نامه ۶۹ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى سهل بن حنیف الأنصارى، و هو عامله على المدینه فى معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاویه

أَمَّا بَعْدُ- فَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ رِجَالًا مِمَّنْ قِبَلَکَ یَتَسَلَّلُونَ إِلَى مُعَاوِیَهَ- فَلَا تَأْسَفْ عَلَى مَا یَفُوتُکَ مِنْ عَدَدِهِمْ- وَ یَذْهَبُ عَنْکَ مِنْ مَدَدِهِمْ- فَکَفَى لَهُمْ غَیّاً- وَ لَکَ مِنْهُمْ شَافِیاً فِرَارُهُمْ مِنَ الْهُدَى وَ الْحَقِّ- وَ إِیضَاعُهُمْ إِلَى الْعَمَى وَ الْجَهْلِ- فَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ دُنْیَا مُقْبِلُونَ عَلَیْهَا وَ مُهْطِعُونَ إِلَیْهَا- وَ قَدْ عَرَفُوا الْعَدْلَ وَ رَأَوْهُ وَ سَمِعُوهُ وَ وَعَوْهُ- وَ عَلِمُوا أَنَّ النَّاسَ عِنْدَنَا فِی الْحَقِ‏ أُسْوَهٌ- فَهَرَبُوا إِلَى الْأَثَرَهِ- فَبُعْداً لَهُمْ وَ سُحْقاً- إِنَّهُمْ وَ اللَّهِ لَمْ یَنْفِرُوا مِنْ جَوْرٍ- وَ لَمْ یَلْحَقُوا بِعَدْلٍ- وَ إِنَّا لَنَطْمَعُ فِی هَذَا الْأَمْرِ أَنْ یُذَلِّلَ اللَّهُ لَنَا صَعْبَهُ- وَ یُسَهِّلَ لَنَا حَزْنَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- وَ السَّلَامُ

اللغه

أقول: التسلّل: الذهاب واحدا بعد واحد. و الایضاع: الإسراع. و کذلک الإهطاع. و الأثره: الاستبداد.

المعنى

فقوله: أمّا بعد إلى قوله: معاویه. إعلامه بعلمه بحالهم. و قوله: فلا تأسف. إلى قوله: مددهم. تسلیه له عمّا فاته من عددهم و مددهم. و قوله: فکفى. إلى قوله: العدل. استدراج له عن الأسف على فرارهم بذکر معایبهم فی ضمیرین صغرى الأوّل: منهما قوله: فکفى. إلى قوله: الجهل. و تقدیر کبراه: و کلّ من کان کذلک فلا یجوز الأسف علیه. و فرار فاعل کفى، و غیّا و شافیا تمیز. و صغرى الثانی: قوله: و إنّما هم أهل الدنیا: أى لمّا کان شأنهم ذلک و عرفوا العدل عندنا و علموا تساوى الناس عندنا فی الحقّ هربوا إلى الاستئثار و الاستبداد عند معاویه. و تقدیر کبراه: و کلّ من کان بهذه الحال فلا یجوز الأسف علیه، و لذلک دعا علیهم بالبعد و السحق و هما مصدران وضعا للدعاء. ثمّ أقسم أنّهم لم یفرّوا من جور منه و لم یلحقوا بعدل من معاویه لیتأکّد حصره لأحوالهم الّتی هربوا لأجلها. ثمّ وعده بما یطمع من اللّه تعالى من تذلیل ما صعب من أمر الخلافه لهم، و تسهیل حزنه بمشیئته سبحانه.

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۲۶

 

بازدیدها: ۰

نامه ۶۸ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى الحارث الهمدانى

وَ تَمَسَّکْ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ وَ انْتَصِحْهُ وَ أَحِلَّ حَلَالَهُ وَ حَرِّمْ حَرَامَهُ- وَ صَدِّقْ بِمَا سَلَفَ مِنَ الْحَقِّ- وَ اعْتَبِرْ بِمَا مَضَى مِنَ الدُّنْیَا لِمَا بَقِیَ مِنْهَا- فَإِنَّ بَعْضَهَا یُشْبِهُ بَعْضاً- وَ آخِرَهَا لَاحِقٌ بِأَوَّلِهَا- وَ کُلُّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ- وَ عَظِّمِ اسْمَ اللَّهِ أَنْ تَذْکُرَهُ إِلَّا عَلَى حَقٍّ- وَ أَکْثِرْ ذِکْرَ الْمَوْتِ وَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ- وَ لَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ إِلَّا بِشَرْطٍ وَثِیقٍ- وَ احْذَرْ کُلَّ عَمَلٍ یَرْضَاهُ صَاحِبُهُ لِنَفْسِهِ- وَ یُکْرَهُ لِعَامَّهِ الْمُسْلِمِینَ- وَ احْذَرْ کُلَّ عَمَلٍ یُعْمَلُ بِهِ فِی السِّرِّ- وَ یُسْتَحَى مِنْهُ فِی الْعَلَانِیَهِ وَ احْذَرْ کُلَّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْهُ صَاحِبُهُ أَنْکَرَهُ أَوْ اعْتَذَرَ مِنْهُ- وَ لَا تَجْعَلْ عِرْضَکَ غَرَضاً لِنِبَالِ الْقَوْلِ- وَ لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِکُلِّ مَا سَمِعْتَ بِهِ- فَکَفَى بِذَلِکَ کَذِباً- وَ لَا تَرُدَّ عَلَى النَّاسِ کُلَّ مَا حَدَّثُوکَ بِهِ- فَکَفَى بِذَلِکَ جَهْلًا- وَ اکْظِمِ الْغَیْظَ وَ احْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ- وَ تَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدِرَهِ- وَ اصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَهِ تَکُنْ لَکَ الْعَاقِبَهُ- وَ اسْتَصْلِحْ کُلَّ نِعْمَهٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَیْکَ- وَ لَا تُضَیِّعَنَّ نِعْمَهً مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عِنْدَکَ- وَ لْیُرَ عَلَیْکَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْکَ- وَ اعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِینَ- أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَهً مِنْ نَفْسِهِ وَ أَهْلِهِ وَ مَالِهِ- فَإِنَّکَ مَا تُقَدِّمْ مِنْ خَیْرٍ یَبْقَ لَکَ ذُخْرُهُ- وَ مَا تُؤَخِّرْهُ یَکُنْ لِغَیْرِکَ خَیْرُهُ- وَ احْذَرْ صَحَابَهَ مَنْ یَفِیلُ رَأْیُهُ- وَ یُنْکَرُ عَمَلُهُ فَإِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ- وَ اسْکُنِ الْأَمْصَارَ الْعِظَامَ فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْمُسْلِمِینَ- وَ احْذَرْ مَنَازِلَ الْغَفْلَهِ وَ الْجَفَاءِ- وَ قِلَّهَ الْأَعْوَانِ عَلَى طَاعَهِ اللَّهِ- وَ اقْصُرْ رَأْیَکَ عَلَى مَا یَعْنِیکَ- وَ إِیَّاکَ وَ مَقَاعِدَ الْأَسْوَاقِ- فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّیْطَانِ وَ مَعَارِیضُ الْفِتَنِ- وَ أَکْثِرْ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى مَنْ فُضِّلْتَ عَلَیْهِ- فَإِنَّ ذَلِکَ مِنْ أَبْوَابِ الشُّکْرِ- وَ لَا تُسَافِرْ فِی یَوْمِ جُمُعَهٍ حَتَّى تَشْهَدَ الصَّلَاهَ- إِلَّا فَاصِلًا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَوْ فِی أَمْرٍ تُعْذَرُ بِهِ- وَ أَطِعِ اللَّهَ فِی جَمِیعِ أُمُورِکَ- فَإِنَّ طَاعَهَ اللَّهِ فَاضِلَهٌ عَلَى مَا سِوَاهَا- وَ خَادِعْ نَفْسَکَ فِی الْعِبَادَهِ وَ ارْفُقْ‏ بِهَا وَ لَا تَقْهَرْهَا- وَ خُذْ عَفْوَهَا وَ نَشَاطَهَا- إِلَّا مَا کَانَ مَکْتُوباً عَلَیْکَ مِنَ الْفَرِیضَهِ- فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَ تَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا- وَ إِیَّاکَ أَنْ یَنْزِلَ بِکَ الْمَوْتُ- وَ أَنْتَ آبِقٌ مِنْ رَبِّکَ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا- وَ إِیَّاکَ وَ مُصَاحَبَهَ الْفُسَّاقِ- فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ- وَ وَقِّرِ اللَّهَ وَ أَحْبِبْ أَحِبَّاءَهُ- وَ احْذَرِ الْغَضَبَ فَإِنَّهُ جُنْدٌ عَظِیمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِیسَ أقول: هذا الفصل من کتاب طویل إلیه.

و قد أمره فیه بأوامره و زجره بزواجره مدارها على تعلیم مکارم الأخلاق و محاسن الآداب.
أحدها: أن یتمسّک بحبل القرآن.
و لفظ الحبل مستعار کما سبق. و أراد لزوم العمل به.
الثانی: أن ینتصحه
أی یتّخذه ناصحا له بحیث یقبل أمره و شوره لأنّه یهدی إلى الحقّ و إلى صراط مستقیم.
الثالث: أن یحلّ حلاله و یحرّم حرامه.
و ذلک أن یعتقد ما فیه من الحلال و الحرام حلالا و حراما و یقف عند اعتقاده و یعمل بمقتضاه.
الرابع: أن یصدّق بما سلف من الحقّ
ممّا حکاه القرآن الکریم من أحوال القرون الماضیه و أحوال الأنبیاء مع أممهم لیصحّ منه الاعتبار.
الخامس: أن یعتبر ماضی الدنیا بباقیها
و یقیسه به فیجعل ما مضى أصلا و ما یبقى فرعا و یحذو القدر المشترک بینهما من العلّه و هو کونها مظنّه التغیّر و الزوال فیحکم فی الفرع بحکم الأصل من وجوب الزوال، و قد نبّه على المشترک بقوله: فإنّ بعضها یشبه بعضا. و على ما یلزم ذلک فی الفرع بقوله: و آخرها لاحق بأوّلها و کلّها حائل: أی زائل مفارق.
السادس: أن یعظّم اسم اللّه و یکبّره
أن یذکره حالفا إلّا على حقّ.

السابع: أن یکثر ذکر الموت و ما بعده
فإنّ فی ذکرهما أعظم واعظ و أشدّ زاجر عن الدنیا.
الثامن: نهاه أن یتمنّى الموت إلّا بشرط وثیق
من نفسه یطمئنّ إلیه فی طاعه اللّه و ولایته فإنّ تمنّیه بدون ذلک سفه و حمق.
التاسع: أمره أن یحذر کلّ عمل یرضاه لنفسه و یکره للمسلمین
و هو فی المعنى نهى عن الاستیثار علیهم بالمکاره و لنفسه بالخیرات و هو کقوله: ردّ للناس ما ترید لنفسک و اکره لهم ما تکرهه لها.
العاشر: أن یحذر ما یعمله فی السرّ و یستحیى منه فی العلانیه.
و الإشاره إلى معاصى اللّه و مفارقه الدنایا من المباحات، و کذلک کلّ عمل من شأنه أن ینکره إذا سئل عنه و یعتذر منه.
الحادی عشر: أن یحفظ عرضه و نهاه أن یجعله غرضا.
و استعار لفظ الغرض و النبال لما یرمی به من القول: و قد سبق وجه الاستعاره.
الثانی عشر: أن یحدّث الناس بکلّ ما سمع
على وجه أن یقول: کان کذا و کذا دون أن یقول: سمعت فلانا یقول: کذا. فإنّ بینهما فرقا. و لذلک قال: و کفى بذلک کذبا. لأنّه جاز أن یکون ما سمع فی نفس الأمر کذبا فیکون قد کذب فی قوله: کان کذا. و قوله: سمعت کذا. لا یکون کذبا إلّا على وجه آخر.
الثالث عشر: أن لا یردّ کلّ ما یحدّث به الناس
و یقابله بالتکذیب و الإنکار لأنّه جاز أن یکون حقّا فیحصل من إنکاره جهل بحقّ، و قوله: فکفى. فی الموضعین صغرى ضمیر تقدیر کبرى الأوّل: و کلّما کفى به کذبا فینبغی أن لا یتحدّث به.
و تقدیر کبرى الثانی: و کلّما کفى بردّه جهلا وجب أن لا یردّ.
الرابع عشر: أمره بکظم الغیظ. و الحلم و التجاوز و الصفح
هی فضائل تحت ملکه الشجاعه و شرطها بوجود الغضب و القدره و الدوله فیسمّى حلما و تجاوزا و صفحا و إلّا لم یصدق علیها الاسم.
و قوله: تکن لک العاقبه.

أى العاقبه الحسنه من ذلک، و هی صغرى ضمیر تقدیرها: فإنّ فاعل هذه الخصال یکون له العاقبه منها، و تقدیر الکبرى: و کلّما کانت له العاقبه الحسنه منها فیجب أن یفعلها.
الخامس عشر: أن یستصلح کلّ نعمه للّه تعالى
علیه بمداومه الشکر.
السادس عشر: أن لا یضیّع من نعمه اللّه تعالى نعمه:
أى بالقصور عن الشکر و الغفله عنه.
السابع عشر: أن یظهر أثر نعمه اللّه تعالى علیه بحیث یراها الناس
فظهور أثرها علیه بإظهارها على نفسه و ذویه و صرف فاضلها إلى أهل الاستحقاق. و أعلمه بدلیل وجوب ذلک من وجهین: أحدها: قوله: إنّ أفضل المؤمنین أفضلهم تقدمه: أى صدقه تقدّمها من نفسه بأقواله و أفعاله و أمواله، و من أهله کذلک. و هو جذب له أن یجعل نفسه من أفضل المؤمنین بالصدقه. الثانی: قوله: و إنّک. إلى قوله: خیره: أى ما تقدّمه و تؤخّره من المال و تخلّفه، و هو صغرى ضمیر تقدیر کبراه: و کلّما إذا قدّمته کان لک ذخرا و إذا أخّرته کان لغیرک خیره فواجب علیک تقدیمه.
الثامن عشر: أن یحذر صحابه من یفیل رأیه
أى یضعف، و ینکر عمله لسوئه.
و علّل ذلک الحذر بقوله: فإنّ. إلى قوله: بصاحبه: أى فإنّک تقاس به لتنسب فعلک إلى فعله، و لأنّ الطبع مع الصحبه أطوع للفعل منه للقول فلو صحبه لشابه فعله فعله.
التاسع عشر: أن یسکن الأمصار العظام.
و الغرض الجمعیّه على دین اللّه کقوله صلّى اللّه علیه و آله: علیکم بالسواد الأعظم و لذلک علّل بکونها جماع المسلمین: أى مجمعهم. و أطلق اسم المصدر على المکان مجازا، و هو صغرى ضمیر تقدیر کبراه: و کلّما کان کذلک فینبغی أن یخصّ بالسکنى.
العشرون 
أن یحذر منازل الغفله و الجفاء لأهل طاعه اللّه.

الحادى و العشرون: أن یقصر رأیه على ما یعنیه
فإنّ فیه شغلا عمّا لا یعنیه فتجاوزه إلیه سفه.
الثانی و العشرون: أن یحذر مقاعد الأسواق.
و أشار إلى وجه المفسده بقوله: فإنّها. إلى قوله: الفتن. و معنى کونه محاضر الشیطان کونها مجمع الشهوات و محلّ الخصومات الّتی مبدئها الشیطان. و معاریض: جمع معرض و هو محلّ عروض الفتن. و الکلام صغرى ضمیر تقدیر کبراه: و کلّما کان کذلک فلا یجوز القعود فیه.
الثالث و العشرون: أن یکثر نظره إلى من هو دونه ممّن فضّل علیه فی النعمه.
و علّل ذلک بقوله: فإنّ. إلى قوله: الشکر. و وجه کونه بابا للشکر أنّه یکون سببا للدخول إلیه منه. و هو صغرى ضمیر تقدیر کبراه: و کلّما کان من أبواب الشکر فواجب ملازمته.
الرابع و العشرون: أن لا یسافر فی یوم الجمعه إلّا أن یکون فی جهاد أو عذر واضح.
و سرّه أن صلاه الجمعه عظیمه فی الدین و هو محلّ التأهّب لها و العباده.
فوضعه للسفر وضع للشی‏ء فی غیر موضعه.
الخامس و العشرون: أن یطیع اللّه فی جمیع اموره.
و رغّب فیها بضمیر صغراه قوله: فإنّ. إلى قوله: سواها. و تقدیر کبراه: و کلّما فضّل ما سواه فالأولى لزومه و ایثاره على ما سواه.
السادس و العشرون: أن یخادع نفسه فی العباده.
فإنّه لمّا کان شأن النفس اتّباع الهوى و موافقه الطبیعه فبالحرىّ أن تخادع عن مألوفها إلى غیره تاره بأن یذکر الوعد، و تاره الوعید، و تاره بالاستشهاد بمن هو دونها ممّن شمّر فی عباده اللّه، و تاره باللوم لها على التفریط فی جنب اللّه. فإذا سلک بها فینبغی أن یکون بالرفق من غیر قهرها على العباده لکون ذلک داعیه الملال و الانقطاع کما أشار إلیه سیّد المرسلین صلّى اللّه علیه و آله: إنّ هذا الدین متین فأوغل فیه برفق و لا تبغّض فیه إلى نفسک عباده اللّه فإنّ المنبتّ لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى، بل تأخذ منها عفوها و نشاطها فی العباده إلّا الفریضه فإنّه لا یجوز المساهله فیها.

السابع و العشرون: حذّره أن ینزل به الموت حال ما هو آبق من ربّه.
و استعار له الآبق باعتبار خروجه عن أمره و نهیه فی طلب الدنیا.
الثامن و العشرون: أن یحذر صحبه الفسّاق
و نفّر عن ذلک بضمیر صغراه قوله: فإنّ الشرّ بالشرّ ملحق: أى فإنّه یصیر لک شرّا کشرّهم لأنّ القرین بالمقارن یقتدى. و تقدیر کبراه: و کلّ ما صیّر لک کذلک فلا یجوز فعله.
التاسع و العشرون: أن یجمع بین توقیر اللّه و تعظیمه و بین محبّه أحبّائه
و أولیائه، و هما أصلان متلازمان.
الثلاثون: أن یحذر الغضب.
و نفّر عنه بقوله: فإنّه. إلى آخره، و معنى کونه جندا له لأنّه من أعظم ما یدخل به على الإنسان فیملکه و یصیر فی تصریفه کالملک الداخل بالجند العظیم على المدینه، و هو صغرى ضمیر تقدیر کبراه: و کلّما کان کذلک فواجب أن یحذر منه. و باللّه التوفیق.

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۱۹

 

بازدیدها: ۶

نامه ۶۷ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى سلمان الفارسى رحمه اللّه قبل أیام خلافته

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْیَا مَثَلُ الْحَیَّهِ- لَیِّنٌ مَسُّهَا قَاتِلٌ سَمُّهَا- فَأَعْرِضْ عَمَّا یُعْجِبُکَ فِیهَا- لِقِلَّهِ مَا یَصْحَبُکَ مِنْهَا- وَ ضَعْ عَنْکَ هُمُومَهَا- لِمَا أَیْقَنْتَ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا- وَ تَصَرُّفِ حَالَاتِهَا- وَ کُنْ آنَسَ مَا تَکُونُ بِهَا أَحْذَرَ مَا تَکُونُ مِنْهَا- فَإِنَّ صَاحِبَهَا کُلَّمَا اطْمَأَنَّ فِیهَا إِلَى سُرُورٍ- أَشْخَصَتْهُ عَنْهُ إِلَى مَحْذُورٍ

اللغه

أقول: أشخصته: أذهبته.

و مدار الفصل على الموعظه و ذمّ الدنیا، و ضرب لها مثلا، و ذکر من وجوه الشبه من جانب الممثّل به أمرین: أحدهما: لیّن المسّ و تماثله من جانب الدنیا رفاهیّه العیش و لذّاته. و الثانی: قتل سمّها و یماثله من الدنیا هلاک المنهمکین فی لذّاتها یوم القیامه ثمّ أمره فی مقامه بها بأوامر:

أحدها: أن یعرض عمّا یعجبه منها. و علّل وجوب إعراضه بقوله: لقلّه ما یصحبک منها، و هى صغرى ضمیر تقدیرها: ما یصحبک منها قلیل، و تقدیر کبراه: و کلّما کان کذلک فینبغى أن یعرض عنه.

الثانی: أن یضع عنه هموم طلبها، و علّل وجوب ذلک بضمیر صغراه قوله: لما أیقنت من فراقها: أى لأنک متیقّن لفراقها. و تقدیر کبراه: و کلّما تیقّنت فراقه فواجب أن تضع همّک عن طلبه.

الثالث: أن یکون آنس ما یکون بها أحذر ما یکون منها. و ما مصدریّه، و آنس ینصب على الحال، و أحذر خبر کان: أى فی حال کونک آنس بها کن أحذر ما تکون منها. و الغرض أن یحذر منها بقدر جهده و لا یأنس بها. و علّل وجوب الحذر منها بقوله: فإنّ صاحبها. إلى آخره. و هو صغرى ضمیر تقدیرها: فإنّها کلّما اطمأنّ صاحبها فیها. إلى آخره. و تقدیر کبراه: و کلّما کان کذلک فیجب أن یحذر صاحبه منه و لا یأنس إلیه ینتج فالدنیا یجب أن یحذر صاحبها منها.

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۱۸

بازدیدها: ۰

نامه ۶۶ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى قثم بن العباس، و هو عامله على مکه

أَمَّا بَعْدُ فَأَقِمْ لِلنَّاسِ الْحَجَّ- وَ ذَکِّرْهُمْ بِأَیَّامِ اللَّهِ- وَ اجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَیْنِ فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِیَ- وَ عَلِّمِ الْجَاهِلَ وَ ذَاکِرِ الْعَالِمَ- وَ لَا یَکُنْ لَکَ إِلَى النَّاسِ سَفِیرٌ إِلَّا لِسَانُکَ- وَ لَا حَاجِبٌ إِلَّا وَجْهُکَ- وَ لَا تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَهٍ عَنْ لِقَائِکَ بِهَا- فَإِنَّهَا إِنْ ذِیدَتْ عَنْ أَبْوَابِکَ فِی أَوَّلِ وِرْدِهَا- لَمْ تُحْمَدْ فِیمَا بَعْدُ عَلَى قَضَائِهَا- وَ انْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَکَ مِنْ مَالِ اللَّهِ- فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَکَ مِنْ ذَوِی الْعِیَالِ وَ الْمَجَاعَهِ- مُصِیباً بِهِ مَوَاضِعَ الْفَاقَهِ وَ الْخَلَّاتِ- وَ مَا فَضَلَ عَنْ ذَلِکَ فَاحْمِلْهُ إِلَیْنَا لِنَقْسِمَهُ فِیمَنْ قِبَلَنَا- وَ مُرْ أَهْلَ مَکَّهَ أَلَّا یَأْخُذُوا مِنْ سَاکِنٍ أَجْراً- فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ- سَواءً الْعاکِفُ فِیهِ وَ الْبادِ- فَالْعَاکِفُ الْمُقِیمُ بِهِ- وَ الْبَادِی الَّذِی یَحُجُّ إِلَیْهِ مِنْ غَیْرِ أَهْلِهِ- وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ لِمَحَابِّهِ وَ السَّلَامُ

 

اللغه

أقول: ذیدت: ردّت. و الخلّه: الحاجه.

و فیه مقاصد:
أحدها: أمره بإقامه الحجّ للناس.
و إقامته القیام بأعماله، و تعلیم الجاهلین کیفیّته، و جمعهم علیه.
الثانی: أن یذکّرهم بأیّام اللّه
أى عقوباته الّتی وقعت بمن سلف من المستحقّین لها کى یحترزوا بطاعته من أمثالها. و عبّر عنها بالأیّام مجازا إطلاقا لاسم المتعلّق على المتعلّق.
الثالث: أن یجلس لهم العصرین
أى الغداه و العشىّ لکونهما أطیب الأوقات بالحجاز، و أشار إلى أعظم فوائد جلوسه فی الوقتین و هى فایده العلم، و حصره وجوه حاجه أهلها إلیها و أمره بسدّ تلک الوجوه، و بیان الحصر أنّ الناس إمّا غیر عالم أو عالم، و غیر العالم إمّا مقلّد أو متعلّم طالب، و العالم إمّا هو أو غیره. فهذه أقسام أربعه. فوجه حاجه القسم الأوّل و هو الجاهل المقلّد أن یستفتی فأمره أن یفتیه، و وجه حاجه الثانی و هو المتعلّم الجاهل أن یتعلّم فأمره أن یعلّمه، و وجه حاجه الثالث هو مع الرابع و هو العالم أن یتذاکرا فأمره بالمذاکره له.
الرابع: نهاه أن یجعل له إلى الناس سفیرا یعبر عنه إلّا لسانه، و لا حاجبا إلّا وجهه لأنّ ذلک مظنّه الکبر و الجهل بأحوال الناس الّتی یجب على الوالی الإحاطه بها بقدر الإمکان. و إلّا للحصر و ما بعدها خبر کان.
الخامس: نهاه أن یحجب أحدا عن لقائه، بحاجته
مؤکّدا لما سبق، و رغبّه فی ملاقات ذى الحاجه بضمیر صغراه قوله: فإنّها. إلى قوله: قضائها: أى لم تحمدفیما بعد و إن قضیتها له، و تقدیر الکبرى: و کلّ أمر کان کذلک فلا ینبغی أن یحجب صاحبه عن لقائک به و یذاد عن أبوابک فی أوّل ورده.
السادس: أمره أن یعتبر مال بیت المسلمین و یصرفه فی مصارفه
متوخّیا بذلک الأحوج فالأحوج و یحمل الباقی إلیه. و مصیبا حال. و روى: مواضع المفاقر.
و الإضافه لتغایر اللفظین.
السابع: أمره بنهى أهل مکّه عن أخذ الاجره ممّن یسکن بیوتهم و احتجّ لذلک بالآیه
مفسّرا لها، و هى صغرى ضمیر. و تقدیر کبراه: و کلّما قال اللّه فیه ذلک لم یجز مخالفته. ثمّ ختم بالدعاء لنفسه و له أن یوفّقهما لمحابّه. و به التوفیق لذلک.

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۱۶

 

بازدیدها: ۱

نامه ۶۵ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى عبد اللّه بن العباس

و قد تقدم ذکره بخلاف هذه الروایه أَمَّا بَعْدُ- فَإِنَّ الْمَرْءَ لَیَفْرَحُ بِالشَّیْ‏ءِ الَّذِی لَمْ یَکُنْ لِیَفُوتَهُ- وَ یَحْزَنُ عَلَى الشَّیْ‏ءِ الَّذِی لَمْ یَکُنْ لِیُصِیبَهُ- فَلَا یَکُنْ أَفْضَلَ مَا نِلْتَ فِی نَفْسِکَ- مِنْ دُنْیَاکَ بُلُوغُ لَذَّهٍ- أَوْ شِفَاءُ غَیْظٍ- وَ لَکِنْ إِطْفَاءُ بَاطِلٍ أَوْ إِحْیَاءُ حَقٍّ- وَ لْیَکُنْ سُرُورُکَ بِمَا قَدَّمْتَ- وَ أَسَفُکَ عَلَى مَا خَلَّفْتَ- وَ هَمُّکَ فِیمَا بَعْدَ الْمَوْتِ

المعنى

أقول: قد سبق شرحه إلّا کلمات یسیره فیه:

منها: أنّه نبّهه على لزوم فضیلتی العفّه و الحلم بالنهى عن أن یجعل بلوغ لذّته من دنیاه أو شفاء غیظه اللذین هما طرفا الإفراط و التفریط من الفضیلتین المذکورتین أفضل ما نال منها فی نفسه. ثمّ نبّهه على ما ینبغی أن یکون أفضل فی نفسه من دنیاه و هو إطفاء الباطل و إحیاء الحقّ. و إطفاء الباطل تنبیه على وجه استعمال قوّتی الشهوه و الغضب و هو أن یکون الغرض من فعلها دفع الضروره و بقدر الحاجه. و منها: أنّه أمره فی الروایه الاولى أن یکون فرحه بما نال من آخرته، و أمره هنا أن یکون سروره بما قدّم لنفسه من زاد التقوى و هو أمر بمقدّمه الآخره.

و أمره فی الروایه الأولى أن یکون أسفه على ما فات من آخرته، و أمره هنا أن یکون أسفه على ما خلّف: أى ترک من العمل. و باللّه التوفیق.

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۱۵

بازدیدها: ۱

نامه ۶۴ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلیه أیضا

أَمَّا بَعْدُ- فَقَدْ آنَ لَکَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ مِنْ عِیَانِ الْأُمُورِ- فَقَدْ سَلَکْتَ مَدَارِجَ أَسْلَافِکَ بِادِّعَائِکَ الْأَبَاطِیلَ- وَ اقْتِحَامِکَ غُرُورَ الْمَیْنِ وَ الْأَکَاذِیبِ وَ بِانْتِحَالِکَ مَا قَدْ عَلَا عَنْکَ- وَ ابْتِزَازِکَ لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ دُونَکَ- فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ- وَ جُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَکَ مِنْ لَحْمِکَ وَ دَمِکَ- مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُکَ- وَ مُلِئَ بِهِ صَدْرُکَ- فَمَا ذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الْمُبِینُ- وَ بَعْدَ الْبَیَانِ إِلَّا اللَّبْسُ- فَاحْذَرِ الشُّبْهَهَ وَ اشْتِمَالَهَا عَلَى لُبْسَتِهَا- فَإِنَّ الْفِتْنَهَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلَابِیبَهَا- وَ أَعْشَتِ الْأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا- وَ قَدْ أَتَانِی کِتَابٌ مِنْکَ ذُو أَفَانِینَ مِنَ الْقَوْلِ- ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ- وَ أَسَاطِیرَ لَمْ یَحُکْهَا مِنْکَ عِلْمٌ وَ لَا حِلْمٌ- أَصْبَحْتَ مِنْهَا کَالْخَائِضِ فِی الدَّهَاسِ- وَ الْخَابِطِ فِی الدِّیمَاسِ- وَ تَرَقَّیْتَ إِلَى مَرْقَبَهٍ بَعِیدَهِ الْمَرَامِ- نَازِحَهِ الْأَعْلَامِ- تَقْصُرُ دُونَهَا الْأَنُوقُ- وَ یُحَاذَى بِهَا الْعَیُّوقُ- وَ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَلِیَ لِلْمُسْلِمِینَ بَعْدِی صَدْراً أَوْ وِرْداً- أَوْ أُجْرِیَ لَکَ عَلَى‏ أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً- فَمِنَ الْآنَ فَتَدَارَکْ نَفْسَکَ وَ انْظُرْ لَهَا- فَإِنَّکَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّى یَنْهَدَ إِلَیْکَ عِبَادُ اللَّهِ- أُرْتِجَتْ عَلَیْکَ الْأُمُورُ- وَ مُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْکَ الْیَوْمَ مَقْبُولٌ وَ السَّلَامُ

اللغه

أقول: المدارج: المسالک و المذاهب جمع مدرجه. و الإقحام: الدخول فی الشی‏ء بسرعه من غیر رویّه. و انتحل الکلام: ادّعاه لنفسه و لیس له. و الابتزاز: الاستلاب. و اغدفت المرأه جلبابها: أرسلته على وجهها. و التفنّن: التخلیط و التنویع. و الأساطیر: الأباطیل جمع اسطوره بالضمّ و إسطاره بالکسر. و الدهاس: المکان السهل اللیّن دون الرمل. و الدیماس: المکان شدید الظلمه، و کالسراب و نحوه. و المرقبه: موضع مشرف یرتفع علیه الراصد و الأنوق: الرخمه. و العیّوق: نجم معروف. و تنهد: تنهض. و أرتجت: أغلقت.

المعنى

و الکتاب جواب أیضا. فقوله: أمّا بعد. إلى قوله: الأمور. تنبیه له على وجوب الاتّعاظ و الانزجار عن دعوى ما لیس له. و المراد أنّه قد حضر وقت انتفاعک من عیان الأمور و مشاهدتها بلمحک الباصر. و لفظ اللمح مستعار لدرک الأمور النافعه بخفّه و سرعه، و روى عیون الأمور: أی أنفسها و حقائقها الّتی هى موارد اللمح و الاعتبار، و وصفه بالباصر مبالغه فی الإبصار کقولهم: لیل ألیل. و قوله: فقد سلکت. إلى قوله: اللبس. إشاره إلى سبب حاجته إلى التنبیه المذکور و هو سلوکه طرایق أسلافه بالأمور الأربعه المذکوره فادّعاؤه الأباطیل ادّعاؤه ما لیس له بحقّ حقّا من دم عثمان و طلحه و الزبیر و غیر ذلک، و اقتحامه لغرور الأکاذیب دخوله فی الغفله عن سوء عاقبتها. و أکاذیبه فی دعاویه ظاهره. و ما قد علا عنه هو أمر الخلافه، و ما اختزن‏ دونه فابتزّه هو مال المسلمین و بلادهم الّتی یغلب علیها. و أراد أنّه اختزن بالاستحقاق من اللّه. و فرارا و جحودا مصدران سدّا مسدّ الحال، و ما هو ألزم له من لحمه و دمه ممّا قد وعاه سمعه عن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و امتلأ به صدره علما فی مواطن کغدیر خمّ و غیره هو وجوب طاعته، و إنّما کان ألزم له من لحمه و دمه لأنّهما دائما فی التغیّر و التبدّل و وجوب طاعته أمر لازم لنفسه لا یجوز تغیّره و تبدّله، و تجوّز بلفظ الصدر فی القلب إطلاقا لاسم المتعلّق على المتعلّق، و أشار بالآیه إلى أنّ الحقّ الّذی علمته لی لیس وراءه لمن تعدّاه إلّا الضلال و الهلاک لأنّ الحقّ حدّ من تجاوزه وقع فی أحد طرفی الإفراط و التفریط، و کذلک لیس بعد البیان الّذی بیّن لک فی أمری إلّا اللبس. ثمّ حذّره الشبهه و اشتمالها على لبستها. و الشبهه دم عثمان. و لفظ اللبسه مستعار للداخلین فیها ملاحظه لشبهها بالقمیص و نحوه، و علّل تحذیره إیّاه و وجوب وقوفه دونها بقوله: فإنّ الفتنه. إلى قوله: ظلمتها. و هو صغرى ضمیر و استعار لفظ الجلابیب لأمورها المغطیه لبصائر أهلها عن الحقّ کما لا تبصر المرأه عند إرسال جلبابها على وجهها. و کذلک استعار لفظ الظلمه باعتبار التباس الأمور فیها و عدم التهدّى إلى الحقّ کالظلمه الّتی لا یهتدی فیها، و رشّح بذکر الإغداف و الإعشاء. ثمّ شرع فی أحوال کتابه فبدء بذمّه. و لمّا کان مداره على اللفظ و المعنى أشار إلى ذمّ اللفظ بأنّه ذو أفانین من القول: أى أنّه أقوال ملفّقه لا یناسب بعضها بعضا. و قوله: ضعفت قواها عن السلم. أى لیس لها قوّه أن یوجب صلحا. و أشار إلى ذمّ المعنى بأنّه أباطیل غیر محکمه النسج لا من جهه العلم إذ لا علم له و لا من جهه الحلم لأنّ الکتاب کان فیه خشونه و تهوّر و ذلک ینافی الحلم و ینافی غرضه من الصلح. و لفظ الحوک مستعار لسبک الکلام.

و قوله: أصبحت منها. صفه لأساطیر، و وجه شبهه بالخائض و الخابط ضلاله و عدم هدایته إلى وجه‏ الحقّ کما لا یهتدى حائض الدهاس و خابط الدیماس فیهما. ثمّ شرع فی جوابه و کان مقصوده فی کتابه أن ینصّ علیه بالخلافه بعده لیبایعه فوبّخه أوّلا على طلبه أمرا لیس من أهله بقوله: و ترقّیت. إلى قوله: العیّوق. و لفظ المرقبه مستعار لأمر الخلافه. و رشّح بلفظ الترقّى و الأوصاف الأربعه بعدها لأنّها من شأن المرقبه التامّه، و إنّما خصّ الأنوق لأنّها تقصد الأماکن العالیه الصعبه من رءوس الجبال فیبنى أو کارها هناک. ثمّ صرفه عن المطلوب بتنزیه اللّه سبحانه أن یلی من بعده للمسلمین خروجا أو دخولا فی أمر من أمورهم، أو أن یجرى على أحد منهم له عقدا أو عهدا. و العقد کالنکاح و البیوع و الإجاره، و العهد کالبیعه و الأمان و الیمین و الذمّه: أى لا یمکنه من ذلک، و لمّا آیسه من المطلوب أمره بتدارک نفسه بالنظر لها فیما هو مصلحتها من طاعته، و توعّده على تقصیره فی ذلک بما یلزم تقصیره من نهوض عباد اللّه إلیه و انغلاق الأمور حینئذ و منعه العذر الّذی هو منه الآن مقبول. و باللّه التوفیق.

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۱۲

بازدیدها: ۱

نامه ۶۳ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى معاویه، جوابا

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا کُنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ عَلَى مَا ذَکَرْتَ- مِنَ الْأُلْفَهِ وَ الْجَمَاعَهِ- فَفَرَّقَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَکُمْ أَمْسِ أَنَّا آمَنَّا وَ کَفَرْتُمْ- وَ الْیَوْمَ أَنَّا اسْتَقَمْنَا وَ فُتِنْتُمْ- وَ مَا أَسْلَمَ مُسْلِمُکُمْ إِلَّا کَرْهاً- وَ بَعْدَ أَنْ کَانَ أَنْفُ الْإِسْلَامِ کُلُّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص حِزْباً وَ ذَکَرْتَ أَنِّی قَتَلْتُ طَلْحَهَ وَ الزُّبَیْرَ- وَ شَرَّدْتُ بِعَائِشَهَ وَ نَزَلْتُ بَیْنَ الْمِصْرَیْنِ- وَ ذَلِکَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْهُ فَلَا عَلَیْکَ وَ لَا الْعُذْرُ فِیهِ إِلَیْکَ- وَ ذَکَرْتَ أَنَّکَ زَائِرِی فِی الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ- وَ قَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَهُ یَوْمَ أُسِرَ أَخُوکَ- فَإِنْ کَانَ فِیهِ عَجَلٌ فَاسْتَرْفِهْ- فَإِنِّی إِنْ أَزُرْکَ فَذَلِکَ جَدِیرٌ- أَنْ یَکُونَ اللَّهُ إِنَّمَا بَعَثَنِی إِلَیْکَ لِلنِّقْمَهِ مِنْکَ- وَ إِنْ تَزُرْنِی فَکَمَا قَالَ أَخُو بَنِی أَسَدٍ- مُسْتَقْبِلِینَ رِیَاحَ الصَّیْفِ تَضْرِبُهُمْ بِحَاصِبٍ بَیْنَ أَغْوَارٍ وَ جُلْمُودِ – وَ عِنْدِی السَّیْفُ الَّذِی أَعْضَضْتُهُ بِجَدِّکَ- وَ خَالِکَ وَ أَخِیکَ فِی مَقَامٍ وَاحِدٍ- وَ إِنَّکَ وَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ الْأَغْلَفُ الْقَلْبِ الْمُقَارِبُ الْعَقْلِ- وَ الْأَوْلَى أَنْ یُقَالَ لَکَ- إِنَّکَ رَقِیتَ سُلَّماً أَطْلَعَکَ مَطْلَعَ سُوءٍ عَلَیْکَ لَا لَکَ- لِأَنَّکَ‏ نَشَدْتَ غَیْرَ ضَالَّتِکَ وَ رَعَیْتَ غَیْرَ سَائِمَتِکَ- وَ طَلَبْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ وَ لَا فِی مَعْدِنِهِ- فَمَا أَبْعَدَ قَوْلَکَ مِنْ فِعْلِکَ- وَ قَرِیبٌ مَا أَشْبَهْتَ مِنْ أَعْمَامٍ وَ أَخْوَالٍ- حَمَلَتْهُمُ الشَّقَاوَهُ وَ تَمَنِّی الْبَاطِلِ عَلَى الْجُحُودِ بِمُحَمَّدٍ ص- فَصُرِعُوا مَصَارِعَهُمْ حَیْثُ عَلِمْتَ- لَمْ یَدْفَعُوا عَظِیماً وَ لَمْ یَمْنَعُوا حَرِیماً- بِوَقْعِ سُیُوفٍ مَا خَلَا مِنْهَا الْوَغَى- وَ لَمْ تُمَاشِهَا الْهُوَیْنَى- وَ قَدْ أَکْثَرْتَ فِی قَتَلَهِ عُثْمَانَ- فَادْخُلْ فِیمَا دَخَلَ فِیهِ النَّاسُ ثُمَّ حَاکِمِ الْقَوْمَ إِلَیَّ- أَحْمِلْکَ وَ إِیَّاهُمْ عَلَى کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى- وَ أَمَّا تِلْکَ الَّتِی تُرِیدُ- فَإِنَّهَا خُدْعَهُ الصَّبِیِّ عَنِ اللَّبَنِ فِی أَوَّلِ الْفِصَالِ- وَ السَّلَامُ لِأَهْلِهِ

 

اللغه

أقول: أنف الإسلام: أوّله. و التشرید: الإبعاده. و استرفه: أى نفّس عنک من الرفاهیّه و هى السعه. و الأغوار: المنخفضه من الأرض. و أغصصت السیف بفلان: أى جعلته یغصّ به و هو من المغلوب لأنّ المضروب هو الّذی یغصّ بالسیف: أى لا یکاد یسیغه. و یروی بالضاد المعجمه: أى جعلته عاضّا لهم. و المقارب- بالکسر- : الّذی لیس بالتمام.

المعنى

و قد کان معاویه کتب إلیه علیه السّلام یذکّره ما کانوا علیه قدیما من الالفه و الجماعه، و ینسب إلیه بعد ذلک قتل طلحه و الزبیر و التشرید بعایشه و یتوعّده بالحرب و یطلب منه قتله عثمان. فأجابه علیه السّلام عن کلّ من ذلک بجواب: أمّا

الأوّل: فسلّم دعواه من القدر المشترک بینهم و هو الألفه و الجماعه قبل الإسلام و لکنّه ذکر الفارق و هو من وجوه: أحدها: أنّه علیه السّلام فی أوّل الإسلام آمن فی جمله من أهل بیته، و معاویه و أهل بیته حینئذ کانوا کفّارا.

الثانی: أنّه علیه السّلام و أهل بیته فی آخر الأمر لم یزالوا مستقیمین على الدین و معاویه و أهل بیته مفتونین جاهلین بفتنتهم. الثالث: أنّ من أسلم من أهل بیته علیه السّلام أسلم طوعا، و مسلم أهل معاویه لم یسلم إلّا کرها بعد أن اشتدّ الإسلام و صار للرسول صلّى اللّه علیه و آله حزب قوىّ من أشراف العرب، و استعار لفظ أنف الإسلام لهم باعتبار کونهم أعزّاء أهله. و ممّن أسلم کرها أبو سفیان، و ذلک أنّه لمّا انتهى [أتى خ‏] رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله إلى مکّه فی غزوه الفتح أتى لیلا فنزل بالبطحاء و ما حولها فخرج العبّاس بن عبد المطّلب على بغله رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله یدور حول مکّه فی طلب من یبعثه إلى قریش لیخرجوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و یعتذروا إلیه فلقى أبا سفیان فقال له: کن ردیفى لتمضى إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و نأخذ الأمان لک منه. فلمّا دخل على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله عرض علیه الإسلام فأبى.
فقال عمر: ائذن لی یا رسول اللّه لأضرب عنقه. و کان العبّاس یحامى عنه للقرابه فقال: یا رسول اللّه إنّه یسلم غدا. فلمّا جاء الغد دخل به على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله فعرض علیه الإسلام فأبى فقال له العبّاس فی السرّ: یا أبا سفیان اشهد أن لا إله إلّا اللّه و اشهد أنّ محمّدا رسول اللّه و إن لم یکن ذلک فی قلبک فإنّه یأمر الآن بقتلک إن لم تقل.
فشهد الشهادتین على کره لخوف القتل و قد رأى أکثر من عشره آلاف رجل حول رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله قد تحزبّوا معه و اجتمعوا إلیه. فذلک معنى قوله: أمّا بعد. إلى قوله: حزبا. الثانی: ما ادّعاه علیه من قتل طلحه و الزبیر و تشرید عایشه و النزول بین المصرین البصره و الکوفه، فأجاب عنه بقوله: و ذلک. إلى قوله: إلیک و هو فی قوّه ضمیر تقدیر کبراه: و کلّ من غاب عن أمر و لم یکن فیه مدخل فلیس تکلیفه علیه و لا العذر من التقصیر و التفریط فیه إلیه. الثالث: ما توعّده به من زیارته فی المهاجرین و الأنصار، فأجابه بوجهین: أحدهما: أنّه أوهم فی کلامه أنّه من المهاجرین فأکذبه بقوله: و قد انقطعت الهجره یوم أسر أبوک: أى حین الفتح، و ذلک أنّ معاویه و أباه و جماعه من أهله‏ إنّما أظهروا الإسلام بعد الفتح و قد قال صلّى اللّه علیه و آله: لا هجره بعد الفتح فلا یصدق علیهم إذن اسم المهاجرین. و سمّى علیه السّلام أخذ العبّاس لأبی سفیان إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله غیر مختار و عرضه على القتل أسرا. و روى یوم اسر أخوک. و قد کان اسر أخوه عمرو بن أبی سفیان یوم بدر. فعلى هذه الروایه یکون الکلام فی معرض التذکره له بأنّ من شأنه و شأن أهله أن یؤسروا أوّلا فیسلموا فکیف یدّعون مع ذلک الهجره فإنّ الهجره بهذه الاعتبار منقطعه عنهم. و لا یکون- یوم اسر- ظرفا لانقطاع الهجره لأنّ الهجره انقطعت بعد الفتح. الثانی: مقابله وعیده بوعید مثله و هو فوله: فإن کان.
إلى قوله: مقام واحد. و أراد إن کنت مستعجلا فی مسیرک إلىّ فاطلب الرفاهیّه على نفسک فی ذلک فإنّک إنّما تستعجل إلى ما یضرّک، و نبّه على ذلک بقوله: فإنّی. إلى قوله: واحد، و هو فی قوّه صغرى ضمیر و وجه التمثیل بالبیت أنّه شبّه استقبال معاویه فی جمعه له باستقبالهم ریاح الصیف، و شبّه نفسه بریاح الصیف و جعل وجه المشابهه کونه علیه السّلام یضرب وجوههم فی الحرب بالسیوف و الرماح کما تضرب ریاح الصیف وجوه مستقبلیها بالحصباء، و قد بیّنا أنّه علیه السّلام قتل جدّ معاویه و هو عتبه، و خاله الولید بن عتبه، و أخاه حنظله بن أبی سفیان. و تقدیر الکبرى: و کلّ من کان کذلک فمن الواجب ان یحذر منه ولایتوعد بحرب و قتال. و قوله: و إنّک و اللّه. إلى قوله: الهوینا. توبیخ مشوب بتهدید، و ما فی قوله: و ما علمت. موصوله، و استعار لفظ الأغلف لقلبه، و وجه الاستعاره أنّه محجوب بالهیئات البدنیّه و أغشیه الباطل عن قبول الحقّ و فهمه فکأنّه فی غلاف منها، و وصف المقاربه فی عقله لاختیاره الباطل. ثمّ أعلمه على سبیل التوبیخ بما الأولى أن یقال فی حاله. و استعار لفظ السلّم للأحوال الّتی رکبها و المنزله الّتی طلبها، و رشّح بذکر الارتقاء و الإطلاع. المطلع مصدر، و یجوز أن یکون اسم الموضع و احتجّ لصحّه قوله بقوله: لأنّک: إلى قوله: معدنه، و استعار الضالّه و السائمه لمرتبته الّتی ینبغی له أن یطلبها و یقف عندها. و ما هو غیرها هو أمر الخلافه. إذ لیس من أهلها. و رشّح بذکر النشید و الرعى. ثمّ تعجّب من بعد ما بیّن قوله و فعله و ذلک أنّ مدار قوله فی الظاهر على طلب قتله عثمان و إنکار المنکر کما ادّعاه، و مدار فعله و حرکاته على التغلیب فی الملک و البغى على الإمام العادل و شتّان ما هما. ثمّ حکم بقرب شبهه بأعمامه و أخواله. و ما مصدریه و المصدر مبتدأ خبره قریب. فمن أهل الشقاوه من جهه عمومته حمّاله الحطب و من جهه خؤولته الولید بن عتبه. و إنّما أنکر الأعمام و الأخوال لأنّه لم یکن له أعمام و أخوال کثیرون و الجمع المنکر جاز أن یعبّر به عن الواحد و الاثنین للمبالغه مجازا فی معرض الشناعه، و لا کذلک الجمع المعرّف، و أشار إلى وجه الشبه بقوله: حملتهم. إلى قوله: الهوینا. و موضع قوله: حملتهم. الجرّ صفه لأخوال و أراد الشقّاوه المکتوبه علیهم فی الدنیا و الآخره الّتی استعدّوا لها بجحود محمّد صلّى اللّه علیه و آله و تمنّى الباطل هو ما کانوا یتمنّونه و یبذلون أنفسهم و أموالهم فیه من قهر الرسول صلّى اللّه علیه و آله و إطفاء نور النبوّه و إقامه أمر الشرک.

و قوله: بوقع. متعلّق بقوله: فصرعوا. و ما خلاصفه لسیوف. و لفظ المماشاه مستعار. و المراد أنّ تلک السیوف لم یلحق ضربها و وقعها هون و لا سهوله و لم یجر معها، و روى لم یماسّها بالسین المهمله من المماسّه: أى لم یخالطها شی‏ء من ذلک. الرابع: طلبه لقتله عثمان و أجابه بقوله: فادخل. إلى آخره، و أراد فیما دخل فیه الناس من الطاعه و البیعه. و صدق الجواب ظاهر لأنّه لا بدّ للمتحاکمین من حاکم و هو علیه السّلام یومئذ الحاکم الحقّ فلیس لمعاویه أن یطلب منه إذن قوما منهم المهاجرون و الأنصار لیسلّمهم إلیه حتّى یقتلهم من غیر محاکمه بل یجب أن یدخل فی طاعته و یجرى علیه أحکامه لیحاکم القوم إلیه فإمّا له و إمّا علیه.

و قوله: و أمّا تلک الّتی ترید. أى الخدعه عن الشام لغرض إقراره على إمارتها. و وجه مشابهتها بخدعه الصبیّ ضعفها و ظهور کونها خدعه لکلّ أحد. و إنّما قال: و السّلام لأهله. لأنّ‏معاویه لم یکن فی نظره من أهله. و باللّه التوفیق.

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۰۷

 

بازدیدها: ۳

نامه ۶۲ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى أبى موسى الأشعرى، و هو عامله على الکوفه

و قد بلغه عنه تثبیطه الناس على الخروج إلیه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَیْسٍ- أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِی عَنْکَ قَوْلٌ هُوَ لَکَ وَ عَلَیْکَ- فَإِذَا قَدِمَ رَسُولِی عَلَیْکَ فَارْفَعْ ذَیْلَکَ- وَ اشْدُدْ مِئْزَرَکَ وَ اخْرُجْ مِنْ جُحْرِکَ وَ انْدُبْ مَنْ مَعَکَ- فَإِنْ حَقَّقْتَ فَانْفُذْ وَ إِنْ تَفَشَّلْتَ فَابْعُدْ- وَ ایْمُ اللَّهِ لَتُؤْتَیَنَّ مِنْ حَیْثُ أَنْتَ- وَ لَا تُتْرَکُ حَتَّى یُخْلَطَ زُبْدُکَ بِخَاثِرِکَ- وَ ذَائِبُکَ بِجَامِدِکَ- وَ حَتَّى تُعْجَلُ عَنْ قِعْدَتِکَ- وَ تَحْذَرَ مِنْ أَمَامِکَ کَحَذَرِکَ مِنْ خَلْفِکَ- وَ مَا هِیَ بِالْهُوَیْنَى الَّتِی تَرْجُو- وَ لَکِنَّهَا الدَّاهِیَهُ الْکُبْرَى- یُرْکَبُ جَمَلُهَا وَ یُذَلُّ صَعْبُهَا وَ یُسَهَّلُ جَبَلُهَا- فَاعْقِلْ عَقْلَکَ وَ امْلِکْ أَمْرَکَ وَ خُذْ نَصِیبَکَ وَ حَظَّکَ- فَإِنْ کَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلَى غَیْرِ رَحْبٍ وَ لَا فِی نَجَاهٍ- فَبِالْحَرِیِّ لَتُکْفَیَنَّ وَ أَنْتَ نَائِمٌ حَتَّى لَا یُقَالَ أَیْنَ فُلَانٌ- وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مَعَ مُحِقٍّ وَ مَا أُبَالِی مَا صَنَعَ الْمُلْحِدُونَ

المعنى

أقول: روى عن أبى موسى أنّه کان حین مسیر علیّ علیه السّلام إلى البصره واستنفاره لأهل الکوفه إلى نصرته یثبّط الناس عنه و یقول: إنّها فتنه فلا یجوز القیام فیها، و یروى عن النبیّ صلّى اللّه علیه و آله أخبارا یتضمّن وجوب القعود عن الفتنه و الاعتزال فیها. فکتب إلیه مع ابنه الحسن علیه السّلام هذا الکتاب. و القول الّذى بلغه عنه هو نهى الناس و تثبیطهم عن النهوض إلیه، و ذلک قول هو له باعتبار ظاهر الدین و نهیه عن الخوض فی الفتن، و هو علیه من وجوه: الأوّل: کان معلوما من همّه أنّه لم یقصد بذلک إلّا قعود الناس عنه، و فهم منه ذلک. و هو خذلان للدین فی الحقیقه و هو عائد علیه بمضرّه العقوبه منه علیه السّلام و من اللّه تعالى فی الآخره. الثانی: أنّه لمّا کان علیه السّلام على الحقّ فی حربه کان تثبیط أبی موسى عنه جهلا بحاله و ما یجب من نصرته و القول بالجهل عائد على القائل بالمضرّه. الثالث: أنّه فی ذلک القول مناقض لغرضه لأنّه نهى عن الدخول مع الناس و مشارکتهم فی زمن الفتنه و روى خبرا یقتضى أنّه یجب القعود عنهم حینئذ مع أنّه کان أمیرا یتهافت على الولایه و ذلک متناقض فکان علیه لاله. ثمّ أمره عند قدوم رسوله علیه بأوامر على سبیل الوعید و التهدید:

أحدها: أن یرفع ذیله و یشدّه مئزره. و هما کنایتان عن الاستعداد للقیام بواجب أمره و المسارعه إلى ذلک.

الثانی: أن یخرج من جحره. و أراد خروجه من الکوفه. و استعار له لفظ الجحر ملاحظه لشبهه بالثعلب و نحوه.

الثالث: أن یندب: أى یبعث من معه من العسکر و یدعوهم إلى الخروج. و قوله: فإن حقّقت. أى عرفت حقیقه أمرى و أنّی على الحقّ فانفذ. أى فامض فیما آمرک به، و إن تفشّلت: أى جبنت و ضعفت عن هذا الأمر و معرفته فاقعد عنه. ثمّ توعّده على تقدیر قعوده و أقسم لیأتینّه بالمکان الّذى هو به من لا یترکه حتّى یخلط زبده بخاثره و ذائبه بجامده، و هما مثلان کنّى بهما عن خلط أحواله الصافیه بالتکدیر کعزّته‏ بذلّته و سروره بغمّه و سهوله أمره بصعوبته، و حتّى بعجله عن قعدته و هی هیئه قعوده و أراد غایه الإعجال، و حتّى یکون حذره من أمامه کحذره من خلفه. و هو کنایه عن غایه الخوف. و إنّما جعل الحذر من الخلف أصلا فی التشبیه لکون الإنسان من ورائه أشدّ خوفا. و قیل: أراد حتّى یخاف من الدنیا کما یخاف من الآخره. و قوله: و ما هی بالهوینا. أى و ما القصّه المعهوده لک بالهیّنه السهله الّتی ترجو أن تکون فیها على اختیارک و لکنّها الداهیه الکبرى من دواهى الدهر و مصائبه.

و قوله: یرکب جملها. أى یرکب فیها، و یذلّ صعبها: أى یسهل الأمور الصعاب فیها. و هو کنایه عن شدّتها و صعوبتها. ثمّ أردف وعیده و تحذیره بنصیحته و أمره بأوامر: أحدها: أن یعقل عقله. و عقله یحتمل النصب على المصدر و هو أمر له أن یراجع عقله و یعتبر هذا الحال العظیمه دون هواه. و قیل: هو مفعول به: أى اضبط عقلک و احبسه على معرفه الحقّ من الباطل و لا تفرّقه فیما لا ینبغی. الثانی: أن یملک أمره: أى شأنه و طریقته، و یصرفها على قانون العدل و الحقّ دون الباطل. الثالث: أن یأخذ نصیبه و حظّه من طاعته و القیام بأمره فی نصرته و الذبّ عن دین اللّه. و قیل: أراد خذ ما قسّم لک من الحظّ و لا تتجاوز إلى ما لیس لک. ثمّ أردف ذلک بأمره بالتنحیّ عن الولایه على تقدیر کراهته لما ذکر و عدم امتثاله لما أمر. و قوله: فبالحرىّ لتکفینّ. أى فما أحذر أن یکفى هذه المئونه و أنت نائم عن طاعه اللّه حتّی لا یفتقد و لا یسأل عنک لعدم المبالاه بک. ثمّ أقسم أنّه لحقّ: أى الأمر المعهود الّذى فعله من حربه بالبصره، مع محقّ: أى صاحب محقّ لما یدّعیه، عالم به، لا یکترث بما صنع الملحدون فی دین اللّه من مخالفته لمعرفته أنّه على الحقّ دونهم.

شرح نهج البلاغه (ابن‏میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۰۴

 

بازدیدها: ۱

نامه ۶۱ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى أهل مصر، مع مالک الأشتر لما ولاه إمارتها

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً ص- نَذِیراً لِلْعَالَمِینَ وَ مُهَیْمِناً عَلَى الْمُرْسَلِینَ- فَلَمَّا مَضَى ع تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ‏ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ- فَوَاللَّهِ مَا کَانَ یُلْقَى فِی رُوعِی- وَ لَا یَخْطُرُ بِبَالِی أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هَذَا الْأَمْرَ- مِنْ بَعْدِهِ ص عَنْ أَهْلِ بَیْتِهِ- وَ لَا أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنِّی مِنْ بَعْدِهِ- فَمَا رَاعَنِی إِلَّا انْثِیَالُ النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ یُبَایِعُونَهُ- فَأَمْسَکْتُ یَدِی حَتَّى رَأَیْتُ رَاجِعَهَ النَّاسِ- قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلَامِ- یَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَیْنِ مُحَمَّدٍ ص- فَخَشِیتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ- أَنْ أَرَى فِیهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً- تَکُونُ الْمُصِیبَهُ بِهِ عَلَیَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَایَتِکُمُ- الَّتِی إِنَّمَا هِیَ مَتَاعُ أَیَّامٍ قَلَائِلَ- یَزُولُ مِنْهَا مَا کَانَ کَمَا یَزُولُ السَّرَابُ- أَوْ کَمَا یَتَقَشَّعُ السَّحَابُ- فَنَهَضْتُ فِی تِلْکَ الْأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَ زَهَقَ- وَ اطْمَأَنَّ الدِّینُ وَ تَنَهْنَهَ وَ مِنْهُ إِنِّی وَ اللَّهِ لَوْ لَقِیتُهُمْ وَاحِداً وَ هُمْ طِلَاعُ الْأَرْضِ کُلِّهَا- مَا بَالَیْتُ وَ لَا اسْتَوْحَشْتُ- وَ إِنِّی مِنْ ضَلَالِهِمُ الَّذِی هُمْ فِیهِ- وَ الْهُدَى الَّذِی أَنَا عَلَیْهِ- لَعَلَى بَصِیرَهٍ مِنْ نَفْسِی وَ یَقِینٍ مِنْ رَبِّی- وَ إِنِّی إِلَى لِقَاءِ اللَّهِ لَمُشْتَاقٌ- وَ حُسْنِ ثَوَابِهِ لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ- وَ لَکِنَّنِی آسَى أَنْ یَلِیَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّهِ سُفَهَاؤُهَا وَ فُجَّارُهَا- فَیَتَّخِذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلًا وَ عِبَادَهُ خَوَلًا- وَ الصَّالِحِینَ حَرْباً وَ الْفَاسِقِینَ حِزْباً- فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذِی قَدْ شَرِبَ فِیکُمُ الْحَرَامَ- وَ جُلِدَ حَدّاً فِی الْإِسْلَامِ- وَ إِنَّ مِنْهُمْ‏ مَنْ لَمْ یُسْلِمْ حَتَّى رُضِخَتْ لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ الرَّضَائِخُ- فَلَوْ لَا ذَلِکَ مَا أَکْثَرْتُ تَأْلِیبَکُمْ وَ تَأْنِیبَکُمْ- وَ جَمْعَکُمْ وَ تَحْرِیضَکُمْ- وَ لَتَرَکْتُکُمْ إِذْ أَبَیْتُمْ وَ وَنَیْتُمْ- أَ لَا تَرَوْنَ إِلَى أَطْرَافِکُمْ قَدِ انْتَقَصَتْ- وَ إِلَى أَمْصَارِکُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ- وَ إِلَى مَمَالِکِکُمْ تُزْوَى وَ إِلَى بِلَادِکُمْ تُغْزَى- انْفِرُوا رَحِمَکُمُ اللَّهُ إِلَى قِتَالِ عَدُوِّکُمْ- وَ لَا تَثَّاقَلُوا إِلَى الْأَرْضِ فَتُقِرُّوا بِالْخَسْفِ- وَ تَبُوءُوا بِالذُّلِّ وَ یَکُونَ نَصِیبُکُمُ الْأَخَسَّ- وَ إِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الْأَرِقُ وَ مَنْ نَامَ لَمْ یُنَمْ عَنْهُ وَ السَّلَامُ

 

اللغه

أقول: المهیمن: الشاهد. و الروع: القلب. و الانثیال: الانصباب. و راح: ذهب. و زهق: زال و اضمحلّ. و تنهنه: اتّسع. و طلاع الأرض: ملاؤها. و آسى: أحزن. و الدوله فی المال- بالضمّ- : أن یکون مرّه لهذا مرّه لذلک. و الخول: العبید و الرضخ: الرشوه، و أصله الرمى. و التألیب: التحریص. و التأنیب: اللوم. و الونى: الضعف. و تزوى: تقبض. و تبوءوا: ترجعوا. و الخسف: النقیصه.

 

المعنى

و صدّره باقتصاص حال النبیّ صلّى اللّه علیه و آله باعتبار کونه نذیرا للعالمین بعقاب ألیم، و شاهدا على المرسلین بکونهم مبعوثین و مصدّقا لهم فی ذلک. ثمّ اقتصاص حال المسلمین بعده فی تنازع أمر الخلافه متدرّجا من ذلک إلى شرح حاله معهم فی معرض الشکایه من إزاحه أمر الخلافه عنه مع کونه أحقّ بها و انصبابهم على بیعه فلان- و هو کنایه عن أبی بکر- و إمساک یده عن القیام فی ذلک و الطلب للأمر إلى غایه ارتداد الناس فی زمن أبی بکر عن الإسلام و طمعهم فی محقّ الدین. ثمّ شرح حاله من الخوف على الإسلام و أهله أن ینثلم أو ینهدم فیکون المصیبه علیه فی هدم أصل الدین أعظم من فوت الولایه القصیره الأمد الّتی غایتها إصلاح فروع الدین و متمّماته. و شبّه زوالها بزوال السراب و تقشّع السحاب، و وجه الشبه سرعه الزوال و کونها لا أصل‏ لثباتها کما لا ثبات لحقیقه السراب و وجود السحاب، و قدّم ذکر الارتداد لغرض بیان فضیلته فی الإسلام، و لذلک عقّبه باقتصاص حال نهوضه فی تلک الأحداث الّتی وقعت من العرب إلى غایه زهوق الباطل و استقرار الدین و انتشاره. ثمّ أقسم أنّه لو لقیهم وحده و هم ملأ الأرض لم یکترث بهم و لم یستوحش منهم لأمرین: أحدهما: علمه الیقین بأنّهم على الضلال و أنّه على الهدى. الثانی: اشتیاقه إلى لقاء ربّه و انتظاره و رجاؤه لثوابه. و هما یجریان مجرى ضمیرین تقدیر کبراهما: و کلّ من کان کذلک فلا یبالیهم و لا یستوحش منهم.

و قوله: و لکنّنی آسى. یجرى مجرى جواب سؤال مقدر کأنّه قیل: فإذا کنت تعلم أنّک و إیّاهم على الحالین المذکورین فلم تحزن من فعلهم فکأنّه قال: إنّی لا أحزن من لقائهم و حربهم و لکن أحزن أن تلى أمّه محمّد سفهاؤها و فجّارها. إلى قوله: حربا، و عنّى بالسفهاء بنی أمیّه و أشیاعهم. ثمّ نبّه على أنّهم مظنّه أن یفعلوا ذلک لو ولّوا هذا الأمر بقوله: فإنّ منهم. إلى قوله: الرضائخ. و الّذی شرب منهم فی المسلمین الحرام إشاره إلى المغیره بن شعبه لمّا شرب الخمر فی عهد عمر حین کان والیا من قبله على الکوفه فصلّى بالناس سکران و زاد فی الرکعات و قاء الخمر فشهدوا علیه و جلد الحدّ، و کذلک عنبسه [عتبه] بن أبی سفیان جلده فی الخمر خالد بن عبید اللّه بالطائف، و الّذی لم یسلم حتّى رضخت له الرضایخ قیل: هو أبو سفیان و ابنه معاویه و ذلک أنّهما کانا من المؤلّفه قلوبهم الّذین یستمالون إلى الدین و جهاد عدوّه بالعطاء. و قیل: هو عمرو بن العاص و لم یشتهر عنه مثل ذلک إلّا ما حکاه علیه السّلام عنه من اشتراطه على معاویه طعمه مصر فی مساعدته بصفّین کما مرّ ذکره. ثمّ نبّههم على أنّ ما ذکره من الأسى هو السبب التامّ لتوبیخهم و تحریضهم على الجهاد، و لولا ذلک لترکهم إذ أبوا و ضعفوا. ثمّ نبّههم على فعل عدوّهم بهم و افتتاحه لأمصارهم و غرورهم لیستثیر بذلک حمیّه طباعهم. و لذلک أمرهم بعده بالنفور إلى قتال عدوّهم، و نهاهم عن التثاقل فی ذلک و نفّرهم عنه بما یلزمه من الإقرار بالخسف و الرجوع إلى‏ الذلّ و خسّه النصیب. ثمّ نبّههم على من یکون أهلا للحرب و هو الأرق، و کنّى به عن کبیر الهمّه. إذ کان من لوازمه قلّه النوم. و نفّرهم عن ضعف الهمّه و التوانی فی الجهاد بما یلزم ذلک من طمع العدوّ فیهم بسکوتهم عنه، و الرقده عن مقاومته‏

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۰۱

بازدیدها: ۰

نامه ۶۰ شرح ابن میثم بحرانی

و من کتاب له علیه السّلام إلى کمیل بن زیاد النخعی، و هو عامله على هیت، ینکر علیه ترکه دفع من یجتاز به من جیش العدو طالبا الغاره

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ تَضْیِیعَ الْمَرْءِ مَا وُلِّیَ وَ تَکَلُّفَهُ مَا کُفِیَ- لَعَجْزٌ حَاضِرٌ وَ رَأْیٌ مُتَبَّرٌ- وَ إِنَّ تَعَاطِیَکَ الْغَارَهَ عَلَى أَهْلِ قِرْقِیسِیَا- وَ تَعْطِیلَکَ مَسَالِحَکَ الَّتِی وَلَّیْنَاکَ- لَیْسَ بِهَا مَنْ یَمْنَعُهَا وَ لَا یَرُدُّ الْجَیْشَ عَنْهَا- لَرَأْیٌ شَعَاعٌ- فَقَدْ صِرْتَ جِسْراً لِمَنْ أَرَادَ الْغَارَهَ- مِنْ أَعْدَائِکَ عَلَى أَوْلِیَائِکَ- غَیْرَ شَدِیدِ الْمَنْکِبِ‏ وَ لَا مَهِیبِ الْجَانِبِ- وَ لَا سَادٍّ ثُغْرَهً وَ لَا کَاسِرٍ لِعَدُوٍّ شَوْکَهً- وَ لَا مُغْنٍ عَنْ أَهْلِ مِصْرِهِ وَ لَا مُجْزٍ عَنْ أَمِیرِهِ وَ السَّلامُ

اللغه

أقول: المتبّر: الهالک و الفاسد. و الشعاع: المتفرّق.

المعنى

و قوله: أمّا بعد. إلى قوله: متبّر. اعلم أنّ فی صدر الکتاب إجمالا کما جرت عاده الخطیب ما یرید أن یوبخه علیه من تعاطیه أمرا مع إهماله ما هو أهمّ منه. ثمّ ذکر غرضه من الکتاب مفصّلا بقوله: و إنّ تعاطیک. إلى قوله: شعاع. ثمّ نفّره عن ذلک الرأی بما فیه من المفاسد و الرذائل: أحدهما: کونه جسرا. و استعار لفظ الجسر له باعتبار عبور العدوّ علیه إلى غرضه، و روى: حسرا. و هو أیضا مجاز باعتبار خلوّ مسالحه عن العسکر الّذی یبغى به العدوّ فهو کالحاسر عدیم اللامه. الثانی: کونه غیر شدید المنکب، و کنّى بذلک عن ضعفه، و کذلک کونه غیر مهیب الجانب. الثالث: کونه غیر سادّ ثغره. الرابع: و لا کاسر شوکه عدوّه. و الخامس: و لا مغن عن أهل مصره فی دفع عدوّهم. السادس: و لا مجز عن أمیره فیما یریده منه.

شرح نهج البلاغه (ابن میثم بحرانی)، ج ۵ ، صفحه‏ى ۲۰۰

 

 

بازدیدها: ۱