ولى مرگ میان تو و توبه ات حایل شود و تو خود را تباه ساخته باشى .

اى فرزند، فراوان مرگ را یاد کن و هجوم ناگهانى آن را به خاطر داشته باش و در اندیشه پیشامدهاى پس از مرگ باش . تا چون مرگ به سراغت آید، مهیاى آن شده ، کمر خود را بسته باشى ، به گونه اى که فرا رسیدنش ‍ بناگهان مغلوبت نسازد. زنهار، که فریب نخورى از دلبستگى دنیاداران به دنیا و کشاکش آنها بر سر دنیا. زیرا خداوند تو را از آن خبر داده است و دنیا خود، خویشتن را براى تو توصیف کرده است و از بدیهاى خود پرده برگرفته است . دنیاطلبان چون سگانى هستند که بانگ مى کنند و چون درندگانى هستند که بر سر طعمه از روى خشم زوزه مى کشند و آنکه نیرومندتر است ، آن را که ناتوان تر است ، مى خورد و آنکه بزرگتر است ، آن را که خردتر است ، مغلوب مى سازد، ستورانى هستند برخى پاى بسته و برخى رها شده که عقل خود را از دست داده اند و رهسپار بیراهه اند. آنان را در بیابانى درشتناک و صعب رها کرده اند تا گیاه آفت و زیان بچرند. شبانى ندارند که نگهداریشان کند و نه چراننده اى که بچراندشان . دنیا به کوره راهشان مى راند و دیدگانشان را از فروغ چراغ هدایت محروم داشته . سرگردان در بیراهه اند ولى غرق در نعمت . دنیا را پروردگار خویش گرفته اند.

دنیا آنها را به بازى گرفته و آنها نیز سرگرم بازى با دنیا شده اند و آن سوى این جهان را به فراموشى سپرده اند.
اندکى بپاى تا پرده تاریکى به کنارى رود. گویى کجاوه ها رسیده اند و آنکه مى شتابد به کاروان گذشتگان مى رسد. بدان ، اى فرزند، کسى که مرکبش شب و روز باشد، او را مى برند، هر چند به ظاهر ایستاده باشد و مسافت را طى مى کند، هر چند، در امن و راحت غنوده باشد.

و به یقین بدان که به آرزویت نخواهى رسید و از مرگ خویش رستن نتوانى . تو به همان راهى مى روى که پیشینیان تو مى رفتند. پس در طلب دنیا، لختى مدارا کن و سهل گیر و در طلب معاش نیکو تلاش کن ، زیرا چه بسا طلب که به نابودى سرمایه کشد. زیرا چنان نیست که هر کس به طلب خیزد، روزیش دهند و چنان نیست که هر کس در طلب نشتابد، محروم ماند. نفس خود را گرامى دار از آلودگى به فرومایگى ، هر چند تو را به آروزیت برساند. زیرا آنچه از وجود خویش مایه مى گذارى دیگر به دستت نخواهد آمد. بنده دیگرى مباش ، خداوندت آزاد آفریده است . خیرى که جز به شر حاصل نشود، در آن چه فایدت و آسایشى که جز به مشقت به دست نیاید، چگونه آسایشى است ؟

بپرهیز از اینکه مرکبهاى آزمندى تو را به آبشخور هلاکت برند. اگر توانى صاحب نعمتى را میان خود و خداى خود قرار ندهى ، چنان کن . زیرا تو بهره خویش خواهى یافت و سهم خود بر خواهى گرفت . آن اندک که از سوى خداى سبحان به تو رسد بزرگتر و گرامیتر است از بسیارى که از آفریدگانش رسد، هر چند، هر چه هست ، از اوست . جبران آنچه به سبب خاموش ماندنت به دست نیاورده اى ، آسانتر است از به دست آوردن آنچه به گفتن از دست داده اى . نگهدارى آنچه در ظرف است ، بسته به محکمى بند آن است . نگهدارى آنچه در دست دارى ، براى من دوست داشتنى تر است از طلب آنچه در دست دیگرى است . تلخى نومیدى بهتر است از دست طلب پیش مردمان دراز کردن . پیشه ورى با پارسایى به از توانگرى آلوده به گناه . آدمى بهتر از هر کس دیگر نگهبان راز خویش است . بسا کسان که بکوشند و ندانند به سوى چه زیانى پیش ‍ مى تازند. پرگو همواره یاوه سراست . آنکه مى اندیشد، چشم بصیرتش ‍ بینا شود. با نیکان بیامیز تا از آنان شمرده شوى . از بدان بپرهیز تا در شمار آنان نیایى . بدترین خوردنیها چیزى است ، که حرام باشد. ستم بر ناتوان نکوهیده ترین ستم است . جایى که مدارا، درشتى به حساب آید، درشتى ، مدارا شمرده شود. بسا که دارو سبب مرگ شود و بسا دردا که خود دارو بود. بسا کسا که در او امید نصیحتى نرود و نصیحتى نیکو کند و کسى که از او نصیحت خواهند و خیانت کند. زنهار از تکیه کردن به دیدار آروزها، که آرزو سرمایه کم خردان است . عقل ، به یاد سپردن تجربه هاست .

بهترین تجربه تو تجربه اى است که تو را اندرزى باشد.
فرصت را غنیمت بشمار، پیش از آنکه غصه اى گلوگیر شود. چنان نیست که هر که به طلب برخیزد به مقصود تواند رسید و چنان نیست که هر چه از دست شود، دوباره ، بازگردد. از تبهکارى است ، از دست نهادن زاد راه و تباه کردن آخرت . هر کارى را عاقبتى است . آنچه تو را مقدر شده خواهد آمد. بازرگان دستخوش خطر است . بسا اندک که از بسیار بارورتر بود. در دوست فرومایه و یار بخیل فایدتى نیست . سخت مکوش با زمانه چندانکه ، مرکب آن رام و مطیع توست و تا سود بیشتر حاصل کنى ، خطر را به جان مخر. زنهار از اینکه مرکب ستیزه جویى تو را از جاى برکند. اگر دوستت پیوند از تو گسست ، پیوستن او را بر خود هموار سازد و چون از تو رخ برتافت تو به لطف پیوند روى آور و چون بخل ورزید، تو دست بخشش بگشاى و چون دورى گزید، تو نزدیک شو و چون درشتى نمود، تو نرمى پیش آر و چون مرتکب خطایى شد، عذرش را بپذیر، آنسان ، که گویى تو بنده او هستى و او ولى نعمت تو. ولى مباد که اینها نه به جاى خود کنى یا با نااهلان نیکى کنى . دشمن دوست را دوست خود مشمار که سبب دشمنى تو با دوست گردد. وقتى که برادرت را اندرز مى دهى چه نیک و چه ناهنجار، سخن از سر اخلاص گوى و خشم خود اندک اندک فرو خور که من به شیرینى آن شربتى ننوشیده ام و پایانى گواراتر از آن ندیده ام . با آنکه ، با تو درشتى کند، نرمى نماى تا او نیز با تو نرمى کند. با دشمن خود احسان کن که آن شیرینترین دو پیروزى است ، انتقام و گذشت . اگر از دوست خود گسستن خواهى ، جایى براى آشتى بگذار که اگر روزى بازگشتن خواهد، تواند. اگر کسى درباره تو گمان نیک برد، تو نیز با کارهاى نیک خود گمانش را به حقیقت پیوند. به اعتمادى که میان شماست ، حق دوستت را ضایع مکن ، زیرا کسى که حق او را ضایع کنى ، دیگر دوست تو نخواهد بود. با کسانت چنان کن که بى بهره ترین مردم از تو نباشند.

با کسى که از تو دورى مى جوید، دوستى مکن . و نباید دوست تو در گسستن پیوند دوستى ، دلیلى استوارتر از تو در پیوند دوستى داشته باشد. و نباید انگیزه اش در بدى کردن به تو از نیکى کردن به تو بیشتر باشد. ستم آنکه بر تو ستم روا مى دارد در چشمت بزرگ نیاید، زیرا در زیان تو و سود خود مى کوشد. پاداش کسى که تو را شادمان مى سازد، بدى کردن به او نیست .

و بدان ، اى فرزند، که روزى بر دو گونه است یکى آنکه تو آن را بطلبى و یکى آنکه او در طلب تو باشد و اگر تو نزد او نروى او نزد تو آید. چه زشت است فروتنى هنگام نیازمندى و درشتى به هنگام بى نیازى . از دنیایت همان اندازه بهره توست که در آبادانى خانه آخرتت صرف مى کنى . اگر آنچه از دست مى دهى ، سبب زارى کردن توست پس به هر چه به دستت نیامده ، نیز، زارى کن . دلالت جوى از آنچه بوده بر آنچه نبوده ، زیرا کارها به یکدیگر همانندند. از آن کسان مباش که اندرز سودشان نکند، مگر آنگاه که در آزارشان مبالغت رود، زیرا عاقلان به ادب بهره گیرند و به راه آیند و ستوران به زدن . هر غم و اندوه را که بر تو روى آرد، به افسون شکیبایى و یقین نیکو، از خود دور ساز. هر که عدالت را رها کرد به جور و ستم گرایید. دوست به منزله خویشاوند است . و دوست حقیقى کسى است که در غیبت هم در دوستیش صادق باشد. هوا و هوس شریک رنج و الم است . چه بسا بیگانه اى که خویشاوندتر از خویشاوند است ، و چه بسا خویشاوندى که از بیگانه ، بیگانه تر است . غریب کسى است که او را دوستى نباشد. هر که از حق تجاوز کند به تنگنا افتد. هر کس به مقدار خویش بسنده کند قدر و منزلتش برایش باقى بماند. استوارترین رشته پیوند، رشته پیوند میان تو و خداست . هر که در اندیشه تو نیست ، دشمن توست . گاه نومید ماندن به منزله یافتن است هنگامى که طمع سبب هلاکت باشد. نه هر خللى را به آشکارا توان دید و نه هر فرصتى به دست آید. چه بسا بینا در راه ، به خطا رود و نابینا به مقصد رسد. انجام دادن کارهاى بد را به تاءخیر انداز، زیرا هر زمان که خواهى توانى بشتابى و به آن دست یابى . بریدن از نادان ، همانند پیوستن به داناست . هر که از روزگار ایمن نشیند، هم روزگار به او خیانت کند. هر که زمانه را ارج نهد، زمانه خوارش دارد. نه چنان است که هر که تیرى افکند به هدف رسد. چون راءى سلطان دگرگون شود، روزگار دگرگون گردد. پیش از قدم نهادن در راه بپرس که همراهت کیست و پیش از گرفتن خانه بنگر که همسایه ات کیست . زنهار از گفتن سخن خنده آور، هر چند، آن را از دیگرى حکایت کنى . از راءى زدن با زنان بپرهیز، زیرا ایشان را راءیى سست و عزمى ناتوان است . زنان را روى پوشیده دار تا چشمشان به مردان نیفتد، زیرا حجاب ، زنان را بیش از هر چیز از گزند نگه دارد. خارج شدنشان از خانه بدتر نیست از اینکه کسى را که به او اطمینان ندارى به خانه در آورى . اگر توانى کارى کنى که جز تو را نشناسد چنان کن و کارى را که برون از توان اوست ، به او مسپار، زیرا زن چون گل ظریف است ، نه پهلوان خشن . گرامى داشتنش را از حد مگذران و او را به طمع مینداز، چندان که دیگرى را شفاعت کند. زنهار از رشک بردن و غیرت نمودن نابجا، زیرا سبب مى شود که زن درستکار به نادرستى افتد و زنى را که به عفت آراسته است به تردید کشاند. براى هر یک از خادمانت وظیفه اى معین کن که به انجام آن پردازد و هر یک ، کار تو را به عهده آن دیگر نیندازد. عشیره خود را گرامى دار، که ایشان بالهاى تو هستند که به آن مى پرى و اصل و ریشه تواند که بدان بازمى گردى و دست تو هستند که به آن حمله مى آورى .

دین و دنیایت را به خدا مى سپارم و از او بهترین سرنوشت را براى تو مى طلبم ، هم اکنون و هم در آینده ، هم در دنیا و هم در آخرت . والسلام .

ترجمه عبدالحمید آیتی۳۱

موضوعات نهج البلاغه(برچسب های)

برچسب ها

خطبه شماره ۱۸۹(نسخه صبحی صالح ) ترجمه عبدالمحمد آیتی

خطبه : ۱۸۹

 و من کلام له ( علیه ‏السلام  ) فی الإیمان و وجوب الهجره

أقسام الإیمان‏

فَمِنَ الْإِیمَانِ مَا یَکُونُ ثَابِتا مُسْتَقِرّا فِی الْقُلُوبِ، وَ مِنْهُ مَا یَکُونُ عَوَارِیَّ بَیْنَ الْقُلُوبِ وَالصُّدُورِ إِلَى اءَجَلٍ مَعْلُومٍ، فَإِذَا کَانَتْ لَکُمْ بَرَاءَهٌ مِنْ اءَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتَّى یَحْضُرَهُ الْمَوْتُ، فَعِنْدَ ذَلِکَ یَقَعُ حَدُّ الْبَرَاءَهِ.

وجوب الهجره

وَالْهِجْرَهُ قَائِمَهٌ عَلَى حَدِّهَا الْاءَوَّلِ، مَا کَانَ لِلَّهِ تَعالى فِی اءَهْلِ الْاءَرْضِ حَاجَهٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ الْإِمَّهِ وَ مُعْلِنِهَا، لاَ یَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَهِ عَلَى اءَحَدٍ إِلا بِمَعْرِفَهِ الْحُجَّهِ فِی الْاءَرْضِ، فَمَنْ عَرَفَهَا وَ اءَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ، وَ لاَ یَقَعُ اسْمُ الاِسْتِضْعَافِ عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّهُ فَسَمِعَتْهَا اءُذُنُهُ وَ وَعَاهَا قَلْبُهُ.

صوبه الإیمان‏

إِنَّ اءَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ، لاَ یَحْمِلُهُ إِلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ، وَ لاَ یَعِی حَدِیثَنَا إِلا صُدُورٌ اءَمِینَهٌ وَ اءَحْلاَمٌ رَزِینَهٌ.

علم الوصی‏

اءَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ اءَنْ تَفْقِدُونِی فَلَاءَنَا بِطُرُقِ السَّمَاءِ اءَعْلَمُ مِنِّی بِطُرُقِ الْاءَرْضِ قَبْلَ اءَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَهٌ تَطَأُ فِی خِطَامِهَا، وَ تَذْهَبُ بِاءَحْلاَمِ قَوْمِهَا.

ترجمه :

سخنى از آن حضرت (ع )

گونه اى از ایمان است که ثابت است و در درون دلها جایگزین و گونه اى است که میان دلها و سینه ها عاریت است تا آن روز معلوم (یعنى مرگ )، پس هرگاه خواستید از کسى بیزارى جویید، تاءمّل کنید تا زمان مرگش فرا رسد. اینجاست مرز بیزارى جستن با مرز بیزارى نجستن .

هجرت از ضلالت به هدایت همانگونه ، که واجب بود باز هم واجب است .
خداوند را به مردم روى زمین نیازى نیست ، چه آنان که ایمان خویش ‍ پنهان دارند و چه آنان که آشکار کنند. نام مهاجر بر کسى ننهند مگر آنکه حجت خداى بر روى زمین را بشناسد، پس ، هر که او را شناخت و به او اقرار آورد مهاجر است . و نام مستضعف بر کسى که خبر حجت خدا به او برسد و به گوش خود بشنود و در دلش جاى گیرد، صادق نباشد.

حقیقت امر ما سخت است و بر مردم سخت آید. کسى آن را نتواند برداشت مگر بنده مؤ منى که خدا قلبش را براى ایمان آزموده است و حدیث ما را فرا نگیرد جز سینه هاى امین و خردهاى استوار.

اى مردم از من بپرسید پیش از آنکه مرا نیابید (که ما به راههاى آسمان داناتریم از راههاى زمین ). و پیش از آنکه فتنه چونان اشترى گریخته از صاحب خود گام بردارد و مهار خود زیر پاى درنوردد و خردمندان را سرگردان سازد.

(خطبه ۲۳۱  آیتی)

خطبه شماره ۱۴۳ (نسخه صبحی صالح ) ترجمه عبدالمحمد آیتی

خطبه : ۱۴۳

و من خطبه له ع فی الاْسْتِسْقاءِ:  

اءَلا وَ إِنَّ الْاءَرْضَ الَّتِی تُحْمِلُکُمْ، وَ السَّماءَ الَّتِی تُظِلُّکُمْ، مُطِیعَتانِ لِرَبِّکُمْ، وَ ما اءَصْبَحَتا تَجُودانِ لَکُمْ بِبَرَکَتِهِما تَوَجُّعا لَکُمْ، وَ لا زُلْفَهً إِلَیْکُمْ، وَ لا لِخَیْرٍ تَرْجُوانِهِ مِنْکُمْ، وَ لَکِنْ اءُمِرَتا بِمَنافِعِکُمْ فَاءَطاعَتا، وَ اءُقِیمَتا عَلى حُدُودِ مَصالِحِکُمْ فَقامَتا.

إِنَّ اللَّهَ یَبْتَلِى عِبادَهُ عِنْدَ الْاءَعْمالِ السَّیِّئَهِ بِنَقْصِ الثَّمَراتِ، وَ حَبْسِ الْبَرَکاتِ، وَ إِغْلاقِ خَزائِنِ الْخَیْراتِ، لِیَتُوبَ تائِبٌ وَ یُقْلِعَ مُقْلِعٌ، وَ یَتَذَکَّرَ مُتَذَکِّرٌ، وَ یَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ، وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الاِسْتِغْفارَ سَبَبا لِدُرُورِ الرِّزْقِ، وَ رَحْمَهِ لِلْخَلْقِ، فَقالَ: سُبْحانَهُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّارا، یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْرارا وَ یُمْدِدْکُمْ بِاءَمْوالٍ وَ بَنینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ اءَنْهارا فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً اسْتَقْبَلَ تَوْبَتَهُ، وَ اسْتَقالَ خَطِیئَتَهُ، وَ بادَرَ مَنِیَّتَهُ.

اللَّهُمَّ إِنّا خَرَجْنا إِلَیْکَ مِنْ تَحْتِ الْاءَسْتارِ وَ الْاءَکْنانِ، وَ بَعْدَ عَجِیجِ الْبَهائِمِ وَ الْوِلْدَانِ، راغِبِینَ فِی رَحْمَتِکَ، وَ راجِینَ فَضْلَ نِعْمَتِکَ، وَ خائِفِینَ مِنْ عَذابِکَ وَ نِقْمَتِکَ.
اللَّهُمَّ فاسْقِنا غَیْثَکَ، وَ لا تَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطِینَ، وَ لا تُهْلِکْنا بِالسِّنِینَ، وَ لا تُؤ اخِذْنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا یا اءَرْحَمَ الرّاحِمِینَ.
اللَّهُمَّ إِنّا خَرَجْنا إِلَیْکَ نَشْکُو إِلَیْکَ ما لا یَخْفَى عَلَیْکَ، حِینَ اءَلْجَاءَتْنَا الْمَضایِقُ الْوَعْرَهُ، وَ اءَجاءَتْنا الْمَقاحِطُ الْمُجْدِبَهُ، وَ اءَعْیَتْنَا الْمَطالِبُ الْمُتَعَسِّرَهُ، وَ تَلاحَمَتْ عَلَیْنا الْفِتَنُ الْمُسْتَصْعِبَهُ.

اللَّهُمَّ إِنّا نَسْاءَلُکَ اءَن لا تَرُدَّنا خائِبِینَ، وَ لا تَقْلِبَنا واجِمِینَ، وَ لا تُخاطِبَنا بِذُنُوبِنا، وَ لا تُقایِسَنا بِاءَعْمالِنا.
اللَّهُمَّ انْشُرْ عَلَیْنا غَیْثَکَ وَ بَرَکَتِکَ وَ رِزْقَکَ وَ رَحْمَتَکَ، وَ اسْقِنا سُقْیا ناقِعَهً مُرْوِیَهً مُعْشِبَهً: تُنْبِتُ بِها ما قَدْ فاتَ، وَ تُحْیِى بِها ما قَدْ ماتَ، نافِعَهَ الْحَیا، کَثِیرَهَ الْمُجْتَنى ، تُرْوِی بِهَا الْقِیعانَ، وَ تُسِیلُ الْبُطْنانَ، وَ تَسْتَوْرِقُ الْاءَشْجارَ، وَ تُرْخِصُ الْاءَسْعارَ، إِنَّکَ عَلَى ما تَشاءُ قَدِیرٌ.

  ترجمه : 

خطبه اى از آن حضرت (ع ) در طلب باران : 

بدانید، زمینى که شما را بر پشت خود حمل مى کند و آسمانى که بر سرتان سایه گسترده است ، فرمانبردار پروردگار شما هستند و اگر برکات خود را بر شما ارزانى مى دارند، بدان سبب نیست که بر شما دل مى سوزانند یا مى خواهند به شما تقرب جویند یا از شما امید خیرى دارند، بلکه ، خداوند آن دو را فرمان داده که به شما سود رسانند و آن دو هم اطاعت کرده اند. خداوند، زمین و آسمان را براى مصالح شما بر پاى داشته و آن دو نیز برپاى ایستاده اند.

ایزد تعالى بندگانش را که مرتکب اعمال ناشایست شوند، به کاسته شدن میوه هاشان و نگه داشتن برکات از ایشان و فرو بستن خزاین خیرات به روى آنان مى آزماید. تا توبه کنندگان توبه کنند و گناهکاران از گناه کردن باز ایستند و پندگیرندگان پند گیرند.

و آن که اراده گناه کرده و منزجر گردد. خداوند، آمرزش خواستن را سبب فراوانى روزى و رحمت بر آفریدگان قرار داده ، که فرماید: (از پروردگارتان آمرزش بخواهید که او آمرزنده است . تا از آسمان برایتان پى در پى باران فرستد. و شما به اموال و فرزندان مدد کند.)(۳۹)پس ، خداوند رحمت کند کسى را که به توبه روى آورد و از خطاهاى خود بخشش طلبد و بر مرگ خود پیشى گیرد و تدارک امر آخرت کند.

اى خداوند، ما به سوى تو بیرون آمده ایم ، از درون خیمه ها و خانه هایى که ناله و فریاد ستوران و کودکانمان از آن بلند است . در حالى که ، رحمت تو را مى طلبیم و امید به فضل نعمت تو بسته ایم و از عذاب و خشم تو بیمناکیم .

بارخدایا، ما را به باران خود سیراب نما و نومیدمان باز مگردان و به قحط هلاک منماى و به آنچه سفیهان کرده اند مؤ اخذت مکن . اى بخشاینده ترین بخشایندگان .
اى خداوند، ما به سوى تو بیرون آمده ایم ، تا آنچه را که بر تو پوشیده نیست به تو شکایت کنیم . زیرا تنگناهاى دشوارمان به بیچارگى کشانده ، خشکسالیهاى مشقت بار ما را به درگاه تو رانده . و خواسته هاى دست نایافتنى به رنجمان افکنده و فتنه هاى ناهنجار، گریبانگیرمان شده است .

بار خدایا، از تو مى خواهیم که ما را، از درگاه خود، نومید بازنگردانى و اندوهگین واپس نفرستى و ما را به گناهانمان مورد خطاب قرار ندهى و برابر اعمالمان کیفر ندهى .
بار خدایا، بر ما باران و برکت و روزى و رحمت خود بگستران . بر ما بارانى ببار سودمند، سیراب کننده ، رویاننده گیاهان ، که برویاند هر چه را که نابود شده ، و زنده گرداند، هر چه را که مرده است . بارانى بر ما ببار، که تشنگى را برطرف گرداند که و میوه ها را افزون سازد و زمینهاى پست را سیراب کند و بر دره ها سیلاب افکند و درختان را برگ رویاند و نرخها را بشکند که تو به هر کارى که بخواهى توانایى .

___________________________________________________

۳۹-سوره ۷۱، آیات ۱۰ و ۱۱ و ۱۲٫

نهج البلاغه خطبه ها//ترجمه عبدالمحمد آیتی

خطبه شماره ۱۳۰(نسخه صبحی صالح ) ترجمه عبدالمحمد آیتی

خطبه : ۱۳۰

و من کلام له ع لا بِی ذَرٍ، رَحِمَهُ اللَهُ، لَمَا اءُخْرِجَ إ لَى الرَّبَذَهِ: 

یَا اءَباذَرٍّ، إِنَّکَ غَضِبْتَ لِلَّهِ فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ، إِنَّ الْقَوْمَ خافُوکَ عَلى دُنْیاهُمْ، وَ خِفْتَهُمْ عَلى دِینِکَ، فاتْرُکْ فِی اءَیْدِیهِمْ ما خافُوکَ عَلَیْهِ، وَاهْرُبْ مِنْهُمْ بِما خِفْتَهُمْ عَلَیْهِ، فَما اءَحْوَجَهُمْ إِلى ما مَنَعْتَهُمْ، وَ مَا اءَغْناکَ عَمّا مَنَعُوکَ، وَ سَتَعْلَمُ مَنِ الرَّابِحُ غَدا، وَالْاءَکْثَرُ حُسَّدا، وَ لَوْ اءَنَّ السَّماواتِ وَالْاءَرَضِینَ کانَتا عَلى عَبْدٍ رَتْقا ثُمَّ اتَّقَى اللَّهَ لَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُما مَخْرَجا.
لا یُؤْنِسَنَّکَ إِلا الْحَقُّ، وَ لا یُوحِشَنَّکَ إِلا الْباطِلُ، فَلَوْ قَبِلْتَ دُنْیاهُمْ لَاءَحَبُّوکَ، وَ لَوْ قَرَضْتَ مِنْها لَاءَمَّنُوکَ.

ترجمه :

سخنى از آن حضرت (ع ) در خطاب به ابوذر، رحمه الله ، هنگامى که عثمان او را به ربذه تبعید کرد:

اى ابوذر، تو براى خدا خشمگین شدى ، پس ، امید در کسى بند که براى او خشمگین شده اى . اینان به خاطر دنیاشان از تو ترسیده اند و تو به خاطر دینت از آنان ترسیده اى . اینک ، آنچه را که به خاطر آن از تو ترسیده اند به ایشان واگذار و آنچه را که به سبب آن از ایشان ترسیده اى برگیر و رو به گریز نه .

اینان چقدر نیازمند چیزى هستند که تو آنها را از آن منع مى کردى و تو چه بى نیازى از آنچه تو را از آن منع کرده اند. فردا خواهى دانست که چه کسى سود برده و چه کسى فراوان رشک مى برد.

اگر درهاى آسمان و زمین را به روى بنده اى از بندگان خدا بربندند و آن بنده خدا ترس باشد، خداوند برایش راهى خواهد گشود. پس ، جز حق تو را مونسى نباشد و چیزى جز باطل تو را به وحشت نیفکند. اگر دنیایشان را مى پذیرفتى ، تو را دوست مى گرفتند و اگر از دنیا چیزى بر مى گرفتى تو را در امان مى داشتند.

نهج البلاغه خطبه ها//ترجمه عبدالمحمد آیتی

خطبه شماره ۱۲۶(نسخه صبحی صالح ) ترجمه عبدالمحمد آیتی

خطبه : ۱۲۶

و من کلام له ع لَمَّا عُوتِبَ عَلى التَّسوِیَهَ فی الْعَطاءِ:  

اءَ تَأْمُرُونِّی اءَنْ اءَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِیمَنْ وُلِّیتُ عَلَیْهِ؟ وَ اللَّهِ لاَ اءَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِیرٌ، وَ اءَمَّ نَجْمٌ فِی السَّمَاءِ نَجْما، وَ لَوْ کَانَ الْمالُ لِی لَسَوَّیْتُ بَیْنَهُمْ، فَکَیْفَ وَ إِنَّمَا الْمَالُ مَالُ اللَّهِ؟!

ثُمَّ قالَ ع :

اءَلا وَ إِنَّ إِعْطاءَ الْمالِ فِی غَیْرِ حَقِّهِ تَبْذِیرٌ وَ إِسْرافٌ، وَ هُوَ یَرْفَعُ صاحِبَهُ فِی الدُّنْیا، وَ یَضَعُهُ فِی الْآخِرَهِ، وَ یُکْرِمُهُ فِی النّاسِ، وَ یُهِینُهُ عِنْد اللَّهِ، وَ لَمْ یَضَع امْرُؤٌ مالَهُ فِی غَیْرِ حَقِّهِ وَ لا عِنْدَ غَیْرِ اءَهْلِهِ إِلا حَرَمَهُ اللَّهُ شُکْرَهُمْ، وَ کانَ لِغَیْرِهِ وُدُّهُمْ، فَإ نْ زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ یَوْما فَاحْتاجَ إ لى مَعُونَتِهِمْ، فَشَرُّ خَدِینٍ وَ اءَلْاءَمُ خَلِیلٍ .

 

ترجمه :

سخنى از آن حضرت (ع ) هنگامى که او را مورد عتاب قرار دادند که چرا عطایا را به تساوى تقسیم مى کند.

 آیا مرا فرمان مى دهید که پیروزى را طلب کنم ، به ستم کردن بر کسى که زمامدار او شده ام به خدا سوگند، چنین نکنم تا شب و روز از پى هم مى آیند و در آسمان ستاره اى از پس ستاره دیگر طلوع مى کند. اگر این مال از آن من مى بود، باز هم آن را به تساوى به میانشان تقسیم مى کردم . پس چگونه چنین نکنم ، در حالى که ، مال از آن خداوند است .

سپس ، فرمود:

بخشیدن مال به کسى که حق او نباشد، خود گونه اى تبذیر و اسراف است که بخشنده را در این جهان بر مى افرازد و در آن دنیا پست مى سازد. در میان مردم مکرّمش مى دارد و در نزد خدا خوار مى گرداند. هرکس دارایى خود را بیجا صرف کند و به نااهلش ببخشد، خداوند از سپاسگزارى آنها محرومش گرداند. آنان به جاى او، دیگرى را به دوستى خواهند گرفت و اگر روزى او را حادثه اى پیش آید و به یاریشان نیاز افتد، آنها را بدترین یاران و سرزنش کننده ترین کسان خود خواهد یافت .

نهج البلاغه خطبه ها//ترجمه عبدالمحمد آیتی

خطبه شماره ۹۱ (نسخه صبحی صالح ) ترجمه عبدالمحمد آیتی

خطبه : ۹۱

و من خطبه له ع تَعْرِف بِخطبه الا شباح وَ هِی مِن جَلائِل خُطْبَه وَ کانَسائِل سَاءَلَهُ اءَنْ یَصِفْ الله لَهُ حَتى کَانَّه یَراه عَیانا فَغَضَبُ لذلِک .

ذَلِکَ اءَنَّ رَجُلاً اءَتاهُ فَقَالَ یا اءَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صِفْ لَنَا رَبَّنَا مِثْلَ مَا نَرَاهُ عِیَانا لِنَزْدادَ لَهُ حُبّا وَ بِهِ مَعْرِفَهً فَغَضِبَ وَ نَادَى الصَّلاَهَ جَامِعَهً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَتَّى غَصَّ الْمَسْجِدُ بِاءَهْلِهِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ هُوَ مُغْضَبٌ مُتَغَیِّرُ اللَّوْنِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ اءثْنَى عَلَیْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِیِّ ص ثُمَّ قَالَ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لاَ یَفِرُهُ الْمَنْعُ وَ الْجُمُودُ وَ لاَ یُکْدِیهِ الْإِعْطَاءُ وَ الْجُودُ إِذْ کُلُّ مُعْطٍ مُنْتَقِصٌ سِوَاهُ وَ کُلُّ مَانِعٍ مَذْمُومٌ ما خَلاَهُ وَ هُوَ الْمَنَّانُ بِفَوَائِدِ النِّعَمِ وَ عَوَائِدِ الْمَزِیدِ وَ الْقِسَمِ عِیالُهُ الْخَلاَئِقُ ضَمِنَ اءَرْزَاقَهُمْ وَ قَدَّرَ اءَقْوَاتَهُمْ وَ نَهَجَ سَبِیلَ الرَّاغِبِینَ إِلَیْهِ وَ الطَّالِبِینَ مَا لَدَیْهِ وَ لَیْسَ بِمَا سُئِلَ بِاءَجْوَدَ مِنْهُ بِمَا لَمْ یُسْاءَلْ.

الْاءَوَّلُ الَّذِی لَمْ یَکُنْ لَهُ قَبْلٌ فَیَکُونَ شَیْءٌ قَبْلَهُ وَ الْآخِرُ الَّذِی لَمْ یَکُنْ لَهُ بَعْدٌ فَیَکُونَ شَیْءٌ بَعْدَهُ وَ الرَّادِعُ اءَنَاسِىَّ الْاءَبْصَارِ عَنْ اءَنْ تَنَالَهُ اءَوْ تُدْرِکَهُ مَا اخْتَلَفَ عَلَیْهِ دَهْرٌ فَیَخْتَلِفَ مِنْهُ الْحَالُ وَ لاَ کَانَ فِی مَکَانٍ فَیَجُوزَ عَلَیْهِ الاِنْتِقَالُ وَ لَوْ وَهَبَ مَا تَنَفَّسَتْ عَنْهُ مَعَادِنُ الْجِبَالِ وَ ضَحِکْتَ عَنْهُ اءَصْدَافُ الْبِحَارِ، مِنْ فِلِزِّ اللُّجَیْنِ وَ الْعِقْیَانِ وَ نُثَارَهِ الدُّرِّ وَحَصِیدِ الْمَرْجَانِ مَا اءَثَّرَ ذَلِکَ فِى جُودِهِ وَ لاَ اءَنْفَدَ سَعَهَ مَا عِنْدَهُ وَ لَکَانَ عِنْدَهُ مِنْ ذَخَائِرِ الْاءَنْعَامِ مَا لاَ تُنْفِدُهُ مَطَالِبُ الْاءَنَامِ لِاءَنَّهُ الْجَوَادُ الَّذِى لاَ یَغِیضُهُ سُؤ الُ السَّائِلِینَ وَ لاَ یُبْخِلُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ.

فَانْظُرْ اءَیُّهَا السَّائِلُ فَمَا دَلَّکَ الْقُرْآنُ عَلَیْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ وَ اسْتَضِئْ بِنُورِ هِدَایَتِهِ وَ مَا کَلَّفَکَ الشَّیْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَیْسَ فِى الْکِتَابِ عَلَیْکَ فَرْضُهُ وَ لاَ فِی سُنَّهِ النَّبِیِّ صَلّى اللّهُ عَلَیهِ وَ آلِه وَ اءَئِمَّهِ الْهُدَى اءَثَرُهُ فَکِلْ عِلْمَهُ إ لَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّ ذَلِکَ مُنْتَهَى حَقِّ اللَّهِ عَلَیْکَ.

وَ اعْلَمْ اءَنَّ الرَّاسِخِینَ فِى الْعِلْمِ هُمُ الَّذِینَ اءَغْنَاهُمْ عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ الْمَضْرُوبَهِ دُونَ الْغُیُوبِ الْإِقْرَارُ بِجُمْلَهِ ما جَهِلُوا تَفْسِیرَهُ مِنَ الْغَیْبِ الْمَحْجُوبِ فَمَدَحَ اللَّهُ تَعالى اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ یُحِیطُوا بِهِ عِلْما وَ سَمَّى تَرْکَهُمُ التَّعَمُّقَ فِیمَا لَمْ یُکَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ کُنْهِهِ رُسُوخا فَاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِکَ وَ لاَ تُقَدِّرْ عَظَمَهَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِکَ فَتَکُونَ مِنَ الْهَالِکِینَ.
هُوَ الْقَادِرُ الَّذِی إِذَا ارْتَمَتِ الْاءَوْهَامُ لِتُدْرِکَ مُنْقَطَعَ قُدْرَتِهِ وَ حَاوَلَ الْفِکْرُ الْمُتَبَرَّاءُ مِنْ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ اءَنْ یَقَعَ عَلَیْهِ فِی عَمِیقَاتِ غُیُوبِ مَلَکُوتِهِ وَ تَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ إِلَیْهِ لِتَجْرِیَ فِی کَیْفِیَّهِ صِفَاتِهِ وَ غَمَضَتْ مَدَاخِلُ الْعُقُولِ فِی حَیْثُ لاَ تَبْلُغُهُ الصِّفَاتُ لِتَنَاوُلِ عِلْمِ ذَاتِهِ رَدَعَهَا وَ هِیَ تَجُوبُ مَهَاوِیَ سُدَفِ الْغُیُوبِ مُتَخَلِّصَهً إِلَیْهِ سُبْحَانَهُ فَرَجَعَتْ إِذْ جُبِهَتْ مُعْتَرِفَهً بِاءَنَّهُ لاَ یُنَالُ بِجَوْرِ الاِعْتِسَافِ کُنْهُ مَعْرِفَتِهِ، وَ لاَ تَخْطُرُ بِبَالِ اءُولِی الرَّوِیَّاتِ خَاطِرَهٌ مِنْ تَقْدِیرِ جَلاَلِ عِزَّتِه .

الَّذِی ابْتَدَعَ الْخَلْقَ عَلَى غَیْرِ مِثالٍ امْتَثَلَهُ وَ لاَ مِقْدَارٍ احْتَذَى عَلَیْهِ مِنْ خَالِقٍ مَعْبُودٍ کَانَ قَبْلَهُ وَ اءَرَانَا مِنْ مَلَکُوتِ قُدْرَتِهِ وَ عَجَائِبِ مَا نَطَقَتْ بِهِ آثَارُ حِکْمَتِهِ وَ اعْتِرَافِ الْحَاجَهِ مِنَ الْخَلْقِ إِلَى اءَنْ یُقِیمَها بِمِسَاکِ قُوَّتِهِ مَا دَلَّنَا بِاضْطِرَارِ قِیَامِ الْحُجَّهِ لَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهِ فَظَهَرَتِ الْبَدَائِعُ الَّتِی اءَحْدَثَتْهَا آثَارُ صَنْعَتِهِ وَ اءَعْلاَمُ حِکْمَتِهِ فَصَارَ کُلُّ مَا خَلَقَ حُجَّهً لَهُ وَ دَلِیلاً عَلَیْهِ وَ إِنْ کَانَ خَلْقا صَامِتا فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِیرِ نَاطِقَهٌ وَ دَلالَتُهُ عَلَى الْمُبْدِعِ قَائِمَهٌ.

وَاءَشْهَدُ اءَنَّ مَنْ شَبَّهَکَ بِتَبَایُنِ اءَعْضَاءِ خَلْقِکَ وَ تَلاَحُمِ حِقَاقِ مَفَاصِلِهِمُ الْمُحْتَجِبَهِ لِتَدْبِیرِ حِکْمَتِکَ لَمْ یَعْقِدْ غَیْبَ ضَمِیرِهِ عَلَى مَعْرِفَتِکَ وَ لَمْ یُبَاشِرْ قَلْبَهُ الْیَقِینُ بِاءَنَّهُ لاَ نِدَّلَکَ وَ کَاءَنَّهُ لَمْ یَسْمَعْ تَبَرُّؤَ التَّابِعِینَ مِنَ الْمَتْبُوعِینَ إِذْ یَقُولُونَ تَاللّ هِ إِنْ کُنّ ا لَفِی ضَلا لٍ مُبِینٍ إِذْ نُسَوِّیکُمْ بِرَبِّ الْع الَمِینَ کَذَبَ الْعَادِلُونَ بِکَ إِذْ شَبَّهُوکَ بِاءَصْنَامِهِمْ وَ نَحَلُوکَ حِلْیَهَ الْمَخْلُوقِینَ بِاءَوْهَامِهِمْ وَ جَزَّءُوکَ تَجْزِئَهَ الْمُجَسَّمَاتِ بِخَوَاطِرِهِمْ وَ قَدَّرُوکَ عَلَى الْخِلْقَهِ الْمُخْتَلِفَهِ الْقُوَى بِقَرَائِحِ عُقُولِهِمْ وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مَنْ ساَوَاکَ بِشَیْءٍ مِنْ خَلْقِکَ فَقَدْ عَدَلَ بِکَ وَ الْعَادِلُ بِکَ کَافِرٌ بِمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ مُحْکَماتُ آیَاتِکَ وَ نَطَقَتْ عَنْهُ شَوَاهِدُ حُجَجِ بَیِّنَاتِکَ وَ إِنَّکَ اءَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَمْ تَتَنَاهَ فِی الْعُقُولِ فَتَکُونَ فِی مَهَبِّ فِکْرِهَا مُکَیَّفا وَ لاَ فِی رَوِیَّاتِ خَوَاطِرِهَا مَحْدُودا مُصَرَّفا.

مِنْها:

قَدَّرَ مَا خَلَقَ فَاءَحْکَمَ تَقْدِیرَهُ وَ دَبَّرَهُ فَاءَلْطَفَ تَدْبِیرَهُ وَ وَجَّهَهُ لِوِجْهَتِهِ فَلَمْ یَتَعَدَّ حُدُودَ مَنْزِلَتِهِ وَ لَمْ یَقْصُرْ دُونَ الاِنْتِهَاءِ إِلَى غَایَتِهِ وَ لَمْ یَسْتَصْعِبْ إِذْ اءُمِرَ بِالْمُضِیِّ عَلَى إِرَادَتِهِ فَکَیْفَ وَ إِنَّمَا صَدَرَتِ الْاءُمُورُ عَنْ مَشِیئَتِهِ الْمُنْشِئُ اءَصْنَافَ الْاءَشْیَاءِ بِلاَ رَوِیَّهِ فِکْرٍ آلَ إِلَیْهَا وَ لاَ قَرِیحَهِ غَرِیزَهٍ اءَضْمَرَ عَلَیْهَا وَ لاَ تَجْرِبَهٍ اءَفَادَهَا مِنْ حَوَادِثِ الدُّهُورِ وَ لاَ شَرِیکٍ اءَعَانَهُ عَلَى ابْتِدَاعِ عَجَائِبِ الْاءُمُورِ.

فَتَمَّ خَلْقُهُ بِاءَمْرِهِ وَ اءَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ وَ اءَجَابَ إِلَى دَعْوَتِهِ لَمْ یَعْتَرِضْ دُونَهُ رَیْثُ الْمُبْطِئِ وَ لاَ اءَنَاهُ الْمُتَلَکِّئِ فَاءَقَامَ مِنَ الْاءَشْیَاءِ اءَوَدَهَا وَ نَهَجَ حُدُودَهَا وَ لاَءَمَ بِقُدْرَتِهِ بَیْنَ مُتَضَادِّهَا وَ وَصَلَ اءَسْبَابَ قَرَائِنِهَا وَ فَرَّقَهَا اءَجْنَاسا مُخْتَلِفَاتٍ فِی الْحُدُودِ وَ الْاءَقْدَارِ وَ الْغَرَائِزِ وَ الْهَیْئَاتِ بَدَایَا خَلاَئِقَ اءَحْکَمَ صُنْعَهَا وَ فَطَرَهَا عَلَى مَا اءَرَادَ وَ ابْتَدَعَهَا.

وَ مِنْهَا فِی صِفَهِ السَّمَاءِ:

وَ نَظَمَ بِلاَ تَعْلِیقٍ رَهَوَاتِ فُرَجِها وَ لاَحَمَ صُدُوعَ انْفِرَاجِهَا وَ وَشَّجَ بَیْنَهَا وَ بَیْنَ اءَزْوَاجِهَا وَ ذَلَّلَ لِلْهَابِطِینَ بِاءَمْرِهِ وَ الصَّاعِدِینَ بِاءَعْمَالِ خَلْقِهِ حُزُونَهَ مِعْرَاجِهَا وَ ناداها بَعْدَ إِذْ هِیَ دُخَانٌ فَالْتَحَمَتْ عُرَى اءَشْرَاجِهَا وَ فَتَقَ بَعْدَ الاِرْتِتَاقِ صَوَامِتَ اءَبْوَابِهَا وَ اءَقَامَ رَصَدا مِنَ الشُّهُبِ الثَّوَاقِبِ عَلَى نِقَابِهَا وَ اءَمْسَکَهَا مِنْ اءَنْ تُمُورَ فِی خَرْقِ الْهَوَاءِ بِاءَیْدِهِ وَ اءَمْرَهَا اءَنْ تَقِفَ مُسْتَسْلِمَهً لِاءَمْرِهِ وَ جَعَلَ شَمْسَهَا آیَهً مُبْصِرَهً لِنَهَارِها وَ قَمَرَهَا آیَهً مَمْحُوَّهً مِنْ لَیْلِهَا وَ اءَجْرَاهُمَا فِی مَنَاقِلِ مَجْرَاهُمَا وَ قَدَّرَ مسِیْرَهُمَا فِی مَدَارِجِ دَرَجِهِمَا لِیُمَیِّزَ بَیْنَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ بِهِمَا وَ لِیُعْلَمَ عَدَدُ السِّنِینَ وَ الْحِسَابُ بِمَقَادِیرِهِمَا.

ثُمَّ عَلَّقَ فِی جَوِّهَا فَلَکَهَا وَ نَاطَ بِهَا زِینَتَهَا مِنْ خَفِیَّاتِ دَرَارِیِّهَا وَ مَصَابِیحِ کَوَاکِبِهَا وَ رَمَى مُسْتَرِقِی السَّمْعِ بِثَوَاقِبِ شُهُبِهَا وَ اءَجْرَاهَا عَلَى اءَذْلاَلِ تَسْخِیرِهَا مِنْ ثَبَاتِ ثَابِتِهَا وَ مَسِیرِ سَائِرِهَا وَ هُبُوطِهَا وَ صُعُودِهَا وَ نُحُوسِهَا وَ سُعُودِهَا.

وَ مِنْها فِی صِفَّه الملائکه :

ثُمَّ خَلَقَ سُبْحَانَهُ لا سْکانِ سَمَاوَاتِهِ وَ عِمَارَهِ الصَّفِیحِ الْاءَعْلَى مِنْ مَلَکُوتِهِ خَلْقا بَدِیعا مِنْ مَلاَئِکَتِهِ وَ مَلَاءَ بِهِمْ فُرُوجَ فِجَاجِهَا وَ حَشَا بِهِمْ فُتُوقَ اءَجْوَائِهَا وَ بَیْنَ فَجَوَاتِ تِلْکَ الْفُرُوجِ زَجَلُ الْمُسَبِّحِینَ مِنْهُمْ فِی حَظَائِرِ الْقُدُسِ وَ سُتُرَاتِ الْحُجُبِ وَ سُرَادِقَاتِ الْمَجْدِ وَ وَرَاءَ ذَلِکَ الرَّجِیجِ الَّذِی تَسْتَکُّ مِنْهُ الْاءَسْمَاعُ سُبُحَاتُ نُورٍ تَرْدَعُ الْاءَبْصَارَ عَنْ بُلُوغِهَا فَتَقِفُ خَاسِئَهً عَلَى حُدُودِهَا.

وَ اءَنْشَاءَهُمْ عَلَى صُوَرٍ مُخْتَلِفَاتٍ وَ اءَقْدَارٍ مُتَفَاوِتَاتٍ اءُولِی اءَجْنِحَهٍ تُسَبِّحُ جَلاَلَ عِزَّتِهِ لاَ یَنْتَحِلُونَ مَا ظَهَرَ فِی الْخَلْقِ مِنْ صُنْعِهِ وَ لاَ یَدَّعُونَ اءَنَّهُمْ یَخْلُقُونَ شَیْئا مَعَهُ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ بَلْ عِب ادٌ مُکْرَمُونَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِاءَمْرِهِ یَعْمَلُونَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ فِیمَا هُنَالِکَ اءَهْلَ الْاءَمَانَهِ عَلَى وَحْیِهِ وَ حَمَّلَهُمْ إِلَى الْمُرْسَلِینَ وَدَائِعَ اءَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ عَصَمَهُمْ مِنْ رَیْبِ الشُّبُهَاتِ فَمَا مِنْهُمْ زَائِغٌ عَنْ سَبِیلِ مَرْضَاتِهِ وَ اءَمَدَّهُمْ بِفَوَائِدِ الْمَعُونَهِ وَ اءَشْعَرَ قُلُوبَهُمْ تَوَاضُعَ إِخْبَاتِ السَّکِینَهِ وَ فَتَحَ لَهُمْ اءَبْوَابا ذُلُلاً إِلَى تَمَاجِیدِهِ وَ نَصَبَ لَهُمْ مَنَارا وَاضِحَهً عَلَى اءَعْلاَمِ تَوْحِیدِهِ.

لَمْ تُثْقِلْهُمْ مُؤْصِرَاتُ الْآثَامِ وَ لَمْ تَرْتَحِلْهُمْ عُقَبُ اللَّیَالِی وَ الْاءَیَّامِ وَ لَمْ تَرْمِ الشُّکُوکُ بِنَوَازِعِهَا عَزِیمَهَ إِیمَانِهِمْ وَ لَمْ تَعْتَرِکِ الظُّنُونُ عَلَى مَعَاقِدِ یَقِینِهِمْ وَ لاَ قَدَحَتْ قَادِحَهُ الْإِحَنِ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ لاَ سَلَبَتْهُمُ الْحَیْرَهُ مَالاَقَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِضَمَائِرِهِمْ، وَ سَکَنَ مِنْ عَظَمَتِهِ وَ هَیْبَهِ جَلاَلَتِهِ فِی اءَثْنَاءِ صُدُورِهِمْ وَ لَمْ تَطْمَعْ فِیهِمُ الْوَسَاوِسُ فَتَقْتَرِعَ بِرَیْنِهَا عَلَى فِکْرِهِمْ.
وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِی خَلْقِ الْغَمَامِ الدُّلَّحِ وَ فِی عِظَمِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ وَ فِی قَتْرَهِ الظَّلاَمِ الْاءَیْهَمِ وَ مِنْهُمْ مَنْ قَدْ خَرَقَتْ اءَقْدَامُهُمْ تُخُومَ الْاءَرْضِ السُّفْلَى فَهِیَ کَرَایَاتٍ بِیضٍ قَدْ نَفَذَتْ فِی مَخَارِقِ الْهَوَاءِ وَ تَحْتَهَا رِیحٌ هَفَّافَهٌ تَحْبِسُهَا عَلَى حَیْثُ انْتَهَتْ مِنَ الْحُدُودِ الْمُتَنَاهِیَهِ.

قَدِ اسْتَفْرَغَتْهُمْ اءَشْغَالُ عِبَادَتِهِ وَ وَصَلَتْ حَقَائِقُ الْإِیمَانِ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ مَعْرِفَتِهِ وَ قَطَعَهُمُ الْإِیقَانُ بِهِ إِلَى الْوَلَهِ إِلَیْهِ وَ لَمْ تُجَاوِزْ رَغَبَاتُهُمْ مَا عِنْدَهُ إِلَى مَا عِنْدَ غَیْرِهِ.
قَدْ ذَاقُوا حَلاَوَهَ مَعْرِفَتِهِ، وَ شَرِبُوا بِالْکَاءسِ الرَّوِیَّهِ مِنْ مَحَبَّتِهِ وَ تَمَکَّنَتْ مِنْ سُوَیْدَاءِ قُلُوبِهِمْ وَشِیجَهُ خِیفَتِهِ فَحَنَوْا بِطُولِ الطَّاعَهِ اِعْتِدَالَ ظُهُورِهِمْ وَ لَمْ یُنْفِدْ طُولُ الرَّغْبَهِ إِلَیْهِ مَادَّهَ تَضَرُّعِهِمْ، وَ لاَ اءَطْلَقَ عَنْهُمْ عَظِیمُ الزُّلْفَهِ رِبَقَ خُشُوعِهِمْ، وَ لَمْ یَتَوَلَّهُمُ الْإِعْجابُ فَیَسْتَکْثِرُوا ما سَلَفَ مِنْهُمْ، وَ لاَ تَرَکَتْ لَهُمُ اسْتِکَانَهُ الْإ جْلاَلِ نَصِیبا فِی تَعْظِیمِ حَسَنَاتِهِمْ، وَ لَمْ تَجْرِ الْفَتَراتُ فِیهِمْ عَلى طُولِ دُءُوبِهِمْ وَ لَمْ تَغِضْ رَغَباتُهُمْ فَیُخَالِفُوا عَنْ رَجَاءِ رَبِّهِمْ، وَ لَمْ تَجِفَّ لِطُولِ الْمُنَاجَاهِ اءَسَلاَتُ اءَلْسِنَتِهِمْ وَ لا مَلَکَتْهُمُ الْاءَشْغالُ فَتَنْقَطِعَ بِهَمْسِ الْجُؤَارِ إِلَیْهِ اءَصْوَاتُهُمْ، وَ لَمْ تَخْتَلِفْ فِی مَقَاوِمِ الطَّاعَهِ مَنَاکِبُهُمْ وَ لَمْ یَثْنُوا إِلَى راحَهِ التَّقْصِیرِ فِی اءَمْرِهِ رِقَابَهُمْ، وَ لاَ تَعْدُو عَلَى عَزِیمَهِ جِدِّهِمْ بَلاَدَهُ الْغَفَلاتِ وَ لا تَنْتَضِلُ فِی هِمَمِهِمْ خَدَائِعُ الشَّهَوَاتِ.

قَدِ اتَّخَذُوا ذَا الْعَرْشِ ذَخِیرَهً لِیَوْمِ فَاقَتِهِمْ وَ یَمَّمُوهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْخَلْقِ إ لَى الْمَخْلُوقِینَ بِرَغْبَتِهِمْ، لا یَقْطَعُونَ اءَمَدَ غَایَهِ، عِبَادَتِهِ وَ لا یَرْجِعُ بِهِمُ الاِسْتِهْتَارُ بِلُزُومِ طَاعَتِهِ، إِلا إِلَى مَوَادَّ مِنْ قُلُوبِهِمْ غَیْرِ مُنْقَطِعَهٍ مِنْ رَجَائِهِ وَ مَخَافَتِهِ، لَمْ تَنْقَطِعْ اءَسْبَابُ الشَّفَقَهِ مِنْهُمْ فَیَنُوا فِی جِدِّهِمْ، وَ لَمْ تَأْسِرْهُمُ الْاءَطْماعُ فَیُؤْثِرُوا وَشِیکَ السَّعْیِ عَلَى اجْتِهَادِهِمْ، لَمْ یَسْتَعْظِمُوا مَا مَضَى مِنْ اءَعْمَالِهِمْ، وَ لَوِ اسْتَعْظَمُوا ذَلِکَ لَنَسَخَ الرَّجَاءُ مِنْهُمْ شَفَقَاتِ وَجَلِهِمْ وَ لَمْ یَخْتَلِفُوا فِی رَبِّهِمْ بِاسْتِحْواذِ الشَّیْطَانِ عَلَیْهِمْ وَ لَمْ یُفَرِّقْهُمْ سُوءُ التَّقَاطُعِ، وَ لاَ تَوَلا هُمْ غِلُّ التَّحَاسُدِ وَ لاَ تَشَعَّبَتْهُمْ مَصَارِفُ الرِّیَبِ وَ لا اقْتَسَمَتْهُمْ اءَخْیَافُ الْهِمَمِ فَهُمْ اءُسَرَاءُ إِیمَانٍ، لَمْ یَفُکَّهُمْ مِنْ رِبْقَتِهِ زَیَغٌ وَ لا عُدُولٌ وَ لا وَنَى وَ لا فُتُورٌ وَ لَیْسَ فِی اءَطْبَاقِ السَّمَاءِ مَوْضِعُ إِهَابٍ إِلا وَ عَلَیْهِ مَلَکٌ سَاجِدٌ، اءَوْ سَاعٍ حَافِدٌ، یَزْدَادُونَ عَلَى طُولِ الطَّاعَهِ بِرَبِّهِمْ عِلْما، وَ تَزْدَادُ عِزَّهُ رَبِّهِمْ فِی قُلُوبِهِمْ عِظَما.

وَ مِنْهَا فِی صِفَهِ الْاءَرْضِ وَ دَحْوِهَا عَلَى الْمَاءِ:

کَبَسَ الْاءَرْضَ عَلَى مَوْرِ اءَمْوَاجٍ مُسْتَفْحِلَهٍ وَ لُجَجِ بِحَارٍ زَاخِرَهٍ تَلْتَطِمُ اءَوَاذِیُّ اءَمْوَاجِهَا، وَ تَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ اءَثْبَاجِها، وَ تَرْغُو زَبَدًا کَالْفُحُولِ عِنْدَ هِیَاجِها، فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتَلاَطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِها، وَ سَکَنَ هَیْجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ بِکَلْکَلِها وَ ذَلَّ مُسْتَخْذِیا إِذْ تَمَعَّکَتْ عَلَیْهِ بِکَواهِلِها، فَاءَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ اءَمْوَاجِهِ سَاجِیا مَقْهُورا، وَ فِی حَکَمَهِ الذُّلِّ مُنقادا اءَسِیرا.
وَ سَکَنَتِ الْاءَرْضُ مَدْحُوَّهً فِی لُجَّهِ تَیَّارِهِ وَ رَدَّتْ مِنْ نَخْوَهِ بَأْوِهِ وَ اعْتِلاَئِهِ، وَ شُمُوخِ اءَنْفِهِ وَ سُمُوِّ غُلَوَائِهِ وَ کَعَمَتْهُ عَلى کِظَّهِ جَرْیَتِهِ، فَهَمَدَ بَعْدَ نَزَقَاتِهِ، وَ لَبَدَ بَعْدَ زَیَفَانِ وَ ثَبَاتِهِ.
فَلَمَّا سَکَنَ هَیْجُ الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ اءَکْنَافِهَا، وَ حَمَلَ شَوَاهِقَ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ الْبُذَّخِ عَلى اءَکْتَافِها،فَجَّرَ یَنَابِیعَ الْعُیُونِ مِنْ عَرانِینِ اءُنُوفِها، وَ فَرَّقَهَا فِی سُهُوبِ بِیدِها وَ اءَخَادِیدِها، وَ عَدَّلَ حَرَکاتِها بِالرَّاسِیاتِ مِنْ جَلاَمِیدِها، وَ ذَواتِ الشَّنَاخِیبِ الشُّمِّ مِنْ صَیَاخِیدِها.

فَسَکَنَتْ مِنَ الْمَیدانِ بِرُسُوبِ الْجِبالِ فِی قِطَعِ اءَدِیمِها، وَ تَغَلْغُلِها مُتَسَرِّبَهً فِی جَوْباتِ خَیاشِیمِها، وَ رُکُوبِها اءَعْنَاقَ سُهُولِ الْاءَرَضِینَ وَ جَراثِیمِها وَ فَسَحَ بَیْنَ الْجَوِّ وَ بَیْنَها، وَ اءَعَدَّ الْهَوَاءَ، مُتَنَسَّما لِسَاکِنِهَا، وَ اءَخْرَجَ إِلَیْها اءَهْلَها عَلى تَمامِ مَرافِقِها. ثُمَّ لَمْ یَدَعْ جُرُزَ الْاءَرْضِ الَّتِی تَقْصُرُ مِیَاهُ الْعُیُونِ عَنْ رَوَابِیها وَ لا تَجِدُ جَداوِلُ الْاءَنْهَارِ ذَرِیعَهً إِلى بُلُوغِهَا، حَتَّى اءَنْشَاءَ لَها نَاشِئَهَ سَحابٍ تُحْیِی مَوَاتَها، وَ تَسْتَخْرِجُ نَبَاتَهَا، اءَلَّفَ غَمَامَها بَعْدَ افْتِراقِ لُمَعِهِ، وَ تَبایُنِ قَزَعِهِ حَتَّى إِذَا تَمَخَّضَتْ لُجَّهُ الْمُزْنِ فِیهِ، وَ الْتَمَعَ بَرْقُهُ فِی کُفَفِهِ، وَ لَمْ یَنَمْ وَمِیضُهُ فِی کَنَهْوَرِ رَبَابِهِ، وَ مُتَرَاکِمِ سَحَابِهِ اءَرْسَلَهُ سَحّا مُتَدَارِکا، قَدْ اءَسَفَّ هَیْدَبُهُ تَمْرِیهِ الْجَنُوبُ دِرَرَ اءَهَاضِیبِهِ، وَ دُفَعَ شآبِیبِهِ.

فَلَمَّا اءَلْقَتِ السَّحَابُ بَرْکَ بِوَانَیْهَا، وَ بَعَاعَ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ مِنَ الْعِبْءِ الْمَحْمُولِ عَلَیْها اءَخْرَجَ بِهِ مِنْ هَوَامِدِ الْاءَرْضِ النَّبَاتَ، وَ مِنْ زُعْرِ الْجِبَالِ الْاءَعْشَابَ فَهِیَ تَبْهَجُ بِزِینَهِ رِیَاضِها، وَ تَزْدَهِی بِمَا اءُلْبِسَتْهُ مِنْ رَیْطِ اءَزَاهِیرِهَا، وَ حِلْیَهِ ما سُمِطَتْ بِهِ مِنْ نَاضِرِ اءَنْوَارِها، وَ جَعَلَ ذَلِکَ بَلاَغا لِلْاءَنَامِ، وَ رِزْقا لِلْاءَنْعَامِ، وَ خَرَقَ الْفِجَاجَ فِی آفَاقِهَا، وَ اءَقَامَ الْمَنَارَ لِلسَّالِکِینَ عَلَى جَوَادِّ طُرُقِهَا.

فَلَمَّا مَهَدَ اءَرْضَهُ، وَ اءَنْفَذَ اءَمْرَهُ، اخْتَارَ آدَمَ عَلَیهِ السلاُمُخِیرَهً مِنْ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ، اءَوَّلَ جِبِلَّتِهِ، وَ اءَسْکَنَهُ جَنَّتَهُ وَ اءَرْغَدَ فِیهَا اءُکُلَهُ، وَ اءَوْعَزَ إِلَیْهِ فِیمَا نَهَاهُ عَنْهُ، وَ اءَعْلَمَهُ اءَنَّ فِی الاِْقْدَامِ عَلَیْهِ التَّعَرُّضَ لِمَعْصِیَتِهِ وَ اژلْمُخَاطَرَهَ بِمَنْزِلَتِهِ فَاءَقْدَمَ عَلَى مَا نَهَاهُ عَنْهُ مُوَافَاهً لِسَابِقِ عِلْمِهِ، فَاءَهْبَطَهُ بَعْدَ التَّوْبَهِ لِیَعْمُرَ اءَرْضَهُ بِنَسْلِهِ، وَ لِیُقِیمَ الْحُجَّهَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَ لَمْ یُخْلِهِمْ بَعْدَ اءَنْ قَبَضَهُ مِمَّا یُؤَکِّدُ عَلَیْهِمْ حُجَّهَ رُبُوبِیَّتِهِ، وَ یَصِلُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ مَعْرِفَتِهِ، بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بِالْحُجَجِ عَلَى اءَلْسُنِ الْخِیَرَهِ مِنْ اءَنْبِیَائِهِ، وَ مُتَحَمِّلِی وَدَائِعِ رِسَالاَتِهِ قَرْنا فَقَرْنا حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صَلّى اللّهُ عَلَیهِ وَ آلِه حُجَّتُهُ، وَ بَلَغَ الْمَقْطَعَ عُذْرُهُ وَ نُذُرُهُ، وَ قَدَّرَ الْاءَرْزَاقَ فَکَثَّرَهَا وَ قَلَّلَهَا، وَ قَسَّمَهَا عَلَى الضِّیقِ وَالسَّعَهِ، فَعَدَلَ فِیهَا لِیَبْتَلِیَ مَنْ اءَرَادَ بِمَیْسُورِهَا وَ مَعْسُورِهَا وَ لِیَخْتَبِرَ بِذَلِکَ الشُّکْرَ وَ الصَّبْرَ مِنْ غَنِیِّهَا وَ فَقِیرِهَا.

ثُمَّ قَرَنَ بِسَعَتِهَا عَقَابِیلَ فَاقَتِهَا، وَ بِسَلاَمَتِهَا طَوَارِقَ آفَاتِهَا، وَبِفُرَجِ اءَفْرَاحِهَا غُصَصَ اءَتْرَاحِهَا، وَ خَلَقَ الْآجَالَ فَاءَطَالَهَا وَ قَصَّرَهَا، وَقَدَّمَهَا وَ اءَخَّرَهَا، وَ وَصَلَ بِالْمَوْتِ اءَسْبَابَهَا، وَجَعَلَهُ خَالِجا لِاءَشْطَانِهَا، وَ قَاطِعا لِمَرَائِرِ اءَقْرَانِهَا.

عَالِمُ السِّرِّ مِنْ ضَمَائِرِ الْمُضْمِرِینَ، وَ نَجْوَى الْمُتَخَافِتِینَ، وَ خَوَاطِرِ رَجْمِ الظُّنُونِ، وَ عُقَدِ عَزِیمَاتِ الْیَقِینِ، وَ مَسَارِقِ إِیمَاضِ الْجُفُونِ، وَ مَا ضَمِنَتْهُ اءَکْنَانُ الْقُلُوبِ، وَ غَیَابَاتُ الْغُیُوبِ، وَ مَا اءَصْغَتْ لاِسْتِرَاقِهِ مَصَائِخُ الْاءَسْمَاعِ، وَ مَصَائِفُ الذَّرِّ، وَ مَشَاتِی الْهَوَامِّ، وَ رَجْعِ الْحَنِینِ مِنَ الْمُولَهَاتِ وَ هَمْسِ الْاءَقْدَامِ، وَمُنْفَسَحِ الثَّمَرَهِ مِنْ وَلاَئِجِ غُلُفِ الْاءَکْمَامِ، وَ مُنْقَمَعِ الْوُحُوشِ مِنْ غِیرَانِ الْجِبَالِ وَ اءَوْدِیَتِهَا، وَ مُخْتَبَاءِ الْبَعُوضِ بَیْنَ سُوقِ الْاءَشْجَارِ وَ اءَلْحِیَتِهَا، وَمَغْرِزِ الْاءَوْرَاقِ مِنَ الْاءَفْنَانِ، وَ مَحَطِّ الْاءَمْشَاجِ مِنْ مَسَارِبِ الْاءَصْلاَبِ، وَ نَاشِئَهِ الْغُیُومِ وَ مُتَلاَحِمِهَا، وَ دُرُورِ قَطْرِ السَّحَابِ فِی مُتَرَاکِمِهَا، وَ مَا تَسْفِی الْاءَعَاصِیرُ بِذُیُولِهَا، وَ تَعْفُو الْاءَمْطَارُ بِسُیُولِهَا، وَ عَوْمِ نَباتِ الْاءَرْضِ فِی کُثْبَانِ الرِّمَالِ، وَ مُسْتَقَرِّ ذَوَاتِ الْاءَجْنِحَهِ بِذُرَى شَنَا خِیبِ الْجِبَالِ، وَ تَغْرِیدِ ذَوَاتِ الْمَنْطِقِ فِی دَیَاجِیرِ الْاءَوْکَارِ، وَ مَا اءَوْعَبَتْهُ الْاءَصْدَافُ وَ حَضَنَتْ عَلَیْهِ اءَمْوَاجُ الْبِحَارِ، وَ مَا غَشِیَتْهُ سُدْفَهُ لَیْلٍ اءَوْ ذَرَّ عَلَیْهِ شَارِقُ نَهَارٍ، وَ مَا اعْتَقَبَتْ عَلَیْهِ اءَطْبَاقُ الدَّیَاجِیرِ، وَ سُبُحَاتُ النُّورِ، وَ اءَثَرِ کُلِّ خَطْوَهٍ، وَ حِسِّ کُلِّ حَرَکَهٍ، وَ رَجْعِ کُلِّ کَلِمَهٍ، وَ تَحْرِیکِ کُلِّ شَفَهٍ، وَ مُسْتَقَرِّ کُلِّ نَسَمَهٍ، وَ مِثْقَالِ کُلِّ ذَرَّهٍ، وَ هَمَاهِمِ کُلِّ نَفْسٍ هَامَّهٍ، وَ مَا عَلَیْهَا مِنْ ثَمَرِ شَجَرَهٍ، اءَوْ سَاقِطِ وَرَقَهٍ، اءَوْ قَرَارَهِ نُطْفَهٍ، اءَوْ نُقَاعَهِ دَمٍ وَ مُضْغَهٍ، اءَوْ نَاشِئَهِ خَلْقٍ وَ سُلاَلَهٍ.

لَمْ تَلْحَقْهُ فِی ذَلِکَ کُلْفَهٌ، وَ لاَ اعْتَرَضَتْهُ فِی حِفْظِ مَا ابْتَدَعَ مِنْ خَلْقِهِ عَارِضَهٌ، وَ لاَ اعْتَوَرَتْهُ فِی تَنْفِیذِ الْاءُمُورِ وَ تَدَابِیرِ الْمَخْلُوقِینَ مَلاَلَهٌ وَ لاَ فَتْرَهٌ، بَلْ نَفَذَهُمْ عِلْمُهُ، وَ اءَحْصَاهُمْ عَدَدُهُ، وَ وَسِعَهُمْ عَدْلُهُ، وَ غَمَرَهُمْ فَضْلُهُ، مَعَ تَقْصِیرِهِمْ عَنْ کُنْهِ مَا هُوَ اءَهْلُهُ.

دعاء اللَّهُمَّ اءَنْتَ اءَهْلُ الْوَصْفِ الْجَمِیلِ، وَ التَّعْدَادِ الْکَثِیرِ، إِنْ تُؤَمَّلْ فَخَیْرُ مَأْمُولٍ، وَ إِنْ تُرْجَ فَخَیْرُ فَاءَکْرَمُ مَرْجُوِّ.اللَّهُمَّ وَ قَدْ بَسَطْتَ لِی فِیمَا لاَ اءَمْدَحُ بِهِ غَیْرَکَ، وَ لاَ اءُثْنِی بِهِ عَلَى اءَحَدٍ سِوَاکَ، وَ لاَ اءُوَجِّهُهُ إِلَى مَعَادِنِ الْخَیْبَهِ وَ مَوَاضِعِ الرِّیبَهِ، وَ عَدَلْتَ بِلِسَانِی عَنْ مَدَائِحِ الْآدَمِیِّینَ وَ الثَّنَاءِ عَلَى الْمَرْبُوبِینَ الْمَخْلُوقِینَ.

اللَّهُمَّ وَ لِکُلِّ مُثْنٍ عَلَى مَنْ اءَثْنَى عَلَیْهِ مَثُوبَهٌ مِنْ جَزَاءٍ اءَوْ عَارِفَهٌ مِنْ عَطَاءٍ، وَ قَدْ رَجَوْتُکَ دَلِیلاً عَلَى ذَخَائِرِ الرَّحْمَهِ وَ کُنُوزِ الْمَغْفِرَهِ.
اللَّهُمَّ وَ هَذَا مَقَامُ مَنْ اءَفْرَدَکَ بِالتَّوْحِیدِ الَّذِی هُوَ لَکَ، وَ لَمْ یَرَ مُسْتَحِقّا لِهَذِهِ الْمَحَامِدِ وَالْمَمَادِحِ غَیْرَکَ، وَ بِی فَاقَهٌ إِلَیْکَ لاَ یَجْبُرُ مَسْکَنَتَهَا إِلا فَضْلُکَ، وَ لاَ یَنْعَشُ مِنْ خَلَّتِهَا إِلا مَنُّکَ وَ جُودُکَ، فَهَبْ لَنَا فِی هَذَا الْمَقَامِ رِضَاکَ، وَ اءَغْنِنَا عَنْ مَدِّ الْاءَیْدِی إِلَى سِوَاکَ، إِنَّکَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ.

ترجمه : 

خطبه اى از آن حضرت (ع )، این خطبه به خطبه اشباح معروف است . و از خطبه هاى جلیل و گرانقدر اوست . کسى از اوخواست که خدا را برایش ‍ توصیف کند، آنسان که گویى اورا به چشم مى بیند. امیرالمؤ منین از این سخن خشمگین شد.

مسعده ابن صدقه از حضرت امام جعفر بن محمد (ع ) روایت کند، که امیرالمؤ منین این خطبه را بر منبر کوفه ادا کرد. سبب آن بود که مردى نزد او آمد و گفت یا امیرالمؤ منین ، پروردگار ما را براى ما وصف کن تا محبّت و معرفت ما به او افزون شود. على (ع ) خشمگین شد و فرمان داد که همه در نماز حاضر آیند. مردم آمدند، چنانکه در مسجد، دیگر جایى نبود.

على (ع ) همچنان خشمگین و برافروخته بر منبر شد. حمد خداى سبحان به جاى آورد و بر پیامبر (ص ) درود فرستاد. سپس ، سخن آغاز کرد و فرمود:
حمد سزاوار خداوندى است که نابخشیدن ، بر داراییش نیفزاید و اگر بخشش کند، بینوا نشود. زیرا هر بخشنده اى جز خداى تعالى اگر ببخشد از داراییش کاسته گردد و هرکس ، جز او از بخشش دست باز دارد، نکوهشش کنند. تنها اوست که بر بندگان خود به اعطاى نعمتها و سودها و نصیبها منّت تواند نهاد. همه موجودات روزى خوار اویند، روزى آنها را ضمانت کرده و قوتشان مقدّر فرموده . راه آنان را که شوق و رغبت او دارند و خواستار چیزهایى هستند که در نزد اوست ، گشاده و هموار ساخته است . کسى را که زبان به سؤ ال مى گشاید، افزونتر ندهد، از آنکه مهر خاموشى بر لب نهاده است .

اوست اول ، پس او را آغازى نبوده است ، که پیش از آن چیزى تواند بود.اوست آخر، پس او را پایانى نیست که پس از آن چیزى تواند بود. دیدگان را اجازت ندهد، که او را بنگرند و دریابند. روزگار بر او نگذشته است که با گذشت زمان دگرگون شود. در جایى مکان نگرفته است ، که از آنجا به جاى دیگر رود.

اگر ببخشد، هر چه را که از معادن کوهها بیرون مى آید یا هر چه را که از خنده صدفهاى دریا حاصل مى شود، از سیم و زرناب و مرواریدهاى غلطان و خوشه هاى مرجان ، در جود و بخشش او اثر نکند و از وسعت دارایى او نکاهد. ذخایر خزاین او به حدى است که درخواستهاى بندگانش آن را به پایان نرساند. زیرا، او بخشنده اى است که دریاى نعمتش به درخواست خواهندگان نقصان نیابد و اصرار شوخ چشمان ، او را بخیل نگرداند.

اى مردى که سخن پرسیدى ، به آنچه قرآن از صفات او براى تو بیان کرده و تو را بدان راه نموده است ، اقتدا کن و از چراغ هدایت آن روشنایى بگیر. و هر چه را که شیطان تو را به دانستن آن واداشته و در کتاب خدا آموختنش بر تو واجب نشده و در سنّت پیامبر و ائمه هدى از آن نشانى نیست ، علم آن را به خدا واگذار و از آموختن آنها بپرهیز. نهایت چیزى که خداى تعالى بر تو مقرّر داشته ، همین است و بس .

و بدان که راسخان در علم کسانى هستند، که اقرارشان به ندانستن آنچه در پرده غیب است ، آنها را بى نیاز کرده است از کوشش براى گشودن درهاى بسته عالم غیب ، تا بدانچه در پس پرده مستور است آگاه شوند. ایشان اعتراف مى کنند که از دریافت آنچه در حیطه دانششان نیست ، عاجزند و خداى تعالى این اعتراف را ستوده است . و بدین سبب ، آنان را راسخان در علم نامیده اند، که تعمق در چیزى را که خدا جستجوى کنه آن را تکلیف نکرده است ، واگذاشته اند. تو نیز به همان قدر که قرآن راهنماییت کرده اکتفا کن و عظمت خداى سبحان را به گنجاى خرد خویش مسنج که از جمله هلاک شوندگان گردى .

اوست خداى توانایى که اگر اوهام را هواى آن در سر افتد، که منتهاى قدرتش را دریابند، یا اندیشه پاک از وسوسه شیطانى ، بخواهد در غیب ملکوتش به او ره جوید، یا دلها شیفته آن گردند، که به چگونگى صفاتش ‍ پى ببرند، یا آنجا که عقول از درک صفات او بازمانند، سوداى رسیدن به کنه ذاتش را در سر پرورند، دست ردّ به سینه آنها زند و بازپسشان گرداند. هر چند، که از روى اخلاص روى به سوى او نهاده باشند و از کوره راههاى صعب و ظلمانى عوالم غیب گذشته باشند. آنان ، بى آنکه از سعى و تلاش خود ثمرتى حاصل کنند، بازگردند و اعتراف کنند، که پاى نهادن در این راه کارى خطا بوده . کنه معرفت او ادراک نگردد و هیچ عاقل صاحب راءیى نتواند عظمت و بزرگیش را بسنجد.

خداوندى که موجودات را از هیچ بیافرید، بدون هیچ نمونه اى که همانند آن بسازد. و بدون هیچ اندازه اى که از آفریدگارى پیش از خود تقلید کرده باشد. از ملکوت قدرت خود و از عجایبى که آثار حکمتش از آنها حکایت دارند و از اینکه هر موجودى معترف است ، که جز به نیروى او نتواند بر پا بود، ما را به شناخت خود رهنمون گردید.
آثار صنع و نشانه هاى حکمتش در بدایعى ، که مى آفریند، آشکار است . پس هر چه آفریده برهان آفریدگارى و دلیل خداوندى اوست و آن آفریده ، اگر هم خاموش باشد، باز هم به تدبیر او ناطق است و بر ابداع او دلیل .

شهادت مى دهم که هر که تو را به آفریدگانت تشبیه کند و چنان پندارد، که تو را اعضایى است جدا از یکدیگر و مفصلهایى است به هم پیوسته ، پوشیده به پوست و گوشت ، که بیانگر تدبیر تو در آفرینش پیکرهاست ، ضمیرش بحقیقت ، تو را نشناخته و دلش به مرحله یقین نرسیده زیرا تو را هیچ همتایى نیست . و پندارى نشنیده است بیزارى جستن بت پرستان را از بتهایى که مى پرستیده اند، آنگاه که مى گویند (به خدا سوگند که ما در گمراهى یى آشکار بودیم ، آنگاه که شما را با پروردگار عالمیان برابر مى شمردیم .)(۲۵)

دروغ مى گویند، آنان که موجودى از موجودات عالم را با تو برابر دانند و تو را به بتانشان همانند سازند و به خیال خود بر تو جامه آفریدگان پوشانند. دروغ مى گویند، آنان که از روى گمان تو را همانند اجسام داراى اجزاء دانند و براى تو پیکرى با گونه گون قوا تصور کنند.

شهادت مى دهم ، که هر که تو را به گونه اى با مخلوقات برابر سازد، همانند آنهایت پنداشته و هر که تو را همانند چیزى پندارد، به آنچه در آیات محکمات تو نازل گردیده و حجتهاى آشکار تو به آنها گواهى داده ، کافر شده است .
شهادت مى دهم ، که تو آن خداوندى هستى که در عرصه عقول نگنجى تا برایت کیفیتى پندارند و یا محدود به حدودى شمارند یا موصوف به تغییر از جایى به جایى دانند.

و هم از این خطبه :

براى هر چه آفرید اندازه و مقدارى معین کرد و آن را نیک استوار نمود و به لطف خویش منظم ساخت . و به سوى کمال وجودش متوجه نمود تا از حد خود تجاوز نکند. و در نیل به کمالش قصور نورزد یا اگر او را به کارى ماءمور سازد دشوارش نپندارد. چگونه چنین باشد، که همه اشیاء به مشیت و اراده او به وجود آمده اند.

خداوندى که اصناف موجودات را بیافرید، بى تاءمل و اندیشه اى که به کار دارد و بى آنکه پیش از آفریدن آنها از طبیعت و غریزه اى که در وجودش ‍ نهفته باشد یارى گیرد. و بدون تجربتى که با گذشت زمان حاصل کرده باشد و بدون شریکى ، که در ایجاد آن همه شگفتیها، یاریش نموده باشد. پس به امر او آفریده اش خلقت تمام یافت و به عبودیت او معترف شد و به دعوتش گردن نهاد. در برابر فرمان او هیچ موجودى نبود که کندى و درنگ کند یا فرمانش را به تاءخیر اندازد. آنگاه هر کجى را که در اشیاء بود، راست نمود و حدودشان را روشن و آشکار ساخت و به قدرت خود میان اضداد، التیام و هماهنگى پدید آورد و میان ارواح ، که از عالم نورند و اجسام ، که از جهان ظلمانى هستند، پیوند نهاد. موجودات را به جنسهایى مختلف در حد و اندازه و غریزه ها و هیئتهاى گونه گون قرار داد. مصنوعات و مخلوقاتى که آفرینش آنها را بر قانون حکمت استوارى بخشید و سرشت آنها را به همانگونه ، که اراده کرده بود، ابداع نمود و جامه خلقت پوشانید.

هم از این خطبه (در وصف آسمان ):

میان اجرام آسمانى و راههاى گشاده آسمانها، بى آویزه اى ، نظمى برقرار ساخت و شکافهاى آنها را به هم آورد و میان هر یک و جفتش پیوند نهاد. و صعوبت فرا رفتن به آسمانها و فرود آمدن از آنها را براى فرشتگانى که فرود مى آیند یا اعمال آفریدگان را فرا مى برند، سهل و آسان نمود. آسمان را، که دود بود، فراخواند، آسمان مطیع و منقاد بود. هر جزء آن دیگر جزء را نگه داشت . و آن را که یکپارچه و بسته بود از هم بگشود و شهابهاى درخشان را نگهبان آن شکافها فرمود و آن را به ید قدرت خود از لرزش و جنبش در فضا نگه داشت و مقرر فرمود که تسلیم امر او باشد. خورشیدش را آیت درخشان روز گردانید که در پرتو آن هر چیز را توان دید. و ماه آیت دیگرى است ، که نورش ظلمت شب را بزداید و آنها را در مدار خود به گردش درآورد تا از گردش آنها شب و روز شناخته آیند و شمار سالها و حساب کارها معین گردد.

سپس در فضاى آسمان فلک را معلق بداشت و به مروارید ستارگان و چراغ تابناک اخترانش بیاراست و راه شیطان را، که دزدانه گوش مى داد، با شهابهاى ثاقب بربست . آنگاه ستارگان را فرمانبردار و مسخّر گردانید. که پاره اى ، همچنان ، برجاى ثابت اند و پاره اى در حرکت . برخى در اوج و برخى در حضیض . بعضى سعد و بعضى نحس .

و هم از این خطبه (در آفرینش ملایکه ):

آنگاه خداى تعالى براى زیستن در آسمانهایش و، معمور ساختن آسمان برین ، خلقى بدیع ، یعنى ملایکه را آفرید. و راههاى گشاده آسمان را از آنان بینباشت . و فضاهاى گشاده آسمان را به آنان پر نمود. آواز تسبیح آنان در فضاى قدس الهى و آن سوى حجابها و پرده سراهاى مجد و عظمت ، طنین افکند. و فراسوى این آوازهایى که گوش را کر مى کنند، انوارى است که دیده ها را طاقت نگریستن در آنها نیست ، پس خیره در جاى خود بماند که پاى از حد خود فراتر نهادن نتواند.

ملایکه را خداى سبحان به صورتها و اندازه هاى گونه گون بیافرید. بالهایى دارند و، تسبیح گویان ، عظمت و عزّت او را مى ستایند. آنان هیچیک از آفریدگان خداى تعالى را به خود نسبت نمى دهند و مدعى چیزى که تنها خداى تعالى توان آفریدنش را دارد نخواهند بود.(بندگانى بزرگوارند که در سخن بر او پیشى نگیرند و به فرمان او کار مى کنند.) (۲۶)

آنها را در درجت و منزلتى که دارند، امینان وحى خویش گردانید و ودایع اوامر و نواهى خود بر دوش آنها نهاد تا به پیامبرانش برسانند. ملایکه ها را از آلایش تردیدها و شبهه ها دور نگه داشت و از ایشان کسى نیست که بخواهد بر خلاف رضاى او کارى کند. آنان را یارى نمود و دلهایشان به تواضع آشنا ساخت و خشوع و آرامش بخشید.

اداى حمد و سپاس خود بر آنان آسان گردانید و برایشان نشانه هاى روشن برپاى داشت که راه یکتاپرستى او بیابند و بار گناهان بر دوشهایشان سنگینى نکند و در پى هم آمدن شبها و روزها در آنان دگرگونى پدید نیاورد. ایمان استوارشان را تیرهاى شک و تردید هدف قرار ندهد و یقین محکمشان ، دستخوش ظن و گمان نشود. در میانشان ، آتش حسد و کینه افروخته نگردد. آن حیرت و سرگشتگى که رباینده و نابودکننده شناخت خداوند است ، از ایشان بدور است . عظمت و هیبت جلال الهى در درون سینه هایشان جاى گرفته . وسوسه ها را طمع آن نیست که بر افکار و اندیشه هایشان مسلّط گردد.

گروهى از ملایکه هستند، که در درون ابرهاى باران زاى و بر سر کوههاى بلند و در میان تاریکیهایى ، که مردمان راه خود در آنها گم مى کنند، جاى گرفته اند. بعضى از ایشان پاهایشان زمین را سفته است و به فروترین طبقات آن رسیده و چون پرچمهاى سفیدى در درون هوا و فضاى خالى پیدایند. بادى خوشبو در زیر قدمهایشان هست که ، آنها را در همان جاى که رسیده اند، نگاه داشته است . عبادت و بندگى خدا از هر کار دیگرشان باز داشته و حقیقت ایمان سبب شناخت میان آنها و خدایشان گردیده ، که آنان را با خدایشان پیوند داده است . این یقین و باور توجه آنان را از دیگران منصرف ساخته و از شدت شوق همه توجهشان به خداست . هرچه خواهند از او خواهند و از دیگرى توقع هیچ چیز ندارند. حلاوت معرفت او را چشیده اند و از جام محبت او نوشیده اند و خوف خدا در اعماق دلشان ریشه دوانیده و در اثر عبادت بسیار، پشتشان خمیده شده است . شوق و رغبتشان به ذات احدیت ، سبب نقصان در تضرع و زاریشان نشده و قرب منزلتشان ریسمان خشوع از گردنهاشان نگشوده . خودپسندى سبب آن نشده که عبادات خود را بسیار شمارند و فراوانى خضوع و زارى به درگاه خداوندى ، موجب آن نگردیده که حسنات خود را بزرگ به حساب آورند. در عبادت هر چه مجاهدت کرده اند ملول و مانده نشده اند و شوق و رغبتشان کاستى نیافته . آرى ، شوق و رغبتشان کاستى نیافته تا از امید خود به پروردگارشان بکاهند. مناجاتها و راز و نیازها به درگاه خداوند زبانشان را خشک نساخته و هیچ کار دیگرى آنان را به خود مشغول نداشته تا فریاد خواهى و راز و نیازشان با خداوندشان به خاموشى گراید. اطاعت پروردگار را صف کشیده اند و شانه به شانه داده اند و هرگز در اندیشه استراحت نبوده اند تا شانه از زیر بار فرمان الهى خالى کنند یا در عبادت قصور ورزند یا بر عزم و سعى آنها گرد فراموشى و غفلت نشیند. فریب شهوات و امیال بر همتشان اثر نگذارد.

دادار عرش ذخیره ایام فاقه و مستمندى آنهاست . هنگامى که دیگران روى به درگاه بندگان نهند، شوق و رغبت ایشان به درگاه خداست . پرستش او را پایانى نمى شناسند و آنچه آنان را به طاعت و بندگى حق مشغول داشته ، اشتیاق عبادت است که در دلهایشان جاى کرده و سرچشمه آنان امید به رحمت و بخشایش اوست و ترس از عذاب اوست که هیچگاه از آنان جدا نشود. آنچه سبب خوف آنها از خداست هیچگاه منقطع نگردد، که از کوشش در طاعت باز ایستند و آزمندى گرفتارشان نساخته تا سعى و کوشش براى امور دنیوى را بر جد و جهد در امر آخرت برگزینند. اعمال و عبادات خود را بزرگ نمى شمارند که اگر بزرگ مى شمردند، امید به پاداش آن ، خوف خدا را از دلهایشان مى زدود.

شیطان برایشان غلبه نیافته تا درباره خداوندشان اختلاف پدید آید. و چون در میانشان هیچگاه نزاعى درنگیرد، کارشان به جدایى و تفرقه نکشد. حسد و کینه توزى بر آنها غلبه ندارد و شک و تردیدها در امر دین موجب آن نگردیده که گروه گروه و فرقه فرقه گردند. و اختلاف همتها و مقصدها سبب تقسیم آنها به جماعات گوناگون نشده است .
آنان اسیر ایمان خویش اند. عدول از حق و سستى در عبادت آنها را از ایمانشان جدا نساخته . در طبقات آسمان حتى جایى به قدر پوستى نیست که از ملایکه خالى باشد. در هر جا ملکى هست یا در حال سجده یا اگر در حال سجده نباشد در تلاش و کوشش عبادت پروردگار. بر اثر بسیارى اطاعت پروردگار، بر علم و یقین خویش بیفزایند و عزّت پروردگار عظمت او را در دلهایشان افزون سازد.

و هم از این خطبه (در وصف زمین و گستردنش بر آب ):

زمین را در میان امواج پرخروش آب فرو برد. در گردابهاى دریاهاى دمان ، که امواج سهمناکشان بر روى هم مى غلطیدند و هر موج ، دیگرى را به پیش مى راند، و در این حال همانند اشتران مست جفت جوى بودند که بانگ مى زنند، و کف بر لب مى آورند. اما گستاخى دریاى متلاطم در برابر سنگینى زمین خاضع شد و از هیجان و جنبش بیفتاد و، چون زمین در آن قرار گرفت ، خوارى و ذلّت نشان داد. و زمین بر روى آب غلطید، پس امواج دریا پس از خروش و هیاهو بیارامید و چون مرکبى ، که لگام بر سرش زنند، اسیر و منقاد گردید. زمین بر لجّه دریا ساکن گشت و بگسترد و دریا را از غرور و نخوت و سرکشى و دست اندازى بازداشت و از تلاطم و خروش مانع آمد. آب ، که رام و فروتن شده بود، فرو نشست و پس از آن همه سرکشى و غلطیدن امواجش بر روى هم ، زمین را در برگرفت و آنگاه که آب در اطراف زمین از هیجان و جوشش باز ایستاد، خداوند سبحان کوههاى بلند را بر دوش زمین جاى داد و از کوهها چشمه ها بر آورد و در بیابانهاى پهناور و درّه هاى ژرف جارى ساخت . زمین را به کوههایى که از صخره هاى عظیم و مرتفع فراهم آمده بود از لرزش نگه داشت .

زمین از لرزش بایستاد، زیرا کوهها چون میخها تا اعماق آن و در رخنه هاى آن فرو رفته و بر پستیها و بلندیهایش جاى گرفته بود. آنگاه فضاى میان زمین و آسمان را گشاده گردانید و هوا را براى تنفس ساکنان زمین بیافرید. سپس ، زمینیان را با هر چه بدان رفع نیاز کنند، پدید آورد. و زمینهایى را، که به سبب ارتفاعشان آب چشمه ها و نهرها به آنها نمى رسید، خشک و بى حاصل رها ننمود و ابرهاى بارنده را بیافرید تا بباریدند و زمین مرده را زنده ساختند و در آن انواع رستنیها برویانیدند. پاره ابرهاى درخشان را، که از هم جدا افتاده بود، به هم پیوست . پس ، ابرهاى سفید و متراکم و پر آب را در حرکت آورد و ابر، مهیاى باریدن گردید. آذرخشها از درون ابرها درخشیدن گرفت و درخشش آن در دل ابرهاى متراکم بر دوام بود.

ابرها را از پى هم بفرستاد. ابرها، که از حمل باران سنگین شده بودند، بر زمین دامن فرو هشتند و باد جنوب پیاپى بر آنها وزیدن گرفت و از درونشان قطره هاى باران را بیرون کشید چونان که کسى پستانى را بدوشد. آنگاه که ابرها، مانند اشتران گردن و سینه بر زمین فرو هشتند و آب فراوانى را که در درون داشتند بیرون ریختند، از زمینهاى خشک ، نباتات و از کوهها، گیاهان تازه برویانید. و زمین که به مرغزاران خود زینت یافته بود شادمان شد و از جامه اى که از گلها و شکوفه هاى نورسته و درخشنده بر تن پوشیده بود، بر خود ببالید. خداوند، آن روییدنیها را توشه مردم و چارپایان گردانید. و در هر سو راهها بگشود و در آن راهها براى روندگان نشانه ها برپا نمود.

چون زمینش را بگسترد و فرمان خود روان ساخت . آدم (ع ) را از میان آفریدگان خود برگزید و او نخستین آدمیان بود. در بهشت خود جایش ‍ داد و عیش او مهنّا گردانید و به او آموخت ، که از چه کارهایى پرهیز کند و گفتش که اگر چنان کارهایى از او سرزند مرتکب معصیت شده است و مقام و منزلتش به خطر افتاده .

ولى آدم به کارى که خداوند از آن نهیش کرده بود، مبادرت ورزید، زیرا علم خدا از پیش بدان تعلق گرفته بود. هنگامى که آدم توبه نمود خداوند او را به زمین فرستاد تا زمینش را به فرزندان خود آبادان سازد و از سوى خدا بر بندگانش حجّت و راهنمایى باشد.

خداوند، جان آدم بگرفت . ولى مردم را در امر شناخت خویش که دلیلها و حجتهاى اکید همراه اوست و تا میان مردم و شناخت خود فاصله اى نیفتد، به حال خود رها ننمود، بلکه به زبان پیامبرانش ، حجتها و دلیلها فرستاد و از ایشان پیمان گرفت . پیامبران قرنى پس از قرنى بیامدند و ودایع رسالت او را به مردم رسانیدند. تا به وجود پیامبر ما محمد (صلى اللّه علیه و آله ) حجتش را تمام کرد و دیگر، جاى عذرى براى کسى باقى نگذاشت و هر هشدار و بیم که بود، بر همگان بداد.

خداى تعالى روزیها را مقدّر ساخت . بعضى را فراوان و بعضى را اندک .در کار برخى گشایش داد و بر برخى تنگ گرفت . و تقسیم از روى عدالت بود.
تا هر که را که بخواهد، در سختى و آسانى بیازماید و توانگر و مستمند را در شکرگزارى و شکیبایى امتحان کند. آنگاه آنان را، که فراخ روزى کرده بود، به فقر مبتلا نمود و بر آنان که تندرستى بخشیده بود، آفات و بیماریها برگماشت و شادمانان را غصه هاى گلوگیر داد و مدت عمر هر کس مقرر فرمود. برخى را عمر دراز داد و برخى را زندگى کوتاه . برخى را پیش داشت و برخى را واپس انداخت .

موجبات مرگ را فراهم نمود. مرگ ، عمرها را به پایان رسانید و رشته هاى زندگى را بگسست .
خداوندى که داناست به هر رازى که رازدارانش در دل نهان داشته اند و به نجواى آنان که آهسته در گوشهاى یکدیگر سخن مى گویند و به هر گمان که در خاطرى نهفته است و به هر تصمیم که از روى یقین گرفته شود و به هر نگاه دزدیده و به هر چه در سویداى دلها پنهان است و به هر نادیده که در پرده ها مستور است و به سخنانى که گوشها دزدیده مى شنوند و به سوراخهایى که موران ضعیف به تابستانها و حشرات و گزندگان به زمستانها در آنها جاى گیرند و به فریاد و فغان زنان فرزند مرده و به صداى نرم پایها و به درون غلاف شکوفه ها که میوه در آنها نهان است و به کنام وحوش در درون غارهاى کوهستانها و دره ها و به جاى پنهان شدن پشه گان میان ساقه ها و پوست درختان و به آنجا که برگها از شاخه ها مى رویند و به جایهایى که نطفه ها از صلبها در آنها مى ریزند و به ابرهایى که بالا گرفته اند و به آنجا که به هم در پیوسته اند و به ریزش ‍ قطره هاى باران از ابرهاى متراکم و به هر خاک و خاشاک که گردبادها به دامنهاى خود در زمین مى پراکنند و به آنچه بارانها با سیلهاى خود، با خود ببرند و نابود کنند. خداوندى که آگاه است از فرو رفتن ریشه هاى گیاهان در تپه هاى ریگ و از آشیانه هاى پرندگان در قلل کوهها و از سراییدن مرغان آوازخوان در ظلمت لانه ها و از هر چه صدفها از مرواریدها در درون خود پدید آورده اند، و آنچه امواج دریاها در خود پرورده اند و از آنچه تاریکى شب بر آن پرده افکند یا آفتاب بر آن بتابد و از آنچه پیاپى در پرده هاى ظلمت فرو رود و پرتوهاى نور بر آن بتابد و از جاى هر قدم و آواز پنهان هر حرکت و از کلمه اى که بر زبان آرند و از هر چه بدان لب بجنبانند و از قرارگاه هر جاندار و از سنگینى هر ذره و از همهمه هر موجود جاندار و از هر ثمرتى که بر درختى است و از هر برگى که از درختى مى افتد و از آنجا که آرامید نگاه نطفه است و مقر آن خون لخته یا آن گوشت پاره یا آن جنین نو پدید آمده .

خداوند را از این علم و آگاهى هیچ رنجى نرسد و در حفظ و نگاهدارى آنچه آفریده ، کس مانع او نگردد. در راندن کارها و تدبیر کار آفریدگان ، ملالت و سستى بر او عارض نشود، بلکه علم اوست که در همه جا نافذ است و او بر شمار آنها احاطه دارد و عدالتش همه را در بر گرفته و با آنکه آنچنانکه شایان اوست او را درنیافته و نشناخته اند، فضل او شامل همگان شود.

اى خداوند، تو شایسته زیباترین توصیفهایى و در خور آنى که فراوانت ستایند.اگر کسى آرزو در تو بندد، بهترین کسى هستى که آرزو در او توان بست و اگر به تو امیدوار شوند، بهترین کسى هستى که به او امیدوار توان بود. بارخدایا، مرا نعمت خود چندان ارزانى داشته اى که دیگرم نیازى به ستودن دیگرى نیست و جز بر تو ثنا نگویم . کسانى را نستایم ، که مرا نومید گردانند و گمان بود که بر من در احسان نگشایند.

بارخدایا، تو زبان مرا از ستایش آدمیان نگاه داشتى و از ثناى آفریدگان در امان نهادى . بارخدایا، هرکس سخنى در مدح کسى گوید از ممدوح خود جزایى یا عطایى چشم دارد و من که تو را ثنا مى گویم ، امیدم آن است ، که مرا به اندوخته هاى رحمت و گنجینه هاى آمرزشت راه بنمایى .

اى خداوند، اینجا که من ایستاده ام جاى کسى است که تو را به یکتایى مى ستاید و این یکتایى ویژه تو است و بس . و جز تو کسى را شایسته این محامد و مدایح نمى شناسد و مرا به تو نیازى است که جز به فضل و رحمت تو جبران آن نشود سختى آن را جز عطا و جود تو از میان نبرد. در این مکان که ایستاده ایم خشنودى خود را به ما ارزانى دار و بینیازمان گردان از اینکه دست سؤ ال جز به درگاه تو دراز کنیم که تو بر هر کارى توانایى .

نهج البلاغه خطبه ها//ترجمه عبدالمحمد آیتی