حکمت ۴۷ صبحی صالح
۱۴۷- وَ مِنْ کَلَامٍ لَهُ ( علیهالسلام ) لِکُمَیْلِ بْنِ زِیَادٍ النَّخَعِیِّ قَالَ کُمَیْلُ بْنُ زِیَادٍ أَخَذَ بِیَدِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ( علیهالسلام ) فَأَخْرَجَنِی إِلَى الْجَبَّانِ فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ ثُمَّ قَالَ
یَا کُمَیْلَ بْنَ زِیَادٍ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِیَهٌ فَخَیْرُهَا أَوْعَاهَا فَاحْفَظْ عَنِّی مَا أَقُولُ لَکَالنَّاسُ ثَلَاثَهٌ فَعَالِمٌ رَبَّانِیٌّ وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِیلِ نَجَاهٍ وَ هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ کُلِّ نَاعِقٍ یَمِیلُونَ مَعَ کُلِّ رِیحٍ لَمْ یَسْتَضِیئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَ لَمْ یَلْجَئُوا إِلَى رُکْنٍ وَثِیقٍ
یَا کُمَیْلُ الْعِلْمُ خَیْرٌ مِنَ الْمَالِ الْعِلْمُ یَحْرُسُکَ وَ أَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ وَ الْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَهُ وَ الْعِلْمُ یَزْکُوا عَلَى الْإِنْفَاقِ وَ صَنِیعُ الْمَالِ یَزُولُ بِزَوَالِهِ
یَا کُمَیْلَ بْنَ زِیَادٍ مَعْرِفَهُ الْعِلْمِ دِینٌ یُدَانُ بِهِ بِهِ یَکْسِبُ الْإِنْسَانُ الطَّاعَهَ فِی حَیَاتِهِ وَ جَمِیلَ الْأُحْدُوثَهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ الْعِلْمُ حَاکِمٌ وَ الْمَالُ مَحْکُومٌ عَلَیْهِ
یَا کُمَیْلُ هَلَکَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَ هُمْ أَحْیَاءٌ وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِیَ الدَّهْرُ أَعْیَانُهُمْ مَفْقُودَهٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِی الْقُلُوبِ مَوْجُودَهٌ
هَا إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَهً بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً غَیْرَ مَأْمُونٍ عَلَیْهِ مُسْتَعْمِلًا آلَهَ الدِّینِ لِلدُّنْیَا وَ مُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَ بِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِیَائِهِ
أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَهِ الْحَقِّ لَا بَصِیرَهَ لَهُ فِی أَحْنَائِهِ یَنْقَدِحُ الشَّکُّ فِی قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَهٍ أَلَا لَا ذَا وَ لَا ذَاکَ
أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّهِ سَلِسَ الْقِیَادِ لِلشَّهْوَهِ أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَ الِادِّخَارِ
لَیْسَا مِنْ رُعَاهِ الدِّینِ فِی شَیْءٍ أَقْرَبُ شَیْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَهُ کَذَلِکَ یَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِیهِ
اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّهٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وَ إِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَیِّنَاتُهُ وَ کَمْ ذَا وَ أَیْنَ
أُولَئِکَ أُولَئِکَ وَ اللَّهِ الْأَقَلُّونَ عَدَداً وَ الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً یَحْفَظُ اللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَ بَیِّنَاتِهِ حَتَّى یُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَ یَزْرَعُوهَا فِی قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ
هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِیقَهِ الْبَصِیرَهِ وَ بَاشَرُوا رُوحَ الْیَقِینِ وَ اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ وَ صَحِبُوا الدُّنْیَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَهٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى
أُولَئِکَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ الدُّعَاهُ إِلَى دِینِهِ آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْیَتِهِمْ انْصَرِفْ یَا کُمَیْلُ إِذَا شِئْتَ
حکمت ۱۴۳ شرح ابن أبی الحدید ج ۱۸
۱۴۳: وَ مِنْ کَلَامٍ لَهُ ع لِکُمَیْلِ بْنِ زِیَادٍ النَّخَعِیِّ- قَالَ کُمَیْلُ بْنُ زِیَادٍ- أَخَذَ بِیَدِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع- فَأَخْرَجَنِی إِلَى الْجَبَّانِ فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ- ثُمَّ قَالَ یَا کُمَیْلَ بْنَ زِیَادٍ- إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِیَهٌ فَخَیْرُهَا أَوْعَاهَا- فَاحْفَظْ عَنِّی مَا أَقُولُ لَکَ- النَّاسُ ثَلَاثَهٌ- فَعَالِمٌ رَبَّانِیٌّ وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِیلِ نَجَاهٍ- وَ هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ کُلِّ نَاعِقٍ یَمِیلُونَ مَعَ کُلِّ رِیحٍ- لَمْ یَسْتَضِیئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَ لَمْ یَلْجَئُوا إِلَى رُکْنٍ وَثِیقٍ- یَا کُمَیْلُ الْعِلْمُ خَیْرٌ مِنَ الْمَالِ- الْعِلْمُ یَحْرُسُکَ وَ أَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ- وَ الْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَهُ وَ الْعِلْمُ یَزْکُوا عَلَى الْإِنْفَاقِ- وَ صَنِیعُ الْمَالِ یَزُولُ بِزَوَالِهِ- یَا کُمَیْلَ بْنَ زِیَادٍ مَعْرِفَهُ الْعِلْمِ دِینٌ یُدَانُ بِهِ- بِهِ یَکْسِبُ الْإِنْسَانُ الطَّاعَهَ فِی حَیَاتِهِ- وَ جَمِیلَ الْأُحْدُوثَهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ- وَ الْعِلْمُ حَاکِمٌ وَ الْمَالُ مَحْکُومٌ عَلَیْهِ- یَا کُمَیْلَ بْنَ زِیَادٍ هَلَکَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَ هُمْ أَحْیَاءٌ- وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِیَ الدَّهْرُ- أَعْیَانُهُمْ مَفْقُودَهٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِی الْقُلُوبِ مَوْجُودَهٌ- هَا إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً وَ أَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَهً- بَلَى أُصِیبُ لَقِناً غَیْرَ مَأْمُونٍ عَلَیْهِ- مُسْتَعْمِلًا آلَهَ الدِّینِ لِلدُّنْیَا- وَ مُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَ بِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِیَائِهِ-أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَهِ الْحَقِّ لَا بَصِیرَهَ لَهُ فِی أَحْنَائِهِ- یَنْقَدِحُ الشَّکُّ فِی قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَهٍ- أَلَا لَا ذَا وَ لَا ذَاکَ- أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّهِ سَلِسَ الْقِیَادِ لِلشَّهْوَهِ- أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَ الِادِّخَارِ- لَیْسَا مِنْ رُعَاهِ الدِّینِ فِی شَیْءٍ- أَقْرَبُ شَیْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَهُ- کَذَلِکَ یَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِیهِ- اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّهٍ- إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وَ إِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً- لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَیِّنَاتُهُ- وَ کَمْ ذَا وَ أَیْنَ أُولَئِکَ وَ اللَّهِ الْأَقَلُّونَ عَدَداً- وَ الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً- یَحْفَظُ اللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَ بَیِّنَاتِهِ حَتَّى یُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ- وَ یَزْرَعُوهَا فِی قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ- هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِیقَهِ الْبَصِیرَهِ- وَ بَاشَرُوا رُوحَ الْیَقِینِ وَ اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ- وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ- وَ صَحِبُوا الدُّنْیَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَهٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى- أُولَئِکَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ الدُّعَاهُ إِلَى دِینِهِ- آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْیَتِهِمْ- انْصَرِفْ یَا کُمَیْلُ إِذَا شِئْتَ الجبان و الجبانه الصحراء- .
و تنفس الصعداء أی تنفس تنفسا ممدودا طویلا- . قوله ع ثلاثه قسمه صحیحه- و ذلک لأن البشر باعتبار الأمور الإلهیه- إما عالم على الحقیقه یعرف الله تعالى- و إما شارع فی ذلک فهو بعد فی السفر إلى الله- یطلبه بالتعلم و الاستفاده من العالم- و إما لا ذا و لا ذاک- و هو العامی الساقط الذی لا یعبأ الله- و صدق ع فی أنهم همج رعاع أتباع کل ناعق- أ لا تراهم ینتقلون من التقلید لشخص إلى تقلید الآخر- لأدنى خیال و أضعف وهم- . ثم شرع ع فی ذکر العلم و تفضیله على المال- فقال العلم یحرسک و أنت تحرس المال- و هذا أحد وجوه التفضیل- . ثم ابتدأ فذکر وجها ثانیا فقال- المال ینقص بالإنفاق منه- و العلم لا ینقص بالإنفاق بل یزکو- و ذلک لأن إفاضه العلم على التلامذه- تفید المعلم زیاده استعداد- و تقرر فی نفسه تلک العلوم- التی أفاضها على تلامذته و تثبتها و تزیدها رسوخا- .
فأما قوله و صنیع المال یزول بزواله- فتحته سر دقیق حکمی- و ذلک لأن المال إنما یظهر أثره و نفعه- فی الأمور الجسمانیه و الملاذ الشهوانیه- کالنساء و الخیل و الأبنیه و المأکل و المشرب- و الملابس و نحو ذلک- و هذه الآثار کلها تزول بزوال المال أو بزوال رب المال- أ لا ترى أنه إذا زال المال اضطر صاحبه- إلى بیع الأبنیه و الخیل و الإماء- و رفض تلک العاده من المآکل الشهیه و الملابس البهیه- و کذلک إذا زال رب المال بالموت- فإنه تزول آثار المال عنده- فإنه لا یبقى بعد الموت آکلا شاربا لابسا- و أما آثار العلم فلا یمکن أن تزول أبدا- و الإنسان فی الدنیا و لا بعد خروجه عن الدنیا- أما فی الدنیا- فلأن العالم بالله تعالى لا یعود جاهلا به- لأن انتفاء العلوم البدیهیه عن الذهن- و ما یلزمها من اللوازم بعد حصولها محال- فإذا قد صدق قوله ع فی الفرق بین المال و العلم- أن صنیع المال یزول بزواله- أی و صنیع المال لا یزول و لا یحتاج إلى أن یقول بزواله- لأن تقدیر الکلام و صنیع المال یزول لأن المال یزول- و أما بعد خروج الإنسان من الدنیا- فإن صنیع العلم لا یزول- و ذلک لأن صنیع العلم- فی النفس الناطقه اللذه العقلیه الدائمه لدوام سببها- و هو حصول العلم فی جوهر النفس- الذی هو ممشوق النفس مع انتفاء ما یشغلها عن التمتع به- و التلذذ بمصاحبته- و الذی کان یشغلها عنه فی الدنیا- استغراقها فی تدبیر البدن- و ما تورده علیها الحواس من الأمور الخارجیه- و لا ریب أن العاشق إذا خلا بمعشوقه- و انتفت عنه أسباب الکدر کان فی لذه عظیمه- فهذا هو سر قوله و صنیع المال یزول بزواله- .
فإن قلت- ما معنى قوله ع معرفه العلم دین یدان به- و هل هذا إلا بمنزله قولک معرفه المعرفه أو علم العلم- و هذا کلام مضطرب- قلت تقدیره معرفه فضل العلم أو شرف العلم- أو وجوب العلم دین یدان به- أی المعرفه بذلک من أمر الدین- أی رکن من أرکان الدین واجب مفروض- . ثم شرح ع حال العلم الذی ذکر- أن معرفه وجوبه أو شرفه دین یدان به- فقال العلم یکسب الإنسان الطاعه فی حیاته- أی من کان عالما کان لله تعالى مطیعا- کما قال سبحانه إِنَّما یَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ- .
ثم قال و جمیل الأحدوثه بعد وفاته- أی الذکر الجمیل بعد موته- . ثم شرع فی تفضیل العلم على المال من وجه آخر- فقال العلم حاکم و المال محکوم علیه- و ذلک لعلمک أن مصلحتک فی إنفاق هذا المال تنفقه- و لعلمک بأن المصلحه فی إمساکه تمسکه- فالعلم بالمصلحه داع و بالمضره صارف- و هما الأمران الحاکمان بالحرکات و التصرفات- إقداما و إحجاما- و لا یکون القادر قادرا مختارا إلا باعتبارهما- و لیسا إلا عباره عن العلم أو ما یجرى مجرى العلم- من الاعتقاد و الظن- فإذن قد بان و ظهر أن العلم من حیث هو علم حاکم- و أن المال لیس بحاکم بل محکوم علیه- .
ثم قال ع هلک خزان المال و هم أحیاء- و ذلک لأن المال المخزون لا فرق بینه و بین الصخره- المدفونه تحت الأرض- فخازنه هالک لا محاله لأنه لم یلتذ بإنفاقه- و لم یصرفه فی الوجوه التی ندب الله تعالى إلیها- و هذا هو الهلاک المعنوی و هو أعظم من الهلاک الحسی- . ثم قال و العلماء باقون ما بقی الدهر- هذا الکلام له ظاهر و باطن- فظاهره قوله أعیانهم مفقوده- و أمثالهم فی القلوب موجوده- أی آثارهم و ما دونوه من العلوم فکأنهم موجودون- و باطنه أنهم موجودون حقیقه لا مجازا- على قول من قال ببقاء الأنفس- و أمثالهم فی القلوب کنایه و لغز- و معناه ذواتهم فی حظیره القدوس- و المشارکه بینها و بین القلوب ظاهره- لأن الأمر العام الذی یشملها هو الشرف- فکما أن تلک أشرف عالمها کذا القلب أشرف عالمه- فاستعیر لفظ أحدهما و عبر به عن الآخر- . قوله ع ها إن هاهنا لعلما جما- و أشار بیده إلى صدره- هذا عندی إشاره إلى العرفان- و الوصول إلى المقام الأشرف الذی لا یصل إلیه- إلا الواحد الفذ من العالم ممن لله تعالى فیه سر- و له به اتصال ثم قال لو أصبت له حمله و من الذی یطیق حمله- بل من الذی یطیق فهمه فضلا عن حمله- . ثم قال بلى أصیب- .
ثم قسم الذی یصیبهم خمسه أقسام- أحدهم أهل الریاء و السمعه- الذین یظهرون الدین و العلم و مقصودهم الدنیا- فیجعلون الناموس الدینی شبکه لاقتناص الدنیا- . و ثانیها قوم من أهل الخیر و الصلاح- لیسوا بذوی بصیره فی الأمور الإلهیه الغامضه-فیخاف من إفشاء السر إلیهم- أن تنقدح فی قلوبهم شبهه بأدنى خاطر- فإن مقام المعرفه مقام خطر صعب- لا یثبت تحته إلا الأفراد من الرجال- الذین أیدوا بالتوفیق و العصمه- . و ثالثها رجل صاحب لذات و طرب مشتهر بقضاء الشهوه- فلیس من رجال هذا الباب- . و رابعها رجل عرف بجمع المال و ادخاره- لا ینفقه فی شهواته و لا فی غیر شهواته- فحکمه حکم القسم الثالث- .
ثم قال ع کذلک یموت العلم بموت حاملیه- أی إذا مت مات العلم الذی فی صدری- لأنی لم أجد أحدا أدفعه إلیه و أورثه إیاه- ثم استدرک فقال اللهم بلى- لا تخلو الأرض من قائم بحجه الله تعالى- کیلا یخلو الزمان ممن هو مهیمن لله تعالى على عباده- و مسیطر علیهم- و هذا یکاد یکون تصریحا بمذهب الإمامیه- إلا أن أصحابنا یحملونه على أن المراد به الأبدال- الذین وردت الأخبار النبویه عنهم- أنهم فی الأرض سائحون- فمنهم من یعرف و منهم من لا یعرف- و أنهم لا یموتون حتى یودعوا السر- و هو العرفان عند قوم آخرین یقومون مقامهم- . ثم استنزر عددهم فقال و کم ذا- أی کم ذا القبیل و کم ذا الفریق- . ثم قال و أین أولئک استبهم مکانهم و محلهم- . ثم قال هم الأقلون عددا الأعظمون قدرا- . ثم ذکر أن العلم هجم بهم على حقیقه الأمر- و انکشف لهم المستور المغطى- و باشروا راحه الیقین و برد القلب و ثلج العلم- و استلانوا ما شق على المترفین من الناس- و وعر علیهم نحو التوحد و رفض الشهوات و خشونه العیشه- .
قال و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون- یعنی العزله و مجانبه الناس و طول الصمت- و ملازمه الخلوه و نحو ذلک مما هو شعار القوم- . قال و صحبوا الدنیا بأرواح- أبدانها معلقه بالمحل الأعلى- هذا مما یقوله أصحاب الحکمه- من تعلق النفوس المجرده بمبادئها من العقول المفارقه- فمن کان أزکى کان تعلقه بها أتم- . ثم قال أولئک خلفاء الله فی أرضه و الدعاه إلى دینه- لا شبهه أن بالوصول یستحق الإنسان- أن یسمى خلیفه الله فی أرضه- و هو المعنى بقوله سبحانه للملائکه إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَهً- و بقوله هُوَ الَّذِی جَعَلَکُمْ خَلائِفَ فِی الْأَرْضِ- . ثم قال آه آه شوقا إلى رؤیتهم- هو ع أحق الناس بأن یشتاق إلى رؤیتهم- لأن الجنسیه عله الضم- و الشیء یشتاق إلى ما هو من سنخه و سوسته و طبیعته- و لما کان هو ع شیخ العارفین و سیدهم- لا جرم اشتاقت نفسه الشریفه إلى مشاهده أبناء جنسه- و إن کان کل واحد من الناس دون طبقته- . ثم قال لکمیل انصرف إذا شئت- و هذه الکلمه من محاسن الآداب و من لطائف الکلم- لأنه لم یقتصر على أن قال انصرف- کیلا یکون أمرا و حکما بالانصراف لا محاله- فیکون فیه نوع علو علیه فاتبع ذلک بقوله- إذا شئت لیخرجه من ذل الحکم و قهر الأمر- إلى عزه المشیئه و الاختیار
ترجمه فارسی شرح ابن ابی الحدید
حکمت (۱۴۳)
و من کلام له علیه السّلام لکمیل بن زیاد النخعى: قال کمیل بن زیاد: اخذ بیدى امیر المؤمنین على بن ابى طالب علیه السّلام فاخرجنى الى الجبان، فلما اصحر تنفس الصعداء ثم قال: یا کمیل بن زیاد، انّ هذه القلوب اوعیه فخیرها اوعاها، فاحفظ عنى ما اقول لک.
الناس ثلاث: فعالم ربانى، و متعلم على سبیل نجاه، و همج رعاع اتباع کل ناعق یمیلون مع کل ریح… و از سخنان آن حضرت است به کمیل بن زیاد نخعى: کمیل بن زیاد گوید: امیر المؤمنین على بن ابى طالب علیه السّلام دست مرا گرفت و با خود به صحرا برد و چون به صحرا رسید نخست آهى دراز کشید و سپس فرمود: «اى کمیل بن زیاد این دلها باردانه ایى است که بهترین آنها فرا گیرنده ترین آنهاست، بنابر این آنچه را به تو مى گویم از من به خاطر بسپار. مردم سه گونه اند، داناى خدا شناس، و آموزنده اى که در راه رستگارى کوشاست، و دیگران که چون پشه اند و فرو مایگانى رونده به چپ و راست که از هر بانگى پیروى کننده اند و با هر باد به سوى آن گرایش پیدا مى کنند…»
ابن ابى الحدید پس از توضیح یکى دو لغت چنین آورده است: این گفتار آن حضرت که فرموده است: «مردم سه گونه اند» قسمتى صحیح است زیرا بشر به اعتبار امور الهى یا عالم به حقیقت است و خداى متعال را مى شناسد، یا در آن راه گام بر مى دارد و در زمره کسانى است که به سوى خدا سفر مى کند و با آموزش دیدن و استفاده از علم و عالم به جستجوى خداوند است، یا آنکه نه آن است و نه این و عامى فرو مایه اى است که خداوند به او توجه و اعتنایى نمى فرماید، و على علیه السّلام درست فرموده است که این گروه همچون پشه اند و از پى هر بانگى مى روند، مگر نمى بینى که ایشان با گمانى سست و پندارى نادرست از تقلید از شخصى به تقلید از دیگرى مى پردازند.
سپس على علیه السّلام به اهمیت علم و برترى دادن آن به مال پرداخته و فرموده است: «علم تو را پاسدارى مى کند و حال آنکه مال را تو پاسدارى مى کنى» و این یکى از جهات تفضیل علم بر مال است. آن گاه دلیل دیگرى را بیان کرده و فرموده است: مال با انفاق کاسته مى شود و علم با انفاق کاسته نمى شود بلکه فزونى مى یابد و این بدان سبب است که آموزش دادن و ریختن علم براى شاگردان موجب فزونى استعداد معلم مى شود و علومى که براى شاگردان بیان مى کند در آن استقرار بیشتر مى یابد و موجب رسوخ و پایدارى بیشتر علم در معلم مى شود.
این که فرموده است: «ساخته و پرداخته مال با زوال مال زایل مى شود.» نکته دقیقى از حکمت است زیرا معمولا اثر و فایده مال در امور جسمانى و لذتهاى شهوانى است همچون زنان و اسبها و ساختمانها و خوراکیها و آشامیدنیها و پوشیدنیها و نظایر آن که همه این آثار با زوال مالى یا با نیستى صاحب مال از میان مى رود. مگر نمى بینى هنگامى که سرمایه از میان مى رود، صاحب مال مجبور به فروش ساختمانها و اسبها و کنیزکان مىشود و عادت خود را در خوردن خوراکهاى لذیذ و لباسهاى گرانبها رها مى کند. همچنین هر گاه صاحب مال بمیرد آثار مال براى او زایل مى شود که پس از مرگ نه خورنده است و نه آشامنده و نه پوشنده جامه.
حال آنکه آثار علم ممکن نیست که زایل شود چه هنگامى که آدمى در این جهان است و چه پس از خروج او از دنیا. در دنیامثلا آن کس که عالم به وجود خداوند متعال است، جاهل به آن نمى شود، زیرا نیستى و نابودى علم بدیهى از ذهن و لوازم آن پس از حصول آن، محال است و در این صورت به راستى آن حضرت درست فرموده است که «ساخته و پرداخته مال با زوال مال از میان مى رود.» مفهوم مخالف آن بدین معنى است که ساخته و پرداخته علم از میان نمى رود پس از خروج از دنیا هم باز ساخته و پرداخته علم از میان نمى رود، زیرا ساخته و پرداخته علم در نفس ناطقه، لذت عقلى دایمى است که علت آن دوام دارد یعنى علم در جوهر نفس حاصل مى شود و معشوق نفس است و در زندگى این جهانى استغراق نفس به تدبیر امور بدن و آنچه حواس از امور خارجى به نفس منتقل مى کند آن را از خلوت با معشوق باز مى دارد و تردید نیست که هر گاه اسباب کدورت و اشتغال نفس- با مرگ بدن- از میان مى رود، نفس در لذت بزرگى قرار مى گیرد و این است راز گفتار آن حضرت که فرموده است: «ساخته و پرداخته مال با زوال مال از میان مى رود.
» ابن ابى الحدید سپس ضمن رد اشکال کسى که بگوید چرا امیر المؤمنین فرموده است: «معرفه العلم دین یدان به» «شناخت علم، دینى است که باید به آن گردن نهاد.» توضیح داده است که مقصود شناخت شرف و فضل علم است یا آنکه وجوب آموزش علم و شناخت آن رکنى از ارکان دین و واجب است آن چنان که خود آن حضرت شرح داده و فرموده است: آدمى با کسب دانش در زندگى اطاعت و فرمانبردارى خدا را مى آموزد، یعنى هر کس به راستى عالم باشد مطیع خداوند متعال است، آن چنان که خداوند سبحان فرموده است: «همانا و جز این نیست که از میان بندگان خدا عالمان از خداوند بیم و خشیت دارند.» سپس فرموده است: و عالمان براى پس از مرگ نام نیک مى اندوزند.
امیر المؤمنین علیه السّلام از جهتى دیگر فضیلت علم را بر مال مورد بحث قرار داده و فرموده است: «علم فرمانروا و مال فرمانبردار است.» و این بدان سبب است که علم تو موجب تشخیص تو در چگونگى رفتار با مال است که آیا آن را هزینه یا اندوخته کنى و این علم است که انگیزه مصرف مال در مورد مصلحت است و باز دارنده از هزینه کردن آن در موارد زیان بخش و به هر حال علم یا چیزى که نظیر آن است چون اعتقاد و گمان در مورد مصرف یا عدم مصرف مال، حاکم و فرمانده است و مال حاکم نیست بلکه محکوم است آن گاه فرموده است: «مال اندوزان گرچه به ظاهر زندهاند ولى نابود شده اند.» و این بدان سبب است که میان مال اندوخته با سنگى که زیر زمین باشد، فرقى نیست، زیرا صاحب آن به هر حال هلاک شده است که از انفاق آن لذتى نبرده است و آن را در راههایى که خداوند متعال تعیین فرموده هزینه نکرده است و این خود هلاک معنوى است که از هلاک جسمى سختتر و بزرگتر است.
سپس فرموده است: «عالمان تا روزگار پاینده است، پاینده اند.» که این سخن را ظاهرى است و باطنى. ظاهرش همان است که خود در جمله بعد فرموده است: «بدنهایشان از دست شده است و نشانهایشان در دلها موجود» یعنى آنچه که از علوم تدوین کردهاند و بدین گونه گویى خود حضور دارند و موجودند. باطن این سخن به اعتقاد افرادى که به بقاى نفس معتقدند، این است که آنان به حقیقت و نه به مجاز زندهاند و «آثار و نشانه هاى ایشان» کنایه و لغز است یعنى ذات آنان در حظیره قدوس موجود است. و این سخن آن حضرت که «با دست خود اشاره به سینه خویش کرد و گفت این جا دانشى انباشته است»، به نظر من- ابن ابى الحدید- اشاره به عرفان و وصول به مقام اشرفى است که کسى به آن نمى رسد مگر یگانه مهترى از جهان که خدا را در او رازى نهفته است و او را به حق پیوندى ویژه.
آن گاه فرموده است: «کاش براى آن فرا گیرانى مىیافتم.» ولى چه کسى است که یاراى فراگیرى آن را داشته باشد حتى چه کسى است که یاراى درک آن را داشته باشد.
سپس فرموده است: آرى یافتم، ولى آنان را به پنج گروه تقسیم فرموده است: نخست گروهى که اهل ریاء و خود نمایى اند، کسانى که به دین و دانش خود نمایى مىکنند و هدف ایشان دنیاست، آنان ناموس دینى را دام شکار اهداف دنیا قرار مى دهند.
گروه دوم، گروهى از اهل خیر و صلاحاند ولى در امور پیچیده الهى داراى بینش نیستند و از آشکار کردن راز براى آنان بیم آن مى رود که به اندک چیزى در دلهایشان شبهه افتد و مقام معرفت، مقامى سخت و بزرگ است که فقط مردانى مى توانند در آن پایدار باشند که با توفیق و عصمت مؤید گردند.
گروه سوم، شخص در جستجوى لذات و طرب و مشهور به قضاى شهوت خویش است که چنان شخص و گروه شایسته این مقوله نیستند.
گروه چهارم مردمى که به گرد آورى و مال اندوزى مىپردازند و اموال خود را نه در مورد شهوات خویش و نه در غیر آن هزینه نمىکنند، حکم این گروه چون حکم گروه سوم است. سپس فرموده است: «آرى این چنین دانش با مرگ دانشمندان مى میرد.» یعنى چون من بمیرم دانشى هم که در سینه من است مىمیرد زیرا کسى را نمىیابم که آن را به او بسپارم یا به میراث او قرار دهم. سپس استدراک فرموده و گفته است: آرى، زمین خالى نمى ماند از کسى که قائم به حجت خداى متعال است، و زمان تهى نمى ماند از کسى که از سوى خداوند متعال بر بندگانش سیطره دارد و نگهبان بر ایشان است. این سخن على علیه السّلام گر چه نزدیک به تصریح مذهب امامیه است ولى یاران معتزلى ما آن را بر ابدال معنى مى کنند که همان کسانى هستند که اخبار نبوى در باره ایشان حاکى از آن است که در زمین در حال سیاحت هستند، برخى از ایشان شناخته شده اند و برخى ناشناخته و آنان نمى میرند تا آنکه آن راز پوشیده را که همان عرفان است به گروهى دیگر که قائم مقام آنان خواهند بود، به ودیعت بسپارند.
سپس شمار ایشان را اندک شمرده و فرموده است: مگر آنان چقدر هستند و گفته است و کجایند، یعنى جایگاه آنان را مبهم دانسته است و افزوده است: که آرى آنان شمارى اندک و داراى قدر عظیم هستند و پرتو علم حقیقى بر آنان تافته و کار پوشیده و در پرده براى آنان آشکار گردیده و راحت یقین و آرامش دل و گوارایى علم را احساس کردهاند و آنچه را که بر مردم ناز پرورده دشوار است بر خود نرم و ملایم احساس مى کنند و آهنگ توحید و از خود راندن شهوتها و زندگى خشن دارند. آنان به آن چیزى که جاهلان از آن وحشت دارند، انس گرفته اند، یعنى به عزلت و کناره گیرى از مردم و سکوت و خاموشى طولانى و خلوت گزینى و دیگر کارها که شعار ابدال است.
امیر المؤمنین علیه السّلام در باره آنان گفته است: در دنیا با بدنهایى زندگى مىکنند که ارواح ایشان آویخته از محل اعلى است، و این همان چیزى است که حکیمان مىگویند که جانها آویخته به مبادى خود است و هر کس پاکیزهتر باشد، تعلق و آویختگى او به مبدأ تمامتر است.
آن گاه فرموده است: «آنان خلفاى خداوند در زمین خدا و دعوت کنندگان به دین خدایند.» و در این شبه هاى نیست که آدمى با وصول به آن درجه شایسته آن است که خلیفه خدا در زمین نام بگیرد و همین معنى گفتار خداوند به فرشتگان است که فرموده است: «من در زمین خلیفتى قرار مى دهم.» و گفتار دیگر خداوند که فرموده است:
«اوست آن کس که شما را در زمین خلیفه ها قرار داده است.» سپس فرموده است: آه آه به شوق دیدار ایشان. بدیهى است که على علیه السّلام از همگان مشتاقتر به دیدار ایشان است که خود از آن جنس است و علت پیوستگى، وحدت جنسیت است و هر چیز مشتاق چیزى است که از همان جنس و طبیعت است و چون آن حضرت شیخ عارفان و سرور ایشان است ناچار نفس شریف او مشتاق مشاهده و پیوند با هم جنس است، هر چند که هر یک از مردم فروتر از طبقه اویند.
سپس به کمیل فرموده است: «اگر مى خواهى باز گرد.» این نوع سخن گفتن از لطایف و آداب بسیار پسندیده است که نفرموده است «برگرد» که حکم و فرمان به برگشتن نیست که در آن نشان برترى بر او باشد و سخن خود را با «اگر مى خواهى» همراه فرموده است که کمیل را از حالت زور و اجبار به عزت اختیار و خواست خود قرار دهد.
جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد ۷ //دکتر محمود مهدوى دامغانى
بازدیدها: ۷۳۸